Skip to main content

Full text of "لأول مرة: مناقب الأئمة الأربعة - الإمام القاضي الباقلاني - تحقيق:د.سميرة فرحات"

See other formats


راتت (سل يكم 






الإمام الفاضى 


الباقلانى 


مناتب (أ 
ثمة اللاربعة 


مناتب الأئمة (للأربعة 


تأثيف 
(للإمام القاضي (لباتللاني 


محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم 
المكنى بأبي بكر والمتوفى سنة 403 هم 


تحقين وتصحيع وتعلين 
وقتدرة سميرة نرجات 


دار المسَخَبَ المتري 


للدرامكات والششثر والتوزبيع 


الطبعة الأولى 


2ه - 2002 م 


دار المنتخب العربي 


للدراسات والنشر والتوزيع 


ص.ب. 113/6311 - بيرُوت 


توزيع 


مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع 
بيروت - الحمرا شارع اميل اده بناية سلام ‏ ص.ب. 113/6311 
تلفون 791123 (01) - تلفاكس 791124 (01) بيروت - لبنان 
بريد الكتروني 24622.561.15) نام 1202/0 


15821 9953-427-12-7 


إهداع 
إلى الصاحي للهَدذي 


مهدي الأزض نظرٌ 
هل عَادَ السَمْع خَبَرً! ! 
غطى الكونّ 
وبدا فيه 
لون الخضر 


م 


من ديوان «الخضر في الأرض» «نيسان» 


هو 6 


تقديم 


يسرني أن أقدم للمكتبة العربية الخاصة بالتراث الإسلامي والعاملة على 
إحيائه حديثاً: الجزء الثاني الخاص بمناقب الإمام على رضي الله عنه من 
الكتاب الذي لم يغب عن أدراجها قديماء والذي وضعه الإمام القاضي: 
الباقلانى وهو بعنوان «مناقب الأئمة ونقض المطاعن عن سلف الأمة» نظراً 
لأهميته وحاجة المكتبة إليه. فلا يبقى مخطوطأ يحظر لمسه خوفاً من أن يأتي 
اللمس والتداول بالأيدي على البقية الباقية منه. أخرجت الكتاب المخطوط 
في نسخة منذ سنة 1980 ميلادية بغية التحقيق فيه» حيث لم يكن أحد تابع 
هذا العمل قبل هذا التاريخ وإن سجلت الأسماء الكثيرة قبله وبعده. ولم نَرَ 
إلى الآن عملاً ناضجاً فيه على ما وردتنا به الأخبار. 

هذا وقد ثم التحقيق على فترات متفاوتة تطول وتقصر حسب الجدية 
والنشاط الذي يلازم العمل في المتابعة؛ فكنت أتركه فترة ثم أعود إليه من 
جديد وهكذا. فإذا جمعنا هذه الفترات من العمل فهي تتعدى أربع سنوات 
بقليل على أن يكون العمل في اليوم الواحد أربعاً وعشرين ساعة كاملة» نظراً 
لاعتمادي على نسخة مهملة أتى عليها التاكل وكاد يودي بها هباء دون أن 
يكشف النقاب عنهاء وتُطمَرُ فى غياهب المجهولء تعرّف محتواها اختصاراً 
كتب أخرى خرجت اللباقلانى» كالتمهيد”'' ولعلماء آخرين أخذوا عنه ونهجوا 
نهجه كإمام الحرمين© . 


(1) مثلاً: اكنا أملينا مختصراً فى الإمامة. .! التمهيد طبعة 57: 379. 
(2) «.. وقد صنف القاضى الباقلانى. . من أئمتنا رضى الله عنه. . . كتباً مبسوطة فى الإمامة. . 
فيها مقنع للمستبصر وإرشاد بالغ لمن يروم الغاية ودرك النهاية» مقدمة التمهيد طبعة 57: 21. 


7 


نحن إذن أمام كتاب عنوان يحمل الكثير من التساؤل» ومحتواه يضع 
الجواب بعد السؤال ويثير العزم على الإهتمام به» كما يجعلنا نتحمس 
ونخرجه تحقيقاً وطباعة من أدراج النسيان والحفظ يتآكل فيها مع الوقت 
ويذوب كما تذوب الأشياء في الطبيعة. ويعدي فيها مع الوقت ويذوب كما 
تذوب الأشياء فى الطبيعة. ويعدي عليه الزمان ومعلوماته لا تزال حاضرة حية 
تجيب القديم والحديث» وتعطي توضيحاً في مسألة الإمامة. 


نفتح معجم'' الباقلاني فيرشدنا. إن محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر 
بن القاسم المكنى بأبي بكر عاش في القرن الرابع الهجري هو إمام مالكي. 
ومتكلم أشعري على لسان أهل السنة» عمل طوال حياته على الدفاع عن 
الدين» وذب الخصوم من فرق إسلامية وغير إسلامية؛ فكان يمرن الحجة 
بالحجة. ويقابل المسألة بالمسألة فينفذ إلى براهين تلزم الخصم» وتدفع 
للوجماع عليها. ويحاول تعريف العلم الضروري بالقصد الهادف إلى إظهار 
الجزء الذي لا يتجزأء وبيانه فى خلق متكامل لأمة عادلة تبغى الحق مطلباً» 
وتثوب إليه مأرباً على يد إمام عادل تمٌّ عقده. 


فإذا كانت كلمة منقبة تعني عند أهل «الفعل الكريم» لأنه شيء حسن» وقد 
شهر كأنه انقب عنه»» وإذا كان جمع كلمة منقبة: مناقب . فإن مناقب الإنسان هي 
ماعرف به من الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة» وإذا كان هذا ما أراده 
الباقلاني في كتابه الذي وضعه في «الأئمة الأربعة رضي الله عنهم» فلانه أراد بيان 
هذه المناقب» وإظهارها لكل متأول وخصم يبغي النيل منهم بالتعريض لهم. 
والأذية بهم. وهم المستخلفون بعد النبي. يعرفهم في معجمه بقوله: «فكان من 
ذلك ما وعدهم الله تعالى» واستخلف الأربعة» وهم «الأئمة: الخلفاء 
الراشدون2”” فالإمام هو المستخلف,. وهو من يؤتم به كما يقول ابن سيده في 


لسان العرب «والإمام ما ائتم به من رئيس وغيره» والجمع أئمة7”0 . 


010 معجم الباقلاني وضعته لنيل شهادة دكتوراه في الفلسفة ‏ يحوي مصطلحات اختيرت من كتبه 
الثلاثة : التمهيد والإنصاف والبيان. صدر عن المؤسسه الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع 
1411/ 1991. 

(2) معجم الباقلاني مادة إمامة: 59. 

(3) نفسه. 


ويقول الباقلاني معرفاً أن أعظم الإمامة هي الإمامة الكبرى”'2 بذلك إمامة 
الأمةء «وإذا تابعنا المعنى فإن أمة هى فى «... والإمَّة والأمّة: الشرعة 
والدين (ل غ 2 27) وقيل: أمة محمد يِه كل من أزسل إليه؛ فمن آمن 
به أو كفر (ل غ 12: 28) وأمة الرجل قومه... والأمة: الجماعة... (لغ 
2 28). وحين تكون الجماعة على وشك فرقة وتغالبء فإن الباقلاني 
يقول: «... ذلك حكم تغالب فرقة الآمة وقهرهم الفرقة الهادية إن اتفق 
ذلك22 . يأتى السؤال بعد هذه التعريفات لماذا تحصل الفرقة؟ ولماذا 
(اختصموا)””. ومن هي الفرقة الهادية. 

وليس من صعوبة حين نذكر التقسيم الذي تم في الكتاب: فهو مبين في 
مقسم إلى أبواب وفصول غير متناسقة العددء تتبع الكلام في مسائل» قد تأخذ 
المسألة الواحدة في الباب الواحد من الفصول ما يكفيها لتتوضح في معناها . 
وعلى هذا النحو اتبعت تقسيم الأبواب. فمنها التي تحوي فصولا كثيرة مثل 
الباب التاسع وفيه ‏ 52 من الفصول لا يتعدى الفصل الواحد منها الصفحة 
الواحدة؛ ومنها التي تقل فصولها مثل الباب ‏ 38 ويحوي - 7- من الفصول. 
وبهذا العمل انحصر عدد الأبواب فكان ‏ 39 وعدد الفصول كان 924 
وبالتالى إذا أردنا حساب كلمات المخطوطء فإنها مبينة» ومحصورة إذا كان 
السطر الواحد يحوي فى معدل وسطى ‏ 12 كلمة ‏ وعدد الصفحات ‏ 584 -. 

هذا ولم آتِ على حذف كلمة واحدة من المخطوطهء وأيضاً لم آتِ على 
إضافة كلمة واحدةء وإن كانت الحاجة فى بعض الأحيان تدعو إلى زيادة 
حرف ما مثل «ان» و«في»)»: فهي قليلة جداًء وإذا أضفت حرفاً أذكر ذلك في 
الحاشية تبعاً للأمانة العلمية التى توخيتهاء وحفاظاً على أسلوب ولغة 
المخطوط الموضوعة بمتانة فائقة وسبك متقن. 

أما الخاتمة فإن فيها من الفهارس بعد التعليق"' ما يكفى كى تعطى 


(3) نفسه. 


(4) لن أشير إلى اعداد الفهارس المختلفة فقد ذكرت هذا أكثر من مرة. 


9 


توضيحاً آخر عن الكتاب. فهي تعتبر الباب الخلفي الذي يمكن الدخول إلى 
المحتوى» وهي وسيلة أخرى ظهرت فأفادت في تصحيح كلمات وأسماء 
وردت خطأء كما أفادت فى التعريف عن هذه الأسماء وإظهار شخصياتها 
المهمة التي كان لها في تاريخ الدعوة الإسلامية صولات وجولات»؛ أما 
الإصطلاحات فهي شاملة أخذت من الوقت ما يكفي كي تجمع وتنسق» 
خاصة وأننا ما زلنا نعمل بالطريق القديمة دون آلات حديثة؛ نستعين بها فى 
الكتابة» ولا خجل فى ذكر هذاء فنحن ما زلنا لوقت قصير نحمل أعباء أثقلتنا 
بها حرب ضروس”": هذا وإذا أردنا أن نجعل منها سبباً فقد أخذت بعملية 
إخراج الأحاديث النبوية إخراجاً يرجع إلى مراجع رئيسية جمعها مصنفون في 
كتب عن النبي كَلِلِ. والذي يشفع بعض الشيء أن الأحاديث التي وردت في 
الكتاب هى متداولة» ومتعارفة بين العامة والخاصة. 
وبالتالي لا يجب علي سوى التعبير عن شكري وامتناني لأولى الأمر فيما 
يتعلق بالمخطوط ونسخته المصورة» وللذين شجعوا على إنجاز هذا العمل 
وهم عالمون عارفون في التراث الإسلامي والإنساني. 
لهؤلاء جميعاً يعود الفضل والمنة فى كل عمل جيداً أتى على هذا الكتاب؛ 
وأما نقائصه فأنسبها إلى نفسي وهذا اعتراف صادق مني أمام القارىء. إذ به 
نصل إلى الحقيقة التي تصولنا بدورها إلى الحق. 
سميرة عقيل فرحات 
بيروت 24/ 12/ 1997 


(1) أشير هنا إلى الحرب اللبنانية . 


11 


' ١ 
عه ل مسا‎ 0 
رمع 0 ميس 2 غ) حر‎ ١ لة مم نح‎ 0 
ع‎ 
يا‎ 
1 
١ 
3 


0 0 ودح 1ن حم رع 0 
0 مسيم 6 0 3 لوعن ليق و( 
وس 
حر سه الاو لجسل يبس رنب مج الب 

: لس ميو 0 سو تسوه ار 
ا ا 
ا 0 م جز ومو + »م مم ةر 

لكيي واسساج ور 0 

0 مجه نج رج له حم حم ]رح ور ل 
8 مجم لمة ليح رع البزويا ل 9 ل 7 1 
1 ا بد > مجم سك رن ماو حو مسلا ته 
ا : م ا لاحن وهاه ات ونذن ار 
0 رس كونننب لم0 اد 0 





يم راعسا 

ا اك 0 0 
جا حسم - لفخاتد” 
3 ا ١‏ ل مم 9 53 0 
1 8 


0 - الس * 








م الي اه 


له مسي ب 
0 55 0 لياق 5 ” 


م حدس 1: حي 


صم 


2 سمو 
1 1 المي يه 
0 للا ا اليس 


م 5 كب 0 50 
0 , 9 كيت د 
2 دن ١‏ نس سب م رح مقر 
مره ا 0 ته ع “اح بو ا لس 
تعدا اميد ل ا ا 0 
كس هسمودم 5 رح لتاقم 4 مس : 0 2 
٠.‏ 1 ااا ا ا 
0 0 1 ال ا 152 7[يت 


1 ا 1 


10 


5 2-0-3 ا فنا لا 





ل 3 


0 ارفاك بدا أعاز قفاوم لد 1 













ْ 3 اا 0 2 0 
3 01 راشا ناد زر م 3 
ظ 01 
00 
د 
هو 


61 


١ 


0 3 


5 اميد :0 9 





لررالسهرا يعر العو لءاء م ادر شعو وس اليكل 
أو ولع لاقي لعلزيما رامنا للزو شام 
2 (أطلليا مرا تله حوره مره لراش رط أييليرا: 55 
عع هص لهاسون ملووانيو رامطوبامن سير 
١‏ ا لسعلل ١‏ الار ةاتف عا بسار د رع رمب ركه 
ا هرمح ترج امل الماطلة- عبرارما4 ما شا نهو بسوره لامكا 
: اناعد سه لكف لاد زرط ل 
ا وسمصسيرعافعرتها فعليه أخنه السو الاأووالناساججعمز برا نان ميد 
1 اعلا علوم رس جيعام وكارل لضم لهدا اللارا رسيت وسار 0 
وسم م و كت دلرا وات عيرق عه و يدوق / لمك طء 
البى! درجمل سا ياشكا و 0 0 ظ 


ليا 





3 ال 


اللوحة الأولى من المخطوط " قب " 


المجلد الثاني من مناقب الأكمة رضي الك عنهم 
تأليف القاضي أبي بكر الطيب رحمه الله 


انتقل إلى العبد الفقير لرحمة ربه 


لعمر بن يحبى بن عمر بن محمد بن ابراهيم الأنصاري الشافعي 


و محرم مؤبد 


هذا مما وَقَفَّهِ العبد المفتقر”'' إلى رحمة ربه الغني العلى محفوظ بن 
معتوق بن أبي بكر ابن البزوري البغدادي غفر الله لهم على طالبي العلم من 
سائر طوائف المسلمين وقفاً محرماً شرعياً مؤبداً طلباً لمرضاة””' الله تعالى 
ورغبة في الثواب وشرط أن يجعل عبرانه مؤبد. وموضع مدفنه الذي بسفح 
جبل قاسيون بالصالحية» وأن يكون النظر في تأليفه ينتفع به مدة حياته؛ ثم من 
بعده لولده الأرشد فالأرشدء وان لا يصار إلا برهن وثيق تحفظ”” فى 
حرمته. ...© . وشرط على الناظر أن يستقرئ المستعير له فاتحة الكتاب مرة 
وسورة الإخلاص «ثلاث مراتء ويهديها إلى الواقف وإلى والدته. فمن بَدَّل 
ذلك أو قصّر فى حفظه ممن يتولاه أو يستعيره أو غيرهماء فعليه لعنة الله 
والملائكة والناس أجمعينء #فمن بَذَّله بعدما سَمِعَه فإنما إِنْمْهُ على الذين 
بدُلونه8”” إن الله سميع عليم» وكان الوقف لهذا الكتاب في محرم سنة أربع 
وتسعين وستمائة. وكتب ولد الواقف معتوق بن محفوظ بن معتوق بن 


(2) ق: كتبت بالتاء المفتوحة. (5) سورة البقرة: 181. 
)03 ق: كلمة غير مقروءة. 


البزوري الراعي” البغدادي. ختم الله له بالخير وبحمد الله وحده وصلواته 
على محمد وآله وصححية وسلم تسليماً. .6 © 


(2) خرم: سقطت كلمتان 


14 


إيضاح وتنبية 
المخطرط 


إن نص المخطوط الموجود في مكتبة الأسد حالياً ‏ مكتبة دمشق 
العمومية دار الكتب الظاهرية سابقاً وتحت رقم 3431 هو الجزء الثاني من 
كتاب «مناقب الأئمة ونقض المطاعن على سلف الأمة» هذا الكتاب يحوي 
جزئين فقط. وقد أشار إليه يوسف العش في فهرسه'"'' . كما أشار إليه كارل 
بروكلمن في تاريخه الأدب العربي”. وحديثاً أشار اليه فؤاد سزكين في تاريخ 
التراث العربي © : تحت عنوان كتب باريت: .151/153 / 1960 /35 151 أعدظ .22 

والمخطوط فريدء فَقَدَ جزأه الأول؛ وهو بعنوان مختصر: «المجلد 
الثاني من مناقب الأئمة رضي الله عنهم' «تأليف القاضي أبي بكر الطيب رحمه 
لله» والقاضى أبو بكر هو المعروف فى ترجمات كثيرة بمحمد بن الطيب بن 
جعفر بن القاسم ومعروف أيضاً «بالباقلاني» . وهذا المخطوط ملك خاص 
انتقل لعمر بن يحيى بن عمر بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الشافعي» ثم 
أصبح وقفاً محرماً مؤبداً لمحفوظ بن معتوق بن أبي بكر ابن البزوري 
البغدادي. وكان الوقف لهذا الكتاب في محرم سنة أربع وتسعين وستمائة . 


(1) تحت رقم 66 جزء 2: 84 85/ 1366/ 1947. 

(2) أنظر تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمن 4: 5. 

(3) أنظر تاريخ التراث العربي لفؤاد سكين 4: 47. 

(4) أبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة 1: 143. ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: 217» 
بن خلكان في وفيات الأعيان 4: 269 وابن الأثير في تهذيب اللباب 1: 112. 


15 


عنوان الثتاب 


في كتاب التمهيد للباقلاني ورد عنوان «كتاب مناقب الأئمة ونقض 
المطاعن على سلف الأمة)”'' وهذا العنوان لم يكتب كاملاً على ورقة عنوان 
مخطوط الجزء الثاني» وقد أدرج على هذا النحو: «المجلد الثاني من مناقب 
الأئمة رضي الله عنهم». فقد اختصر «نقض المطاعن على سلف الأمة». وجاء 
العنوان ناقصاً. 
صحة نسبة الكتاب إلى الباقلاني 

ليس لدينا مجالاً لنفى نسبة كتاب «مناقب الأثمة» إلى الباقلانى والشاهد 
على صحة ذلك مرجع أساسي مهمء هو كتاب «التمهيد؛. هذا الكتاب طبع 
أكثر من مرة” ومؤلف منه بناءً على طلب عضد الدولة فناخسرو” . وقد نقل 
اليه فصولاً «على وَجهِهًا؛ كان أملاها كمدخل إلى كتاب «المناقب». 

وبما أن كتاب «التمهيد» يحوي فصولاً من كتاب «المناقب»» فإن 
الباقلاني ألفه قبل كتاب «التمهيد». ولا بد أن يكون وضعه وهو في سن أكثر 
حداثة من السن التي كان عليها حين وضع كتاب «التمهيد». فنحن لا نعرف 
التاريخ المحدد لتأليف هذا الكتاب ولا ذاك. 


ظروف المخطوط 
هذه النسخة تحتوي على 235 ورقة بطول وعرض (19 و 11) سنتيمتراً. 
(1) التمهيد طبعة بيروت 1957: 378. التمهيد طبعة القاهرة 1947. 


(2) التمهيد طبعة بيروت 1957: 378. 
(3) مقدمة التمهيد أو خطبة الكتاب: 3. 


وفي كل صفحة 27 سطراً. وخط نسخه قديم» يختلف ما بين الورقة 132 
و150» لعل النسخ كان لأكثر من واحد. ونقرأ في نهاية ورقة (235): «فرغ من 
نسخه. . . عبد الرحمن بن عبد الكريم بن عبد السلام الدكالي المراكشي بقرية 
بيت توما بغوطة دمشق في شهر شعبان المكرم سنة ثمانية وتسعين وخمسمائة» 
فتاريخ نسخ هذا المخطوط هو:598 ه ‏ 1165 م. ونسخته كاملة من حيث 
عدد الورقات غير أنها ناقصة التنقيط ليس بها ضبط. وفي بعض الحروف 
غموض كثير؛ كما أن الطْمْس يجري على معظم كلمات السطر الأول من 
الورقة الأولى حتى ورقة خمس وسبعين» ثم يخف تدريجياً بعد هذا الرقم» 
إلى أن تصبح معظم كلمات السطر الأول من كل صفحة مقروءة تماما. هذا 
وعدد الكلمات المطموسة يتجاوز أحياناً الكلمة الواحدة ويتعدى أحياناً كثيرة 
العشرة منها. 

أما من حيث وحدة الموضوع فإن الورقة الأولى من الكتاب تبدأ بكلام 
كتبه في ورقات سابقة عليهاء وكأن هذه الورقة تتمة موضوع: في أن على 
الأمة الطاعة للإمام المعقود له ولا يشكل هذا الحال تفككاً في سياق 
الموضوع داخل الكتاب على اعتبار أنه الجزء الثاني والأخير منه. وخط 
النسخة فهو أقرب إلى الكوفي» بها أخطاء لغوية كثيرة قد ترجع إلى الناسخ . 
أما المداد الذي كتب به المخطوط فهو واحد يخف ويشتد فى ورقات قليلة 
ومتفرقة كما في الورقة 26 و45 و51. ْ 
الطريقة المتبعة لنشر هذا المخطوط : 

بما أن «المخطوط» نسخة واحدة لا يوجد غيرها استعين به لنقل 
الكلمات الصحيحة حين يصعب تمييزها وهي منسوخة بخط سيء ‏ في هذه 
النسخة الموجودة لدي رأيت أن أعتمد على حسن الإدراك والتمييز من جهةء 
وعلى تفهم القراءة وحسن ربط الأحرف ببعضهاء مستعينة بالمعاجم العربية 
والفهارس فى كل الأحوال. وقد أفادت هذه كثيرأ لضبطها الكلمات الغامضة» 
والقليلة الإستعمال» مما يلتبس فهمها على قارئ اليوم لإهماله استعمالها في 
وقتنا الحاضرء خاصة وأن معظمها مهمل التنقيط مما يزيد الأمر تعقيداً. 

وكان لتكراري كتابة «المخطوط» أكثر من مرة إفادة كبيرة» فقد أعدت 
نسخه ثلاث مرات. بحيث أستزيد في كل مرة فهم كلمات غامضة سخت 


18 


فأضعها فى موضعها من الجملة كما وردت فى الأصل. وقد اعتمدت عملية 
عقلية استنتاجية كان لها فائدة كبيرة؛ بحيث استطعت نفى ما يمكن نفيه من 
كلمات تخمينية ليست بمكانهاء ولا هي من ضمن المحتوى. وأثبت ما يوجب 
إثباته من كلمات: هى صحيحة وثابتة أوردها الباقلانى دون غيره. وكنت بعد 
كل عملية نسخ أتوصل إلى نتيجة أفضل وهكذا أصحح : مثلاً في الورقة 26 أ 
وفى السطر الثالث كلمة «فضلنا» هذه الكلمة عدمت فيها نقطتا «الفاء» 
و«الضاض» وحرف الضاض هذا يشبه فى كتابته حرف «الفاء» وكذلك فى 
السطر الخامس كلمة «وَصَلَ) أمحى منها حرف «الصاد» وفي السطر الثاني عشر 
كلمة «يُستبقى» كتبت على هذا النحو «سسعا». بالإستنتاج الحاصل هذا: 
استطعت أن أحصر عملية التخمين والظن» وأبعدها نهائياً عن عملي. لأنها لا 
تحسم النتائح ؛ وهي عملية توسع المخيلة وتذهب بالدارس إلى فوضى التفكير 
وتشعبهء وذلك لمنطقها المضطرب الذي يعتمد على اختلاف الصور. فلا 
يربط الأحرف في كلمة صحيحة كما ترد في الأصل. وإنما يضيع الكلهة 
ويفتتها بدل أن يجمعها. هذا ولم أكتفٍ بالنقل عن الصورة المكبرة مرتين 
والتي تطابق الآصل. بل عدت إلى المكتبة الحافظة للمخطوط. أستعين 
بالأصل» فأقارن النقل» وأتتبع خاصة السطر الأول من كل ورقة لأتبين بعض 
الأحرف التي لم تظهر في الصورة. وقد استطعت أن أحصل أكثر من كلمة في 
السطر الأول هذا؛ والتى كانت فى عداد السقوط ‏ فحالة المخطوط مهملة 
ورثة - لا تسمح تداوله بالأيدي فهو غير قابل للإنتقال من مكان إلى آخر. 


ثم إن تعمقي بكتب الباقلاني الأخرى المطبوعة: زادني فائدة واستطاعة 
في فهم أسلوبه. وفى استيعاب منهجه فى الكتابة فميّزت كلمات كثيرة كان 
يرددها خلال كتابته وهي تشير إلى أسلوبه هذا. وكان لوضعي «معجم 
الباقلاني)”") في كتبه الثلاثة : التمهيد والإنصاف والبيان» ووضعي كتاب حياة 
الباقلاني وآثاره في كتبه: التمهيد والإعجاز والبيان. مروراً بكتاب نكت 
الانتصار لنقل القرآن: فائدة مما توصلت إليه من قراءة جيدة للمخطوط». أدت 
إلى نقله كما يجب أن يكون. وكذلك أفدت كثيراً من استشهاد الباقلانى 


(1) صدر المعجم عن دار المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‏ بيروت 1411 / 1991. 


19 


بالقرآن والحديث النبوي الشريف» واستشهاده بشعر بعض الشعراء. فكنت 
أعود اليها كمصادر أساسية تزيد في وضوح النص ووضع كلماته صحيحة كما 
وردت في الأصل . 
وُضْعٌ الكتاب على هذا النحو: 

إن للباقلاني أسلوب خاص يتبعه في معظم كتبه» إن لم نقل في كلهاء 
وهذا الأسلوب ميزه عن غيره من المتكلمين والفلاسفة سواءً من حيث بناء 
الكلمة» أو من حيث ترتيب الفصول والأبواب» وكأنه يضع ما يجب كتابته في 
تصميم خاص» ثم يقوم في تبيان الموضوع فقرة» فقرة» وفصلاً فصلا وباباً 
باباً. وقد حاولت مجاراة ما أورده الباقلانى من ترتيب فتركته على ما هو عليه 
في الأماكن التي شغلها بترتيبه ثم حاولت في الأماكن الأخرى تقسيم الفصول 
على نحوه؛ وقد وضعت قوسين لكل باب أو فصل مزيد على النص. هذا 
ورقمت كل فصل ترقيماً متتابعاً منذ بداية الفصل الأول حتى الفصل الأخيرء 
لتسهل القراءة» ويهون على القارئ المراجعة والتمحيصء وتركت ترقيم 
الورقات كما وردت فى المخطوط». وأشرت «بألف» وهباء» إلى جزئى الورقة 
الواحدة» ووضعت الرقم عند بداية الكلمة الأولى من الجزء البادئ. كما 
وضعت قوسين لكل كلمة «فصل» ولكل «باب» زدته على النص. هذا وسأشير 
إلى المخطوط بالحرف «ق» وهو الحرف الوسط أو القلب لكلمة «مناقب». 
ففي «ق» نجد أنفسنا أمام الأبواب والفصول الموضوعة من المؤلف والتي علينا 
أن نبيّنها في فهرس خاص وهو: 


1 ورقة 1 كذلك كان في قصة طلحة والزبير وأهل 
البصرة . 

2 ورقة 75 -وهذا باب من الكلام في الإمامة يجب علمه . 

3 ورقة 6 ب باب آخر بما يتصل بالقول في الإمامة 

4 ورقة 7ب - فصل 

5 ورقة 0 ب - فصل 

6 - قصل 

7 55 أ - فصل آخر 

8 89 ب - فصل آخر 


20 


90 أ 
2ب 


0131 أ 


12 أ 


3 ب 


1591 ب 
17 أ 
9 أ 


0ب 


21 


- فصل 

فصل 

وهذا باب الكلام في التفضيل 

- وهذا باب نقض اعتلال الشيعة في التفضيل 
بالقرابة 

- القول في أنه يجوز أن يحكم للفاضل بأنه 
فاضل وإنه أفضل من غيره في الظاهر دون 
الباطن 

-القول في أنه ل يجب على الله سبحانه ولا 
يلزم في حكمته أن يعرفنا فضل الفاضل وإنه 
أفضل من غيره 

- القول في تفضيل الأنبياء على الملائكة . 
-باب الكلام في فدك وان النبي يَلةٍ لا يورث . 
- فصل آخر 

- فصل آخر 


لمهيك 


رغم فقدان الجزء الأول من كتاب «مناقب الآأئمة»» فإن للجزء الثاني 
بمحتواه في تثبيت إمامة الإمام الفاضل أهمية بالغة. وقد اهتم الباقلاني 
اهتماماً كبيراً في الإمامة فأشار إليها في كتب وصلتن”' وكتب لم تصلنا". 
وبما أن مخطوط الجزء الثاني صالح للنشر بعد تحقيقي قيقى له وتصحيحه رأيت 
أن يكون لهذا الجزء مكاناً بين الكتب المفيدة» والمنشورة من التراث؛ لعل 
الفكر الإسلامي يغنى به ويستزيد منه. نهو كتاب فَيّم يعطي كثيراً من 
الوضوح حول هذا الموضوع الذي شغل المسلمين طويلاً بعد موت النبي 


فالإمامة هي الفصل المهم والباب الأولى؛ والكلام فيها يجب أن يوفي 
بالغرض من حيث تبيان رأي الباقلاني الأشعري كما أن الخوض فيها هو 
الأهم. لأن الإمام هو العامل الأول المحرّك . له أحقية حقية في الإمامة وتشبيت ذاته 
فيها حال تمت البيعة له. ولما كان الجزء ء الثاني من كتاب مناقب الآئمة لا 
يحوي فصولاً سلخت «على وجهها» من الجزء الأول للمناقب»؛ وكان كتاب 
التمهيد*) 040 يحوي هذه الفصول رأيت أن أستعين بها في المقدمة هذه لأبين 


(!4 كتاب التمهيد طبعة القاهرة 1947. يحوي هذا الكتاب باباً للإمامة. ويشكل ثلث عدد 
الصفحات فيه وكتاب «مناقب الأئمة؛. 

(2) أورد القاضي عياض في «ترتيب المدارك» 4: 601 كتباً للباقلاني تشكل مجموعة في موضوع 
واحد هذا إذا أردنا أن نأخذ العنوان بعين الإعتبار خاصة وأن هذه الكتب لم تصلنا. وهي: 
كتاب التعديل والتجوير. وكتاب الإمامة الكبيرة والإمامة الصغيرة» وكتاب فى نصرة بنى 
العباس وإمامة بنيهء وكتاب في إمامة بني العباس . ْ ْ 

(3) أسقط مكارتى باب الإمامة/ طبعة 57 وأبقى على بعض عناوين منها ليشير إلى هذا الباب» 
بينما أورد هذا الباب الخضيري وأبو ريدة / طبعة 47 فنقلت ما ورد في الطبعتين / القاهرة 
وبيروت / 47 و57. ْ 

4( سوف أورد فهرس باب الإمامة في التمهيد / لأبين الفصول على وجهها والتي استعنت بها في 


مقدمة كتاب «المناقب؟. 


22 


فكر الباقلاني في هذا الموضوع» فأضع على بساط البحث موضوع الإمامة 
تفصيلاًء وتقريباً منى إلى القارئ» فتكون هذه المادة شبه كاملة بين يديه. 
ولربما استطاعت أن تسد الثغرة بفقدان الجزء الأول الذي يحوي هذه 


1 باب الكلام في الإمامة وذكر جمل في أحكام الاخبار فيما يدل على فساد النص وصحة 
الإختيار في الطبعتين 47 و 57. 

2 باب القول فى معنى الخبر: 379. 

3 باب القول في أقسام الأخبار: 379. 

4 - باب القول فى إثبات التواتر واستحالة الكذب على أهله: 382. 

5 - باب آخر [في صفات أهل التواتر]: 383. 

6 باب آخر [فى خبر الواحد]: 386. 

7- باب الكلام في إبطال النص وتصحيح الإختيار: 164. 

8 - دليل آخر: 173. 0 

9 - دليل آخر: 175. ش 

0 باب الكلام في حكم الإختيار: 178. 

1 باب القول فى العدد الذي تنعقد به الإمامة: 178. 

2 سؤال لهم: 9 

3- سؤال لهم: 179. 

14 سؤال لهم آخر: 180. 

5 - سؤال لهم آخر: 180. 

6 سؤال لهم آخر: 180. 

7- سؤال لهم آخر: 181. 

8 - باب الكلام في صفة الإمام الذي يلزم العقد له: 181. 

19 باب ذكر ما أقيم الإمام لأجله: 185. 

0 باب ذكر ما يوجب خلع الإمام وسقوط فرض طاعته: 186. 

1 - باب الكلام في إمامة أبي بكر رضي الله عنه: 187. 

2 باب الكلام في إمامة عمر رضي الله عنه: 197. 

3 باب الدلالة على صحة العهد من أبي بكر إلى عمر ومن كل إمام عدل إلى من يصلح 
لهذا الأمر: 201. 

4 باب الكلام في إمامة عثمان رضي الله عنه وصحة فعل عمر في الشورى: 202. 

5 باب ذكر الدلالة على صحة عقد عبد الرحمن لعثمان بن عفان رضى الله عنهما: 208. 

6 - باب الكلام في مقتل عثمان رضي الله عنه والدليل على أنه قُتل مظلوماً: 23 

7 ذكر ما تعلقوا به على عثمان رضي الله عنه ونقموا من فعله والجواب عنه: 220. 

8 باب الكلام في إمامة علي عليه السلام والردُ على الواقف فيها والقادح في صحتها: 227. 


23 





لسااة 00 5 0 5 0 
: نخرة تمه ريحب لكيه وي 
© علا مانت يع ولزوالانة يل رياب ساباها دائالا 


أع. معرير يرالعانذ 18 هال لذ رامل 
اعا ييا : 0 سا لان 0 5-0 
وألا بدا جمل 2 الأمدفوه 3 رمد و عا ذاء "الل 3 
الك !يدرف الأمام و لجيإية» ١‏ اذه مسري نعطي 
سيا عر الوا لمفل؟ 31 املاس روم هه كير بعيتر وشرسه 
لعدرالا 1-0 ايشا اف ليرجوالهم ويب المروا عله 
اناه ذل يرد سجاه ولا عسل يلصو 0 
وارجرح ١‏ حصت رر/ انيجت مرْإيَانة حر راسي 9 عن 
حمالا مس زكزم رامس ريامام دين يفل امنا 


ر بالطاعه لامجب هن الامرر/ ا ا 
2 1" بلزم ستين هن الاحكم سن جنا مراغال 
أ كان الطاعد الا الجر از سيل لالع 

ربعتل ومْيَاسا واعأ نض ويخينا مر 
مأ رمام او. ا 

مت 2 

عمرالعان! قامعا بها لابقا ب العا عارف لم ولاجهن 
ذلى مرجم | لان اله ع وتصع وزرواحب 


9 18 بعلهانا يعلهها رك نميف 
أ ياي يعلد الع الاح" 0 زيرك 1 


هأ 
سماد ميت تانيج وفئر ار بنط .كاب اند وائيية 
لان حرام ضع وض عاوانراعواانا سرنيق2. محره يلام 
-#الملر حم بحرفم! ليهرد واشقما: ووم إسسريهيا و لدل بون ١‏ 


١ 


قب :74 ظ 


24 





0 عمال لد رت 
+ لليلن, اشر 2 ا اث 
1 


3 معر دنار القكماء قا 0 حرس زجعا مكلت . (لاداء 3 0 0 
ا ا 5 رالعري»| حا لو 7 
مله اشر رحبت ل 4 على ادم 


0 1 .7 0 
١‏ السطائنة 0 ل 9 207102 7 لك 
1 1 1 حرج راط للم رار 1000 مر 


6 ب 
شا الاس هنم يم .دكا رما قائرع ؛ ربداع ز ددر راشاان 
لولوّم م عورا و اسيم سفي كب با ب 
لديم الناس| 200 75 رراداب اهاب : “سه نارطم 


وجشل مد الول جه تمت والاما. ضءوانتا قوف 
46 500 1-0 8 ند إليرالاكا 
ا زيعرف الام 7 رهنا اعارصمم [متحدل الامام الب الامكام 
علاججحنا ما انطارؤسٌ , | كان الا ممتعات مم سوطالل 
ابا شم وبد اير الجاع الامه خزقولمر تداعا رالعطا 
لىء العام ما( يدوع ا عتوام وكانت مسعلق.ي» دعر رعير هو 

0 مأء مع ل تعاملقيه ب الإكا ا 
سداق سقو معوذرعيى لاما عل 

محري ”7 را سام أمامناء مر فر صف العاد يلجم 

ممء 50 + العقرعلمى أل ليترذ لزلا عالان زبلزب بعرنه 
5 و أل ليع معرفر ويه م صارحنَِنَ رمنا 
1 1 الأمت جبعه علا زعا م بريه معرفريعير امام 
علكروث مانوجب الزن الب راتفا دز جحو لفمزاكية 
مال مسي بناجا لمح بمابه بصمراماعأ رما اؤااحه هليم 






75اظ 


25 


الفصول» ويحوي غيرها من فصول قد تكون في مناقب الأئمة الثلاثة 
السابقين؛ لأن الجزء الثاني يبين تكملته للأول”''» ويتكلم في معظمه في 
مناقب الإمام الرابع على رضي الله عنه. 


(1) سوف يكون لنا عمل آخر في المستقبل نجمع فيه الفصول المسلوخة التي ضمت إلى كتاب 
«التمهيد» مع فصول أولى من كتاب «المناقب» هذا العمل يؤلف كتابأ ثالئأ فاصلا بين الكتابين 
هو تكملةً لآخر رابع وهو الجزء الأول المفقود من كتاب «المناقب» فنحصل بالتالي على 
ترتيب واضح لبعض كتب الباقلاني ولفكره الجامع. وإلى أن نكتشف يوم ذلك الجزء المفقود 
نكون بهذا العمل قد سددنا ثغرة فقدانه هذه إذا استطعنا. 


أورده مكارتي في طبعة التمهيد بيروت 1377/ 1957 فقط [مع باب القول في معنى الخبر 
وباب القول في أقسام الأخبار وباب القول في إثبات التواتر واستحالة الكذب على أهلهء 
وباب آخر]. والآبواب الأخرى موجودة في التمهيد المطبوع في القاهرة وهي تكملة ما تركه 
مكارتي من باب الكلام في الإمامة الوارد في طبعة التمهيد القاهرة 1366/ 1947 والمحقق من 
محمود محمد الخضيري ومحمد عبد الهادي أبو ريدة. 


26 


1 باب الكلام في الإمامة يجب علمه 20٠١‏ 


إن باب الكلام في الإمامة يشغل ثلث كتاب التمهيد* المضبوط من 
الأستاذين أبوريدة والخضيري» ويشغل مدخلا لكتاب آخر ألفه الباقلانى فى 
المناقب الأئمة ونقض المطاعن على سلف الأمةث'”. ظ كان المرء يتساءل 
في اباب الإمامة في كتاب ألفه للأمير البويهي اس صمصاء الدولة©؛ 
ويتسا عل لماذا الباقلانى يلحق هذا الباب يكتب علم التوحيد 7 علم أصول 
الدين كما يلحقه وكما ألحقه غيره من متكلمين لحوقاً يجب حذفه أو إلحاقه 
إلى كتب علم الحديث أو علم التاريخ. كما يرى البعض ومنهم الأب 

2660 
مكار 

ري 


إن هذا الباب في نظر مكارتي قد خاضه كثيرون كالأشعري في كتاب 
«اللمع» والسمناني في «البيان عن الإيمان» وعبد القاهر البغدادي في أصول 
الدين» والجويني «في الإرشاد» والغزالي ف في «الإقتصاد فى الإعتقاد) 
والشهرستاني ذ فى انهاية الإقدام في علم الكلام»”7 '. ورأى رأي إمام الحرمين 
والغزالي في أن الكلام في باب الإمامة خطر ويربي على الخطر لمن يجهل 
أصلهء والنظر في الإمامة «مثارٌ للتعصبات» و«المعرض عن الخوض فيها 


١ أسلم»”ة‎ 


(1) مناقب الأئمة: 247. 

(2) التمهيد طيعة القاهرة 1366/ 1947. 

(3) في دار الكتب بدمشق الظاهرية سابقاً - نقل المخطوط حالياً إلى مكتبة الأسد ‏ وهي نسخة 
خطية قديمة للمجلد الثاني من الكتاب. أما المجلد الأول فهو مفقود. 

(4) مقدمة كتاب التمهيد للباقلاني حققه الأب يوسف مكارتي طبعة بيروت 1957: 21 

(5) هو ابن عضد الدولة: أبو الحسن بن بويه فناخسروا ابن ركن الدولة وهو أول من أطلق على 
نفسه لقب الملك في الإسلام تولى إقليم فارس سنة 338 وهو ما زال في الرابعة عشرة من 
عمره (أنظر المنتظم لابن الجوزي 7: 113) و(الكامل لابن الأثير 9: 18). 

(6) مقدمة مكارتي للتمهيد: 23. 

7( كان هم مكارتي بي الخوض في علم أصول الدين دون الإمامة وفيما يخص كتاب التمهيد فقط 
وهمه بذلك اتباع «فصل الإمامة الى كتاب «مناقب الأثمة» لأنه سلخ منه» . لأئمة . 

١ق‏ الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي تحقيق عادل عوًا: 213 


27 


أما إذا كان المرء يتساءل إيجاباً لماذا أراد الباقلاني «ذكر جمل من مناقب 
الصحابة وفضائل الأئمة الأربعة» وإثبات إمامتهم ووجه التأويل فيما شجر 
بينهم ووجوب موالاتهم:”"". ثم لماذا سلخ هذا الباب من كتاب مناقب الأئمة 
«قد كنا أملينا مختصراً فى الإمامة» جعلناه مدخلاً إلى كتاب «مناقب الأئمة 
ونقض المطاعن على سلف الأمة:©2. ولماذا اختصر العبارة في «كتاب 
التمهيد' وطوّلها في كتاب «المناقب» وأوضح الفكرة في الكتابين دون أن يخلو 
لمعنى يحتاج إليه. وقد ألحق فصولا في هذا أتبعها إلى ذاك» واختصر من 
ذلك ليلحق بهذا «فرأينا أن ننقل تلك الفصول على وجهها إلى هذا الكتاب» 
ونزيد في بعضها وننقص من بعض 70" . 

لقد اعتبر «الباقلاني» نفسه المجند الدائم لنصرة أهل السنة والجماعة» 
وهو الأشعري الذي قبل دعوة عضد الدولة“ للسفر إلى شيراز وهو الذي قبل 
أن يشغل مكان أهل السنة الذي كان شاغراً في مجلسه ويعلم ابنه الأمير 
مذهبها”" وهو الذي ألف كتاب التمهيد بناءًَ على طلب هذا الأمير وإرضاءً 
لميله ورغبته فى الإكتساب دون عناء©". لذا كان عليه أن يدخل باب الإمامة 
مختصراً في كتاب التمهيد وأن يخوض مطولاً في «مناقب الأئمة» فالإمامة في 
اعتباره مهمة والكلام فيها يجب علمه. فهل بلغ الغاية في فعله وأوفى على ما 


أراد؟ 


إن التساؤل في شأن الباقلاني وكلامه في الإمامة كثير والكلام في باب 
الإمامة كثير جداً. وهو يتوالى من الأمير”' والعامة”*'» ولا تدعه الخاصة إلا 
وتخوض فيهء. ورغم التساؤل ورغم الجواب؛ فإن الكلام ما زال مفتوحاء وما 


(1) مقدمة التمهيد طبعة بيروت/ 1957: 22. 

(2) نفسه. 

(3) التمهيد طبعة بيرورت/ 1957: 378. 

(4) ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض 4: 590. 

(5). ترتيب المدارك 4: 590, 

(6) التمهيد طبعة بيروت 1957: 4. 

(7) ألف الباقلاني كتاب التمهيد بناءً على رغبة الأمير وفيه باب الإمامة: 22. 
(8) باب الكلام في الإمامة رد على الشيعة والرافضة والخوارج. 


28 


زال الخائضون فيه يثيرون الجدل حوله. فماذا عند الباقلاني من تفصيل في 
هذا الموضوع؟ 


1 - بداية الكلام في الإمامة 


من المتفق عليه والمعروف عنه أن المسلمين كانوا أهل مودة وإلفة 
ورحمانية. رحماء فيما بينهم؛ أشداء على الكفار إلى أن قبض الرسول يكلو 
فاختلفوا وتقاتلواء وساد الهرج» فتشتت الأمة» مما دعا أهل الشرك إلى الطمع 
في أهل الإسلام”" . 


ومن المعروف أيضاً أن الفرق الإسلامية كثرت كلما بعدت المدة» 
وتوالت العصور والأجيال فازدادت الناس فرقة وازدادت الأمة تشتتاً وعمق 
التجاذب والنفار فيما بينهاء وظلت هذه الفرق تتكائر باختلاف جماعاتها إلى 
أن كملت عدتها التى وردت بها الأخبار عن النبى يل استفترق أمتى على 
ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها فى الجنة والبقية فى النار)© . ْ 


ومن المعروف أيضاً أن الكلام الذي دار بين هذه الفرق تناول أول ما 
تناول الإختلاف في الإمامة» فإذا الجدل بينها شاع وذاع حتى كاد في بعض 
الآحيان أن يتجاوز اللسان» فيحمل السيف دفاعاً عن الدين تارة. وعن الإمام 
تارة أخرى». وطوراً طلباً للنجاة بالنفس أو هرباً من الفتنة وخوفاً من النار التي 
بشر بها النبي القاتل والمقتول. «ستكون بعدي فتنة يموت فيها قلب الرجل 
كما يموت دينه)؛ يمشي الرجل مؤمناء ويصبح كافراً» ويصبح مؤمناً ويمشي 
كافراً. . . الجالس فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير 
من الراكب» فإذا تواجه المسلمان فيها بسيفيهما فَقَتَل أحدهما الآخر فهما في 
النار لأن كل واحد أراد قَنْلَ صاحبه)”" . 


إن الأخبار التى وردتنا أثبتت وجود أمور تعارف عليها الأولون؛ كما 


(1) أصول النحل لعبد الله ابن الناشىئ: 9. 
(2) أصول النحل لعبد الله ابن الناشئ: 20. 
(3) مناقب الأئمة: 178. 


29 


خاضها علماء المسلمين عامة: من فقه وحديث وكلام؛ فأجابوا على ماهية 
الإمامة؛ وكيفية نصبة الإمام. فإذا كانت الفِرّق قد اختلفت في أحقية من يكون 
الإمام بعد النبي تكِِ. فإن الواحدة فيها كانت تجتهدء وتعمل تبريراً ودفاعاً عن 
نهجها لتكسب رأي العامة من جهة وأحقيتها بالجنة دون غيرها من جهة 
أخرى. فالعلم بالخبر علم صحيح إذا ثبت عن طريق الإستدلال والنظر وقد 
يكون متناقلاً عن واحد أو أكثر وذلك بالتواتر والآحاد. 


2 - العلم بالأخبار وفي معنى الخبر 


إن حقيقة العلم ببعض هذه الأمور تقع عن طريق الاستدلال والنظرء 
بينما لا يقع العلم بفروض أحكام الدين إلا سمعاً''' فوجود الباري عر وجل 
وكونه على صفحات معلومة وعلمنا بصدق الرسل» وظهور المعجز على يدي 
الرسول كل لا يقع لنا بخبر الواحد الذي يجوز عليه الكذب؛ ولا بخبر أهل 
التواتر فقطء وإنما يقع لنا عن طريق الإستدلال والنظر. «فمن نظر عَلِمَ؛ «ومن 
نكل عن النظر أو مال واستثقلَ جَهل الصواب”. والحجة في معرفة هذه 
الأمور: العقل. إذ نعلم ضرورة أن الرسول أمر سائر أمته بأن يعلموا أنه رسول 
اللهء وأنه صادق» وأن الصلاة والحج والزكاة» والجهاد فرائض أوجبتها أحكام 
الدين التي جاءت على لسانه. وسواء يحصل العلم ضرورة عن طريق 
الإستدلال والنظرء فالخبر”” مقسم إلى خبر الواحدء أو خبر التواتر. هذا 
الخبر يستحيل عليه الإتفاق والتواطؤ «وهو كالعلم بصحة ما رواه الواحد 
بحضرة الجماعة فسلّمتةُ). 


ويصح في الخبر دخول الصدق أو الكذب» وإذا لم يمكن ذلك يخرج 
أن يكون الخبر خبراًء فهذا اختصاص الخبر عن ما ليس بخبر من الكلام وسائر 


(1) متاقب الأئمة: 236. 

(2) مناقب الأئمة: 237. 

(3) تكلم الباقلاني في معنى الخبر وقسمه إلى تواتر وآحاد وذلك في كتاب التمهيد طبعة القاهرة 
7 : 160. 

(4) مناقب الأئمة: 265. 


230 


والخبر ينقسم إلى ثلاثة ضروب: منها خبر عن واجب» وخبر عن محال 
ممتنع» وخبر عن ممكن في العقل. فالخبر عن واجب هو كل خبر عن أمر 
ثابت نحو حضور ما ندركه في حواسنا. ونشاهده نحن» ونحو امتناع اجتماع 
الضدين وكون الجسم في مكانين معا. فحَدث العالم وإثبات محدثه؛ وصحة 
إعلام رسله هو خبر واجب عن أمر ثابت”') 

والضرب الثاني هو الخبر عن محال ممتنع يدرك بالحواس والضرورات» 
أو بما تقوم عليه الحجج والدلالات. نحو الخبر عن عدم ما نشاهده. 
واختلاف صفة إدراكه علينا الآن: فقيام الأموات؛ وقلب العصا حية» ووجود 
ضدين في محل واحدء وكون الجسم في مكانين» اخبار تقع كذباً من صاحبها 
لعلمنا ببطلان حدوث مثل هذه الأذبار في وقتنا هذاء وهو صادق إذا وقع من 
الله ومن رسوله وممن أخبر عنه إنه'لا يكذب” . 

أما الضضرب الثالث هو الخبر عن محال ممتنع نحو مجيء المطر في 
بلد ماء وموت رئيسهم؛ ورحتص الاسعار عندهم. ولحو الإخبار عن 
الرسول يك يأتي به إمام بعده. وعن حج وصلاة وعبادة» وأمثال ذلك مما 
يقع عليه الصدق أو الكذب. فإذا كان الدليل صادقا قطع على صدقهء وإذا 
كان كاذباً قطع ببطلانه» ونفى ما رواه الواحد من أهل التواتر الذين أوردوا 
الخبر . 
أ الإخبار بالتواتر وصفات أهله: 

من الثابت أن تناقل الأخبار بالتواتر يستحيل عليها الكذب خاصة إذا 
أثبتها عدد من أهل التواتر. إذ بالتواتر نجد أنفسنا عالمة بما يخبرون عنهء على 
حد ما نجدها عالمة بما ندركه من حوأسناء وما نجده من أنفسنا فلا نشك فيه 
لمشاركة النساء والعامة والمنتقصون الذين ليسوا من أهل النظر. بل هم من 
أهل العلم بالخبر عن طريق الآخرين مما يثبت أن العلم بالتواتر ضرورة» وهو 
على صفات معروفة. 


(1) التمهيد طبعة القاهرة: 161. 
(2) نفسه. 


31 


1- من صفات أهل التواتر أن يكونوا عالمين بما ينقلونه علم ضرورة يقع 
منهم عن مشاهدة أو سماع» أو يخترع في أنفسهم من غير نظر ولا 
إستدلال وإلا لا يكون العلم عندهم عِلماً واقعأ يخبرون عنهء فحدث 
الأجسام وإثبات صانعهاء وكون القرآن معجزا هي أخبار صحيحة من 
جهة الإستدلال. 

2- أن يكونوا عدداً يزيد على الواحد. والإثنين والثلاثة والأربعة» وكل عدد 
نستدل به على صدق المُخْبر به. كالشاهد الواحد» وأن يكونوا عدداً يخبر 
عن مشاهدة كشخص واحد؟. 

3 وخبر أهل التواتر يجب أن يكون أوله كآخره» ووسط ناقليه كطرفيهء 


ورغم هذه الصفات يجب على أهل التواتر» وإن كان قوم من أهل النظر 
يوجب عليهم اختلاف الديانات والملل والأنساب ‏ وتفرق الأوطان» وتباعد 
الديارء وتغاير الأنساب ‏ كأن يكون أهل التواتر في دار ذلة تؤخذ منهم الجزية 
وغير ذلك. فالعلم الواقع بالخبر وحصوله يصل وإن لم يكن أهل التواتر في 
دار ذلة» ولم تؤخل منهم جزية”7 . 

ب فى خبر الواحد: إن خبر الواحد يرويه واحد فقط لا إثنان ولا أكثر 
من ذلك فكل خبر يقصر على إيجاب العلم يكون خبراً واحداً سواءً رواه 
الواحد أو الجماعة هذا ما تواضع عليه المتكلمون والفقهاء لإيصال الأخبار إلى 


اج بين النص والإختيار: هذا وقد وصلتنا أخبار الإمامة عن هذين 


اختيار لأئمة كانوا خلفاء للنبي يلد هذا الإختيار الذي أوجبته الجماعة. 


(1) التمهيد طبعة القاهرة: 164. 
(2) نفسه. 


(3) نفسه. 


32 


وأسقطت النص . مما دعا الباقلاني هو الآخر إلى أن يوجب الإختيار وليس 
النص على إمام بعينه متبعاً بذلك أهل السنة والجماعة. ففي رأيه إذا فسد 
النص صح الإختيار؛”' اعتباراً منه أن ليس من طريق يثبت الإمامة غير هذين 
الطريقين «فالنص منه ‏ أي من الله على إمام على صفة ما تدعيه الشيعة من 
التصريح والإظهار أعظم وأخطر من تولية الأمراء والقضاة»”* فإذا كان النص 
واجباً غلب نقل خبره على كتمانه من الكافة. وظهر تناقله خلف عن سلف إلى 
وقتنا هذا فنقله أولهم ووسطهم وآخرهم. 


ولا يجب القطع على أن النبي كَل نص على رجل بعينه» وألزم الأمة 
طاعته بمحضر من الواحد والإثنين ممن يجوز عليه الكذب والسهوء «فأخبار 
الآحاد لا توجب علم الإضطرار» إلا إذا تعرى خبر الواحد عن النص عن كل 
شيء. إذ من الضرورة لنا أن يقع الخبر فيما ادعاه الشيعة من النص على علي 
رضي الله عنه أشد وقعاً من نقل خبر خلاف الأنصار في الإمامة ورواية من 
روى قول النبي كله «الأئمة من قريش””. فلأخبار الآحاد صفات تثبت عدالة 
نقلتهاء ومن يقول بالنص على علي عليه السلام فهو يتَبرَأْ أمن أبي بكر وعمرء 
وسائر أهل الشورى. مما يجعل العدالة تسقط وتزول الثقة والأمانة© . 


أبي بكر والنص على العباس”©. فالنص على إمام بعينه يفيدٌ إذا ثبت الإختيار 
هذا من باب الخبر الواحد» فماذا من كلام في باب الإختيار. 


3 باب الكلام في الإختيار: 


إذا تم الإختيار من فرد واحد من أهل الحل والعمّد لرجل واحد بعينه. 
يصبح عقده له صحيحاً ويصبح إماماً للأمةء» كذلك إذا تم الإختيار من أفاضل 


(1) التمهيد طبعة القاهرة: 164. (4) التمهيد طبعة القاهرة: 168. 
(2) التمهيد طبعة القاهرة: 165. (5) التمهيد طبعة القاهرة: 168. 
(3) التمهيد طبعة القاهرة: 167. 


33 


المسلمين؛ غير أن هؤلاء جميعاً لا يملكون فسخ هذا العقد الذي حصل منهم 
الإختيار. 


أ تنصيب الإمام في تمام عقّدذه 


ويصير الإمام إماماً بعقد يعقده له أفاضل المسلمين الذين هم من أهل 
الحل والعقد”'' وتنعقد الإمامة؛ وتتم برجل واحد إذا عقدها لرجل واحد على 
صفة ما يجب أن يكون عليه الآئمة. ولا يتوجب العقد للإمام على كل فضلاء 
الأمة في كل عصر من أعصار المسلمين «لأن اجتماع سائر أهل الحل والعقد 
في سائر أمصار المسلمين بصقع واحد وإطباقهم على البيعة لرجل واحد متعذر 
-. 0 . فقد عُقِدَ لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي» ولم يحضر جميع أهل 
الحل والعقد. وان عمر رد الأمر إلى ستة أشخاص فقطء وكان غيرهم 
موجوداً ويصلح للعقد» غير أنه لا يمنع في حالة العقد للإمام من حضور قوم 
من المسلمين كي لا يَذْعِ أحدٌ أن العقد تم له سراً فيؤدي إلى الفساد 
والهرج ‏ . 


وفي حال موت الإمام يجب أول ما يجب على العالمين بموته من أهل 
الحكم أن ينصبوا إماما ما لم يتقدم عقد على إمام من غيرهم»ء ويجب في 
هذه الحال أن تكون عقودهم مراعاة؛ فأهل بلد الإمام وغيرهم في ذلك 
سواءء وما يجب على غيرهم من أهل الحل والعقد يجب عليهم. وكذلك لا 
يلزم الناس المشاورة والتكاتب لأن رضى الكافة في صحة العقد غير لازم 
ولا معتبرء ولا يمنع من أن يكتب أهل مصر الإمام إذا مات إلى القريبين من 
أمصار أخرى منهج ”ةا ويتشاوروا معهم»؛ ومع أهل كل ناحية لحصول الصلاح 
في المشاورة. 


ويعتبر من يبَلَعْ أنه أول من عُقْد له هو الإمام فتلزمه الإمامة ويلتزم الناس 
بطاعته. كما تلتزم بفسخ كل عقد جاء بعدة. وفى حال المشاحة بين الناس 
والإمام والأئمة الآخرين: فإن من سبق العقد له هو الصوابء وهذه طاعة لله 


(1) التمهيد طبعة القاهرة: .١78‏ (3) مناقب الأئمة: 254. 


34 


عز وجل. فمشاحة عثمان رضي الله عنه صواب في ترك التؤول والإخلاع. 
ومشاحة على رضى الله عنه لأهل البصرة وصفين والنهروان صواب» من حيث 
كان أحق الناس بالإمامة وكان العقد قد سبق له””'2. ومن يشاح الإمام في هذه 
الحالة يعتبر عاصيا حرام فعله. 


وكما لا تجوز المشاحة؛ كذلك لا تجوز القرعة؛ فالإمام يصير إماماً بعد 
عقد ينفرد به العاقد له دون غيره» ولا يعقده إلا على شروط أخرى. فقد 
يجوز أن يُقرع بين عبيد عُتِقَ واحد منهم بغير عينه لعلمنا بأن بين هؤلاء واحد 
هو حر بغير عينه؛ اما أن يصير الإمام إماما بالقرعة فهذا غير وارد لعدم حصول 
التساوي والإشتراك. فالقرعة «لا تجوز بين عشرة عَقَّدَ لهم عشرة أولياء على 
المرأة) إذ وجب فسخ عقودهم إذا وقعت في حال واحد؛ فكما حرم المشاركة 
في الزوجية كذلك لا يحل المشاركة في الإمامة. فهذا حرام في حكم 
١ 1 2‏ 
الدين ‏ . 
ين 


وإذا أقام أحد هؤلاء المعقود لهم حداًء ونفذ حكماً؛ يكون هذا الحد 
والحكم ماضيا فلا يجب نقضهء وإن شاع العقد بعد ذلك لواحد منهم هرو 
الإمام دون سائرهم. فالذي فرَّق من الزكاة والغنائم هو نافذ ماض. كما أن 
السارق التي قطعت يده نفذ الحكم بها فلا يمكن إعادتها. وهذا الإمام يعتبر 
أفضل من الإمام الغاصب الجائرء الذي يخرج على الأمة ويقوّد أحكام 
'"". وليس يعني أن هؤلاء أصبحوا أئمة فهذا باطل في حكم الدين؛ إذ 
على أصحاب هذه العقود أن يدركوا بطلانها؛ فهم ليسوا بأكمة» ولا حلفاء 
طالما هناك اختلاف عليهم» وطالما لم ينبس من أمرهم ما يبين شروط 
الإمامة . 


الدين 


وكذلك كل ما يفعله الإمام الفاسى الجائر من الأمر بالمعروف والنهي 
عن المنكرء في تنفيذ الأحكام على ما جاء في الكتاب وما وافق السنة النبويةء 
فإنه نافذ ماض وان كان تارك لإقامة صلاة» أو محل للحرام. وقد روى عن 


(1) ماقب الآأئمة: 256. (3) متاقب الآئمة: 257. 
(2) مناقب الأئمة: 257. 


النبي كَكهِ «سيكون بعدي أمراء وأئمة لا يهتدون ولا يستنون بسنتي قلوبهم 
قلوب شياطين في ختمان إنس». قالوا: «أفلا ننابذهم» قال: «لا ما أقاموا 
فيكم صلاة». وفي رواية أخرى أنه قال: «لا إلا أن يكفروا براحا». ثم ان 
النبي يوصي حذيفة: «أنفذ لهم حيث قادوك؛ وانسق حيث ساقوكء وإن أكلوا 
مالك وضربوا ظهركء ولا تنزع يدأ من طاعة»"''. إن في هذا الحديث ما 
يدل على أن فسق الإمام لا يخرجه عن أن يكون إماماء كما لا يجوز أن يعقد 
لإمامين في وقت واحد وتتم البيعة لهما على حد سواء. 


ب . إمام تام البيعة: إذ أن الإمام إذا تمت بيعته. ولزم الأمة الإنقياد له لا 
يلزم على سائر أهل دار الإسلام معرفته بعينه وإسمه. كما التزم العاقدون له 
وعرفوه بعينه واسمه فامتلكوا صفة العقد وأوجبوه. فالإمام يُعرف من الكافة 
والجملة دون الأعيان وإن جهله آخرون. «فإذا لم يُعرف في جملة ولا تفصيل 
لم يلزمنا المصير إلى أمره والرجوع إلى حكمه»”” فلا يتمكن في هذه الحالة 
من إقامة الحدود واستخراج الحقوق. فيجب أن تتوفر الدواعي لتعرفه الناس 
كاليهود والنصارى» ومن ليس معنيا في الملةء ويعم ذلك عن طريق الخبرء 
ينشره من عقّد له الإمامة . 


وكذلك لا يلزم الأمة معرفة أعيان قضاته وأمرائهء وأصحاب حرمته 
وشرطه ولا أعيان العلماء إلا في حال لزم العامة الرجوع إليهم في فتواهمء 
وذلك عند حدوث ما يوجب الترافع اليه؛ والتقاضي إلى حكمه لفصل 
الخصومة فقد أوجب الباقلاني معرفة الإمام في هذه الحال ولو سمعاً. فإذا 
نت «الإمامة أصل من أصول الدين» ومما يجب القطع بهء وإيطال ضده 
وخلافه» وليس يمكن أن يكون الدليل على وجوبها إلا سمعياء فالرجل إن 
مات وهو غير عارف بإمامه مات ميتة جاهلية»”©. لذلك أوجب الباقلاني 
نصب الإمام سمعاً. ولم يوجبه عن طريق العقل؛ فقسمة الفيء والدفع في 
الحج والغزوء وإقامة الحد وغير ذلك ساقط عن وجوب التعلق بطريق 
العقل . 


(1) مناقب الأئمة: 258. (3) مناقب الأثمة: 249,. 
(2) مناقب الأئمة: 247. 


36 


فإذا ما تُصب الإمام للناس فهو يمنعهم من الفساد فيما بينهم فيتولى 
صلاح أمرهم وكيانهم لا أن يقهرهم لترك هذا الفساد. والله عزّ وجل لا يجب 
عليه الأفعال» كذلك لا يجب عليه نصرة الإمام والمؤمنين وإمدادهم» واختبار 
الكافرين والظالمين» فيمنعهم عن الظلم والكفرء ويكفهم عن انتهاك الحريم 
والتعدي فقد يحصل ذلك جميعه دون تدخل من الله تعالى”'' فيهم 


3 . فسخ العقد: وإذا تم العقد على الإمام فالامة لا تملك فسخ هذا 
عقد النكاح: وإن كان يملك عقده؛ وكذلك عاقد البيع على سلعته» وعاقد 
الصيام إلى مدة محدودة لا يملك حل شيء من ذلك . 


وليس لأحد أن يعقد الإمامة لنفسهء. وإن كان يستطيع عقدها لغيره» فلا 
يملك الإنسان العقد على وليته لنفسه. وإن كان يملك العقد لغيرهء» وكذلك 
: 8 )03 


وإذا عقد جماعات من أهل الحل والعقد في بلدان متفرقة لعدة أئمة 
صالحين للإمامة يجب أن ينظر في أي هؤلاء سبق العقد له. وإذا وجدت 
العقود كلها في وقت واحد تبطل في هذه الحال جميعهاء : ثم يستأنف العقد 
لرجل 5 قل يكون منهمء أو من غيرهم؛ فالمرأة َل للذي سيق العقد له: وإذا 
عُدمت البينة وتنازع الأزواج تبطل العقود بأسرها”” . 


وإما فى حال افتراق الأمة واختلاف مذاهبها وآرائهاء وادعاء كل واحد 
منهم ولاية هذا الأمر دون غيره فهي فتنة» وفي حال انحاز أهل الحق إلى فئة» 
ونصبوا الحرب على الآخرين» وعقدوا لرجل منهم يكون هو الإمام دون غيره 
من أهل الضلال «فذلك حكم تغالب فرقة الأمة وقهرهم الفرقة الهادية ان اتفق 


زلك70, 
(1) منتاقب الأئمة: 253. (4) التمهيد طبعة القاهرة: 180. 
(2) التمهيد طبعة القاهرة: 179. (5) التمهيد طبعة القاهرة: 181. 


(3) التمهيد طبعة القاهرة: 180. 


37 


4 - صفة الإمام الذي يلزم العقد له: 

وللإمام صفات صالحة يجب أن يتحلى بهاء وقد لا تلزمه جميعهاء وان 
ألزمته معظمهاء وإلا أوجبت الأمة التخلى عنه إلى غيره؛ خاصة إذا تملكته 
صفات تقعده أو عاهات دائمة تبعده عن شروط الإمامة. 

أ من صفات الإمام الصالح للعقد: أن يكون قرشياً من الصميه"”", 
فالأمة لا تخلو ممن يصلح لشأن الإمامة من قريش «الأئمة من قريش». . 
«والناس تبع لقريش»” على حد قول الرسول» فالله عزّ وجل لا يقطع نسلهم. 
ولا يخلى أهل مصر منهم» ولا ممن يصلح لهذا الشأن بالصفة والإسمء فإن 
خلا وعدم في قريش من يصلح للقيام بأمر الأمة يجب «نصبة إمام من غيرهم 
لموضع العذر والضرورة إلى غيرهم كما يجب العدول عن أفاضل قريش إلى 
مفضولهم «العذر يمنع من إمامته من خوف فتنة وعموم محنة وبلية»”” . 

ب أن يكون عالماً صالحاً ليكون قاضياً وبصيراً بأمور الحرب «وتدبير 
الجيوش والسراياء وسد الثغورء وحماية البيضة؛ وحفظ الأمة والإنتقام من 
ظالمها والأخذ لمظلومهاء وأن يكون ممن لا تلحقه رقة ولا هوادة فى إقامة 
الحدود. ولا جزع لضرب الرقاب والأبشار» فهو على صفات لا يمكن 
التفاضل فيها. 

فالمسلمون متفقون على أن الامامة الكبرى هي أعظم الإمامة وان إمام 
الأمة الأعظم يجب أن يكون الأفضلء ما لم يكن هنالك عارض يمنعه””) 
واجماع الأمة في الصدر الأول» وطلبهم الأفضل دليل على ذلك؛ اما وإن جد 
العارض : فإن العقد يجوز في ترك الفاضل للمفضول خوفا من الفتنة والفساد . 
5 صفة الإمام الغير صالح للعقد: 

إن جميع الصفات الموجبة التي ذكرناها تقابلها صفات سالبة توجب عدم 
صلاحية العقد للإمام الغير صالح؛ هذا إلى جانب كونه على صفات خلقية 


ودينية سيئة ) وصفات جسدية مريضة . 


(1) التمهيد طبعة القاهرة: 181. (4) التمهيد طيبعة القأهرة: 181. 
(2) مناقب الأثئمة: 281. (5) التمهبد طعة القاهة: 183. 
(3) مناقف الأئمة: 282. 


38 


أ. من الصفات السيئة التي توجب خلعمٌ الإمام: أن يكفر بعد أن 
آمنء وأن يترك إقامة الصلاة» وأن يفسق» ويظلمء ويغتصب الأموال» 
210 
الحدود . 


ب وتوجب خلع الإمام صفات جسدية مريضة تشكل له عي دائم : 
كالجنون المتطابق عليهء وذهاب تمييزه وعقلف وكذلك إذا صمء أو 
خرسء» وكبر وهرم وعرض له ما يقطعه عن النظر في مصالح الأمةء 
كذلك إذا حصل له الأسر 2 فى يد العدو مدة يخاف المرء معها الضرر 
على الأمة. هذا فى حال أول» أما فى حال ثانء فإن أهل الإمامة: 
اينتظرون أبداً إلى أن يموت» ويقوم غيره فينتظر أيضاً أبداً إلى أن يظهر 
أمر الله عر وجل عندهم7!0 . 

6 - بين النبي والإمام : 

وإذا كان يتوجب على الأمة اختيار إمام» فلا يتوجب عليها اختيار نبي . 
فالنبي مبعوث من الله تعالى إلى عباده وهو يأتي بما لا نعلمه: يضع الشرائع 
من الأعلام الخارقة للعادة ما يدل بها على صدقه. وإنه نبي لا يكذب. وهو 
صادق فى إدعاء الرسالة على الله . 

غير أن الإمام يأتينا بما نعلمه؛ ونحيط به من الشرائع والأحكام التي 
قررها النبي كه فيحمي البيضة»؛ ويقسم الفيءء ويجبي الخراجء ويفرق 
السهام, ويميم الحد وينتصف للمظلوم من الظالم على ما يمرره الشرعء 
والأمة من وراثئه تنبهه )» وتقومه. وتذكره. والإمام لا يحكم إلا بمحضر من 
العلماء وإن كان يرجع إلى رأيه ويثق بعلمه'”. وهو إمام مفروضة طاعته 
من قضاته وأمرائه وأصحاب حرسه وسعاته والأئمة على الصلاة من قبله 
«فإن جاروا كان ورائهمء وان غفلوا أيقظهمء فحاله من الأمة كحال 


(1) التمهيد طبعة القاهرة: 183. (4) مناقب الأئمة: 261. 


(2) مناقب الأئمة: 285. (5) مناقب الأئمة: 257. 
(3) نفسه: 285. 


39 


القاضى والأمير والشاهد)7" . 


ولا يجب على الإمام المعقود له أن يكون معصوماً عالماً بالغيب» وإلا 
يوجب بالتالي العصمة على أميره وواليه وقاضيه»ء وهذا ليس بالمستطاع منه؛ 
لأنه الوكيل والنائب للأمة. فإن نُصب فمن أجل إقامة الحدود والأحكام 
الشرعية التي شرعها الله وأتى بها رسوله يا“ . فالمعصوم لا يجوز عليه 
الخطأ وبالتالي لا يلزم من يوليه العقد «وكذلك لا يحتاج أميره وقاضيه وجابي 
خراجه وصَدّقاته وأصحاب مسائله وحرسه إلى أن يكونوا معصومي:.)© . 
ويدعي الباقلاني أن ليس من بيّنة ظاهرة يعتمد عليها الإمام لاعتباره المدعي 
بالبّنة لا يحتاج إلى نبي» وان الله تعالى يعلمنا اضطراراً في حال وجودها عنده 
أنه صادق لا يكذبء فإذا ما حصلت عند الإمام فيجب أن يشترك الناس في 
هذا الإلهام ضرورة» وخاصة أمراؤه وقضاته في الأقطار لقطع الخصومة بينهم . 
وهذا وجوب أنكرته الشيعة إذ ليس من المفروض اشتراك الناس بالبيّنة» بحيث 
أنه لا يمكن لها أن تظهر على الجميع» كما لا يمكن للخصومة أن تقف بين 
الجميع”” . فالخطأ والزلل يجوز على الأمير والقاضي المتولي من قبل الإمام؛ 
وان اختارهم خيرة من ظاهر عدالتهم وحكمهم بالحقء» وإلا لماذا التراسل 
استنكاراً على الخليفة بالأندلس وعسقلان واسنحاب وشاس وفرغانة والقيروان 
وغيرها. 

فالله تعالى قد يبعث نبياً لا يحدث شريعة» ولا يزيد على من جاء قبله 
شيئاً» وربما يحض هذا النبي على شريعة من قبله؛ فهو مبعرث ومكلف منه 
تعالى يعلمنا كونه نبي صادق النبوة وهي ظاهرة من طاعته وفضيلته على 
الآخرين» فيبين علمه القاهر ومعجزه الظاهر. وقد لا يحتاج النبي إلى هذا 
المعجز ليخبر عن صدقه فمن قال فيه رسول الله مَك «إنه نبي مثلي يوصى 
المه500) لا يحتاج إلى علم يدل على صدقه والمكلفون لا يحتاجون إلا إلى 
التوقيف عليه من الرسول؛ أو إلى وصول خبر عن طريق التواتر أو بواسطة 


دليل يقوم مقامه . 

(1) مناقب الأئمة: 260. (4) مناقب الأئمة: 265. 
(2) التمهيد: 184. (5) مناقب الأئمة: 271. 
(3) نفسه. 


40 


فالنبي لا يصير نبياً باختيارنا له» كما هو حال الإمام؛ وهو نقي السريرة 
طاهر الباطن» ومن أهل الجنة وفاضل عند الله على سائر الرعية”'2. وأما الإمام 
إنما يصير بعقد يعقد له دون حاجة لمعرفة باطنه وظاهره. فيكون إماماً وان 
«كان ملحداً عند الله عرٍّ وجلء كما أن أميره وقاضيه المنفذين للأحكام يكونان 
حاكمين وإن كانا عند الله كافرين»© . 


ويجوز على الله تعالى أن يقول على لسان نبيه «أي رجل ترجع الأمة اليه 
في أمر الدين والأحكام الشرعية يعتبر إماماء وهو ليس معصوما وإنما هو 
كالأمير والقاضي فيما يحكم به ويتولاه» وان كان يده فوق أيديهما)”0 
فالصحابة والأئمة الراشدين رضي الله عنهم مؤمنون: سريرتهم ظاهرة وقد 
تمت لهم الإمامة عن طريق الإختيار. وإن الأخبار التي نقلت لنا سواءً كانت 
أخبار آحاد أو أخبار تواتر أوجبت الفروض التي جازت علينا من جهة السمع 
لا العقل هذه الفروض كمعرفة الله وصفاته* . 

وكما علمنا بالضرورة أن رسول الله أتى بفرائتض أوجبها على سائر الآأئمة 
كالصلاة والحج والجهاد والزكاة» وإن ما ظهر على يده معجز من فعل الله عز 
وجل” . 

أما إذا كان الإمام في اعتقاد الشيعة معصوماً ومفارقاً للرعية فيما يجوز 
عليهم الجهل ولا يجوز عليهء ويؤخذ الدين عنه ويتعلم منه وهو المعروف 
بالإشارات» وهو المكلف الأصلح للدين والدنيا. فإن الإمام في نظر الباقلاني 
والأشاعرة ليس كذلك؛ فقد أوجب نصبة العالم دون العامي» واحتاط فيمن 
قل خطأوه وجهله عمن كثر خطأوه وجهله اتباعاً لأهل الإختيار الذين عقدوا 
الإمامة له دون غيره إذ من الواجب أن ينصبوا من كان عالماء ويختاروا من 
كان قليل الخطأ على العامي الجاهل وهو كثير الخطأ بينهم. وهذا الإختيار في 
اعتقادهم حسن على النص . فإذا أراد الله عرّ وجل تنصيب العامي لجاز له 
ذلك» ولعلمنا أن نصبته مصلحة :"© . 


(1) مناقب الأئمة: 271. (4) مناقب الأئمة: 214. 
(2) مناقب الأئمة: 267. (5) مناقب الأثمة: 274. 
(3) مناقب الأئمة: 275. (6) مناقب الأثمة: 282. 


41 


1[ ما يحب علمه أيضاً حول الإمامة: 

لم يكتف الباقلاني الكلام في الإمامة في كتاب «مناقب الأئمة)”'' بل 
خاض الكلام فيها مختصراً في كتاب التمهيد ‏ كما رأينا - وكذلك خاضه في 
كتاب ثالث بعنوان التبصرة* ورابع”” وربما أكثر” . وغايته في ذلك كما يذكر 
هي إشباع القول في «هذه الأبواب»» توخيا منه للوصول إلى الصواب؛ وذلك 
«تبصرة للمسترشدين» وتبياناً للمتوسمين2”” ففى اعتقاده أن المدرك إذا عرف 
الإمامة معرفة بصيرة يهتدي بها «إلى علم الصواب"© لذلك عرفها تحديداً 
بالقول: أن الإمامة «أصل من أصول الدين ومما يجب القطع به وإبطال ضده 
ورخلافه»” والدليل على وجوب الإمامة عنده لا يكون إلا دليلاً سمعياً 


(1) في «امناقب الأئمة». باب الكلام في الإمامة يجب علمه ‏ وهو في أربعين صفحة تقريباً أو 
عشرين ورقة. عدا أن المجلد جميعه يدور حول الإمامة» ومناقبية الأئمة الأربعة وكلها رد 
على الشيعة التي تعتبر أن مناقبية الإمام علي أفضل من مناقب الأثمة الآخرين. وفي كتاب 
التمهيد ‏ طبعة القاهرة 1947 باب الكلام في الإمامة وهو يقع في خمس وسبعين صفحة من 
2 239. 

(2) وفي كتاب ثالث عرض باب الإمامة إشباعاً منه في الكلام في هذا الياب وتبسيطاً 
للبراهين» وهو أن فعل هذا فقد قصد الصواب لا الخطأ. وقد ذكر القاضى عياض في 
كتابه: ترتيب المدارك 4: 602» وابن كثير في كتابه البداية والنهاية 11: 350 كتاباً 
للباقلاني بعنوان التبصرة. وربما هذا العنوان هو عنوان الكتاب الذي ذكره الباقلاني في 
نهاية التمهيد «تبصرة للمسترشدين وبيان للمتوسمين». وكذلك في مكتبة الأزهر بالقاهرة 
قم من كتاب ما زال مخطوطأء ويتضمن أحد عشر جزءاً من تجزئة المؤلف. وهي 
تكملة لستة أجزاء أخرى فقدت؛ هذه الأجزاء الموجودة كما يعرفها الدكتور بدوي «تقتصر 
كلها على القول في النبوات» مذاهب الاسلاميين 1: 590. فإذا كان هم الباقلاني: الإمامة 
والنبوة والفرق بين الإمام والنبي. فإن عنوان هذان الكتابان هو عنوان لكتاب واحد. 

(3) لم يصلنا هذا الكتاب» وقد أورد الباقلاني عنوانه في أكثر من مكان في كتاب «مناقب الأئمة» 
على هذا النحو كتاب الإكفار ورقة 82: 164» أو كتاب إكفار المتأولين ورقة 83: 166» وورد 
في كتاب ترتيب المدارك للقاضي عياض 4: 601 عنوان كتاب إكفار الكفار المتأولين وحكم 
الدار. وقد يكون العنوان في «المناقب» و«المدارك» عنواناً لكتاب واحد. 

(4) ورد عنوان كتاب الأصول والأحكام في «المناقب» ورقة 84: 169 هذا العنوان ورد أيضاً في 
ترتيب المدارك على هذا النحو: كتاب الأحكام والعلل 4: 601. وورد في كتاب الشامل في 
أصول الدين للجويني: 478. وقد يكون العنوان واحداً لكتاب واحد. 

(5) التمهيد 1947: 239 . (6) التمهيد 1957: 378. 

(7) مناقب الأئمة: 252. 


42 


«فالرجل وان مات غير عارف بإمامه ولا طاعة فى عنقه مات ميتة جاهلية)”© 


وليس وحده الذي اعتبر هذا الإعتبارء فالإمامية وهى فرقة شيعية اعتبرت «هذا 
الأصل» من أصول الدينء مما دعاها إلى الافتراق عن سائر المسلمين فيه 
اوهو فرق جوهري أصلي وما عداه من الفروق: فرعية وعرضية»© . فإذا كان 
الكلام حول مسألة الإمامة هو من الحقائق الأولية التي عرفناها””'. وقد نشأت 
عن ذلك أهم فرقتين في الإسلام: أهل السنة والشيعة» هذه الفرقة ظهرت أول 
ما ظهرت مع الذين اعتزلوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة””. وقد 
اعتبروا أن علياً رضي الله عنه هو الخليفة الأول بعد النبي يل . 

وإذا كان علي رضي الله عنه الإمام الذي تنازعته أهل السنة والشيعة”© 
كما يبين الدكتور علي سامي النشار. وكما يبين الباقلاني نفسه فيقول: (إنا 
نترك الإطناب في ذكره وتعداده على التفضيل لإرتفاع المرء أو النزاع بيننا وبين 
الشيعة فيه”©". فإن حقائق معروفة تناولتها الأخبار وردت إلينا تبين فضائل على 
رضي الله عنه. ففي «المناقب» يذكر الباقلاني: (أنه عليه السلام أسلم بدعوة 
النبي وان إسلامه وقع منه وهو غير بالغ... أسلم وهو ابن أقل من سبع 
2706 

وقد وردت به أحاديث كثيرة منها حديث الغدب © هذا الحديث 
الأهم الذي تعتبره الشيعة سنداً لها في أحقيته في خلافة المسلمين بعد 
الرسول يَكةٍ كما أورد الباقلاني أحاديث أخرى في مناقب الأئمة الثلاثة 
الآخرين رضي الله عنهم جميعاًء وكان في رده على الشيعة يحاول أن 
يتناول هذا الباب ‏ باب الإمامة - ليفضي إليه الأجوبة التي اعتبرها حججا 
مقنعة تنهي الخلاف بين الأمةء وتعيدها كما يرى هو الأشعري تحت لواء 


أهل السنة والجماعة. 

(1) نفسه: 252. 9 

(2) أصل الشيعة وأصولها لمحمد الحسين آل (5) نشأة الفكر الفلسفي علي سامي النشار: 
كاشف الغطاء: 65. 27 


(3) الكلام لجولدزيهر في صفحة 222 من ©67) المناقب: 331. 

الترجمة الإنكليزية الحضارة الإسلامية فى 77) المناقب: 338. 

القرن الرابع الهجري آدم ميتز 0000 (8) نشأة الفكر الفلسفي: 28. 
(4) مسائل الإمامة لعبد الله ابن محمد الناشئ: 


03 


ففي الجزء الثاني من كتاب «مناقب الأئمة» كلام يفتح الباب من جديد 
في وجوب طاعة الإمام المعقود له ويخص بالذكر الإمام على رضي الله عنه» 
إذ له النصيب الأكبر في الكلام في هذا الكتاب» فأعطى فيه المزيد» وشرح 
واستزاد حتى أوفى. 
11 محتوى الكتاب : 

إن الكلام المتدارك في المجلد الثاني من كتاب «مناقب الأئمة» منذ أن 
خط الباقلاني السطر الأول إلى نهاية السطر الأخير في وجوب تثبيت الإمام 
لمعقود له ووجوب فرض طاعته بالإختيار لا بالنص كما تدعي الشيعة. مبينا 
بالأخبار الواردة الصحيحة والمنقولة بالآحاد أو بالتواتر فضائل الإمام وخصاله 
المختلفة» وتفضيل الفاضل على المفضول معددا مناقب الإمام علي رضي الله 
عنهء ومقارنتها بمناقب الأئمة والملائكة من حيث المكانة والرتبة» واختلافهم 
من حيث إدعاء الرسالة واختصاص الأنبياء بالمعجز دون غيرهم. ولما كان 
النبي مميزاً عن غيره ومميزاً عن الإمام والملائكة فإنه لا يورث وارث «فدك 
وسهم خيبر» لم يكن ليورث إلى ولد النبي يك وأزواجه وأعمامه. ثم اتقاء 
للفتنة وحقناً للدماء ذكر الإمام الحسن رضي الله عنه في تخليه إلى معاوية في 
خطبة مشهورة وذلك صلاحاً للأمة وحفاظاً منه على البقية الباقية. كذلك ذكر 
إدعاء الشيعة ودعوتها للإمام على رضي الله عنه . وقد كتب الباقلاني في عمدة 
لتقصي وفهم ما فيه بقولٍ بليغ مقنع . 
1 حرب الإمام على رضي الله عنه ودفاعه عن الدين 

أ في قصة طلحة والزبير وعائشة وحربهم مع الإمام المعقود له: 

ولما كانت الأمة مجمعة على إبطال جواز وجود إمامين فى وقت واحدء 
فالعقد يكون على وجه صحيح يبطل ما وقع بعده أو معه: سواءً كان لعامي 
ليس من أهل العلمء أو من قوم ليسوا من أهل الحل والعقد. والإمام لا 
يلتفت إلى ما وضعواء ولا بد أن يكون دليل الله عرّ وجل منصوبا ظاهرا على 
ما هو عليه» ومستوجباً عند تنازعهم فيه20 , فعقله صحيح لا محالة. وإن لم 


(1) المناقب ورقة: 70. 


يحضره أربعة» فإنه يتم بالواحد والإثنين ولا أكثر من ذلك, بدلالة قولهم في 
الإتماق. فإذا حصلت مبادرة من الإمام فإنها تقع عن اجتهاد وتحصيل. بحيث 
يمكن أن يكون اجتهاده خطأء أو أن يكون صواباء فالنبي كَل قال: «إذا حكم 
الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران» وان حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر» فلم 


ا 000 


وعلى رضى الله عنه كان موافقاً لما يفرضه الكتاب والسنة الجامعة غير 
المفرقة© ؟ وبيعته كانت بيعة صحيحة وثابتة» وطاعته كانت واجبة ومفروضة» 
فهو إمام هدى. لم يعص الله حين دخل في البيعة وهو إمام عدل. طاهر 
السريرة نقي رضي «والحق معه دائر حيث دار». وأما حربه للقوم فليس بفسق 
ولا فجور. 

فإذا كان السؤال فيهء والخلاف عليه قائماً فلأنه هو الذي جعل المشورة 
فيهم فاستفتحوه بالخلاف عليه وعارضوه. وافترقوا بين ظاعن ومقيم وهو 
يترقب الفتنة القريبة منهم لإلزامهم له في دم عثمان» وان كان يمكنه أن يقيم 
الدليل على بطلان ما قضى عليه به؛ لأن الحجة على ذلك موجودة تلزمهم 
الحكم بالدخول في طاعته. وقد حاول أن يقيم الحق في أهل الجناية 
المختلطين بجنده عندما كان الإرتكاس» فخاف أن تتفرق الكلمة وتنخلع 
الطاعةٌ له وتستبدُ الإمارة بسفك الدم الحرامء فأخر إقامة الحد إلى أن تهدأ 
الفتنة» ويصير الظلم منكراً. وكان رضي الله عنه يعرف هذا وغيره» ويعلم 
ضعف بصيرة الجند. وظعنهم على عثمان ويعرف قلة نشاطهم لإقامة الحد 
على القتلة وكثرة جدلهم ونزاعهم”. 

وإذا كان سعد وهو من جلة أهل العلم وأفاضل السابقينء مَعَدَ عما 
خاض فيه غيره من بقية الصحابة» فهو لأنه أشدهم وجلا وخوفا من الفتنة؛ 
وكان تفضيله القعود فيها لروايته عن النبي تلد حديثاً في أن «قتال المسلم كفر 
وسبابه فسوق» وان «من حمل علينا السلاح فليس منا»””' وقعوده عن الفتنة كان 
خيراً له لأن «القاعد فيها خير من القائم)””. وتركه مطالبة الإمام لهم بالحمل 


(1) المناقب: 68. (4) المناقب: 75. 


(2) المناقب: 186. (5) المناقب: 65. 
(3) المناقب: 151. 


45 


وإذا كان طلحة والزبير وعائشة قاتلوا علياً فى وقعة الجمل» فلا يعنى أن 
أفعالهم تؤدي إلى الفسق والفساد. وإنما حصل القتال وباب الاجتهاد فيه 
مفتوح بحيث لا يأثم المخطئ فيه”'' فإن أحداً من الفريقين لم يكن على خطأ 
يوجب الذم والتأثيم لقوله تعالى #إوداود وسليمان اذ يحكمان فى الحرث إذ 
تفشت فيه غنم القوم#””' فمن اعتقد أن علياً أو طلحة والزبير وعائشة رضوان 
الخطأ”. فهم مؤمنون غير كفار وليسوا من أهل الفتنة وان وقعت. لأنهم 
اعتقدوا أن تلك ثائرة أثارها من يطلب دماءهو”* . 


وكذلك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فهو مؤمن غير كافر: «أقام 
الدليل على اثبات التوحيد والنبوة» وان المجتهد فى مخالفتهما كافر مبطل)”©) 
فوجب أن يكون ما شجر بينه وبين طلحة والزبير من مسائل الإجتهاد» والرأي 
الذي يقول: «إن كل مجتهد فيه مصيب أو مخطئ والحق فيه فهو رأي غير 
موزور». وهؤلاء فيهم أهل بيعة الرضوانء وأهل بدر والله عزّ وجل يقول: 
«إلقد رضي الله عن المؤمنين أن يبايعونك تحت الشجرة#”* والنبي كَْةٍ يقول: 
«عشرة من قريش في الجنة».ويَعُدٌ طلحة والزبير وسعداً. أما علي رضي الله 
عنه فقد بشر قاتل الزبير بالنار «ليدخل قاتل الزبير النار»””'. وحين أتى أحدهم 
بالكلام على عائشة وتناولها لسانه بالأذى قام علي رضي الله عنه وقال: 
الويحك مهلاً فقد عوتب فيها من هو خير منا ومنكم رسول الله )”© . 

إنه من التعصب والجهل : الإقدام على إكفار عثمان أو علي أو طلحة أو 
الزبير أو عائشة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم» وان أفعالهم تحتمل غير 
الفسق. فالباقلاني بذهابه في حرب علي وطلحة وعائشةء يحمل القول على 
أنه من باب المجتهد؛ والمخطئ فيه غير مأثوم ومن الأولى في بيانه: اتباع 


(1) المناقب: 91. (5) المناقب: 71. 


(2) سورة الأنبياء: 78/ 68. (6) سورة الفتح: 18. 
(3) المناقب: 70. (7) المناقب: 72. 
(4) المناقب: 66. (8) المناقب: 73. 


46 


الفريقين والوصول إلى منزلتهم» والشهادة بعدالتهم والتزام الموالاة لهم؛ فهم 
من أصحاب رسول الله يلِ؛ إذ يجب السكت والإمساك عما شجر بينهم»ء 
ويجب إظهار الشهادة للبدرين بالرضى عنهم. وكذلك الحض على نشر 
محاسنههو”'' فمن شهد له النبي بالجنة لا يمكن أن يكون من أهل فتنة”” وقوله 
فيهم «أصحابي كالنجوم لن تصلوا... ما تمسكتم بهمء وبأيهم أخذتم 


اهتديتم)”2 . 

ب في قصة معاوية وقتال الإمام علي رضي الله عنه : 

أما أصحاب الفتنة الذين يعتبرهم الباقلاني في إثم وضلال» فهم الذين 
خرجوا عن طاعة الإمام؛ وحملوا السلاح ولم يتوبوا بل قاتلوا وخادعوا 
وحالفوا وألبوا الناس وأثاروا الفتنة» فمعاوية لم يخلع نفسه حين طلب منه 
الإمام ذلك ولم يستجب اليهء بل استعد للحرب واستقل بنفسه في الشام إلى 
أن كانت وقعة صفين. مما يدعوا إلى القول أن: النزول على الحكم بالباطل 
فسوق وحرام في الدين» ومن ينزل كمن فعل حراماً باطلاء فمعاذ الله أن يكون 
علياً رضي الله عنه فعل غير رجاء استصلاحهم» وجمع ذات بينهم . فأهل الملة 
وان عصوا لا تبلغ معاصيهم , بهم إلى الكفرء وإن كانت فساداً في الأرض 
«كالسرقة والزنى» ورسول ار أقام الحدود على أهل الحرائم من الزناة 
والسراق» ومع ذلك لا يحرم توريث أهلهم منهمء. ولا حرم الصلاة عليهم. 
ورغم معصيتهم لم يزل إيمانهم؛ ولا انفصمت عصمتهم من الكفر. لذلك 
كان قتال طلحة والزبير وعائشة واقعاً على وجوه من التأويل يسوغ مثلها في 
الدين» ويزيل الإثم عن المتأول. 

وكذلك كان قتال معاوية أيضاً يسوغ التأويل» وإن كان مأثوماً. فإذا كان 
عمرو بن الحمق أجاب علياً: «ليس على عرض من الدنيا ولا تأسية ولا 
التماساً لسلطان ليرفع به ذكره»؛ ولكن لخصال خمس عددها: «إنك إبن عم 
الرسول ييه وزوج سيدة نساء المسلمين» وأول المؤمنين بالله ورسولهء وأبو 
الذرية التي بقيت فينا من رسول الله كلو وأعظم رجل وأجل منهما: من 


(!) المناقب: 91. (3) المناقب: 89. 
(2) المناقب: 84. (4) المناقب: 196. 


47 


المهاجرين والأنصار في الإسلام»”'". فإن معاوية كان يدعي قرابته لعثمان. 
وكان أولياء دم هذا لحقوا به وهو أمير ناحية وصاحب جند ورايات من قبل 
عمر وعثمان رضي الله عنهما وكان يقول: «وليأتي أحد الحقوق ورد الأمر إلا 
أسلمه إلى إمام قد رضي به أكفاؤه وأمثاله» فاخلع نفسي من العمل إذا 
خلعني2* إذ ان الألسن أطلقت بعدموقعة الجمل» باعتراف علي رضي الله عنه 
في أن عثمان قتل مظلوماً؛ مما جعل معاوية يطلب الخلافة» ويدفع علياً عنها . 
ويوافق عمر بن العاص على التوصل لها مع علمه «بفضل علي رضي الله عنه؛ 
وانه أحق له بها مع وجوده». 

ولم يقصر على في الحرب على ردها شورى أو بقتل قتلة عثمان”” وقد 
سار إلى صفين باغياً الصلح واجتماع الكلمة والدعوة إلى الإجتماع دون 
الفرقة» والدخول في الطاعة دون المعصية. ؛ كما تقدم إلى أصحابه لترك التسرع 
إلى القتال والتمهل والأخذٍ بأمره. غير أن معاوية أبدى صفحته» فالتفحت 
الحرب» مما دفع علياً رضي الله عنه وعسكره أجمع ٠‏ فأطبقوا في تلك الأيام 
على المواجهة. وإسقاط المطالبة بالقصاص”"“'. لأن حال معاوية فى المطالبة 
بدم عثمان» هو كحال طلحة والزبير وعائشة» وله التأويل في ذلك. فإنه بايع 
علياً على أن يقتل قتلة عثمان» ثم تنكر لبيعته". وعلي رضي الله عنه يعتبر 
ترك معاوية على الشام حرام؛ فقد التمس معاوية ولايته عليها منه ولم يجبه. 
ولو أجابه وفعل لصار فعله سنة. ولاقتدى الأئمة بعده بهاء وبطل بهذا الفعل 
نظام الإسلام. وأزال عنده تمكين من الأحكام. 

فإذا كان معاوية رفض التسليم» ورفض الإطاعة فلا يعني أنه مجاب» 
ومتولٍ من قبل الإمام””'؛ وحرب الإمام العادل ليس بكفر ولا ردة» وان كان 
عصياناً حراماء فقول على رضي الله عنه «والله ما قاتلنا أهل الشام على ما زعم 
هؤلاء الضلال من التكفير والفراق في الدين؛ وإنهم لإخواننا في الدين بغوا 
عليناء وإنا كرهنا م: منهم الفرقة وآثرنا ردهم إلى الجماعة»*©. وقد أصر على 


(1) المناقب: 173. (5) المناقب: 97. 


(2) المناقب: 74. (6) المناقب: 175. 
(3) المناقب: 75. (7) المناقب: 185. 
(4) المناقب: 113. (8) المناقب: 116. 


48 


المواجهة؛ كما أصر عسكره على إسقاط المطالبة بالقصاص من قاتلي عثمان 
تطبيما للحدود المقامة للردع كي لا يورط بعضهم بعضا في الفتنة» فيدعون إلى 
البغي والفرقة”''. وعلي رضي الله عنه لم يستحل يوماً قتل عثمان ولا خلعه 
لقوله: «ثم مات ولا عهد له عند أحد من الناس»» فالمنخلع ليس له عهد ولا 
اعتبار لأي عهد أو أحد قد يكون المعتبر للأئمة الموجودين”! وكان عَفّْد عبد 
الرحمن صحيحاً. وتفويضه حى» وإن مات ولا عهد له عند أحد. فيلعن علي 
قتلته «اللهم إلعن قتلة عثمان في البر والبحر» ويقول فيه «من خير ما هم فيه 
فذاك ما ظنوه). 


وقد اعتمد على رضى الله عنه القياس فى أصول الدين وفروعه بدلالة 
توليته لأبى بكر رضى الله عنه «قد رضينا فى الدين بأمر رضيه رسول الله كل لا 
يدحض تولينا أبا بكر». وبدلالة رده التحكيم في الإمامة إلى التحكيم بين 
المرأة وزوجهاء وقوله لهم يقول الله عر وجل: #إوان خفتم شقاق بينهما 
فابعئوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ان يريدا إصلاحاً يوفق بينهماه” . 
وقد كان التحكيم من أصوب الأمورء وأفضلها وأدلها على فضل فاعله» لظنه 
بالتحكيم صلاح الأمة فجعل للحكمين الحكم بكتاب الله وسنة نبيه» وأخذ 
عليهما عهداً وميثاقاً وليس في السنة ولا في كتاب الله ما يوجب خلع علي 
وتوليته معاوية* . 


1- وصحة التحكيم هو في إجماع الأمة واطباقها على ما فرضه الإمام؛ فقد 
كان لاستصلاح هذه الأمةء وفعله كان ليجمع شملهاء ويَّلمَّ شعثهاء 
وينفي الهرج والتنازع بينهاء فيعود بإلفتهاء واجتماع قلويها؛ فلا يعصي 
الله بذلك» ولا يخرج عن حكم الشرع فيه. ففي قياس واضح جلي يبنى 
على كون معاوية وأهل الشام التمسوا التحكيم والنظر في الكتاب”*, 
وكذلك أصحاب على رضى الله عنه مثل الأشعث بن قيسء وأمائل أهل 

() المناقب: 190. (4) المناقب: 182. 


(2) المناقب: 194. (5) المناقب: 197. 
(3) سورة النساء: 35. 


49 


العراق» وقولهم: «أجب والا لم يرم يماني معك بسهم أبداء وإلا حل 
لهم منا ما حل لنا منهم». فلو ترك ملاطفة أهل الشام في الكلامء وغلظ 
القول لهم دون استعطاف أو تليين لكان مأثوما. 

وكذلك لو راح يلتمس مخاطبة أهل الشام» وأهل., العراق» وأهل دار 
الحرب» ويُسيّر رسولاً بينهم لكان حصل اله . رالفساد. وكذلك لو 
سألوه مهلة يوم أو أكثر لينظروا في أمورهم به. جمعة الحق الذي يقضي 
اليه النظرء لانقلب عسكره عليه وعاتدوه: ساروا له حزيا مخالفاء 
وبالتالي فارقوا طاعته وفتكوا به”". لأن الندن على الحكم بالباطل 
فسوق وحرام في الدين. ومعاذ الله أن .كون أبو موسى خلع علياً رضي 
الله عنه؛ لأن خلعه كان له بشرط خلع معاوية» فلما نكث عمرو وحقر 
الضمان» كذبه أبو موسىء» وأبى أن يخلع عليا ورد الأمر كما كان 
أو 205 , 


د الكلام في الخوارج وأهل النهروان: 
لم يرض الإمام علي رضي الله عنه بما وصلوا اليه في التحكيم» لأنه 


كان بعد ذلك يحكم ويصليء وينفذ الأحكام والعقود. ويقاتل أسلاف أهل 
النهروان؛ ولا يألوا جهداً في ردهم إلى الحق والإنتقام منهم'©. فهو ان فعل 
التحكيم رجاءً منه لاستصلاحهم” وكان قصده الإصلاح واجتماع الكلمة 
وإزالة الفتنة. فأهل النهروان والخوارج الذين خرجوا عن طاعته بعد بيعتهم له 
كانوا يعتقدون بأنه عصى الله حين رضي بالتحكيم. وأن طَالِبَ التحكيم يبغي 
إبطال حكم الله عر وجل في صحة البيعة. والإمام ‏ في نظرهم ‏ مختلع لما 
خلعوه وهو إمام هدى» ولما حكم في دين الله فاسمًا؛ فهذه علامات تدل على 
ظلمة القوم وتحويرهم» ومروقهم عن الدين ومفارقتهم له" وبعدهم عنه. 


فإن كان علي أراد الهداية لهم» وهم الذين أظهروا الشهادتين وصلوا إلى 


القبلة» واجتهدوا في العبادة» وكانوا من الصحابة وهو من أفضلهم صحبة 


(1) المناقب: 198. (4) المناقب: 104. 
(2) المناقب: 105. (5) المناقب: 237. 
(3) المناقب: 107. 


50 


لرسول الله كك قبل خروجهمء وكان لهم رأي أصيل» ومعرفة دالة» وتحصيل 
بائن. فإذا بهم يصيرون أهل ضلالة وشبهة مثل: حرقوص بن زهير وابنُ أمين 
- فيكفرون الإمام»ء ويتبرؤن منه؛ ويعترضونه بالسيف. وقد أباحوا دمه. 
واعترضوا دار الإسلام بالقوة وسبوا ذراري نصاره وسبوا غيرهم من المسلمين. 
واغتنموا أموالهم. وحَرّموا مناكحتهم وأكل ذبائحهم؛ كما حرموا الصلاة على 
ميتهم: فإن هؤلاء ضلال كفار فجار”' مما دعا علياً رضي الله عنه أن يحاربهم 
على تأويلهم هذا. ويقاتلهم لتنفيذ أحكام الدين برأي صائب غير متقلب. وقد 
قال فيه رسول الله يكلةِ «يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله» فكان تشبيه 
من رسول الله ب لعلي بين قتال الأول على التنزيل وقتال الثاني على التأويل 
والقتال في كلا الحالين صواب وحق وان تشبه الواحد بالخ © , 

فمن كانت هذه صفاتهم واعتقادهم في على رضي الله عنه وهو الإمام: 
يجب البراءة منهم. ولعنهم؛ واعتراض دورهم بالسيف إلى أن ينزعوا من 
أذهانهم هذه الإعتقادات» ويتوبوا إلى الله» ويرجعوا عن استحلال ما استحلوا 
من أمير المؤمنين؛ ومن سائر المسلمين حتى يعودوا إلى الدين» وينزعوا إلى 
الحق» ويتركوا الباطل””". وقد دعاهم إلى التوحيدء وإن اعتقدوا في فسق 
عمرو بن العاص؛ فإنه لا يعتقد ذلك. ولم ينكر التحكيم حين أجازه”*' فرجع 
من وجوه الخوارج إلى الحق وإلى قوله رضي الله عنه: الأشعث بن قيس»ء 
وكان آمرأ في العراق» ووشيك بن ربعيء وعبيد الله بن الكواء فتركوا 
الخوارج ونقموا عليهم . 

وكان ان كتب خوارج البصرة إلى خوارج الكوفة: «إنكم كفرتم بعد 
إيمانكم» فاتخذوا بعد أن تحادروا من كل جانب.: النهروان معسكراً. وبعد أن 
أجمعوا على إكفار الأمة» وكل من خاض في تلك الدماء. فدعاهم علي رضي 
الله عنه وطلبهم فلم يستجيبوا”” فحاربهم وانتصر عليهم ولم يُجب سبي 
ذراريهم وكذلك القاتلين عمداً منهم على سبيل القصاص وهو لم يسب ذراري 
رويشد بن الحرث» ولم يغتنم أموالهم لتنصرهم بعد خلعه وبراءتهم منه© . 


(1) المناقب: 112. (4) المناقب: 133. 


(2) المناقب: 230. (5) المناقب: 133. 
(3) المناقب: 229. (6) المناقب: 227. 


531 


فللامام المهادنة» وترك الجهاد إذا رأى ذلك صلاحاً للأمة؛ وقد قال رسول الله 
َك لأن حكم الله فيمن بغي من هذه الأمة؛ لا يجاوز على جريحهم أو يرفق 
ولا يتبع موليهم» ولا يغتنم أموالهم»”'". وقد قام الدليل على أن أهل البغي 

مع تأويلهم الخطأ أو بغيهم فهم: مؤمنون غير كافرين. وأما الحكم بخلع 
الإمام ليس حكماً صحيحاًء وهو باطل لثبوت إمامته وصحتهاء بعد ثبوت 
العلم بصحة القياس في الأحكام. فالعقل إذا ثبت القول فيه فإنه لا يحرم 
التحكيم في أمر الإمام» وإذا ظن بالتحكيم صلاحاً للأمة© . 

ه ‏ الدليل على إثبات إمامة على رضى الله عنه : 
الصحابة له وإطباقهم على أن له علماً وفضلاً فأبو بكر يشاركه في يوم الحج 
الأكبر قبل حجة الوداع بسنة. وهو الذي كان يحمل من طرف النبي كلد أربعين 
آية منهاة”” وكان عمر لا ينفك يقول: «لولا علي لهلك عمر». وكذلك عثمان 
رضي الله عنهم جميعاً استعان به يوم الحصار وكان علي يحاول درء القوم عنه 
فيرسل الحسن والحسين اليه. وحين أصبح إماماً أثبت على أنه صاحب مقدرة 
وكفاءة وانه جدير بتولي الإمامة بعد مقتل عثمان وتحمل مشقات الحرب 
وويلاتها إكراماً منه لحفظ الدين وصوناً للإسلام» فهو الإمام المستحق لكمال 
فضله. واجتماع خلاله. وقد كان مفروض على الأمة تثبيت إمامته كما 
السابقين الآولين» فخلعه ليس بواجب عليهم ولا مفروض» وهو الذي كثر 
بلاؤه وعظم غناؤه في الإسلام وهو الذي تحمل على الفراش ما تحمل من 
مآسي قريش وان كان لقرابته وكونه زوجأ لفاطمة وأبا للحسن والحسين رضي 
الله عنهم جميعاً فضل أيض)) 
ويحكم في مدة خمس سنين وهو من كثيري الرواية ومن حفاظ القرآن وأول 
من تقدم بجمعه”” » وهو الشجاع الساكن الجأش القوي في نفسه وان كان 
لقتاله فضل كبير وثواب عظيم”“. وهو من أعلم من بقي وأفضلهم وأولاهم 
بأمر الإمامة وقيادة الأمة. وقد كان عقده من العقود الصحيحة ومن أثبتها لأنه 


. فإنه أقام: يحدث ويفتي ويسأل ثلاثين سنة 


(1) و (2) المناقب: 206. (5) المناقب: 366. 
(3) المناقب: 367. (6) المناقب: 342. 
(4) المناقب: 454. 


52 


كان أفضل من بقى» وكان أفضل العاقدين» الذين يملكون صفة عقد الإمامة 
في الفضل والسابقة؛ مما يوجب ويؤكد تمام بيعته» وصحة إمامته للأمة. 
2 الكلام في تفضيل الفاضل : والله عز وجل هو الأفضل . 

أ الفاضل أفضل من غيره لاتفاق الأمة على وجوب الحكم لمن ظهر منه 
الإيمان بأنه مؤمن». ولمن ظهر منه الصلاح بأنه صالح بر تقي. وإن أفعاله إذا 
كثرت وتكررت منه حكم له بأنه أبر وأتقى» وأصلحء فمن قل ذلك منه مع 
العلم بأن قولنا فيه تقي صالح لا يعني أنه غير فاضل”'2. وليس بواجب على 
الله سبحانه ثواب العامل على شيء من أعماله ولا يجب عليه فعل شيء يوجب 
صحة ما ذهب اليه الباقلاني؛ من جواز تعريف الله عرّ وجلّ لنا فضل الفاضل . 
ولا يوجب أيضاً عليه سبحانه العوض والثواب» كما لم يجب عليه تحسس 
اللذات مخصوص و«الأفعال مخصوص”*. ولا ان يعرفنا إيمان المؤمن» وكفر 
الكافرء وفسق الفاسقء وإن كان المؤمن يستحق على إيمانه ثواباً جزيلاء 
ويستحق علينا بإيمانه في حكم الدين تعظيماً ومدحاً وإجلالآء وكذلك حال 
الفاضل بأن يكون فاضلا. 


وقد عرفنا فضل الأنبياء على غيرهم بفضل الفاضل منهم على غيرهء 
وفضل الملائكة عليهء أو فضلهم على الملائكة”” وأعلمنا فضل الصحابة على 
سائر من بعدهم» وفضل الفاضل منهم على غيره» والإجماع على أنه لا خالق 
الا الله. الفاضل على كل شيء. وإنه لا يكون مثله في الفضل ولا يكون مثل 
خلقهء ويجب تخطئة من قال أنه لا يعلم بالأشياء ولا يقدر عليهاء فهو يعلم 
بكل الأشياء ويقدر على كل شيء. وإن النبي يلو يشفع لأهل الكبائر من أمته» 
وان كلامه جل ذكره لا يقدر الخلق على مثله. فضلا عن القدرة على ما هو 
أفصح» وأبرع. وعلى أنه لا يجوز الكذب عليه وانه فيما لم يزل ذو أسماء 
حسئى وصفات عليا. واله لا يجوز أن تكون البعرة والجعلان ودود العذرة 
خير من إيمان جبريل ومحمد ييه ومن سائر من أطيع الله به في التوحيد فيما 


240 

دذويه . 
(1) المناقب: 515. (3) المناقب: 520. 
(2) المناقب: 519. (4) المناقب: 525. 


533 


وكذلك لا يجوز أن نجعل من يتحمل الإمامة؛ ويقوم بأمر الآمةء ويكثر 
م: الفتوح؛ ويستولي على الأمصارء ويقمع أهل دور الكفر ويذب عن دماء 
المسلسين مما يجب علينا أن نقطع بفضل صاحب هذه الأعمال على من لم 
يكن منه مثل ذلك”'' وما قاله حماد: «إن الأمة أجمعت بعد موت النبى مَل 
على أن فيها فاضل لا محالة؛: واختلفوا لما مات أبو بكر رضى الله عنه: هل 
فيها فاضل أم لاء فعلمت أن الفاضل هو الذي أجمعوا عند وجوده؛ على أن 
في الأمة فاضلاء واختلفوا عند وفاته: أهو فيهم أم لا270 . 


نا لا نعلم تفضيل السلف على من يأتي بعدهم. إلا إذا وردنا لفظ 
يوجب هذا التفضيل أو خبر يحج مثلف وقد تكون هذه العللامات متعذرة أو 
مفقودة فجواب النبى يليج حين سئل «أوَ لسنا من إخوانك يا رسول الله» قال: 
«لا أنتم أصحابي . وإخواني الذين يؤمنون بي ولم يروني»””؟ فجواب رسول الله 
كيه على أن الأصحاب غير الإخوان. أما في تفضيل الخَلّف ومن يأتي بعدهم 
فإن أفعالهم هي التي تدل على فضلهم في حكم الظاهر وقد تكون بالمشقة 
الحاصلة أو بعددها الكثير . 


ب الأئمة الأربعة في التفضيل: والأمة لا تنكر أن تكون أفعال الأئمة 
الأربعة متقاربة عند الصحابة ولذلك لم يجمعوا على تفضيل واحد منهه”" هذا 
أقرب إلى الصواب وأقدر على الإحتجاج «لأنهم يزعمون أن القطع على 
الفضل. وعلى أن الفاضل أفضل من غيره» لا يجوز أن يوصل اليه إلا من 
جهة الخبر لا من طريق ظاهر الأعمال»”” فإذا أجمعت الأمة بايمان الرجل» 
فإنه مؤمن وإيمانه صواب. وكذلك إن أجمعت أن الرجل أفضل الأمة عند الله 
وانه مستحق للإمامة عنده؛ فيكون بهذا الإجماع مستحق”". فإن كان زيد 
فاضلاً في الظاهر دون الباطن» وان كان لا يفضل غيره في ظاهره» وذلك 
لفعله المتقرب لله عر وجل. فقد وقع الفعل منه وحصل ويدل على ذلك اتفاق 
الأمة بأنم قام بهذا الفعل» وقدم فيه الخير والبر للأمة وإذا كثرت هذه الأفعال» 


(1) المناقب: 454. (4) المناقب: 528. 


(2) المناقب: 471. (5) المناقب: 514. 
(3) المناقب: 491. (6) المناقب: 531. 


54 


وتكررت منه تكون بحكم الأمة أبرء وأتقى؛. وأصلح ممن قل ذلك منه”" 

وقد يجوز أن يكون هنا علة عند بعضهم أو سائرهم تمنع من إقامة 
الفاضل عندهم» ولو أمكن مثل هذاء لأمكن آخر أن يقول: إن أفضل الأمة 
في ذلك الوقت أبو عبيدة؛ فلا سبب يمنع من إقامة الفاضل ولا -حال ظاهرء 
وان ظاهر أمرهم التمكن والإطلاق”” إذ ليس في الأمة من يفاضل بين خباب 
وزيد وأبي بكرء كما انه لا يفاضل بين أبي بكر وأبي موسى وأبي هريرة وأبي 
سعيدء فهذا معروف ظاهر في أن الأمة تفضل أبا بكر. وكذلك لم يكن من 
يفاضل بين علي وعمار وعمرو بن العاصء» فإن هذين الأخيرين ليس لهما 
دخل في الفضل مع عليء كما لا دخل لأولئك مع أبي بكر”” . 

فلولا الآثار لا يصح لنا أن نعلم من هو الأفضل ولا نستطيع أن نتطرق 
في هذا الموضوع., فالأمة لا تختلف في معرفة: أن السبق إلى الإسلام أعظم 
الفضائل» وأشرفها منزلة» وإنها ذات مودة . وان الجهاد بالنفسء» والإحاطة 
بعلم ما يحتاج اليه من الشريعة والزهد في الدنيا والشجاعة. هي أسباب توجب 

فإذا كنا نعلم أن النبوة ف فى أعلى منزلة» وان أمر الله هو الأفضل ولا 
يمكن أن تكون منزلة الإمامة فوق منزلة النبوة» وليس القول بأن الملاتكة تهبط 
فقول رسول الله «يؤمكم أفضلكم» دليل على أن التفاضل واجب بين الأئمة ”© . 
وقد كان الأئمة الأربعة أفضل ممن كان من الصحابة» وذلك في سبقهم إلى 
00 وجهادهم وإيمانهم يم وعطائهم . 


الإيمان ان الواقة يوجب تفاضل الناس في الإسلدء فالمؤمن يفارق الجاه والمال 
والوطن. والأصحاب» وهي أفعال تشق على النفس فعلهاء إلا من آمن. 


(1) المناقب: 515. (4) المناقب: 326. 


(2) المناقب: 320. (5) المناقب: 327. 
(3) المناقب: 326. (6) المناقب: 326. 


55 


فيستَشهل الصعبء. ويقوم بفعله. وأبو بكر رضي الله عنه كان ذا جاه عريض 
في قريش ومال كثيرء وطاعة في المعظمين للعلماء بالسيرة؛ فمحل أبي بكر 
عند رسول الله يلخ محل تعظيم ظاهر لا يُحْفُى موضعه على أحد لقوله له حين 
جاء بوالده مكفوفاً لِيُسْلمِ «هلا تركت الشيخ في رحله حتى آنيه»” . أما علي 
رضي الله عنه فقد أسلم وهو غير بالغ؛ وقبل أوان التكليف» فعرف حياة 
رسول الله كٍَِْ في النبوة: في أيام الهجرة وقبلها. إذ لا فرق بين قوله: أول من 
صلىء وبين قوله أول من أسلم أو آمن» فحنكته وتجربته وانقياده على البصيرة 
يوقع به إلى التفضيل. وقد كان مقاتلاً للأكفار ومقارعاً للأقران؛ وتقدم في 
كشف الكذب عن النبي كله في مواقف كثيرة» ومشاهد معروفة ومواقع 
معلومة : كبدر والعقبة والحديبة وأحد وحنين”. 

كذلك كان جهاد عمر وعثمان رضي الله عنهما وكان من تقدم هجرتهما 
وكثرة برهما وتحملهما أمر الإمامة وذبّهما عن الدين وقمع الكافرين والدفاع عن 
المسلمين؛ كما كان لإفتتاح البلاد»ء وتمصير الأمصار وابعاد أهل الكفر 
واخراسهم في وقت انتشار الإسلام وانتصاره'”". عظيم الأثر بحيث يجعلهما في 
منزلة التفاضل كغيرهما من التفضيل : أبي بكر وعلي رضي الله عنهم جميعا. 

ج ‏ فضل الأنبياء على الملائكة: من جهة العمل لا سبيل لنا في رأي 
الباقلاني إلى تفضيل كل من الأنبياء على الملائكة أو الملائكة على الأنبياء” 
فإذا كان الأنبياء مطيعين لله عر وجل فإن الملائكة كذلك مديمى الطاعة بتحمل 
العبادة» وترك الزنا والتقتير في عبادة الله عزّ وجلّ لقوله: #يسبحون الليل 
والنهار لا يفترون* وقال الا يعصون الله ما أمرهم. ويفعلون ما يأمرون4” . 
غير أنا نستدل على فضل الأنبياء على الملائكة بتكلفهم نقل العبادة» فالتكليف 
والتحمل والصبر لهو أشد على النفس وأشقى. فمنع النبي لنفسه من فعل ما 
تمثل اليه طباعه من الأكل والشرب والجماع» وإشقاء النفس. وغير ذلك مما 
جناه على الشهوة به. لهو فعل فاضلء يرفعه إلى مستوى أفضل من 


الملائكة”© . 

010( المناقب: 0 33. 4( المناقب: 38 
)2( المناقب: 0.039 )5ن سورة التحريم : 6 
(3) المناقب: 454. (6) المناقب: 538. 


56 


والله سبحانه أمر الملائكة أن تسجد لآدم وقت نفخ فيه الروح» ومع 
تقدم طاعتها وجعل منها رسلاء وسفراء بينه وبينهم. وجعلها خدماً للأنبياءء 
ووكلها بحفظهم والذب عنهم. وجملة القول أن الملائكة من كتبة الأعمال» 
حفظة الأنفس. وخدمتهم لبني آدم إنما هي عبادة لله عر وجل فقط دون 
غيره”'2. ومن خبر ما استند اليه فى تفضيل الأنبياء على الملائكة قوله عرّ وجل 
«إما منعك أن تسجد لِمَا خلقت بيدي26©©. فأخرج آدم مخرج المدح»ء وعظمه 
على ابليس» وفضله عليه. وعلى جميع من لم يخلقه بيده فالله عزّ وجل. لم 
يماس من خلقه الا أربع منها: آدم وألواح موسى». وشجرة طوبى» وجتنة 
عدنء فهي أفضل من الملائكة لهذا السبب”. 

والله سبحانه جعل الملائكة تسجد لآدم وجعلها تعظمهء وذلك لفضله 
عليها ولكونه أعلم منها بأسماء الأشياء: وان الله عر وجل قال لآدمء وعلمه 
بعد قولهم القول: «سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا» وقوله: ليا آدم أنبئهم 
بأسمائهم 8" ولا يعني هذا ذكرنا أن ينتفي فضل الملائكة على الأنبياء وعلى 
آدم فإن آدم أعلم من الملائكة ببعض الأمور كما أن الملائكة أعلم بأمور أخرى 
فابليس قد علم أنهما ‏ آدم وحواء ‏ كانا يؤثران أن يكونا ملكين يسبحان الليل 
والنهار. وأن ينتفي عنهما شهوة الأكل والجماع فلذلك أطمعهما فيما فعلا من 
الأكل من تلك الشجرة. وبهذا نعود إلى ما بدأنا به وهو أن أمر التفضيل يعود 
إلى الفعل الظاهر والباطن ولكل من الملائكة والأنبياء فضل . 
3. الكلام في إرث النبي كَل : 


أ فى معنى الصدقة: لما قبض رسول الله كلِيْوٌ وصار الأمر بعده إلى 
الإمام أبي بكر رضي الله عنه» أرسلت فاطمة بنت رسول الله يق تسأله ميراثها 
عن رسول الله يي فيما أفاء الله عليه بالمدينة» وقدَكء وما بقي من خمس 
خيبرء فقال أبو بكر: «إن رسول الله كَلِدِ قال: «لا نورث ما تركنا صدقة» إنما 
نأكل آل محمد من هذا المال؛ واني والله لا أغير شيئاً من صدقة رسول الله ولا 
من حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله كله وقال: «ولأعملن فيها بما 


(1) المناقب: 539. (3) المناقب: 540. 
(2) سورة ص: 75. (4) سورة البقرة: 32 و33, المناقب: 551. 


537 


عمل رسول الله يكلا . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة رضي الله عنها 
ع . 

وخجته فى ذلك أن مال النبى صدقة مردودة فى بيت مال المسلمين 
ومصروفة فيما يراه الإمام وما ينوب المسلمين من سائر المصالح؛ ومثل هذا 
إنما ينظر فيه إلى الأمة. وقد وصاهم النبي بالإمامة والطاعة وبيان حكمه في 
الصدقات فهي موقوفة على رأي الإمام في المصالح*“. وكان على أبي بكر 
رضي الله عنه أن يجيب حين تسلم الإمامة «انا ولي رسول الله كله أعمل فيها 
بما كان يعمل» وحين سئل في خبر آخر في الصدقات تابع قوله: «ولكني 
أعول من كان رسول الله يَكهِ ينفق عليه)2 . 

والصدقة هى الرخصة بناءً على تسمية الرسول يخ وإذا كانت الصدقة 
غير معروفة من مال الفيء تسمى هبة من الله سبحانه. وكذلك الصدقة التي 
قطع بها نبي هي هبة من الواهب وهي بمعنى الهدية والهبة. والهدية ليست 
محرمة عليهم. ولا على أزواجه يَكِلةِ فيكون تسمية ما تركه من مال الفيء 
صدقة على معنى انه هدية من الله عزّ وجل للمسلمين ورخصته لهم في أخذه. 
وان يجهزوا أنفسهم في الحرب التي بها صار المال فيئاً أو غنيمة»؛ وسمى 
الرسول الرخصة: صدقة أيضاً© . فالنبى أعطى بنى عبد المطلب بالنصرة لا 
بالقرابة» لأنه لو أعطاهم بالقرابة لأعطى بني عبد شمس وبني نوفل لاستوائهم 
في القرابة”© . 

ب الدليل على أن «النبى لا يورث» لا يكون إلا سمعياً لأنه لا يجوز 
للنبى أن يجعل مال بيته وسهمه مما أفاء الله عليه ميراثاً لولده وأزواجه وأعمامه 
الا من حيث السمع دون العقل لأن العقل يحكم بحكم الله تعالى فالولد يرث 
أباه لقوله تعالى: #يوصيكم الله في أولادكم#”* وقوله: #وورث سليمان 
داود ”7 وليس بمنكر مخالفة الله عر وجل لأنبيائه في وجوب توريث بعضهم 
بعضاً. مما يجوز أن يحرم التوريث. ويأمر برده في بيت مال المسلمين”* . 


(1) المناقب: 560. (5) المناقب: 610. 


(2) المناقب: 614. (6) سورة النساء: 11 3. 
(3) المناقب: 604. (7) سورة النمل: 16. 
(4) المناقب: 608. (8) المناقب: 613. 


58 


وقد خص الله النبي بسماحة الخلق وخفض جناح الزلفة والرحمة» والزهد في 
الدنيا ما يجمع قلوب المؤمنين عليه فقال تعالى: #ما علمناه الشعر وما ينبغي 
له ان هو الا ذكر وقرآن مبين”'". والدليل السمعي هذا غير الدليل العقلي؛ 
لأن العقل لا يخرج انتفاع أقارب الميت الذي هو النبي يَكِ؛ وتحريم انتفاع 
أقاربه مما كان في يده يحتاج أيضاً إلى سمعء لأن أقارب الميت» وغير أقاربه 
فى حكم العمل واحد في انتفاع الكل» بما كان في يده غير محظور ولا 


2 ١ 


ويثبت الدليل السمعي هذا بخبر الواحد؛ إذا لم يكن في معارضته عموم 
والدليل إنما قام على العمل باللفظ العام إذا لم يكن في معارضته خبر بطريق 
يوجب العمل”". فالخبر متى طابقه العمل قطع بكونه من الدين ومن جملة ما 
يجب الإعتداد به والتحريم لمخالفيه؛ فالنبيى خطب الناس في بعض مغازيه. 
وهذا مشهور عنه وقد ورد فيه الخبر بأخذه وَبْرَةَ من بعيره ثم قوله «ما لي مما 
أفاء الله عليكم مثل هذه الا الخمسء» والخمس مردود فيكم». فإن الخمس 


مردود فيهم» ولو كان بعدد شجر تهامة نعماً فإنه لا يملك منه وزن وبرة#, 


مما يدل على أن الأنبياء يورثون العلم والنبوة والكتاب دون المال؛ 
والأمة تقول: «العلماء ورثة الأنبياء». والنبى يَكِةٍ كان يجب أن يورث ما ملكه 
لله إياه بهدية أو إرث من أقاربه وغير ذلك من وجوه التمليك للأموال. وإذا 
كان ذلك كذلك وكانت قَدَكَ وما حصل بتصرف منه من سهم خيبر وغير 
ذلك من هذه الأراضي والأموال ليست بملك له عندنا على وجه تبديل . إنما 
جعل الله تعالى له التصرف في خمس الغنيمة أو خمس خمسها على قول 
بعض الفقهاء بعد قسمة أربعة أخماسها على القائمين المجاهدين مدة أيام 
حياته”' ويأخذ منه بقدر الكفاية» ويرد باقيه في مصالح المسلمين. ٠‏ 


على أن الذي التزم به الباقلانى هو رأي مالك بن أنس وأهل المدينة 
وهو أن كل ما صار اليه شيء من أرض العنوة والفيء باقطاع الإمام له أو بإذنه 
(1) سورة يس: 69. (4) المناقب: 562. 


(2) المناقب: 556. (5) المناقب: 585. 
(3) المناقب: 556. 


39 


في الانتفاع» فإنه لا يملكهء ولا يجب أن يملكه أقاربه وخاصته: فان فَعَلَّه 
فهذا لا يعتبر للتقية» ونصّاره كانوا من أصحاب أبي بكر وعمرء وكانوا موالين 
لهم؛ فالحجة باطلة بأن التقية كانت تمنعه» وظاهر فعله ينبأ خلاف ذلك . 


فإذا اعتيرنا أفعاله حصلت للتقية» فإنها تكون كادعائهم في ترك المطالبة 
بالإمامة لأجل التقية. وهذا باطل لا يمكن أن يحدثء وكلامهم أماني كلها 
وأحلام غير محدثة”'2. وقد حلف للشرة بالله عرّ وجل إنه لا عهد عنده من 
رسول الله كله في الإمامة؛ وانه لو كان لجاهد عليه ولو بيده. وحين سُئل: 
«أبعهد من الله ورسوله تقاتل» أجاب: «والله ما عهد إلي رسول الله كَكنَةِ عهدا 
إلا شيئاً عهده إلى الناس»*". وفي رواية أخرى يقول: «والله ما عندي كتاب 
نقرؤه عليكم إلا كتاب الله عر وجل» وهذه الصحيفة» «أخذتها من رسول الله 
يَكهِ فيها فرائض الصدقة» وروى آخرون أن فى الصحيفة «العقل». والمعنى فى 
ذلك أن العهد لم يكن من رسول الله إلا كما كان لغيره. ْ 


ومن الشيعة من قال؛ انه بعد الهجرة كان نص من رسول الله ويه على 
الإمام على رضي الله عنه» وقالوا: انه عالم بالغيب معصوم لنفسه لا يجوز 
عليه الخطأ والسهوء وان روح القدس حل فيه. وهو عند بعضهم لا يموت». 
وانه في السحاب» يُوحى اليه» وانه «دحا أرضها ورفع سماها وأهلك عادا 
وثموداً”” فهذا قول لا ينطبق على الدين في رأي الباقلاني وينسلخ منه 
ويخالف سبيله؛ وهو قول رام أصحابه صعباً ممتنعاً. أما قوله: "بين كتفي 
علماً جما. . . لا أحد له حمله» دليل على أنه علم عظيم يحمله هو وحده. 
ولا يعني انه من علم الغيب» وان الأئمة لم يكن عندهم ذلك العلم. ولا يدل 
على أنه ليس عند غيره من أهل عصرهء وممن مضى قبله» وانه لا يحصل لمن 
يأتي بعده. غير أن الشيعة تدعي أن هذا العلم لا يكون إلا عند الحسن 
والحسين وسلمان وعمار وغيرهم من الأبواب؛ وان هذا العلم هو اليوم عند 
القائم المنتظر فيحتمل أن يكون أراد بقوله: «لا أحد له حمله» في هذا الوقت 
لذهاب أكثر الفضلاءء وانقراضهمء وقلة الحاملين للعلم فيمن بقي . 


(1) المناقب: 625. (3) المناقب: 647. 
(2) المناقب: 644. 


60 


على أن الباقلاني تكلم في الإمامة وعمدة الأبواب في كتاب كلاماً 
واضحاً يبين ويبسط رأيه في هذا الموضوع الذي يعتبره مبعد عن الدين وعن 
شريعة المسلمين» كما وعد بمزيد من القول فى هذا المجال»؛ وهدفه فى ذلك 
جمع الأمة؛ ولم شعتها تحت لواء الدين الواحد والفرقة الواحدة لتكون: 
الفرقة الناجية كما أراد لها النبى محمد يلي 


ج ‏ وإذا كانت شيعة على رضى الله عنه دعت إلى نفسه: فلا ينكر 
الباقلاني أن تكون الشيعة في وقته ذاك تروي أخباراً كثيرة عن علي وفاطمة 
رضي الله عنهماء والشيعة لا تزال تنكر على أبي بكر وعمر ظلم فاطمةء 
وتكره الإعتراض عليها. وتروي في علي: انه دعا إلى نفسه. وان الرسول 
نص عليه دون غيره» وقد خطب خطبته المعروفة عندهم بالسقسقية» 
والسلسلية؛ وفيها تصريح بالنص عليه لأنه أحق بهذا الأمر دون غيره. فلو كان 
كذلك لوجب أن تتوفر الدواعي على نقل الخبر. وإظهاره لتغلب إذاعته ويشيع 
ويتوسع فلا يكتم ويخفى حتى يظن أنه قيل وانتشر'" . 


وقد كانت الصحابة رضي الله عنهم أسرع إلى إنكار المنكرء والأمر 
بالمعروف» والشهادة بالنص فيما لو نص النبى كيد بميراثه وماله من إرث. 
ولو كان الأمر كما تدعيه الشيعة لكانت أحق بهذا القول وأولى به؛ غير أنه لم 
يحفظ على أحد من الصحابة: ان وُبخ وقُرّع وخوطب سوءً كان أبو بكر أو 
عمر أو عثمان بمثل ما فعل الحسن في خطابه لمعاوية أو ان أحداً قال لهم 
الإتقوا الله في أنفسكم وردوا الأمر إلى نصابه» والإرث إلى مستحقهء واذكروا 
نص النبى ككل على النحل والإمامة)© . 
فجاهره ووبخهء وأظهر ذمَّهء فلو كان على رضى الله عنه على مثل هذا الحال 
يذه » وخوفه من أبي بكر وعمر وعثمان أقل. فلم يذكرهم بنص رسول الله عبد 
في إمامتهء ولا ذكر أبا بكر بظلم فاطمة ولا خوّفه من تغييره كتاب ربه عر 


(1) المناقب: 578. (2) المناقب: 579. 


61 


وجلء وأحكام نبيّه وهو القائل فيه «لن تموت حتى تقاتل الناكثين والقاسطين 
والمارقين»). فعلي لا يقتصر على السكوت» ولا ينفر عن الصحابة ولا يبين 
أمر الأتمة الثلاثة المتولين قبله إلا يعظم شأنهم. ويفاضلهم على غيرهم. 
ويلعن الطاعن عليهم» والذي يسعى بمكروه اليهه'". ثم يقُّرَ أحكامهم. 
ويمضي قضاياهم في أيام ولايته م وفي محاربته واحتجاجه على مخالفيه؛ وقد 
نابذ أهل البصرة؛ وصفين والنهروان ثم لا يَرضى حتى يحكم مصحف عثمان 
على نفسهء ويأمر بالرجوع إلى القرآن© . 


فإن كان أصحاب المقالة بالنص عليه يعتقدون هذا الأمر فيه؛ فهو 
من العجز والضعف أن يقال هذا القول. فيترك كشف الحق». ويحتاط لبقاء 
نفسه حفاظاً على مهجته. وصوناً لها على أمر ربه: وهو الذي حارب ولم 
يسكتء وقاتل ولم يَحْشٌء فلا يمكن تشبيه الأشياء بشبه أوليائها. والله 
رفع قدره وأعلى منزلته: عما يصفوه به وصنفوه إليه من هذه الأمور الموبقة 
للدين» والتي تدل على عجزه وتقصيره وأما قولهم بالتقية فهو كلام 
فاسد””". فمن نصب الحربء وأضرم نارها وأقامها سجالاً بينه وبين 
مخالفيه. ولم يرد ماءً هي حرام عليه ولا وَضْع يده على حل أو إرث؛ 
وقد انبسطت حين نفذ أمره وحكم» وهو غير متهم بظلم ولا اعتداءء ولا 
عدوان على أحد كي لا تُقِسَّم هذه الأراضي بين أهل الفيء والعنوة كما 
تنقسم الغنيمة. وعلى أن الغنيمة أيضاً لا يملكها أهلها إلا بعطية الإمام 
وقسمته؛ فاما الأرض ومال الفيء فإنهم إنما يملكون الإنتفاع بها وبريعهاء 
ثم يرجّع على من بعدهم من المسلمين أبداً إلى يوم القيامة؛ كأموال 
الوقف المؤبد لا يملك رقبته وان ملك الإنتفاع به على حسب ما أطلقه 
الإمام لهه'ة . 


ومما يدل على أن المروي عن أبي بكر في فَدَك مما يجري مجرى أخبار 
الآحاد التي تشتهر وتتوفر الدواعي على إنكارها ومعارضتها؛ لأن الخوض في 
فَدَك قد كان ترددء وتكرر في زمن خليفة بعد خليفة. فإذا ظهر ذلك» ولم يقل 


(1) المناقب: 642. (3) المناقب: 643. 
(2) المناقب: 643. (4) المناقب: 600. 


62 


قائل منهم : «هذا خلاف ما علمناه من دين النبى يلي : لأنه قد كان علمّنا» «انه 
لايورث». 


وعلي رضي الله عنه كان عاملاً على بعضها ‏ فَدَك ‏ في زمن النبي ثم في 
زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم . مما يثبت بعض ما قاله ‏ الباقلاني - في 
وجوب قطعه على صحة الخبر» فالأمة في اعتقاده لا تقر باطلا ولا تجمع على 
ضلالء وإلا لم يجز لعلي ترك ذلك في عصرهوء وقد بسط يده وسيفهء وأنكر 
ما دون هذا إنكاراً خرج إلى ما قبل مخالفته ومشاقته'" . 


ويعلل الباقلاني أيضاً على صحة الخبر وثبوته في إضراب العباس» 
وسائر أزواج النبي يك عن المطالبة بشيء مما ترك رسول الله َك مع كونهم 
ورئة له؛ لو كان ممن يورث؛ فلولا أنهم علموا صدق الخبر وسمعوا من 
رسول الله ما سمعه أبو بكر لكانوا طالبوا كما طالبت فاطمة رضى الله عنها. 
وإذا كان العباس طالب معها وان صحت الرواية فيه فإنه قد رجع عن ذلك» 
وشهد عند عمر رضي الله عنهما أنه يعلم أن رسول الله يْهِ قال: «لا نُورّث ما 
تركنا صدقة» ويمكن أن يكونا ‏ فاطمة والعباس ‏ رضى الله عنهما سمعا ذلك 
ونسياه فلما ذكرا ذكرّاء أو يمكن أن يكونا لم يسمعا السَديث©. 


وبنفي الباقلاني شنيع ما ذكرٌ من ألفاظ فاطمة رضي الله عنهاء كما ينفي 
خطبة لها أكثرت فيها الطلابة من أبى بكر وأذكار المسلمين استحقاقها ميراث 
أبيهاء وغصب أبي بكر لهاء وبكاؤها الرسول عليه السلام ورثاؤها له. فقد 
يتهم كثير ممن روى هذه الأخبار بأنها ملفقة منظمة من بعضهم «هذه قد لا 
نجهلها وأنا وفلان نظمناها» فمثل هذه الأخبار يعتيرها أخبار آحاد ضعيفة لا 
يضطر إلى العلم بصدق ناقلها؛ ويعتبر أن الأمة لا تقر باطلاً وتجمع على 
ضلال. فلو كان رسول الله يِه أراد توريث فاطمة رضى الله عنها فَدَك وغيرها 
ولو كان فرض أمر التوريث على الأمةء لما جاز إجماع هذه الأمة على مخالفة 
النبي يَكلِ فقوله : «أمتي لا تجتمع على خطأ»!: دليل على أن الأمة رضيت 
بحكم أبي بكر وشهدت له بصحة روايته» فلا يمكن أن يكون ظلم ابنة الرسول 


(1) المناقب: 577. (3) المناقب: 578. 
2) المناقب: 575. 


63 


وعمه وأزواجه. ولا يمكن أن ينقض حكمه ويشهد أبو بكر شهادة كذب عليه 
لأنه بذلك لا يكون من دين المسلمين في شيء"" . 


(1) المناقب: 577. 


604 


[الباب الأول] 


[باب الكلام في حرب الإمام علي رضي الله عنه] 


622 ٠. . .. لها‎ ٠. .٠ 
|” [والقول في قصة طلحة والزبير‎ 
[فصل]‎ 
أ]] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد النبي وسلم‎ 1-1 
1 8 5 )#( 1أاء 6 كي كردص ع(#«) ن‎ 

وكذلك كان في قصة طلحة والزبير وأهل البصرة» الذين ليسوا 
من أهل الفتنة» لأنهم اعتقدوا أنْ تلك ثائرة أثارها' من يطلبُ دماءهمء أو 
يحمل”* عليا”*' على قتلهم؛ أو غير ذلك» ومثل هذا يسوّغ التأويل. واعتقدَ 
علي رضوان الله عليه أن مطالبته بدمائهم إِنْ مسّهم””'. أو تعجيل النكال لهم 
والإعتراض عليه فيما يراه بغي ممن رأى ذلك. والمجتهدون في أمثال هذا من 
الأحكام مصيبون. كما أن المرأةً والزوج في الطلب والهرب الذي وصفناه عند 
حصول ما يختلفان فيه من القول المحرم: مصيبون» وكذلك القاعذٌ عنهماء 
إذا لم يقوّ في نفسه أنَّ القتال في أحدهما أولى من الكفء ويل إليه ترك 
القتال هو الصواب, لما عَظَم الله عرّ وجل من حَرْمَةٍ النفس. وما روي من 
ذكر رسول الله يَلْدِ في الفتنةء وقوله: «اتكون فتنة القاعدٌ فيها خيرٌ من القائم». 
وقوله: «من حَمَلَ علينا السلاح فليس مِنّاه. وثَّرك مطالبة الإمام لهم بالحمل 
على الدخولٍ فى البيعة وغير ذلك من الأسباب مصيبٌ في القعود الذي عنده 


(1) هذا العنوان هو زيادة على النص وكل )22 


ق: غير واضحة لوجود لطخة. 
عنوان بين مزدوجين هو مضاف إلى (3) ق: غير واضحة أيضاً. 
الأصل كما أن كل فصل يردبين «4) ق: لحمل. 
مزدوجين هو مضاف أيضاً. (5) ق: ان يمسهم. 


65 


أولى من الحرب. وكيف يمكن تفسيقٌ القاعد عن الحرب على سبيل التأويل» 
وفيهم جلَهُ من أهل العلم وأفاضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار. 
ولو لم يكن فيهم إلا سعد”* ' وحدهء لكان في قعوده متعلمًا متعلقا مع فضلٍ وارتفاع 
التهمة عنه. ولقد أغلظ لرسل علي لما أتو |( يدعونه إلى بيعته فقال لهم فيماً 
قال: كلمي أي لقد كنت مع النبي يك سادسٌ سنْةٍ. . . - وروي سَابِعْ 
سَبْعَة وما لنا طعامٌ إل دردرة الشآءة 'ء فلم أفقه بعد حبّى جاءتني” © أعرابٌُ 
أوس”* تُعلّمي دينَ الله عرّ وجلٌ»! فانصرفوا عنه. وفي رواية أخرى أنه قال : 
سابع سبعة مع رسول الله يلي وما لنا طعامٌ إل ورق المّجبلَة» حثى نى إذا أخذناه 
ليُصنع كما ب تصنع الشاي”) ما يخالطه شي - ثم أصبحث بنو أسد تعد دوني 
على الإسلام؛ فقد حَنْتُ إذن وضَلّ سعي». وفي رواية أخرى «اعَمَلِي2. 
[فصل] 

2 . وقد رُوِيّ أن سعدا رضي الله عنه قال هذا الكلام ونحوه لما شكاه 
أهلٌ الكوفة إلى عمر” *' رضي الله عنه أيام ولأه عليها أميراً. فقال لهم: ما 
الذي أنكرتم من أمره؟ قالوا: إنه لا يْحْسِنُ يُصَلَي بنا! فقال سعد: «والله ما 
صَلَْيْت بهم إلا صَلاة" رسول الله 6 *. وقال مِثْلَ الكلام الذي قاله: اذعاه 
علىَ رضي الله عنه فقال له عمر رضي الله عنه [2 ب] «كذلك”” الظنٌ بك أيا 
اسحاق* لقد صَدَفْتَ وصَدَقُوا) . وهذا كلام شديدٌ لا يقوم عليه إل ذو فَضْل 
في الدين والرّأي والسابقة والجهاد؛ لأنه غاية الاستقلال للدعاةقء ولعلهم 
تحملوا إِلَّيه كلاماً لم يكن من رسالة علي رضي الله عنه على طريق التشكيك 9 
والتأويل فَلَقُوا منه ما لم يُحبُواء وعرفوا منه صذق ما أتاهم”" لأنهم على كل 
حال ليس ممن يُعَلُمُ سعداً رضي الله عنه الدين» مع نباهة قَذْرِه وجَلالَة 
مَوْضِعه من السَابِقَة والهجْرَةٍ والخَصّائل الشّريفة . 


(1) فى: أتو دون ألف. (5) الساي. 


2) ق: دوهورت. (6) ق: صلوة. 

(3) قى: حانسي سيتكرر استبدال الحرف 77) كلمة مضافة في الهامش. 
المهموز بياء. (8) ق: اسحى. 

-2 (9) الكاف شبه مشطوبة. 

(4) ق: الحمله وهي الجَبَلة والجبّلة؛ صلابة (10) ق: امهم سيتكرر كنتب الكلمة دون نقط 
الأرض. وأحياناً فيها أخطاء املائية . 


66 


[فصل] 

3- وقد روينا من قبل عن عليَ رضي الله عنه قال: «ما رأيتُ رسول الله 
كي جمع أباه وأمه لأحد قط إلا لسعد يوم أُحدء فإنه كان يقول له: إزم فداك 
أبي وأمي؛» وهذه أيضاً منزلة من رسول الله كَلِهِ عظيمة» ومحل شامِحٌ منيف. 
ويقال: ‏ إِنْ ©0‏ سعداً أَوَّلُ من أراقّ دَماً في الإسلام» فإنه كان قد ضَرَّبَ بمكة 
قبل الهجرة والمسلمون إذ ذاك مُسْتَضَامُون* - رأسٌ عظيم من عظماءِ قريش 
أبو الحى جميل' ‏ فأراق دمهء وكان أول من أراق دماً على سبيل الجهاد. 
وهذه أيضاً رُنْبَةٌ شريفةٌ. وكان أيضاً ممن كَبَتَ مع النبئ يل يوم أحُدء وأبلى 
في القتال وإن لم يّنْو الصبر إلى أن انكشمَتثْ» وقد قارب بصيره حالة العناء 
فقعود مثله محمول على الاجتهاد وتَّرْك العناء» فكيف إذا أنضاف اليه زيد بن 
ثابت 5*0 ومحمد بن مسلمة*" وعبد الله بن عمر ّ وأسامة بن ويد" 
والتُعمان بن بشير”*'» وسلامة بن وقش ”*» وأبو هُريرة”*'» وأبو مسعود 
البدوي ”*'» وجرير بن عبد الله البجلي”*'. وانضاف إلى ذلك؛ هرب مَنْ 
هَرَبَ من عمال علي وأمراء نواحيه إلى معاوية وادّعاؤُهم التوبة والإستنصار 
ومنْ لا يّحصيه كثرة من عِلْية الصحابة: المهاجرين والأنصار. 


[فصل] 

4 وأصحاب الآثار يقولون: إن الفتنةة وقعث وأصحابٌ رسول الله كَل 
زُهاء عشرة آلاف ما خف منهم تمام عشرين رجلا في الفريقين؛ ولعلهم 
يريدون من الأماثل والأفاضل المذكورين؛ وان لم يكن الصحابةٌ إذ ذاك 
عشرين ألفاً فد كانوا أكثر من عشرة آلاف”'" فالأؤلى بهؤلاء أن يكونوا 
مجتهدين”” في تزك الحرب؛ وقد كشفنا صوابّ القول بأنَّ كلّ مجتهدٍ مصيب 


-3 كما يشير هو في الورقة 235 وسيكرر 

(1) من الأفضل كتابة كلمة «ان» بدل كلمة هذا النحو من الكتابة فى الأنساب تبعاً 
«أعني' التي سوف تتكرر في النص. للفظ الكلمة بلغته العامية.. 

(2) ق: مسصامون. ١‏ 4 


(3) ق: بلحى حمل ليس مستغرباً ان يضيف (4) ق: ألف. 
الناسخ كلمة «أبو؟ إلى كلمة أخرى (5) ق: مسجهدين. 
#الحى؟ اختصاراً وهو المرّاكشي الأصل 


67 


[3 أ] في غيره. . .”'' مجتهد في هذا'". . . الكتاب بما يُعْني الناظر فيه ولو 
لم يقل بأنّ كل مجتهدٍ منهم”” مصيب؛ وجعلنا الحق في قول بعضهم. لم 
يجب تأثيم المُخْطِئ منهم» وفضلنا علي رضوان الله عليه أؤلى بأن يكون 
مصيباًء لأنّه إمامُ عذْلٍ وهُدىّء والإثمُ عن طلحة والزبير موضوع . 


[فصل] 

5 كذلك القول فى سائر مسائل الاجتهاد.ء فلذلك قال الله : #وداود 
وسليمانَ إذ يحكمان في الحَرْثِ إذ تَقَمْتْ فيه غَنَمُ القَوْمب© الآية» فلم 
يُخطئ واحدٌ منهما تخطئةً توجبُ ذمَاً وتأثيماًء وان كان تأويل ذلك عندنا 
انه أَنْرَلَ الحكم بقوله» ومَئَمَ من الاجتهاد فيها بعد النّص؛ وقد كان أَبَاحَهُ 
قبل ذلك. وقد روى أبو قيس مولى عمرو بن عمرو بن العاص عن النبيّ 
كه أنه قال: (إذا حَكمَ الحَاكِمٌ فَاجِتَهَدَ فَأْصَابَ فله أجران وإن حكم 
فاجِتَهَدَ فأخطأ فله أخرٌه””. فلم يُوثم أحدهما وان كان معنى هذا على 
قولنا أنه إذا اجْتَهَدَ فأصابٌ النص وحكم به فله أجران؛ وان أخطأ فحكم 
بعد الإبلاء والإجتهاد فله أجر اجتهاده؛ ولا وزر عليهء لأنه قد أبيح !6 
الحكمء ولأجله قال عمر رضي الله عنه: «كدنا نقضي فيه برأيناء ولولا 
هذا لقضينا فيه برأينا». غير أن ذلك لو صح لما” ألْحَقّ بالمخطئ في 
الأحكام: وزراً وتأثيماً. فليس يجب متى وجب كون الحق في واحدٍ من 
اختلافهم البراءة”*© من المخطئ منهمء وتضليله لأنَّ فاعل ذلك مُخْالِفٌ 
لسَلّف الأمّة وخلفها من حيث يعلم ضرورةً أنّ الصحابة رضي الله عنهم 
اختلفت في مقاسمة الجد.ء وتعديل الفرائض؟؛ وقول المرء لزوجته: أنتٍ 
حرام وبيْع أ الولدء ولم يخرجوا بذلك إلى التأثيم والتضليل» بل تولى 

' بعضهم بعضاً. وكان الوالي منهم لا يُنكر على خَليفَتِهِ الحُكم بغير 


(1) خرم: سقطت كلمة. (6) بين الألف والحاء الياء والياء شبه 
(2) خرم: سقطت كلمتان. مشطوبة. 

(3) الميم والنون مشطوبة. (7) ق: لما وجدت شدة على الميم وهي غير 
5 لازمة. 

(4) سورة الأنبياء: 78. (8) البراه. 

(5) حديث نبوي. (9) ق: تولا. 


68 


قولهء ولا يعترض على المفتي بغير رأيه: بل يُبِيحٌ الدم والمال والفرج 
على قولٍ مُحْثَمَل في مسائل الخلاف. وقد علمنا إفرارٌ جميعهم لهذه 
المذاهب والرم 220 بكونها قولاً يحكم به ويُشئفْتى” عليه من غير 
اعتراض ولا إنكار؛ وقد أوضحنا ان الاختلاف فيما شَجَرَ بينهم من الدماء 
والقتال من هذا القبيل» فبان أيضا بذلك ما قلناه. 


[فصل] 

6 وليس هذا التأويلٌ من اختلافهم» لو ادعى كلّ واحد منهم أنه إمام 
الأمة» والمستوجبٌ للطاعة والشريعة'؛ لأنَّ الدليل القاطعّ قد قام على 
استحالة ثبوت إمامين للأمة في وقت واحد مع الشريعة» ووجوب التحريم [3 
ب] وتغليظ الصحابة فيه» وأمرٌ النبي كل فيضر. . . .'" فيه الثاني منهماء 
وغير ذلك مما ذكرنا في هذا الباب في صدر الكتاب؛ فإذا اختلفا فقال كل 
واحد منهما: أنا الإمام؛ فإِنّ الإمام عند الله عرّ وجل أحدّهما. وهو الذي 
تقدّم له العقد على وجهٍ صحيح دون الثاني. وإن كان العقد الأول وقع غير 
صحيح ؛ ووقع الثاني وقوعاً صحيحاً فهو الإمام دون الإمام لا محالة ٠.‏ وإن 
وَفَمَ العَقَدَانِ في وقتٍ واحد على صفةء أو انفرد من الآخر لكان صحيحاًء 
فهما غير إمامين. وإن وقعا على وجه الفساد فهو أبلغ في كونهما غير إمامين. 
فإمامُ الأمة لا يكون إلا واحداً بدليل مقطوع عليه؛ فإذا تنازعا الأمر فالإمام 
أحدهما لا محالة. فإذا كان عقده على وجه صحيح يبطل ما وقع بعله. أو 
معه لعامي ليس من أهل العلم؛ ومن قوم ليسوا من أهل الحل والعقدء فإنه لا 
يلتفتٌ إلى ما وضعوا. ولا بد أن يكون دليلٌ الله عرّ وجل منصوباً ظاهراً على 
ما هو الإمام المستوجب عند تنازعهم فيه» إذا كان فيهم إمامٌ صحيح الإمامة؛ 
لأن الأمّة مجتمعة على إبطال جواز إمامين في وقتٍ واحد. والدليلٌ على ذلك 
ثابت» وليس كذلك مسائل الإجتهاد. 


(1) ق: الرضا. 6 
(2) ق: يستفتا. (3) إن حرف «الواو» بين «للطاعة» و«الشريعة» 
مدرجة فوق «الشريعة». 
(4) خرم: سقطت كلمة. 


69 


[فصل] 

7 فإن قالوا: وكذلك الخوارج أيضاً 7 تبيح الدم بالتأويل . ٠‏ قيل: أجل 
ولكن نحن لم قل إِنَّ كل تأويل يحل لمتأرله ويحل استباحة المال والدم 
به وأنّ صضاحيه مصيبثٌ أو غير مأثوم . وإئما قلنا ذلك في مسائل اللاجتهاد 
ولا شبهة فى أمرنا. واعتقادهلا" ان الدار دار كفرء يجب قَثْلُ أهلِهًا 
واغتنام أموالهم» وسبْي ذراريهم وحرمهمء واعتراض جميعهم بالسيف 
على المقطوع عليه: إننا مؤمنون غيرٌ كفارء وكذلك أميرٌ المؤمنين علي 
رضي الله عنه. كما قام الدليل على إثبات التوحيد والتُبوّة» وانَّ المجتهدّ 
في مخالفتهما كافرٌ مبطلٌ. وسنفرد للكلام عليهم فيما يتعلقون به» وفيما 
رُوي عن رسول الله بك فيهم باباً مفرداً عند فراغنا من هذا الفصل إن شاء 
الله . فوجب أن يكون ما شَجَرَ بين علي وطلحة والزئير من جنْس مسائل 
الاجتهاد والرأي الذي كل مجتهدٍ فيه مُصيب أو مُخطى: الحق فيه غير 
موزور» فلذلك كان يتولى بعضهم بعضاء, ويحزن بعضهم على مصرع 
بعض . . ويَوي عن رسول الله يَكةِ كل امري”ة ' ما سمع من تقريظء [4 أ] 
من رسول الله تك له وشهاداته”” بالجنة. فلذلك نَهَى على رضي الله عنه 
اتباع ذَرَارِيهِمْ والإجارّة على جريحهم » واغتنام أموالهم . 


[فصل] 

8- فإن قال قائل: إذا كان اختلافهم في إقامة القَّوّد والقصاص من 
عثمان”*' رضي الله عنه حقاً كله على مذهبهم في الاجتهادء أو كان الحنٌ منه 
في واحدء وكان مُخطئه” مأجوراً على اجتهادهء وغير مَوْزورٍ على خَطَيْه . 
فما تقولون فيمن زعم من الفريقين أن من قاتله مُخطئٌ عاص لله عر وجل؟ 
وقطع بذلك: أُنَرَوْن أنه قد قال خطأ لا ينبغي في الدين. قيل له: أجل كذلك 
يقول من يجعل اختلافهم من باب الاجتهاد؛ لأنه لا يجوز عنده أن يكون في 


-7- (3) غير واضح. 
(1) الكلام على الخوارج . 8 
(2) قى: امرى. (4) ق: مخطيه. 


00 


المجتهدين مأثوم؛ فمن قَطمَّ بين الفريقين على تأثيم صاحبه وعِصيانه فقد أخطأ 
في قولهء واعتقد غير الحق. ولم يكن هذا القول؛ أعني التَحْطِئَة والتأثيم من 
رأي علي رضي الله عنه. ولا من رأي طلحة والزبيرء بل كان يعتقد كل واحد 
منهم أن ما يخوضون فيه من مسائل الإجتهاد. 


[فصل] 


9 وقد رويناعن على رضى الله عنه من قبلء أنه قال ذلك» 
«وشّهد4” لِمَنْ حَارَبَهِ وُيلَ يريد الله عر وجل بذلك أنه من أهل الجنةء وأنّ 
لهم من الحرب على التأويل مثلُ الذي له؛ وكذلك كان رأيّ طلحة والزبير» 
فقد تقدّم من ذلك ما يُغني عن رده. فمن اعتقد من أتباع الفريقين أن عليا أو 

طلحة والزبير وعائشة”*' رضوان الله عليهم أجمعين ساق أو أَحَد منهم» أو 
عاص لله عر وجل في التأويل والمطالبة بقَثْل قتلة عثمان© رضي الله عنه؟ فقد 
اعتقد الخطأ وما لا يَحِلْ له فعله منّ الإعتقادات . فاما من اعتقد أنَّ قول طلحة 
والزبير أو معاوية” * أو غيرهم لعلىّ رضي الله عنه لست بإمام ثابت الإمامة» 
وواجب الطاعة خطأ من القولٍ: فإنّه مُصيب. ان كان القومٌ قالوا له ذلك؛ لأنَ 
الدلالةَ قد دلْتْ على إِنْبَاتِ إمامةٍ علي» ووجوب الإنقياد فيما يُوجِبّه الائتمارٌ 
عليه. فإذا قال قائل: لست بامام» وقال هو اني إمامٌ ثابثٌ الإمامة”” لم يجز 
أن يكون هو مصيباً في قوله: إني إمامء ويكون مْنْ خَطْأه مصيباً في قوله إنه 
ليس بامام؛ لأن ذلك يوجب أن يكون إماماً غير امام» وذلك باطل بإجماع في 
قرول واحدء وفي قوله إثئنين وأكثره فكل من قال لعلي لست بإمام فقد أخطأ 
في قوله [4 ب] وتأويله وليس ذلك من قوله: فيجب عليك إبطال الإمامة*) 
لهم والإقادةٌ من قَتَلْةِ عثمان” “)رضي الله عنه وإلا لم يُطِغْكَ في شيء؛ لأنّهم 
حينئل يثبتون إمامتهء وينالون في إِلزامِهِ الحُكُمَ ببعض الأمورء والإمتناع عليه 
من طاعته في هذا الباب بعينه؛ فبان الفرقٌ بين الأمرين وهذه كانت حالهم في 


توي بعضهم بعضاً. 

9 )03 ق: الإمام وردت في صيغة التذكير. 
(1) سورة الاحقاف: 10. (4) إن كلمة «الإمامة» شبه مشطوبة. 
(2) ق: عثمن سترد على هذا النحو. (5) وجدت خمس كلمات شبه ممحوة. 


711 


[فصل] 

0 - وكيف لا يكون ذلك كذلك وفيهم أَعْلٌ بيعة الرضوانء وأهلٌ بدر 
والله عرّ وجل يقول: #لقد رَضِيَ الله عن المؤمنين إذ يُبَايِعُونَك تحت 
الشَجَرَةٍ4”'' وفي نظائر لهذه الآية يدل على تعديل الله عر وجل لهم ورضاه 
عنهم والنبي عليه السلام© ب يقول: «عشرةٌ ةٌ من قريش في الجنة» ويَعِدُ طلحة 
والزبير وسعداً» وهو من القاعدين» ويقول في طلحة يوم أحَدّ: «هذا يوم كُلَهُ 
لَك ولو” لَمْ تقل خس لَطرْتَ مع الملائكة دَوَمَنْ أَحَبٌّ أنْ يَنْظْرَ إلى شَهيد 
فليَئْظر إلى طلحة». ويقول علي رضي الله عنه فيه: ما يقول مما حكينا بعضّهء 
ولو لم يَدُلَ على أنَّ حربّهم كانت” على تأويل يَسوغ مثلهء ويتقرب إلى الله 
عز وجل بالقتال عليه الا ما رويناء سالفاً من شير طريق من النبي ل ان 
وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن #0 أشن ري" ' وَأْهْدَئ© . «فإئما 
عليك نَبىْ أو صدّيق أو شهيد». والشهادة في القتل لا تتكون لمن عصى” الله 
عر وجل؛ بقثل نفسه وتوريطها فيما حرم عليهاء مما يؤول إلى قتلها بل لا 

1- وعلي رضي الله عنه يقول: «لِيَدْحْلَ قَاتِلُ الزبيرَ النار» في غير 
رواية. ورَوَى عقبة بن علقمة.اليشكري قال: «سمعتٌ علياً رضي الله عنه 
في الجنة» ٠‏ وَرَوَى عن رسول الله يي أنه قال: مَنْ سرّه أن يَنْظر إلى شهيدٍ 
اجَمَعَ لي رسول الله يل أبويه يوم أحراة ' يريد أنه قال له : «فداك أبي وأمي»؛ 
وكذلك كان يقول على رضى الله عنه: «لِيَدْخْلَ قاتل الزبير النار». . و«الزبيرُ 


10 (6) ق: أهدى. 


(1) سورة الفتم: 18. الك 
(2) ق: السلم. (7) ق: عصاان مختلف الكلمات التي تنتهي 
(3) لو مضافة فوق «ولم». بألف يكتبها الناسخ ممدودة وان كانت 
(4) الحرب: مذكرة ومؤنثة وسوف يوردها ألف مقصورة. 

الناسخ على الوجهين. (8) ق: فقال. 
(5) ق: حرنى. 


12 


حواري» رسول الله يليد . وفى رواية أخرى أنه قال لإبنه عبد الله بأن [5 أ] 
رسول الله يليد قال: «مَنْ َأني بني قريظة يبيد تيني خْبَرَهم) فانطلقتٌ فلما رجعتٌ 
جَمَعَ رسول الله كك أَبَوَيْه فقال: «فِدَاك أبي وأمي» ويقول عليّ لِيَحْيَى بن 
طلحة: إِنّى لأرجو أن أكون وأبوك مِمّن قال الله عرّ وجل : «اخواناً على سرر 
متقابلين2”76. . ويتمنى الموت قبل قتلهء ويغتم لمصرعه. ويشكو”© إلى الله 
همومه وأحزانه فيهء فيقول: «وقد التمست منه الغنيمة من أموالهم»... «أيكم 
يأخذ عائشة في غنيمته»؟ وينهى عن ثلبهم . 


[فصل] 

2 - وروى عُروة بن عبد الله عن سويد بن غَفَلّة*' قال: «إني لَعَلَى 
يَمِينِ علي رضي الله عنه يوم الجمل» ؛ ما بَيْنه وبَيْني إلا فارس» وهو مَصَاف 
أَهْلٍ البَضرة حتى تُناول رَجِلُ من عائشة فقاه” على بيده اليمنى حتى أصابني 
بطرف كُمّه وقال: وَيِحُْكٌ مَهْلاً فقدا“ عُوتِب تب فيها من هو خيرٌ مِنَا وِنكم 
رسول الله ميق وجمع المُسلمين لولا إذ سمعتموه مرّتين أو ثلاثا». ورَوّى 
غَرِيب بن حَمِيد قال: قام رَجْلُ فنال”” من عائشة ئشة رضي الله عنها وعليّ 
ساكت» فقامٌ عمّار* يُتَخطى ©) الناس ثم قال: «إلجلس مفتوحاً أُنْتَ الواقِمُ في 
خدينة رسول الله علو وا إلها لزوجته في الدنيا والآخرة؛ وعلي يسمع. فلم 
يُعَنّف عمّاراً وهذا يَدُلُ على أنَّهِ كان عند على ب يَسْتَحِقٌ ما لَقِيّه به عمّارء فلذلك 
تَوَك الإنكارَ عليه. ورَوَى الحم عن ابن أبي ليلى قال: قام عمار على مِنْبَرِ 
الكوفة» فَذَّكر عائشة»ء وذَكرَ مُسيرّهاء فقال: (إنها لزوجة نَبيُكم في الدنيا 
والآخرة» ولكنْ بلاة”" ابتليتم به». فلّم يُنكر ذلك أَحَذَّء ولا قال له: بل هي 
فاسِقَةٌ بقتالهاء وقؤدها العَسْكر ولا بغير ذلك من الأقاويل التي صَرَّحَ فيها على 
رضي الله عنهء وأماثل أَضْحَابهِ؛ وطلحة والزبيرء وأنْبَاعِهما ولو جرى ”* ما 
جرى بتوّلّي بعضهم. وحَرْبٍ بغضهم على بعضء وَثَرْك التَحْطِئَة فضلاً عن 


(1) سورة الحجر: 47. 5( 


ق: صال 
(2) ق: يشكوا. (6) ق: يتحطا 
-12- (7) ق: بلى. 
(4) ق: فقد. 


3 


السبيل التي ذكر 1ك من مَسَائِلٌ الإجتهاد و الأ يل العي لا َم مُخْطث الحق 
فيها ان كان في واحدٍ من أقاويلٍ المجتهدين. 


[فصل] 

3 فإن قال قائلٌ: فإذا زَعَْمْتُم أنَّ قتالّ طلحةً والزبير”*' وعائشة”*' 
لعليٍ إِنْمَا وَفَعّ على وجوه من التأويل يَسوّع مثلها في الدين» يزيل الإثم عن 
المتأولٍ بحقٌ مطالبّتهم له بِتَسْلِيمِهِ قَتَلّةَ عُنْمان رضي الله عنه؛ أو 51 ب) تلو 
لكونهم ُفسدينَ في الأرض؛ وَحق مطالبتهم مايؤدي... 2( وقولهم إِنّما 
عمدها قوم ليسوا من أَهْلها على سبيل الإكراه نحو الغافقي وعمرو بن 
الحمق والتجيبي” وعبد الله بن سَبَا"* '» ومالك بن الحرث: الاق © وحكيم 

بن جبلة”*) - وأمثالهم : و(د نحن أُهْلّها وشركاؤك في الشورى فقَرُدٌ الأمرّ شُورى 
د في وق الرضى ويزول الإكره ونحو ذلك من التوبلات فما لكركم من 
جواز هذا التأويل لمعاوية وسائر أَهْلٍ الشام إذا وفع م القتال منهم على هذه 
الوجوه؟ قيل لهم : ما يُنكر ما سألتم عنه بل ذلك سائعٌ له ولأتباعه ؛ ومعاوية 
وأهلٌ الشام في التعلق بهذه الوجوه من التأويلات كطلحةً والزبير وعائشة 
وأهل البصرةً لا فرق بينهم في ذلكء» بل قد قال كثيرٌ من الناس إن التأويلاتِ 
لمعاوية أوضحٌ فيها لطلحة والزبير لأنَّ له من ذلك جميعُ ما لهما وله من 
أسباب التأويل ما ليس لهما: فمنها قرابتّه من عُشمان وليس ذلك لهماء ومنها 
لحوقٌ أولياء الدم به ومسْألئُه* أَحْذٌ الثأرٍ لعثمان والمطالبةٌ للوالي به وليس مثل 
هذا السيب لهما؛؟ ومنها أنه كان: أميرٌ ناحية وصاحبٌ جندٍ ورايات من قبل 
عَمر وعثمان رضي الله عنهما؛ فكان يقول: اوليأتي أحَدٌ الحقوقٌ ورّد اليّ 
الأمر. الا أُسْلِمُه إلى امام قد رضي به أكفاؤه وأمثاله َأَخَلّمْ نفسي من العَمَلٍ 
إذا خَلَْعَيى» وليس مثل ذلك لطلحة والزبير. 


(1) ق: ذكرناه. من الأفضل كتابة: ذكرناها (3) فى: ليس كتبت بالمفرد وهي عائدة إلى 


لتأنيث ما قبلها وهي تابعة لها. الجماعة يجب أن تكون في حالة الجمع. 
13 (4) ق: التحبى . 


74 


14 ومنها أن عبدٌ الرحمن بن سَمْرَة”*» سلّم ما عنده من المال الذي 
حَتكتاه''' أيام عثمان اليه» ولم ير تسليمّه إلى غيره لكونه خليفة لعمر وعثمان» 
وهذا يُقَرّي التأويل عنده في القتال ومنها أنه أزْسَل أبا مسلم الخولاني”*" من 
الشام إلى الكوفة يقول لعلي رضي الله عنه : «اقْثُل قَتَلَهَ عثمان أو سَلمْهُمء 
وأخْرِجهُم عن كَتفِك»؛ فانتهرَ القومُ أبا مسلم إلى الشام وقال: «الآنَ طابٌ 
الضِرَاب لِقَتَلَةِ عثمان». ولم يَفْعَل طلحة والزبير في الابتداءِ مِئْلَ ذلك» وإِنْ 
كانا قد أرْسّلاه20 عند بذّاء العَسْكرين ومنها: انه كان يقول لعلئّ: «أنت تَعترفٌ 
بأنَّ عثمان قتلّ مظلوماء وتُسوعٌ لقَتلتهِ الطَعْن عليه» والعّض منهء والقَدْح فيه؛. 
[6 أ] ويمنع فيهم ويأتي ذلك من ذكر بنيه و. ..”” بنيه وبعد وقعةٍ الجمل 
وَأطلّقوا ألْسِئْتَهم به. وبها نُعَقَّبُ ونَكْرَهُ توي وله تَبْرأة© هذا الأمر بطلب 
الخلافة ودَفْعِهِ علياً عنهاء وموافقته عمرواً على التَوَصّل له وإلى توليها مع 
عِلْمِهِ بِقَضْلٍ علي رضي الله عنه عليه وأنه أحَقٌ له فيها مع وجوده؛ ولو أنه 
اقتصرّ في الحرب على المطالبّةِ بردها شورى» أو بِقَمْل قثَلةِ عثمان رضي الله 
عنه وأنْ يقول: قد نازعك هذا الأمر أكفاؤك» ولم أرَهم رضوا بك». وهم أهلٌ 
الشورى معك. وهذا سعد قاعدٌ عنك وهو يقول: ما أنا بتقصى هذا بأحق 
منها» وبأن يقول: م امك" قط وَاْعَيْتُ الإكراه على ذلك كما فعل غيري 
بك» وإنما أَمْتَعْكَ حتى د يستقرٌ الرضى” بك" وكان في ذلك أجمع على تأويلٍ 
قريب ليس يبعيد. 


[فصل] 
5 - غيرَ أنه لما طلب الأمر لنفسه وأحبٌ الخيرٌَ عليه والاستيدادٌ به 
وانتهرٌ الفرصة وقْتَ نكت عمرو بن العاص بأبي موسى عند إتفاقهما على خلع 


الرجلين» وشَّهَرَ سيفه ودعا إلى نفسهء وقال لعبد الله بن عمر: «لآ يَعُرَنكَ 
الحكمانء فوالله لئن لم تُبايع لآخذن الذي فيه عيناك»» وخرج إلى أمثال هذه 


14 )4( ق: برية. 
84 ق: حكناه . )5( ما بايعتك مكتوبة بدون نقط . 
(2) ق: رسلاه. (6) ق: الرضا. 


(3) خرم: سقطت كلمة. 


1/5 


الأمورء وآل بذلك إلى غير سبيل طلحة والزبير وعائشة. وسنذكر فيما بعد 

جملة من قصته وحاله فيما بعد. وقد روى الحسن قال: «جاء رجل إلى الزبير 

بن العوام فقال له: «أُقْثْل علياً؛ قال: #وكيف نقتله ومعه الجنود». قال: «إِلْحَق 

به فاتك به4 قال: «لا ان رسول الله يَكيِدِ قال: إن الإيمان قيّد الفتك لا قعل 
منأه”'" فهذا رأي الزبير فيه. 


[فصل] 
6 - فاما سعداً فكان من أشدّهم وجلا لِمَا بيّناه ولِمَا سمعه” من النبي 
كل في الفتنة وتفضيل القاعد فيها. وقد رَوَى مُعَمْر عن أبي 0 
المُسلم كُفرٌ: وسبائه فسوقٌء ولا يحل مسيم أن يَهْجْرَ أخاه فوق ا 
أيام»؛ ومثْلُ هذا الكلام يُشبط”' سامعه عن القتال» ويُسَوّعْ له الاجتهاد. 


[فصل] 

7 - ورَوَى معمّر عن عليّ بن زيد عن الحسن عن قيس بن عبّاد قال: 
كنا مع رسول الله كَل وعليَّ رضي الله عنهء فكان إذا شهد مشهداً أو 
أشرف على أكمةء أو هبط وادياً قال: «وأشرفتٌ على أكَمَة؛ [6 ب] قلت: 
«صدق الله ورسولهء فهل عَهِدَ رسول الله يخ إليك شيئاً»» قال: قَأغْرّض عَنا 
وألحَخنا عليه فلما راز نى قال: «ما بك80) واللَّهِ ما عَهِدَ إليّ رسول الله مَل 
عهداً إلأ شيئا مهد إلى الناس» ولكنّ الناس وَقَعُوا على عُمْمانَ فقتلوه فكان 
غيري فيه أسوأ حالاً وفعلاً مني؛ ثم إني رأيتُ أني أحقّهم بهذا الأمر فوَتَنِتُ 
عليه ؛ الله أعلَمْ : أصبنا أم أخطأنا؛ وهذا يَدُلَ على أنه كان يرى رضي الله 
عنه أنْ ُحْمَلَ الخلافةٌ على ذلك الوجه. وقتال الناس على خكم لتوخيها 


15 (5) ق: ثلثة. 


(1). ق: مومن. (6) ق: سط. 

17 16 

(2) ق: سمعته: الكلام يعود إلى سعد. (7) «الواوه مضافة فوق سلم. 
(3) ق: اسحق. (8) ق: باك. 

(4) ق: يا. 


16 


واقعٌ على طريتٍ التأويل والإجتهاد؛ لأنه لو كان من باب أصولٍ الدين. وممًا 
لْجقّ فيه في واحدٍ لا محالةً» لَوَجِبَ أن يكون مأموراً بإصابة الحقٌ فيه لا 
محالة» وأنْ يكون عالماً بأنَّ الحقّ معه دون غيره؛ فإذا لم يدر: أَصَابَ أم 
ألخطأء فقد قَرّط في الفرض وأصابٌ ولاريب؛ لأنّ مثل ذلك لازم الحقٌّ 
فيه. وأَحَذٌُ مدلولٍ عليه بما يُوصل إلى العلم قطعاً؛ لا يحل فعله واعتقاده 
على طريق التقليد للعامي فضلاً عن العَالِم الجليل قَذْرُهُ والرّفيع في العلم 
دَرَجَنُهِ. ومعادً الله أن يكون علياً رضي الله عنه قَرّط في هذا الأمر الجسيمء 
والخَطر العظيم؛ وشَّهِدَ على نفسه بذهاب علّمه عنهء وأن يكون شك في 


صححة بيعته . 


8 وإنما أراد أنَّ المبادرة إليها وقعت عن اجتهاد يُمكنٌ أن يكون 
خطأًء ويُمكن أن يكون صواباً. فأما العقدُ فصحيحٌ لا محالة» ولو شك في 
صحّته. لم يستحل سفك الدماء في المطالبة بواجبه» والإنقياد له»ء وكذلك 
القتال على ترك الإعتراض عليه فيما طاليوا به. وفيما كان يسير هذا السير 
الذى يسأل”'" فيه لأجله؛ لأنّه جوّز أن يكون الصواب في القتال معه. وجوّز 
أن يكون الصواب في تركه عند الله وان كان لا يشكُ في أن فرض الله عرّ 
وجل عليه حربهم وقتالهم؛ إذا غلب في ظنه أنّه أؤلى من تركه كما يقول 
فقهاؤنا وحكامنا القائلون: بأنّ الحقّ في بعض أقوالٍ المجتهدين في إباحة الدّم 
والمال والقّرْج: «والله ما ندري" أصبنا أم أخطأنا». ولعلّ الحنّ في قول 
غيرباء وان كان فرض الله عرّ وجل على كل واحدٍ منهم أن يقول: بما هو 
أؤلى عندهء وهذا من أدل الأمور على أن الحرب وَفَعَت”" على سبيل 
الاجتهاد الشائ ع" [7 أ] فيه الخلاف والتبديل وسوا ر ب ز. . و عنه لقوله 
اكان غيري أسَوأ حالاً وفعلاً مني» ليس على أنَّهِ كان منه إساءةٌ الى 
ولكن على مذهب الإجبار بإساءَة غيره بفغلة ما فعله به. 


18 )4( ق: السايع . 


(1) ق: يسل. (5) خرم: سقطت كلمتان. 
2) قى: يدري. (6) -خرم: سقطت كلمة. 
)3( ق: وفع . 


77 


[فصل] 

9 - ويقول أهل اللغة في الإثنين ين اللذيه” '' لاا سوء في حال أحَدِهما مع 
كونه في حال الآخر: هذا أسوأ حالاً من هذا؛ على معنى أنه هو السيء الحال 
دون الآخر كما يقول هذا خير من هذاء وإن كان لا خير فى أحدهماء وكما 
قال تعالى: #الله حير اما د ُشْرٍكُون74 وكما قال حسان : ْ 
تفجو وننْت لهتُنَقِدُ فَسَوْكْمَالخَيِرِكُمَاالفِدَا© 


لا على أنَّ في رسول الله كل ضَرْباً من الشَّرء ولكن على طريقٍ الدّعاء 
على من فيه الشرٌ منهما دون صاحبهء كما قال الفرزدق: 
إِنَّ الذي رَفَمَ السَمَاءةبئا ‏ لَتَأتِينا دَعَائِمُهُ أعَرُ وأظَوَلُ 


يريد عزيزاً طويلاء والأصل أن: «أَسْوأ و«أقوى)» و«أضرّب» وا«أقْبَلَ). 
وما جاء على وزن «أفعَل)» وما هو بمعناه يَقُتَضى الممشاركة بين المذكورين 
في الصفَةٍ التي يَمَعُ التفاضلٌ فيها. وقد يجيء بمعنى: «فعيل» فيخرجُ عن 
بابه)» وعلى هذا المعنى وَرَد د قوله عر وجل وهو «أهوَّنُ عليه #(5) يريد 3 
عليه. ومنه قولهم: الله «أكُبَدا و«أَجَل1: يُريدونَ أنه (اكبيرا و«جليل». لا 
الإضافة إلى «كبير' «جليل)؛ هو !أكْبَرُا وقد تَقَصَّيْنا جميعٌ ما في هذا الباب 
في غير هذا الكتاب بما يُغني عن رَدْه فلا مُتَعَلّنَ لأحدٍ عليه في قوله: 
«وكان غيري فيه أسوأ حالاً وفعلا مني» في أنه قد كان منه سوءٌ إليه؛ وكيفف 
يكون ذلك وهو يقول: «والله ما قتلتُ عُثمان ولا مَالأتُ فى قَمْلِها. «ووالله 
لقد نَهَيْتُ عن قَْل عثمانَ فَعْصِيتُ) «.... واللهمٌ إِلْعَن قَتَلَةَ عُْثْمانَ؛؟ إلى 
غير ذلك مما ذكرناه. 

[فصل] 

20 - ومن طريقٍ آخر عن قيس بن عبّاد قال: لت لعل رضي الله عنه: 

«أَرَأْنْتَ مَسيرَك هذا عهداً عَهِدَهُ ه إليك رسول الله يِه أم رأيّ رَأَيْتَه؛ قال: 


19 (3) الوافر. 


(1) ق: الذين يجب تثنيتها لاتباعها الكلمة (4) البسيط. 
التي قبلها في الجملة . (5) سورة الروم: 27. 
(2) سورة النحل: 59. 


78 


تريدُ إلى هذا» قلتٌ: «دِيَنَا دُنيتنا»"””' قال: ما عَهِدَ اليّ رسولٌ الله ويا في 
شيء» ولكن رَأَىٌُ رَأَئْنّه) . وهذا مثل الأولٍ. والرأيُ نما هو الاجتهادٌ في طُلَب 
الحكم إذا وَرَدَ في الأخكام؛ أو , بمعنى العِلْم دون الإجتهاد: ولم يقل : (والله 
ما(© دري أْصَبْنَا أم أخطأنا» لأنَّ العالِم بالشيء داري له فَدلَ ذلك على أنه أراد 
الاجتهادّء وأنه معتقد الح في واحدٍ غير [7 ب] معين» والخلاف شَائعٌ فيما 1 


ع 


كانت هذه سبيل” من أخبر. . .”” بلاؤه. 


[فصل] 

21 - ون قالوا: وكيف جار لطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم أن 
يُخالِفُوا عليّاً رضي الله عنه ويجتهدواة في أُمْرِ دم عثمان» وهم مِمَّنْ لا مَدخل 
لهم في الإجتهاد ولا ممن لهم روايةٌ» ولا رأيٌّ ظَاهِرٌ. قيل لهم: ليس هذه من 
مسائل أَهْلٍ العلم بالتفل» لأن عائشة رضي الله عنها خاصة» قد رَوَتْ عن 
رسول الله كَل في الحَلالٍ والحَرامء وأخكام الدين» ما لا يُحصى كِثْرُهُ. حتى 
كان يُقال: أحَذْنَا نِضفَ العلمء أو مُعْظَمَ الشّريعة من عائشة. وَل رجوعٌ 
الصحابة اليها في المسائل» وفيما سَمِعَْتْ من النبي و أظهَرْ من أنْ يُحْشَج له. 
ويُسْتَدَل عليه. وأما طلحة والزبير فقد رويا أخباراً” كثيرةً عن النبي يك 
واشتهر مكانهما من العلم والرأي وان كان غَيْرهما أكثرُ رواية منهما ليس كل 

من له بكثرةٍ الرواية وينتصبٌ للفتوى ويُظهر بما عنده ‏ خرج ‏ من أن يكون من 
أهل العلم والاجتهاد. وقد يتفق في أغصار كثيرةٍ خَلْقٌُ ممن لا يُعرف بكثرةٍ 
الرواية والخوض في العلم» والإنتصاب له: هم أَعْلَّمُ ممن عرف به وأكثر 
الخوض فيه؛ والانتصاب له. وقد كان كثيرٌ من الصحابةٍ يمتنعون بين الحديث 
والفتوى للشفقةٍ والتحرّي» وخوف الْلْظَةِ» وقد صرحوا بذلك. 

2 وقد منمٌ عمر من كثرة الحديث وقال لأبي مسعود ونفر غيره: ما 
هذا الحديث عن رسول الله عَليرا . وقد روى جابر بن شداد عن عامر بن عبد 


-20- (4) كتبت: سبيله من الأفضل حذف الهاء 


(1) ق: دسا دسا. المضافة . 

(2) ورد كلمة (إليَ؛ ثانية في الجملة من (5) خرم: سقطت كلمة. 
الأفضل حذفها. 21 

(3) أن كلمة «ما4 مضافة فوق كلمة «الله4. (6) ق: احار. 


179 


الله ابن الزبير عن أبيه قال: قلت للزبير: «مالي لا أسمعك تحدّث عن رسول 
لله يك كما أسْمَعُ ابنَ مسعودٍ وفلاناً وفلانأ»7© قال: «أما إني لم أفارقه منذٌ 
أُسْلَمْتُ ولكنى سمعتٌ منه كلمة: «من كذَّبَ علي فليتبوًأ مفْعَدَّه من النار»؛ 
فقد أخبر بعلَةٍ تركه الرواية» وليس هذا طعناً منه على من رَوَىء ولكنه إِخبارٌ 
بشَفَّقِهِ من غَلْطَةٍ أو سهو” أو مُسبّبٍ يُوقع الدين. وقد كان الزبيرٌُ أَوْلُ من شَهَرَ 
سيفاً في الإسلام» إل خرج مُشهراً سيفه: يُريد قتلّ كل من لقِيّه وضَربهء فلقيه 
النبي 57 فقال له : «ما لَك يا زبير»؟ فقال: ابأبي وأمي سمعتٌ فلاناً يقول قد 
قتِلَ محمد” " وأؤذي» كَشَهَرَ سيفه» وجاد بنفسه غَضَباً لله عرّ وجلّ [8 أ] فلو 
قد لَقِيَهُ القومُ أو بَعْضَهُمُْ لناضّبّهه”” إِمّا له أو عليه 


3 وهذه منقبة عظيمة» ومن أعظم الأدلّةِ على أنَّ طلحة والزبير من 
خواص أهْل العلمء وإِنْ لم يُكثر الخخوض فيهء والإنْتِصَاب له: إدخال عُمر 
رضى الله عنه لهما في الشورى وإجبارُه عن فضلهما في جملة الشورى 
والستةء وتَرْك الأمة الإعتراضٌ عليه في ذلك مع أنَّ فيهم من العلماء 
والفضلاءء وأهلٍ الفتوى خَلْقٌ كثير ؛ يَقُله* قائل منهم : : إمام الأمة الذين 
فيهم عثمان وعلي وسعد وسعيد وعبد الرحمن وأبي عبيدة” © وزيد بن 
ثابت وأبي بن كعب”*» وعبد الله بن © ©ااو (6) بن عباس » 
وأبي موسى الأشعري” /ّ ومعاذ بن جبل جبل”*: :الا يبلح أد يكون رجلا إلا 
يَضْلُحْ أن يكودٍ قاضياً للمسلمينت” وأميراً من أمرائهم» وحليفَةٌ لكل واحدٍ 
من هوا إذا | وليَ؛ وطلحة والزبير ليسا من هه الأمر في شيءٍ إن عرقنا 
هو دون هذلكء ٠‏ وأشيد علي وقيِلَ له : «ستخلف» , وير *: ذلك مما ذكرناه. 
يجور عليه وعلى سائرٌ الأمة ان يجعلوا لطلحة والزبير ا ف لايق 
ويُرشحونهما لهاء ويغتقدونهما موضعاً لتحملهاء وليسا”* من أهل الإجتهاد؟ 


3 24 - 


(1) كتبت «افلان». (5) ق: بعله من الأفصل زيادة لم قبل كلمة يقله . 
(2) ق: سهوا. (6) قد يكون المقصود عبد الله بن عمر. 

(3) كتبت محمداً. (7) ق: المسلمين. 

(4) ق: لاا صها. (8) ق: ليس. 


50 


لأن ذلك خطأ وتفريط في الدين» والأمر الواجب. 


[فصل] 

4 وقد أوضحنا فيما قبل؛ أنَّ الأمة لا تجتمع على خطأء فصمٌ بما 
وصفناه: أنْ طلحة والزبيرء وجميع من دخل في الشورى كان خليقا بالقيام» 
وجديراً بما يُسند اليه من أمرهاء وليس تَرْكُهُما لإكثار الرواية عن النبي كَل 
والإنتصاب للفتوى: إصابةٌ ذنب أو تَفصيرء لأنَّ القيام بالعلم والرواية عن 
النبي يَكِةِ من فرائض الكفاية: التي إذا قام بها البعض سقط عن باقي الأمة 
كفرض سد التُغورء ومنع العدو؛ وغْسْل الميّت» وغير ذلك مما عددناه من 
قَْل. فصَحَّ بذلك أنه لا متعلق فيما أوردوه وتوهموه فإن17» قال قائل : فلم لم 
يقد عليَ رضي الله عنه من قاتل الزبيرء وقد اعترف عنده بالقتل؟ وقد أخبره 
أنّهِ قتله مولياء فإنّه كان قد انصرف؛ وكيف يُصرّف فإِنْ كان مم2 كان قتله 
حرامٌ: لأنّه كان أَخُرَ به على!” مسائل الخلاف والاجتهاد" فقد انصرف عنهء 
وان كان ممن لا مدخل لاجتهاد فيهء فقد انصرفّ أيضاً عنه انصرافاً ظاهراًء 
يقتضي الحُكم على ندم فاعله واستخلاف [8 ب] الرأي”” في تركه؛ فكيف لم 
0ه . 95 8 (6) - اه 5 . 
يأخذ علي رضي الله عنه على القوم. ...© قيل لهم لعلىّ رضي الله عنه في 
ترك ذلك وجوه من التأويل: أحدّها أنّه لا سبيل إلى العلم بأنّهِ لم يكن يرى 
الإفادة منه. وهذا هو أوْلَى الأمورء ولكنه آخره إلى وقت إمكان إقامة 
القصاصء فإنّه كان يرى لوائح الفتنة» وتشعُّتَ الأمر وبتغيّر” نضّاره ان أقادّ 

5 وتأخيرُ القودٍ واجبُ على الإمام؛ إذا خاف في تعجيله فتنة تؤولٌ 
إلى معصيةء وسَّفك دماء كثيرة» وتضييع أكثر مما يُحاول أخذه من الحقٌء 


24 (4) إن حرف «و» مضافة فوق الخلاف. 

(1) ان كلمة «فإن» مضافة في الهامش. (5) ق: الراي ليس للألف همزة وسرف 

(2١‏ وجدت إشارة فوق «كان؛ لتكرارها بعد يتكرر هذا النحو لمعظم الكلمات التي 
«مماة ‏ من الأوجب كتابة ممن. تتطلب همزة. 


(3) وجدت حرف جر #من؛ من الأ ضم )6( خرم: سقطت كلمة. 
حذفها من الجملة. . . (7) ق: سعير. 


81 


ولو عبَلَ القودّ ع العلم بوقوع الفتنة» وشمول البَلِيّةِ لكان إِنْماً؛ فلما قُتِلَ 
بالنهروان في جَمْدَة الخوارج» فات أخدٌ القصاص منهء فهذا هذا. ٠‏ والوججة 
الآخر: له يُمكنٌ أن يكون إِنّْما لم يَقْدْ منه لموضع جَهْلِهِ بأنه لا د يستحقٌ ولم 
يَسْمَع النداء بِتَرْكِ الإجارة على الجريحء واثباع الموليٌ بقتالٍ أهل البمْي 
فادرى علىّ رضي الله عنه القصاصٌ عنهء لموضع ال لهة. وقد رُوي عن 
على رضى الله عنه ما يدل على مثل هذا التأويل: له روي أنَّ عمرواً لما 

لَه قصد علياً فأخبره بذلك فقال عليّ: 'بَشّرَكَ . بالنار ولا أضلّحَ لكَ 
شَأناً في دُنيا ولا في آجرةٍ إِذْ قَتَلْتَ الزبير أعرض عدي ألم تسمع ندائي لا 
تمتُلنّ مولياً» قال: «لا يا أمير المؤمنين»» قَأَظهَرَ الحزن عليهء وترك الإقادةً به 
لونكار عمرو سماع ندائه ‏ 


[فصل] 

6 وقد يُمكن كونُ مثل هذا شبهةً في الأحكام وإسقاط القصاص. 
والظاهر المشهور قول علي : «ليدْخْلَنّ قاتل الزبيرٌ النار». ولو كان بِقَثْلِهِ لهُ 
متأولاً لم يستحقّ النار وهذا يُوجب أنَّه كان يعتقدٌ فيه ظلم الزبيرء وأنّهِ أخَرَ 
. القصاص إلى وقت الفرصة» وعلم أنَّ عمراً قد كذب في إنكاره بسماع نَهيهِ 
عن قتل المُتوليّ» والإجارة على الجريح؛ وإيمان من ألْقَى السلاح هذا جُملَهُ 
ما يُمكنٌ أن يعول عليه في جعل الحرب الواقعَة”'' بين القوم واقعةٌ على ضرب 
من التأوبل؛ فقد أتيْنا'”/ على المَعْتَمَدٍ منه وإن كان الصحيحٌ عندنا: أن التأويل 
في حرب إمام ثابتٍ الإمامةٍ حَرَامُ خَلْعْهُ ونضبُ غيره. ليس له مدخلُ في 
الاجتهادٍ لما سنذكره فيما بعد إن شاء اللهء وإن كنا قد قدمنا من ذلك ما فيه 
كفاية في إثبات. إمامة عثمان وعلي رضي الله عنهماء ونَنْض القول بالوقف في 
إمامتهما [9 أ]. 


[فصل] 


7- وإن قالوا: كيف يجوز أن يكونَ" الإختلافٌ فى هذه الدماء واقعاً 


- 26 ل 27 


(1) ق: الواقع. (3) عير واضح. 
(2) ق:اسا. 


52 


على طريق الاجتهادٍ وداخلاً في باب مسائل الإجتهاد مع ما"' ' رَوَى غيلان بن 
جرير عن مَطرّف قال: قلنا للزبير: يا عبد الله ما حَابكم”© ضَيْغْتُم الخليفة حتى 
َتِلَ ثم جِنْتُمْ تَطلبونَ بدمه». . . فقال الزبير: «إنا قَرَأناها على عهد رسول الله 
كله وأبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم: «وائْقُوا فِثْنَة لا نُصِيبَنَ الذين 
ظَلَمُوا منكم خاصة»”" ولم نكن نَحْسَبٌ أنّا أهلها حتى وقغت منّا حيتُ 
وقعث). ومع ما رواه عبد الرحمن بن حسين عن سعد ابن أبي وقاص أنه 
قال: سمعتٌ رسول الله يَةٍ يقول: «ستكونٌ فتنةٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم 
والقائم فيها خيرٌ من الماشي» ويكون الماشي فيها خيرٌ من الساعي'. قال 
وأراه قال: «وَالمُضْطجمٌ فيها خيرٌ مِنَ القاعِدِ)* '. وفي رواية أخرى عنه أن 
سعداً قال عند فتنة عثمان بن عفان: «اسمعُوا أن رسول الله كَِةٍ قال: «إنّها 
ستكونٌ فِثْنةُ القاعد فيها خيرٌ من القائم»'” وذَكَرَ الحديت بطوله. ا 
آخره لمن قال له: قْرَنِتَ إذ دخل عَلَىُ بيني فبَسَط يده الىّ لِيفْتُلي قال: ١‏ 
كابْئي دم يريد قوله اما أنا بباسِطٍ يَدِي ِلَبِكَلأفتْلَكَ 604 20000 
من هذه الأخبار. 


نهى رسول الله كلل عن الخوض فب يقال لهم: أما ما بروى عن الزبير من 
ذِكرٍ الفتنة. وتلاوته الآية؟ فَإنّه صحيحٌ ) وقوله: افلم نغلّم أنَا أهلّهاء معناه أنها 
تكون في دارنا وعصرناء وبمخضر مناء وقوله «وَفَعَتْ منا» يريدٌ من قوم من 
أهل عصرناء ويُحْتَمَلُ أن تكن أَبَثْ نفسُه في ترك نُضْته وإن مع الإمام؛ ذلك 
إذا خرج الأمرٌ إلى هذا. ويكون قد أشارَ إلى مِئْل قوله: «أنا ذَا هنا في أمر 
عثمان اللهُمْ فَحَذْ لعثمانَ مني حتى تَْضى»”* ونّخْنُ نَرْعمْ أن قثْلَ عثمانَ ليس 
من مسائل الاجتهاد في شيء؛ كما أنَّ قَنْلَ عليَّ رضي الله عنه» وقتال الخوارج 
له ليس منّ الإجتهادٍ في شيء» بل هو فُسْقْ وضلال. وأمّا ما رُوِيَ عن سعد 


10) ى: معما وردت على هذا النحو . 05 حديث بوي . 


يتكرر ورودها. ©+) حديث نبوي. 
(2) ق: حانكم. :7) سورة المائدة: .28 
(3) سورة الأنفال: 25. 28 - 
(4) حديث نبوي. (8) ق: ترضا. 


53 


فإِنّه أيضاأ صحيحٌ وإنّما"'" أرَاد: رسول الله تَلهِ يقول: «القاعدُ فيها خيرٌ مِنّ 
الماشى»» إنَّ القاعِدَ فيها إذا كان القعودٌ عندّه أؤلى خيرٌ من الماشى عنده أنَّ 
القُعود [9 ب] أولى. وكذلك المّاشي الذي يرى القائم كله على اثا. . .2 

لعلى الإثار.... © والإرتياب دون طلَّبٍ الأنفس إذا كان ذلك عندّه أؤلى 
خيرٌ من المنتهكِ المغرّقٍ في القتالٍ إذا كان الفزْق عندّه أولى» ولم يُرد بذلك 
دَمُ الإمام العادِلٍ إذا كان على الحرب عندّه أؤلى؛ ولا 5 في المحاربِينَ 
غير الإمام إذا كان ذلك عنده أولى» أن فرض الله عر وجل في مِثْلٍ هذه 
الدماء في هذه الحرب على المكلّفين من أهل التأويل: فِعْلُ ما هو عندهم 
أؤلى» وإِنْباُهم الذابّين عنهمء لاحقِينَ بحكمهم. وليس يُنكرُ أنْ يكون في 
الفريقين غيرٌ الإمام علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم مَنْ قد فْعَل ما كان 
عنذه تَرْكُه ِنْ تركه أولى من فعله لإثارة فِئّْنهَِ وطلب هرج ومَيل»؛ وتَعَصَبٍ 
وابتغاء بَأْسِه أو غير ذلك من الأسباب المذمومة ؛ فيكونون المقصودون بالخبر 
دون الإمامء ومن كان في مكل شك فَرْض الاجتهادٍ. وكيف يكونونٌ أهل 
فتنة» والنبي كل قد شَهِدَ لهم بالجنة أَوْجَبَ لهم الشهادةً على ما ذكرناه 
سالفاً؛ ولكن فيهم مثل عمرو بن جرموز المُتَّبِمُ لبَارِكِء والمُتلّصّصٌ منها وما 
فَعَلَّهُ إغْراقاً وعَمَاد]8) لا يحتاجُ إليه. وكذلك قال علي رضي الله عنه: 
«لِيَدْحْلَ قاتلٌ الزبيرٌ النار» ولا يُنكر أن يكون في الفريقٍ الآخرٍ مثل عَمروء 
وممن تجاورٌ حدّ الواجب. 

[فصل] 

9 وقد ذُكِرَ أنَّ: المَغيرةَ بن شعبة”*؟ سب عليًاً بحضرته في المسجد 
فلم" ينكر عليه أَحَدٌ حتى قام سعدٌ بن أبي ونّاص فأنْكَرَ عليه» وقال: ١‏ 
أَسْمَعُ عنك سب أحدٍ من أصحاب رسول الله َل أَشْهَدٌ لقد سمعت رسول 
الله يِهِ يقول: «النبيُ في الجنة. . . إلى أن بلغ قوله: وعليُ في الجنة»ء ثم 


10) ق: : انها من الأفضل أن تكتب «انما؟. (6) من الأفضل إلغاء حرف الجر «في». 
)03 خرم سقطت كلمة . (8) وجدت دا مضافة بالهامش. 

4( ق: ولاادم. 29 

(5) ق: هذا. (9) من الأفضل زيادة الينكرة بعد لقلم#. 


54 


ذَكَرَ نفسه بعد أن أَكْفَى”'' وسُئل عنها وذُكر قوله: «أَسْكَنَ حربي». . . وقوله: 
«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»'” وهذا من المغيرة إن إن 
صحٌ سَرَفَ وهرّج ودخولٌ فيما ذَنّه رسول الله تَكلِيةِ. وكذلك الساتٌ لعائشة 
رضي الله عنها الذي نكر عليه علي رضي الله عنه يوم الجمل؛ والسات لها 
بمخض منه ومن عمار حتى أنكر عليه وخطب: فأمثال هؤلاء أرادَ رسول الله 
يل بهذه الأخبار [10 أ] لبيان ما. . . .0 بيّنهم به. 


[فصل] 

30 - فلو قالوا: فكيف يجوز أن يَسْبّ بعضهم بعضاً وهم قوم مسلمون 
وصحابةٌ مَرْضيون» وقد رويثُم من قبل أن علياً رضي الله عنه لعن طلحة يوم 
قُتِلَ عثمان ودفع في صذر الحسن” *'. وعَضبَ على الحسين**': فكيف لا 
يخرجون بذلك. يُقال لهم: ليس يجورٌ أن يكون الرجل منهم شَّتَمَ صاحبّه أو 
دَمّهِ أو لعنه فى أمْر. يُحتمل الاجتهاد عنده» وإنما يفعل ذلك إذا حَظَرَ عليه 
الإجتهادء وأنكره عليه أو نَسَبه إلى فِغْل ما لا يحل له: اتهمّهِ بأنه يَعلم أَنَّ قوله 
حق فمّحَكَ وخالّفَء ونحو ذلك» فلهذا قال ابن عباس : «من شَاء باهَلَتَُه 
عند الحَجَر الأسود. والذي أخصى”* رَمْل عالِجَ عدداًء ما جعل الله في مال: 
نِضف ونِضف وثُلْث»؛ يَدْهَمُ بذلك عن نفسه أنَّه لا يعلمُ ما يعتقِده. وأنّه غير 
معاندٍ في قولهء لأنه يُمكن أن يكون انّْهمّه بذلك أو بَلَّعْهء نسْبَةٌ قوم له إليهء 
وربما يكون أضل الشيءٍ اجتهاداً ومطالبةٌ بواجب ثم يتشكّب إلى مآ ليس منه 
في شيء. 

[فصل] 

1 - وقد رَوَى مالك بن اؤس بن الححدئان”*' : أن علياً والعباسر”*2 جاءا 

إلى© عمر رضي الله عنه في أيام ولأبتّه يتخاصمان في شيء من صَدَّقات 


(!) ق: أكفا. (5) ق: أحصا. 

(2) حديث نبوي. -31 - 

(3) خرم: سقطت كلمة. (6) الألف بين جاء وإلى مشتركة بين 
- 30 الكلمتين. 

(4) ق: فمحك. 


55 


رسول الله كو وقد علتٌ أضوائهماء وكل واحدٍ منهمايقول: ياأمير 
المؤمنين اقضي بيني وبين هذا الكذا”'' على طريق غير محمود» فقال له عثمان 
وطلحة والزبير وسعد وغيرهم ممن حضر ذلك المجلس: ايا أمير المؤمنين 
أقضي بينهما وأرح كل واحد منهما من صاحبه؟ . فقال: «لا أقضي قد عَلْمِنا 
أن رسول الله ته قال: لا نورّث ما تّرْكنا صَدَقَةة؛ وليس القول في كذا وكذا 

من المطالبةٍ بالحق أو ما يجري مجراه في شيءٍ»ء وإِنْ كان أضلّه نَظَراً فى 
حقوق عندهما. 0 


2 - وروى عمرو بن أبي قرة قال: كان حذيفة”*' بالمدائن. فكان 
يَذْكْرْ وَيُعِدْدٌ أشياءً قالها رسولك الله كه لناس من أصحابه : في الغضب 
يَهَرْب ناس إلى سلمان || فيُحدّئونه بذلك» فقال له سلمان: لتَْتهِينَ أو 
وقد عَلمْت أنَّ رسول الله كله خطبَ انامس فقال: «أيّما 3 من أمتي [10 
ب] سَبَبْتُه سَبَةَ أو لَعَنْنهِ لعنة» فأنا رجلٌ من ولْدٍ آدم يَعْضِثُ”© كما 
تغضيون رحمة للعالمين»)» فَاجعَلْها عليه صلاةً وزكاةً كصلاة يوم القيامة») . 
«أمًا بعذك حنى ُوَرْتَ رجالاً حبٌ رجالء ورجالاً بُعْضَ رجال لَمَنْتَهِينَ أو 
لأكْتّبِنَ فيك إلى أمير المؤمنين» وقد أَحبَرَ سلمان أنْ ذلك من المُنكر بعداده 
وذكرهء وأنّه لا ينبغي أنْ يُعادَء ويجعل ذريعةً إلى سَبٌ الناس. وكذلك 
عمر؛ وقد عَلِم أن علياً والعباسّ لم يكن يَعتقدُ أنَّ خلاقّه في العذل يُبيح 
أي 0©) «أخبّط جهاده مع رسول الله يليد وأمثال ذلك مما اقتَضاه العَضَبٌ 
والئَمَارٌُ. وإذا لم يَجِرُ عند سلمان وسائر من عَلِم بخطابه لحُذيفة بن اليمان 
تأنِيم من سَنّه أو تزهيت؛ النّبي يك ولغنه والبراءَةٌ منه عند سَورَة كانت 
منهء أو مُبالغة في زَجر أو تأديب أؤ تَرزْهِيبء لم يُجز أيضاً مثلّ ذلك في 
32 «سلمان؛. 

(2) إن كلمة «سليمان» وردت عرضاً من (3) الكلمة غير واصحة تماماً. 


56 


من”' سبّه رَجْلٌ مِثلّه أو فوقّه أو دونه من الصحابة على طريق الإنكار 
عليه سَبَأ أو تحذيره مله أو زَّجَرُه عليه. لأنْهم قد يبالغون للعْضَب» أو 
لتغظيم شأن الخلاف في ذلك الباب من غير أن يكون مُوجباً من اللعغن 


والشثم ما أظَهَرَه المُتكلم. 


(1) كتبت الكلمتان كلمة واحدة «فيمن»ة (2) ق: فوقه. 
وسيتكرر ذلك. 
57 


[الباب الثاني] 
[باب في آيات وأحاديث واردة في الصحابة] 


[فصل] 

3 وهذ”" أن رسول الله يك يقول: «ليس منّا من بات بطيناً وجاره 
خميصاً)!0 و١من‏ عَسَ20) فليس م0 ؛ «ولا صلاةً لجار المسجد إل فى 
المسجد»”" «ولا يَزْني الزاني حين يَزْني وهو مُؤْمن»27. وهلا يَسْرِق السارقٌ 
حين يَسْرِق وهو مُؤمن» ونحو ذلك مما جرَّجَ مخرج التَغليظ والإرمَاب في 
النَهّْيء وإِنْ كان صاحبٌ هذه المعاصي مؤمنا من جملةٍ المُسلمين: له ما لهم 
وعليه ما عليهم في سائر أحكامبهم وعقودهم. ورَوَّتْ عائشة رضي الله عنها 
أنّها سَمِعتْ النبيّ يِه يقول وهو رافمٌ يَدَيْهِ يدعو” : «اللهم إنما أنا بشرّ فأيُما 
رجل من المؤمنين أَذْيْئّهِ وشَّتَمْيْه فلا تُعاقنني)”* . ورَوّى أبو سعيد الخدري عن 
النبي كد أنّه قال: «اللهم أيَما مُسْلم أذَيْئّهِ أو شَتَمْئُه فَاجَعَلها صلاةً ورَكاةً 
وقّْبة [11 أ] أتقرّب بها إلِيكَ يوم القيامة». فإذا كان رسول لله يك قد وَكَمَ 
هذا منه على طريق العَضَبٍ والمبالغةٍ في الرَّجْرٍ والتغنيف. إِنْ لم يكن الحال 
أؤْجَبّه''' جار مئلُ ذلك. فى الصحابة» فمن أرَادَ جَعَلَ هذا أصلاً فى التَّبريٌّ 
من الناس والإباحةٍ لشَّنْمهمء فقد عَرَّمَ على ذم الأمة والردٌ على رسول الله كَل 
ولهذا قال النبئُ كَِ: «أنسكوا عن أصحابي وَاذْكُرُوا محاسنهي)!'" وقد عَلِمَ 
أنه يك لم يَأمر بالإمساك عن نشر مَحَاسنهم» وإِنّما أمر بالإمساك عن هفواتٍ 


33-2 0) ق: يدعوا. 


(1) كتبت «وهذا». (8 و9) حدثيان نبويان. 
(2) ق: عنسا. (10) ق : لوجبه. 


58 


إن كانت منهمء ولم يَجْعل ما يق منّ زلأيهم أصلاً في إباحة شَمْمهِم والنداء به 
عليهم» والنيل من اغراضهمء فلهذا قال: «اذا ذُكرَّ القدرٌ فامسكواء وإذا ذَُكِرَ 
أصحابي فأمسكوا»”'' يريد عمًا شجر بينهم. 

[فصل] 

4- وروى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: «قال 
النبيْ كن لا تَذْكُروا أصحابي فتختلفٌ قلوبُكم عليهم. واذكروا محاسئهم تأَتَلِفٌ 
قلوبكم عليهم»”" وروى عنه عليه السلام أنه قال: «لا تَسُبُوا أضحابي فوالذي 
نفس محمد بيده لو أنْمَيَ أحَدُكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلَنْ مذ أحدهم؛ ولا 
عُشارَةً”” وَروى «ولا تَصيفة»”" وأنّه قال: «إِنَّ اله عز وجل أطلّع على أمل 
بَذْرِ فقال: «اعملوا ما شنكم فقد عَفَزتُ لكم9)؛ يعني بك ما دون الكفْرٍ من 
الذنوب» وانه قال: «أصحابي كالنجوم ان تُصلوا ما تَمَسّكُتُم بهم وبأَئْهم 
أخذثم أهتدّيئم . وروى اْتَدَيْنُم اهْتَدَيْئُم». ورَوَى أنه بل قال لمعّاذ: «يا معاذ 
وهل يكب الناس على مَناخِرهم في النار إلأ حصائدٌ ألسنتهم»"” . فإ لم يكن 
سب السَلَف والتَعَللَ والتغليل إلى تست الصحابة من حصائدٍ الألْسْنِء فما 
نَذْري ما هي في نظَائرِ لهذه الأخبار يأمرُ فيها: بَشْرٌ محاسنهم؛ والتجافي لهم 
عما شجر ببنهم» وما أقل من يسلم من زلةٍ أو يلقى © ' ربه عرّ وجل بغير خطيئة 

من اقتراف شيء مال لمَئْلةِ””"' طبعه أو تقصر من فرض لزمه. 

5 - وهذا ابنُ عباس يروي عن النَّبى جَلِيِِ أنه قال: «ليس من الناس 
أحد إلآ وقد أخطأ أو هَمْ بخَطَيْه إلا يَخْيَى بن زكريا©. وفي رواية 
أخرى عنه أنه قال: «لو يوآحِذّنا الله أنا وابنُ مريم م بما كَسِبَتٌ هذه لَعَذَّبَنا ؛ 
وأشارٌ بِيَدِه أو إِضبَّعِهء «فكيف بما اكْتَسَبَتْ هاتان»”!'2 وأشار [11 ب] إلى 
يديه أو إِصبَعَيْه . . . وكما أن الله عرّ وجل قد خبّر عن صَفْحِهِ وغفرانه لنبيه 
بقوله: لِلِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تقدّم من ذَنْبِكَ وما تَأخو2'" وقوله: ظعَمَا الله 


(1) حديث نبوي. (8) ق: يلقا. 


34 (9) قى: لمتله والصحيح أن تكتب لميلة. 
(2) حديث نبوي. 35 

(3) ق: وردت عشيرة. (10 و11) حديث تبوي. 

(4 و5) ق: حديث نبوي. (12) سورة الفتح: 2. 


89 


عنك لِمَ أَذِلْتَ لهم4”" وقوله #9وعَصَى آم َه نعدّى إلى قوله: (ثم 
نَابَ عليه وهدى8#” وقول يونس طسبْحائَك إِني كُنْتٌ مِنّ الظالمين 8" ثم 
خبّر بغفرانه لهم ورضاهء وكذلك قد أخْبّرَ برضاه عن عن الْمَؤْمنِين عند 0 
وفي غير مَشْهَدٍ قال رسول الله كِ: «إن الله أطْلَّمَّ على أهْل بدر فقال: 
#اغْمّلوا ما شِنْتُم8© فقد عَمَرْتُ لكم””؛ وقد أخبر رسول الله كلِ: «بأن 
العشرة خاصة في الجنة» وَوَعَدَهم وشهد لعثمان وعلي وطلحةً والزبيرٌ 
وسعل: .باهم كانوا صِديقين وَسُهَدَاء بقوله: ما عليك إلا نبي أو صذّيق أو 
شهيد» ؛ وشهدٌ بعضهم لبعض بذلك مع ما كان بينهم من الخِلافٍ 
وهم أحقٌ الأمة بعفو الله ورضواته» والتجاورٌ عن مَرْضاتِ من قصّر منهم 
إن كان فيهم مُقصّرٌ عن وَاجب؛ وفي بعض ما قلناه في هذا الباب دليل 
على عدالتهم وزكاتهم ووجوب توليهم. وأنّ ما شَْجَرٌ من الخلافٍ بينهم 
كان اجتهاداً وتأويلاًء لا معاندة وتَعَالِياً رضوانٌ الله عليهم أجمعين. 
[فصل] 

6 وقد قال قوم لأجُلٍ هذه الأخبارٍ المرويةء وقعود من قعد عن 
الفريقين من الصحابة : نه خرا م الحَوْض فيما شّجِرَ بينهم» والنظر في حَزيهم ٠‏ 
وواجب الإمساك عن - جميعهم, والتَوّلي لهم وقال أحخرون قد نَبْتتْ نُبتث عدالتّهم 
وإيماتهم؛ ولم يتفقوا على حَدّثٍ كان من بعضهم يُوجب إثفازه أو تفيبيقه 
وهم مُجتهدون. ولعله أن يكون فيهم مُخطىٌ خَطأ تَفْسيتٍ به؛ ولا تمسق عند 
الله عزّ وجل . غير أن نقف في أمرهم على أضلٍ العدالة) ونتّولأهمْ ونحمل 
أمرهم على أضْل العدالة» ونُمْسِك عمًا بعد ذلك. ولعمري أنَّ هذا الوَقف»ء 
وإن كان اضطراباً من صاحبه فإنَّه أخْسّن من تفْسيقٍ بعض الصحابةء والقٌّطع 

ذُمّها”" وقطع ولايته . وليس ينغي لِمُسلم أنْ يَقْطمْ بتخطئة أحدٍ منهم في 
فعل يَحْثّمل أن يكون خطأء ويحتملٌ أن يكونٌ صَواباً: دون أنْ لا يَجِدَ لَهُ في 


0( سورة التوية: 3 )6ن( سورة فصلت: 0 . 


(2) سورة: سورة طه: 121. (7 و8) حديث نبوي. 

(3) سورة طه: 122. (9) قى: معما كلمتان فى واحدة رأيت فصلهما. 
(4) سورة الأنبياء: 87. 36 ١‏ 

)5( ق: وقل. (10)ق: دمه. 


5290 


الضُواب [12 أ] مدخلاء لا يَجِلَ له إذا حكم أنه أخطأ أن يحكم بأنه عصيان 
يوجب الاثم؛ وهو يحتمل أنْ يكون عصيانا ويحتمل أنْ يكون حقيقاً موضوعٌ 
الوزْرٍ فيه حتى لا يجد بدا من القطع على كونه مَعْصيةٌ حراماً . ثم لا يحل له 
بعد ذلك الحُكمٌ بأنّه ضلال وفسوق» وهو يَحْتَمِلْ أنْ لا يكون ضلالاً دون أن 
لا يَجِدَ من ذلك مَخْرَجاء ثم لا ينبغي له أن يتحكمٌ بأنّ ذلك الفسقّ كفرٌء وهو 
يحتملٌ أن لا يكون كفراًء بل يُمكن أن يكون دونَ الكفر حتى لا يَجِدَّ محيصاً 
من جَعْلِهِ كفراً: هذا التوقفٌ والتأمل واجبٌ على أَهْل العلم في أفعالٍ علمائناء 
وأهْل المدائن والخلافٍ أيضا والخصومات من أَهْلٍ عَضٌرناء فكيف بالصحابة 
السابقينَ والمهاجرين الأزلين الذين قد تُرضى” “ الله عر وجل أعمالهم. 
«وألْفٌ بينهم. .. وبين قلوبهم4” واستَئْقدّهم من النار بنعمتد وشهد لهم 
بِالصِدّقٍ والشهادةٍ والجنةٍ على لسانٍ نبيّه حتى قال فيهم ما قدمنا ذكره. 


[فصل] 

7- فالإقدام على إكفار عثمان أو علي أو طلحة أو الزبير أو غيرهم من 
الصحابةٍ رضي الله عنهم» مع احتمالٍ أفعالهم لغيرٍ الفشق والكُفْرٍ من التِضّبٍ 
والْجَهْلٍ والعنادٍ؛ واغلّموا رَجِمَكم الله : أن هذا المذهب الذي نصرناه في 
حربٌ على وطلحة وعائشة شةء وحَمْل القول فيه على أنّه من باب الإجتهادٍء وما 
لا ينم المُخْطئٌ فيهء إِنْ كان فيما قيل به من باب الإجتهادٍ ما هو حَطَأْ في 
الحكمء وَجِعْلٍ اتباع الفريقين بمنزلتهم. والشهادة بعدالّتهم» وإلزام مُوالاتهم 

هو أولى بيائه7© في أصحاب رسول الله كَلِ. وأشْبَهُ الأمورٍ بانّباع أمْره في 
وهم والإمساك عمًا شَجَرٌ بينهم. والشهادة للبدريين بالرضى عنهم» 
والحضٌ على نشر محاسنهم. وِتَتَفْرٍ من لا عِلْمَ له عن لبهم والإقدام على 
البراءةٍ منهم 


8 - وأزلى بالصواب مما كان يَذْهَبُ اليه واصل بن عطاء *' وعمرو بن 
عبيد”*'» وجعفر بن حرب”*؟» وأكثرٌ أسلافٍ المعتزلة وأئمتهُمء ومُعظمُ 
أخلافهم من أنه لا بد أن يكون على رضي الله عنه فاسقاً يجب البراءةً منه؛ أو 


)21 ق: يرضا. -37- 
(2) سورة الأنفال: .63 (3) ق: بيابه . 


91 


طلحة أو الزبير وعائشة رضي الله عنهم. لأنّه لا يجورُ عندهم أن يكون ما وَفَعَ 
منهم من الحرب [12 ب] والسَفْكِ للدم من باب الإجتهاد. ولا بُدٌ أن يكون 
أحَدُ الفريقين مُحِقَاً عند الله عزّ وجلٌ» والآخْرُ فاسقاً يجب البراءةً منه: وإِنّه 
يُمكنُ أن يكون علي هو الفاسق عند الله عر وجل لِلَِِْ الخلود " ف في جهنم . 
ويُمكن أن يكون طلحةٌ والزبير وعائشة : هم الفسقةٌ الخارجون” © عن ولايّةِ الله 
عزّ وجل قالوا: ولا ندري مَنْ الفاسقٌ منهم من العَدِل. 


[فصل] 


9 وذُكر أنَّ واصلاً قال: ِنْ شَهِدَ علي مع رَجل غير طلحة أو الزبير 
قُبلَثْ شهادئُهُ لِنَحْرِ يَرى أن يكون عَذْلاً عند الله» وإنْ شَّهِدَ آخرٌ مع طلحة أو 
الزبير» أو عائشة وامرأةٌ أخرى لم قبل الشهادةٌ لأنّ فيهما حينئلٍ فاسق عند الله 
عر وجل مقطوع بفسقه: «فإنْ كنتٌ لا أعرقه بعينه ولو عرفْتَُهُ لتَبَرَأْتُ منه». 
وأَسْقَّط شهادّته. وقال عَمرو بن غُبيد, وأكثرٌ المعتزلةٍ البصريين: ١لا‏ قبل 
شهادة علي وطلحة والزبير لا مجتمعين ولا مُمُترقين»؛ لأنّ علي إن شَهِدَ مع 
غير طلحة من الناس أصَ ث0 أن يكون هو الفا الساقِط الشهادة دون طلحة 
وجِرْبه! “. والسُّبْهَةٌ قائمةٌ في أمرهء وقُبُولٌ من لا سُبْهَة في بابهء ولا ظُنّة به: 

هو الفْرْض في الحُكم دون المَظنون لفعلٍ قد ظهّرٌ منه؛ يمكن أن يكون هو 
المُسْقِطُ لشهاته ما لم يَنْكشِفَ له مُصِيبٌ سليمٌ من الفشق. وكذلك القولٌ: 
في طلحة والزبير وأ شهادة هؤلاء أجمع غيرُ مقبولة في فلس ما ذزله. 
وقالوا: نحن نتولّى* العَدلَ منهم على الجملة» ولا نتولّى علناً علي بِعَيْنه 
ولا طلحةً بعيْنه» لأنّا لا نأمنُ أن يكون هو الفاسقٌء ولكنا نّبرأ من الفاسق 
في" الجُملة» ونتولى العدل على التفصيل . ْ 


392 38 

(1© ق: للعن الخلود. (3) ق: احرت. 

(2) كُتبت «الخارجون» كلمة مَجزوءة فى نهاية (4) ق: حره. 
السطر «الخاء وهرجون؟؛ فى أول السطر (5) قى: نتولا. 
التالي وسيتكرر هذا النحو من الكتابة (6) ق: من الأفضل أن تنصب كلمة «علني١.‏ 
لكلمات أخرى. (7) يكرر كلمة «في2. 


52 


[فصل] 


40 - وذكر عن قَوْم م: منهم أظن أنهم هربوا من مكروء يَقَعُ بهم من 
المسلمين : نا نتولى علياً على حدتّه وانفراده» ما لم يُتكشف لنا يِسْقُه؛ ونتولى 

طلحةً والزبير على هذه السبيل؛ مع تجويزنا أنْ يكونَ كلَّ واحدٍ منهم هو 
الفاسقٌ الخارج عن ولايةٍ الله عر وجل . قالوا وهم عندنا بمنزلة المتلاعنين 
اللذينَ نَْلمُ أن فيهما فاسقاً عند الله عز وجل؛ فإِنْ كنا لا نَعْرِفُهِ بعينه فنحن 
نتولى كل واحدٍ منهما على حدَّيّه ولا نجمعٌ بينهما في التولّي [13 أ] عن 
هؤلاء الذين حَكَيْنا قولهم مُطبقين على جواز كؤن علي رضي الله عنه فاسقا 
مُنسلخاً من ولايةٍ الله عر وجل حاشاء من هذه الحال. فكذلك حال أثباعهم 
وأنصارهه”"". ونحن نَحْمّدُ الله على السلامة من هذه المقالةٍ الرَوْلَةٍ البعيدةٍ من 
مذاهب المسلمينَ: لأنا نقول أنْ علياً رضران الله عليه إمامٌ عَذْلِ رضي 

نَقَُء طاهرٌ السريرّة» كيف تصرّفّث به الحال؛ «فَإن الحَىّ دائرٌ معه حيتثٌ 
دار وإِنَّ حربّه للقوم ليس بفسقء ولا ممًا يجوز أن يكون حراماً درن 
الفشي» ولا ممًا يقدَحُ في إماميّه؛ ويُثْلِمُ فَضْلَهُ وإِنَّ ما أتاهُ كان واقعاً على 
سبيل الإجتهادٍ. فإِنْ كان في بعض أقاويل المجتهدينَ ما هو خطأء فإنّه رضيّ 
لله عنه» يَرَى منهء بل يجب أنْ يُنسب إلى من حاربه» وإن لم يبلغ به منزلة 
الفسق. وما يُوقِعُ” الدين» ويُوجب الإثم: فاما هو فلا شُبْهةَ علينا في أَمْرى 
وما قالته المعتزلةٌ فيه سَرَفْ وخروجٌ عن الحد. 


41- كما أن قول الشيعة باكفارٍ كل من حاربّ علياً وخروجه عن 
الإسلام سَرفٌ وتحيّفٌ وأغْدَلُ الأمور ما ذهبنا إليه. وكذلك ما قلناه في أمر 
عُثمان رضي الله عنه وقَتَلتهِ والقاعدين عنه أؤلى الأقاويل وأحمّها: بأنْ يكون 
صواباً من قول أكثر المعتزلة والمُرْجِدَةِ : إنا نتولاه قبل الافعال التي كانت منهء 
ونتوقف في أمرهء وأمر قتله. وخاذليه» ولا نتولأهم على الجمْع بين تولّيهم, 
لأنْ الأمة كانث في وقتّه بين قاتّل له؛ وقاعِدٍ عنهء ومُعْتَرِلَة. فإذا توقفنا عنه 
وعن قاتله ومعينه وخاذله. وهم سائرٌ المسلمين أزجب ذلك التُومْفُ في أَمةِ 


40 )2( ق: بوهع دون نقط سيتكرر ورود كلمات 
(1) ق: نصارهم. غير منقوطة. 


593 


محمد يِه وأنْ لا نتولّى أحداً منهم» وقائل هذا بأنْ يَفْطمَ تخطئتهُ وقُسْقَّهُ 
أزْلى من سائر سَّلفٍ الأمةِ» ومن التوقف عنهم. 


[فصل] 

2 - وقال أبو الهُذيل العلأق”*© عظيمُ المعتزلة: لا أتولّى”'" عُثمان على 
الققطع ولا قَتَلّتهء ولا القاعدٌ عنه؛ ولكن على الإنْفِرّاد ولا أدري قُتِلَ ظالماً أو 
مظلوماء وأنّه يجوز أن يكون قَتَلتهُ هُمْ الذينَ فسقوا بقثله. وكذلك الذين قعدوا 
عنهف وأوّلُهم على رضي الله عند خاصة مع التماس عثمان رضي الله عنه 
مَعُونّته [13 ب]) ويمكن أنْ يكون قد فَسَقَ بالقعودٍ؛ وإلألما انصرّفٌ بسائر 
من تخلف وهذه حيرةٌ نعوذ بالله منهاء ومن جنسٍ سَرَفِ الشيعة» ومن في 
مطابقتهم : كسليمان” '' بن جرير وغيره مِمْن طاقّه على الفَضْلٍ بأنه كافرٌ بما كان 
منه؛ وفي قُوْلٍ الشيعة خاصة فيه؛ وفي من قَعَلَهُ بأنّهم كار بترَكِ الإباع لعليٍ 
رضي الله عنه» كل هذا يدل على تعصّب قائله. وتَحيّقِهِ أل الحق. 


[فصل] 

3 وقد أزْضحنا أنَّ ما كان منْ عُثمان رضى الله عنه ليس بعصيان» 
فضلاً عن أن يكون قُسْقاً أو كفراً؛ وأَوْضَحْنا أنه ليس فى من تَوَلَّى قَتَلَنَه أحد 
من الصحابة» ولا من ذَرِي القِدّم. وإِنّما قُلْنا: إن القاعدينَ عنه كعلي وباقي 
الصحابة والمسلمينء إِنّما َعَدُوا بأْرهِ ورأيه ومُبَالمتهِ لهم في الأمر لهم بالقعود 
كراهة لقاء القرم لهم» ورَجَاءَ صلاح الأمرء وإنَّ الصحابةء وكل من فَعَدَ لم 
يُقَدْر أنّ القوم لا يقنعون إلا بسفكِ دمه. فلا جناح عليهم. وإن كان إمام هدىّ 
إذا كان ذلك برأيه» وإيثارٌ الإثْيَمَارٍ”” له والسمعٌ منه. على أنَّ أسلافٌ المعتزلة 
وأخلاقّهاء والبصريين والبغداديين إلا شَرْدْمَةَ من البغداديين يميلون إلى مذاهب 
الزيدية متفقون على ترك القَطع على طهارة باطن علي وأبي بكر وعُمر وعثمان 
والزبير» والعشرة» وكلُ واحدٍ من أَهْلٍ بَذْرء وعلى أنه لا يجب القؤل بثقاء 


42 ألف وهي أسماء أشخاص . 
((1) ق: اتولا. 43 

(2) يجب زيادة «واوة ليحسن سياق الجملة. (4) ق: الاسمار. 

(3) ق: كسليمن ستكرر كتابة كلمات دون 


94 


سرائرهم؛ ؟ لأنّه يجور أن يكونوا كفارَ الباطن أو سَئَ00 وأنَّ العقل لا يَمْنَعْ من 
ذلك والسَّمعٌ لا يَرِدْ بةه.2 وجميع ما يُرؤونه: أصحابنا الشيعة فى على رضى 
الله عنهء» وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم من الشهادة لهم بالجنةء 
ونقاء السريرة أخبارٌ آحادٍ لا تُوجب عِلْماًء ولا تَمَطمٌ عذراء ولا يُتوصل بها 
إلى ما عند الله عرّ وجل؛ لأن رُوانَها عندهم: إمًا إماميةٌ ضلالٌ» فسقة»ء أو 
حَشويةٌ» وحَنبلية طغامٌ كفارٌ عندهم لا يجب قبول قولهم: والروايةٌ الواردةُ في 
الشريعة إِنْما هي لأهْلٍ الحديث والشيعةٍ واخبارٌ الفريقين عند المعتزلةٍ مرذولة 
مردودة. 


4 وكل ما رؤوه من قوله: : اعشرّة ة من قريش في الجِنَّة. وأسْكنّ 
حربي»”* . «وإنَّ الله قد غَمْرَ لأفل بَذر”” '. #وأنتٌ مني بمنزلة هارون من 
سى»”* [14 أ] ومن كنت مولاه كَعَليّ مولاء”” ' اواثتني بأحبٌ الخلتٍ إليكَ 
أَكُلُ معي». وقوله: «ماتَيْها؛ . وغيرٌ ذلك من الأخبار ليس مما يعلم 
بالإضطرار ولا مما اجتمعث في عصر من الأعصارٍ على قبوله: لأنهم 
مخْتلِمُون في ذلك» فمنهم الراوء ومنهم القائل ؛ ولا مما رَواه عنذهم عددٌ من 
الناس جَرَتْ العادة باستحالة تَكَذّبه7 بل هي واردةٌ من جهة آحادٍ معلولين» 
ومنها مراسيل منقطعة. وفيما اتصل من إسنادها: : قوم لا يعرفون ومنهم 
المُدلْسُ والمغرُوف بكقل الكَذِبٍ, وَوَضِعِه ومَنْ يَنْقلُ الكَذِبَء ويعْمَله في 
عمّار وسلمان والمقدّاد”* كّ ويُكذِْبُ عندذهمء للبات (*» وجعفر الصادق”*) 
وغيرهم من آل الرسول و ويعتقدٌ ما لا أصل له. أو من ينقل الشفاعة في 
أهْل الكبائرٍء وخبر الصراط والميزانٍ والمعراج» ورؤيةٍ الله عزٌ وجلّ بالأبصارٍء 
ونَفْي حَلْقٍ القرآنٍ. وتقدّم خَلْقِ الجنةِ والنار وكلُ ذلك كُذبٌ وزورٌ فكلّ هذه 
الأخبار عندهم لا تساوي مَدَادّهاء ولا يَحلَ القَطمُ على شيءٍ منها فلذلك قال 
الجبائي : الو صحٌ حَبَر الطائر لعَلِمْتُ أن علياً أُضل الجماعة . ولكئّه ما 
نَبْتَ»؛ وقال الأكثرُ منهم ه60 : : الدليل على بطلانٍ الأمّة لِنُضْبَةٍ علي وتَرْكِهِ 
هو الإِحْتِجَاج به والييصاره على على التحكيم» وذكر مفاخر غيره. 
(1) ق: فسقه. 7) ق: وتكذبهم. 


44 _ (8) ق: سله. 
)2 و3 و4 و5 و6 حديث تبوي . 


595 


[فصل] 

45 وقال منهم قؤم: لو كان حبّرُ الطائر والغدير: لمَنْ كنت مولاه 
فعلي مولاه» صحيحاً ثابتاً لِتَقْلٍ نَقَلَ مِثْلّه ولتوئْرّث الدواعي على حِفْظِه 
والإحتجاج في الصذر الأرّل به ولوّجْبَ أن يَعْلَمَ ضرورةٌ: أن رسول الله يلل 
قد قال ذلك فيهء وكذلك فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؛ 
ومتى لم يُنقل الأمْرَ العظيمٌ المتعلّقَ بشأن الإمامة التي هي أَعْظَّمْ أمور الأمّة 
تقل مثله . وقد وَجْبَ القَطمْ بفساده. وإنّه لا أضل له وكذلك يقولون في أكثر 
ما يُروى لهم: «لو صم لقّلنا به إذا كان مما لا يَدْفعُه عقولّهم» ومتى نَبْتَتْ 
رحمكم الله فضيلة”'' لعليٌ ولغيره على شزط الجبّائي؛ ومن تَبِعَهُ في قبولٍ 
الأخبارٍ وثبوتها [14 ب] فيما يجبٌ اللّم؛ لأنّه يقولٌ» وأَكْتَدُ المعتزلة أنَّ ما 
يُوجب القطع لا ب يَنْبْتُ حتى يُوجِبٌ علْمَ الإضطرار» أو يَنْقُلَهُ أهل التواتر 
الممتيع الكَذِب عليهم أو تُجمع الأمة ة على مَلَّيه بالقبول» ويَعْمَلُ به لأخلِه 
دون غيره» فمتى لم يَعْلّم أنّها قالث بموجبه لأجله لم يجب القَطعَ بصحيه» 
وجاز أن تكون الأمهٌ أو معظمّها قالتٌ: بمضمون الخبر لأجل دليلٍ غيره» ولا 
شيء أوْجَبَ ذلك القولّ سوأه. وهو يَزْعمْ أَعنِي الجبّائي : أنَّ الحبَرَ المعمول به 

في الشريعة» عمل كم لا على جهة القطم لا يقيل © حتى يزدي. “لنا إثنان 
عَدْلان كيان في حَُكُم الظاهير؛ ويُروي كل واحدٍ منهما عن إِنُنَيْن عدلين 
رضيين» وكل واحدٍ من الإنْنينٍ عن اثنّينِ» وكذلك ممّنْ يَرْويانِ عنه أبداً إلى 
أن يَيّصلّ بالنبي كله وهذا أطول من حساب ضَرْبٍ الشَطَرَنْج وأكثر. 


[فصل] 

6 - ولا يفي عَدَدُ من يجبٌ أن ينتهي إليه هذا الخبّرٌُ من سلف الأمة 
- ومَنْ ثَقَلَ عن رسول الله كَله: فكل من مات”/ النبي 5 عنهم من 
الصحابة» وجميع الداخلينَ في الدعوة وهذا تَعَلْعُلُ مَنْ قد عَرَمّ على تزك 


45 )3( ق: (يروونه؛ كتبت بالجمع . 


4 ق: مصصله بدون نقط يتكرر هذا النحو من 46 
الكتابة . (4) ق: من مات وماتٌ فلاناً: أذكره. 
(2) ق: صل. 


56 


العمل بشيءٍ من الدين» وشَّرْع في الدين على أئمةٍ المسلمينَ الذين عَمِلوا 
بالأخبّار المرويّة على خلاف هذه الطريقة. وقد أبّنا فيما سَلَفَ صحة الآثار 
المرينة في الأئمة الأربعة» ثم في العشرة وغيرهم مما يُوجبُ القطعّ على 

يمانهم. وطهارَةٍ سرائرهم» والتَوَلّي في الظاهرٍ والباطن» وإنَّ علياً رضي 
اله عله من أخهم: ٠‏ وممن كثُرتُ فيه أقوال النبيُ يه الدالٍ على سلامةٍ 
باطن ووجوب التولي له سِراً وعَلانِيَةٌ . ونحن البِرَأ إلى الله جل اسمه من 
قول المعتزلة فيهمء أو في واحدٍ منهم فلا يَْبَغي لمُكج(01 ولا لمتشيّع أنْ 
يَغْتَرَّ بقوْلٍ من يراه اليو من المعتزلة وقَبْلَ اليرم من العهد القريب. فإنًا 
فطع على باطن علي بخبر الغدير والطائرٍ ونشْهِدُ لأبي بكر وعمر والعشرةً 
بأنّهم في الجَنّة : فإنهم نما يقولون ذلك تَقِيّةا“ وإقامةً للسَْقٍ وخوفاً من 
المكروه عاجلاً أو آجلاً [15 أ] ولو قد ينعقم © عنهم وآمنُوا على 
نفوسهمء وظنوا السلامة عند إظهار مذاهبهم» ٠‏ والمتعارفٍ من دين 
أسلافهم ؛ ومشايخوم وأعلايهم أمنوا كلّهم بتحريم القَطع على إيمان علي 

بن أبي طالب وأبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم ووجوب الوَفٍ 
في اسلافهم نَضَلاً عن عَدالَتهم؛ وطهارّتهم. فلذلك لا يجدُ المتيقّظ الذكيٌ 
من الشيعةٍ بغير سَبْهم لمعاوية بن ن أبي سفيان وتفسيقهم لعَمرو بن العاص» 
والمغيرةً ابن شعبة» ودْمُهم آل مروانٌ» واتخاذهم لذلك سيرةً بينهم وبين 
عامةٍ الناس لعِلْمه بأنّ علياً عندهم على شفًا جُرْفٍ هار وإيُطالهم لفضائله 
ومناقِبه: التي الاعترافٌ بها هي: عند الإمامة أخرّى وأنفعٌ من سب 
معاويةء وشَّمْم آل مروانَ وعَدَّهم على كل حال أمْيلُ إلى أضحاب 
الحديث» وتَمَلَّةِ الآثار لِعِلْمِهم بأنّهم ب يُثْبثُون فضَائِل على ويَفْطعُونَ بهاء 
ويعولُونه على باطِنِهِ وظاهره كما يتولون” أبا بكر وعُمرء وأَهْلٌ بدرٍ لِعِلْمهم 
بتوَلْيهم . اعتقدوا مَوافَقَتَهُ لِذَنْبِ أو تفريطٍ من الصحابةٍ مَضلاً عن عليتهم 
وكُبرائهم» وهذا مبَاينْ لرأي المعتزلة في صحابة النبي وه وقد أْخْبَّزنا 
بفضائلهم وما يوجب الشهادة لعداليهم عند الله عز وجل»؛ أن ذلك هو 
الحىٌّ دون غيره. 


(2) غير واضحة. 


577 


7 - والذي يَقْوَّى عندنا في هذا الباب: أنَّ طلحةً والزبير إِنّما سَلِما مِنَ 
الْمَعْصِيةَ لأنهما قاتلا على غير”” عزيمة وقضدٍ لمنابدَة الإمام بل للدَمْع عن 
أنْفْسِهِمَاء' ومَنْ انْبَعَهُما لاعْتِقَادِهما فَنْكُ قَتَلَةِ عثمان رضي الله عنه بهماء وإنّهم 
لا يُطيعون علياً رضي الله عنه فيما يحاولونه؛ وإنهم بَدَرُوا الحرب من غير أَمْرِه 
ورأيه على ما شرحناه من قبل. وأنّ كل من قائَلَ إمامٌّ ابت الإمامة غيرٌ 
مستحقٌ للخُلْع ٠‏ فإنّه عاصن لله عز وجل بقتاله . وإن حرْب إمام هذه سبيله؛ لا 
مدخل له في مسائل الأجتهاد ومن أقوى ما يدل على ذلك أن الحَُكُمَ 
والتأويل الواقع باجتهادٍ واجب على الحاكم المتأوّلٍ أن يَفُعل ما يديه الإجتهادُ 
إليه دون غيره» ولا يَحْلُ له إذا كان عالماً عير ذلك. 

8 - فلو كان خالفَ إمامٌ ثابت [15 ب] الإمامة. وامْتَتع من نَقْل أخكامه 
واتفاذها عليهم قَُطعتُ في. . ل حَبَرٍ طاعَيِه أن يَفْعَلَ ذلك ويُقيم عليه إذا 
أذّاه إليه ‏ الإجتهاد 60 .لا يخلر أن يكون واجباً عليه؛ وعلى أُمْلٍ رأيهِ أن 
يقيموا إمامً" يُقيم الأخكاءم””“ والحدودّء ويُتَمُذُها غيرُ الإمَام الذي خالفوه 
وامتنعوا من وجوب طاعَتِه : أولا يجب عليهم نضبٌ إمام غيره ولا اتْبَاعُه هو؛ 
فإِنْ لم يجب عليهم طاعَنّه ولا نَضْبُ غيره وكان لهم أن يَمْتَنِعوه ويمتنعوا من 
إِنَمَاذِها عليهم» وأنْ لا يُقيموا غَيْرَهِ فقد سَقَّط عنهم فرض طاعة إمام وعن 
غيرهمء وِبَطْلَ بذلك وجوبٌُ الإمامة» وليس ذلك من دين أحدٍ مِنَّ المتأولين 
على علي رضي الله عنهء ولا من ديننا ون لم يَسقْط فَرْضٌ الإمامةٍ عنهم» ولم 
يَجِبْ عليهم طاعةٌ الذي نابَذُوه وجُبَ عليهم نَضْبٌ غيره. 

[فصل] 

9 فإن قالوا: يحل لهم نَضْبُ غيرهٍ ليذخلوا في طاعَتِهِء وينقادوا 

لحكمدء وَجْبَ خلعٌ الإمام الذي نابَذوه وخروجّه عن الأمر لإجمّاع الأمق 


47 لوجود ثانية فى الجملة. 


(1) «غير» هي كلمة مضافة فوق عزيمة (4) ق: امام من الأفضل أن تكون منصوبة 
وسيتكرر هذا النحو من الكتابة . تبعاً لمحلها في الجملة . 

48 - (5) وجدت «الا» على. آخر السطر وحكام 

(2) خرم: سقطت كلمة. على أول السطر التالي. 


(3) ق: اليه. من الأوجب حذف كلمة (إليه» 


598 


على أنه لا يجورٌ إِنباتُ إمامّةِ إمامين في وقتٍ واحدء وإذا خرجَ عن الإمامة 
لجواز نضب غيره عند خلافٍ من خالمه؛ كان هو عاصيا لله عرّ وجل بالقتال 
على الدخول في طاعبتّهء والقَمْلُ على ذلكء لأنه ليس بإمام؛ وهذا يُوجب 
البراءَةً من علي رضي الله عنهء وكونه غيرٌ إمام» وليس هذا قول أحَدٍ خرب”" 
القوم على التأويل وصَوّبَهم وسوّغ”” الفريقين على” الحرب فبَانَ بذلك أن 
السلامة من المعْصِيّةِ من حيتٌُ وصفنا فقط. فصح بما قلناه أن أَعدَلٌ المذاهب 
ما اجتنبئاه وأبّنا صوّابه وفساد ما خَالَقَهُ ونحنُ الآن نُصِفَ صوابَ علي رضي 
الله عنه وهدايّته في قتاله الخوارج» ونذكرٌ ما يدل على أنهم ضالون بحربه 
ومخالفَته وأنّه رضي الله عنه مصيبٌ فيما فعله من التحكيم *) خلافاً لمن زعم 

من المعتزاة | أنه : ذل أو أخطأ طأ بالتحكم؛ وأنه عله وقد كان أؤلى الأمور به 


49 (3) من الأفضل إضافة على . 
(10) ق: حرب. (4) ق: بالتحكم. 
(2) ق: وسوع. (5) ق: التاسد. 


599 


[الباب الثالث] 


[باب الكلام في صواب الإمام علي رضي الله عنه وصحة 


بيعته] 


[فصل] 

0 - فإن قال قائلٍ من الخوارج : فإذا قلتم أنَّ بيعةَ علي رضي الله 
عنه كانت [16 أ] صحيحة ثابتةً. وكان إمام هدى؛ فما أنكرتم أنْ يكون قد 
عَصَى الله عز وجل بالتحكيم على عُمتِه9' والدخولٍ فيما لعلّه أنْ يؤول إلى 
إنمام ظُلْم الباغي عليه؛ والمريدٌ لخَلْعِه لأمور أَحَدُها: أنه لا يجب أنْ 
يصيرٌ للظَلَمَة لى إلى ما أرادوه عليه من التحكيم؛ لأنه عصيانٌ مع ثبوتٍ 
البيعة. لأن طالِبَ التخكيم يَحُومٍ حَوْل إِنطالٍ كم الله عزْ وجل من صحةٍ 
البيعة: وتوقفي أمْر الإمام العادل» وتمبّعه من تنفيذ أحكامه.ء وذلك حرام 
في الدين. والأمر الآخْرٌ: أنه اخْتَلَمَ لما خلعوه مع علْمِه بأنه إمامٌ هدى لا 
يجبُ خلعه - وإنَّ من يصيرٌ الأمر إليه لا حقٌّ له فيه. وذلك حرامٌ عصيانٌ 
الله عرّ وجل. والوجه الآخرُ: أنه حكم في دين الله عز وجل فاسِقاً عندهء 
لأنّه حكم أبا موسى» وكان من القاعدين عنهء والخاؤلين له. والقاعدٌ© 
عن نصرّة امام العادل فاسى عند الإمام وغيره. . وليس له أن يحكمَ في 
دين الله عز وجل إلا من قد يثبتُ عالماً ففرضاًء فضلاً عن تحكيجه فاسقاً 
لا يحل تحكيمه في الدين. فيجب بذلك البراءة منه. والوجة الآخر: انه 
قد عَلِم أنها مكيدةٌ؛ وقال لأصحابه ذلك فما كان يُنبغي له أنْ يسِتَتِمّ إلى 


- 50 ل (2) ق: كتبت «القاعدين» بالجمع والأفضل أن 
(1) ق: غمته. تعود إلى المفرد. 
100 


ما تم به المكيدةٌ لذن 017 حرام عليه . 


51 - يقال لهم: ليس في شيء مما قلتموه مُتعلّق عليه في دينه. ومنت 
رضي الله عنهء بل هو دلالةٌ عنادٍ وخذْلانٍ ممّن أؤْردّه؛ فإذا كان تحكيمٌ علي 
رضي الله عنه على الوجه الذي حَكم حلالاً في الدين» بل واجباً إذا ظنَّ الإمامُ 
الصلاح به» واستبقاء أثباعه ونصاره» وخروجهم عن طاعتّه والنفور عنه 
وذاك: انّ علياً رضي الله عنه لما أنلى وأئحَنَ في القَنْلء واستظهرٌ على معاويةً 
وأصحابه» وحَربَ معاوية”*' الأمير؛ وآيْسَ من الظَفْرء وضاقٌ به خلى"© 
المكانٍ ‏ شاوَّر عَمرو ابن العاص”*' وأغملا الرَّوِيّة فائَقّا على أنْ يَرفمَ أَهْل 
الشام المصاجف» ويصيحون بأهل العراقي: بَيْننا وبَيتكم كتابُ الله عزَّ وجل» 
نهم لن يلبثوا ويختلفوا عليه» فكأنهما كانا يَنظران إلى العَيْب من ورَاء سَثْرِ 
رقيق فما رُفعت المصاحف حتى اختلف أصحاب [16 ب] علي رضي الله عنه 
وقالوا له: «أجب القَوْمٌ م إلى الحكم قد أَجَبْت فيه”” فامتنع 1 فقال: 
«إنها مكيدَةٌ ابن هند وانا على بصيرةٍ من أمرِناءء فأبُوا عليه وقال لهُ 
القؤم: «إِنْ أَجَبْتَ إلى التحكيم» إل الْصَرَفْنا؛ وذُّكرٌ أن الأشعت”*' بن قيس 
قال له: «إنْ لم تحكم أَمَرْتُ أن ته نَضْعَ الحَرْبٌ أَوْزَارَها» . فلما رأى إمارات 
الفسادٍء والإختلال» وحَْشِي تَزكهم نُضرته» وتَوَرُط المسلمين ذ في أعظم مما 
دَفَعوا اليه أجابّهم إلى التحكيم على أنْ يَخْكموا بما في كتاب الله مع عليه 
أنه ليس في كتاب الله عز وجل ما يُوجب خَلْعُه ونَولِيةٌ معاوية. 


[فصل] 
2 - وقد رَوَى أيضاً من طريق صحيحةٍ: أنَّ علياً رضي الله عنه رضي 
بالتحكيم وسُرٌ به لما دعا إليه أهلّ الشام» وقالوا: «رَضِيئًا بكتاب الله عزّ 
وجل)اء فتَذَامَوَتْ السبائية 0 وأنكرث التحكيمّ» وخالفوا عليه تجويزّهم. 


(1) وجدت انه» مضافة فوق (لا1. (4) ق: فيه. 


2 52-  51- 
ق: اتباعه دون نقط. (5) ق: الساسه دون نقط.‎ )2( 
ق: حلى.‎ )3( 


101 


وَالْتَهَرّهمء وليس في رضائه بالتحكيم اقتراف مَأَنّم ولا فِغل حرام في الدين» 
إذا غَلَبَ على ظَنْ الإمام أنه أجْمَعٌ للكلمَة» وأخْسَم للفتئة» وإنْ آل ذلك إلى 
خْلْعِهِ ونَوْلِيَة أمير يَصلحٌ لهاء وإنْ كان دونه في الفضل » لضرورة الفتنة» وإيثار 
الإلْمَةّ» وخوف الهلاك؛ والتفاني؛ بل هذا هو الواجبُ على الإمام إذا غَلَبَ 
على ظنه أنْ تزكه يؤولٌ إلى فناءٍ المسملين» وتَعطيلٍ الأحكام؛ وتّمْكين عَدرٌ 
المسلمين من دارٍ المسلمينَ”'' والإسلام. 


3 فلما خافٌ علىّ رضي الله عنه تفائمَ الأمر إلى ما وصفناء أمَرَ ابن 
عباس بِأنْ يَحكمَ فأبى القومُ أيضاً عليه فقالوا له: «فإذا كان منكمٌ الحكمّان 
ومنكم الأميران فنحن نصنمٌ ماذا»؟ . وفي روايةٍ أخرى أنهم قالوا: «الأميرانٍ 
مضريانٍ والحَكمانٍ مَضَريان؛ . فَخَشِيَ أيضاً إِنْ لم يُحبْهم إلى ذلك أنْ يدعوهم 
الخلافٌ إلى النفورء فَحَكُم أبا موسى . وقد أباح الله عثرّ وجل التحكيمء إذا 
رجا© به الصلاح» وإقامة العذلٍ. قال الله عز وجل : «فإن خِفْثُمْ شِقَاقَ بَينهما 
فَانِمَنُوا حَكماً من أفله.ء وحكماً من أُمْلِهَاء إِنْ يُريدَا إصلاحاً يُوَفقَ “بينهما#*” 
3 أ] وقد كان رضي الله عنه اعتقدّ أن التخليط يُؤّدي إلى الصلاح بين الأمة. 
ورَفع الشقاق؛ فلذلك أجابَ إلى التحكيم» بعد الإمتناع. وبعد إياسِه من 
استقامَة الأمر له من غير تحكيمء لا لأنه كان في شكِ من نفسه» ومن صحة 
إمامتِه» وثبوت العقْدٍ له » وظلم من حاول َْلْعَهُ . 


[فصل] 


4 ولقد رَوَى ابن عباس انه قال: «عُفُم النساء إن آيسنَ مثل علي بن 
أبي طالب؛ لقد رأيُْه؛ وعلى رأسِه عمامةٌ سوداء. وكان في عينيهِ سَرَاحٌ 


دئَ00 ءءء عل وام . ع اكمرة 


(1) وجد «و» مضافة فوق المسلمين. (4) جملة غير واضحة. 


53 - 54 
(2) أسقط كلمة «الله» ربما تعمداً ليصل إلى (5) من الأفضل زيادة «في». 
المعنى المقصود. (6) يكرر (شرذمة». 


(3) سورة النساء: 35. 


102 


كتيبة من المسلمين. فقال: «معاشِرٌ المسلمينء عاودوا الكرٌ واشتحيوا من 
الفرّء عارٌ بات في الأعْنَاقَء ونارٌ يوم الحساب وامشوا إلى الموتٍ مَشياً 
سْحُبَاء ودونكم وهذا السواد الأعظم» والرواق المطنب» فاضربوا ريحه» فإن 
الشيطانَ مقتوش ذراعٌه قد قدّم للتوبة يدأء وأخْرَ للتكوص رجلاء فصمداً 
صمداً حتى يتجلى '" لكم عمودُ الحقٌء وأنتم الأعلونَ, والله معكم. ولن 
يَتَرَكم أعمالكم»؛ قال: فما !ا سَْتمٌ الكلام حتى أقبل معاوية في زهاء عشرة ألف 
عئّان مُتسربلين بالحديد لا يبِينُ منهم الا الحَدَّقُ؛ فأضرب أهلٌ المراقٍ من 
اقدامهمء فَرَجِعّ علي رضي الله عنه ووقف بين أيديهم وقفة ثم قال: «مما 
تعجبون إنما هي حَبَبَ مائلةً فيها قلوبٌ طائرة؛ أو رِجل كرجل جراد وَقْتْ به 


د مشها سيوف أفل الح لهات بهنت الفَرَاشٍ في التار. ألا فايتُوا 
الْسَرْح وعضوًا على النواجذٍ ل من الأصَارِم» وَشُدُو | فإنّي شاد طحا 4 
«لا يتنصرون4 ). قال: فشَدُوا عليهم شدَّة ذِي يد تأزلوهم عن أماكتهم: 
ودفعوهم عن مراكزهم» وازتفع الرَهْجُء وَحَمُدَتْ الأصواتٌ إلا رَأساً نادراً» أو 
يَدأْ طارح”” وأْقْبَلَ أميرٌُ المؤمنين يَنْجِابُ عنه الغبارٌ» ويَدهُ وسَيِفُه يَقُطرانٍ دما 
وهو يقول: #قاتلوهم يُعَذَبّهم الله بأنديكم ويُخْزهم ويَنْصرْكُم عليهم ويشْفٍ 
[17 ب] صَدُورَ قوم مؤمنين »© في نظائر هذه التعليقاتء بِالَّمَ فيها الحثٌ 
على الخرب» والتحريض هي أبلعُ من هذا القول» وأظه ذ في الكَقْلٍ سنذكرها 
فيما بعد. 


5 فكيف يجورٌ أنْ يكون مع هذه الحال مُرتاباً بنفسِه شَاكاً في صحة 
إمامّته» أو مُلْتَمِساً بالتحكيم كَرْهاًء أو مَنْ هو في حكم المُكره رجاءً لصلاح 
الأمة واستقامَةِ الإمامة» ومّنْع القَّوْمِ من العدوانٍ. فقد أطاعَ الله بذلك وَفَعَلَ 
أولى الأمور. وزال تَعلّقَهم بأنّه دَحْلَ في التحكيم طؤعاً. ٠‏ وإنْ صحّ أنّه دخل 


(1) ق: يتجلا. (4) سورة آل عمران: 111 والقصص: 41 


(2) ق: ساد. وفصلت: 16 والحشر: 12. 
(3) سورة غافر وفصلت والشورى والزخرف (58) من الأفضل زيادة ألف للنصب. 
والدخان والجائية والأحقاف: 1. (6) سورة التوبة: 14. 


103 


فيه طوعاً» فلا عَتَبَ عليه إذا غَلَبَ على ظنه أنّ ذلك يؤولُ إلى إجماع الكلمة 
وحصول الإلْقَةِه وارتفاع الفِرْقَةِ بعد أنْ لا يصيرٌ الأمر إلى من ليس من أُمْلِهِ 
لأنه إنما يحتاجُ إلى الإمام؛ لصلاح الأمة ولمٌ الضَّعْثْ؛ٍ فإذا عَلَبَ على ظنّه أنَّ 
ترك تحكيم من قد أعوز'' صَلأحَه والتمكين من حَمْلِه على الواجب وإِلتَرَّامِ 
كَلْمَةَ الحق يؤولَ إلى تؤهين” الدين وتفاقي المسلمين حل له التحكيم في 
الدين» بَل وَجَبَ عليه ذلك؛ بكوْنٍ التحكيم في دين الله عر وجل على هذا 


230+ 


[فصل] 

6 واما قولّهم: لأنّه قد عَلِمَ أنَّ القؤْم يقصدون بالتحكيه”” غيرٌ الحتٍ 
وإنداء ذلك من نفسه: «إنّها مكيدةٌ من ابن هندٍ» فكيف سَاغْ ان يُقَوى عزيمة 
من أرادٌ كَيْدَه» وإخراجَ الحقٌ عن نصابه. فإنّه لا مُتَعلّق فيهء وذاك أنه قد رَوَى 
أنه امْمتَع عليهم وأبَى”“ التحكيم فلم يُجيبوهء ففعلَ ذلك على رجاء 
الاستصلاح لهمء ولو أطاغوه لم يَفْعَله لعلمِهِ بصواب ما هو عليه ولو كان 
لِعَمْرِي قد قَصَّدَ بالتحكيم تؤهينَ الدّين ونُّضْرَةً كيد المبطلين لكان قد أنى © 
خراماً. فامًا قضدّه من الأمْر الإصلاح؛ واجتماع الكلمةء وإزالة الفتنةٍ ما 
ذكرناه؛ فلا عَيْبَء ولا عَتَبَ عليه وسواءً فعَلَ طائعاً أو مكرهاً. إذا غَلَّبَ عنده 
أن الصَلاحَ فيه دون غيره» وقد رَوَى ذلك عنهء وتّكرّر من قوله على ما بُبِين 
فيما بعد إِنْ شاء الله . 


[فصل] 
7 وأمّا قولهم : فكيفٌ جاز له أنْ يُحَكُم في الدّين فاسقاً إِنْ جار له 
التحكيم ويلزم نفسه [18 أ] بالرضى بما آلت إليه. . .”7 » وقد عَلِمَ أنَّ الشقة 


55 والتحكيم؟ . 


(1) ق: أعور. (5) ق: ايا. 
(3) ق: حراماً. 57 


56 2 (7) خرم: سقطت كلمة. 
(4) وجدت ألف مشطوبة بين «يا؛ 


104 


والظاهِرَ من أمرٍ الفاسِت لا يَحْكُم'" إلا بالباطِل» ولا يتَميّرْ في دين الله عر 
وجل على ما هو دون هذا الأمْرٍ العَظيم» والْخَطَرٍ الججسيمء فإنّه أيضاً من 
الأبَاطِيل التي لا يُجِدِي التَعَلّق بهاء وذاك أن أبا موسى رَحِمَه الله لم يكن عند 
علي رضي الله عنه فاسِقاً ولا عندناء وليس يَحِبُ أنْ يَحْكُم به ويَحكُمَ على 
تَفْسِيقٍ كلّ من فَعَدَّ عن نُضْرَيَه بِالجَمّل وبصفَينَ ؛ لأنّا قد أبّنا أنَّ للقعود وجهٌ 
من التأويل» وأنّهِ أظهَرُ من وه من حَرِبَ عليّاً رضي الله عنهء لأنّه يمكن 
أنْ يكون للذين عدوا . رؤوا© أن ما طالب به القوم من الإقادةٍ بعثمان 
رضي الله عنهء وقتل المفترِينَ في الأرض صلاحٌ في الدين؛ أو أنّهم إن لم 
يُجابوا إلى ذلك»؛ لم يجب حَزبهم وسَمْكِ دِمائِهمء وهم من ساداتٍ 
المُسلمين» والمسألة”” فيها من الإشكال والإحتمال ما ذكرناه؛ ولو وَجُبَ 
تفسيقُ أبي موسى بقعوده لوجب أن يُفِسْقَ نحو عشرينَ ألفا"©' من الصحابة» 
فيهم من هو أفضل من أبي موسى ممْن فَذَمْنا ذكره. ونحن فقد أبّنا أنه لا 
يجب تفسيقٌ المحارب» إذا تعلق بالتأويل الذي ذكرناه؛ كيف بالقاعِدٍ الذي 
ليس بمحارب» هذا باطلٌ لا معتى له وإِنَّما يُفْسَّنُ القاعِدٌ عن علي رضي الله 
عنه» إذا قَصَدَ خُذْلانف والطعنَ على إمامته . والعناد في الدذين» وَالمُخْالَفَة له 
مع العلّم بصَواب ما دعا الله عزَّ وجلّ اليه وارتفاع الشْبْهَِ عنه في ذلك. 


[فصل] 

8 - فأمًا القاعدٌُ على وَجْهِ ما ذَكَرْنَا من التأويل» فليس بفاسِق وعلى أنه 
يمكنٌ أنْ يكونّ أكئَرُ من فَعَدَ عن على رضي الله عنه مِثْل سعدء وسلامَة بن 
وقش”**» وعبد الله بن عمر وأمثالهم : إنما قعدوا عنه لاعتقادهم أنَّ لز فد 

7و 
سَقَط عنهم لقيام غَيْرِهم بهو يمن حضّرٌ مع علي رضي الله عنه الصف 
عن الإمامء والحرب مع الأيِمَةٍ فيما يعودٌ بصلاح الأمق رض على الكفان 


(1) ق: ان كلمة ١لا‏ يحكم شبه مشطربةظ. (5) ق: المسلة. 


(2) من الأفضل إلغاء «ال» الزائدة على كلمة (6) ق: ألف. 
وَجْه الثانية في الجملة. 58 - 

(3) من الأفضل زيادة «واو» ناقصة. (67 ق: الصففا. 

(4) ق: راوا. 


105 


دون الأعيانٍ» فإذا قام به بعض الأمة سَقَط عن الباقين» وليس حال محارب 
علي من أهل المِلَّةِ بأسوأ”' من حال العدو [18 ب] أو قَصَدَ لحَرْبِ الإمام» 
وأَغْلٍ دار الإسلام في أنه وإن وَجَبت© خَربه ودَفْعهُ فإنّه يجبُ على الكفايَّة 
دون الأغيان» وإِذًَا دَفْعَه البَعْض من المسلمين” سَقَط فَرْضٌ القِئَالٍِ عن باقي 
الأمّةِ. كذلك اعْنَّقَدَ القؤْم الذينَ فَعَدوا عن علي رضي الله عنه في حروبه أنّه 
أْرٌ قد سَقَطْ عنهمء وإِنْ كان أبو موسى رَضِيّ الله عنه خاصةً» ومحمد بن 
مسلمة» ومن سنذكرُه قد أظهروا الخوفٌ من الإثم بالحَرْبٍ معه؛ غيرَ أنَّ عَلياً 
رضي الله عنه كان يَعْذّرَهم كيف تَصَرَّفْتْ أحوالهم» فما اعْتَقَدَ علي في أبي 
موسى قط : نه فاسِقٌ ثم حَكَمَه بل كان يُعْذْرُهُ وغيرّه ممّن فَعَدَ عنه واعتّل بأنّه 
يخافٌ من قَنْلٍ المسلمينَ وحَرْبهم» وإنّهِ لا يقوى" ذلك في نفسه. فسَقَط 
بذلك ما ظنُوه وخَرّجَ علي رضي الله عنه من أنْ يكونّ عليه عَنَبٌ في تحكيم 
أبي موسى» مع اعفاد لعَدالَتِه ون كانَ أميل إلى تحكيم عبد الله بن العباس . 


9 ولكن لما ألبوا عليه تَحْكِيمَهُ وقالوا: «إذا كان منكم الجَكمان 
'ومنكم الأميرانٍ فنحنٌ نَضْئَعُ ماذا؟». عا إلى تحكيم أبي موسى فلا تَعَلُقَ 
عليه في ذلك. وأا قَوْلْهم فكيفٌ جَارَ لهُ أن يَحْتَلِعَ لمّا حَلْعَهُ أبو موسى 
وعمروء وأنْ يَرْضَى بحكمهماء ٠‏ وقد عَلِمَ أنهما حَكُما بغيرٍ صَوَابٍ؛ أن 
الحق له وفي يله والنزول على الحُكم بِالْبَاطلٍ فسوق وحرام في الدين. 

فإنّه يُقال لهم: مَعَادَ اللهِ أن يكونَ أبو موسى رَحِمَهُ الله خَلَمَ علياً رضي الله 
عنهء لأنّه خَلْعَهُ بِشَرْطٍ خَلْع معاوية. وكذلك وَقَمَ الإتفاقٌ؛ فلما نَكَتَ 
عمروء وَحَقّرَ الضمانّ كَذّبّهِ أبو موسىء وأبى" أنْ يَخْلَّمْ عَلِياًء وَرَدّ الأمرَ 
كما كان أوَّلاَء ومعاذً الله أن يكونَ على اختلع لما خُلِعَ على خلافٍ الإثفاق» 
أو رَضِيَ بذلك بل أنكرّهء وامتنع منه وقال: «إِنّما حَكَمْتٌ كتاب الله» وليس 
في كتاب اللَهِ ما يُوجبٍ ْلْعِي وتوليةَ معاوية»؛ ولم يَرض بما صَنَعَهِ عَمرو 


(1) ق: باسوا. 59 


(2) ان كلمة وحب شبه ممحوة. (5) بين «ماذا» وقعاد» لا يوجد شيئاً . 
)3( إن كلمة المسلمين شبه ممحوة. )266 ئ: أنا. 
(4) ق: يقوا. 


106 


وهذا مشهورٌ من أمروء ال كان بعد ذلك يكب( ويُصلي ويُنفذَ الأخكام 
والعقودٌ» ويقاتل أسلافهه”2) من أهل النهروان» ولا أَلُو0 جُهد 4 جهدا في الإنتقام 
ينهم وزذهم إلى الحو أجل 0 حَكَنْتَ؟) واذعائهم الرضى 40 
قد حَلَعَ نفسه وأسلمَ الأمر إلى + غيره. . لم يكن لقَوْدِه العساكر و وَجَْة وقتاله 
هؤلاءٍ القرم. باعترافه فى ذلك بعد مُنْصَرّفْه من صَمْينَ وكل هذا يَدلُ من 
أمره على أنه لم يَخْتَلِمَ ولم يَرْض بالحكومة التي قَضى بها عمرو وحده ولا 
أجاب إليها. 
[فصل] 

0 فإن قالوا: كيف يَحْلّعُ نفسه وهو قد أَجََابَ معاوية إلى أنْ يَمْحُوا ما 
أملاه من قَوْلِهِ: على أميرُ المؤمنين» وكتّبَ علي بن أبي طالب قيل لهم : إِنّما 
فَعَلَ لأنّ معاوية أبى”” أنْ يقولّهُ بإِمْرَةٍ المؤمنين. فَخَشِيَ عند الْتِشاب الحرب 
ثانية . فأجابه لهذه الضرورة؛ وقد فعل ذلك رسول الله يل في الحَُدَيْبِيةِ مع 
سهيل بِنْ عمروء وقال لعلي: امْحِه. فَمَحَى رسول الله وكَتَبَ مُحَمَّدُ بن عبْدٍ 
اللهء وقد سَبَّقّ علىٌ رَضي الله عنه إلى هذه الحُبَةَء وَذَكَرَها لأشلافهم: 

سبورن 8 صي عًُ 5 و فهم 

حَرْقوص ابن نذير والرّاسي وأمثالهم . فيطل ما توهّمُوهء وهذا الذي ذَكَرْنَاه من 

إقامَتِهِ على الأمْرٍء وامتناعِهِ من قبُولٍ كم عمروء ونزوله إليه ظاهرٌ عنه رضي 
[فصل] 

1 - وقد رَوَى يحْيّى ابْن سُليمانَ عن عَبِدٍ الله بن عُثمان بن يم عن 
عبيد الله بن عياض بن عمرو القّازيني قال: جاء عبد" الله بن شدَّاد*, 
فدَخَلَ على عائشةً ِشْةَ رضي الله عنهاء ونحنُ عندها جُلوسٌ مَرْجعَة© من العراق 


(1) ق: تحكم . 60 

(2) ق: اسلافكم. (5) ق:ايا. 
(3) ق: ياك. -61- 

(4) ق: الرضا. (6) ق: مرجعه. 


107 


6 


لما أنَى”'' قبل على رضى الله عنهء فقالت له: «يا عبد الله بن شداد هل أنتّ 
صادقي كما أسألّك© عنه تحدئني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم على رضي الله 
عنه» قال: «ومالِيَ لا أصدقك» قالت: «تحدّئني عن قصتهم» قال: «فإن علياً 
لما كان”” معاوية. وحكم الحكمين خرج عليه يمسّه ألفٌ من قرّاء القرآن» 
فنزلوا بأرض يقال لها حروراء من جانب الكوفةء وانهم عتبوا عليه فقالوا: 
«انسلحْتَ مِن قميص ألبسك الله وإشم سمّاك به الله عز وجل ثم انطلقُتَ 
فحَكَمْتٌ في دين الله فلا حُكمَ إلا لله» فلما ان بلغ علياً رضي الله عنه» ما عتبوا 
عليه وفارقوه عليه» فَأمَرَ فأَذّنَ مَُذّنّ أن لا يَدْخْلَ على أمير المؤمنين إلا رجل 
قد حمل القرآن» فلما امتلأت”/ الدار من قراء للقرآن دعا على رضي الله عنه 
بمصحف إمام عظيمء فوضعه بين يديه [19 ب] وجعل يحركه”” بيده ويقولٌ: 
«أيُها المضْحَفٌ حَدِّثِ الناسّ”» فقام إليه الناسٌ» فقالوا: يا أميرٌ المؤمنينَ ما 
نَأل عنده إِنّما هو مِدادٌ في وَرَقِء ونحنُ نتكلّمْ بما رَأْنا” منهء فماذا تُريد؟ 
قال: «أضحابكم هؤلاءٍ الذينَ خرّجوا بيني وبَئْنهم كتابُ الله عزّ وجل . يقول 
الله في كتابهِ في امْرَأةٍ ورَجل : «إفإن خفتم شقاق بَينهما فانعنُوا حكماً من أفله 
وحَكماً من أهلها إنْ يُريدا إصلاحاً يُوفْنُ الله بينهما»” . فَأَمَهُ محند يليه أغظ 
دماءً وَحُرْمَة من امرأةٍ ورَجَلٍ ويُقيموا عَلَىّء فإِنْ كائَبْتُ» مُعاوية كَتَنْتُ علي بن 
أبي طالب». وقد جاتنا سُهيل بن عَمرو 0 ونحنُ مَعّ رسول الله كل : سم ان 
الرحمن الرحيم فقال سُّهِيل: لا أكثْبٌ بشم الله الرحمن الرحيم فقال: « 
تكْنَّبْ» فقال: اكيب باسمك «اللهم»”” ققال: الو أَعْلَّمُ أنّك رسول 9 
أُحَالِفَكَ» فَكتَبَ: اهذا ما صَالحَ مُحَمّدُ بن عبْدٍ الله قريشاً يقول الله في كتابه: 


«لقد كان لَكُم في رسولٍ الله أُسْوَءٌ حَسَئَةٌ لِمَن كان يَرْجِوا الله واليوم 


ال 0 
(1) ق: لماتى. (6) إن كلمة الناس شبه ممحوة. 
(2). ق: أَسَلَك. (7) ق: روينا. 
(3) ق: كانت. (8) سورة النساء: 35. 
(4) ق: املت. (9) سورة آل عمران 26 والمائدة: 114 
(5) قى: يحركه من الأفضل استبدال «العين» والأنفال: 32 ويونس: 10. 
«بالحاء؟ . (10) سورة الأحزاب: 21. 


108 


[فصل] 

2 قَبَعَتَ إِلَنِهم علي : عبد الله بن العباس فَحَرَجْتُ معه حتى تَوَسَطَنا 
عَسْكرهُم. قام ابنُ الكرًا فخطب الناسٌّ فقال: «يا حمَّلَة القرآنِ إِنَّ هذا عَبْدُ ال 
بن العبّاس فُمَنْ لم يكن يَغْرفْه فأنا أغرفه من كتاب اله ما يَْرفهُ به هذا مِمْنْ 
تَرَكُ فيه وفي قزمه لقُوْمْ خَصِمُونَ»” رديه إلى اله ما يعرفه به هذا مدن 
نَزِلَ فيه قَرُدُوهُ إلى صاحبهء ولا توّاضعوه كتاب الله 2 . فَقَامَ م خَطَبَاؤُهم فقالوا: 
واللهِ لَتُواضْعَئّهِ كتابٌ الله فإنْ جا ان قغرفة ليع إن جاء ببايلل . 
فوَاضعُوا عَبْدَ الله الكتاب ثلانة” أيّامء فرجمٌ منهم أَرْبَعَةُ آلاف © كُلْهُم تائبٌ 

بهم ابن لكا حتى دحلم على علي رضي الله عن قبت علي إلى بيهم 
فقال: اقد كانَ من أفرنا وأمر الناس ما قد رأيتُمْ فَقِمُوا حيث شِئُْمْ حتى 

ع أمةُ محمد با وَبَيَكُم: أن لا تَسْفْكُوا دمأ حراماً وتَقطَمُوا سبيلاً [20 أ] 


أو ا ظمرن»” 0" أم ان أقدمتم فقد وجدت بينكم على أسوأ (إِنَّ الله 
ا يُحَبُ الآثمين . فمَالتٌ عائشة: : ديا بن شداد فد َتَلتَهم) فمَال: «والله ما 


بُعثَ حن قطعوا الشبيل: وسَفّكوا الدّمٌ واسْتَحَلُوا أَهُلَ الذّمَةِ فقالت: 
«والشه قال الله الذي لا إله إلا هُويه”* لقد كان ذلك». وذكر في الحديث 


كلاماً بعد هذا طويلاً يتعلُنُ بقصّةٍ ذِي اليَدَيْنَ'*©» أضْرَيْنا عن ذِكْرِهٍ لتُورِدَهُ فيما 
بعد عند الحاجة إليه. 


[فصل] 
63 - وفي هذه القصة المَرْويَةٍ أمورٌ منها لم يختلغ عن إمرةٍ المؤمنينَ لأنّه 


أَمَرَ أن يؤدْنَ بإمرَةٍ المؤمنين. وإنّهِ يَفْبَلُ ذلك أيضاً عند قوَلِهم له: اليا أميرٌ 000 
المؤمنين : إِنّما هو مَدادٌ فى قَرَاطِيس». ومنه أنه حاررت» وكان بعد التحكيم في 


-62 (6) ق: ممموا. 

(1) سورة الزخرف: 58. (7) سورة البقرة: 279. 
(2) كلمة «الله» مضافة فوق ١كتاب».‏ (8) خرم: سقطت. 
(3) ق: جا. (9) سورة البقرة: 255. 
(4) ق: ثلثة. 63 

(5) ق: ألف. (10) قى: بامير. 


109 


قَوْدٍ العساكرء وإقامَةٍ الحقوق والأحكام كما كان قَبْلَهُ وفيه إعلامّه لهم أنه إِنْما 
حَكُمَ طمعاً في الإصلاح وعلى حَدٌ ما أمر الله عزّ وجل به في إِنْفاذِ الحَكَمَيْنٍ 

من أهْلٍ الرَجل والمرأةء وتَعْظِيم حُرْمَةٍ الدّم وكوْنٍ التحكيم» فيما عادّ 
بحقّنه! ' أؤجَب وفيه أنه لم يَكْمْثِ بحَذْف تَسْمِيَةٍ َفْسِهِ بأمْرَةٍ المؤمنينَ إلا 
الإنتناع من الطاعة عليه بذلك ويدل عليه احتَجَاجُهُ رَضيّ الله عنه بقوله تعالى : 
(لقد كان لَكُمْ في رسول الله أسوَةٌ س7 لأنّ رسول اله يلي إنما فعلّ ذلك 
اضطراراً لا اختياراً وتأييد”"© لأجل امتناع سشهيل بن عمرو من الإجابةٍ إليه لو 
فعل علي رضي الله عنه ما فعَلّه ابتداة واختياراًء لم يكن بالنبي مَل تسيا 
ولقال القومٌ م أو بعضهم لست مُقتدياً بالنبي كَل لأنه فعل ذلك كارهاً. وألْتّ 
تفعلّه مُؤثراً مبتدئأء َدّلَ إمساكهم عن هذا ورجوعهم عند المناظَرَةء على أنه 
كان مُفْدِياً بابي يكل وفي كم المَكرَهٍ ه على محْو إسيهء والمُكاتبة بهء ولم 


يكُنْ من رأيه الرضى بالإبتداء به والنزولٍ عليه وعلى أن يُحكمَ غيرَ عبد الله 
بن عبا . 
مور 


[فصل] 

4 فإن قالوا : فلِمَ حَكُمَ وهو عَزْمٌ على أنْ لا يقبلَ التحكيم . قلنا: 
إنّما حَكُمَ للوَجْهِ الذي ذَكرناه من نفُورِهِمْ وايبائهم عليه؛ وطمعه في أنْ يؤول 
ذلك إلى صَلاحِهم» وجَنْع كَلِمِتهمء وَتَعَلْمه؛ لأنّه ليس في كتاب الله عر 
وجل ما يُوجبٍ خَلعَهُ ويُبيح نَوْلِيةَ معاوية . فلما تحقّقَ [20 ب] ظنه وعلم أن 
عمرواً قد حَكُم بغير كتاب الله عن بُعَد” ثم عزاه بذلك وهمٌ» ولم يُحكم 
على أنْ يرضى أيه" يُحَكم به صاجِبّ معاوية؛ وإنّما حَكُمْ على أن يُحكم 
الحاكمٌ بكتاب الله تعالى. فلما لم يُحكم بالكتاب وَتَرَكَ الإثفاق ولم يقم بذلك 
حُبََةٌ؛ ولا برهاناً. وخالّفٌ عَمرو ومعاوية وأهل الشام أبا موسى” رحمه الله 


(1) ق: بحفه. (4) خرم: سقطت كلمة. 


(2) سورة الأحزاب: 21. (5) ق: ايما. 
(3) ق: ناسدا. (66) ق:ايا. 


64 ل 


110 


في خَلْع مُعاوية» وكذّبهُ فيما حكاه عنه من الرضى بمعاوية لم يقبلْ التحكيم» 
لأنه لم يَمَعْ على ما عَقَدَ على نفسه الرضى بهء فبَانَ بذلك أيضاً: أنَّ ما فعله 
من الإمتناع من قبولٍ هذا الحكم صحيح وصوابٌ في الدين. . وفي الجملة فإنًا 

سنا نَرْعَمُ أنه رَضِيَ الله عنه حَكُم على عَزْمٍ منه بأنْ لا يقبل التحكيمّ إذا اما 
وَاجْمَهَدَا في انْبَّاع الحقّ والكتاب والسئَةٍ به» والئصح للأمّةٍ مع العِلّم بأنَّ ما 
يفعلائه صلاحٌ أو مِمًا يَغلبٍ به الظن إِنّه صلاحٌ بعد أن لا يخرج الأمرُ عن 
أهله؛ ويجْعَل في غير مَوؤْضعه. 

5 ونحن نذكر الصحيعٌ المشهورٌ عند أهل النقّل والآثارٍ فيما دعا 
القومُ إلى طلّب التحكيم» وكيف التَدَأهُ7" وما جرى عليه حال قبولٍ من قَبِلّه 
ونفور من َمَرَ عنه» وكلامُهم في ذلك» ثم نَصِفُ ضرورةً الحكومة والإتفاقي 
عليها وما كان من نمض عَمرو بن العاص لهاء وخْثْلهِ أبا موسى فيهاء ثم 


9 


تُعَقَّبُ ذلك بذكر المُحكمة» والسبائية» وكلام الخوارج؛ والعَمّل مما يا 
إلى ذِكْرِهِ من خطاب أمير المؤمنين رَضي الله عنه لهم وقصته معهم ثم تَذْكُر ما 
رُويّ عن النبيّ يَلِهِ في صِفَة الخارجين» وذكر مروقهم عن الدَينَ» والبشارّة 
لِمَنْ جَامَدَهُم وقَتَلهم» وما وَرَدَ في لَعْنْهم وَرَضْفٍ هَدأتِههم” وعَلامَاتهم 
لِيَسْتَنْصِرَ الناظرٌ في هذه الأبواب ويكون على جليةٍ من أمرهء ومجانبة لأهل 


التقليدٍ في دينهِ وعَقْدِهٍ وإلى الله جل ذِكْرْهُ الرَعْبَةُ في التوفيق للحَقٌ في كلّ ما 
نقوله وتّخكيه . 


[فصل] 
66 - فإن قال قائل : فإذا كان علي رضي الله عنه بالمنزلة التي وَصَفْتمُوها 
أن الهلاية وام ل سنن الصّوَّاب» فما تقولونٌ فِيمَنْ نَقَمَهُ عليه. ويرى منه 
من الحوارج وأَهْلٍ الَهْرّوان 21 أ] قيل لهم فيما يُقال: أنّهم بفعلهم 
ذلك ساي إكفار علي رضي الله عنهء وما البراءَةٌ منه ضلال» فجَارٌ بحقٌّ 
َتْلْهُمْ واغْتِرَاضِهُمْ بالسيف» فإنّ ما أتاه على صواب مُستحق عليه الثواب. 


65 - 22 ق: هدتهم. 
د84 ق: إميداه دون نقط . 


111 


من عَلِيَةَ('' المؤمنينٌ» وأفاضِلٍ أمة المسلمينَ وقد وصفنا من محلّه من 

ا كنسنق رسا لاق ما دل على نَقَاءِ سَرِيرَتَه وسلامّة باطنه, 

على إيمانه» ونه من أَهْلٍ الجن . ودَكرْنَا من قصة بيعَتهِ ووقوع العَقْدٍ له 
دا على له ام عدن وحاكم هُدىَّ وحقٌء نتن تن على ات دان 
في إيمائه وَاسْتَحَلٌ إكفاره وإباحة دمهء2 واغتراض دار الوسلام بالسئفي» 
دَرَاري نضّار علي وغيرهم من المسلمين واغَتتام أموالِهم» وتحريم تضهن 
رأكل ذبانجيغ٠‏ , والصلاة ة على مَيْتِهمْ . ورَأَىَ في أهل الذار ما رآه القوْم في عَبْدَ 
بى (#)(2) ٠‏ وأم ولد فقد قال باطلاً واعتقدٌ فجوراً 
وضلالاء ورَكبَ ما 0 يَبْعْدُ أن يكون كُفراً بالل عرّ وجل . 

6- وَرَوَى جَعفر ابن محمّد عن أبيه محمّد بن علي رضي الله عنهء 
وابنُ أخ”” الزَهْرِي عن عمّهء ومحمّد بن اشحاقٍ عن ريد بن روّمانء وابْنَ 
أيضاً من الثْقَاتِ: «ان علياً رضي الله عنه لما قَرِعّ من قتالٍ أهلٍ البصرة سارٌ إلى 
صَفْينَ باغياً للصّلحء واجتماع الكلمةٍ» والدعوة إلى الإجتماع والدخولٍ في 
الطاعة. والتقدم إلى أصحابه بترك التسرّع إلى قتالٍ دون مره ودون ِقَامَةَ 
العُذر بِدَعْوّتِهم وإذكارهم وتخويفهم. وإِنْ كان في بعض الرواياتٍ يسيرٌ زيادة 
أو نقصاناً. ودّكروا مَسيرّه إلى أن بَلَعّ الشامّء ومُكَاتَبتَهُ معاوية وثَّرْكِ إجابّته إلى 
إقراره على الشام» وكانت بُعْنُهُ؛ وما كان من مُراسَلْيِهِمَا أيضاً واسْتَنْهَاض كل 
واحدٍ منهما إلى حَرْبٍ صاحِبه بعد أنْ وقع اليأسٌُ من الصّلح وبعد أن رَجِعَتْ 
رُسُل علي من الشام. وكان أَنْبَهَهُم جرير بن عبد الله البَجِلي وبعد أن رَحِمّ أبو 
مسلم الخولاني» وأبو هريرة رحمة الله عليهم إلى معاوية من عند علي رضي 
الله عنه وبعد قيام [21 ب] من قام من الحِرْبين إلى علي وإلى معاوية من 
المحرّضين على الحَرْب والإخبّار عن أُنْفْسهم باليقين والاستنصار في القتال 
وكتب كل واحدٍ منهما إلى العمّال والأجنادٍ بالمسير. 


67 66 


(1) ق: عليه. (3) ق: اخى. 


112 


[الباب الرابع] 
باب الكلام في سير الإمام علي رضي الله عنه إلى صفين] 


[فصل] 

8 - فسارٌ عليٌ رضي الله عنه وأَبْدَأ معاوية صِفْحَتَهُ إلى أن الْتَفَحَتْ الحَربُ 
وَعظمث البَلبَّةُ تامأ كر أنَّ علياً كان يُقَاتِلُ بسيفٍ في تلك الأيام حتى إذا 
انحنى”" وَضْعَهُ على رَُكْبَتَئِهِ ثم قام وهو يقول: «اللهُمّ أضلخ ذاتَ بَيْننا والجمع 
كَلِمَئَنا اللهُمٌ تقلت الأقدامُ» ونصّبَثْ القلوبُء وَرُفِعَتْ الأيدي ومُدَّتْ الأعناق» 
وشَخْصَث الأبصارٌ وطلِب النجاح؛ نشكوا إلِيكَ فقد بُلِينَا وقيل - عُيينا - 

وشْنََْتْ دعوثنا ما أفسدت منهم الذنوب يا رحمان يا أَحَدَ يا إله محمّد. 

9 - وَإِنَّ عُثْبَة بن أبي سفيان”*' أخو معاوية بر في كتيبة من أهل الشام 
حتى وَقَفَ بين الصَمَّينء ثم نادى من يُبارزء بَرَرَ إليه محمّد بن الحنفية”* 
رضي الله عنه فقال له عُتبة : «إتصرف فإنّه أَوَجَفَ حُلْمُكَ إليّ. فما يَجَِفٌ 
حلمي” إليك. م ني لا أحب قَيْلَ مِغْلِك من قَوْمي فانْصَرف» . وكان محمّد 
رضي الله عنه”*) في كتيبة ورَجِعَتُ الكتيبتان إلى مُراكزهماء وكان ذلك في 
اليوم الرابع من الحزب؛ فلما أمُسوا على ما أمسوا عليه من ذراعة القَثْلء؛ 
وَكثْرَةٍ الجراح تنادى”” منادٍ بينهم'*) من الناحيتين الإنصراف إلى العساكرء وقد 


68 احلم؟ . 


(10) ق: ابحما. (4) سقطت (عنهة سهواً من الناسخ . 
(2) ق: بلسا. (5) ق: تادا. 
69 (60) ى: مناديهم . 


(3) ق: من الأفضل زيادة «ياء» المخاطب إلى 


113 


كانوا يتنادونَ في كل عَشِيّةِ من تلك الأيام فينصرفون إلى عساكرهمء فيبيتون 
ويداوونٌ الجر حى 10 ويصلحونّ السلاحء ويَعْدون من العَدْ فى أمر حريه . 


[فصل] 

0 فلما نادى المُنادِيان في الليلةٍ الرابعة على الرَسْمء وسَّمِعَ أل 
الرّايات والألويّة وأضحابٌ المُختبآتٍ والمُقَدّمات؛ واضحابُ الطلائع والخيولٍ 
صَيدَحَ المنادي بالإنصراف إلى العَساكر يُنادوا من كل ناحية: «لا ب رح التناحرٌ 
الليلة والفناءً. من هذه البفْعَةِ يكونُ المَحْشَرٌ؛؛ فأشْرَفَ الناسٌُ بَعْضُهم إلى 
بعضء واكْتَئَعَ البلا وآيّسٌ الناسٌ من الحياةٍ واسْتَسْلموا للموتء ومَلّوا ما 
عضّهم من السّلاح؛ وما بهم من ألم الجرّاح. ونَرّكَ أميرُ المؤمنينَ علي رضي 
الله عنه» وترجَلَ الناس معهء ونَرَّلَ أهلٌ الشام وتزاحف [22 أ] بعضهم على 
بعض كتزاحُفٍ السيولٍ» وخَرَّجَ هاشِم بن عُتبة بن أبي وقاص وابن. ...07 
رضي الله عنهما. حامِلٌ اللواء يَرقُلُ به أمامَّ الناس» فتصّبه لهم ليقتدوا به 
ورّحَفَ رَحْفَاً وهو يرْجِرُ ويقول: 
إِنْ فل أو نال الظَليمٌ الخاضبٌ أبْقَى عن القَوْم وعَسجَاجُ الحاصِب !© 

عقُدَّاضْطًَكةَتَالَالسُمْروالقَوَاضِبٍ 


قال: فلّحقّه عمّار بن ياسر من َلْفِه وهو يمُورٌ بالناس مَوْرآَء فقال: 
«إيْهِ اليومَ حتى تَلْقاهم» فقال له هاشم: «دغمني وما أريدٌ فإناك خفيفٌ في 
الحرب . وإنما صاحب الحرب” المُكْبِتٌ الذي يَرْحَفٌ بلوائهم رخفا . ولا 
يُعجُل فيَفْطْمْهُمْ) . فقال له: «لآ ولكنك جُبِنْتَ) . فقال هاشم: «تُعيرْنِي بِالجُبْنٍ 
والله لأوردَنَكَ الليلة حياض الموت» فألزم ومَضّى وهو يقول: 


أعورٌ بغي أفله مجحلا قدعَالجٌ الموتَ والحياةً حتى ملا 


)21 ف: الجرحا. 4( يكرر ثلاثة كلمات «إنما صاحب 


- 70 الحرب؟ . 
(2) خرم: سقطت كلمة. (5) بحر: البسيط . 


114 


لا بدأن يفل ريفلا أسَلّهم بذي الكفوف سلل0) 
وحَمَلَ بين يديه رَجْلُ من أضحابه فَضَارَبَ الناس وهو يقول: 
قدمَتَلَاله رجال حفص عدوا بقولٍ كَذِبٍ وحِرْص 
قد ئكصٌ القَوْمُ وأيُّ نكص حِرْصٌ على المال وأيُّ جص 
عن طاعةاله وترك الللهطدمد ص 

قالوا: وحَمّل صاجبُ مقدمّة مُعاوية وهو ابنُ الأعورء ورَجُلُ بين يَذَيْهِ 
من كِنْدةٍ خمص يُضاربٌ الناسٌّ وهو يقول: 
قدقَّمَلَللَهُ رجَالَ العاليه في يَوْمِنا هذا وعَدُوائانية© 
حين تكونوا كالؤرّمَال التالية من عهِدٍ عاد وثمود العّادية 
بالحجر وي نْلِكهوْهمَهمعاوية 


[فصل] 

11 - ثم الى الناسٌ بد بين المَغْربٍ والعشَاء ٠‏ فلم يُصَلُواٍ المَفرب | إلا 
والتقانها حتى مرت بهم العقاء©», وهم كذلك. لم يُصلوا إل إبماء 
وتكبيراًء 7 ثم دحل الناس من نشحت الرِماح؛ فُمَشَى بعضهم إلى بعض ء 
وعَمّد الحديد: ٠‏ فتضاربوا بها على اَم حتى مم الليل فما يسبع م إلا وقع 
الرجال. وز السيوف» والركب والإقدام؛ وصار الرجال يعدرا بعضهم 
ثم عادوا إلى الضرب والتكادم . ودر أن علا رضي لله عنه كان على ما 
الناس عليه . ياس شِرٌ الحرب بيديهء» فإذا وقف الناس الواقفة حين يكثر عليهم 
الغبار بَدَرَ بين يدي الصفٌ: يعترضهم مُعَلّنّ سيفه بيده اليسرى» يجر 


222 


(1) وردت في الكامل لابن الأثير ج 3: 157 (3) بحر: الرجز. 
«يتلهم بذي الكعوب تلا2. 712 
(2) بحر: الوافر. (4) ق: العشا. 


115 


210- 


أع 20220 
ذؤابة ٠.‏ 


في الأرض وهو يقول رَضِيَ الله عنه 
دُبُوا دبيبَ النمل لاتفوتوا 2 واضحوالحربككم وبيمُو© 
حتى تنالواالفورَ أو تموتوا2 مهلا إلا قد طالَمَاعَصِيتٌ 
نَيْسّ لَكْمْماشِئتْموشِئتٌ ‏ بلمايُريدٌالمُخْي المُمِيتٌُ 


2 - قالوا: وربما سَمِعَ تحت العَجَاج يتلو”” رافعاً صوئّه «أفُحسبتم أنّما 
خَلَفْنَاكُمْ عَبَنا وأنكم إلينا لا تُرْجَمُونَ»”* قال جعفر بن محمد رضي الله عنهء 
فكان هذا من فعلاته في مشاهديّه قَبِل ذلك ثم بِصَفِينء وجَزِعَ أبو الهَيْئم بن 
التّيهان!* ”7 في تلك الليلة» وكان فاضلاً بَدْرِياً عَفيفاً قد شَهِدَ المشاهد مع 
رسول الله يل وسلّم وهو يطوفٌ في ناحية الصفوف» ومجتمع الخَيْلٍء 
ويحرّض الناس وهو يقول: «يا مَعشَّرَ أَهْلٍ العراقٍ ليس بيئكم وبين المُنْحِ في 
العاجل» والجنَةٍ في الآجل إلا ساعةً» فَأَرِسِلُوا قُدَامَكُم وسَووا صفوفكمء 
واستعينوا بالله؛ واصبروا إفإن الأرض للْهِ يُورِنُها من يَشَاء من عِبَادِهه!05 
والعاقبةٌ للمتّقين» . ثم قائّلَ تلك الليلةَ حتى قُتِلَ رَحِمَهُ الله . 


[فصل] 


3 قال: ولّمّا طالَ القراعٌ والضرابٌُ بين هاشم؛* وجُنْدِهء وبين الأعوّر 


(1) ق: دبابه. (6) بحر: الرمل . 


(2) كلمة«رضى الله عنه؛ مضافة بعد 72 
«المميت». (7) قى: يتلوا. 
(8) سورة المؤمنون: 115. 
(3) بحر: السريع. (9) ق: السهان. 
(4) ق: رابنى. (10) سورة الأعراف: 128. 
(5) يكرر اليومي؟. 


116 


السَّلَمِي صاجبُ مُعاوية رضي الله عنه قال لهم هاشم: يا قَوْم ما تلقون أَحَدَا إلا 
وجدتموه على مثل رَأيكم في الإستبسال للموت؛ وَالصَبْرٍ على المَمْلٍ ألا" وا الله 
ما هذا بمراغمة الراغمين» إِنّها حِمْيَّةٌ الجاهلية . أكَلْ كَيْدا وأهونٌ عزماً مما نتم 
فيه» ولكنّها بيات الإسلام : «اللهُمٌ افْنّح بيننا وبين أهل الشام بالذي هو خيرٌء 
واضلِح ذاتَ بيننا. يا قوم لا تَتكلواء ولا تَضعُفوا"». فَافْمَتَلُوا عامّة لَبْلَتهِمْ فلما 
مضى قطعّة من الليل قَتَلَ هاشم بن عَنْبّة رَحجِمّه الله؛ ومال اللواء 231 أ] قَوَنْبَ ابه 
هاشم بن هاشم بن عتبة فأحدَّهُ؛ فأقامّه» وَبَعَتٌ هاشِمٌ وهو الصَريعٌ يجودٌ بنفسه 

٠. 95 . 85‏ 5 + 220 0 2 «اس - 8 
إلى عليّ رضي الله عنه رسولا يقرؤٌه” السلام ويخبره بمَصَرَّعه ويقول له: 
يا أمير المؤمنين أن الظَمْرَ غداً لِمَنْ أخرَّرٌ القَئْل الليلة؛ فإن استَطغتٌ انْ تجعلٌ 
مصَائَكٌ بين قثْلاكٌ وبين معاوية فَافْعَلُ». فلمّا جَاءَهُ الرسولٌ بذلك؛ اسْتَرجَع 
وتَرَحَمْ عليه وقال: «لجَرّاك الله من وزير ومُعاوِنٍ على الخير خيرا». 


4 ولَعَمْرِي أنّ ذلك الرأي في القَنْلى ثم شَدَّ على رَضِيّ الله عنه 
بنفسهء حمس الناسُ حتى وقف بينهم وبين القثلى فبَعلَ القثلى خَلفَ ظهْره 
ولم يَرَكَ الفريقانِ على ذلك من التَضَاربٍ بالسيوف». والترّاضخ خ بالغصيّ. 
والتَكادُم بحضد بغضهم بعضاً كحصاد الرَّرْع حتى بَرَقَ الفجرٌ؛ وَهُمْ على 
ذلك؛ وخافوا طلوعَ الشمس ثم صاح صَائِحٌ من الفريقين: ”يا مَعْشَرٌ المسلمين 
يا أمهَ محمّد: تركثُم الإسلامَ بعد الدخولٍ فيه» وَأْضَعْتُم الصلاةً بعد وُجوبها: 
الصلاء؛ الصلاٌ الله اللّه. في البّقية» وكَثُرَ الصِياحُ والمورُعونَ والداعونَ إلى 
تيا“ حتى صاروا عالّماً من الناس يُنادون بِالتَّقِيّهِ» ويقولون: «من للروم إذا 
قُتِلَ أَهُلُ الشام» ومن لِمَارِس والمّرْكِ إذا قُْتِلَ أل العراق ومن لعمرانٍ 
الإسلام” والدفاع عن حُرْمَةٍ الله عر وجل. والبَقِيّة و'© الناس على ذلك 
يكافخون بالسيوفٍ وغيرها. 


-73- (3) ق: المه. 

(1) الألف الأولى شبه ممحوة. (4) وجدت «إلا» في آخر السطر و«سلام» في 
(2) ق: نقر نه. أول سطر جديد . 

74 (5) وجدت (7أ؛ أمام «الواوة مضافة. 


117 


[فصل] 

5 - وأقبَلَ عدِيُ بن حاتم'* يَطْلْبُ عليًاً بن أبي طالب في موضهه الذي 
نرَكَهُ فلم يجده؛ فوجده فى مصافٍ ربيعة فقال عَديٌ: «يا أميرَ المؤمنينَ إذا 
ُنث حي فالأر أهوَنْ وما مَشَيْتُ إِليِكَ إلا على قتيل وما تَرَكْتَ هذه الوَقعة 
لَهُمْ وإنا عبيدٌ”" فقاتل حتى يفتح لله عليك؛ فإِنّ في الناس قي فقال علي 
رضي الله عنه: «يا عَدِي أَقْتِلَ عمّار)؟ قال: «نعم» قال: احم الله مار 
اسْتَؤْجَبَ الحياةً والرّزْقَ» وقال عَدِيّ : ايا أميرَ المؤمنين إِنَّ قؤما آنِسْتَ بهم. 
وَنحيت عِندهم عند هذه الجؤلةٍ العظيمة؛ حمّهم عليناء وإنّهم لحَُشَّدٌ عند 
الموتٍ صَبْرٌ عند اللِقّاء؛ [23 ب] فقال علي رضي الله عنه: «أنثّم يا معْشَّرَ 
ربيعة موسي ورُمحي270 . 

6 ثم أقْبَلَ الأشئّد*» جريحاً يَطْلْبُ عَلياً فلما رآه كبّر ثم قال: «يا أميرَ 
المؤمنينَ خَيْلَ كَخَيْل ورجال كرِججال؛ ولنا المَضْلُ إلى ساعَينًا فَعْدْ إلى مكانك 
الذي كُنتَ في فإنَّ الناسّ يطلبونَكَ حيتثٌ تركولك أَوَّلَ مرة». ودُكرٌ أنَّ علياً 
رضي الله عنه أَحَسٌ من أضحابه بعضٌ الفَشَلِء فقامَ فقال: (إِنّي قد رأيتُ 
جولتكم والحيارّكُم عن صفوفكم؛ نخوركم الجناةٌ الطْغامُء وأعْرابٌ الشام» 
وأث تُمْ لهَمَائم' العَرّب والشام الأغظم» وغمار الليل بتلاوَّةٍ القرآنء وأهْلٌ دعوة 
الحقّء أوَغَل *) الخاطؤن» فلولا إقبالكم بعد إذباركُم» وكَرُكُمْ بعد الْحِيَازِكم 
لَوَجْبَ عليكم”” ما وَجْبَ على المُولَى بره يوم الرّحْفٍء وكشّم . من الهالكينَ ؛ 
ولق شفى بعض قبي واجاع : نسي ألي رَأيتُحُم أخيرً9 جر ُمُوهُمْ كما 
جاوزُوكُم' " وازَلْثُمُوهُمْ كما أزالُوكمْ تحشونّهُم بالسَيْوف يَركَتُ أُوَلآهُمْ 
أَخْرَاهُمْ كالابْلٍ المطروةةٍ الهيم. فالآتي2 عباد الله فاضبّروا نزلث عليكمُ 


75 4( ق: اداعل. 


(1) ق: إنا عبيداً. (5) يكرر «عليكم». 

(2) وردت في تاريخ الطبري ج 5: 41 «أنتمح (6) من الأفضل زيادة ألف ل «أخير». 
درعي ورمحي». () إن كلمة جاوزوكم شبه ممحوة. 

- 76 (8) ق: فلابى. 

(3) ق: لهمابم. 


115 


السكينة وتبْتَكُم ربكم التفيرُ ليَعلّم الفَارُ منكُم أنّه لا يَزيدُ في عُمْرِهِ ولا يزضي 
الله أنّ في الفرار سخّطاً عليه والذل اللازم لأَهْلِهء والعارَ الباقي بعدّهء وفسا 
العَيْش عليه فَلَّمَوْتٌ المَرْءِ خَيْرٌ من الحياة على الفرارٍ بهذه الخِصّالٍِ. والذي 
بَعَتَ محمداً بالحنٌ نبياً» لقد قائَلْتُ معاوية وأباهُ على تنزيل الكتابس» وأنا 
اليومَ أقاتله وأشياعه على تأويلٍ القرآنٍ: فإِن النْضْرةً في الأمرين جميعاً لواحدةٌ 
بالعلم ما نحن عليه من الهذي والحَمْدُ لهِ. وهذه الخطبة من رواية الشيعة 
خاصةٌ» وبعض أَهْلٍ السيرَة وهي مَرْويَة'” عن أكْثَرٍ من حَكَى القصة. 
[فصل] 

7- قالَ: وأقبلث صحابةٌ على رضي الله عنه؛ واشْتَدَّتْ عنه ذلك 
َنْفْسَهم وقويّث بصائِرُهُمء وكَثْرَ استظهارهم على أهل الشامء ثم أرسَلَ سعيد 
بن قيس الهمذاني”*' إلى علي رضي الله عنه: ”يا أميرٌ الموّمنينَ إنا مُستقلونَ 
بأمرناء وفينا بقيةٌ؛ فإِنْ أَرَدْتَ أنْ تمد أحداً مددناك» ثم أقْبَلَ شُرَيْح بن هاني'*) 


يطلبُ علياً فلما رآه قال: 

[24أ]. . .”" واللهإني رَأيئْكَ في الخيل 
وفيهاالإمامٌُ يَخْطرٌ بالرّمح 
| 1 . صروا الله والأسبَة فيه 
نَعَمْ كَسِبُْوا الوَعْى وحاميّةٌ الناس 
لم يكن بِالأصَمْ إذْ مَتَفَ الهاتِف 
ورأى© الناس في التي أمَرَ الله 
إن فضل الإمام من نَعَماللهِ 


وقد خِفْتُ أنْ أراكَ صريع0© 


يُنادي بنانداةرفيعا 
ليس هذامن الوّخحى بديعا 
وكاسي الرؤوس عٌصباً مَنيعا 
لكان يَدْعو* النزالَ لكنْ سَمِيعا 
بها عَاصياً لهومقطيعا 
وَإِنْ فُلْتَ قَلْتٌُ رجيعا 


واشتدٌ البلاء» وتَحَاصِدَ الناسٌُ» وقيل إِنَّ معاويةً دَعَا عند ذلك قَرَسْهُ 
لينجو عليهاء فلما وَضعَّ رجله تمثل بقوْلٍ عمرو بن الإطْنَابَة الأنصاري”* : 


لاق ى: مرية . 
77 
(2) خرم: سقطت كلمة. 


(3) بحر: الطويل 
(4) ق: يدعوا. 
(5) ق: وراء 


أنتَ لي عَقبَى وأبو”" بلائي2 وأخدُ الحَند بالفَمَنٍ الرَبيه© 

وإِنُقَاتقِي على المكررًه مالي وضَرْبي هامّة البَطل المسيح 

وقزلي كلما خمّأث لتسي مكائكتُحْمَدِي وتشتريحي 

أتأمّلَ عَنْ مآئِرَ صَالِحَاتِ وأخمي بعدي عَنْ عُرَضٍ صَجِيح 

بأَنِيَض مثل لؤن الملح صَافِي ‏ ونفس ماتُمِرٌ على القّبيح 
[فصل] 

8 - قال: فكانَ يقولٌ: واللهِ لقد هَمَمْتُ بالإنصراف مَرَّاتِ ما يَمتَعْني من 
.ذلك إلا تَذَكْري هذه الأبياتِ» ثم نظر معاويةٌ إلى عمرو بن العاص فقال: يا 
ابْن العاص اليومٌ صَبرٌ وغداً فخرٌء قال: صَدَهْتَ يا أميرٌ المؤمنين: إِنا وما نحن 
فيه كما قال: ابن أبي الأفلح الأنصاري: 


ما عَآ علني وأنا د خلكذدك ماقفِآك (©) 040 
والقَوْسٌ في هاوَتَرٌ تافل 
قَوَلَ 0 5 8 |1 7 7 1 0 


[فصل] 

9 وصَبَرَ الناس جميعاً ليلتهم بعد يومِهِمْء م بَلْدَ الناُ فقامَ الأشعتُ 
بن قيس”” خطيباً فقال: «الحَمدُ لله أحمُده وأستعينّه وآمُنُ به وأْتَوَكَلُ عليف 
وأستَعْفِرُه وأستنصره. وأَشْهّدُ أنْ لا إل إلا الله وَحْدَّه لا شَرِيكَ له وإِنَّ مُحَمَّداً 
عَبْدُه ورسولهء ثم قال: وأنثُمْ يا مَعْشَرَ. . .© ما كان في يومِكُمْ هذا الماضي 
بعد ليلتكم» ما قد قُنِيِتْ فيه العَرَبِء فوالله لقد بِلَْثُ في يومكم من السّن ما 


(1) ق: ابا. 729 


(2) بحر: الرمل. (5) ق: قيش. 

78 )266 إن كلمة «معشر) ناقصة المعنى فى 
(3) ق: مابل. الجملة . 

)4( بحر : الرجر. 


100 


م 


شاء لله أن أبْلُعَ ما رَأَنتُْ مثلّ اليوم قطء ولا سَمِعْتُ به فليُبَلُغ”2 الشاهدٌ 
الغائبَ إن تلاقيا غدا فهو [24 ب] الفناء بِصَرْتٌ وقطعت المهمات* أمّا والله 
ما أقول من الحرب. لع ''' ولكني رجل مسِنّ» وأخافٌ على النساءٍ والذراري 
غداً إن قُتِلنا أن تُميل عليها فارسٌ والثُرك!ٍ اللهُمٌ إنك تعلّمْء أني نظرتٌ 
لومي » ولأمّة ديني كَلَمْ أَلْهَى وما توْفِيقِي إلا باللهِ وعليه تَوَكْلتْ اليه نيبم 
والرأيُ يُخطِئ ويُصيب . فإذا قَضَى الله أمرأ أمضاه على ما أحبّ العبادُ أو 7 

كرهوا. أقول قولي هذا واستغفرٌ الله لي ولكم'. 


[فصل] 

0 - فذكر أنَّ عيونَ معاوية مضوا اليه بحُطبّة الأشعث فقال: «صدق 
وربٌ الكعبة وأَصَابَء لإنْ نحن إِلتَقَيْنا غداً إنه الفناء» ولَيمِيلْنَ الرومُ على 
ذراريناء ولتميلنٌ فارسٌ على ذراري أهل العراق» وإنّما يَنظرٌُ في هذا ذوي 
الحجى والرأي والنُهّى». وقامٌَ الأشترٌ النخعي إلى علي رضي الله عنه بعد 
انصرافهم من القتال وبعدّ خخطَبَةٍ الأشعثِ فقال: «يا أمير المؤمنين أنا والله من 
القؤْم؛ ولقد بت وني أرَى أن يَرْدَادَ منكم قزناً فتَحْملُ من ليلتك حتى تنزِلَ 
بعقوبيهم فيقطمُ الله عز وجلّ بذلك رجاةهم وطَمعَهم فيك» ويزدادُ أهلُ الجدٌ 
جداء فإنّه لا خير فِيمَنْ لا يُقاتل معنا إذا دنوا منهم»؛ فقال علي رضي الله 
عنه: «فإني فاعل ذلك». فبَلَعّ هذه المقالة أهل الشام فانكسرواء وجَزِعواء 
وَفزع معاويةٌ وفي ذلك يقول الأشتر 
قد مَدَّنا المَضْلُ في الصباح وللسّلْم رجالٌ وللحب رجال9» 
يا بنَ هندٍ سل الجبارٌ بِمَ للمؤْتِ - ولاتذهبَيٌ بك الآمال 
إن في الصبْح إِنْ بَقيتَ لأمرأأ ‏ يتفادى من شَرهٍ الألطال 


في أبياتٍ طويلة ت تَرَكنا ذِكْرَها. وذُكر أن الضّحاك بن قيس السَّلَّمِي كان 


(1) ق: فالبيلغ. (4) من الأفضل زيادة أو. 
(2) شبه ممحوة. - 80 - 
)3( خرم: سقطت ثلاثة كلمات. (5) بحر: الرجز. 


121 


مبفِضاً لمعاوية) وكان من أصحابه» وكان يَكنْبٌ بأخباره إلى عبد الله بن 


در به هل الشام؛ رغم بو معاوية» وكان فارساً مجيداً بطل 


2000 
ممن يبى 


معاويةٌ بنجدَّتِهِ ومِئَتِهِ وبأسه” فقال الضحاكِ ليلاً ليسمع معاوية: 


ألآليِْتَ هذا الليلٌ أطبَّقَّ شريدا 
فإِنْ كانَ هذا الليلٌ جَاءَنِي خلْصَةٌ 
[25أ] ء ن د. .ك. .م الكثر. . 

وُأما فِرقَتِي في البلاد فليس لي 
كأني به والخَيِلُ كاف رَأْسَهْ 
يخوضٌ حياضٌ الموتٍ في مرجئة”*) 
من أصُحاب بَذْرٍ والتَضْرٍ وخيبّر 
ومَعَّ نين جَاهَدوا مع نَبِيْهُمْ 
هَُالِك لا نري عجوزٌ على ابنّها 
قل لابن حزب ما الذي أَنْتَ صَانِعٌ 
َظنِي بأنْ لا يُصيرٌ الم مَوْقفاً 
فلآ أرى إلأتَزْكُنا الشامٌ جِهْرَةٌ 


1 - فلمًا سمِعَ أهلّ الشام شِعْرَهُ 


فيه قوّته» وطرّدّه 


على أهل الشام من لقاء عليٌ». 


عَليْنَا وإنا لا ترى بعدهةُغَد©© 
وَجََدْتُ إلى مجرّى الكواكب مضْعّدا 
...و....كمون..."مَوْعِدا 
قرارٌ ولو جاوَرّني خالقٌ مُصعِذا 
على ظَهْرٍ جَوَادٍ الرَحَالَةٍ أخدُدًا 
يُنَادُون في وَقُعْ العَجَاج محمّدا 
وَأَحْدَ يروون الْصَفِيحٌ المُهَئْدَا 
وَجَمْعٌ من الأخرَّابٍ حتى نَبَدَدا 
وإِنْ أكْتَرَتْ في القوْلٍ نفْسِي لك المّدا 
تَلْبتُ أمْ يَدْعُوئكَ في الحزب مُعْدُدا 
قواقفاً إن لم يُحرْنِي© الدّهر للفِدًا 
وإنْ أَبِرَقَ العْجَاجٌ فيها وأزعَدًا 


حملوه إلى معاوية فهمٌ بقثْلِهء ثم وَاقَفٌ 
من الشام فلجقّ بمصرء وقال معاوية لقول السلمي: 001 


ثم أمَر على رضي الله عنه من يُنادي : حْلِيلَة”” بالرّجيل» قَلمًا سَمِعَ معاوية 
به رَعَى87 الإبلّ» ودّعا عمرو بن العاص فقال له: «ماهَاهُّنا؟. فقال: أظنْ 
الرجل هارباً». وأصبحوا فإذا على إلى جَانبِهِمْ ؛ فقال معاويةٌ: «كلا رُغْمْتَ يا 


(2) ق: ناسه. 

)3( بحر : الطويل . 

(4) خرم: سقطت سبع كلمات. 
)5( ك: مر ححة. 


(6) ق: بحرنى. 
- 81 

(7) قى: بليله. 
)8( : رعا. 


122 


عمرو'. فقال عمرو: همِنْ فِعْلاتِهِ وَاللهِ؛. وبلغ أهلّ العراقٍ قول عمرو بن 
العاص : «أَظَنٌ الرّجل هارباً» فقال قيس بن سَعد بن عْبَادَها*؟ في ذلك : 
حَسِبْتُمْ عجَيْجَ الإثل رِخْلَة هارب202 علام؟ وفيمَ اليومَ يا مرو تَهُدْبُ”"0 
أَنِلْتُمْ لنا ما لم نئل مس مثْلَهُ وَأَتَلْمُمْ مَلآئً فسوق ويَكَذِبُ 
ولكن رَحَلْنَامَا لِنَذنوا مِنْكُمْ لهًا بَعْيْنَامَا مَجَدُوا أو الْعَبُوا 
ونحن مكانَ التَجم مِمَايَسُرُكُمْ وممًا يَسْؤْكُم قَابَ قبر أو”” ' أقرب 
أبى الله إلا أنّ صَفْيِنَ دَارنا وكَارْكُمْ ما لآح في الأمّقٍ كرْكُبُ 
إلى أنْ تَمُونُوا أو نموتٌ ومالنا وَلآلَكمْ عن حُرْمَةِ المَرْتِ مَذْمَبُ 

ونادّى”” أو القتال. . .!». فلمًا رَأى معاويةٌ جرزصهم وازْتجَارّهمء قال 
لعمرو: ألم تَرْعُمْ أنك لم تَقَعْ في أمر قطء فَأَرَذتَ الخروج منه إلا 
حْرَّجَتَ؟) 0 : تبلى!". قال: «أفلاً تَحْرُحْ مما تَرَى؟» . فقال عمرو: «والله 
لو شِئْتَ هم إلى أمر أفرق به [25 ب] جمعهم على أنه إن مَتَعُوكَهُ 
اتَلَمُواء وإِن 0 يَمْتَعُوكَهُ اخْثَلْمُوا؛ فقال معاوية: «وما ذَاكُ) قال: «المصّاحف 
أمُرُ بهاء كَيُرْتَمُ فتَذْعُوهُم إلى القرآنء فَوَالله لَيِنْ اعطَاؤكُه” علي لِيَفتَرِقَنّ عنه 
أضحابه» ولئن ردوه ليكفرن». فقال معاوية : هذا الرأيُء ولكن قد رأيتٌ أن 
أَعنَدٌ إِلّيه كتاباً أسألّه” الشَامء وهو الذي رَدّني عن فألقي في: نفسه الشكُ 
والرقة؛. فضَحِكٌ عمرو وقال: «أيْنَ أنتَ يا معاويّة من جَرَّعِوا. 

52 - فكتب معاويةٌ مع رجلٍ من السكاسك يُقال له عبد الله بن عُفْبَة إلى 
علي بن أبي طالب» وكان ناقِلهُ العراقي إلى الشام: «بسم الله الرحمن الرحيمء 
من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب؛ سلامٌ عليك فاني أَحَمُدٌ 
إلِيك الله الذي لا إله إلا هوّء أمَا بعد. فإن لم نَعْلَّم أن الحرْبَ تبلءُ© بنا 
وبك. لم ينها بعضنا على بعضء وإِنْ كنا غلبّنا في عقولناء فقد بَقِيَ ما 


(1) بحر: الطويل. (6) ق: اعطاوكه. 


(2) ق: اللنم ثلثاً. 7) ق: اسله. 
(3) فق: فراو. 82 

(4) ق: أبا. (8) ق: يبع . 
(5) ق: نادا. 


123 


بْرمُ”'' به ما مَضَى وتُضْلِحٌ به ما بّقي. وقد كُنْتٌ سألتُكَ الشَامِ على أن تلزمني 
للطاعة ولا بَلِيَة© فَأبَئتَ ذلك على فأغطاني الله عزّ وجل ما منغت» وأنا أذعو 
إلى ما دَعَوْتّك إليه أمس» فإِنُكَ لا تَرْجوا من اللقاء» إل ما أرجوء ولا تخاف 
من القناء إلا ما أخافث؛ وقد والله رقت الأكبادٌ» ووهئَتْ الرجال» ونحن بنو 
عبد مُناف ليس لبعضنا على بعض فَضْل الأفضّل؛ ؛ لا يُستَذَّلُ به عزيرٌ ولا 
يُسِتَرَّقٌ به خوفٌ. . السلامٌ عليك ورحمةٌ الله وبَرّكائه» . 


[فصل] 

3 - فلما وَمَفَ علىٌ رضى الله عنه على كتاب معاويةً قال: «العَجَبٌ 
وكتابهُ إليّ!». . ثم دعا كاتئّه عُبيد الله بن أبي رَافع مؤلى رسول الله يك فقال: 
«اكنِّ: بسْم الله الرحمن الرّحيم من عبد الله علي أميرُ المؤمنين إلى معاوية بْنَ 
أبي سُفيان؛ سلامٌ عليك» فإنّي أَحْمَدُ الله الذي لا إلهَ إلا هو أمَا بعد. فقد 
جاءني كتابّك. تذكرٌ إنك لو عَلِمْتَ وعَلِمْنا أن الحَرْبَ تَبْلْعْ بنا وبك ما بلغْت 
لم يَحْنْها بعضنا على بعض » وإني وإياك في غايةٍ لم تَبْلْعَهَا بَْد. وأمّا طلبتك 
الشامَ فإنْي لم أكنْ لأغطِيك منها ما منغتّك أمس» وأمّا اسْتوَاءَنا في الحَوفٍ 
والرجّاء؛ فإنّك لست بأمضى على النَّكُ مني على اليَقِينِء وليس أهلٌ”” الشام 
بأخرّصٌ على الدُنيا من أهل العراق على الآخرة. وَإنّك للد 261 1 
ابن ". .. أبي شفيان 76 ابن عبدٍ مُناف”*'. فكذلك نحنء ولكن ليس 
يا كهَاشِبا* ', ولا حزْبُ" كعبد المظلب”" ولا أبو سفيانَ كأبي 
طالب”*"» ولا المُهاجر كالطليق؛ وفي أيُدينا فل التو التي مُضلنا بها 
العَزِيرٌء وتَقَسَينَا بها الذليل. والسلام عليك ورّحمةٌ الله وبِرَكَائُه) . 


[فصل] 


4 - فلما وصل الكتابٌ إلى معاوية دَعَا عبد الله بن مرو بن العاصر”*) 


(1) ق: برم. (3) يكرر «أهل». 
(2) ق: لاسعه. 4( خرم: سقطت كلمة. 
83 [لر4 شيه ممحوة. 


124 


فأمرَه أن يكلم أل العراقي؛ فأقبل عبد الله بن عمروء حتى إذا قامّ بين الصَّمَيْنٍ 
7'؟: ديا أهل العراق أنا عبد الله بن عمرو بن العاص» فَافْهَمُوا ما أقولٌ إنه 
قد كانت بيئنا نا وبِيِئَكُم أمورٌ هي للدّين والدُنيا؛ فإِنْ يكن للدّين فقد أَشْرَفْنا 
وأَشْرَّفتم, وقل دَعَوْنًا إلى ما دَعَوْتُمُونا إليه : اليومم أجَبْنَاكُمْ فإن يَجَمَعَنا وإيّاكُم 
الرضى فذلك مِنّ الله عنَّ وجلّء وإلا فاغْتَنِمُوا هذه الفرصة التى لعلَّها يُعاشُ 
بها ويُسْتَبْقى بها القبائل» فإنَّ بَمَاء المُهْلِكِ بعد الهالِكِ قليل» فامسِكوا عن 
القتالٍ ونمسِكُ» وتعالوا نَتَدَاعى إلى ما فيه صَلاحُناء وصلاحٌ القبائل قبل 
التفاني» وظهور العدرّ على الذَّرَاري». قالوا فخَرّج سعيدٌ ابْن قيس بن عُبادة 
إلى علي فَأحْبَرَهُ بِقَوْلِ عبد الله بن عَمروء فقال له: «أجب الرَجُلَ)»؛ فأقبّل 
سعيدٌ حتى إذا كان بين الصََّّيْنَء نادى”: «يا أهل الشام إِنّه قد كانت بيئنا 
وبيتكم أمورٌ حامَينا فيها عن الذين والدُنياء وحامَيْتُم. لذلك وقد دَعَوْنمُونا إلى 
ما قَاتلْناكم عليه. ولم يَكُنْ ليزجمَ أهل الجراقٍ إلى عِراقّهم؛ وأهل الشام إلى 
شايهم بأمْر حُكمٌ فيه بما أَنزْلَ الله عزْ وجلٌ» فالأمرُ في أَيْدِيئَاء وإلا فتحنٌ 
وأنتّم حتى تَأَبِينَا سفَراوُكم وتأتيكُم سُفَراؤنا؛. 


[فصل] 

85 - فلمًا حرج من بين الصَّفَيْن راجع الناسٌ إلى القتال والأمْرٍ الأول 
الذي كانوا عليه أَوَّلَ الليل» فئاز عمرو بن العاص إلى معاوية ‏ فقال: «أشير 
عليك بِأْمْرٍ فيه البَقِبهُ والتَأمُلُ حتى تُدَبْرَ رَأمْر” فَهَاتٍ المَصَاحِفَ فيُعَلْقُها على 
الزماح مُنَشَرَةٍ وتأمْرُ أمهلّها يُدعون إلى كتاب اللْهِ عر وجل؛ وما حَكُمَ به 
القرآن» ولا يَدْخْلنَكَ أن يقول قائِلٌ جِبُنَ معاوية؛ فإنّ أمرك إِنّما يُحَمَّلُ على 
ّيه وأنت تدعو القريقين جميعاً إلى ما هم به [26 ب] مُشْرَِبُونَ إذا سَمِعوه؛ . 
فأْمَر مُعاويةٌ بالمَصاحف تُعلَقُ بالرماح مُنشرَ نشرّة؛ ثم نَادَى أصحابها يدعو إلى كتاب 
لله المُتَرّلِء وإلى حُكمء حكم به القُّرآنُ النَاطِنُء فلمًا سَمِعَها أهلّ الشامء وأهل 


نادى 


84 (2) ق: نادا. 


(1[) ق: نادا سيتكرر كتابة نادى بالألف ‏ -85 
الممدودة. )3( ق: أمر . 


125 


العراقٍ أمْسَكوا وقالوا: «أَجَبْنا كتابٌ الله وَرَضِيئَا بحُكم القرآن». 
[فصل] 


6 ورَقَمَ أهل العراق المصاحف وتنادوا بذلك النْداءِ أيضاً وقالوا:”© 
الَْسْتُمْ بأخرّص إلى كتاب الله ولا أخرّصٌ على البَقِيّةَ مِنّا؛ ونادى مُنادِي علي 
رضي الله عنه عند ذلك: أنيكوا أنمسكوا أيُها الناسٌ رَضيئًا بكتاب الله». 
وَافْتَوَقٌ الجَمْعانِء كل واجدٍ منهما إلى مُعَسْكرِي وجََّدَ أهل الشام السَقَرَاء من 
أضحاب رَسول الله كلخ - والأخبّار من غيرهم - وتَهَادَنَ الناسٌ» ووضعُوا 
الأمَانَ وصلُوا العّداة مُتمَكنِينَ في العَسْكرٍ بالركرع والسجودء وأذنَ علي 
ومعاوية لهو لاء2 ؟ أنْ يَدخُلُوا في هؤلاء وهؤلاء في هؤلاء وهذا الخبرُ أظهَرُ 
في التَقْلِ مِن حْبَرٍ من رَوَى أنه رضي الله عنه أبى”" الهِذْنَة والنَّحْكِيمَ . وقال: 
إنّها مَكِيدَةٌ ابن هندٍ» ونحوّ هذه الألفاظ . 


[فصل] 

7- فقد رَوى قَوْم: أنّهم لما رَُعوا المصاجف قام على رَضي الله عنه 
فقال: «ما الكتَّابَ يُريدونء وإنَّ هذا منهم لمكيدَةٌ فاقوا الله عباد الله والمضوا 
على حَفّكم وصِذقِكمء وقتال عَدُرّكُم؛ فإنَّ مُعاوية وععمرو: ابن أبي معيطء 
وابن ن أبي سَرْحَ ليسوا بأضحاب دين ولا قرآن. أنا أعرَفٌ بهم منكم. قد 
صَحَبْنَاهُم أطفالاً ورجلا فكانوا بشرٌ أطفالٍ» وبشَّرٌ رجالٍ: ِنْهُمْ والله ما رَفَعُوها 
لِيَعْمَلوا وما رَفَعَوُها إلا حَدِيعَةٌ ووّهَناً ومَكيدَةً لكم». والحَبَرُ عن رضائه” 
بالتحكيم والإجابةٍ إليه أَنْبتُ؛ لأنه لم يُنكرنٌ على الأشعثٍ بن قيس خطبّته التي 
دَعَا فيها المُوادعةً وتَك الحزب» وخوف فناء البقيّة” من أهل الإسلام» ولا 
على غيره ممن رأى مثل رأيه ومَكَنٌ© من مُحارَبَةٍ أبي الأعورء وأصحاب 
مُعاوية لِمَنِ اعْتَرَفَ بقثْلٍ عُثمان رَضي الله عنه أبي قَبْلَ قِتَالِهِ لمعاوية على ما 


87 86 


(1) ق: قالو. (4) ق: رضايه. 
(2) ق: لهولا. (5) ق: المصه. 
(3) ق:ايا. (6) ق: مكن. 


126 


سنحكيه فيمًا بعدء فلم يكن بالذي يمنمٌ من الإجابة إلى كتاب [27 أ] الله عرّ 
وجلّ. 

8 وإجراءً آخْرُ فيه مَضلحةء وحقناً للدماء: لأنهم قد كانوا أَشْرَقُوا 
على الفناء والبَّوَارء وأؤلى الأمور بإمام المسلمينَ عند ذلك: الدخول فيما 
حسم القَمْل والقِتَال من الفريقين إذا غُلَّبِ على ظنّه أنه أضلحٌ للأمّةِ وأَجْمَعْ 
للكَلِمَةَ» وهذا هو المُعتادُ في ظاهر الحالٍ عند السكون؛ ولاسيما في قم فيهم 
الصحابةٌ» وأهل الحِبّى والنهى. وقد صَرّحَ بالرّضى ودَعَا اليه غير مرٍّء وعلى 
ما سنذْكُرُه عنه مما يلي هذا الكلامً إِنْ شاء اللَّهُ بذلك أُوْلى أنْ يُقَالَ: فإِنُ كان 
أنكَرَ على رضي الله عنه ذلك وأَبَاهُ فيْمْكِن أنْ يكون أيضاً إِنّما أنكرّه خوفٌ 
مُكيدةٍء وَنّمَامَ وَمَنِ وحيلةٍ على أهلٍ العراقي؛ وأنْ لا يَفوا''' بتحكيم الكتاب 
إذا زالتٍ العُّمّة وَالْكَشَمَّتْ الكَرْبَةٌ وإنّما يجعلونّه ذريعةً إلى انتهاز الفُرْصَةَ 
ونحو ذلك ما لا يجورُ مع توهّمه الإجابة إلى التحكيم. وأنْ يجورٌ عليه إنكارٌ 
ذلك ما ظنّه صلاحٌ ؛ لأنّه حَرَامٌ في حُكم الذين وعَليَ رضي عنه مُتَرهُ عند هذه 
الحالٍ وما دونها في التفُصير. 


[فصل] 

9 فلما أمنُوا وَاخْتَلَطوا جاء أهلُ الشام يَطلبُون”” قَتلاهُم في معسكر 
أهل العراق» ويطلبون الأشرى؛ وجاءً أهلّ العراق يطلبونَ مثِلّ ذلك من أهل 
الشام . فأمّا المَتْلى فأنكنَ بهم بعضا من قَتْلاهُم فمَن أحبٌ أن يَذفْنَ قتبله 
دَفْنَهه ومن أحبٌ أن يَحْمِلَه إلى مُعَسْكره حمَّلهُ. واما الأشرى فأخْرُوا أَمْرَهُم 
حتى نَمْشِيٍ بَْنَهُمْ السَفْرَاءُء ثم أطلقوهم حيتٌُ مَشَّتْ فيهم السَفْرَاء بغيرٍ سَلْبِ 
ولا فِدّاءء فَافْتَوَكَتْ الستائية© عند ذلك؛ وهُمُ الذينَ يُنسبونٌ إلى عبد الله بن 


سنا أ المصري”*» 8 


0 وكان الأَشْئَرُ النُحْعِىُ فِيمَنْ افتَرَقّء ومن رَأى رَأَيَهِ فقال: « 


- 858 (2) ق: يطلبو. 


(1) ق: سوا (3) ق: الساسة. 
89-2 


127 


تُجِيبكما؛ وئادوا علياً: الا تُجيبّهم! ولكن أخمل الناس على الناسّ» واءْمُزهم 
بالطعْنٍ بِالرِمَاح» والضَزب بالسُيوف: : إن القَوْم إِنْما فُعَلوا هذا حين حَبْسَنْهُمْ 
الحَوْتُ» وكَسَرَتْ فُرونَهُمْ وخافوا الهُزيمة) . وقال عليّ: دلا! ولا خبالاً 
اطيِعُكُمْ ولا أسمَعْ مقالتتكم ما يدعوئكُمْ إلى نصف ولا أُمَْتُم بمعروفٍ» وَلَيِنْ 
كان ذلك قد أصاب القوم [27 ب] لقد أصابّكم منهم مثل ما أصابهم: فمن 
أحبٌ منكم أنْ يَنُصل في أمْرٍ الهذنَةٍ حتى تمشي السْفْرَاءُ ْنا وبَيتهم» وَيَنْظرَ 
إلى ما يَنكشِفٌ عليه أَمْرُنَا وأمرهم فَلِيَفْعَل ومن كَرءَ ذلك مِنْكم فلا حاجة”"© 
لنا بوء وليَخْرْجٍ من عسْكرنا: فإِنْ احب أن يناحر الشام فهم أولئك بين عينيه» 
فأضل اناء ومن أطاعني من المسلمين» فنحن أولى بالإجابة إلى البقية. 
والرغبة في الصلح. ٠‏ فمن دَعَانا إليه©. ولأنا أَحَنٌُ بالنَطّر لِمَنْ معي وَالبُقْيًا 
عليهم من معاوية بْنَ صخر . ووَالْهِ لا يَدْعُوني ي هل الشام ومعاوية إلى أمر يلم 
شَعْتٌ هذا الجفع أغني الصَّلَحٌ : إلا أَجَبْتُ إِلَّيه واآثَّدُه على ما سِوَاهُ؛ فإنْ 
خالفْئمُوني فلأتَحَاكمَ مِنْ عَودٍ ما أنثم فيه». 


[فصل] 

1 وكان المُثير لهذا الإختلافٍ وأمْثاله مالك7© الْأَسْتَدُ وأْنْبَاعْهُء لأنَّ 
علياً رَضِيّ الله عنه على ما.ذَكَرَ بَعَتَ عُقَيْبَ الكلام الذي حَكَيْناه عنه من 
الإجابة إلى التحكيمء وإلى الموادَعَةٍ إلى مالِك الأشترء أنْ: «كفٌ عن 
الحَرْب وأقبل إليّ». فَأَرْسَلَ إِلَيه مالِك: «ليسّ هذه ساعةٌ يَبَفي أنْ تُزِيلني 
فيه عن مَرْضِعِي ؛ قد رَجَوْتٌ أن يَففَحَ للَهُ فلا تَمجَلَنَ؛؛ فَازْتَمْعَتْ الأصواتُ 
من ناجيّته - أي 040 الأشتر ‏ فقال الدُّعاءٌ لعلىْ رضي الله عنه إلى التّحكيم. 
والمشيرون به «والله ما نَرَالُ إل وقد أَمَرْنَهُ أنْ يُقَال). فقال علي رضي الله 
عنه: ١من‏ أَيْنْ يَنْبَغْي لَكُمْ أنْ تَرُوا ذلك هَل وَلَينُموني سَارِوْتَ الرسول؟ ألَمْ 


- 90 (3) ق: «ملك؛ سيكرر كتابة «ملك» على هذا ٠‏ 


لاق إن حرفي: ااجة4 ممحورة. النحو. 

(2) يحسب القارئ بعد جملة «فمن دعانا إليدء (4) استبدلت كلمة «فأغني» هنا بكلمة «أي؛ 
ان للكلام بقية قد يكون الناسخ أهملها. لإستنسابها في الجملة. 

- 91- 


128 


كلْمُهُ على رُؤُوسِكُم”" عَلائِيَةٌ وأثم تَسْمَغون». ثم إِنَّ علياً بَعَتَ إليه ثانية؛ 
فَرَجِعٌّ الأشْئَرَ ثم قال: «ألرَفع المصاجف دَعَوْتُمُونِي» قال: «نْعَم؟ قال: «أمّا 
واللهِ لقد ظئَنتٌ إِذ رُفِعَثْ أنّها سَتَلْقَى اخلاى220 وفِرْقَةٌ : 0 الها , من 
مشورّة ابن الباغِيّةاء ثم قال: «أما ترى الفنح؟ أما تَرَوْنَ ما رذ أُيَسَعْنى 

أن أَنْصَرِفَ عن هذا وادَعَهُ وقد صَنَعَّ الله لا ونّصّرّنا؟». . ثم قال: (يا أهلّ 
العراق. .. يا أهْل الذُل والصَعَارٍ والوّمَن حين عَلَّوُْم القَوْمَ ل وظَنُوا 
أنَكُم قاهرونٌَ رََعوا المصاجفّ يَدعُوئْكمَ إلى ما فيها'” وقد واللهِ تَرَكوا ما 
أمر الله أنْ نحميها” [28 أ] وتَرَكُوا من تَرَكَ. .. 7 من ما....”* يَدُلُ 
عليه الكتاب به: لا تُجيبوهم وأمهلوني» فقد أَحُْسَسْتٌ امتح فأمهلرني 
عَذْوَةَ فس" . ٠‏ ثم أَحْدذ يَحّج عليهم بكلام تَرَكنا الإطالَة بذكرهٍ فقالوا: «وَعْنا 
منك يا أَشْتّر تئر ! فإنًا قائلئاهم في الله عر وجلء وََدَعٌ قتَالَهُمٍ في الله لشنا 
ُطيعْك . ولا صَاحبنا ما جتنا . فقال: اَدِغْتُمْ وَاللّْه فَاْخَدَعْتُمْ ودُعِيُمْ 
إلى رَضْع الحَرْبء َأَجَبتم يا أصْحَاب الحَيّاتِ السُودٍ. كنا نَظْنُ صَلائَكُمْ 
زَهَادَة في الدّنيا وشؤقاً إلى لقاء اللهِء فلا أرَى فَرَارَكُم من المؤْتٍ إلى الدُنيا 
إلا شيءٌ ما نتم برَأس عن أبِعَدِمًا فانْعْدوا كما بَعَْدَ الَوْم الظَالِمُون» . 


2 وتَاوَرَهُم وثارَرُوُه فَكَمّهُمْ على رَضيّ الله عنه وهذا كُله منه شِقَّاقُ 
على عليٌ رضي الله عنه وخلافٌ له» وتّقيض”' قوْلِهء وكان الإنّباعُ له أؤلى به 
من ذلكء والقؤْل بمثل مَقَالَة من حضٌ على إِجَابَةٍ علي رَضيّ الله عنه إلى 
التحكيم كَسُفْيَانَ بنَ ثور. فإنّهِ رَوَى أنه قامَ فقال: يا أيه(" الناسٌ إِنّا دَعونا 
أهل الشام إلى كتاب الله فإِنْ رَدَدْنَاهُ عليهم؛ حل لهم مِنّاء ما حل لنا مِنْهُمْ 


)010 ق: رؤسكم. 0( خرم: سقطت كلمة. 


(2) ق: إن كلمة «اختلافاً» مضافة بالهامش. (8) خرم: سقطت كلمة. 
)3( من الأفضل كتابة كلمة «ام؟ بدل كلمة (9) ق: حسا. 
«أماء. 92 
(4) مكرر. (10) ق: نقبضص. 
(5) إن كلمة «فيها» مضافة في الهامش . (11) الألف مشتركة بين كلمتين ”يا يها" (يا 
(6) إن كلمة اتحمها» وجدت في الهامش . ايها؛ . 


129 


لسْنا نخافٌ أن يَحِيفَ الله علينا وَرَسِولّهء وقد أَثَلَئئَا0" الحَْتُ» ولا نَرَى البَقَاَ 
إلا في المُوَادَعَة. وتَكُلْمَ الأشعثٌ وجمهورُ رْ الناس بمثل كلامهء وهذا الكلام 
َل على تخسن الطاعَةٍ والإسْيَكَاةٍ للإمامء وخو البحرَج من القَثْلٍ والرُعْبَةٍ في 
سَلامَةِ بَقيِّ المّةِ من المهاجرين والأنصار من قَوْلٍ مالِك الأَشْئّر وأتباعه . 

3 فلما كف الناسٌُ بَعَتَ على رضي الله عنه عبد الله بن العَبّاس ومعه 
َْرٌ من أصحاب رسول الله يي إلى معاوية» يُذكُرُ لله وبالاسلام ويدعوه إلى 
الحق. وبَعَتَ معاويةُ بأخيه عُنْبّة ابنْ أبي سُفيان مع جماعةٍ من أصْحابٍ رسول 
الله يَكةِ ومن خيّار أَهْلٍ الشامء يَدْعُو عَلياً رَضيّ الله عنه إلى مِثْل ذلك» 
ويُذَّكُرْهُ البَقِيهَه ويُعَظْمْ عليه الَسَفْكَ والحرْمّة. ودَارَ بينهم كلام تركنا ذكْرّه 
لطوله. ولأنّهِ يَحْرْجُ عن معنى ما أجملناه. 


[فصل] 

54 - نَم أنّ أضحَاب [28 ب] علي رضي الله عنه أَحَذُوا في مَنْع أَهَلٍ 
الشام قَثْلاهه'” . فَكْتَب مُعاوية إلى علي بذلك في كلام طويلٍ حَكيْناهء وفيه 
أن أهلّ الشام قد ظتُوا أن هل العراق قد مَنّلوا بالمْلى ٠‏ فلما وَقْفَ على رضي 
الله عنه على كتابه قال: «مَعَادَ الله أنْ يُمَئْلَ وأن يُمْنَمْ لقَتيلهكء ثم أمر؛ فنُودِيٌ 
في الناس: أن مَنْ طَلَبَ قَتِيلاً فُليْرَدٌ عليه ولا يُعْتَرَضٍ له شيءٌ ما دونه 
فَاحْتَلَطُوا واحتملّ من عَرَفَ قتيلا”” قَتِيلَهُء وشرعوا فى الدَّْنَ. والمْحَكُمَةُ فى 
جميع ذلك لمُنْسَارَة* ولا يَرَالُيَنْحَارُ إليها المُنحازُ على أَنّهم'” يقولون: ١لا‏ 
حكمٌ إلا الله ولا طاعَةً لِمَنْ عَضَاهً؛ . 


[فصل] 


5 - فَأَوّْلَ من هَبّحَ ذلك ونَطقّ الكلمة عُروة بن أديّةِ التميمي”*؟؛ فلمًا 


داق ق: أكلنا . )4( ق: لمسحاره. 

94 (5) من الأفضل إضافة «ميم؛ ليعود الكلام إلى 
(2) خرم: سقطت كلمة. الجماعة وليس إلى المفرد. 

(3) ق: فسلا. 


1130 


رأى ذلك علي رضي الله عنه قال: «أنْ تَرْكُ هُوْلاءٍ ‏ يَعْنَى المنكرين للهُدْنَة 
وَالموَادَعَة ضَعْفَ إن بالتجم لَفِرْقَةُ. نا وال ما مَتعَيِي منهم قَثْلٌ؛ ولا 
يَمْتَْني منهُمْ اليوم إلا كثْرَُ مَنْ يمَعْضَّبُء إلا أن رَأس سياسّةٍ الحَرْبٍ الرفقٌ 
حتى يَلْغوا" أو يَمْتبعَ فإذا َعَلْتَ عَصَبَْهُمْ كما ” تُعصبُ الكسير©» وإِنَّ الله عدّ 
وجل في هذه الأمةِ لَتَُمَةٌ هو أجَدَهَا : اللهُمّ عل دائرة السوء عَليهم؛. وهذا 
أبْلَعْ من التضريح في إِيجَابء ذَمّهم والبراءةٍ منهم. ومِنّ القول أنه لو تَمَكنَ 
علي رضي الله عنه من تقُويمهم» وأخذ القصاص منهم. وآمن الفّسَادَ والهَرَجَ 
في ذلك لَقَدّمَه وما أخْرَه. وقد ذكرّ ما يَمْنعه من ذلك وهو إِفْسَادُ المُتَعَصّبِينَ 
وإلأ فقد كان رضي الله عنه أعْلّمْ الناس بهم؛ وبما يَجَرُون إليه» دنهم لا 
يَمُصدون إلا الفِيْنَةَ والإفُساد وإِلْفَاحَ ما يَمنعُ من الإنتيقَام مِنهمء لأنّ أكْرَهُمْ َتَلَهُ 
عَتْمانَء وليس عليه في تأخير ذلك عَيْبٌ إذا كان تَأَخْيرُهُ عنده: : والمُهْلَهٌ أضلحُ 
من الإقُدَام وَالْعَجَلَةِ على ما ذَكَرْنَاه من قَبْل. 


[فصل] 

6 ومَشَّتٌ السُفَرَاُ : ابنُ عَبَّاسَ رَضِيّ الله عنه وأَضْحَابّه إلى مُعاويةَ 
وعتبةً بن أبي سفيان وأضحَابَه إلى على رضي الله عنهء وَالتَقُوا فيما بَنِتهم؛ فلم 
يَرَالوا في تَراوْض وتَرَدَدِء ومُناظَرَةٍ حتى قَرٌ أَمْرْهُم على ما تَدَاعوا"” فيه أ 
ِنْ تُخكيم كتاب اله عر وجل؛ وما جرى به القرآن [29 أ] إلى. . 

يَنْطقّ به الرجَال. ولا يُحكم حتى يَحْكُمَّ بما فيه فقالوا: يرضِى أفل الشاء 
رَجُلاَء وأَهْلَ العراقٍ رَجلاً. فكان الرّجُلان اللَذَيْنِ ارنَضَيا جميعاً من الأنْصَار؛ٍ 
ما الذي ارْتَضَاه أهل العراق: فسَهْلٌ بن ُنيف”*» ثم أَحَدُ بني عمرو بن 
عَوْفِ بن الأؤس”*'. وأمّا الذي اخْمَارَهُ أهلّ الشام: فشَّدَادُ بِنُ أؤس”* بن ثابتٍ 
الأنصاري ثم أحدٌ بني النجَارٍ من الخَرَرَج*". 2 


96 - 95 


(!) ق: بلغوا. (3) إن كلمة «عوا» مضافة بالهامش. 
(2) ق: الكسر. (4) خرم: سقطت ثلاث كلمات. 


131 


[فصل] 

7 ثم بَدَا معاويةٌ وأهل الشام فقالوا: لا حاججة لنا في صَاحِبَينا فاطلبُوا 
بنا غيرّهماء فأجَابَهم علي رضي الله عنه إلى ذلك؟ فَارْتَضَى أهل الشام عمرو 
بن العاص”*"*» وارْتَضَى أهلٌ العراقي عبد الله بن عبّاس”*' وَاخَْارّه علىٌ. 
فخَالَّه في ذلك أهل العراق» فقال له بعضّهم: إِجْعل رَجلَكَ الأشئّر. فقال: 
«لآ ولا أكَادُ) . فقال له الأشْعَتُ بنُ قيس وشْبَاءُ له ليَرنَضي أبا موسى 
الأشْعَرِي» نه قد كان مُغْتزلاً من هذا الأمرٍ. قال الزهري: فقال لهم عليٌ 
رضي الله عنه: «ويحكم دعوني أبعت عبد الله بن عبَّاس فإنَّ أهل الشام قد 
التاروا رَجلا ليس له إلا ابن عبّاس) . فأبُوا عليه بِوَاحِدَةِ جميعاء وأنْ لا 
يَجْعَلوا رَجُلَّهُمِ إلا أبا موسى. فقامٌ الأخنف بن قيِس”*' فقال: يا أميرٌ 
المؤمنينَ اجَعَلْني رَجُلَكَ فوَالَهِ لا يعقدُ عَمرو عُمْدَةَ إل عقذتٌ انْتتين» ولا يحل 
عَفْداً إلا حَلَلْتُ اثنين» فإِن قلت أنّي لست بِصَاجِبٍ رسول الله يله وعمرو 
صاجبُهء فَاجِعَلٌ رَجُلاً من أصحاب رسول الله يِه واجعَلني مَعَهُ ومُرْهُ أن لا 
ينْطَمَ أْراً كُوني». فأبّى7" عليه أهلُ الكوئة إلا أنْ يَجِعلُوا أبا موسى رَحِمَهِ الله 
ده وهذه الرواية سقط سؤال الخوارج في تَْقيب علي رضي الله عنه في 
اختيار أبىي 2 موسى؛ لأنَّه مِمّنْ فَعَدَ عنه لأنَّها ثُنٌِْ أنه فَعَلَ ذلك مُكرَهاً أؤ فى 
شم الم لشي الف والفساد الذي لا يَصلِح” هذا لو كان أبو" موسي 
عِنْدَه فاسِقاً؛ فكيف وهو غير مُحْنَاجٍ إلى عُذْرِ لأنَّه رَضِيّ الله عنه يَرَى مما 
وَصَهُوه به. ْ 

[فصل] 

8 - فإِنْ قيل: فَمَا أَنْكَرْتُمْ أن يكونَّ أرَادَ بقوْلِهِ دَعُواهمُم وَاحدةٌ: التوحيدُ 
أو تداعي الحق. قيل لهم: هذا معلومٌ من حالهم بغيرٍ خَبّرِ الرسول؛ فحَمْلَُهُ 
عليه يَبْطل فائدَنُهء وحَمْلّه على ما قُلنَاهُ يفيد [29 ب] بفائدة معلومة من جهة 





97 (4) ق: «اباة كتبت منصوبة من الأفضل أن 
(1) ق:ايا. ترفع . 

(2) من الأفضل أن تكون مجرورة. (5) ق «عنه» كلمة سقطت سهواً من الناسخ . 
(3) ق: "يتَصلح؟» من الأنسب اسقاط «التاءة. 98 


132 


الْخَبّرِ دون غيره فيما قُسَاد ذلك . ..'' على ما لا يُفيد؛ وإذا كان الأمْرُ على ما 
ذكرناه بأنَّ منه لا سَبيل إلى العِلم بأنّ علياً رَضِيَ الله عنه كان يَعتقدُ تَفْسِيقَ 
عمرو بن العاص » وغيره من أهلٍ الشام . وإنْ اغتَمدَ أنْهُمْ مُحْطِمونَ . فليس كُلَّ 
مُخْطِي يُحَرُمْ تَحْكِيمَةُ ويجب البراءة ممَّنْ حَكمّه والقؤل بأنّه قد كَمَرَ بِرَبْه 
كُفراً يجب عليه التَوْبَةَ منه والشهادةً بهِ على نفسِهء كما الْتَمَسَتْ الحَوَارجٌ 
ذلك مِنْ علي رَضِيّ الله عنه لأل تَخكيمه عَمرواً ولو كان عمرو'” وأهل 
الشام كفاز الخرب على لي ما تقول الشيعة ل دبي افق ا 
كفا : في الشريعة . لا اليةفوة على ل ل جر اللأيلة سكيم 
الحم بكتاب الله. وت وسوله صلى الله عليه وسلم: ار بعر 
عرّ وجلٌء ولا يْفْهُمُ الكتّابَ والسّنَة ولا يُقِيمُ لهما وَزْنا. 


9 - وفي وجوب تَنْزيهه رَضِيَ الله عنه من ذلك دليلٌ على جَوَاذٍ ما أنَاه 
في حُكم الشَرِيعَة؛ فإنّ القوْمَ لم يُكونوا عند علي رَضيّ الله عنه في تحكيم 
عَمرو وأبي موسى» والأمر بالصلاة حَلْمّهِم وإِنْكارِهٍ على الخوارج والبَراءَة 
متهم والإثكار لَمُوَادعَتهِم ؛ وبانَ به سُقُوط بُغْيتهِ بالتحكيم لِقَوْم فَاسِقِين؛ لذن 
تلك كانت حَالْهُم عندَ الخوَرِج ولمْ يكن حالهم عند علي رضي الله عنه. 


[فصل] 

0 فإن قال قائل: فإِنْ كان من أجابّ إليه من التحكيم رَأياً وصواباً 
على ما ذَكرنمُوه؛ فما معنى ما رُوي من إلكاره له أرلاً والإنيتاع منه. قَيْلَ لِمَنْ 
سَأل عن هذا من الخوارج؛ إِله رَضِيَ الله عنه لم يا نكر الشحكيم في الوثتٍ الذي 
أجارّه» لأنّه إنْما أنْكرَهُ مع الظَنْ للإجَابَةٍ إليه وَالثُقّةَ باستنصار الصّحَابة : الذينَ 
هم أضْحَابَُ وعَلمهم ما بَْلمهُ من ألها تكيدة أولَعث ليدع بها +5 السئف: 
ويَطلّبَ عندها الفرصة والإسْيِظْهَارَ ثانية» فلمًا اخْتَلَّقُوا عليه؛ وقالَ الأضْعَتٌ 


(1) خرم: سقطت كلمة. 2( ق: عمرواً من الأوجب ان ترفع. 


133 


وغَيرُه ما قال وخََطبَ [30 أ]. . .''' بنا ذَكَرْنَا ما قد حاف الؤُقوعَ في أكثّر مما 
هم فيه من الشنعة والمَطنِي به لبي الب بوه وإنّه بمنزلةٍ هل الشام إن َم 
يُجب إلى التحكيم . وأحسٌ من ضعف البَصَائِرٍ ما قَويَ به ذلك عِندَّه» عاد إلى 
إجابتهم إنْ صحََّتَ هذه الروايةٌ في امْتَِاعه بذْءاً بِإِجَابَتِهِ إلى ما امْتَنَعَ الإيّاسُ من 
معونَيه ونُضْرَتِهِ شَائِمٌ» وهو المُطمع في ذلك زَوَال خوف الفتنة في الإِمْتِنَاع منه 
غيرُ شائع» فلا سُؤال لهم في ذلك. 


[فصل] 

101 - وقد رُوِىَ أنه قا بعد الأشعَتِ أو ف قَبْلَهُ رَجْلُ من أضحَاب علي 
يُعْرَفُ بسفيانَ بن ثور فقَّالَ: «يا أيّها الناسٌ إِنا دعَرْنا هل الشام إلى كِتَابٍ الله 
عزّ وجل فَرّدُوه تَليناء فَقَائَلَاهُم. وإنّهم دَعُونا إلى كتاب اللهِ عر وجل فإِنْ 
رَدَدْنَاءُ عليهم حَلٌ لهم مِئَا ما حل لنا مِنْهُم» لَسْنَا تَخَافٌ أنْ يَحِيفٌ الله علينا 
ورسولهء وقد أكلثنا الحرث ولا ثرى البق إلا في المُوَادَعَةَ؛؛ وتكلّم السواد 
الأغظمْ من النَاسٍ بِئَحْرٍ من كلامو» فهذا نفس ما قلنا: أن علياً رَضيّ الله عنه 
خافة» فدّعاه الخوْفٌ منه إلى التحكيم . 

2 ورُوىَ أنه لما سَمِعَ علي رضي الله عنه هذا الكلامٌ ‏ وبالتكبْطٍ - قامَ 
فقال: «أيّها الناسٌ إِنَّه لم يَرَلَ لي مِنْ أمري ما أحبٌ حتى نَهَكتَكُمُ الحرْبُ» 
وقد وَاللَهِ أُخَزَّتْ منكم وتَرَكَتْ. وهي لِعَدُوْكُمْ أَنْهَك ولقد كنثٌ أمْس أميراًء 
فأصبحختُ اليومَ مأموراً. وكنتُ أمس ناهياء فأضبخْتُ مَنْهياً» وقد أَخْبَبئُ 
لبَقَاِ. وليس لي أن أخملكم على ما تَكرّهون». وكانتٍ الإجابّة إلى التَخكيم 
بعد هذه الأمُورٍ والتَمَرقء وتَسَيْثِ الآرَاءِ. وكان الإِمْتِنَاءٌ منه عند ظَنّهِ لِعَدَمِهاء 
فلا تناقض في ذلك ولا مطعن فيه. 

[فصل] 

3 - وقد رُوِيَ أنه لما سَمِعٌ على رَضِيَ الله عنه هذا الكلام والتَتَبْط قَامَ 
100 - 
(1) خرم: سقطت ثلاثة كلمات. 


134 


فقال: «أيّهَا النّاسُ2ء وقد رُوِيَ أنَّ علياً رضي الله عنه لما دَعَاهُم قَبْل الحَرْب : 
أي''' معاوية وأصحابه ‏ إلى حُكم الكتاب فأبُوا عليه وكذلك قال سُفيان بن 
ثور ما قاله من ذكر”” رَدْهم لهء وإِنّما طَلَّبَ ذلك منهم لما طْمِمّ في 
مُوادعَتهم» وعَوْدِهِم إلى طَاعَتِهِ . فَلَمّا كشفوا القناعَ ونصَّبُوا الحرْتء لم ير 
إلا مَتَاجَرّتهم بالسّيف لأنّه كان عندّه ان ذلك [30 ب] أَضْلْحُ لهم» وأرْدَعْ عن 
أمثالِهًا لمَئْرهِمء وأخذها بِمُتَاجَرّتهم. ..”" وبقوة”” سُلْطَانه وهذا غيرٌ مُتناقيض 
من فِغْلِهِ ولا قَوْلهه وعلى أنه يُحْثَمَلَ أنْ يكونّ دَعَاهُم إلى النُخكيم مع ظنه أَنْ 
يَفِيوًا إلى الطاعَةٍء وامْتَتَمَ منْهُ لمّا طَلَبُوهُ على سبيلٍ المَكرٍ وَالخَدِيعَةٍء وَلَيْسَ 
يجبُ على السُّلطانٍ الإجابَةٌ إلى ذلك . إذا عغَلَبَ على ظَنّه أنه للجيلّة دُون 
الرجُوع والإسْتِنْصَارٍ: فلا عَتَبَ عليه في ذلك لأنَّهِ لو لَرمَّهِ كُلُما قالوا عند عض 
الحرب لهم أجبنا إلى الكتاب: أنْ يُجِيبّهم. وكلما الْكْشَفْتْ الكربّة» وَقَوِيَتْ 
المْئْعَةُ عادُوا إلى نَصْبٍ الحَرْبء فإذا ضعُمُوا طَالَبُوا بالتحكيم وهذا داخل في 
باب اللّعِبٍ والإستخفاف بالحُرّمات. فإنما امتئعٌ خشيةً تسهيل هذا الباب 
والتوصل إليه. فلا عَنَبَ عليه في ذلك؛ وكذلك لو أنّهِم دَعُوا إلى التتخكيم من 
غيرٍ أنْ يَخْتَلِفَ أضحابهُ عليهء ويقولٌ الأشْعَتُ وسفيان” بِنْ ثور ما قَالا: لم 
يَجِبْ عليه إجابتُهُم إلى التّحكيم إذا غَلَّبِ في ظَئه : أنَّ ذلك إِنّما هو منهم على 
جهَةٍ الحِبّلٍ والمكرٍ وتؤهين السُلْطَانٍ؛ لأنّه أمْرٌ يعودٌ بِالمّسَادٍ عنده: فإبطال 
الإِمْرَةِ وسُّقُوطٌ الحُدودٍ تعَرّضُهُ من ذلك ما يَعُْلْبُ على ظَنّهِ أنّه الصَوَاتُ: 
افتَرَُوا أضحابّه أم اجْتَمَعُوا فلا سُوَالَ للشُرَاةِ في ذلك. 


[فنصل] 
7 4 - فإن قالوا: أَفْلَيِسَ يتاع القَوْم عن المحَارَبَةِ للقّوم عند الذعاء إلى 
النَخكيم خطأ عنده إِنْ صحّت الرواية بامْتِنَاعِهِ منه؛ لأنّه لو كان صحيحا أَمْضَاهُ 


103 - (3) ق: يرى. 

(1) من الأفضل استبدال كلمة «أعني» بكلمة (4) خرم: سقطت كلمة. 
«أي». (5) كلمة شبه ممحوة. 

(2) من الأفضل إسقاط «هم» من كلمة ©6) ق: سفين. 
«ذكرهم؟. 


135 


من يلوة0©. قل لهم : أجل . فإنْ قالوا : كيف تكونٌُ إجَابثُهُم إليه والرُجُوعٌ إلى 
المُوادَعَةِ صَوَاباً منه وخطأ منهمء وهو حُكمٌ واجِدٌ. قيل لهم: لأنّه وَاقِعٌ منه 
رضوانٌ الله عليه على غير ما وَفَّعَ مَعَهُمْ وليس يَمَتَنِمُ أن يكونّ مثلّ الصحيح 
من زَيْد لحُصُولِهِ على وَجْهِ باطِل من عَمرو لحُصُولِهِ على غير هذا الوَّجْهِ؛ 
لأنَهُمِ هُمْ تَركوا الحَرْبَء وَآنَرُوا المُوَادَعَةَ. 3 اسْتِظهارهم على أضحاب 
مَعاويةء ودُعاء الإمام العادل لهم إليه» وقد وَجبَتٌ طَاعَنُهُ عليهم ؛ وذلك خطأ 
من فِعْلهم. وهو رضي الله عنه أجَابَ إلى موَادعَتِهِم عند خف خُرُوجهِم؛ 
وتَحَرٌيهم» وانصرافهم'” إلى معاويةً وكؤْنهم فيه مُعْتَرْلَةٌ عليه» تناف الشلال 
والشُّبّهاتٍ [31 أ] والإعتلال. . .”” ذلك قد يَمْكْلُ في حَرّكَة”” إِدْعَاءٍ الأمور 
للفِرّقٍ إلى السّكونٍ والإجْتِمَاعء ورَوَالٍ الشُبْهَةَ» وقد صَرّحَ بذلك لما سكل عن 

حَرْبِ” الأجَل» فشتّان بين تَرْكهِ الحَرْبَء وبين تَزْكهم لِرَفْع احْتلافٍ الخال 
فسَقَطَ ما سَأَلتُم عنه. © لأنَّ الكفّء فَزْضه عند عَلَبَةٍ الهَرَى على قلبه في هذه 
الأمور”. والقِثَالَ فَرْضْهُم هُمْ إذا دَعَاهُم. وهذا السؤال بُني على تَسْلِيم 
امْتِنَاعِهِ من التَحُكيمء ومتى لم يُضَحح ذلك زال الكلام» وَبَطْلَتْ الشَّبِهَةُ 


[فصل] 

5 - وفي الججملة فإنًا نَعْلَمْ أنّهِ آثْرَ نكيم ابْنَ عبّاس . فأبَى القَوْمُ علي 
وكانوا كبري الخلافٍ والتّعَسّفِء وسَّبْر الطاعَةٍء وقليلي الإنْقِيَادٍ للأمرَةِ» وقد 
كانت مَجَسَّةُ! " الخَرَارِحٍء وكِثْرَةُ خلاقِهم عليه ُريباً مما دَْعَ إليه مع من حَارَيَُ 
قِصَّنّه مع حَرّاص أضْحَابه. إِلآمَنْ عَصَمَهُ الله. . وهم نَمَرْ مَعْدُودون. . فكلما 


104 - (6) من الأفضل زيادة «واو». 

(1) ق: يلوم. (7) الجملة مقلوبة الترتيب «لأن الكف فَرَضه 
(2) إن حرف الألف ممحوة. ق «انصرافهم». عند غلبة الهوى هذه الأمور على قلبه». 
(3) خرم: سقطت كلمة. 105 - 

(4) ق: حركه. (8) ق: محسه. 

(5) ق: حرب. 


136 


يَظْهُرُ من فوْلٍ وفغل منه يَخْتَلِتَ ظاهر”"'', ويَظْنُ الجَاهِلُ مُتَاقْضَةَ : فإنّما هؤلاء 
عَرَاضُ له. رَضِيّ الله عنه - صَحِيحَةٌ لِمَا نَجِدُهُم عليه من التَتَقْل وَالتَلُوين» 
وكَراهَة الحَرْبٍ وحُبٌ الدَّعَدَء أو كَثْرَةٍ احتِياطٍ قرَاءِ القرآنِ منهم. وأصحاب 
البرائنس والرُهاد وتَعْمِيقَهِم في التأويل المائل بهم إلى سبيل الضَلالِ» فكانَ 
ُحَدْتْ في ما أَعَدتْ نَارَةَ؛ وتَرَكث التَعَصّْبَ بهم تارةً أخرى ؛ ويَرققُ لهُم مَرَّهٌ 
وَيُعْلِظٌ لهم ثانيةً وهم في َمَادِيهم يَتَسَكْعُونَ وإلى الدعة والرّاحة 
يَسْتَرْوِحُونَء وبتضب العِلَلٍ يَعْتلون. ويتَعَلْقُون حتى أَخْرَّجُوهُ عن أخَلاتِه» 
وأكثروا إِغَاظته . وزَادَ في الدُعاء عليهم ولم يكن ذلك منهم في وقْتٍ دون 
وقتء بل اسْتَقبلُوا أرّهم بِمُعارَضَيِهِء والخلافٍ عليه إلى أنْ قَبَضَهُ الله عر 
وجل إليه رَاضياً مَرْضياً . 

6 فكانَ منهم في صمَّينَ ما حَكَيَِاه. ثم أحبٌ تحكيمّ عبد الله بن 
عبّاس فَعَارَصُوه بما وَصَفْناه؛ وقال الأشْعَتُ ما حَكَيْئَاف ثم قال دَفْعَةٌ أخرى. 
وقد رَوَى أَنَّ علياً قال: أَبْعَتُ الأشْئَرَ حَكماً ‏ فهو يُمَاني ‏ مَعَك* بِسَهْم ان 
صَحَتْ هذه الرِوَايَةُ» فإنّه قد رُوِيَ أنَّ علياً رَضِىَّ الله عنه قال وقد قَيْلَ له: 
«اجعَلٌ الأشئر رَجُلّكَ» فقال: «لآ ولآ أكَادُ؛ [31 ب] وذُكِرَ أنَّ الخوارجَ قالت 
له ما قالت؛؟ وأنَّ رجلاً من بني يَشْكر بن كئانة2*0» أَقْبَلَ عند الإجَابَةِ إلى 
التخكيم على فْرَسِ فقال: ايا على كَفْرٌ بعد إيمان» ونقص بعد نُؤكيدٍ ورذة بعد 
مَعْرِقَة : : أنَا من أقدٌ بالحكومّة ندا(©) ؛ وطعَنَ في العَسْكَرَيْن جميعاً ثم الْصَرَفَ . 
وخاض النَاسٌ بعد ذلك بالإختلافٍ والتَّمَرُقِ والحوض المشهور الذي قد ذكزنا 
أكْترَّه وسئَذْكُرُ في حَرْبِهِ الشراة طَرَفاً منه. 


«ظاهر» منصوبة لوقوعها في مكان نُضْبٍ. (2) ق: معك. 


(3) ق: بدى. 


137 


[الباب الخامس] 


[في خلاف الشراة لعلي رضي الله عنه. ومحاولته در. 
النصومة بين أصدابه] 


[فصل] 

١ 07‏ فأنًا اسْيَفَْاحهُم بالخلافٍ عليه والمعارضَةٍ َمَشْهُورٌ أيضأً بن 
جمهُورهم غير عبد الله بن العباس» وعمّار بِنْ ياسر والمَعْقَاع بن قيس237”* ابن 
عَمرو وزيْد بن صَوحان” *) وأزلأده رضواك الله عليهم؛ رأمثال هؤلام كان 
الهيْئم بن التيهان”*'» وخزيمّة بنْ ثابت”*'» وعددٌ يَسيرٌ مخصور. فأوَّلُ ذلك ما 
روى من أنه لما رَجِعَّ جَريرٌ بن عبْد الله البَجْلِي”*' من الشام إلى علي رضي الله 
عنه وكان رسولاً له إلى معاوية يَدْعوه إلى الدحُولٍ في الطاعَة . قال له على : 
«الْخَبَّرًا. قال جريرٌ: «الخلوة» فال النّاسَ: ا ما ضَأَنُ الخَلَْوَة»؟ فال 
علي : «أخيزهُم فَرَالله لتُخيِرْفُم . ُمْ لا يَضْبِرِونَ ولا يَعْذْرُونَ ٠‏ قال جرير: 
«جِنْتُك من عند وم يَنْغْونَ عثمان» ولا يَرْضَوُنَ حتى يَفْتُلُوكُ فإنّهم يرْعَمُون 
أن أمَرْتٌ بِقَثْلٍ عُثمان» وأنت الذي أوَيْتَ قَتَلَنَهُا . فقالٌ عل رضي الله عنه : 
«ذلك بِقَمِيصِه) فجَافَاة”” وقال: «اللهُم إني أنراً إِلِئِكُ من قَثْلٍ عُئمان». فقال 
ْم فيهم الأشترء والطائقةُ الذي تُوا عُثمان وشَاركوا في ذَمه: «قد أَحْبَرْناكَ 
عنه". وأقْبلٌ الأشْبَرْ يَشْتُمُ جريراً ويقول: «وَدَدْتُ أنّي كُنْتُ مَكانّك) . فقال 
جرير: أرََذْتَ أنَكَ كُنْتَ مكاني؟ أمّا وله لو كُنْتَ مكاني لقيت» وقد زعموا 


أنك من قََلَةِ عُثمان». فقال الأشْئّر: «لو أنْبَتَهُم لم يُعِيبُي جَوَابُها ولم يَنقل 


- 107 دون تكملة الاسم . 
(1) إن بعد كلمة «القعقاع؛ كلمة «بن! فق (2) ق: فحافاه. 


138 


على جِمْلّهاء ولَحَملْتُ مُعاوية على خطة أَعْجَلْتُهُ عن الفِكْرٍ لا كَفِعْلِك إِذْ 

حِنْتَهُم بالترّهَاتٍ) . وكثرٌ الخَوْضٌ بَيْنَهُمَا. وعَظَعَ افْتَرَاءُ الأشْئَرٍ على جَريرٍ رَحِمَهُ 

لله وأدّى ذلك إلى اسْتعْذَانٍ جرير عَلياً في الخروج عن الكوفةٍ فخرج لِعظيم 

مَا لقي من الأشْتّرء وَقتَلة عُْمَان وعلي رضي الله عنهما يَكْطُمْ العَيْظَ منه [32 أ] 

ومنهم ويُنْكِرُ فِعْلّهُم ويَئرأ إلى الله عزّ وجلّ منه ولكنَّهُ كما كان أبْداً يتمثلُ: 

ولو أن قَوْمِي طَاوَعَمْنِي سرَاتهُم أمَرْئّهم أضراًيُدَبُح الأعَادِيًا 
[فصل] 

8 ثم ان الأشتّر أتَى علياً لمّا أراد جريرٌ الخروجٌ من الكوفةٍ: اما على 
اسْينْدَانٍ أو جِيفةً» والأقْرَبُ أنْ يكون حَرَجَ هَرَباً فقال له: «يا أميرَ المؤمنينَ ألم 
تَنْهَك”' أنْ تَبْعَتَ جَريرأء وأَحْبَرْئُكَ بِعَداوَبِهِ وغشْه». وأْقْبَلَ الأشتر على جرير 
يَشْتُمُه ويّقولٌُ: «يا أخا بجيلة2 إن عُثمانَ اشترى”" دِيئَكَ بهمذانٌ. والله والله! 
ما أَنْتَ بِأهْلٍ أن تَمْشِي على وَجْه الأزض. 0 
اليهم . ثم رَجِعْتَ تُهَدُدْنا بهم. نْتَ والله منهمء ولا سَعْيّكَ إلا لهم! . : 
لين اغبي فيك أميالسؤمنين لبخيسلك واشناقل. فغ لا تشركيوة سر 
يسْتَقِيمَ هذا الأمرُ أو يُهْلِكَ الله الظالمين». فلمّا سَمِعَ جريرٌ ذلك الإغلاظ 
والتخططء ورأى قِلَةَ الطاعَةِ لَجِقٌ بقرقيسيا من أزض الجزيرةٍ ولّجقَ به نَاسُ 
كثيرٌ من فيس » ولس في أضْلٍ حَائِطٍ فُدَلَى عليه رجل يُعرفٌ بابْنٍ نعي حجراً 
فشَجّه شَجَةَ مُنْكِرَةٌ وأرادُوا َنْلهء فقال على: «مَهِ #النفس بالنفس »© 
«والجرحٌ قَصَاص#6”". وقد عَمَوْتٌ إِنْ أنا عِضْتُ وإنْ أنا مُتْ فَدَعوا 
الرجل؟. 

9 - فقد رَأى قُوْمَهُ اهْتَرَقُوا بين ظاعنٍ ومقِيمء ٠‏ ورأى جراباً وحَرْباً 
فكان هذا من أوَّلِ الأمور على رُهْدِهِ ودِينِه وحِكمَتِهِ رضوانُ© ' الله عليه وشَّرَفٍ 
قَذْرِوء وكل هذا جارِيٌ بِغَيرٍ إيكَاره. 


108 - (3) ق: اشترا. 
((1) ق: ينهك. (4 و5) سورة المائدة: 45. 
(2) ق: بجمله ويُجلّ؛ بجالة ويُجُولا: كان 109 
معظماً ومكرماً. (6) إن كلمة «رضوان» دون راء. 


139 


[فصل] 

0 - غيرَ أنَّ الفِثْئّة كانت عِندَهُ مُتَرَقْبَة أن تَذَْع''' بهمء وغيرٌ بعيدة ببَليَة 
عامة وهّجيئّة شَامِلةَء فلذلِك كان يَتَتَكبُ الإِغْرَاقَ في تقُويم القَّْم والإنتقام 
مِنَهُمْ. ورَوَّى الزهري وغيرُهُ من التابعين أنَّ أبا مُسْلِم الحَوْلَانِي”*' مِن زُهَادٍ 
أهل الشَامء وأمْل الرضّى فيهم؛ ومن لا يَعْدِلونَ بما حَدَا مِنْ صَلْحَائِهم دَخَلَ 
على معاويةَ في جَمَاعَةِ أَمَائْل من أهل الشام» فقال له أبو مُسْلم: (إِنّا نْرَاك قد 
اسْتَعَدْتَ لمُحَارَبَةِ علىٌ بن أبي طالبء» وأظهَّرتَ ذلكء واألْرّمْته دَمَ عُنْمانَء وقذ 
بَلَمْنَا أنّ علياً من دم عُنْمانٍ بَرِيِء؛ وأ لعَليّ من القوم والسابقَةٍ والقَرَابَةٍ من 
رسول الله يك ما لا يُنْكرْه أحَدُ». فقال مُعاويةٌ: اي لأغرف ذلك ما قذ عرفتم 
وجَهِلئم وما أُقاتِلُ علياً [32 ب] على ما اذعى” * من القِدّم والسَوَابِقِ» ولا 
أذّعي أنَّ لي مثْلَ حاله وإنني أقاتِلُ في دَم الخَليفة المَظلوم. أَلَسْتُمْ تَعْلمُونَ أنَّ 
عُثْمانٌ قتل مظلُوماً» قالوا: ١بَلَى»‏ قال: «فُلَيَدْقَعَ علي إلى ولد عُثْمَانِ وَإِلَيْئا قَتَلنَهُ 
َدلَهُم به» ولا مُحَارَبة بَيئَا ونه فقال أَبُو مُسْلِم: «قد انصَفْتَ انذّن”” حرج 
فَأباشِرْهُ بذلك في نَفْرٍ وأَسْمَعْ قَؤله». 

1 فأ له فسَارَ مع تقر فيهم أبو هريرة؟*'» فأناح وأصْحَابْهِ ركاب 
بالرّحبَة 5 ثم الْطلَقُوا حتى اسْتَذْنوا على علي رضي الله عنه فَأَذِنَ لهم ؛ فتَقَدمَهُم 
أبو مُسْلِم فسَلْم عليه ثم قال: «إنا نُرِيدُ أنْ تُكَلْمَكَ) ٠‏ قال علي : انكلم 
راشداً» . فَحَمَدَ الله وَانْنَى عليه ثم قال: «(إنْكْ قد قُمْتَ بهذا الأمرء والله ما 
نُحِبُ أنَّ غَيْرَك قامّ بما قَمْتَ به؛ وأنَّ أميرّنا مُعاويةٌ» وأهل الشام قد بَعثوا إليك 
في طلب دم عثمانٌ الخليفة المظلوم المقهور المحصور. فَإِنْ أعطيتنا الحىّ من 
تَفْسِك» ودَفْعْتَ إلينا فَتَلَتَهُ فََنْتَ أميرّنا لا غايّة لنا ولا للمُسْلِمِينِ فَؤْقك فَمَنْ 
خالفك مِنَ الئاس كانت لْسِئنُنَا شَاهِدَةء َأَئْدِيَا لكَ ناصرة وكُنت أَعْذَّر) . فال 


على رضي الله عنه لآبي مسلم: "انق الله يا أبا م له" فإنّه قد بَلَمَ أنَكَ 


 111- 110 


(1) ق: ندفع. (4) ق: ”يابا» ويتكرر هذا النحو من الكتابة 
(2) ق: ادعا. في المخطوط . 
(3) ق: ابدن. 


140 


رَجْلُ صَالِحُء نك لا َجَهَل مَكانِي من رسول الله وك ولا سَابِقّتي في 
الإسلامء ولا تجهلٌ حال من جئتٌ من عندِو فَأَنْشِدُك الله » والنظر لدينك» 
ولِجَمَاعَة من أَرْسَلّكَ من أهل الشام» وأَرْسِلْتَ إليه من أَهْلٍ العراق» ولا نَكنْ 
خضماً لقزم نَقَضُوا العهد وأضَاعُوا الحُدُودء وأكتروا الكبَّرّ واغْمَادُوا الظلْمَ 
لآل محمّد؛ وأرَاك مُقُبلاً في العجل مِنا . فقالَ أبو مُسلم: (إنّما أنا رسول 
لأهلٍ الشام إلِيكَ فازدد عَليّ جَوَابَ ما أرْسِلْتٌ به إليك» فقال علي رضي الله 
عنه: «ولم تقول هذا أأشْتْبة عليِك رَأَيّك أمْ حَالَ أمرْ مُشكل حتى لا تَعْرِفَ 
حَقَّهء ولا تُنْصِرَ بَاطِلَهُ؛ فقال أبو مسلم: «إني لسْتُ بمُرَاجِعِك أيّها الأميرُء إِنّما 
أنا سَفِيرٌ وأنتَ أمير». فقال على رضي الله عنه: «لِمَ تَكْرَهُ الصِذق وتُزِيعُ عن 
الحقٌء وتريدٌ أنْ تَرْكَبَ قؤماً بكلام لا أمِنَ عليك الرَّجُلُ في عَاجِلِهء والنَقُمَة 
في آجله) . فقال أبو مسلم: 'يا عبد الله أنا على بصيرة من أمري. فأعطني”" 
جوابّ ما أَزْسِلْتُ به إليكَ فإني مُقيمْ على خَطُكَ من نَفْسكَ» . فقال عليّ: 
«أكقُفْ [33 أ] عليك كفانى فقد عَلِمْتٌ أنَكَ مُكَلّفٌ أو خَائِفٌ ما بينهما 
مَسْألكَ»2 فقالَ أ, بو مسلم: «رَحِمَكَ الَه: القولٌ كثيرٌ والخصومة فيه ير 
أسأل الله الصلاحّ لنَفْسِي ولككم” ' وَلِعَامّة المُسْلِمِينَ ما د تقول في قَتَلَّة عُثْمانَ 
فَإِنَّ معاويّة. وأهل الشام أبوا دون قَتَلَتى وما يبُعدونّك من أنْ تكونٌ دافِعاً 
عنهم» ٠‏ ولقد لَطْحُوكٌ من أُمْرِهٍ ببغض الُطخ» . فال علي رضي الله عنه: 


ع 


«اوجاءنا(» قَمِيِضُه عن حَيَْة” تنفّسْهُ). ونقولٌ: أَبْروُ إلى الله من قَتَلَةِ عُمان» 
016 )0 : 
اللهُمّ أخر قَتَلنَه وأفكن” مِنْهُم). 


2 - ثم أَذِنَ للنّاس قَدَحَلُوا عليه وقد كانوا على الباب يَصِيحُون فحَمَدَ 
الله وَانُنى عليه ثم قال: لهذا أبو مُسْلم قد بَعَنَهُ مُعاويّة وأهل الشام إليّ 
إِلَيْكُم في أمر ابْن عَفّان؛ وإنّكم إن فعَلْئُمُوهُْ كان فيه شَعْبُ الصَدّع وألَمْ 
الشَّعَثْ) ثم قال: «قُمْ يا أبَا مُسْلِم فكلّم النّاس , بُعِنْتَ بها . . فقامَ فحمَّدٌ الله 


(1) ق: فاعطى. (5) قتاحصه. 

(2) ق: مسلك. (6) ق: سفسه. 

(3) ق: لكما (7) وجدت «ل» امام الألف وقد خطت بخط 
(4) ق: حاوا. حسف . 


141 


وأنْنى عليهء ثم قال: (إِنّا إخوانٌ في الإسلام» وأغداءً مَنْ خَالمَهُ وأَهْلَهُ ونحن 
نشد الله والإسلامٌ فإنًا الطلبة بدَمٍ الخليفةٍ المظلوم أن يَذكُمَ مَل إلِينا ثم نحن 
أسْرَعٌ الئاس إلى عَليٌ بنَ أبي طالب وأعْلَمُهُمْ بِسَابِقَتِهِ وقِدَمِهِء وأَسْرَعُ الئّاس 
يكم وإلى صلاح ذَاتٍ بَيْنا ويَِيكم؟. فما قَطَمْ كَلامَُ حتى تَتَادُوا من التَوَّاحى 
كُلْها مِنْ قائم وجَالِسٍ: «كلنا قَتَلَ عْثْمَانَ) ٠‏ كَقَامَ علي عند هذه الصَبِحَةٍ فَدَحَلَ 
بغضٌ بُيوتٍ مَنْزْلِه وأخدّ بَئِد أبي مُسْلِم فأذخلة مَعَهُءٍ فقال لَهُ: «قد رَأَئِتَء 
وَسَمِعتَ ما سمعتّ. فقال أبو مُسْلِم: «رَأَئْتُ والله قَوْماً غيرُ راضينَ بما خَرَجَ 
مِنْكَ من لَفْظٍ أعْلَطَ مِنْ هذا يُنكَبْنَا ذكُرْه؛ . فقال عليّ: لو نَرَبْضْمُم بهذا الأمر 
حتى يَسْكْنَ القوم؛ وتَقْلٌَ الدَائِرهُ لعُنْتُمْ من ورَاءِ ما تَطَلْبُونَ فإنّكُم قد 
أخْرجْيُُم كثيراً من الئاس بِطَلَبِكُمْ قليلاً مِن قَتلَهِ عُقْمَاكَ إلى ما رَأَنْتَ. فَقَال أبو 
مُسْلِم: «لا يَدْرُ ذلك ولكن الآنَ طابّ الضِرَابُ لقِتَلَةِ عُنْمَانَا . 


3 2 وحَرّجَ من عنْدِهء ولَجِقٌ بمعاوية وأَحَبَرَهُ الخْبَّرَ بمَخْضَرٍ من جماعة 
الئّاس ثم قال أَبُو مُسْلم: «يا أَهْلّ الشام الآنَ طابٌ الضرَابُ» جاهدوا قَثَلَهَ 
حَلينيكم المَظُلُوم الْمَمَهُورء فأنا أوُلكم في سُرْعَاتٍ النّاس2. وهذه القِصَّهُ تُنبِىٌ 
عن سُوءِ الطاعةء وكثرَة الخلاف» والتَوَثُبِء وبسط [33 ب] اللسَانٍ بما يَكْرَهُ 
أميرٌ المُوْمِنِينَ» ونُبَيّنُ أنَّ ما شَاهَدَهُ أبو مُسْلِمء أو سَمِعَهُ من إِضْرَارِهم 
وتَهَجُمِهمء وَاسْتِحْمَافِهم بالأمر والطاعَةَء هو الذي خَضّه على مُجَاهَدَتهِمْ 
والتَضمِيم على مُنَاجَرْتَهم. وأنْ عَلياً كر مَا كان من صِيَاحِهِم؛ وتعاضَدِهِم 
على الإِمْرَارٍ بالعصيّان. على وَجْهِ يَتَعَذَْرُ مَعَهُ إِقَامَةٌ الحَد؛ ويُبْطلٌ الهَيْبَةٌ 
ويُسهّلٌ الخلآفٌ على الأيِمَّىَ ولذلك قَطْعّ كلامّه وكلام أبي مسلمء ودخل 
َيِه عَضباً وإنكاراً لصَنِيعهم وإِقُدَامِهم. ولو كَقُوا عن ذلك لكان أَقْرَبُ إلى 
الطاعة» وأدْعَى'' إلى الرّقّة والإلْمَةِ؛ٍ ولؤ قد لّوا علي وعَرّفوه أَنَّه لا سَبيل 
إلى تَسْليم أَحَدٍ إِذَّعَى عليه الدّمَ أو أقرَ بهء وقالوا لأبي مُسلم: «لنا في هذه 
رأيّ وخؤضٌ مَعْ أمير المُؤْمِنين» لكانَ ذلك أقْرَبُ وأَخْدَّرُ: أنْ تقوم به الهَيْئَة 


113 
(1) ق: ادعا. 


142 


وتّتَ 0 الفِْتَهُ ومادة الْبهَةٍ في المُطالبةٍ بقثل عُئمان قوم يُظْهِرُونَ مِنَ القثل 


[فصل] 
4 ولعلّ أب" مُسلم أنْ يكونّ اغْتَمَدَ أنَّ الوم سَيَمْتُكُون أيضاً بعلي إِنْ 


أنْكُرُوا ما ليس بِمُنْكر منْ حُكَمِهِ وسِيرَتِه ويَبْحنُونَ عليه الذنوبَ كما بَحنُوها 
على غثمان» وَإنَّ ذلك فسَادٌ فى الأزضء يجب جِهَادُ أَهْله» والمُعينُ عليه؛ 
الطب ُو على يكل ذلك؛ والقلوبٌ متسرْعَةٌ إلى اعتقادٍ ذلك؛ فيمَنْ ن أظهر 
ما أظهرَهُ القؤْم وتناصّروا عليه؛ وهذه مِحْنةٌ عظيمةً» وفتنةٌ عامة» يَضينُ 
المخرجٌ منهاء والتلافي» وتُعَذْرُ الإمامّ في تأخير الحَدٌ عند حِشْيّة التشارهاء 
وتقاقمها” . وقذ كان رَضيّ الله عنه ربما وَاجَهَهُم عند كثرَةٍ امْتتَاعِهِمْ عليه 
وتّقَدُمِهم بين يَذَيْى واغِْرَاضِهِمْ على رَأَيِ؛ وأخكامه بالتفريع» والتؤبيخ» 
والدُعَاء عليهم حسبَ ما تَقَدَّمَ ذكْرْنا له. 


[فصل] 

5 - ورَوَّى جماعةً من أهل الآثارء أنَّ إِرْبدَ بن رَبِيعَةَ أَحَدُ بّني قَرَارَة 
وكان إغرابياً خافياً» وكان له في قَوْمِهِ شَرَفَ وصوْتٌء قامّ عند خض حَض علي على 
قتالٍ أهلٍ الشام؛ ومشاوَرَتِهِ لَهُمْ في ذلك فقال: «يا أميرَ المُؤْمِنينَ أعيذُك الله 
وأعيذً أنفسنا أن تُعيدَنًا إلى ما كُنا في مِثْلِهِ بالأمس من الحمل؛ وقد رَجَوْنا 
الخروجٌ من ذلك - ولكن انتظروا بِسِنَّان -. . . واطلب الصلح» فقامت [34 أ] 
إليه الغوغاء. فصاحخت من كل ناحية في المسجد: اسككثُ يا عدو الله . هي 
من ناحية الأَشْتّر أغظم لأنه أْمَرهُمْ بذلك فقال إزبد: «وَانكلاهُ والله لا أسككت 
ولا أَكَادُ) . فصاح الأشتر وأصحابه بالنّاس: «حَذُوها فمَالوا عليه حتى أَخْرجُوه 
خارجاً من المشجد فَوَطِوْهُ. وقال الأشْترٌ: «لا يَعْلِبَئَكم فِيَنْطِقُ بها بعدّه ناطقٌ» 
فَطرَحُوه ووّطوؤُه ولكرُوه بْعَالٍ السّيُوفٍ حتى خخنصيه'* ؛ ففي ذلك يقول الشاعِرٌ: 


 115- 114 - 


(1) ق:ابو. (3) خرم: سقطت كلمة. 
(2) ق: تفاقمهما. (4) ق: خصسه. 


143 


ألا ونقاة اله خضل ننفتي كما مات في شوق الترافين إزيذ 
تعاون ممناك خضت بقالها 7 لو فضت علذية وه 

وقعث يَدْ فرَوَى جُعفر بن محمّد عن أبيه عن علي رضي الله عنه: «إنَّ 
علياً وأ وقال: «لا يطل دم أحَدِ من المسلمين». وعَظمْ على علي ما صَيِع 
بإزبد» وَانْهُمَ فيه الأش 00 فَاعْتَذْرَ إليه وخَلفء فقال له علي : «وَيْحَكَ يا أشتر 
ليلقيئك عُنْقُْكَ وطِيْشُّكَ فى شر لا محيصٌ منها. وهذا أيضاً في فتْح الخلافٍ» 
وتؤهين السُلْطانٍ والذّريعة إلى إبَطال الأحكام وإذلال الإمرّة كالذي حَكَينَاه من 
قبل . 


[فصل] 

6 - ومن أدَلٌَ الأمُور على قَرَّةِ الفِبَْهِ وسوء الطَّاعَة. وقلَّة التَمَكن من 
السِيرّة في البُعْاةٍ على عُثمانٌ بِمَدأى» الوّاجب المَحْتُوم وتَرَقْب إقامّة الحقٌّ 
فيهم» ونّقض الراجب عليهم؛ والمُبَالمّة في تَأدِيبهِم ؛ وَتَمُويمهم مع اسْتَبْمَاء 
الحقٌّ منهمء أو أنَّ الإمكان وانّحسّار الفِثْنَة وسكون الدَهْمَاء ولولا ذلك 
لَعَاجَلَّهُم بحكم الله عر وجل منهم مع أنَّه رَضيَّ الله عنه كان لا يُخَليهم من 
رَعْظٍ وعتَابء فكيف يُمْكِنُ من هذه حالهمء وإقَامَةٍ الحَنْ فيهم إلا يَكَرنْبِ 
نال حقوقٍ ودِمَاءِ هي أعظمْ مما يجب عليهم؛ كهي وهذا غُذْرٌ واضِحٌ في 
تَرْك تُغجيل إقامّة الحَدٌ على القوم. 


[فصل] 


7 - ورَوَى أيضاً من غير طريق أنَّ عَسْكَرَ علي ومعاويةً لما تدائيا 


000 بحر : الطويل. في ورود هذه الجملة وكتابتها من 
(2) ودأه: منها وَدَّأه: أهلكه. الباقلاني الذي لم يسبق أن أَوْرَدَ كلام من 
)3( ان كلمة الع للهه واردة لمرّة واحدة فقط هذا النوع في نصوصه التي نعرفها. 


في النص جميعه لذلك رأيت أن أسقطها ‏ -116- 
أرلاً حفاظاً مني على مشاعر البعض من 4( ق: بمرأى. 
الذين أحبّوا هذه الشخصية وثانياً لشكي 


144 


بصفْينَ سَبَّقَ معاويةً إلى جارية شَرِيعَةَ من ماء الفراتٍ غزيرة وَوَكلَ بها أب 
الأعوّر السَلّمي”*) في”” كَتِيبَةِ يَدْفْعُهُمْ عنهاء فكائك60 | وَل حزب انتَشَبَتْ 
بينهم» ثم إنهما تَرَاسَلاء واضْطَلَحَا على أنْ يَرِدَ القُريقان الشريعة بعد أن وَقْ2©© 
الأشعث بن قيس [34 ب] أبا الأعور وأضحَابه» واستظْهّرٌ عليه في دَوْرِقٍ من 
الماء» وقتِلَ خلق من النّاسء ثم اضْطَلَحُوا وَاخْتَلَطواء وأؤققُوا أمرَ الحزب 
على التَتقّلِ بها والصَلْحء وتحالَمُوا على ذلك 


8 - فلمًا شتلق بهم حرج عُبَادَةُ بن الصَامِتِ”* » وعُويمر بِنْ زَيْد 

أبُو الدرداء(*» وغبيد الله بنْ عامر الدّوُسي» وهو أبو هريرة*'؛ والصُدّى بن 
عَسجَلآنٍ البَاهِليّ» وهو أبو أَمَامة البَاهلي*) حتى دَخْلُوا جَميعاً على علي رضي 
لد عنه. دوا اله وأَنْتُوا عليه كوا سَابقةٌ على تدبو وككروا م 
سَ تمد" عليه أهْلْ الشام من إعائيه على قَثْلٍ عُثمان» وإنْهُم يَحْتَجُونَ وما 
58 من دهع قتّلته إلى وَلأبِه؛ ثم أبث الخايهُ في أَنفُسنا ونس المُسْلِمين 
فائظر في ذلك». فقالَ على : امَرْحباً ما جِنْثُمْ إل في خَيْرٍ! . ما ما ذَكَرْتُمْ 
من قَبْل عُثمان أو العَوْن لقّاتله فأبرأ إلى اللَهِ من ذلك: اللهُمٌ! إِلْعَنْ قَتَلْنَه 
والآمِرِينَ بِقَثْلِهِ» قالوا: «فَاذْفَعُهُم إِلَيْه ليسْلمٍ الأمْرُء ويَجْتَمِع النَّاسُ عَلَيْكُ؛. قال 
علي: ما أَسْتَطيعٌ ذلك» وما جد أعواناً عليه وهم أؤلى» فَإِن اسْتَطاعُواء 
فليأخذوهم' . . قال ثم أمبلوا على الخيول ممَنعين في التحدِيد زُعَاء عشرة آللاف 
أو يَرِيدُونٌ فقّالوا: «نحن قَتَلْهُ عَنْمانَء فمنْ أنكرَ ذلك علينا من الفريقينٍ 
فليُيْدِا” لنا صَفْحَتَهُ وينْردٌ) . فقال على : «أَنْنم نَسْمَعُونَ ما أَسْمَمٌ) فَانْصَرَفوا. 


9 - وإذا عَبْدَ الله بن عَبّاسء ومَالِك ؛ بن التَيَهَانٍ حليف بني عير 
الأشهل. ” *) وخزيمة بن ثابت الحكمى”* فى رجَالٍ من الأجْتادٍ. وقد رَؤُو0© 


- 117 - (5) ق: اعتمدوا. 
)010( ق: أبي. (6) ق: أماما. 
(2) يكرر افى). (7) ق: فلسد. 

)3( ق: كان أول. 119 

(4) ق: ذق. (8) قى: راوا ما راوا. 
118 - 


د14 


2 


ما رَوْا من إتيانٍ رُسُلٍ , معاوية إلى عليىٌ؛ فقَتَقَدّموا إليهء وسأله ابنُ عبٍّاس 
وَالْجَماعَةٌ ازسالّهم لعظة معاوية, فأَذِنَ لهم في ذلك» فدخلوا عليه» وَوَّعَظه 
ابْنّ عباس والجَمَاعَةٌ قُتَفّرر الرَأيُ على أن يُخَلي على بين قَتَلَةِ عُثْمانٍ وبين”) 
أَهْلٍ الشام ؛ وقال علي : لايد لي بهم ( ٠‏ وبر أُو الأوَرٍ السلَمَي”*) في كتيبة 
كَثيفةٍ فيها ذُو الكلاع * 3 ٠"‏ وشْخبيل بن الشمط: وحوشب ذُو ظَلِيم: يدعونّ 
مع عثمان؛ فبَررَ إِليْهمْ من عَسْكَرٍ علي نحو عِشْر, الف متَمَّئّعينَ بالحديد» 
تقَدمَهُمْ مَالِكُ الأشْئَرء فنّاداهم أبو الأغوّر السَلْمَى 3 «إِنا لا نريد إلا قَثَلَهَ 
عَثمانَء فْمَنْ كان يؤمن م بالله عرّ وجلّ» واليوم الآحرء وكان بريئاً من قثل 
عشمان إلأتَتَحُى عنًا ولا تحمله جنيّة الَشيرة أو ذِمَامآ [135. . 2 
فسَيَبقى. . .” دونه مِمَّنْ يظَلِمُه. . .© وبرّ الأشْئَرُ فقال لأبي الأغوّر 00 
مَنْ تَرَى قَتَلَةَ عثمانَ» فال أبو الأعوّر : «الثانية نَنْشْدُكَ الله من كان بريئاً من دَم 
عُثمانَ إلا انُصَرَفَء ورضِيّ بالعاقِبّة والدخولٍ في الججملة فإنّه لا جِمَاعَةُ لاا 
بغير قَتَلةِ تعُثمان»؟ فَأَبَوًا أنْ يَنَصَرفَ منهم أحَدٌ. 


[فصل] 

0 والْتَشَبَثْ؟ الحَرْبُ بَيْنَهُم ثَلاثة يام ول فيها حَلق من الناس 
وهُم بمغرّلٍ من العَسْكَريْنَ جميعاً إلى أنْ كَثْر القَثل ب بتَِهُمْ فَأعْظَمَ ذلك صُلْحَاء 
الفريقَيْنء وأَحَبَرُوا علياً بِهِ ومُعاويّة» فأزْسَلَ على إلى مالِكِ الأشْئّر أنْ يكف 
إلى أنْ يُرْسِلُ السفراء» وينظرَ في الأمرٍ. وفع مثلّ ذلك معاويدٌ وَانْقَطَعَث7© 
الْحَرْبْ بينهم» ؛٠‏ وما يلْرَمْ علياً رضي الله عنه أكثّر ممًا فَعَلَهُه وما يُمكنُ في مثلٍ 
تلك الحالٍ إلا دون ما كان من ما يَنْتَه القَْمْ والمَمَدُمُ بعَزْلِهِمِ عن جميع شيعّته 
وهم حَامِيةٌ العسكر» فلا عَتَب عليه إذا لم يَتَمَكنَ من القَذْر الذي طَالّبَ به 
الْمَوْمَ مع العلّم بفُضله ودينه. وجَليل قَذره وخلقه على البَّراءة من قَتَلَةِ عُثمان 
وليه لهم؛ ومُجَاهَرَتَهم به. فبان بذلك أنَّه لم يحل بشيء لَرْمَهُ من هذا الأمرء 


(1) ق: بين. (5) يكرر «لنا». 


(2) خرم: سقطت كلمة. - 120 
(3) خرم: سقطت ثلاث كلمات. (6) ق: التشب. 
(4) خرم: سقطت كلمة. 70) ق: انقطع . 


146 


وأنّه كان من أحرّص الئاس على إقامّة الحَدّء واشتِيفاء”'2 الحقٌء ولو قد 
أَطاعُوةٌ » وكَفّ الأَشْتَرُ ومَكنَ من ذلك» وتَرَكُ الإغتِرراض والإثارّة للثائرّة . 


[فصل] 
11 وقد كان الجلافُ عليه من أصحابه كثيرٌ جداً فيما لا يشكونَ في 
صوابه ووجوب طاعتِه في امْتَثَالِهِ وما لا ضرر عليهم في فِعلهٍ بل لعودٍ 
لمُتتازعَة إليِهم والشهيرٍ فيه بعزْ سُلطانهم» وتوثر أموَايهم وقِلَِ الأظماع فيهم 
والمَمَكُنَ من تَحَيُفِهِم وتهضّمهمء فلا يزداُونٌ عند ذعائه لهم إلى الطَاعة 
والحض على الإجابّة» والمُشَارّكة الا تثاقلاً وتَمَادياء وكانوا مع ذلك ربما 
ناظروة وَجَبِهُوهُ بالإختيجاج للقُعَودِء وربما تَرَكُوهُ ولَحِقُوا بمعاوية وفازوا بما 
معهم . 


[فصل] 

2 ولقد رَوَى من غير طريتٍ أن علياً رضي الله عنه قال لعسكره 
وجُندِهِ لما اتصل به لحوقٌ بُسر© بن أرطأة(*» بالِيَمَنَ حين أنْمَدّهُ معاويةٌ وقْتِلَ 
بها صَبْرا” وَهَرَبَ أمير سعيد بن لمر إن”* وَاسْبَخَلافِ عُبَيْدَ الله بنْ 
العبّاسر ! *'؛ وكان أيضاً أميراً من قِبَلِهِ على اليَمَنِء ؛ مع سعيك بم بن تُمران»ء 
ومُظاهراً له على التَدْبيرء وبَعّد عنها عُبَيِدَ الله وَاسْتَخْلَفَ عليها عُبَيْدَ الله بن 
عبد الله بن [35 ب] عبد الدار فلما دَخَْلَّها بُسر بن أَرْطأةٌ ٠‏ قتل عُبَيْد الله بِنْ عبد 
الله بن عبدٍ الدار”* وتنكب ابْتَيْه وهُمًا طِفْلدنٍ ليَفتلَهُما عند أُمّهِمَا جُوَيْريَة 


عو 


قارظ الكتابيّة فخرجت9©) نسوةٌ من بَّني كِنَائَة فقالث له امر أة مِنهن : "تق الله 
هذا" الرجالٌ يَعََلونء فما بال الولدّان» فواللهِ ما كانوا يقْتُلُونَ في عبَادٍ 
الأوْنَانٍ وإِنَّ سُلْطان”* يمْعلُ : فيه الصغيرٌ؛ ويِخَافٌ الكبير - ونَرَعَ الله تَعَالى من 


بئة 


(1) ق: استفى. (4) ق: نمران. 


122 (3/ شبه ممحوة. 

(2) ق: بشر ورد الإسم بالشين و..د.س 60) ق: فخرج. 
بالسين . 7) ق: هذا. 

(3) قى: صرا. (8) ق: سلطان. 


17 


قُلُوبٍ أَهْلِهِ الرَحْمَةً - لسُلْطَانُ شَقَى» فَأْمَرَ بِهُنّ مَطرِنَ وقال: «لقد هَمَمْتُ أن 
أضَعْ فيكنٌ السَيف» فَقلتا: اما كَل النّساء إلا كَمَئْل الصبْيّانِ». فقدمَهُمًا فضرّبت 
أعْنَاقّهما فقالث أُمّهُمَا جُوَيْرِيَةَ ابّة قَارظ'*" : 
ها من أجِسٌُ بَنِيٌ اللَذَيْنِ هُما سَمْعِي وقَلْبي فقَلْبي اليوم مُحَجَطلفُ(0) 
هامَن أجس بَنِيّ اللّذين هما مُمٌّ الهِظّام فمُخَي اليومَ مُرْتَمُِ 
هَامَنْ أحسٌ بَنِيَ اللَذَيْنَ هما كالدُرَئَيْنَ بِشَظَاعَنْهُمَا الصَدَفُ 
يَئْلِبُ بُشْرا وَمَا ضَدَفْتْ ما زَعَمُوا 2 من قََلِهِمْ لي والإفك الذي اقْتَرَقُوا 
أنجا علي ودَحى طَفْلَي مُرْهَفَةٍ مَشْحُودَة وكذاك الإفكُ يُعْتَرَفُ 
من وَل وَاِهَةَ خيرى مُفُجَعَةً 2 على صَبِييِن ضلاً إِذْ غَدَا السَلَّفْ 
[فصل] 

3 وَيُرْرَى في جميع هذه الأبْيَاتِ: «يا مَنْ أحسُ) ودُكرَ أنَّ الطفْلين 
اللذين قَتَلْهُما انِئَيْ جُوَيْرِيَة كانا وَلْدَي عبد الله بنْ عَبّاس نفسه» ولم يُكونا 
ولَدَي عبيد الله بن عبدٍ الدارء فلما بلع علي رَضيّ الله عنه ما صََعَ بُسرٌء وقؤل 
جوري ٠‏ وإنّهُ يل نهم سَبْعِينَ رجلا صبرأً بالشييف . بَعَتَ في أَثْرٍ جَارِيَة بن 
(*. الذي كان يُحِدُ إلى بسر كتاباً يأمُرْه فيه بِالمُبَادَرق 
وَالمُسَارَعَة ورك التعفي © و في السَيْر. وقد كان قَبْلَ أنْ يَنْمَض جَارِيَة بن 
قدامة. قد قَامَ فيهم رَضِيّ الله عنه مَقَاماتِ مشهُورة؛ يَسْتَنْهِضُهُمْ فيها الى 
الخُروج إلى بسرٍ بن أزطأة ودَفْعِهِ عن اليمن» ومَئْعه من باطله» فتَشْاكسُواء 
وتَتاقلواء ولم يُحِبْ أحد مِنهُم إلى ما دَعَاهُمٍء وقْتَحُوا ذ فى الرّدِ عليه؛ فَضَجِرَ 
بهمء وأكثر دَمْهُمْ فَأسَاءَ النَنَاَ عليهم . وحَلَفَ لَهُمْ أنه لولا طَمَعْهُ في الشّهَادة 
لازتَحَل عنهم. فذكرٌ أنه قامّ في النَّاسِ» فحَمَد الله . وأثئى عليه وقال: «أمَا 
بغد يها الام إن أول نقصكم ذمات أولي التق والرَأي يقولون فيصدقون 


(1) بحر: البسيط . (3) ق: النها. 
123 (4) ق: معا خرم: سقطت كلمتان. 
(2) ق: السفير. (5) خرم سقطت كلمة. 


148 


دعؤتكم عَوْداً». .. وثّلا: «وسراً وجَهَاراً. في الليلٍ والتهار ولا يَزِيدُ؛ 
#دُعائي إلا فراراً20, أمَا لفك المؤعِظة وَالدُعَاءْ إلى الهُدَى والحكُمَةٌ أن 
والله ني لَعَلِم بما يُضْلِحَكُم وبعفوة ' أوَدكُمْ؛ ولكنْ لا أَصْلحَكُمْ بقَسَادٍ َي 
ولكن أُمْهِنُونا قليلاء ٠‏ فَكَأنَكُمْ قد جَاءكُم مَنْ يَحْرِمَكُمْ ويُعَذَبَكُمْ ويُعَذَبَهُ الله كَمَا 
عَذْبَكم؛ إِنَّ مِنْ ذُلَةِ الإسلامء وهلا هذا ذا الدين أن ترى ابْنَ سفيانَ يدعو 
الآزذال. والأشرارٌ فيَجابٌ وَأَدْمُوكُمْ رأ نتم الأفُضَلُون الأخيارء فَتْرَاوِعُونَ 
وتدَافِعُونَ» وما هكذا”” يَفْعَلُ المُتّقُونَ). 

4 . (إِنَّ بسراً قد وج الى اليّمّن. وما بُسِرٌ ليَنبْد إليه مدكم عُصَابَةٌ حتى 
يَرُدهُ الله عن تُسيبو»: وإنّما خَرَجَ في سِتْمَائَةٍ أو يَزيدون» فأسْكتَ القَّوْم لا 
يتتكلمونَ». فقال: «مَا لَكُم مُخْرِسينَ لا تتكلمونَ» فقام أبو برزة بَنْ عَوْف 
الأسْلّمِي”*' فقال: «يا أميرٌ المؤمنين: إِنْ سِرْتَ سِرّنا» فقالَ على رَضي الله 
عنه: ما لَك سُددْتَ لِقَؤْل الرَشَادٍ أتقول لي أخرخ؟ إنّما يَخْرْجُ في مِثْلٍ هذا 
رَجْلُ مِمَّنْ تَرْضُونَ من رُؤسائِكم وشُجعَانِكمء ولا يَنْبغي أنْ أَدَعَ المضرَّ 
والجَنْدَ» وَبَيْتَ المالٍء وجبايّة الأرض والقضاء , بِينَ المسلمينَ. والنّظرَ في 
حقوقٍ الئّاسء» ثم أَخْرُجٌ في كتيبة تَنْبَعُ أخرى في ي فلواتٍ الأزض» وشغثٍ 
الجبالٍ هذا والله رَأَيُ السَوَّافَ” والله لولا رجاء الشَهَادَةٍ عند لِقَائِهم لقَرْئْتُ 
ركابي نُمْ شَحَضْتُ علكم فُلّم أطلْبَكُم ما اتَلفٌ جنوبٌ وسَمَالء قَفِرَاتَكُمْ 
رَاحَةٌ ودعَةٌ هُ للبَدَن) . 

[فصل] 

5 ورَوَى أنه رَضِيَ الله عنه قامَ فيهم مَقَامَاً آحَر فقالَ: انْبْنْتُ أنَّ بُسرأً 
فد بط لتقن وما أزى هؤلا لقم و5 ليك | نهم" باجتماعهم على 
باطلهم و تَمَرُة عن حَفكُم؛ استعملتٌ فلانا , بن فلانٍ فَحْانَ وغَدَرَ وحَمَلٌ 


000 سورة نوح:6 . )05 ق: السواف. 


(2) ق: بعثوا. 125 - 

124 (6) قى: سنذالون. 

) ق: هكذى. (7) وردت "«انهم» مضافة بالهامش. 
(4) اق: سسه. 


149 


المال إلى معاويةً وبادَأَهُمْ الأمانة؛ وَلخْيَاتَكُم لإمامكم؛ ونْصِيحتِهِم لإمامهم». 
وروى عنه أيضاً أنّه لما اسْتَوْلَى بُسْرٌ على اليّمنّ» ورَجِعَّ عُبَئِدُ الله بن عبّاس”* 
وسعيد ابن تُمْران”*' إلى علي رضي الله عنهء وكانَ له مَجْلسٌ في السوقٍ 
فِجَلْسٌ فيه [36 ب] فَنَسَمَّ من صَلاَةٍ القَدَاةٍ حتى طلوع” الشمسء فلمًا طَلَعَتْ 
عليه الشمسٌ من صبيحة الليلةٍ أتى قَْمٌ عليه: عُبَيدُ الله بن العَبّاس وسعيدٌ بن" 
ثُمْران من اليَمَنء خَرْجَ يَمْشِي إلى المِئبّر وهو يقول: «ما هي إلا الكوَيْفَة 
أفبضها”” وأَنْسُطهاء إن لم تكوني إلا أنت فَبَّحكِ الله». ثم صِعَدَ المنبرَ فحمّد 
الله وأنْتى عليه ثم قال: إن بُسْراً قد أطَلَعٌ اليَمَنِ وهذا عبيد الله وسعيد قد 
ما عَليَ البَارِحةء وما أَظنُ هؤلاءِ إلا سَيَسْتَظْهِرُونَ عليكم حتى لقد أَصْبَّحَتَ 
لو ائتُم© أحَدُ حَدُكُمٍ على تَدَح لَجِفْتْ على علائَته! لهم إني قد سيمت منهم 
وسَيِمُوا مي ومَلَلْتُهُم ومَلونِي فَأَنِْل لهم بي شَرأ مني» وأَبَدِلني بهم خيراً مِنْهُمْ! 
أللهُمٌ أمِثْ قلوبَهُم كما يموثُ الملّحٌ في الماء؛. 


6 - فقامَ إليه جَارية بن قُدَامة السَغدي في بعض هذه المواقفٍ فمَال: 
يا أميرَ المؤمنينَ لا أَعَدَمَمَا الله نَفْسَكء ولا أذَانَا فِرَاقَكَ أنا لَهَا ولِىّ أسيرٌُ حتى 
إليهم» فقال: «تجهّز فإنك علمتٌ مُتارك””© ميمونُ النقيبةِ". فأنمَدّه إلى اليَمَن. 
فلأجل عليه بهذه العزائم الضِعَافٍِء يَزْخص في تأخيرٍ القؤم من قتلةٍ عُثمان 
رضي الله عنه ليس لتعصّب. وإيثار لِثَرْكِ واجب. وإنّه كان غير مُطاعٍ في 
أكثر أمرو» وبين أصحاب كثيري الشمّاق والخلافٍ ضعافٌ العزائم والبصائر 
والثباتٍ فيما يبَعنّه منهم من : البصرّةء فإقامة الحق» إلآ نفرُ منهم رضوانُ الله 
عليهم يَسِيرٌ. منهم عددا”: كعبد الله» وعبيد الله ابْني العبّاس وجارية بن 
قُدامة» وأبي الهَيْنّم بن التيهان والقعقاع ابن عمرو وأمثالهم من أَهْلٍ الطاعة 


والتَشُمير. 

(0) ق: طلوع. - 126 - 

©) ق: ابن. (5) متارك . 

(3) ق: اصصها. (6) ق: عددهم من الأفضل أن تكتب بصيغة 


]50 


[فصل] 

7 وقد كان قََلهُ ُدمان بطانةٌ الجند الذين معه؛ وَطَهَارَنُهُمْ وأهلهم 
وقرابَائهم وعَشْائِرُهم وكانوا دائماً يفُدحون في عُثمان ويُعظمون طَلْحَهِ وسوء 
أَمْرَتَه» ويُوهمونَ اسْتِحْماقه القَدْلٍ بأخداثه التي بَحَتُوها عليه؛ وربّما خرجوا في 
ذلك إلى أنْ يقولوا غيرٌ الكتابَ والسّئَّة: «وقَتَلناه يوم قَتَلْناه كافراً مُرْتداً» وكانوا 
غزاةٌ و''' أهلّ فتنةٍ يطلبون الخلاصٌ مما جَوه بالهَيّج والهَرّح» والتحمّلٍ في 
قثل عثمان رضى الله عنهء وإلحاقِه بعمر . . .© [37 أ] أو ينظر. . .© بذلك 
غيرٌ غيرّه على ما ذكرناه من قَبْلٍ ومَنْ كانث أحوال إخوانه وندمائه فيما يدُعون اليه 
من إقامة الحقوقٍ التي تغوذ بعزمم. وإشادّة ؤكرهم, وليس فيها قَثْلُ قريب ولا 

تَسَبُْبٌ ولا إذلآل لعشيرةٍ تَفْمَعُ ظالماً وانتصافٌ لمظلوم كانوا أَبْعَدَ الئّآس من 
اإطاغة بزب رقاب الأهل والمشيرة: ومُفارقة الأحبّة” والتَعَرْض لأمر يغْلْبُ 
على ظَنّهم خصول فتنة تَؤُولٌ الإذلال لهم. والخضب منهه لأجل رجَلٍ قد 
صور لهم قاتّلوه: أنّه كان ظالماً في إمرته©ا ومُستّحقاً لسَفك دَمه. 


[فصل] 

8 وكانوا عندٌ مُحَاوَلَة على رَضِيّ الله عنه إِقَامَةَ الحَنٌ : في أَهْلٍ الجتاية 
المُخْتَلْطينَ بهم - أَقْرَبُ النّاس الى الإرتكاس في الفِنْنَدَ» وتَمَرُقِ الكَلِمَقَ وخلع 
الطاعَةء ومُحَاولَة الإسْتِبْدَال بالإمارّة والخوُوج, عن ذلك إلى سَفْك الدّم 
الحَرَامٍ» واقتراف الآثامء وببعض هذه الأسْبَاب يَقُوم العُْذْرُ في تأخِير إِقَامَةً 
الْحَد حتى يَصِيرٌَ تقديمّه إذا أذّى إلى ذهَاب أمكاله من الخُدودء والخقوق 
ودروس الحق وعَلِيَّة أهل الفبّْة - والظلم - منكراً ؛ وتَعسّفِ””) الأمر في إقامّة 
حرام ممنوع”” عند مَنْ غَلَّبَ على ظَئَه ذلك؛. وعَلِمَ وقوعه. وقد كان عليٌ 


127 الناسخ فصارت واحذة اعض منهم) 
(1) إن حرف «الواو؛ شبه ممحوة. وعطفاً على الجملة السابقة أضفت «ال». 
(2) خرم: سقطت كلمة. (6) ق: امراته. 

(3) خرم: سقطت كلمة. - 128 - 


(4) ق: ظالم من الأفضل أن تكون منصوبة. (7) اق: بعسفا. 
(5) كتبت هذه الكلمة كلمتان ثم لصقهما (8) ق: حراماً ممنوعاً. 


151 


رَضيَ لَه عنه أغرّفٌ الناس بهذه الأمورء وأَعْلَمُهُم بِضَغْفٍ بَصَائرٍ الأخِتَاد 
كِثْرَّة طمْنهم على عُثْمَانَ رَضيَ الله عنه وقِلَةِ نَمَاطِهِم لإقَامَةِ الحد على قلت 
وتفورهم من ذلك ؛ وكِثْرة تجاذلهم وتنارعهم في إجابيه إلى ما يُضْلِحُهُم ضلاً 
عمًا يَعود إلى اسْتِحْرَاجٍ حَقْ من جنودهم وفي زَمَانْهم. ولو أنّهِ اسْئَحَلُ رَضيّ 
الله عنه خَلْعَ نَفْسِوء ومُقَارََةَ سِبَاسَتِهِم وكظم المَيِظٍ لَسَارَعَ إلى ذلك؛ ولم 
يَتَعَاظَمُهُ لِكنْرَةٍ شقاقهم وخلافهم وبقاء غِشّْهِمء وتَمَائْلِهِم. ولقد بَالَعَ أيضاً فى 


[فصل] 

9 - لما بِعََ مُعاويةٌ بالنعمان ”'' للإغَارَة على العراق» قَتَرَّلَ بِعَيْن 
:. 0 و ع شه كا م 0 (#ه) ررز. خسو )مم ممع 1 
التَمْر وعلى جَرْبها مالك بِنْ كغب الأرزحبي *", فلم يُقِمْ لحَرْبهء فبَعَتَ إلى 
علي رضي الله عنه بالحَبرء وَاسْتَمَدَّه مالك لِلِقَاءِ النُعْمَانِ [33 ب] بعد تأخره 
فقرأ على رضي الله عنه كتاب مَالِكِ ب بن كغب على أَهْل الكوفةء وَاسْتَنِهَضْهُم 
لمعونته فلم يُحِبْهُ أَحَد وقال: «هذا النُعْمَانُ بْنَ بَشيرٍ قد نَزّلَ بإخوانكم في 

جميع أهل الشَّام ليسوا بالكثير: ٠‏ فأخرجوا ولعلّ الله عر وجل أنْ يقطعَ مِنَ 
الظالمين طرفاً» ” فما العدب أحد: َقَامَ على رضي الله عنه عند ذلك فقال: 
«أيُها الناسٌ المّجْتَمِعَةٌ أبْدَائُهُم المُفْتَرقَةَ أَهُواؤُّهُم ما عَرَفَ دَعْوَةَ من دَعَاكُمء ولا 
م 3ه 2-5 رعس )2( 2١‏ 0 2 2 2 اس و 1 
استرّاح قلب مِن ما سَاءكم كلامكم يوهنَ الصمّ الصلات» وفغلكم يطمع 
فيكم عَدُوٌكُم. إذا دَعَرْنُكُم إلى جهادٍ عَدُوكُم قلعم" كَبْتَ وكيتء ودِيْتَ 
وديت»ء ومهما لا أدري أعاليلٌ بتضاليل» وسألتموني التأخيرٌَ ‏ دفاعٌ ذي40) 
الدّين المَطول ‏ فهيهاتٍ فهيهات: حيدي حيادٌ لا يَمْنَعُ الضيمَ الذليل. ولا 
يُدرَكُ الحَقٌ إلا بالجد وَالصَبْرٍ. مع أي إمَام بَعْدِي تقاتلون؛ أمْ أي جار بَعْدَ 
جاركم . تَمْتَعونَ الذليل. والله مَنْ نَصَرْئَمُوهُ. وأصبحتٌ لا أطمَعٌ في نَضْركم. 


(3) الكلمة «قلتُ» مفردة موجهة اليه بينما 


129 الكلام في الخطبة يشير إلى الجماعة. من 
(1) ق: النعمن. الفمروري وضعها بصيغة الجمع . 
(2) ق: ماساكم. (4) ق: ذي الدين. 


152 


وأَصَدْقُ فَوْلِكُم . ُرَقَ بيني وبَيْكُم وأبْدَلّني بكم مَنْ هو خيرٌ لي منكم. أمَا 


0 


أنَكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَغْديٍ ثلاثاً: ولاء شاملاء وسيفاً قاطعا”'' وأئَرَةَ فَبِيحَةٌ يحدّها 
الظالمُون عليكم سُنّهَه فتبكي عيُونكم. ويَدْخْل الَفْرُ بيوتكم, وتُمْئَعُون عند 
بعض تلك الححالات : إنُكم رأيُْمُونِي فُنحرئموني» ومَرَفتُم دماءكم دُوني» ولا 
ينعد الله إلأ من ظَلَم؛ يا أهلّ الكوفة أمِنْ منشّر من مناشير أهل الشام أَظَلكُمْ . 
أغْلَقَ كل امرئ منكم يَابَد والتجر في بيه انحجاز لضب في تشثيره ل الضيع 
في وجَارِهَا. المغرورٌ واللّه من غررتّمُوه. ومن فَارَفُكُم قَازٌ بالسَهُمٍ الأخيب ' 
ومن رمي بكم رَمَى بِأفْرَقَ أضلافٍ في لكم . لقد لَقِيِثُ منكم ترَحاً. يوم 
أناديكم» ويوماً أناجيكم فلا أحرارَ عند النداء”2. ولا إخوانّ ثِقَّةِ عند اللا 
أَنَاِهِ أصم تسمعون وبكم تُعقلون كُمَهُ لا تبصرون والحمد لله رب العالمين». 
وتمثّل : 

أْمَرُْكُم أمري بمُنْعَرَج الأُوى 2 فَلَمْتَسْتَبِينواالرَشَ إلا ضحى الخد" 


0 ثم قال: الَمَمْري لَقَد تَبيَتْ عَاقِبَةُ أمْركُمْ لم يبِقَّ إلا بدخول» 
الكوفة [38 أ] أو شك يريدٌُ خصومةٌ . .." أما والله لو أني جِنْتُ أمزتكم أمري 
حَملتكم منه على المكرووء فإِنْ استقَمْتّم هُدِيتم. وإن تعوّجتم أمَمتُكمء وإن 
أبَيئُم علي : بدأتٌُ بكم لكانث الونقى» ولكنْ بِمَنْ. وإلى مَنْ أداويكم كناقش 
الشوكة». ثم قال 
اليا ليتَ لِي من بعدٍ قومي قومي- أو لَيئّني أَسْبقُ بَعْض يَوْمي)© 
«همنالك لو دعوت أتاك منَهُمْ رجالٌ مكل أزمنة”” الحميمم 09 


(1) وجدت «طعاً؛ مضافة بالهامش. -130 - 


(2) باصلاف حذفت الباء لوجود باء فيما (6) ق: بدخول. 
قبلها . 7) خرم: سقطت كلمة. 
(3) ق: الندى. (8) بحر: الرجرز. 
(4) ق: اللحا. (9) ق: أرميه. 
(5) بحر: البسيط . (10) بحر: البسيط. 


1533 


«اللهُم إن دِجْلَّة والفرات نهرانٍ أغميان أنِكمانٍ أصمَّانِء أَرْسِلُ عليهما 
بحرّك» وانْزع مئهما نَضْرَّكء ولج الفَرْعةَ يا شيطانًَ الرَكيّة . دعوا إلى الاسلام 
َمَتَلُوه. وقرؤُوا القرآنَ فأخكَمْره. وهيّجوا إلى الجهادٍ فوّلهوا وَلَهَ اللقاح إلى 
أولادها . وسلُوا السيوفٌ من أغمادهاء وأخذوا بأطرافٍ الأزض رخفاً زحفاً 
وصفاً صفاً. صَفٌ هَلِك وصفٌ نجا. ولا يبشرونٌ بالأخياء. ولا يُعَزّرن 
بِالمَنْلى: أؤلئك إخواني الصالحونّ بححق. بالثناء''' لهم أنْ يَطيب» ودَمَعَتْ 
يناه ثم نل . 

1 - ولولا أنه رضي الله عنه قد عَلِمِ منهم فوق هذه الأوصافٍ»ء وظهرٌ 
له منهم كثرةٌ الشقاقٍ قبْل هذا الموقفيٍ لما بَلَغّ هذا المَبْلغْ العظيم في ذَمّهِمء 
وسوء الكَنَاءِ عليهم» ولما بعت معاوية© سفيان بن عؤف العَامِري”* إلى 
العراق؛ أمَرَهُ أن يَغيرَ على من قَدِر. سار مُغْذَاْ فلم يجد من أحدٍ غِرّةَ حنّى 
التهى إلى هيت» وعليها كميل بن زياد النخعي”*'» فلما أحسٌ كميل بذلك» 
بَدَرَ إليه مُنابذاً لسفيان» فعطف سفيان على هيت» فقتل وأسرٌ منهاء ومن 
أطرّافهاء ثم توجّه إلى الأنبار» وعليها الأَبْرش ابن حسان البَكري”*'» فطَرَقَهُم 
على غِرَةٍ وقّتَلَ سُفيان الأَبْرّش بن حسانء وشَّنّ الغارَةَ بها. وبَلَمْ الخبرُ علي 
رضي الله عنه. فخرج لانْبَاعِهم بنفسه» فقيل له: «يا أميرٌ المؤمنين إنما كانت 
سَرِيةٌ أخذّتْ ما وَجدت فقد انصرفوا إلى الشام» فرجع إلى الكوفةٍ بعد أن بلغ 
النخيلة . وكتبّ إلى كميل بن زياد يُفَئْدُ رأيه: «أما بعد فإن يُضَيّمَ المرءٌ ما وَلِيَ 
ويُكلّفه ما قد كفى. عجر حاضرٌ ورأيٌ مبتورٌ وإن تَعَاطيك على من حؤلك 
وتغطيلكٌ عملّْكٌَ ليس فيه من يَمْتَعْهُ ولا يَدْد عنه عدواً يريده لِخَطأْ كثير [38 
ب] ورأي غير سَدِيدٍ صَرْقْه متحيرٌ الصرفٍ. )6 
مُجْزِي عن أمير ولا دافع عن أَرضِها. 


[فصل] 
2 ثم أمَرَ علي رضي الله عنه الئّاس ليسيروا إلى الشام» فتثاقلوا 
وفشلوا فكتب كتاباء وأمر أن يقرأ على الناس» وكان مُغْتلاً فَقَوَأه سَعْدٌ أَحَدْ 


عير مهيب الجانب ولا 


(1) ق: بالننا. (2) ق: معوية. 
131 (3) خرم: سقطت أربع كلما 


154 


مواليه. وعلىّ رضى الله عنه جالس : «أمَّا بعد فإِنَّ الجهاد بابٌ من أبواب 
الجَنَّهَ» فَمَنْ تَرَكَ الجهاد في سَبيل الله ألبَسَه ثوب الذلةٍ وضرب على قلبه 
بالإشهاب”" . ودُلّلَ بالصّغار وسِيمَ الحَسْفَ ومُنع النصر. فقد دَعوتُكم إلى 
جهادٍ هؤلاء القوم ل ليلا ونهاراً وسراً وعّلانية؛ وقلتٌ: أغزوهم من قَبْلٍ إن 
يغزوكم قو “ الله ما عي قوم قط في عُفْرٍ دَارهم إلا ذُلُواء فتَوَاكَلتمء 
وتخاذلتمء» وعَصِيئْم أمري. واتخذتموه وراءكم ظِهرِياً حتى شُئّثْ عليكم 
لغاراث من كل فج . هذا أ خو غاييا”” قد دخلث حَيله انبر وأزال مسالِحهم 
بيت المرأة المسلمة ذ ة فيرع 00 ومُلته0) وقلائدها ورعائها ثم انصرفوا 
وَافِرينء ما كَلِمَ واحدٌ منهم كَلْماً. فلو مات إمرؤٌ من بعض هذا أسفاً ما كان 
عندي مُلوماً بأنْ كان به جديراً. يا عجَبا عجَبأ يُمِيتْ القلب ويَجَلِبٌ الهم 
ويُسَعْرُ الأحرَانَ من جذ هؤلاء في بَاطلِهِمٍ؛ ومن َشَلحُمٍ عن حَفْكُم. حالم 
تَتَحاسَونء وَيُعْصَى الله فترضون إذا دعوتكم إلى جهادٍ عدوكم أنّف الشتاء 
قلتم : : من يستطيع أن يغزوا في هذا الضُرّء والقرُ. وإذا دعوتكم في الحرٌ قلتّم 
هذه حَمَّارَةٌ القيظ أمُهلنا ينسلحُ عنا هذا الحَرٌء » فكلّ هذا فراراً من.الحَرٌ والقّرٌ 
فأَنْتُمْ واللهِ من السَيْفٍ أَفَرُ. والذي نفسي بيده ولكنّكم تحيدون» فحتى متى 
وإلى متى». «يا أشباه الرجال ولا رجال؛» وأحلامَ الأطفال وعقول ربَّاتٍ 
الحججاب. ياليتني لم أَرَكُمْ وليتني لم أعرفكم معرفةٌ واللَهِ جرَّثُ نُدماً 
جرَّعْتُمُوني الغْيِظ أنفاساًء وأفِسَدْتُم على رَأَيّ بالعصيان والخذلان [39 أ] حتى 
قالث ريش : إن عل بن أبي طالب رجلٌ شجاعًٌ؛ ولكن لا عِلْمّ له بالحرب. 
له أبوهمء وهل منهم أحد أشد للحزب مِرَاساً ولا أطول لها مُقاساةً وتَحْرِمَة 
مني »2 لقد نَمَضْتٌ : في الحرب» وما بلغتٌ الثلاثينَ وها أنا اليومٌ وقد ذَرَفْتُ 

على الستين» ٠‏ ولكن لا رَأيَ لمن لا يطاع». وقال سعيدٌ بن قر قيس الهمذاني : (يا 


-132 2 (3) ق: عايده. 


«الأسداد» 1: 68. (5) ق: قلبها. 


155 


أميرَ المؤمنين أنَا لا أنلك إلا نَنْسي فمُرْني بأئرك فلا تأمرني بشيء إلا الْبَعتُه 
ولو حال دونه المماس وَجِمْرُ الغضا» قال: ١وأيْن‏ تبلغ ما تريدُ». وتفرقوا عليه 
فلم يُجبء ولم يَنْمَضُ عند هذا التّحريض والكلام الذي لو تكلْمَ به الصّمْ 
للآنّثء والجَمَادَاتُ لأَجَابَتْ سوى سعيد بن قيس» وهذا غايةٌ الشَّقَاقِ والتَخَاذْلٍ 
وسوءٍ الطاعةًء وما لا يتمكن معه مدبر أمثالهم من إقامةٍ حَدٍ أو استخراج حق . 


[فصل] 

3 ثم قام فيهم بِعَقِبٍ هذا المّقام مَقامأ آخر فقال فيه بعقيب حَمْدٍ الله 
عرّ وجل والكناء عليه: «أمّا والله لنضركم في الأنضار أكثرُ من الأنْصَار يوم آؤوا 
رسول الله يليه ونَصَرُوه على العَرّب. . وما من أعطى ذلك ورسول الله يلق 
إل قبيلتان ما هما بأقدّم؛ ولا أطرّف العرب مَثَلُ أداء”"© ولا أكثرهم عدداًء 
فْتجَرّدوا لأمر الله عزّ وجل» وقطع ما بينهم وبين العرب» ونصبوا أنفسهم 
لأهل الحزن والسَهْل مع عَضَبِهِ من المهاجرين حتى دانث لرسول الله وقد 
العَرَب. وأنء ننُم اليوم في الناس أكْثَرُ منهم إذ ذاك في الحرب' ٠‏ فقام رجل آدَم 
طوال فقال: «والله ما أنْتَ بمُحمَّدٍ ولا نحن كاؤّلئك الصالحينَ فلا تُكُلّفنا ما 
لا نطيقٌ؟" . فقال علي رضي الله عنه: لأحسنٌ سمعاً . وهل أنْبأنَكُمْ أنّ أخداً 
منكم مثل أحدٍ منهمء نما ضربْتُ لكم مَتَلّهُم لتتآسوا بهم» . فتَكلَمَ الئاس ؛ 
ولَمَظوا بكلام أكثره التعقّبُ لكلام على رضي الله عنه؛ فقام رجلٌ من النخع 
فقال: «واأشكراه". ذهب والله أشَتَرُ العراق! . واللهِ لو كان حيّا لأبِصَرَ كل 
رجل منكم موضع يدا . فقال: الكلتكم أمهاتكم ما تزيدونني إلأ غماً. وما 
حَقُ الأشئر عليكه 7 . أنا اؤجب منه حقاً عليكم». ثم انصرّفوا على غير 
إجابة إلى نهوض أو حركة . فما ظنّك بقوم يكونٌ جوابهم عن [39 ب] هذا 
الكلام التخاذل والإحتجاج في كل ما يدعوهم إليه وفيه طاعتّهم» ٠‏ لو قيل لهم 
فيكم حدود لله عزْ وجل تحتاجون أن تطيعوا بالمثئل”* ذ فحث لستيقائها والصبر 
على إقامتها . 


133 - )3( شية ممحوة. 
(ا) ى: مثلادا كلمتان في واحدة. (4) ق: لسفايها. 


20( ق: وأشتراه. 


156 


[فصل] 


4 ولما أزسل علىُ رضي الله عنه زياد بن حْضفة في عدةٍ من الرجال 
إلى هيت وأمره أن يقيمَ بها إلى أن يُلحقه. ولا يُهيج أحداً. ونَمَدّ زياد بن 
خْضْفَّةء واستمرّ بهيت» وخرج على معسكراً إلى النخيلة: وسرّح معاوية عبد 
الرحمن بن خالد , بن الوليد” إلى زياد بن خَضْفمَّةء وانتظر على الرجّال 
بالتخيلة» فتكاقلوا وأَبْطوا عنه . '. أرسل معاوية إلى زياد بعبد الله بن وائا ©) 
التيمي فردّه وقَامَ علي إذ ذاك فقال بعد حمْدٍ الله والثناء عليه: «أما بعد أيها 
النّاسَ فإنُكم دعوتموني ولم أذتُكم, وبائَعْتُموني على الإمَارَة» ولم 
أسألكمُوهاء فتكت تاكثون» وتحرّم متحرّمون. فصرّع الله طائفةٌ وشَرّد طائفةٌ. 
وَبَقِيتْ طائفةً مُوضَعةٌ في الضلال» فقد ساعدهم على ذاك طغامٌ حفاةٌ؛ إذا قيْل 
لهم: أقدِموا استقدّمواء وأنتم إذا قيل لكم أقبلوا تُذبرواء فأهل الشام أَشَدُ 
اجتماعاً على باطلهم منكم على حفّكم أَفٍ لكم من عتابكم؛ أَرَضِيتم بالحياة 
الدنيا من الآخْرّة ثواباء وبالدّل من العرٌ خَلّفاء فإذا دعؤنُكم إلى جهاد 
عدوكم” حايزين عن الحقٌ جفاةٌ عن الكتاب تعْمَهُون في الطغيان» دارت 
أغينكم كأنكم من الموت في غمرة ترنح فتبكون كأن قلوبكم مألوسة؛ وأنتم 
تفعلون» وكأن أبصاركم كمه وأنتم لا تتبصرون: مام بف لي ا 
الليالي. وما أنتم بركن يُصال بكم ولا ذو فر عن بغيض إليهاء ٠‏ ما أنتم إلا 
كالبل ضَلٌ”" رعائهاء فكلما الجتمعت من جانب انتشرث من آخر لعمري*) 
والله لبس إخوانٌ الحرب أنتم. تُكادون ولا تكيدون وَّنْبَة نُْتَقَصٌ أطرافكم فلا 
تتجاسون. ولا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون. إن أخا الحرب اليقظان: 
أَوُدى من غَفْلء وباء بالذل من وادع. وَعُلِبَ المتخاذلون. والمغلوبُ مقهورٌ 
ومسلوب. والله إني لأظن بكم أن لو حمس الوغا واحمر الموثُ قد انفرجتم 
عن ابن أبي طالب» وقلتم: قاتل أوَ لآ كما فعل بن عَفان فَعُلِبَ. ويحكم إذ 
كما فعل ابن عفان والله إن امرءاً يُمكن من نفسه [40 أ] عدوه خرج لحَمْي يريد 
حَمْيّهء وتقرير جلده العظيم: عَجَرْه ضعيف ما صَمَنَتْ عليه جوائحٌ 


134 - )3( ق: عدكم. 


(1) ليس من رابط انتهت الجملة. 4) ق: ظلٌ. 
© ق: وال. (5) ق: لعمر. 


1537 


صدذره. . ."" أت فكن ذلك إن شئت فأما أنا فدون أن أعطي ذاك: ضَرْبٌ 
المَشْرِقِيّة يطيرٌ له فراش الهامء ويطيخ” منه الكفٌ والمغصَي ويفعلٌ الله ما 


يشا . 


(1) خرم: سقطت كلمة. (2) ق: يطيح. 


158 


[الباب السادس] 


[باب الكلام في شق عصا الإمام والتعليل لأحكام علي 
لتركه الإقادة من قتلة عثمان رضي الله عنهما] 


5 - وبدون هذا الكلام والإستغاتّة من الخلافٍ والخذلان يُقدّمُ عدر 
الإمامء وسَقَط عنه كثيرٌ من الفُروض اللازِمّة عند حُسن الطاعَة والإنْقِياد 
للدعوة ثُمّ كان مع هذه الحال التي”' ذَكَرْنَامَا إذا احتاجَ إلى المالٍء 
ومُواقَقَة الأمراء والعمّال على التواحي» وطالبّهم بما الجتئوه وَاسْتَئْهَضَهُم 
لقتالٍ مُعاوية لم يَلبَعُوا © لأجلٍ هذه الأسباب العارضة أنْ يَحْمِلوا المال 
ويَخْرّجوا عن الطاعَةَء ويتفرّقوا عنه في البلاد؛ وكان أكثِرُهُم يلحقُ 
بمعاوية» ويصيرٌ بالسَكَة عليف وكان الصَّابِرُ من أُمَرَاء الئَرّاجِي على مُعَامَلتهِ 
واسْتِيفائه الحَىّ منه وَإِشْخَاصِهِ أقلّ من المُخَالِفٍ له. والمُغالِب على المالٍ؛ 
رَكَمَاكَ بهذا أيضاً وَهَناً للجُئد والسُلطانٍء وداعياً إلى التَرَاخى فى الطّاعَة 
والرَعْبّة في الإنقياد إلى الجهاد. مع الإياس من كَفْرَة العطاوّة© للشاهدة» 
و أهل الأطماع في الإمام؛ واختمالّهم الأموال» وتَوَنْبُ كُلُ أحَدٍ على 
مثل هذه الحال. 


[فصل] 


6 - فَمِمَّنْ شَنَّ عصاهُ ولَّحِقّ بمعاوية عند مُطَالَبَتِهِ بالمّالٍِ: يزيد انْنُ 


135 )3( ق: العطا وردت دون تاء وهي عطاوة أي 


(0) ق: الذي. عطاء . 
(2) من الأنسب استبدال كلمة «عند» بحرف 4) الشاهدة أي الأرض 
(لام1. (5) من الأفضل زيادة «واو؛. 


159 


ججحية بن عبد الله بن جحيةء فإنه اسْتَعْمَله على الرّي فاختواها وَرَتع”'' فيهاء 
وجَبّى مالا فَاحْمَمّلهء وقَدِمَ به الكوفة» وبلغ ذلك علياً رَضي الله عنهء فَسَأْلَه 
عن المالٍ فجحده» فدفعه إلى مولاه سَعْدٍ فَُحْبِسَهء فوّنبَ يَزِيدٌ على سعدٍ 
فاذرَجّه في عَبَاهُ وهَرَب فبعث علي في طلبه زياد بن خصفة فبلغ في طلَبه مِيْت 
وفاته - فرّجَمَ زياد» ولّحِقّ يزيد بن جُحية بمعاوية بالمالٍ الذي اقْتَطعهء وقال 
ابن ججحية في ذلك: 
حَدَعْتُ سعيدً”*” وَازْتَمَتْ بي مطيتي إلى الشّام واختَْتُ الذي هو أَفضَل'" 
وَغادَرْتٌ سعدا مُدْرَجاً في عَبَائِهِ!) وسعد تتام مُسْتهام مُضبِل 
فهَانَ عليئا أن يَسْرَحَ بِالمَدَى ‏ «أن يَخْبَلي مابَيْن عَيِْيْه مُتَّصِل 
فبُغْداًلسَغد كلماوَرَ شَارقُ ‏ وبُغداً لسعد حين يَلْجِأْوَيَعْرِل 
[40ب] ولماوَرَدْتٌ الشاءَ أخْيَْتُ أهْلَها لأني بحب الوّليّ”*'الحَذس ”م مُراسل 
وأَجََبْتُهم من حب عُنْمان أنَّهِ أقام المُدَى الوّالي الذي هوأغدَلٌ 
َأَبِلِغْ عَلياً أثني من عَدُوٌّه سَأسعى مَعَ السَاعِي عليه وأزحل 
وقالوا علي ليس يَفْثُلَ مُسْلِماً مُمَنْ ذَا الذي يَشْجي الرِكَاب ويَفثل 
أرَافَ دِمَاء المُسْلِمين كأئّما جرى بدمَاءِ الناس في القاع جَدْوَلَ 
وقالوا الهُدَى هذا فإِنْ يَكَنْ الهُدَى تَشَلْثْ يَمِيني وَاغْتَرى الجسْمَ أنكلٌ 
- ولما حصل عند معاوية أُنْشذه : 
أَحْبَبِتْ أزض الشام من حُبِي الثُقَى ‏ وَبَكَيْتُ من جرع على عثمانَ 
اختَرتٌ قَوْمَكَ سَلْموكُ فَسَل0© واستبدل”* وَطْناً من الأَوْطَانٍ 
أرضاً مقدسةً وقوماً مئهم. أهْلاليّقِين وَنَابعالفزْقان 
وإنّما جَعَلَ ذِكْرَ عُثئمان رضى الله عنه سّبْرَةَ ومُعاويةٌ على عَرْضِهِء ولو قد 
دَعَا إلى الإنْتِصَاب له. لشَهِدَ عليه بالظلم والعُدوان» وَبَلَمَ هذا الشعر علياً 


- 136 (5) ق: الولى. 
داق ق: وربعم وجدت دون نقط . 137 
(2) ق: سعيد. (6) بحر الرجر. 


(3) بحر: الطويل. 7) ق: فسلّمى. 
(4) ق: عيا آه. (3) ق: استبدلي. 


160 


رضي الله عنه فقال: «اللهمٌّ بن جُحَيّة هَرّبَ بِمَال المُسْلِمين» ونَاصبنا مع القَؤْم 
الظالمين. اللهُعّ أكفتا كَنْدَه واحَذِهِ خزيَ”' الغَّادِرين». فأمِنَ القومّ فقال غفاق 

بن أَبْهَمَ التيمي وَْلَكُم تُؤمنوا”” على ابن ججية شُنّتْ أنديكم» فضربره: 
ايقل 037 ِيّاد بن خصفةٌ فقالٌ لهُم عَفَاقَ : «أنا أُخَبرُكُمْ عَنْكُم واللهِ لا تُصيبون 
خيراً بعد ثلاث كن فيكم : سِرْتُم إلى الشام في بلادهم حتى إذا عَلْونُمُوهم 
ظهْرأ خدَعوكم رفع المَصَاحِفٍِ مَاؤْكُم * عَنْهُم ؛ فُرَجِعْثُم إلى بلاوكم . فلا 
يعودٌ لكم م مِئْل ذلك الجَمْع أبّداً؛ ثم بَعنْيُم حكماء وبعثوا حكماً فرجع. 
صاحِبّكم خالعاً لصاحبهء ورجع صَاحَبُهم فيدعى”” أميرٌ المؤمنين فرجغتم 
مُتباغضين» ثم خالقَكُم مُراؤكم وفُرْسَائُكمء وأهل البصيرة والبطالة في 
عدوكم؛ فعَدَوْتُم عليهمء فَقَتَلتُمومُم فلن تزالوا بَعْدَمُمِ مُتَضْعْضعين »٠‏ فما 
يبْلْْ جهادُ من هذا اعتقاده؛ ومما هذا يُنْتَمْعُ به. وما طَْكَ بإمام دَقُمْ إلى تدبير 
مثل قلب هذا الهارب؛ واسْتِضْلاح هذا المُقيم. وكانت” الدهماء من أَضْحَابهِ 
على مِثْلٍ هذه الصفة. 


[فصل] 
8 وممن خانم أيضا النممان بن عجلان الززقي فبلعٌ علياً رضي [41 
أ] الله عنه أ. ه... ”7 اخفاق”*' ويدفمٌُ ما عليه فكتب أنَّ: «من أراد الأمانة 
وير نفسه عن ال رفع له ريه في الصالحين: ومن لم يُتَّهِ نفسّه وديته 
عن ذلك أحَل بنفسه في الذنيا وأوْبَقَها في الآخرة: فِخَف الله في سِرّكُ 
وجَهْرِك فإنّك في عَشِيرةٍَ ذاتُ تَقْوَى وعفّة فكنْ عند ظَنى بك»2. فلم يَنْجَع فيه 
ذلك؛ وفي النعمان هذا يقول الشاعر: 


معو ٠.‏ 27 .> رس اه ار )9 - 5 5 7 

يمرول بالدهئاء خفاءً فما عبؤهم وتَحْرْجْنَ من دار ابن بحر الحقائب 2120 
(1) ق: حرى. 138 - 

(2) ق: تومنوا. (7) خرم: سقطت كلمة. 

(3) ق: فاسطقله. (8) ق: احفاف. 

(4) ق: معتاوكم أي كثرتكم . (9) ق: عنابهم. 

(5) ب: يدعا. (10) بحر : الطويل . 

(6) ق: كان من الأفضل زيادة تاء التأنيث . 


161 


فُخَانوا حليفٌ الله من أقرٌ رَأَيَهُم ‏ فَتَقْلان رَبْقٍ المالٍ ثِمَلُ التَعَالِبٍ 


[فصل] 

9 ومِمّنْ خَانَهُ أيضاً وشَافَه : عبد اله بن سؤار بن عنام الغعدي ا : فَإِن 
علياً رَضِيَ الله عنه وَلأَهِ البتحرين» فاخسسى 0 '' المال وهَرّبَ من البحرين فكتبٌ 
إليه يتهدّدُه؛ فكتب إليه عبد الله شِعْر بكير بن وائل الطلاح وهو: 
أما أنْ ثبالي إذا ما كنت جِئنَنًا أنْتضرد المال صَرْد المأكل” بالعسل67© 
وأنت بحرٌعلى قوم تخائهُم وصخرة 2 في الآذان ماؤها وشل 

[فصل] 

0 وممِّنْ خانه وخَالَفَهِ : مِصْقَّلَةَ بن هبيرة”*2» وكانَ عَامِلاً له على 
أزدشير. جَدّه فلما أَوْقّمَ مَعْقِلَ بن قيس الرّتاجي بِمَنْ كان معهء وازْنَدَ من أهل 
لس سبَى 7 منهم سبياء أَقْبَلٌ يُرِيدُ علياً بالكوفة فمرّ بمصقَلَةٌ وهو بأزدّشير 

شتراهم مصقلة من مَعْقِل وَقَدِم على علي رضي الله عنه وأبْطأ مِطْمَّلّة بَحَمْلٍ 
المال. تكب إليه علي رضي اله ع جك بالمال م مضقلة على علي 
وحَمّل إليه نصف المال؛ فطالبه بالمال» يَصْمْحٌ عنهء فقال له: «ذهِل! لا 
تَطمَعَنّ في هذا عند أمير المؤمنين» . فَهَرّب مِطْقَّلَة إلى معاوية. وفارٌ بالمال» 
فقال علي: «مَبّحَ الله مِطْفَلة فُعَلَ فِعْلَ السَبّدَ وفرٌ فِرَارَ العَْدِ لو أقام أخذنا 
مَيُسورَّه » فإن عَجرّ أَنْظَرْناه إلى المَنْسُور) . 

[فصل] 
141 - ومِمَّنْ خانَ علياً وهَرّبَ إلى معاوية : عَمرو بن فلانٍ الكلبي”* فإِنَّ 


علياً رضي الله عنه أَنْفُذَه إلى بلاد السَمَاوَةٌ وفيها زُهير بن مكحول الكحي 0*) 
بَعَنَّه مُعاوية سَاعياًء فَقَائَلُه زُهير فانْهَرّمَ عَمرو صاجبٌ علي وقدم على علي 


139 - (4) ق: الآذاني . 


)212 ق: اجتبا. 140 - 
(2) ق: المال. (5) ق: سيا. 
)0( بحر : اله لبسيط . 


162 


وقد كان أَصَابَ شَّيئاً فلم يَدْفعه اليه فقال له علي: «وَجَهْتُك واليأ فجِئْتَنِي 
مُنْهَزْماً خَائناً. لم تحافظ على حَسَب ولا دين"» فعضب الكلبيء وا 
بمعاوية فهدم علي [41 ب] ذّاره. 

[فصل] 

2 - وممن خانه أيضأ وَحايّله: المنذر. , 0م ا 0 
يخلق قحست َكَل فيه سخصعة"© بن صؤحان وقال: أن أْضمَنُ ما رُفِمَ 
عليه. قال: ولم يَضْمَئَه برغم لَمْ يأَحذّه: «فليخلف ونُخَلَّيه) فقال 
صعصعة: «وهو يَخَلِف» فقال على: «وأنا أظنه سيخلف أنه لتَظارٌ فى 
عطِفَيْه مُخْتَالُ في بُرْدَيْه. فقال في شراكتِه. فَأْحْرَجه فحَلّفَ فخلّى سبيله. 
فلم يَشْكر المُنذِر صنيعَ صَعْصعة ففي ذلك يقول الشاعر: 
هلاً سَأَلْتَ في الجار ورّأي فتىي2 عند الشَّفَاعَةٍ والبابُ صَوْحان!© 
ما كان الا كأم أرضعْتٌ ولداً عقب فلم يجزما الإحسَانٌ إِخسَانًا 
لا تَأمَئَنَّ امرى”" خان امرئ أَبَدَاُ إن مِنَ الناس ذا وَجْهّيْن خوَانًا 

[فصل] 

3 ومِمّن خالّفٌ عَلياً وبَاعَدَه بعد الصّحْبَّةٍ ووكيل التسِيب”” والقَرَابة 
عبد الله بن العباس”*' رضي الله عنهء لأنّه ولأه البَصْرَّة على ما ذَكَرْتُمء ثم 
كتب إليه يَسْتَحِئُه بِحَمْل المالٍ مع مَوْلاه سَعْدء فَقَدِمَ عليه بكتابه» فسَّتَمَهِ عبد 
الله وتهدّده» فَانْصَرَف سعد إلى علي فشكاهء وذكر منه تجبراً واسرافاً» فكتب 
اليه على رضى الله عنه: «أن سعداً ذكر أنك شَّئَمْته ظالماً وتهدّذته» وَحِبَهْته 
تجبرأ وتكبراًء فما يدعوك إلى الكبّر. وقد قال رسول الله يللةِ: «الكبْريّاء 
وَالعَظمةٌ لله» فَمَنْ تكبّر سَخَطَ الله عليه») «وأخبرني سعز 60 أنك تُكثر من الطعام 


142 ل 143 

69 خرم: سقطت كلمتان. (5) ق: النسيب. 

(2) خرم: سقطت كلمة. (6) ق: سعدا هذه الكلمة وجدت في حالة 
(3) بحر: البسيط. نصب. 

(4) ق: أمراً. 


163 


والشرَابَاتِ والألَوَّان والأدهان في كل يوم»ء فماذا عليك لو صَمْتَ أياماًء 
وتَصَدَّفْتَ بما عندك مُحْمّسباً وأكَلْت طعامَكٌ مراراً فإنُ ذلك دَأْبْ9© | الصالحينٌ. 
أُتَطمَعْ وأنْتَ مُنْقَلِبٌ في النَعِيم تَسْتَأئْر به على الجارٍ والمسكين» والضعيف 
والفقيرء ٠‏ والأرْمَلَة واليّييم» إِنْ تُجْبٍ أجْرٌ المُتَصَدّقين. وأخبرني أن تُكلّم 
بكلام الأبرا وتَعْمَلُ عَمَل الخَاطِئِين» فإنْ كنت تَفْعَلُ فقد ظَلَمْتَ نَفْسَك 
وأخْبَطْت عَمَلّكَ فب إلى ربّك وانْتَصد : في أمْرِكٌ» وقَدْم الفضل ليوم حاجك 
وفَقْرِكَ إليه إنْ كُنْتَ من المؤمِنينَ وأذهن غباء» فإن رسول الله يَليٍ قال: «أَذْهِنْ 
غباء ولا تذهنوا رفَهَاء). 
- فكتب إليه عبد الله بن العباس [42 أ] رضي الله عنه: «أنّ سعداً 
قُعَدَ" فَعَجَلَ علي فَرَجَرْنُهِ وكان مُسْتَوْجباً لأكثر من ذلك؛ فأمًا ما ذكرتَ من 
الإسراف» واتخاذ الألوانٍ والطعام» والتنعم والتجبّرء فإن كان صادقاً فأثابه الله 
نوات الصادقين» وإن كان كاذباً فلا آمَته من عقوبة الكاذبين. وأا قوله أني: 
أصفٌ القولَ وأخاليف إلى غيره فإني إذاً من طِالأخْسَرَينَ أعمالا»” مُخذْ 
بِمَقَانٍ فلن في مَقام فُمْمْهُ حَالَفئُهُ إلى غيره بالفعل» ٠‏ فإن أناك بشاهِدي عَدْلٍ 
والإثنان لك ظَلَّمةٌ وكذّبة». قالوا: «وجَبَى' مالا كثيراً». فقال له أبو الأسود 
الدئلى”* : «لو حَمَلْتَ هذا المال إلى أمير المؤمنين يُقسُّمُه بين الناس» 
وأعطيت من قَِبَلِكَ حقوئّهم فقال له عبد الله: «لو كُنْتَ يا أبا الأسْوّدٍ من 
البهائم كنت جملاء ولو كنت راعياً ما بَلَعْتَ بهًا المَزْعى»؛ ولا أحسنت تهيبها 
في المشي». فكتب أبو الأسود إلى علي رضي الله عنه: «يا أمير المؤمنين ان 
لله جعلك إماما مُؤْتَمَنَاً وراعياً مسؤلاً» وقد وُلْيتَ الأمة فعدلْتَ فيهمء ووَقَاتَ 
عليهم» وطَلَفْتَ نفسكَ عن دُنياهى وأَخْسَنتَ السيرةً فيهم فلم تَمْتَمَهم حقاًء 
ولا تَسْتَأئِرَ عليهم بمال. ولم نُجْر عَلَيهم في حكمء وقد أكَلَ عمال ما تحت 
أيديهم. ومَنَعُوا الحقوقٌ إليك2”. فكَتّب اليه على رضي الله عنه: «مثلّك 
يصح إمامه. ونَظِرٌ للعَامّة» وإعانٌ على الحقء وقد كتنْتٌ إلى عُمَالي أَرْجُرُهم 


(1) ق: ذات. (3) سورة الكهف: 103. 


144 - (4) ق: جبا. 
(2) ق: سعدا هذه الكلمة في حالة رفع . (5) ق: إليك. 


164 


عن المي وآمُرُهم بجمع المّيءِ ء والإصلاح» فلا تدع أن ُعْلِمَني ما يكون 
بحضرَتِك وما يأك عمًا غاب عنك مِنا فيه صلا الأمة: فإنَّ ذلك عليك 


واجبٌ وأنت به جديرٌ). 


5 - وكَتَبَ على رَضِيّ الله عنه إلى ابن عباس: ابَلَمَني أمرا إِنْ كُنْتَ 
فَعَلْبَه فقد أَسْحَطْتٌ رَبَكء وخْئتَ”'' إمامك فائق الله رّك» وأدٌ الأمانات إلى 
أهلها «وإذًا حَكمْتُمْ بَيْنَ الناس أن أن تَحَْكُمُوا بالعذْل4© واعلّمَ أنَّ الله أشَدُ 
حساباً وبأسا وتنكيلاً». فكتّبّ إليه ابن عبّاس: «لا تُصَدَكَنَ الظِنّين فإِن الذي 
بلعَّكَ باطلٌ. وأنا لماء يَدَيٍّ حافظ إِنْ شاء الله». وحَمَلَ ذلك المالَ وكان 
تسعةٌ ألفٍ ألف. ويُقال سنَّةُ ألفٍ ألف. وقال قوم أَزْبّع مائة ألف. وخرّج 
إلى مكد ع معه عشرون رَجْلاً من بني هلال» وكانوا أخوالهء وأخذوا 
طريقٌ كاظِمّة'” وأنْبَعَهم من البصريّين ابْنُ أبي الجَذْعَاء الطهّويء فعَطف عليه 
عبد الله بن رؤوف الهلالي» فظَعَئه فأزدّاه عن فرّسِه. ولَّحِقّ عبد الله بأخواله 
ومن معه بالحَرّمء وما سَأْلّه أحدٌ في طريقه شيئأء ‏ ما خَرَجٍ إلا ليَسْتَقِرَ بمكة 
423 ب] فكتب إليه علي رضي الله عنه: «إني شَرِكْتُكَ في إمامّتي ولم يكن 
أحدٌ من أهل بيتي أَوْنَنُ عندي» ولا أزخى”” لموَآسَاتِي منك فلما رَأَنِت 
الرَّمَانَ قد كلب» والعدُو قد حَرَتَء والأمّة قد فتئَثْء قَلَنِتَ لي ظهرٌ المجن 
ففارقتني» وَحَذَلْتنيء وحَكبتني © فلا لإمامك وَقَتِتَء ولا الأمَائَهَ أَدَيْت كأنّك 
لم ترد بعمَلِك الله. وكأنّك كُنت مُعيرُ الأَمّةِ عن دُنيَاها فلما مَكَكَنْكَ الفُرْصَةٌ 
عَاجَلْتهم الشَّدَةَّ فَأْخطَفْتَ”" ما قَدِرْت عليه الختطاف الذِنْبٍ دابّته المِعْرّى. 
رَحَنْتَ الصذرٌ بحَمْلِها غير متأئم من أخذها كأنّها" حدثٌ ميرائك عن 
أبيك» وإِنَّكَ اتحَذْتَ مَكَة داراً تشترى مُوَلّداتِ الطائف. تَخْتَارُمُنّ على 


145 (6) ق: خيبتنى. 

(1) ق: حنب. (7) ق: اخطفت. 

(2) سورة النساء: 58. (8) ق: رحبت دون نقط. 

(3) ق: كاطمة. (9) ق: كأنك وهي عائدة إلى المعنى 
(4) ق: امامتي. الإجمالي بالكلام إليها وليس إليه. 

(5) ق: أرحًا. 


165 


عَيْنِكء وتُغطي فيهن مال غيرك» سبحان الله يا ابْنّ عبّاس!. أما تُؤْمِن بيوم 
الحسابء أوّ ما تخافٌ الميعّاد. أو ما يَعْظُمُ عندَكٌ أن تشتري الإمَاءء أو 
تكح النساء”2 بمال اليتيم» وَالأزمَلَةٍ والمسشكين والفقير» أَقُسِم بالله ما أحبٌ 
أن ما أَصَبْتَ كان لي حلالا أَنْفِقُه في سَبيل الله لا أَحَاسبٌ به يوم القيامة 
فلا غَرْوَ إلا أَكُلّكَ له حراماًء فازردُدٍ ما أَحَذْتَء فوالله لين لم تَرْدُدهِ ثُمْ أمكتني 
الَهُ منك لأغْدُرَن© إلى الل فيك. فلو حَسَّناً وحُسَيْناً أنيا مِمْلَ الذي أَتَنْتَ ما 
كانت لهما عندي هَوَادَةٌ ولا ظَفْر"” مني فيه بِرُخْصَةَا. 

6 - فَكمَبَ إِلَيْه ابن عباس : ابَلَعَني كتابك تُعَظُمْ فيه ما أخذتُ من 
المالٍ ولَعمْري لحَفّي منه أكثرُ مما أخذْتُ» فقال علي رضي الله عنه: «العَجَبُ 
ممّنْ يَرى أن له في مال المُسْلِمِين أكْثَرْ مما للرَجُل منهم . قد أفْلَّحْتَ إن كان 
يَمِينّك الباطل» رَادعَاوْكٍ مالا يكونُ يخرجَكَ من الإثم . ' ويَحلٌ لك الحرام . 
عَمْرِكٌ الله إذآ لسعيد؛ . وقد وردّث روَاياتٌ أخر بِأَعْلَظَ من هذا القولٍ. وَإنّ ابن 
عبّاس رَضِىَّ اللَّهُ عنه قال فى آخر أَجويته: اوبعد. فَلإِنْ ألقى الله جل اسْمُه 
ملو الأزض ذَهباً وفضْةٌ أحَبٌ إليْ من أنْ ألقاه بدَمٍ امرء مُسْلِم؟؛ يعض بأنّ 
جرْم علي أَعْظَمُ من جيه بِقَئْلِهِ المُسْلِمين. والأشْبّه أن لا يكون عبْدَ الله خرج 
إلى مثل هذا الإغلاظٍ فهذه حال أكثر امْرَائْهِ عمال . 


[فصل] 

7 فاما من لم ير تَسْلِيمٍ المال إليه [43 أ]. .© من أراد علي رضي 
الله عنه فإِنّهم اسْتُفْتحوا. أمرّهم بِمِخَالَفْتَهِ ومئعه المال وقالوا: «مال 
جَبَيْئَاه)ا فى ي الجهاد لإمام مُتّْقَ عليه لا نُسَلْمُ إل في جماعة الإمام كهو يومْ. 
من هؤلاء عبد الرحمن بن سَمْرَةَ” *". وكان من أفاضل الصَحَابَ3 وكان عِنْذَه 
حَمْسُمائة ألفٍِ دِرْهَم فأخذّها معاوية. ومنهم: يَعْلى بن مَيّها* كان عندّه سِتُّمَائَ 


(1) النسا دون همزة ويتكرر هذا النحر من 147 
الكتابة . (4) حخرم: سقطت كلمة. 
(3) ق: ظفراً وهي معطوفة على ما قبلها. 


166 


ألف دزهم أخذَّها طلحةٌ والزبير وغيرُ هؤلاءٍ أيضاً. وإنّما ذكزنا هذه الأقاصيص 
وكِثْرّة الخَلافٍ عليه. والتَجَادُلٍ والمّعودٍ عن تُضْرّبَه والخيانّةِ له واللّخي”") 
عليه» ويُطلان النِظام» وكثْرَةٍ الخلافٍء والمُسوقء والإنتشارء ليَعْلَمَ قَارِئٌ 


8 - وذ ما ع إليه. وإِنّه لم يكن مُطاعاً في أَكْثَرِ ما يُؤْثِرُه ويُحَاولُه 
وإِنَّ الضَرَّرَ عليه من أصحابه كان قريباً مما يلحقه من منابذته ومخالفته؟ وانه 
كان يُرْجِىٌ الأمورء ويْدَافِعُ بالأؤقاتٍ»ٍ ويَفْعَلُ من الحقٌ والإنصافٍ ما وَجَد 
السَبِيلَ إلى إقامَتِهء ويَتأسّفٌ على ما تَعَذَّرَ عليه إِبْرَامُهِ . فلأجَلٍ هذه الأسباب» 
وما جَانَسَها عَدَلَ عن تَغجيل أذ الح من قَتَلَةِ عُنْمانَ رضي الله عنه والإقَادة 
به مع علجه بأنّْهُم أل ظلْم وَعُدرَان وفئْئةٍ وفسادٍ يبْمُون حل عُرى الدّين 
والسَعْيَ على أن ِعةِ المُشلِمين. أوكان كثيراً ما يَثْرْكُ الإنكارَ على عمّار وعَبدٌ الله 
بن بَدِيل بن وَرْقا الخَزاعي”*'» وحخزيمة بنْ ثابت وأمئَالهم ممْنْ يعرفٌ في أمْرٍ 
عُثئمان» والطعن عليه والكلْب له ممن حبسته”” إِثارٌَ قيْمة: هي أَعْظَمٌ من تَرْكِ 
التكير عليهم لهذا الباب؛ لأنه يعلم ما يول إليه الإنكار من الشعب©, 
وانتشار الفتنة» وَسَفْك الدّم, الحَرَّامء الذي هو كَدَم عُنْمانَء وانْتَهَاك الحريم» 
وإحاقة كائة ة المسلمينَ ‏ تدك إِنْكارٍ المُنكر الذي يَحَافُ في إنكاره التَوَرْطْ فيما 

هو أقْطمٌ تَأَعْظَمْ منه: سَائِعُ بل وَاجِبٌ لأزِمٌ. فلذلك رأى ترك تَقْدِيمهِ الحدٌ 
الذي يَسْتَجِمُه أَوْلِيَاهُ دم عُثمان» واغتِسافٌ© الحَؤض في بلوغ عَايَتهء وَاقْتَضَر 
على لَعْنٍ َلَةِ عُثمان» وَالحَلْفٍ والبراءة من ذَمِه وعلى أنْ يقول لا طاقَةَ لي 
بذلك» ولا يَد. ويقول: 


ولو أن قومِي طاوَعتَنِي سرّاتهم آَمُرُهُم أمراً يُذَبُحُ الأعاديا”) 


9 وعلى أنْ يقولّ مَدَةٌ بعد مَدَةِ: «انُعدوا عنا ولا تَخْتَلِطُوا بنا» ويقول 


(1) ق: اللحي أي اللوم. (3) ق: الشعب. 
(2) ق: حبسته من الأفضل زيادة «ممن» قبل (4) ق: اعساف. 
كلمة احبسته» . (5) بحر: الطويل. 


167 


[43 ب] بصقين: اليَعْتَرِلَ قثَلَهُ عُثمان. . .17" طالبهم طمعاً ج60 
بحق الل عر وجل منهم في غير ف عامة في تعزيز اكلم فبَانَ بما ذكرناه أنه 
لا مُتَعَلّقَ عليه في نَرْكِ الإقادةٍ من قَعلَةِ ُمْمانَ ولا مَطْعَنَ لأنّ الأمر في إِقامَةٍ 
ذلك أو تَأَخِيره وإلى ما يَعُْبُ على ظَنْ الإمام بمَصْلَحَةٍ؛ وإِنّهِ لا يؤولٌ إلى 
فساد الأمَةَ ويُطلانٍ الأخكامء وتَشْعِيثْ أَمْرِ السّلْطان» ولاسيما إذا كانت حَالَةٌ 
جَنْدِه وتابعِه في الخلافٍ وسوء الطاعةٍ ما قدمنا ذكرّه. 


[فصل] 

0 . فإِنْ قال قائل: أي فتنةٍ حَشِيَ على الأمّة من سَطوة قَتَلَهَ عُثمان مع 
كثرةٍ أنصاره وشذةٍ اسْتَنْصارِهِم» وقُوّة عَرَائِمِهم في اثباعه والتَوَّوُل عند حكمه: 
«فالأخَدُ بأمره وَنَهِيه؛ وهُمْ الذينَ خَرّضوه على قِثَالٍ أل البَضْرَةِ وَصفّين 
وحَرّضوا الناس أشد من تحْرِيضه والتَوُوا على القَوْمِ أشَّد من تأليبه فكيف لم 
يقل لهؤلاء”/ الذينَ هُمْ قادةُ عسكرهء وأصحاب رَاياته وجُنده أَوَّلَ ما يجبُ أن 
يُعمل قَتَلّة عثمان ويزيل الشْبِهة بأفرهم, قَإِنَّ القوْمَ إنّما يَتعلّقون علينا بنضرهم 
وإيوائم » واختلاطهم بكم. ولا شَيءَ أ أن نقى”* للتّهْمَةِ لناء وإبانة أمر مُخالفناء 
وإنّهِ يُؤثر الذّنيا والإسْتبداد بالأمر. وإيثار التكثِ على الإثقِياد والطاعَةٍ من إقامَةٍ 
هذا الحد: فإمًا أنْ يفنوا بعد.ذلك؛ فتكونٌ المؤونة» أو يُقيموا على الحزب 


وَخْلْع الطاعة لغير شُبْهَةِ فَبَنْقَض فَينْقَضُ جَمْعُهُمُ وَيَنْكُشِفَ للخاصٌ والعامٌ لَعْنْهُم 
ومِئْلُ هذا لم يكن بالذي يَذْهَبُ عليه. 
[فصل] 


٠‏ 151 يقال لهم: ما زَالَ أَهْل الإسْتِئصّار من أَصْحَابٍ علي رَضيّ الله عنه 
قل عدداً من التَلْوَنٍ والوَفٍ والإزتيّاب» ولذلك كان يَسْتَعْتِبِ منهمء ويَضْجكَرٌ 
بهمء ويُكثر الدذعاءَ عليهم؛ وَيُمَندُ أَرَاءَهمء ويُسَخف أحلامّهم على ما حكيناه 


150 - 149 


(1) خرم: سقطت كلمة. (4) ى: لهولا. 
(2) خرم: سقطت ثلاث كلمات. (5) ق: اتقا. 


168 


من قَبْل» ويُكرٌ التعجبّ من مُعودهم '' عن حَفْهِمٍ وجِد أصحاب معاوية في 
باطلهم؛ وإن كان فيهم التَمّرُ اليَسير مِمّنْ يَدِينُ بطاعتهء ويُسارع إلى انْبَاعِهِ 
وتَحَرّمِه . والنَّاسٌ على مناجَرِّتِه مُخَالِفَة وجميع من ذَُكِرَ أنه حَرّضَه نْمْرَ مَبْلُ 
عَدَدِهم عشرةً أنفس» أو ينقصون عنه وشَطْرُهم قَمَلَهَ عغثمان رَضِيَ الله عنه» أو 
من هو مُنْهَمٌ بقَثلِه والتألْبٍ عليه [44 أ]. .2 المراد قْلّهم وَالقّصَاصٌ مِنْهم 
لِيَكْسَبُوا الأمرّ في التتحريض وإلى التحريض عليه؛ والتأليب على عَسكره 
والمنابَّدٌة لهم. وهذا كان دينهم ومَيدنُهم؛ ؛ هؤلاء المُحَرْضون” مالك بن 
الحزث: الأشترء وعمرو بن الحَمْق”*' وعبد الله بن بديل بن ورقا الخزاعيء 
وهؤلاء عند النئّاس قَتَلَهُ عُثمان. 

2 - ومالك هو الذي قال لطلحة بالمدينة عند حصارٍ عثمان. وقد بَكى 
طلحة ورقٌّ لعُثمان وقال: ما تريدونَ من إمامناء وقد أغطى الرضى* من 
نفسه» فقال مالك: «واللهِ لا نَبْرَحٌ العَرْصَةٌ حتى نَهْرِيقَ دَمّه؛؛ وفْعَل بعثمان ما 

هو أَظْهرٌ من أنْ يُذُكر. وعَمرو بن الحمّقٍ هو الذي يقولُ: «لقد طَعَنْتُ عُثمان 
يَسْعَ طَعْنَاتِ تأ منها لله عر وجلء وثلاثة لِشَيءٍ كان في نَمْسِي». وَابْنُ ديل 
أحَدْ من صَمّمّ في هذا الباب» وخاض فيه» وأكئّر التألِيبَ» وكان فيهم عمارٌ 
وَاعِتِمّادُه معروف في عثمان. وكان يروى أنه يقول: 'قَتَلْناه كافراً» فَإِنْ لم يَصْحْ 
ذلك عنه فقد كان عِندَه مُسْتَحقٌ للمَنْلء وكان في هؤلاء المُحرضين حجر بن 
عَدِقٍ') وكان كثيراً مما يروي على عُسمانٌ رضي الله عنه ويطعَنْ عليه. ولقد 
أَغْرَقَ! '' في ذلك في الكوفةٍ وَقَتَ حصولٍ الحسّن وعمّار بها لإستنفار الناسء 
لقتالٍ أهلٍ البَضرة حتى أسْكِتَ وغَلْطَ القول لَهُ. وقال تايِلُهم: 'لَئِن أقرّ علي 
هَذا في أَيِمتِنا لا يُرضِي أبّدأ» فَسَكَن الحسن رضي الله عنه©) وصوّب رأيّ 
مُمَنّدِى والعاتّب ذلك عليه. وقد قُصَطْنا ذلك فيما سَلْفَ ومنهم : زيد بن 


م 


صب 070*0 الطائو لىع وكان من أصحاب التُرانس وَمِمنْ يقال إِنَّه صار عليه مع 


 151-‏ ) ق: الرضا. 


(!) فى: قعدهم. (5) أعرّق: أي أتى العراق. 
(2) خرم: سقطت كلمة. (6) هكرر. 

(3) ق: المحرضين . (7) ى: حصين . 

152 


169 


. موث لوطع الى امام اه 1 ع (#) و ىمس 8 
الخوارج وعارض في تُخريضه عدي بنْ حاتم الطائي * لمشورّتئّه على علي 
رَضِىَ الله عنه؟ بالرفق والأنَاةِ وَالسَفَارَةٍ حتى كاد أنْ يَنْتَشْبٍ بي: | من 


[نصل] 

3 - فَرُوِيٌ أنَّ أَولَ من حرّضٌ على الحرب مالك الأشئّرء وأنّهِ قال 
عُمَيب دُحَاء علي رضي الله عنه إلى حزب صفين: «أنّ جميعٌ ما يَرْوِي من 
النّاس * شيعْتُكَ وليسوا مَنْ غبُوا!"© بأنفّسهم عن ذلك فإذا شِعْتَ فَسِرٌ بنا إلى 
درك فوا ما ينج من المَوّْتِ من خافه. ولا يُغطى البَقَاءَ من أحَبّه ولا 

عيش بالأمل إل الأشقياة؛ وإني على يَقَينٍ من ديننا: إن نفس لا تموث حتى 
"وال ما ازدادَ وَلآتي لَهُم إلا غِشَاء ولأهله إلا يخضاً. ولقد وُليِتْ عِصَابةً لهم 
على المُسْلِمين فأسخطوا ارب وأظلّمْتْ بأغتالهم الأرضء وأماتوا السْنَة 
لهم حاكِمهُم إلى لله فيما امنا فيه حتى َم له با وهو خير 
الحاكمين» وشَّطْرٌ هذا الكلام أو قريباً من شَطرهٍ طَغْناً على عُثمان رَضيّ الله عنه 
وشهادةٌ بِظلمه ِظلْمِه وتَبْدِيلِهِ وتغْيْرو! لأنّه إِنّما أراد بقؤْلِه: «ولقد وليتٌ عصابةً 
منهم ) فأسْخَطوا الربّ وَأظْلَمَتْ بأَغمّالهم الأزض»". إلى آخر كلامه : «عَثْمَان 
والؤلاةٌ من قَبْلِه. وقد صرّح بذلك في غير”” مؤقفٍ فكيف يُقالُ لمثل هذا: 
يَجِبُ أنْ يبْدَأ بك لأنّك قد أَنْطْلْتَ فى صِمَةٍ عُثمان ومَتَلتّهِ عَسَفَاً وظلماًء 

4 - وذكر أنَّ عَمْرو بن الحَمْقٍ قامَ فقال: «يا أميرٌ المؤمنينَ واللهِ ما 
بايَْئُكَ ولا أَجَبْئُكَ على عَرَضٍِ من الذُنيا تأسية ولا اليماس سُلطانٍ يُرْقُعُ به 
ذكري» ولكنّى أجل جَبْنُك بخِصّالٍ حَمْس: (إِنَّكُ ابِنْ عَم رسول الله كَل وزو 


153- ريبما وقعت سهواً من الناسخ . 
(1) ق: عنوا. 154 
(2) ق: بعيره. (4) ق: توسيه. 


(3) ق: غيره كتبت هاء زائدة في الكلمة اغير) 


100 


سيدَةٍ نساء المُسلمينَء وأوَّلُ المؤمنينَ بالله ورسوله وأبو الذُريَةَ التى بَقِيَتْ فينا 
من رسول الله لد وأعْظَمْ رَجُل وَأجَلْ منهُما منهُما''": مِنَ المُهَاجِرِينَ والأنصَارٍ 
في الإسلام ؛ فوَالله إِذْ لو كُلْفْتُ نَقْلَ الجبالٍ الرَوَاسِيء وَرَّحَّ ج البحار الطوّامى 

بدأ حتى بأني علي زم في شيء ومن به عدُركءِ وأنوي به وَليك؛ يعي 


علىّ» . 


5 - وقام حجر بِنْ عَدِيَ فقال: يا أميرٌ المؤمنين نحن أَبْناءُ الحزب 
وأَهْلّها الذينَ لم نَرَلُ تلفخها أو نَبيبهاء قد ضَرَسَنْئَا الحربُ وضْرَّسْئَاهاء 
ومارسناها ولنا إخوانٌ 2 ' صَلاح؛ وعشير ذاتٌ عَدَدِ ورَأي مَُجَرّْبي 
وبأ مَحمُودٍ وله علينا به الُخمى”” وَالطِوّل. فإنّ أُمَتنا مُتْقَاد ؛ لَكَ بالسنع 
والطاعَةَء فإِنْ سَرَفْتَ اسَرَفناء وان غُزِيتَ عُزِينا ومهما هَوَيْتَ من أمْر َعَلّناا . 
وهذه الألفاظ مِمّا ضُلَّثْ بها السُّرَاةً. وقالث : لم يُبَايعوه على طاعة الله عزَّ 
وجلء ولكن على أنْ يوَالوا من وَالَّىَ 5 ' ويُعَادوا من عادى» وليس ذلك من 
الطَاعَةِ لله عزّ وجل في [45 أ] شيء... © وقالَ كانوا قد أغلّظوا” تَأُوِيلَهِم 
لهذا الكلام وقَامَ عَبْدَ الله بن بديل بن وَرَْا الخزاعي فقال: إن القَومَ إنْما 
يُقَاتَلُونا فراراً من الأَسْوَةٍ وحُبًا للأثرّة. وضَئَاً بِسُلْطانِهمء وكَزهاً لفُراق ذُنْيَاهُم 
التي في أيدِيهم وَجََلاً ووَجَراً في صدورهمء وعَداوَةَ بحدوثها في أَنْفْسِهم). 
«وكيف يُبايع معاويةً عَلياً. وقد قَتَلَ أَحََاهُ وخَاله من جَذَه واللهِ ما أظنُ أن 
َفْعَل ذلِك دون أنْ يَقُصد فيهم الميزانَء ويَقْطمَ على هَامَيهم السيوف. ويَبِينَ 
حَوَاجِبْهم بِعْمُدٍ الحديدٍء وتكونٌ أمورٌ جَمَّةٌ بين القريقين» . 


6 - وقامٌ عَدِيَ بن حاتم الطائي”*' فقال: «يا أميرَ المؤمنينَ ما قُلْتَ إلا 
ما تَعْلْمْ وما دَعَوْتَ إلا الرّشَدَ ولا أَمَرْتَ إلا لحَق؛ فإِنْ رَأَبْتَ أن يَستأني هؤلاء 


(1) ق: منهما. (4) ق: متنا. 


-155- (5) فى: والا. 
)2( ق: ذوو. )6( خرم: سقطت كلمة. 
(3) ق: النعما. 7) ق: اغلطو. 


1/1 


القومُ» ويَسْتدِيمُهم حتى يَقْدُمَ رُسْلّكَ ويْقَدُمَ عليهم كُتُبْكَ مَعلْتَ”" فإن تََبَلُوا 
نَصَبُوا رَشُدَّهم. والعَاذ فية” أوسغ لنا وَلَهُم . وإِنَ يَتَمَادُوا في غِيِّهم ولم يَنْرَعْوا 
عن شِقَاقِهم اتقينال ذلك» و قد تَقَدَمْنَا إليهم بالعُذْرٍ ودَعَوْناهمٍ إلى ما في 
أَيْدِيئَا من الحَقٌّء ولعَمرِي لهم أهَْدُ علينا من قم انام أمس بناحيةٍ 
البصرة؛ ولا جَهِرَ لهم الحنُ فتركوه. نَاجَرْناهم المَتَالَ حتى رَأَيْنا فيهم ما 
تُحبء وبَلغْ الله عرٍّ وجل رضاة». 


57 - فعَارَضَه زيدٌ بْنَ حصين الطائي» وكان من أضحاب البرانس 
الْعَمْرِي له" أن كا في شل من قاب م حا لا مط أن لب ف 
قتَالِهم حتى يَسْتَأَنِيهه”” ' ويَسْتَدِيِمَهم. . ما الأغْمّال إلا في تَبَاب ولا السَعْىُ إلا 
في ضَلال . ووالله ونعُمته في أَحدَثِ أزليّائه"' الْحَسَنُ الجميلٌ؛ إنّي ما ارْتَبْتُ 
طَرْفْة عين في غِي من يَبْعُونَ دَمَهُ أي”7 عُشمان رضي الله عنه - فكيف بأتبّاعه 

)23 
«القَاسِيّة كُلوبُهم جع القليل في الإسلام حَظَهُم . أَغْدَاءٌ الحقٌّء وأعوانٌ الظلمء 
مُشِيدِي أساس العدوان» ليسوا من المهاجرين ولا الأنصار ولا التَابعين 
بإحسان) . فوَنّبَ إليه قَْم من طيء' *" فقالوا: ايا زيد أَكَلام سَيِِّنا عَدِي يَهْجُرا 
فقال: «إنّكم واللِ ما أَنْثُم بأغرَفٌ بِحَقْ عَدِيَ مئي ولا أذْعٌ الحىّ وإنْ سَخط 
التاس) . قَقَالَ عدي : «الطريقٌ مشترك والنّاسٌ في الحقٌّ سواءًء ومن اجَتَهَدَ رَأَيَه 
على النَصح ء ليعمل اد دون قَوْل ريد بن حصي 110 


- 156 أول السطر التالي. 
(1) ق: فعِلت شكلت هذه الكلمة من الناسخح (6) ق: اويلانه. 
ونادراً ما يحصل التشكيل . (7) من الأفضل هنا استبدال كلمة «يعنى) 

- 156 - لابأي! . 
(2) «العا» على آخر السطر «وفية» على أول (8) سورة الحج: 53 والزمّر: 22. 

' السطر التالى. (9) ق: طى. 

(3) ق: إتمانا. ‏ (10) ق: ليعمله من الأنسب فصل الكلمتين 
- 157 - وكثيراً ما يكرر الناسخ جمع كلمتين في 
(4) ق: والله. واحدة . 


(5) ق: #ابستأ» على آخر السطر وافيهم» على (11) ق: حصن. 
172 


8 - فهؤلاءٍ جمهورٌ المحرّضين وأهل الصّدْق" الت من أضحَابه 
بعد عَبْد الله بن العبّاس وعَبيد الله وعَمّار وأبي الهَيْئم ابن التيهان'* وجارية بن 
قدّامة والقعقاع بن عَمْروء وأثالهم. تكيف يكن أن يقل مولام أو يلوا عي 
العَسْكر لأجلٍ قَثْلٍ عُثمانٍء وليس فيهم إلا شاهدٌ عليه بِاسْتِحْقَاقِه مَل وسّوء 
ولآءِ فيه» ولو قد تَمَكُنَ أميرُ المُؤبنين مِن قَثْلٍ القؤم إِنْ علَبِ الظُنَة: التَفكين 
مِنْ ذلك بِعْيرٍ فِثْنمٍ عامّة وَإِهْمَالٍِ وفسادٍ يَمَمُ في الأمّقٍ لسَارّع إلى ذلك». ولَمْ 
يَسعّه التخلّفٌ عنه. لأنّ َنْلهُم لعشمان رضي الله عنه على ذلك فسادٌ في 
الأزض عظيمٌء وإقامة الحد عليهمء والتَنكيلَ بهم حقٌ من حقوق الله عر 
وجلّ. وإن كان أيضاً حقاً لِوَرََةٍ عُخمان. ولو عفوا عن وم وَليّهم لَوَجْبَ على 
الإمام قَتْلّهِم؛ لأجل حَقْ الله سُبْحانه وحسم مَادَةٍ الفذئةِ وطَمَع هل البَمْي 
والمّسَادٍ في القَنْكِ بأئِمَةِ المسلمين واْتِهَاك الحَريم . 

[فصل] 

9 - فإن قالوا: أقَتَرى أَنّه لو قُتِلَ قَتَلَهُ عُثمان كان الأمْرُ يُفْضي إلى 
أكثرٍ مِمًا خَرَج إليه مم أَهْلٍ البَضْرَةٍ وصمّينَ؟ قِيلٌ لهم : لَعَلّهُ كانَ يَخْرُحُ إلى 
أغظم من ذلك إذا غُلَبِ على ظَنْ علي رضي الله عنه ذَمَابَ المُسْلِمِينَ 
جَمْلَة باغتساف قَدْلٍ قَتَلَهَ غثمانء» وانْتمّاك الحريم ؛ أو رَدْه على كر الأمّق 
وخروجه”” إلى أمْرٍ ليسّ من التأويل في شَيءٍِء فلِذّلك انْتََعَ من كُنلهم. 
وشيءٌ آخر وهو: أله لو كلهم فحَصَلَت بقَثلِهم فثلةٌ كَفثْئةِ الجَمَلٍ وصفّين 
لكان هو سسبهاء ٠‏ وكان خرجاً بفعل ما يَعْلِبُ على ظَنْه أنّه يُوْدِي إلى ذلك» 
وأنه إِنْ أخْرّه لم يَتَورّط المسلمونّ في شيء. وإِنّْ مات أقام الحدَّ غيرٌه من 
الأئِمّة . وما خْرّجَ إليه أهلٌ البَضْرَّةٍ وصفين ليس بِشَيءِ َم على فغله”» بل 


رايهم واختيَيارهم . 

158 - (3) ق: خروج عطفاً على الجملة السابقة 
(1) ق: الصديق. يجب إضافة «هاءا. 

(2) ق: السهان,. (4) ق: فعله. 


159 


1/3 


[فصل] 

0 - فإن قالوا: وَقَمَ ذلك بِتَرْكِ قَثْلٍ قَتَلَهْ عُئمان قلنا: لعلّه لم يكن 
الأنِد عنده كذلك. وقد قالوا: «رُدّ الأفر شورى»» وطالبه معاوية بِخَلْع نَفْسه 
بعد التحكيم» وليس ذلك من المُطالبة دم ُئمان في شيء» وفي الجَملَة فإنّه 
لم يِل عن قل القؤم ودفع من طَلْبَ بذلك 46 |1 إلا أله عل على ظَله أنه 
أنْظرَ الأمرين للأمَةِ؛ فإِنْ أدّى ذلك إلى ما جَرى لعذر أنْ يكونّ قد شَرَّى 7 من 
غيرِهٍ فلا عَنَبَ عليه في هذا الباب. 


[فصل] 

1 - فإن قال قائل: فَلَمْ يكن سيره ه إليهم وتحريضه على قتالهم 
تحريضٌ دافع لهم عن تأويلٍ أو بجر" الحدّ أو تَعُدِيميه ؛ لأنّه كان يصمّهم 
بالعِضْبّانٍ والعنادٍ وإنهم مُتْهَمُون على الإسلام والمُسْلمين» وإنّهم غيرٌ شَاكين 
في بُطْلانٍ ما هم عليهء وصواب مُخَالِفِهِم في نَظَائِر لهذه الألمَاظ. قيل لهم: 
قد يُنكن أنْ يكون إِنْما وَصَفَ بذلك قَوْماً لهم دون سائرهمء اعد فيهم أنّهم 
هل عَنَادٍ وفِمْتَةِ» وإِنّهم ليسوا من المُوْتَمين'” على المسلمين؛ ولا يكونٌ 


[فصل] 

2 - وقد رَوَى عنه ضدٌّ هذه الأقاويل من قوله أنّهم إخوائكم من 
المسلمين وأْمَرّه بقبولٍ شَهَادَتهم والصلاة ة حَلَمَهُمٍ والصلاةٍ على أمْواتهم 
والمَهي عن التَدقيقٍ على جريجهم وانّبّاع مُوَلَيهِم واغْيِنَام شيءٍ من 
أَمْوَالِهم ونّهيه عن سَبّْهم هذا هو النَابتُ عنه عند تعريفه أخكامهم وتَغليمه 
السيرةٌ بهِمْ وفيهم؛ وقد شَرَحْنَا ذلك من قَبْلٍ بما يُغْني عن رَدَهِ. وقد يقرل 
القائلٌ عند العَضْب ب الطمَعْ في رجوع من وَعَبه وغَله0) إلى الحقٌّ ما لعلّه أن 


- 160 - (3) ق: المسمسن. 


(1) ق: وسرا. - 162 - 
161 (4) ق: علتنه. 


1/4 


لا يَحْكُم عليه به عند السؤال والجوّاب وتحصيل الأخكام. 
[فصل] 


3 - وقد رَوى أنَّ قَوْماً من أهل السام كانوا يُبَالعُون في تَنَاوْل علي 
رضي الله عنه فيُمْكن أن يكونّ قال ما قالّه فيهم؛ وليس تَناولٌ علىّء والقَدْحُ 
في فَضْلِهِ أيضاً وليس”' الشهادةٌ بالكَذِب عليه من المُطالبَةِ بدّم عُنْمَا رَضِيَ الله 
عنه في شَيءِء ولا جَوَابُ من قال ذلك جوابَ من طَلَّبَ بدّم عُثمان» فبَانَ أنه 
لا سُؤال لَهُم في هذا الباب مع أنه قد نْهَى أَضْحَابَه عن سَبْ* أهل الشام لما 
انَصَلَ به أنّهم يَسْبُوَهُم ويُبَاغون في ذلك. ويكثرون اللَعْنَ لَهُم فَأَرْسَلَ إليهم 
أن كُمُوا عمًا بَلَغني من الشَّمْم واللّمْن والأذى وقَالَ: «كرهت أنْ تكونوا© 
سبّابين ولكن لَوْ وَصَفْئُم أغْمَالَهُم وذَكَرْئُم حَالَهُم كان أضوَّبٌ في القّوْل وأبْلَعُ 
في العَذْر) . 


4 «ولو ُلَثَم مَكَانَ سَبَكُم إِيَاهُم»: «اللهُمْ اخقّن دِمَاءنا ودِمَاتهم 
وأضْلِح ذَاتٌ بَيْنَا وتئنهم وأهدهم. .. ”" مِنْ ضَلالِهِمْ حتى يَعْرِفَ الحَقّ من 
ججهله [46 ب] ويرعوي عن الفِن والعذَان من لهج به؛ فهذا الكلامٌ أب إل 
لَكم) . فأجابوه وأطاغوه وكانَ رَضِيَ اللَّهُ عنه إذا أخفظة معاوية57) أو بَلَفَهُ عنه 
أمْرٌ يَكرّمُه لم يَزِدْهِ على أنْ يقول: «ابْنُ آكِلَة الأكباد» ومَنْ كُنْتٌ أذعُوه إلى 
الإشلام قَدِيماً وأباه» وهُمًا يَدْعُوَاني إلى عِبَادَةٍ الأؤنّان. ويقول الطليق بن 

00 > 
الطليق والمُوَلْفَة لوبهم ونخو رَذلك ولم يَكنْ يتجاوّرُ في أمره هذه المنزلة 
مع عِلْمِهِ بحب العْلْبَة أي”” ' معاوية - وَإيئَارٍ الإسْتِبْدَاد بالأمرء وإله يَشُوبُ 
الطلّبَ بِدَم عُشمان لِعَيرٍ ذلك من الأمورء ولم يَكُنْ يقولٌ فيه ما يَقُوله لإقتصاره 
على طَلَّبٍ دَم عُثْمانَ رَضِيَ الله عنه؛ لكن لما يَعْلَمُه من حَالِهِ في حُبٌ 


- 164 - 163 


(1) ق: الياء والسين شبه ممحوة في كلمة (4) خرم: سقطت كلمة. 
ليس . (5) ق: معويه. 

(2) اق: سنا. (6) سورة التوبة: 60. 

(3) ق: يكونون. (7) ق: يعني. 


1/5 


الخلافة» ومُحَاوَلّة إِخْرَاجِهِ منها وكثرة ذلك مِمّا ليس مِن الطُلَّبٍ بِدّم مُنْمَان في 
قليل ولا كثير . 

5 لأنَّ حَالَ مُعاوية في المُطالبةٍ بدّم عثمانٌ حَالَ طلحة والرُبيرَ 
وعائشَّةً) وله من التأوِيلٍ في ذلك جميع ما ذكرنا إنه سَائِعُ لهم . ٠‏ بل سَبَبْه في 
ذلك أقْوَى عِنْد كثير من أل العلم لأمور أحَدُها: إِنّه لَمْ يُبَايع عَلياً قطء 
ويَدّعي الإكراهء وإِنّهِ بَايَعَ على أن يَقْتْلَ قَتَلَهَ عُنْمان مِْلَ الذي ادْعى”'' القؤم بل 
لَمْ يَرَلْ مُخْالِفاً» والثاني: قَرَابَنْه من عُثمان؛ والثالث لجن أوْلِيَاء الدّم من وَلْدِ 
غثمان به يَسْتَنْصِروُنه دون غيره» وذلك مطالبَةٌ بواجبٍ لهم؛ ٠‏ وَإنْ حَلَ لِعَليٌ 
رَضِيَ الله عنه تأخيره لِمَا ذَكُرْناه. والرابع أنّه كان خليفةٌ لِعُمَر وعُشمات رَضِيَ الله 
عنهما على يَلْكَ الذيار وممْنْ وَلَيَاهُ: أذ الحَقّ وقد لَحِقَ به أَوْلِيَاءُ الدّم 
فكانَ يقول: نا على ما وَلْيَانِي عليه حتى بقع الرُضى بإمام يفلهما»؛ وغيرٌ 
ذلك من الأسْبّابٍ التي ليِنَتْ لهم في هذا الباب. ولكن علياً أنْكَرَ عليه منافسَيّه 
الخلافة» وطَلَبَ ما ليس له والرّضى”” بِمحَايَّلَة عَمرو لأبي موسى وادْعَائه 


عدلدة» 


الأمرّ فلااك عل القزل في باه صخ آله َي اله عنه فصي موق في 


جميع ما جَرَى من حَرْبٍ وكَفٌ ون" م وتأني * ومُرَاسَلَةٍ وتخريض وغِلْظة. 
وله كان يِضَعْ عل شيءٍ منرذلك في - َف ويَفعلَه في وَفِْهِ وقد يَسْمَضَلِحُ الوَعِي 


تارَةٌ : بالرّفي والأئاة" وتارَةٌ: بالعَسَّفٍ والوّعيدٍ وتَارَةً: بالوّغظ والتذكير. 
وذلك مَوْكُولَ إلى رَأي الإمام [47 أ].ما يَعْلَمُ في ظَه وهو ذلك” '' القري في 
تقديم الحد وتأخيره بحسب المصلحة المعلومة» والمطمئنة في التأخِير دونَ 
التَقدِيم فلا مُتَعَلقٍ للشْرَاةِ عليه في شَيْءِ مما ذَكَرْنّاه. 


165 )3( ق: وبانى. 
(1) ق:ادعا. (4) ق: الاباه. 
(2) ق: الرضا. (5) ق: دك. 


16 


[الباب السابع] 


[باب الكلام في خوارح الكوفة والبصرة واتخاذ النضروان 
معسكرا لهم وصورة الشورى] 


6 ثم رَجِمَ بنا القَّوْلُ إلى وَضْفٍ ما شَّجَرٌ بَيْنه وبين الشّراة بعدَ 
مُنَاظوَبَهِ لهم ورجوع من رجع منهم» فلما رجع الكوفة؛ ودخلوا معه بعد أن 
قال لهم: «فانصرفوا على بَركَةٍ الله إلى كوفيكُم) . فأقاموا مدَّةٌ مُصانينء لا 
يَعْتَرِضُون على أَحَدٍِ ولا يُعتَررض عليهم. ثم أنَّ خوارج البَضْرَقٍ كْتَبُوا إلى 
حوارج الكوقة : اإْكم كَفْرْثُم بعد إيمانكم' . في كلام طويلٍ ؛ وقدَّحوا السُبْهَة 
في نفوس أهْل الكُوفَةٍ وعَلِمَ على رَضِيَ الله عنه بذّلك من أمْرِهِم فَرَأَى أنْ 
يَنْتَشِئ كتباً نتِيجَة!'' ما جرى من يَوْم صِفْينٍ إلى يَوْمِ مُتَاظْرَتَِ لهم الأخير 2 
التي رَاجَعوا بها إلى الكوَةٍ ويَصِفٌ ضَلالتَهُم وبِعَتَهُم رَيْرُ اناس عنهم . ا 
إنُهم اتَمَعوا مَرَاتٍ أَخَرِ فَحَاطْبَهُم عليه ورجع منهم قؤمء وأقامَ آخرون 
وكانوا في ضَلالَتِهم يَتَرَدْونَ ؛ م أَجَمَع رَأَيْ الجميع على اتخَاذٍ التَهُرّوان 

مُعَسْكراً لهم ولّحِقهم المُتحَادِرُون إليهم» والمَائلون إلى مَقَالتِهِمٍ على خِلافٍ 
بيهم دائِرٌ وهم مَعْ ذلك مُسجِعُونَ على إكفار الأمَةِء وكُل من خاضٌ في بَلْكَ 
الدّمَاءء وَإِنْعَمَسَ فيها. 


[نصل] 
7 ثم حَصّلَ بِالتَهْرَوَان أربعة الآف نَفْس بعد رُجُوع من رَجِمّ منهم 


- 166 - (2) ق: الآخرة. 
80 ق: مسححة . 


1/7 


إلى الحقٌ» وتمُرّق من تَفُرّق في البلاد: إن عَليأ رَضِيَ الله عنه طَلبّهم بعد 
ذلك» وَهَدَمَ دُورّهم بالكوفة» وأمَرَ عَبْدَ الله بِنْ العبّاسّ بِهَدْم دور رَقّوْم منهم 
بالبَضْرَة. ونال" أَضْحَابُ بُ مُسَعْر بن فدكي”* يُسيرون على شَاطِئ نَهْرٍ من أنهار 
السَوَادٍ ويَطلبون اللحوق بأصحابهم بالنهرّان إذا هم بَجُل يسوق امرأة على 
الشاطىئ الآخْر. فبَعَنُوا إليهم قَوْماً منهم فَذَّعِرَ الرَّجُلُء فسشقط فسَقَط ردَاؤٌه من 
الحوّْفٍء فقالوا: «لا رَوْعَ عليك مَنْ أَنْتَ؟ قال: «أنا عبد الله بن خبّاب بن 
الأرَرق2*0, قالوا: «صاحجِبٌ رسول الله كلِيِ؛؟ قالوا: «فحدثنا حديثاً سمعته من 
أتباع رسول الله كل لعل الله أنْ يَنْفَعَناه؟ قال: «حدّثني أبي عن رسول الله يكل 
قال: ستكونُ بعدي فِنْئَةٌ يموت فيها قَلْبُ الرّجُل كما يموت دينه [47 ب] 
يَمْشي الرَجُل مُؤمناًء ويضبحٌ كافراء ويضبحٌ مؤمناً ويّمشي كافراً. ...© 
الجَالِسٌ فيها خيرٌ من القائِم والقَّائِمُ خيرٌ من المَاشِيء والمّاشي خير من 
الراكب» فإذا تَوَاجَهَ المُسْلِمَانِ فيها بِسَيْفِهما فقتّلَ أحدهما الآخر فهما في النار, 
لأن كل واحدٍ أراد قتلّ صاحبه»”© . فقالوا: «ما هذا أرَدْنا مِنْكَ وال لكمْبُلئَك 
. قثْلَةَ ما قل أحدٌ قط مثلّها»! فشدّوه كتافاً ثم الطلقوا به وبالمرأة وهي حُبْلى 
تَزّلوا بهما إلى محل مَوَاقس”, فسَقَطَثْ” رُطْبَةٌ فأَحَذّها أحَدُهُم فَالْتَقَمَها. 
فقال بعضهم : «بغير حِلَْهَاا فَلَمَطَّها مِنْ فيه وقامَ آخرٌ منهم بِسَيفِهِ فهَرّه فمرٌ به 


- 
: > ممه 


فلفحه نفسة عفر ه وقال: أفسَادْ في الأرض؟' . فقال عبد الله بن حُبَاب : 
الإسلام حَدَثاً). أو من النهر وَدْبَحُوف فجرى"' دَمُّه على وَجْهِ الماء كأنّه 
شِرَاك لآمةٍ يَخْتُلِط بالماء؟ ثم أتى بالمرأة فتفّرَ عن بَطيْها عمّا فيها. 

8 - فجاء علياً عليه السلام الحَبَرُ وكَتَبَ إليه به أبو أسماء بن عاصم بن 
2 عٌ-. سر( 5 25 6“ برسء . 0 0 
عَمرو ابن أخي القعقاع”*' بن عمرو التميمي فخبّره عِذّةَ القؤْم؛ وأنهم اربعة 
آلاف رَجُلٍ فَخْرّجٍ إليهم علي رَضِيَ الله عنه في عشَّرةٍ آلافٍ رَجْلٍ من أهْلٍ 


- 167 (4) مواقس من مَقَّسَ مقماً الماء: جرى. 
(1) ق: بينا. (5) ق: فسقط من الأفضل اضافة تاء تأنيث 
(2) خرم: سقطت كلمة. لهذه الكلمة . 

(3) حديث نبوي. (6) ق: فجرا. 


1/8 


الكوفة. وكانَ فِيمَنْ حرج معهء ِمْن رَجِعٌ من وُجُوءِ الخرارج إلى الحقء 
وإلى قَوْلٍِ علي رَضي الله عئه الأشْعَتُْ بن فَيْس؛ 0 ' في 
الأغرّاق: شبث بِنْ ربعي”*', وعبدّ الله بن الكواء”*) من الخَوَارج ؛ 
وكانوا أسْرحّ اناس 0 ساذ علي حل كلام 
لك 

بن قذكبل* “» وحَرْقُوص بِنْ نذير” * وعيد الله بن وهب الراببي ١ه‏ “ثم الأذ 
بعدّه شورى. ثم أمَرَ على رَضِيّ الله عنه مُنادِيا فنادى : «يا مَعشَرَ المجلس: 
كيف رأيثّم وَبَال الفتنة أليس قد آلتْ بكم إلى شر ما آلَْثْ إليه الئّاس؟ إنَّ الله 
مرّقكم * والْتَقَمّ منكمء ثم تُكون بَيْئةٌ فيكم مُجْتَمَعٌ عليها إلى أنْ يَفْنى'” 
عابركمء أخْرِجُوا إِليْناء قَاتِلَ الحارث ابْن مُرّة - رجلّ قتلوه من أْضْحَابٍ علي 
رَضِيَ اللَهُ عنه صَبْراً - وقَاتِلَ عبْدَ الله بِنْ حَبّاب بن الإرث. ...* قالواله: 
«أما الحارث فَأَمْسِك عليه » أمّا عبد الله [48 أ] فنحن أصَحَابه) . 


9 - فْمَهَيّأْ علي رَضِيّ الله عنه لوفْمَتِهِم وهَمٌ في أربعة آلاف© 
نَظْمَهُم من جوازيهم بالخيولٍ عليهم أرْبّعة قُوَادٍ: الماع بن عمروء ومَعْقل 
ابْنّ قيس *» وشبث بن رَبْعِيء والأسْود بنَ يزيد الماوّزدي”* . ثم إِنَّ علياً 
رضي الله عنه رفع صوته. فَدَعَا عليهم حَمْط . وروى عنه قال: «اللهُمَ رَبٌّ 
البَيْتِ المَعْمُورِء والكِتَاب المَسْطُورِء والبَخْرٍ المَسْحُورِء فإنّا نَسألُكَ الصَبْرَ 
التْمْكِينَ على هؤلاء الذين نبذُوا الكتَاب وراء ظهُورهم؛ ارُوا أنه محمّده؛ 

ثم نادى أنْ الخملوا فحَمّلوا عليهم قَمَا كان إلا كأكَلَةِ رَامق” ' وحتى حَصَّلَ كل 


قؤْم من يَلِهم”* من الخوارجء إلا أنَّ هَمَذَان* كانوا” بآراء شريح بن أبي 


- 168 - الأفضل حذفها. 

(1) ق: امرا. (6) ق: فنظمهم. 

(2) ق: مرقكم. (7) ق: رامى بنقط خفيفة فوق القاف تكاد 
(3) ق: يفنا. تكون ممحوة والرامق: الفقير الذي يتناول 
(4) خرم: سقطت كلمة. القليل يمسك به الرّمَّق 

169 - (8) ق: من تلهم. 


(5) ق: الواو زائدة بين ألف» و«فنظمهم؛ من (9) يكرر كانوا. 


179 


أوفى”*' وكان بَطلاً مجيداً. فدخل حائطاً فَامْتَتَعَ حتى كاد الليلٌ يَلْبِسُهمء ثم 
نَذَامَرَتُ هَمَذَانُ فَأَقبَلثْ عليهم وهو يَرنَجِرُ ويقول: 
أَضْرِبُهُم ولا أرَى أبَا الجحَسَر عَلُوئهُ بِالسَيْفٍ حَنَّى تَمَعِا(© ©) 
وكانٌ أيضاً يَرْتَجِرُ ويقول: 
١‏ وجعلرا يَجْتَمعون على الئَّلْمَهَ فبِمَرَفُهم ويقول: 
قدعلمت جاريّة عَبْسِية ناعمة في أَمَلِهًا مَكفية 
فشد عليه مُعاوية بن قَيْس الهّمَذَانِ *ل, فضرَّبَ رجله فَأفْعَدَه ثم وَنَبَ 
قائِماً على رجل واجدة'” وهو يقول: 
٠. 0‏ 18 8 0 20-0 00 0 004 
0 ذلا عن زو ا ناما مذ ع طريع د عدم 
الليل َمَثَله وقد ذكرّ أن الذي قائل على ال مَهَ خَرَيْب وممن قائل وصَِبرَ 
غَدَار بن المُعدّل الرَاسبى ي فكان يَحْمِلٌ ويقول: 
لبِسَ من الموتٍ نجه المَمَى صَبْرأ أرَى المنهّال صَيْراً للقَضًا©) 
إِنْ تضبر الخَلَى طرا للبَلى وليس يُنْجِيك حَذَارٌ من رَدَى 
فارْكَبِ رَحَا الخْبّاب أطَرّاف القت 22 واطضبر فإنَ الصَبْرَ أذنا للبِقًا0© 
حتى قيل : وَبَقِيَ حرقوص بن زهير وعبد الله بن وهب الراسبي ومُسْعّر 
بن فذكي في أَصْحَابٍ لهمء فمَامَ فيهم حرقوص فقال: ايا مَعْشْرَ المسلمين 
أكْسِرُوا جفُونكم إلى الجنان» فقالَ عَبْد الله بنْ وَهَبٍ: «وما يُذْريك لَعَلَّهُ 


)0 ق: نسى. - 170 

(2) بحر: الرجر. (5) بحر: الرجر. 
(3) قى: واحدة. (6) ق: السى. 
(4) بحر: الرجز. (7) ى: للبقى. 


1650 


الرَواخ» إلى النَّارِ؛؛ لخلافٍ بيتهم في التَبَري والتخكيم واشتحلال [48 ب] 
الحريم فرناه عند ذلك حَزْقوص والجماعةٌ بأبصارهم''". وقالوا: «الخَرَاجُ 
كيف ذُفِع؟. . ! . بدأنا بك» ولكن ان بُقينا فسيكون لنا ولك حال غيرٌ هذا» . 
فقائلوا حتى قُتلوا جميعاً» لم يَفْلت'" منهم إلا سنَّةٌ سابعهم مِرْدَاس على ما 
يُذكرء وقيل إنّه قيل. ثم عَادَ علي رَضِيّ الله عنه إلى الكوفة» يَلِيهِ العَوْدُ إلى 
الشام. وكانَ من قتله ‏ رضي الله عنه ‏ ما رَفَعَّ إليه به قدرهء وعلا دَرَجِتَف 
وأَلْحَقَهُ بنيُه» وجَعَلَهُ به سَيّْداً من الشْهَدَاء فرضوَانٌ الله عليه هذا ما جرى عليه 
من الحرب . 


[فصل] 

1 - والتحكيم قد أَوْرَدْناه على وَجهِهِ. وذَكرْنًا الصحيحٌ منهء وهذا 
الكلامُ ون طال ففي كل فُضل منه ضَرْبٌ مما يَحتَاجُ إليه من الكلام في 
الإمَامَة» وكشف لحال الحزْب» وما وَّفَعَتٌ عليهء وبَيّان عاد بَعْضِهم في 
بَعْضٍ . . ويُميّرُ على رَضِيَ الله عنه بين فَرْقِ من قَائَلَه وتَريصه” “ لهم؛ وَوَضْفٍ 
رَأَيهِ في دورهم ودمَّائِهم» وأموّالهم و" النْكتِ التي نحتاج إليها من أثَاوِيلهم ؛ 
وإنما بعَثنا على شَرْح هذه الأقاصيص وجوّدنا أكثرٌ من يخوض فيها من أل 
الئَظَرِ غير مُتحقق بصورة الأمرء وَعادلاً فيه عن سْئَن الحَقٌّ وعَامِلاً على ما 
نجذه جارياً على أَلْسِئَةٍ من ليس من أمْلٍ التَقْل وما تجذه من جكايّةِ ذاكر 
الجَمَل التي يَفْصدُ الكلام فيها من المواطن المُتَعَايرَةِ» فَرَجَرْنَا ذَلِكَ القع 
المُتَأْمْل لما نخكيهء وَاسْتبْصاره عند الوقُوفٍ عليه ومصيره إلى الحىّ الذي 
أمنئاه وتنكب الكذب والباطل الذي تَجَئْْنَاهُ مِمّا يوجدُ الكَذِب والحَيِف 
وَالتَحَايْل في شَيءٍ أكثر منه في وَضْفٍ هذه الحروب والقٌصص التي هي حِصَارُ 
عُنْمَان رضي الله عنه فَمَثْلّهِ ؛ والعقدٌ لعلي رضي الله عنه بعده» وحربٌُ الجمل 
وصفين وقصةٌ التحكيم» وقتالُ أهل النهروان. كأن أهلّ العلم بالنقل يفصلون 
(1) ق: بانصارهم. 171 


(2) ق: يعلب. (3) ق: ترسصه. 
(4) أضيفت الواو تحت كلمة الكت . 


1581 


بين الصِدْقٍ من ذلك والكذب ويحيطونٌ عِلماً به وإلى اللهِ الدَعِيِّةِ في تسديد 
قار ما حكيناه؛ 0 وجَغْلٍ ما قلناء 


وتّؤهِينه . 


[فصل] 

2 وقد بَانَ الآنَ أنّ تخكيم علي رضي الله عنه [49 أ] بعد أن 
تَبيّنَ. . .”'' وخرج إليه الناس والإشفاق على ذمَابٍ بَقِيّةِ المسلمين كان من 
أَضْرّبٍ الأمور وأدّلها على نَضْلٍ فاعله» والمجيب اليه إذا ظن ذلك صلاحاً 
للأمة. وحقناً لدمائهاء وان الأمر يول إلى الحَق في ذلك؛ وإن التحكيمٌ لم 
َم على الإطلاق بان يفعل الحكمان ما يؤثرانه' ويحكمان على حكم السماء 
بما اختاراء ورأياء وإنما جَعَل لهُمَا الحكم بكتاب الله وسُّنَّةَ نبيّهِ عليه السلام 
بَعْدَ العهدٍ والميثاقي على نصيحةٍ المسلمين» والنّظر لعامتهم وخاصتهم» وليس 
في كتاب الله عزّ وجل ولا في الس ما يوجبٌُ لع علي رضي الله عنه وَنَوْليَة 
معاوية فلم يُلزِم قبول حكم عَمرو بما حكم به. 

[فصل] 

1 - ووَصّحَ أيضاً بما قلنا أنَّ أبا موسى لم يَحْكُم قط بِخَلْع علي رَ ضىّ 
اللَّهُ عنه؛ ؛ وان قدب حال عسو قولة : وأنّهِ لم يَكنْ قط من اعتقار أب موسي 
خلع علي وإقرار معاوية» وأن الإثفاقٍ إذا كان بينهما على أمْرٍ حَفَرَ فيه عَمرو 
الوَعْدٌ ونَّقَصَه : لم يلْزِمْ من لم يَخضر مما عَمَله قليلُ ولا كثير؛ وصار الأمر 
عند اختِلافٍ الحَكَمَيْنِ كالذي كان كما ذَكَرَ أمير المُؤمنين. ون أبا مُوسى لم 
يَكُنْ فاسِقاً عند عليّ رضي الله عنه بقعوده عنه. ولو كان ذلك رَأَيهُ في 
القَاعِدين عنه لم يُعْظّم عليه أنْ يَقَولَ لأهْلٍ الشام والعراقٍ تحكيم الفُمّاقٍ حرام 
في الدين ‏ وعلى إنكار المُذكر حَرَجْنا مَعَكُم إلى ما نحن فيه فلا يجورٌ أنْ 


172 - (2) ق: يواثراته. 
(1) خرم: سقطت كلمة. 


152 


يدرك بمُنكر مِفلَُ وإلى تحكيم فاسِقٍ لا يَحِلَ حُكْمُهُ أنه قد قالَ أعظّم من 
ذلك فيما هو دون هذا الباب: وهو رضي الله عنه لو عَرّمَ على القَسَمُح 
والدُزولٍ على ما يَلَتَمِسٌ مِنْه حَفَى أَكثَرُ ما دَقَعَ إليهء ولم يقل لمعاوية: قد عَلِمْ 
أن الشَامَ كانت بِعَيْنِهِ ومُئْيَتِهِ لما سَأْلَهُ إقْرَارَهُ عليها: «ما كُنْتُ مُتَخْدَ المُضْلَّينَ 
عَضُدا»”' وقد أشارٌ عليه جَمَاعَةُ من الصحابةٍ وغيرُهُم بِإِقْرَاره فلم يَحْمَلْ 
بقؤلهم» ولم يسيج”* إلى ما رَوَاهُ لما اعتقّدَ انه قادح في العَدَالَةِ هذا قَبْلَ الْتَشَارٍ 
الحزب بِالبَضْرَةٍ وصَفْينَء وخرؤج الناس إلى ما خرجوا إليه» فَكَيِفَ يُظَنَّ به 
التسمُح بتحكيم أبي موسى مع اعْتِقَادٍ قُسْقِهِ على فَوَلِهِمْ لأجل قوْلٍ الأشعّث بن 
قيس [49 ب] وغيره ممّن ليس هو بوضع” من أشّار بإقرار مُعاوية.. .”6 
عامله. من الأمَائْلِ وقد نُضَبَ الحرْبٌ واسْتَظهَرَ على مَنْ يَدْعوه إلى 
التحكيم: فلا يقول مع ذلك : أبو موسى فاسقٌ لا يحل تَحكِيمُه وكلّ من فْعَلَّ 
مِئْلَ فِعْلِهء هذا ما لا يُظنٌ به. فبَانَ بذلك أنه لا مُتَعَلّقَ للخَوَارجٍ في تُحكيمه 
أبو موسى خاصة ولا في تَحْكِيمِهٍ جُمْلّة» ولا في تزْكِهٍ المَصيرَ إلى حَُكمْ 
عمرو. 
[فصل] 

4 إن ثزلهم: أله نض ما دخل فه من القخكيم كلام من لا عم ل 
ِالقِضَةٍ وما جَرَتْ عليه الحكومّة؛ لأنّ الحكمين الخْتَلَها بِنَفْض الأفر جُمْلَة 
ولم يَجْعل التحكيمَ لِيُحكُمَ عَمرو - وبشهوته ور ار من بر با على 
مغله60) ونقضه الأمرء فلا سْوَال لأحَدٍ في ذلك . فأما تَأْخْرّه رَضِيَ الله عنه عن 
حضوره دَومّة الجَنْدَلٍ وأذرَج” ' وأنه ليس ينْقضٌ أيضاً لأنه إِنّما يُضْرمُه الوَفَاءَ 
بهذا الوَعْدٍ لمَرْضِع مَضْلَحَة الأ واجماع الكَلمَة وحصول الال فإذا 
تَمْسَّقَ من أهل العراق ما ذَكرْناه» وخافٌ من الفِنَْةِ والمّسَادِ بخروّجه أكثئّر مما 


- 173 (5) خرم: سقطت كلمة. 


(1) سورة الكهف: 51. 174 - 
(2) ق: ا سم. (6) ق: متله. 
(3) ق: نوضع. (7) ق: ادرح. 


4( خرم: : سقطت كلمة. 


153 


يَحَائْهِ بِتَخَلّفِهِ عن الحَكَمَيْن كان قَضْدَه لِلَمْ ما الْشَعَتٌ وتَشَّعْتَ بالعراقٍ ورَثْقٍ 
ذلك أؤلى. وكان الحُكمُ من قَبْلِهِ إذا جَعِلَ له الحُكمْ بكلّ ما يراه صلاحاً على 
ما يُوجِبّه الكتَّابُ والسُنَّةٌ فإنّما في ذلك مَقَامُه وكأنه لم يعَبْا'' كما ذُكِرَ أبو 
موسى لِمُعاويةً» لأنّه لم يُتَاجِرْ نَقْصاً واختياراً» ولكن للعُذْر الذي وَصَفْنَاه. 


[فصل] 

5 - وقد كان تركُه أيضاً لإقرَارٍ© معاوية على الشام م مِن أخْرّم الأمُور 
وأضوّبها لأن”” معاوية التمّس منه الإقرّارَ عليها. على أن لا يكونَ لعليُ رَضي 
الله عنه عليه طَاعَة ولا يكونَ خليفة له» ولا مِنْ قِبَلِه. وهذا حرام في حكم 
الدين باتفاق وقد ذَكّر هذا أهلُ النقل» ون الطلب لها وَفَعَ على هذا الوَجَو؛ 
ولو فعلّه رضي الله عنه لصّار ذلك سنّهٌ ولاقْتَدَى" به الأَئِمّهُ من بَعْدِء وَبَطْلّ 
به نِظَامُ الإسلامء ورَّالَ عِنْدَه تَمْكين الأتمَّةِ من الأخكامء وآل إلى نَرْك العَمَل 
بهذا الغعررض العظيم» وذلك ما لآ يسوعٌ في الشَرِيعَةٍ وحُكم الذين» قالذي 
فَعَلَهُ من ذلك أَضوّب الأمُورٍ رضي الله عنه. 


[فصل] 

6 - وفي التحكيم الذي سوَّغَهُ رَضيّ الله عنه أمُورٌ كثيرة [50 أ]. 
حَرَجَتُ. . . وما يحتا إلى عِلَمِه في أخكام الذين: فونها جَوَازْ التخكيم هذا 
أنَّ المَرْءَ يَلِي”© فأما في هذا ما فيه؛ ومِئْها أنَّ العَاقِدَ للأمّةِ والنَّاظِرَ في أمْرها قد 
يُجِوَّرُ أنّ ممّن فيه حكم” يُفْعِدُ 1 يْفْعِدُه عن الصلاح لها ليسا" سوى: الجهلٌ 
والفسقُ بأن يكون غير قرشيء أو يكونّ زُمناً ضَريراً. وممَّنْ لا يَضْلّْحُ أن يكونَ 


(1) ق: بعب. 176 - 


175 (5) خرم: سقطت كلمة. 

(2) ق: لإقرار وجدت الألف مشطوية. (6) شبه ممحوة. 

(3) ان حرف «النون» مضافة تحت كلمة (7) ق: حكمه. من الأفضل حرف الهاء. 
معاوية. (8) ق: ليسا. 

(4) ق: اقتدا. 


154 


إماماً للمسلمينَ لبعض هذه الخلال. لأنَّ عَلياً رَضِي الله عنه وَالقُرِيقِينِ جميعاً 
قد رضوا بكون أبي مُوسى ححَكماً وَنَاظِراً في هذا الأمرء وعاهداً له ولم يكن 
فيهم مُنكرٌ لذلك أصلة ولم يكن إنكارٌ الشراةٍ للتحكيم من ناحية كَوْنٍ الحاكم 
غير قَرْشِيء ولا نُقَلَ ذلك عن أحَدٍ من الأمَة. فدل هذا على أنه قد يصلح 
للعَقَدٍ على غيره والخؤض في هذا الأمر من لا يَصْلْحُ أن يكون إماماً للأمة إذا 
كان عَادٍلاً عَالِماً ذا فُضْلٍ ورَأي وبصيرة » بما تَحْتَاحُ إليه الأ 


١‏ اقسل] 
عمرو ابن العاص وهو ين قريش. ل لي لم يَعَرحُوا ما ظُتئته في غمرو ولا 
نُضْبته 20 معاويةً لكونه قُرَيشِي 2 ولكن عَلِم عندّه من فُضْلٍ الرأي والتدبيرٍ )60 
ما يحتا إليهء ويكونُ عونا له على بلوغ رَأيهِء ويدلُ على ذلك أنهم قد كانوا 
اتمُقّوا على سَهْل بنْ حنيف» وعمرو بن عوف» وشدّاد بن أؤس بِنْ ثابت 
الأنصَاري؛ وآخر من الحْزْرَجء وليس فيهم قُرَشُِ ؛ وإنما بَدَا لمعاويةً نَظَراً 
ِتَفْسِه؛ ولم يَعْتَرض في ذلك أَحَدّء ولا أنكرّه أو قال قائِل: كيف يَصْلْحُ أن 
َعْقُد هذا الأمر لغيرِه من لا يَضْلّْح أنْ يكونّ إماماً. والأئِمّة من قريش وليس 

في هذين قزشيء قصح بذلك ما قلناه. 

8 ولذلك اسْئَخَار عُمر رَضي الله عنه أنْ يقول: «أما أنه لو حَضَرَ في 
سالم مَوْلى أبي حُذيفة لما تخَالجي© ذ فيه الشّكوك ولرَّأَيْتُ أنّي قد أَصَبْتُ 
الرأيٌ». يريد فى الإستعانّة برأيه ومشورّته. وفيه أيضاً أنَّ الإمامة تَنْعَقَدُ بالواحد 
والإثنين؛ وإنْ لَمْ يَخضر العقدَ أَزبَعَةٌ ولا أككر من ذلك بدلالةٍ قَزْلهِم في 
الإتفاق بَيْنهمء وأنَّ علياً ومعاوية» وشيعتهما قد رضيا بعَمرو بن العاص» وعبدٌَ 


لله بن قيس”*”” يخلعانٍ من أحبًا ويُوّلْيَانَ من أحبًا منهماء أو مِنْ غيرهماء 
177 )4( ق: لحا لحي. 
(2) ق: قريشاً. ضبط الأسماء وترجمتها والتعليق على 
(3) ق: الدبير. البعض منها. 


1]55 


ومن أَبُدى تقصيره ...0.0.0.020" لسُئتهما القَضَاءَ ما قَضَّيًَا والأمر ما أنفذا 
[50 ب] وذلك يَشْهَُدُ من يُريدُ رأيهما وإنقياتهما موافقاً لما يُوجِبّْه الكتَابُ 
والسَّةٌ الجامِعَةٌ غيرُ المفرّقَة . وعليٌ بَدَا بذلك في أوَّل كتاب الصّلْحَء فليس في 
هذا الإطلاق نقْضٌ لاتْبَاع الكتاب» فإذا كان ذلك كذلك ثبْتَ أنهما لو عَقَدَ 
الرَجُل وحترّجَاء فأخبَّرَ الناس بأنّهما قد عقدا له لوّجْبَ عليهم طاعة ذلك 
الرجلٍ» والدخول في بَنْعَته. لأن الأمْرَ أَمْدُهما. فإذا عقدا لِمَنْ يَضْلّحُ للأمرء 
ورّضيًا به فإنّما يَطْلْبان الناسٌ بالدُخول في البَئْعَقَ وليس يَسْتَأنِفان عند 
الخرُوج عقداً فَتَبْتَ ما قلناه. وإنه ليس يحتاجٌ في تَمَامِ العَقّدِء ولزوم أنْ يكونَ 
واقعاً بحضرَةٍ أربعة من الأمةء وأكثر منهم وإطلاق قولهم: الأمرٌ أمرُهُما 
لوَجُبٍ صحةٌ العقدٍ وتمامه لِمَن عَمّدا له" في الخَلْوّة؛ وإنْ لم يَحْضِرَ نَقَرّ من 
الئّاسء قَمَن قال أنَّ - معنى ذلك إذا أخضرا العَقْدَ قوماً اختاج إلى دلالة - وفي 
التحكيم أيضا دلالة على جواز إكراهٍ الإمام لبَْض رعيّته على الدخولٍ في عَمَلِه 
الذي يَحتاجُ تَبَايه فيه ويَعْلبُ على ظَنّهِ أنه لا يَسْد الْخَلّلَ ويقومٌ بالمطْلَحَةٍ 
الوَاجِبّةِ فيه غيرُه. وسواءً في ذلك القَضَاءُ والإمارّة وغيرُ ذلك من أُعْمَّال الإمام 
بعد أن يكون من طالبه بالدخول في العمل ممّنْ يصلحٌ للقيام به؛ فلذلك أكرّه 
علي رضي الله عنه أبا موسى على الدخولٍ في الْحُكُمٍ في هذه القضية؛ وأغلظ 
له ولا فَرْقَ بين ذلك» وبين أنْ يحتاج إليه في فضائله . أو سَدَ ثغر يرى الإمامٌ 
أن الحنّ لا يقوم دون اسْبَنَابته . 


[فصل] 

9 - فاما تَغْلِيظ علي رَضِيَ الله عنه بقولِه: «لتَمْضِيَّنٌ لِوَّجْهِكَ أو 
ماود إليك من يَأتِيني بِرَأسِكَ أو لأضربن عُتّْمَك) ونحو ذلك فَإِنّهِ على 
مَذْمَبٍ الوعيدٍ والتغليظء لا على أنه مُستحنٌ بالخلافٍ في ذلك للقثل؛ ولكن 
للإمام الردعٌ والتقويمٌ على مخالقَتِه؛ والتَغزيرٌ في ذلك . فامًا المَمْلُ في مِثْلٍ هذا 


(1) خرم: سقطت ست كلمات. 179 


(2) ق: يكررثلاثة عشرة كلمةمن (3) ق: لابعثن. 
«وأكثر. . . عقدا له؟. 


156 


فلا. وكان الصوابٌ ما يِعُود"" علي © رضي الله عنه [51 أ]. . 2 في 
الحُكُم في هذه القضية وأْعْلَظٌ له ولا فَرْقَ غير ذلك* ' ولا يغلت في ظله أله إن 
أبَرّ له الول لم يُنَفْذْ ويُطيع؛ وقد كان لَعَمْرِي أبو موسى شديد التَجَنّبِ لهذا 
الأمرء والتَتبْط فيه على ما حَكَيْناه من قبل؛ ومن كانث هذه سبيله في تَلْيْنِ 
عَريكتِه إلى الإرزْمَاب. وفيه أيضاً أنّه لا يحل للإمامةء والأماثل منهمء وولاةٍ 
العقودٍ إِنْ حَمَلوا الرَجُلَ على الدخولٍ في تحمل الإمامّةٍ وَالنُضْبّةٍ له إذا عَلَبِ 
على ظَنّهم : أن الفئتة لا تَنحَسِمٌ إلا بإقاميه . وأنَّ الظل© لآ يَرفِعُ والحقوقٌ لا 
تُسْتَخْرحٌ إلا به ويَجِبٌ عَلّيه تَحَمُلّها متى عَلِمَ ذلك أو غَلَبَ على ظنه أن 
الحقوقٌ لا تقومٌ إلا بِنظروء ولا يَسَعْهُ التَخَلّف عن ذلك؛ لأنّه يصيرُ داخلاً في 
باب الأمْر بالمعروفٍ والتهُي عن المُنكر . 
[فصل] 

0 ولَسْنَا نريدُ بقؤْلِنا أنَّ للأمّةِ حَمْلُ الإمام على الدخولٍ في الأمرء إِنَّه 
يصيرٌ إماماً بالعفد عليه» وإِنْ لم يَقُبل ويَرْضَى ويَدّخل فيه وإنَّما يريد المُطَالبة 
بذلك ولذلك قال أبو موسى على المِنْبّرٍ في آخر خطبته؛ ووصف ما جرى بينه 
وبين عمرو «ثم اجُتَمعَ رَأيُنا على أن تَخُلّعَهما وتَجِعَلها * شورى” .كما جعلها 
عُمَّر رضى الله عنه؛ فإِنَّ عُمَرَ هو القدوةٌ فِمَّنْ رضينا مِمّن سَمّيْنا أي””' سعد 
وسعيد بن زيد* وعبد الله بنْ عُمَر”*": وعبد الرحمن بن عبد يغوث ابن 
وهب ومن جعلناه في الشورى ولَّيئاه. إن قيل: ورَضِيَ فذاك الذي سما 
ون أبَى اجتَمَغْنا عليه وأكْرَهناه أشدٌ الإكراء حتى يحيل أثر الأمةٍ ويقوم بما 
وَلَئْناهء فلم يُنكر ذلك مُتَكرٌ. وفيمّن خضّر عُلَمَاءً وقُقَهاء وصَحَابَةٌ وأفاضل 
يُْتَدَى'” بهم في الذين. فَلَمْ يُنكر ذلك مُتكرٌء ولا قال هذا الذي اجتمعَتْ عليه 
ليس مما يُبِيحُه الكتاب والسَّنَةُ ولا يسوعٌ لكما ولا لنا إكراه أحَد) . 


(1) ق: شبه ممحوة. - 180 

(2) ق: على. (6) ق: سورى. 

(3) خرم: سقطت كلمتان. (7) ق: يعني. من الأفض استبدالها «بأي». 
(4) ق: ذالك. (8) احسا دون نقط. 

(5) ق: الظلم. (9) ق: يقتدا. 


157 


1 وبَلَعَ ذلك علياً رضي الله عنه وغيرّه من . العلماءء وإنه خَطبٌ به 
على المنْبَرٍ ودعا الناس إليه فلم ينْكرَه ولا غيره من العلماء مع اشْتِهَارٍ 
القصةء ولو كان ذلك مُنْكرا ذ في الشريعةٍ لكان أُوَّلْ من يُسَارِع ‏ إلى إِنْكَارِه - 
وتخصيص ذِكْرٍ : خطأ أبي موسى في هذا الباب على رضي الله عنه ولم يُجِرْ أن 
يُقره وسائر [51 ب] أهل العصرٍ؛ فلا يَحفظٌ على أحدٍ منهم . إن سل 
بكوله. .. أبي موسى مع كثرة الع منه والَعَّبٍ لفِغْلهِ من غير أنْ يعبت 
ما قلناه . ففي قوله أكْرَهْاه شد الإمراه حتى يَحْمَملَ أمْر الأّة هلين على أنه 
مُكرَهُ حتى يقبَّلَ العَقْدَء وأنّهِ لا بُدَّ من القبول» ولم يُنْكَرْ على رضي الله عنه 
فعل أبي موسى من ناحيةٍ: أنه لا يجوز إكراهً أَحَدٍ على تَحَمْل الإمامة ولا ذكرَ 
عنه في ذلك لَفْطَةَ واجدَةٌ» وإنّما أنكَرَ عليه حَلْعَه له؛ لأنّه سخطأ في الدّين. 


- 181 - 2( خرم: سقطت كلمة. 


158 


[الباب الثامن] 


[باب الرد على القائلين في إمامة علي بن أبي طالب رضي 
الله عنه] 


[فصل] 

2 وفي قصةٍ التحكيم ما يدل على اغتِرافٍ علي وابنٍ ن عباس رَضِي 
لله عنهما ومَنْ حَضَرَّ من أَهْلٍ الجراقي والشّام بأنّ كَْلَ عُنْمَانَ ظلمٌ لا محالة 
لتعظيم عَمرو بن العاص شأ قتلٍ عثمان على المثبرِ» ٠‏ وَإِغْرَاقِهِ في وم قَتَلْتِه 
ووصف مَظَلَمَتَه ٠‏ فلم يُذكر أحدٌ ممْنْ حَضَرٌ ولا ألكرَة على رَضيّ الله عنه(© 
ولا أحَدُ من شِيَعِْهِ وقد َلَلْنا على ظُلْمِهِم لهُ من قَبْلٍ بما يُغْني عن رَدْه. وفي 
القصةٍ أيضاً ما يَدُلُ على إبعادٍ علىٌ رضِيّ الله عنه لكل من كان منه سَعْيٌ على 
عثمان» وحَرّض في بابهء وأنه غيرُ محمود عِندّهُ في ذلك بل مقصي مَذْمُوم؛ 
بدلالة قوله في جواب قولهم : َمّا أَى معاويةٌ أن يحَككُم عَمرو بن شدًاد بنْ 
أؤس بن ثابث : «يا أميرَ المُؤمنين اجعل رَجُلَكَ مالك الأشئّر». فقال فى 
جواب ذلك: «لا ولا أكاد؛. ولم يَفْعلْ مالكاً عِندّه عن هذا الباب» غير ما كان 
منه في باب عثمان» وإلا فقد كان ذا نجدَةٍ ورَأي . غيرٌ أنه عَلِمَ علي رضي الله 
عنه نفورٌ الناس مِمّنْ خاضٌ في ذلك وألْب؛ وَإِنَّ فِعْلَهُ ذلك قادِحٌ في عَدَالَته. 
وفي التَحكيمَ دليل واضحٌ على فضلٍ سعد بن أبي وقاص وسعيد بن عَمرو بن 
نفيل!*”2) وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عَبد يَعْرْثْ بن وهب: فَإِنّهِم 


مِمَنْ يَصْلْحون لهذا النِقَاش. 


182 (2) هو سعيد بن زيد بن عمرو / أنظر ضبط 
(1) وردت كلمة «عنه؛ مضافة فوق رضي. الأسماء. 


159 


[فصل] 

3 وقد ذَكَرَ أبو موسى السّبَبَ الذي أُقفْعَدَ عَبْد الرحمن عنها من 
الحَذَافَةِ وليس ذلك من الأسباب المضرّة؛ مع حصولٍ الفضلٍ والحاجة إليه. 
وفي تخلّفٍ سعد وسعيد عن حضورها: : الأمر”” مع المسألةٍ والمكاتبة 
وكراهة عبد الله بن عُمر”* مع مشاهدةٍ الخلل وقُرزْبه من الأمر والختيار الْحَكمَيْن 
لهء وتّرددهم إليه وعُْظم شأن الإمامةٍ [52 أ] لشاك. ...”7 يشير على. . 
هذا الأمر وعظيم قدرهم في الدين؛ ويحسيّكَ دليل قم يعرض عليهم ذلك في 
عضر مثلّ أوليك الففضلاء من الصحَابَةٍ وغيرهم فيَأبونه أيضاً . من أدلٌ الدليل 
على أن طاعَتِهم لأبي بكرٍ وعُمّر وعثمانَ ليس لطلَبٍ الدّنياء وبلوغ مَل منها 
وجَذْرَى؛ ولا عِلْمَ بأنّ النبي يَكِ قد نْصّ على علي رضي الله عنه نضاً قَطَمْ 
عُذْرَهم به. . وحَرِصٌ عليهم عِلْمّ إمامتّه والإنقياد له فتركوه مع ذلك وعَدَلوا 
إلى أبي بكر وعُمر وعُثمان رَضِيَ الله عنهم لَعَرَض من أغراض الدّنيا. لأنّ من 
هذه صفيّهِ أَرْعَبٍ النّاس فيها لِنَفْسِهء فكيف يَرْهَدُ فيها ويَهُرْبُ من تحملها فَعَلِمَ 
بذلك بُطلان ما ذَهَبَتْ إليه الشيعةٌ في النصٌ . 


[فصل] 

4 - فإنْ قالوا: فقد بَايَعَ عَِدَ الله بن عُمر مُعاوية بِالرّمْلّة لما دَعَاه إلى 
بَِعَتِه وَذَّكَرَ أنّهِ بَايَعَه بدومَةٍ الجئدل. قِيلَ لهم : إن صَحّ هذا فإنّه إنّما بايَعَ على 
سبيل التَقِيِّ وخوف الإنيَان على فيه إِنْ لم يَبلغْ؛ إل فقد عَرفَ عَقْدَهِ في 
هذاء وإِنّه قال: «أرذثُ أن أتكلّمَ بما فْرْقَ به ما جمَعوا فَأَبْطِلَ ما دَبّروا 
فَكَظَمْتٌ المَيْظَ وَذَكَرْتٌ ما وَعَدَ الله تعالى: «الكاظمين العَيِظ4”*' وإنّما فَرَعَّ 
من ساد الْأّقَ وتورّطهمء في الفتنةٍ ان قال وتكلّم ؛ وقد كان يجورٌ أنْ لا 
تعودّ الفتنةُ لو قال ولكن” فَرَضّ الله عليه ما يَعْلْبُ على ظَنْه في هذا البَاب. 


-183- (3) خرم: سقطت كلمة. 
(1) وردت كلمة «الأمر؛ لإختصار الجملة غير (4) خرم: سقطت كلمة. 
ان توالى الكلمات وتتابعهاألغى 184 
الإختصار. (5) سورة آل عمران: 134. 
(2) ق: عمرو. (6) ق: لاكن يكرر هذا النحو من الكتابة. 


1540 


وفي التخكيم أيضاً ما يَدُلُ على أن الحُكم في الدمّاء التي تُسْفَكُ بين عَسْكَرٍ 
السُلْطَانٍ وبين المُتَأوْلِينَ عليه والبغاة في حَرْبه مَعْقُرَاا'» عنها لا يَجِبُ للسلطانٍ 
الأَخَذُ بها مِمّنْ حَارَبّه ولا يَْبَعُ بذلك أحَدٌ من أوْلِيَاءِ القَاتلِينَ وفي أَمْوَالِهم . 
وكذلك لا يجورٌ للرّعِيّةَ مطالبةً السُلْطانِ بِقَوْدٍ قتيلهم. ولا لأحَدٍ من جُنْدِه؛ ولا 
أن يَحْكُم بذلك سُلْطَانٌ يَِي بَعدَهُ؛ لإِتْبَاعِهِ بَعْضَهم يو 2 بَعْضا”” في الفتنةٍ 
ويدغو إلى 7 والفزقة. وإِنّما تُقَام الحدود للرّذع؛ فإذا أَذّى القَصَاصٌ إلى 
ذهابٍ البقيّةٍ. وأن* يدعو" إلى البَمْي والفِرْقَةِ» وإنْطَالٍ الإمَامَةِ؛ وَجْبَ 
التواهب والعقو. 

5 والمُعْتَمِدُ في هذا الباب إِطَبَّاقُ على رَضِيَ الله عنه وعَسْكُرُه [52 
ب] أجمع وسَائِرُ من حالم وجميعٌ الأَنّةِ في تلك لأيَام على المُوَاجَهَةِ: 
وَإِسْقَاطِ المُطالبّة بالقتصاص ولو كان وجوبٌ ذلك نَابتاً من اللهِ عر وجلء 
لكائّث الأمّةُ في تلكَ الال قد أَجْمَعَتْ على الصّلال؛ لأنّه لا يُحْمَظ أن أخداً 
مَثَلا رَآَهُمَا في ذلك» ولا مُطَالِبٌ طَالَبَ به ولا أَحَدٌّ نَسَبَهم إلى الظُلم والمئع 
من الحُقُوق. فَدَلٌ ذلك على سمُوط المّصَاص في مِثْل هذه الحَب. وكذلك 
إِنْ صَحّ ما يُرْوَى عنه من بَيْعَتِهِ لغيرٍ مُعاوِيةَ مِمّن لا يَسنَحِقُ الأمْرّ وغيره 
خاصٌ» فإنما ذلك على سَبيل التَقِبّةِ . 

6 - وكذلك فيما حكيناه من كتاب علي رَضِيَ الله عنه لإبْن الكوا'*) 
والخَرَارِجٍ دَفْعَةٌ بعد دفعةٍ في خطبهٍ . ما يدل على كثيرٍ مما يَحْتَاجّ إلى مَعْرفْته 
من مَذَاهِبه . أقَاوِيلِهِ وما يَذْهَبُ إليه أهل الحقُ من جَواب العقّدٍ والبَِعَةٍ لأبي 
بكر وعُمر وعُثمان رَضِيَ الله عنهم أَجْمَعين» وصُورّة الشّورى التي حَكيتَاه©) 
من قَبْلء وإيئار عُمّر رضي الله عنه للتخلّص منهاء ونَّرْك تَحَمّلِها حياً وميتاًء 
وغير ذلك مما نصِمّه باباً باباً. 


7 - قَمِنْ ذلك أنَّ حَرْبَ الإمام العَادِلٍ والبَغْيَ عليه ليس بكفرء ولا 


(1) ق: معفواً. الجملة . 


2) ق: تورط. (5) يدعوا. 
(3) ق: بعضاً. - 186 - 


(4) من الأفضل زيادة #أن؛ لوجوب كونها في (6) وجدت «هاء مضافة في الهامش. 


1591 


رد" وإِنْ كان عصياناً حَرَاماًء بدلالة قَوْلِ على رَضِيَ الله عنه: «واللهِ ما قائلنا 
أهل الشام , على ما زَعَمّ هَؤلاء الصلال من التكفير والفِرَاق في الذين؛ ؛ وإنّهم 
لإخوانئا في الدّين» بَغُوا عليئَاء وَإِنا كرهنا منهم الفِزقة وانزنا رَدُهم إلى 
الجماعة». وذلك يُبْطلٌ إكفارهم: ومن ذلك إقرارٌ على رَضِيَ الله عنه بِإِبْطَالٍ 
الئَصّ عليه في إِنْكارِه العَهْدَ عليه فيها بدلالة قوله لإبْن الكوًا في جواب قوله: 
«ألعهدٍ من رسول الله يك . . فعلتَ فى أهْل الجَمّل وصفْين ما فَعلْتّه؛. وقوله 
في الجواب: «معادً الله ان أكُذِب على رسول الل يكوه وأنا واللّه أوّلُ رَجُلٍ 
صَدَّقْ به: «والله ما عندي من رسول الله َك عهدٌ ولو كان عندي ما تَرَكْتُ : 
أحَا بني تميه بن 2*0 ولا خا بي عَدِي بن كُغب!*2 إلا أنْ أجاهدهما 
ولو بيَديّ هذه. ولكن كأن”” نبيّنَا نب اللَهِ لم يَمْتْهء إلى أن ذَكَرَ آخرٌ القصدّء 
وهذا نفس ما نقوله ونحكيه عنه رَضِيَ الله عنه© . 
[فصل] 

8 [53 أ] ومنها الْتَقَلَ إنِلاعٌتا. . .©" أنْ يكو في دار التَِّْهِ على ما 
تَذْهَبُ إليه الشيعةٌ: ومَنْ مَغَلَيْهِ : نه لو كانَ عِنْدَه عَهُْدٌ لجَاهَدَ أبَا بكر وعْمَرَ 
رضي الله عنهماء ولو بيَدِه. وكذلك كان يَقْمَضي دينه ومحله من الإسْلام» 
وهذا هو الظَاهِرٌ من أمْرِهِ. والشيعةً تدّعي باطلا لا دليلَ عليه» ولا حبَةً فيه. 
ومنها أنَّه رَضى الله عنه كان يعتقدٌُ صحة بيعة أبى بكر وَعُمَّر وعُثْمانَ رضى الله 
عنهم بدلالةٍ َولِهِ في كل واحدٍ منهم عند ذِكْرِه له : اوكنث آخْدُ إذا أغطائي ©) 
وأغرُوا إذا عَزاني» وقوله في عثمان: «وكُئتُ والله أَطِيعُْهُ إذا أَمَرَني وآخذ إذا 
أعطانِي 7 وأَضرتُ بيدي هذه الحدود بين يَدَيْه» لأنّه قد يُعترف بُطْلانٍ النض 
عليه وعلى غيره؛ ولا يَعْتَقِدُ صِحة بَيْعَةِ هؤلاء بأنْ يكونوا ظَلَمَةَ ومُتَعَلْبِينَ على 
الأمرء أو بأنْ يكونّ العَقْدُ وَكَعَ لهم على رَجْهِ لا يحل له طاغتهم» وتحكيمهم 


188 - 187 - 


)1( ق: رده. 5( خرم: سقطت كلمة واعطاني. 
(2) وان كلمة «تيم» مضافة في الهامش . (6) من الأفضل زيادة اذا بين آخذ واعطاني. 
(3) قى: كان. 0( ق : اعطاني. 


(4) ان كلمة «عنه» مضافة في الهامش . 


152 


في أمْوالٍ الله عرّ وجلٌء ودِمَاء الأمّةِ وفي وضفهٍ لهم بما وَصَفْناهُ أؤضَحٌ دليل 
على ُبُوتِ إمامتهم عنذه . 


[فصل] 

9 وقد رَوَيْنا عنه من قَبْل في ذلك ما هو أَبْلَمُ من هذا مما لا حاجة 
بنا إلى ذِكْرِه ومنها تَصْويبٌ أبي بكر في العهْدٍ إلى عُمَر رضي الله عنهما بِإِقْرَارِه 
بِإمَامَة عْمَر ومنها تَضْويبٌ عُمر رضي الله عنه في جََعْلِها شورى وَوَضْفٍ زُهْدِهٍ 
وفَضْلِهِ بدَلالّة قَوْلِهِ : «فَجَعَلّها شورى في سِنَّةِ رهط أنَا أَحَدُهم». وظنّ أنه إن 
اسْتَخْلّف حَليقَةَ لم يَعْمَلُْ ذلك الخليفةٌ حَطِيئَةَ إلأ أذركَتْ عُْمَرَ في قَبْرِو فأخرج 
منها وِلَدّه وأهلّ بيته. وهذا غايةٌ الثناء والتقريظء وأَبْلعُ منه قولّه : «واللهِ ما أَحَدُ 
أحبُ إليّ أن ألقى'" الله عر وجل بِعَمَلِهِ من هذا المُسبجى»7. وقد قال عُمر: 
١لا‏ انَحَمُلّها حَياً وميت» ومنها أن عَبدَ الله بن عُمر كان عند علي رَضِيَ الله عنه 
ِمْنْ يَصْلّْحُ لهذا الأغر» وعند الأمةٍ لو عَرَضَ ما يمنمُ من هو أفضلُ من القيام 
بهَاء فلذلك أخْرَّج وِلْدَه ولو لَمْ يَضْلُحَ لذلك لم يَكُنْ لِذِكْرٍ إخراجه معنى . 
ومنها أن العهدّ في بابهء وَانُْعقَادٌ الإمامة به كالعمَدٍ سواء. وإنّهِ قَوْلّهِ ورَأَيُه لأنَّ 
قَوْلّهِ : الما أُصِيبٌ عثمان نظرتُ في أمري فإذًا الخليفتان اللذان أَحَدُهما بعهد 
[53 ب] من سول الله يك فى الصلاةٍ ...0.0" وكانا'” بعده قد قَبَضَاء ولا 
عهد لهماء وإِنَّ هذا الخليفة الذي أحدّ بالئّاس عن مشورَةء وقد خرجث بَيْعَُه 
عن عُدْقَي» ثم مات ولا عَهْدَ له عند أَحَدٍ لَكُنْتُ أحَق بها من معاوية». فلولا 
أن العَهِدَ عندّه وعند الأمةٍ كالعقدٍ لم يُجِرْ الدخولٌَ فيها مع العَهْدِ؛ٍ ولا أنْ 
يَسوّعّه القّوْم الذينَ نَاظرَهم ذلك ولا غيرّهم يُعْني عن رَدْه؛ وسنقول فيما بعد 


ان شاء الله . 

189 - (3) خرم: سقطت كلمة. 
(1) ق: القا. (4) ق: كان. 

)2( تب المسحا. 


103 


[الباب التاسع] 


[باب الرد على القائلين في صدحة تحكيم الحكمان والرضى 
بهما والكلام في قتال علي رضي الله عنه للمارقين 
والخارجين عن الدين] 


[فصل] 

0 . فإن قالوا: فما معْئّى قله فى عثمان رَضى الله عنه: «فانكزته 
وأنكزت ما رَأيْت من الأّرّةه. قيل لهم: أمّا هذه اللّقْطَةُ وما يجري مجراها 
فِيُشْبه أنْ يكون قد زِيدَث في كّلامه وتخَرَّمَتْ عليهء وإن كانت مَرْوِيَة لأن 
الظاهِرٌ المعلومٌ من حالة تصويبه عُثمان وعزض نفسه عليه ولغنه قَتَلَتهِ وَالتَبَرُئ 
من ذلك» وإثفاذه الحَسَن والحُسَيْن رضي الله عنهما لنُضصْرَتَهء وحَمْل الماء إِليْه 
يومَ الدّارٍ على ما وصفناه من قبل. فما صَادَفَتْ هذه الأقوالُ والأفعالٌ منهء 
فيُشْبهِ أن يكونّ كذباً مُفْتَعَلا فلا مُتعلّقَ فيها لأحَدِء وإِنْ صححَتْ وكان قد ألكرَ 
من أَفْعَالِهِ أموراً فقد احتّجّ لها عُثئمان ورأى أنه لا شيء عليه فيهاء وقد شرّحنا 
ذلك من قَبْل. غير أنّا نعلمٌ يُقيناً أنّ علياً رَضِيَ الله عنه لم يَسْتَحِلّ قثلّه ولا 
خلعه بِقَدَرٍ ما يَعْقِبُهُ من أمْرِهِ في الأئْرةِ إنْ كان قد يَعْقِبُهء ولا أنه الْخَلَعَ بما كانَ 
منه؛ ويَّدُل على ذلك فَوْلهِ: «ثم مات ولا عَهْدَ له عِنْدَ أَحَدٍ من الئّاس». ولو 
كان قد الْحَلَّمَ لم يَكنْ بعهده مُعْتَبَر؛ِ لأن المُنْخَلِعَ ليس له العَهْدء وإِنّما ذلك 
للائمة . 


[فصل] 
31 - فإِنْ قالوا: فما معنى قوله: «ورأيثٌ أنَّ بَيْعَتَهِ قد خرجَث من 
عَنُقَي). قِيل لهم: يريد بمؤته بدلالة قؤله: «ثم مات ولا عَهْدَ له عند احدا 
194 


ولو خرجث بيعنّه عن عُنقِه وهو حيّ لم يكن لعَهْدِهِ وذكره اغْتِقَاد. فإِنْ قالوا: 
فما مَعْنَى قَوْلِهِ : وإنّ هذا الخليفة الذي أَحَدّه النَّاسُ عن مشورة منهم. وكيف لا 
يَنْخَلِعُ من قَبلِه'' النّاسُ بمشورة منهم. قيل لهم [54 أ] وما لأحَدٍ له القبل هو 
بمشورة. . .© والخبر إِنَّما أرَادَ له نَوْلِيَتَه عن مشُورَةِ لاستقالٌ بعمّْدِ يوصف 
المشورة”” ؛ وعَفْدُ عبد الرحمن له وحَوْضّه حَقّ يريدُ بذلك وهو يقول: «ثم 
ماتّء ولا عَهْدَ له عند أحَد» ويقول: «اللهُمٌ إِلْعَن قَتَلَهَ عُثمان ذ فى البرٌ والبحر» 
ويقولٌ في معُثمان وذلك «من خير ما هُم فيه قَذَاك ما ظنُوه». ومنها أَنَّ عبد 
الرحمن في هذه الرواية عينها* لم يَدْعُه ولا غيرّه إلى تقليد أبي بكر وعُمَّر 
رضى الله عنهما. نما دَعَاهُم إلى الحُكم بالعذلٍ والكتاب والسّنّةه وقد 
أَوْضَحْنا ذلك من قبل. ومنها أن إجماعٌ الأمةِ حجةٌ ومفارقة الجماعة حرام عنده 
وعند سلف الأمّةٍ بدلالةٍ قؤله لهم : 0 نعم لا كم إلا لله ولكنّها كَلِمَةُ حق أرَدثُم 
بها بَاطِلاً وخلافاً على الأمة' وقَْله: «عليكم بملازّمَةِ الجَمَاعَة ورْكِ الفِرْقَةِ فإنَ 
الشاذ من النّاس للشَبْطَانِ كما أن الشَادّ من العَتم للِئُب”” © وقولّه : «سَيْعْبتُ الله 
بكم أَهْلّ الجَماعَةِ غدأء ثم يُلْبِسُكم شِيّعاً أو يُذِيقُ بعضكم بأسّ بعض»؛ إلى 
نظائر هذه الألفاظ» فلم يُنكر ذلك أَحَدٌ عليه مِمْنْ سَمِعه والتَهَى إِلَيه . 


[فصل] 

2 ومنها: أنَّ الإقْدَام على قثَالٍ أهل البَعْي والشِفَاقء وقَثْلِهم لا 
يسوعٌ إلا بعد بَيِنهم . وإقامة الحُسَةٍ عليهم ٠‏ كالذي فَعَلَ من ذلكٌ ونهّى عنه 
أَضْحَابَه من الإقدَام على الخْوَارِج» ورَفع السلاج عليهم ؛ ومنها: أن مَعَاصِي 
أغل المِلَةِ لا يَبْلْْ بهم الكفْرٌء وإِنْ كانت بَغياً وفساداً في الأزض وزناً وسِرْقَة 
وغير ذلك بِدَلالة“ اخْتِجَاجهِ عليهم بِإِقَامَةٍ رسول الله َك الحدود على أهْلٍ 
الحرائم : من الزُنَاةٍ والسُرّاق وغيرهم وتوريثه منهمء وصلاته عليهم وتنفيله”7) 


- 191 (5) للذيب. 


(1) ق: ميله. 192 

(2) حخرم: سقطت كلمة. (6) ق: بدلاله. 
(3) ق: المشورى. (7) ق: سمله. 
(4) من الأفضل تأنيث كلمة «عينه». 


105 


لهم" السهام من العَنَائِم والأمُوالٍ ولو أزالَتْ المعصيةٌ إيماتهم لأنْمَصَتْ 
عضْمَتُهِم من الكَفْرِ ولَبَطْلَتْ هذه الأحكامٌ فيهم. وإذا لم يَكْنْ ذلك من دين 
النبي كلاذ ولا من دين علي وأبي بكر وعمّر وعثمان رَضيَ لله عنهم أججتعين. 
نهم كفا وصحٌ هم مؤمتون - ومنها [54 ب] أنَّ عَلياً رضي الله عنه كان قد 
تولى”*. . . بالقياس إلى من قَبْلّه له . . .2 أصول الدين وفروعه بدلالة تَوْلِيَة أبي 
بكر رضي الله عنه ورضينا في الدنيا بأثر رَضِيَهِ رسول الله يك لا يَدْحَضُ 
تَوين40) أبَا بَكرِء وبدلالةٍ رده التحكيم في الإمَامَةِ إلى التحكيم بين المرأةٍ 
وزوجها. وقؤله لهم بقولٍ الله لفانْعَنُوا حَكماً من أله وحَكماً من أخلها” 
في رَجُل وامرَّأةٍ فلا يفعل ذلك في دماءٍ المُسْلِمِين وصلاح ذاتٍ بَيْنهم . 


3 ورَّدُه الحُكم في السكوتٍ عنه إلى المُنطوق به لعله ابتغاءُ الصلاح 
في الأمرين فلا يُنكر ذلك أَحَدْ عليه مِمَّنْ حَضَّرَ أو غَابَء لأجل أن القياسّ 
بَاطل في الذّين. وإن رَأى قُوْمْ أن النُكيم في الإمامة لا يَجوزء فصارٌ ذلك 
إجماعاً من الأَمّقَ وإبراراً منه رَضِيّ الله عنه للعلّةِ في رد الفَرْع على الأضل . 
وكذلك قل ابْنِ عباس في عَفْل الأسنان” وتساويها كيف لم يعتبز. وأمًا 
الأصَابِعُ عَقْلّها سَوَاكء وإن اختَلَفْتْ مَنَافِعُهَا فجَمَع"' من ذلك لأجلٍ نَسَاوِي 
الفغل واحتلافٍ المُتافِع» وَالأمْضَلُ قَوْلُ الى كَل لعُمَرَ رَضِيَ الله عنه لما سَأَلّه 
عن اقل للصائم: 'أَتَ لو نُمَضمَضت هل كان عليك ٠‏ من مجناح؟ قال: لا. 
بات القياس في غير هذا الكتاب بما بُمْنِي الناظر فيهء وفي كل فصل حَكاء 
من هذه السيرَةء عمده في أمْر يَحْتَاجُ إليه مما يتعلّق بالقولٍ في الإمامَةء فهذا 
كان أكثَرُ العْرَض في سِيَاكته . 


(7) من الأفضل حذف «واوه نخت قبل (5) سورة الناء: 35. 


#السهام» . 193 - 

(2) خرم: سقطت كلمة. (6) ق: الإنسان. 
)3( خرم: : سقطت كلمتان. 0( ق: محمع. 
(4) شبه ممحوة. 


6ظ1 


[فصل] 


4 فإِنْ قال من الخوارج قائل: وما الدليل على صِحةٍ التحكيم الذي 
عَلَهُ علي رَضِيَ الله عنه في الإمَامَةٍ وجَوَازِهِ في حُكُم الشَريعَةٍ فإنّهِ إِنْ يجوز 
أن يُستفاد منه جميعٌ ما وصَفْتُمْ دون أن يُثبتَ أنه من حُكم الله عر وجل . قيل 
له: يَدْلَ على ذلك شَيْئَانِ؛ أَحَدَهُما: إجماعٌ الأمَق وَالآحْرٌُ قياسٌ واضِحٌ 
جلي فامًا ما يدل على ذلك من جهة الإجماع فهو أن الأمة مُطبقَةٌ على أن 
رض الإمام اشتصلاحٌ الأمةٍ وغل كل ما!"' يجمع شَمْلها شَمْلّها2» ويُلمُ شَعْئَها ويّنفي 
الْهَرَجَ والتنارُعَ بَيتَهاء ويَعودٌ بِِلْمَتَهَاء وَاجتِمَاعَ قُلُوبها من حَيِتُ لا يَعْصِي الله 
بذلك» ولا يخرج [55 أ] عن حُكم الشَزْع, ولا يَعْتَمِدُ من الأفعال.. .”ما 
ستَضْلِحٌ به فريقاً. ويَسْتَفسِدُ به منها فريقاً . بل يَجِبُ أن القَضْدَ إلى الصّلاح 
العام السَّامِل. هذا الإجماعٌ لا الختلافٌ بين المسلمينٌ فيه؛ وإذا كان ذلك 
كذلك وكان معاويةٌ وأهلٌ الشام عندما حَْرّجَ إليه الناسٌ من التَّمَاني والحَرْب 
العَظيمّة”” قد الْتَمَسُوا التَخكيمٌ والنَظرَ في الكتّاب ليجيبوا”” إلى ما يَقْضي به 
الكتابُ» ومَالَ إلى ذلك الأشعَتُ بن قيس وأْمَائْلُ أهْلٍ العِرّاق» وكَثْرَ المورْعُونَ 
والطالبُونَ لذلك من أَهْلٍ العراق وضعِقت”” بَصِرَنُهِم في المَقَامٍ على الحَرْب 
وقالوا : «أجبٍ ولأ لم يَزْم' '"' يَمَاني مَعَكَ بِسَهُم بدا وإِلأ حل لهم ما ما حَلّ 
لنا منهم» ونظائِرُ هذه: َلْمَاظَ مما قد شَرَخناه وبَيّناه؛ وَجُْبَ عليه لا مَحَالة أنْ 
يبعث حكماً لما يُحاقّه من شِفَاقٍ أضحَابه ولحوقهم بمعاويةً: كالذي فعله من 
َذَّمْنا ذِكْرّهِ مِمّن خائه بعد الحبٌّ له والرّضا به» وإِنْ نصروا له حرباً بعد أن 
كانوا أعواناً لما يرجوه من اسْيِنْصَارٍ من قَدَّحَتْ الشُبْهَةٌ في نَفْسِهِ منهم. وأن 
يَرَجِعَ أَهْلُ الشام إلى ما يَنَّفْنُ عليه الحَكَمَانِ من حُكم الكتاب, ولو تَرَّكَ 


194 - حالة تذكير. رأيت من الأفضل أن تكون 


(1) ق: كلما. مؤْنثة . 
(2) ق: شملهما. (5) ق: لسحسوا. 
)3( خرم: سقطت كلمة. (6) ق: صعقت. 


(4) العظيم سوف ترد كلمة #«الحرب» في (7) ق: يرمي. 
النص أحيائاً فى حالة تأنيث وأحياناً فى 


1537 


التتخكيم مع عَلْبَةٍ ظنّه لصَلاح المُرِيمَين» وعؤدهم إلى الطاعَةء وقوة عرِيمَة 
المُسْتَنْصِرِين من أصحابهء ونفي الشَبْهَةٍ عنهم . وإنه لم يَخْلُ ما في نفُوسهم إلا 
بالإجابة اليه: لكان قاصداً ١‏ إلى إفسادٍ الأمة 3 وارتفاع المرزج وَالْفِمْنَة» وذلك 


5 كما أنه لو تَرَكَ مُلاَطْفَةَ أَهلٍ الشَامٍ في الكلآم» وتليين"" العِطَةٍ 
وَالإسْتغْطَافٍ إلى غليظٍ من القَوْلِء فََلَبَ ظّه بفوز الفريقِينِ منه) وبفدهم عن 
الدخول في الطاعة لكان قد أَنَى مَأَنَماً. وكما أنه لو ِلْتَمَسَ أَغْلُ الشَامء وأغل 
العراق وأَهْلُ دَارٍ الحَرْبٍ رسولا ينقُذُ منه”” لِيخْاطِبُوه ويُوَافِقُةُ» وهو يغلبٌ 
على ظنّه صلاحٌ مُلْئَمِسِ ذلك» واستنصارٌ جُئدِه بإنفاذو؛ لكان قد قَصَّدَ الهَرَجَ 
وَالمَسَاد بِتَرْكِ إِنْمَادْه. وكذلك لو سَّألُوا إقَالتَهُم من الحَرْبٍ وتمهيلهم يوما 
لينظروا : في أمورهم» ويراجعوا الحنٌّ الذي يقضي اليه التَظّر. وَغَلّبَ على ظَنّه 
أنه لم يُجب إلى ذلك : إنَقَلَبَ أل عَسْكَرِه [55 ب] إلى معاندته» وصَارُوا له 
حرْباء وفارَقٌ الكل طاعَته وفتَكوا به 07 6 وإنّهم يَصْلْحون ويَسْتَقيمُون إذا 
وَضَعُوا الحربء ويَضْلْحُ أيضاً مُسْتَدذْعِي الكفٌ عن الحَرْبٍ لوَجْبَ عليه أن 
يَكْفٌ عنها؛ فإذا كان ذلك كذلك وكان ما ذَكَرْنَاه أمراً قد غَلَّبِ على ظَنّه 
واف أغظم مِمًا وَفْعَ إليه بتك النُخكيم وحدوث كفرٍ أو شقاتي عظيم لا 
يَحْثَمِلُ التأويلَ وَجْبَ عليه أَنْ يَحْكُمّ لا محالة للإجماع على أنَّ فُرضَه 
استضلاحٌ الأمّةِ كلما وَجَدَ إليه سَبيلاً. 


[فصل] 

6 - فإن قَالَ قائلٌ: فمن أينَ قلتّم أن اسْتِضلاحه بالتحكيم جائرٌ في 
حكم الذين. قلنا: من حيث عَلِمنا أن تَخريم ذلك لا يَثيْتْ إل بسَمَعِ من كتّابٍ 
له أو سُنَةٍ أو إِمَاع أو قياس؛ وإنّه ليس في هله الأَدِلةِ ما يحرمه. لأنّه لو 
كان لَوَجَدْناه مع طلَبنا له وحِرصنا عليه. فإِنْ قالوا: فليم ن هو غير عام بأن 


195 )2( ق: نقد منه. 
(1) ق: بلسى. (3) عخرم: سقطت كلمة. 


158 


هذا الصلاح الذي يَرْجُوه كائنُ لا محالة» ويجوز بخلافه مع تعاظم السُّبْهةَ 
والفساد. كُأنا: أجل هو غيرٌ عالم بذلك» ولكنه'"' فَرَضه إذا عَلَبَ على ظَنْه أن 
أصلّحٌ الأمة وأذعى الأمورٍ لها إلى الطاعةء واجتماع الكَلِمَّةِ كما أنّه غيرُ عالِم 
بحصول التحجج والسّلام* بانفاذٍ الرسولٍ» وتليينِ الخطاب» ووّضع الْحَرْب 
إذا التمسوا ذلك» وكانٌ الْأمرُ فيه على ما وصفتاهء وفَرْضْه فِغْلهُ إذا غلب على 
ظئّه أنه صلاح وَسَدَادٌ. غيرٌ أنّه يجورٌ مع ذلك تَعَاظمٌ المَسَادِ د وتفائخ 7 
الشُبْهَاتَء لأنَّ عليه الظْنَّ في هذاء وأمَُالهِ يقوم م مَقَامَ العلم اليَقَين . وَإِنّما يَعْبد 
اله يذلك عمد ع لطن لما وصفتاء» لِمَا هو عرٌ وجل أعلَمْ به من مصلحة 
من أرَادَ صَلاحه من عبادِهِ. 


[فصل] 

7 - فإن قالوا: أفْلَيْسَ قد عَادَ التَحكِيمٌ بقح الشْبْهَةٍ في قلوب 
أصَحَاب معاوية» وأنه أحَقّ بالإمامّة من على رضي الله عنه» وأنه قد ِنْخَلَمَ 
وخَرّج بخلع الحَكمَين له أو بخَلْع أحَدِهما من أنْ يكونّ إِمَاماً. وقدح أيضاً 
عندّكم في نفوسناء وهو من أَضحَابنا وأسلافنا: كعبد الله بن وَهَب الرَاسِبِي 
وابِنُ نُمير وحَرْقُوص بن زهير ذِي النَجدَةٍ والبّأس والصّلاح من أَصْحَابٍ 
الشُبْهَق ؛ حتى كلرجوا إلى كار اراد نه جلي [56 | سكم يصاخ ب, 
المُخَالِف ب.. .لب" . . . ضلاله© . وَانْمَسَدَ به الصَالِحُونَ انْبَاعُه وكيف لا 
يكونُ المخكيم من القمَاد في الذين؛ وخَالَهُ ما وَصَفْنا: فإنّ جميعٌ ما وَصفتموه 
لا يُخَرِجُ ما قُلناه عن أنْ يكونّ وَاجِباً على الإمَام؛ لأنه لم يَعْلْبٍ ذلك على 
ظنّهء ولا خطرٌ بِبَالِهِ بل نَوَهُمَ من صَلاحِهم واسْتِقَامَةٍ المُريقين ما قَدَمْناه؛ 
فوّجبٌ أن يكونٌ فَرْضَهُ التحكيمء وإِنْ كان عند الله عائداً بِالمَسَادِه كما أَنّهُ 
واجبٌ عليه إنفاذ الرسول وتليين الخطاب» ووّضع الحَرْب إذا خافٌ به رجاء'6 


- 196 - (4) خرم: سقطت كلمة. 


(1) ق: لكنه. )25 خرم: سقطت كلمة. 

(2) ق: السلم. (6) ق: ورجاء من الأفضل حذف «الواو؟ قبل 
(3) ى: تقادح. كلمة رجاء. 

- 197 


19 


ما قلناه؛ وإن عادٌ بِضُرٌ لم يكن غالبا على ظَنهِ . 


8 - وكما أنَّه جَائِرٌ للوّسول كل أنْ يَنْمْذْ رُسُلّهِ والمُحِجينَ عنه إلى 
مَن الْتَمَسَ ذلك من أَهْلٍ الصَّلالٍ إذا طمع منهم في صلاح؛ إن جَارَ على 
رَسُولِه الإِهْمَالَ والضلال» وَإِعْمّادُ تَرْكِ الحقٌّ أو ضَغفه عن تُصْرَيَه. 2 
لَحِقَ بأهله الكَفْرٍ ممًا يَفْطَعْ في أيْدِيهم : أو تَفَاطِعَ اعتمادا للعِضمَة؛ و 
للرِئَاسَة والذنياء فقّوي بِتَفْصِيرِهِ أفل الكُثْرٍ في كُفْرِهمء وكفر فاك ل 
من المؤمنينَ في إِيمَانْهم وصَّارٌ ذلك طريقاً إلى حرب قائمةٍ لم يلحق بالنبي 
كه في ذلك عارٌ. ولَمْ يُحْرِجَه ما وَصَمْنَاهُ من أنْ يكونَ فَرْضه إِنْمَادْ الرسُل 
ونَشْرُ الدَعْوَةِ إذا ظَنّ ذلك رَشَاداً ومَصْلْحَةً . 


9 - وكذلك لو وَلَى النبئ كلهْ والأَئِمَةٌ: قضاةً وأمراة وسعاةً 
وجباةً؛ وأصحابٌ حرس : لإقامة الحقوق؛ وأستيفاء الحدود؛ وحَمَايةٍ 
الأموالَ والجترموا 2010 الآثام؛ وازتدوا على أعقابهم كفا لم يَلْحَقِ عي ذلك 
بالنب يله والأَئِمّة عارٌ ولا تقصيرٌ في تَذْبير: إذا كان إِنْمَاذْهم وَإِقامَئّهم لِظَنْ 
الصّلاح في نُصْبَيِهم. وكذلِك لو عَرَا الإمامُ بِعَسكر أو التبىُ كلوه فتخاذلوا 
ارْنَدَّ وجوه أَهْلٍ العرَاء © عند إلتقاء© المَصَافٌ : قَضَائَهُم به كثير”” من 
المسلمينَ؛ وَضعْفْتْ برِدّتهم البَصَائِر وقُويَتْ بهم عَرَائِمُ م أفلٍ الكَفْرٍ على 
التَمَسْكِ بكُفْرِهم لم يَكَنْ على الرّسولٍ والأئمة في ذلك عَنَبْ ولم يُخْرِجهم 
ما في المعلوم إِنْ هُوْلاء يخرجون [56 ب] إليه عن أنْ يكونَ ما ذُكرناه من 


تَعْزِيَتهم 66 إذا غَلَتَ على ظَبه أنه صلاح دون غَيْرِه . 

199 - 4) ق: صابهم وهي من صاتٌ. مصانَّةٌ 
)1( ف: اأجرموا. وصتاتاً : خاصمه . 

(2) ق: العرا. (5) ى: كثير . 

(3) ق؛ التقا. 26 خرم: سقطت أربع كلمات. 


200 


[نصل] 
0 - فإنْ قَالَ قائل: فما يُذْرِيك أن عَلياً قَصَدَ بالتحكيم الصَّلاحَ لِعَلَبَة 

ذلك على ظَّهء ولعلّه اسْعقَلَ لعَمل الجهَادا"© ومال إلى الدعوةٍ وأحبٌ الراحة: 
وآئرَ ادا على الآجِرَةٍ؛ لأنّهِ قد يَحَكُمْ لأجلٍ هذه الأمُورٍ كما يَحْكُمْ لأجلٍ ما 
وَصَمْثُم. ٠‏ قِيل لهُم: الذي يَبْغي ذلك عنه أخبارٌ رسول الله يكهِ عن طهَارةٍ 
سَرِيرته؛ وايجاب نولي على باوليه وظاهره شهدت له بالجلٍ. وما قري ذلك 
أسلافكم وأمثالهم . تاه امتناعه يبعدٌ الظُنَّةَ به؛ لأنه لو جار 52000 
نَبِيّ وإمام أَنْمَذَ رسولاً أو لَيّن قَوْلاء أو عَرا قوماء أو اسْتَخَلفٌ قاضياًء ووَالياًء 
فعاد ذلك أَجمّع بفسادٍ وتصنع وتَفْصِير لممن” أَسْيِدَث الأمورٌ إليه على سوء 
الطَنٌّ بوَالى ؛ ولوَّجَبَ أنْ يَتَبَرَأْ من جميع الأَيِمَّة إذا عاد شَىْءٌ من ظاهر تذبير 
ساد مع إمكانٍ قَضْدِهِم الصلاح به. وليس ذلك من دِين المُسْلِمِين في 
شَيْء» ووَجْبَ على الخوارج أيضاً أن تَبْرأ من علي بن" أ بى طالب قبْلّ 
تَخكيمه لأخل جَيَانَةِ من خَائَه© ' من أمرَائه وحُلَفَائِِ الذينَ قذَّمْنا ذكرهم؛ ٠‏ لجواز 
أن يكون ولاهم قَضْدَ أمنه لتجريهء” وجِبَائتهم» وَعِلْمِه بأنّهم يُفْيِدُونَ ولا 
يُضْلِحُونء ولا يُؤدّون الأمانة» ويركبونٌ المَنْكُ والخيانة» فإِنْ مرّوا على ذلك 
ترَكوا ديهم ودينَ الأمة. وإِنْ أبوا لم يجدوا له مَذَْعاً مع إمكان قَضْدٍ المَّسَادٍ 
به» وإِنْ احتَّمَل الصّلاح ولا جواب عن ذلك. 


[فصل] 

201 - فإن قال قائل: فلم لمم أن مِثْل ما وَصِفْئُمُوه من ظَنّ الصّلاح 
بالتّخكيم عند الحَزْب» يَصُحُ أن يَظن ويعتقدء وما أنكرثم أن اعتِمَادَه بَعيدٌ 
ممَنِعٌ. قيل له: ليس بَيْنَئَا في هذا وأْمْئَالِهِ مُنَاظْرَةٌ لأنْنا جد الظنّ للإضلاح 
بالتحكيم عندنا دون الذي جَرَىء والتَّمسَ وطلبَّ من طلبّه من الفريقين: 


200 - (3) ق: ابن. 


داق شبه ممحوة. (4) ق: حيانه. 
© ق: لممن. (9) اق للحرمهم 


201 


وقع''' في نفوسنا ضرورةً كما نَجِدُ الظنّ لذلك في التَعْرِفَةِ بالحذسء وتَوْلِيَه 
الأمراء والقضاة وإنْفاذ الرْسْلء ووَضع الحَرْب وثتّليين القولٍ إلى غير ذلك مما 
وصفناه ويُحَسسُ ذلك من أُنْقْسِنَا لو جارٌ لدافع [57 أ] من يَذْفَعْنَا عنه مَعّ وُجودِنا 
إلا.. . ."© لغير. . . *© ما جَارٌ لآخر أن يقول: إِنَّهِ لا يجورُ أن يغْلِبَ على 
الظَنّ لَهَا في الصّلاح في نَرْكِ التخكيم» بل لا يقّعْ فيه؛ إلا أنه فَعَلّه وهذا ما 
يُوجِبُ وأولى مِمّا قالوا. 


2 - فما قولكم فيه لو غَلَبَ على ظَنّهِ أن المقام على الجهادٍ والمناجزة 
أولى وأجِدَّرَ أن يعوة بإقامةٍ الحق» وَقمع الظلم وأَهْلٍ البَمْي. قيل لهم: كان 
يكون الواجبٌ عليه صد ما فعله من التحكيم من المضي على مِحنّتِهِ في 
الحزب والصَّبْرٍ والتحريض» وكل سَبَبِ يدعو* إلى إضرامها وإشعالها ليقرٌ 
الحنٌّ مقرّه. فإن قالوا: فما تقولون لو يقاومٌ بنفيه الأمرين”” فلم يعْلِثِ على 
طَئْه أحدُهماء ولم يَرْحُ في الحرب إل ما يرجوه' في تركه. قيل لهم: كان 
يجب أيضاً عليه القتال حتى يَفِيىَ القومٌ إلى أمْر الله؛ إذا لم يكن عنده تأويل 
للقوم في مخالفته : ُسَوعٌ إقرارهم عليه. وقطعمٌ الحرب لأنَّ فرضه أَحَْدَ من أرادَ 
الخروجٌ عن حُكَيِهٍ وطاعتّه بالدخولٍ في ذلك والمصير إليه» فلا يجبُ ترك 
هذه الفريضة لظن أنهم لا يصلحون. وإنما حَكمّ رضي الله عنه لما ضَعْفَتْ 
بِصَائِرُ أصحابه - وخاف تقوى أهْل الشام بهمء وتعاظعمَ الشبهة على ضعفاءٍ أهل 
الشام: في نَرْكِ الإجابة إلى التحكيم» واعتقادهم أن الحنّ في يد معاوية. وَأَنّه 
يُراوعٌ عمًا دُعِيَ إليه مِنْ حُكم الكتاب. ولعلٌ هذا الإعتقادُ سَبَقَ وَقتَ رُفِعَثْ 
المصاجفٌ إلى قلوب أصحابه. فضلاً عن أهلٍ الشام» فهذا عذرٌ واضح في 


التحكيم» والإستنابة إليه . 


- 202 - 201 

(1) ق: وقع. (4) ى: يدعوا. 

(2) خرم: سقطت كلمة. (5) ق: الأمران كتبت في حالة رفع. 
(3) خرم: سقطت كلمة. (6) ق: ترجوه. 


202 


[فصل] 

203 فإن قالوا: : فليسث حبَهُ كانث واضحة قائمة على أهلٍ الشام قبل 
التحكيم» وما الذي يُحدئه غيرُ ما قد نَصَبِّ الله عزْ وجل من صحُتِه لكونٍ الحقّ 
في يدِهو. قيل له: مرت من قبل أله لم يحكُم ليشتنصر أو يَتيفّنَ أو لخَوْفه أن لا 
يكونَ له حُحَْةٌ في المَقَامٍ على الأمْرٍ والذّعاء إليه؛ ولكنّه حَكم لما يَحَافَه من 
فساد اتْبَاعهء وتَعَاظْم السّبْهَةَ بتَرْكُ الإِجَابَةٍ إلى التحكيم» وَغَلَبَةِ ظنْه لصَّلاح 
المَريقَيْن به فَرُجوعٌ مخالفِهِ وسهولةٌ الرجوع عليه بالتحكيم؛ وثبوتٌ أصحَابّه 
على عزائمهم وبصائرهم». فلأجل ذلك أجَابه إلى التَحكيم لا لالْيِمَاس حجّة 
تَقومُ: لم تكن من قَبْلُ قَائِمَةٌ مِتَوَّجهَة فسَقَطَ ما قالوه وصّحَ وُجوبُ النَّحْكيم 
على الإمّام؛ إذا كانت الحَال ما وَصَفْنَاهُ بدليل [57 ب] الإِجمّاع على ما 
قدمناه”"". فإن قال من الحَّوَّارِجٍ قَائْلُ: وَلِمَ يجب إلى ما حَكمَ به الحكمان 
اجْتَمَعَا على خَلْعِهِ بشَرْط تَوْلِيةِ مُعاويّة» وإنّما اجتمّعا على خَلْعِهء ولع 
معاوية؛ فلما خَلَّعَ عَمرو علياً - وأمَرَ معاوية كان منفرداً بهذا الخكم ‏ وقَذْ رَدٌ 
ذلك عليه أبو موسى رَحِمَّه الله» وَخْرّجًا إلى ما وصفناه: فإذا نَقّض الإتَمَاقَ 
بطل التَخكيمء وعاد الأمْرُ إلى حَالِهء فسَقَطَ السُوَّال الذي أَوْرَدْشُموه على أَنّهما 
لو اما على حَله ولع مُعاوية» لم يلع بذلك ؛ لأنَّه لم يُحَكُمهما على 
أنْ يَحْكُما بِرَأيهِمَاء وما , يَسنَحخ2 لهماء ولكن على أنْ يَحَْكُما بالكتاب والسّةٍ 
الجَامعَة غير المُفَرّقة. فإذا لم يكن في الكتّاب إيجابُ حَلِْهِ لم يَنْحَلِمَ وذلك 
أيضاً في السّنة» وإِنّما كاد يكونُ ناقضاً لما رَضِيَ به لو رَضِيَ بكلّ شَيْء 
يَسْكُمان بهء وإنْ لم يكن في الكتاب. ولا في السَنَوِء فأمًا إذا لّمْ يَرْضَ بذلك 
فإنّه غيرٌ ناقض . 

[فصل] 


4 فإنْ قالوا: فلو اتمّقّ الحَكمانٍ على خَلْع علي ومُعَاوِيَةَ وخبّرا! 


203 - (3) ق: كان من الأفضل لو تستبدل ب «كاد؛ة. 
(0) ق: قدمناه. - 204 - 
(2) ق: تسنح أي: عرض. (4) ق: حر من الأفضل زيادة «أ» المثنى . 


203 


الناس وإِيَّاهُما بذلك؛ وإِنَّهُما فَعَلاه لِعَدم رضى أَهْلٍ السام بعلي وعَدْم 
رضى أل العراق بمعاويةً: وغَلَبَة ظئّهما: أن الحَْبت لا تَرَالُ قائمةٌ حتى 
مْنِى بق بقيّهَ المسلمينَ ما وُليَ واجدٌ منهماء وأنَّ هذا الرأي دَعَاهُما إلى تؤلِية 
غيرهماء أو جَعْلٍ الأمر شورى بين الأمّة بعد حَلْعِهِمًا لِيحْتَارَ المُسْلِمُونَ 
غَيْرَهُما لهذا العُذْر. هل كان يَجِبُ على علي رَضِيَ الله عنه أنْ يَخْلََ 
نَفْسَّه؟. وهل كان ينْخَلِمْ بِحْلْعِهِمَا لأنّ ذلك ليس في الكتاب» ولا في 
السُنَّةَ وهو إِنّما حَكُمَ على أنْ يحكُمًا بحُكم الكتاب» ولا يُلزمه غيرُه من 
رَأَيِهِمًا وَظَنَّهِمًا. 


[فصل] 
5 فإِنْ قالوا: قَمَا تقُولُونَ لو عَلَبَ على ظَنْ الإمام أيضاً مكل الذي 
عُلَبَ على ظَنّهما من ذلك. وإنَّ المُسادَ والحَرْبَ بين ن الأمّةِ لا يَرَالُ قائِماً مُتَرَايدا 
ما وُلْيَ عليهمء وإنّه إنْ أَخْرَجٌ نفسّه منه. ووَلّى غيّره وغيرٌ مُعاويَة اسْتَقَامَ إنِظَامُ 
الأمرِء وَاجْتَمَعَتْ الكَلِمَةُ. هل كان يجب عليه حَلْعُ نَفسِهِ؟ قيل لهم : لَعَلَ في 
الأمة من يُوجِبُ عليه ذلك ما جَوَّرَهُ وأنّهِ أُفُضَلٌ لهء فلا شُبْهَة فيه - قل لو لَمْ 
عو" معاوية الى التحكيم . علب على ظنْ علي رضي الله عنه أذ اراح 
ِنَفْسِه يَؤولُ إلى اجْتِمَاع الكَلِمَةٍ ووفوع الإلْمَة [58 أ]. 20 وإِقَامَةَ 
الحُقُوقِ وأخذٍ... يد...”© فإنَ ارك على الأ وول إل فيفر هلا 
الأمورٍ وتَرَايُِهاء وذمَاب بَقِيّةِ المُْلِمِينَ لَكَانَ الأفُضلُ لِمَنْ يَنْرَعْ عن نَفْسِهِ 
قَضداً لِمَضْلَحَةَ الأمّةِ: لِيّلي الأمرّ من يظنُ أنهم يَستقيمونَ بولآيته من أل هذا 
الشأن. 
6 - وإذا ادْعَى”" إلى ذلك تبَادله أجوّز. ومِنْ فغله أَخْسَنٌ: لأنّهِ يَعْلَمُ 
أنَّ الله عر وجل إِنّما أقَامَه لمصلحة الأمة» فإذا عاد قِيَامُّهِ بالفسادٍ وذهاب 
الحَدُودٍء ونَعْطِيلٍ الأخكامء كان تَوَائَهِ على الخروج منها قصداً لحفظ هذه 


205 - (3) خرم: سقطت كلمتان. 


(1) قى: يدعوا. - 206 - 
(2) خرم: سقطت ثلاثة كلمات. (4) ق: ادعا. 


204 


الأمورء وإِيْئَار قَامَتها أخرّل''"» وأجْرْهُ عليه أَعْظَمْ ولكنّه غُلَبَ على ظَنَّه أن 
نزول عن الأمرٍ يَؤولُ إلى تعطيل الأحكام وتَؤْهِين العرّ والسُلْطانء وتضييع 
الأمّ3 وتفاقي التَقَمَةَ ووثوب الناس على معاويةً: ووثوب معاوية عليهم؛ 
وخروج الأمْرٍ إلى أكر مِمّا وَقَمَ إليه» وإلى ما ادّعمه وفْزِعَه وكرة شمول البليّة 
به. أغوَّرّه لصَلاجه وبُعْدٍ يُظامه ومَرَامِهء وإنه اليومَ مع كونه في الأمْرء 
وحصولٍ من حَصَلّ له من الجند. وأهل الطاعة أقدر على دفع ما تجاه“ فلذلك 
صَممّ على المقام على الأمرء فلم يحفل بحكم عمروء وشهوةٍ معاويّة للأمر 


لفصل! 

عليه لكان باطالا ملم عل المصير إلبه. قل لهم: من بل ما ذكرنء في 1 
صذر الكلام في إِمامّةِ عليّ رضي الله عنه من إِقَامَةِ الحجَج والبّراهين على 
إنْبَاتِ إِمَامَتِ وصحة العَقَدٍ له ووُجوب الإلقيادٍ لأمره على كُلّ مَنْ بَلَمَهِ العقدُ له 
مِنَ المسلمين. وقد أؤضحنا ذلك وَأَوْجَبْئَا عن كلّ ما يَقْدَحُ به الطَاعِنُونَ في 
ِمَامَتِه بما يُغني عن إعادةٍ قَوْلٍ فيه؛ فوَّجْبَ أن يَعْلمَ بذلك أنَّ حَلْعَه وتولية 
معاويّة في حُحكم الذي ين خطأ ظَاهِرٌ في كل تأويل. فإن قالوا ما أنكزثم أن 
يكون قد استَّحَقٌّ الخلمَ لما خَلَعَه عمروء ولو أتقَمًا على خَلْعِه بالأخدَاثِ التي 
كانت منهء وإِنْ كَانَت ولايَنُه في الأضل ثابتَةٌ صحيحةً. قِيْلَ لهم: وَأَيْ احداث 
كانت منْ استوجَبٌ بها الخلعٌّ. فإِنْ قالوا: تحكيم الرجالٍ في الإمامّة. قِبْل 
لهم: أفُلَيْسَ قد أَوؤْضَخْنا أنَّ التحكيمَ صوابٌ في الدّينء وصَّلاحٌ ومِمًا يُلْزِمُ 
الإمَامَ حَلْعُه أحياناً إذا ظَنَّ به ما مُلْناه» وكائّث الحَالُ على ما وصفْناه فكيف 
يصرفٌ ذلك إلى أنه [58 ب] خخطأ وحَدَثُ في الدّين مع أخوانه للصواب الذي 
يناه وتَمَرُعاً بما تَقَدَّمَ في هذا الباب. 


(1) ق: احزل أي: أوسع وأكثر. - 207 
)22 ق: تجاه . )02( ق: وجدت واو مضافة . 


205 


[فصل] 

8 وان قالوا: الحَدَثٌُ الذي أحدتٌ تزكه اغْيَنامُ أمُوالٍ أَهل البّصرة 
وصفين وإباحة دمائهم» فقد قلنا في ذلك ما فيه بلاغ وَإفْنَاءٌ» وإنه هو السُنة 
الثابتّةة عن الرسول كله وسَئْوَضْحٌ_ذلك أيضاء ونُبِينُ صواب فعله هذا بما لا 
مَدْفَعَ له. وإِنْ قالوا: الحَدّث الذي اسْتّحق به الخلع : نُصْرَئُهِ لقَعَلَّةِ عثمان 
رضي الله عنه ومّنْعُه من إقادتهم؛ فقد قلنا في ذلك أيضاً ما فيه كفايةً وشَرّحنا 
حاله معهم. وإنَّه لم يَكْنْ مُتَمَكناً من إِقَامَةٍ الَحَدْ عليهم» وإنه يمكن أن يكونّ 
البَيْئَهَ» لم يَهُمْ على من بَاشَر القثل منهم بِعَيْنِه» ويُمْكِنُ أن يكونَ منتظراً 
لحضور أؤلياء”" الدّم عنده. والمُطالبة”” بِالقَوَدٍ بعد اغترافه بأنّه إمامٌ يَمْلْكُْ 
القَوَدَ والمَصَاصَ. وقد كان معاويةُ وأولادُ عُشمان رضي الله عنه يُْكرُون ذلك 
ويَلْفْعُونّه عنهى ويمنعغون من الخضور إليه» وَلَعَلّه خاف بقل قَتَلَة عْنْمانٍ ما هو 
أَعظمُ من قَتل عُئمان» ومَالاً يَبْقى للأّةِ والشَرِيّعة» ورجاء الصلاح في تأخيره 
إلى وقت. فيقِيمُه عند الإمكان» وهذا كان رأيُه؛ فليسّ تأخيره من تَرْكه وإبطاله 
في شَيْءِء وتّزكه مُجَاهَدَة قَتَلَيِه؛ تغليظ” على التعبير” إِنّما هو لتَأْسيِهمء 
وتَرْكِ انير ليَتمَكُنَ من إقَامَة الحَدْ عليهم؛ قد يَفْعَلْ الامَامُ مثل ذلك لِعَرَضٍ 
صحيح ؛ » فلا عَتَبّ عليه في ذلك . وعلى أن هذا ليس من مَطاعِنٍ الشُّرَاةِ لأنّها 
يَأ من عُشمان رَضِيَ الله عنه في السّعَة" الأواجر من جَلاقَيه. ونُوجبٌ على 
الأَنَة قَثْله وحَلْعه وَإكْفَارهُ والأخدّاث التي أَدْعَنَتْ عليه؛ فكيف يُلرْمْ عليا 
رضي الله عنه قل قائل مستوجب للقت فطل هذا التَُنْ على أُولهم خاصة؛ 
وعلى أنّا قد أوضَحْنًا في كتاب الإكفار: انَّ الإمامَ لا ينخْلِمٌ إلا بإِخَدَاثِ الكفْر 
وَالدّعَاء إلى تَرْكِ إِقَامَةِ الصّلاة . 


9 وأما ما سِوّى ذلكء وإذا كان هذا هكذا وَجْبَ أنْ' يكونّ 
208 - (4) اق: البع . 
(1) ق: اواليا. (5) ق: السه وهي السنوات الستة . 
(2) ق: بالمطالبة. من الأفضل حذف الباء   209-‏ 
واضافة واو. (6) ق: هكذى. 
(3) ق: تعليط. (7) يكرر. وجب ان 


206 


الحُكُمْ بخلْعِهِ كما بالباطل لوت إمامته » وعَدَم حَدَثِ محل بِخَلْعِهِ وتسوّغه : 


فاما القياسٌ الذّالُ على صحةٍ التحكيم' ' في الآمَامَةٍ بعد ثبوتٍ العلم بصحةٍ 
القياس في الأحكامء وانقطاع العُذر في [59 أ] ورود التَّقَيَةٍ فهو 
الدال 0.0.00 على قَوْلِهِ عنّ وجلّ: «فإن خِفْئُمِ شقاق بَيئَهُما فانَْثوا حَكماً 
من أغْله وحَكماً من أفلها إِنْ يُرِيدًَا اضلاحاً يوَفْق الله بيتهُماه© وءب 6 
تحكيم النبيّ كو سعد بن معاد وج القياس على التحكيم بن الزجين إن 
نَوَهُمَ الصَّلاحَ فيه: جار أن يَحْكُمْ الإمام في الإمَام قياساً على التُحكيم بين 
الروْجَينِ؛ والمعنى الجايع به بييتهماء إنّهِ فِغْلَ يَلْتَمِسُ به إضَلاحٌ بين مُسْلِمَيْن 
مختلمَيْنِ؛ وإقامةٌ حقٌ. ودفْمُ خط برَويُةِ أحيهما . وكلُ مُسْلِمَيْنِ اخْتَلَهَا في 
أمْرَيْن: الحَقُ في أحَدِهِماء والخطأ في الآخرء جازٌ التحكيمٌ بَيْنهما طلباً لإقَامَة 
الحقٌ والمئع من : الخطأء وهذا وَجْهٌ هو من القياس لا إِشْكَالَ فيه. 


[فصل] 

0 - فإِنْ قالوا: ما أنْكَرْتُم أنْ يَكونّ العَقْلُ يَحَْظُرُ التخكيم في الإمامَةٍ 
لتجويزه إتفَاق الحَكَمَيِْن على نَرْكِ الحُكم بِالحَقٌ والذمَاب عنهء وأيُهما غَيْرْ 
َأتُورٍ متها اما جهلا أ ِعْتِمَاداً. يُقال لهم: لو كان كما وَصَفْتُم لَوَجَُبَ 

مَنْعُ الفِغلٍ للتحكيم بين الرّوْجَيْنِ. لجواز اتقَاقٍ الحكمَيْنٍ على الحُكم 
سس تر العَدلٍ: إما للجهل أو العَتادِ. فإِنْ قالوا: لهذا جائرٌ غيرَ أنه إذا 

د حكمَهماء لأنَّ الظلْمَ معروف. عليه دليلٌ. فإذا حَكمًا به نَفَضُ 
م قِيِلَ لهم: وكذلك الحُكُمٌ ِالعَدْلٍ في الإمَامَةِ مَعْرُوفٌء والظلم منه 
ين عليه دليل؛ فإذا شَرَط على الحَكَمَيْن الحُكمَ بِالعَدْلٍ وما تَسُوعُه 
الشرِيعَةٌ فتَجَاوَرَا “ رَدُ الحُكم ونقضّه'” فإن قالوا: لا يُجَوّْرُ العَفْلُ التقيّد 
بالتتحكيم وإِنَّ ذلك لآ يُجَوّرُ التخكيم بين الزَّوْجَينء لأنّه يُخْيّلُ إلى الناس أنه 


١ق‏ ق: التحكم. - 210 - 


(2) خرم: سقطت كلمة. (5) ق: بين. 
(3) سورة النساء: 35. (6) ق: فتجاوزاه من الأفضل حذف «الهاء؛ . 
(4) ق: عنى. (7) هن الأفضل زيادة هاء ل «نقض»2. 


207 


لا حُكمَ لله عر وجل فيهماء ولا دليل على ظَلْم الظالم منهما غير قَولٍ 
الحَكمَيْرٍ وذلك فسادٌ في الدّين» وعِضيانٌ من المُعْتَقَدِين لذلك؛ فلا يجورُ 
على البعيدٍ بما يِتَمْرُا'' من طَأعَتِهِ . ويُورط في مَعْصِيْتِهِ . 


[فصل] 

1 - فإِنْ قالوا: ليس اعْتِقَادُ عَدَم دَليل الحككم بين الرَُوجِيْنِ بِمُسَادٍ في 
الدين: قيل لَهُم: وكذلك الإعْتِقَادُ لعَدّم الدليل على ظَلْم الظالم في اذْعَاءِ 
الإمَامَة» وخَلْعٌ الطاعَةِ ليس بقّسادٍ في الدَينء وكذلك حُكُمْ أمْرِنا بطَلّبهِ وإصابة 
الح فيه ولا فصل [59 ب] فى ذلك . فإِنْ قالوا: يَسْتَجِيل فى العَقّل وُرود 
التَقَيّدِ ما 0 © لأنّ ذلك يُوجبُ الْترَام كم الحَكمَين» وإن حَكمًا 
بالظلم . وإخراج المُسْتَحِقٌ للإمامةٍ من الأمر. وإلأ فلا مَعنى للتّحكيم. قيل 
لهم: وكذلك لا يجورٌ : في العقّل ورُودٌ الَقَيّد بالتحكيم بين الرَرْجَيْنِ لأنّ ذلك 
يُوجِبُ الِْرَامَ حُكَيِهِمَاء وإنْ حَكمًا بالظلّم أخدهما لو جَمَعْه. وإنْ كان ذلك 
ظاهراً مَعْلُوما وإلا فما مَعْنى التحكيم. فإِنْ قالوا: إِنَّما يجورُ العَقْلُ ورُودَ التَقَيْد 
بالتحكيم بين الزوجين بِشَرْطٍ أن يَحَْكُمَا بينهما بِالعَذلٍ والإنْضَافٍ. وما يسُوعُه 
الشَرْعٌء فإن عَدَلا عن ذلك بَطْلْتثْ الحكومّة. قيْل لهم: مثل ذلك بِعَيْيْهِ في 
الحُكم في الإمَامَةِ فيه. وقِيل لهم: أَنِضاً فكذلك لا يجورٌ للإمَام توْلِيّة أَحَدٍ 
يجورٌ عليه الحُكُمٌ في الإمَامَةٍ فيه. وقيلَ لهم: أيضاً فكذلك لا يَجُورُ للإمّام 
نَوْلِيَةَ أَحَدٍ يجَوّرُ عليه الحُكم بالبّاطِل» ولا تأميره لأنَّ ذلك يُوجِبُ الْتِرَام 
كام وتنفيذها”" وإ كانت كما بلطُلم وكل'" ما يبون به في ذلك فهر 
جِوَابُنا فيما سَألوا عنه. 


[فصل] 
2 وإن قالوا: لا يجورٌ في العَقّْل ورود التَمَيّد بالتحكيم في الإمَامَةِ 
(1) ق: ينفر. (3) ق: سصدها. 


211 - (4) ب: كيل. 
(2) خرم: سقطت كلمتان. 


208 


والعمل على قولٍ الرجال؛ لأن ذلك ردٌ لهم من إغلاءٍ التَبَايْنِ إلى أَذْوَنِهِ 
وأَخْفْضِهِ لأ الحَكُمَ بالكتاب أَعْظَمْ كدَر9© : في النفوس . قِيلَ لهم: وكذلك لا 
يجورٌ التَقيّد بالتخكيم بين الرْوْجَيْن لأنَّ ذلك ره الَكُم من إغْلاءٍ العبَايْنَ إلى 
أَخْمَضهٍ من الحُكم بِقَوْلِ الرّجَالٍِ. فإِنْ قالوا: الرَجَلانٍ إِنّما يحكمانٍ على 
الزُوجَيْن بحكم الكتاب والسّنوٍء غيرَ أن الرَوْجَيْنِ أطوَّعٌ لهما في العمل بالحكم 
بالكتّاب منهما للحاكم؛ وإِنْ كان أيضاً يَسْكُهأ© ‏ بالكتاب ‏ قيل لهم: ذلك 
عَيْنِهِ في الْحَكمِيْنَ في الإمَامَةٍء ولا فصل منه أبداً. وإن قالوا: لا يجوز ورودٌ 
اليد بالتحكيم في الإمَامَةٍ لوجوب رَدْ كم الحَكَمَيْنِ فيها إذا حَكمًا: الظَالِمُ 
على المظلوم» وذلك يُوجب نفار' العامة ونَوَمُمِهِمْ كَرَامَة الخاصة للعَذْلِء 
ومَيْلِهم إلى الِجَوْرٍ بعد الرِضَى بِالحَكمَيْن. قبل لهم : فكذلك يستحيلُ لأجَلٍ 
هذا يه ؛ التشكيم بين لون لوجوب وَدْ شجهما بالشأ. ونَوَهُم الطغام 
[60 أ] لا يلي لخواص الحكم بغيرٍ العَذْلٍ. . “" ولا يعتّلون به في إِحَالَةٍ 
العَفْلِ للتحكيم في الإمامَةِء الأ وهو موجودٌ في التحكيم بين الزوجين ؛ وَإِن 
هم رَجِعُوا فقالوا : في قياسنا على العلَةٍ في التحكيم بين الرّوجين» ما أنكرثم 
أن تكونّ العلّةٌ في جوازٍ التحكيم بين الزوجينٍ جَهْل الإمامَةٍ بِظَلْم الطَالِم 
منهماء وحَق المُحِقٌ: فأمّا الإمامةً» فإنّها ليسثْ كذلكء لأنَّ ظَلْمَ الطالِم من 
المُختلفين فيها مَعْرُوفٌ عند الإمام والمُسْلِمِينَ: فامتَئعَ لأجل ذلك التَحكيم . 
قيل لهم: ليس الأمْرُ كما ظَتشّمْء لأنَّ الحَاكِمَ يَبْعَتُ الحَكمَيْن مع عِلْمِهِ بِحُكم 
اله عزّ وجل عليهماء ومع مَعْرِقّتِهِ بِظلْم الظَّالِم منهما إذا رَجَا بِِنْمَاذِهِما 


[فصل] 
3- فإن قالوا: قَلِمَ خْر الحاكم الحْكُمْ على الظَالِمٍ منهما للمَظلُوم. 
قيل لهم: ِمَا جَعَلَهُ الله عزَّ وجل من رجاء الصلاح الذي يؤول إلى أَحَذٍ حَقَّه 


212 - (3) قّ: يعار. 
(1) ق: قَدَراً. (4) ق: لا بلى. 
(2) ق: بحكم. (5) خرم: سقطت كلمة. 


209 


والقضاء على الظُلّمء وبتعقّبِ0© َف له وصلاح شاملٍ دائم . والذي يَدُلُ على 
أنْ الحُكمْ بين الزوجينٍ المختلفينٍ المتدَاعِيَيْنِ معلومٌ معروف عند العُلمَاء 
والحكام : ِنَّ الله عرَّ وجلّء قد أَمَرَ الحَاكمَ بالحُكم بينهماء ٠‏ بما يَقمَضِيه ظَاهِرٌ 
الأمر بِعَقّدٍ الرَوْجِيّةِ وثّرْك الإخْمّالٍ: يدعو الى ظلم أحَدِهما لصَاحِبه” دون 
أن يَأتي على ذلك بِبَيَّةِ عادِلّة» ويُوَكدُ ذلك أنَّهِ لو لم يَكَنْ في أهل المَرْأةٍ 
والرَجُلٍ رشيداً ولا مُصْطَلِعا© بهذا الباب» لَوَجُْبٍ على الحَاكم يَيتهُمَاء ؛ وَسَّقَط 
عنه إِْمَاذُ الحكم من أَمْلِه وأمْلهَاء أو مِنْ غَيْرهِما. ولنْ يجوز أن يأمْرَ اله عر 
وجل فيهما غير نَابتِء ولا يُمْكنُ الوصول إليه؛ وإذا تَبْتَ ذلك بَطْلَ قَوْلْهِم إن 
إِنْما ساعٌ الحُكُمَ بين الزَّوْجَيْنٍ للجَهْلٍ بِظلم الظَالِمِ منهما وعَذْلِ المُحِقْ. 


[فصل] 

214 فإن قالوا: ما ألكرثم أن يكونَ التحكيمٌ في الإمَامَةٍ حَرَاماً في 
الذين» لكون الحَقٌ مَعْلوماً في إحدى الججنبتين " بدَليلٍ يقطعٌ العذّر قياساً على 
إبطالٍ التحكيم في حدٌ السارقٍ والزاني” “ فرّدُ العَضْبٍ إلى يَدِ صاجبه. وَعَدَدُ 
الصَلُواتٍ ورُجوبُ الحجّ وغيرُ ذلك من الأمورٍ المعلوم الحكمٌ فيها من وجْهٍ 
الإلتباس فيه . فقد قُلنا في بَعْضٍ هذا من قَبْلٍ ما فيه بلاغ وتَنْصِرَة وجُملَتُه : 
إن ما عَلِمَ ضرورةٌ من دِينٍ النبيّ يلِِ كان [60 ب] المُخَالِفٌ فيه وَالمْتَاوْلَ 
كافِرَاء وبمنزلة من شاهَدَ الرسولٌ. .7 © فَرَدّ قؤلّه. وشكُ في حْبَرِ. وليس 
وُجِوبُ الإنْقِيَادٍ للإمام ونَرْكِ مُطَالْبَته بالخكم في القَوَدِء والقّصَاص يَذْمَبُ 
بخصّوص» أو رَدٌ الأمْر شورى أو اعْتَقَادِ إنصافه إذا أخَرَ حذاء يُمْكن قُضد 
الصّلاح به مما يَعْلّم باضْطِرَارٍ من دِينٍ الرسولٍ عليه السلام» وبكفر المُتَأَوْلٍ 
فيه» إن ذلك معلوما بلطيفٍ الج ومن وجو يُمكن التَأويلَ في مثله. بل قد 
أبَنّا : أن العم بوجوب الإمامّةِ في الأضل لا يه يَمَعْ باضطرارء بل يَعْلَمُ أن ذلك 


214 - - 213 

(0) ق: سعمب. (5) ق: الجنبتين. 

(2) ق: يدعو لى. (6) ى: الزان. 

(3) ق: لصاح. 2( خرم: سقطت كلمة. 
(4) ق: مصطلعا. 


210 


وَاجِيٌ في الشَرِيعَةٍ من طريق النَظْرٍ والإستدلال؛ فلذلك أَنْكرٌ وجويّها 
مُنْكرونَ» ونحن نَعْلَمُ ضرورة من دين الرسولٍ عليه السلام: وُجِوبَ الحج 
والجِهَادٍ والصّلاةٍ؛ في جواز التحكيم بين الرَّوْجَيْنِ وبَيْنَ نّ التَحكيم في حَدٌ 
السَارِق والرَّانِي” " ون الحَكَمَانٍ يَحْكُمَانٍ على الظَلْم منهماء بدليل يُوجِبُ 
العِلَمَء ويّتحَرَّيَانِ الأصلّحَ بغالِبٍ الظنْء وما يُقَذْرَانٍ أنه يَؤُول بهما إلى ذلك من 
توسَطٍ وتخفيفٍ مُسَامَحَةٍ برك ما يَجِبُ لأحَدِهِما برضى”” منه: لا على المَنع؛ 
والمُطَالَبَةٍ به إلى غيرٍ ذلك من الأمور المُتَعَلْقَةٍ بظنونهماء فسَقَط بذلك ما 


َلْزِمُوه. 


5 - وعلى أنّا لا تَمْئَعُ من جوازٍ التحكيم في جميع هذه الفروض 
التي يعلمٌ ثبوتها من جهة دين النبِي كك ولو أَنْفِقَ الْقِسَامٌ الم شَطرين 
والشَطْرٌ منها يقول: إِنَّ ذلك اليومٌ غيرٌُ واجب وبَغضه عناد منه» وسشُبْهَدٌ 
تَدخْلُ عليه وخَرّجوا من ذلك إلى المُتَابَدَةِ والحزْب» ثم الْتَمَسُوا بعدَ ذلك 
التحكيمَ والرجوعٌ إلى الكتاب والسّنّة. ليَمْلوا على العَمَّل بحكبهمّاء وظن 
امام المسلمينَ رُجوعَهُمء وزّوَال السُّبِهَةَ عنهُمء وَحْشِيَ بمنههم فَسَادَ من 
معهء وَضُغف بَصَائِرِهم وتَدَمُمَهِم” لسقوطٍ الفروض عَنْهُم ؛ ٠‏ والقول بما هو 
أعظمٌ في الإثم من ذلك؛ بل يجبُ عليه هذا: أنْ يُتَفُدَ الحكمَ الذي 
يَلْتَمِسُوُنَه وِيَشْرْط عليه الحُكم بموجب الكتاب والسّنَةٍ إرجاء الصلاح 
السَامِل» وإذا كان ذلك جائزاً فنقط سقط سَ الهم وزَالت شُبْهَنُهُم وَصحّ 
قِيَاسنا الذي ذكرناه. 


[فصل] 
6 وإنْ قالوا: إِنّما وَجْبَ تَحْطِفَةُ أمي ر” المُؤمنين [61 أ] في 
التحكيم؛ فد حَكَعَ مع عَدّم الحاجة 3 إلى سكير ود واستظهاره على القوم , 


وقزبه من المنْح, وعِلْمهِ بِأنّهُم : دَعُوا إليه هَرَباً من . وانتهاز المُرْصَقٌ 
(1) ق: الزان. (3) ق: تدممهم. 

(2) ق: برضا. 216 - 

215 د (4) ق: أمر. 


211 


وطَلَب الرَاحَةَ والخَلاص من إِقَامَةِ الواجب عليهم. قيل لهم: ما يُنكر أنْ يكونَ 
قد عَلِمَ ذلك أجمعء وأنْ يكوثُوا طَلَبُوا التحكيم لأجل ما ذَكَرْتُم؛ غير أنّا لا 
نعلم إِعْتِقَادَه لعَدَم الحَاجَةٍ إلى التحكيم» بل نَعْلمُْ خلاف ذلكء لأن بصائرٌ 
أصحابه من أسلافكم وغيرهم ضَعْمَتْء ومَالَ أكْتَرُهم إلى ما طَلَبّهِ أَهْلُ الشامء 
وعَرَضَتْ عند رَفْع المَصَاحِف السُّبّهَاتُ وتَأمّروا عليه حتى قال لهم: « 
كُنْتُ أمس أميرأء وأنا اليومَ أَصْبَحتٌ مَأْمُوراً». إلى أُمْئَالِ ما حكيناه . 

7- وأخدّقٌ أَضْحَابُ الرّاياتِ» وَفَادَةُ الأَجِتادٍ به» يُطَالِبُوئّه بالتتخكيم 
وَالإِجَابَة لهم وحَشِيَ إِنْ لَمْ يُجب؛ الْحِرّافهم» وقوة السُّبْهَةِ عليهم وَاسْتَسَكامها 
أيضاً في قلوب ضُعَمَاءٍ أهل الشام. فَرَأى أن الحاجة قد دَفَعَتْ إلى ذلك. 
فأَجَابَ إليه» ولو قد رَالَتْ هذه العَوَّارِضٌ والأسْبَابُ لمَرْ على حَقَّهء وبالّمَ في 
الحَرْب عليه» حتى يِمْلّكَ المُخَالِف» وتزولٌ أطماغه . وكان ذلك أصوبٌ فى 
الرأي من الإجابةٍ إلى التحكيم لاسيما أله إذا امتَقدَ أنه َع منهم طلباً 
للخلاص مما خَربّهم وَبَهَرّهم من ضَرْبٍ الْهَام وصَبْرٍ الأقرَان”'' ووقوف 
المطلوب. فلا ينبي أن يُسيءَ الظنّ به مع ما وَصَفْنَاه من مَحَلّه وما وَرَدَ عليه 

من المَرِيمَيْنِ. وقد كان رَضيّ ال عه كيد الكَرْفٍ مد أنناعه: وقليلٌ الثِقَّةَ 
ارصم لما لذن كوه من كثرة بثاتهم؛ وخلافهم وتَتَافْلِهم وتَوَاكُلِهم فلم 


[فصل] 

8 فإِنْ قالوا: : أفلئِسَ قد رَوَيْئُمٍ عنه قَبْلَ هذه أنه قال: «لْعَمْري لقد 
تَلَبْسَ عاقِبَةَ أمركم» لم يَبْقَ إلأ دخول الكُوقَةِ يُوشِكُ أن يَدْخُلُوها : أمّا وَاللّهِ لو 
أي جِنْتُ أمَرْئكم أمري حَمَلبُكُم نه مِنْه على المَكروٌه: فإِنْ اسْتَمَمْتُمْ هُدِيثُم وإن 
تَعَوّجْتُم أَتَمتكُمْ إنْ أبَثُم علي بدأتُ بكم لكائث الوئقى؛ . فأخبر عن نفسه 
في هذا الكلام أنه تَرَكَ الوُنْقَى والصّوَابَ وَعَدَلَ عن حُكم الله عر وجلء وإِنَّه 
كان متمكناً [61 ب] مِنْ حَمْلِهم على الهُدّى. وبالبَدَاءَةٍ لهم» وتقويمهم إن 


- 217 ل 
(1) من الأفضل زيادة ١و؛.‏ 


212 


يَعْوَجُوا فأبُوا عليه" وهذا هو نفسٌ ما شَهِدْنًا به عليه من التَغريفٍ» والإجابةٍ 
إلى التحكيم: حيتُ لا ضرورة» تدفع إليه غير إيثار الدعة والميل إلى الراحة 
والمسامحة بترك إقامة الواجب» يقال لهم: أول ما في هذا أنا لسنا نعلم 
ضرورة» ولا بدَِيلٍ اطع أن هذه الألفاظ خخاصة من قوله . وإِنْ كانت مَرْوِيَة 
وإِنْ كُنَا نَعْلمُ ضرورةً أنه قد ذْمَهُمْء وضَاقَ ذَرْعاً بهم وشِمَاتِهِم» وقال فيهم ما 
ُنْب عن كَراهَتِهِ لطريقهم : فَالخَبَرُ وإِنْ لْمْ يَكنْ مُتَوَاتِراً على لَفْظِ مَخْصُوص في 
ذَمُّهمء فإنَّه توار على معنى ذلك؛ وإذا كان هكذا سقط ما سألتّم عنهء 
وإنّما ذَكَرْنا نحن أخبارّه؛ وما رُوِيّ من خطبه ليَعْلّمَ القارئ لها ذمّهُ لهم في 
الجمْلَةَء وإن لم يَضْطرٌ إلى التَمُصيلء فصارٌ إلى ما ذُكرْناه معن صحيحاء وإِنْ 
لْمْ يْجِرْ القَطْ على لَفْظٍ منه متخصوص» ولا الإحْتِجَاج به فيما سَأَلَتُم عنه» 
فهذا هذا وشيءٌ آخر: بدو أ رضي اله عن ل يل امي 0 
التحكيم ولا عَرَضٌ بِذِكْرِه» ولعلّه كان في غَيْرٍ هذه القِضَّةٍ مُسَامَحَةٌ لهم في 

كان يَحلُ مُسَامَحَتَهُم فيه ويَحِلُ أحَدُهم بالصَّعْبٍ والعُنْفٍِء ٠‏ فما يُذرينا أله مص 
بذلك مُسَامَحَتَهِم بالإجابّة إلى التحكيم بغير ما حاجة» وليس ذلك مذكوراً في 
الخَبّر. وقوله: «لكانّت الوؤثقى ؛ إنما يريد به: وفغْل الأخوّطٍ الأَفُضَلٍ في 
الدذّين» ولم برد أن ركه ذلك حَرَامٌ مَحْظُورٌ وقد يقول لِمَنْ يَضدُقُء ولو 
بقى” لا يَجِبُ عليه فِعْل وقد رَدٌّ بفضل رَأَي كان يحل له تّزكه : «قد أَحَذَنَا 
بالؤقى ( . ل على أن يرى ما فعله حرامٌ ولكن على أنه له أفْضَلُ الأخرَط؛ 
لَيِسَ في هذا القَوْلٍ شَهَادَةٌ على نَفْسِوء بِتَضْيِيع واجبء وتَفْرِيطٍ فيه. 


9 وعلى «أنّه يجورٌ». قال ذلك تَهْدِيدَاً لهم» وتَرْهِيباً؛ لا على أنه 
كان إِذْ ذَاكٌ قادراً على تَفُوِيِمِهم وإضلاجهمء وقد يقول الإنسانُ ذلك على 
مَذْهَبِ التَحَذِيرء والتَرْهِيب» وإنْ كان يَخافٌ التَفْصِيرٌ منه. وِيَعْلَمْ أنه كان يَتَعَذْرٌ 
عليه إيرادُ ما مّرّ عليهم بِتَرْكهِء وحَمْلِهِم على أضعبه وأشَدُهِ وهذا هو الألَيَنُ 
والأشْبّهُ به. وقد اسْتَدْرَكء وَاسْتَرْجَمَ أيضاً بعد هذا التهديد في هذه الحُطَبَةٍ 


- 218 - (2) ق: هكذا. 
)010 شبه ممحوة. (3) ق: لو بقى 


213 


عَقَيْبَ قَوَلِه: «لكانت الوثقى» . «ولكن بِمَنْ وإلى” " من أداويكم بِكُمْ تاش 
الشَوْكة؛ 621 أ] يريد أنّهِ لا يُبِرُ له عليهم إلا منهم” ' وَإنَّ ذلك صَعْبٌ مُتَعَذّرٌ 


غيرُ مُجَدِيء فلا تَعَلْنَ عليه في هذا القول. 


[فصل] 

0 - وقد رَوَيْنَا عنه فيما قِئِل إِنَهِ صَرّحَ بأنّهِ كان آمراً ثم صَارَ مَأَمُوراً إلى 
غير ذلك مما لا يحتمِل التَأُويل» وإنّه نَرلَ على التتحكيم للضرورةٍ التي 
ذكرناها. فأما وَجَْهُ الاستدلال على صححة التحكيم بالسَّئَة فهو ما اتمّقَّ عليه 
الكل من صِحةٍ تحكيم الرسول ولي: سعد بن معاذا* بَِه وبِينَ بني قُرَيْطَةَ لما 
حَاوَرَهم”” وتَأوّلَهه”" وطَالَبَهم بالإشلام أو الجرْيَةٍ فامئَتعوا من ذلك» وأبو 
أنْ يَنَزلوا من الحُضْنِ إلأ على حُكم سَعْدٍء فَأَجَابَهم رسول الله يله وَل 
لسَعْدٍ الحُكمَ عليهم. بكم اله عزّ وجل . فلما نَرّلوا خكم بِقَثْلٍ أهل الحَزْب 
والئّاس منهم . وسَبِْي الذَرَاري» فقال له رسول الله وَة: «والله لقد حكمتٌ 
فيهم بحُكم الله عر وجل من سَبْع سَمَاوَاته “ أو نحو ذلك. ونحن نَعْلَمُ أن 
رسول الله كي لم يُطَالِبَهِم بالإشلام أو الجِزْيَةٍ إل وقد عَلِمَ أنه حَكُمْ الله عر 
وجل فيهم؛ ونه لما حَكُمَ سَغْد» لم يَشْكْ في ذلك؛ ولا طَلَّبَ اسْتغلام 
الحُكم من جِهّتِهء ولا اعْمَمَدَ به فساد الأمة» ‏ وبّني قُرَيْظَة ‏ مع تُجويزه إن 
يَحْكُم عليهم سعد رَضِيَ الله عنه بغير حُكم الله فِيئفْسِدُ عند ذلك قُوْم من 
المُسْلِمينء ويتهمون الآمر. وتَعَدّي” شُبَهُ شْبَهُ أهل الكَفْرِ - ولا على أنْ يُلزمَ 
الرسول كلخ حكم سعدٍ وان حَكمَ بغير الله وإنّما أَجَابَ إليه لِمَا الْتَمَسَّه 
المُبِلُون وإنْ كان على بَصِيرَةِ وَاحِدَةٍ من أمره لِظَنْه وك بلوغ المُرادء وَإِقَامَة 
الحَقْ فيهم عن قرب بِحُكم سَعْدِ وَاسْتَضْعَابُ الأمرء وتضاعُفٌ تعب 
المُسْلمِينء والمَشَقَّهُ بَِزِكٍ التزولٍ لهم على مُلْتَمَسِهم. وإذا كان ذلك كذلك 


-219 - (4) ق: اولهم. 


() ق: الى. )05 حديث نبوي. 

(2) شبه ممحوة. (6) ق: سعد كتبت مرفوعة. 
-220 - (7) ق: يعدى. 

)3( ق: حورهم. 


214 


جار أيضاً للومام إِنْمَادُ الخحكم إذا طلَّبَ على الوَّجه الذي ذَكَرْنَا وخاف 
ورَجَا'' بما وصفناه. 


[فصل] 

221 إن قالوا: إنّما حَكُم الرسولُ عليه السلام سَعْداً لنزولٍ الوّخي 
عليه بأنّه لا يَحْكُمْ إلا بالحنْء ولولا ذلك لم يُجز تحكِيمّه لما لا يُؤْمِنُ من 
غَلْطِهِ أو اعْتِمَادِه. قَئِلَ لهم: : ومن أنْنَ يَعْلَمْ نه كي أوْحَى إِلَيه بذلك. وِإِنَه 
مَحَالُ أن يحكم سَغْداً على أنْ يُحَكُمْ الله. فإن حَكمَ بذلك وإلا رَدّه ولم يَلْتَرِمه 
كما يَسوعٌ التَخكيمٌ بين المرأةٍ وزوجهاء بأن يجعل [62 ب] الححكم أيضاً بين 
الرَوْجَيْن ‏ سعداً ‏ بهذا الشَرْطٍء فإِنْ وَافَقَ أمضَاهُ أو”" تَجَاوَرَ رَدّمء وكما أنَّه 
يجورٌ له كي تولية القُضَاءَء لم80 وإِنْمَادٌ الرَسُولٍ إلى النَوَاجِي» وَالتَقَدُمَ 
لهم بأن يَحْكُمُوا بكم الله عر وجل» مَعَ تَجْوِيزِهِ ذَهَابْهُمْ عنه لِجَهْلٍ منهم أو 
عنادٍ فإن حَكُموا بذلك أمضاه وإنْ عَدَلوا عنه نُقَضْه رَرَدّهِ وما المَرْقُ بَيْنَ ذلك 
ولا فُضل فيه أبدا. وأَمْرٌ الإمامة وتخطئَة المُطالِب بِرَدُها شورى أو الدُحُول في 
الطّاعَة إل بقثل قَتَلَ الإمام المَظلُوم أو القَوْلُ بأنّ الإمَامَةَ لا يَسْتَحقّها لمُخْالَفَة 
أكْقَائِه* وأْمْثَالِهِ فيها من أَهْلٍ الشورى» وقَثْلٍِ من قَتَلَ منهم.ء وَفُعُودٍ سَعْدِء 
ومن قَعَدَ عنه مِنْ بَقيّتهمء وامْتئاع أمير نَاحيةٍ معه أُوْلِياءُ الدّمء وقد كان وَالياً من 
بل إمامين قبل القئم الُخَِفٍ فيه عن اللؤول ما نط فيه إلى أذ يق 
المسلمون على غيره وأمثال هذه الشُبّه أَعْمَض» وأَحَفّى من حكم الله عزّ وجل 
على بَني قُرَيْظَة بما طَالَبَهم الرسول تَِيِ به فكان التَحكيم إذا طَلَبَ. فالإمامة 
التي هذه سَبيلها أَجْوَرٌ وأؤلى. 

[فصل] 

22 - فِنْ قالوا: إن لَمْ يَكُنْ النبي كي قد عَلِم أن سعدا سيَحْكُمْ بكم 

الله عزَّ وجل وجَوّرَ عليه خلافه. فما د تقُولونَ لو حَكُمَ فيهم بغيرٍ حُكم الل أَلَيِسَ 


(1) ق: رجا. (3) قى: الأمرا. 


221 - (4) ق: اكقابه. 
(2) شبه ممحوة. 


215 


كان يُلْزِمُ الرسول كله إِلْتِرَامَ حكمِهِ. قُلّنا: بَلْ يَجِبُ عليه لو كان ذلك تَرْكُ 
الإخمال به لأنّه لا يَشكُمه في ذلك إلا وقد تَقَدّمَ بان له بُكم الله عر وجل 
عليهم؛ وَشَرْطه عليه: أن يَحْكُمَ إلأ بسكم الله عزّ وجل؛ فإذا عَدَلَ عنه لم 
ُْزِم قبُولّه كما قُلْنا ذلك في التَحْكيم في الإمَامَة" '' واضلاح بَيْنِ الرّوجَيْنِ 
سَوَاءء فلا سوال في ذلك علينا . فإن قالوا: : ما أَلْكَرْئم أن يكون تَحْكِيمْ الإمام 
في الإمَامَةٍ التي قد عَلِمَ بُوتَها واسْتِفْرارَهاء ولزوم الإثقياد لَهَا حَرامٌ في كم 
الدين» وما لا يَصخ التََرُ بففله. قل لهم: قد أبنًا مُسَادَ هذا من حيث وَلَلنا 
على أنَّ العَقْدَ لا . بَحَرْمُ ذلك على الإمام ولا غيره من الأفعَالٍ» له لو حرم ل 
يحرم إلأ بدَليلٍ على تَحْرِيم ذلك في الْسَمْع من كتابٍ ولا سْنُةٍ ولا إجمّاع من 
الأمَةٍ ولا قياس بُنِيَ على شَيْءِ من ذلك . 


223 - ولو كان الله عر وجل قد حَحرّمَه لم يُخلنا من دليلٍ على تخريمه 
[63 أ] وفي رجوعنا إلى الفساد علينا بتَقسّينا أدلّة السَّمْ والخوض على إصابةٍ 
ذلك ونظزنا في فول الموَارج؛ وعَلمنا به لا دليل عليه : أنضخ ديل على أ 
لذي لايك كله الأيد لح قلي على شقوط ما ادعى من خاكبه 
لهم في تَخرِيم العَقل؛ أو فيما يَتَعْلَفُونَ به من جَهَتهِ بما يُوَضْح الح فزَالَ 
جميعٌ ما يَعُولُونَ عليه في هذا الباب. 


[فصل] 
224 - فإن قال منهم قائل: إِنّما أنْكَرْنا التُخكيمَ لأنّه لا معنى له على 
وَجهِ ما كلتم لأّهما لم يجز لهما الحم إلا بالكتاب والمُنق, وحكم الشريعة 
لأمَوَائَهما وإيثارهماء كأنّ” 7 الوَّجْهَ: أَنْ يُخيّْرَ الإِمَامٌ البَْاةَ بكم الكتاب والسنّة 


- 222 ل الفقرة . 
(1) من الأفضل أن تكتب بعد «كلمة الإمامة   224-‏ 
و«فى؛ إلا ان الباقلانى كثيراً ما يعطف (2) ق: كان. 
جملة على جملة وقد فعل في هذه 


216 


وَبِأخَذِهم أبّدا بو وإذا لم يَقْبَلوا منه فهم أَجْدَرُ أن لا يَقْبَلوا م مِنَ الحَكمَيْن. 
يُقال لهم: ِنّما حَكمَ الإمَام الحَكمَيْن على أنْ يَحْكُمَا بالكتاب» وإن كانت 
الحجّةٌ قائِمَةٌ لِظَنْه زوَالَ فِنْتَةِ عَظيمَةٍء هي أعظم مما دُفع إليه ‏ تمتَّنمُ الإجابَة به 
إلى التَخكيه”"© وإن أهلّ الشام والعراق أسْكَنُ إلى أخبارٍ الحكمين بأنَّ ذلك 
حَُكُمْ الل عر وجل عليهمء وأمْرَبُ إلى الطَاعَةٍ ترك الكبَرٍ والأنمَةء وتتضعيفب 
قَادِح'* الشُّبْهَةٍ - فلهذه ٠‏ العلَةٍ أجابٌ إلى التحكيم» كما أنّنا نُحْكُم بين الزوجين 
لِرَجَاءِ الصّلاحٍ ورفع الشّقَاقٍ وإنْ كان حَكُمْ الله فيهما مَعْلوماً قَبْلَ حُكم 
الحَكَمَيْنَ على ما بَينَاه من قَبْل فرَالَ ما توهموه. 

[فصل] 

5 وإنْ قال منهم قائِلُ : نما حَرْم تَرْك القِتَالٍ والمُتَاجَرَةَ إلى التحكيم 
لسقوط الحجّة له على البَْغْاة. لأنَّ الحَكمِينِ يجورٌ عليهما عند الفريقيْن الخطأء 
فلو فقا على حَلعٍ الإمام نولي الباغي عليه لم تُِمٍ الإمام بذلك ححجةٌء لأنّه 
يقولٌ وشيعَتُه هذا حُكمْ , بغيرٍ الحَقْء وغير حُكم الكتّاب الذي شَرَطَ الحُكُم؟ 
فإذا اجْمَمَعَا أنِضاً على إِقْرَارِف وَإِلْرَّام البَاغي - عليه الدخولٌ في طَاعَته قال 
لهما: هذا حُكُمْ بالباطِلٍ ود مْيْرُ حُكُم الكتّاب وتشَكُل الْبَاعِهِ بادْعَاءٍ المَلّط على 
الْحَكْمَيْن» ٠‏ فلم تُلْزِمُهُ بذلك حُجّةٌ ولا معنى لَِرْكِ ما وجب من قتالهم حتى [63 
ب] يفيئوا إلى أمر الله عر وجل إلى شيْءٍ لا تُلْزمُهم به جه به 000 إلا 
قَضْدُ مَعْصِيَة الله عزّ وجلٌء وإيثَارُ الدّنيا على الآجِرّة. يقال لهم : ما كرتم أن 
يكونَ حك" الحَكَمَينٍ على البَاغي بلزوم طاعةٍ الإمام والإنقيادٍ لأمره لأزماً 
لهم إذا رَضوا بحُكم الحَكَمَيْنِ بكتاب الله وسْئَةِ رسوله كَك؛ لأنَّ كتابَ الله 
َال يدُلأَنٍ ويَفُضيَان على أن ما فعّله الحَكمان من إِفْرَارٍ الإمَام على أمر له 
وخَلْع المُخَالِفٍ هو الحنُ الذي دَلَ عليه الكِتَّابُ والسْئَّةَ ولا يَجبُ أن يُلْزِم 


(1) أسقطت كلمة «أظنه» وقد وردت بعد كلمة ‏ - 225 - 


«التحكيم؟. )3( خرم: سقطت كلمة. 
(2) ق: قادح. (4) حكمه ان الهاء ليست ضرورية في كلمة 
«حكم» من الأفضل إسقاطها. 


217 


الإمّام حُكمُهما بِخَلْعِهٍ وإقرار البّاغي عليه في الإِمْرَة: ال حكم بالباطل. 
وبتقيض السَّنَّة والكتّاب وله أنْ يَمْنَنِعَ من الإجابة إلى ذلك» لأنّ الإمام يمكثه 
أن يْقيمَ الدَليلَ على بُطَلنِ ما قُضَى عليه به من الحلّع؛ وصِحةٍ ما قَضَى له به 
من إقراره على الآمر لأنّ الحَجّةَ على ذلك موجودة. وَمُخَالف الإمام : شَيعَنّه 
يُلْزِمُهُم الحُكُمَ بالدّخُول في طاعَةٍ الإمام» ولا يجورٌ لهم تَرْكّهِ لَدَعواهُم أنَّ 
ذلك باطِلٌ لأنّه لا حبَةٌ على بُطلانه بل الحُجَةُ موجودةٌ على صِحَيِه فَوَجُْبَ 
لزوم القضاء بالحقٌّ ِقِيام الدليلٍ عليه وتخْرِيمٍ الإميتاع منه )2 ولم يُلْزِم الحَكُمُ 
بالباطلٍ لكونه باطلا ؛ وتَعَذّرِ قِيَام ليل عليه. فبَطلَ بذلك ما سَألوا عنه. 


[فصل] 

6 - فإِنْ قالوا: إِنّما حَكَمْنا بَعْضًَا به والبَرّاءةَة منه» لأجل التّحكيمء 
لأنّه لا بُدَّ أنْ يكونَ قد عَصَى بِفِعْلِهِ أو بتركهِ قَبْل فِعْلِه على كل وَجْهء وذاك أنه 
لا يَخِلُو”" أنْ يكونّ عَالِماً بأنّ التحكيم قَبْلَ الدّعَاءِ إليه صلاح للأنّةِ أو فسادٌ 
أو أن يكونّ الغَالِبُ عِنْدَه أنّه فساد أو صلاحٌ. فإِنْ كَانَ يَعْلَمُ أو يعْلبُ على ظَنه 
أنه فسادٌ وحَوْشٌ إلى الشَّقَّاقٍ والعضيانِ. وجب أن يكون عاصياً بفعله ومفسدا 
للأمة به وان كان يعلم أو يغلب على ظنه أنه صلاح ولطغى لهم في الاجتماع 
على الطاعة» وجب أن يَبْتَدِى هو بالدُعَاء إليهء وحمل النّاس عليه؛ وتَسْهِيلِه 

في أَنْفْسهمء وأنْ لا يُظهِرَ الكراهة له ويقول: «إِنا أولَى بالكتاب منهم . ِنّها 
مكيدةٌ ة من ابن هند؟. وهذا القؤل منه يدُلُ على أنَّه أجابَ إليه على عِلْم بأنّها 
مَكَيدَةٌ ةلا صَلاحَ فيهاء فالإثم [64 أ] لأحنّ به كيف تصدّف الحالٌ. 


[فصل] 

7 - ويقال لهم: ما أنكرتم من أنْ يكون إِنّما تَرِكَ الذُعَاءَ إلى التَخكيم 
َبْل طَلّب أهل الشام له. وحَثٌ أهلٍ العرّاق» وأكْتَرَهم لإِجَابَتِهِم لاعْتِقَاده أنه 
صَلاحٌ فيه وأنَّ الحَرْب أَبْلّعُ وأنْجَعْ في المَضْلَحَةٍ منه. وأنْ يكونّ إنّما أجاتٍ 


- 226 - بزيادة ألف على فعل المضارع المفرد 
(1) ق: يخلوا يتكرر هذا النحو من الكتابة المنتهي بحرف علة «كالواو؛. 


218 


إليه لما طَلَبّهِ القؤمء وَآئَرْهُ أَهْلُ العِرَاقٍ لظَنهِ أنّه صلاحٌ لهم في يَلْكَ الخال حُوْفا 
من مُفَارَقَةِ أنْبَاعِهِ ودخول السْبْهَةِ عَلَيْهم بذلك وقُوّتَها على أَضْحَاب مُعَاوِيةَ مع 
طُلْبِهم له. أنه زَوَعَانَ من الحق فيكوثٌ تَرْكَهُ قبل الدعاء إليه طاعَة له عر 
وجل. لأنّه لا ضَرّرَ فيه والنَفُعُ واقع م بالحَزْب» وأنْ يكونٌ أيْضاً لْحَقّ فغلّه لما 
دُعِيَ إليه وآثَّرّه أل الشام والعراق» وأنُمقوا على أصوب الأمور لدفع ما 
يُخْشى”' وتَورّطَ الفُرِيقَينَ فيما وَصَفْنَاه من فِغْل الشَّقَاقِء وقُوَةٍ الشُبهات. 
وليس يَمْنَعُ أنْ يكونّ لعل في وق : مَضْلَحَةٌ ومِثْلُه في غيره0©: مفسدةٌ؛ لأنَّ 
التحكيم ليس بصلاح لنفسِه وجِنّسِه إذا كان صلاحاء ولا فسادٌ لنفسه إذا كان 
فساداً. ولكنّه يكون كذلك لِمَا يَعْتَقَدُه المعتقدُون فيى وما يَتَّفِنُ لهم من 
الدَوّاعي عِنْد ذِكره والدعَاءٍِ إليه وما يَتَسَّعَبُ إليه تَرْكه عند طَلْبِه» وليس ذلك 
حَالَهُ إذا لَم يَطْلّبْء وإذا كانَ ذلك كذلك سَفَطْ ما قالوه. 00 


[فصل] 

8 فاما اعْتِقَادُه رَضي الله عنه أنّها مَكِيدَةٌ من معاوية إنْ صمّ هذا 
الخبّرء فَإنَّهِ صحيحٌ, ٠‏ وللكن ليس كل أَحَدٍ يعتقدُ ذلك في معاوية من أضححابه 
بريئا”” ثم من أهُل الِرّاق ولو كانوا يَعْتَقِدونَ ذلك فيه لبَكَمّه الفَرِيقان به 
ولقالوا هذه مكيدةٌ منك»؛ وما هذا معناه؛ وفي تَرْكهم لذلك دليل على أنّهم 
امتََدُوا أله دَعَا إلى حق وإِنْصَافٍ وحَفْنٍ الدماء؛ وحُفْظٍ البَقيّة والذَّرَيَةِ. فيجتُ 
على الإمام أن يِب إلى التحكيم وإِنْ اعْتَقَدَ أنها مكيدةٌ من مُعَاوِيَةَ إذا 
اعتَدَ أنَ أكترَ الفْرِيمَيْنِ لا يَعْتَقِدُونَ ذلك فيه» بل يظنُونَ أنّهُ هُدَى وصوابٌ لا 
يََِْع منه إلا با غيع © جَبَارٌ مُتَحِيْتَ يِف مُتَقَلْبٌ . كذلك كائث قِصَّهُ القَرْم؛ فَالعِلمُ 
بأَنّه مكيدةٌ ؛ لا تَحُوج الإجابة ليه من أنْ يكونَ صَلاحاً لجل ما وَصَفْئاه. 


- 227 228 - 
(1) ق: يخشا يُكرر كتابة الألف الممدودة (3) ق: برنا. 


بدل المقصورة. (4) ق: أنه من الأفضل تأنيثها لعودتها إلى 
(2) إن «الهاء» في كلمة «غيره؛ وقعت سهواً الكلمة التي تلي «مكيدة». 


219 


[فصل] 

9 وإن قالوا: إِنّما حكمُّنا بِالبَرَاءَةٍ منه في التَخكِيمء لأنّه حَُكُمُ 
الفْسَّاقٍ في الإمامة [64 ب] وتحكيمٌ المَّاسِق حَرَامٌ في الدّينء فلو كان التحكيمُ 
جائزاً لم يجزأنْ يَحْكُمَ فيه إلا العُدولَ المَرْضِيِّينَ . يُقال لهم: قد تَقَصَّيْنا هذا 
الكلام فيما سَلّفَ بما يُغني عن رده وهو أنّا قد أَحَبزنا أنَّ أبَا موسى وسّائر 
القَاعِدِينَ عنه لم يكونوا قُسَّاقاً عِنْدَ وأا عَمْرو بن العَاص فإنّهِ ُحتَمَلُ أيضاً 
أن يكونَ لم تَبْلغ''' بهِ الحَرْبُ؛ والخلافٌ عندّه في” منزلةٍ الفسَاقٍ وإنْ كانَ 
يَقْطْمُ على خَطَائِهء لأنّه قد كان يَأمْرْ بقُبُولٍ شَهَادَة العُدول من أهل صِمْين 
والصّلاة خَلْمَهِم على ما رَوَيْئَاه من قَبْلُ كما لنا طَريقٌ إلى القطع عليه بأنّه كان 
يَعْتَقلُ تَفْسِيقَ عَمرو وسائر المحاربينَ فسَقط ما لتم . ا 

2320 - وليس كُلُ من اسْتَحَلٌَ لحَزْبه على تَأوِيلٍ وَجْبَ أنْ يَْسْقَ به قَرَالَ 
بذلك ما قُلَنُمُوه. وشَيء آخَرٌ وهو أن عَمرواً. ٠‏ لم يُكُنْ حَكماً له وإنّما كان 
حَكماً لمعاوية - قلم يُجْبِرْه هو ويَنْصَبْه - وام ْتنَعَ القَوْمُ إلأ تحكيم رجل منهم مع 
رَجُلِهِ فلا عَتَبَ عليه. وعلى أنّا لو سَلْمْنَا أنه كان يَعْتَقِدُ في أبي مُوسى وعَمرو 
بن العاص : أنهما فاسقان لجاز" أن يحكمهما فى الإمامة؛ ويَشْتَرط عليهما 
الحُكُمَ بكتَاب الله عر وجلّ. فإِنْ لم يَحْكُمَا به لم يَمْضِهِ إذا طَلَبَ ذلك أَهْلُ 
الشام والعرّاقء وحَاف قُوَّةَ السُبْهَةء وزيادة الهَرَج وإِلْتوّاء* أَضحَابه عليه» لأنَّ 
نَحْكِيِمّه إياهماء وأمره لهما: أن يَحكما له وعليه كتابُ الله أمْرٌ بطَاعَتِهِ لله عر 
وجل ومُرْبةٌ إليه ‏ وَوَاجب علينا أمْرُ كل أحَدٍ: بَدْ أو َجَرَ بطَاعَةٍ لله عر وجلّ» 
والعَمَلّ بخكمه . فإذا شرط عليهما للحُكم بكتّاب الله عر وجل فقد شَرْط 
عليهما طاعة الله ولو ابتدءا”” فسَكمًا على النّاس بكم الكتاب. لَوَجْبَ اتباع 
حُكمهماء ولو لم يكوا عَدْليْنِ اباعاً للكتاب والسُئةَ فصَارَ ذلك» مما يَحلُ 
ويسوعٌ في الدّين» إذا كان دَاعياً إلى صَلاح وحاجزاً عن تَمَرْجَ وقْسَاد. 


- 230 - - 229 


(1) ىق: نتلغ . (3) ق: التوا. 
(2) من الأفضل للنص أن تضاف كلمة «في». (4) من الأفضل إضافة «لو» للزومها في الجملة. 
(5) ق: اسديا. 


220 


[فصل] 

1 - فإن قالوا: أُفْيَجُورُ أنْ يُولّي”'' المُسَاقَ الأخكام والقّضَاء؟ وَيُتَمُدُ 
المُمَاقَ للحم بِينَ النّاسٍ ‏ بين الرَوْجَيْن ‏ ويَشْرْط عليهم الحُكُمَ بالكتاب 
والسُّنّةِ وإلا رُدَ. قيل لهم: لا يجبُ ما قُلْثُم والمَرْقُ بين الأمْرَيْنِ أن المَعْنَيّ 
والحَاكِمَ في الدّين إِنّما يحكمٌ حالياً كمف ويجري ذلك على عامةٍ لا 
يُعرفونَ الأحكامَ» ويّميزون بين الحَلالٍ والحَرّام وكذلك المعنيٌ في الدّين فإذا 
لم يكونوا [65 أ] عَدولاً: لم يْرَ من لم يَكموا على السابت بغيرٍ كم الله 
عر وجلٌ» ويوهمونهم بأنّه حكمف ليَلتَرِمُوه. فأمًا التَكِيمٌ في الإمَامَةٍ فإنّه 
حَكمٌ بين الإمام ومَنْ خَالَْه ووَاقَقَه من عُلْمَاء الأمّة. وَالحَُكمُ بالحقٌّ والبَاطِلٍ 
معروفٌ عند الإمام والعلمَاءء ومُسْتَدْرَكُ عند مَنْ أَغْفَلَ ذلك منهم إذا وَكَفَ 
عليه؛ وذَكَرَ له» فليس هو حكمٌ على جاهل لا يَعْرِفُء فافْتَرَقَ” الأمْرَانٍ 
لأجل ذلك . 

2 - فأمًا الحَكَمَانٍ بين المزأة ورَّؤْجهاء فما يَبْعْدُ جَوَارُ تخكييهمًا فإن 
كانا غير عدلين: إذا كانا غافلين» ورضى الزوجان. بحكمهماء ورج 
الصّلأحَ بذلك. لأنّه يَحْكُمْ بصلْح بَتنَهُمَاء وما يَعْرِقُه الحَاكِمُ إِنْ جارَ فيه ويَرُدَه 
عنه. وكذلك الرَّرْجان إن كانا عَالِمَين. فالحُكمٌ عندهما مََعْرُوفٌ فجَارٌ أنْ 
يَهْكما بَيْنَّهما عِنْدَ الرُضى بهما؛ ورّال ما تَعَلْهُوا به. مع أنّا قد أَوْضَحْنَا أنَ أبَا 
موسى كان عَذْلاً مَرْضِيَاً عند علي رَضيّ الله عنه, وانه لا سبيل لنا إلى الم 
باغيِقَادٍ نَفْسِيقٍ عَمرو . وأنَّ الخَطأ قد بَلعَ به القُسْنُ عندّه؛ ؛ فبَطلَ ما قالوه من كُلَّ 
وَحْهِ. ثم يقال لهم أن النَعَلَقَ عليه إِنّما هو من ناجيّة تحكيمْ الفْسَّاقِه فيَجبُ 
أنْ يكون لو حَكُمَ عَذْلا أنْ يكون مُطيعاً غير عاصي . 


[فصل] 


3- فإِنْ قالوا: هو كذلك تَرَكوا قَوْلّهم لأنّهم يَرْعَمونَ أنَّ التحكيمَ في 


-231 - 232 - 
(2) ق: افترقت. وردت فى حالة التأنيث. 


221 


الأضل لا يجوز في إِمَامَةٍ المُسْلِمِين لبِرٌ ولا فاجر. فإِنْ قالوا لو حَكمَ العَدُولٌ 
لكان أيضاً فَاسِقَاً قيل لهم : قَمَا يَغني'" َعلّفُكُم بتَحكِيم الَسَاقِ فلا يَجِدُون في 
ذلك وَجهاً: ثم قال لهم: لِمَ رَعَمْتُم أن التحكيمّ في الإمامة غيرُ جائز أضلاً لا 
لبر ولا فاجر؟ فإِنْ قالوا: لأنّ الإمامَ إذا حَكُمَ لم يُعِد حَالَةَ أمْرَيْن: إمّا أن يكونَ 
عالماً بأنّه إمامٌ ابت الإمامة . أو شاكاً في ذلك أو غيرٌ عالِم به . فإنِ كان عالماً 
بذلك وَجبَ إنِطال التحكيمء وأخذّه الرَعِيّةِ بلزوم طَاعَتِهِ والسَمَعْء وثَرْكُ العدولٍ 
إلى التتحكيم لأنّه لو حَكُم عليه بغيرٍ ذلك لم يُجِرْ أنْ يُضْغِي إليهء وإنْ كان إذا 
دعى إلى التَسْكِيم شَّاكاً في نَفْسه وغير عالِم بأنّه إِمامٌ» فهو آثِمٌ فيما سَلَفَ من 
اذعاّه الإمامة واكم في الم وَسَفْكهِ الّناء على الإميتاع من طاعَتَه ٠‏ وآئِمُ في 
الحَالٍ أيضاً بادْعَائِه ذلك» والمقام عليه؛ فوّجِبَ إِنِطَالٌ التَحكيم [65 ب] في 
الذين . يقال لهم : ما ألكزتُم أنْ يكون عالماً بشبوت إِمَامَتِهِ ؛ .ووجُوبٍ طاعَتِهِ على 
الاق وإنّهِ نما حم لَه تألْفُ القُلوبٍ وقبُولُ قول الحَكَمَيْنِ والسكُونُ إليه إذا 
حَكمًا بِكتَاب الله - بعد أن يدل المُخاليف الرّضى بذلك وحََوْفٌ دخول السُبْهَة 
على الفَرِيقَيْنِ بالسَئةا) وَقُوّتها ورجوع أصحابه عن مَعُونتِهِ إذا امْتَتَعَ من ذلك» 
فيكونُ التحكيمٌ لهذا لا لِشَكةٍ في نَفْسِوِء وقد اشْبَعنَا هذا الفَضْل فيما سَلْفَ وغيره 


مِمّا يتعَلّقونَ به في المَئْع من التّحكيم . 
[فصل] 


234 - إن قالوا: : جازٌ للإمام العادل العالم بثبوتٍ إمامته» ووجوب 
طاعته أن يَحَكُمَ من جَحَدَه الإمامَةَ في إمامتهء لَجَارَّ أنْ يُحْكُمَ النبيّ مكو العالم 
شوت نَوّته» والمسلِمْ العام بصححةٍ دينه وإشلابه في إنبَاتِ بوه : في أنَّ دِينَ 
الإسلام حَقٌ وإنه أؤلى”” أنْ يُصَارَ اليه. يقال لهم: ما أنْكَرْئُم من جَوَازٍ ذلك 
أجْمَع وبخاصة إِذَا طُلّبَ ذلك المُشْرِكونَ» وسَألّه المُوْمُونَ وخافٌ الرسولٌ من 
خلافي الأمّةَ وارْيَدَادٍ كثير منها وقوّةٍ شُبْهَةِ الكمّار» إِنْ لَمْ يَبِعَدْ كما يَخْتَحُ 


233 - 234 
(1) قى: يعنا. (3) ق:اولا. 
(2) وجدت «بالسنة» مضافة إلى الهامش. 


222 


ته ل 0 لذ تشكيم ارول في ٠‏ لما مم 


يو جبه به الدليل. 


5 - ولذلك يجبُ على إمام المسلمين إذا رَضي الكافِرونَ”'" منهم 
بالتحكيم أو استماع الحُسج من رَجُلَيْنِ من الفَرِيمَنِ يتتَاظْرَانٍ على ذلك» فإن 
كما بوه لَِمَث الكفار الحجة. وان حَكُما ببُطلانه لم يُلْزِمِ الرسولٌ حُكُمَهُمَا 
لأنّه كم بالباطِلٍ ون نقيضش2 كل ما" تَفْتَضِيه”” الأغلامُ الظاهِرّة على يده. 
والوسولٌ عليه السلام يُذْكثه أن يَحْمَجّ على بُطَلانٍ يهم وهُم لو انق السَكُمَان 
على إثبَاتِ رِسَالته لَمْ يُمَكُنهم إِقَامَة ُ'جُةٍ على بُطلانٍ ُكيهما قل يُلْزِمُهُما عند 
ذلك الحُكمْ بالحقٌ» ولا يُلْزِم الرسولٌ المُكم بالبَاطِلٍ . فإِنْ قالوا: لو جَارَ أنْ 
يَحْكُمَ في الإمَامَةِ فاسِقٌ على ما يشْرْط في" الحُكم مِنّ الحَق لجَارٌ أن يحكمَ 
كافِراً. أو كافرين على أن يَحْكُمَا بِالحَن. قيل لّهم: يجورُ ذلك إذا شرّط 
عليهما للحُكم بِالحَقٌ. ويَحْكُمًا به وتزول بالإجَابّة [66 أ] في ذلك: العَلَبَهُ 
وقَوَادِحٌ الشُبْهَةِ. 


[فصل] 

6 وإِنْ قالوا بعدَ ذلك: إِنّما ُرِينَا لأجُلٍ التَخكيم الوَاقِع بالشَّرْطٍ الذي 
وَصَفْتُم ولكن لأخل خَلْعِهِ نَفْسُّه من أمْر المُؤمنين» مع عِلمِه بأل أحَنْ مِمْنْ 
أرَادّه على على الخَلْع» أله إن كان يَعْلَم أله إْما حَلَمَ نفْسَه لكونه غير ؛ مُسْتَحق لَهَاء 
ققد فَسَقَّ بمَامِه بَلْكَ المُدّة على الإمرَةٍ والحُكم في الأمْةٍ . وكان يَتْبَخي أن 
يُخْرِجَ نَفْسَّهِ من الأمْرٍ من قَبْلٍ طَلَبٍ الخَلْم منه وإن كَانَ يَعْلَمْ أنّه أَحَنُ بهذا 
الأمرء فقد عَصَى الله جل إِسْمُّه فَحُلَعَهِ نَفْسّه. يقال لهم: ومِن أيْنَ عَلِمْتَمْ أنَّ 
عَلِيا رَضِيَ الله عنه خَلَّعَ تَفْسَهء فَامْتَتَمَ م مِنَ الحُكم فيمَنْ قَدرَ على الحُكم عليه 


235 (4) ق؛ يقتصيه. 


(1) ق: الكافرين. (5) ق: من الأفضل استبدال «من؛ ب «فى». 
(2) ق: نقنص. (6) ق: كافران من الأفضل أن تكتب في حالة 
(3) ق: كلما. نصب . 


223 


وحَظَرَ تَسْمِيّتّهِ بإمْرَةِ المؤمنين» وما أَنْكَرْئُمِ أنْ يكونّ ما فَعَلَ ذلك قط إلى أنْ 
قَارَقَّ الدّنيا رَضِىَ الله عنه. 


[فصل] 

7 - فإِنْ قالوا: الدّليلٌ على أنَّهِ فُعَلَ ذلك» مَحْوُهُ التَسْمِيَةً بِإِمْرَةٍ 
المُؤْمنِينَ: من كتاب التحكيمء وقد تَكَلّمْنَا على هذا من قَبْلْ وأوْضَحْناء ثم 
يقال لهم : قَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتم مَُوة"" هذا الإسْمٌ رِضاء بِخَلعِه ِو ورك للْحُكم في 
الأمّةَ: وما أَلْكرْئُم أن يكون إِنّما مَحَاهُ لا لأنّه حَلّمَ نَفْسَه؛ٍ لكن لِمَا رَآهُ مُخَالِف 
وَامْتِئَاعُه من الإجَابَةِ إلى ذلك . فإِنْ قالُوا: لؤلآ أن مُحَالِفه يَعْتَقِدُ أنَّ مَحْوَ هذا 
الإشم حَلْعٌ له لم يُشَاحُه عليه. قيل لهم: ما أنْكَرْتُم أن يكونّ إِنّما شاحه لأن 
لا يُلْزمه الحجّةَء ويُّقالَ له: قد أَقْرَرْتَ له بِإِمْرَةٍ المُؤْمِنِينَء فلا تُنازعُه لا 
لاغتقاده أنه خَلْعُ له. ولو كان يَعْتَقِدُ أله حَلْعْ لَمَا كَنَبَ في كتاب الصُلْحِ على 
أنْ يحْلَعًا من أحَبًا ويُوّلْيَا من أحبًا؛ إذا كان ذلك بحُكم الكتّابء لم يَكَنْ 
مُعَاوِيَةٌ بالذي يَعْمَلُ عن هذاء ويقولٌ له: ألتَ قد حَلَعْتٌ نَفْسَكَ من الأمرء 
وفي تَركِهِ ذلك دَلِيلٌ على أنه ليس بِخَلْم له؛ ويَدُلُ على أنَّ مَحْوَ هذا الإشم 
ليس بِخَلْع . إِنَّ إثباتَ الإمامة لعلي رضي الله عنه هو مَنوط© , بإثبَاتٍ الإشم في 
الكتاب ؛ أنه لو ابتدَأْ رَضِيَ الله عنه فَكَتَبَ : «هذا ما صَالّحَ عليه علي معاوية» . 
ولم يْسَمْ نفسه أميراً لمؤمنين لم يبطل إمامئه؛ وكذلك لو حَذّفَ هذا الإِسْمُ 
جَمْلَةٌ من خطابهِ وكتُبهء وكلامه لم تبطل إمامثّه . وكذلك لا يَجبٌ بمحًوه بعد 
إِنْمَاته خَلْع الإمامة» يدل على ذلك أُيْضِاً ما قدَّمْنَاه قبل هذا [66 ب] من أن 
الرسول كي أَمَرَ مَحْوٌ أسْمه. . . من الرْسَالَةٍ من كتاب الصّلْح بينه وبين سُهيل 
بِنْ عَمرو بعد أنْ أَنْبَتَهُ ومحاه بِيَدِه ولمْ يَكُنْ ذلك خَلْعاً لِنَفْسِه من النبوة قولا 
إقراراً بابطال الرسالة ؛ وإنما هو لإجابة الخصم إلى رفع أمْر يُلزْمُه به حجة 
الرسالة لأجل الصّلحء فكذلك مَحْرُ هذا الإشمء هذا هو العَرْض فيه. 


237 - (3) خرم: سقط حرفان. 
0( ق: محوه. 4( ف: : ياطال. 
(2) ق: منوطاً. - 238 - 


224 


[فصل] 

8 - فإِنْ قالوا: رسولُ الله ككلٍِ لم يَمْحِهِء على أنْ لا يكونّ إماماًء 
فلذلك كان تشكيمٌ بعد مَحْوِه. ويَقبَلَ الخِطاب بِإِمْرَةِ المُؤْمنِينَ ويفعل جميمٌ 
ما كان يَفْعَلَه قبل مَحْوِهِ وقَبْل النُحكيم؛ ٠‏ فسَقَط بذلك ظنهم لِخَلع نَفْسِه 
بِمَخْرٍ هذا الإشم . وَإِنْ قالوا: إِنّما بُرئنا منه وحَكَمْنا بتَحْطِئَيِه وعِضْيَانه 

تَهِ في قَتَلّةَ عُثمان رَضيّ الله عنه: فمرّة يَلْعَنْهم ويَتبرأ إلى الله عر وجل 
منهم ويَحلِفُ أنه ما قله ولا طَاهَرَ عليه» ومرةٌ يقول: الدَمُهُ في جُمْجُْمَْتِي 
هذه!. الله قَتَلَهُ وأنا مَعَهُ ! . وما سَاءَنِي ذلك ولا سَرّني ' ومََة يَسْتَعْمِلٌ قَتَلَهَ 
عُثمانَ ويستكفيهم في جَليلٍ أمْرِه وفي''' الحَطِيرء ولا بد أنْ يكونّ قد فَسَقّ 
وعصِيّ © بِأَحَدٍ الأمْرَيْنَ ولا بد أن يكونٌ عُْمانٌ عندّه مُسْتَحِقٌ للمَثلٍ قد 
أب بلْعَنيْهِ : «قَتَلنهه أو «غير مُسْتَحِقٌ له». فقد لَرْمَه البراءة من قَتَلْته 
رَدْمُّهِمء وتُعريف الئّاس فُسشْقهمء »؛ وتزك اسْتِعْمَالِهِم واختِلآطه فى ذلك 
بَلْوَتُه يَدُلُ على مُوَاَعَة العِضْيّان. يُقال لهم: قد أَجَبْنا عن جميع هذه 
الأخبارٍ وتأولتَاهًا”“ نقل ما يصحٌ ولا يَتناقض في مَفْمَلٍ عُشمان» رَضِيَ الله 
عنه بما يُغني عن رَدُه فلا تَعَلّنَ لكم في ذلك. وما اغْتَقدَ قط تَفْسِيقَ قَتَلَهِ 
عَثْمَان والبَرَاءَة منهم 


9 - فأمًا تَدْكُ الإقاةة بهمء فلأجلٍ ما هذ ذُكرْنَاهُ في غَيْرٍ مَوضِع» وأمًا 
اسْتِعْمَالُهِ مُحمّد بن أبي بكر” *'. وغيره مِمْنْ سَعَى على عُثمان» فهو لأنّه لم 
يُبَاشِر القَْلَ بتَفسِه فَلَرِمَهِ القَوَدُّ بل إِنّما عَصا الله بسَعْيه عليه وتألِيبه؛ وحِصَارِف 
وقد نَابَ من ذلك» وندم محمد بن أبي بكر وحَرّجَ من الذّار يَوْمِ الذدَّار مُنكراً 
مُتَتَدّما؛ ولول أله وكل من اسغَلة علي َي الله عنه على المْسلمين من 
أْمْقَالِهِ قد تَابُوا وأفلعوا[67أ] وتوئّق...” بالرّأي والعَفُلك إ 


)010( من الأفضل زيادة «في» التي ربما سقطت (4) ق: بلوته. 
سهوا من الناسخ فالجملة اللاحقة هذه (5) ان «هاء في كلمة «تأولنا» تصح إذا انتهت 


مَعْطُوفَةٌ على السابقة . الجملة لذلك من الأفضل حذفها. 
(2) ق: عصا. 239 
(3) ق: ابم. (6) خرم: سقطت كلمة. 


225 


اسْتَعْمَلَهم. . .”'' فلا يَجِبُ عليه في ذلك ولا تَعَلّقّ. وقد تَقَدّمَ َأُوِيلُ قَوْلِهِ ما 
قالوا: نا شاثي ذلك ولا عزني ودّمُ عَثْمانَ في جُمْجُمَتِي) إلى أمْئَالٍ ذلك 
من المشكل من أه لَفْظِهِ والسَبّب الذَاعِي له إليه بما يُغني عن رده . 


[فصل] 

0 - فإنْ قال قائل: إنّما حَكَمْئًا بِعِضَْانِهِ والبراءة منه لإذْهَابه في 
الدّين وقَبْلِهِ وقتال من خَالَمَه وتخليل دِمَائْهم ونّخْرِيم أنوالهم وسَنِي 
ذُرَارِيهم - وقد كان يجب أنْ يَحْلٌّ أَمْوَالَهُم وَيَجَْعَلَهًا غَْنِيمَةَ وَفْيِعَاء كما 
أخحل دمّاتهم فإذا لم يَفْعَلُ ذلكء فقد عَصًا الله عرٍّ وجلّ بما أتاه. يقال 
لهم : لِمَ قُلْثُم هذا وما دَلِيلُكم عليه وما أَنْكَْتُم أن يكون حُكمٌ الله عر 
وجل في البْعَاةٍ أو المُتَأوَلِينَ على الإمام ما وَصَفْنَاهُ من قِتَالهم حتى يَرْجِعوا 
إلى طاعَته وتّخرِيع أَمْوَالِهم؛ وأنْ يكونٌ حُكمُه في الكفار: إغتنامُ الأموالٍ 
والقثل ؛ وسَبِىُ الدّرْيّة2 بنص قوله: «واعلّموا أَنّما عَنِمْئم من شَيءٍ فإنَ لله 

خُمْسْه»” مَعَ العِلّم بأنَّ المُخَاطبِين إِنّما كانوا يُقَاتِلُونَ الكافِرين وثَوْله «إذا 
لَقِيتُمُ الذين مر َضَرْبُ الرِكٌاب حتى إذا أَنْحَنْمُومُم فَشْدُوا الوَنَاقَ فإمًا : 
بعد وإما ِدَاء4 4 وإنّما أمْرنا في أمل البَعْي بِالقَِاِ حتى يَفِيؤا”” إلى أمْر 
فقطء فقالَ الله سُبحانه: «وإن طَائِمَنَانِ مِنَّ المُؤْمِنينَ افْتَتَلُوا فَأَضْلِحُوا بَينَهُما 
فإن بَعْتْ إخداهمما على الأخرى فَقَاتِلوا التي تَبْغي حتى تَفِيءَ إلى ١‏ 
الله" ولم يَأْمْرَنا باغتتام أموالهم . 

241 - وقد رَوَيْنا في قِضّةٍ اليجَمل وصفينَ: أن رَسول الله يك : قال أنَّ 
حَُكَمَ الله عر وجلّ في من" بغى* ' من هذه الأَنَّةِ: أنْ لا يجاز على 


(1) خرم: سقطت كلمة من حرفين. - 241 - 
- 240 - )227( ق: إن «فيمن» كلمتين فى واحدة وهما 
2( ق: الذريه. 7 : 1 
#فى) ولامن». 

(3) سورة الأنفال: 41 ١‏ 

8 4 (8) ق: يبعا. 
)4( سورة متحمدل: 8 
(5) : نصوادون نقط. (9) هناك مكان لحرف واحد وقد يكون الواو 
(6) سورة الحجرات: 9. في كلمة «يجاز؛ فتصبح لايجاوز» . 


226 


جريجهم أو يَرْفْقَ ولا يَتْبعَ مُوَلْيهم؛ ولا يَعْتَيِمَ أمْوَالَهم. وكذلك مَذْهَبُ 
الأمَة مُنْذُ كَوْنِ الصَّحَابَة وإلى ايوم إلآما أَخَْدَجُمُوف ألم لاعتمَادِكُم الْكفْرُ في 
َهْلٍ البَمْيء ولؤ صَحٌ ما قُلُمُوه من كوْنهم كُنَاراً يحل سَبِيُ ذَرَارِيهم» ايام 
أمُوالهم» .ولكن قد قَامَ الدَّلِيل على أنّْهم مَمْ تأويلهم الخَطَأ أو بغيهم : : مُوْمِنُونَ 
غير كافرين» فسَقَط ما ُلثم . 


[فصل] 

2 - فإِنْ قالوا: ألَيْس أبو بكر رَضيّ الله عنه قد سَبى ذَرَارِي أَهْلَّ الردةٍ 
واغْتَكمَ أمْوَالَهُم . قَيَْ لَهُم: في الئاس مَنْ يُنْكِرْ أنْ سَبِى أحداً منهمء وَيَرْعَمْ أنَّ 
من سَبَّاه كان كافراً في الأضل لم يُؤيِن؟» كذلك صنع في [67 ب] إِغْتَئّام 
الأنَال ولو حَحج أله سَبَى واغْمتمْ الأموال ممْن عَلِمَ مَنعهُ لكا بعد إشلآيه لم 
شب بذلك حال أهْلٍ البَعْي أو الفَسَاد؛ لأنَّ مَنْعَ زَكَاةٍ رو ' كمنع َرْضٍ الححجٌ 
والصَّلآةٍ والجِهَادِء وتخريم بكاح الأم والأحتٍ والإبئة وغير ذلك مما تغلم 
حُكُمّه ضَرُورَةٌ من دِينٍ الئبِيْ يل أو تبت من طريقٍ لا يَسُوعٌ مَعَه التَأُوِيل : 
لآنّ ذلك يَكونٌ بِمَنْزْلَة من شَاهد الرسولٌ عليه السلام؛ فكذّبه وشَكّ في 
قَوْلِهِ؛ فصارَ مَانَعُ الرَّكَاةٍ كَافِراًء ومَانِعُ طاعَةٍ 3 الام ليس بكافرء أن وجوب 
الإمَامةٍ في الأ صل غيرٌ مَغْلومٍ باضطرار» ولا وُجوبٌ طاعَةٍ مَنْ يُمْبِت إِمَامَته في 


كل ما" يدعو إليه مما يَظْنَ المُكَلُْفُ له أنه عصيانٌ حَرَام: فبَانَ بذلك 


الفَرْقُ بين الأمرين . 
[فصل] 


3 - فإن قالوا: إذا كان البَْىُ والتأويل يحل دِمّاةتهمء وَجْبَ أنْ تَحْلَّ 
ع, راك د اه (6) > .0 0 5 الاو ما وم كسام ما م ةو 
أَمْوَالهِم وَسبِي* ذراريهم. قيل لهم: لو كان ذلك كما زرَعَمْتم لوحب سَبر 


(1) نرمق. (4) ق: كلما. 
242 - (5) ق: يدعوا. 
(2) ق: رده. - 243 

(3) وجدت الشاهد ثم شطب «ال2. (6) يكرر (سبى». 


2271 


ذرَارِي المُحَارِبِينَ والقاتِلِينَ عَمْداً على سيل القَصَاصٍ لِفِعْلِهِم ما يَحْلَ به 
دمّاءَهم . وكذلك الزّانى المخصِنُ ) وَاللِصٌ الذي يُقَاتِلَ على أَحَذٍ المَال؛ فلمًا 
لْمْ يَجْرْ ذلك» ون حَلّتْ دمَاؤُهم لم يَحِبْ ما قُلنُمُوه ه في أُهْلٍ البَْي والتأ ويل00 
فإِنْ قَالوا: : فلِمَ سَبَى علي رَضِي الله عنه ذَرَارِي رُوَيْشِد بن الحِرْثٍ الئاجي ومن 
كانَ مع من بَني نَاجِيةء لأنّهم خَلَعُوف وأنضوا الْكُمَ عليه بالخُلمٍ والخروج 
من الأمر. قيل لهم: : مَعَاد الله أَنْ يكونّ سب 2 ١‏ ذََارِيهم وَاغْدَّ عْتَنَمَ أَمْوَالّهم 
لأجلٍ خَلْيِهِم لَه ولكئهم ازتّدوا وتتصُرُوا واغْنَتم م أموَالُهم وَسَبَى ذراريهم 
لأجل تَنصَرِهم وازتدادهم . وقد نَقَلَ أَهْلّ السيرَةٍ ججميعا أنهم تَنصَرُوا بَغد حلم 
والبرَاةة منه» فَحَلَ لَهُم مِنْه ما وَصَفْنَاه وإِنْ قال مِنهم قَائْلٌ إِنَّما البَرَاءَةٌ منه 
ركه رض جا ذو مع وجب عليه إلى التخكيم. قبل لهم: ولم قلقم ا 
فَرْض الجهادٍ قَائِمّ مع طَلَّب التحكيم» وظَنّهِ في الإجَابَةِ إليه ما وَصَفْنَاهُ وَدَفْعُ 
الذي يَحْشَّى””» وما أَلْكَرْثُم من سُقُوطِهِ عنه فلا يَجدُونَ لذلك مَذْفَّعاً. ثم يقال 
لهم : أليس قد يَجُورُ للإمَام أن يُهادِنَ» وَيَبْرُكَ الجهادّ إذا كَانَ ذلك أَصْلَحُ للأمَةٍ 
والعَامّة وكذلك [68 أ] يجوز له تَرْكُ الجهَادٍ والخَرَاجٍ© . . . لو قل الصَبْرُ 
أجَهَلَ السلآح وخاف استظهار العَدُرٌ. وإذا قالوا: أجَلَ ولا بد من ذلك. قيل 
لهم: فما أَنْكَرْنُم أنْ يكون حََوْفٌ الإمام مِنْ مُفَارَكَة أوْلِيائِه لَهُ ودخول السُبْهَةِ 
عَلَيْهِم وقُوّنُها في نفس مُخَالِفِهم عُذْر واضح في سُقوطٍ فَرْض الجهَادٍ في ذلك 
الوَفْتِ لما يَرْجو' من الصلآح به: الذي هو أَنَْعُ وأَجدّى© من الحَزب كما 
جَارٌ ذلك لِسَائِر الأثِمّةِ في هُذْنَةِ أهل الكفْرء ولا يُشْبِهُهُ جَوَارُ ذلك مَعْ الكافِرِينَ 
فضلاً عن المُسْلِمِينَء هذا جُمْلَةٌ ما يَعْتَمِدُونَ عليه في إيجَابٍ البّراءق» قد أبنًا 
َسَادَهء قَوَجْبَ بُطْلانُ قزْلهم وبْطْلانُ الوَمْفٍ في إمَامَةٍ على رَضيَ الله عنه» 
وهِدَايَتِهِ لأخل ما اذَّعَى عليه لِقِيَام الذليل للتدليل على بُطلان هذه الدَعَاوَى . 


(1) وردت «ويل» مضافة في الهامش . (4) خرم: سقطت كلمة. 


(3) ق: يخشا. (6) ق: احدا. 


228 


[الباب العاشى] 


[باب الكلام في الخارجين أيضا وتحالف الثلاثة عند «البيت 
والقبر» ونجاة الإثنين] 


[فصل] 

4 فإنْ قال قائِلٌ: فإذا كانّتْ هذه صِمَهٌ اعْتِقَاد أفل التَهُرّوَان فى على 
رَضي الله عنهء وفي ذَار الإشلاء”©, ؛ فَوَّجبَتُ البَراءةُ منهمء واللَّعْنُ لَهُمْ 
واعْتِرَاض دُورهم بالسَيِفٍ إلى أنْ ينزعوا عن هذه الإِغْتِمَادَاتِء ويَزْجعوا عَم 
اسْتَحَلُوهُ من أمير الْمُؤْمِنِينَ » وسائر المِسُلِمين» قل ما يجب أن يعتقده فيهم 
ما حَكيْناه سَالفَاً عن أمير المُؤْمِنِينَ علي رَضيّ الله عنه من ذمّهم ولَعْيِهم والبّراءة 
منهم» وإِيجَاب حَرْبهم على أَيِمّةٍ المُسْلِمِين حتى يَفيؤًا إلى أمر الله ويَنْزعُوا عَنْ 
بَاطلهم ويَْركُوا ضَلالتهم . 


[فصل] 

5 - وقد رُوِيثْ عن النبِيْ كلو أخبارٌ كثيرةً فيهم هي مُسَه مُسْتَفيضَة عند أَهْلِ 
التقْلٍ وَوَارِدَة مود َقُومْ به الحَجّةُء فوَجبّ إِكفَارُهم والبَرَاءَةُ ينهم والسلاخهم 
من الذين والجلة. وقد كر علي رَضِيَ الله عنه ذلك من أيهم دروي عنه إن 
لأضحَابهِ : «أَطْليا فيهم ذَا يي وذْكرَ أنه رَجُلْ له نَذَيٍّ كدي التاق 
فَطَلْبُوه لم يَجِدُوه كَتََيّرَ لَوْنْه. نُمّ قال اطْلْبُوه فَطْلِبٌ بَِينَ القَْلَى فَلَمْ يُوجَدء 


244 _ واسلام؛» على أول السطر التالي. 
(1) وردت "الا مكتوبة في نهاية السطر 245 - 


229 


فَازُدَادٌ قَلَقّه ثم قال: «اظْلْبُوها وقام بِنَفْسِه مُشَمْراً لأَدْيَالٍ قَبَاه إلى مِنْطفَته 
يَهُوش المَّْلَىء حتى صيْحَ به من نَاحِيَةٍ من النَوّاجي: «هذا هو يا أميرٌ 
المُؤْمِنين» فجاء'". وأمَرَهُم أن يكشفوا عن صَدْرِه فَلَمّا بَصُرَّ به [68 ب] 
جَلَّثْ* العُمّةُ عنه. وأشمَّرَ مُؤدْناً وقال: «أْمِنْهُ). . .'" «الله أكبر ثلاث» ثم 
قال: «بهَذا أَخَبَرني رسول الله كل وإنّما قُلْتُ: الإيمانُ مَنْهَلُ الأنْقِياءِ جَبِقَةَ من 
الزّللٍ ودخولٍ الشُبْهَةَ عليه). 


246 - فُلمًا رَأَى ما وَمّفه رسول الله وك َلْحّ صَدْرُه: وسَكدَتْ نَفْسه 
وحَمَدَ الله على تَوْفِيقِهِ لَهُ وكبّرَه. وكيف لا يَحَافَ هو رَضِيَ الله عنه بن فعَال 
ْم يُظْهِرُون الشَهَادتينِ ويُصَلُونَ إلى الْقِبِلةِء ويجْتهدُون في العِبَادةَ وكانوا من 
أفاضل الصَّحَابَةِ قبل الخرُوج - وعُلْمَاءِ انْبَاعِهِ ؛ وأهل الَأي وَالأصَالَةِ منهم) وإنْ 
كانَ دَعَاهُم إلى هذهو الصَّلَالَةِ والشُبْهَةِ: حَرْقُوص ابن زهير وابن أمين» 
وأَمْئَالِهما مِمّن سَعَى على عَنْمَانَ رَضِيَ الله عنه خوْف القَوَدٍ والمَضَاصء بل 
كيف لا يَرْمَبُ أيْضاً أب موسىء . وسّائر من قَعَدَ عن القِتَال معه لأغل 
البضرَةٍ والشام من قتا المُسلعين؛ ٠‏ وسَّمْكِ دِمَائْهم والتَخريض بيئهم» وَفِيِهِمْ 
من قد سَمِعٌ التي بكِ يقول : امن حمل علينا السلا فليس بِنا . وأنَّ السَيْطانَ 
قد انس أن يعئده المُصَلُدة)! "' ولكن في النَحْرِيشٍ بَيْئهم وفيهم مَنْ قَذْ بَلْغْه 
ذلك عن الرَّسُولٍء وَهُمْ قَوْم مُسْلِمُونَ أيضاً وناك صَالِحُون. 


[فصل] 
7 وقد رَوى الأعمثر عن أبي سُفيان عن جابِرٍ قال: قال التي عليه 
السلام "قد آيَسَ أنْ يَعْيّدَهِ المُصَلُون . ولكِنْ في المَخْرِيش بَنْتَهُم). ورَرَى 
الهَيِكمُ بن حارجَة : قال أبو'” شِهَابٍ ابْن جراس عن مَرْوانَ بِنْ سُهيل عن سعيد 


(1) ق: فجا. - 246 - 


(2) فَجَلَّتْ من الأفضل اسقاط الفاء «من هذه (4) ق: أبو. 
الكلمة) . (5) حديث نبوي. 
(3) عخرم: سقطت كلمة. - 247 - 
)6( حديث نبوي. 
(7) ق: با. 


230 


عن أنس قال: سَمِعْتُ رسول الله يك يقول: "من مات وهو يَرَى السَيِفَ في 
أمّتي لَقِيَ الله مَكْنُوبٌ في كَمَهِ آيْسَ من رَحْمَّتِي» ''' ورَوَى عَبْد الله بن عَمْر عن 
نَافِع عن ابْنِ عْمَّر قال: قال رَسُول لله َك امن حَمَلَ عَلَينا البلا ُليس 
مناه”. ولهذا كان يَطلبُ عبد الله بن عمر رضي الله عنه سَيْفاً يَمْرِفُ المُؤْمِنَ 
من الكافر . ورَوّى عبدٌ العزيز بن محمد بن سهيل ابن أبي صَالح عن أبيه عن 
أبي هريرة: أن رسول الله يي قال: «من حَمَل علينا السّلاحَ فليسّ يكا00© 
ورَوَاه أيِضاً يَحْيَ بن عُبَيْد الله عن أبيه. عن أبي هُرَيرَة فكيفٌ لا يَرهَبُ سَامِعُ 
هذا من رسول الله يلوا“ قتال”” المُسْلِمِينَء وكيف لا يَعْذَّرُ الإمَامُ من قُعَدَ عنه 
َرّعاً من الشُبْهَةٍ [69 أ] والتورط في الإثم مَعَّ عِلْمِهم» نَعْظِيمَ حُرْمَةٍ النفْسِ» 
وإِنْ تَنَاوَلّها أكُبَرْ شيءٍ يَعصِي الله عزَّ وجلّ به بعد الحَبَةٍ لِتَوْحِيدِ والتَكذِيب 
لرْسَله فبَانَ بذلك أنه لا عَتَبَ على المُشْفِْقٍ قَنْلَ المُسْلِمِينَ » وما أَثّارَ التتخريض 
ينهم . وقد كان عَلِيّ رضي الله عنه من أَعَلّمٍ الناس بهذا الباب» وأعْرَفْهم بهذه 
الروايات» فلذلك كان يُحَقْفَ عنهم في المُطَالَبةِ بالقنال معه والإكراء لَهِمٍ عليه 
لِعَلْمِهِ بحَوْفْهم من هذه الخَال» هذا الذي وَصَمْنَا وجميع ما نَقَدْمَ قَبْلَه في 
هذا الاب على حربه القوم بعضهم بعضاً وقعرد بعضهم عن بعض داخل في" 
باب التأويل وما يغذرٌ الخاطئٌ فيه إن لَمْ يكن الحَنُ جميعّه على ما تقر 


[فصل] 

8 فأمًا الخَرَارِجٌ فلا شبْهَةٌ على علي رَضيّ الله عنه. ولا على غيرٍِ 
في فُجُورهمء وَضَلالِهِم وروقهم من الدّين» ولا مِمّا قَالَهُ الئّنُ عليه السلام 
فيهم ولا يحب التَسُوِيّة بيتهم وبَيْنَ مَنْ ذَكَرْنَا من المُسلمين. وقد رَوَى عَمرو 
بن دينار عن”' جابر: أن رجلا قَامَ إلى الئبي كك وهو يُقَسْمْ مَغَائِمٍ خيبر 
فقال: أغدل. قال النِْي كلة: لقد شقيتٌ شَقِيتُ إن لم أغيل. ثم قال: أنَّ قَوْماً 
يَحِيوْوٌنَ يفْرَؤون( © القرآن» لا يُجَاوِرُ تََاقِيهم يَمْرِقُونَ من الدينَء كما يَمْرِقُ 


(1] و2 و3) حديث نبوي. عدمها في الجملة. 


(4) وردت «اسلم؛ مضافة في الهامش . 248 
(5) ق: فال. (7) وردت اعن» مضافة بالهامش. 


(6) من الأفضل إسقاط كلمة هذا لوجوب (8) ق: يقرون. 


231 


الهم من الرميةء لا عدون فيه حتى يعر السْهمْ إلى كؤقية0. 


9 ورَوَى الأغمَثْ عن 7 حثيمّة عن سويد بنْ غْفْلَهَ عن علي رضي 
الله عنه قال: إذا قلت لكم: قال رسول الله يل «فلأزاجر من السَمَاءِ أَهْوَّنُ 
علي من أن أكذِبَ عليه) . سمغت النبيّ عليه السلام يمول يحرج في آخر 
الزَّمَانِ قَوْم أخدَاثٌ الأشئانء سُمَهَاءُ الأخلامَ يمُولونَ من قول حير البَريّهَ لا 
يُجَاورُ إيمائهم حتاجرّهم فأينما” لَقَيئْمُوهم فاقثلؤهم. فإِنَ تَنْلّهم أخِرٌ لِمَنْ 
َتلّهم يَرْمَ القِيَامَة)7 . ولعَل سويد سمع هذا منه قَبْلَ قَثْلِ أهل الكَهُرّوان؛ أو 
عِنْدَ مُنْصَرَفِه أو ذ في الشركة على سيبل الإخبار لهم عَنْ شالهم؛ وهاه وهذه 
كائّث صفائهم. ورَوّى الأزْرَقُ بِنَ فيس عن شرِيك بن شهاب قال: ' 
أتمنى”" أن ألقى أناساً من أصحاب محمَدٍ يُحَذَتني عر عن الخَوَارِج ؛ ليث 7 


.250 0 
برزة” الأسشلّمي”*) بز لزقة في الف من ا ا : حَدَئْني بشَيءٍ 
سَمِعْتّه من رسول الله كيد في الخوارج ااسَمِعَنّه أذناي» وأَنِصَرْثهُ 


بِعَيِيِي: أَتِيَ 9 رسول الله 6غو”© [69 ب] 00 فتاه رَجْلَ أسْوَدٌ مَظْمُومُ 
الشغر بين عَْئيْهِ أثْرُْ السُجُودِء وعليه فَمِيصَان أَبْيَضَانء فسَأل رسول الله كَل 
من قِبَلِ وَجهه فلم يُعْطِه شيئلء ثم سَألّه عن يَمِينِ فلم ينه لم دام عن 
شِمَالِهِ فلم يُعْطِه فقال: ايا محمّد ما عَدَلْتَ مُنْذ اليَوْمَ ». فَعَضِبَ التَبِيْ كلل 
وقال: «لا تَجِدُونَ بَغْدي أغدّل مِئْي» ثم قال: «يَخْرُجُ من قِبَل المشرقٍ رِجَال 
هذا هَذْيُهُمْ يَفْرَوُونَ القَرْآنَ لا يُجَاورُ تَرَاقِيهم يَمْرِقُونَ من الإسلام كما يَمْرِقُ 
السَهِمُ من الرّميَة» لا يَعُودُون”* فيه سِيمَاؤُهم” التَخَلِيقُ لا يَرَالُونَ يَحْرْجُونَ 
حتى يَخُْرْجَ آَجِرُهم مع الدَجّال فمَن لَقِيَهمء فَلْيَفْئْلَهم فإِنّهم شَرُ الخَلْق 


والحَلِيقَةن22" . 

(1) حديث نبوي. (5) وردت لالبرْدة». 

245 - (6) ى:انى. 

(2) ق: «فأين» «ماة كتبت متفرقتان في (7) وردت واسلم؛ مضافة بالهامش 
كلمتين . (8) ق: يعودن. 

(3) حديث نبري. (9) ق: سسماهم. 

(4) ق: اتمنا. (10) حديث نبوي. 


232 


[فصل] 

0 - ورَوَى حَرْمَلَةٌ بِنُ عمْرَانَ قال: حَدثني عبدُ العَزيز بن عَبْد المَلك 
قال: حَدَّتّي أبي قال : كنت جالساً مع عُفْيّه بَنْ عامر قَرِيباً من الم يوم جُمعةٍ 
فَحَرَّجّ محمّدٌ بن أبي خُذيفة”* '. فا سْتوى على المثبّر فُخْطبَ ثم قَرَأْ سورةٌ من 
القّرْآنَ وكان م مِنْ أقْرَأ النّاس فقال: عُقبَةُ بن عَامِر صَدقَ الله ورسولّه : سَمِعْتٌ 
رسول الله تك يقول: الِيفْرَانَ القرآن رجال لا يُجَاوِرُ تَرَاقِيهم يَمْرِقُونَ من الذين 
كما يَمْرِقّ السهُمُ من الرمْيَة)7 . فقال ابن أبي حُذَيْمَة وله إِنْكَ ما عَلِمْت 
لَكَدُوبٌ وإنّك لَمِئْهم). وابنُ أبي حُذَّيْفة هذاء هو الذي ذَكَرْنا أنّه سَارَ إلى 
عُْمَانَ رَضيّ الله عنه وألَبَ عليه». 

51 - ورَوَى أبو سعيد مَوْلَى بَني هَاشم: قال أبو'” اسماعيل بن مسلم 
العَبْدِي: قال أبو.. 060 ابن كثِير مَوْلَى الأَنْصَارٍ قَال: اكُنْتُ مَعَ سَيّدي علي 
ابن أبى طالب رَضِىَ الله عنه حَيْتُ قَتَلَ أهل التَهْرَوَانِء فكان النّاسُ وَجَدُوا فى 
نميهم من تلهم. ٠‏ فقال على : يا أيُها© الئّاسٌ إِنَّ رَسولَ الله كل قد حَدَّثَنا 
بأقوَام يَمْرِقُونَ من الذين» كَمَا يَمْرقٌ السّهْمُ من الرّمْيََء ثم لآ يَرْجِعُونَ فيه حتى 
يَرْجِعٌ إِلَنْهم على فَرْقِه فإِنَّ آيةَ ذلك أنَّ فيهم رججلا”* أسْوّد مُحْدَّجٌ اليّد أَحَد 
نَذْيئِهِ ككتذي المَرْأةٍ لَهَا حَلْمَة كَحَلْمَةٍ نُذي المَزأة؛ حَوْلَهُ سَبْع هَلَبَاتِ فَالتَمِسُوه 
فإِنّي أرَاهُ فيهم». . فَالْتَمَسُومُ هُ فَوَجَدُوهُ إلى ثّ شَفِير الئّهِرٍ نَحْتَ القَثْلَى فَأَخْرَجُوُ 
كبْرَ علي أبَعاً. فَقَالَ: الله أكْبَرُ صَدَقَ الله وَرَسُولّه وكيّرَ النّاس حينَ رَأْوْه 
وَاسْتَبْشَرُواء وذْهبَ عَنْهُم ما كانوا يَجِدُونَ. 


[فصل] 
2 - ورّوى يحي بن عبد الملك [70 أ] وأبو عتبة عن عبد الملك بن 
أبي سليمان عن سلمة بن كهيل عن زَيْد بن وَهَبْ قال: لما خَرجَث الحْوَارِجُ 


250 (3) خرم: سقطت كلمة. 


(1) حديث نبوي. (4) ق: يايها. 
251 ل (5) ق: رجلا. 
(2) ق: يا 


233 


ِالنَهْرَوَانِ فأمَرَ علىٌ رَضِيَ اللَهُ عنه في أضحابه فقال: «إِنَّ هؤلاء القَّوْمٍ قد 
سَفْكوا الدّم الحَرَامَ وأغَارُوا في سرح الئاس وهُم أفرَبُ العذو إلَكُم يبروا إلى 
عَذُرَكُمٍء وأنا أحَافٌ أنْ يَحْلفَكُمِ هؤلاء في في أعْمَابكُم» وإنّيى سَمِعْتُ رَسُولٌ الله 
ل يَقول: «يَخْرْجٌ خَارِجَةٌ من أمتتي ليس صَلائُكُمْ إلى صَلاَبَهِم بِشَيءء ولا 
صبَائكُم إلى صبّابهم بعَيْء؛ ولا قَرَاهتكُمٍ إلى قراءتهم بشي يفْرَُونَ القُرآنَ؛ 
يَحْسَبُونَ أله لهم وهو عليهم ؛ لا يَجَاوِرُ حَتَاجِرَهُم يَمْرِقُون من الإشلام كَمَا 
يَمرِقٌ السَهُمْ من الرّميّة»: ''' وآية ذلك أن فيهم رَجُلَُ لَهُ عُضْدٌ ليس فيها ذْرَاغٌ 
عليها مِثل حَلْمَةٍ الذي عليها شَعْرَات بيض» لو يَعْلّمُ الجَيْشٌ الذي يُصِيبُونَهم 
ما لهم على لسَانٍ نَبيْكُم لانَكَلوا على العَمّلٍ فُسِيروا على إِسْم الله : لم ذَكَرَ 
القِضَّةَ والحَدِيتٌ بطوله. 


[فصل] 

253 - وَيَزْوِي بجرير بن حازم وأَبُو تَمرو بن العَلاء عن ابن سِيرين سَمِعَاه 
عن عبد الله عن عَلِيَ رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله يكلله: يَخْرُحٌ قَوْمّ فيهم 
رَجُلَ مُؤْدَنُ اليد أو مَفْدُونُ أو مُحْدجٌ اليد واولا أن َُوا لالبَأنُم يما وعد 
اله الذينَ يُقتلوئهم على لسان تَبِيّه يل فقال عبَئْدة؛*©: قُلْتُ لِعَلىٌ: أ 
سَمعْتَهُ من رسول الله ككِ قال : «إِيْ ورب الكَمْبَةَ! إي ورَبٌ الكغبّة) . وهذا 
الذي قالَ: رَضِيَ الله عنه؛ ورَوَاهُ فيهم وكَبّرَ وحَمَدَ الله لأخلِهِ يَدُل من أمرهٍ 
على أنه قد لج صَدْرُه؛ وسَكَنْتْ لَفْسُْه وكانَ على أتمْ يقين في أمرهم وأنّهم 
ليسوا في نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ أهلٍ البَضْرٌَ ؛ والشَامء إن كان قد قم عليهم ما حَريجُوا 
إليهء غيرَ أن وال في أغل البَضْرَةٍ وطْلْحَةَ والرُبيْرَ وعائشةً وسَعدء وفي أهل 
الشَّامِ ما وصفناه وتَّدَيْيِه'* لهم وتَرَحُمِهِ عليهم على ما ذَكَرْنَا وهو تقيض ما 
حُفِظ عليه في أمْل النَهْرَوَانٍ . 


- 252 - - 253 - 
(1) حديث نبوي. (2) ق: نلسه. 


234 


[فصل] 

4 ورَوَى أيضاً عَبْد المَلكُ ؛ بن أبي سُلَيْمَان عن زرَيْدْ بن وهب أن عَبْدَ 
الله بن وهب الراسبى بي أُمِيرُ القَوْم قَامَ يَوْمَ الَهْرِ فَقَالَ: «أَذْكركُم الله لما الْتَرَعْتم 
السبُوفٌ من جُفونها(© وحَمَلتُم حَمْلَةَ رَجْل واحدٍ لا تُتاشدوا كما تَنَاشَدْتُم يَوْمَ 
حَرُورَاء فَتَراجَعُوا [70 ب] فِيُسْحِرُكُم النَاسُ برمّاجهم». ولم يُقْتَل يَوْمَئِذٍ من 
أضحَاب عَلي إلا رَجُلَيْنِ ووضغنا السيوفٌء فْعَلنَاهم قتلةً رجل واحدء فقال 
علي رَضِيَ الله عنه: «اطْلَْبُوا هذا الرَجل». فَطلَبْئَاه م قَلْمْ نَجِدّه؛ َم وإنّا لَنَوَى 
على وجْهِهٍ كَابَةٌ حتى أنّى كُبْكبَةَ مِنهم؛ قد رَكبَ بعضُهم بَعْضاء فَأْمَرَهم 
فَفْرَجُوا يَمِيناً وشَمَالاَء واسْتَحْرَجِوهُ مِمّا يَلِي الأزضء فقال عليّ رَضِيّ الله 
عنه: «اللَه أكْبَرُ صَدَقَّ الله ورَسُولّه؛. فَقَامَ إليه عَبيدةٌ السلماني» فَاسْتَْلَفَهُ كلانه 
أيّام: «أنْتَ سَمِعْتَ هذا من رسول الله يلا. كُلّ ذلك يَخْلِفٌ له عليّ رضيّ 
الله عنه: «لَقّد سَمِعْنّه مِنْ رسُول الله يله؛. وحَسْبُ المسلمينَ بروَايّة على 
وقؤْلِهء فكيف يَخْلّْقُهِ على رسول الله كَكِةِ, مع مَا قَذْ حص الله بهِ من التقَاء 
صِحَّةٍ اللَهْجَةِ وطَهَارَةٍ السَرِيرَةء وتَقَدُمِهِ في السَابِقَة والجهّادٍ والهِجْرَةٍ وَالقَرَابٍَ: 
وما لا يأتّي عليه الإِخْضَاءٌ من فَضَائِلِهِ ومَكَاقيه(2) 1 ْ 


[فصل] 

5 - وقد رَوَى النَّاسُ غير على رَضِيّ الله عنه عن النَبِي يل في هذا ذِي 
النّذي وصِمْته وما قَالَهُ فيه مِمّا لا إشكال على أَحَدٍ من أَهْلٍ العلم فيه وكَانَ هذا 
الرَّجلٌ المُخدّجٍ د الذي يُقَالُ لَه : نَافِعٌ ذو النَذيَةِ وكانَ في يَدِهِ مِثْل نَذي المَرْأةٍ 
على رَأْسِهِ حَلْمَة مِئْلُ حَلْمَةِ النّذي عليها شَّعَرَاتِ مِدْلُ سَبْلَةِ السو ر. 

6 ورَوَى الضَّحَاكِ بن مُخْلِدَ عن مُوسى بن عُبِيدَةَ عن هودٍ بن عَطاءِ عن 
أنس بن مالك رَضِيَ الله عنه قال: «كُنَا جَلُوساً عند رسول الله كل فَذَكَرْنًا 
رَجُلاء فلم نَعْرِفَهء فبينا نحن كذلك إِذْ طَلّعَ رَجُلّ فقُلنا: هَا هُوَ ذا يا رَسُول الله . 
فقال: «أمَا أنّ بوجهه شَفْعَةَ من الشَيْطان؛. فوقف فسلمٌ فقال له النّبِئْ يلهِ: 


254 (2) ق: متاقسه. 
(0) ق: حمولها. 


235 


انَشَدْنُكَ الله هَل حَدَّئَنْكَ نَفْسُكَ أنّك خَيْر من أَهُلٍ هذا المَجِْس' فقال: «اللهُمَ 
نَعم؛ء ثم دَخَلَ المَسْجِدٌ فقال النبي مَك .٠‏ . فافّله؛ . قال : فَدَحْلَ أبو بكر فُوَجَدَه 
رَاكعاً فقال: (إنَّ للصلاة لحََء وقد نهنا وَسُولُ الله قي عن قل المُصَلْين فلو 
اسْتَأَدنْتُ رسول الله بل فَرَجِمَ فقال: يا رَسُول0© الل وَجَذْنُه رَاكِعاً وقد نُهِينَا عَنْ 
قَتل المُصَلَْينَ؛ فقال: «لستّ بصَاحِبهء قم يا عُمَّر فافتله» [71 أ] فرجع عمر 
فْوَّجَدَّه ساجداً فقال: «لو يأذن رسول الله يل نرج فقال: هما لمت يا رمر' 
ققال: «رَأَيْئُهُ يا رَسُولٍ الله سَاجداً وقد اسْتَأْذَنْئُكَ من هو خْيْرٌ مني» فقال: «لَسْتَ 

أنْتَ صَاحبه . أنْتَ صَاحِبُه يا علي إن وَجَذْتَهِ فافله». فَدَحْلَ علي رضي الله عنه 
المَسْجِدَ فلم يرّه فقال: ال يِ الو قُتِلَ ما اختُلِفَ على أَمتِي رجانه . 


[فصل] 

7 - وفي رِوَايَة. . .2 مسلم بن أبي بَكرّة أنه: قال في آخر القصة: 
«لو قَتَلْتُمُوه لكان أَوَلُ فِتنةٍ وآجِرُهاً». فَوَجَدَه علي يَوْمَ التَهْرَّرَانء وحَبَّرَهم 
في حَرْبِهء وَذْكِرَ أنه وَصَفَهُ يَوْمَ اغْتَرَض عليه في قِسْمتِهِ وعَرَقَنْهُ الصَحَابَةُ 
وكانّت تَرْرِي هذه الأخبّار فيه على علم ومعرفة. ورُوى عَن النْبِي كل أنه ذَكَرَ 
ذَا النَّدْيّةَ يَوْمأَء فقال: «صَيْطانٌ الرّدْهَةَ رَاعى الخَيْل) أو قال «رَاعِى الجَبّل يحدده 
رَجُل من بجيلةَ علامُهُ في قَوْم ظَلَمةٍ يَفْثلَهُ يَوْمَ التهر رَجُل من قَبِيلَةِ من بَجِيلَةٍ 
يقال له: الأشهّبٍ أو إن الأشهب». شك الراوي. 

[فصل] 

8 - وَرَوى عمَّار بن يَاسِر عن مُفْسِم مؤلى إبن عَبَّاس رضي الله عنه 
قال : َنَيِتُ عبد الله بن تَمرو بن العاص أَسْألَه عن الرّجُلٍ الذي قال لرَسولٍ الله 
يي ما عَدَأْتَ وهو ذو الخنيصرَة ويقال ذُو الْخُويصِرَة فَوَجَذْناه يطوفٌ في حُلَةٍ 


2571 - - 256 


بريط حرف اا 0 «أخرى' لعدم لزومها في الجملة.. 
)203 فق : بهرية . 


236 


عدَّنِيةِ فمّلنا له: «الرجلٌ الذي قال لرسول الله يَكِِ: «ما عَدَلْتَ) قال: انَعَمء 
قبل رَجُلُ من بَني تَمِيم يُقَال له دو الحَلنِصِرَة يوْمَ حُتَيْن ورَسُول الله يك وسلّم 
يُعْطِي النّاسّ فَوَكَْفَ حُتى فُرَعٌ رَسُولٌ الله يل فقال: ايا مُحمّد قد رَأَنِتَ ما 
صَبَعْتَ في هذا اليّوْم». قال: «أجل فَكَيْفَ رَأَيْتَ) قال: ١ما‏ عَدَلْتَ) فعضب فعضب 
رَسُولٌ الله يكن وقال :ريشق فعند من يَكُون العَذْلٌ إذا لَمْ أغدل». فقال عُمَر: 
«ألا تَفْثُله يا رسول”'' الله؟. قال: «لاغه ُسَيَكُونُ له شِيعةٌ يتعَمْقُونَ في الذين» 
يمْرِفُونَ نه كَمَا يَمْرق السَهمْ من الرمية يَنْظرُ في المَضْلٍ. فلا يَرَى شَيْعَاّء 
وَيَنْظُرُ في القَدْح ؟ قلا يَرى شَيْئا يسْبِقُ المَرْتَ والدَّم) ٠‏ ورَوَى أَبُو بَكَرَةَ أنَّ النَبِيّ 
كه أتى بِدَنَائِير من أرض [71 ب] فَكَانَ يُقَسّمُها كُلْمَا قَبَضَ قَنْضَةٌ ونَظَرَ عن 
يَمينِه وشِمّاله/ 2) وكل آخذ إلا وَاحد رَجُل مَظْمُوم عليه نَوْيَانٍ أَنِيَضَانٍ 
َيْنَ عَيَِْهِ نو السجودٍ فقال: «ما عَدَلْتَ منذ اليومً في القِسْمَةَ؟ فَعَضِب التي بل 
فقال: «مَنْ يَعْلِل بَعْدِي». قالوا: «لا نَفْيّلها قال: ١لا‏ إِنَّ هذا وأضحابه يَمْرقُونَ 
مِنَ الذين كَمَا يَمرِقُ السَهْمُ من الرّمْيَةِ لا يَتعلَقُونَ من الإشلام , بشَّيء». ورَوَى 
أبُو الطمَيلِ عن بكير بن مرواش عن سَعْد بن أبي وَقُاص قال: قال رسولٌ الله 
يك «شَيْطانُ الرَدْمَةِ عَلامَتُهِ في قَرْم ظَلَمَة؛. 


[فصل] 

259 - ورَوؤى سعيد بن مخلد ابن الترجمان عن جعفر بن محمد؛*) عن 
أبيه قإل : لما أنَى علي رَضِيَ الله عنه بِذِي الكَذيَةِ سَسجَدَ فقال له رَجلَّ : ايا أميرٌ 
المُؤْمِنِين م سَأَلْتُ عنه أََّه. فقالت: «ريَينا0© أنَا أ أفلى بِتَحْدَادِء تَعْشَا 

زعى لي 
شَيْءٌ أسْوّدٌ فَحَمَلْتُ به؛. قال وكان علي رَضِيَ الله عنه إذا آناه بح بسَرية 
خْرْسَاءَ جداً وقال: الو علمت”' شيئاً أفُضَّل من السْجُودٍ د لَمَعَلْتُ؛ وفي بعض 
هذه الأحْبَارٍ والعلآماتٍ ما يَدُلّ على ظُلْمَةٍ القَوْمِ وتَخويرهم ومُرُوقِهم عن الدّين 


259 - - 258 - 


(1) ق: يرسول. (3) ق: بينا. 
(2) خرم: سقطت كلمة. (4) وردت في النص ق: علم من الأفضل 
زيادة ١تاء»‏ عليها. 


237 


ومُمَارَقَتِهم له وهدايّة على رضي لله عنه في حَرْبهم وسَفْكِ دِمَائْهمء وأنّهِ إِمامُ 
هُدَى واجبٌ الطاعة» وإِنْ كان قد حَارَبَ على تَأُوِيلٍ القَرْآنِء والمُطَالَبَةِ بانبَاع 
كمد وِلِمَيْرِهِم بمّا هو أؤْلّى وأضوّبُ عنده مِنْ أُنْبَاعِهِ ونَرْكِ خَلْع طَاعَتَهُ 
والخلافٍ عليه؛ ومَعَ أن رَسُول اله يك قد حَبرَ أن علياً رَضِي الله عن يُقَاتل 
على تأوِيلٍ القُرآَنِء كما قَائَلَ هو على تَنزِيله” ' ولَمْ يَأمُرَهم عند ذلك إذا حدتٌ 
منه بِمُخَالْفَيه ومُشَاقِيهء بل أمَرَهم بِإِفْرَارٍ أخكامه وصَرَابٍ رَأيهِ حيث قال: 
«ايُقَائَلُ على تأويله كما قاتلت على تنزيله» فشبه كلهِ بيين قتاله على التأويل وبين 
قِتَالِهِ هو على التَنزِيل لولا أنّهما حَشَان صَوَابانٍ ما شَّبّه أَحَدَهُما بالآخر ولنَبْهَهُم 
على طئه© ذ في التأويل. 


[فصل] 

2060 - ورَوَى اسْمَاعيل بن رَجَى عن أبيه عن أبي سَعيد الخذرِي قال: 
قال رسول الله يله : «منكم مّنْ يُقَاتِلٍ على تَأَوِيلٍ القُرآنِ. كما قاتَلُم على 
تَنزِيلِهِ» . فقال أبُو بكر: «أنَا هُوّ يَا رَسُولَ الله». قال: «لآ؛ قال: عمر: «أنَا هُوَ 
يَا رَسولٌ لله». قال: «لآ». ولَكِنْ قال: «لا ولكن خاصِف التغل2”” . فَالتَدَرْناه 
َنْظرٌ مَنْ هُوَ فإِذًا هُوَ عَلِى رَضي الله عنه يَخْصِفُ نَغْلَ رَسُولٍ الله لله. وهذا 
نص مِنْ الرسولٍ كه [72 أ] على صَوَاب كمه وتَأويلِهء وهِدَايّته. ثم سَارَ 
في حَرْب من قَائَلَه الشعيرة” التي أمَرَ بها رسول الل كله من نَرْك إكْفَارهِم 
َالبَرَاءةٍ منهم, والحُكم عليهم بالكافرين» بل عَمِلَ على ما رُويّ عن النَبِيّ 


عَطَببَو ما لَعَلَّ قد سَمِعَهُ منه أو رَوَى له. 


261 - وقد رَوَى نَافِع عن ابن عُمر أن رسول الله يكو قال لعَبْدَ الله بنَ 
مُسعود” *: هيا بنَ م عَبْد هَلْ تَذْري ما حُكمْ الله فيمَْ بَغى” 
فقالَ: «الله ورسوله عْلَمُ) . قال: «فإنْ حَكمَ الله فِيِمَنْ بَغَى من هذه الم أنْ لآ 


من هذهو الأمّة. 


(1) ى: بتنزياه. (4) ق: السعره وهي الشعيرة: مساحة ستٌ 
(2) ق: خطايه. شعرات من شعر البغل. 

261 - - 262 ل 

(3) حديث نبوي. (5) ق: بغا. 


238 


يُجِهرَ على جَرِيحهاء ولا يد ينْبَعُ مُذبرها ولا يُقَسم فيها» . فهذا حُكُمُ الله فيمَن 
بََى مِنْ هذه الأنّة. لما اغْتَقَدَ أن القَوْمَ بَعُوا عليه» سَارَ فيهم بسكم الشَرِيعَةٍ 
والقَّْمُ قد أكَْرُوهُ على ذلك. وعلى نَرْكِ اْتفْصَالِهِمء ونَّرْكِ الإقَالَة لَعفْرَتهم . 
ويَزْجو'" أيْضاً من سائر فِرَّقٍ الأمّةَء المُحَارِبِينَ لّهء والفَاعِدِينَ عَنْهُ 
وَالمحَارِبِينَ عليه فَمَنْ ظَنّ أنَّ الحَقّ خَرَّجَ عَنْهُ وعَنْهُم ٠»‏ وعَنٍ القَاعِدِينَ إلى 
حَرْقُوص بِنّ زُهَيرء وان أمين» وعَبْدَ الله بن وَهِبٌ الرَاسِبِيء وأمْئّال هَؤْلاءِ فقد 
أَبْعَدَ وضَلّ ضَلالاً بعيداً. 


262 وعلى أنَّهِ قد وَرَدَ في أكْثَرٍ الرِوَايَاتِ وأَشْهّرها أنَّ القَّوْمَ رَضَوًا 
كيه وإنفاذه أبَا مُوسىء وأْقَرُوا أن الحَن لا يَحْرْجُ عن أنْ يكونّ مَعْ عَليْ 
رَضي الله عنهء أو مع القومء وَالْعَقَدَ إِجْمَاعَهُم مَعَ عَليُ ومعاوية وسَائِرِ الأمّة: 
أنَّ الحَنّ لا يَعْدوا أنْ يَكُونَ مع أحَدِهِمَاء أو مَعْ القَاعِدِينَ عَنْهُماء وأنَّ فِيهمًا 
ِمَامٌ مُسْتَحِقُ لهذا الأمر دُونَ صَاحِبِهِ وإِنْ فَرَقَ الأمَّهَ من الحرْبين. والمُخْتَلِمَيِن 
عَنْهُم لَنِسُوا كفا يَحُلُ دماؤهمء وأموالهم» وحرِيمُهمء وسَبْيُ ذَرَارِيهم» هذا 
إجماع كان قد ثبت منهم مَعَّ علي ومعاوية؛ وسّائر الأَمّةَ في نَرْكِ إكْمَارٍ المِرَقٍ 
وخُروج الحَقْ عن جَمِيِهم لا شُبْهَةَ فيه بَينَ أل التفل ولأمرٍ آثم أَنّهُم شدُوا 
عن قَوْلِ المُسلمين» وأكْمْروا عَلياً ومعاوية وبّرؤا عن عثمان ولَعَنُوا الْمَاعِدِينَ 

عن الفْرِيقَيْنِ وأحَلُوا الحَرِيمَ وأخافوا السَبِيلٌ» وشَهِدُوا على أَنَّةِ محمّد 
بأَجْمَعِها ِالكفْرِ» والإنسلاخ من الايمانٍ. 


263 - وقد قم لديل بها ذكرناه. على أن اله لا ُجمع» ©. وقيّاماً على 
خط أضلاًه فإِدًا كانث الأ بل ُخروجهمء ومُروقههة 'قد أَجْمَعَتْ وهُمْ في 
جمْليهم؛ على أنَّ الحَنَّ في قَوْلٍِ إحدى”" هذه الفِرَقٍ لا يَعْدُوها فقط يُْقِنُ 
بِإِجْمَاعِها: أنَّ الأمرَ كَذلِك. وأنَّ الحَىّ فيما أَجْمَعَثْ عليه [72 ب]. وليس 
يُعْتَبَرُ عندنا في صِحَّةٍ الإجمّاع: الْقِرَاضُ عَضر أَهْلِه إِنّه... ” لا مما 


263 - (4) ق: أحد. 
(2) ق: يجمع. (5) خرم: سقطت كلمة. 


239 


حدهم. . ...”" الأمة بَعْضُها بعضاً من مسائل الفروع . فكيف فيما يَخْرُجٌّ فيه 
إلى التَفْسِيقٍ والتَأئِيم مِنْ مَسَائِلٍ الأصْولٍ» فلا يَجَورٌ لأحَدٍ من الأمَّةِ بعد أنْ 
طابّقها على قولٍ أنْ يَحْرْجَ جَ عَنْ ذلك القَؤل إلى خلافها والمُضَاقَةِ لَهَا؛ لأنَّ 
الحَنّ مُتَيَفَّنْ في قَوْلِهِ وقَوْلِهًا قَبْلَ خروجه عنها وشُذُوَذِه منهاء فلا يحل له 
الخلافٌ عليها بعد مُوَائََها؛ لله مَْطوعٌ بحَطيو”' في خلافه عليهاء ٠‏ مِن حَيِتُ 
طم على صَواب إِجْمَاعِها: فَوَجْبَ ذلك القَطعْ على دوذ الخوَارِج عن الأمة 
وسُقُوط قَوْلِهاء ووجُوب البَرَاءَةٍ منها بخلافها ومضداقٍ ما رُوِيَ عن النَبِىّ كَل 
من مُروقِها من الدّين» وأنّهم شَرُ الخَلْقٍ والخْليقَةٍ إلى غير ذلك مما يُرْوَى فيهم 
بما أَْدَنُوه من خَرُوجهم على الأمَّةِ وخلافهم فهذا هذا. 


[فصل] 

2064 - ثم لم يقنعوا بذلك مما يروى فيهم بما أحدثوه من خروجهم على 
الأمَةِ وخلافهم حتى أَرَادُوا بَوَارَ الأمَةِء وسَفْكَ دِمَائهاء والاغْتِرّاض على سَائْرِ 
هل الدّارٍ وكانوا على علي رَضيّ الله عنه» أشّد غَيْظاّ وحئقا© منهم على غَيْرء 
مع عِلْم الأمّةِ بِمَضْلِهِ وقَرَائته وسَابِقتِهِ ؛ وأقاوِيلٍ رسول الله كَكِنْةِ فيه وما ذكره 
من ديت 0 أو صِفته على اعْيَقَادٍ منهم لإكْقَارِه والبَرَاءَةٍ منه واسْتِسْلآلٍ دَمِهُ 
لأجل دِينْهِ ومَْعِه إِيَاهُم من إكْمَارٍ الم وَاغْتِرَاضِهاء وتَوَفَْرَتْ دَوَاعِيهم على 
الإجماع , بِمَكَة والمديئة, وَالتَحَالُفٍ وَالتَعاهُد هناك عند البَِتء والقَبْر على َثْلٍ 
على رضيّ الله عنه ومُعاوية وعمرو ابن العاصء وَالمِدَايَهُ بهم. ثم مُتَاجَرَةُ سَائِرِ 
المُسلمين بَعْدّهم لا يَفتَعُون مِنَ الأمةِ إلا سَفْكَ دمَائِها. وتّزك وَقع السَيْفٍ عَنْها 
فَالتَمَعَ مِنهُم ناسل بمَكة وتَحَالَمُوا وتَعَاَدُوا. فقال عَبْدُ الرحمن بن مُلْجو”*: 
«أنا أكفيكم عَلياً». وقال الحجّاحٌ بن عَبْد الله الْصَّردِ ماو هو ال !62 أن 
أل معاوية وقال زادويه”* مزلي بنى خارثة بن كسب الغلير: ا(والله ما عمرو 


(1) خرم: سقطت كلمة. 264 - 


(2) خرم: سقطت كلمة. (4) ق: هدييه دون نقط. أي: الطريقة 
(3) ق: بحصايه. والسيرة. 

(5) ق: الصريمي. 

(6) ق: البرك. 


210 


بدولن هذّيْن؛ وما أْفُسد مر الأمّة ةَ غَيرّه وأنّه لآحَقَّهِم بالقَثْلٍ وأنا أُفمُّلّه». 
وتَحَالَمُوا على ذلك وانَّعَدوا ليلَةَ إخدذى وعِشْرِينَ من شَهْرِ رَمَضَانَ0© صلاةً 
الصّبْح أن يَضْرِبَ كل رَجُلٍ منهم في تلك السَاعَةِ فخرجوا في آخر رَجَب . 


[فصل] 

5 - فامًا الحَسبَاحُ بن عَبْدَ الله الصّريمي فإله قَدِمَ الشّامَ يُريدَ مُعاويةٌ حتى 
إذا [73]]...© أو يلي. . . على حديث” في ظَنّهِ يَفْطَمُ شَرَفاً فلم يُولّد له 
بعد ذلك ولّد. . .© فيما أراد قله بشَرْط يَف علئاً رضي الله عنه ليعفو عنه: 
وأحْبَره خَبَرَهُم واتْمَاقَهِمء فقيل أنه فَتَلّه وقيل أنه قَطمّ يَدَهِ ولا سَبِيلُه وَقيل 
أنّه: خلاه سَلِيماً فَلْحِقّ بالبَضرَةٍ فأقَامَ بها فَوَّلَدَ له وَلَدَّه فْبَلّمَ ذلك زياد بن 


؟ء (5 
أبيه 


٠‏ فعَضِبَ. وثَالَ: ١َيُولدُ‏ لَك ولا يُولَدَ لمُعَاويّة فَضَرَبَ عُنْقّهِ. 


[فصل] 

6 - وأمّا زَادَويها” مَوْلى بّني العَنْبَّر فإنه حَصَلَ بمضرًهء فَلَمّا كَانَثْ”) 
تلْكَ اللَيْلَهُ أتى المَمْجِدَء فَلَمْ يَحْرُجْ عَمرو بن العَاص لِشَيْءٍ وَحْدَ وحَرجَ 
خَارِجةُ بن حُدَافة لمجي وظنّ أنه عمروء فَضَرَبَهُ فَقََلَهُ قَقَالَ الناسٌ : «وَيحَكُ 
ما أردتَ من هذا؟». قا : أَوَ ليس هذا عَمرو ابْن العاص. قالوا: «لا هذا 
خَارِجَةٌ بِنَ حُذَاقة). قال: «والله ما أرَدْتٌ إل عمرو). فكانٌ عمرو يقول: «أَرَادَ 
عمرواً وأرَادَ الله خَارِجَةً). وقََلَ زَادَويه. 


[فصل] 
7 - وأمًا عبد الرُحمن ن ابن مُلجم لَعَنّهِ الله فَأَنَى الكوقة قَأْقَامَ بهَا 
أيَّاما كثيرة» وَحَشِىٌ ب أنْ يَظهَرَ أمْرّه فَخَطْبّ النّسَاءَ كَيْ يقول الناس مُقِيمٌ لا 


265 - 266 - 
(3) حخرم: سقطت كلمة. (7) ق: كان. من الأفضل زيادة ١تاء‏ تأنيث». 


(4) خرم: سقطت كلمتان. 


241 


ُرِيدٌ قنك» فتَرّرّحَ قطام بن عَلْقَمَة بن بد تيم الزّيات ودخل بِهاء وكائّث تَوَى 
رَأَيَ الخُوَارِج وذكرَ أن عَلياً رَضيَ الله عنه كان فَتَل أحامًا فيمن قَتَلَء 
فَأسَلّئْه على القَثْل بعد أنْ كَانَتْ وَائَْقَنْه عند المَقْدِ على أن يُمْهرَّها ثّلاثة 
آلآفَ دِرْهَمء وعَبْداً وَقينة» وأنْ يَفْثْل عَلياً رَضيّ الله عَنْهء وفي اشْتِرَاطٍ 
ذلك يقول الشّاعر : 


- ابوس 


لْعْأرَمَهِراسَائَهمُنَرَْوج كَمَهْرٍ قُطاء من مُصِيح وأَغْسججم 
ملائمّةآلافٍ وَعَبْدُ وقينةً وضَرْبُ عَلِيّ بالخسام الهم 
فلا مَهْر غلا مِنْ علي وإِنْ غلا ولا مُثْل إلا دون قَغْل ابن مُلْجَم 


وكانَ مَعّ ذلك يَعرض سَيفُه سش إن عابوا: «مَل رون به عَيِباً؟1. 
ري قد أعطيت الله عَهْدآ لا يخررني | 4 حر" أنَّ فيه عَيْنا إل أَضصْلَحْتُها فبينما فبيئما 
هو ذاتٌ يَوْم قائِم” إِذْ مَرّوا بجنارَةٍ أَبْجَرَ بن جَابر العجلي والتصَارى 
يخملونه.» والتحلخون مع ينه يخوو. فتمال: «أمَّا والله لَوْلا أي أنْنَظِرٌ 
ضَرْبَة© أرْجُو أن تكونّ عند اللهِ عرَّ وجَلّ أغظم من اغْتِرَاض هَؤلاء 
لاغبَرضنّهم بسَيفِي2 . فَأَحذَه قوم فأنُوا به عَلياً رَضِيَ الله عنه فقالوا: لديا أميرٌ 
المؤمنين إن لا أمَنْ هذا على الفك؛ وقد ظَهّرَ منه كلام ونحنٌ نَحَاقُها. 


فقال علىّ: «ما أَصْنَعْ به حَلُوات» '. فخلا سَبِيلّه ثم قال علي : 
أشضطدذكد 8 * 1 رد 94 5 : - 60 


فإنَ الْمَوتَ لأآقيك 
إذا حل م وّلايك ع ع ع ع 0 


وإِنَّه كان إذا رَآهُ يقولُ” . وذَّكَرَ أنّه كان يقول [73 ب] ذلك عند إغطائه 


إِيّاه فى الغْدٍ أو يَدْخْلٌ. . . .© على ...00 حين مروره. 

- 267 - (5) ق: خلو. 

(1) بحر: البسيط. (6) بحر: الرجز. 

(2) ق: أحداً. (7) ق: نصلا. 

(3) ق: قائماً. (8) خرم: سقطت كلمة. 
(4) ق: ضربه. (9) خرم: سقطت كلمتان. 


212 


[فصل] 

8 - وكانَ أُصْحَابٌ على حَافواء تَواققُوا على أن يَخْرِجَ من كل وَفْت 
صَلاة عُمَراءٌ عَشْرَةٌ ة منهم للدقع عَنْهُ حَذَّرَ المَلٍ. قالت الْرَوَّامٌ افُخرجٌ مِنْهُمْ 
عَشْرَةٌ َعَدُوا له على بَابٍ المَسْجد أو القَّريبِينَ منه. فمَرٌ علي بهم فَلَمّا رَآَمُم 
مُنْصَرَفْه من الصَّلاةٍ رَجِعَ إلَيهم فَوَجَدَهم جُلُوساً عَلنيا فعَرَفَهم فَقال: اما 
جْمَعَكُمٍ هذه السَاعَة) . قلنَا: «خيرٌ يا أمير المُوْمِنِينَ) . قال: «ومَا في هذا حتى 
تَكتمُونِيه) يراه تفلنا: «أنت بين عَدْوٍ ولا امن أن يفك بِكَ فاتمغتا على 
أن يَنوْسك كل َل نا عشرة؛ . قال: «أمِنْ أَهْلٍ السَمَاء تَخْوْسوا” ' لي أَمْ من 
أل الأزض». قُلْنا: «مِنْ أَهْلٍ الأزض». قال: «فإنّه لا يكونُ في الأزض شَيْءٌ 
حي يكو في الشقابة فإذا كان في السماء مَضَى في الأزْض على ما هو عليه 
في السماء . وَإنَّ عليّ من الله جنّةُ حَصِيئَة فإذا جاء يَرْمِي كشفثء وإلّه لا يَجِدُ 
أئ20) حَلاوَةَ الإِيمَانٍِ حتى يَعْلَّمَ أنَّ ما أضَابَه لم يَكُنْ ليُخْطِئْهء وأنَّ ما أْخْطأهُ 


لم يَكُنْ لِيُصيبّه فلا تَعَوّدوا لِمثل هذا». 


[فصل] 

9 - فلما كان في الليلةٍ التي أَبْعِدُوا فيها حَرَجَ علس ومُعَدَ له بَابَ 
المَسْجِدٍ في أكْثَر الرواياتِ؛ فلماوَرَدٌ انْتَدَرَم فضَرَبَهُ على م رأسى فُتَادَّى 
علي رضي الله عنه «دُونَكُمُ الرّجْل) وتَسَائَدَ إلى الحائط, فَسَمِعٌ وهو يقولٌ: 
«قُزْتُ ورَبٌ الكخْبَّةَ). فَئَارَ أهل المَسْجِدٍ فَلْحِمَّه قَوْمْ مهم بباب كِنْدَة» وخمل 
على رَضي الله عنه لِمَا به'”". واتي عَلياً به فأمَرَ بِحَبْسهء وَوَضَّى بِقَثْلِهِ إن مَاتَ 
بضربةٍ كَضَرْبِ إن تُلِفَ منها. وقال ناس من أضْحَابه: الَُويرٌ بِمرَاده فلا يَبْقى 
من هذه القَبِيلةٍ أحد بعلى» . فقال: ذلا تفْعَلُوا إن الله عرّ وجل يقول: النَفْسُ 
بالنّفسٍ4”" فلمًا حبس سَمِعْ يباب" علي رَضِيَ الله وَقَوْماً من نِسَائِهِ عَليه؛ 


- 269 - 268 - 


(1) ق: تحرسو. (3) ق: لما به 
2) ق: أحد. (4) سورة المائدة: 45. 
(5) ق: يباب واليباب: الخراب المعنى هنا 
مجازي . 


213 


وَعَلِمَ بذلك» أنه هَمَرَ به َأَخْرِجَ» وقيل له: (يا عدر اللهِ ما على أمير المُؤْمِنِينَ 
بَأَسَء فلا يَسُوُّكَ ما سَمِعْتَ من بُكاء». فقال: «على مَنْ تَبِْكِي أَمّ كُلْنُوم 
وصَرَّاجبها؟. عَلىٌّ ينكون!. واللهِ لقد أَحَذْتُ سَيْفِي بكذا وكذاء وسَمَمْيُه بكذا 
وكذاء وما قَالَ لِي رَجلُّ فيه عَْبَا إلا أَصْلَحْتُهء ولقد ضَرَبْئُهِ ضَرْبَةٌ لو كائئث 
بأل المضر لأنَثْ عليهم؛ . وعاش عليٌ بعد ذلك ثلاثة أيام , َمِل به وهو 
يَفْخَرُ بِقَئْلِهء ويُظهِرٌ المَسَرّةَ بهِ. وإنّهِ قد أَوْقَعْ الضَرْبّة مؤْقِعها”'' وثَالَ القَورَ به 
وفَخَرَ بذلك قَوْمُه من بعده وأكثرت [74 أ] الخَوَارِجُ فيه الدّم. . 2 هذا 
تَقريظه على ما كان منه. ففي ذلك يَستذْرِك عمرو بن مِبيّاس الأرانسي 
نحنُ ضَرَبْنَا بالل الخَير حَيْدَرا با حَسَيٍ مأشومة فشر 
وَعَادَئَُا مَبْلُ المُلُوكِ وخَلْعِها إِدَاالمَوْتٌ بِالموْتٍ ارْتَذدَا وآزَرًا 
[فصل] 
وقال النجاشي في ذلك» وقد كان ضَربّه علي على أن شُرِبَ في شَهْرٍ 
رَمَضان فقال: ْ 
وكنا إذا ما حَيَّةُ أغيّث الرُمُى واضئَتْ بضر يَقْطْرٌ السُّم نابها 
أبا حَسَنِ خَذّها على الرّأس صَرَبَةٌ ري 
دَسَسْا لَهَا نَحْتَ الظلام ابن مُلْجَم جَرياً إذا ما جَاء نفس كبابها 
أطارَ عَلَى المَضر يَرْبُونَ ظَلامَه كما سُلِخحَث شلة فطارَ إهايّها 
20 وكانَ هذا الرجّل خاصة لا يرى رأي الخوارج» فيما ذكرّ ولكنّه 
اغْنَاظَ من إِقَامّةِ الحَد عليه. وله مَدْحَ في علي رَضِيَ الله عنه مغْروفٌ» فيما 
خَاطبَ به معاويةً» وقد قال قُوْمٌ: بل كان على دِينٍِ المَوْم, وقال عَمْرَانُ بن 
حَطَانٍ في فَحْرِه بِقَثْلٍ ابن مجم علياً رضي الله عنه : 
يا ضَرْبَةٌ من منيب تُقَى ما أرَادَ بها إلا ليَبْلُمٌ من ذِي العَرْش رضوانا”*) 


(1) ق: موقها. (4) «مؤخرا كتبت بعد ثوابها. 


(2) خرم: سقطت أربع كلمات. (5) 270 
)2 بحر . : الرجر. 266 بحر : الطويل. 


244 


فَنَقَض ذلك عليه الحميري: 
لا دَرْدَرَ المُرادِي الذي سَفَكَتْ 
أضْبَحَ مِما تَعَاطَاهُ بِضرْبَتِهِ مما عليه 
أبكي السَمَاعَ لباب كان يَعْمَره 
طوراً أقول انْنَ ملعؤنين مُلْتَمَط 
إني مما أودئمه فأذكرُ بَغْض 
رَبْلُ مه أيْ مَاذا لَعْنَةٍ وُلِدَثْ 
عَنِدٌ يحيل إِنْما”" لو تَخْمله نَهْلنُ 


أزفى البَرِيَةٍ عند الله مِيِرَانًا 


كَمَّاهُ مُهْجَةَ خََيْدُ الْخَلْق إِنْسَانَا0© 
ذُوي* الإشلام عزيَانَا 
منها وَجُنَّتْ عليه الأزض تَحئانا 
من نَسْلٍ إِبْلِيسٌ لا بل كان شَيِطانا 
النهار وبعض اللَّيْل أخيَانًا 
لا إِنْ كَمَا قال عُمْرَانُ بْنَ حَطَّانا 


فهذا مَذْمَبُ الخَوَارجٍ في أمير المُؤْمِنِينَ رَضيَ الله عنه وسائر الأو 
ولم يَكنْ فيهم من العَلامَاتِ الدّالآتِ على مُرُوقهم من الدّين ومُحَالَمَةٍ 
المسْلِمِين إلا قثلهم عَلياً رَضِيَ الله عنهء واسْتخلالهم منه ما ذُكرناه [74 
ب] وُصُولّهم بِقَّمْلِهِ وفخرهم. .0 أكبر منهم. مع أنه الْمْصِرَ على 
رمي .6700 وَقدْمَته وسابمّتّه؛ ومَحله . من الذين ومَوْضعْه من النَبيٌّ عَلَبِبد 


وَالمسْلِمِينَ . 
[فصل] 


1 - وقد رَوَى عَمَّار بن يّاسر قال: كنا مَعّ رسولٍ الله كله في غزوهم 
ذي العَشِيرَة» فَخَرَجِتُ أنا وَعَلِيُ إلى ناس من بَّني مِذْلِجء وهُمْ يَعْمَلُون في 
نخل لهم َمَعَذْنَا نَنْظُرُ إِلَيهم. فَتَشِينا النَوْمُ فنمناء فما الْتَبَهْنَا إلا رسول الله 
د يُحَرُكنا فقال لعلى: «ما لَك يا أبَا ثُراب2' لِمَا عَليه من التراب. «ألآً 
أَحَدَّمُكَ بِأَشْقَى النّاس» قال: «بَلَى؛ قال: «أَشْمَى الناس رَجَلانِ: أَخَمَرُ تُمؤد 
الذي عَمَّرَ التاقةَ» والذي يَضْربّكَ على هذا"». ووضمٌ يده على نَذْنها 


(1») بحر: البسيط . (5) خرم: سقطت كلمتان. 
2©) ق: ذوا. 271 ل 
(©) ق: إثم. (6) ق: يابا تراب. 


(4) خرم: سقطت كلمة. . (7) ق: اب: ثدنه. 


205 


افتخضب من دم هذه)”'' وَتََاوَلَ لِخيَتَه . ورَوَّى أيضاً فُضَال بن أبي فُضَالَة 
عن أبيهء وكانَ شَهِدَ بَدراً في حديثٍ طَوِيلٍ: أنَّ عَلِياً رضي الله عنه قالَ: 
الَنْ أمُوتَ مِنْ عِلَْتِي هذه َإِنّ رسول الله يله عَهِدَ إلى أن لآ أمُوتَ حتى 
وم وتُحْضّبُ هذه من هذه». وأَْمَى إلى لِخْيّتهِ من هذا وأزْمى إلى رأسه. 
فما ظَدَكُم رَحِمَكُم الله بقْم الْبِوًا على قَثْل مَنْ هذه سَبيلُه؛ وفَخَروا بِقَثْلٍِ من 
حَبّرَ رسولٌ الله عَلَِةٍ بذلك من أَمْرِوٍ ولَحَال قَوْمٍ قد أَطبَقُوا على ولايَةِ مَنْ هو 
عند الله بمْرِلَةِ أخمر: عَاقر النَافَةَ وأنَّ في بعض ما وَصَفْنَاه من أمْرهم ذَليلاً 
وَاضحاً على وُجوب التَبَري منهم. وما رُوي فيهم أَكْثَرُ من أن يأتي على 
جميعه. وقد أَجْمَعَتْ© فِرَق المُسْلِمِينَ المُخَالِفِينَ لهم أن هذه الأحْبارٌ واردة 
فيهم. وقد عَلِمْنا أنَّ الحَقّ مَعْ علي رضي الله عنه وفي سَائِرٍ مَنْ حَالَمُهم 
بالدَّلآئِلِ التي وصفغناها. ون مَا يَسْتَحِلُوئه من المُسْلِمين. ومِن أمير المؤمنينَ 
على رَضيّ الله عنه خاصة يُوجب السلاخهم من الذين» ومُروقّهم عنه بعد أنْ 
دَخَلوا فيه؛ فوّجُبَ أن تكونَ هذه الأخبارٌ وارِدَةٌ فيهم من بين من أقَّرّ 
بالشَهَادَتين ونَسَكُ قرأ القُرآن دون غيرهم. وقد قال كل من رَوَى هذه 
الأخبار من الصحًابةٍ أنّهم الخوارجُ»؛ وإن العلاماتٍ التي وَصضَفَ رسول 
الله يكِهِ هي فيهمء وإنّها علامّاتهم ولو لم يَقْل ذلك إلا علي رضي الله عنه 
على حدٌ ما ذَكَرْناه لكان كافياً مُقْنِعاَ قَوَجُْبَ بذلك أَجِْمَعَْ تَضْلِيلُهم والبَرَاءَهُ 
منهم. وقد قلنا في إِنْبَاتِ الإمامة [75 أ] والخلفاء الأَرْبَعَةِ الرَاشِدِين رَضوانٌُ 
اله عليهم وَنَمْض المَطاعِن قولا بليغا واضحا. 


216 


[الباب الحادي عشى] 


إباب الكلام في الإمامة وما يتصل بها و وجوب إتمام 
العقد للإمام والقول في أحكام الامام الفاسق والخارجي 
وهذا باب من الكلام"'' في الإمامة يجب علمه] 
[فصل] 

2 إِنْ قَالَ قَائل : قد دَلَلُْْم على صِحََةِ ِمَامَةٍ الأْبَعة رَضي الله عنهم 
وإمامة كُلّْ مَنْ وَقَعَّ له العَْدُ على شَرْطٍ ما وقع لهمء مما يجِبُ الصِحّة 
فخبرونا عن الإمام إذا نَمّثْ بِيِعَُهء ولَزِمٌَ الإنْقِيَادُ له هَلْ يُلْرْمُ سَائِرُ أهل دار 
الإسلام”” مَعْرِقَته بِعَيْنهِ وإسْمِهِ كما عَرَقَه العَاقدرن له أمْ لا؟ قيل لهم : لا يُلْزِم 
أغيّان جميع الناس ذلك» وإنّما يجب ب على الكمَايّة والجَمْلَةٍ دون الأغيَّانٍ 


وَالأبْدَانء بَخَصَلُ في الأمَة قَوْمُ يَعْرِفُولّه . وَفَرْض على كاقة الأمّةِ في الجمْلَة أنْ 
يُعْرَفَ الإمامٌ وإنْ جَهِلّه آخرون وليس بفْرض على كل أَحَدٍ في عَنْتهِ. 


[نصل] 

213 - فإِنْ قالوا : لم قُلنُم ولا : أله لا بد من زوم مَعْرِقتِهِ بعَيْهِ ونْسَهِ لبغض 
الأمّةَ . قيل لهم أنه لما قم لبَرْجِعَ إِلَيهِ ويَجِبْ النزول على حكجه والإْتِمَارٍ له 
فإذا لّمْ يُعرَفَ في جُمْلَّةٍ ولا تَفْصِيلٍ لم يُلْزِمَنا المصيرٌ إلى أَمْرِهِ والرْجُوعٌ إلى 


- 272 ل (3) كتبت «إلا» على آخر السطر واسلام» على 
(1) وجدت كلمة «الكلام» مضافة فوق كلمة السطر التالي . 

«باب) . 273 - 
(2) من الأفضل استبدال «على» بكلمة «ماة (4) قى: الايتمار. 

وهي مكتوبة بعد اشرط' . 


217 


حُكمِوء ولا أن يمَكْنُه من إِقَامَةِ حد وَاسْتِحْرَاجٍ حَقٌ كُمَا لا يُمَكْنُ كُلَّ مَنْ ليس 
مام من ذلكء» وِيَجعَلُهُ : لأنّا إِنمَا أمَرْنا بالطاعَة للأئِمّةِ في هذه الأمُورِ؛ فإِذًا لَمْ 
ين نا طريق إلى مغرقيه لم يلم بيد هذه الأحكام أخدأء ولا أن يكن منه 

من المّحَالٍ أنْ يُكلّفَ الطاعّة والإنقيّاد في الحكم لمن لا سَبِيلَ لّنا إلى 
معر فته ؛ وليسّ نعرفه عَقّلا وقِياساء وإِنّما نَعْرِقه حَبَراً مِمّنْ عَقَدَ له وفَعَلَ ما به 
صَارَ إِمَامأُء أو مِمَّنْ أَحْبَرَهُ القَوْمُ الذينَ عَفَدوا له بذلك. ولنْ يَجُورَ في مَجَرَى 
العَادَِ أن يُحْفِي أمْرَهُ بدا حتى لا يَبقَى في العَالَّمِ عَارفَ له؛ ولا يَجُورُ ذلك من 
جهّة الدذين نلأ اتقَاقُ إجْمَاع على خط ونَصَنّم فَرْضٍ واجب . . وذلك لا يجورٌ 
عليها لما وصفئاه ه سَالفاً كما لا يجورٌ عليها تَرْكُ نضب الإمَام عند الحاجةٍ؛ 
وعَدَمُ العذْرٍ المانْع من إَِامَتِه ولا أنْ تَنْرْكُ بأشرها: دَفْنُ مَيْتِ قد وَجُبَ ذَفْنه 
أو حِفْظ كتاب اللهِ والصَّرِيعَة لأنّه حَرَامٌ ونَطِيمْ فَرْض. وعلى أنَّ دَوَاعِي النّاسٍ 
َتَوَفْرُ على مَعْرِفَةٍ الإمّام في الجَمْلَةِ حتى يَعْرِفُهُ اليهود والتصارى» ومّنْ ليس 
مَعْيًا'' في الملة يعرفون [75 ب] مِلْنّه ونَسَبّهِ ورُبّما عَرَفوا ما عَرَفوا مُسْتَنبَطَه 
ومُمْنَضَاه وطرائقه مع عدّم حَاجَتِهم إلى معرقْته؛ فكنِفَ يجوز ذَهَابُ ذلك على 
سَائِرٍ الأمّةِ في الجمْلَةِ والتَفُصِيل . 


[فصل] 


4 - فإِنْ قالوا: ولِمَ فُلْتُم أنه لا يلزِمُ كل أَحَدٍ من الأمة معرفتُه بِعَلِنِهِ 
ونَسَبهِ على التَفصِيلء كُمَا لَزِمٌ ذلك في الجْمْلَة . قيل لهم: لأنّه لو لَزِمَ سَائْرُ 
النابي د ذلك من العَامَةِء أوالخاصّة للْرمَ الخضور إلى ب بَلدو ٠‏ «الاجتمام إلى ار 

بهم الشخُوض إلى حَيْكُ هرَ؛ لم اوس للئاس في كل َم يرف 
قط أنه ليس من يَوْمٍ إلأ ويَحدْتُ فيه بلوعٌ لِمَنْ هو مُحَْاطبٌ بمعرفةً الإمام؛ 
ولس لما يحل من ذلك حذ يوقت ندم وقد بتع تام على سُقوط هذه 


(1) ق: معناً. 


218 


215 - ويَدُلَ على ذلك أنْضاً أنه لو لَزِمَ مَعْرِفَةُ غير الإمام مِنْ حَيِتُ لَرِمَ 
تَنْفِيذُ حكمهء والرُجرع اليه؛ » لَلَزِمَ الناس أَيْضاً مَعْرِفَة أغيانٍ قُضَاتَهِ وأمَرَائ 
وأضحَابٍ حُرْمَتِه وشُرَطلي(! أوكل من تََلََ به في كم ينوب عَن الإمام فيه. 
وإِنْ كان قد عَرَفَ غير الإمام ؛ لأنه قد عَلِمَ في الجَمْلَةِ ذوواة ' قضاة وَوُلاة قد 
اشْيِدَث إِلَيهم الأحكامُ. فيجبُ أنْ تَعْرِفَ الأمّة بِأْسْرِمَا أغْيّانَ نَ كل مَنْ جَمَلٌ 
الِإِمَامُ إليه الأخكام. ٠‏ قَلَمّا جَمَعْنا على إِبْطالٍ ذلك؛ وإنْ كانث الأخكامٌ مُتَعَلَقَة مَتَعَلِمَة 
بهم سمط ذلك أَيْضاً فيه. ويَدُلُ عليه أيضاً إِجْمَاعٌ الأمّةِ على سقُوطٍ مَعْرفةٍ 
أغيانٍ العُلَمَاء وإِنْ لَزِمَ العَامَةُ الرجوع إلى فَتْوَاهُمء وكانّث مُتَعَلّقَةٌ بهم دُون 
تَيْرهم؛ قَلمًا كان الإمامُ بِمَعْنَاهُم فيما يَتَعَلّقُ به مِنَ الأخكامء لَمْ يَلْرَمْ أيضاً 


216 - وقد اسْمَدَلَ قَوْمْ على سْقُوطٍ معرئَةٍ غير الإمَام على التَفْضيلٍِ عن 
العَامّةِ وأكئَرُ العْلَمَاءِ ء بأنَّ ذلك لو كان واجباً لَلَزِمَ العَامةُ مَعرِقُةٌ ما به يصيرٌ الإمام 
إماماً من صَمَتِد وصفة العاقدين» فالْوَّجَه الذي يَقَمُّ العَقُدُ عليه إلى غير ذلك» 
لأنّه مَحَال أن يَلرّمَهِ معرفةٌ عَيْنِهه وإِنْ لَمْ يلْرّم”' معه معرفة كَوْنِهِ إمامٌء وما به 
صآر كذلك؛ وهذا ليس بشيءٍ: لأنَّ الأمةَ مجمعةً على أنَّ العَامىّ يلزمه معرفة 
عبن الإماو عند حدوث ما وجي نالع لي . المَقَاضِي إلى كمه لفْضلٍ 
6 0 © ' تحقيقٌ ذلك لم زمه قبل حُكُوه 
حتى تجرف الشريعة وأدلّيها وتصيد من حَرَاضُ أل لهذم بها أن حال الإماء 
وصّته وف العاقدينَ لَه والإحاطة ما يََْاجٌ إليه لا يَغرفٌ الأ حواصٌ ”* أل 
العلّم وفي جمَاع الأمةِ على سْقْوْطٍ ذلك مَعَ لُرُوم مَعْرقْتِهِ ياه ومَعْرِفَةِ كوه 
إِمَامٌ دلي على سَّقُوطٍ هذا الإسْتَذْلآلٍ. 


- 275 (4) خرم: سقطت ثلاث كلمات. 


() ب: شرطه. (5) وجدت ال تعريف مشطوبة لكلمة 
(2) ق: ذو. «خواص». 
- 276 - )6( أسقطت ال التعريف في كلمة جماع. 


(3) أسقط الناسخ «ميم» يلزم سهواً. 


249 


27 ويَدّلٌ على سْفُوطِه أيضاً إِجْمَاعُ الأمّةِ على لُرُوم مَعْرفيِِ أغيانُ العُلَمَاء 
للعامَة إذا أرادُوا اسْتفتَاءهم فيما يَنزِلَ بهمء وقَوْلَ كترم بِْرُومِ ضَرْبٍ مِنَ الاجْتهَادٍ 
لَهُم: في”" السُوَالِ عن الأعْلّم» الأفضَلٍ . الأغدّلٍ منهم؛ وإِنْ لم يُلزِمَهم عند ذلك 
مَعْرِفَةٌ ما به صاروا علماً يستحقون الفُتوى في الدّين . ويَجبُ الرجوعٌ إلى قولهم : 
لأنّ ذلك لو لَزِمَهُم لخَرَجُوا عن أنْ يكونوا عَامَةٌ ولحُرُمَ التقفْليدُ عليهم . وقد 
أَوْضَحًْا ذلك في كتاب التَقْلِيدٍ من كتاب الأصُولٍ بما يُعْني عن رَدْه. 

[فصل] 

8 - فإِنْ قَالَ قَائِلَ: فقد قُلْمُم إِنّه قد يَلْرَمُ العَامَة مَعَرِفَةَ عَيِنِهِ أحياناً 
فَمَنَى يلْزمُهم ذلك. قيلٌ لهم: يَلْرَّمُهِم ذلك إذا نَرلَ بهم ما لا يَفضَلّْه غيرُه 
ولا يَفْطَعُ الخْصومَةٌ فيه إلا نَظرْه إذا لَمْ يكنْ لَهُ مَنْ يَتُوبُ عنه؛ فإِنْ كان له 
قاضياًء ومَنْ يقومٌ مَقَامَهِ لم يلم معْرقة عيْنٍ الإمام أنضاً. وكذلك إنْما يلزمٌ 
مَعَرِفَةُ عَيْن القاضي والأميرٍ والعَشّارٍلة ' وكُلٌ مَنْ تَعَلْقَ بو حُكُمْ من الأخكام 
عند حُدُوثٍ ما يُوجِبٌ الرجْوعَ إليه» إذا لَمْ يكن له م مَنْ يَحْلِمُه فِي الولايَةء 
ومتى لَمْ يَجِدْ شَيْئاً مِنْ ذلك لَمْ يلزمه مَعْرِئّة عَيْنِه ولا بْدَ أن يكون أيضاً في 
الأمةِ مَنْ يَعْرفُ القَاضِيَ والأميرَ على الجُمْلَ وال 30 ' حتى يَغْرِفُوا م مَنْ أَرَادَ 
الَقَاضِي إليهم وإلأ سَقَطَ عَنْهُم فَرْضٌ الإنْقِيَادٍ لْهُمْ فالأمرٌ في سَائِرِهم على 
حَدٌ سَوَاء. 


باب آخر بما يتصل بالقول في الإمامة 
[فصل] 


9 إِنْ قال قَائِلُ: حَبِرُونَا عن القَّوْل الذي تَذْهَبُونَ إِلّيه فى وجوب 
الإمامة”” على الكِفَايَةء وإنْبَاتِ شُرُوطِهاء ومِمًا يُصَحْحُها ويُفْسِدُهاء ويَسوْعٌ 


- 277 (3) ق: الفنى. 
(1) يكرر كلمة «في2. - 279 

(4) ق: الإمام عن الأفضل أن تكون الكلمة 
278 - الإمامة فالباب بدأ بالقول بها. 


(2) ق: العسار. 


2230 


العَقَدَه ويَمْئَعْ منه. والعَقّدُ الذي قُلْتْم إِنّه إذا وَمَعَ للمَعْقُودٍ له صَحَتْ إِمَامَتُهُ 
وَحَرْمَتْ مُخَالَمَئُه وغيرُ ذلك مما ذْكَرْثُم من نَسَبِه وصِفاته. هل هو عندكم مما 
يَفْطَمُ على العِلّم بصحته وجب [76 ب] لا مَحَالَةَ أن يُدَانَ على اللهِ بو 
وبِتَحَرِيم خِلآقِهِ الحر. .1" يقطع. ...© بهء ويجوزٌ أن يكونّ الحَنَّ عند الله 
عر وجل في قَوْلٍ مُخَالفيهم©" فيه يَذْفَعُوهُ لِحَلٍ. نقول: إنه مِمّا يُوجِبُ 
الهلم والقطع . وكلّ باب قَدَمْنا ذِكْرَه في صَدْرٍ الكتّاب» َذَكَرنًا فيه أخبّار آحادٍ 
فإِنّهِ قد عَضَدَها بِحَمْلٍ الأمَىَ وإجماع ما يقوم مَقَامَه منّ الأدلّة المفضيّة إلى 
العلم . كما أنَّ أضْلَ القَوْلٍ بالفياس في الأخكام والإجتِهادٍ في قِيَمٍ الأروش» 
والجبّايَاتِ» وجَرَاءِ الصَيْدِ وغير ذلِكَ مَعْلُوم بتبِويّه ووجوبه 02 يُوجب ب العلم . 
وكذلك العَمَلُ بِالشَّهَادَاتِء وإن كان يَعْتَِرُ ذلك وتفضيله* مَأَحو من جهَة 
الإجْتِهَادٍ . 


2530 - فلذلك القولٌ بوجوب الإمّامةٍ وصفاتٍ الإمام وقبيله وما يليه 
واوفث الذي يصخ لد الحقذ فيه إلى غير ذلك مأغوة عن أل بوط المام. 

م العذْرَ؛ وإن كان تَفُصيل ذلك ونَعِْيرٌ رُ الإمام بِعَيْنه وَتَحَدِيد الوَّقْتَ الذي 
يَسُوعْ العَقَدَ فيه وكثيرٌ ما تَعَلَنُ ببَابهَا وَاقِعا من طريق الوجْتِهَادِ» وليس يَجِبٌ 
أنْ يكونَ القولٌ بوُجُوبِهًا في رَجلٍ في الجَمْلَةٍ وأنْ يكونَ على صِفَاتٍ 
مَخْصُوصّةٍ وَاقعا مِنْ طَرِيقٍ الإِجْتِهَاد مِنْ حَيْثُ كان بِعَينِهِ واقعاً باجتهَادٍ كَمَا لا 
يَجِبُ أن يكونّ ما دَلَّ على وُجُوبٍ العَمَلٍ بِحَمِرٍ الوَاجِدٍ: قبول شهادة الشَامِدِيْن 
في الأضلٍ؛ اجتَهَادُ أي وقِياس وتَمْثِيل) ؛ وَإذْ كانَ بِغَيِرٍ المُحْبرِينَ وَالشُهُودِ 
الْذِينَ يَجِبُ علينا المَصيرُ إلى إخبّارهم وَشَّهَادَاتِهِم» واغْبَارٍ صِفَاتِهِم والتمثل 
ينهم وَاقَعاً بِاجَتِهَادٍ أي وتمثيل؛ وكذلك لا يَحِبٌ أن يكونّ ما أَوْجَبَ جَرَاءَ 
الصَبْدٍ وَتَمَقَهَ الزوجةء وارش الجنايةٍ في الجْمْلَةٍ - اجتهاداً وقياساً ‏ وإِنْ كان 
ِغَيْرِ الجَرَاءِ وَالتمَقَة» وقِيمّة الارش» والجناية وَاقعاً بالإجْتهَادٍ. 


- 280 - (4) من الأفضل إسقاط الواو الزائدة بين 
(1[) خرم: سقطت كلمة. تفصيله . 
(2) ب: مخالفهم. (5) ق: مأخوذاً من الأفضل إسقاط الأف 
(3) ق: يدفعوه لحل. الناصبة . 


251 


1 - وكمًا لا يَجَبُ أيضاً إذا كان غير الإمّام لأميرهء وقّاضيهء وسَّاعِيهِ 
وَاقعاًء بِاجْتِهَادٍ. وحَسب ما يعلْبُ في ظَنْهِ أنّه أزْلى مِنْ غَيْرِهِ أن يكونَ أضلُ ما 
أؤْجَبَ عليه اسْتِخَلاف الأمير والقَاضِي عند الحَاجَةٍ إليهما ‏ قياساً والجيهاد)!© - 
بل دليل يُوجِبُ العِلْمَ بقَطع العذْر نحو إِجْمَاع الأمة على [77 أ] لَرُومٍ ذلك» 
هذا أو لا يُقَاسُ غير مما يُقومُ مَقَامه ونطَائِر هذا في الشرِيعَةٍ اعْثِْرَ مما يَجِدُ 
أضلّه بر يُوجِبٌ الهلم؛ ويَتَعَلقُ ِعَلِيِه » وتَمْرِيقه لِعَايَةَ الظنّ والإجتهاد. ولو قَامَ 
الدَّلِيلُ على أنَّ قَوْلنَا بؤجوب الإمَامَة وصِمَاتٍ الإمَامِ وأحكامه مسألةٌ اجتهادٍ 
ُسَوّعُنا التقليدَ لغيرناء وإن قال بضدٌ قَُوْلِنَا فيها أيضاً. ولأسْمَطَنًا الإنْمّ فيما 
ذَهَبَ إِلَيه وتَقليدّه من خَالَمَنَا في ذلك حرام في الدّين» والعَمَل برأيه وقَوْلِهِ 
مَمُْوعٌ في الشَرِيعَة . 

2 - وكان يَجِبُ أيضاً أنْ يَعْتَقِدَ نَضوِيب كُلْ مَنْ حَالْمَنَا في هذه 
الأقاويل في الإمَامَةِ إذا كَانَث مَسأْلَةُ إِجْتِهَادٍء وتَعَلْقٍ الحُكم فِيها بعَلَبَةٍ الظَنّ 
للمُجتهدينَ لقِامٍ اليل عنْدَنا على أنْ كُلَ سُجْمَهِدٍ مصيب وذلك باطل . ولو 

صَحّ أن الح في واجِدٍ من أُقَاوِيلٍ أهل الإجْتِهَادٍ لَكَانَ أقلّ الوَاجبَةِ فِيِمَنْ خالفنا 
الرضى بقولهء والتخليل للَقْلِيدِهِء ونَرْكٍ تَأثِهه» وليس ذلك من قولنا في شيء» 
فتَبْتَ بما كُلنَاه: أنَّ القَْلَ في الإمَامَة أضل من أُصُولٍ الدين» ومِنًا يَجِبُ القَطم 
بهء وإيُطال ضِدَّمء وخلافه. وليس يُمْكِنٌ أنْ يكونَّ الدَّلِيلُ على وجُوبها إلا 
سَمْعِياً على ما وَصَفْنَاه ه من قبْل مِنَ الأْحْبَّارٍ الوَارِدَةٍ في طاعَةٍ الأَيِمّةِ؛ وإِنْ مات 
عَيْرُ عَارِفٍ بإمَامه ولا طَاعَةَ في مُنْقِهِ مات مِيِبَةٌ جاهلية إلى غير ذلك من 
الأَخبَارٍ والعَمَلِ بهَاء واثفاق الصَّدْرٍ الأرّلِ على وُجُوبهاء وقد شرحناه بما يُغْنِي 
عن رَدُه. 

[فصل] 

3 وأوْضَحْنًا أنَّ الفَرَائْضَ كُلها لا تكونُ إلا سَمْعِيَّة مما هُوَ فوقٌ 
الإمَامَةِ والنُبوّةِ فَضْلا عنهاء وقّولهم أنَّ المَعْلُومَ من حَالٍ النّاس نهم يُفُسدونَ 
281 
(1) ق: قياس واجتهاد. 


232 


إن لم يُنْصَب لَهُم الإِمَامُ ليس بِقَادِح في قَوْلِنا: لأنّه لو كانَ ذلك كذلك لَمْ 
يَجِبْ أنْ ينْصبّ لَهُم مَنْ يَفْهَرُهم على نَرْكِ الفَسَادِه ويَْمِلُّهِم على الصّلاح؛ 
لأنّه عزَّ وجل مِمَنْ لا تَجبُ عليه الأفْعَال؛ وعلى أنَّ ذلِكٌ لو لَرمَه : لَلَرْمَهُ نُضْرَةٌ 
الإمَامء والمُؤْمِنِينَ وإِنْدَادُهم بالملائكة المَسُومِينَ» وامْتِحَانُ الكَافِرِينَء والظَّلَمَةُ 
بالمئع لَهُمْ مِمّا يَجِرُونَ إليه مِنْ قبل المُؤينينء والْيِهَاكٍ حرِيمهمء والتَعَدّي 
عليهم . 

4 فَلَمًا لغ يَجِبْ ذُلكء لَمْ يَجِبْ أيضاً نضْبَةُ إمام يُمْنَعُ من الظُلْم 
والعُدْوَان. وكمًا لَمْ يَجَبْ عند الشِيعةٍ انْ يفْعَلٌ بالإمّام إِبْدَاءُ ما احْبَاجَ الناس 
إلى تَقُويمِهء وبيانه”'" ما يَلرَمُه به الظهور [77 ب] وإِغْلانٌ الدعوة ولجواب من 
خَالَمَها مع حكمه... سمو له'©. ٠‏ . مع بقَاءِ الإمام وعلى أله ليس يَصْحُ أن 
يدعي أحذ'" لا بد أن يكون المعلوم من حَالهَا: الصلاحُ والكفٌ عن الهَرَج 
والعدوانٍء متى أَقِيمَ عليهم إمام لو لَّمْ َرَ لتقل بذلك» ونحنُ لا تَقْطمُ بأنّ هذا 
الصَلاح لسَائِرهاء ون كان الأمْرُ قد وَرَدَ تنصِيبُه فكيف لو لَمْ يَرِدَ بذلِك؛ لأنّه 
لا يَمْتَيعُ أن يعلم الله من حالها وأيه'” يَنفْرُ من الطَاعَةٍء ولزوم الطَريقَةٍ عند 
ِلْرَامِها تَقُدْمَة رَجْلِ منها على سَائِرِهاء وإِنْ كانَ بَشَراً منْلهاء ومن جنئْسِهاء لأنَّ 
أكثرٌ الطباع تَنفْرُ من ذلك وتَأبَاهء ولاسِيّما طبَاعٌ أهل القَذرِء والمَضْلٍ والمنة. 
فكذلك لا يمتنمُ أنْ يعلمَ الله عرّ وجل في كثير مِنَ الأزْمَانٍ أن يَرَى بغ الوْسْلٍ 
أضلْحٌ لأهْلٍ ذلك العَضْرِ؛ٍ وأنّه إِنْ بَعْتَهِم لَمْ يُؤْمِنْ أَحَدٌ منهم. واختفوا” بدَاء 
الآنامِ وما يَستَحقُونَ به الخلودٌ في النَّارٍ عند بُغْيتِهِم وأنّه لو لَمْ يَبِعَنَهُم لَمْ 
يَسْتَحِقُوا ذلك : فيَجبٌ أن لا يَْعنهُم حينئظٍ . هذا على قُوْلِهِم بالأضلح. وليس 
ذلك مِمًا نَعتَّبرُه نحن في شَيْءٍ . فكيفٌ يجو مع ما وَصَفْتاه ه القَطمْ على أنه لا 
بد مِنْ وقُوع الصّلاح عند وُجُودٍ راع © ورَعِيَّة) وخاصة وعامة. وقد أَشْبَعْنًا 
هذا القول في هذا الباب ضَرْبا من الأَشْبَاع في صَدْرٍ الكتاب. 


- 284 - (4) ى: انها. 


(1) ق: بيانه. (5) ق: اختفا. 
(2) خرم: سقطت سبع كلمات. (6) وجدت واو الوصل بينما أسقطت الراء 
(3©) ب: أحداً. والإسقاط هذا حصل سهواً من الناسخ . 


2253 


5 - ومِمًا يُوَضُحُ أنَّ العقولٌ لا تُوجِبُ نضْبَةَ الإمّام والحَاجَةَ إليه ما 
قَامَ مِنَ الدَلِيلٍ عند الكل على أن ما نُضّب الإمَامُ مِنْ أَجْلْهه وَرُْسّخ للقيام 
به: من قسمة المَيء » والدفع في الحج والعغزوء وإقامَةٍ الحذء وغيرٍ ذلك 
ليس بواجب التَقيّد'' به من طريقٍ-العقل؛ وإِنْ كان لا يَستَحِيلُ تَرْكُ التَقيّد 
بذلك وحصولٍ العلّم أنه لا صَلاحَ في الإِمْتِحَانٍِ به والتَقيّد بِفِعْلهِ ومتى جارَ 
أنْ يكونّ هذا مَعْلوماً سَقَطْتٌ الحاجَة إلى الإمَام ووَّجَبَ حُسْنٌُ تَرْك إِقَامَتِه 
من حيتُ حُسْنٌ نَرْكِ التَقَيّد بِمَا يَجبُ قِيَامُهِ بو وهذا وَاضحٌ في إِفْسَادٍ 
القَوْك بوجوبها عَقلاء وإِنّها لا تجبُ إِذَا وَجُبَتْ إلا سَمْعاً. 


[فصل] 

6 - فإِنْ قالوا : فَهل يَحِبُ على أهْل بَلْدِ الإمام إذااماتَ عندّهم نضْبُ 
إمام بَعْدَهُ أو على كل مَنْ سَمِع بِمَوْتِهِ من أهل الأمْصَارٍ قيل لهم [78 أ] أَوَّلَ مَنْ 
يَجَبُ عليه ذلك العَالِمونَ بِمَوْتِهِ من أهل الخكم. . .”* إلى أهل كُلّ مِضْرٌ إذا 
عَلِموا بموته أن ينْصّبوا إماما ما لَمْ يَعْلَمُوا أنه قد تَقَدّمَ عقُدٌ على إمام من غَيْرهم 
تكونٌ عُقْودُهم مُرَاعَاق فإن الكسَفٌ لهم أنّها وَفَعَتْ على عقود نُقَدَمْ لِعَيْرٍ من 
عَقَدوا له فهي بَاطِلَةٌ لأنّها ومَعَتُ في غير أُوَانِ العَقْدِء وأفل بَلدِ الإمام 
وعَثْرِهِم في ذلك سَوَاء ؛ لأنّه قد وَجْبَ على غَيْرِهم من هَذا الأمْرٍ إذا كانوا من 
أهْل الحَل والعَقّْدٍ مِمْلَ ما وَجُبَ عليهم. وإِنْ كانوا أَوَّلُ مَنْ وَجْبَ ذلك عليهم . 
كما أن التشخ الوَّارِدَ بتَرْكِ العَمَل المُتقدّم» أو المَّرْض المُبّدأ إذا نادى إلى مَنْ 
ليس بدَار النّبِيّ َل لَزِمَه من امَِْالٍ ما فيه ما لَزِم هل دَارٍ النِْيّ عليه السلام؛ 
وإن كانوا أَوَّلَ من لَزِمَهُم ذلك لِقَّرْبٍ دَارِهم من ذَارٍ النَّبِيّ عليه السَلام» وتَقدم 
لزُوم المُرْض لِقُوْمِ : لأجل عُدْرٍ وسَبَبٍ يَفْتَضي ذلك لا يوجبُ تخصِيص 
المَرْض» وَاسْيِبْدَادَ قُوْم بِهِ دُون آخرين 


(1) ق: السسد وردت «التقيد» على هذا النحو دون نقط «للقاف» «والياء» وبدت «القاف» وكأنها 
اعين ا وسيتكرر ورود هذه الكلمة على هذا النحو عدة مرات ‏ 

- 286 - 

(2) خرم: سقطت كلمتان. 


2534 


[فصل] 

7 فإِنْ قالوا: فَهَلْ يَلْرَمُ النّاسَ المُشَاوَرة والتَكائبُ في ذلك. قِيْل 
لهم : لا لأنَّ رضَى الكافة فى صِحَةٍ العَقْدِ غير مُ: مُعْتَبَرِ؛ كما أنّه في العَهْدٍ غيرٌ 
عه فلا يجبُ عَليهم المُاَرَة والتكائب» وانفاق الأمر > مَعّ التّمْكين مِنْ 
نضْبّةٍ الإمّام: لأنَ التَكَانُبَ إِنّما يُرَادُ لوقوع الرضَى "' وهو ليس من فروض 
العَقّدِء فلا مَعْنَى لإيجَابه ولكن”” لو كَنَبَ أَهْلُ مِضر الإمّام إِذّا مات إلى مَنْ 
قَرْبَ منهم لكان حَسّنا . انا أل كل ناب أنه إن وا كان حسعا واذ 
سبق بعضهم بِالعَقّدٍ وهو مِنْ أَهْلِهِ لِرَجْلٍ يَضْلْحُ لهذا نَمْث إِمامنُهء ولَمْ يَحُلُ 
بصحةٍ العَقْدِ عَدَمُ الرضى أو المُشَاوَرَةٍ» ومتى غَلْبَ على ظنْ كُلْ وَاحِدٍ منهم 
حصول الصلاح في المُشَارَرَةٍ حَرّمَ عليه المُبَادَرَة بالعَقْدٍ ولَرمَنْهِ المَشُورَةُ. 


[فصل] 

8 فإِنْ قالوا: كما تَقُولُونَ إذا عَقَدُوا فى بُلْدَانٍ مُتََرّقةِ لَعِدَّةِ أئِمّةِ ما 
الْحُكُمْ فيهم. قيلَ لهم: ما قُلْنا في صَدْر هذا الكتاب من بليغ أؤلهم عَقْداً 
وَإِلْرّامِ طاعَيتِهء ومُشخ كُل ما" بَعْدَّه. فإن قالوا: فإن تَشَاحُوا في ذلك 
وتَّمَانَعُوا. قِيلٌ لَهُم: أنّا مُشَأْحةٌ من سَبَّقَ العَقْدُ له؛ فإِنّها صَوَابٌء وطاعَة له 
عر وجل وجارى مَجرَى مشاحَةٍ تُئمان رضي الله عنه [78 ب] وثَّرْكِ التّووْلٍ 
عنها والإخلاع و.. .غي” ‏ مشاحوا لعليّ رَضيّ الله عنه لأهل البَضْرَةِ وصفّينَ 
والتَهرَوَانٍ على المٌصميم على المُطَالَبةٍ بحُكُمِها والدُخولٍ في مَرْجها إذا كان 
أحقٌ الئّاس بهاء وكان الْعَقْدُ قد سَبَقَ له. وأمًا مَشَاحَة من تَأخّر عَقْدُهُ. فَحَرَامُ 
وعصيانٌ في الذين؛ وبّغيٌ على إمام المسلمينَ» فإنْ رَجِمَء وإلآ صَنَعْ مَعَهُ كما 
صَنَعَّ الأيِمّةٌ من قَبْلُ مَعْ مَنْ”” خَالَمَهُم في الإمَامَةَ وَأرَادَهَا دُونّهم. 


287 الناسخ دمج بينهما فكتب ١كلما؛‏ وسوف 


(1) ق: الرضا. يكرر هذا النحو من الكتابة. 
(2) ق: لاكن. (4) خرم: سقطت كلمة. 
- 288 - (5) من الأفضل زيادة من لفهم المعنى . 


(3) من الأنسب فصل ١كل»‏ وهما؛ إذ ان 
255 


[فصل] 

9 فإِنْ قالوا: 7( فإِنْ كَشَمَتٍ العِبْرَةُ التَأُوِيلُ أنَّ العُقُودَ ونَعَتْ في 
وقْتِ وَاحِدٍ وتَسَّاحُوا عليها. قِيلَ لهم: لشا- خحى2 أضحَاب هذه العقود؛ عليها 
عِصيَانٌ وحَحرَامٌ في الدذين» لأنّهم ليسوا بِأَئِمّةِ إذا وَفَعَتْ عُقُودُهم في فَوزٍ واجدء 
فِيَجبُ أن يَنزِلوا جميعاً عَنْها ثم يقمُ الرضى بأَحَدِهم وغيرهم» ويَسْتَأنِف العَقَد 
عليه . فإِنْ فَعَلُوا ذلك وإلأ حَمَلوا عليه؛ فإن تَعْلَبوا أو واجد منهم كانوا جَبَابرة 
بِغَاة على الأمّهَ ويَرْصُ بهم التَمَكْنِ من إِزَالتهم؛ اذ اند تخ وميه 
كان ذلك من المِحَنٍ التي تَلْحَقُ المسلمين» ٠‏ ولا شيء عليهم إذا لم يُمكن 
إزَالَنَهم . 


0 - فإِنْ قالوا: فلِمَ لا يَفْرِعُونَ بينهم. قِيلَ لهم: لأمْرَيْن أحَدُهما أَنَّ 
العَقْدَ على كُلْ واحدٍ منهم إذَا وَقَمَ في حَالٍ العَْد لِمْيرِهِ لم يَصرْ به إمامآًء 
فنحنُ نَتِيفَنُ هذا بأنّه لا مام فيهم لا مُعَيْنَ ولا غير مُعَيْنٍ لأنَ الإمَامَ إنْما يَصيرُ 
إمامآ”” بِعَقْدٍ يَمَعْ مُنفَرِدا من غيرو» وعلى شروطٍ أخّر. وإنّما يجورٌ أنْ يَفْرَعَ 
بيْنّ عبيدٍ عُتِقَ وَاحدٌ منهم بغير عَيْنِهِ لعلمنا بأنّ فيهم حرا بغير عَيْنِهِ على قَْل 
بَعْض الأمّةِ وكذلك القؤلٌ فيما جَرَى مجرى ذلك. فأمًا جَمَاعَة لا إِمَامَ فيهم لا 
مُعَيِّن ولا غير معين» فإنه لا يصير إماماً بالقرعة أبداًء لأنَّ العقدّ لا بُدَّ من 
تَقدِيمه؛ ولم يَقَعْ عَقَدٌ يَصيرُ به أحَدْ إمامأء فِسَقَطْتْ القّرعَة من هذا الوجه. 
والوَّجَهُ الآخَرُ: أنَّ المُرْعَة لا يجورُ أن تَمَعَ فيما يحرم فيه التَسَاوِي 
والإشتراك. ولذلك حَرّمَ أنْ يقرَعٌ بين عَشْرَةٍ عَقَدَ لهم عَشّرَة أوْليَاءِ على المَرْأقٍ 
وجب فَسْحٌ عقودهم إذا وَكْعَثْ في حَالٍ وَاجِدٍ. وإِنْ كان لكل واجِدٍ منهم أن 
يَعْقُدَ عَليها إذا لم يَعْلّمَ تَقَدُم لغير مَنْ يُحَاوِلُ العَقْدَ له. لأنّه لا يَحِلَّ للمُضَارَكةٍ 
في الرّْجِيّة. فكَذَّلكٌ المُسَارَكَةُ في الإمَامَةِ حرام في حُكم الدّين بما قَدَّمْئَاه من 


289 - 290 
(1) ب: قال واء. (3) ق: إمام. 
(2) ق: لساح . (4#) ق: يقع . 


2536 


[فصل] 


1 فإِن قالوا: فمًا تَقُولُونَ إذا قَامَ كُلُ واحدٍ من هؤلاء المعقود لهم 
حداء ونَقّدَ حكماًء هل يكونُ مَاضِياً أو يجب [79 أ] على الإمّام. . .”© ولا 
يَهُمُنا في العقد له إِعادَةً الحَذّء ونَفْض الحُكمء وكذلك أحكمُوا كُلّهم وكان 
لد شائعا” لواحدٍ منهم هو الإمام دون سَاِرهم. قيل لهم: يجبُ أنْ تكونّ 
هذه الحَدُودُ ماضيةٌ وما أذ وَقَدَقّ من الرّكاة! '' والغناِم نافذاً مَاضياً ٠‏ لأنّه قد 
نَمَذْهِ وَاسْتَوْقَاه من قد جَعَلَ لَهُ ذلك إلى أنْ عَلِمَ بَقَدُم العَقْدٍ على غَيْره أو 
بوْقُوع العَقْدٍ له مَعْ وُمُوع العَقدٍ لغَيْرِه ه معاء وهو بذلك فَاعِلّ لِمَا لَهُ فِغْلّهُ وهُوَ 
مُطَالَبٌ به مَا لَمْ يَعلّم بكُوْنِ ما يَمْتعُهُ من القِيامٍ بأمرٍ مَنْ يَليه من الرَعِيَةِ. فهو 
على كُلّ وَجْْهِ أَحْسَنُ خالا من الجَائِرٍ الغَاصِبٍ. الخُرُوجٌ على الأمَةِ؛ وكثيرٌ 
مِنَ الأَنّةِ يقولُ بِتَقَوُدٍ أخكامِف وسُفُوطٍ القَصَاص الذي أحَذّه إذا تبع ف فيه حُكُمَ 
له عر وجل واَقَاقَ الججميع في غالب الظّن* . على أنّه لا يَجَِبُ عليه إِعادَةٌ 
القّطع إذا نَنَاوَكَ الخارجي يَدَهُ وإِنْ كان في الئاس من يَمنمٌُ من ذلك في 
الباغي وليس فيهم من يَمَْعُ حكم الذين والتأمر بءء ويُحَظَرُ على مَنْ وَقَعَ العَقدُ 
له بوَجِهِ نتيجة' © أحكام وتصَّرّفه فوَّجَبَ أن يكونّ ما أمضوه ه من الأخكام» 
وبجَْلٍ ما يَفْعَلّه من ذلك يُرَاعى بِأنْ يكونّ إماماً ثابت الإمامة عند اللهِ عَزَّ وجل 
من حُكم الدّينء كما يَْعَلُ الرّامي لَغرّض”” الرَني على السلامّة وَالمُطَالَبَةِ 
لحيّاته» ما وَقَمَ عن فِعْله وكما يَجْمَلُ للحباط قطْعْ الثوب بِشَرْطَ أن يكونَ 
لِمَنْ سَلّمَه إليه و ضَمِئه إِنْ لم يكن له. وهذه مَسْأَلَةُ اجتهَادٍ مُحْتَمَلٍ التظر في 
كُلٌ ما لا إِجْمَاعَ فيه من الأخكام الوَاقِعَةِ منهم. 


291 - لايملع.. . التآمر بهة . وكانت على هذا 
)10( خرم: : سقطت كلمة. الخو ارايس شيهم من يملع ويجتار ل 
(3) ق: : الزكوات. والتآمر به؛ . 


(4) ق: ظئْي من الأفضل نقل هذه الكلمة من (6) ف: وجدت ألف مشطوبة أمام «لعرض». 
صيغة المتكلم إلى صيغة المفرد الغائب. 2 يكرر «الواو؛. 
(5) إن هذه الجملة مقلوبة الوضع من كلمة 


2537 


ل 
َي إمام؛ فكيفٌ أعَرثم الخطم لهؤلا.. قِيلَ لهم : لَمَْا نقونٌ ذلك بل 
نقولٌ إنَّه جائدٌ لأضحَاب هذه العقود» أنْ يَعغلموأ يُطلائهاء وليسوا بأَئِمّة ولا 
حْلَمَاء أئمة» ولكنّهم عنْدّنا بصورة الأِمَةِ حتى يَنْبْسَ من أمْرهم ما وَصَمْنَاه. 
فإن ٠‏ قالوا: قَمَا اتقولون فيما يَفْعَله الإمام المَاسِقٌ الجَائِز من الأمر 
والكثاب. قِيلٌ لهم: 0 الفَاسِنْ من ذلك نَافِذٌ مَاض ؛ فأمّا ما 
يتَعَلّنُ بالأمْرٍ بِالمَعْرُوفٍ والنّي عَن المُنكرٍ مفل المَنمٍ من الكت © 
الحُمور والزّنى» وحماية البَيْضْةَ والذِّبُ عن الآَمَّة. ا ومنع 
المعتدين [79 ب] في الأزض» فلا أغرف صَلاحاً في صِحتِهِ و. ير.. 
”0 غيره بالحق بوعود الإمّام: لأنّ ذلك أجمع فَرْض على الكِمَايَةِ في 
الإمَامَة يام عُطليها. وأمًا أخكامّه والتَوّلي من يِه والذخول في أغْمالِه إذا 
طلَبَ ذلك» فإنّه نافذ صَحيحٌ» وليس بِحَرَام في الدين؛ لأنَ الدليل قد قَامَ 
على أن فُسق الومام مخصوص وهو أنْ يكون خروجاً: على إمام أو كفرء 
أو تَرْكِ إِقَامَةِ الصَّلاةٍ أو الدَّعَاءِ إلى اسْتخلالٍ ما حَرّمْ م اللّهء مما قَامَ الدَليلُ 
على أنه لا يَقَعُ إلا من كافر دون ما عَذَا ذلك. 


[فصل] 

213 - وقد روي عن النبِيْ يك في ذلك أخبار لا تُخصَى كثيرٌ منها 
قوله : «سيكونُ بَعْدِي أْمَرَاءُ وأِمّةُ لا يَهْتَدُونَ بِهَذي ولا يَسْتَنُونَ بسني 
لُوني قلوب شياطين في جِثْمَانٍ إنس» قالوا: «أقلاً نُنابذُهم» قال ل: «لا ما 
أقَامُوا فيكم الصَّلاة'! “. وفي روايّةٍ أخرى أنّه قال: «لا إلا أن يَكْمُروا 
برَاحا». وإنّه قال لِحُذَيفَةَ: «أَنْفدذً لَهُمْ حَيْتُ قَادُوكُء والسَىْ حَيِتُ سَاقُوكَ 


- 292 (3) خرم: سقطت كلمتان. 


(1) من الأفضل أن تكتب كل منفصلة عن ما. 293 
(2) ق: الزنا. (4) حديث نبوي. 


258 


وإن أكَنُوا مالك وضَرَبُوا ظَهْرَكُ. ولا تَنْرَعْ يدا من طَاعق»"” . إلى نُظَائِرٍ هذه 
الأقاويلٍ ممّاقد تَمَصَيْناهُ في كتاب إكمَار المُتَأَوّلِين تَقَصَياً يُعْني التاظر. وهذه 
الأخْكامُ مما تَنْملُه© منها أخبَاك الآحَادٍ لأنّها عَمَلَّ في الدين مع ما" إنا قد 
أوضحنا هناكء وأنها قد خرجت لكثرتها وكِتْرَةٍ رُوَاتِها عن أنْ تكونّ أخبارٌ آحَادٍ. 


[فصل] 
4 - فإِنْ قالوا : كيف تكونُ هذه الروَايَاتُ صَحِيِحَةٌ وقد تَعَقَبَ نَوْمُ 
عُنْمان رَضي الله عنه بما ذَكروا أنه دنه من الأخدَاثِ. قيل لهم: ما أنكرٌ 
ذلك عليه ٠‏ صَمْمَ على الإنْكارٍ ذو فُضْلٍ ورَأى في الصَحَابَةٍء بل قد روى 
الرُجوعٌ والنَدَمِ عن كُلَّ من ذكرَ أنه حَصَرٌ الدَارَ منهم على حَسَبٍ ما قد شرحناء 
في قْلٍ عُشمان ٠‏ وإنّما تَعَلَقَ بذلك غَاعَةٌ وطلاب هَرَج وفِمْئةٍ؛ فلا حَُبََةَ في 
مثلهم» وعلى أن فِعْلَهُم خطأ لا مَحَالََ لِمَا يناه من قُبْلُ» من أنَّهُ ليس فيما 
نقَمُوه عليه متَعَلّقاَ وليس هم كُل المسلمينَ ولا الخيارٌُ منهم. وقد كانت 
الصَحَابَةٌ منهم تقول : أن الأمْرَ بالمعروفٍ والئَهْيَ عن المُْكرٍ لحَسِنٌء ولكن مِنَ 
الَسَيَّءِ شَهْرُكَ لاحك على سُلْطَانِك في تَظَائِرٍ هذه الألْقَاظَ؛ٍ على أنَّ قِصَّة 
ُثْمانَ تَدْلْ على أنَّ فسْقَ الإمَامٍ لا يخرجه [80 أ] عن أنْ يكونَ إمامء وعلى 
أنه لا يَجُوز كَوْنُ ِمَامَيْن في وَقْتَ واحد. 


[فصل] 

5 ان الكُلَّ قد اتمَقُوْ ذا على أنَّ القَوْمَ حَصَروُهُ وطالَبُوه ه بالإختلاع, ولو 
كانوا يَعْتَقِدُونَ أو غَيرَهم من القَاعِدِين عنه مِمْنْ يُعْتَقَدُ أنه ظَلَمَ: أنَّ ظُلْمَه قد 
أرَالَ إمَامَتَهء لم يكن لِمُطَالبَهم بِالْخَلْع مَعْتَى. كما أنه لا مَعْتى لِمُطَالَبَةِ من ازْتدٌ 
عن دِينِه بِخَلْع المَرْأَةٍ التي كَانَتْ تَحْمّهِ؛ لأنَّ الردّةَ قد مَطعَتْ العِضْمَة بَيْنَهما 
وإبانتها منه. فكذلك كان يَجبُ أنْ تكونَ قِصّة المُسْق لو كان مُبْطِلاً لإمَامَةَ 
الَاسِقْء وكما أنه لا مَعْتَى لِمُطَالَبَتِهِ بالخَلْم عند ارْتَدَادِهِ للجلم بأنّهِ مُزِيلٌ 


(1) حديث نبوي. (3) ق: كتبت «معما» كلمة واحدة من الأفضل 
(2) ق: الهاء غير واضحة تماماً. فصلها إلى ١مع؛‏ و(١ماء.‏ 


259 


لامائته.: وفي ركهم نُضبةُ إقام ورك سَائرٍ الأمة. 

6 - أو أنْ يقولَ قَائْلُ: أيْنَ يَذْمهَبُ بكم؟ هذا قَذْ رَالْتْ إِمَامَتُهء فلا 
وَجْهَ للمُطَالبَةٍ بَلْعِهِ وليل على أن الكل كان يَرى: أنَّ الفْسقّ لا يُوحِبُ 
إنَطالَ الإمَامَةء وإنْ كان مِنْهُم مَنْ يَرَى أَنَّهُ يَدَعْ المُطَالْبَةَ بالإجتماع فذلك 
خط في كم الذين. وكذلك لو جَاءً رَبْضُ إمامين في وَهْتٍ واجِدٍ لَعَدَلُوا 
مع حِصَارهِ إلى نُضْبَةِ علي رَضيٍ الله عنه أو غيره» ولَقَالَ بعضهم لِبَعْضٍ. 
وقالَ القَاعِدُونَ عنه : مَا بَالَنَا نُعَطلُ أمْرَ الأمّةِ على خَلْع هذا الظالِم لِنَفْسِهء 
وقد جَعَلَ الله عرٌّ وجل لنا تُصْبَةَ أثِمّةِ في وقتٍ واجدٍء وفي نَرْكِ هذا دَلِيلُ 
على أَنَّهُ حَرَامٌ عند سائرهم إِقَامَةٌ إمامَيِنِ في وَقْتٍ واجد. وقد شرَحَْنا 
الأَحَدَاتَ التي تُسْقِطْ فَرْض الطاعَة في كِتَابٍ الإكْمَارٍ. 


فصل 
7 - فإِنْ قالوا: فإنْ كان الحُكُمُ المُتَقُذُ وَاقِعا مِنْ حَارِجِيٌ على الإمام ما 

الحُكمُ فيه؟. قيل لَهُم: الخَارِجِيُ على الإمّام ليس بِإِمَام على وَجْهء وَحَكُمُه 
فيما يُنَاوله من الإعصاء'" في السَرّف والقّصّاص ماضلا مَحَالَّة لأنّه ليس 
بإمام ولا مِمْنْ جَعَلَ له الحَكُمّ في شَيءِ من ذلك» فهو بمئزلة العَامَد وسائر 
من ليس إِلَّيه القِيَامُ بالأخكام . فأما ما أحّذه من الرَّكَاةِ!" فإِنْ عَلِمَ أَزْبَابُ 
الأَمْوَالٍ أنّهِ قَدْ دَفْعَها إلى المُمَّراءِء أو وَضْعَها في أَهْلِها فقد سَقَطْ عَنهُم 
وصَارُوا بمنْزِلَةٍ من دَقَعَ رَكَاةً مَالِه إلى رَجلٍ قَاسِقٍ كُدَفَعَها"”* [80 ب] إلى 
الَمَرَاهِ ون لَمْ يَعْلَمُوا ذلك وَعَلِمُوا أنه قد أَؤْضَعَهاء وصَعْبَ عليهم إِعَاد 
الصَدَقَةَء وكان ما أَحَذَّهُ الحَارِجيُ مِنهُم ظَلْماًء نَوَكَهِ لم يسيراً وأمراً. 
إمتحِنُوا بو وهم والمُقَرَاءُ أنِضاً في قَذْرٍ ما أَحَدَّه؛ لأنَّ العَضْبّ وَخَلَ على 
سَائْر هم . 


297 - (3) ى: فدفعا. 
(!) ق: الاعصا يسقط الهمزة من الكلمات (4) ق: لما و*لمَا» الشيء أي جمعه وَضِمّه. 
(2) ق: الزكوات. 

200 


8 وقد قال قَُوْمٌّ: الخَارِجيُ والمَاسِقٌ بالأخدّاث مِنَ الأمّةِ ذا دَقَعُوا 
الصَدَقَاتٍ إلى أَهْلّها لم تَجُرَّ عن أزْبَاب الأمْوَّالِء وَإِنْ عَلِموا ذلك لأنّهم لا 
يَصِحٌ أنْ يُعْطَوْه ذلك على طريقٍ التَقَوْبِء لأنّهم يعتقدونَ تحريمَ الدّفْع إليهء 
فإِذًا أَحَذَهُ من غَيْرِ نِيِّةِ مِنْهم للتّقَرّبِ به. وعلى طِيْبٍ أنْفُسِهم لَمْ يجز عن 
زَكَاتِهم؛ لأنّها لم تَقَعْ مَهْرَبَه متقرب بها. والأوّل أَصَحٌ لِمَا قذ شَرَحْنَاه في غَيْرٍ 
هذا الكتاب. 


فصل 

9 - فإِنْ قالوا: كما تَقُولُون إِذَا جارَ الإمَامُ وأخطّأ في القَطعء وتََاوُلٍ 
الأنفْس وما جَرَى مَجْرَى ذلك. قِيلَ لهم: إِنْ كانَ الذي أَنَاهُ من ذلك شيعا 
تَعَمَدَه وتعَدٌى”'' بفعلي” اقَصَرٌ ينه وأَحَدَ بهِ على قَوْلِ بعض النّاسٍ و إن لم 
يَحجِبٍ ذلك عنه كثيرٌ مِنهم؛ أنه ضَرْبٌ من الظُلْم وإنْ كانَ مِمّا يَحْتَمِلُ أنْ 
يَكُونَ خطأء وَوَاقِعَاً عن شُبْهَةٍ الرَوْم في مَالِهِ إِنْ كان له مَالُء أو في مَالٍ 
عَاقَلتِه؛ أو في بَيْتِ مَالٍ المُسْلِمِينَ على حَسَبٍ ما يَكتَيِقُه:” الإِجْتَهَادٍ. 


299 - (3) ق: بكسمه. 
(1) ق: تعدا. 
(2) ق: بفعله من الأفضل حذف حرف الهاء. 


261 


[الباب الثاني عشى] 


[باب الكلام في عدم تجوز نصبة نبي والقول في بعث 
الرسل والأنبياء وعدم تجوز الخطا والسهو والإغفال عليهم] 


[فصل] 

0 - فإِنْ قَالُوا: فَهَلُْ يَجُورُ عِنْدَكُم أن يتعبّدكُم الله عرَّ وجل باحتيّار 
نبي ونطْبتِهِ كما أَمَرَ تَمَئْلَ ذلك في الأئِمّةِ؟ قَئِلَ لهم: الدّليل على ذلك 
لني كَل يَأتِينَا" بِمَا لآ تَعْلَمُهُ وَاجباً بِعُقُولِئَاء ولا نَغرِفٌ أيِضاً صِحَنَهُ 
ووجُوبه لِخْلْقّتهِ وصُوَّرِهِ وقَْلِهء لأنّهِ يَضَعْ الشَّرَائُمَ والأخكامً» وَيَحْلُ ويُحَرْمْ 
وَيُحْبر*' بِذلِكَ عن رَبّْهِ ولا سَبِيلَ لنا إلى العِلّم بصدقه على الله فيما يَضَعْه 
من الشَّرَائع» ويَّدَّعِي أنه أؤحَى اليه به مِنْ طرِيقٍ العَقْلِ ؛ لأنَّ العَقْلَ يُجَوَرْ 
كَوْنَه مُذَّعي النُبُوّةِ كاذباً على الله ويُجِوّرُ صِذْقّه عَليهء ولا يُمْكِنُ أيِضاً 
مَعْرِفتُه من طريق قَوْلِهِ وَاذْعَائِهء ولا يُبِينُ لَنَا أنّه صَادِقٌ على الله عنَّ وجَلّ 
باظهار 81 أ] الرُهد والصَلاح وَالتُقَىء واغْتِقَادنا فيه المَضْل الظاهِرٌ على 
غَيْرِو وما يَجُورُ أنْ يَكونَ كثيرٌ مِمّنْ يُظْهِرُ لَنَا ذلك فَاسِقاً فَاجراً عند الله عر 
وجلٌء وِيْبَيْنُ”” السريرّة بل يُلحِدُء لا يَعْرِفُ الله» ولا بَنطوي على التَقَدْبِ 
بِعَمَل الله عرٍّ وجَلَّء ولا أْمَانَ لّتَا من ذلِكء وإنّما أَمْرُنا بمُوالآةٍ من أظهْرَ 
لنا ذلك في الحَُكم الظَاهِرٍ دُون القَطع على بَاطِتهِ. 


300 - (2) يكرر ايخبر». 
(1) يانسا دون نقط. )3( ق: سس دون نقط. 


2062 


[فصل] 

0 والئِيّ لا بُدذّ في اعْتِقَادٍ كَونِهِ نيه مِن أن يَقْطعَ على أنه نبي 
الله عر وجل» وأنّه صَادِقٌ عليه وأنَّ ما أتَى به من عِنْدِهِ. ومِغل هذا لا 
يُذْرِك عِلْمهء وِيَّتَحَقَّقُ المَطِعُ عليه بِظَامِرِء وعَلّيه ظَن؛ فلا بُدَّ إن" أنْ 
يكونَ الله عر وجلّ هو الذي يَتوَلَى نُضْبَةَ الُسْلء ولا بد متى فَرَضٌ عَلَيِا 
العلّم بِصِدْتِهِم؛ ولأنّ ما أنّوا بِهِ مِنْ قبل الله عر وجل أنْ يَظهْر عَليهم مِنَ 
الأغلام الْحَارِقَةٍ للعَادَةِ ما يَكشِفٌ بها قنَاعَهُ ويَدُل على صِدْقِهِ وَالْمَرْق بين 
وَبَئْنَ الكاؤب في اذْعَاء )62 الرِسَالَةِ. فأمًا الإمَامُ فإنّه يأَتِينَا بمَا تَعْلَمُه وتجيط 
به كإحخاطته وَرُبَمَا كُنا أخفظ لِمُغظم الذينٌ مئهء وأشّد تَقَدُما فيه؛ أن 


لي 
المَرْعَ مُقَوَرٌ من جهّة الئِن يل ويكمل بثمّر وَعَى”” من جمِيعه. 

2 وقد بين رَسول الله كَليةِ البَيَانَ الذي أوْجبَ العِلْمَ؛ وَقَطعْ العُذْنَ 
فمّا يَحْتَاجُ في عِلْمِهِء وتقَّرّرِه إلى قَوْلٍ الإمَام فيه» وَتَقْلِهِ بل يَحْتَاجُ إليه في 
حِمَايَةٍ البَتِضَةَ» وقسْم المّيءء وجبَّايّة الخرّاجء وتفريقٍ السِهَام وَإقَامَة الحَدُودٍ 
وَالإنْتِضَافٍ مِنَ الظالم للمَظلوم على وُجُوهٍ مَحْدُودَةِ مَرْسُومَةِ قد قَرّرَنْها 
الشَرِيعةٌ ولا يَسُوعْ لَهُ تَجَاوْرَهَاء وتَعَذّي شَيءٍ مِنْهاء وَاسْتِعْمَالٍ السَرَفٍ فيها. 
الأمّهُ في جميع ذَلِكَ من وَرَائهِ في َيه وتقويمهء وَإِذْكَارِ وتشّديده. 
والحُكمُ عليه فيمًا يَتَعَلْقُ به مِنَّ الحَقُوقٍ» وِيَحِبُ له أن لآ يَخكم أو يَنفدَ إلا 
ِمَحْضْرٍ من العْلَمَاءء ويرْجع م إلى رَأَيه ويثِقٌ بعلمو وكُل هذه الأسْبَاث" ١‏ التي 
تليهاء و َصَح أن لا يُبَاشِرَ شَيْنا مِنْ هذا“ بتفْسهِ مَعْ كوِْهِ ماما مَفْرُوضٌ الطاعةٍ : 

مَايْرَدٌ د ذلك إلى أَمَرَائَه وقّضَاتِه وأضْحَاب خرسهةء وسَعَاتَهِء والأئمّةِ على 
الصّلاة© مِنْ قبلهء فَحَالَهُ في جميع ذلك [81 ب] حالهم أي فى ضَرورةٍ ما 


- 302 - 301 - 


(1) ق: أذاً. (4) وجدت «الا» على نهاية السطر و«سباب» 
(2) ق: الدعا. على أول السطر التالي. 
لم ق: وع. (5) ق: منهذا كتبت في كلمة واحدة. 

(6) ق: الصلوات. 


7) ق: أعني من الأفضل استبدالها «بأي». 


2063 


1 م به علينا؟ . وتنديله فيه» وتعظيمه» فلا يجب أنْ يكونَ حَلْمَاوٌّه وَأْمَرَاؤٌه 
2 ل.ام ان م يرث ع .م اكُاخ 2 
وقضاته © مَعصومين مُقطوعا بعدالتهم عند الله وانهم مستحمول الثْوّات عليه . 


[فصل] 

303 - فكذَلِكَ حُكُمْ الإمام في أنه لا يَحِبٌ لاسْتَبدَادِه بالَظر في هذه 
الأخكام التي تَعْرِفُها كَمَعْرِيه, ونتفُذُها بتَنفِيذٍ حلَمَائِِ الذينَ يُحَرْمْ الخلا 
عَليهم إذَا نَصَبَّهُم لإمضَائِها وتَولْيها مَعْصُوماً ولا مَُطوعاً على بَاطِئِِ. وَالكْنَةُ 
فى ذلك أنه : هو وأميرُه» ليس يَأَتِيَانٍ بِشَيءِ ء من قِبَلِ اللهِ عزَّ وجلٌ» ؛ ولا يَضَعانٍ 
شَرْعاً يَدَعِيَائَه على اللهِ عبٍّ وجل ومتى” ادْعَيَا ذلك حَرَجَا عن الإمَامَقَ 
والإمَارَةء واسْترْجَبًا الحُكُمْ فيهما: بحم الكافِرين الكَذَبَة على ال عر وجل ؛ 
لأنا قد عَلِمَْا ضَرُورَةٌ من" دين النّبي كك أنه لا شزع يُشَرْعْهِ الله بعد شريعَتهِ؛ 
ولا تَبْدِيل لَهَا على يدٍ الِنّء ولا إمام» ولا أمير. فإذا كان ذلك كذلك بجاز أنْ 
يَخْمَارَ إماماً على طَهَارَةٍء ليَُْدَ فينا - نحن عَالِمُون به ولّم يُجِرْ بارا يا لِمَا 
قَدَمْئَاه من قبلء كما جَاز للإمّام أنْ يَحْنَارَ الشُهُودَء والقّضَاءَء والأمَرَاءَ على 
ظاهِرٍهم ؛ والبادي من عَدالَتِهِمٍ لِمَوْضِعْ الحَاجَةٍ إلى قِيَامِهم ب بِمَا يَسْنّدُه إليهم : 
مما عِلْمُّه به كَعِلْمِهِمء إِحَاطتُه به فَوْقَ إِحَاطتِهمء فإنْ زَالُوا قَرّمَهُم وإنْ 
جاروا كَانَ من ورّائِهمء وإِنْ غَفِلوا أَيْقَطَّهم؛ٍ فُحَالَُ الإمام من الأمّةٍ كَحَالٌ 
القاضي؛ والأميرء والشَاهِدٍ مع الْإِمَام لا فرق بينهُما. 


[فصل] 

4 وقد حكي عن قُوْم: أنّهم يَأَبُونَ تَنْفِيدٌ الإمَام للخكمء بقولٍ 
القّاضى والشَاهِدٍ والعَمّل بالبَيّئَةَ على العَدَالَةِ الظَاهِرَة. وقالوا: أنَّه لا بد أن 
يُوقِمَهُ الله عزَّ وجل على صِدْقٍ البَئتِء وأْمَانَةٍ القُضَاةٍ وَالشُهُودٍ. فَيُقَالَ لهم : إذا 
كان لا بُدّ من التَوَقْفٍ على عَدَالَةٍ البيْتََ» قَمَا الْحَاجَةُ إليها ولمَ لا يَرْدُ التَؤقِيف 


410 خرم: سقط حرف «الواو؛. 303 


(2) ق: قضايه من الأفضل استبدالهاب (3) ق: ومتى. 
١اقضاته؛‏ وسيتكرر ورودها على هذا النحو 


264 


عليه بِصِدْقٍ المُدَّعي!' وكَذِب المُذَّعَى عَليهء في الجَحْدٍ والإلكار» لأنّه أَخْسَمْ 
للمَادَةء قَمَا الحَاجَةٌ إذآً إلى الشُهُودٍ إذا ورّدَ الوَّحْيُ بِصِدْقٍ المُدَعِي وكَذِب 
المُدُعَى عليه. وقَالَ قَوْمّ مِنهم: ليس يحتاج [82 أ] إلى نَبِّ بعد المُدّعي 
البيّئة. ...© وصَمُوا" لهم الله : له إِمَارَة يَعْلَمُ بها صِدْق البَيِتَةِ مَيقَالُ لهم 
وما" تلك الإِمَارَةٌ: هِيّ القِيَامُ مِنَ الله عر وجَلٌ له؛ وَاضْطِرَارُه”” إلى العلم 
بصِذقِهم. فإِنْ قالوا: نَعَم. قِيل لهم: فيجبٌُ أنْ يَشْبَّرِك الئاس في هذا الإلْهَامء 
وفي هذه الضَّرورَة. وقد أَوْضْحْئَا الكلام في هذا الباب. في تفْصِيل ©“ طرق 
المَعَارِف من كِتَابٍ الأصُولٍ والأخكام بما يُعْني عَن رَدُه. 

5 - وإِنْ قالوا: الإمَارَهُ هي أنْ يقول الله عر وجل له على لِسانٍ نَبِيّهِ: 
كُلَْ مَنْ شَهِدَ عندك بح فَتَلَْبَ على ظَنّكَ أنه صادِقٌ؛ فاعلم أنه على ما عَلْبَ 
في ظَنْكَ واحكم بِمَوْلهِ. فيقال لهم: أقلا قيل له كلّ من ادْعَى حَقاًء فَغَلَبَ 
على ظَنْكُ أنّهِ مُحِقَّء فَاعْلَّم أنَّه مُحِقٌ ولا يحتاجُ إلى البَْئَةِ؛ فإن رَامُوا في 
ذلك فضلاً لم يَجَدُوهء وإن أَجارُوء أجَارُوا الحكم على المدَعَى عليه””' لغيرٍ 
بيتَقّه ولا إرار”* وهذا خِلآفٌ إِجْمَاع المُسْلِمِينَء ثم يُقَال لَهُم : فاغْمَلُوا على 
أن الإمَامَ َعْلَمْ ذلك من حال من ادعى الحَقّءٍ وشَّهِدَ له عِنْدَه لعل ظِ: وقطع 
الخصّومّة. فَمَا حال حَلْفَائِهِ وقضاته في الأقطارء وَبِحَيْتٌ لا يَنْعْلُوا دَارَهُ ولا 
يَستَطِيعوا إِيقَافَ الحَقٌ والخُصُومَةِ على اللْحُوقٍ ببِلدِهِ ومُستَقَرٌ 

[فصل] 
6 - فَإِنْ قَانُوا: َقَفْ الحُصُومَاتٍ كلّها على لِقَائِِ وبتَطلٍ أخكايهم 


تَرَكُوا الماع وخَرَجُوا عن قَؤْلهم. وإِنْ قَالُوا ِمَوْلِ الإمَام أيضاً لقَضَائًه 
وأمرّائه» ومن غلب على طَنّْهم صِدْقَّه من الشّهُودِ فاعْلَمُوا أنه صَدَّقَ. قِيل 


- 304 - على أول السطر التالى. 
(1) ق: المدعا. ©) ق: تفضيل. 0000 
(2) خرم: سقطت كلمة. 305 - 

(3) ق: وصفوا. (7) ق: المدعا. 

(4) ق: وما. (8) ق: افراراً. 


(5١‏ وجحدت «واة على آخر السطر «وضطراره؛ 
2065 


لَهُم: وهُوّ أنِضاً من أنْنَ يَعْلَمُ إنّهم قد صَدَّقوا امراءه وقضاته"'' والعقل لا 
ينب عن صِدقٍ من شَّهِدَ عندهم, فإن قالوا: بتوقفٍ الرسول على صِدْقٍ كل 
من غلب ظَنْهء وظَنُ خلفائه صِدْقَهم إلى يوم القيامة . قيل لهم: هذا خروجٌ من 
الإجماع, وَتَرْكُ أيضاً لقولكم» لألكم تَرْعَمُون أن الإمَامَ وَخده لا يُسَوْعّ له 
الحكم بالببْئتةٍ حتى يَعْلَمَ صِذْقها دون سَائِر حُلَفَائِهِ وآمرَاِهِ وحْمَالِهِ؛ وإلا فَقَدْ 
سَوَيُْم بيْنَ الإمام» وبَيْنَ سَائرٍ خحُلَمَائِهِ على الأغمّال وهذا نَرْكُ لقَْلِكُم. ثم يُقال 
لهم: من أُيْنَ يَعْلَمُ الإِمَامُ أنَّ أميرّه» وَحَلِيمَتَه لا يَحْكَمَانٍ إلا بالحق 821 ب] 
الذي يَعْلْبُ على ظَنْهِمَا الصَّدْقُ فيه لهم ويَجُورُ صَرْفُهِم من التّغيير لهم 
والتَندِيل» واعْتِمَادٍ نَرِكِ الحَقْ ما يجُورٌ على سَائِرٍ الرَعِيّهَ وليسوا بولاة. 


[فصل] 

3207 - إن قالوا: يَعْرِفْ ذلك بأن يقول له النبِيْ يله بأنْ كُل من وَليته 
عملا ٠‏ فاغلم أنه لا يُخْطِئ» ولا يَجُوزء ولا يُضيع ولاءء' " وما يَحْكُمْ إلا بمَا 
أنْرَلَ الله عن وجل . قيل لهم: فكانّ لنب كَل بِعِلْمِهِ بقضَّاتِه وأْمَرَائْهِ في العصمّة 

من الزّْلْلِ وتَجَنْبٍ الخَطْلٍ كهوء ٠‏ قَلِمَ لا يَجُورُ أنْ يُعْنبنَا عن الإمَام هؤلاء بالحقٌ 
وحِفْظِهم للذين. واْقَاءٍ الحأ والتغيير” مِنهُم إذا كان كل واجدٍ منهُم مُشَارِكاً 
للإمام في صِمَّتِه في الحُكم بالحَقٌ والإحاطة بالعِلّم» والقِيَام فيه بِحَسَبٍ ما 
أَوْجَبّه الله عنّ وجل ورسولّه؛ وهذا يَؤُولُ إلى تَرِكُ قَوَلْكُم بالحاجَة إلى الإمام» 
وإِنْ تركوا هذا أجمع» وَرَعَموا أن الإمَامَ يَحْتَارٌ الْفُضاةً والأمرّاة على ظاهِر 
عَدَالَهم» فإنْ حَكَمُوا بالحقٌ أنْضَى أخكامّهمء وإن غَيّروا وبَدَّلوا غَيْرَهم 
وأنكرٌ ذلك من صَنِيعهم. قِيل لهم: فَلِمَ لا يجورُ أن يُرَدُ إليه احْتِيارٌ نَبِيّ على 
هذا الوّجهء لأنَّ هذه قصةٌ الأمَّةِ في اخْتِيَارِها الإمَامَ على ظاهر عَدَالَيَهوء إن 
حَكَعَ بحم الل عر وجل أقرٌ به وإنْ أخطأ أو ظَلَمَ فَرْمَه ورَدٌ عليه» وإنْ 
َلْرَمَّ اذا جَارّ تقيُدها بِاحْتيَارٍ إمَامِ على هذه الصِمَةِ في جُوَازٍ تَقَيْدها بِاحْتيارٍ نَبِيُ 


307 - 306 


0( فق: امرايه وفضايه . )3( الحرف لاءوا شيه ممحوة. 
2) ق: سى. (4) ق: البعير. 


266 


على هذه الصِفَّدَ لَرِمَكم ذلك بِعَيْنِهِ في الإمّام مَعَ أميره. ثم يُقال لهم: وإذا 
غَيّرَ عليهم عند إِيصّالٍ تَغْيرِهِم به» فُمَنْ تَرَاسَلَ بالتكير على َلِيفَةٍ بالأندلس 
وتَسْمَلانَ والقَبِرَوَانَ وا سنيحابٌ وشاسٌ وفرغانة '' وهو بالعراقٍ بِقَوْمٍ هُمْ 
ِالعِضْمَة كهوء أو بِمَنْ يَجْرِي مجرى من غيّرَ وبَدّلَ مِمّنْ أزسلٌ إليه. 

[فصل] 

8 - فإن قالوا: بمَعْصُومين تَرَكوا قَوْلّهم: وإِنْ قالوا: بِأْمْئَالهم. قيل 
لهم : فَلَعَلَ الؤْسْلَ أيْضاً يُعَيّرُون ويُحَرّقُون ما بُعِثوا بو» وتّسَاءَلوا عنه فلا 
يَجِبْ مَعْ جَوَازٍ ذلك قِيَامُ الحةٍ بهم» وحضول العِلم بِشَيءٍ منهم إل عند 
مُبَاضُرَةِ الإمَامء ومشاهدته أَمَرَائهاء وقَائل فيهاء وليس هذا من دين [83 أ] 
القَْمٍ والمُسْلِمِينَ في شَيءِ» فَوَجَبَ أنْ يكونَ حال الإمام في أحَدِهما لزومٌ في 
الأخرىء وأفْضَلٌ في ذلك . على أن إنّما ذَكَرْنَا أميرّ الإمام”” تَمْثِيلاً لأنّه لو لم 
يحول له اسْتِخْلافَ لَبَوَوا قاض على ظاهِرٍ العَدَالقِ لكان دَلِيلَنا في صِحَحةٍ اخَتيَار 
الأثِمّةِ له مع امْبِنَاع نَفْسِها لنَبِيّ» واخَتِيّارها لهء لأنَّ ذلك أمْرٌ قد جُعِلَ لَهَا. 


[فصل] 

9 فإِنْ قالوا: ُهل يِجُورُ أنْ يَبْعَتْ الله نبياً لا يُخْدِتٌ شَرِيعة ولا 
يزيدٌ على ما تقدّم له من قَبْلء ويكونٌ إنفاده الحض على شريعة من قَبْلِهِ. قيل 
لهم: أجل . فإنْ قالوا: فما أنكرتم من جَوَازٍ اخْتيَارٍ الرْسْلٍ والأنْبيَاءِ من حَالَةِ ما 
ذَكْنا أيضاً في اعفاد فيه . لا ِينٌ ذلك ولا يجوز لأنّنا قد أبنا أن طَاهِرَ الأمر 
لا يَدُلُ على سَلامَةِ البَاطِن» وكون المُدّعي نيا له عر وجلّ. والنبي لا يكون 
نبياً إلا بأن يكون مبعوثاً من قبل الله عرّ وجل. وَمُكَلّفاً لنا عِلْمُ ذلك من حاله 
وصِدْقِهٍ على الله عر وجَلَ ما يَظْهَرُ لَنَا من طَاعَتِه فضلاً عن أَنْ يَعلَمَ بما أنه 
صادِقٌ على الله عزِّ وجَلّ في اذْعَائِهِ امبُر وليس يصحٌ أن يَعْتَقِدَ فيه الفضل 


(1) قى: فراغنة. 309 2 
308 - (4) ان الكلمات ست من «فى اعتقاد. . حتى 
(2) ق: تسلوا. ذلك؟ كتبت في الهامش عرضاً. 


267 


بيْنهء وبِينَ من ليس نَبِيّ بظاهر عَدَالَته التي تختارُه لآحقاً؛ لأنّ ذلك لا يدل 
عندنا على أنه مُوْمِنّ عند الله فضلاً عن دلالتهاء ؛ على أنه َي لهء ومتى لم يكن 
ذلك ٠‏ لم يَجز أن يَصير التي نبي اانا من حي لم يُمَكُنا مَغْركَةُ كؤنه نبا 
باحَتيّارِناء ولا بما ظَهَرَ من عَدَالَتَهِ . والإمام : فقد أَبَنّا أنه إنّما يَصِيرٌ إماماً بِعَقْدنا 
له من غير حاجةٍ بنا إلى أن يكونّ بَاطِنه كظاجره في العَدَالة وأن يَعْلمَ ذلك من 
خاله؛ بل يكونُ إماماً لناء وإِنْ كان مُلْجداً عند الَهِ عر وجل؛ كما أنَّ أميرّه 
وقَاضِيّهُ المُقَذِينَ للأخكام يكُونَانٍ حَاكِمَيْنِ؛ ٠‏ وإِنْ كانا عند الله كافِرَيْن. والَنّبيُ 
يَحْتالج في العِلّم بكوْنه نيا إلى العِلم بأنَ الله أَزْسَلّه وأمَوَّنا بطاعَتِه وذلك لا 


د م(12) 
يَبِيك 17 من أَمْر إلا بعلم فَاهِرِ ومُعْجِرُهُ ظاهِرٌ باهر فبانَ الَرْق بين الأمرّين. 


[فصل] 


0- فإِنْ قالوا: فَهَلْ يَجُورُ أنْ يقولَ الله عرَّ وجل لََا على لِسَان 
رسوله: 'أَيّمَا رَجُل رَحِعْنُم إليه في أَمْر دييكم وأخكايكم يمَرَرْ شَيئاً”' منها مع 
ظنكم بِعَدَالَتهِ وظَاهِرٍ سَْرِه فذلك جكمَتي عَلْيِكُم وشَريعتي فيما خَلفئُكم'. 
قيل له: أجل وقد فَعَل ذلك وتَعَبَّدْنا به فى سائر المُقَّهَاءِء وإِنْ كانوا عندنا 
ظَاهِرينَ في” العَدَالَةِ وممن [83 ب] له قوم في العِلّم: وقد أَحْرَهُ العَامَةُ 
بالرجوع إلى َوْلِهِم إذا أَفْتُوا وتعلمْنا أن ذلك مِنْ دِينه ولو أمَرَ العُلْمَُ بِتَعَلِيد 
بَْضِهم بَغْضاً لَجَائِرٌ ولو أمَر سَائرُ الم بتقليد رَجُلٍ منهم بِعَيِْه؛ دَلَّهُم عليه 
بِصِمَتِهِ لَجَارٌ بأنْ يقول قد أمَرْنُكم بتَقليدٍ أَكُبَرِكُم سِنَاء أو أفديكم هِجْرَة أو 
تَقْلِيدٍ العَرَبِي» دونَ المٌارسي أو الفارسي دون العَرَبِي. ثم يقولٌ العَرَبيُ إذا 
كان فُْشياً هذا كُلَّه جائرٌ إذا عَلِمَ تعلق مَضْلّحَةٍ بعض المُكَلْفِينَ بهِ؛ وأنّهِ عَلِم 
خلافٌ ذلك عندنا كان جائزاً إذا لم يَوَدَ إلى قلب القَّدِيمِ والمَحَالٍ والخخروج 


للأمور عمًا هي عليه. 
05 كلمة «ظاهرين" أو إضافة كلمة (في! 
(2) ق: شي. بعدها . 


268 


[فصل] 

1- فإِنْ قالوا: فَهَلْ يَجُوز أنْ يَتَعَبَدَنا بذلك في أصُول الدّين بأنْ يقول 
كُلَ مَنْ قال لكم قَوْلاً يمْلِبُ على ظَنْهِ أنّه صوابٌ أو لآ يُعْلِبُ عليه فهو حَقُّ 
عندي» وهو كمي عليكم . قبل ل : يو أن يَحكمْ علينا بذلك» ولكن لا 
لعل مياه عندهم على حَذٌ سَواء. وإن عَلِمَ أن بَْضَهم يقد البَايِلَ ويَفتى 
به لَمْ يِجَرْ أنْ يقولّ لنا أنّْهم جميعاً عندي مُحِقُون؛ٍ لأنَّ دَلآَئَلَ العقولٍ تُبْطِلُ 
أحَدَ القَوْلَيْنِ المُنَضَادَيْنء وتُصَحَُحُ الآخر. وليس كذلك سبيل مَسَائْلٍ المروع : 
لأنّه لا حَُكُمَ لها في العَقْلٍ ؛ ؛ وإنّما يَصيرُ لَهَا كما بالعبَادَقء فإذا تَبَعَدَ سَائِرها 
صَارَتْ كُلّها حُكماً له . ولكن قد يجُُورُ أنْ يقولّ لِسَائِرٍ المُكَلّفِين: «قولوا مل 
قَوْلٍ زيِْ' إذا قال لَكم قولاً وقولوا نه حَْ كما قال . فإنْ كانَ يَعلَمْ عن رَجُلٍ 
أنَّ قوله باطِل ليس بِحَقٌء ولا يجوز مع ذلك أن يقول اعْلَمُوا أنه نه © كما 
قَالء لأنّه إذا كانَ مُبْطلاء والدَلأَئِلٌ على بُطَلانٍ قَوْلِهِ قائمةٌ ولا سبيلٌ لَنَا إلى 
أن نَعْلّم أنه مُحِقٌء ولا أنْ يترُكَ العِلْمَ بذلك بِنَرْكِ . وقد أَوْضَحْنًا هذا الكلام 
في غَيْر مَوْضِع من الجَوّابات بما يُغني عن ردّه. وقد تَعَبَّدَ الله عزَّ وجل العالِمَ 
بأنّه عرّ وجل قَرْدٌ واجِدّ: أنْ يقول بأنّهِ نَالِتُ ثَلانَةِ في دَارٍ الحَرْبِء وعِندَ 
لَه وليس الأمْرُ بأنْ يقول [84 أ] ذلك. ...”” أي يقال لهم حقيقةٌ ما فيه 


وَيَعْتَّمَده فى شَىْء . 


[فصل] 

2 - فَإِنْ قالوا: لأنْبَمُ بهِ أن يقولّ الله عرَّ وجل للأمّةِ على لسانٍ نبيّه : 
ذا عَلَبَ على ظَنككُم أنّني قد أَرْسَلْتٌ زَيْدا إلّيكم وَبَعَْتُه نيا وادّعى هو ذلك 
وقالَ أن الأمرَ كُمَا ظَتَنْتُم» فاعْلَمُوا أنَّهِ نَبنْ صَادِقُء وأنّه رسولٌ لي فَأْعمَلُوا 
على قَوْلِهِ. قِيل لَّهُم: أجَلُْ ذلك جائِرُء غيرَ أنَّه لا يقولٌ لّنا ذلك إلا وقد عَلِمَ 
311 ابتداء «فان كان حتى. . . إنله حق). 


(1) وجدت ألف مشطوية يعد الدال. (3) خرم: سقطت كلمة. 
)2( يكرر كتابة واحد وعشرين كلمة وهي )4( ق: ادعا. 


2069 


عرّ وجل أنه سَيْرْسِلُ من يَعْلْبُ على ظَنْنَا أنه رسولُ لهء وأنّهِ يَدَّعِى عليه 
الرسَالَّة وإلا فإِنْ خَبَّرَه عن أنّه قذ أَرْسَلَ الكَاذِبَ عليه كَذِباًء وحَبَّرَ َيِه عن 
ذلك أيضاً كَذِباًء والكَذِبُ لا يَجورُ على الله عرّ وجل ورسولهء وكذلك لو 
قالّ: إذا غُلَبَ على طَنْ وَاجِدٍ مِنْكى أو تفْر مِنكُمْ ني قد أرسَلْتُْ رَيْدأَ 
وادُعى ذلك رَيْدُء فاعْلْمُوا أنَنِي قد أَرْسَلْبُه فَوَجَبَ أن يَعلَمَ أنه نبي مُرْسَلَ إذا 
عْلَبَ ذلك على طَتْنَاء واذعاء0) الرَجُلٍ الرّسالّة؛ لأنّهِ عر وجل يُعْلمُنا قد جَعَلَ 
ادْعَاه وغَلَبَة طَنْنَا عِلْماً على أنَّه قد أَرْسّلّه إِلَيْنا. 


[نصل] 

3- وكذلك لو قَالَ: إذا ادّعى”” زيدٌ فيكم النبُرَةَ في زَّمَنَ كذا وكذا أو 
مُطْلّقَاً من بَني فلان فاغلَّمُوا أنّي قد أَرْسَلَيُه لجَارَ وصّحٌ» لأنّه لا يقول ذلك إلا 
وقد عَلِمَ أنه سَيْرْسِلُه فيَجْعَل دَعْرَاهُ علماً على صِدْقِهِ لنا؛ وإِنّما صَارٌ عِلْماً لَنا 
على صِدْقِهِ بعد قؤله. قد جَعَلُْه عِلْماً. وكذلك لو قال من دَخَْلَ هذه الدار 
ورَكبَ هذا الحمّار أو اعْنَّمٌ بالخرّ دون المَرْوَىء فَأعْلَمُوا أنّه نَبِيْ لكان ذلك 
صَجِيحاًء ولكئّه لا يقوله حتى يَعْلمَ تَعَالى أن دخُولَ الدَارِء وركُوب الجمَارٍ 
والعِمّةَ بالخ لا يَتَفِنُ إلا لِمَنْ أَرْسَلّه دون غيره. 


2.4 وكذلك لو جَعَلَ هذه الأمور علامات على أنَّ فَاعِلَّها مُؤْمِنّ بوَعيدِهٍ 
لصارّث عَلامَاتٌ صحيحةٌ بالّضع والتَوْقِيِفِء لا لأنَّ العَقْلَ يُحيلُ وُقوعَ 
أمْتَالِهاء مِمَّنْ ليس بنبيء ولا مُؤْمِنِء ولكن لمؤضع”” الحْبَرٍ والمَرْقٍ بين هذه 
الإمَارَات وبين المُعجزاتٍ لا يَحْمَاجّ في العِلّم بصق من ظَهْرَثْ على يَدِهٍ إلى 
خَبَرٍ من اله عر وجل» له قد جلها علم لمَوْضِعِ ما في العقل من دلالتها على 
الصدّق وَإنَّ الله عر وجل لا يَخرق العادة بها إلا للدلالة على صق صاحبهاء 
ودخولٍ الدَارء وركوب الحمّار [84 ب] وعَلْبَةٍ ظَنْنَا لكوْنٍ الرجل كافراً وادّعائه 


- 314 - 312 - 

(1) ق: ادعا. (3) ق: الموضع. من الأقفضل حذف «ألف» 
- 313 - زائدة . 

(2) ق: اذا ادعا. 


210 


عليه. ...”" وتَخَلّي الله عز وجل ليس في العَقْلٍ ما يُنْبٌِ عن أنه لا يَمَعُ إلا 
مِنْ صَادِقٍ على الله عزّ وجل. ر. .9" عِندّه فاختَاجَْث إلى تؤْقِيفٍ على كَوْنِها 
عِلْماً مِمَّن يَعْلّمْ عر وجل أنَّ حُصُولّها لا يَنَفِىُ إلا مِن مُؤْمِن صَادِقِء وهذا 
واضِح بين . ّ 

5 - فأمًا أنْ يَعْلَمَ أن الرَجُلَ نَبْ الله بِاحْتَيَارِنَا له وَاْتِقَادِنَا فيه أنَّهِ لَبِيّ 
فقط فلا سَبيل إليه لِمَا قد بَيَّاه من قَبْل» ولنا سَبيل إلى أن يعلمّ أن الإمام 
الحَاكِمَ في الأموَّالٍ والمُروجٍ قد صارّ إماماً بِعَقْدِنا له. وإنْ جار أنْ يكونّ فَاسِقاً 
عند الله عرّ وجل؛ كما أنَّ أنا سبيل إلى أن" نعل نحن والإمامٌ: أن القَاضِي 
والأميرٌَ قد صَارٌ قَاضِياً وأميراً حَاكماً فيما جعَل الله بالعَقْدٍ له؛ وإنْ جَارَ أنْ 
يكونّ فَاسِقاً عند الله . 


6 - وكذلك الشهود المتعلق الحُكُمُ بشَهَادَتِهم بذلك جميع ما 
قالوه. واعْلَّمُوا رَحِمَكُمُ الله أنّه ليس يَحْتَاحُ كل نبي عندنا إلى علم معجز 
يدل على صدقه؛ وإنما يحتاج إلى ذلك منهم من لَمْ يُخْبر نبي غيرّه عن 
صِدْقِه؛ وأنّه نَبِّ له الله لا سَبِيلَ إذا عَم الخَبَّرَ عن تُبْوَ من صادِقٍ لا 
إلى العلم بصذقه؛ إلا بالعلم بالمُغجز وعِلْمه. فأما من قال فيه رسول الله 
ل «أنه نبي مِثْلِي يُوحى إليه» أو قالَ: (إِنّهِ يكونٌ بَعْدِي نَبِيُ بَعْنهُ كذا 
وكذاء وهَذِيُّهَ كذاء وصمَنّهُ كيت وكيث». فإنّه لا يَحْنَاحْ إلى عِلْم يَدُلُ على 
صِدْقِه بل لا يَحْتَاجُ المُكلْمُونَ للعلم بْبُوتهِ إل إلى سماع التَوْقِيفٍ عليه من 
الرَسولٍ عليه السلام؛ أو إلى إِيصَالٍ بره عن لُبوْتَه بهم على وَجه يَعْلمْ 
صِحَنّْه؛ وتَقُومُ له الحَجَةُ من تَوَائْر ودّليلٍ يقُومُ مَقَامَهه ولا فَرْقَ بين أن: 

يَسِيرَ إلى عَيْيْه» أو يَجَعَل يجِعَلَ العِلْمْ على نُبُوَيَهِ بعض صِفَاتِهِ التي تَخُصُّه دونَ 
غيب أو لذ دعراء أو خلبة طلا ار ط] يعن لكرنه نيا فطل بذك 
اسْتِيشَاعٌ أَهْلٍ الصعْففِ في العِلم بهذا الباب. ْ 

7- وما يَدُلُ على أنه لا يجورٌ أنْ يَصيرَ لنب أبدا نَبِيَا بِاحتيّارنا له: 
(1) خرم: سقطت كلمة. -315- 


(2) خرم: سقطت كلمة. (3) من الأفضل زيادة «ان». 


2711 


* 


أن الإمَامَة”'" مُتَفِقَةٌ الي يكل مَفْطوعٌ بتَقَاء سَرِيرَتِ وطهَارَةٍ بَاطِنهء وإِنّه من 
أَهْلٍ الجَنّق وإنّه أَفْضَلٌ من سَائِرٍ رَعِيّيهِ عند اله عرّ وجل وأعظم [85 ]م 
م...” إلا نبياً. . .”2 فضمن باعتقاد هذه الأمور فيه ولاية مؤمِن عنده لا 
محالة إن خَالفَ منهم مُخْالِف في قل الأئِّةِ على الرَجُلٍ؛ وإِنَّه من نَبْتَ ذلك 
بأنه مُؤْمِن» وأنّه من أَهْلٍ الجَنةا'» وأنّه أَفضَلٌ من سَائرٍ الرَعِيّة وأنّهِ يَسْتَحِنُ 
المُوالآةَ على ظَاهِرِهء وَباطِيِْه بِاخحْتِيّارِنا لَه وظاهر سَثْرِهء وكما يجوز مَعَ 
الْحْتِيَارِنَاء واعْتِقَادِنا لعَدَالَيَهِ أن يكونّ فَاسِقاً فاجراً فى البّاطِن. وعَذَوَاً لله 
ومُسْتَجِمًا لجُهَنْم لم يَكُنْ لَنا سَبِيلُ إلى الهِلم بكون النِْيَ َي باحمِيَارنا لَه 
وَظَاهِر سَثْرِوه وضَحٌّ أن المُتَوَلّي لإِرْسَالِهِ والمُرَنّبِ له بِالمَحَلُ الذي يُقَيدُنا 
بِاغْتِقَادِهِ فيه لا يكونٌ إلا الله لله رَبّ العَالَمِينء وفي هذه الجَمْلَةِ كمَاية وبالله 
التأييدل. 


[فصل] 

8- فإن قالوا: وكذلك الإمامُ لا يكون إلا مؤمناً عند الله عر وجل 
ومستحقاً لجنته وللموالاة على ظاهره وباطنه. قيل لهم: ليس ذلك من شرط 
الإمامة عندنا وقد دَلَلنَا على فَسَادِهِ في باب القَوْل في العِضْمَةٍ بما يُعْني عن رَدَه 
الجعلوا الكلامَ في عِصْمَةٍ الإمَام إن كان هذا السُؤالٌ لا يكُمُ لكم إل بعد تَسْلِيم 
عِصْمَةَ الإمام؛ فإنّه عندنا كالأمير والقاضي فيما يَحْكُمْ به وَيتوَلاه وَإِنْ كانث57) 
يذه فَوْقَ أيُدِيهما. ونحنٌ لَمْ نَقْل أن الصَحَابَةَ والأيمَة الراشدين رَضِيّ الله عنهم 
مُؤْمنُونَ ظاهِري” السَرِيرَةٍ لأجل نَوَلَيِهم الإمّامة» لكن” بالإخْتَيّار الذي 


- 318 317 


(1) ان حرفا «ما» في كلمة الإمامة ممحوة. (5) ب: كان من الأفضل زيادة تاء تأنيث. 
(2) خرم: سقطت كلمتان. (6) ق: ظاهرين 

(3) خرم: سقطت كلمة. (7) ق: لاكن. 

(4) يكرر «وإنه من أهل الجنة) . (8) يكرر «الذي». 


212 


[الباب الثالث عش] 


[باب الكلام في أحكام الدين الملزمة للسماع والقرائض 
بحصول علم الاضطرار والنظر والاستدلال] 


فصل آخر 

9 - فإن قال قائلٌ: مِنَ الشيعَةٍ فإذا زعمتم أنَّ إمامَ الأمةِ الذي إِنَّما 
يصيرٌ إماماً مفروضٌ الطاعة بِعَقْدٍ من عَقَّدَ لى يجُورُ عليه من الخَطأ والاعْمَال 
وَالسَهْو"" واعْتِمَادٍ البَاطِل ما يَجُوز على كل وَاحدٍ من آحاد الأمّةِ في نفسِهء 
وان تُوكث / * من الأمود, ما يما َوَجهْثْ عليه في الأشكام والقضاء. والذي 
عند حَلْعه. والقرآنُ صفةٌ لا يقومُ بنسهء ولا بنط بِمَا ضَمِنَ وأريدَ بو؛ كذلك 
السّنّةٌ والأخبارٌ الواردةٌ عن الرسول يَكةْ مُنَضَادَةٌ مُحْتلفَةٌ بعضها يُخَالِفٌ بَعْضاً؛ 
والنَّاسُ أيضاً في العَفْلِيّاتِ مُحْتلِمُون كاختلافهم في السَمْعِيّاتِ. [85 ب] 

320 - فحَبَّرُونا ما الذي يَحْفَظٌ الله تعالى للنَّبِيٌ يلل. . “" شريعته. 
وكيف طريق العلم بمُراده؟ قِيلٍ لهم : جميمُ الفروض علينا من أخكام 
الذين. ..'* على أَضْرْبٍِ” ' - وكله لا يَجُورُ من جَهَةٍ العَقْلٍ أضلاً بل لا يَْرَم 
إلا بالسّمَع من مَعْرفَةٍ اله عر وجل وصفاتهء وشكرهٍ إلى ما دُونَ ذلك من 
سائر العِبَاداتِ لضَربٍ منها أَوْجَبَّتْ عَلَيْنا على لسَانٍ الرَسُول عليه السلام واجباً 


- 320 - 319 


10( ق: السهوا. 30( خرم: سقطت كلمة. 
(2) ق: تركت. (4) خرم: سقطت كلمة. 
25 ق: اضرب . 


213 


في تعَرْفٍ صحُتِه والعِلَمُ بحقيقته على أدلة العْقُولٍ فقط» ومِنْ كل ضَرْبٍ من 
العُلُوم لا يجوز أنْ يذْرَكُ سمعاً؛ لذن السَمْعٌ وجميع الأخبّار لا تَعْدُوا 
ضربين : : إما حَبَرٌ واجذ لا يُوجبُ العلم ؛ أو حَبْرُتوَاْرِيقَعْ من ْم يُحْسِن بهم 
الطَنُ ويمتيع م التَوَاطَوْ على مِْلِهمء وَاتّمَاق الكذِبٍ على جَمَاعتِهمٍ يُخْبِروُنَ عن 
أمر شاهذوهء واضطروا إليه. أو يكون خبراً مُستفيضاء وجب العلمء ويَقطع 
العُذْر. ويَعْلمُ صِدْق المُخبرين اضطراراً. 


1 - وقد عَلِمْنَا أنَّ وجودَ الباري سُبْحائهِ وكوثه على ما هو عليه من 
الصَّفَاتٍ التي تَقْتَضيها الأفعَال والعلّم بصذقٍ الرُسل» وأنَّ مَا ظَهَرَ على يديه 
عِلْمِ مُعْجَرٌ تفرد الله عر وجل بِالقُّدْرَةٍ عليه دُونَ حَلْقِهِ لا يِجُورُ أَنْ يَقَعَ لنا: 
بخبر الواحدٍ الذي يجورٌ الكَذِبُ عليه: لأنّهِ إِنْ كانَ يُحْبِرُنا بذلك عن نَفْسِهِ 
فنحنٌ يجوز أيضاً أن يكُذِبَ على نفسه فيما يُخبر به وان كان يخبر بذلك عن 
غيره فيجوز أيضاً أن يكذب على ذلك الغير»ء ونحنٌ لا تَعْلَمُ بخبّره. إن مَنْ 
يَرْوِي عَنْه قد قَالَ ما يُخكيهء فكيف يعلمُ مُوجِبّهء فإذا بَطلَ ذلك علمَ أنَّ العِلَمَ 
بهذه الأمورء لا يجُورُ أَنْ يكونّ واقعاً بخبر الواجدٍ وكذلك أيضاً؛ فلا يجوز أنْ 
يَحْصَلَ من جهّةٍ أَهْلٍ النَّوَائْرِه الذينَ يَعْلَمُ استحالةً تَوَاطِه''" وَانْمَاقَ الكذزب 
عليهم. ولا يُْبرُ مَنْ يَجِبٌ الهلمْ بصذقه اشطراراء لأنَّ العِلْمّ بأخبار هلا © 
ِقَّعُ حتى يُخْبِرُونا عن شَاهِدِه وحُشن ضَرورَةٍ ونّعَتْ. وكذلك الرضى”” عن 
حقيقةٍ وعلم ببَْض الأمُورٍ وَاقِعْ من طَريتٍ الإشتدلال والْظرِ. لم يق لنا الم 
بصذقهم ؛ ؛ لأنْهم يُخبرونا عن اسْتِدْلالهم. فَمَنْ نظر كتظرهم عَلِمَ. ومن صَدَّف 
عنه جهل. وكذلك لم يقع لنا العلم ضرورة بصدق الموحٌدين في إخبارهم عن 
وجود البّاري عرَّ وجل وتوحيده»؛ وصِذقٍ رُسُّلِهِ وما هو عليه من صفاته. وأ 
القرآن آَيَةٌ من آيَاتِهِ وان كان [86 أ] بعضها يُنْبتُ التَوَائْرَه لأنّهم يُخبرونَ في 
ذلك أجمّع عن أنْ يَضْطْرُوا إلى العلم بها. وإذا كان ذلك كذلك عَلِمَ أنه لا 
مَحَالَة للسّمَع في العِلْم بِشَيْءِ من هذه الأمُورِء وأنَّ حجة الِهِ عر وجل معرقةُ 


321 - )2( ف : هاولاء. 
(1) ق: تواطيهم. (3) ق: الرصا. 


214 


هذه الأمور من جهَةِ العَقْل كانث الحجةٌ على العَبْد ب نَفْسّ"" العمل وما وْضعّ 
فيه» ولا يَحْتَاحُ في ذلك إلى شَيْءٍ غَيْرهِ من بعدٍ إكمال عَقْلهِ : فَمَنْ نَظرَ ورَنّبَ 
الدَلِيلَ في حَقَّهِ بَرْأْتْ ذْمنُهِ وأذى فَزْضه. ومَنْ تكلّ عَنْ النّظرٍ أو مَالَء واستتمّل 
جَهِلَ الصوابٌ وِلَزِمّه التَفْرِيظٌ من غير حَاجَةٍ في ذلك أجمع إلى الإمام ولا إلى 
غيرِه. 


[فصل] 
2 - والدليلٌ على أنَّ الله عرَّ وجل قد أَوْجَبَ علينا مَعْرِفْنَهِ على ما هو 
بو» وتّؤْجِيده ونّفي الشُبْهَةٍ عنه وتصديق رَسُولِهِ . والجلم بأنّه واردٌ من قَبَلهِ. إن 
نَعْلّم ضرورةً من دين التَبِيَ يكل أنه : أمَرَ سَائِرَ أمْتِهِ مِنَ المُوَحَدِينَ في عَصْرِهٍ 
ومَنْ يَأَتِي بَعْدَهُ بأنْ يَعْلمُوا: أنّه رسول الل وانه صادِقٌ على القَّطع والإنْبَاتِ 
وبأن يَتَقَرَبُوا بفِعْل هذه المَرَائْضِ م مِنَ الصلواتٍ والحَجٌء والجهّادٍء والرّكاة 
إلى الله عرّ وجل» ولا يتَقَربُونَ بسَيْءِ منها إلى غيروء ولا يتقربون بها إلى 
مُتَقَرَبٍ إِلَيه لا يَعْرِفُونّه. وضرورَنْئَا إلى هذا الذي وَصَفْنَاهُ أَنْبَتٌ من ض”َرُورَتنا 
إلى العلم بأنّهِ قد تَبَيْنَ ويفغلٍ الصَوَابٍ؛ لأنّه نما قَدَمَ إليهم أولاً: القول بأنَّ 
الله عنَّ وجلّ واحدٌ. وأنّهِ خَلْقَهُم؛ وأنّه وَسُولَهُ إلنِهم» ونَبىٌ بُعِتَّ لدغوّتهم 
بمعرفة اله عزّ وجل. والعِلم بأنّه إله واحدٌ غير المَخْلُوفَاتِ حيث أُمَرَهم أن 
يَعْلَموا أنه رَسُوله وأنَّ ما أظهره على يده مُعْجِرٌ من فِخْلِهِ عر وجل وإِنْ تَقَدَبَ 
إليه بفعل العباداتِ ومن المحال أَنْ يَتَعَبّدَهم بالتقرّبٍ إلى من لا يَعْرِفُوئّه: بأنْ 
يعلَمُوا أل رسول من لآ عِلْمَ لهم به لأنَ التعَرْتَ إلى المُطاع مُضْمَن7” يُوجِبُ 
العِلْمّ به ولو كانَ أن يتَقَرَبَ ويُريد بِالعَمَلٍ مَن لا يَعْرِفُه لجاز إن تعبّدنًا بِفِغْلٍ 
من لا نَعْرِفُه وذلك محال باتفاق : فتبْتَ بهذه الجَمْلَةِ مَعْرِفَةُ الله وما هو عليه 
وتصديقٌ الرسولٍ عليه السلام. 


3 - وضَرْبٌ آخرٌ من العبّادَاتِ يجورٌ أن يعْلّمَ عقلاء ويجورٌ أن يغْلَمَ 


(1) ق: نقس أي: أفسد. (3) ق: مضمن: في الأصرات: أي مالا 
- 322 - يُستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. 
(2) ق: الزكوات. 


215 


سَمْعاًء وذلك كالعِلم بِجَوَازٍ رؤية الله سُبْحَانه بالأَبْصَارِء وحلقه أفْعَال لماه 
ونحو ذلك وهذا ربما أحلنا في [86 ب] تغريف صِحتِهِ على السَمْع دون 
العَْلِ. قد أمَرنَا بالرُجوع إليها. . .”'' كما © أ أمَرْنا بالرجوع إلى العَقّل . كات 
الس يد كالششة ايا مم ف اليد وصذق الرَسُول: فَمَنْ نَطرٌ فَلْحَّء 
ومَنْ فصر اخثْرمَ . فإنْ أَحَلَنا فيه على السَّمْع دُون العَقْلء فمادًا بو من أنْ يَجَعَلَ 
لنا الهلم سبيلاء وان انمق في المّعلوم أن السَمْعَ لا يَبلُْ إلى المكلفين لأمرٍ 
يَعْرضُ؛ ويَصّدُ عن ذلك من تَرْكِ فِعْلِه وانْتِظَامِه مِهِ على وَجه” يُثبت يبت الحُبَة لم 
لْزِمَهُم مَعْرِفَةُ ذلك إذا بَلَعٌ الحَبَرْ هذا المَبْلغْ في الضُعْفٍ والمَصَورِء أو نَوَكَ 
نَل له» وإن كان السَّمْعُ المُوجب للعبَادَةٍ التي تَعْبَدَها بعلمِهاء والقَّطْمُ بها 
مُحْتَملَهُ لوْجُودو: فلاله ان تَيْنَ مُرَادُ بها سَمِعَ غُيره لاحيِمَالٍ فيه أو يَجْمَعْ بَِنَ 
سَمْعَيْنِ يَقْضِي التلفيق بََِهُما إلى عِلْم المُرَادِ. 

4 والضَرْبٌ الثالث: لا يُمْكِنُ التَوّصل إلى مُعرفْته إلا من جه 
السَمْع دون العَفْلٍ رذلك كإِلرَامِنا العِلْمَ بوجوب الصاة0) والحجء والصيام» 
والجهادء والزكاة””. وبح رُوكِ ذلك أَجْمّعء وقُبْح شُرْبٍ الخَمر والزّناء 
وأخذ تلك العَيْرٍ بغير إذنِهِ إلى أَمْتَالٍ هذه الأمورٍ» مما لولا أن السَمْعَ دل على 
إِيجَابهِ لم يكن لَنَا إلى العِلّم بذلك سَبِيلٌ . وقد بَيَنَا جميعٌ هذه الفصول 
ووجوب مَعْرِقَةِ اله سْبْحَائه٠‏ والرّد على من أنْكرَ وجُوبها مِمّنْ يقولٌ بالإِضْطِرَارٍ 
وَالإلْهَامء وأنّها اكيَِابُ غير مَأْمُورٍ بها إلى غير هذه الأقوال في كتاب أَصُولٍ 
المُقُهِ في بَابِ أَقُسَام العُلُوم ؛ وباب ذكْر المَرْق بَيْنَ ما يُعْلْمْ بالمَفْل دون السَمْعء 
وما يُعْلَمُ بالسّمع دونَ العَفْلِ وما يجوز أَنْ يُْلّم بهما على سبيل التَنُضيل 
والشّرْحء وبما يُعْني الناظِرٌ فيه. فلذلك عَدلْنا عن الإِغْرَاقٍ في تَمَضّي ذلك. 
وجميع الأخبّارٍ عن وجوب هذه الأمُورٍ التي ليست بقرآن لا يَعْدوا ضَرْبَينَ: 
قَضَرْبٌ منها يُوجِبُ العِلْمَ وضَرْبٌ لا يُوجِبه مِمّا كَلّفناا“ علْمّه مُحالُ أن يُؤَمَر 





- 324 - 323 

(1) خرم: سقطت كلمة. (4) ق: الصلوات. 
(2) خرم: سقطت كلمة. (5) ق: الزكوات. 
(3) يوجد فراغ لكلمة مؤلفة من حرفين. (6) ق: كلفنا. 


216 


فيه بالرجُوع إلى حبر واحدٍ لا يُوجِبُ العلمَ: لأنا إذا لَمْ نَعْلمْ صِحَةَ الحَبّرِ وإنّه 
قِيلَ؛ فحن أَبِعَدُ عن العِلْم بمُوجَبِهء وكذلك لا يجورٌ أنْ يُرَدٌ في عِلْمِه إلى 
مُحْتَمَلٍ مِنَ القول. 


5 - فأمًا ما يُوجِبُ العِلْمَ فَعَلَى ضَرْبَيْن كما ذَكَرْنا أوّلا: فَضَرْبٌ يُوجِبْه 
عِلْمُ الاضطرار [87 أ] أنْ يَعْلَّمَ بظهور النْبئٌ ل والعِلْمُ بأنّه أنَى بالقرآنٍ 
وأوجَبٌ: صلوات وحجاً ورّكواتٍ وغير ذلك» وهذا مما لا يَحْتَاحُ من عِلْمِهٍ 
إلى نظر وَاسْتِدْلالٍ. . وضَرْبٌ آخْرٌ من الأحْبَار معلومٌ بَِظَرٍ كالعلم ِالمُتَوَاِرٍ الذي 
يَسْتَجِيلُ الإتَقَاقُ والئّرَاطْوْ في مِثلوء وكالجلم بصححةٍ ما رَوَاه الوَاحِدُ بِحَضْرَة 
الجَمَاعَة» فَسَلَّمَنْهُ وما جرى مجرى ذلك . وقد ذَكَرْنَا من قبْلُ في بَابٍ الأحبَارٍ 
هذه الفُصُولٌ وَالأقسَامُ وَأَوْضَحْنًا فيها بمَا يُغْنِي عن إِعَادَتَهِ محجَّةٌ الله عر وجل 
في مثل هذه الأخبار. 


6 - هذه الأدلّةٌ من المسْلِيمٍ للتَقْلٍ وَاسْيَِحَالَةٌ التَوَاط 0) َالإنّمَاقِء ونَخو 
ذلك وَحُمْبتُه في الذين قبله حصول علم الإضطرارٍ لناء وما لا بد أنْ يَقَعَ من 
الأمّةِ أو بِحْبَرِ مُتَوَاتِر: يُوجِبُ العِلْمَ والقَطْعَ اضطراراً واْتذلالا لأنّه مَقُطوعٌ به 
ولا يَجُورْ أن يَنبْتَ بغيرٍ مَْلُوم؛ فهذا لا يحتاجٌ إليه؛ إل فيما يجورٌ أن يَأَتِي 
البَسَرُ مِثْلَهُ: فأمّا مِئْل السُورَةٍ وآيةٌ الدّين وما جَرَى مَجَرى ذلك فدَليلٌ على 
جاه ومُمَارَفتِهِ كلام المَحْلوقِينَ قائمٌ فيه بما يُعْنِي عَنِ الخْبَرِء ؛ وَيَشْهَدَ 
بصمحتّه . غير أنه مَعَ ذلك لا يجوز أن يخلوا من خبر عن صِحبِهِ في مُسْتَمَرٌ 
الْعَادّمَ لأجل تَوَفْر الدَّوَاعِي على حِفْظِه . والإخيجاج بهء كما أنّها لا بُد أنْ 
يَتوفّر على مُعَارَضَتِهِ لو وَقَعَتْ؛ٍ فكلما كَلَفَتْ العِلْمَ به لا يَصِيرٌ إلى تَضْحِيِحِهِ 
إلى حبر يُوحَبُ الهلم» وكُلَمَا تَبذنا العمل *) فيه دون العم جار أن عبد فيه 

بخبر الواحد إذا لَمْ يُوجِبَ العِلْمَّء كما جار أنْ يَتَعَبْدَ بقبول الشهادةٍ والجرح 
والتغديل على عَلْبَة الظَنّ دون العلم. 


- 326 - )3( وجدت مكان العمل كلمة العلم غير أن 


(1) ق: التواطوا. كلمة «العمل» مضافة في الهامش مرئين 
(2) ق: يخلوا. الأولى «بالعمل؛ والثانية العلم. 


217 


[الباب الرابع عشى] 


[باب الكلام بخبر الواحد والقول في الإجتهاد والقياس 
وتعارض اشارات النبي والإمام | 


[فصل] 

37 - وقد قَامَ الدَليلُ على وجوب العلم بح ِحَبَرِ الوَاجِدٍ إذا لَّمْ يَكْنْ هْنَاكَ 
دَليلٌ يُقَيْدُ من حُبَةَ الققل أو نص فُرْآن أو إِجْمَاع على عَمَل بخلافه, أو وُرُودٍ 
حبر يََوَائو'' في مُتاقضيدء وكان العَالُ له عَذلا مَْضِيَا على ما شَرَحْنَاه في 
أصُولٍ الفُقْهء وَأَقَمْنا الدَلِيلَ عليه» وجميع النُصوص: كتابٌ وسُنَّةٌ واسْتِذْلال 
منها يكونٌ تضريحها إذا وَرَدَ على رَجِهِ لا يَحْثَمِلَ كَمَوْلهِ: ا خُرّمْتْ عليكم 
أَمَهَاتِكُمِ 2 وقوله عزَّ وجل «ولا تَفْرَبُوا الزّنى ”© ولا تَقْتْلُوا لْفُسَكم 7*4 
ونحو ذلك» ويكون مفهومه [87 ب] كقوله من أهل الكتّاب: «من أن تَأْمَنّه 
بقِنْطارٍ يُؤَده إليك . ..2 خيرٌ من أن تَأمَئَهُ بديئارٍ لا يده إليك» وقوله: إولا 
َقْلَ لهما 74 و«من يَعْمّل مِثْقَالَ در حيرا ه74 ونحو ذلك» ويكونٌ 
بِدَليلِ الخطاب عند من قال به كقوله: في سَائْبَةِ العَتَم زَكَاهُ: ليله أنَّ لآ زَكَاة 
في المَعْلُوفَةِ وأمْثالٍ ذلك. وقد يَعْلَمُ المُراد بضمٌ الآيةِ إلى الآية» والسُئّةِ إلى 
السُنَةِ والتلفيق بين ذلك فيكونٌ كلام واحدٌ وَرَدَ في نَسَقِ واحدٍء وقد عَرَفٌ 
وُجُوب هذه الأمور وغيرها بإِلمَاع الأمّةِ عليه» ويَعْلَمْ سْقُوط وُجوبه بِالإجَمّاع 


- 327 (4) سورة النساء: 29. 


(1) ق: سوابر دون نقط. (5) خرم: سقطت كلمة. 
2( سورة النساء : 03 06 سورة الإسراء : 223 
(3) سورة الإسراء: 32. (7) سورة الزلرلة: 7. 


218 


لما قد بَيِّناه من قبل» ثم سَقَط إنبَاتُ حُجَةٍ الإمجمَاع بما يُغني عن رده تأويلاً 
وتؤقيفاًء فما عَدَّمْنَا فيه طَرِيقَ العِلّم؛ ممًا وَرَدَ مُحْتَمّلاً لأمور مُخْتَلِفَةِ اخْتِمَالاً 
واجدا عَلِمَْا فيه الإجمَاعَ؛ وذلك كله : «والمُطلْقَاتُ يَتربْصنَ بألَفسِهِنْ لال 
قروْءٍ»”' ' «أو يَعْفُو الذي بِيَدِءِ عِقْدَةَ الكاح ”0 ونحو ذلك وكُل فال في 
تأُويلٍ هذا القَوْلٍ إذا كان مُجْتَهداً: فإنّه عندنًا مُصِيبٌ وحُكمْ اللْهِ ما غَلَبَّ في 
ظَنْه أنّهُ كمه وكُلّما عَدَمْنا الصّ فيه ضَرْباً إلى القِيّاس في تعَرْفٍ حكمه؛ 
فَكُلَّ مَنْ غَلَبَ في ظَنْهِ أن حُكمَهُ أؤلى: لَرِمَهِ أن يَسْكُمَ بو وذلك هو حُكمْ الله 
فقط: وقَّدْ دَلَلْنا على ذلك أَجْمَع في كتاب الأصول بما يُغْنِي عن رَدَهء فهذا 
طريق العِلّم بما أَمَرَ الله عر وجل وَدَعَا إليه. 


328 - وقد كنا في غَيِرِ مَوْضِعِ منَ الكلام في الأَصُولٍ بوْجُوب العم 
بِالقِيَاسء ومًا هُو إِمَارَةٌ ليس بِدَلِيلٍ مما يَقُضي إلى عَلَبٍَ الظَنْ أن الحَكُمَ بكذا 
وكذا أَؤلى دون غَيْره؛ وأا أن الحّكُمْ الوَاقِعَ عند عَلَبَةٍ الَنْ ليس بوَاجِبٍ من 
جِهَّةِ عَلَبِةِ الظْنّ ٠‏ وَإِنْ كَانَ لا يُوجِبُ إلا عند عَلَبّةِ الطريق الذي به يعلم وجوب 
التوجه عند غلبة ظننا: ان القبلة في الجهة. والطريق الذي منه يَعْلمْ وُجُوبَ 
نُضْبَةِ الأئِمّةِ عند عَلَبةِ ظنُوننَا: أنهم عَدُولَ مِرْضِيُونَ عند الْحَاجَةِ إليهم: طَرْقٌ» 
توجب العِلْمَّء وتقطع العُذْرَ بالظَنْ الغَالِبٍ غير الحُكم الوَاقع؛ غير ما به يعلم 
[3 أ] وجوبٌ الحُكم عند عَلَبَتهِ. وقد أَنَيْنَا على هذا أجمع. وعلى وُجوب 
تخصيص الظَاهِرٍ بالقياس والنْقْلٍ عَمّا كانَ الي عليه في العفْلٍ بِالقيّاسِ » وأبنًا 
أن رَسُولَ الله كله نَفْسهُ يجوز أن يَقِيسٌ في الأخكام. أو يجوز أنْ يَقَاسَ 
بِحَضْرَيْه إلى غَيْرٍ ذلك مِنْ أخكامٌ القِيّاس والقَايسِينَ . 

209 - ودَلْلْنَا على صحة القياس باجماع الصحابة . وبآي من القرآنٍ 
والسَْةٍ الصحيحة التي تَنْطَوِي عن أُمْرَتَ وتخذير من تَرَكُه وحضّ علي 
واقراره له ووْصَاتِهِ وتَنْبِيههِ على فِعْلِه. وذَكّرنَا أنَّ الصَحَابَةَ عَلّلُوا مَسَائْلَ عِذَهَ 
منها الإمّامّة وغَيْرِهَاء كَعْفُولٍ الأسْنَانِء ونَّسَاويها مع اختلآفي” مَنَافِعِها رَدَا 


(!) سورة البقرة: 228. 329 
(2) سورة البقرة: 237. (3) كتب الناسخ «الخلاف» ثم محى "«ال» 
وخط «ياء» والام" خفيفة أمام الألف. 


219 


على تَسَارِي عَفْلٍ الأصابع . ودَكَرْنَا ما يُمْكِنٌ التَعلْنُ به في ذلك عند من رآه من 
جهة العَفْل؛ وأبَنًا أيضاً أنّ كلّ مجتهدٍ في هذه الأحكام مصيبٌ وأنَّه ليس هناك 
أمْرٌ يُطْلَّقُ من غير غَلْبَةِ الظَنْ فقط. وأنَّ غَلْبَةَ الظَنّ لا سَبَبٍ له يُوجِبّه دون 
غَيرِهء وأبنًا أن ما لَمْ نَجِدَ فيه نصاً ولا تُموماً» ولا إِجْمَاعاء ولا قياساًء فإَّه 

في الحُكم على ما كان عليه في العَقْلٍ إلى غَئْرٍ هذا من الأبواب المَُعَلْقَة 
بالقياس مما ليس”"2 هو مِنْ غْ صِيعَة الشيعةء ولا مِمّا بِنّجهُ السؤالٌ عئه. 


3320 - وذْكَرْنا ما يتعلّقُ بذلك من الكلام في الأضلّحء وجُوَازٍِ الإنْصَارٍ 
امكل على أَدونٍ الََايْن؛ فالدّين مَحَفُوط بهذه القَوَاعِدٍ والأصُولٍ التي لا تَحْرْجْ 
مَعْرِةٌ الكم عن جَمِيعها . وإذا كان ذلك كذلك فقد بَطَلَّ ما توَهّمُوهُ من ضياع 
لذن وسقوط الم وأا المبارات الفارِغةٍ التي لا يَِرها أل الحصِيل؛ لأنّ 
العَقْلَ عَرضٌ لا يقُومٌ بنفْسِوء ولا ينطق بِحجتو وما لوَرع” ' فيه أن يحتج الله به 
على خَلْقِه وهذا تَرْكُ الذّينِ» وخروجٌ عن قولهم» لأن أهل التحصيل منهم لا 
يزعمون أنهم يحتاجون إلى الإمام في الأمُورٍ العَفْلِية ٠‏ بل في السَمْعِيّاتِ والعَقُل 
عَرَض لا يَقُومُ بنَفْسِهِ . ثم يُقَالُ كذلك كلامٌ الإمَام في الأمور العَقْلِيَة بل في 
السَّمْعِيّاتِ . عَرَضٌ لا يقُوم بَِفسِه فلا يَصُحُ أنْ يَحْمّج الله تعالى علينا به. 


[فصل] 

1 - فإِنْ قالوا: الإمامٌ يُوَكُد كَلامَه [88 ب] بإشارات ونِكارَاتِ وغير 
ذلك مما يَضْطَُ عندنا. ..”" يقال لهم إشَارائه أنِضاً وإِيمَاؤْه ونكرائه أعراض 
لا يقومٌ بعضها بهّاء ٠»‏ فلا يجورٌ أن يعلم بها شيئاً من ٠‏ مقاصده . فإِنْ قالوا فقد 
يعلمٌ بذلك أجمعء وإن كان عَرّضاً. قيل لهم: وقد يَعْلّمْ بالكتاب والسّنَّةَ وان 
كانا عَرَضَيْن) لأن من الككلآم الذي ليس يُحَْمَلَ ما هو أبْلَمْ من الإشارة في 
فَهُم مَعْناه كالذي قَدّمْنا ذكره. فأمّا المُحْتَمَل منه: إن كان قاطِعٌ عَذَرْنَا في 
تعريفٍ المُرَادٍ به من أَحَدٍ الْوّجُوه بغَيره من النُصوص صَوَاباً إلى ذلك . وإِنْ لَمْ 


(1) ق: ليسوا. 331 - 
2) ق: لودع . 


220 


بكُنْ هُتاكَ نص يُنبُِ على بَعْضٍ مُحْسَمَلاتِ كان طريق الحْكم به الإجتهَاد؛ وكانَ 
كُلَّ من قال فيه قَوْلاً يَمْلْبُ على ظنهِ أنّه أؤلى» فهو حُكمُ الله عزَّ وجل» وذلك 
كَمَسَائِلٍ الخلافٍ و" القِيّاس التي لا نض فيها. غيرٌ أنه لا يجورٌ أَنْ يُقالَ في 
معنى الآيةِ بِشَيْءِ لا يَصُحّ أنْ يُرَادَ بهَاء فلا مُتَعَلّقَ لَهُم أنَّ السَمْعَ عَرَضُ من 
الأغرّاض . 


[فصل] 

2 - وأا قَوْلُّهِم أنَّ الأخبَارَ عن النَبِى كَل مختلفَةٌ متعارضَةٌ» فإنّها لا 
يجورُ أنْ تكونّ كذلك» ٠‏ فيما يَْرّمُنا للم به من - جهَةٍ السَمْعء وإن ظَنَّ الجَاجِل 
بِصِحْةٍ الصَحِيْح منها أنّها مُتَعَارِضَةُء بل لا بْدَ أنْ يكونٌ الصّحيحٌ مُبايناً للسّقيم 
بِحُجَّة. فَمَنْ ظَنّْ غير هذا فليْجَرّدَ في ذلك بَعْضٌ ما يَتَوَهُمُهُ ليْرِيه فَسَاد ظَنّه 
ونه لا بن لِمَا يقولُ فيه أنه لحن من حجة ومَزِية يبه وبَِنَ الباطل . فإن اتَمْقّ 
مُتَعَارَضٌ الحََبَرَيْنَ في الشَيْءٍ الوَاجِدٍ على وَجْهِ لا يُمْكنٌ اسْتِعْمَالْهُمَاء وجَهْلُ 
التاريخ فيها. كان فَرْضُ اله عََينا تك الَمل بِهِمَاء وردُ الشيء الذي ورد إليه 
إلى ما كان عليه من كم العَقْلٍء وهذا هو الصحيح؛ ومِنَ النّاس مَنْ يرجح 
أن" يَسْتَعْملَ الناقل عن حُكم العَقْلِء ولأنّه المقَيْدُ دونَ غَيِره ويُرَجُح بير 
ذلك مما قد بَيْنَاه في غير هذا المَوْضِع 

3 - وأما قؤْلّهم: لها إذا تابث وتَعَارَضَتْ لم يكن نا سَبِيلٌ إلى 
العلم بصحْةٍ الصحيح» وفساد الفاسدل» وقولّهم : فليس يزنع الخلاف من الأمة 
بوجودٍ الكتاب والسْنّةٍ والقِيّاس» فلا يَجِبٌ أنْ يكونٌ في شيءٍ من ذلك حُبجة . 
فإ بُقَالُ لهم : وكذلك رِوَاياتٌ الشِيعَةٍِ عن الإمَام وعن على وجعفر الصادق0) 
مُتَعَارِضَةٌ مُتناقضة [89 أ]. . وا. ..”” باء يبدو المفوضةٌ والحلوليةٌ. وأصحابٌ 
البقاءِ والكيسانيّة والرَيْدِيّة والمحلّلهُ وكل فِرْقّة بين هؤلاء نَرْوِي مَذَاهِبّها عن 
الأتمّق وفي ذلك عندكم مع اختلافِه بخبر انَباعِهِ دون غير قصَّدّء ما رُوِيَ عن 


(1) الواو مضافة فوق الخلاف. -333- 


- 332 - (3) خرم: سقطت ثلاث كلمات. 
(2) يكرر ”ان4. 


2231 


رسُول الله يَكِ أما قولهم أن الخلاف ما ارتفع بالكتاب والسنة والقياس فلا 
بالإمام» ولا بقولهء ولا بحجَّةٍ العَفْل ولا دليله؛ فيَجِبٌ أنْ لا يكونَ في شيءٍ 
من ذلك أجمع حجةٌء وهذا من ذلك فسقط بذلك جميمٌ ما قالّوه. 


252 


[الباب الخامس عشى] 


[باب آخر في الامامة الواجبة بالتكليف ونصبة العالم دون 


العامي ومنع الأئمة في غير قريش إلا لموضع العذر 
والضرورة | 


[فصل آخر] 

4 - فإن قالوا: إذا لم تكن الحاجةٌ إلى نَضْب الإمام متى أخدّ الدَّينَ 
عنه وتعلمه منه» ولا أنْ يكونّ مُغصوماً ومُفارقاً للرَّعِيّة» فيما يجورُ عليهم من 
الجَهْلٍِ ببعض المَسَائِْلٍ والحطأ في الأخكامء وجَارٌ أن يكونّ مام المسلمينَ 
عندّكُم ممّن يُحَطىٌُ في بعض ما يحكمُ به ويُذْهِبُ عن صوابه؟ فلِمَ لا يور أن 
يكون مِمْن يُحْطئ بِمَدَدٍ ما يُصيبٌ سواء. ول لا يَجُوز أيضاً أن يكونَ 

خَطأْوُه''" أكئّر من صَوَابهِء وجَهْله أكثر من عِلْمه ٠‏ بل لِمَ لا يجوز أن يكون 
مام المسلمينَ رجلا من العامة الطعام؛ وأَهْلٍ الإفهام؛ وأَنْ يُوحِدَ عليه تعلّمُ 
كل حُكم إذا حَدَثٌء أو إخضار من يَحْكمَ عنه فيه من العُلَّمَا وإنْ كان هو لا 
يُحيطٌ بعلم شيءٍ منّ الأخكام؛ وما الفضل بين جَوَازٍ قَلِيلِ الخطأ عليه وكثيروء 
وبِينَ قليل الجَهْل بالدّين» وبين عَظيمه. قيل لَهُمْ؛ في هذا جَوَابان: فَأَحَدُهمًا 
أن العَقْلَ لا يَفْرْقُ أضلاً بَْنَ جواز نُضْبَةِ قليل الجَهْلٍ والحَطأء وبَيْنَ جَوَاذٍ نُضْبةٍ 
كثيره ولا بين نُصبّة كثيرٍ الجَهْلٍء وبَينَ العَانّي الذي يَحْمَاجُ في كُل كم يدفم 
إليه إلى الاسْتَفْتَاءِ عليه واسْتَخْلافٍ من يَحَكُمْ فيه . وإِنّما أَوْجَبْنَا نَضْبَّة العَالِم 
دون العَامّي» والإخْتِيّاط في نطْبَةٍ مَنْ كَلَّ حَطَاؤْهُ وجَهْله دون من كَثْرَ ذلك منه 


334 - 
210 ف: خطاوه. 


2253 


من جهّة السَمَعء الا مِنْ نَاحِيَةِ دليلٍ العقل» وأفْوّى السَمْعٍ في ذلك إجماعٌ أهل 
الإِخَتَبَار. على أنَّ الواجب نَضْبُ العُلَّماءِ دونَ العامّة. وتُضْبَةُ من قَلَّ خطاؤه 
دون من كَثْرَ ذلك منه. وقد قامٌ الدَليل على أن الحَّ في قَوْلِهم دون قَوْلِ أهل 
النْصِ بِالحُسَةٍ في قَوْلِهِم بَعْدَ الِلّم ببطلان النّصّء ولو وَرَدَتْ العبادَة بتضبٍ 
العامّي [89 ب] لجاز ذلك. ولعَلَّمْنَاهِ أنَّ نُضْبّتهِ وهُوّ المَصْلّحَةٌ إِنْ أَرَادَ اللَّهُ عر 
وجل أصلاً نصبة العَالِم. والجوابُ الآخَرُ أنَّ ذلك لا يجورٌ لكونِهِ منمراً من 
مَكَانَة الأيْمّة» ومُصَغْراً في نُمُوس العْلَمَاءٍ والرَّعِيّة. وإنّما تُضنُوا لإقائة العذل 
والحَقْ وإعزاز هذا الأمرُء فَعَلَبَهُ الْجَهْلٍ عليهم تَُذْرُ عن الإنْقَِادٍ لهم» الذي 
لأَجْلِهِ نَصَبوا والأول أصَحٌ. 
[فصل] 

5 .- فَإِنْ قال قَائِلٌ : فما تقولوا في الإمام إذا خْرِسٍ» أو جَنّء أو 
حَصَلَ مأسُوراً في يَدٍ العَذْرٌ أو مِعَ من الحم في الأمةِ؛ وأْجِيلّ بَيْئّه وبَئْنَ 
القِيَام بأ هَام'' للُكم فيه عندكم . قيل لهم: كُلْ مرض حَدَتَ به ما يَمْنمُ 
من قِيَاِهِ بما يَحْتَاج إليه من أمْرٍ المُسْلِمِين» وال الطْمَعُ في زَوَالِهِ عنه بعلاج 
أو غَيْره ولم يَكُنْ فيما يَعْرِضٌ مله يرول مِثْل سَكنه وعَشِيهُ وَْرٌ سام وما 
أَشْبَهَهُ: بل جنونٌ ثابتّ» وصَمَمْ وعَمى'” يُمْنَمُ معه التّمكنُ مِما يمُوم به 
الأئمّةُ؛ ازندُ عن الأثرء واجتَبَى إِمَاماً يقومُ بالأمرء وصَارَتْ هذه النْوازِلٌ التي 
حَدَكَث00 به بمنزلة مَوْيه لأنّه إنّمَا يَُّامُ للحاجة إلى القِيَام بما يتَوله؛ فإذا امتََعَ 
عليه صارّ في معنى المَيْتِ المَفْقُودٍ في عَدَم الإنْتفَاع بهِ. وكذلك قصّنّه إذا 
حَصَل في يدي العَدرٌ وآيّسّ من خلاصه. وَزَّالَْتْ الأطمَاعٌ في قُرْبٍ عَوْدِهِ 
وتَمَكنِه اسْتَبْدَلَ به غَيْرَى وصَارَ المُسْئَدٌ له المَبْتُ وحَشِيَ أن يكونّ في الأمَةٍ 
من يقولٌ: إنه ينتظرٌ به أقصى الأغْمَار وأن يَعلم مَوْنّهِ وما اسْتَقَامَ الأمرُ بتظر 
خَلَمَائِهِ؛ فإِنْ بَطلَ النِظَامُ» وحَشِيَ الفِيْئَةَ والفّسَادَ نَصَبَ غَيْرَهء وزالَ فرض 
الإنْيمَام به: فأمّا أهل الإمَامَة فإنّهم يَنْتَظِرُون به أبداً إلى أنْ يَمُوتَء وَيَقُومُ غيره 


335 (2) ق: عما. 


(1) ق: هاما. (3) ق: حدث. 


284 


فيَنَْظِرُ أيضاً أبداً إلى أنْ يظهرّ أمرٌ الله عزّ وجل عندهم. وفي الأمة من يَقْبَلُ 
شهاتٌ الأغتى إذا كان من يعرف الأضرات ؛ ينقد أخكام الخْرْسٍ ؛ ويجوز 
وكانوا يعرفون ن إشارةٌ غيرهم» ويُنْكنٌ حَمْلُ أمر الإمامة على أمْرٍ الصَهَادَق 
والقَضاء ء إن لم يكن من الأمةِ اجتماعٌ على مَنْع إِمَام أخرس مَحَفُوفٍ. إِذّا حدّثٌ 

به ذلك» وهذا مَوْكُولٌ إلى الدّليل القَاضِي [90 أ] الذي ينطوي عليه 
وَجَه. . .7" وسَتَقُولٌ في شَرْح الكتاب ما يَجِبُ بَسْطه في هذا البَاب إِنْ شاء 


الله . 
فصل 


336 - فإن قال قائل: قد دَلَلثُم فيما قِيلَ على أنَ الإمّةَ مَفْضُورَةٌ على 
ُرّيش دون غَيْرِهم وعلى أنّها شَائِعَةٌ فيما يَعْدِمُ الْحُجّة على تَخصِيصها في 
بَعْضِهِم فخبّرونا ما قولكم إذا أخلّت فُريش من أن يكونَ فيها عالم فاضل 
يَصْلّحْ لهذا السَأنٍ أو عُدِمَتْ بأشرقاء وَالْقَطَمَ التَسْلُ: أيَجِبُ العَقْدُ لَعَيْرِهِم 
تيل الإمامة. قيل له في هذا لجوابان : أحَذهما أله لا يجوز أن يَعْدْم قريش 


وُجُوب إقامَة الحُدُرد واستيفَاء الحُقُوقٍ في سَائِرٍ أَعْصَارٍ المُسْلِمِينَ . فقد أقمنا 
الدليلَ من قبل على أنَّ الأئمة م هُمْ المكَلّفُونَ لهذه الفروض» وَالمُخَاطبُونَ بها 
دون سَائِرِ الرّعِيّة . وقد قال رسُول الله كلل : «الأَيِمّةُ مِنْ فُرَيش «و) إِنَّما الأَبِمّةُ 
من قريش والنَّاسٌ نُبْعٌ لفُريش) ٠‏ ولَم يَسمَْنِي ذلك في وَقْتٍ دون وَقْتِء فعَلِمنا 
بذلك أن الله عر وجلّ لا يَقْطْمْ نَسْلّهم ولا يُخُلي أَفْلَ عَضْرٍ منهمء مِمّن 

يضح لهذا لكان لأن الأشكام إذا َم يجب أذ يفول لها إلا حل منهم: م ثم 
لم يوجَدَ ذلك الرَجُلَ يُعَطلْ وُجؤْيّهاء وذلك خلاف ما دل الإِجَمَاعٌ عليه. 


ُوَجْبَ أنّها لا تَخْلو” مِمَّن يَضْلُْحُ للقِيام بهذا النَّأنْ والأمر. 


(1) خرم: سقطت كلمة. 336 
(2) ق: تخلوا. 
255 


[نصل] 

337 - إن قالوا : ألَيِسَ تَعلِيقُ الحُكم بالنّاسٍ الذينَ لَهُم صِفَّةُ مَخْصُوصَةٌ 
وغيرِهِم مِمًا عَلّقَ عليه الحُكُمْ لا يَدْلْ على أنَّ ما عد لّه بخلافه فكيف يدل 
ْله عليه السلام : الأئِمهٌ من قريش على مَنْعِ الأئِمةِ من غَيْرِِم ٠‏ قيل لهم : في 
هذا أجِوبةٌ عدَّةٌ أَحَدُها ان في النّاس من يقول: إن تَعلِيقَ الحُكم بِالصَفَةٍ 
بالإسم والملم يذل على أن ما عدا بخلافه. فلا قَرْقَ بين أَنْ يقول اَلأئِمّةٌ من 
ريش أو أو”'2 من الطِرّافٍِ© أو العُلَمَاء. أو من يقول من الرّيدين فيَجِبٌ مَنْعْهًَا 

في العرب: كما يَجِبٌ مَنْعُها في الفُرْسء فإذا قال: هي في العَرّبِء ومن 
أَصْحَابٍ ليل الخطاب من يقُول تَْليقُ آلحكم بِالصَفَةٍ يَدلُ على أن ما عَدَه 
بخلافه. وقوله: : فُريشٌ نَغْت وصِفَّة: : لأنّ الَعْتَ عند أَهْلٍ اللّسان يكونٌ 
ِالسَبَبِء كما يكونٌ بالذين» والبَلَدِ والحرّقة» والخْلْقّة اللازِمَةِ والمُرَايَلَهَ وغير 
ذلك» فلا فلا سْؤَال لَكُمْ على هؤلاء إلا بالبحث [90 ب] عن الأضْلٍ . والجَوّاتٌ 
الآخَرٌ قَوْلّه : «الأئِمّةُ من فُريش ولا مَحَالةَ إلا بهم»؛ واللامٌ يَدْلَ على أنه أراد 
جميعٌ الأيِمّةِ وجنسٌ من يََعْ عليه هذا الإلرَّام؛ إذا َم يَكُنْ الكَلامٌ حَارِجاً على 
عَهَْدِ نِيّه وبين ن المُواجهينَ ٠‏ ولا على مُواقْقةٍ في قُوْمٍ مَخصُوصِينَء وكذلك زُعَمَ 
أكُئَدُ المُمَهَاء مِمْن لا يقول بدَليل الخطاب أن قؤلّه: «الماء"” من الماء 
مَنْسُوحْ ؛ بقوله: (إذا الََى الجِتَانان وجب الفَسْلٌ) ليس من حيث أن كله : 
الماءٌ من الماء يَدُلُ على أنّهِ لا مَاءً إلا مِنَ الماءء ولكن لأنّه لما ذَكَرَ الماء 
عا بالألف واللاماأنضى ذلك أن عل ما َم إسمْ ماء ويب من الما الدافق 
إذا لَّمْ يَكنْ قؤلّه: «الماءٌ مِنَ الماىء وإنّما فَوْلّهِ الماءُ من الماء خَارجاً على 
مَعغهودا؛ وليس ذلك من باب دليل الخطاب» ونه من باب العُمُوم على 
مذهب من يقولٌ به فسَقَطَ بذلك سُوَالُكُم . 


8 .- والجوابٌ عِنْدَنًا عَمّا سَأَلتُم : إِنَهِ ليس بِمُحَالٍ أنْ يَعْمَلَ عند تَعْلِيقٍ 


337 - منه في حذفها. 
)000( ق: او ممن الطراف. يبدو أن الناسخح (2) ق: الطِرّاف أي : الشرف والمجد يقال: 
أخطأ في فهم الكلمة التي نقلها بعد «من' «توارثوا طرَّافا عن طراف». 


فأعاد كتابة «من» على النحو المنقول (3) قّ: الما. 
ووضع خطاً خفيفاً تحت «الطراف» رغبة 


256 


الحُكم بالإشم والصّمَةَ أخياناً؛ أن ما عَدَاهِ ليس الإسْمُ والرّضفٌ بِخْلافِه 
بِإِشَارَة وتِكرَارَ شَاهِدٍ حالٍء ومُقَدَّمْ أو مُوْخْرٌ من الكلام: أو بأنْ يكونٌ جَوَابا 
عن سوال أو ارجا عن سَبَّبِ من الأسْبَابٍ فيَعْقُل إِنْبَاتُ ث الحكم فيه» ومَْعة17" 
فيما عَذَّله. نم يُعَبَرُونَ بالخِطَاب والدَلِيلٍ على أن فَوْلَ رسول الله وله حَرَجٍ 
على بَعْضٍ هذه الأسْبَاب الدَالَةٍ على مَنْع الإقَامَةِ في عْيْرٍ فُرَيشٍ إِجْمَاعُ 
المهاجرين والأنصارٍ على تَسْويغْ أبي بكرء وغمر رضي الله عنهم وَالإِخْتِجَاجُ 
بهذا القَوْلِ على مَنْع الأيِمُةٍ من غَيْرٍ مُرَيش ؛ فلو لَمْ يكن من النْبِيْ له غَيرَ 
ظاهر هذا القول. لكان الإجماعٌ على أنه حُسَةُ في مَنْعِ الأئِمُةِ من غيرٍ ريش 
ِجْمَاعٌ على خط في الدين من قوْلٍ به» وإقرار لَهُء الْتَرَامٍ لمُوجبه؛ لأن 
الدّليل قد قَامَ على بُطلانُ كَوْن مُبَرّدِ هذا الخِطاب دليلاً على م مَنع الخكمء 
فمَّن لَيْسَتْ له الصِفَةُ من طريقٍ يُوجِبُ العِلْمَ ومَحَالٌ إِجْمَاعٌ الأمّةِ على خَطأ 
ِمَا دَكَرْناه من قبل . 

9 والمغرورٌ هو مَنْ طَنَّ أنَّ الصَحَابَةَ رضوان الله عليهمء كُلْها أَعْمْلَتْ 
هذا الذي سَأل عنه؛ لم يُبَيّتَه منهم مُتَبيَئَة على أنْ يقول لأبي بكر رضي الله عنه 
والمهاجرين وما في قَوْلِهِ [91 أ]. . .© تقول قريش وما يَدُل على منعها في 
غيرهم. لأنّهِ لا يجورٌ أنْ سَئُذكركُم نحن عَم يَتَوَجَبُ!: على سَائِرٍ الصَّحَابَة 
فأمّا أنْ يَقُولوا: أنَّ الصَحَابَّة كَانَتْ مُجْمِعَةٌ على القَوْلٍ بدَليل الخطاب. 
فتصح ذَلالَهُ هذا الخَبَرٍ على مَنْع الأئِمّةٍ من غَيْرٍ قُرَيْشِ: لأنّ دلي الخِطَّاب 
حِيئئِذٍ يكونَ صَحيحاً نَابَا بِإجْمَاعَ الصَّحَابَةٍء وهذا ما يَكُرَهُونَ أو يكون تَرْكُ 
الصَّحَابَةِ هذا الإغْتِراض على أبي بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه. ليس لإِهْمَالٍ منهم. 
وذهاب عن اسْتِدْرَاك العلْطٍ في الإخيجاج ورَدْه ولكن لِمَرْضِع أنهم لما 
سَمعوا الخَبَرَ: ذَكَرُوا عند سِمَاعِهِ أن كان خَرَجٍ على سَبَبٍ اقتضّاء مَنْع الأيِمة 
من غَيْرِ قُرَيشُء وهذا هو الألْيَقُ بهم» وهو البَوَّابُ عندنا فَسَقَطَ بكلّ هذه 
الأجوبّة ما قالوه. 


338 339 - 
(1) ق: متعه. )2( خرم: سقطت كلمة. 


237 


0 - وقد شَرَحْنَا هذه القَّرَائْن والأسباب التي حرج عليها الخِطابٌ من 
قَبْلِ قَمِئها ما وَصَفْنَاه: من أنَّ العَرَبَ والوفود كانوا إذا أرادوا الدخول في 
الإسلام قالوا: لني عله : الِمَنْ المُلْكَ تَعْذَاكً) فيقول: المُريش فيَنْصَرِقُونَ 
عنه إلا من رَضِيَ بذلك» ولو لم يَعْقِلوا عند وُرُودِ هذا الخْطَاتُ أيها في دينه 
مقصورةٌ على ريش دونهم» ودونَ غَيْرِهِم أرضوا ودخلوا في الدّين إذا كانث 
سابقة ولم يكن لبقائهه” معنى) ٠‏ ومنها جَوابٌ الي يك لئاس رَضيّ الله 
عنه في حطبيهِ التي فَكرْئاَا من قَيْلُ لما قال لَهُ العَبّاسٌ: «يا نبي الله أؤص 
بقريش». فقال كَلِهِ: «إنّما أوْصِي بهذا الأمْر فريشاً!. النّاسٌ تُبّعْ لقريش بِرُّهُمُ 
لِيْرِم؛ وفَاجْرِهُمْ لفَاجِرِهِم» فَاسْتَرْصُوا آل قُرَيش بالئّاس خيراً»””' وهذا صريحٌ 
بأنَّ الله : تبّعَ لهمء وأنّهم أَرْبِابُ الأمر دون غيرهمء لأنّهم لو كانواء 
والأنْصارٌء وسَائِر العَرَبِ فيه سَوَاءٌ لََالَ الأوص مَنْ ضَارَ هذا الأَمْرُ إليه مِنْ 
ُرَيضٍ بفُرّيش»» ولَوَصَّى بعض القَبائل بِبَْض. وهذه أحوال ظاهرةٌ» وكذْلِكَ 
قَوْلُ أبي بكر رضي الله عنه للأنصارٍ في السَفَيفةٍ: «َإِنْ كُنْثُم على العِهْدٍ الذي 
عَامَدْنُم عليه رسول الله كلو فذَّاكَ وأر نمم هل الخاصة بنَاء وإِنْ أَبَئِنُم 
جالذتاكم»© . فلو كانوا قد عَاهدوا النّبِيّ يل بأنها [91 ب] في كل أحدٍ لَمْ 
يَكُنْ لِجَلادِهِم مَعْنى. وكذلك, قَوُله عليه السلام: «الإمَامَةُ في قُرَيش ما بَقِيّ 
ِنهُم إِنَْان". فْوَجْبَ نَضْرُهَا عليهم دون غلرهمء لأنّها لو صَلَّحَتْ في غَيْرِهم 
مع وجودهم لَمَا قال: ١بْقِيَ‏ فيهم ما بَقِيَ إِنْنَان2. فَسَقَطْ بذلك ما تَعَاطوه. 

341 - ثم رَجِعَّ با القَوْلَ إلى ذِكرٍ الجَواب الثاني أنْ عُدِمٌ في قريشٍ مَنْ 
يَضْلّحُ للقيام بهذاء وقد قال بعض النّاس: نه إن الْمَقَ أن لا يوجَدَ في قريش» 
وقياماً مَنْ يَضْلُحُ لهذا الشأنِء وَجْبَ نُضبَةُ إمام من عَيرِهِم لِمَوْضِع العذْرٍ 


والضَرورَةٍ إلى غَثِرِهِم. كما يَجِبُ العُدُولٌ عن أَقُاضِل قريش إلى مَفِضُولِهِم 
لِعْذْرِ يَمْنَعُ من إِمَامَتِه من حَوْفٍ فِثْنَةِ» وعْمُوم مِحْنَةٍ وَبَليّهِ. وغير ذلك» فلذلك 


340 - (4) ق: معنا. 


(1) حديث نبوي. (5) حديث نبوي. 
2) ق: انها. (6) ق: جالدناكم. 
(3) ق: ابعا. 


2058 


يجُورٌ العُدول عن «جَمْلَةَ قريش'» إذا عُدِمَ منهم مَنْ يَضْلْحٌ للإمَامَةٍ من حيتُ 
لزوم تنفيذٍ الأحكام» وحُرْ تَعْطِيلُها مع إِمكانٍ تَنْفِيذُهاء فإذا لم يكن في قُرَيشٍ 
من يَضْلّحُ لهذا: عَلِمَ أن المُخَاطبَ ًا إِمَامٌ بن عيرم وَالجَوّابُ الآخْرُء فإنّها 
لا نَحَلُوا مِمَّنْ يَضْلْحٌ كما”" أنه أَصَح وأوْلَى لِمَا كُلْنَاهُ مِنْ قَبْلُ. 


[فصل] 

2 . فإِنْ قالوا: ما أَنْكَرْنُم أنْ تكونّ الإمَامَةُ مُسْتَحِقَّة بِالمَضْلٍ د 
التَسَبٍ لأنّها من أمورٍ الدّينِء ويجبٌ أنْ لا يَسْتَجِقٌ إلا بالدّين» ولأنّهَا إذا 
وَجْبَتْ بِالمَضلٍ حرصٌ النَاسٌ والراغِبُون فيها على فِعْلٍ البرّ والرّاغيون فيها 
والعُدُول: لأنْ القُلُوبَ أِمَعُ على طَاعَةٍ مَنْ ليس مِنْ أهل الأنسَاب والريَاسَةٍ 
القّدِيمَةِ إذا كانت الطاعَةٌ على سَبيل القُرْبَِ والديانة. ولأنّ الأمّةَ أَدَرُ على تقُويم 
مَنْ لا نَسَبَ لَه ولا عَشِيرَةَ منهاء على تُفْوِيم المْمْتَنِع عليها بِرَهْطِهِ. قيل لهم: 
جميمُ ما كُلنّم لا مُتَعَلُْ فيه. فأمًا قَوْلْكُم إِنّهها تجبٌ أنْ تكون مُسْتَحِقَّةٌ للدين 
دُونَ النَسَبٍ مخطأ لأنها عندنا غير مُسْتَحِقَةٌ بسب ولا دين. 

3 وكذلك الرئَاسَةء ولو قال الله عزٍّ وجل لنا: انصبوا الأيِمّة من 
الأنباط دون العَرَبِء لوَجبَ: أن تمثيلَ ذلك لا لإسْيَحْفَاقٍ بِالتَبْطِيّة» لكن 
لمؤضع الأمر والعبادّة والدليل على أنّها عقده لم يَجِبٍ حَلْعُهء ونَوَلِيَةٌ الفَاضِلٍ 
باَقَاقِ . وَيَعْلَمْ بذلك أنّها غَيْر”” مُسْتَحِقّة بالمَضْلٍ إذا أقَرَتْ في المَفْضُولٍ بِالعَقْدٍ 
لمُتَقَدّم دون القٌاضِل ؛ وبذلك على ذلك أيضأًء أنه كان يجب إذا اسْتَوَى حَلْقٌ 
كثيرٌ [92 أ] في عصر الطوائف”. . . أنْ لا يَجْعَلها في أحَدِهم دون بَاقِيهم 
بل يَجِبُ أن يشْتَركُ بيهم فيهاء وهذا خلاف الإجْمَاع وكانَ يَجبٌ أيضاً أن 
يكونٌ لِمَنْ قل فَضْلَْهُ فيها نهم نصيبٌ يَعْذّرُ ما فيه مِنّ الفَضْلٍء لْوَجُْبَ فش 
العَقْدِ بحدوث بَعْض الفُسْقٍ. وقد وَلَلْنَا على فسادٍ ذلك من قبل. ويّدُل على 
فساد ذلك أن الإمَامَةَ مُسْتَقَدَةٌ ةُ واجبةٌ بالتكليف والأمر. والتَكلِيفٌ لا يجؤرُ أن 


(10) ق: لما. - 343 
(2) من الأفضل زيادة «أنه؟ بعد «اكما». (3) غير مضافة بالهامش . 


2359 


يكونً تَوَاباً مُسْتَحِقَاً لأحد: ا 
وليس النَكلِيفٌ من هذا لاستَحَقّها العَاقِل مع الأشر والعَمَى' '' والصّمّمء و 

أمر يُفْعِدُهِ عن تام بإمرة الأمّة؛ لأنَّ الثواب والإسْتِحْمَاقَ لا يَسْقُطْ يط 
ذكرناه. فلما أَجِمَعُواء على أن تَواب العَمَلٍ غيرٌ سَاقِطٍ . بمايُعْرَض مما 
وَصَفْنَاهء وأنَّ الإمامة2 تَسْقْطَ بى ويعتبر في صحتِها كوْنُ المَعْقُودٍ له عارياً من 
هذه الأوصاف سقط ما قالوه. 

4 - ويَدُلُ على فسادٍ ذلك أيضاً على أَرْضَاعِهِم : أنه لو كَانَتْ الإِمَامَةُ 
مُسْتَحِقَةٌ على جِهَّةٍ الكَرَابٍ. دَوَام اسْتِحْقَاقِها كما يَجِبُ عندهم ذَوَامُ القواب. 
وذلك باظِلٌ باتفاق» ويَدُلٌُ على فسادهٍ أيضاًء أن تَوَّاب العَمَلِ يستَحِقُ في 
الآخِرَةء فيجبُ أنْ يكونّ الرّجُلٌ الفاضِلٌ مُسْتَحِقاً للنُبرّةِ والإمَامّة في الآجِرَةٍ. 
كما يَسْتَحِنُ سَائِرُ ضروب الثّواب» وذلك بَاطِلُ بِإِجمَاع لآسيما إذا لم يُلِي 
الإمَامَةَ في الدّنيا: لأنّهِ يَرْدُ القِيمَةَ ولم يُوفٍ نَوابَ عَمَلِهِء وذلك بَاطلٌ 
عندهم. ولو اسْتَّحَقّ دوم الإمَامَةِه لم يُخْبر أنَّ تَحريمَ الله عزَّ وجل الإمَامُ أبَدأ 
ما بَقِيَ على عَدَالَتهِ ؛ لأنَّ ذلك ظَلْمٌ لهء كما أنه لو مَنَعَهُ إِيّاهَا في الإبْتِدَاء مَعَ 
اسْتِحْفَاقِه لَهَا لكانَ ظالماً له. وفي الإجْمَاع على جَوَاذٍ احتِرَامِه” ما يدل على 


(1) ق: العما. 344 
(2) ق: للإمامة من الأفضل حذف «اللام1". (3) ق: احترامه. 


0ظ2 


[الباب السادس عشر] 


[باب الكلام في التفضيل والقول بأنّ منزلة الإمامة فوق 
منزلة النبوة والتفضيل في باب الدين دون الدنيا] 


245 - وما يدل على فسادٍ ذلك أيضاء أن الإمََ نما يتولى . ويقومُ بمَا 
يقوم به الأمِيرٌء وَيَتَوَلاءٌ من : الصَلاق والغَزْوء والحماية» وقِسْمَة المَيْء 
ولبس فيما يَتَوَهُ الإمامُ شي لا يَضْلحٌ أن يقومّ به الأميرُء فإذا أَجْمَعُوا مع 
ذلك» على أنَّ الإمَارَةَ غيرُ مستحقةء وَجَبَ أنْ يكونّ ذلك حُكمُ الإِمَامَق وإِنّما 
ام يز أذ يمبل في الإتاة من الفاضال إلى المفضول [98 ب] من مر جا 

العا 
تُوجِبُ ل ذلك. لموضع الإلْحَاح عليها. . ١‏ 00 202 السمع 
ومنعه لاجا.30 . '. ومتى لم تَكنَّ الإمَامَةُ مسسفة أجل هذه الل فقد عَلِمَ 
أنه كان جائرٌ أنْ يَتعبَدَ بتضب الفَاضِلٍ على المَفْضُولٍ لعَيرِ عِلْةِ تُِْنُهُ عن ذلك. 
وإِنْ لَمْ يُرِدِ النَعَبِدَ به» وإِنّهُ متى عَرَض سَبَبٌ يُفْعِدُ الفاضِلَ؛ جَارَ العُدُولٌ عنه 
إلى المَفْضُولِ وكُلٌ هذه الأِلّةِ. توجبٌ أنَّ النبرَه أيضاً غيرُ مستحقة . 

6 - وأما قولّهم: أنَّ القلوتَ أجممٌ على طاعة منْ لا حَسَبٌ لَه فَمَعَادَ 
لله أنْ يكونَ كذلكء. بل هي نَافِرَةٌ من هذا أشد التَفَارٍ. وأما قَوْلّهُمُ : أنّها إذا 
حَصَلَت في الفَاضلٍِ؛ وَل الاي على ما يلون به. فنا يقول: إنها في 
الب دكن لأ بكرن الضلاع لين أن ل بكرن لهي أفضل قري 
دُون غَيْرِهِم. . فإذا أنكرٌ المُكَلفُْ في ذلك» زَالَتْ سُبْهَنُه. على أنَّ الله عنَّ وجلّ 


345 2( خرم: سقطت ثلاث كلمات . 
20 خرم: سقطت كلمة. )3( ق: لا جزاه. 


201 


لا يبَأ بطاعَةِ مَنْ يُطِيعُه طَمَعاً في تَوَلّي الإمَامَةِ. ولا يخُلْص العْمّل لِوّجهه: 
فلا يَضُُ أن لا تَتَودْرَ الدَوَاعي على فِمْل طَاعَةٍ لا يُرادُ الله عر وجلّ بها. 

7 - وأا قَوْلّهِم : إِنَّهِ يَجِبُ نَضْبُ مَنْ لا عَشِيرَة له؛ لأنَّ الأمّةَ أقُدَرُ 
على تَقُوِيِمِه فإنّها عِلَهٌ تُوجبُ نَضْبَّ المرّأة» لأنّنا أَقدَرُ على تَقَوِيِمِهًا من 
الرَجْلِء وأنْ يُقيمَ لِلْعَبْدِ المَع1, والصّبيٌ الذي ليس بِبَالِغْ» إِذّا كانا يَحْمَطَانِ 
من الشَرِيعَة ما يَحْبَاجُ الإمَامُ إليه» ويَعْرِفَانٍ طريق الرّأي. لأنَّنا أَقَدَرُ على 
تقويجهمًا بنًا على تَقْويمٍ الحرٌ الَالِغ. فكان يَجبٌ أنْ يُنْصَّبَ المريض ويّع 
الصَّحيحَء والزّمن دون السَّقِيمء والأغمّىء والأصّم دونَ السَّمِيع والبصير؛ 
لأننا أقدَرْ على تَفْرِيم هؤلاء”” ما على تَقُوِيم الذي لا آقَةَ بو» وفي قَسَادٍ ذلك 
دليلٌ على صِحَةَ ما فَالُوه آحر الكلام في أبواب الإمامةء ونضرًة الأئمّةَ الأربعَة 


رِضْوَانٌ أللّه عليهم . 
وهذا باب الكلام في النَفُضِيل 


[فصل] 

8 - إن قال قائِل: قد قُلَتُم في الدَّلالَةٍ على إِنْبَاتِ الإمَامَةِ للأزبعة رَضيّ 
الله عنهم قولاً بَيَنأَ وأَوْضَحْمُم عن قَسَادٍ مَطاعِن المِرَارِين'” عليهم وبينتم [93 
أ] على تَعَاشْرٍ نهم ؛ وزَالَ بمَا نَقَض القَدْح في إمَامَةِ أحدٍ منهم . فخبرونا الآن 
أي الأرَعةٍ أفضَلَ عِنْدَكُم وهَلَ هُمّ في الفُضْل على التَُرْتِبٍ إلى آخِرِهِم» أو 
على غير نَرْتِيبٍ» أو القّطع على فَضْلٍ بَعْضِهِم ٠‏ والوقُوف عند بعض. يُقَالُ 
لهم: ما تَرتيبهم في الإمَامَةِ فَيَجِبُ أنْ يكونَ على ما وَصَفْنَاهُ ودَلّلْنا عليه 
فيكونٌ أَوُلُ الأئِمّة: : أبُو بَكرء ثم غمرء ثم عثمان» ثم علي رِضْوَانٌ الله عليهم . 
وأما الفَضْلُ فقد اخْتَلَفٌ الناسُ فيه. فَقَالَ أكْتَرْ أضحابنا: أن القَوْلَ في تَرتيبهم 
في الفَضْلٍء كالقَوْلِ في ترتيبهم في الإمَامَةِ. فَأفْضَلّهم أبو بكرء ثم مُمرء ثم 


- 348 347 


(1) ق: للفتى. (3) ق: المزارين: المزر أي: الأحمق. 
(2) ق:هولا. 


2032 


عُثمان» ووقفوا بعد ذلك؛ وكانتث الحَال في عَليّ » ومن بُعذه مُتَقَارِبهَ مُشْكِلَة . 
وقال بعض الناس : لا أََاضِلُ بينَ أبي بكر وُمر وعُشمان» بل هُمْ في الفَضْلٍ 
سَوَاء وبمنزلة الأثافي» لا يقُومُ واجِدٌ منهم على الآخر. وقال فريقٌ آخْرٌ: 
خيرٌ الئاس بعد رَسول الله كَلهِ أبو بكر ثم عُمرء ووقفوا في علي وَعُتْمَانْء فلم 
يَفُطَعُوا بِمَضْل أَحَدِهِمًا على صَاحِبه. وقالَ قَوْمُ: بل عُمَر أَفضّل من أبي بكر 
وسائر الصَّحَابَةِ ووَقَفُوا في الباقِينَ. وثَالَ قَوْمٌ: أبو بكر أفضّل من عَليٌ 
ووقفوا في باقي الصَحَابَةِ . 


9 - وقالَ قَوْمٌ: على أَفْضَلُ من عُثمانٍ. وقالَ آخرونَ: عُنْمَانُ أفضل 
من علي . وقال كثيرٌ من المعْتَرِلَةِ: إِنا لا نَذْرِي أي الأربعة أَفْضَلٌ . وقال مِنْهُم 
آخْرُون: قد عَلِمْنا أَنَهُم : في الفَضْلٍ سّواءء وفي طبقةٍ وَاحِدَةٍء وكالدَنَانِيرٍء 
والسَبَّائِكِ”" الأرْبَعَةِ لأَمرَتِه بواحدٍ منهم على صَاجِبه. وقالٌ قَرْم من أل 
الإخْتَبَارٍ والرَيِدِيَةٍ وسائر الشيعة» وجميع الإمَاميّة : أنَّ علياً رَضِيَ الله عنه 
أفضَلُ هذه الأمِّ بعد يها : ثم الحَسَنء ثم الحُْسَيْنء ثم الأمّة على التَّرْتِيبِ. 
وقالث الرَارنيةُ: ألفضل هذه الأمّة بعد نيها: المياسُ عنّه: وتَعَلّقوا بأخبّار 
سَتَذْكُرُ العَهْدَّ مِنْها 


330 والثالتُ من هذا الخلاف الذي وَصَمْنَا في الصَدَرٍ الأوّلٍ عِنْدَ 
أصحاب الحديث : هو القَوْلُ بأنَّ أبا َكرٍ أفضل الأمَّق أو علي وهو المشهورٌ 
من قَوْلِ عُمَرِ وعَبْدَ الله ابْنَ عمر” 7“ وما رَوَاه في المُمَاضَلَةٍ ٠‏ وول أبي عُبِيدة 
ْنّ الجَرّاح حين قال لِعْمَر: «أتقول هذا وأبو بَكْرٍ حَاضِرٌ؟. وقول أبي هريرة 
[93 ب] وما رُوِيَ عن عَلِيّ رَضِيَ لله عنه” في تَفَضِيلٍ أبي بَكُرٍ عليه: وهذا 

من المَشْهُورٍ في الصَحَابَةٍ دون غَيْرِهِ. . فأمًا قَوْلُ الخَطَابيّة : إنَّ عُمر أَفضَلٌء 
وقول الشيعةٍ بمَْضِيل علي وثَوْلُ الرَاوَئدِيُة بتُضيل العْبَاس؛ فمذّاهب حَادتَةٌ 
وكُلُ حَبَرِ رُوِيَ في تَفْضِيل ابْنَ أمّ عَنْدِ؛ وَأبِيّ بن كَعغبء وأبي عُبَيْدَةَ بن 


349 - 350 - 
(1) ق: السبايك. )2( ق: عمرو. 
(3) (الله؛ سقطت سَهُوأً من الناسخ . 


203 


اجرج وسَعْد بْن معاذء والعبّاس بن عبدٍ المُطلِبٍ؛ فإنّه غيرُ نَابتِء وَإنْ تَبْتَ 
فلَهُ ويل مِنْ حَصُولٍ أو خروج على سَبَبٍ يَمَعُ عُمُومَهِ أو غَيْرُ ذلك . والذي 
يَدُل على هذا إلجماع الصَحَابَة الرَوَاةِ لهذه الأحْبَارٍ غيْرُ نَابِنَةِ أو خارجة على 
وجه عَرَفَهُ الصَحَابَةُ لا يَفْنَصِرُ بفُضْلٍ مَن ذَكَرَ منهاء على عَلي وأبي بكر وسَائِرٍ 
الصَحَابَة رِضْوَانٌ الله عليهم . 


1 - والقَوْلُ بتَفْضِيل عَلىٌ رِضْوَانٌ اللهِ عنه مَشْهُورٌ عِنْدَ كثير مِنَ الصَحَابَةٍ 
كالذي يَرْوِي عن عَبْدَ الله بِنْ عَبّاسء وحُذَّيْفَة بن اليمان وعَمّار وجابر بن عَبْدَ 
الله وأبي الهَيْثئم بن النَّيّهان وغيرهم, وإِنْ كانت الروَايَةٌ في تَفضيلٍ أبي بكر 
اشْهَرُ عند أَصْحَابٍ الحَدِيث» وما يَدْفَمُ أنْ يكونَ ذلك ثانياً عنهم . فأمّا القَوْل 
بِتَفْضيل عُمر أو عَتْمانٍ أو العَبّاس أو عبد الرحمن بن عوف على سائر 
الصحَابّة ؛ فأقوال حَادَِةٌ غيرُ معروفةٍ في الصحابة. وكذلك القولٌ بأنَّ العَشَرَةَ 

في الفضل سَوَاءْ وأنّ الأئمّة الأزبعة منهم سواء ذ في المَضْلٍ على قَوْلٍ من ذَهَبَ 
إلى ذلك أَقْوَالُ مُحْدَئَةٌ غير مَرويةِ عن أحَدِ مِنَ الصّحَابةِ؛ والذي يَصِحٌ في هذا 
الباب : القولُ بالقطم على فَضْل الأئمةٍ اربع وأنّهم أفضَلُ مِنْ سَائِرٍ العَشْرَةٍ؛ 
وجميع باقي الأنةِ. وإنّما نَذْكُر مَنَاتِبَ رَجُلٍ رَجُلٍ لِمُقَابَلَةٍ ما يَتَعَلّى به 
المُفْضلون لغيره عَليه. وزوي أنَّ بعضّ ذلك أَظْهَرُ في التقل» وأعظم موقعاً 
في الس مِمًا يَقَدّرُه الفَرِيقُ الآحَرُ بغير ذلك ليَجْعَلَه ليلا على فَضْل صَاحِيه إذا 
عَلِمْتَاه مُتَقَرباً إلى الله عن وجل . فأمًا أنْ يَسْتَطرِقٌ به إلى أنه أفُضَلُ من غَيْرهٍ 
مِمّنْ كَلَّ في الظَاهِر عَمَلهه أؤْ مَنْ لَّمْ يَعْرِفَ منه عَمَلاً سَوَاءَ إذا الفُرائِض فَقَطْء 
َنُعِيدُ حذاً ونحنٌ نَذْكُرُ أهلّ هِذِهٍ المَقَالآت والئَفْض عليهم إِنْ شَاءً الله . 


[فصل] 

2 941 أ] ورَعَمَتْ العَبَاسِيّةُ أنَّ الصَحَابَةَ كُنّها كَانَتْ ُذْعِنُ بِمَضْلٍ 
العَبّاسٍ أزّلهم: علي بن أبي طالب» ثم أبو بكر وعمْرٌ وعُئمان» وَيَتَوَسَلُونَ به 
إلى الله عَرَّ وجل ويَلِحُون إليه عنْدَ الشَّدَقٍ َيتَرَجُلُونَ له إذا رَأُوه مَاشِيا» ولم 
يكوئوا يُتَازِعُونَهُ في المضل . قال بَعْضْهم : وَإِنّما وُلَيَ من وُلْيَ بَبْنْهم بِرِضَاه. 
وقال آخرونَ : بل كَانَ في بَئتهِ مَفْهُوراً يأَحَذُ العَفْوَ مِئْهم» وهذا إِنْ زَعَموا رَأَيَ سعيد 

24 


ابن المُسَيّبِ”*؟ وغيره مِنَ التَابعينَ ؛ وسنقولٌ فيما ذَكَوُوهُ قَؤْلاً بليغاً إن شَاءً الله . 


3 - وجملَةٌ مَا يَقْرَى في هذا البَاب: أن الكلامَ في التَفْضِيلٍ مَسْأَلَةُ 
اْتِهادٍ لا يَبِلْعُ الخَطَّأُ بِصَاحِبِهِ فيها مَنزْلّة الفُسْقِء وما يُوجِبٌ البَرَاءَة لأنَّ 
المُضَائِل المَرْويّة أكْتَدُها مُتَقَابلَ مُتَعَارض في المفضلء وما يُذْكَرْ من السَبَّقٍ 
إلى الإمْلام والجِهَّادٍ وغير ذلك مُحْثَمَلُ التأويل» وأَنْ يَعْرِضَ فيه الشْبْهَاتء 
وإِنْ كان فيها ما يُوجِبُ القع قَمَا لَمْ يُقَسْقٍ المَرْء" أخداً منهم. ولَمْ 
يَطِعَن على عَدَالَتَهِ فإئّه فى حَوْضِه فى هذا الباب مجتهدء إِذَا كَانَ مُتَوَليا 
لجَميعِهم ‏ ونحن نَذْكُر ما به يَقَُ الَفَاضْلُ من الأسباب َِتَأْمَلّها النَاظِرٌُ في 
الاب بِعَيْنِ العَذْلِ وَالإِنْصَافٍِ فإن بان له ذلك في بَعْض الجِهَاتِ لْزِمَه 
القَولُ بهو وَالإِنْقِيادُ إليه لأنّه حينئذ يَذّعِي للحجة الرَافِعَة للوُخصّةء وَإِنْ 
أشكلٌ الأمْرٌ عليه رَجَوْتَ أنْ لا يكونٌ بالوَّقفٍ أو الخَطأ فى ذلك حرص 
ولا إِنْماّ إذا كانَ مُتَوَحْياً للحَقٌء ومُتَيمَاً للصّدْقٍ والعَدْلٍ. ْ 


4 - وقد ذَكَرَ الناسُ الأسبابٌ المُوجِبَّةَ للنّفْضِيل وحَصَرُومَاء فأوّلُها: 
السَبَىْ إلى الإسلام» ثم الوّجَهُ الذي يَقَعْ عليه إسلامٌ المَرْءِ العَاقِلٍ المُحَصّل ذُو 
الثروة والمال» واليباء العريض؛ والمحل الرفيع . وفَضلٌ ما بِينَ ذلك وبَئِنَ 
وُقوعِهِ مَعَ عَدَم الأخوّالٍ» ؛ ثم الجهَادٌ بالنَفْسَء ٠‏ ثم الجهَادُ بالمالٍء ثم الإخاطة 
ب ما يج لَه من القريقة. ثم لد في لنب و كثْرَةٌ الرَعْبَةِ فيما عند الله 
عرَّوجَلَ” ثم القرابةً الحاصلة بالشسي وقد ذكر [94 ب] ثم في هذا: 
الشجاعةً وليس ذلك مِن فضائل الدين فى شَىءٍء وقَالَ أكثَرُ أهل الحَقٌّ: أن 
المَاضِلَ عند الل هُوَ مَنْ احَنَبَاهُ وجَعَلَهُ فاضلاًء ولع على يروي وأ 
ذلك" لا يَصِح من فِعْل الله عر وجل إل تَْويضاً عَن العَمَلِء بل لهُ تَفْضيلُ 


من ليس ِفَاضِلٍ على العَامِلٍ . 

353 (3) وجدت كلمة اليس» و«لا؛ فاسقطت 
(1) ق: المر. الأولى وأبقيت على الثانية لتوافقها مع 
354 الجملة . 


(2) «جل»: سقطت سهواً من الناسخ . 


205 


[فصل] 

5 - وقالوا: إِنَّ مَنزْلَةَ التْبوَةٍ التي هي أُعلَّى المَنَاذِلٍ بِمَضْلٍ أمْر الله عر 
وجلٌء فإذا قبل لَهُمْ : َمَا ألكزثم مِنْ جَوَازٍ تَفُضِيلٍ مَنْ لِيسّ بي ”1 على بَعْضٍ 
النَبِيينَ أو سَائْرِهم قالوا: ذلك بَاطِلٌ با جماع المُسْلِمِينَ» وليس يَمَدَحٌ في هذا 
الإبجمَاع خلاف من حالف مِنَ الشِيعَةٍ القَائِلينَ بأنَ مَْرِلَ الإمَامَةِ فَوْقَ مَنْرْلَةٍ 
الْتُبْوّق وأنَّ علياً وسَائِرَ الأَئِمُةِ من وُلْدِهِ رَضِيَ الله عَنْهِم أُضَلْ مِنْ سَائِرٍ 
الأنبِيَاء وقَوْلٌ بغضهمء لأنّهم أَفْضَلُ من جميع النَّبِيِين إلا حَمْسٍ ثَمَرِ كانوا 
منهم أَيِمهُ م أتينا الإجماع قد سَبَقَ هذا القَوْلّء كما سَبَقَ ول من قال منهم 
بهُبُوطٍ الملائكة بالوّخي على من ليس بِتَبِيُء وأنَّ الأئِمّةَ تَعلّمُ المَنِبَء وتَنْسَحُ 
الشَرَائِعَ والأخكام» نكم في الدينٍ بِمَا فُوْض إليها وغيرُ ذلك من الأقاويل . 
فإنَ بِهَذَا الطريق الذي حَكَيْئَا قَوْلَّهِم من أَضحَابناء ولا يَنْبَغْي أن يَتَوَصَّلَ إلى 
تَفضِيلٍ أحد بِكِنْرَةٍ العَمَلء ولا يُحَسنٌ شَّيئاً منه من جهاد وغير ذلك. ولكنْ 
يُخْبِرُ الله وَرَسُولَهُ عَن الحُكم بِمَضْلِهِ فقط دونَ اغْتِبّار'” عَمَّلِهِ وإنْ كُنَا نُشَيّعْ 
العَمَلَ أحياناً لكونهِ عِلْما على فضل من فَضَّلَّه من خَلقه إذا عَلِمْنا أنّه قد أرادَ 
بها وَجْْهَهُ ولَمْ يُنْطِلها برَدُهِ بائْمَاقِ" ما يَجْرِي مَجْرَى ذلك. فأمّا الأعمال 
وَالسَوَابقٌ فسنذكُرُها بَاباً بَابأ وتُمَاضِل بَيَتها على اختصاره؛ وأمًا الأحْبَارُ التي 
ذَكَرَهَا أْصْحَابنًا هؤلاء. فقد ذَكَرْنَا ما فيه كمَايَة من قَوْلِهِ عليه السلام : : ايَؤْمُكُمْ 
أفُضَلكم”*' أمْرَهُ لأبي بكر رضي الله عنه بالتقدم وقوله. وقد قَدَّمُوا أبَا بكر عند 
َْدِهِ: «أَحْسَئكُم لا ينبَغِي لِقؤْم يكو فيهم أَبُو بكر أن يَتَقَدمْهُم غيزه7©» وقُوله 
للمرأة «فإن جئثٌ ولم أجِدَكا. قال: «ها أبو”” بكر»”؟..2. وقول : «ان 
يُطِع النّاسُ أبَا بكر وعْمّر رَشَدواء ورَشْدَثُ إليهُمْ» وأن يَعْوُوهًَا بمَا غَوُوا أ 
غْوِيَتْ بهم». وقوله: (إنّهما© من الدين ِمَئْزلَة السَمّع والبَصَرِء وَبِمَنزِلَةِ الرّأس 


355 - (4) ق: بعاق. 

0 تفط (5) حديث نبوي. 
(0) ق: سى دون 5 1 
(6) حديث نبري. 


(2) ق: انسا دون نقط . (7) ق: ايا بكر. 
(3) أضفت إلى الكلمة «اعتبا «راء». التي (8) يكرر «ان يتقدمهم غيره4. 


236 


من الجسد؟. وهو كالصَرِيْح بالفضل أو أبلعٌ وقَوْلّهِ: «اقتدُوا باللذينَ بعدي [95 
أ]: أبي بكر وعمر هذانٍ سيدا كهول أمل الجَئّة وسَبَابُها''' من الأولين 
والأخرين إلا التّبِيِينَ والمُرْسَلِين)". ويَدُلُ على ذلك ما رَوَاهُ عَبْدُ الله بن 
مسعود عن النَّبِيٌ ككل أنه قال: «ومَنْ؟ أفْضَلُ مِن أبي بُكر: رَوَّجَنِي ابْنَنَ 
وجَهّرَنِي بِمَالِهِ؛ وجاهَدَ معي في سَاعَةٍ الخَؤْف)”2 . 

6 - ومن ذلك أيضاً ما رَواه أبو الدّرداء عن النَبيْ كل رَوَى أنَّه قال: 
ارآني النِيْ يلي أشي أمَامَ أبي بكر . فقالٌ بي رسول لله يِِ: «أَتَمْشِي أُمَامَ مَنْ 
هُوَّ خَيِرٌ مِنْكٌ في الدُّنْيَا والآخِرَة؟” توما طلعَتُ الشَمْسٌ ولا غُرْيَتْ على 
رَجلٍ بعد البِينَ والمْرْسَلِينَ أفضَلَ من أبي بكر»”* . رَوَى ذلك عن أبي الدَرْدَاءِ 
عَطَاء . ورَوَى” “ ابر بن عَبْدَ الله عَنْ الي عليه السلام أنه سَمِعَهُ يقول ذلك 
لأبي الدَرْدَاءِ ومنه قَُوْلّه : : «مَا أجدٌ آمَن عَلَيْنا في صَُحْبّته وذات يَّدِهِ من أبي 
بكر)” . ١‏ ولو كنت مُنّخِذأ من الأةِ حَلِيلاً لإنْحَدَتُ أبَا بَكْرٍ حَليلآً ولكن 
دَوَاوْنا"؟ الإسشلام»””' وجوه الإسلام» في خبر آخر. وقوْلَهُ عند وَفَاتِهِ : «إنّه لَم 
َك نب قط فَبْلِي يَمُوتُْ حتى يَنَجِذٌ حليلاة”*" «وأن حَلِيلِي منكم ان أبي 
فُحَافَةَ 1" . وليس هذا يَفْض لقوْله: الو كُنتُ مُفْحَذاً من هذه الأِ حلِيلاً:؛ 
لأنه لا يجورٌ أنْ يكونَ حَظَرَ ذلك. ثم أُمَرَ به بعد الححظر*" أو أَبَاحَه. وقَوْلَّه 
عليه الام لما أسَْ بئاه شجلا" وقد جاء بره فَرَضَعَه هر عليه اللا : 
وجاء أبو بكر بحَبجَرء وجَاءَ عُمَّر بحَبَره فوَّضْعَهُ وجَاء عُنْمَانُ بحجَر 
نَوَضْعَهُ؛ فلمًا سْئِلَ ذلك قال: «أْمَرَاء الخلاقة بَعْدِي20. وهذا يِبَيْنه منه على 
ؤُجُوب تَقْدْمَةَ الأوّل فالأوّلٍ. 


7- وكذلك لما قَدِمَ المَدية خَطُ لقَوْم مَسْجداًء فَوَضْعَ رَسُولَ الله عل 


(1) ق: شبابهما. (9 و10) حديث نبوي. 


356 ل (!1) حديث نبوي. 

(4 و5) حديث نبوي. (12) ق: الحطر. 

(6) ق: روا. (13) نقل الناسخ كلمة «المسجد» ثم حذف 
(7) حديث نبوي. «ال»). 

(8) ق: دوانا. (14) حديث نبوي. 


257 


حجرا 7 ثم قال لأبي بكر : ايا أَا بكر ضع حبرا إلى جَنْبٍ حَحسجرِي» ثم قال 


لِعُْمَر: «ضَعْ حجرأ إلى جَنْبٍ حَسجر أبي بكر؛ ثم قال لعُئمان: «خذّ حَجَراً 
فضَعْهُ إلى جَنْبٍ حَجَرِ غمرا. ثم الْتَمَتَ إلى الئّاس» فَقَالَ: «وضع [95 ب] 
رَجْلَ حَبجَرَه حَيْتٌْ أحَبٌ مِن هذا في التفسِير والتَنْزِيلٍ كالأوَلٍ. ونحو”" مَا 
رُوي عنه قوله: «إنّه وضع في كَمَّةِ المِيرَانِء وَوَضعَتْ الأَّةُ في الكَفَّهَ فَرَجَحّ 
بهم). ٠‏ ثم أخرّج النِيْ يللو وضع أبو بكر في كَمَةٍ الميزان. وَوُضعَتٌ الأمّهُ 
في الكمَّة الأخْرَى» فرّجَحَ بهم؛ ؛ ثم أخرج ورُفِعَ المِيرَانُ” “. ونحو ذلك مما 
يَرْجِعُ إلى العَلامَة» ونحو ذلك مما رَوَا مِمّا يُوجِبُ التَفْضِيلَ له وما سَنَذكُرُهُ 
فيما بَعد؛ مما رُوِيٌ عَن الصَحَابَةٍ في اذْعَاء فُضَلِهِ بِحَضرَةٍ النَّبِيّ كلد وغير 
حَضَرَيَهء مع عَدَّم الإعْتِرَاض والإتكارء لأنْ أكئَرَ هذه الأَخْبَّارُ ظاهِرَةٌ في 
الصَحابة» مَشْهورةٌ لا يَعْلّمُ أحَد”” اغْتِرَاض عليها. 

8 - وكذلك قَوْلَ ابْن عُمر: كنا نُمَاضِلُ على عَهْدٍ رسول الله يلا . 
مول تُمر: «وكانٌ مِنْ حَثِرِنا يَْمَ تُوْفِيَ رسول الله يكوه وما فِيكُمٌ اليَومَ من 
يَفْطْعْ إليه الأغنَاقَ مِثل أبي بكر . وقد أَوْضَحَْنًا فيما قَبْلَ في بَابٍ الإِجْمَاع 
غَيْرّه» مِنْ إيجاب الإمَامَةِ في فُرَيش» نما روي من كَوْله: الا تمع أمتِي على 
ضَلالٍ وَخَطلُو. وقوله: «الأَيِمّةُ مِنْ فُريش»”” ' وأنّ الآمْرَ فى قُرَيش إذا ظَهَرَ 
وَالْتَشَرَ ولَمْ يَعْرف مُحَالِفا وَجْبَ القَطمْ بِصِحَتِهِ لاسيما إذا عملوا به لأخله: 
وَاحْتجُوا به دُونَ غَيْرِِ؛ لأن العادة جَارِيَة بوُوع الخلافٍ فيما لم تَنْبِت صِحْنَُ 
من الأحْبَّار. فإذا عُدِم الجلافق . عَلِمَ أن القَوْمَ قَذ عَلِمُوا صِحْنَهُ ما بالسَمَاعَء 
أو ما يَقُومُ مَقَامَهَاء ْوَجْبَ القَطعْ بصِحَةَ هذه الأَحْبَارٍ. 


[فصل] 


59- فإ قالوا: مأك أن يكو غمر مساوياً لأبي بكر في المَضلٍ 


- 357 - (4) حديث نبوي. 
(1) ق: حجر. (5) ق: احداً. 

(2) ق: لعثمن. 358 - 

)3( وردت في النص: بحق. (6 و7) حديث نبوي . 


208 


إن صَح قَؤْله : «سَيّدا كهُولٍ أهْلٍ الجَئقا"". قيل له: لا يجبُ ما قُلَثُم بل 
يُوجِبْ ذلك فَضْلْهُمَا على غَيْرهِمَا مِنَ النّاس إلا لين والمُرْسَلِينَ. وقد يَصْحُ 
أن يكونّ أَذوَنهُمَا في المَضْلِء أَفْضَلْ النّاس بَعدَ الَيينَ وذلك لا يَبِينُ 2 من 
هذا الخَبَرِء بَل مِنْ غَيْرِه. سمو في َل أبي بكر على مر رضي لل 
عنهما بعد هذا ما يُوَضْحُ الحَق إِنْ شَاء لله . فَإِنْ قالوا: كَيِْفَ تَصُحٌّ هذه 
الروَايَةٌ وقد نَبْتَ أن أهلَ الجَنَةٍ لا كُهُولٌ فيهم ولا شْيُوحّ بل شَبَاب [96 أ] 
فر على ما بجاءث به الرَاة. قبل لهم: : ليس ذلك مُحَال لأنّه أراد عليه 


شيُوخاً وكهُول في ي الج . 


[فصل] 

0 - فإِنْ قالوا ما أَنْكَرْتم أن يَكونَ قَولَهُ سَيْدَا كُهُولٍ أل الجَنَةِء إِنّمَا 
يَدلُ على أنهما أفْضَلْ من سَائِر مَنْ يَسْتَِقُها ِنْ الكُهُولٍ في ذلك الوَقْتِ دون 
الشّبَاب» والشيوخ. وعلي لَمْ يَكْنْ كَهْلاً في وَهْتِ هذه الأخبَار فلا تَعَلْقَ لكم 
فيه. قِيلَ لهم : هذا يَسْقَطُ مِنْ وُجُوه: أَحَدُهَا أنهُ قد أنّى على علىّ رضي الله 
عنه» وَقْثّ كان فيه كَهْلاء ويَجبُ أنْ يكونا فى يَلْكَ الحَالٍ أَفْضَلٌ منه بِحَقّ 
الظَاهِر متى حَصَّلاء أنْضَلُ منه عند اللْهِ عىّ وجلّء فليس يَسْضَلاً كذلك عِندَ 
لِّء وَالمَعلُومُ من حَالِهماء أنهُما سَيَعْلو عليهما غيرُهما من الفَضْل؛ لأنَّ 
المَاضِلَ عند الل هُوَ مَنْ في المَعْلُوم أنه سَبَقَ إنما بِأمْضَلٍ من عَمل غير 7ك ولا 
مَحَالَةَ دون مَنْ تَتَمَيّدُ به الأخوال» وقد قامّ الذليل على صِحَةٍ ما يَذْمَبُ إليه في 
المُوَاَاةٍِ بما ليس هذا مَوْضِعٌ ذِكْرِهِ فسَمَطَ بذلك ما قُلَتُمُوه. 

3261 - وقوله وكاو : ١سَيّدَا‏ كُهُولٍ أَهْلٍ الجَنْيَا : إنما أرَادَ به سَيّدَا مَنْ 
يَْتَجِقّها مِنَ الكهُولٍ» وذلك مُتَتَاوَلَ لِكلْ مَنْ هُوَ كَهْلُ في الحَالٍء ومّنْ سَيَكُونُ 


(1) حديث نبوي. - 360 - 


359 - (4) ق: سيعلوا. 
(0) ق: سس. (5) غير واضحة جملة «سبق انما بأفضل من 
)3( ق: مرد. عمل غيره». 


2059 


كَهْلاَء ومَنْ كان كَهْلاً في بَاقي الأرْمَانِ؟ لأنَّ قَوْلّهِ «كُهُولُ؛ ليس لِمَنْ يَجْرِي 
عليه الإسْمْ في الحَالٍ دون من مَضَى ومَنْ يأنِي؛ وكذلك قال َك «إلا التِّْينَ 
والمُرْسَلِينَ؛» ولو كان فِيِمَنْ مَضَى مِنَ الكَهُولٍ ومَنْ سَيََتِي ليس بِسَيْدَيْنِ لَه 
لاستثنائهم'" قَصَحّ بذلك ما قُلنَاُ. والجَوَّابُ الآخرُ أنّه ليس المَقْصَدُ بسَيدِهِمَا 
بِهمَا على الكَهُولٍ دون الشَّبَابِ والشيُوخ؛ وإنَّما المُرَادُ انهما سَيّدَا كل مَنْ 
يستحق الجَنَةَ والدليل على ذلك قَوْلّه : مإلا التَبِيِينَ وَالمُرْسَلِين"» وَالاسْبَنْتَاءْ إذا 
انصَلَّ بِالخَبَرِ دل على أنه عَامْ فِيمَنْ بَقِيَء ولو تَجَرَّ فَْلّهِ سَيّدا كهول أَهْلٍ 
الجَنّةَ من الإسْيَئْتَاء لحُْسْنٍ الوَقْفِ فيه فلمًا قال: إلا النَّبيِين وَالمَرْسَلينَ». عَلِمَ 
أنه أراد عُمومَ مَنْ بَقِيِ . على أنّا قَدْ رَوَيْنَا من قَبْل» وذكرنًا الإسْنَادَ أنّهِ قال: 
«كهولٌ أهْلٍ الجَنّةِ وشَبَابها إلا النبيين» [96 ب] وقد كان علي رَضيّ الله عنه 
شَاباً في ذلك الوَقْتِء فسَقْطً بذلك جميع ما تَعَلَقَ بِهِ؛ وعلى أنه في الخَبَرِ 


تَضْريحٌ لِمَا قلناى لذن قالّ: السَيِّدًا كُهُولِ أَمْلٍ الجَةِ من الْأَوْلِينَ والآخرين 0 
فقد دَخَلَ في ذلك كُلَّ كَل وكُل مَن كانَ يكونُ كَهْلاً فبَطل ما قالوه. 


[فصل] 

2 - وان قالوا: ما أَنْكَرْئم أن يَحُونَ أرَادَ بذِكْرٍ المُضْلٍِ والحَيْرِيّةٍ 
والسيادة. وسَادَةٍ الدّنيا ومَضلها دون المضْلٍ عند الله. يِل لهم : لا يَمْنَعْ ذلك» 
(2أنْ يكونَ أرَادَ أيضاً فَضل الْآحِرَةٍ والسَادَةٍ فيها؛ لأنّه لا شَيىء يمنع من 
ذلك» وهذا هو الأسْبَهء لأنّ كل مَنْ رَوَى هذه الأخبّار قد زعم أنه فَضَلَ بها 
التفضيل في باب الدين» كما أنَّ كُلّ من رَوَى تَمُضيل النَبِيّ بطلل سَائِر الرْسُلٍ 
عليهم السلام» وتَفْضِيل الحَسَن والحُسَين عليهما السلا م على شَبَابٍ أَهْلٍ 
الجَنَّكَ يزعم أنه أراد به التَمْضِيلَ في بَاب الذين؛ وكذلك كُلّْ مَنْ رَوَى حَيْرية 
عَلِي وتفْضِيلِهِ يرْعَمُ أنّه مَفْصُودُ به النَمُضِيلُ في بَاب الدّين دون الدنيا. ولأنَّ 
الأمّةَ قد اتَمَقَتْ على أنَّ المَعمُولَ من قَوْلٍ النِّيْ بلِه: لان خَيْرُ الئّاس. وَأْفْضَلٌ 


- 361 - - 362 
(1) ق: لاسكاهم. (2) فى: وان من الأفضل اسقاط الواو. 
)3( وردت هذه الجملة مضافة فى الهامش. 


300 


الئّاسء مِنْ تَفنِدٍ أنه خَيْرُّء وأفضَلٌ في بَابِ الدّين دُونَ الدُنياء هذا إجماعٌ مِنّاء 
ومِنَ الشّيعَةٍ وسَائِرٍ امه فَوَجْبَ سُقُوطً هذا السُؤْالٍ. قالوا: وما رَوَيْئَاه مِنْ 
قَوْلِهِ: ه«مَنْ كُنتُ مَوْلاهُ فَعَلَنٌْ مَؤلاه!". «وأنْتٌ مِنّْى بِمَنْزْلَةِ هارُونَ من 
مُوسَى)*. «وأنْتَ أخي وحَلِيفتي في أهْلي وقَاضِي ني (وأدّر الْحَقَّ مَعٌّ 
عَلَىٌّ حَيِتُ ار . «وأنًا مَديئة العِلّم وعلىٌ تابه . «وإنْى مُخَلْفَ فيكم من 
إن تَمَسَكْثُم به لَنْ نَصْلُوا: كتاب الله وعُثْرَتي0© . 21 آبنِي بَأحبٌ الخَلْقٍ 
إليك يَأكُلُ معي مِنْ هذا الطَائِر)” . ١وحُبُ‏ علِىٌ يمان وبُخْضُه بِقَاق)© 
«والئظرٌ إلى وَجْه عَليّ عِبَادَةه0 , «وأنًا وهذا سج على ْلْقهِ؛. وقد أَيَنَا أنه 
ليس فيها ما يُوجِبٌ فَضْلَّهُ على الأمِ؛ لأنّ القَضرِيح بِالمَضْلٍ مَعْدُومٌ فيهاء 
والعْثْرَةُ مُسْتَرَكَة بن وَبَيْنَ غَثْرهِ: كالعَبّاس وأْمْثَالِه . 


(! و2 و3 و4 و5 و6 و7 و8 و9) حديث نبوي. 


301 


[الباب -السابع عش] 
[باب الكلام في فضائل أبي بكر رضي الله عنه] 


[فصل] 

3 - قالوا: وقد قَابَلْنَا كُلَّ شَيْءٍ بِمِئْلِهِ وأَرَيْنَا"'؟ وجة التأويل فيه 
وحصل أبو بكر مُنفَرداً بهذه الأقاويل المُصَرْحِ فيها بمَضْلِهِومَحَلْه ء مِنّ الدين» 
وقد مَضَى القَوؤل في ذلك بما يُعْنِي عن رَدُه. قال المُحَمَمُون من أضْحَاب 
هؤلاء» وليس الوَجهُ في التَفُضيلٍ المَقْطوع به على الله عرَّ وجل إل الرجوع 
إلى الأخبّار والآئّار التى ذَكَرْنَاهَا الآنّه وقَدّمنا ذكْرّها وذكْرَ من [97 أ] رَوَاها 
فى بَابهِ. . !© التَسَاؤُلٌ دون اعْتِقَادٍ الأفْعَالٍ وإنَّما صَارَ ما ذَكَرْنَاهُ أؤلى من 
مُوَارَئَةِ الأمْعَالٍ لسببين أَحَدُهُما: أنَّ مُوَازَنتَنَا تَمَعْ بِاجتِهَادِنا وقِيَاسِنَاء وتَمِثِيلِنَاء 
ويُمْكِنُ مَمّ ذلك وُفُوعٌ الإِهْمَالٍ مِنَاء والتَعَضّب والمَيِلء ودُخول الشَّبّهِ وغْلِط 
علينا من غير قَضدٍ واعْتِمَادِ؛ فُحَبْرُ الله ورَسُولِهِ عَنْ َضْلٍ الفَاضِل أَوْئَنْ من 
قيايناء وأنْبَتُ وأصَحُ من آَرَائئَا. لأنَّ دُحُولَ الغَلَطِ والحَيفٍ في حْبَرِوء وما هو 
عنذه مَأَمُونء وهو يُخْبرُناء وما عِنْدَنًا مُنَوَهُمْ م مَظْنُونٌ. والوَّجَْهُ الآخدُ: أن 
الأفْعَالَ ندل على الفَضْلٍ في حُكُم الظَاهِرٍ بكثرة ة عَدَدِهاء وتَفَاضْلٍ المَسَفّةِ في 
َحَمُلِهاء وقد يَسْتَسِرُ من قل عَمَلْهُ عِنْدَنَا في الظَاهِرٍ بأضعَافٍ ما أَظَهَرَهُ 
المعروف بِكِثْرَةٍ العمل . وقد يَقَعُ مِنَ المُقَلْلِ من الإخلاآص والتَّمَوِْء وتَحَمُلٍ 
المَضَّقَة ومُعَالْجَةٍ الشُبْهَةِ. والصَّبْرٍ على المَضْض والكرَاهَة» وسلامَة قُرْبهِ مِنْ 
مَعَاصِي تُقَارئُهاء وحصول تَأثِيرٍ بانّبَاعِِ فيهاء وَغَيْرٍ ذلك مِنَ الأسْبّاب الحَافِيَة 


- 363 - (2) خرم: سقطت كلمة. 
(1) ق:ارنا. 


302 


علينا ما يُوفِي نَوَابَه على كثير مِنَ الأَعْمَالٍ الظاهِرَة. وإن كانت كِثْرَةُ العَمَلٍ تَدُلُ 


على الفَضْلٍ دَلالّة ظاهِرَةٌ لا تُوجِبُ القَطْمَ إذا عَلِمَ أنه واقِعم على طريقٍ 
الإخلاصء» وعاد من النْمَاقٍ ؛ فصار الإغْتَبَارٌ بالأحْبَارٍ أؤلى . 


[فصل] 

4 - قالوا: والضَدْبُ الثاني من الْأحْبَارٍ الدّالُ على فَضْلٍ أبي بَكْرِ رَضِيَ 
اله عنه ما رَوَيْئَا في الحطَب المَشْهُورَةٍ والمُشاهد الحَفِلَة!' المَعْرُوفةٍ مِنَ الطريق 
التي لا يُمْكِنُ دَفْعَهَا كالذي رَوَيْنَاهُ عن عُمر رَضِي الله عنه مِنْ قَوْلِهِ في حُطَبَتِهِ 
التي وَصَففَ فيها قصّةً السَقِيِمَةِء ومَشْيهم إلى الأنْصَارٍ واحْتسجَاجِه : بأنّ رسولٌ 
الله يل قَدَّمَه على الأمق حتى قال سَعدٌ”*': «نَحْنُ الوَّزَرَاءُ وأَنْتُمْ الأمرَاء . 
وقَوْلُُ في الخُطْبَةِ التي ذَكَرَ فيها قِصًَّ الشوْرّىء وعَرْم ْم على الطغن في 
فعلهم. .. إلى أن بَلَمَ إلى ذكر أبي© بَكرٍ رَضِيَ الله عنه. وقال: وكَانٌ والله 
مِنْ حَيْرِنًا يَوْمَ تُوُهْيَ رسول الله كل «وما نكم اليومَ مَنْ يَفْطْمْ ‏ الله الأغنَاق 
ِْلَ أبي بكر""”". وقوله: «ولان أَقدِمْ فتُضْرَبُ عُدْقِي في غَيْرٍ ما سوء أحَبٌ إليّ 

من أن أتأمرَ على قَوْمٍ فيهم أبُو بكْرِ رَضيّ الله عنهة©. 

5 - هذا مع قَوْل أبي بكر في عُمر: «وَليت عليهم خَيْر أهلكٌ وخَيْرَ 
من بّقي» فلا [97 ب] مُنْكرٌ ذلك عليه فإذا كان خيراً. أنه بَعْدَهُ يغتَرفَ بهذا 
الفضل له وجب القَطِمُ بفَضْلِهِ على جميع الم ثم قَوْلُ على رَضيّ الله عنه 
على المِنبَرٍ مَرَةَ بعد مَرَةّ على ما رَوَاهُ عنه'” حَبّر“. سُوَيْدٍ بن غفلة وغَيْرهما: 
إلا أنَّ حَيْرَ هذه الأمّة بعد نَبِيّها : أبو بكره ثم مره لم أذ لل ألم لير 
حيثٌ كانّ. ولو أشأ لَسَمَيْتُ الكَالتَ» وقؤله : : لمحمّد بن الحنفية عند سؤاله: 
«مَنْ خْيّر الناس بعد رَسولٍ الله لو : «أوَلا نَعلَمْ يَا بتي : أبو بكرا. وقوله: 
(َانِيَة) : ١نم‏ عُمرا ثم قَوْله: «أُبُوكَ رَجلّ من المُسْلِمِينَ [ لَهُ مَالْهُمْ وَعَلَيْهِ ما 


365 - - 364 


(1) ق: الحفلة. (5) قد نكون «الكلمة» «عند» وردت سهواً من 
(2) ق: ابا كتبت في حالة النصب. الناسخ . فاستبدلتها ب اعنه»). 
(3 و4) حديث نبوي. (6) (الواو؛ مضافة تحت كلمة سويد. 


303 


عَلْنِهُما . وقَّوْلهِ «قَدَمَكَ ف رَسُولُ الله يلق قَمَنْ ذا يُوَخْدْكُ وَارْنَضَاكَ لدينناء أقلا 
نَوْنَضيِكٌ لِدَنْيَانَا» . «والله لا أمَلنَاك ولا استَقَلئاك» . في أَمْعَالٍ هذه الأخبار: كثيرةٌ 
زُوِيَتْ عنه. ثم ما كَانَّ من أبي عُبيدةً ابن الْجَواح رَحِمَهُ اللا" مِن قَوْلِهِ لِعُْمّر 
رَضِيَ الله عنه عند عَرْضِهِ الإمَامَة عليفى وقَوْلِه: «أَتَقُولُ هذا وأبُو بكر حاضر) . 
مَا كَانَ لَك في الإسلام فهه غَيِرها»» فلا يُنْكرٌ ذلك عمره ولا غَيْرُه. وهذا 
قَطمٌّ م ينه على فضْلِهء وكيف لا يّقول القَوْمٌ ذلك, وقد سَمِعُوا رسُول الله يل 
يقول: «يَأَبَى7 الله ورسوله والمسلمونٌ إلا أبا ببكر»'©؛ وهذا غَايَةُ التَخطيط © 
في اللَقدُم عليه مع أنه ليس بأقرئهم*' عند الشيعَةء ولا أغلّمهم . َلا أفديوم 
مجرة. ولا أغرَفِهم بِالسْئَ» ولا علو نْسَبٍ يما يُوجِبٌ هذا الإغلاظ. حتى 

يَأ 60 ' الله والرسول» المسلئون لد من هو قو من الشنء تيت عند 
أن هذا القَوْلُ نما قاله وعَظم الأمْرٌ فيه لأنّه أكُدَمُهِم صَلاحاً عِنْدَ النَبيّ طَكل 
وأفضَلّْهِم عِند الله عزَّ وجلّ. 


6 .- ثم الذي كان من عَبْدٍ الرحمن بن عوف من اعَتَِمَادٍ فُضْلِهِ على 
عُثمان مَعْ قَوْلِهِ عند عَمّْدِهِ: «أما بَعْدُ فإِنّي رَأَنْتُ النّاس لا يَعْدِلُونَ بعثمان 
أحدأ» . وأولَيِكَ كلهم يعتقذون فَضْلَّهُ على عُثمان وغيروء ثم ما ظَهَرَ والتَشَرَ 
من رِوَايّةِ ابن عُمرٍ وَقُوْلِهِ : كنا نُفَاضِلَ على عَهْدٍ رَسُولٍ الله يَكله. ولا نَعْدِلُ 
بأبي بكر أحداً». وفي روَايَهِ أخرى كُنَا نَقُولُ : «أبو بكر وعُمَر وعُثمان وعلي. 
ونقف فَيبِلُعُ ذلك النبيّ يَف فلا يُنْكرُء؛ وقوله: «كُنّا نقول: «أبو بكر وعمرا 
فدل على كثرة ة ذلك منهم [98 أ] وتردده بين قولهم : لأنّ ذلك قد يَسْتَعْمل في 
قَوْلِ المروءة والتأنس» فدل إشهارٌ هذه الروَايَةِ وإمْسَاك سَائِرِ الأَمّةَ عن رَدّهاء 
أو المح فيها بتَذِيبٍ أو رَأي وَاجْتَهَاد أو غير ذلك على أنَّ الأمْرَ عَنْدَ الله عر 
وجل كما وَصَفَ ابْنَ عمر. 


7 - وكذلك ما كَانَ من تفضيل عُمر وعَلي لَه على المَنَازِلٍ مَرَة بعد 


(1) «الله؛ مضافة فوق رحمه. (4) ق: التغطيط. 


2) ق: أيا. (5) ق: باقراهم. 
(3) حديث نبوي. (6) ق: يايا. 


304 


أخرى. وإِمْسَاكِ الأمِّ عن ذلك مَعَّ سِمَاعِها لَه وظهوره فيها دليل على أَنْها قد 
سَمِعَتْ من ذلك وعََِث ما عله غمر ولي رضي الله عنهم؛ ٠‏ وبدون هذه 
الروّايات /9ه*" تنيت السيَرُ والأَخبَارُ وتَمَثُلّها يُنْبِتُ قَؤْله: «مَنْ كُنْتُ مَؤْلاه فَعَلِيّ 
مَؤُلاه؛. «وأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزْلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى» وغير ذلك من فَضَائَِلِهِ مِمّنْ 
تَعْرََض لِرَدْ ما رُوِيَ عن عَمَر وعَلىٌ ‏ وعَبْدٍ الله بنْ عُمر وَعَيْرهم في تَفُضِيل أبي 
بكر. فقد طَرَقٌ لِرَدْ ما رُوِيّ من فَضَائِلٍ عَلِيّ وليس هذا أَجَمَمْ من العِلّمٍ في 
نيه بل مو تخل رنخاج ل على ضنف الخ والنجز من لالز 
فصَارَتْ هذه الأقاويلٌ على المَتَابرِء وفي المَشَاهِدٍ مَعَّ الرْضى”* النّْلِيم لَهَا 

من أدَلْ الأمورٍ على أل أ يفل غود ابحة على تفيل بك 
رَضِيّ الله عنه» والتَعَلّقِ بهذه الأقاويل المُنْعَشِرَةٍ عن الصَّحَابَةٍ فيه عند كثير من 

أل النَظرٍ أفوى من الإِعْتِمَادٍ على ما سَلّفَ من الأخبّار. لأنّه لا يمْكنُ أحد أنْ 
يَدّعى فى قولٍ عُمر وعبد الله ابن عمر وغيرهما: اهما أخبائ آحَادِء كما لا 
يمكن أن يدّعي أن الشُورَّى من أحبّار الآحادء إنما خطب أبي بكرء وغمر 
وعلي وعثمانء وما اشْتّهرَ من أخبّارهم من أخبار الآحاد. 


8 وكما لا يْمْكِنُ أن يدّعي””': أنَّ رِوَايَةَ أبي بكر وُمر رضي الله 
عنه يوم السَقيفة 3 قَوْلّهِ : «الأئمَ من فُرَيْش ؛ وَاجْتِمَاعهم هناك من أحبَارٍ الآحادء 
وكما لا يَجُورُ أن تكون” ' رِوَايةُ أبي بكر عن النَّبِيَ 46ه: «إنّا لا نُوَدَتُْ». وما 
رَواه مالك , بن أوس بن الحدثان عن عُمر رضي الله عنه. وَاسْيِسْهَادِهِ في هذا 
الباب بعثمانء وطلحة والزبير»ء وسعد من أحْبَارٍ الآحاد؛ لأنَّ هذه الأقاويل 
تَرَدْدَثْ وتَكرَّرَتْ من عُمر وعَليء وعَبد الله بن عمر وغيرهم من القَرَابَقَه مع 
عَدَّمِ الإنكار بما تكون: لا يُمْكِنُ دَفْعُه والشَّكْ فيه. فوَجْبَ تُبُوتُها وقِيَامُ الحجَةٍ 


- 367 رأيت من الأفضل جمعهما فى كلمة 

(1) من الأفضل إضافة كلمة «لا؛ التى ربما واحدة وسيتكرر كتابة هذه الكلمة على 
سقطت سهواً من الناسخ . ْ النحو المذكور. 

(2) ق: الرضا. 368 - 

(3) ق: انهما. (5) ق: يدعا. 


(4) ى: وردت «إنما» كلمتان «ان» وه«ماا (6) ق: يكون. 


205 


بها كما وَجُْبَ سَائِدُ ما وَصَفْنَاهُ؛ٍ لأنَّ هذه الأخبار عند سائر أَهْلٍ السيرة والنقل 
1 ب] مثل حبر المبراث والشورى. وقوله: «الأئِمّة مِن فُريْش' . وأكثّرها 
ظَهَرَ في التَفْل . وأَكْثِرَ رو 00 © وأئاء نبت في الصّجيحء وقد نَقَلَهُ مَنْ لا يَعْتَمِدُ 
افير من أل السرة والأخبار 


[فصل] 

9 - فإنْ قالوا: فكذْلِكٌ قد رَوَى عن عَبِدٍ الله بَنْ عباس والحَسّن بَنْ 
7 وأَبَيّ وريد وعَمَارَ بَنْ يَاسرء وسلمانٌ الفارسي » وجابرَ ابن عيد الله» 

بي الهَيْئم بنْ النّيهان الأنصاري». وحذيفة بن اليمان» وعمرو ابن الحمق» 
أي شعي الشذري؛ وغيرهم من من الصحابة رضي الله عنهمء كانوا يقولون: 
إن عَلياً خَبْرُ البَسَرِء وخَيِرُ الئاس بعد رسول الله وأغلمُهم. وأولهم 
إِسلاماًء وأحبّهم إلى رسول الله 5ق إلى نَظَائِرٍ هذه فبَجِبٌ ذَلالَهُ تَزلِهم 
على تَنْضيلِه. قَيِل لهم: كُلَّ هؤلاء كانوا يَتأرَلُونَ أبَا بَكْر وغمرء ويؤزضون 
بِإِمَامَتهم» وقد سَمعوا قَوْل أبي بَكْرٍ رَضي لَه عنه: «وليَِهُم خَبِر أَهلِك». 
وقَوْلُ عُمر رضي الله عنه: «كانَ مِنْ خْيْرنا». وقؤل أبي غبيدةٍ وعبد الله بن 
ع 2030 م لسقة 
عمر وعيد الرحمن بن عوف في تفضيل أبي بكرء ٠‏ قَلّم يُنكر أَحَدٌ منهم 
المَنَّه : . فَوَجِبَ أنْ يكوثوا أرادوا بذلك أن عَلياً هذه صِفَنّْهِ بعد أبي بكر حتى 

)5( َو 

يكونّ صَحيحا. وقولهم صحيح” ' ولا يَحْمِلٌ أمْرَهم على نِفاقٍ” “أن ولا تم 
في أَحَدٍ الأمْرَيْنِ فلا تَعَلّقىَ في ذلك. 

310 وَوَجَهُ آخر وهو أنَّ هذه الأخبَارٌ ليس عند أَهْلٍ التقَلٍ كالذي 
يُرْوَى عن عبد الله بن عُمرء وعن عُمر وأبي عُبَئْدَة* ' فلا ب يَجِبٌ أنْ يُقَابل 
بهاء قالوا: فأمًّا الأقاويل المّنْشَرَةُ عن هؤلاء من الصَحَابَةِ والتَابعِينَ؛ وأهمل 


(1) كتبت «رواه» من الأفضل أن يكتب الاسم وكلمة عبد الله مكانها في السطر. 
وليس الفعل. (4) ق: نفاق. 
(2) من الأفضل زيادة حرف «واو؛ وهي (5) ق: صحيحاً. 
لازمة. 370 - 
369 (6) ان حرف التاء وقع سهواً من كلمة 
(3) ان كلمة «الرحمن مضافة في الهامش لاعبيدة» . 


306 


الشغر والهِسَاءء والمَذْح ؛ وبقاتٍ السِيّرء فأكئَرُ من أنْ يَأتى عليه. قالوا: 
وَالأشْعَارٌ إذا رُوِيَثْ وَظِهَرَتْء والْتَسَرَتْء وَسِيّرَتْء ولَمْ تُحْمّظ إنكاراً لهاء 
ولا اغْتِرَاضُ عليها مِمَّنْ كان في عَضْرِهم: أي”2 حسانء وأْمْئَالُه. فقد 
دخلّث مَحَلَّ الأخبارء والتفضيل الوَارِدٍ في الآثار» وإنّما قالوا ذلك»؛ وجَرَتْ 
ا 0 ع 


الحديث الطّويل : ثم اجْكَمَعُوا إلى أبي بكر فقالوا له: «يا أ بكر هنا 
صَاحِبُكٌ يحبر وَيُحَدْتُ بكذا وكذا»؛ فقال: «لقد كَذَبْتُم عليه وَلَيْنْ كان قَالَهُ 


فَلَفّد صَدَقٌ). ثم قصد إلى [99 أ الْبِيْ كي فسَألّه عن ذلك» فقّصٌ عليه 
القِضّة فقال له في عِذّةٍ فُصُولٍ: «وغلْتَ كُلَّ قَوْلٍ صَدَفْتَ وأَشْهَّدُ أنْكَ رسول 
الله». فال رسول الله ككلِ: «وأنتَ الصّديِّقٌ» وهذه تَسْمِبَةٌ عَظِيِمَةٌ ودالة0© 
على شَرَفٍ رَتْبَة وعُلُوٌ مَنْزِلةٍ. وقد قال له في غَْرٍ مَوْطِنِ» ٠‏ ثُمّ صَارَ أغرَفُ 
بهذا الؤسم من إسمه وكُنْيته وكان الئاس قُديماً يقُونُون وإلى وقتنَا هذا: 
«قال الصِدَيقُ. وَفْعَلَ الصدّيق. وأمَرَ الصِدِيقُ' مِنْ ذكْرٍ كُنْيَيِهِ: فلا يَسْبّقُ إلى 
وَهُم أَحَدٍ أن المُرَادَ به غَيدهُ. 1 

1 - وكانّ يُقَالُ لعَائِسَةَ رَضِيَ الله عنها: يا بئْتَ الصِدَيقٍ في أكثر 
الخطَاب وثُرُوم عِلْمٍ هذا لِكَفْسٍ” المُؤالِفٍ والمْخَالِفٍ وعِلْمِهِ باختضاص أبي 
بكْرِ رَضِيَ الله عنه بهذا الإشم يَغْني عن الإْتَارٍ. ولَعَلّكَ لو سَأَلْتَ بعضّ اليَهُودٍ 
أو النّصارى. ومن ليس مَعَنا في المِلَةٍ : فَقُلْتَ له: مَن المُسَمَى* من صَحَابَة 
مُحَمَّدٍ عليه السلام عنده وعند أَمتَه الصِدَينُ؟ لقال لَك مُشرعاً «أبو بْحَرٍ الحَلِيمَه 


بَعَدُه) . 


[فصل] 
2 - فإنْ قالوا هبنا سَلَمْنَا لكم ذلك قَمَا فيه مِنَ الَضِيلَة. قيل لهم: هذ 
)1( استبدلت كلمت «أعني» بكلمة «اي؟. 371 
(2) ق: يابا. (4) ق: «النفس». من الأفضل حذف الألف. 
(63) ق: دال. (5) قى: المسما. 


3207 


الآن ليس مِنَ الطغن على أبي بكر في شَيءِء بل هو طُعْنٌ على الرْسْلٍ صلواتٍ 
الله عليهم. وقَدْحٌ في فضَائلهم. » لأنَّ الأمّةَ مُطْبِقَةٌ على أنَّ هذه التَسْمِيَة ؛لم 
تكن تَجْرِي قَبْل أبي بكرء إلا على التَبيينَه وعَليةٍ المُؤْمِنِينَ» ولا يَذَعِي بها 
الممْصُولِينَ دون الكاملين . وإذا أراة المسلمون أن يعم مدَرَ هذه الشمية؛ 


يارب في الدرجة قال لعز وجل لوَقَالَ الذي نْجَا منهما واذكَرَ بعد أ أنا 
نكم بتَأُويله َأزسلُون4”" يو سُفٌ أيها الصَدِيقٌ ْنَا في سَبْع بَقَاتِ سِمَانِ 
َأَكلهَنَ سَبْعْ عِجَاقَ ”7 .١‏ ويوشف من أنَاضل النبيين والصبيقين» وقال لله عر 
وجل : إواذكر في الكتاب إِدرِبسٌء انه كان صِدّيقاً نبي . واذكر في الكتّاب ابراهيمَ 
إنه كان صديقاً نبيً#”© وقال تعالى : لوأَمُهُ صدّيقة قة كانًا يأكلان الطعام4””. فَمَنْ 
أزاةسَلْبٌ الفضيلة بهذه التشميّة؛ والخراجها عن لله على أجل ,ينه وأطرف 
مَِْلَتِهء فقد حَاوَلَ بذلك الطعنّ على النُبْوَوء والإزرّاء على الرّسَالَةِ . 


[فصل] 

313 - فإنْ قَالَ قَائْل هذه التسميّةُ لأبي بَكْرِء مِمّا أخذّ بها الحَنْبَلِيّة 
والحشوية [99 ب] ورُعَاعٌ العائّ» فلا مُتَعَلّقَ لَكُم في إظلاقِها. قيلٌ لَّهُم : قد 
ذَكَرْنًا من الرواياتٍ في ذلك عن رسول الله كَلْةِ وغيره في هذا الباب» والذي 
َِلهُ في الفُضَائِل. ومِنْ قْلٍ حَسَانَ وَمَا سَتذْكُوهُ مِنْ نّم الشَراءِ فيما بعدء ما 
َدْلُ على جَهْلٍ الظَانٍ لإحدَاثِ هذه التَسْمِيَة. ثم يُقَالُ لهم : أنثم تَرْعَمُونَ أنّ 
علياً رَضِيَ الله عنه محص بِالتسْهِيةٍ: 'سَيِفُ ووَلِي اليه ودَافِعُ الكَفَرّة؛ وغيرٌ 
ذلك من غير أثَار”*) مَرْوِيَة ولا حديث ما يَرَوُوئه©) ويَدَّعُونَ ذلك جَمَاعة 
ولا يَرْجِعُونَ في تَصْجِيجه إلا قَوْلَ: كُكَيْرٍ*. ودغبّل”*". والجميري*2 
ورَشِيد الوٌجريء والعٌؤفى» والسوسيء والناشى” *) وأمثالٌ هؤلاء مِنْ أربَاب 


373 - 372 


(1 و2) سورة يوسف: 44 و45. (5) قى: أثر. 
(3) سورة مريم: 56 و41. (6) ق: نرويه. 


(4) سورة المائدة: 75. 


308 


المَذَاهِبٍ التي كذ ظَهَرَ تَعَضّبَهم لهاء ومُحَامَاتِهِم عليها وعُلُومِهم فيهاء ومِنْهُم 
القَائَِلُونَ: بالرّجعةء ونتَاسْخ الأز وَاحء وإِنَّ علياً في السحاب» وإنه حَيّ لم 
يَمْثْ وغيرُ ذلك من التَُيَهَاتَء ويَدْفْعُونَ خصومَكم عن تَسْمِيَةٍ أبي بكر 
الصِدّيق. وذلك مَشْهُورٌ عند مَنْ خَالف الأمّه مَضَلاً عن الأَةِ؛ ولا يَعْبَوْكَ بقل 
حَسَانَ بن تَابثْ ن”*" شَاعِرٍ النّبِيْ عله وأبي مِحجَنٍ النْقَفِي والتجاشي 0 
اطريف إبن ده" والجَاح والحارث بن مشا *؛ وطلْحَةٌ بن حُوَيْلِد 
الأسدي”*"2. والبَارقي”*) وغيرٍهم من الأمَائْلٍ» وهذا يَدُلُ على أمْرٍ يَتَجَاوَرُ 
لمعب مِنْ خف الأخلام؛ وضغف الرّأي» وما أنْبَتَ المسلمُون تَسْمِيَة 
حَهْرّة"”* عم النَبى يكيِ: أسَدُ الله» وجعفر بن أبي طالب الطَيّارُا*© في الجنة» 
والزبيرٌُ: حواري رسول الله مَل وخالد*2 سيف الله . إلا بدون المَنْقُولِء من 
تسمية أبي بكر بالصديق تي لأنّ هذا الاشم لَه أشْهَرُ وأجْرَى على الألْسْنٍ وألرَم 
للأنمس؛ لأنَّ رِوَايَةَ هذه الأسماءً خاصة مَحَى الآحادٍ. وتسميةٌ أبي بكر 
بالصّديقٍ واردٌ مورداً كَمّل التَوَائر وأنَمّه . ومن تَصَمْح الآَار وعَرّف الأحَبَارَ عَلِمَ 
مِنْ ذلك صِدْقّ ما وَصَفْنَاء ومُحَضْلُو الشيعَة يَعلّمُون أيضاً من ذلك ما تَعْلْمَهُ 
سَائِدُ الأمّة. وإن أَئَّرَتْ إِقَامَةُ السوق”!) عند اتْبَاعِهاء ٠‏ ومَنْعِها مفارقةٌ الرِئَاسَةِ من 
الإعْتِرَافِء بما نصِف به أبا بكر رضي الله عنه. 
(فصل] 

3274 وقد قال سَلْف شُعَراء المُسْلِمينَ؛ وحَلَمُهِم في سَبْقِ أبي بكر إلى 
الإشلام وتَسْمِيتِهِ [100 أ] ومنا ”لم يرو حَبرَهِ لكان عنه في أنه لم يَقْل وَينَشِرء 
ويُذِيعُ؛ ويفقد الإغتِراض ى عليه إلا عن أضلي وثيتي معلوم ٠‏ فك فكيفٌ والأمْرُ أظهدُ 
من ذلك واشهر فقال حَسانٌ بن ثابت 
لو كنت من بَنِي هَاشِمِ أو من بَنِي 2 أَدِرَعبِدُقَمْسٍوأْصحاباللوَى لصيو 
أو في الذْوَابَةٍ من تيم وَفْفْتَ بهم أو من بَنِي جُمَح الخضر البلا عيدٍ 
أؤ مِنْ سُرَارَةٍ أقُوّام ذوي حسَّب20 لميّصِمَ اليوم نكساً مائلَ العود 


(1) ق: السوق أي ساحة الحرب. 374 


)22 ق: ومناد. 
30 و4) ق: معلوم . 


2309 


لولا الرسول وروحٌُ القُدْس 


وإنّ: أمظ الصِدُيِيٌ مج ا 


من كل حِيفَانِه طَالَ اللْجَامُ بها 


فِسَمَاهُ صذيقاً وَذَكَرَهُ بأشهّر أسْمائه . 


من صَدَق الؤُسَل فقَال: 
وثاني إِنْئَيْنِ في الغَارٍ المُنيفٍ 
الثانى التَالِى المَحْمُودُ مَشْهُده 
خَيْرُ البَربَةِ أَنَمَامَا© وأفضَلُها 
فُسَهأه الصكية2 
الله يَكِةِ. وقال أبو مُحبَن : 
وَسمَيتٌ صذيقاً وكُل مهاجر 
سَبَمَتَ إلى الإسلام والله شَاهد 
وبالغار إذا سُميتَ بالغار صَاحباً 


يَحْفَظهُ وأمْرُ ذلك حَهْمْ غيرُ مَرْدُودٍ 
وطلحة بن عبيدًاللهِ ذا الجودٍ 


تَطوي السَبَّاسِبَ بالشّم المناجيدٍ 


وكُلّ مُخْتَلَفٍ الأثْرَانِ كالسِيدٍ 


ثم وَصَمّه في الأياتٍ الأخَر بأنَّه ول 


وقد طَاف العَدُرٌ به إذ صَعَدَ الجبَلة2© 
وأوّل النّاس فيهم صَدَقَ السلا 


إلاالئَبئٌ وافاهابما خملا 


سِوَاك سَمَا بإِسْمِه غيِرَمنك © 
وكُنتَ جليساً في العريش المُشْهِرِ 
وكنتّ رفيقا للنَّبِيٌ المطهر 


قَسَمّاهُ أيضاً بالصدّيق» لأنّه أَعرَفٌ وأْشْهرُ من إِسْمِه وكُنْبِتِه وَوَصَمَهُ باقي 
مَأ َنْ ذَكونَا م من الشَراءِ. بأنّه له أسبقهم إلى الإسلام؛ 0 
ل بالصدَيق؛ ونَسْمِيةٍ الصّحَابَةٍ له من بعد بذلك؛ وير الشعر به م 
إنكارء ولا اغْتِرَاض على أنه مخصوصٌ بِهذِه النَّسْمِيَة الرَفيع قَذْرُهاء العظيم 


في الدين خَطَرُها. 


3/15 - وعلى أن ذلك إنما وجب [100 ب] له وَلَرْمَهُ لأجل فُضِيلّة بَانَ 
بهاء وخَصُوصِيّة في النَّضْديقٍ والصّدقٍ في الأقوالٍ. والأعمالٍ قد اسنَبَدٌ 


لاق بحر : البسيط . 


(2) وجدت «ها» مضافة فوق أتقا بخط خفيف 


جداً. 


(3) ان حرف الصاد ممحوة. 


(4) بحر: الطويل. 


بِمَضْيلتهاء وجَارَ شَرَقْهاء دون غيره قال المَارة 0 تيل" : 

فكرَالبَفِيُ بِخَبَرٍ كندَة كُنْها بان الأضَّحٌ وخالِهٍ الصِدُيقٍ'" 
وهذا كالأوّلٍء وقال طلحةٌ بن حُْوَيْلِد الأسدي”* 

نَدِنْتٌ دَامَةٌ على ما كان ين قبلٍ ثابتٍ وعكاشة العمي بأمٌ مَعبِد'2 

وتَرْكي بلادِي والخطوبٌُ كثير طريداً وقدّماً كُنتُ غيرّ مُطَرَدٍ 

نَهَنْ يَفْبَلُ الصدين أي تايب وتُغطى بمَا أخدئ من حَدَثِ مَدِي 
فقال العجَاج وهو متقفي”” من التَعَضَبٍ للمَقَالآتِ والنَّصَدِي للجدّالٍ 

والخْصُومَاتِ وكانّ مِمَّنْ قد أَدْرَك الجاهليّة : 


7 ٠. 


عَفِْدُئبِهيَهماءَفمَاومَاةئورة 


و هد صثي وق رَأَى برا بر 
وعَهْدُعشِمَانَوعَهِْدُمن مهو 
وه هِدإخواتهم كان وا الورْر 
وقال بْنْ هَاشِمِ في شِعْرٍ له معروفٍ: 
قَبَضّ النَبِيُ وبُويمَ الصِدَيقٌ ‏ وأرَادَ أفرأدوتهالعَيوفُ" 


يعني سَعدٌ بِنْ عُبَادَة فهذا وأْمْئَالُهِ أوْلى أنْ يكونٌ الحَبَةَ فيه من شعر 
السوسى 2 والعوفي©) والناشئع اليد وأمْتَالِهِم في سَبٌ القَوْم ومَكَالِبهم والخروج 
في ذلك إلى الإغراق . 


6 .- والدَّالٌ من هذه الأشْعَارٍ الدَالَةِ على للاخ قَائلِهِ من الدّين معاندته 


- 375 - (4) بحر: الرجز. 
(1) بحر: البسيط. (5) بحر: الكامل. 
(2) بحر: الطويل. (6) ق: الغونى. 
(3) ق: منففى. (7) يكرر «ذلك». 


311 


للمُسْلِمينٌ؛ ولو أرَادَ مُرِبدٌ إنُكار شَيءِ من هذه الأشعار المُسَيِّرَةِ لكان حاملاً 
لنفسه على سَحْيفٍ رَأَيه وعَعْلهِ من قؤل دغبل والجميري وأمثالهما وقول 
العَجَاج: «هُمْ كانوا الوزر»”' “. كلام من قد عَرَفَ السيرةً ومحلّ الأربعة. وإذا 
بأبي بكر رَضِي الله عنه كان مُقَدّماً على سَائِرِهم» لأنَّ مَجِلِسَ أبي بكر وعمر 
كان عن يمييِهِ ويّسَارِوٍء ولا يَجْلِسٌ فيه غيرُهما حَضّرًا أو غَابا؛ وقد كان مَنْ 
تَقَدْمّهِ النّبِيُ مَل يوم فُمْح مَكَةَ ما لا خفاء© به؛ لأنّه دَحَلَ وأبو بَكرٍ عن 
يَمِينِهِ ؛ وأسَيْدٍ بن حَُضَين”* عن شِماله» وكان عُمَر قَبْل أُسَيْدٍ على شِمَالِهِ ثم 
تأخّر لأمر ماء كلما جارّت الخيل 1011 أ] بي طُوَّىَ" ولا أَحَدٌ يَقْرَبُ من 
رسول لله يل في ذلك الوَفتَا “ يُسَارُه غيرٌ أبي بكر قَقَطْء فُخْرَجْنَ بَنَاتُ بَني 
أحيحة”*' نَاشِراتٌ لشُعُورِهِنٌ» يَلْطمْنَ وجوة الخَيْلٍ ِالخْمْرِ؛ فُنَظَرَ رسول 
ل يكِِ إلى أبي بكر مُبتّماً وقالٌ له كيف قال حسّان. «ايَْلطمنَ بِالْحُمّرٍ النَسَاء؛ 
فقال أبو بكر:. ّْ ّ 

رَطْلُ جِيَاوِنًا مُنطهمِرَاتٌ ‏ يَلْطُمْنَبِالخُمُرالئْسَا) 


7 - وتَمَدَدَ النِّنُ يك فى مثْل هذه المَّوَاقِفٍ والْصبَابِه إليه ومُبَاسَطْتَهِ لى 
وإمْبَالِهِ عليه وَاخْتِضَاصِه لمُفَاوَضْتِهِ من بين كُلّ مَنْ يخضرًه. ويَشْهَدُ مَكَائَهُ من 
أَدَل الأمورٍ على عَظِيم قَدْرِهِ في نفْسِهِ ولؤلاهُم بأن يكونَ في مَحَل المُذْبِرٍ 
والمُغْربٍ والمُشير الموُوقٍ بِرَأيهِ وقال شُرَيحٌ بن هانئ الحارئي”* يَصِفٌ طؤْلَ 
عْمْرِهِ وسآمّة العيش: 

ع. اش مثيم (0)6 22 0 1 7 

ُصبّخْتُ ذا قب“ أَقَاسِي الكِبَّرًا قد عِشْتُ من الْمنْبَيِرٍ كبراً عصرا”” 
ثم نَمْتَ أذرَكتُ النّبيّ المُبَرَرَا ‏ وبَعْدهمهَبِيمُهوعمََرًا 
ويومً مَهْرانٍ ويومٌ تَسَحَرًا والجَمْمٌ من صِيعْتِهم والئُهَرًا 


- 376 - سقطت سهوا من الناسخ . 

(1) ق: الوزر أي الوزراء. (5) بحر: الرجز. 

(2) ق: خفايه. - 377 

(3) ق: بني طوى. (6) ق: قب أي قب قبا النبات: يبُس. 


(4) من الأفضل زيادة كلمة «لا4 التي ربما (7) بحر: الرجر. 


312 


هقَيِ هات ما طول هذاغ مرا 


افْمَصَرٌ على تَسْمِيْتِه الصِديق لأنّه أشهَرُ منه بغَيْرِه وما لظهور”" بَنْ 


ابَتَدُوا قُرَيشأً بِالسُيُوفٍ ليَظَهروا 
وصديقٌّه العالي المُعِينُ بِمَالِه 
وأُوَّلُ من صلى وصَاحبُ حُنْكَةَ 
وبعدّ تيل الهَرْمُذَانِ ويَارَكَتْ 
أقَامُوا طعا حائدينَ عن الهُدَّى 

فلمَاتَوَّلُوا طَامَنَ الحَقّ رَأْسَه 


عام - 50 5 5 3 2 
مُعَامِدٌ دينَ الل بعد مُحَمي” 


كوي البَطن مَحْمُودْ ذ الصَرِيبَةٍ مردد 
ضَاح يقولٌ الصَادِقٌ المُعَطْردُ 
يَدُ الله في ذاك الأديم المُقُددِ© 
وليس يقُومُ م اين إلا بمَهِنَدٍ 
وناب إليهاكُلُ غاري مُطردٍ 


يعني قوماً من بني أَمَيْهَ فافمَصَرٌ على أنْ قال صَديقُه التَالي لعلمه بأنه 
أعْرَفُ به من إِسْمِهء وكُنْيَتهِ الحَاصلينَ أ َهُ قَبْل هذه التَسْمِيَة وَاسْتِحَدَاث ما 
يُوجِبُ التَخْصِيصٌ بهذه الفَضِيلَةٍء وهذا يَدُلُ على احْتِصَاصِهِ بالمٌُضل 
بالقدر © : المَصْدِيقُ في الفِغْلٍ والقَوْلِء وإنْ قالوا: اغْتِمَادكم في التفضيل على 
الإختيار [101 ب] يوجبٌ عليكم الخُروجَ من الآحادء ويُفصّلُ بذلك حديئّه في 


هذا الباب. 


(1) ق: لظهو ان حرف «الراء» وقع سهواً من 
الناسخ . 
20 بحر : البسيط . 


(3) ق: المفدد. 
(4) ق: بالقد من الأفضل زيادة حرف «راء؟. 


313 


[الباب الثامن عشر] 


[باب الكلام في أحاديث في عمر بن الخطاب وغيره من 
الصدابة. 


والقول في أسباب تقدم وتؤخ فيما يجب تقدمة الفاضل] 
[فصل] 


3218 - وذاك أنّه قد رُوِيَ عن رسُولٍ الله يل : «أنّه قال: « الله عُمر 
بن الخطاب»” © ورُوِيَ عنه قال: امالكم ولعمّار لا تؤذوا عماراء فإنما عمار 
جلدةٌ بين عيني0" وهذا كلام عظيمٌ يدل على قَضْلٍ كثير. ورُوِيٍ عنه أنه قال: 
االو كنت مُوَمّراً أحداً دون مشورة من المُسْلِمين» ؛ لأَمّوْتُ ابن أمّ عبد»” 4. وقال 
في عبد ال بن مسعودٍ في رِوَايَةٍ أخرى: «رَضِيتُ لأمتِي ما رَضِيَ ابْنَّ أَمّ عبد. 
وكَرِهْتُ لها مَا كره لَهَا ابْنَ أ عبد؛ ”. وهذا يدل على اخْتِصَاصٍ في التَقدّم 
عظيم» وإنّه أَحَقُ الأمةِ بالولايةِ عليها والمْسَارَرَةٍ في أفرهًا. ورُويّ عنه عليه 
السّلام > أنه قال: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ»”” . وقال في أبي عبيدة 

بنِ الْجرّاح قرييا من ذلك وهو قوله: «لكل َع ة أميرٌ وأمِيرُ هذه الم أبي عَبَيْدَةَ 

بن المجَراح»” ** وقال في حَبَرٍ طويل: «أفْرَاكُم أبث”»ا رسك زَيزٌ0* 
وأقضاكم علي وأعرفكم بالحلالٍ والحرام مَعاد”*7”092 . وعدَّدَ رسجاليه0190 0 
قوله م ل القبرة؛ ولا أت الخطراء على ذي في أضتق من أي 


لا 


0*5" . وهذا يُوجب تَقَدُمَ مَعاذْ على سائرهم؛ في عِلْمِ الحلالٍ والحرام» 
378 (7 و8 و9) حديث نبوي. 
(6) ق: السلم. (11) حديث نبوي. 


314 


وأنْ يكونَ زيدٌ افرض من أبي بكر وعلي» وأن يكونّ أبو بوذرأ صدق منهما. 
[فصل] 

9 - وقال في العبّاسِ: «الخلق في ميزاني وأنّا في ميزانٍ عمّيّ 
العباس)” '' وهذا يوجبٌُ أنْ يكونّ أَفْضَّل النّاس بَعْدَه. وقال في أبي سُمْيَانَ بن 
الحزثِ : «أبو سفيانُ هو خيرُ أهلي:”©. وقال في طلحة بن عبيد الله لما قال 
يوم أحُد: أتذغني ىه قلما وَجَدَ الحديدّ تَأوّه. واضطرب فمَالَ 
لِصَاحِبتَه: الو لم يَف يَقْلْ حس”*/ لرَفَعَْهُ الملائكةٌ”© . وهذه مَنْزْلَةَ في الجِهَادٍ 
مُنِيفَةٌ وفضيلَةٌ شَرِيفَةٌ لا يُعْرَفُ تََكُبّها لغَيْرهِ. وقال في طلححة : «وقَايَةٌ رسولٍ 
لله 000 علد . ورُويّ عنه أنه قال: اخيرُ فارس في العَرّبٍ»*' قالوا: امَنْ هُوَ 
ا اليه » قال: : المكاشة بن محص )00*00 , 

[فصل] 

320 وقال في غُثمان: «هذا لخي رججلمسي ولي في الذنيا 
والآخرة»”''. وقالَ فيه لما دَخَلَ عليه فسَّئَرَ فَحْذَهُ [102 أ] فقيل له: 
رسول الله دَحَلَ أبو بكر وعُمَرء فله”"" تُمَطهاء فلما ككل مان ميقي 
فقال: «كيف لا اشتجي مِمّن تَسْئّحي منهُ الملائكةُ22. في أمثالٍ لهذِهٍ 
الأقاويل كثيرة» فإذا تَتَبّعْتَ أقَاويل رسول الله كه في غَيْر أبي بكر وعليٌ 
والعباس فيجب تَفْضيلٌ مِنْ قَبِلَّثْ فيه على الثلاثة النّمَرٍ الذينَ ذكرتم» 
ومُسَاوَاتِهِم . ومتى أبَنْنُم ذلك فقد ترم التَعَلْقَ بالأخبار. 

381 - ويقالٌ لهم قَبْلَ قَبْل الجَوَاب : أوّلُ ما يَلْرّمُ مَوْرِدُ هذا من الشَّيّعة أَنْ 
يعمد على نفسهٍ أنْ لا يَعوَصُلَ إلى تَمْضيلٍ علي بشيء من الأخبَار: والأقوالٍ 


379 (8) حديث نبوي. 


لاق حديث نبوي. (9) ق: محصن. 
(2) ق: أبّه. - 380 - 

(3) حديث نبوي. (10) حديث نبوي. 
(4) ق: مابقا. (11) ق: قلصاء 

(5) ق: حس. (12) حديث نبوي. 


315 


المأنُورَةٍ فيه عن التي يكلْ؛ لأنّه متى صَنَعَ ذلك دَخْلَ في مِثْلٍ ما غَابَ وأنكرَ 
ولَرِمَهُ تَفضِيلُ جميعُ من ذَكَرَ هذه الأخبار على علي رضي الله عنه» وليس في 
الشيعة من يَعْبَأْ لهذاء ولا يَنْشَطْ له. لأنْ المُعْتَمدَ مندّهم في تَفضْيلِهِ ما رُوي 
من قَوْلِهِ: امَنْ كلت مَؤْلا فَعَليّ مزلاه»' '. «وأنتَ أخي وقَاضِي دَيْنِي20 . 
و«أنت مني بمنزلة هارونَ من موسى»)7 ' ونحو ذلك فلا ير لِمْتَشِيّ أنْ يَسألَ 
عن هذا السؤال؟ أنه رَاجَعٌ في إفسادٍ مَذْهبه . فأمّا الجَوَابُ عنه على أَصُولِئًا 
فَشَيْنَانٍ : أَحَدُهُما: أنَّ العموم في مثل هذه الألفاظ ونخوها غيرٌ ثابتٍء ولا 
مُوجب لاسْتَغْرَاق” جميع النّاسِ المخاطبين المَذّْكُورين من تَحَرْفٍ" الكمَّاية؛ 
وإنّما يت العْمُوم في مثل هذا بدَليل يَفترق© باللَفظ . وقد أؤضحنا في غَيْر 
مَوْضِع من الكلام في الأَصُولٍ : أن امُومَ في يفل هذه الأَاظ وأنكايها نابت 
بدليل غير اللْفْظِ . وإيرّاد الوؤسم الجَائِزٍ وقُوعُه على كل واحدٍ من المذكورين. 
فَوّجَبَ أن يكونَ ذلك مُتَوَجَها إلى قُوْمٍ مخصٌوصِين» ٠‏ وهذا نحو قُوْلِهِ: 
«أهدى” الله تُمرء وأصدّقكم أبو ذَرُء وَأفرضكم زيدٌء وأغرَفكم بالحلالٍ 
والحرام معاذً؛؛ ونحوٌ ذلك فلا مُتَعَلَّنَ في هذا. 


2 - وَشَيْءٌ آخْرُ وهو أنَّه لو نَبْتَ عمومٌُ مثل هذا اللَّفْظُ إذا تَجَوَّدَ لم 
تكن معنًا حجةٌ في تَجْرِيدِء وخْرُوجه انتداة على غير سُؤالِء ولا سَبّبِ ومتى 
أمكنّ ذلكء جار أنْ تكونَّ مثلّ هذه الألفاظٍ الواردة فيمن سَمّيِئَا قد حَرَجَتْ 
جَوَاباً على سبب [102 ب] يقْتَضي تفضيل المذكورٍ في الدرجَةٍ على قوم 
مخصوصينَ دُون العالمين؛ لأنّه لا بُد أنْ يكونَ رسول الله كد وسَائِرُ الأنبياء 
عليهم السلام مخصوصين.ء ومُفَرَدِينَ مِنْ سَائِرٍ مَنْ ذُكِرَ لِمَا قَامَ عليه من 
الدليل» وشاهد الحَالٍء وما خَرّجَ عليه الخطابٌُ من الأمور الموجبّة لإسْتِنْنَاء 
التثليب* . فكذلك هناك أسبابٌ وأخوال» وتقدم وتأخر”” في الكلام» وشاهِدٌ 


38# (7)ق: اهدا. 


(1 و2 و3 حديث نبوي. - 382 

(4) ق: لاستعراف . (8) ق: لاستننا الننلتب. 
(5) ق: بحرف. (9) ق: توخر. 

(6) ق: بعرق. 


316 


الخال الذي خَرَجٌ عليه الخطابُ» يفضي اشيثتاء أبي بَكْرٍ رَضِيَ لله عنه وعلي؛ 
وكُلٌ من دَلَْتْ الأدِلّةُ على أنّه أُفُضَلٌ م مِمّنْ ذُكْرَتْ فيه هذه الألْمَاظٌ والأقَاوِيلُ 
وهذا ليس بِمُْكر ولا بَعيدٍ. 


[فصل] 

3 - وأما قَُوْلُهِ: «لو لم يَقْلُ حس”" لحَمَلْتْهُ المَلائِكة2(0 . «واهتز 
العَرْششُ لموت سَعْد بن مَعاذه(© . «وأمينٌ هذه الأمَةَ أبو عبيدة بن الجراح»”” . 
«وطلحةٌ وقايةٌ رسولٍ الله كلق . «وعمَّارٌ جلْدةٌ ما بين عَيْئَتَح© . رضت 
متي ما رَضي لَّهَا ابْنَ أ عَْد»”7 '. وقوله في زيد بن عَمرو بن تُفيل: « 
يَجِيءُ سس القيامَة وَخدَه)9 . وقوله في عثمان: «أخي في اليا 
والجديي0© ونحو هذاء فَإنّه أجممٌ ما ذكرناه في تأويلٍ قَوْلِهِ عليه السلام : «أنا 
مديئةٌ العِلّم وعَليٌ بابُها» . في أنَّ تخصيصٌ كُل واحدٍ منهم بالذِكرٍء وَوَصفه بمَا 
وصف به وقِيل فِيهء لا يَدُلُ على أنَّ غَيرّه ليس بمساو لمَيْرِق وإنّه بيخلافٍ 


0100 4 


(أمة وحُْدَة»؛ ويأتى 


غَيرُه أيضاً أْمّه بَعْدّه أن يكونَّ أبو عبيدة «أمينُ هذه الأمّةه وغيره. وأن يكونَّ 
طلحةٌ الو لم يَقُلْ سن لَرَكََنْهِ الملائكة؛. ويكون غيرُه وهذا ليس مِمًا يُنكرْء 
أحدٌ من أهلٍ اللسانٍء وإنّما قالَ قوم من الفقهاء أن ذِكْرَ الشيء بِأَحَدٍ وَضْفَيه إذا 
كان ذا"'' وَضْفَيْنِ مُخْتَلِمَينِء يَدل على أنَّ ما عداه بخْلافِهِ: نحو قُوْلِهِ: في 
اسَائِمَةٍ العنم رَكَاةه ؛ وأنَّ دليله يُسْقِطْ الرَّكَاةَ : فى المعلوفة. فأمّا أن يقول أَحَدٌ: 
ليق الم والفضملؤ الشم الام الذي لي بصفة يذل على - أن غير 

َهُ الاسم ليس بِمْشَارِك له في الحُكم أو يَدْلَ على نَفِْهِ عنه - فليس مَذْهَبٌ 
اح من أل اللَمَانِ؛ ولم يقل م بن المْتفمّة إلأ يتأخرونَ على طريتٍ المِحَكُ» 
واللْجَاحٍَ في نُضْرَةٍ دَليلٍ الخطاب [103 أ] وكُلّ يقيسٌ عنه وَدْئعة020 فبان 


حَُكْمِهِ وصَمَتَه لأنّهِ يَمْتَنِعُ أن يَأَتِي زيد بن عمرو 


383 > (11) ق: ذا. 


(1) ق: حس. (12) ق: إن كلمة ايدفعونه» كتبت بصيغة 
(2 و3 و4 و5 و6 و7 و8) حديث نبوي. الجمع من الأفضل إعادتها إلى المفرد 
(9) حديث نبوي. (يدقعة] . 

(10) ق: امه. 


317 


بذلك أنَّه لا سُوَال0 علينا فى هذه الأخبار. 


[فصل] 

4 وجوابٌ آخرٌ وهو أنَّ: قاثلاآً لو قالَ: لا يَجَبُ أنْ أكَابلَ الأخبارَ 
في أبي بكر القاضية على فَضْلِهِ بهذه الأخبار الواردة في غيرهٍ لشهْرَةٍ الأخبارٍ في 
أبي بكر . واغِْرَافٍ الصَحَابَةِ بهاء وقَوْلِكم فيه مثل ما رُوِيَ عن رسول الله ككل 
وقريباً منه وأكتّرُ في بعض الأخبار لِمَا ذَكَرْنَاهُ من قَوْلٍ ابن تُمر من المُمَاضَلَة 
وذكر الشعَرَاء” لذلكَ ومَحِيئِهِ نَثْراً أو نظماً. واذعَاء الئّاس ذلك في صَدْرٍ 
الإسلام بعدّه من غير اغْتِرَاضٍ. وبمثل هذه الرواية تَنْبْتُ عِندّهم أنّهم عَملوا 
من الاعمَالِء وحضروا من المَشَاجِدٍ والوَقَائِع» وَقُتَلوا من الأقْرَانٍ ما يُوجِبُ 
َُضِيلُهم بِحَق السَويةِ على الفراش والكوْنٍ في الَريشٍ وَالعَارِء وأمْثالٍ ذلك : 
فمَنْ دَقَمَ هذه الرِوّايات فقد أَبْطلَ الأخبّار + جْمْلَة. وليس يجب إذا كان بَعْضُها 
أظهّر من بعض» ومنها ما يَعْلَمُ باضطرار ومنها ما يَعْلَّمُ بطرْح ما لَْمْ يَعْلّمه 
ضرورةً: فوَجُبَ أن يكونٌ الجوابُ عَما سَألوا استدلالا” كما وَصَفْنَا. وأنْ 
يَعْلَمّ إجماعٌ الصحابة على تفْضِيله الأَئِمّةُ على سائِرٍ من ذَكَرْنَاهُ في هذه 
الأخبار: إجماعٌ الأمةِ على تفضيل السئّة” في زَمَنِ الشُورَى إن هذه”* الأخبار 
المرويّةُ في غيرهِم ليسث بثابتة ثبوتاً يوجبُ العِلمَء وإِنْ كائث تابه فإنّها 
خَارِجَةٌ على الخصوص والْأحْوَّالٍ التي عَرَقَنْها الصَحَابَةٌ من نَحْو ما ذَكَرْنا. 

[فصل ] 

5 - فأمًا الأَخْبَارُ المَروِيّةُ في أبي بكر وتُمر وعليٌ وَعْنْمَانَ رضي الله 
عنهم فمشهُورَةٌ في الصَحَابَة. وقد أيِّدَها اذْعَاؤُهم لهاء وَاحْتِجَاجهم بهاء 
وَادْعَاءُ غيرهم لهم ذلك. واحْتِبَاجهم به. وقد طَابَّقَ تقدمتهم الأئمّةُ الأربعة 
على سائر مَنْ ذُكَرْنَا لِمَا رُوِيَ من هذه الأخبار» فوَجبَ القول بصحّتها وإنُبَاتِها 


(1) ق: سوال. (3) ق: استدلال. 


384 - (4) ق: السته. 
(2) ق: الشعرا. (5) يكرر ١هذه».‏ 


318 


مَحْمُولةٌ على ما ذُكِرٌ فيها. قالوا: وما يدل تْضِلُ من طَري العمل والإجماع 
فهر اجماعٌ الصحابة على تَقَدمتهِ. وقوْلُهم له: يا خليقة رسول الله 2 كه دون كل 
واجِدٍ وقد أَوْضَحْنًا صحّة الإجماع على انْبَاعِهِ والرضَى بِامَامَتِِه ورجوع مَنْ 
خَالَفَء ومُبَايعَةِ من ذُكِرَ أنه تأخَرَء وأنّه لم يَمْتْ [103 ب] إلا عَن اثَقَاقٍ عليه : 
وإذا تَبْتَ ذلك تَبتَ أنه لا رَعْبَةَ هناك ظاهِرَةٌ نَدْعُوهُمُ» أو بعضَّهُم: إلى تُضْبَة1" 
مَنْ طَمِعٌ في ذلكء, وإِلّه ليس بِْعَرْهم عشيرء ولا مرهوب السَطَوَةٍ والشَّجَاعَةٍ 
ولا غير ذلك مِنْ أَسْبَابِ القَهْرِ والعَلَبّة. ثم نَبْتَ أنْهم لم يَخْتَاروا مع الإيئار 
والتَجِلبَة والإطلاق وعَدَمِ الرَعْبَةِ والرَهبٍَء إلا مَنْ هُوَ أفضَلّْهم في أَنْفْسِهِم 
وأحقهم بها وأَوْلآهُمْ بِتَحَملهاء وذلك لأن الذليل قد ام على تخريم نفدم 
المَفْضول. ونه خَطَأْ في حُكم الذين ما لَمْ يَكْنْ في الفَاضِلٍ عِلْةُ تَمَنَعْ من 


نَصَبه . 


356 - فإذا صَحّ و” َبْتَ أن فِعْلَ الخَطأْ والحَرَامٍ في الذينٍ لا يجُورٌ على 
الأمة ثْيْتَ ِبْتَ أن أبا بَكُرٍ رَضِيَ الله عنه كان أنُضَلّهِم عندهم؛ لأنه لا علةٌ ظاهرةٌ 
معلومَة في عَليّ وعمر وعثمانٍ رَضيّ الله عنهم. بقعودهم عَن الْأَنّة : : من بَرَصٍِ 
أو عَمه” * أو حصول أَحَدٍ منهم مَأْسُوراً بحيثُ لا يُمْكنُ نُصْبَنْه ولا يَصِلُونَ 
إلى موؤضعهء» ولا يَتَمَكَن من القيام بِأمْرَةٍ الإمَامَقِ: ولا حاف القؤم في إِمَامَة 
علي أو غيره» هَرّجاً وشقّاقاً يِحُمْ ضَرَرُه ويتعذْرٌ تلافيه وإضلاحهء ولآ أن 
يُسرِعَ إليهًا فَاسِقٌ يَتَعْلّبُ عليهم. ولا غير ذلك من الأسبّاب المتيحّةٍ لتقدمة 
المفضولٍ على الفاضل . وإذا صَمَّ ذلك لم يَعْلّمْ ببغض هذه الأسبابٍ أصلاً 
وظناً لَهَا عَلِمّ بذلك: ان الأمّة لخلافة”” بينهما" والحُكم في أُنْفُسِهِمًا وأَمْوَالها 
وصِلاتها من هو أَمضَلهم عندها وأحمّهم بهًا؛ لأنّْهُم لو عَدَلوا مع الأسْبَابٍ 
المَاِعَةٍ تقدمة الفاضل؛ إلى نُضب المفضولٍ؛ كانت تنهمقا على حرا في 


386 - 385 


(1) ق: نصبتهمن الأفضل حذف حرف 22) ق: عما. 
#الهاء؛ من آخر الكلمة. (3) ق: لخلانه. 
(4) ق: بينهما. 


319 


بالمعروني والنّي عن المُنْكَرِ» وقد سمعَث قَوْلٌ الي طن : ١يَؤْمُكُم‏ أففضلكم 
وأفْرَأكم' “ وَأَفُدَمَكمْ هِجرَة وأَغرَفكم بالسَّنَةه ؛ وليس يجوز عندّهم أن يكون 
إمامهم الأغظم من غيره أؤلى بالصلاة بهم وأحق. فتَبْتَ بذلك فَضْلُه على 


[فصل] 

7 - فإِنْ قالوا: فقد يجُورُ أنْ يكونَ هناك عِلَّةٌ عندَ بَعْضِهم أو 
سَائرِهم يَمْنَعُ مِنْ إِقَامَةِ الفاضل عندَهُمء وإن كان غيرٌ أبي بكر. يُقال لهم: 
الحَقٌّ الْمُتَيَمَنُ الثابتُ لا يَرْفَعُ الأمَاني والجوازٌء وقد أَوْضَحْنا أنه لا سبَبٌ 
هناك يَمْنَعُ, مم ويخافٌ في إِمَامَةٍ الفاضل [104 أ] ولا حال ظاهرٌء وإنَّ ظَاهِرَ 
أَمْرِهِم التّمَكْنُ والإطلاقٌ» وإيقَاف العَقْدِ على سَبيل الإخْتَيَار فلَسْنا نَصِيرُ 
إلى الجائز إلا بدليل» ولا نَعْتَرِض به على الظَاهِرٍ التَابتِ. ولو أمْكنَ مثل 
هذا لأمْكنَ آحرٌ أنْ يقول: أنَّ أَفْصَلَ الأمة في ذلك الوَقْتِ كان أبو عُبَيْدَهَ 
أو عبد الرحمن بنْ عَوْفٍ أو ابن مَسْعُود أو العباس عَم رسول الله كي 
الذي قَال فيهم ارسول الله كيه : «لكل أمة أميه 3 ' وأمين هذه الأمةٍ أبو 
عبيدة بن الجرّاح 7" لو كُنْتَ, مُؤَمراً أحداً من غير مَشْوَرَةٍ المُسْلِمِينَ لأمَرْتَ 
ابن أمّ عبْد)5*/ «وَالخَلْقُ في ميزاني وأنّا في ميرَانٍ عَمْي العَبّاس2© وغير 
ذلك مِمّا سَتَذْكُرُهُ فيما بعد إِنْ شَاءً الّهِ. وَغيرٍهاء ولا مِمْنْ سَنَذْكُرُ ما قِيل 
منه من الأقَاوِيل العَظيمَةٍ المُشْتَمِلَةِ على المَعَانِي الشّريفة ؛ وإنّما عَدَلَتْ الأَمّهُ 
عنهم لأمرٍ خَاقُوه لا تَعْلَمُةٍ ولا سَبيل” لنا إلى عِلْمِدِ قَلَمّا لم يَجْرْ ذلك 
لم يَجَرْ ما قالوا: لأنّهِ حَالٌ يَدْلْ عليه بل قَوْلَ علي رَضيّ الله عنه لأبي 
سُمْيَانِ وَجَوَابُه للعبّاس وقوله: «لو أردْتٌ هذا الأمر ما اخْتَلّفٌ علي فيه 


انْنَانِ) . 
8 . وقَوْلٌ أبي عُبِيدَةَ لعُمر في جواب قَوْلِهِ: «امْدُد يَدَكَ أَبَايعْكَ ما 
لاق ق: اقراكم. (3) ق: امين. 
- 387 - (4 و5 و6) حديث نبوي. 
(2) ق: فلسا. (7) ق: سبيل. 


2320 


سَمعْتُ لَك قهّةا'' غَيْرَهَاه يعني وَلَه. وقول أبي بكر رَضِيّ الله عنه : ١أقيلُوني»‏ . 
وقؤلُّه : «بَايعُوا أحَدَ هذين الرَجُلَينِ عُمَر أو أبو عُبَيدَةَ بن الجراح». يَدُلُ على 
أنه لا ون هناك ولا حِشْيهُ, ولا أمْرُ مححاف الأمّة الَوَوْط فيه . وكذلك قَوْلُ 
علي رضي الله عنه: ١لا‏ نَم ُقِيلُكَ ولا نُستَّقِيلُكَ, قدَّمَكَ رسول الله يل فَمَنْ ذَا 
يُوَخرك) . وأمقالُ ذلك كُلَهِ يدن على الطلؤع والإيَارٍ ون عَلياً قد اعتَلٌ 
لفطل واشت لهء وكَيف يُنكنُ مَمْ ذلك اذْعَا سَبَبٍ يََْعُ من نُضبَة الفاضِلٍ 
عِنْدَهمء أو دقُع © ظَامِرٍ بالحَقّ وأنّ هذه دلآلة ظاهرةٌ تَدّل على أنه ظاهة 
ِالفَضْلٍ المَطْلُوبٍ في الإمَامَةِ عِنْدَهُم . والخطأ لا يبود عليهم فيما فَعَلُوه إذا 
أجْمَعُوا على أنَّه فَاضِلٌ. وعند الله . وقد ثُبْتَ ذلك من إِجْمَاعِهِم فيه؛ كما تَبْتَ 
إِجْمَاعُهِمٍ على سَلامَةِ باطِنٍ علي رَضيّ الله عنه؛ بما سَمِعُوه من الأقوالٍ في 
التشيرة» وفي كل أحدٍ منهم مُفْرَد يُجرِي تَفُضيل أن محمد للرّجُل [104 ب] 
وتقدمته مجرّى تفضيل غيرهم . فلا يَنْبَغِي أَنْ يُقاسّ عليها. . .”0 
في فِعْلِها وثّولها على غَيْرِهِا من أَهل الكفْر؛ لأنَّ الْخَبَرَ قد منع من جواز ما 
كان يجورٌ عليهاء فَوَجْبَ أن يعتقّدٌ: أن أَفضَلَ الأمّةِ بعد نَبيّها من كان أفضّلها 
عندها. 


[فصل] 

9 وقد قال قوْمٌ: أنَّ إِجِمَآعَ السَّلّف على تقَدِمَةِ أبي بكر وغيره من 
الأمَةِء إنّما هو إجماعٌ على أَنّهِم ظاهرُون بالمَضل» وأنهم مِمّن يُستحقون الإمامة 
في حُكم الظَاهِرٍ. وليس بِإِجْمَاع على أنّهُم كذلك عند الله عر وجلّ. ولا على 
أنّهم أفضّل الئاس عند الله ولو أَجْمَعُوا عليه لأنّهم لا يُجْمِعُونَ على ضلالٍ. 
ولكن ليس يَعْلَمُ إِجَمَاعَهم على ذلكء وهذا كإِجْمَاعِهِم على الحُكم لَهُ برّمَاَة!4 
مؤمن أو كافر في حكم الظاهرء وليس ذلك من الإجماع على أنه مؤمن وكافر 
عند الله تعالى في شيء. والصحيحٌ أنَّ الصَّحَابَةَ قد أَجِمَعَتْ على طَهَارَةٍ سَرَائِر 


388 - (3) خرم: سقطت كلمة. 


(1) ق: قهه. 389 
(2) ق: دفع. (4) برمانه. 


321 


الأئِمّةِ الأزبعةٍ ومَضْلٍ أهل الشُورَى عند اللهِ فضَحّ ذلك ما قُلْنَاه. 

0 والصحيحٌ عِندَنا في هذا الباب أنّه إن لَمْ يَقْل اللي يكق: لزني 
َدْمئهُ عليكم لفضْلِهِ على سَائِرِكُم؛. ولم يَمُلْ للأمّة: «إنَّا إِنّما تَدَّمْنَاه لمَضْلِهِ 
عِنْدَنَا على الكَاقَةِء لم يجب أن تكون نفس تَقْدِمَة النْبيَ كَل والأمّة له: دلالَةٌ 
على أله أفْضَلّهِم ؛ لأنّه لا يَمَْيمُْ أن يَسْتَوِي هُرّ وجَمَاعَةُ غَيْرْه ومَعَهُ في الفضل 
والدرّجَة» م تقدمة رسول الله كله ذونهم . وكذلك الأمَّةٌ لأنْ التقدُمَ لا مَصْحْ 
فيه الشَرِكَةٌ والمساهَمَةٌ فَيَسُْرُكَ منهم فيهء ولو نُصِبَ غَيْرُه منهم مَوْضِعَه لَقَامَ 
مَقَامَه. وكذلك حَالّنا نحنُ في تَقَدْمَةٍ بعض المُتَسَاوِيِينَ في المَضْلٍ والصَّلاقٍ 
وفي الإمَامَةِ العُظمَى» ٠‏ وإنْ كنا لو قَذْمْنا غيرَهُ مِمّنْ هُرَّ عِنْدَنَا في المَضل» ٠‏ في 
درج لكَانَ ذلك سَائِغاً ناه وصَحيحاً من فحِْتَاء ولم يدل ذلك على أنه" 
أَفْضَلُ عِنْدَنَا مِمْنْ تَقَدّمه لِعِلْمِنا بأنهم مُتَسَاوُونَ' ولتجويزٍ من رَأينا تَقَدُمَ . أنْ 
يكونَ عندنا في المَضْل دونَ غيرِف مِمّن كان لنا تَقدمَتْه والتَعَلّقُ في الفُضْلٍ 
بالروَايّة أؤلى» وقد ذَكَرْنَا إجماعاً على الرِوَايّة من قَبْل. 


[فصل] 

31 فإِنْ قالوا: كيف يكون [105 أ] هذا أيّها .0.0.0 وأبو بكر 
نفسَه يقول: اوُلْيتَكُمْ ولَْتُ بخَيْرِكُم؛. قيل له: هذا يَحْثَمِلُ التأويلاتٍ التي 
نَدَمْنَا ذِكرّهَا. منْ أنه أرَادَ ولايّةَ الصلاةٍ عابهم لع حضور رسول ا 6 
وليس بَخَيْرٍ فيهم رسول الله يكة. ويُحْتَمَل أن يكونّ أرَاد اخيركم : عشيرةًا 
ويُمكِنْ أنْ يكون قالّه امْتِحَاناًء ويُحْثَمَلُ أنْ يكونٌ قَالَهُ أراد: ني غير بلع 
على فَضلي عَلَيْكُم بل وَاتِفَ في ذلك لا على أنه يَفْضْلٌ غَيْرَهُ على نَفْسِهِ 
وغيرٍ ذلك مِنَ التأريلات» وإلا فإذًا قبل العَقْدَ لنَفْسِه وَعَقَدَهُ الباقونَ له» وهو 
وهم يعلمُونَ أن في الأمّةِ من هو أَفْضَلُ منه. ولا سَبَبَ يَمْنَعٌ مِنْ نُصبتِهِ فقد 
أجْمَعُوا على الصّلالء وفِغل الحَرّامء وذلك عَيِرٌ جائز عليهم. وَليس يَجُورْ 


390 - (2) ق: متساون. 


(1) ق: الأمة. -391- 
وجدت «انه؛ مضافة في الهامش . (3) خرم: مقطت كلمتان. 


322 


تَرْكُ هؤلاء” لمتقين من أمْرهمء بِمًا يَحْثَمِلُ الأ وِيل”2 من الإطلاقات. ولعله 
أن يكونّ قال ذلك على سبيلٍ التمِيّهَ لأ طَنه كما يقول ذلك الشِيعةٌ في أكثر ما 
رُوِيَ عن علي بن أبي طالب رَضِيّ الله عنه فلا يَْبَفِي أن يُصَمْمُوا على الظَاهِرٍ 
ومع هذا فلسْا نَعْلمُ أنّ أبا بَكْرِ رَضِيَ لَه عنه قال هذاء كما نَعْلّم أن الأمَة 
أجْمَعْتْ عليه» فلا يَنْبَعي أنْ يعترض به على ما يَنْقِيَا. 


[فصل] 

322 - فإن قالوا: كيف يَكُونُ أفْضَلْهِم عِندّه؛ وقد سَمِعُوا قَوْلَ رسول الله 

كل: «اللهم آبني بأحبٌ َلْقِكَ إِلَنِكَ يَأكْل مَعِي من هذا الطائر». قيلَ لهم : 
قد تَأولنَا هذا احبر بير تأَوِيلٍ يَمْتعْ من القَطع على أّهُ أحبُ الحَلَيِ إلى اله عر 
وجلّ. ورَوَيْنَا عن رسول الله يك في أبي بَكرٍ مثله لِمَا قال: «فَأَبَوْهَاة. و«سَيِّدَا 
كُهُولٍ أل الجَنّة وشَبَابها"» وَغَيْر ذلك من الأحْبَارٍ الحَالّة مَحَل هذا الخبرُ 
وقد عَلِمْنَا يَقِيناً أنّه لم يَرِدْ : «أَحَبُ إِلْنِكُ مِنئي» ومن الملائكة الممَرَّبِين» بدليل 
أَؤْجَبَ تَخصِيصه فلذلك يَصَح اسْيِئْنَاء غَيْرِهِ بدَلِيل؛ ويمكنٌ أَنْ يكونٌ أحتٌ 
الْخَلْق إلى الله عر وجل في ذلك الوَّقْتٍ لتَرَايْد طَاعَتِه ثم يُريدُ أَعْمَالَ غَيْرِه 
على غَيْرِو وَأشْبَعْئا القَْلَ في ذلك بمَا يُعْنِي عن رَده. 


253 - ومِنْ أقْوَى ما يَدْلَ على آجِرٍ حَبَرٍ «الطائرِ» وغَيْرِهِ مِنْ فَضَائِلٍ علي 
رضي الله عنه لم يكن يُوجِبُ تَفْضِيلَهُ عند التبي كللة. والأَمّهُ بَعْدَهُ 1051 ب] 
ولا لِعَمّدٍ الإمَامَةٍ له والعَمّدُ عليه. إن كُلْ ما رَضّى في أن يكون أبا 
بكر. . .© أؤلى: أنْ يكونّ مُوجباً لِمَضْلِهِ وتَقْدْمَتِه العَفْدُ له دون سائر الم 
في إطباقٍ الصَحَابَةٍ على العَقْدٍ لَه وتَسْمِيّتِه خليفةٌ رسول الله كل م مَعَ عَدَم 
الرَغْبَةِ والدَهْبَّة وقِلَّة العَشِيرة» وَاسْتَقَالَتَهِ منهاء مع قِيام الّلِيلٍ على تَحْرِيم 
تَقْدْمَةٍ المَمْصُولٍ على الفَاضِلٍ مَمْ عَدَّم ما ذَكَرنَاةُ مِنَ الأسْبَّابٍ المَانِعَةِ مِنْ 


(1) ق: هذا من الأفضل نقل كلمة «هذا؛ إلى -392- 


صيغة الجمع. (3) ق: ايتنى. 
(2) ق: التأويل أسقطت هذه الكلمة لتكرارها ‏ -393 
في الجملة . (4) خرم: سقطت كلمة. 


323 


نبت فلم يَعْدِلوا إليه دون غَيرِهٍ إلا بمَا شَامَدُوه وعَلِمُوه مِنْ تَعْظِيمِ رسول الله 
يك لِسَأْنِهِه وتكرّار القَوْلِ في بَابِهء والتَئبِيهِ على مَوْضِعهِ ومَكَانِهِ مَرَةَ بعد مَرَو 
ثم َوْلَهُ: اليأبى لله ورسوله إلا أبا بكراء وأنّ خْروجَهُ مِنَ الدنياء وتَعْلِيظه في 
ذلك وهو يَشْهَدُ مَكَانَ جَمَاعَتِهِم . 

[فصل] 

4 وأنَّ الأقوَال الوَارِدَةَ من النَبِْ يكل فيه؛ خَْرَجَتْ على أحوالٍ عَلِمُوا 
عندها قضد اللي يق إلى تفضيله على سَائِرٍ الأمة بعدّه؛ وَطهَارَةَ سَرِيرَتَهِ ؛ وأنّ 
ما وَرَدَّ في غَيْرِوِ من” '' سَائِرٍ مَنْ دَكرْنًا مِنَّ الصَحَابٍِء خْرَجَ على أَحْوَالٍ وأسْبَابٍ 
عَرَهُوا بهَاء ِل لم يَقْضدٍ الرسولٌ عليه السلامُ بذِكْرهًا إلى تَفُْضيل صَاحِبهاء على 
أبي بكرء ووْجُوب نقمي عليه. أن الصدر الأول: الذين حْوطِيُوا بالقَوْلٍ في 
كُل أحدٍ أحد” * منهم أغرَفٌ بالخخطاب وأشْيَائه2 ' ومَخَارِجِدء والأَحْوَالٍ التي 
اقْتَضْتْ إطلاقة . ومَضْدٌ اللي كك ه: المُؤْرْد له من سَائِرٍ مَنْ يأتي بَعْدَهُم إلى يوم 
القيامَة ٠‏ وقد يُوردُ اكلم ظارا من القَوْلٍ يريد به غيرّهء ويَقْنَضِي في الذَّلالَة 
على ما شُوهِدٌَ منه. ويقول عليُ: «يريد به الخاص». ويُخَاطِبُ خاضراً يعني به 
العَائبَء ويوردٌ خطاب الكفاية» ويعني به الحَاضِرَ ويُطلِقُ الكلامٌ على سَبَبِ 
يُوجب قضره عليه ورَّدْه إليه ويُورِدُ لَفْظَ المُعْتَقِ ويعني به المَجَارَء وصوره 
الحية: وهو الإِسْتِهَائَهٌ وغير ذلك من ضُرُوبٍ الكلام؛ فلا يَعْرفْ قصدّه به إلآ 
مُشَاهِدُوهُ وَالعَالِمُونَ بِمُقَدَم كَلامِه ومَتَاجِزِهٍء والأخْوّالٍ والإِشَارَاتِ التي خَرَجَّ 
عليها. ثُمّ لا يُمْكِنْهم مَعَ ذلك تَفْل تَلْكَ الأسْبّاب وجِكايّتها؛ لأنَّ اللَمْظَ لا 
يُنْبى'” عنها. فإذا رأيتهم [106 أ] وقذ بَدوا بأبي بكر رَضِيّ الله عنه دون 
غيرو. . ”© مع وجوب طلب الفْضْلٍ في الإمَامَةٍ مع سِمَاعِهِم ما قَالهُ الرسول 
في غير و : : عَلِمْنَا أنهم عَلِمُوا من ذلك ما حَفيَ علينا . وأن الحنَّ في قولهم دونَ 
قَوْلِنَا وأَمَائلِنا. وهذا من أكد ما يَدَلُ على ما قلناه. 


394 - (2) يكرر لأحد» وهو تكرار ضروري. 
(1) وجدت نون موصولة بالميم بخط دقيقي (3) ق: أشياه. 

جداً وألف بخط بائن ورأيت من الأفضل (4) ق: سسى. 

أن أسقط الألف وأكتب «من» بدل «ما». (5) خرم: سقطت كلمة. 


324 


[الباب التاسع عشر] 


[باب آخر في أعظم الفخائل والسبق إلى الاسلام والقول في 
التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنضما] 


5 - قالوا: فهذا ما يَجَبُ أنْ يعول عليه من طريق الأخْبَارٍ والآثار 
الواردة بتفضيله واختِصَاصهء نأا الكلام على بَاقي ما ذكزناء ًا بقع به 
التَمْضِيلٌ. فإنّا قد قُلنا من كَبلُ : أنه لا يضح المَطرْقٌ إلى العم بالأفضل من 
جِهّتِهًا لولا هذه الآثارٌُ؛ أنه لا يُمْكنْ أن يَعْلَمَ بهَا أن مَاعِلّها فاضل نَضلاً عن 
أن يَعْلَّمَ بها أن فاعِلّها أْضَلُ من غَيْرِهِ. وكذلك لا يَصُحٌ أن يَعْلَّمَ بها أن 
صَاحِبّها أفْضَلُ مِمّن لَمْ يَْلَمْ ألّه قد عَمِلَ مِنْلهَاء لأنه قد يَسْتَسِرُ بذلك من حَيْتُ 
لا يَعْلْمُه. كما أنَّه يجُورُ أنْ يكونّ فيمَنْ لم تغرفه بكثْرَةٍ الرِوَايَةَ» وَالمُنْرَى 
والأدذَب» وقول الشِغْرء ٠‏ من هو أَعْلَمٌ بجميع ذلك مِمْن شَهَرَ عَنْه. لأنّ الفِغلٌ 
لا يَحْتَمل؛ ولا الخبرُ والإجماعٌ وَرَدَ فيه ورَفْعِو ومتى كان ذلك مِمّنْ شَهَرَ 
عنه : : لأنّه الهلمُ بأنّ مَنْ عُرِفَ كَثْرَِ العَمَلٍ أفضَلَ مِمّن لم يُغْرَفْ بِشَيءِ منه, 
ومتن لم يكن ذلك كُنا أنِعَدُ عَنِ الم بفَضْلٍ مَن كَثْرَ عَمَلَهُ على مَنْ كَل ذلك 
فيه؛ لأنّه قد يَمَعُ بَعْضْهُ على وَجْهِ يَقْنَضي كؤنه أَفْضَّل من كثيرٍ من جِنْسِهِء ومن 
غير جِنْسِهِ من الأغْمّال. 

6 - قالوا: ونا نَذْكْر هذه الفَضَائْل لتْرَجَحٌ بها بَيْنَ الرجُالٍ تَزجيحاً 
ظاهراً فقط . فأول ما يَحجِبٌ بِيانُ القولٍ فيه: كر أسْبَقِهِم إلى الإسلام» إذ لا 
جِلافٌ بَيْنَ الأمَةِ : أن السَبّقَ إلى الإشلام أعْظَمُ المُضَائِلٍ وأشرّفها منزلة» وإنَّها 
ذاتُ مَوَدَةٍ على كل ما يُذْكَرُ في هذا الباب. قد خشف الناش في أل 
المُؤْمِنِينَ إسْلاماء فقال الجمهورٌ الأكبرُ والسَّوَادُ الأعظمٌ أنَّ أوَّلّهِم إسلاما : 
بكر الذي رضي الله عده. رقا رون مسهم: الإمامية وسارر شيقة عل 

3225 


رضي الله عنه إلا الشَاذْ منهم: أنَّ أوّلَهُم إسلاماً على بِنْ أبي طالِبٍ» وقال قَرْم 
زَيْد بِنْ حَارِئّة وقال [106 ب] آخرون وهو حَبَّاب بن الأث. 


[فصل] 

37 - وأا القول في إسلام ابن الارّث وزيدٍ ؛ بنْ حَارثة مُق على أنْه لم 
يَفَع منهم إلا وهُمْ عُقَلاء بالغونَ» مُكلْقُونَ مِمْن لَزِمَهُم المَدْحٌ والكَناء باباع 
الْحْجَّةٍ بتَكَلْفٍ النَظر في صحَّةٍ الدَعْرَّةٍ والرسالة» ويِلْحَقُ بهم الدّمُ والحخكمٌ 
بكو وايثقاله: وأغظمْ أحوال الرِوَابة على َقَدْمٍ إشلام ريد بنْ حارئة وحبَابَ 
أنْ يكونَ في الصِحَة. والخبه” ' كالرَايَة عن قم إشلام أبي بكر فَتخملهم في 
كم مَنْ أسْلَمُوا في قُولٍ واحدٍء ومَمِِس جَمْعِهم إذا سَلْمْنا أن الحَبْرَ عن 
َقَدُم إشلام أبي بَكْرِ رَضِيَ الله عنه مُتَعَذَّرُ النبُوتِء فكيف وليس الأمْرُ كذلك» 
لما قد تَبْتَ من ظهورٍ ذلك في الأمَةٍ. وشَهَرَتْ عند أل الكل وَادْعَاءٌ وَاحد 
بعد واحل» أنّه : أوُلْهم وأسْبَقُهم بمَحْضَرٍ من الأمّةِ ومَنْ يَمْمَيْمُ من طِبَاعِهِم 
َسْلِيمٍ دونَ هذا مِمًا يدعي عليهم مما لا أَضْلَ له. أو يَحْرِصٌ فيه بحَضْرَتِهم 
من غَيْرٍ دَعْرَى ذلك عَلَّيْهم؛ لأنّ الهِمَمّ لا يَجُورُ نَوَايها وَانَمَاقهًا في مُسْتَمَرٌ 
العَادَةٍ على إِمْسَاكٍ عن كَذِبٍ يُذَعى بِحَضْرَةٍ من لو نْقَل عَنْ مُشَاهَدَةٍ لحججج 
حبرو لوَجْبَ العم بِقَولِِ. فلو نَكْبْنَا هذا الطريق» وجَعََْا إسْلامٌ الثلاثةٍ معأ 
لَوَجْبَ القولٌ بتفضيل أبي بكرء لأنّه ليس في الأمّةِ مَنْ يُقَاضِلُ بين حَبَّابٍ وريد 
وأبي بَكرٍء كما أنَّه ليس فيها مَنْ يُمَاضِلُ بين أبي بكر وأبي مُوسَىء وأبي 
هريرة» وأبي سَعيد. بل الأ مُطبقَةُ على أنْ التفَاصُْلٌ المَانِعَ بين أبي بكر 
وعليٌ والعباس من قَوْم مُتَأَحْرِينَ من الرَاوَندِيَة كما أنه لم يَكُنْ في سَلَفٍ 
الأمِّ» مَنْ يُفَاضِلُ بين علي وعَمَّارِءِ وعَمرو بن العّاص. والمَغِيرَة بن شُعْبَة 
وأمْثَال هؤلاء. فمِنْ حَيْتثٌ حَيْتُ وَجْبَ المَطِمُ على تَفُضيل أبي بكر على زَيْدِ؛ 
وحَبّابء وكما وَجْبَ القَطمْ على أن عليا أْضَلُ منهما؛ وَجْبَ أنَّه لا مَدْخَلّ 
لهما في المَضْلٍ مَعَّهِ . وإِنْ حَكَمْنا بأنَّ اسلامَهم كان في وَفْتِ وَاجِدِء كما أَنَّه لا 


397 
)010( ف: المحبر وهى كلمة امخيرا استبدلتها بكلمة (الخبر») وذلك لسياق الجملة. 


326 


مَدْخَلّ لهماء ولا مُسَاوَاةٌ لعلىٌ رضى الله عنه لو قَدَّرْنا إِسْلامَه معهماء لكوْنِه 
بَائناً بالمَضَائل المُضَافَة التى لَيْسَتْ لَهُّما. 


8 - فكذلك قصةٌ أبي بكر معهماء وإنّما كان ذلك لأجل أنَّ إسلامَ 
المرء إِنّما يَعْلَمُ قَدَرَه بِقَدَرٍ ما يَلْحَقُ من التُكلِيف [107 أ] والعِلم في قَوْلِه 
وَفِعْلهِء وكذلك يَُقَالُ للئّاس أن الإيمانَ الواقع مع عَدَمِ اللَفْظِ والدَرَاعِي 
المُسِتَهِلَةِ لِمَعْلِهِ أَغظَمُ نَوَاباً وأحْسَن مَوْقعاً عند ال عز وجل من الإيمانٍ 
المُعَوْلٍ مَعْ اللَفْظٍ الداعي إلى فِغْلِهِ؛ ولأجَلٍ ذلك قال بِشْرٌ بنْ المُعْمَمِرٍ من 
المعتزلّة : أن قدرة اله لطفاً لو قله بار الحا لآمنوا طعا غير له ل يهاه 
ما أرَادَ من تغليظٍ المحندء وتشديد. الكلََةٍ في فِعْلِهِ مع عَدَمٍ الَف قال: و! 
مَنَعٌ الله المُكُلْفَ ما يقَدِرُ عليه من اللْطفَ لا يبلعْ نَوَابَه ومَْرِلَئه أبداً: الإيسان 
الواقِمُ مَعَ وود اللْطفٍِ؛ لأنْ المخئة في تكله أئ شَنُ وأَغْلَظْء والنُوَاتُ 
أسنى وأَجرّلُ. فإذا كانَ ذلك كذلك وجب تَفَاضْلُ الناس في الإيمانٍ بس 
يَلْحَقُهُم في فِعْلِهِ من الإئم والمَضْضٍ ومفارقةٍ الجاوء والمالٍ والوَطَنِء 
والأضحَاب ما تَقَدّمَه بفِعْلِهِ من التَفْضيل والتآمر وَالطَاعَةَء والإكْرَام إلى غير 
ذلك من الأسْبَابٍ الشَّاقُ مفاركَئْها على الأَنْمُس. وإذا تَبْتَ ذلك تَبْتَ أنَّ لام 
أبي بَكْرِ رَضِيَ الله عنه أفْضَلُ من إِسْلام رَيِدٍ وحَبّابِء لكؤنه ذا جَاهٍ في هريش 
عريض » ومالٍ كثير» وطاعةٍ في المُعَظْمِينَ للعلماءٍ بالسيرةٍ» وإمام العرب د 
فقا بعلم ذلك وَمُبرْرا فيه ومرْجُوعاً إلى قَولِهِ ورَأَيهِ فيما نْصِفْه وتشكيوء و 
حَكى من عَلِمَ أنَّ: جُبَيْرَ بن مُطعِم'* كان من أغلّم الناس بالعَرَب» ويه 
وأحْبّارها. قالوا: وإنّما كان كذلك لأنّه أخذّ عن أبي بكر رضي الله عنه ذلك» 
اسْتَكْكَرَ منه وأدْبَ بأدبهِ. وبِحَسْبِكٌ عِلْمّْ حَضْرَ بكرْنٍ جُبَيرٍ من تلايِيذِه 
والحاملينَ من عِلْمِهِ. وكانَّ مَعٌ ذلك مِمّنْ يَتَحَمُلُ الْحَمّالآتِء ويُدِيمُ القُربى 
والصَّافَاتِ”'". ولا يَقْضّدْ ماله » ويَجَارَتَه وجَاهَهُ عن اسْتِدَامَةِ هذه الأحوالٍ» 
وبلوغ العَايَةِ فيهاء وكان له مَجْلِسٌ يعْشَاهُ فيه أَمَائْلُ أهل مَكَةء والأكَابِرُ من 


(1) ق: الصافات. (القربى .0... ماله). 


327 


قريش للإقيبّاس من عِلْمِهِ والتَأدْبٌ بِآدَابهِ والإسْتِمْتَاءَ بحديثه ومجَلِسِهِ أيضاًء 
وَالإِسْتِعَانَةُ فيما يُعْرَض لهم وَينُوبُهم من تَحَمُل ذه" أو انََحَاذٍ منه» أو كَشْفٍ 
بَلَِةِ بِمَالِهِ وجَاهِهِ. ولم يَكنْ رَيْدٌ وحبابٌ مِمّنْ يُعْرَئَان بهذه [107 ب] الخصال 
فَشْتَانٌ بين الأحلام المفارق00 لجَاهه والخارج عن ِلْرَامِه ولَذَّةٍ الإِنْقِيَادٍ 
والطّاعَةٍ إلى إِسَتِكَانَة التابع والرْضَى'© بمَحَلٍ المأمور الخاضع والنزول من 
الراحة والرفاهية» والإستقدام الى تحمل القَفْرِ والقَافَةِه ومُعَالجَة الضّرِ ومُكَابَدة 
النفسء وَتَوَلَي الخِدْمّة نفس والسكون تحت سَمْتِ عدوه”/ والصَّبر على 
سَخِيفٍ رَأَيهِ وأخلامو» والقضْد له والعٌضٌ. 


0 وهذا ظاهِرٌ مَعروفٌ بالطباع» فلا وَجْْه للإطئاب به فدَلٌ ذلك 
أجِمَعَ على أن إشلام أبي بكر رَضِيَ الله عنه أَْضَلُ من إِسْلام ريد وحَبّاتَ» 
ولقد بَلَّعّ من الإتّفاقٍ وَالسَمَاحَةٍ بالمالٍ : في الزْمَنِ الضَعب الشديد» مع عُظمٍ 
الحَاجَةء وشدَةٍ القَاقَةِء وكَئْرَةٍ الخال وعَدّم النّاصِر ما أَوْجَبَ قَوْل الرسولٍ 
يك : ١ما‏ تَفَعَنَا مَالُ ما تَفَعَنا أبو بكر»9 .7 وما أَحَدٌ آمَن علينا فى صُحْبَتهِ 
وذات يَدِهِ من أبي بَكر»”” . وبَلَّعَّ ذلك عِلْمُه بالتَسَّبٍء وأَخْبَارٍ العَرَبء 
والإحاطةٍ بِعِلْم مَحَاسِتهًا وأمتالها: أن قال رَسول الله يل ابن ثَابتٍ مع علّم 
ِفَضْلِهِ وتَقَدْمِه وسِنّه وإحاطيّه بعلم الشعرٍ وأيام العرب والناس» وتَرَاضي 
الشُعَرَاءِ به وتحاكمهم. وعم رسول اله يك بذلك من حَالِهِ وقد أمرَهُ أن 
يهجو" أبَا سُفْيَانَ بن خحزب”*' ؛ ولمًا قالَ: «افجهم” فنك أن حَسَانء 
ولِسَائْكَ حُسَامٌ». وَمَيْجَ العَطائفق”' من الأزْدِيين'*' على بَنِي عَبد مُنَافٍ. 
وحَيْتٌ قال: «أفجهم ومَعْك رُوِحٌ القّدْسٍ والَقّ أبا بكرء فإنّهِ أعلّمُ الئاس 
بهم2". . وهذا من أَدَلّ الأمورٍ على عظيم قَذْرٍ أبي بكر في هذا العلم» إذا اتاج 


(10) ق: دنه 399 


(2) ق: المفارق من الأفضل تأنيثها. (5) قنزابى. 
(3) ق: الرضا. (6 و7) حديث نبوي. 
(4) من الأفضل زيادة حرف «ها؛ إلى كلمة (8)ق: يهجوا. 
لاعذوا. (9) ق: أهجكم . 
(10) ق: العطايف. 


2328 


إلى مِثْلِهِ حسان. فَأيْنَ إسلامُ من فض جَمْعهء وأُنقَّقَ مَالَهُ وأذل نَفْسَهُء وأؤحش 
أنِيسَهُ ووطنه من إسلام الحليف والتابع والمُعْدَّم الحامل. 


400 - وكذلك كَانْتْ قِضَّهُ زَيِدِ وحَبّابُ»ء ولو كانا من أَوْسَطٍ الناس في 
هذه الأخوال» لم يُلْحِقُها مَنِْلةَ أبي بكر لِمَا وَصَفْنَه هُ مِنْ نُبْلِهِ وتقذمف ونياهة 
مَوْضِعِوء ولولا أنَّ محلَّهُ عند البَيْ كَل والمسلمين؛ وسائِرٍ قُرَيشٍ ما ذَكرْنا 
وشأنّه في أنْمُسِهم بِتَجَاوُزِ ما وَصَفْنَاء ثم تَقْدُمَةٍ رسول الله يَكِ في الشَهَادَةٍ غلى 
العَقُد [108 أ] فيَنظروا بين فريقي الذي تُولآهُ عنهم سُهِيلٍ بن عَمرو'*'. وجعل 
سَائِرَ الشُهودٍ بعده. لأنَّ تَعْدمَة المآحْرٍ ليس بصواب عند العاقِدٍ وَالمَعْمُودِ له 
وذلك أنْهم كتبوا بعد التَشَاجْرٍ. وأمر رسول اله يل بمحو بِسْم الله الرحمن 
الرّحِيمِ » وكَتَبَ بإشمك اللهُم» وبمحو رَسول الله طلَِ وَاقْتِصَارِهٍ على مُحَمَّدِ 
ابن عِبَّدِ الله لمّا ناه سْهِيلُ بن عَمروء واغْتَاٌ حمر على ما قدمناه من قبل . 
واضْطَلَحَا على وَضْع الحَرْبٍ عشرة سنينّ بِأْمَنُ النّاسُ فيهاء ويكفُ بْضهم عن 
بَْضء على أنه لا إسْلآل ولا أغلال» وعلى أن مَنْ أب أن يَدْخْلَ في عَهد 
محمدٍ وعقّْدِه: فُعَلَ. ومن أَحَبٌ أنْ يَدْخْل في عَهْدٍ فرش فَعَلّ. وعلى أنّه من 
أتى محمّد مِنْ فرَيشٌ بَِيْرإذن وليه َه ومن أتى قُرَيْشَاً من أصحاب محمد 
لم يرددوه”"" . على أن محمّداً يَرجِعْ عَامَة هذا بأَصْحَابهِ؛ ويَدْحَلٌ عليهم قابلاً 
في أَضْحَابهِ. قلنا: لا يَدْخْلُ عليهم السّلاحَ إلا سِلاحُ مُسَافِرِ؛ٍ السيوفٌ في 
الْقَرَب. شَهِدَ أبو بكر بنْ أبي قحافة» وعْمّر بن الخطابء. وعثمان بن عفان» 
وأبُو عبيدة بن الجراح» ومحمّد بن مُسلمة”*)؛ ومكرز بن حَفْص بن الأختف . 
ولو صَحٌ أنّه كانَ في نَمْسِ قُرَيْش بالمّحل الذي وَصَفْنَا ابا سفْيانء لَمّا َخْلَ 
المدينة بعد الصلح. أتى النّبِي كله فقال: «يا محمّد كنتُ غَائِباً في الصُلْح 
فاشْدد العَهْدَ وزذنا في المّدَّةِ». قال: «ولذلك قَدِمْت يا أبا سُفيان؟» قال: 
انَعَم) قال : «فهل كَانَّ منكم مَنْ حَرِتَ». قَال: «مَعَاذَ الله» قال رسولٌ الله عله : 
تحن على مُدَيَنَا وضُلْجنا لا تل تدز . 


400 - 
(1) ق: يرددونه من الأفضل حذف النون لوجودلم. 
2329 


1 - فلمًا حَرَجَ من عِندِه بَدَأْ بأبي بكر رَضِيَ الله عنه فَقَالَ له: «مَلْ لَكَ 
أنْ تحبر الناس». فقال أبو بكر : «جوّاري”' في جِوَارٍ رسول الله 46ه). ثم 
خَرَجَ من عِنْدِوِء فأنّى عُمر فقال له مِئْلَ ذلك فقال: «والله لو وَجََدْتُ الذي 
يُقَاتَلَكُم لأعنته عَلَيكُم). فقال أيُو سٌّفيان: اجَرَيْتَ مِنْ ذِي رَحم تدبر »© . ثم 
أَنَى عُثمان» ثم أنّى عَلِياًء ثم أنَى فاطِمّة. فَتَظَاهَرَ هذه الأقوال. والأفعَالء 
والاجلالٌ لَّهُ من الفُريقين دليلُ وَاضِحَ على كِبَرٍ مَحَلَّه ونَبَامَةِ قَذْرهء ومَحَله 
ومَؤْضعِه. وهذا معلومٌ من حَالِهِ عند أهل التَقْل [108 ب] باضطرار إِدَامَةٍ هذه 
الأحوالٍ وتَكرّرها منهء حيث اعْتَقَدَ هذا في الحالٍ مَنْ تقدّمّه» وليس ذلك 
جَارِياًء مَجرّى سائِرٍ الفُضائلٍ في الأقْوَالٍ المَعْنيَِّ لأن هذه لا إشكال فيها. 
ولقد بَلَعَّ مِنْ حِرْصِه على الدَعْوَّةٍ ومَحَله عند رسول الل يقِ أن قال له وقد 
أتاه بأبيه عتيق”* ”7 ليسلم فقال له رسول الله ككلهِ: «هلاً تَرَكْتَ الشيخ في 
رَحْلِهِ حتى آتّيه) . ثم مَسَحَ بِيّدِهِ صَذْرهُ فَأسْلّمَ على يَدِ وكان مَكْمُوفاً قد كَيْرَ . 
وفي قُولِهِ: اهلا تَرَكْتَ الشَيِحَ في رَحْلِهِ لآنِيها . نَْظيمٌ لأبي بكر ظَاهِر لا 
يَحْفَى مَوْضِعْهُ . 


[فصل] 

2. فأمًا القَّوْلُ في إسلام علىٌ رضي الله عنه حينَ مَبْعَثِ رسول الله 
لخ فإنّه وَفَعَ مِنْه وهو غير بالغ » وقبْلَ أوَانٍ التكليفٍ واسْتِحْمَاقٍ المَدْحِ على 
إجابَةِ الدَعْوَةٍ والعقاب على مُحََالَفتها. لأنْ الناسّ أيضاً قد اتَلمُوا في ذلك؛ 
فقالَ قُوْمْ: إِنَّ عَلياً رَضِيَ الله عنه أَسْلَم” “ وهوائْنٌ حَمْس سَنين. وقالَ 
آخَرُونَ : بل إبنُ تَسْع سنين, وإِنَّما يَعْلَمُ صِحَهُ ذلك من تَأْمّل سِنَهُ وعَرَفٌ 
حَبَاةَ رسول الله يَكهِ في النُبُوّةَء في أيَّام الهِجْرَةٍ ومَبْلِهَاء ثم خلائة أبي بكر 
بَعْدّهء ثم عُمرء ثم عُثمانء. وما بَقِيَ بَعْدَهُم. فإِنّ ذلك إذا تَأمْل وَجُبَ أن 


401 ولكن هو لقبه عتيق»). 


(1) ق: حوارى. 402 - 
(2) ق: بديراء 4( وجدت اأسلم» مضافة فى الهامش . 


(3) وجدت فى الهامش إضافة «اما أبوه عثمان 


23130 


يكونَ علي رَضيّ الله عنه أسْلَمَ» وهو ابْنُ حْمْسٍ سنينٍ أو سَبْع ويَجِبُ أنْ 
ينْرُكُ المُمَاحَةَ في ذلك ويَعْمَلُ على أنه أسْلَمَ انّنُ عشر سنينَ وحَوْلِهًا؛ وهذا 
دونَ حَدُ البلْوغ , فوَجَبَ أنْ يكون سْلامُه ليس بإسلام مُكَلْفٍ ٠‏ فلا يجورٌ أنْ 
يَلْحِقّ به دَرَجَةَ المُكلّفِينَ المُسْتَدِلّين. 


[فصل] 

3 .- فإن قالث الشيعةٌ: ما أنكرئم أن يكون الله عر وجل قد كَلَفَ علياً 
الإسلامَ» وأنْ يكونَ قد جَعَلَ له في تلك" المُذدّةٍ من السِنينَ والعُمْرٍ بالغا أو 
عَالِماً بجميع ما يَعْرِفُهِ البالِغُونَ من دقيت الدّين وجليلِه وظَاهِروء وغامضه» 
ونَّصَّهِ ومُسْتَخْرَجِهِ كَرَامَةَ مِنْهُ لَّهُ وتخصيصاًء قُلْنَا هذا لَعَمْرِي جائز في قدرَةٍ 
الله. ومُمْكنٌ أنْ يَفْعَلَ بمَن هو دونَ على في الدَرَّجَةَ والقَّرَابَةٍ والمُضل 
والسَابِقَة» وما عَلِمٌ من مُوَافاتِهِ بالإيمانٍ والإخلاص وكدْرَةٍ الجهّاد وغير ذلك 
سوى أنَّ كؤْنَ هذا لا يوجب القطع بل لا [109 أ] سبيلٌ إلى اعْتِقَادٍ ذلك من 

جهة العقل؛ لأنّه لا يجوز كرْنُ ذلكء وان لا يكونَء وإِنّما يَعْلَمُ الحَجَة 
بالسمع من نص كتاب الله عرَّ وجلّ أو سُئَّتَه أو فحواهماء أو إجماع من الأمّةِء 
أو بدَعْوَى علي رَضِيّ الله عنه» وعَلْبَ ذلك على له وكثمايه. ولم يَكُنْ الله 
عر وجل بالذي يخُصُّه بذلك في مُسْتَقْبَل عْمْرِوِء ولا يَجْمَعُ القلوبَ ويؤلقها 
على إظهاروء واشهاره. ويُطَلِنُ الأَلْسْنَ بنفلهاء ٠‏ ويلْهجٌ الوب بذِكرهاء ويُوفْرُ 
الدوّاعي على إِدَامَةِ التحدّث» وَالتَعْظِيم لشأن صَاحجبهاء مع عُلُوْ نَسَبِه وكثرَة 
طاعاته. وجهاده وقربه. وفي عَدْمِنا الدليل على ذلك من بعض الطرقٍ التي 
وَصفئًا ما يَدْلَ على أنه لا سبيلَ إلى القطع بما وصفتم . 


[فصل] 

4 فإِنْ قالوا: الدليلٌ على ذلك قَائْمّ واضحُ» وهو إجماعٌ الأمةٍ وسائر 
أهل النقل إن عليا عليه السلامٌ أَسْلْمٌ بدَعْوَةٍ النَبِىْ كَلِْوْه والدعوةٌ لهء ولغيره 
- 403 - 2) ق: جايزاً. 

(1) ق: ذلك من الأفضل تأنيث الكلمة. 


331 


دعوةٌ فض وإيجاب وإلزام» فَمَنْ أراد أن يجعلها دعوةٌ تأديب» وفْضَلٍ وإِرْشَادٍ 
وتعليم » وغير ذلك اتاج إلى دليل . يُقالٌ لهم : فد لَعمري أَنْصَفتُم والأمرٌ في 
جميع ذلك على ما وَصَمَئُّمء غيرٌ أنّه قد قَامَ الدّليل على أنَّ أؤلى النّاس 
إسْلاماً: أعني إِسْلامّه في السابقِينَ الأوّلين هُمْ الذينَ تَقَلوا إلينا عُمِرَ النِئْ يله 
ومدَّةٌ كوْنه نَبيأء وأغْمَارَ الحَُلَمَاء بَعْدَه ومُدّة ولاياتهم» وحياةً على رضي الله 
عنه بعدذهم. . وقد أَخْرَّجَ حسابُ ذلك أنه أَسْلَمَء وهو ابن أقل من سَبْع سنينَ؛ 
وذلك دون سن البَالِغْ ٠‏ فهذا قَاء ئِمْ مَقَامَ قؤلهم: أُسْلَمَ على رضي الله عنه بدعوة 
رسول الله علو وهو دون البالغ» ولو وَرَّدَ الخبَّرُ بهذا اللفْظٍ لكانَ عليهم لا 
لهمء ولا رْقَ بِينَ وروده كذلك ومِنْ ما يقومُ مَقَامَه من تَوْقِيفٍ الناقِآةٍ عن هذه 
الأَعْمَارِ والولاياتٍ وما يعْرف قَذَرٌ سِنّه . 


[فصل] 

5 . فإن قالوا: لسْنا نَعْتَبِرُ بنقل النَاقِلِينَ أنه أَسْلّمَ بدعوة النبي ملل 
وهر بالِغ؛ أو أَسْلَمَ وهو دون البالِغ. ؛ أن الأمرين جميعاً ليس مُفْضلٌ ظاهر 
مُفَسْرٌ في صريح التّقلٍ وظَاهِرِهء ودعوّى أحَدِ''' الأمرين [109 ب] بِدَعْوَى 
الآخر. وإنّما هو له على قَوْلٍ الأَئِمّةِ من أَهْلٍ النقْلٍ وإن كانَ. ...© أَسْلَّمَ 
على يَدِ رسولٍ الله كل حينَ دَعَاهُ؛ لأنّه لا مَرَدٌ بين فَوْلِهم أَسْلّمَء وبين قَوْلِهِم 
أطاعَ وتقرّبَ واسْتَجَابَ والْقَاد. كما أنه لا فَرْقَ بين قؤلهم: «لأمَرَ أبو جَهْل لما 
دَعَاهُ رسول الله كل؛: وبين قولهم «عصىء© وضلَء وخَالفء وبر ©, 
وامتنع) وغير ذلك . لذن الإسلام والكفْرٌ في حُكم الظاهِرٍ : اسم الفْعلٍ الواقع 
على سَبِيلٍ التَكليف والإلْرّام : فَمَنْ أرَادَ جَعْلَ ذلك مجازاً ومنقولاً عن بابو 
ِخْتَاجَ إلى حُجَةٍ وتَتبه. يقال لهم : وهذا أيضاً في الإِنْصَافٍ والإسْتِقَامَةِ على 
مَحجَةٍ النَظَّرٍ مثل الأول ولو حَلّيَِاك وظاهِرٌ قولهم: أسْلَمٌ عليٍّ رضي الله عنه 

حينّ أَسْلَمَ دعاه النبيُ يله لوجبَ أنْ يَقْضي أنه فُعَلَ وَاجباً على سبيل 


405 (2) خرم: سقطت كلمة. 


(() ق: إحدى هن الأفضل لهذه الكلمةان (3) ق: عصا. 
تذكر. (4) ق: أيا. 


332 


التّكليفٍ» غير أنَّ القائِلينَ بأنْهُ أشلم» هُمُ بأعيانهم الذين نُقلوا السيرةً وأيامَ 
البْبْوَق والخلافة» وَمُذَّة حياته بعل الأئمّة الثلاثة. فكأنّها قل قالتٌ في التصريح 
تَفُديراً أنه أَسْلْمَ وهو دون البالغ» واد بْنُ أقَلُ من عَشْر سنينَ إذا ضمُوا نَفْلّهُم 
إسْلامَهُ إلى تَقْلٍ عُْمْرِهٍ وعمْرٍ من تَقَدمه وهو دون البالغ» وليس كل أمر 
منقولء ٠‏ فلا بد أن يكونّ في صريح اللَفْظِ ٠‏ بل قد يكونٌ منقولاً من جهَّة 
المعنى أو تقريبه» واللَفْظ”'' يقومُ مقامّه. وينوبُ مَنَابَهِ الصريح. فلذلك أيضاً 
كانَ لا فَرْقَ بِينَ فَوْلِهِم أسْلَمَ وكَمَرَء وبين قؤلهمء أطاعَ وتقرّبٌ. وعصي 
وخالف. وإِنْ لم تكن الطاعَة مذكورَةٌ في ظاهر قَوْلها آمَنّ وكَفْرَ. وإذا كان 
ذلك كذلك كان القَوْمٌ وكَمُونًا على التاريخ؛ وكان تأْمُلُ ما نَقَلُوهُ هم قَائِماً مَقَامَ 
سِمَاعِنًا قَوْلْهم: أسلّم إِسْلامّ فَضْلٍ وتَأدِيب فأزالت2' هذه » القرينة حكمَ اللفْظٍ 
عنْ مُْتَضَى ظاهره» وإطلاقِهء فبَانَ أنه لا متَعَلَّ لَكُم فيما قُلْتُم . 


[فصل] 

6 - فإِنْ قالوا: أَتَلَسْتُم تَعْلْمُون أن بعضّ أَضحَاب أبي حَيِيمَةِ قد قال: 
ان الطفل الذكيّ المَطِنَ العالِمَ بالدليل والشُبْهَةَ ومَوْضِع الحُجَّةِ مأخود 
بالإسلام» ومُطَالْبٌ بفغله. وقد تَبِعَهِ في ذلك ََلْقٌ [110أ]...”" وأقوالٌ ليس 
يقال لهم هذا ناتِجٌ عندنا عن مُسْلِمِ وإنْ رَوَاه قَوْمٌ عَنِ المَْجِي”/ وأمْثَالِه. 
فكذلك من طريق الآحَادٍ التي لا يعلّمُ صحتَهاء ٠»‏ ويُمكنٌ أنْ يكونّ قالّه قياساً 
واجتهاداً» فقد سَبَنَ إجماع الأمّةِ هذا القول قبل وجو القائلٍ به - وَالمُتَعَمُقٍ فيه 
: فلا مُعْتَبَرٌ بهذه” ” الجكايّة ثم إِنَا نَسْتَدِل أيضاً على إسْقَاطٍ هذا المَوّل» وإبطاله 
باتقاقنا وصاحبهء وسّائر الأمَّةَ على سقوط الصلوات” “" والححجٌ عنه» وسّائر 
الُروض الشَرْعِيِّة» وسقوط الحدودٍ عنه على سقوط الصلواتء وما يَلرّمُ 
العقلاء البالغينَ العالِمِينَ بصحَةٍ الرَسالةٍ والشريعة والمنسجمين لهما. 


(1) ق: ولفظ من الأفضل زيادة #ال». (4) قى: العرجى هو عبد الله بن عمر / أنظر 

(2) من الأفضل زيادة حرف افاء» على كلمة ضبط الأسماء وترجمتها والتعليق على 
«أزالت», البعض منها . 

- 406 - (5) ى: هذا من الأفضل أن تؤنث. 

(3) خخرم: سقطت كلمة. (6) ق: الصلوات. 


2333 


407 وقد أَجمَعَ المسلمونَ على لزوم هذه الأمور لِمَنْ اسْتَجَابَ 
الدعوة» وعرف ما نَصَبَ عليها من البرْقَانٍ والحجَةٍ في إِجمَاع الأمِّ مع هذا 
الإجماع على سقوطٍ هذه الفروض» والحدود عند دليلٍ على أنه غيرُ عارفٍ 
بالل ولا مُكُلْفٍ لِعِلّم ذلك؛ لأنّ الله ع وجلّ لو سَبَنَ في عِلْمِهِ ما حكى عن 
هؤلاء القوم : من أن أحداً من الأطفَالٍ يَكُمُلٌ'" لمعرقة اله والنظر في أدلة 
تؤجِيده» وإبَانٍ قُذْرَتِهِ» وشواهد ربُوييته. والقَرْقُ بين الوْسّْلٍ” والكَاذبِينَ عليه. 
وَفْضْلٌ لين الحجّة والشُّبْهَةِ والمُعجِرَّةٍ والمخرقّة ودقيق العلّمء بما يجورُ على 
ال ع وجل ما يَسْتَحِيل في صفَيهِ: لكلف أيضاً إقامة هذه الفروض الشرعية» 
وأَوْجَبَ عليه القصاصٌ والحدود؛ لأنَّه قد جَعَلَ لهُ سَبيلا”” إلى مَعرفةٍ ذلك. 
وفي إِجَمَاعِنا مع الذين نكي ذلك عنهم على سقُوط العِبَادَاتِ عمْنْ هو دون 
البَالِغ دليلٌ قَاطِعٌ : » على أنَّ الله عر وجل قد عَلِمَ تَصَوْرَسَائرٍ الأطمَالٍ عن إِذرَاك 
معرقة كُنْهِ ما وَصَفْنَافُ والتحمُّق بعلم صَوَابٍ ذلك من بَاطِلِهِ. فلذلك أَسْقَطَ 
عنهم ما أَلْرّمّه البَلِِينَ» وأَحَذٌ بِأمْالِهِ المُكَلْفِينَه وفي هذا الباب مِنَ الفِقْهِ كلامُ 
طويلٌ ليس هذا مَوْضِعٌ تَقَضّيه وفيما أَوْمَأنا إليه كِمّاية إِنْ شَاءَ الله . 


[فصل] 

0408 - وما رُوِيَ عنه من قَُوْلِ رسول الله كَل : رو فع الجلم عن ثلاثة”* : 
عن الطفل» والنائم حتى يستيقَظً» والمجنون حتى يَفيق دليل بَيْنّ على سقوط 
الفُروض عن الأطفالٍء وليس هذا مما يُعْتَدُ به مِنَ الخلافٍ. ثم يقال للشْيعَةٍ: 
اعْمَّلوا على أنَّ فَرْضَ التَكلِيفٍ يُلْرِمُ من الأطفالٍ مَنْ ذَكَرْئُمم [110 ب] حاله في 
الذكاء والفطنةء وصحة التَحَرّيء ومِثَالُ هذه الفِطئَة. . .”© المادة وحضورٌ 
الخاطِر والبديهةء فمِنْ أَيْنَ لكم أنَّ علياً كان بهذه النْمَهّه وأنّ الله عزَّ وجلٌء قد 
كان فَرَض عليه الإيمان» وَتَوَعَدَهُ على الكَفْرٍ ونّهَاهُ عنه. ولو ادْعَى مُدَعَ في 


- 407 التعريف. 
)01( كتبت كلمة يكمل مع حرف «هاء' )3( ق: سبيل من الأفضل أن تنصب . 
١يكمله'‏ إلا أنه من الأفضل حذف الهاء 2 408 
من آخر الكلمة. (4) ق: ثلثه يكرر كتابة «ثلائة») دون ألف. 
(2) ق: رسل من الأفضل زيادة «ال» (5) خرم: سقطت كلمة. 


334 


سَائِرٍ إِحْوَّةٍ علي وسَائِرٍ أَهْلِهِ وقَرَابَاتِه وجميع أطفَالٍ عَضْرِه ٠‏ للزِمَهُ من إِقَامَةٍ 
الحُجةٍ على ذلك ما قد لَزِمَكم؛ وتعَذَرُ الحبََةِ عليكم بذلك من كتاب الل أو 
سُنَّء أو حبر ثابت يَجِبُ العِلْمُ به والمَّصِيرٌ إليفى أو إِجْمَاع من الأمّة لتَعَذّرها 
ما يَذْعي ذلك لغيرو. ولا بد لهذا من جواب . وليس المُعْتَبَرُ فضي جعل الطمُلٍ 
عالماً بحقائق ما ذكرناه من الأمورٍ المتعلقةء والتوحيدٍ والنُبُوّة» حِفْطه لكتاب 
الله عرٍّ وجل وكثير مِنَ الأشْعَارِء والطّرُقٍ والأمْمَالِ وأبواب من الفهء 
وقَطْعَه من الفَرَائْضٍ والحِسَابء وغير ذلك. فإنَّ هذه الأمور بِأَجْمَعِها تجتَمِعُ 

أبداً في كثيرٍ من الأطمَّالٍ : في أهْل عصرناء ولا يهم مع ذلك فض مغركة 
الْبوةِ والعَوْجِيدِء ولا قَلِيلٌ من الفروض» ولا كثير. ومن يقولٌ من الفقهاء 
ِرَكاةِ ماله وأحذٍ الحقٌّ منه في قصاصهء وجنتايّته» والتغريض منه بما يَقْدِرُ على 
مُلْهِ لا يقول أنه مُخَاطَتٌ ومُكَلّفٌ. وإنما يقولٌ وَلِيّه من النَسَب؛ ؛ وبالوصية 
والحُكمٍ والولاء بأنه هو المُخَاطبُ في مَالِهِ واستيفاء ء أروش جناياتِهِ» وليس 
هو بِمُكلّفٍ في نفسِه؛ فبانَ بذلك أَنَّه لا مُتَعَلّقَ فيما كُلَتُم . 


9 وصح أن إسلامٌ أبي بكر رَضِيَ الله عنه كان قَبْلَ إسْلامِه على الحَدٌ 
الذي أمرّ به وألّه أفضَل من إسْلام زيدٍ وحْبَابٍ لما وَصَفْنَاهُ من قبل. والإقتصارٌ 
على كدر" ما وَصَفْنَا من التقلٍ والسيرة هُ تكشِفٌ عن صخ َقدْمٍ إشلابه وشَرَفٍ 
منْزلَيه””': ما يقومٌ بِنَفْسِهِ. فكيف إذا الْضَّمت” إلى ذلك شهرَةٌ أبي بكر رضي 
الله عنه بهذهٍ الحالء» والإخبارٌ به من أمره بِحَضْرَةٍ الأمّة وفى المَحَافِل 
والمَجَالِس. والمديحٌ المخْبرُ والهجاء المُسْبِرٌُ. مما لا يُسِتَطْلَمُ وضفًهء ولا 
يُمْكنُ كثْمانهُ مع ظهوره والْتِشَارِهِ. وقد قال أنَاضِل من الشعَرّاء المشهورِينَ في 
تَقَدْمِهء وَتَفْضِيلهِ وسَابقَيِهِ ما لا يُمْكِنُ النفوسٌ جَحْدَهُ والإدْعَاءَ لقَْلِهِ في غيرِه أو 
أنّه [111 أ] ليه... و... لدّينا..." الأخبار بائناً من آخر من رُويَ عنهم 
فى ذلك أظَهّرُ وأشْهّرُ من أنْ يُحتمل اعتراضٌ مثل هذه العلل فيه؛ فمِنْ ذلك 


409 - “ماه مكائها . 


(1) كتب الناسخ كلمة «على» بعد قدر وهي (3) ق: انضمٌ من الأفضل زيادة تاء التأنيث . 
زائدة . (4) حخرم: سقطت أربع كلمات. 


)2( كتب حرف الو4 من الأذ ضل زيادة كلمة 


335 


قَوْلُ حَسَانَ بْن ثابت فى الأنْيَّاتِ التى قَدَّمْنا ذِكْرَها: 

والصحابة تسمع ذلك فلا تنكره بل تحفظه”” وتقبله» وقال كعب بن مالك: 
سبقت أخاتيم الى دين أحمد 2 لدى الغير إن في الكف صاحب0© 
ومنه قَوْل «المُعِين؛ طريف بن عَدِيُ بن حَاتم : 

وصَّدِيقهُ التَالِي المَعِينُ” بِمَالِهِ ‏ قَويُ التَطر مَحْمُود الضَريْبَةِ مَدُوْو(ة) 
وأّل مَنْ صَلَّى وصَاحِبٌ جِنْكَةٍ أصضح لِقولٍ الصَادِقٍ المُتْطْرِدُ 

0 ولا قَرْقَ بين قَوْلِهِ : «أوَلُ من صلى؟ وبَيْنَ قَوْلِه «أَوَّلُ من أَسْلَّمَ أو 
آمَنّ"؛ ثم وَضَفَ حِلْكتَهُ وتَجَرْبَتَهُ والْقِيَادَهُ على البَصِيرَة”*» التامّةِ الكَامِلَةِ. 
وهذه الأشعارٌ المشهورةٌ الوارِدةٌ بالتَفُضيل: بل أنْبَتُْ وأقرّى؛ لأنَّ الأشعارَ 
مُسَيّرَةٌ والقلوبّ لَهِجَةٌ بحفظهاء والألْسُنَ مولَعَةٌ بذكرها والْيِشَارِمَاء ودَرَاعي 
المخالِفينَ بمضمُونهاء وقائلها وهي”' متوفِرَةٌ على رَدّهَا واغْتِرَاضِها؛ٍ فإذا 
سَلِمَت من ذلك صارَّتُ إجماعاً من الأمّةِ. وفي حَبّر ما عَلِمَ أنَّ شَهْرَهُ ما ذُكِرَ 
فيهاء ومُدِحَ به مَنْ قَبِلَتْ فيه هو الذي أَوْجَبَ الإِذْعَانَ بهاء وتَرَك تَعَْتَ َائِلِهًا 
وثَلبهِ بها. وليس المُْتَبَرُ في ذلك تلب الشِيعَةٍ اليوم: ثُلْبُ من قيلّث في عَضْرِهٍ 
وبادَءَث إليه من فضَّلاء الأمّة» والسَلَّففٍ من أغل القُّدْوَةء وقد كَسَفْنَا هذا 
العَرْضٌ غير ذَفْعِهِ بما يزيل الشُبْهَة وتَيْتُ الحجة. 

[فصل] 

1 - فإذا كائث الأحَْبَارُ عن النَّبِيْ يَلِْهِ واردةً في تَقْدِيمِهِ وتفضيله» ثم 
عن عُمّر رضي الله عنه بعدّه ثم عن عَليّ رَضي الله عنه؛ ثم عَنِ الْأْمَايْلٍ مِنَّ 
(1) بحر: البسيط. - 410 2 

(2) ق: سحمطه. (6) بين كلمتي «البصيرة» «التامة؛ حرف «واو) 
(3) بحر: الطويل. من الأوجب حذفه. 


(4) وجدت «المعين» مضافة بالهامش. (7) من الأفضل إضافة كلمة «وهي» إلى 
(5) بحر: البسيط . الجملة . 


336 


الصّحَابَةٍ والتابعينَ؛ ثم انْضَافَ إلى ذلك هذه الأشعارٌ الظاهِرَةٌ والمقُولَةُ في 
عَضْرِ الصَحَابَة» ومَنْ بَعدَهُم من من التَابعين مِنْ غَيْر اغتتراض» وَاشْتَهْرَ اشْبَهَارَ هذه 
الأشعارٌء صَحََ أنّه أَسْبَمَهِم إسلاماء أن هذه الأمورٌ المتَناسِبّةٌ والمتشاكلة 
[111 ب] يَشْهَدْ بَعْضُها لِبَعْضء ٠‏ ويَضْدق بَخضها لبَخض؛ وبمثل هذا يَصِيرٌ 
الخبر تواتراً أو يكونُ الأ ظاهراً مُتَبَشْرَا فَنَبْتَ بذلك ما قُلنا. 


[فصل] 

2- وليس يُنْكِرُ أنْ تكونّ الدّقهُ نَرْوِي أشعاراً وأخباراً تُعَارضُ هذه 
الروايات والأشعارء غير أَنَّه لا يَعْترُ بها حتى يَجل في الظهور والإشْيَهَارٍ مَحَلَ 
هذه الأمورُ التي يَعْلَمُها كل أحَدٍ عَرَفَ السيرّة» ونَظَرَ في الإنْكَارِء لأنَّ 
مُعَارَضْتّه ما ذكزناة» مِمّا يَجَبُ بُ أن تَتوفْرَ الدَوَاعِي على نَقْلِهِء ويَغْلُبُ ظهُورْهُ 
على كِنْمَانِهء ولا يجِيءٌ مَجِيئاً يختصٌ الشيعةً وحُْدَمَا بِعِلْمِهِ. كما أن هذه 
الأخبارٌ والأشْعَارُ خاصة ليس مِمّا يختصٌ بِعِلْمِها البَكرِيَةُ دون الشِيِعَةٍ ولا 
المعتزلّةٌ دون الخَارِجَةَ ولا الُتكلّمونَ دون الفَُهَاء وفي تَعَذَرٍ ذلك عليهم 
دليل على تلفي ما ورذوته وثاريه '" وَالتَّحَوْضٌ فيه» لأنَّ مثْله لا يُخَفى . 


22 


3 ومِمًا يَدُلُ على تقد َقَدُمِ إسلام أبي بكر رَضِيّ الله عنه من طريقٍ 
الروّايّة عن رسول الله تللِء ما رُوِيَ أنه قآل: «أيّها الناسٌ! إِنَّ لله عزّ وجل قد 
بَعَنَنِي إليكم جميعاً فَمُلتُم جميعاً كَذَبْتَ وقال أبو بكر صَدَفْتَ)”7 '. وفي رواية 
أخرى: «فقال لي صَاحِبي هذا صَدَفْتَ ‏ أي50 أبا بكر - فَهّلْ أنْتَ تاركي 
وصّاحجبي)” . وما رُوِيَ عنه أَنَّه قال كَك: «ما دَعَوْتٌ أحداً إلى الإسلام إل 
كانث له كبو تركذ إلأمَا كان من أبي بَكرِء إل لم يم ٠“‏ وفي هلين 
كان علي أر يد اوبات أشلغواء وولح سي وتقثّنَ الدعوة َالْمَرّم 


- 412 ل (3) من الأفضل استبدال كلمة ”يعني» بكلمة 
(1) ق: وتاريحه. «أي2. 

- 413 - (4) حديث نبوي. 

(2) حديث نبوي. (5) ق: يتعلثم. 


337 


التكليفّ قَبْلَ أبي بكرء وَتَبْلَ كل أحَدٍ لكان هو القَائِلُ له: «صَدَفْتَ» دون 
سَائْرٍ المُكِذْبِينَ ولم يَكُنْ لِذِكْرٍ أبي بَكُرٍ بمَا ذَكَرَ هُ فَائِدَةٌ ومَعْنى» إذا كان 
إسلامه بعد إسلام المُصدَقٍ الأوّلٍ له. كما أنه لا يكو لتخصيص سعدٍ أو عَبْدٍ 
الرحمان بِمِثْلٍ هذا القولٍ معنى:” إذا كان إسْلامُهما” بعد إسلام المُتَقَدمِ؛ 
وأحقٌ من قِيلَ فيه. فقال: ١صَدَفتَ»‏ ونه لم يَتَرَدَدَ ولا تَلَعْكَمٌ من تَقَدّم 
إسلامه . وغيره في الرَوَيّةَء ومُعَالجَةَ الشبْهّةء والتَمُكر في صحة الرسالة [112 
أ] والدَغوّق وتخصيص رسول الل يل أبَا بكر بذلك: : فِيَدُلٌ على نَقَدُم 
إسلامه . 


[فصل] 

4. ورَوَّى سليمان بن عامر عن عمر بن عَائِشة» قال: قلتٌ: « 
رسول الله من تَبِعَكَ على هذا الأمر». قال: «حُبٌ وعَيْدُ : أبو بكر وبلال». فَدَلَ 
نْتدَاهُ بهما أَنْهُما أَسْبَىُ الناس إسلاماً؛ لأنّ أَحَقَّ من ذَكَرَ في جَوَاب هذا الكلام 
من سَبَقَ إشلامة . نهذء جملة كافيةٌ في الإبال: عن نعم إسلامه وسايئيه. 
ل الأتقارا ومقارعة الأثزان لدم في كشب الكَذِب عن الين كه كدير؟ 
فى مشاهد معروفة. ومواقع معلومة: كبّذرء وَالعَقَبَ3 والحديبية» وأخدء 
ونين وأمثال. فإنّه ظامز هون وإنما 1 الإطتات في كرد وتغداو على 
صن من حال أبي بكر: 200 وفي غيره إلى زياد في الكَشْفٍ: 
وانسَاع القؤل في الوَضصف لإنكارٍ الشيعة له» أو لأكثّره . ودَفَعْنَا عنه ولو كان 
الكلام امع شاذاةا لكانث حالنا في الإطبَاق في فضائله. وتفضيل مناقبه» وتتبع 
ما خصّه اللَّهُ عر وجل كصَبِيعَنا في المَحْشِيَ والاطناب في فضَائِلٍ أبي بكر 
رَضِيَ الله عنه عند مناظرة مُنْكرها من الشْيعَةٍ . وقد أنَيْنا في بَابٍ الفضَائِلٍ 


(1) ق: معناً. (3) ق: الأكفا. 


(2) ق: اسلامها. (4) ق: شادي هو الشاد أي الذي يغالب 
414 ل الخصم ويقوى عليه. 


338 


والكلام على الحْوَارِج على قَطْعِهِ من فضائله وسوابقه» وما رَفْعَ اله عر وجل 
به عن كَذْرهِ وعَلا من دَرَجَتِه بان عن مَكَانهِ؛ وخاصيّته» َليَئّي امْرؤٌ يظنُ 
بناء أو بأحَدٍ من أصحَابنا ميلا أو" نحيْفاء ولي بصِحْة الإغيقاد فيه. وشح 
مما تور ثانياً» ٠‏ وما بَدَأنا نا درم أولة. 


5 . فنقول : إن كَل أخوّال أبي بكر في الجِهَادٍ بَفسِهٍ أن يكونّ كحال 
علي وذلك؛ لأنه قد تحمّل من الإهائة بمكة والذُّلٌ والقَقْرِ بعد العناء والعذاب 
في الله عرَّ وجَلَّء والصَّبْرٍ على أغداء اللَهِ والتَعْذِيبٍ والسكونٍ على الإقَامَة 
بالجوّار» وإقَامَةِ الدَمَاءِه وبعد أَنْ كان يذمٌ ويَشْمّعْ ما لا حَفّاء به ولا يستطيمٌ 
أحَد دَنْعْهُه فمن ذلك ما تَحَمْلّه [112 ب] يوم دعوته طلحةً بن عبيدَ الله إلى 
الإسلام» وَحَمْله إلى النْبي كله وقعد عنهما ُو نيم» وأَحَدَْمُما نَوْفَلُ بن 
. »0ل وأَسَد وكانَ يُسلقي © أسَدَ مُرَيْشٍ وَشَنَطَانَ مُرَيِشِ فَقَدَبَهُما 
وشدَّهُما في حَبْلٍ وعدّبَهُما أشَدَ العَذَابٍ فَسُميَا لأجل ذلك أعني (3 - أبا بكر 
وَطلحَة المَرِيدَيْنَ»» ثم زاث عليه الإسْتضَامَةُ وبخاصّة حَيْتٌ الْتنَصَبَ لدعوَة 
النّاس إلى الإسلام في مَسْحِدِه الذي بَنَاهُ للدّعَاء إلى الله عن وجل في بَني 
جْمَح: بأنَّ ريشا أكبّث عند ذلكء» بما لا قَوَام له به» وقالوا: «قَدْ أَفُسَدْتَ 
أبْنَاءَنَا ونسَاءَناء ومَرَّفْتَ كَلِمَبَنَاه فاحتَاجَ إلى دَمَّامء فَأَدْمٌ له ابْنَ الرّعِيّةِ الكتاني» 
وكان سَيِّداً رئيساًء اسْتَدقُمَ مامه المَكروه أيَّامأَء ثم عَادَ إلى مَسْجِدِوء ودَعَا 
الناسّ إلى الله عنَّ وجلّ» وعَظمَت لبَلِيهُ على قُرَيْشء بِعْلِهِ اشتدت© المصيبةٌ 
عندهم . . فرَفعوا ذلك إلى ابْنِ الرَعِيّ عِيّةِ؛ فقال له: لا جِوَارَ لَك عِنْدي ولا ذِمَام 
إلا على تَرْك ما يَشْكُونّه القَوْمْء فقال: «قد رَحَدْتُ عليك جِوَارَكَ ورَضيْتٌ 
بجوار اللهِ». فلمًا الْمَسَحَ الذمامُ عَاوَدُوهُ بأَغْلَظٍ المَكروُهِ والعذاب والإذلال» 
وهذه أيضاً حَالةٌ لا حَمَاءَ بهًا ولا يُحْفى”” مَوْقِعُها من الدّين. 


22 415 


ق: يسلقى. 

() هو نوفل بن خولة هو أسد قريش / أنظر (3) ق: أعني. 
ضبط الأسماء وترجمتها. (4) ق: اشتد من الأفضل تأنيئها 

415 2 (5) ق: يخفا. 


339 


416 ومنا أت في لله عزّ وجل سَمَاحَئه به دون كل أحَدٍ وصِخيه 
عَزِيِمَتَهُ ٠‏ وشَدَ من لفِوء فلمًا عَابَ اللي كل عن فُريْش جَدَّتْ في طُلْبتِه 
وأكَّدَتْ العيونٌ عليهء وعلى أبى بَكرء وَعَلِمَتٌ أنه معهع وبَذَلْتْ فيه كبَذْلِها فى 
الى كَل مَانَةَ عير عن كلّ واحدٍ منهما: فقالَ أنَّ أبا جهل لَقى أَسْمَاءَ ‏ بنْتُ 
أبي بكر ذاثُ التْطَاقيْنِ رَاجِعَةَ من الغَارِه فسألّها عنهماء فلم تُخْبِرُهُ فَلَطْمّها 
لَطمَةٌ بَلَعْتْ منها. فقالث أَسْمَاءُ: «لقد لَطْمَنِي لَطمة أَبْدَرَ مِنْ شِدَّتها قِرْطأ كانَ 
في أَذنِي) . «قَوَفَاةُبَقْسِهء وسد كِوَّى الغَارٍ بنَوبِهِ؛ ثم بعقبه؛ فضرَبَة هُ الحريش - 
على ما يُقَالُ مات فَأَشْرَفَ منها على التَلّف) . ولْحِقَهُ في ابْئَيِهِ مثلّ ما فَعَلَ 
أَبُو جَهْلٍ بهاء وليس وَرَاء هذا في الإِجْتِهَادٍ غَايَة [113 أ] فَالْتَمسَ ما د يُشِيرُ لِمَا 
يفعلٌ في ذلك الوقت؟؛ من هذه الأمور ينوب مَناب الكثير من , الطأعات» 
ولذلك قالَ رسول الله يكل : الو أَنْمَقَ أَحَدُكُمُ مِثْلَ أَحَدٍ ذَهَبَا ما بَلمّ مَذُ أَحَدِهِمْ 


1 
ولا نَصيفَة770 , 


417 - ولم يَخْصّل مثل الجهادٍ بهذه الأفعالٍ؛ وبحمل الذُلْةِ والمكروهٍ 
فيها في ذلك الوَْتِ لِعَليّ رضي الله عنهء ولا لغَيرِهِ + مِنَ المُهَاجِرِينَ . وإنْ كان 
قد عُذَّبَ قَوْمٌ منهم عَذَاباً شَديداً مُبَرَحاً. ُِرَ هم عنقا أبي بكْر رَضيّ الله عنه 
أو أَكثَرُهُمُ على ما نذْكُره فيما بعد إِنْ شَاءَ الله . فصارٌ مخصوصا بالسَمّق فى 
الجهادٍ. وبلوغ الغَايَّةِ فيه. ولصّاحب السَابقَِ فيه فضل يُقَدَّمُه ونَوَابُ عَمَلِهه وما 
يَحْدُتُ حال فى الجهَادٍ مُقَاربٌ هذه الحَالٍء ويقُوقُها فيفاضِلٌ بَيْتهما. لأنَّ الفَِْة 
بالصَرْبٍ والذل؛. وتحمُّل المَكَرُوهٍ في الأهل والوَّلَّدِء أَعظَّمْ على النَهْ 
والوَّلَدِء وأشدٌ مِنْ مُحَاجَلَةِ الحَزْب وحضور الصنيء. وأْنْقَلُ من القَنْلء قال الله 
تعالى: والفِتَتَ أشَدٌ من القَثْل7”4 وليس في الفِنْتَة أشَدُ مِمّا وَصَفْناه. 

418 فأمّا الجهَّادُ بِمَالِه ٠‏ فما يَعْلَمُْ أَحَدُ أَنْمَقَ من 5 قبلٍ المح وتَسَمَحَ 
بماله غيرة» إن كان منهم من أَنْفَىَ بَعْدَه وكان مَبْلُِ مَالِهِ أربعينَ أَلْمَاً قد مَلَكها 
- 416 417 

(1) حديث نبوي. (2) سورة البقرة: 91 


340 


بالكذح. والإخترافٍء والتَصَرَّفٍ في البلاد؛ وعَرَفَ تعذَّرَ اجتمَاعِهاء وأعوانَ 
أخلافهاء ولم يكن به غناءً عنهاء وعن اليَسِير منها لكثرّة عِيَالِوء وطولٍ ذَيْله 
وَالتَكَلّفٍ - للإنقَاقٍ على أزْوَاجِهٍ وَبَنِه وبَئَاتِهِ. ولم يكن ماله صِلَةَ ولا مِيرَاثا 
ولا”" أَنْمَقَهُ لَهوأء ولا نَظَراً في ابْتِعَاءٍ لذَاتِ الدّنياء ولا رَْبَةَ ولا طمعا”” في 
تَعَجُل عَائْدَةِ وتحصيل فَائِدَةٍ تُضلِحٌ دناه ولا قائلٍ بانفاقه نعمى” أَسْدِيَتْ 
إليه» بل أَجَادَ بها إخلاصاً لوَّجْهِ رَبّه» ولا لمراعاة© أَيَادِي سَبَمَتْ فِيَحَافُ 
العارّ في تَرْكِ مُرَاعَاتِهاء ومُقَابَاتِها. بل جَادَ بها إخلاصاً لوَّجْهِ رَبْهِ وتَوَحْياً لِمَا 
يَزْلْفُ عِنْدّه؛ فلذلك قال الله عر وجل فيه: «فأمًا من أعطى وانّقى وصَدَّقَ 
بالحُسنى فسَئُيِسْرُ لليشرى*” . إلى قوله: #وما لأَحَدٍ عِنْدَه من نِعْمّة تُجْرّى إلا 
انتَِاءَ وَجْهِ رَْهِ الأغلى وَلَسَوْفَ يَرْضَى "ا ٠‏ لأنه أنققهُ في اشْيِرَاء عرض رسولٍ 
الله كل [113 ب] وثلبه ونَكّ به مِنَ المُعَذَّبِينَ في الله ووَاسَى”” به برسولٍ الله 
ع وصرفه فيما يُضْلِحٌ شأنَ المسلمينَّ» » وتَوَهّن كيد الكافرين. 


419 - وق كانث فرش بَلعْثْ في تَعْذِيبٍ المُؤمنِينَ وشوءا* الصنيع بهم 
ما أبيح لهم معة إظهاز تَرْكِ ينهم . ثُمّ لا يَفَنَعْونَ بذلك منهم. قال سعيذ بن 
جبير: «قلْتٌ لعبدّ الله بن العبّاس: أكانٌ المشركون يبلغون من أْضْحَاب رَسولٍ 
ل كي وسلّم ما يَْذُرُونَ به في تَركِ وينهم». فقال: «والله إن كانوا ليَضْرِبُون 
أَحَدَهُمء وَيُعَطْسُوئَه حتى لا يَقْدِرَ أنْ يَسْتَوِي جَالساً من الجَهْدٍ حتى إِنْ كان 
لِيُغْطِيهم الذي سَألُوه مِنَ الفِدْئةّ» حتى يُقالَ له: اللاثُ والعزّى إِلهُكٌ من دونٍ 
الله فيقول: عع ٠‏ حتى أن الجعل”""' لتمُرٌ بهم. فَبْقَالُ هذا الجعلٌ إِلهُكٌ من 
دون الله فيقول: نَعَمَا ٠‏ وهذه حال عظيمة لا يفي مَوْض من بنك أنقال 


418 (5) سورة الليل: 5 و6 و7. 


(1) ق: وجدت ألف محذوفة أمام «و». (6) سورة الليل: 19 و20 و21. 
١ 04 5‏ 0( ق: وواسا. 
(2) بعد كلمة «طمعا» وجدت إحدى عشرة 49 
كلمة مكررة. ا 
8 : ا زفق ف: سو . 
(3) ق: نعما من الأنضل استبدال الألف (9) وجدت «وعليه؛ مضافة فى الهامش. 
الممدودة بالف مقصورة. (10) ق: الجعل وهى من جَعل جَغَلا. وجعل 
(4) ق: المراعاة «الألف» زائدة. ج جعلان: ضرب منّ الخنافس. 


341 


المُعذِينَ بهاء وحَلّهِم فيها من الدّينِء وحشن مَوْقِعِ إِنَاقِِ مِنَ المسلمينَ. د 
جَمْلَةٍ المُعَذَبِينَ في الله عزّ وجل الذِينَ أعْتَمّهم أبو بَكر: بلال'*) مزلى أبن 
بكر الذي قال فيه رسول الله يلل : «بلال سَابِقٌ الحَبَسَةَ) . وبلال مَوْلى أبي 
بَكْرِء وكان مَوْلاهُ ثلاتَ مراتٍ متها : مَرْةُ بإسْلامِهِ على يَدِهِ وعَمْقِهِ من رِقَ 
الكفْرء ومَرَةَ أَغْتَّقَهُ من رق العذاب فى الله ومرة أعتقه 10 من رِقٌّ العْبُودِيّة فلما 
أسْلَم على يدي أبي بكر رضي الله عنه لما إشتدا” عَذَابُِ عبد على دين قريشٍ 
وفَكه وأَغْنّّه. ثم أَعْنَّقٌ عامر بن فهيرَة '*". وكان مُهَاجراً بَدْرِياً حَضَرَ أكثَرَ 
ماود رسول انه .دمن المعديين في اله جل اسمة. 

0 .- وأعتق زنيرة' ثلاث مرات*”*2. وكانّث من المُعْذَبِينَ في الله 
أَغْتَقّها أيضاً ثلاتٌ مراتٍ وذَّمَبَ بصرها؛ فقالت قريش: ,«اللاثُ والعُرّى أَذْهَبَا 
ببَصَّرها». فقالت: اكَذِبُوا ما يَنْفْعَانِ ولا يَضُرَّانَ . وأعْتَقَ جَارِيّة'* بن مُؤْمِل 
مِنْ بَني عَدِيَ بن كغبء وكان عُمَر بن الخَطاب رَضِيَ الله عنه قبل إِسْلامِه 
يُعَذّئُها وَاشْتَرَاهَا وأَغْتّقّها. واعتق أيضاً امْرَأةٌ من العَرَبٍ تُعْرَفُ بِأمّ عيسى*". 
واعتق النّهْدِيَةَ وابتتها'*"» وكانتا تعدّبان”” في الله عر وجل وكائتًا على مُلْكِ 
امرَأةٍ من بي عَبْدٍ الدار”*'» فَعَتَقَهُما) وفكهما” من العَذَابِء بعد أنْ أَقْسَمَتْ 
مولاتهُما أن لا يها [114 |] من أن تُحدئا””* تَعَصُّباً. فقال له أثوه عع (*) 
ابِنَ أبى أرَاكب : اتَعْمُّوُ تَعْتْقُ رقاباً ضعَافاء فلو أَعْتَقْتَ رجالاً بَذْلا جَلّدا يَمْتَعُوكَ 
ويِقُومُونَ دُونك)» . فقال: «يا أبّه إِنّما أَغْتِقُ المُعَذَّبِين في الله عر وجَلَ) . وهذا 
أيضاً فضل عظيم لا أذ يُشركه فيه. ولا قُرْبَةٌ بعد الإيمانٍ أَفْضَلٌ منهاء ولا 
أَحْسَنُ من أنّرهاء ولو لَمْ يَعْتقَ إلا بلالا لكان فضلاً كبيراً. 


1 - ولقد ذَكَرَ عمارٌ أَيّامَ تَعذيب بَني مخزوم”*' له ولأبيهِ وأمّه رسول 
الله يك يَجْتَارُهم وهم في مُفَاسَاةٍ العذاب فيقول: «اضبروا آل ياسِرء فَمَوْعِدُكُمُ 


(1) ق: اعتقذه. (5) 5 


ف بنى . 
(2) ق: مند. (6) ق: كانا يعذبان 
420 - (7) ق: منعنقهما. 
(3) ق: وسره. (8) ق: فكها. 
(4) ق: وثره. (9) ق: نحدنا. 


2302 


الجَنّةاء فلما اشْتَدٌ بعمَارَ الأمرَء ذَكَرَ أبا بكر وذكه عَمَّار من العذاب فقال: 
جزى الله خَيراً عن بلال وديله عَتِيقاً وأخِرَّى فاكي](*) و00 ف 2 


وكانَ مر بن الخَطاب يقولٌ: «أبو بكر سَيّدْنا وأَعْنَّقَ بلالا سَيذَنافق 
وكان يقول: ١ومَؤلى‏ سيدناك وكَمَاكَ بِمَكُْ من هذا مَحَلَّه من النّبي َل 
والمسلمينّ. فكيف إذا إِنْضَاف إليه عَامِرْ بِنْ فهيرة مَعْ ُْلِهِ وهِجرَتِهِ ومَنْ قُذّمنا 
ذكرف وليس لأَحَدٍ مِنَّ الصَحَابَةٍ مثل هذه الفضيلة فَصَارَ أبُو بَكرٍ بَائِن بها من 
جَمِيْعهم. . وقد قَالَ الله عرَّ وجل : «لا يَسْتَوي مِنكُم من أنفَىَ مِن كَبْل المنح 
وثَائَلَ أولئك أَعْظَمُ دَرَّجَة4”. وليس في القِمَالٍ والنُضالٍ عن النَّبِيّ عليه”" 
السلامٌ والمُسْلِمِينَ . ولا في الإنْقَاقِ عليه فوق الذي سَبَقَ إليها أبو بكر رَضيّ 
الله عنهء وقال تَعَالَى: #الذين جَامَدُوا بأموَالهم وأَنْفْسِهِمِ4”* وقد وَدَّد"ك“ عر 
وجل الجهاد بالمالٍ وقَدّمَهِ في عِذَّةٍ مَوَاضِع على ذِكْرٍ الجهّادٍ بالنّفس» وليس 
في الأمَّةِ من يُنْكَرُ حصول السَابِقَةِ والمَضِيلَةِ بالجهادٍ بالمَالٍ فِيُعْرَفُ في 
الإخْتِجَاج له 


[فصل] 

2- فإِنْ قالوا: قد جَاهَدَ علىٌ رَضِيَ الله عنه بِنَفْسِهِ في جميع مَساهِدِهٍ 
وحروبه. وقثَلَ الأقْرَانَ والأمَائْلَ مِن أَهْلٍ الكفْرء وكانَ مُغْروفاً بالكرٌ وَالإقُدَام؛ 
وليس لأبي بَكرٍ شَيِءٌ مِنْ ذلك؛ وقد كان علي بِمَوْضِع من المِنْةِ والشَجَاعَةَ: 
وسكُونٍ ابش وقُرٌةٍ الَفْسٍ ما لا يَبلقُُ أبو بكر ولا غير من المُسْلِمِين فيهاء 
ولا يُقَارنُونَها. قلنا: : أنا كاله وشَجَعمُه فإ مُسَلِمْ غَيرُ مَذْفُوع؛ وله بذلك 
أجمع [114 ب] فَضْلٌ كبيرٌ ولوابٌ عظيمٌ. ولكن يجورٌ مع ذلك بأنْ يكونّ عُنْقُ 
أبي بكر رَضِيَ الله عنه لبلالٍ أو جميع المعذبين في الله عزِّ وجلّ الذين أَغْتَقّهِم 


421 (3) سورة الحديد: 10. 

(1) هو أبو جهل بن هشام بن المُغيرة من بني (4) ق: مكرر. 
مخزوم / أنظر ضبط الأسماء وترجمتها (5) سورة الأنفال: 72. 
والتعليق على البعض منها. (6) ق: ودد. 

(2) بحر: الطويل. 


3043 


َائِما قوم جميمٌ ما وَصَفْتُمِ. وكذلك تَحَمُلُهُ العذابَ في الله عزَّ وجلّء وصَبْرُهُ 
على الل والهّوَانِ ومفارقة ما كانَ”'' عليه من الأخْوّال؛ء وربما أوفتُ هذه 

مُورٌ على القَثَالٍِ وقَئْلِ كثير من الأقْرَانِ؛ ولو لَمْ يَعْلَمَ النَبِىُ كن ذلك من 
ا اما أحَد آمَن علينا في صُحْبتهِ وذاتٍ يَدِهِ من أبي بُكرٍ رضي الله 
عنه». إذا كان علىٌ رَضِيَ الله عنه بِكَرُهِ و” * إِنْدَامِهِ وقَثْله الاكماء0© وقَوْلَ النَيُ 
يله أَوْلَى أنْ يكونَ صَجِيحاً مَفْبُولاَ ولعل كونه بعد ساعَةٍ في الغَارِء 
والمشركُونَ في الطُلّبٍء ولا نَاصِرَ هناك» ولا مَعين مع عَرْمِهِ على السَمَاحَةَ 
بِئَفْسِه: إِنْ نات رسول الله كل أمْرٌ يُوجِبُ ذلك أنْ يكونٌ موفِياً. على ما 
وَصَمْتم من كِثْرَةٍ الحَرْب والمَثْلٍ. 


[فصل] 

3 . فإِنْ قالوا: ما أرَادَ بالكوْنٍ في الغَارٍ وإِنْفَاقٍ المَالٍ وَجْه الله عر 
وجل . ولا معُونةَ رسول الل كل بل أجْرّى به إلى هَلاكِ النْبِيْ كَيلة, أو إلى 
ضَربٍ من أغرّاض الذنيا. قيل لهم : فلو قال لكم فَائِلَ مِثْل هذا في حَرْبٍ علي 
رَضيّ الله عنه. ونه لم يكن بَاطِئه في هذا الأمرٍ كظاهروء هل كُنتُمْ نَجِدُونَ في 
ذلك فَرْقاًء وهذا أنضأً من جنس كلام الخرَارِج ؛ ومطاعنهم. ؛ وقد تَقَلثَمُوه إلى 
الطَْنٍ على أبي بكر رَضْيّ الله عنه . وإذا لم ب: شع القَوْلانٍ نَبْتَ فَضْل أبي بكر 
رَضِيَ الله عنه» ولّم يَكُنْ لَنَا إلى سَبِيلٍ تَفْضِيلٍ عَمَلٍ على عَمَلِهِ. وكذلك لَعَلٌّ 
وَعْظَ أبي بَكْرٍ لِعُْمَرَ رَضِيَ اللَهُ عنهما عند وفَّاةٍ رسول الل ب كدء بما قَالَهُ 
وحَكَيْئاةُ. وقِبَالّه أل الرّدَةِ: الإِفْصَارُ إلى الحَقٌء بعد أنْ شَهَرَتْ سيُوفنا 
بِاحْتِجَاجِهٍ عليها. وكَوْنِهِ مع النَبِيّ بَلِةِ في العريش مَعّ عَلْمِهِ بأنَّ المَفْصُودَ من 
َْنِ الَوْمٍ وعْيرٍ ذلك مِمًا كان منه يَفي يما قُلنُم من قَمَانٍ علي» أو يَزِيدْ عليه 
فَكَيْفَ السَّبِيلُ إلى تَفْضِيلٍ [5 ]]”... على شيء مِنْ هذه الأغْمّالٍ التي 


- 422 )3( ق: الإكفا هو عند الشعراء من يخالف يبن 


00( دمج الناسخ كلمتين في > مه واحدة القوافي وهنا د يعني المائل عن الدين. 
«مكان» وهى «اما» واكان). 423 
(2) وجدت «او)ا مضافة فوق «و». (4) خرم: سقطت كلمة. 


344 


ذَكُرْنَاء ومع أن أبَا بكر قد حَضَرَ هذه المَشَاهِد كُنّهاء وظَاهَرَ النَِىَ بَلِ فيها 

ام كارة : د : .ا (1) ادامة 
وكان وزيراً له في جميعها وكون المرء مع النبي يَكْةٍ في العريش”'' مع اعَتِمَادٍ 
الدّفْع عنه إِنْ كان هَزِيمَةٌ أو بَابُ أمْر يَقْنَضِيٍ المُسَابَعَةَ. 


[فصل] 

4 بَقِيَ على القِمَالٍ بين الصَمَيْنِ؛ لأنَّ رسول الله كَلةِ لم يكن يوقِفه 
َع إلأ لمَنَةٍيَجِذْها عِنْدَهُ؛ وعَزِيمَةٍ صَحِيحَةٍ يَعْرِفْهاء وشجاعَةٍ نَم يَعْتَمِدُ على 
مِثْلهًا فى التَوَائِب على ما دَكَرْن قَبْلَ هذا الباب من الكتاب» وكان يُسَاورُء 
ويَعْلَمُ مَوْضِعَْ التفع بِقربهِ منه. هذا يَتجَاوَرُ حَذّ الصّحْبَةٍ والتَفدُمَةٍ إلى الوار: 
فلذلك قال النَجَاشِي : 


عَدَاةَ أني قدّرا وح رٌ جلاذثهم وكانٌ جليساً بالعريش مُوزرَ0© 


وليس الصَّبْرُ على الججلوسٍ في ذلك المَوْضِع مِمّا يَفْضْرُ عن خضور 
الضَّفٍ إِنْ لَمْ يَزِدْ عليه» وليس يَحِبُ تَفضيلْ مَنْ كَثْر حَربْة وقَثلُ ٠‏ لآنّ ذلك 
يُوجِبٌ ضيه على النِّنِ عليه السلام؛ ون يكونّ أل النَاسٍ نُوَاباء وأيسَرُهم 
عملا أَمَرَاكُ الْعَسَاكِرٍ ووزّرَاؤهم”” '. وأل الرَأي مِنهمء لأنهم قل مباشَرَة 
للحرزب من غيرهمء وكُلُ عاقِدٍ يَعْلَمْ خلافٌ هذا. لأنَّ الرّأيّ وَالتَدْبِيرَ 
وَالمَوَازَرَة ولَرْمَ الرئيس مَعّْ العَزْم على الذَّبُ عنهء مَعَ كثْرَةِ فاصِدِهء وطُلّبٍ 
المُخَالِفِينَ لَهُ أَظمْ وأَْزّرُ من كثيرٍ مِنَ الرَّحْفٍ بَيْنَ الصَفْيْنِ. وهّذه قِضَّةُ أبي 
بكر في العَرِيش» وسَائْرٍ المَشَاهِدٍ. فمِنْ أنْنَ لا أن مَنْ هذه حالَهُ لا يَبلْعُ قَدَرَ 
عَمَلِهِ َوَابَ مَنْ أكثرٌ القثَالَ والرّحْفٌ ولا سَبيلَ إلى هذا أبَدآء على أنَّ أبَا بكر 
رَضِيَ الله عنه» قد حَضَرَ جَمِيعَ هذه المَشَاهِدٍ لِمَنْ لله أن يكونَ قد بَلَغْ غَايُ 
الجهاد» فكأئّه هو المُتَولي للحَزْب؛ لأنّه رَضيّ الله عنه قد حَضَرٌ هذه الموّاقف 
لِحَمْلِهِ من أَسْلْمَ على يَّدِهِ وهُمٌ سَادَاتُ المسلمينّ؛ وأَهْلُ البَأْسِ والمَِدَةٍ 
والكَرْوَة: طَلحةٌ بِنْ عبيدَ الله والرّبِيرٌ بن العرّام؛ وسَعْدٌ بنْ أبي رَنَاصء 


(0) ق: العرش. - 424 _ 


(2) بحر الطويل. 
(3) ق: وزراءهم. 


345 


»2 
وَعُتْمانُ بِنْ عَمَانَء وبلال» وعامِرٌ بن فهيرة ومسطح بن انة”. وفي كل 
واحد ممن ذكرنا [115 ب] غناءٌ عظيمء وبَأسٌ شَديدء ب منهم إلا من 
أسْلْمَ على يده وأعتقة من ماله فلذلك قال الناس : إِنَّ مَنْ , ألم بأ ِدُعَاءِ أبي 
بكر أَكثَر م مِمْنْ أسْلْمَ بِالسَيِفِء وإِنّما يَعْنُونَ عُْظمَ عَنَاءِ من أَسْلْمّ على يَدِهِ 


وشِدَةٍ منّته دون كثْرَةَ الْعَدْدِ. 


5 . وقد قال النِئْ كل فى أُحُد: «أَوْجَبَ طلْحَةَ؛ء وقد كان من الزبير 
في هذه المَشَاهِدٍِء ما لا حَمَا على قَارِي السَّيّرِ والمَغازِي» فكيف يُمْكِنُ مَعَ 
ذلك أنْ يقُولَ: أنَّ عَمَلَ على أكْثَرُ من عَمَل مَنْ كان سَبَبَ حضور هؤلاء 
وإسلامهم. ولقد بَلَعَ من صَدَّقَ أبا'"' بكر في الجِهَادٍ أن حَرَجَ لمُبَاررَةِ إننه عبد 
الرحمان يَوْمَ أَحُدِء وقد بر مُكَمْراً في الشّلاح لا يَبِينُ منه إلا عَيْناه. فدَعى إلى 
البرَاز َابِتَدَرَ إليه أبو بكر رَضِيَ الله عنه بِسَيْفِهِ عَازِماً على مُتَاجَرَتَه فقال له 
النَبِيُ صل : «أَغْمْذ سَيِفَكَء وارْجَْ م إلى مَكانكٌ» وَأَمْتَغْنَا بتَفْسك. فنا تَعْدُّكُ 
الأغظم من هذاء . وهذا عَايَهٌ بَذْلِ المجهُودٍ وَالنْضْرَةَ. وأا الشجاعةٌ قمَا يَدقَمُ 
أبو بكر عَنْها ذو تحصيل ؛ وقد دَلَّ على ذلك من أُمْرِهٍ أمُوراًء ولَهًا مُتَابَذَةٌ 
المُشْرِكينَ وصَبْرِهِ على بَلاتْهم» وتَعذِيبهم بمكة مُدَةَ مقام اللي يك ثم جُودُة 
بتفِه مَعَهُ في الغَارِء مَعْ الجدِ في الطلب؛ والجرزص على تَنَاوُل الأنْفْس . 
وكذلك كَوْنَهُ مَعهُ في العَرِيش» مَعَّ أن أكثرٌ المَضد لَهُمَاء ودَلّ عليه أيْضاً 
جَوَابه : ل ب ذاه الاي يم ةلا قال للليئ 14 ايا محئد 
لقد اغْتَرَرْتٌ بِقِثَالٍ قَوْمِكَء وأنَّ قُرَيْشَاً سَتْقَا سَتْقَاتِلَ عن ذَرَارِيهم وأموالهم» قد 
اسْتَئْمَرُوا الأخحابيش» وحَرّجُوا إلى بَلْدِكُ معهم القَّوَدُ المَطَافِيلُ» واللهِ ما أرَى 
مَعَك وُجَهَاءَ ولا سِلاحَ لَكُم. أوَ قد عَضَّ هؤُلاء الحَدِيدَء لقد أَسْلَمُوكَ؛. فقال 
له أبو بكر رَضِيَ الله عنه: «عَضَضْتَ ببطن اللآتِ أنْسْنُ تُسْلِمُه». ولم يَقْلْ ذلك 
أحَدٌ منهم غيرُهء وكذلك جَوَابُهِ لعْرُوة بَنْ مَسْعُودا*. لَمّا قال لِرَسولٍ الله يله : 
١إنّي‏ تَرَكْتُ عَامِراً وكَغباً على الحُدَيْبِيّة ومعهم القّود المطافيل» وما أرَى مَعكَ 


2-425 
0) ق: أبي . 


346 


أخداً أعرِفٌ وَجْهَهُ نهم لحمًاً أن يُخَذِلُوك». والقَّوْمُ سُكُوت» فَعَضِبٍ أبو بكر 
[116 أ] رَضِىَ الله عنه وقالَ: «انضض بِبَطْن اللآت أَنَخْنُ نَحَذِلّهُ. فقال7"' له: 
«أمّا والله للا يد لَكَ عندنا لأَجَبْتاكُ». وقد ذُكَرْنا هذه القِصّهٌ مِنْ قَبل. 


6- وكلامٌ سهيل بن عمرو عند مُطَالبَيِ بمحو إشم رسول الله كل بما 
يُغني عن رده كل هذه الأثَاويلٍ الَاقِعَةٍ منه. تَدُلَ على أنه أسْكنُهُم جَأْشأً 
وأَشْجَعْهُم قَلْباء وأوبَقُهه”” بِنَفْسِد وليس لِغَيْره مثل هذه الأقاويل. وكذلك 
جوابه للئّبِيٌ َلِهِ يوم الحَُدَيْبيَة نادى في الئاس فقال: «كيف تَرونَ يا مَعْشَرَ 
المُسْلِمِينَ في هؤلاء الذينَ اسْتَنفَرُوا إليتاء مِمْنْ أطَاعَهُم ليَصُدونا عن المَسْحِدٍ 
الحَرَام ( . فقامَ أبو بكر رَضِيَ الله عنه فقال: ١نْرَى‏ والله أن نَمْضِي لِوَّجهَنا فَمَنْ 
صَدَّنا عَن البَيْتِ فَائَلْنَاهُ). ومِمًا يَدُلُ على شَجَاعَتِه وعظيم مِنيِه نولي لني عل 
له يَوْمَ خَنّين مُيِمَئتَه وتَوْلِيَةٌ عُمر ميسرته والْكُشّفَ النَّاسٌ ونَبَنَا في مَوْضِعِهماء 
وصَبَرُوا مَانَةَ وثلائينَ في مَوْضِعِهمًا من المهاجرينَ» وسَبْعَة وسِتّين'” من 
الأنصَارٍ. ولَوْ لَمْ يكن أبو بكر في نَفْسٍ النْبِيْ يِِ في الدَّرَجَةِ العلْيًا والسَّجَاعَةٍ 
َم يرد إليه المَيِمَئَةَ في ذلك اليوم العَظيمء والمَشْهَدٍ الصَعْبٍ الشَدِيدٍ. 


0407 ويَدُلٌ على شَجَاعَتهِ؛ وشِدَة بَأَسِهِ جَوَابُه للصّحَابَةٍ ْم دَحَلَتْ إليه 
مَسِيرة عليه بِاسْتِيمَاءِ أُسَامَةَ وَجَيْشِف وتَرْك تَنْفِيذِهو وقد اسْتَفْحَلَ أهْلُ الرّدَةِ لأنّهُم 
قالوا بأَجْمَعِهِم له : «يا خليفةَ رسول الله يل إنَّ العربٌ قد الْتَقَضَتْ عَليك وإِنّكَ لنْ 
نَضيعَ بتَفريقٍ هذا الجيش المُنْتَشِر بيننا إِجَعَلهم لهل الرّدّة ترمي بهم نُحُورَهم, 
ولأنّك لا تَأمَن على أَمْلٍ المَدِيئَةِ أن يعار عليهاء وفيها الذّرَارِي والنّسَاءُ. فلو 
اسْتَأَئَفْتَ بِعَرْو الروم حتى يضربَ الإسلامُ بحرّابه» ويعود القَوْمُ إلى ما حََرَجُوا 
منهء أو ينهم الله بِالْسَئِفٍِ ثم تبث أَسَامَةَ حينئظٍ فيَكُونُ قد ألقذْتَ اجيس كما 
أمَرَ النّبِيُ يكل ودَفَعْتَ بهم أهْلَ الرّدَوِ ولا نخافٌ الروم أنْ نَرْحَفَ إلينا يَوْمِنَا 
هذا». فلمًا سَمِعَ ذلك منهم قال لهم : «فيكم أَحَدٌ يُريدُ أن يقول شيئاً» . قالوا: ١‏ 


(1) ق: ققالا. 426 


(3) ق: سبعة وستون. 


2307 


سَمِعْتَ مَقَالتنَاا . قال : «فالذي نَْسِي بِيَدِهِ لو ظَئَنتُ أن السباع [116 ب] تأكُلني 

أنْفدَنَ هذا البَغث ولأبِدَأنَ بول نه والئِّيُ عليه السّلامْ يل عليه الوَحْيْ وهو 

يقولٌ: أَنْفِدُوا جَيْشَ أَسَامَةَ فاضطَايَرُوا وهَلّكوا». فلما فلمًا رَأى ذلك منهم خَرَج وَحْدَهُ 

مُعْضِبَاً يُريد أَهْلَ الرّدَة» فَلَحِقَّهُ المُهَاجِرُونَ والأنصارٌ قالوا له : «يَكفِي يا خَلِيفَة 

رسول اللَهِ والصّوَابُ ما رَأَنْت ونحنٌ تَنْقُذ لأمرك». ْ 
[فصل] 

8 ورَوّى عُمَر قال: واللهِ لقد عَلِمْتُ لما رَأْنِتُ تَشْهِيرَهُ إلى الصَوَاب 
ما رآهء وأنّه الحَىُء وهذا من أَدَلُ الأمور على أنَّ نَفْسَهُ كَانَتْ أشكن من 
ُمُوسِهمء ومِئّته لا تَفْضّرْ عن من جميعهم؛ أنْ نَرِدَ على مِنَّتهِم فَتَبَيّنوا أن الحقّ 
في قَوْلِهِ وفِغلوء ولقد قَامَ رَضِيَ الله عنه في مَُاجَرَِ هل الرِدةٍ وثِيتٍ المُسْلِمِينَ 
على المِلَةَء وتَقْويَةِ سُلْطَانِهِمْء وتَؤْهِين مُخَالِفَهِم مَقاماً يُقَارِبُ مَنْزِلَ البرَوء وإِنْ 
كان لا يَفِي بِتَوَابٍ تَحَمْلٍ الرْسَالَةٍ عن اله عر وجل» وإِنْ عَظمَ؛ وَذَاكَ أنه لَمْ 
يَمْتْ النّبىُ بل حتى الْتَشَرَ أَهْلّ الرٌدَةِ في الأطرَّافٍء وادَعَى”'' قَوْمٌ التُبُوَّهَ 
منهم : مسئْلئة©» وطليحة'*' وغيرهماء وَبَدهُمْ رسول الله يه حتى ضَعُْفَ 
أَمْرْهُمء والْتَقَضُ بَعضُ جمعهم. فلمًا تُوُفْيَ رَسُولُ الله يله لم يَتَوَخ إلا أنَّ 
أر اب بثهم حاص وعَائ وامراء قوم وقاد لبهم كابروا" لاف تع 
وأَهْلَ الطائفٍ ‏ ”" وقال أهْلْ التَقْلء وقد كانَّ أهلُ الطَائِفٍ لمّوا"“ وهمّوا” 
بذلك أيضاً فَأْنَاهُه'* عُثْمانَ بن أبي العاص, وأَحْسَّنٌ سِيَاسّتهم والتَّزْهِيبَ لهم؛ 
وضَبَط الناجيّة» و- حَسّنّ قِيَامَه بهاء فْقَمَعَهُم"' ورَدَعَهُمِ ووَطئَهُم. حتى 


428 مكة. .0ك 


(1) ق: ادعا. (6) ق: لمو. 

(2) ق: يتوحى. 7) ق: لوهموا. 

3) ق: ارباب. (8) ق: فانهم. 

(4) ق: كابرو. (9) ق: فياميه. 

(5) من الأفضل تأخير الفعل في هذه الجملة (10) ق: ان حرف «القاف4 منسوخة كأنها 
تبعا للتوالي والترتيب وقد كانت على هذا «ضاض» وان نقطة تحت «الميم» للدلالة 
النحو غير واضحة #خاصة وعامة وكابروا على أن الحرف #باء» وليس «ميم» ستكون 
وامراء قوم وقادة إليهمالا أمل الكلمة : «فُضَبَعَهُم؛ . 


348 


اسْتَقَامُوا وزالّتْ الريبَهُ عنهم. 
29 و”' قالوا: وكانّ إِبْنُ عَبَّاسَ رَضيّ الله عنه وغَيْرُهُ يقول؛ كانت 
منازل الناس على عَهْدٍ رسول الله و: مخلِصٌ ومنافقٌ» وكافِرٌ. فَمَنْ دَخْلَ من 
هل الكُفْرٍ في الإشلام فهو مُسْلِمٌ ومَنْ حَرَجَ من المُسْلمِينَ إلى الحُفَارٍ فهو 
منهُمء ومَنْ أسَرّ الكفرّء ٠‏ وأظهّرَ الإسلام حَقَنَ بذلك دَمَه حتى يُظِهِرّه. وعلى 
هذا قَائَلَ رسول الله يل العَرَبَ وقَائَلَ أبُو بكر رَضِيَ الله عنه العَرَبَ من بَعْدٍ 
رسولٍ الله © [117 أ] حتى ازْتَدُواء ولم يعَوَحّ من العَزْرٍ لأ ارْتَابَ إلا أهُلَّ 
مَكة» وأهل الطَائِفٍ والقبّائل التي أَجَابَثْ النبي يَكِِ عام الحُدَيْبيةَ» مِمْنْ خزل 
مَكَةَ وكائث عَائِشَةُ رَضيّ الله عنها تَقُولٌ : قال رول الله كل بل وَكَانَه: دلا 
يَبْقَى في جَزيرَةٍ العَرَبَ دينان». «قَلَمًا تَوَنَاه الله عر وجل واد كال قبي 
ونَاجِيّةِ من جَزِيرَةٍ ة العَرّبَ مُرْتَدُونَ عَامّةَ أو خاصّةً» وَاشْرَأبت” اليهوديةٌ 
والنصرانية» ونَجَمَ النُمٌاق بالمدينةٍ وما حَوْلّهاء وكادوا الذَّينَ» وبَّقِيَ 
المُسْلِمُونَ) كاعم المُطَيرَة في اللئِلَةٍ المُظلِمَة الشَاتِيّة يه بالأزض المُسْبِعَةَء قُمَا 
اخْتَلفَ الئَّاسُ في نُقّطَةِ إلّوَصَابَ أبي © ' يَابَهاء وكان يُعنى”! " بهاء ولو حَمَلَتْ 
الجبال الرَوَاسِى ما حَمَلَ أبي لهاضهاء . ولقد صَدَقْتْ رَضِيَ الله عنها وغيرها”* 
فَمَنْ قال مِثْلُ مَقَالِها. وقال” أَبَيَ بن كَعْب: «لقد رَأَيْئَيِي يومَ مات رسول الله 
كه وإني لأَعُدُ السخِْصِينَ من قلبهم»99. واكائثْ فُلْتَةُء فأمَرَ أبو بكر رَضِيٌ 
الله عنه دونّهاء فما أْمْسَيْنا حتى اسْتَئْئَى”!'' العَذَّا. وكان عُمر رضى الله عنه 
يقول: «كانث إِمَارَةٌ أبي بكر فَلْتَهَ وَقَانَا الله شَبَّها)» . قال: سَالِم بَنْ عبد الله 
الرَاوي عنه هذا الحديث: «قَلْمَةَ». وما المَّلْتَةُ؟ قال: «كان أُمْلُ الجاهليّة 


429 ©6) ق: انى. 


(1) وجدت الواو مضافة فوق «قالوا». 7) ب: يعنا. 
(2) وجدت كله مضافة بالهامش. (8) ب: وغيرها. 
(3) ق: اند. (9) من الأفضل اسقاط كلمة «وقال» لغير 
(4) ق: اسرات. لزومها. 
(5) من الأفضل أن تكون كلمة «المسلمين»؛ة (10) ق: قلهم. 
في حالة الرفع. (11) ق: اسسا. 


349 


يتحاجَرُون في الحديثء فإذا كانث اللَيْلَهُ التي يُشَكْ فيها اذْغُلّوا؛© فيها 
فأَغَارُوا. وكذلك يوم مَاتَ رسولٌ الله كيد ادغل الناسٌ من بين مُدَعِيِ إمارةء أو 
جاحدٍ زكاقّء أو مقر بصلاة» وجاجد للأخكام فكان المُذَّعِي للإِمَارَةِ: المَقِرَ 
بالإشلام» والجاحد الزكاءً: المُقر بسائر المَرَائْضِ » كالجاحد للأحكام كُلّها؛ 
فلولا إعتِرّاض أبي بكر دوتّها كانت الفضيحةًٌ) . 


430 - وَرَوَى ابْنُ عباس وأبو أيُوبٍ عن علي رَضيّ الله عنه قال : كان 
النبنُ بك يعض نَفْسَه بمكةً على القَبَائل ويدْهِمْ الظهورَء فإذا قالوا: «فلمن 
الملك بعْدَك)© أمْسَك فلم يُخْبِرْهم بشيء لأنّه لم يُؤْمَر في ذلك بشيءٍ حتى 
أنزل: #وإنّهُ لَذِكُرَ لَك ولِقَؤميك©* * أي مُلْكُ وشَرَفٌ لَك ولقربكٌ. فكان 
بعد إذا سُيِلَ قال: «لقُريش» [117 ب] فلا يُحِيبُوئَه حتى قَبِلْنْه الأنصارٌ على 
ذلك. فلما مات النَبِىْ بك كان صَنيعُهم لقَلْبهِ. لو نمواء أو ضعُفٌ أبو بكرء 
فهل يرى ذا قَدْرِ في الصحابة إل وهو مُعظم لشأَنِه ومكان وشِدَّةٍ عَنَائه في 
المقام؟ - فدََعَ الأنصارَ ومَدَعَ هَل ارده ونْصَبّ الحَرْبَ بينهم حتى ماؤوا 
جميعاً إلى أفر الله عرَّ وجل وأَذْعَنُوا بالحقٌ» وكان ذلك أجمع على الرّفقَ منه. 
وحسن النّاني في النظام والمبالغة في العِظَة والنَّحْويفِء والتَرْغِيب» فيما عِنْدَ 
الله وكِتْرَةٍ تَرْهِيدِهِ في الْدُنياء وعِلّْم كائُتهم بِصِدْقٍ نِيتِهِ وخلوص عَمَلِهِء وعظيم 
زهدو . 


1 . وكائّث العِظَهُ منهم تَقَعُ بالقلوبء وتُرْهِدُ في التّبَاطئ» ومُوَاقَعَةٍ 
التقصير والذنوب: فَاسْتَعْمَلوا الصّدْقٌ والتَشْمِينَ ٠‏ وذاك أنه رِضْوَانُ الله عليه قامَ 
فيهمء اي يوم دَفْنِ رسول الله يكِ خطيباً . فقال بعد أنْ حَمَدَ الله عزّ وجل 
وائ: ثنى عليه: «أمّا بعد أيّها النّاسُ إِنْي وُلْيِتُ عَلَئِكُم ولَسْتُْ بِخَبْرِكُم ٠‏ فإِن 
أَخْسَئْتٌ فَأعِينُونىء وإِنْ أسأتٌ فَقَوٌمُونِىء ألآ أن أكْيَسَ الكَيّس الْتقّىء وأنّ 
أَخَمَّقَ الحُمْقٍ المُجُور الصّدْقُ أْمَانَهٌ وَالكَذِتُ خيانةٌ . والضعيفٌ فيكُمُ المَوىُ 


(1) ق: ادغلواأي خانوا واغتالواووشوا (2) يكرر «بعدك». 
ببعضهم . (3) فى: لقومكك. 
430 (4) سورة الزخرف: 44. 


2330 


عندنا حتى نَنْرَّحَ له الحَقّ إن شاء الله والقَِّيُ فيكم الضَعِيفٌ عندنًا حتى نَنرَمَ 
منه الحَقٌّ . أن يرك قوم الجهاد في الله إلأ ضَرَبَهُم الله بذُلَ» ولم تُشِعْ المَاحِشَّةُ 
في قَوْم إلأ عَمُهُمُ الله بعقاب . أطيعُونا ما أَطَعْنا الله ورسولَهُ» فإذا عَصَيْئَامُما فلا 
طاعة لنا عليكم». وقامَ أيضاً فيهم مَقَاماً آخرء واعظأً لهم ومُرَعْباً في جهادٍ 
عَدُوّهمء فقال بعد حَمْدٍ اللّهِ والصلاةٍ على نَبِبّهِ: «يا أيُها الناسٌ ألا لا يَبْمَيْنَ 
بالمديئةٍ من حَذْلٍ أسامّة ** إل خَرَج إلى عسكره و بالجَرْفٍ» ثم قال: ”يا أيّها 
الناسٌ إنما أنا مْلكم» ني لا أذري لعلكُم سَتُكَلْفُونِي ما كان رسول الل يكو, 
يُطيق . إن الله اضطفّى محمداً على العَالّمينء وعَصَمّه من الآفاتِ»؛ «وإنما أنا 
ص وا ِمُبْتَدِع» فإنْ اسْتَقَمْتُ فأعيئوني» وإنْ رُعْتُ فقَوْمُونِي وأنّ رسول 

لله يله مَبَضْء وليّس أَحَدٌ من هذه الأَنَّةِ يَطْلّبه [118 أ]'© بمظلمة ضربة 
0 فما دونها الا ون شَيْطانا يمني وهو العْضَبُ. فإذا أتاني فَاجْتَِبُونِي لا 


ا 


أؤثِرُ في أَشْعَارِكُم وأنْشَارِكُم ٠‏ وإلكُم تغدُون وتروحون في أجل قد غَيّبَ عَنْكُم 
عِلْمُه. فإنْ اسْمَطَعْتُمٍ أن لا يمْضِي هذا الأجَلُ إل وأنتّم في عَملٍ صَالِح فَافعَلُوا 
ولن تَسْتَطِيعُوا ذلك إلا بالل عر وجل فسَابقُوا إلى مُهَلٍ من آجالِكم من قَبْلٍ أن 
تُسْلِمَكُم آجالكُم إلى انْقطَاع الأعْمَالِء فإنَ رما نسُوا أجالهم وجَعَلوا أعْمَالَهم 
لِمَئْرِهِم» فأنْهاكُمُ أن تكونوا أمكالّهم. الجدُ الجدُ الوّحَا الوّحَا. النجَاء النَججا. 
إن ورَاءَكُمُْ طالباً حثيثاً أجِدُوا الموتٌ فاغْتَبِرُوا بالآباءِ والأبْاءء وَالإخْوَانِء ولا 
تَعْبطُوا الأخيّاء» إلا بما تغْبطٌ به الأموات». 


2- وقَامَ فيهم أيضاً فقال: «أيّها الناسٌ: إِنَّ الله لا يُقْبَلُ من الأغمّال» 
إلأما أريدَ به وحْههُ فأريدوا الله بأَعمَايكم؛ واغلّمُوا أن ما أُخَلَضْئُم لله من 
أَغمَالِكم. ٠‏ فطاعة أسْمَؤها. كَفْرتم بها وضَرَائْبَ أَدَيتْمُوهاء وَسَلَف قَدَمْتُمُوهُ 

من أيام فانية لأخرّى باقِيِء لحين ففْرِكم» وفَاقيكُم . اغْتَبِرُوا عِبَادَ الله . من مات 
منكم» وتَفْكروا فيمَنْ كان فَبْلَكُم أئْنَ كانوا أنسء وأئِْنَ هُمُ اليَوْمَ» وأَئْنَ 
الجَبّارُونَ الذين كان لهم ذِكْرُ القَالِ والعَلَبَةِ في مَوَاطِنِ الحُرُوب» قد تَضَعْضعٌَ 


- 431 ل 


(1) وجد الشق «ب» من الورقة 118 فارغاً كذلك الشق «أ» من الورقة 119. 


2331 


بهم الذّهُرُء وصَاروا رميماً قد تُرِكَتْ عليهم اللآثُ'' «الحَبِينَاتُ للِخَِيثِينَ 2# 
وأيْنَ الملوك الذين أثاروا الأرض وعَمَّروها؟ قد نَفِذوا ونْسِيَ ذَكْرُهُمء وصاروا 
كلا شيءٍ. آلآ إِنَّ الله قد أبقَى'” عليهم النَبِعَاتِ وَقَطْمّ عنهم الشَهَوَاتِء ومَضُوا 
والأعْمَالٌ أغمالهم» والدّنيا دُنْيا غَئِرهمء وبّقينا حَلَمَاءَ من بَعْدِهمء فإِنْ نحن 
اعْتَبَرْنا بهم نَجَوْنًا. وإن اغترزنا كنا مثلهم. أيْن الوْصاة الحَسَنَه وَجَوهُهُم 
المُعْجَبُونَ بشَأنِهم صاروا تراباء وصارُوا ماءً في طَوَافَتِهِ حَسْرَةٌ عليهم. أئِنَ 
الذينَ بَنوا المَّدَائِنَه وحَصَّنُوهَا بِالحَوَّائِط» وجّمَلُوا فيها الأَعَاجِيبَ قد تَرَكُوها 
ِمَنْ حَلفهُم فيلك مسَاكِئُهُم حاوية وهم في ظَلْمَاتٍ القبوٍ . هل نُحسٌ منهم من 
أحدء أو تَسْمَمْ لهم ؤكرأء أْنَ مَنْ تَعرفُون” ' [119 ب] من آبائكم وإخوانكم 
قد الْتَهَتْ آجَالهُمِ” فقَوَرَدُوا على ما تَدِمُواء فحلُوا علي وأقامُوا للسَّفُوَةَ 
والسَّعَادّةَ فيما بعد المَوْتَ. ألا إِنَّ الله لا شريك له ليس بَيْنَهُ وبِينَ أَحَدٍ من 
خَلقِهِ سَبَبْ يطِي به خَئِراً ولا يَضْرِفٌ عنه به شَراً إل بطاعَتِهِ؛ واتباع أَمْرِه. 
اعْلَمُوا أنّكم عبيدٌ مُذْنِبُونَء وأنَّ ما عنده لا يدرك إلا بطاعته الا وإنه لا خير 
كخير بعده النار ولا شر كشر بَعَدَهُ الجنّة . ومثل هذه الدعوة والتوفيق بهذه 
البظة تَعْمَلُ في المؤمِنِينَ» وتحلٌ عرّائم هل البَعْيِ المُحَالِفِينَ لاسِيّما من مثله 


في سَمْيَهِ) وَوَقَارِى وَسَابِقتِه وإنبائه ومَكَانِهِ من الدّين رضي الله عنه . 


3 . ثم نادى مُنَادِيّه بعد هذا" الكلا م لِبْتِمّ بَعْتَ أُسَامَةَ ولا يَبْمَيَنَ 
بالمدينة أحدٌ من جُئدِهِ إلا شَخصٌ إلى مُعَسْكَرِهٍ . فقال له عُمّر وعلىٌ وعثمان 
ووجوةٌ المهاجرين والأنُصار «أنَّ جِيْش أَسَامَة جَدَ المُسْلِمِين وأهل الحِمَايّة 
منهم. والعَربُ على ما تَرى قد الْتَمَضْتْ بكء فَلَيْسٌ يَنْبَغي لَك يا خَلِيمَةَ رسولٍ 


432 - (5) ان الورقة 2119 فارغة الكتابة سوى فى 


(1) ق: اللات. القسم الثاني اب» لا يبدو أن هناك كلاماً 
(2) سورة النور: 26. محى منها سطر واحد يحتوي على ثماني 
6 ق: أبعى . كلمات مكررة في مطلع القسم الأول (241. 


(4) وجد نسخ سطر واحد في القسم الثاني -433- 
«لها» من ورقة «118» وهواعادة لأول (6) ق: هذه مؤنثة من الأفضل أن تكتب هذا. 


سطر في القسم الأول «أ» منها. 
352 


اللهِ أن نُفرقٌ عنك جَمَاعَةَ المُسْلِمِين) . فقال: «والذي نَمْسٌ أبي بكر بِيّدِهِ لو 

طَتَنتُ أن السْبَاعَ تحطَفنِي لأنِْدَنُ بَغْتَ رسول لل يكد, ولم يَبْقّ في المّرَى 

غُيري لأنْفِذّنه» . قال أَهْل السيرةٍ: فلمًا رَأى أسامّة جد أبي بكر رَضِي الله عنه» 

وتلاحقٌّ به لحّه7" . وَمَفَ أَسَامَةُ بالئّاس ثمّ قال لِعْمَر وكان مِمّنْ بَدَرَ للخروج 

مع أَسَامَة: اليا مر ازجع إلى حَلِيفةِ رسول الله فَاسْتَأْوِنهُ يَأَدَدُ بي» زجع 

بالئّاس. فإِنَّ معي وجوه النّاس» وأَهْلُ النْجْدَةٍ والنّاسُء وإني لا آمَنْ على 
خَلِيمَةٍ رسول الل وأثْقَالٍ المُسْلِمِين أنْ يَتَخَطْمَهُم المُشْرِكُون) . 

4 وقالث الأَنْصَارُ: ١م‏ رَأيْنَا الآنَ نَمْضي ما بَلَمّه عناء” اطلب إليه 
أن يولي أمرّنًا رَجُلاً قدَمُ سنا من أَسَامَة؛ ٠‏ حك" عمر بأمر أسَامَةَ فأتّى أبو 
بكر فَأَخْبَرَه بما قال أسَامَةٌ. فقال أبو بكر : «لو حْطَفَْيي الذَّبابُ والكلابُ لن 
زد فضا قضاه رسول الله د ٠‏ قال قمر افإنَ الأنصار أمزرني . أن أبْلِعّك 
أبو بكر رضي ان الله عنه» وكان جَالِساً بيخي عر وق مَكَلَئْكَ أَمْكَ 
وعَدَممكٌ يا بن الحَطَابٍء أيسْتغمله رسول لله يله وتأمرني أن أئرَعَهه. ٠‏ فَخْرَج 

عمر إلى النّاس . فقالوا له: «(ما صبّعتٌ») . فقال لهم : «أنضُوا تَكلَتكم أُمَهَابكم 
ما لَقِيتُ اليومّ في سَبَبَكُم من خَلِيفَة رسول الله كلكا . ثم خَرَجَ أبو بَكرِ رضي 
الله عنه حتى أَنَاهُم ؛ وأشْخْصَهُم وشَيَهُم؛ ٠‏ وَأُسَامَةٌ رَاكِبٌ وَعَبْدُ الرحمن بن 
عوف يمُودُ دَابَتَهُ فمَالَ له أسامةٌ: ايا خليفُة رسولٍ اللّه لْتَرْكبَنّ أو لأَنزِلن) 
فقال: دولل لا تَنزل ووَاللهِ لا ركب وما عي أذ غير قبي ساعةٌ في سبلي 
اللّه». قال: اللاي بِكُلُ خُطوة يَخطُو سَبْعٌ مان حَسَئَةٌ ُكتّب لهء وسَبِعْ مَانَة 
دَرَجَة تُرْقُمُ له د عله سي ةيةه حنى إذا ون قال لد أحاة 
«إنَ رَأَنْتَ يا خَلِيمُة رسول الله أن تُعِيئي بعْمَره. ففعَلَ وأنْمَدَّه مَعّ الجيش. 


5 وقال لهم في وصِيِّتِهِ عند فِرَاقِهم. «أيُها النّاسُ أوصِيكم بِعَشْرٍ 


(1) ق: لحه. (4) ق: : فْكَرّ أي سوى أو د ضبط ودقق في أمر 
(2) ق: عمرو والمقصود عمر وليس عمرو. أسامة . 

- 434 (5) ق: تمحا. 

(3) ق: عنا. 


2533 


فاخمّظوها عَني: : لا تحُونواء ولا تعُلواء ولا تعْدُرُواء ولا تُمَُلُواه ولا تَقْثُلُوا 
طفلاً صغيرء ولا شيخاً كبيرأء ولا امرأة» ولا تَحْرُفوا نُخلاً ولا تُحَرْقوهء ولا 
تقطعوا شّجَرَةٌ مُتْمِرَةٌ ولا تَذْبَحُوا شَاةٌ ولا بَقَرَة ولا بَعيراً إلا لمَأكله» وسوفٌ 
تَمْرُونَ بأفوام قد تَرِعُوا أَلْفْسَهِم : فى الْصَوَام مع فدَعُوهمء وما فَزِعُوا أَنْمُسهم له. 
وسوف تَقْدِمُونَ على أَفْوَام يأثونكم آنية فها ألواة الطعامء فإذا أَكَلْتّم منها شيئا 
بعد شيٍ» فاكُوا اسم الله عليهاء وسوف تَلقُونَ أفواماً قد فَحَصُوا أَوْسَاطً 
رُؤُوسِهم وَتَرَكُوا حؤلّها مثلّ العَصَائْبِء فَاحَْفُوهُم بالسيُوفٍ حَفْفاً. الدَفِعوا 
باسم اللْهِ وعلى بَرَكْتَِ؛ ٠‏ ثم قال لِأسَامَةِ: «اضئع ما أمَرَكَ رسول الله به عليه 
السّلام . ِنْدَأْ ببلآدٍ مُضَاعةً ولا تَفْصْرَنٌ في شيءٍ من أَمْرٍ رسول الله يق ولا 


52 


تَعْجِلَنٌ لِمَا حَلفتَ عن عَيْدِه) . فَمَضَى''' أسَامَةُ فم وسَلِم. وُذ أمْرَ رسولٍ 
الله يَكِيج. وكان مَقَامُه في الجِهَادٍ مُدَةّ أَرْبَعِينَ يوماً سوى يام مُسِيِرِهِ غَادِياً 
ورائحاً. 


7 


لم كتج 22 على وه اث ا 

6 - وروَى أنْهم ‏ أي" الصحابة رَضوانٌ الله عليهم تذاكروا عند [20! 
ب] العباس رضِيّ الله عنهم جَلِيّةَ وحَسََةَ أبي بكر رضي الله عنه بعد النبي كلل 
وسكونٍ النّاسِ إلى ذلك منهء وهم قليل يعنونَ في إِنْفَاذِِ لبُعُوث وتَفْركَةٍ 
الغا وحَلاة ْله وَأ فقال العاس : انس تَنزل مَعهْنْ السكيئة والنفية 
والكوة شعية م الزهيه وكات أبو بكر رضي الله عنه إذا بعت ندا من أخل 
الرّدةٍء خَرّجَ يُشيّعُْهم؛ وَحَرّجّ بالعباس معه. فإذا وَجََهُهُم قال: «يا عباس 
اسْتَئْصر أو أَسْتَنْصِرٌ. فَأمْر أنْتَ يا عباسٌ فإني أرجو أنْ لا يَحِيبَ دَعْوَّنَكُ 
لمَكَانِكَ من : نبي الله عليه السلام» . وهذا غَايَةٌ لاضع » والنُضحء وَالإسْتَنْصَار 
من وَالِي الأمةِ والوٌعِيَّ ولقد وَصَفَهُ العَبّاسُ رضوانُ الله عليه بِصِفَتِه . 


7 ولما انَّصَلَ بأهل الرّدةٍ نفودٌ جيش أسامة؛. وضَعُْفَ من بَقِىَ 
435 436 
(1) ق: فمضا كتبت بالألف الممدودة. (2) من الأفضل استبدال «أعني» بكلمة «أي». 


3254 


بالمدينة اشنَد أَمْرُهمء وقَوِيَتْ متهم وانْتَشْرُوا في البلاد» وكثْرَ الْتقَاضْهِمء 
وقَدْلّهم المُسْلِمِين بالأطْرَافٍء وَالمُثْلَهُ بهم. وَقَامَ عُتِيئة بن حصيو" ”* في 
عَطَفَان”*". فقال: «ما أعرفٌ حدُود غَطمَان منذّ الْمَطْمَّ ما بِينَنَا وبين بني 
أسَدة *'» وإنّي لمْحَدْدْ الحلف الذي كان بَينََا في القَدِيم ونبَايعُ طلَيحَة”* ووالله 

تبع”” نينا من الحََتَفيين*” احَبُ إلينا من أنْ نتّبع نبياً من فُريش. وقد مات 
تُحَمدٌ وتَقى طُلَيْحة. فَطَابَقُه على ذلك. فَفْعَلء ؛ وفَعَلُوا؛ٍ فلَما أَجْمَعَتْ 
غَطَمَانُ على المُطَابَقَةٍ لِطْلَنِحَةَ هَرَبَ رِجَالُ منهم من المُسْلِمِينَ. منهم: ضِرَار 
بِنْ فُضاعى”*'» وسيّارء ومن كان قَامَ بشيء من أمر النّبِيْ يل في بّني أَسَدٍ 
وأهل إِجَابَتِهِ من تلك التواحي» وأزدف من كان مَعَهُم من المُسْلِمِينَ وقدر 
على أبي بَكْرٍ رضي الله عنه» فأَخَبَرُوهُ بالحَب وأمَروهُ بالحذر. فقال ضََّ كلد 

بن الأزوّر صَاحِبُ رَسُول اله يك على كثير من يَلْكَ البلاد: «فمَا رَأَئْتُ أحداً 
ابس رسول الله يق بير" سوى رسول الله يله ملا بحب سَْرَاء من أبي 
بكر . فَجَعَلْنًا تُخْبرُه لما هربنَاإليه وكأنما ُخيرُه با لهُ لا عَلَيم». وَقَدِمَتْ عليه 
وُقُودُ أسَدِء وعَطَْفَانَ وهوازن”*' [121 أ] وطيء** . وتَلَقّثْ وفودٌُ قُضَاعة”*0© 
أسامة ومن كان معه فجَروهم. وبادَرُوا بهم إليه» وحَصَّلَّتْ الوقُودُ بالمدينة من 
سائر المُرْنَدِينء ودُّعاتِهم مِنَ النوَاجِي فَنَزْلُوا بالمدينة على وجوه المُهَاجِرِينَ 
والأنصارء ما نلا العَبّاس؛ فإنَّه لم ينْزِلْهُم» ولم يَظْلَْبْ فيُّقيم. فعَرّضوا أنْ 
يُقِيمُوا الصلاةً ويُعْفُوا عن الزَّكَاةٍ فخْرّجَ عُمر وعُثماد» وعلىٌ وعبدٌ الرحمن بن 
عوف. وطَلْحَةٌ والرْبَيِرُ وسعدٌ وأمْئَالُهم. وقد قارّب أسَامة العَوْد”* يطلبُون أبَا 
بكر فلم يَجِدُوه في مَنْزْلِه فسَألوا عنه» فقيل هُو فى الأنْصَّار. فأنّوا فوَجَدُو 


- 437 (6) ق: بعير. 


(1) ق: وردت حصين غير أن الكلام يتناول (7) ق: قضاعة كتبت الكلمة بالتلي بدل الألف 
الرجل ذاته/ أنظر ضبط الأسماء المقصورة والكتابة جائزة والنسبة عائدة 
وترجمتها . إلى قضاعى من بني هلال بن عمرو/ أنظر 

(2) ق: طليحة. ضبط الأسماء وترجمتها. 

(3) ق: لاسع . (8) ق: العؤد أي الذين لم يتم ذهابهم حتى 

(4) ق: الحنمن. عادوا راجعين يطلبون أبا بكر. 

(5) ق: ضراء. 


3255 


فَأَحْبَرُوه الحَبَّرء فقال لهم : : «أَتَرُونَ ذلك». قالوا جميعاً: «حتى يَسْكُنَ النّاسُ 
أو تَرجعٌ الجَئُودُ فلَعَمْرِي لقد رَجِعَتْ الجنودُء يشيحوا بها». فقال لهم: 
«وهَلْ أنا إلا رَجُلّ من المسلمينٌ . ِذْمَبُوا بنا إليهم» . فلما دَخْل المَسْجِدَ نادى 
الصلاة جامِعَة» فلما سَاروا إليه قامّ فيهم» فَحَمَدَ الله وانْنّى عليه. وقال: (إِنَّ 
اله عر وجل تَوَكَلَ بهذا الأمرء فهو نَاصِرٌ من لَزِمَهُ وحَازِلٌ من تَرَكَةه وإنّه 
بلغي أن قَوْما وُقُوداً من وُقُودٍ العَرَبِء قَدِموا يَعْرِضُونَ الصَّلاةٌ يَأَبُونَ الرَّكَاهَ 
إلأ وأنّهم لو مَتعُوني عُفَالا ما أعطَوْة رسول الله كله. مَعَ فُرائْضِهم لَمَا قلت 
منهم إلا بَوَأْثتُ”" الذّمّةَ من رَجُلٍ من هؤلاء الوُقُودٍَوْجِدَ بعد يومه وَليْلْته؛. 
فَهُصُوا يَتَخَطْونَ رقاب الئاس حتى ما بَقيّ في المَسْجد منهم أخداً. 

8. ثم عاد أبو بكر رضي الله عنه نفراً فأمَرَهُم بأمْرِهِ؛ فَأمَرَ علا رَضيّ 
الله عنه بالقِيّام على نَقَبٍ من أَنْقَابٍ المَديئةٍ وأمَرَ ابر بالقيّام على نَقَّبِ آخرء 
وأمر طلحة بالقيّام على نقبٍ آخرء وأمر عبد اله بين مسعووٍ يعمس ما ونا 
ذلك بالليلٍ والنهار والازتتياب” والعَيَقّظٍ نَهَاراً. وأجدٌ في أمْرِه؛ جد في 
أَهْبَتِه . ثم اسْتَفَْحَ فأوَلُ من وَلاهُ شيئاً من أمور المُسْلمِينَ: عُمر بن الخطاب 
رَضي الله عنهما؛ فإنَّه وله القضاءًء فكانَ أل قاض في الإسشلام» وقال: 
«اقْضٍ بينَ النّاسِ فإنّي في شغل» . وأمرَ ابنَ مَسْعُودٍ يَعَسّسٌ المدينة. وأعَادَ 
النَدَاءَ في وُقُودٍ العَرَب : ابَرَأْتُ ألذمة من وافد أحَذْناه بالمدينة بعد يَؤْمِنا هذا 
قَدِم في هذا من الأمر) . فلما رَأَتْ الصَحَابَةُ من تَشْميره ما رَأوا رَاجَعُوا أبا بَكرِ 
فكَلْمُوهء فقال: الو مَتَعُونِي عقالاً [121 ب] لقاتلتهم عليه؛ حتى يَرْجِعوا إلى 
أمْر الله عزَّ وجل» . فقال له الأمراءً الذين حَاطَبُوه في هذا الباب: «بمَا تستجل 
إل ْم يَشْهَدُونَ أن لا إله إلا الله. إن مَتَعوا الرَّكَاَ وقد قال رسول الله يلن: 
«أمزتٌ أنْ أقَاتلَ الئاس حتى يقؤلوا لا إله إلا الله فإذا قالوا ما مَتَعوا مني دمَاءَهُم 
وأَمُوالَهُم إلا بحقها'». فقال أبو بكر رضي الله عنه: «هذا حَمُها مَنْ فَرّقٌ بين 
رَائِضٍ الله كَائَلنُهُ ندا حتى يَجْمَعْ بنهاء. فعَرّفوا أنَّ الحَنّ والصّوّاب معهء 
فكانوا يقولون: «لوْ قَثَرَ كما فَتَرنَا لَهَلِكتاه . 


(0) ق: بريت. لحرف آخر من الأفضل زيادته وهو احرف 
438 «الباء» . 
(2) ق: الارتيا يوجد قرب هذه الكلمة فراغاً 


356 


[فصل] 

9 وكان عُمر يقول: «فلما رَأَنِتُ تَشْمِير أبي بكر عَرَفْتُ أنَّ الحَقٍّ ما 
عَرّمَ عليه وَوَائِْ لو عَصَيْئَاهُ لَضَلَلنَا جَميعاً». وهذه منقبةٌ ليس لأحَدٍ من الأمة 
مِتلّهاء ولا يُقَارِنُها ولا يُدَانِيها؛ لأنّها رَدُ الإسشلام إلى نِصَابِهِ وحَقّهء ولَمٌ شَعْيِهِ 
وشعث أَمْلِهِ. وقالَ إِذ داك قَائِلونَ لأبي بَكْر رَضيّ الله عنه: «نرَاكُ يا خليفة 
رسول الله تتجاس لِمَا قد بَلَمَ من الناس» ولما يَنَوَهُمْ من إعَادةٍ اعدو فقال : 
«ما دَخَلَنِي إِشْمَاقٌ من شيءء ولا دَخلّني في الدّين وخسّة إلى أَحَدٍ بعد لَبْلَةِ 
الما فإنّ رسولٌ الله يي حينَ رأى ِشْمَاقِي عليه وعلى الدّين قالّ: هون 
عَلَيكء فإنَ الله قَضَى لهذا الأمرٍ بِالنْضْرٍ والنّمام». وهذا الحَبَر الحَاصِلٌ له عن 
الوخيء وإنْ كان مُقَوياً للمنّةَء مشغراً بِإنْجَازٍ الوَعْدٍ. فإنّه لا يُحَرُكُ من حَصَلَ 
له على مِثْلٍ ما فَعَلّهِ أبو بكرٍ رَضِيَ الله عنه من إِنْقَاذٍ جَيشٍ أَسَامَةٌ؛ وَالنّدَاءِ في 
وَفُود أَهُلٍ الرّدَةِ والعَرْم على مُصَادَمَتِهمء ومُتَاجِرَتَهِمٍ وقِلَةِ الاخمَال 
والإكْترَاث بتَجَمْعِهِم مع ضَرْبٍ من الجَبْر والجَورٍ. ولا يَكونُ مل هذا الصّنيع 
إلا من البَطْلٍ الشْجَاعَ المُجَرْبٍ للحَرْبٍ الوئاب المستقل للرجال» المتصفر 
للاقران» وصاحب دربة بالحرب» وعَادَةٍ بالصَرْب»ء ورَأي أصيلٍ» » وحَنَانٍ 
فُسَيِحء وجأشٍ سَاكِنِ وعمل صَادِقء ورَبَاعِية ُويّةِ فيما عند الله عرَّ وجلٌ» 
ورُهْدٍ في عَرَضِ الدّنّيا. فقيا0) بهذا الْخَطَرٍ الججسيمء والأمرٍ العَظيم من 
أعْظّم الأولٍّء على أله كان مِنْ أشْبع الأ وأعظمهم غِن» ومِنَة؛ ومِمنْ نُرِيدٌ 
أَوْصَاَئَهُ على جَميع ما ذَكَرْناء ونّتَجَاوَرٌ حَد مَا وَضفنا. 


0 . ولما تفرق [122 أ] من المدينةٍ وأْقَامَ أبو بكر رضي الله عنهء على 
إنْقَاِهِ علياً وطلحة وعبد لله بن مسعودٍ وغيرّهمء وعَلِمَ طمّع أَهْل الردّةِ في 
المَدِيتَة» وأنّهم قد أحَسُوا ضَغْفاً من المُسلمِينَ ٠‏ وَظنُوه ه قَامَ فيهم بعد أَنْ أُمَرَهُم 
بالقِيَام على مَوَاضِعْهِم ٠‏ وقّال لهم : «إِنَّ الأزض كافْرَةٌ . وقد رَأى وَهُلّهم مِنكم 


439 440 ل 
(1) ق: فقامه. ل ليم ّ ١‏ ا 
03 (2)ق. روفدهم: وفذا: صرعه صربه سشذيد 


حتى أشرف على الموت. 
257 


ِلّه. وإِنّكُم لا تَدْرُونَ أليْلاً أنُونَ أم نَهَاراً وأدنَاهُم مُكِرٌ عَلي؛. «وقد كان القَوْمُ 
يَأمَلون”" أنْ نقْبلَ منهم وتُواعِدُهمء وقد أَتَبنَا عليهم. ونَبَذْنَا إليهم» فَاسْتَعِدُوا 
وأعِدُوا» . فما لَبِنُوا بعد كلاه حتى طَرَُوا المَدِيئةَ غارةٌ مَعَ م الليْلِ» وحَلّف 
نصفهم بِذِي حَْشَبٍ ليكُوثُوا رد لهم» قَوَافُوا أَنقَاتَ المَدِيئَةٍء وعليها المُمَاتِلةُ. 
ودوئهم أقواماً يدرُجونٌ فيُنْهضوهمء أرْسَلُوا إلى أبي بَكْرٍ رَضِيّ الله عنه 
بالخبَرء ٠‏ فأرْسَل إليهم : «أن الْرَُوا أماكتكم» فَفَعَلوا وحَرَجَ في أهْلٍ المَْجدٍ 

على التَوَادً ضح إليهمء ٠‏ قات نْتَشَرَ العَدُوٌ وأتْبَعَهم المُسْلِمُونَ حتى بَلَعُوا ذا حَشَّبٍء 
وعادوا سَالِمينَ» ٠‏ لم يُصَبْ أحدٌ منهم. وقد نَكُوا في العَدُّرٌ وفضوا جَمْعَهُم 
وقَتَُوا الأمَائل منهم 


41 ولما عادً أبو يكر رضي الله عنه لَيْلَنَهِ عَبَّأْ النّاسَ» وأَخَلَّ أَهَبَةَ 
الحَرْبء ثم حَرَجَ على بَغْلَتِهِ إِعْجَارٌ لَبلَتهِ يَمْشِيء وعلى مَبِمَئتهِ: النّعمَاكُ بِنْ 
مُقردن(*©: وعلى مَيْسَرَيَهِ : عبد الله |: بن مُقَرّن*01, وعلى السَاقَة: سُويد بن 
مُقَدن”*' ومعه الرَكَابِ؛ َمَا طَلَعَ الفجرُ إلأوهو والعَدُرٌ بصعيدٍ واحدء قَمَا 
سَمِعُوا للمُسْلِمِينَ هَمْساً ولا جسأًء حتى وَضَعُوا فيهم السْلاحَ . فَاَتَمَلُوا إِعجَارَ 
ليليهم. فما در قَُْ الشّمس حتى وَلُوهُم الإبَار, وعَلَبَهُم المُسْلِمُونَ على عَامَةٍ 
ظهرهم. واْئْبَعَهُم هُم أبو بكر رَضي الله عنه» حتى تَرَكَ بذي الْقمّة” وكانَ ول 
المح َوَضَعَ بِهَا النعْمَانَ بن مُقَرْنِ في عَذٍَّه ورجع إلى المَدِينةء فذَّل 
المُشْركون لّهاء وجميع م المُرْتَدُونَء وَحَلّفَ أبو بكر رَضيّ الله عنه : الْمََْْنَ'*) 

في المُرْتَدِينَ كُلَ تَْلّة َتَلُوها مِنَ المُسْلِمِينَ وزيادة عليه؛ ٠.‏ ثم أفبَلَث أُمَرَاء 
السَرَّاياء وأمَائْلُ من أَضْحَابٍ أسامة وسُبّ بذلكء وَوَافَاهِ المُسلِمُونَ مِنّ 
التَوَاحِي ؛ وقدِمٌ أسَامَةٌ وتَكامَلَ الأجِتاد» وَاسْتَحَْلّفَ أبو بكر أسامّةَ على المدينة 
[122 ب] وعبّأ العَسْكرَء وسَارَ إلى أغل الرٌدَوَ فقالَ له المُسْلِمُونَ عند تَدْكُ 


- 440 _ سويد بن مقرّن ومَعْقِل بن مقرّن / أنظر 


(1) ق: يوملون. ضبط الأسماء وترجمتها. 
441 _ (3) ق: القص. 


(2) ورد في المخطوط اسم عبد الله غير أن 4) ق: للصلش. 
ابن قتيبة يذكر أن للنعمان أخوان هما 


255 


المنبر: ”يا خليفة رسولٍ الله إن عَرْضْتَ نَفْسَكَ فإِنْكَ إِنْ نُصَبْء لم يَكَنْ النّاسٌُ 
نظاماً. مَقَامكَ أشَدُ على العَدرٌ: فَائِعَتُ رَجُلاء فإنْ أُصيب أمرت آخْرَ. فقال: 
«وَالْهِ لا أفعَل ولآاء وَاسَيّكُمْ بنفْسِي». 

442 - فخَرَجٌ بِبَغْلَيِهِ وَضِيَ '" الله عنه إلى ذِي حَسًا وذِي القّمَّةَء وصَادَمَ 
القَوْمّ. فهزم الله القَْم» وَاسْتَوْلَى أبُو بكر على الديار وأقام بها أيامأُ. وعرفهم 
السَيرَةَ فيهم» وفي أزضهم وسبيهم ؛ ثم أمَر خالد” بنّ الوليد» وغيره على 
َال من© نأى* عنه من المُرْنَدُينَ: حتى كُيلَ مُسَيلمَة: ومَلِكَ على يده كل 
دَاعِيَةَ إلى الرَّةِ. وَاسْتَمَرٌ الإشلامٌُ. وظَهّرَ أهلّه؛ والْحَسَمَتْ مَوَادُ أهلٍ الكَفْرِ 
والبِمَاق. ولم يَرَلُ على الجُّد في حَرْبهمء ومُتَاجَرّتهمِ حتى طاروا في البلادٍ 
ودَرَسَتْ آثارُهم ورُسُومُهمء وأعرَ الله بهِ الدينَ والمسلمينَ . وأهْلّكَ الله من كان 

مِنْ هل اليَمَامَة واليَمَنِ وعْمَانِء وغيرهما'” من البلادٍ من أَهْل الرْدّةِ في سِيرَةٍ 
طويلة» تَرَكتٌ ذِكْرَهَا على التَفْصِيلء وما َرَدَ فيها من من الوّفَائْع والأشعَارٍ 
والأمَائِل» ورْجُوع من نَابَ إلى الحق. وت ولي أبوا” ' بكر رَضِيَ الله عنه؛ ليلاً 
يطول به الكتاب. هَلْ نَجِدُونَ؟ رَجِمَكُم لله مِثْلَ هذه المَقَالآتٍ لأحَدٍ من 
المُسْلِمِينَ غَيْرهء أو تَجِدونَ له فيها عديلاً ومماثلاء وفَضلٌ هذا المَقَامِ في 
الإسلام» لا يَذْهَبُ على العرّام فضلاً عن أَهْلٍ الل والخَوّا ص . 

3 ثم إن القّوْمَ طَلَبُوا الأمَانَ» ورَفَعُوا السُيُوفَ لسَئتِهم المُسْتَظهرٍ إلى 
مِثلٍ ذلك عند العَلَبَةٍ حِشْيَةَ الخَللء وصِدْقٍ المطاعء ورُجُوع الكزو لِمُتَابَدَتَه 
فقال: «لا وَاليْهِ أو يقروا ان قتلانا في الجنة» وقتلاهم في النار»ء وما زال يقول 
والله لو متَعُونِي عُقالاً لَائَلتُهُم. لا أفْرُقُ بِينَ ما جَمَعَ الله إِنَّ الزّكَاةَ من حقّ 
المَالِ؛. في نَظَائِرٍ لهذهٍ الأنَاريل" ولا يكون الرَجُلُ شْجَاعَاً مِقْدَاماً إلا بكنْرَةٍ 


442 _ واليمن . 


(1) وجدت رضي الله عنه مضافة بالهامش . (6) ق:ايا. 

(2) ق: خلد. 443 2 

(3) ق: ما من الأفضل بدلها ب امن». (7») ق: ليس من الأفضل اسقاط كلمة اليس" 
(4) ق: تااء. لوجود بعدها كلمة ١لا».‏ 

(5) ق: غيرهما الكلام عائد إلى بلاد اليمامة 


259 


الكرٌ والإقُدَام ومُنَاشرَةَ الحرْب» وبدونٍ ما ذَكَرْنًا تُعْرَفْ شَجَاعَةٌ ع فما 
نا مَعَ مَا وَصّفْنَا َيل إلى القع : : بأنّ عَلياً رَضِيَ الله عنه كان أشجع من 

بَكرِء لاسيما إذا كان كثيرٌ من الْأَمّةِ يَرْعَمُ أنه أَشْجَعٌ من سائر الأَمّهَ 00 
عَدَدْناه. وهذه القِضّهُ التي دَكَرْنَاهَا تُِْىْ عن فضل [23! أ] عظيم ورضى 
أصيل » وَوَمَادَةٍ وتشمير» وحَظِيرَةٍ رَعْبَةِ فيما عند الله عر وجل؛ وَانْتِقَاض في 
كم الفْضْلٍ على سائرهم؛ وأقلّ ما يُنِْ عنه يَصَعْهُ مَعْ هل الرّدةٍ: سكونٌ 
الجأ » وشِدَةُ المرّاس» النّقَدُمُ في السَجَاعَةٍ والبأس . لولا أنّه معروف في 
الشُّجْعَانٍ لم يََادِهٍ أبو سُفيانَ يوم م أُحْدِء وقد صَعَدَ الجَبّل فقال: «أيْنَ ابن «لأبي 
كَبْشة)”*' يعني رسول الله ده أَيْنَ ابْنّ أبي 0») أَيْنَ 600 الات 0 
وقد ذَكَرْنَا هذه القصة من قَبْلء وليس ما دك من شَجَاغةٍأبي بكر رضي الله 
عنه. يَبْطلُ لِمَا رُوِيَ من قَوْلٍ الِّيَ يلِِ: «إن تُوَلُوها أبا بَكْرِ تَجِدُوه ضَعيفاً في 
بده لأنه قد يكون ضعيفاً في بدن وفت تَؤْليِهه. وبعد وَكَاةٍ الب ة. وأنْ 
أقوَاهُمُ في بَدَيْهِ بل مَوْتٍ الرسول كلوه ووقت تَوْلِيتِهِ. لِضْعغْف يخدث به وتَغيْرٌ 
يُلْحِقّهُ وكذلك فليس الضّعيف في بَدَنِهِ بواجبٍ أن يكون ضعيفاً في نفْسِهٍ 
ومنّته ورَأَيه وكرّف وَإِقُدَامهء وضَبْطهِ وعِلمِهِ بمصالح الأ وقد بَقى القُوَةٌ 
في هذه الأمور على قُوَّةٍ الجسم فلا تَناقُض في هذا القَؤْل. 


(1) ق: ابن أبي قحافة هو أبو بكر الصديق/ انظر ضبط الأسماء والترجمة. 
(2) ق: ابن الخطاب هو عمر / انظر ضبط الأسماء والترجمة. 


300 


[الباب العشرون] 


[باب الكلام في صحابة أخرين. ثم عودة الكلام في علي 
31 بل 
وابي بكر رضي الله عنهما] 
[فصل] 

4 . وقد كَانَ في الصَحَابَةٍ خَلْقٌ مَذْكُورُون منهم : الرُبَْرُ وطلْحَةٌ وحَمْرَةُ 
أَسَدُ الله» وحَالِدٌ سَيْفٌ الله وأبو دُجَانَةَ: سِمّاك بن خرشة**؟ والحارثُ بن 
الصَّمّةَ وَعَاصِمْ بِنْ تَابِتِ"*' بن أبي الأفلح, والبَراءٌ بن مَالِكِ”*©2» وغَِرُهم من 
الأمَائْلٍ. وقد قال رسول الله لله علِا : «أَؤْجَبَ طَلْحَةَ. ولو لم يَقْن سل لَرَفَعفه 
المَلائكةٌ) . وقتّل الْرْبِيرٌ يوم بَذْرِ ياسراً ومرحبًا وكانا أخوين» وكانَ ياسرٌ زجح 

أشجَمُ وذُكرَ أنَّ الزبير و لَمًا التقَى بِيَاسِرٍ إِْطَرَبا بأسْيّافِهماء ٠‏ فلم يَيبًا بينا حتى 
جا في تزضع» اعَْرَضَتْ بَنئهُمَا شَجْرٌَ َجَذْها الزِيرُ ضرباً وحَبطأً 


ساسا ام 62 اس 


رَأَسِهِ حتى عض كثيّنهء فقيل له : ايا أ" عي الله ما أخجرة سيتكَه . فَحَضِبَ 
منها بِعَرّض بأنَّ العَمَلَ له دوُنَ السّئِف. وله أيضاً مَوَاقِف كثيرة. 

5 2 ورَوّى أنّسٌ قال: أُنَيْتٌ البَرَاءَ بَنْ مَالِك يتَعْنَّى بشعر لهء فقلت له: 
«أنَمَعَكَ هذا وقد أُبْدَلَكَ اللَّهُ ما هو حَيْدْ لَك : القرآن» [123 ب] فقال: «أتَرْمَتُ 
علي أن أموت على فِرَاشِي ما كان الله ليُجِزِي بعد ذلك. لقد قَتَلْتُ ما به مُفَرِدا 
سِوَى منْ أَشْرَكتُ في دموا. ورَوَى حَمّادُ بَنْ سَلْمى عن نَابتِ عن أنّس قال: 
١خ‏ رسول اله ل يوم أحدٍ سَيْفا . فقالٌ: «من يَأَخْذْ بِحَمّه) . فأحجَم القَوْمٌ. 
فأجَدَّه أبو دُْجَانَة وقَلَقَ بِهِ هام الكمّار»؛ وإنَّ هذا المؤقف عظيمء إِقْدَامٌ شديدٌ 


444 _ 
(1) ق: يايا. 


361 


مع إحجام القَوْم. ورَوَّى عمرو بَنْ ديرًا عن عِكرمّة قال: «جاء على رَضيّ الله 
عنه بِسَيْفِهِ يَوْمَ أحدِء فقالٌ لفَاطظِمَة”* رَضي الله عنها: خذيه حميداً. فقال 
رسول الله كَلةِ: «إِنْ تَكُ أخسَئْتٌ القمَالَ فقد أخسَّئَهُ أبو دُّجَائَةَ والحارث بن 
الصّمة وعَاصم بنْ ثابت' . وهذا القولٌ أيضاً من رسول الله كل والمُعَارَضَةٌ 
َدُلّ على حُسْنٍ مَوْقِعِ ما صَنَعَه القَوْمْ؛ وشِدة إنلايهم في الله عر وجل . . وعمر 
رَضِيّ الله عنهء فإنّه كانَ منه يوم بَدْرٍ من شِدّةٍ الحَرْبٍ والقَّمْلٍ ما سُمِيّ به: 
«الجَزّاراء وليس يُمْكِنُ مع ما(" وَصَفْنَا أن تَقولَ؛ عَلى كان له بسْجَاعَتِه فضلاً 
دونَ هؤلاءٍ الشُجْعانِ ودون و3 أبي بَكْر© وعُمر والربير وطّلْحَةء فقَبْتَ بذلك 
أيضاً أن لا مُتعَلّقَ لهم فيما أؤردُوة لَعَلْنَا أن تون قد كَرْرْنَا ؤكُرَ بعض ما سَلَفَ 
من وَضْنِ شَجَاعَة أبي بكر رضي الله عنه لحَاجَتِنَا إلى ذلك» وإِنْ كنا قد أَشْبَعْنًا 
القَوْلَ الآنَ ضَرْباً من الإشباع . 
[فصل] 

6 .- فإِنُ قالوا: فقد كان لعَلِىٌ رَضِيّ الله عنه من الإجْتِهَادٍ في تحفظ 
الهلم والنَظَر فيهء وكَترَى* الئاس في الدّين؛ وَإِقَامَةٍ الأخكام بَيْنَ المُسْلِمِينَ 
مُدَة أيَام نَظْرِهِ في الإمَامَة عمال الرَأيّ وَالإجْتِهَادَ في المَنْوَى» وقَِالِهِ لأهلٍ 
البَمْ الخارجينَ عليه؛ ومَجِيئِهِ” ' بدُعَانْهم وصَبْرِهٍ على البِيَانٍ لَهم؛ وجَرِيهِ 
وإِيَاهُمُ على تَأرِيلٍ القْرْآنِء ما لعلّه أنْ يُقَارِبَ ئوَابَ القَمَالٍ على تَنزِيلِهِ فقد 
رَوَيْثُم عن النَبِي كه أنّه قال : نكم مَنِْيُقَاتِلُ على تَأُوِيلٍ القُرْآنِء كما يُقَاتِلُ 
على تَنْزِيله؛» ولم يَجْعَلْ مِْلَ هذه الأمُورٍ لأبي بكرء وقد كان عمره ه في 
الإشلام أطوَلٌ من عُمرٍ أبي بَكْرِء وقد تَحَملَ في مُذَةِ بََائِهِ في الإسلام عاملاً 
بِالشَّريعَة أكْثَرَ مما تَحََاه أبو بكر: فوَّجبٌ القَضَاءُ على تَفْضِيلِهِ بهذه الخصّالٍ 
التي حَصَلْتْ [124 أ] دون غيره. يُقَالُ لهُمْ: ماد يَمْنَعُ أن يَكونَ قد حَصَل من 
هذه الأمُورٍ ما لَمْ يَخْصّل لأبي بَكْرِء ولكنًا نعْلَمْ أيضاً أنه قد حَصَلَ لأبي بكر 


445 (3) قى: أبا. 


(1) ق: وجدت الكلمتان لامع؟ واما) منسوخحة ‏ - 446 
في كلمة واحدة: «معماء. (4) ق: فتوا. 
(2) وجدت «و؛ مضافة فوق الدال. (5) ق: محسه. 


362 


رَضِيَ الله عنه ما لَمْ يَخصّل له من كِنْرَةٍ الإثفاق» وبذْلٍ المَالِ وقتّ الْحَاجَقَ 
ولا تذري إثَاق اليِسير َل أبو بكر رَضِيَ الله عنه يفي بثوابٍ ما وصفتم . وما 
انكر والإسلام في بَادى” * الأمر من الضَعْفٍ والمَافَة إلى مَعْتَى ما قد 
علِمتم» وقد حَصَل لأبي بَكْر رَضِيَ الله عنه مِنَ الحهَادٍ بَفِْهِ مل الذي حَصَل 
لعَلِىُ رَضِيَ الله عنه. ويَعْلَمْ أيضاً : أن السَبَقَ إلى الإشلام قد حصّلٌ لأبي بكرٍء 
ولعلٌ ذلك أنْ يفي بجميع ما قُلّْمء ويزيدٌ عليه وقد وصف الله عرَّ وجل 
لالسَابِقُونَ الأَوَلُوه0© » ©" بما قد عَلِمْتُمْء وقد حصّل لأبي بكر رضي الله عنه 
ملارَّمّة النّبِيْ يلد في العّريش» والغَارٍ وسَائِرِ الأوْطانٍ : في الحَرْب ما لْمْ يَخْصَل 

لِغَيْرِهِ. وقد أَبَنَا مَوْضِعٌْ المَضِيلةِ في ذلك . ولَعَلَ َوَاتَ الكَوْنٍ في الغَارٍ والعريشس 
يفي بجميع ما وَصَفْدُمْ. وقد حَصَلَ لذبي بكر َضَِ لله عنه قَُالَأهلي الزدة 
وجِهَاتهم في أمرهمء ومُخَالقَة سَائرِ الفْجَارٍ على النُسمْح بثَرْكِ جهَاوهم حتى 

بَلَعّ منه المَبْلَعَ الذي وَصَفْنَاه في' “ الإشلام» وَانْقَمَعَ م الكفد . 


047 - وقد أبنا عَظيمَ هذا المَقَام والصَنيع» وتَشْهِيرُهُ فيه واه من أَعْظمٍ ما 
ُطاع الله عر وجل ؛ وَعَلْ جهَاد أهلٍ الرَِْ يوماً واحدا يَفِي بجميع ما ذَكَرْثم ؛ 
وقد كان لأبي بَْرِ رَضِيّ الله عنه من مَُاهَدَةٍ الرُوم وافيتاح ُ قُطْعَةٍ من بلادِهم ما 
ليس لَيرِء ولعَل ذلك أنْ يَفِي بجميع ما ذَكَرْتُم لعَظِيم مَوْقِعِه في صَدْرٍ 
الوسلام . وقد كان لأبي بَكْرٍ من العَهْدٍ إلى عُمَرَ رَضِيَ الله عنهمَاء وَاسْتِكمَائه 
أئر الأمّةِ ايها للأمةٍ مَعْ عُظم مَؤْقِع ولب مر وما هَيّأة* الله عرَّ وجل 
للمُسْلِمِينَ بولايّتِه» ونَظَرِهٍ مَا لا مَدْفَعَ لَه ولعلّ ذلك أَنْ يفي بِاجْتِهَادٍ علي 
رَضِيَ الله عنه في حَرْبٍ مَنْ حَارَبَهِ مِنّ المُسْلِمِينَ وقَائَلَه على التأويل. 

8 وقد كانّ لأبى بكر رَضِىَ الله عنه من أَجَابَهُ جُلَّةٌ الصَحَابَة إلى 
الإسلام؛ ودُحولهم”” فيه بدعرَتِهِ ِل الذي قَدَّمْنا ِكُرَهم ما ليس لِعَلِي ولا 


(1) ق: مالالمى. 447 _ 


(2) ق: بدي. (6) ب: هاه. 

(3) ق: كتبت السابقين الأولين. 448 _ 

(4) سورة التوبة: 100. (7) «ود» كتبت على نهاية السطر و«خولهم» 
(5) ق: حي. على أول السطر التالي . 


263 


لغَيْره ولعَل هذا أيضاً أنْ يفي بجَمِيع ما قُلنُم؛ وقد كان لأبي [124 ب] بكرٍ 
رَضِيَ الله عنه في مُتَاظَرَة الأنضَارٍ في السَّقِيفَة ونَحْوِيفِهِم وتَذْبيرِ وتَعْظِيم 
شَأَنِ قْرَيشٍ والمُهَاجِرِينَ حتى رَجِعُوا طائعين» وانقَادوا مُذْعِنِينَ بعد شَهْرٍ 
السّيُوفِء وكِنْرَةٍ الحَوْض» وإطلاع الفئئة رَأُسِهَاء وحم مَادَةٍ ضَرَرِ الأمّةٍ 
والدّين: ما ليس لِعَلِيٌ رَضِيَ الله عنه ولا لغَيْرِىو ولعَلٌ رَد الأنصارٍ بعد نَنْي 
لوا الذي شَهَرَ عنهم وأرَا بهم نَضبْ إِمَامَيْنٍ أن يَفِي 
بجميع ما قُلَّم» ولو شِعْنا هذا لكثْرَ وَطال؛ فَمِنْ نْ أَيْنَ لا أن فَنْوَى علي رَضِيَ 
الله عنه في الدّين وقِتَاله لأَهْلٍ التَأَوِيلٍ وأداءه”" المُفْتَرَضَاتٍ مُذَةَ أيّام حَيَّاتَه 
يفي بمَا تَفَرََ به أبو بكر رَضِيَ الله عنه دونه مِمّا وَصَفْئا فَضلاً عن العِلْم بأنّه 
يني عليهء وإذا كان عِلْمُ ذلك مُمْتَبِعا مُتَعَذّراً بَطْلَ ما به تَعلَقتُم . 


[فصل] 

9 - فإِنْ قالوا: *' فقد كان لعَليّ رضي الله عنه”” المنيبٌُ على الفِرَّاش 
وليس لأبي بكر ولا لِغَثْرِهِ مِثْلَهُ. قيلٌ لهم: : لَعَمْري أنّها فَضِيلَهُ نرقم كَذر 
صَاحجبها ونُرْلِمُهُ عند رب ولكن لا سَبِيلَ لنا إلى العِلّم بأنّ ذلك كان أَفْضَلُ من 
كَرْنٍ أبي بكر مَعْ النِيْ بك في الخارٍ لاسِيّما وقد مدَّحَهُ رَبْه عزّ وجل به» وأشَادَ 
بذِكْرِهٍ فقال: اثاني إِنْنين» إِذْ هما في الغَارِ إِذْ يقول لصَاحِبه لا تَحْرَّنْ إنّ الله 
مَعَنا»”* إلى قَؤْله : لفأنوَلَ الله سَكِيئَتَهُ عَليهك© . ولم يكن دُخحْوُله الغَارَ على 
ِقَةِ من أنّهِ لا يَقْبَلُ ولا يُقَدُمُ إليه بذلك خْبّر. وقد رَوَيْنُمِ أَنَّ رسول الله يكل 
قال لِعَلِئَ رضى الله عنه: الَنْ تَمُوتَ حتى تثُقَاتَلَ التاكثِينَ والقَاسِطَينَ 
والمارقين». ونحن إن كنا لا نعم قطعا أله قال له ذلك قبل مَْيَه. فإنا لا 
َأمَنُ ذلك ونُجَوَّرُه وهو أمْرٌ يُوجِبُ الوَقْفٌ مَعَْ عَدَم العلم بالتاريخ. وليس 
مض مِنْ قِضَّة أبي بكر رضي الله عنه شَيءْ يُسْلِمُ َضَلَهَاء أيُوجِبُ لوف في 
ذلكء وكَّلامُ النّاس في هذا البَاب مَعْرُوفَء فلا حَاجَةٌ با إلى الإغرّاض في 


)١(‏ ق: أداه. (3) لعل الناسخ اسقط سهواً عنه. 


449 (4) سورة التوبة: 40. 
(2) ان كلمة قالوا مضافة في الهامش. (5) سورة التوبة: 40. 


364 


هذا فَقَوْلُّهم: إِنما حُرْئُه”" على نَفْسِهِ يُنْطِلُ قَوْلَ الله عر وجَلّ: #فأنزل الله 
سكينته عليه». وإنَّ القصّة من أوَلِها إلى آخرها جَاءَتْ على التَقْرِيظ [125 أ] 
والمّدْح والإخبَارٍ عَن السَّمَاحَةٍ بالنفس» وَاسْتِبْطَاءٍ من رَعْبَ عن ذلك مِنّ 
الصَحَابَةٍ من عَيْر قَدْحِ في عَدَالَتهم؛ ولكن على طَرِيقٍ التَمْرِيفٍ لهم في 
الأمُضَلٍ . وهذا أيضاً من مَطَاعِنِ الشُرَاوٍه وليس يَعْجَرُ المَفْصُورِوٌنَ عن إِيرَادٍ 
مِثْلِهِ مُضلاً عن أمْل النَظْرٍِ. ولكن مِنَ الكلام ما لآ يُحْسنُ الإِكْتَرَاث به 
وَالإشْتِغَال بِنَقْضِهِ 


[فصل] 

0 وإنْ قالوا: كان تلي رضي الله عنه أَفضَل وأحَىُ بهذا الأمْر 
لموضع عِلْمِهِ وتَقَدمِهِ وحَاجيِهِم إليه في ذلك اسْتِعْتَائْهِ عنهم . وقد مَضَى بَابٌ 
تَمَصَّيَِاهُ في هذا المَصلٍ من قَبْل» ذُكَرنَا فيه مَوَاقِفَ أبي بَكرٍ وحاجتهم إلى 
إِخْبَارِه بمؤضع مَذْهْنٍ رسُولٍ الله يله ورْجُوعِهم إليه في السُّكُونٍ إلى 4" 0 
بعد اَْطِرَابهِم» وانجلالٍ عَرَائِمهِم واختِلافٍ كَلِمَتِهم ثم حَاجَتِهم إليه 
الإِخْتجَاج على الأنْصَار يادو بهم ما يَف ان والصوات حت تجقوا 
مُذْعِنِينَ وَالْقَادُوا طَائِعينَ» ثم قِتَالهِ أل الرّدَةِ واسْتَذْرَاكُه من الشَرِيَعَةِ» وحسم 
ما يَؤُولُ إلى طَمْسِهَاء ويَقْضِي إلى دُرُوسِها بعد أنْ حَالَمَهُ الكل في ذلك. ثم 
مَقَامُهِ بعد الَبِيّ عليه السلام إماماً حاكماًء لا يُحْفَظْ عليه رَلَهّ ولا رُجُوعٌ عن 
قَضِيّدِه ثم ذَكَرْنًا ما رَوَى علي عنه من الِخَبَرِه وأنّه لم يَزوِ هو عنه شيئاً. وإنّه - 
أي على رضي الله عنه ‏ قد رَوَى عن عُمر رَضِيَ الله عنه أخبارأًء وقالٌ القَوْلَ 
ورّجِعٌ عنه» كما فَعلَ عُمر ‏ وسَائِرُ المُمَهَاءِء وإنّه كان يَرْجِمُ في العَمّل إلى ما 
يُرْوَى عنه كصُّنْع غَيْرِه وَقَوْلِهِ أنّ عُمرَ كانَ رَشيد الأمْرء وسُوَالَهُ شُرَيْحَا في 
الأمْوَاةَ ‏ الترائب”” الدم. ومُتَاظَرَته لِمَنْ نَاظَرَهُ وقَولهِ : «واللهِ ما عَهِدَ إلىّ رسول 


(7) من الأفضل زيادة حرف «هاء؛ لكلمة يه 
450 الصدر وترية لير منحرهة. 


(2) من الأفضل استبدال كلمة «أعني» بكلمة 


365 


الله بَكيْ شيئاً أَكْتّمُهِ النّاسَ سوى ما في هذه الصجِيفَّة) . صَحيفَةٌ كانث مُعَلَقَةٌ في 
حَمَائِلٍ سَيْفهِ فيها شَيءٌ من العَمَلٍ في أَسَْانٍ الإبل وغيرٍ ذلك؛ مِمّا يدل على أنَّ 
أبَا بَكرٍ كان من أَشَّدّهم لِقَةَ. وإِنْ شِعْتَ فرة2"0 [125 ب] رِوَايِّ على وما حُفِظً 
عنه في الأخكام على كَدْرٍ ما يَحفظ عن أبي بكرٍ. إنّما هو لأنَ أبا بَكْرٍ حَكُمَ 
وَحَدثٌ وأفتّى مُذَهَ سَئَمَيْن بعد النبِي يلل وأَنّ علياً رضي الله عنه أُقَامَ 


يُحَدَثُء وَيَفْتِي) ويسْأل * ثِينَ سَنَة ويَحْكُمُ في مُذَّة حَمْس سِنينَ منها 
وَاسْتَعْتَاءُ ذلك بما يُعْني عن رَدْهِ. 


451 وَذَكَرْنَا أنّه كان من حُمَاظٍ القَرْآن» وأنّهِ أو من نَقَدَمَ بجَمْعِه بِجَمْعِهِ إلى غَيْرِ 

ذلك من أُمْرٍِ ونَّخْنٌُ نَذْكُرُ طَرَفاً مما يُوَكُدُ هذا البَاب وَنَكْشِفٌ عنه ونَذْكُرُ رِوَايَة 
3 98 - ماك امس راع 2 1 يي ع 

علىٌ رضى الله عنه عن الصَحابة» ورجوعه في كثير مِنَ الأخكام إلى أقاويلهم. 
وُرُوله عن أخكامهم» وإقرَاره لها ورِضَاهٌ بهاء وما رَوَاهِ عنهم مِنَّ الآنَارٍ عن النَِّيّ 
كي في الأخكام وإنّه كان في جميع ذلك مَْرَامُم . ويَبْدَأْ بذكر ما رَوَاهُ عنه عن 
اني ل ؛ فمن ذلك ما نا وك ما روا أو عَُائةُ وُه عن عُشمانَ ابن أبي 
اسَمِعْتُ علياً رضي الله عنه يقول: «كنث إذا سفت م الكيك كلك خدينا نعم 
الله بما شَاء أَنْ يَنْمَعَني وإذا حَدَّئنِي غيري اسْتَحْلَفئُه فإدًا حَلفَ لِي صَدَّفته. 
َحَدَئِي أبو بكرٍ وصَدَق أبو بكر قال: «قال رسولٌ الله ينه : اما من عبدٍ مُؤْمِنٍ 
يُلْنْبُ ذَلْباً بتوضأء ق فيحسن فُيُحْسِنْ الوْضوءَء نم يُصَلي رَكعتِين ؛ ٠‏ فِيَسْتَمْفِر الله إلا غَفَدَ 
لا «والذين إذا فَعَلُوا نَاحِشَةٌ أؤ ظَلَمُوا أَنفْسهُمْ مُه" . الآيَةَ هذه 
رِوَايَةٌ ل تنمارى فيها أغل النقلٍ . ومِمًا رُوِيَ عن أبي بكر رضي الله عنه وجَعَلَهُ 
قُذْوَةٌ فيه ما رَوَاُ أو صَحْر حميد بن زَيَادٍ إِنَّ أبَا مُعَاويَةَ حَذََهُ عن سعيدٍ بَنْ جُبَيْر: 
أن أبا الصَّهْبَاءَ قال: سَأْلْئَا علي رضي الله عنه عن يَوْمِ الحَج الأكْبَّر فقال: «نَعَمْ يا 
أب الصَهْبَاءَء بَعَتَ رسول الله كَل أبا بكر يَقُومُ احج قَبْلَ حُسَةِ الودّاع بِسَنَةٍ 


(1) ق: كثرة. (3) ق: تلى. 


451 (4) سورة آل عمران: 135. 
(2) حديث نبوي. (5) ق: يابا. 


366 


وأرْسَلَني مَعَهُ بأَربَعِينَ آيَةَ مَنْهَاَا'" فَأْقْبَلنَا نسير [126 أ] حتى جنا عَرَفَةَ فَقَامَ أبُو 
بَكْرِ يَخْطْبٌ الئاس على رَاحِلّتَهِ فَحَض على الحَجّء وأمَرَ بمُواقبتهة وصلَّى 
على النْبِىّ يكل ثم قالّ: «قُمْ يا عَلِيَ بادء”7 رِسَالَة رَسُولٍ الله كلوه «فقّمْتٌ فَقَرَأتُ 
أزبِينَ أي ثم صَدَرث إلى مئتى”» قَرَمَيتٌ الجَمْرَةَ» ونَحَرْتٌ البَهِنّةَ وحخَلَفْتٌ 
رَأْسِي ثم طَفَفْتُ أنبَعْ بها القَسّا جلجلٌ أهْ قرَاؤُها عَليهاء وعَرَفْتُ أنْ أل الحَرّم لم 
يَشْهِدُوا المسجد كلهم؟. ذَكَرَ في هذه الرٌ وَايَةِ اْتدَاه بأبي بكر رضي الله عنهماء 
وعَمَلُه على فِعْلِهِ في إِمَامَةٍ الحَجّ والإخبَارٍ عن يوم الحَحّ الأكبّر. 


[فصل] 

452 - وقد تَقَدْمَ من رِوَايتَا في القَوْلٍ بتَفْضِيلِهِ عِلَمُهِ ونَِيْهُ ععن صفةٍ ذلك 

خْبَارُْ بالعْقُوبَةٍ عليه؛ وقوله: ١أيُكُم‏ يُؤْخْرُ مَنْ قَدّمَهُ رسول الله كلق وما قَالَهُ 
ين اليب في تم هذه الكلمة لذ وإله الى منه ا ل يأب ب علد مي 
الصَحَابَةٍ فيه إلى عِلْم أبي بَكْرٍ رضي الله عنه» وددلا بعد قاب ملم عايج 
استغلام المَْضِع الذي دمن فيه رسول الله كه حتى قال: رَوَى لهم أبو بَكرٍ 
قَؤْله عليه الثلام” : «إنّما يُذْفَنُ النَِّنُ حَيْتُ يَمُوتُ. ونحنٌ مَعَاشِرُ الألْبياء تُذَفنٌ 
حَيْتُ نَمُوتُ)”! *. وما ذَكَرهُ من تله لهم ٠‏ لو لم تَْبّت هِذِه الرواية مِنْ قَولِهِ: 
«إنَ الله لَمْ يَتَوَفَ نَبيّهُ إلأ في أطَيَب ب البقّاع وأحَبّها إليه؛"”” . إلى غَيْرٍ ذلك مِمًا 
أوْجَبَ عَمَلَهم على قَوْله؛ ورُجوعهم إلى رَأَيهِ. وقد دَلَّ على صِحََةٍ اسْتِخْرَاجِهِ 
هذا قَوْلّهُ عليه السّلام: 'بَيْنَ قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوْضَة من رِيَاضٍ الجَئقه” . وما 
رَجِعَ فيه علي وقَاطِمَةٌ رَضِيَ الله عنهما إلى قوْلٍ أبي بَكْرٍ رضي الله عنه؛ رِوَايئُه 
َرْكُ المُطَالَبَةِ بالإزثِ من ال كل بمَّد9 وسَهُم حير وغيرهما بعد أنْ طالب 


(1) ق: منهاة. (7) (32و33) حديث نبوي. 

(2) ق: بمواقبته من وَْبَ أي أقبل وجاء. (8) حديث نبوي. 

(3) فى: باد. (9) فذك قرية بالحجاز بينها وبين المدينة 

(4) ق: منا. يومان أو ثلاثة أفاءها الله على رسوله فى 

(5) ق: القسًا حلحل. وقسًا السير: اسرع سنة سبع صلحاً / أنظر معجم البلدان 
فيه. وجَلْجَلَ: حَوُكه تحرك في الأرض المعارف لابن قتيبة : 195. 

452 ل 

(6) فى: السَلّم. 


367 


بذَلِكَ حتى رَرَى لهُما أبو بَكْرٍ رضي الله عنه: «أنَا لا نُوَدْتُ ما تَرَئُا فهو 
صَدَقَةُه0©. وكفٌ على رضي الله عنه عن الحَرْض في ذلكء وقالتُ له فاطِمَةُ: 
«أنْتَ وما سَمِعْتَ من رسول الله كَل غَيْدُ رَادِ ولآ مُنكره»» وَسَّتَذْكُدُ هذه القِصَّةً 
على شَرْجِها والألْقَاظَ التي رُوِيَتْ عن أبي بكر وعُمرء وَحُذَيْفَةَ بن اليَمَانِ 
وعَائِشَةَ وغيرهم [126 ب] ومن شَّهِدَ مِنَ الصَّحَابَةٍ على صحُحة الرِوَايَة: كطَلَحَة 
والزبيرٌ وسعدٍ والعباس وغيرهم مِمّنْ نُسَمَيه بعد هذا. 

3 والذي ججله”2 أن علياً رضى الله عنه بِفَدَك أو كانَ ذلك من قؤله 
ورَأَيهء ون لمْ يضح عنه قَوْلهُ فيه جَامَرَ بِهِ في الظَاهِرٍ مُطَالبَةَ فاطمة بِإزيها مِنَ 
النّبئّ عل وليس يَجُورُ أن تكونّ طَالَبَتثْ بذلك من غَبْرٍ مُجَارَاة عليّ؛ 
ومُطَالَعَتِه» مع كوْنْها في مَنْزِلِهِ؛ وَعِلْمِها بِمَحَلّهء وكَوْنِهِ قائماً على أمرهاء ولا 
يَلِيِنُ بِفاطِمَةَ رضي الله عنها اغْتِقَادُ مُخَالْمَةٍ على وتَرْكِ أمرو ورَأَيهِ في تَرْكُ 
المُطالبَة بِقَدَك. ولو كان أمْدها بذلك . فلو كان عِنْدَهُ قول من اللي كَلِهٌ في مَنْعِ 
التَوْرِيثِ منه. لعَرّفْهِ فَاطِمَة رضي الله عنهاء ٠‏ وَذَّكُرَهُ لَهَاء وأَغْئَى”” به عَنّْ 
المُطَالبَةِ» حتى يَرْوِي لَهَا ما يُوجِبٌ كَمُّها ورُجُوعُها. وما يجب أنْ يكونّ علي 
رضي الله عنه قد رَجعّ فيه إلى قَوْلِ أبي بر أي على روَاَة الشِيعة خاصةً 
دون غَيْرهم” “ ونَرْك المُطَالَبَةٍ لأِي بَكْرِ بِإِنْمَاذِ شَهَادَةٍ أ أَئِمَن . على أنَّ النّبىّ 
كل كان يَحُْل قاطمة رضي الله عنها: قَدَك عند قَوْل أبي بكر لَهُ ولمَاطِمّة» على 
ما يُوجِبُه أيهم «رَجُلا مَعَ الرّجلٍ وامْرأةٌ مع المَرْأَةٍ حتى أَحْكُمَ بذلك»» لَيكُونَ 
الحَكُمُ واقِعاً بشَهَادٍ رَجْلَينٍ أو رَجُل وَامْرَأتين ؛ لأنّ شهُودَها على قَوْل الشِيعَة 
كان على وأَمُ َيْمَهِ' *' وعلي رضي الله عنه عَلِم صَوَابَ ما قَالَهُ أبو بَكُرٍ رضي 
الله عنه في هذا الباب . وهذا الخبَرُ الذي تزويه الشيعَةٌ من شَهادَةٍ م أَيْمَن 
ليس بصحيح ولا ثابتٍ؛ لأنّه لو أب بَثْ البَُْ برَجْلَيْنِ أو رَجُلْ وامْرَأتَينِ لم يَجْزْ 
أن يَْضِي أبو بكر لفَاطِمَةَ بَِدَك: لأنّها لم تَكْنْ قَبَضصَنْهَاء والهبَهُ إذا لم تُقبَض 
َبْلَ مَوْتِ الوَاهِب رَحِعَتْ إلى مُلْكَهء وصَارَتْ ميراثاً بإِجْمَاع المُسْلِمِينَ. وفي 


(1) حديث نبوي. (3) ق: اغنا. 


453 2 (4) من الأفضل زيادة حرف «واو» بعد كلمة 
220 : جلى . (غير هم . 


368 


الأمَة ة مُلْكُ الواهب في حَالٍ حَيَاتِهِه ولم يَجْرْ المَضَاءُ عليه بذلكء إذا طَالَبّه 
المَْهُوبُ له. وأقام اليه على البق نإ ضلث ذال اله الشْيّعةَ : لهذا الأ ف فقد 
الحَكمُ بلحل قبل كَيِضَيْد: لهل يجوز السك بهاذ ا رجه عل 
رَضي الله عنه يَبْعُْد عِنْدَنَا عن ذمَابٍ هذا عليه ويَرْتَفِعُ قَذرّه في العِلْم عن 
السَهْوِ بوَاجِه. ْ 


369 


[الباب الحادي والعشرون] 


[باب الكلام في رجوع علي إلى أبي بكر وعمر وعثمان 
رضي الله عنهم والكزلام في تقصي الفضل ونقض اعتلال 
الشيعة في التفضيل بالقرابة] 


[فصل] 

4534 - غير أن رِوَايَةَ الشِيعَةٍ لهذا الباب تُلزمه هذه الْأَمُورُ وهِمًا رَجَعَ 
بملياً رضي الله عنه وَخَيْرَه إلى رَأَي أبي بكر بعد مُخَالَفَةٍ له: إِيجابٌ قتالٍ أَهْلٌ 
الرِدةء وثَرْكُ التَسَمّح لَهُم بِمَا الوا بعد أنْ قال له علي ومُمر رَضِيّ الله عنهم 
والجَمّاعَة : «أَثرُْكِ الئاس وشّأنَهم إذا أَقَامُوا الشَهَادَتينٍ». ٠‏ فَأَجَابَهُم وَرَاجَعَهُم بما 
قد تَقَدّمَ شَرْحنا له حتى رَجِعُوا إلى قَوْلِهِ ورَأيه؛ وعَلِموا صَوَابَ ما أَشَارَ به. 

فأمّا رُجُوعُْ إلى عُمر رضي الله عنه ورِوَابَتِهِ عنه فَظَاهِرٌ مَشْهُورٌ في غيرٍ 
قِضَّة ورِرَايّة: فُمنها تَرْكْهُ المُطَالَبَةُ بإزث مَوَالِي صَفَيةَا*) 1 الزْبيرٍ وتَحَمُلٍ 
عَقْلهِمء وذاك أن علياً والبير رضي الله عنهما؛ اْعصَمَا إلى تمر في مَوَالي 
صفيةً فقال عايّ: الْحنْ نَعْقِلْهُمْ ونرِنُهُمُ . وقال الربَير: ١أنَا‏ أرئهُم وعَلَيِك 
عَفْلَّهُم) . فقال عُمَر رَضِيّ الله عنه : «حكمَ رسول الله كه : أن الميرَات للائنٍ 
العمل على العْْبَةَ) ٠‏ فأَدْعَنَ لِحُكم عُمْرٍ ورِوَائِتِهِ؛ وتَرْك المَوْلٍ بِمَئْع الوّلّد 
لإزث مَوَالِي أَمّه ٠‏ وليس في أَمّة محمد يلي من يقول أن ميراتٌ المؤالي للضي 
دون الوّلَدِء كما أن العَقْلَ عليها لأنّ عليا رضي الله عنه رَجِعّ عن هذا القَوْلٍ 
إلى قَوْلِ عمر ورِوَايّتِه لتَوْرِيثِ الولد دون العغضبَةِ . 

5 ورَوَّى ذلك عن عُمَر يُونِس عن الحَسّن ودَاوْدُ بْنَ أبي هِنْدٍ عن 
الشَّعْبِيء وغير هؤلاء أن علياً والزبير رضي الله عنهما اخْنَصَمًا إلى عُمَر رضي 

3210 


الله عنه فى هذه القصّة؛ فرَوَى وحكم يما قلنَاهء ورَوّى وكيم وعيد الرحمن 
عن سُفْيانَ عن حَمَّادِه عن ابراهيم: «أنَ علياً وَالزْبيِرَ رضي الله عنهما اخْتَصَمًا 
في مَوَالِي صَفِيةَ؛. وذْكرَ القِضّة. ورَوَى عَبْدُ الرَزَاقِ عن مُعمر عن الزهري: أن 
المَغِيرَةَ بَنْ شُعْبَة قال فى هذه القِصةً: «قال رسول الله يككةِ: «يعقل عنها عُطْبَتُها 
ويرئها بنُوهَا». وليس بَيْنَ أهل لتقل والفقّه خلافٌ فى تُبُوت [127 ب] هذه 
الرِوَايَ ولا في أن الإزْتَ للولد» والعَقْل على العْضْبَةِ . 


6 ومِمًا يَحْرُجٌ فيه علي أيضا إلى رِوَايَة عُمر رضي الله عنهما وعَمِلَ 
فيه على إِسْنَادِ وتَْكه أنْ ركه في وُضُويِو” أحذ. رَوَى”” عَبْدَ الله بَنْ 
سَعِيدٍ الكندِي قال أبو" عبدٍ الرّحمن العِثْرِي”" عن عُقبة بن عَلْقّمَة اليَشْكُرِي 
قال: «رَأَيْتٌ علياً ب بن أبي طالب رضي الله عنه يَسْتّقي ماءَ» فأرَدْتُ أن أستقي 
لهء فقالَ لِي: مَهِ! ني رَأَنْت عُمَر بن الخَطَّاب يَسْتَقِي مَاء فأرَدْتُ أَنْ 
أسْتَقِي”” له . فقال لي: مه يا أبَا الحَسَن فإني رَأَْتُ رسول الله بل يَسْتَقِي ماء 
زَمْرَم فأرَذثُ أن أَسْتَقِي له . فقال لي: يا حُمَر إِنّي لا أَحِبُ أن يُفْرِكَني في 
طهوري أحَدًا. فجَعَلَ عُمر رضي الله عنه قُذْوَةٌ في هذا الفعل. وَجَعَلْه إماما 
يُفِيدٌ الجْبْرَةٌ فيه . 

١‏ 7 ومِمًا جَعَلَ عُمر رضي الله عنه حُجَّةَ فيهء وقُذُوَةَ فى روَايَتِه 
ِسْتِشْهّاده شرَئْحاً على رِوَايّة عُمر رضي الله عنه على النْبِي يله ْله : «الْحَسَنْ 
وَالحُسَيْنَ سَيِدَا شَبَابِ ب أَهْلٍ الجَنةَا . رَوَى أَحَْمَدُ بنٍ المُقُدَام العِجَلِي قال: 
حَدَتَنِي حَكيمٌ بن حزاه© قال أ بو” الأغمش عن إبراهيم بن يزيد عن علي بن 
أبي طالب رضي الله عنه في حَديثِ طويل و0 لعلي مَعْ شُرَيح . «قال: فقال 
علي لِشْرَيح: «نَمَدْنَكَ الله أسَمِعْتَ عُمر بن الطاب يقول: سَمَعْتٌ رسول الله 


457 - 456 - 

1) ق: وضوه. ق: حدام . 

2) ق: رواء. ق : بالاعمش. 

(3) ق:يا ل كلمة الواو مضافة فوق «قع» والقاف 
(4) ق: العرى. دوت نقط. 


(5) يكرر ثلاث كلمات «فأردت أن أستقى». 


3/1 


يقو قول: «الْحَسَنٌ والحسين - سيدا شباب أهل الجَنّةِ)”'. فلم يَذْكُر في هذه 


48 - وقد فكونا من قبل وله في قضةٍ تضارى زان وجوابه لهم عن 
المُطالبَة ِنَم بنَفْض حُكم عُمَر : أن الذي أَحَذْهُ عُمَر لم يَأَحَذَهُ ِتَفْسِهٍء إِنّما أده 
لجمَاعَةِ المسلمين. اوكان الذي أَحَذَ منكم حَيْراً ِمّا أغطاكُم: والله لا أرُدُ شَيئاً 
صَنَعَهُ غمر) . إِنَّ عُمر كانَ رشيدٌ الأمر فجَعَلَهُ كَذُوَة وشَّهِدَ له بِالرّشَادٍ وهذه 
َضِيلَةٌ عَظيمَةٌ وتفْخيمٌ منه لِسَأَنِ عْمَر لا حَفَاءَ به. وكذلك فقد رَوَى عليٌ 
رضي الله عنه عن عُفْمَانَ رضي الله عن" وعَمِلَ على عِلْمِهِ ورِوَايَتهِ في مَنْع 


الصْنَاعٍ من المَسَاجد. ورَوَى عَبْدَ لله بَنْ مُحَمّد إن نَاجِيةَ قال أبو محمود بن 
جِدَّاشَ قال أبو محمّد بَنْ نَجِيب الكوفي التْقَفِي , [128 أ] قال جعفر بن محمد 
عن أبيه عن جدَّه على بن أبي طالب قال: «صَلَّنْتُ العَضرّ مع عثمان بن عمَّانٍ 
رَضى الله عنه أميرُ الْمُؤْمِنِينء فرَأى حْيّاطاً فى نَاحِيّة لمجي ٠‏ فأمَرَ بإِحْرّاجه 
فَقِيلَ له : يا أمير المُؤْمِنِينَ إنّه يَكْنْسُ المَسْجِدَ ويَخْلُقُ الأبوَابَء ويّرْش أخيّاناً. 
فقال عُثمان رضي الله عنه: «سَمِعْتُ رَسول الله كَلِةِ يقول: اجَنْبُوا مَُسَاجِدَكُم 
مَتَاتَكو)77 . فجَعَلَ عثمان أيضاً كُذُوَة في هذه الرواية» وذكُرُها عنه يَْنَدِي هو 
بهَاء ومَنْ بَعْدَه مِنّ الأمّةِ. 
[فصل] 

459 وكذلك فقد رُوِيَ عن عُبْرِ هَؤْلأء ِمْنْ يَظَنَّ ينبعث؛ ويخرج 
ِالإِشْتِعَال بِهِ عَنِ الغَرَ ض المَقصودء وبعد فكيف وجب القول بِفَضلٍ علي 
رضي الله عنه على البَمَاعَةٍ واسْتِحقاتِهِ الأمرّ برجوع مُمر إلى رَأَيهِ؛ وقول 
ولم يَجِبْ ذلك لعْثْمَانٍ. وقد رَجِعَ ثُمر إلى قَولِه حين سَأَلَهِ مر عن الْمَرأةٍ 
التي أنْهى إليها. إِنّها حَامِلُ من حَرَام وهي - أمّ خاطِبٍ سَألَ عنها أضحَابَ 
رَسُولٍ الله مَك وفي لمم علي وعبد الرحمن وعثمانٌ» فَأَوْجَبَ علىٌ؛ وعبد 


(1) حديث نبوي. 

(2) فى: بعد اسم عثمان وجدت جملة كرم الله وجهه فاستبدلتها برضي الله عنه فمن النادر جداً أن 
ترد هذه الجملة بعد اسم غير اسم علي بن أبي طالب لإعتبارها خاصة به وقد أطلقها عليه 
المتقدمون لأنه لم يكن يسجد لصنم. 


(3) حديث نبري. 


372 


الرحمن عليها الحَدَّ. فقال لعثمان ما تقولٌ: فقال عُثمان: «قد أشَارَ عليك 
أحَوَاكَ). فقال عُمر: «الله أكبر». وذكرٌ أنه عَمِلَ على قُولِهِ بعد مُشَاوَرَتَهِ عليا 
وغيره» كما حَكُمْ بقول علي بعد مُشَاوَرََ؛ اوكيف لَمْ يَجِبٍ أيضاً الل بعَيها: 
أن يكونّ أَعْلَّمْ الأمّةَ بأشرهاء وأحفظهًا وأحَمّها بِالإمَامَقَ وأفضّلها لأخلٍ رجُوع 
علي إلى قَوْلِه. فروَايَئُه في جَوَازِ إِدْخَارٍ لوم الأضاجيء وإذا كان عَلِياً رضي 
لله عنه كان يُفْتي'" بأن لا يجلس فوقٌ ثلاث حتى أَعْلَمُهِ الرَاوِي أنَّ رسول الله 
كي رَخْص فيها بعد ما نَهَى عن اذْخَارِهًا فرَجِعٌ إلى ما أعْلْمَه من ذلك. وكذلك 
كيف لَمْ يَجِبٍ هذا الفعلُ لمَنْ رَوَى له؛ وَلِمَيْرِهِ تَحْرِيمُ متعة النْسَاءِ ولُحُومُ 
الحَمِير الْأهْلِيّةِ بعد أنْ كان يَرَى ذلك على رِوَايّةِ الشيعَة» وبعض من صَخ/2) 
عنه هذا القول. وكذلك كيف لَمْ يَجَبْ القَضَاءً بِمَضْلٍ عُمر عليه وعلى سَائِرٍ 
لآم لِمَا رَوَيْنَاهُ من قبل [128 ب] من أن علياً وعمر رضي الله عنهما اخْتَلَمَا 
في المجَدٌ . فقال عمر: لايقول علي»2. وقال علي : اليقول عمرا؛ ثم رَجِعّ كُل 
واحِدٍ منهما إلى قولٍ الآخر. فيَجبُ أنْ يكونّ كل وَاحِدٍ منهما على هذا إماماً 
لصَّاجبهء وأْفْضَلُ مِمَنْ هو أَفْضَلْ مِنه لأجل هذا الرجوع؛ أو يَجِبُ خروججهما 
عن المُضّل واسْتِحْفَّاقٍ هذا الأمر. 

460 - وكذلك كَنِفَ لَمْ يَجِبٍ القَضَاء تَفضِيلٌ رَيْدِ بن ثابتِ لسكوت علىٌ 
عن محَاجَةٍ لَهُ في قَوْلِهِ في المَكَاتِبٍ: أعني علياً أنه إذا أذَى شيئاً عتق من رَفْبَته 
قَدَرَ ما أذّى» وَاسْتَرَقٌ الباقي بحسَاب » فقال له رَيْد بن نابت في ذلك : لأَرَأيْتَ 
إِنْ 00 أكُنْتَ رَاجمه) . فقال: دلا» قال: «أرَأَيِتَ إِنْ شَهِدَ تَقبلُ شَهَادَنّه) . 
قال: «لا». قال رَيْد: «فهر إِذَنْا' ما بَقِيَ عليه دِرْهَم). فْسَكتٌ على رضي الله 
عنه سكوت مُقِرِ لقَوْلِه وعَالم بصحة احْتِجَاجهِء أو بَاطِنِ في ذلك ومُرْتاب””) 
فيه . وقد ذَكَرْنَا في باب القَّوْلٍ في العِضْمَةٍ سُقوط قَوْلٍ مَنْ أَوؤْجَبَ عِضْمَةَ 
الرمامء وكونه أَغْلَمُ الم . وابنا أن علياً ندم على إِخْرَاقِ التناوئة من سات 
وما كان من قَوْلٍ ابْنِ عَبّاسَ له. وقد ذُكَْنًا في أكْثّر ما قَدَمْئَاهُ مِنَ نَّ الروايّات : 


- 460 - - 459 


() ق: نفى. (3) ق: زنا. 
(2) ق: صحح. (4) ى: إذن. 


(5) ب: مرنا من الأفضل زيادة اباء؟. 


232/13 


نْدِمَ أت النَدّم على المح لتخكيم» وأنّهِ إنما قال لما رَجِعّ من صَفْينَ» وحَكمٌ وكثْرَ 

شعبٌ المُحَكُمَةٍ بَْدّها”” وطغيهم عليه : 

قدرَالث _رَلْهَلاأَحئَذدِرُ ‏ سَوْفَأكيسٌ وأسشتكمة© 

وأَجْمَءْ الرّأي ١‏ لسَتِيتَ المُنْتَشِرٌ ‏ إِنْلمْ يُشَاغِيِيرِ العَدُرٌ المُنْتَصِدُ 
[نصل] 

1 - وكذلك قد رَوَى أنَّ عَبْدَ الله بن جعفر بن أبى طالب» إِشْبَرَى ذَاراً 
بأربعين ألف دِرْهَمء فأرَادَ عليٌ رَضِىَ الله عنه الحَجِرٌ عليه وكانَ وَصِيّ أبيف 
فأنّى عَبْد اللَهُ عثمانَ فقالَ: «يا أميرَ المُؤْمِنينَ إِنّي اشْتَرَيْتُ دارا بأربَعِينَ ألفا» 

وإِنَّ عَمّي يُريد أنْ يَحْجُرَ عَلي». فأتى علي عُثُمان رضي الله عنهما يُطَالِبُ 
بحجره عليه: وكان الرُبَيْرُ شريكة فيها. فقال غثمان: «كيفث أَحَجرٌ على رَجُلٍ 
شريكة اير : فاتك علي رَضيّ الله عنه,ٍ وأعرَض عن الطاب بالحَجرٍ 
عثمان: ام الي عليه ؛ ولقال له: ارك اي لسَفيه ٠‏ ينا يُوجِبُ 
تَمْكيئُه مِنَ التَصَرّفٍ مَعْ اسْتِحْمَاقِهِ الحجرٌ. وقد ذَكَرَ أنّه كان نَّ يَقَولُ لعُثمانَ أكثر 
[129 أ] من ذلك ويَنْتَقَمُ عليه أمُورٌ يُجَاهِدُ بها حتى يُقِيمَ عُثمانٌ العُذّْرَ فيهاء 
وخاصة على روَايّة الشيعة؛ فكيف يَعْقّلُ منا لِشَّبَهِ فى دَفْعِهِ عن الحَجر الذي 
طَالّبَ بوء لولا عِلْمُهُ عِنْدَ التَرَافُع إليه بصَوّابٍ ما حَكمَ به. 

2 . وذَكَرَ أيضاً أنَّ علياً رضي الله عنه وَجَدَ درْعاً لِرَجُْل من قريش يَوْمَ 
الجَمّلء وأنَّ الرَجُلَ كانَ طلْحَة بنْ عُبِيدَ الله رَحْمَةٌ الله عليه» فَقَالَ على : ١هَاتِ‏ 
ادن . فقال لجل : ايها بأريسة آلاف ومع , دقال: بيني ويك شريح. 

3 00 
ومَؤْلى لَه َأنهُم ث 3 على المولى ولم جز شهاد ٠‏ فَعْضِبٌ علي وأخدً 
الذرعء وقال: « الله مز وجل أب 0 . وعَزّلَ شريحا ثم ولاه. وفي أكثر 


(1) إن كلمة «بعدها» مضافة بالهامش. 462 _ 
(2) بحر الرجر. (3) إن كلمة «شريح» مضافة في الهامش . 


314 


الروايات انه لان امتناعه من حكم حاكم نصبه يجوز وحكمه غيرٌ سَابَعْ - 
لأن حُكم مَنْ هذه سَبِيلُهُ جائز عليه» ولَّهُ إذا صَارَ حُكمُّه؛ لأنَّ حَاكِمه يَحَكُمْ 
بِشَهَادَةِ مَنْ يَعْرِفُهُ بِالعَدَالَة» ولا يَنّهمُهء فإذا انْهَمّ شُرّيح المَؤلى لم يُلَزْمه 
اسْجِمَاعٌ شِهَادتِهِ. ولَعَلّ عَلياًا" رَضِيَ الله عنه أنْ يكونّ إنما عَرَلَ شريحاً بِسَبَبِ 
وَافْقَ هذا الحكمء فإنَ في النّاسٍ مَن يرْعَم أنه لا يجوز الإمتتاع من حُكم 
كمه من العَامَّةِ الذينَ ليسوا بِمُضَاةَء ولا حُلَمَاءَ للقَضَاءِ؛ فكيف بِمَنْ جُعِل 
وَالِيا حاكماً . 


[فصل] 

3 - فإنْ قال قَائِلُ: ما أنْكرْتّم أنْ يكونَ هذا الحَبَرُ بَاطِلاً من قبل أنَّ 
عَلياً رَضيّ الله عنه كان هُوَ الإمَامُ» وله أنْ يَحْكُمَء وقذ كان عَرَفَ أَنَّ الدزعَ 
لطلْحَة؛ وَوَرَنّته يُجَوّزون ماله: فكان يجب عليه انْتَرّاعه مِنْهُ ورّده على الوَرَنَّة. 
يُقَالُ له : لأ يَجِبُ ما قُلته لأنّه يُمْكنْ من رَأَيه نَخرِيمْ الحاكم لِعلمهِ؛ ولَمْ يَنْتَزِعه 
لذلك» ويُكنٌ أن يكون إِنّما لَمْ يَنترِعَهُ لحَوْفٍ ْسَادٍ في الأمِّء وسُوء ظَنّ بف 
ون أحَذَهُ بالحكم والبَيئٍ. إن القَقَتْ أثْرَبُ إلى جَمْع الكَلِمَةٍ وفي النْهمَةٍ. وقد 
ًا فيما سَلَفَ أن هذا أَجمَعٌ وأمئاله لا طَعْنَ فيه» ولا مَنْقّصّة على الأِمَةٍ ولا 
على المُمَّهَاءِ. وإِنَّ سَائِر الأَيِمّةِ الرَاشِدِينَ كانوا يَقُولُون القَوْلَ ويَرْجِعُونَ إلى غَيْرهِ 
- سِوى أبي بَكْرِء فإنه لَمْ يُحَفْط عنه رجو" عن قَضِبةٍ ويَْألُونَ الئاس عن 
كيم ما عِنْدَهُمْ , مِنَ الشَرِيعَةٍ . هذا أبو بكر يَسْألَ الناس على المِْبرٍ منْ عِنْدَهُ 
عِلْمٌ من رسول ال يك في توريث [129 ب] الإحوَة من الأ مِنَ الذّمّةَه وفي 
دِيّةِ الأصَابع؛ ويقول عن عُثمان رضي الله عنه عن النبِيْ كلِهِ في أَحَدٍ الحْوَنَة 
من المَجُوس: فَليَّأَتَئَا به حتى أخبر بذلك». فلم يُنكِرَ هذا عليهم أَحَد ولا 
أَخْرَجَهُم به عن المَضْلٍ ؛ ولا قَالَ لهم: ليست هذه مَسَائِلٌ الأَئِمُق ولو كان 
ناك مَائِل لهذا لتوفْرَث الدَرَاعِي على نَفْله وإِشْهَّادِ وفي عَدَمِ العم به دَلِيلُ 
على سُقُوطٍ فَوْلِهِم في العِضْمَةَ والقَدْح في التَفْضِيلٍ ببخث المَرْوه ومسألته 


000 ق: علي. 463 - 
)2( ق: رجوعن . 


315 


وَارَيِيَابه ورُجُوعِهِ عن القَوْلِ بعد اعتِقَادِهِه وقول النَبِيّ يك للبيدٍ بَنْ زيّادا" حيتٌ 
قال له عليه السلام”: «وهذا أَوَانُ ذَمَابِ الهلم)(©. فقال له ا كيف 
يَذْمَبُ العِلْمُء وفينا كِتَابٌ الله عزّ وجل تُعَلْمُه أبَنَاءَنَا ويُعَلَّمُه أَبْتاوْنَا أَْتَاءَهُم؛. 
فقال له: «تكلفك أمْكَ ابن أ لبيد إن كنث لأعدّك من ثقهاء المديئة. ألَنِستْ 
التو ري“ في أَيْدِي اليَهُود: 9نَمَا أَغَنَثْءَ عَنْهُم 4" شيا . وقوله في قِصّة 
معاد(" : «فَإِنْ ذَلم تجد في الكِتّاب والسُّنّةَا ٠‏ قال: «الجتهد رَأي» . فقالٌ: 
«الْحَمْدٌ لله الذي وَفَقَ نَّ رسولّة). وقوله لعمر: «أرَأَيِتَ لو تَمَضمَضْتٌ هَل كان 
عليك مِنْ بجنّاح). قال: «لا». وقؤله: «يَكفِيكٌ أيه الضّيف). وقوله 
للخثعمية”* : «أرَأَيْتِ لو كان على أبيكِ دَيْنٌ أكُنتٍ قَاضَيْتِه؛. قالث: ١نَعَمْ).‏ 
قال: هَدَيْنُ الله عرّ وجل أولى». إلى تَظَائِرٍ هذه الأخبارٍ من أَعْظَّم الأدِلَةِ على 
أَمْرهِ لهم بالقياس. والإسْتِنْبَاطِء وجّوَازٍ رُجوع الحَاكم والققِيه إلى ما هو عنده 
أولى. 


[فصل] 

464 - وقد قضَى عُمر رَضِيَ الله عنه في امرأة تَرَوّجَتْ في عدَّتَها بالفِزقةِ: 
وجعل مَهْرَهَا في بَيْتِ المَالٍ بل ذلك علياً رَضِيَ الله عنه فقال : «ما بال امْرَأةٍ 
مُسِلِمَةٌ جهلث. فيُلْقَى مَهْرُها في بَيْتِ المّال». فَبَلَعَ ذلك عُْمَرء فأزْسَلَ إلى 
على فقال علي : «قد بَلَعَن ذلك فَقُلْتٌ ما قُلْتُ». فقال عُمر: ١صَدَقْتَ؛.‏ ثم 
رجعٌ عن ذلك وقَالَ: ارُدَوا الجَهَالآتِ إلى السّئة؛. ثلاتَ”' مََاتِ يُكَرّرُها. 
وهذا يُشْبِهُ قَوْلَهُ رَضِيَ الله عنه : : ١لا‏ يَمْتَعْك قَضَاءً قَضَيْتَه بالأمس راجَعْتَ فيه 
عَفْلّك). وقوله: «أَعَنْتُهُم الأحَاديتٌ أنْ يَحْفَظُومًا . فقالوا بالرَأي : مَضَلُوا 
وأَضَلُوا". يريدُ قول من ليس من أل المَنْوىء وقؤل المُقَصْرِينَ عن طَلَبٍ 
الأمر إذا بَادَروا بالحخكم قَبْلَ الإِجْتهَادٍ وقَوْلَ عُمر رضي الله عنه في هذه 


(1) جملة مضافة في الهامش «موليه لزياد بن (4) ق: التورية. 


لبيد) . (5) سورة هود: 101. 
(2) ق: السلم. 464 _- 
(3) حديث نبوي. (6) ق: ثلث يكرر كتابة ثلاثة دون ألف. 


3216 


القصة: «رَدُوا الجَهَالآتٍ إلى السُنَةِ4. كلام يُنْبُِ أنَّ علياً رضي الله عنه رُويّ له 
في ذلك شَيئاً. ورَدٌ هذا الفْرع إلى سُئّةَ من سَئَةِ عرفها''' عمر فلذلك قال إلى 
السّنة . 


[فصل] 

15 فإِنْ قالثْ الشيعةٌ في هذا أجمع: إِنَّ عليا”” يَرْجِمٌ في هذا [130 1 
لا كما يقيس...” الصَّحَابَّة ولا افتمّر إلى رَأيهمء وإِنّما يَرْجِمُ إلى ما رووه 
عن الرسُولٍ فلا طَائِلَ فيما قُلْتّمِء ولا يجب أنْ يَفْضْلوا عليه. فيقال لهم: قد 
ذكرنا ما رجع فيه إلى رأيهم دون الرواية» كقتالٍ أهل الرّدّةِه وإلى الخكم في 
الْحَدٌء وإلى رَأي عُتْمانَ رضي الله عنه في وجوب تَرْكِ الحَجْرٍ على عبد الله بن 
جعفر”* 2 وسكوته على قول زيد بن نابت": «أنَّ المُكَاتِبَ عندما بّقي عليه 
دِرْهَم؛ وارجوعه عن أن الحرامً طَلاقٌ ثلاث» إلى غير ذلك ثم يقال لهم: 
ليس يجبُ سقوط حاجة المَرءِ إلى من يُرْرَى له عن النَبِي كل لكؤْنه راوياً لقولٍ 
الرسولٍ يكو على مذهب أحدٍ من أمْلٍ العلم» لأن ذلك لو كان كذلك لم 
يكن لأحدٍ من أهْل الآثار وحَمَّلةٍ الحديثٍ والأخبارء والمُؤدينَ للشَّرِيعَةِ عن أنَّ 
الرسول عليه السلام يرجع” إلى مَّنْ لم يَعْلَّمْ ذلك» ولم يَسْمَعْه فَضَلَّ به 
لأنهم يرون الدّين عِبْرَ غيرهم. ولم يجب أن يكون لأبواب الإمام على قولهم 
وخواصه. ومُتَحَمُلٍ العِلم عنه» فَضْلّ على سائِرٍ الشريعة: الذين ليسوا 
بأبواب ؛ لأنهم مؤدُونَ عن الإمام لا عن أَنْمُسِهمء وليس هذا بِمَذْمَبٍ لأحَدٍ من 
أهلٍ العِلّم منهم» ولا من غيرهم فسَقَطَ ما قالوه. 


[فصل] 


6 - ثم يُقال لهم: أنتم خاصة تَرْعَمُونَ أنَّ الرَأيّ والقياسٌ في الأخكام 


(1) ق: عرفه كتبت في صيغة المذكر. (3) حخرم: سقطت كلمة. 
465 - 4( من الأفضل زيادة كلمة #يرجم؛ التي ربما 
(2) من الأفضل زيادة «لا»ء لوجود خخرم سقطت سهواً من الناسخ. 


أسقطها . 
3277 


حرام في الذّينِ وأن جميع عِلْم الإمام الذي هو: علي رضي الله عنهء ومن 
نَصٌّ عليه نبعدّه» وإِنّما هو نص وتوقيفٌ عن الرسول كَلِيِ حرفا حرفاً ما جل منه 
ودقٌّء وأنَّه ليس لعلي ولا لغيره من الأئمة قَوْلُء ولا رأيٌّ في الدين» ولا 
بَحْتٌء ولا فضيلَةٌ في هذا الباب» وأن جميعٌ ما أشَار به علي على عُثمان 
وغيرى وكُل ما حَكُمَ به وسَائرُ ما ألْقّاه إلى الأمّة: إنّما هو إخبارٌء وتوقيفف 

عن الرسولٍ كك فيجب أنْ لا يكون له فضيلةٌ عليهم؛ »؛ فيما نَشَره من العلم» 
وحَكمٌ به إذا كان رَاوياً له عن غيروء وبمنزلتهم في هذا الباب. وهذا ما لا 
مَحيصٌ لهم منهء ولا مَهْرَب فذاك ما قُدَّحوا بهء وبَطلَ التعلّقُ بواحدٍ من غير 
تحجج””'" ذ في تفْضِيلِهِ بكؤنه ألم الأمّةِ بما وصفناه. 


[فصل] 

7 .- فإِنْ قالوا: أُقَلَّيسَ قد قال: «أنَا مدينةٌ العلّم وعلىٌ بَابُهاه”". قيل 
لهم: نَعَمْ ولكن ذلك لا يُوجِبٌ أنْ لا يكونّ لها باباً غيره. فقد يكون غيرّه 
أيضاً بابء ولم يكن ذلك كذلك. لم يقل ١افتذوا‏ باللْدَيْنِ من بَعدي»”. 
«وأصحابي كالنجوم بأيّهم افَدَيثُم اهُتَدَيْتمِ)7 ' واأَعْرَفُكُمُ بالحَلالٍ والحَرَام 
مُعاذ”* . و«أفْرَضُكم رَيْرَه”©. فإن قالوا: فقد قال لفاطمة رضي الله عنها: 
«رَوْجِنُكِ أعلمهم [130 ب] علما)© . «زوجتك أكثرهم علماً». فَقُلُ لهم: 
أكئَرُ ما في ذلك . أن يقول: إنه كان أعلمهم في ذلك الوقت» وقد يمكن أنْ 
يصير غيرّه أَغْلَّمُ منه. فإنْ قالوا: فإن قال: «أفْضَاكُم علي» قيل لهم: «يُحْثَمَلُ 
أن يكونَ عَنى! جماعةً منهم دون سائرهم. ويُحْتَمَلُ أن يكون أرَاد في ذلك 
الوقتِء ولولا ذلك لم ب يقل اأفْرَضُكم زيذ)ء وأعْرَفُكُم بالحَلالٍ والحَرَام 
مَعَاذا . وهذا قول جامع في سائر الأخكام . وما لا يَتَعَلُ بالححكم أيضاً ومِئْل 
هذا التأويل يَدْخْل في قَؤْلِه: أنْهُمَا من الدّين بمَنزْلَ السَّمَع وَالبَصَرِ؛ لأنْهُما قد 


- 466 - 467 
(1) ان جملة «بواحد من عبر بحح» مضافة 27 و3) حديث نبوي. 
بالهامش . (4 و5 و6) حديث نبوي. 
(7) ق: عنا. 


318 


يكونانٍ كذلك ؛ وإنْ تَمَلّها بعد ذلك آخرون فيه ) ويُحْثَمَلُ أيضاً أنْ يكونٌ هذا 

0( مَجَلّهماء ومحل غيرهما ممّنْ لم نَذْكُرُه في الكلام ؛ فلا سبيلٌ إلى القَطع على 
أله لا أحدٌ مَحلّه من الذين مَحلُ السَمَع والبَصَرٍ: إلا أبَا بكر وعمرء فَيَجَبُ أن 
تكون هذه الْأحْبَارٌُ مُتَقَارَِهَ لا سبيل معها إلى القّطع على الأغلّم منهم . 


8 وقَوُلُه : «أدز الحَق مع عليّ حيث ارَه”" لا يدل على أنه لا يدور 
مع غَيْرِهِ. وقد قال: اُمر معي وأنا مع عمر. والحَق مَعَ عُمر أَيْنَ كان" . 
وكثْرةُ ما ظَهَرَ من علّم علي رَضِيَ اله عنه؛ لا يَدُل على أنه أَغْلَمُ من غيره لأنّه 

مَعَ التفي”2 . وطال عَمْرُه بعدّه في الإسلام» فسّئِلَ وأجابَ وكَثْرَتْ الحَوَادِتٌ؛ 
فا غك بذلك : وقول تمر رضي الله عنه : «لولا عَلِىُ لَهَلِكَ عُمَرَة لا يَدُلُ 
على أنه أَعلّمُ منه ومن سَائر الأََّقَ لأنّه قد قال ل: «ولولا معاذ لَهَلِكَ عُمر) 
ولم يَدُلُ على أنه أَعْلَمُ الأمّةِ. وإنْما يريد أنه تبه عند مُذَاكَرَتهم على مَوْضِع 
الدذليلٍ واسْتذرّكه بقهمهء وثاقِب نظرهء ولم يرد تَمَلِيدَهُماء ويُمى * أنْ يكون 
ذلك في رِوَاية. 


9 وقول علي رضي الله عنه: «بِينَ كَتنَيّ جِلْماً ججمآ» لا يَدُلٌ على 
أنه لم يكن بين جَنْبِيْ أبي بكر وعمرء وعُثمان رضي الله عنهم. وقد لا يكونُ 
بين جَبَيْ أحدٍ بعذه؛ ولا في عَضْره؛ لأنه قد يكوث دده وعند غيره. 
وقوله: «لا أحد له جِمْلُه” مِنْكما وقد كان يَجِدُ حَمَلّته في زَمَنِ أبي بكر 
وغمر وعثمان. وتَقَصَّيْنَا في القَوْلٍ في ذلك بما يُغني عن رده . ولولا أنَّ أبا 
بكر وُمر رضي الله عنهما أعلّمٌ هذه الأمة ة بعد الرسول كلو لم يَخْصَّهُما 
بِالذَّكْرٍ فيقُولٌ: «اْتَدُوا باللّذِين من بعدي أبي بكر وعُمر» ولهذا القَّوْلٍ مزيدٌ 
على قَوّْلِه: «أضحَابي كالنُجوم بأيُهم اقْتَدَيْئُم اهْتَدَيْتُم» فلذلك لا يَكادُ يُوجَدُ 
خلاف فيما ات تفقوا عليه . 


469 - 468 


(1 و2) حديث نبوي. (4) ان كلمة #علي؟ مضافة في الهامش وكتب 
(3) ان «ال» مضافة فوق ١نفى؟.‏ :لابخ كلمة عمر مكانها في السطر. 


3/9 


0 . وقد قال كثيرٌ من أهل العم : أنه أوْجَبَ بذلك انَبَاعَهُما إذا اجْتَمَعَا 
ومِمًا ب يعْتَمَدُ عليه [131 أ] في هذا الكتاب قولٌ الئبِي كله : «لا غِنّى بي عنهماء 
إنّهُمَا من الذّينٍ بمنزلةٍ السَمَع والبَضر. وبِمَئزْلةِ الرَأْسٍ من الجَسَيه". و قد 
عَلِمَ أنّ حاجَة الجَسَّدٍ إلى السمع والبصر والرّأس أغظَم من حابيه إلى سَائر 
الأغضَاءِء فلذلك حاجةٌ الذين وأملِهِ إلى أبي بكر وعمر رَضيّ الله عنهما أعْطَمْ 
من حَاجٌتِهم إلى كل شَيءٍ وليس ذلك إلا لتَقَدْمِهِمَا في جميع عِلْمِ الشَرِيعَة 
وما يَحْتَاحُ إليه المُسْلِمُون” . 000 


471 - وقَوْلُه عليه السلامُ: «محمر أَفْضَلٌ الإشلام» . وارَأَئْتُ عُمر في 
قميص يَجَرُه فونه الهلم»"”' ما يدل على ذلك. وقد يَشْهَدُ مر الذي هذه 
حاله: بأنَ أبَا بَكرٍ كان أفضل منه وأغلّم. وقال: وكانَ ول أغلّمٌ ني 
وأردت”* في قضّةٍ السَّقِيفَة) . وإنْ ذكروا أنه عليه السَلامُ زج ابكته . مُلْنا: ما 
يُنْكرٌ خم حُصُولَ المَضْلٍ لَهُ بذلك» وقد شَرِكَهُ فيه عُثمان رضي الله عنهماء وقال لَهُ 
رسول الله يلل : «لو كان لنا أَرْبَعُونَ بنتا لرْوّجْتّهنَ من عُثمان» وإِنْ ذَّكَروا الإحوّة 
فقد شركوا فيها: أبال بكر وعمر وعثمان؛ وقد ذَكَرْنَا ذلك بما يُعْنِي عن رَدُه. 


472 - وإن ذَكروا الرُهْدَ في الدنيا والَعْبَةَ فيما عند اللهِ عزّ وجل لم 
يَسْنَطِيعُوا دَفعَ أبي بَكْرٍ وغمر عن ذلك؛ وفَتَحُوا من هذا بَاباً هُمْ خلّقاء” 
بسَدُوا 7؛ ولأنَ أبا بَكْرِ خَرَجَ من الدّليا متَخَلْلاً بالعَبَاءٍَ لا مَالَ لَهُ ولا صَيْعَةَء 
ولا انْحَذَ قَيَْهَ . وكذلك معُمر رَضِيَ الله عنهماء لبس المُرَفُعَةَ . وتََارَلٌ دون 
الكفَايَة وأخالا بأهلِهمًا وَوَّلَدِهِمَا على ما عِنْدَ اللَهِ. وعَلِي رَضيّ الله عنه مات 
.عن مالٍ كثيرء وأزْوَاج وضياع. كان قد أصَابَهُ من جِلّه وأَخَذِه بِحَقَّ وعلى 
وَجِهِ ما جَعَلَّهُ لَه له؛ غير أنه رَعْبَ فيما زَهِدَا فيه ضَرْباً من الرَّغْبَةِ. وقد ذَكَرْنا 


(1) حديث نبوي. (5) ق: يا. 


472 470 

(2) ق: المسلمين. )6( ق: خلقا أي: خلقاء وهي جمع خليق. 
471 (7) كتبت كلمة (بسدهة وقد أضيف إلى السين 
(3) حديث نبوي. نقاط حاول الناسخ محوها بشطبها. 


4( ق: ردت أي: أردت. 


330 


أن مُعاويّة نَسَبَبَ بذلك إلى التَئفير عَنْه» أن ابن عباس ذْكَرَ مِثْلّ ذلك فلا 
مُتَعَلّقَ بالتَفُضِيل بهذا البَاب؛ وإِنّما نَضْرْبُ عن عن التَقَضَّى في هذه الأبْوَابِ لِعِلْم 
الئاس بأنَ مُنكرها لأبي بكر صَاحِب بَهْتِ وعَنَاد ولأنه كلام يبعت على مقابل 
فقد حَطُرَّها الله على كُلَّ مُسْلِم يَعْلَمْ الله ورسوله وغَيْرُه بذمّهء لما قد رَقَعَ الله 
بِهِ فد عليء وَاخْنَصّهُ به وأبآنَهُ من غَيْرِهه وليس يَسْتَجِيلَ نحن مِن هذا ما 
تَسْمَحُ به الشيعَةٌ ولا يَسْتَهِلُ علينا لُوُوجه””2 عن باب الذين. 


472 - 


351 


[الباب الثاني والعشرون] 


[ياب الكلام في العباس رضي الله عنه وقرابته وشيعته 
وما بوجب إمامته ودكر أحاديث نيبوية فيه] 


وهذا باب نقض اعتلال الشيعة فى التفضيل والقرابة؛ وهو باب فصّل 
به قول شيعة العباس رضوان الله عليه : 


[فصل] 

3 . وهذا”' باب نقض اعتلال الشيعة في التفضيل والقرابة [131 ب] 
وهو بابٌ فَصَّلَ بِهِ قَوْلُ شِيعةٍ العبّاس رضوان الله عليه إِنْ شَاء الله ونُضيفٌ 
جملا من فَضَائِلِهِ ومَنَاقِبه وما تَعَلّقَ به القَوْمُ في وجُوب تَقْدِيمهء واغتراف كَل 
ذي بصيرة بِتَمْضِيلِهِ والإدْعَان بِجَلالَةِ قَدْره. فإنْ قالوا: فقد كان على رَضيّ الله 
عنه مِنْ أَخَصٌ عُبْرته وقرابّتِه» وابن عَمّه لحاً. وليس لأبي بكر وعُمر هذه 
المنزلة. قيل لهم: ليس المَضْلُ عند الله عر وجلّ حَاصِلاً بالقَرَابَةٍ من الرسولٍ 
يكل؛ لأنه أَفضَلٌ من عَبْدَ الله بن العَبّاسء وإِنْ كان نَسَبّهِ من النّبئئ ل مِمْلَ 
نَسَبِو ولأنّه قد وَجَدَّ من هو أقْرَبُ إلى النِّيْ كَك. ولا فضل له. وفي الجَمْلَةِ 
فإنَ المفُضِيل بِالعَمَلٍ فإنّما ُعْعَبَرْ فيما يَتَعَلُّ بقدرةٍ المُكَلْفٍ دون ما جُبلَ عليه 
مما لا مَدْخَلَ له فيه وليس القَرَابَةُ والنَسَبُ مِمّا يَكْتَسِبُهُ العِبَادُ فلآ يَجِبُ أَنْ 
يكونّ به مُعْتَدُ في هذا الباب. غيرٌ تَعْظِيم النَسَب والقَرَابَة» لكؤْنه نسب لرسولٍ 
الله بَكِيَدِ وقرابةٌ منه . 


473 - 


(1) هذا العنوان نقل كما جاء في المخطوط . 
2352 


474 - ولو سَلَمَْا أنَّ ذلك فَضِيلةٌ اوكان علي قد اختّصٌ بها لَلَرِمَ أن 
يُقَابلّهاء بِمَا قد اخْتّصٌ أَبُو بكر رَضي الله عنه به؛ من تَمَدُمٍ الإسلام وإِنْمَاقٍ 
المَالِء وَإِعْمَاقٍ الرّقَابِء وَاحْجَمَالٍ التَعْذِيبٍ في الله عرَّ وجل َّ ودُعَائه (0© 
أضْحَابَ رسول الله كَل إلى دِينٍ الله : الذِينَ هُمْ وُجُوهُ الأمةِ وقتَالُ أهْلٍ الرَدَو: 
ومَقَامُه في مُمَاظرَةٍ الأنصَارِء ووَعْظه لعُمَّر وعُثمان وغيرهما عند مَوْت رَسُولٍ 
الله لوه وكَشْف العْمّةء وكَزْنه في الَارٍ ونحو ذلك» مما قد اخْتَصٌّ هو أيضاً 
به . فكيف وقد خْصٌ العباس عليه السلامٌ مُتجَاوزاً لقَرَابَته . ومُسْلِما يُقْتَدى بهِ. 
ومِنْ غَلَبَةِ الأمّة» وأهل الرّأيء والنَّجْدَةٍ والتَجِرُيَة: وَالمُخَالْصَةٍَ لرسول الله 
كلء ومحله من النبي كَلِِ: المَحَلَّ المَشْهُورُ الذي لا يُسْتَطَاعُ دَفْعُهء ولا يُجَهَلُ 
مُكَاتَبَة الأنْصَارِء ولِقائِهِ لهم. ومُحَاطْبَتهِ العَبّاسَ رضي الله عنه بما سنَذْكُرَهُ فيما 
بعد. وأنْ يَسْتَخْلِصٌ لنفسه في تلك الحال إلا أمر الناس عليه؛ وَأَحْفَظُهِمِ 
لِسرّه. وأْقْدَرُهم على الدع عنه وأوفرهم عقلآء ورأياً [132 أ] وكبراً . 
فإن قال الناس فيه إكباراً له. . .'” على مثل حال أبي بكر: في البِيَانِء والمجَرّع 
وجُلَةَ العَقْلٍ والمَقَالٍ سوى العَبَّاسَ؛ فإنه حَاطْبَهِم وقال لهم : واللهِ لقد ذَاقّ 
رسول الله يكِ الموت ولقد نَعَى نَفْسَهُ إليكم؛ » فقال: (إِنَّكَ مَيِتْء وَإِنّهم 
مَيُنُونَ1 . هل عِنْدَكُم: أو عندّك يا عُمر عَهِدٌ من رسولٍ الله يد في أمْر وفاتّه» 
فقالوا: «لا» وانصرفوا حتى كَلّمَهِم أبو بكر بَعْدَّه بكْلٍ قَوْله. 


[فصل] 
5 - قالَتْ شِيعَةٌ العباس: وكذلك كان أبو بكر رضي اله عنه كُلْما شَيّحَ 
جنداً جيشاً وبَعْقَا مَدَة أيَامِهِ حَمَل العَبّاس» وقال له: «اسْتَنْصَرَ يا عباس أو 
اسْتَنْص » الوأجذء'ة) أنْتَ يا عبّاسٌ ني أزجو أنْ لا نُحَيبَ دَعْوَّتُكَ لمَكَانِكٌ من 


474 )3( خرم: سقطت كلمة. 


(1) من الأفضل إسقاط كلمة :عليه» لوجودها ‏ -475- 
زائدة في الجملة. (4) ق: احره. 


(2) خرم: سقطت كلمة. 


2353 


رسول الله مدا . فما ظتُكم بِمَنْ يَسْتَشْفِعُ به أبو بكر مَعْ كذ فُضْلِهء ويرجو”") 
الإجَابَة 0 للقّرْب من مَكَانِهِ من الله ورَسْولِه . ولقد قال: رسول الله كيد فيه 
أقْوَالاء ورُوِيَتْ فيه أخبان0© دَانَ من أجَلِها القَائِلُون بِإِمَامَتِهء وتَقْدِيمه بِمَضْلِهِ 
على سائِرٍ السَّلّفٍِ وجميع الأَمَىَ ولم يُقَصَرْ به عن هذه المَنْزِلَةٍ حَسِبَتْ 
عندَهُم خروجه عن أن يكونٌ قَدَرِياً لأنا قد قُلنا من قَبْلُ أنّ هذه الأفعالٌ تَدل 

على المّضْلٍ الظَاهِرٍ . وقد يجوز أن يَسْتَسِرٌ كثيرٌ مِنَ الئاس بما يُقاومها أو يُوفي 
عليهاء لاسيما إذا كان الرسولٌ عليه السَلام ؛ إنّما أخْبْرَ أن غيرٌ الصَّحَابَةِ لا يَبْلْغْ 
دَرجَتها في الإنْمَاقٍ بِقَوْلِهِ : اما بَلَعَّ مَل أحَدِهم ولا نصيفة؛؛ والعَبّاسَ رضي الله 
عنه مِنْ علي الصحَابَةٍ» وخواص المُسْلِمِينَ» وأقْرَبٍ العْثْرَة» ورَوّى مُوسَى بن 
عُقْبةٍ قال: قال أبو رشيد كذلك مَوْلى بَني عباس إِنْ كان رسولٌ الله يلوه ليجل 
العبّاسٌ إجلالاً لوالده ‏ خاصةٌ خْصٌ الله بها العَبّاسَ من بين النّاسِ - وما يَنبَغي 
9لِتبِيْ أنْ يَفُل784 أحداً إلا ولداً أو عماء وكمَّاك إجلالاً له قَوْلهِ عليه السلام 
١الخَلْقُ‏ في ميزاني» وأنا في ميزانٍ عَمّيَ العباس)/© 

[فصل] 

6 - ورَوّى العبّاس الشَّعْبِي عن عَقّْه قيس بن عبد الله بن مسعود 

قال: رَأَيْثْ رسول الله وَل إِنتعَل9 : ْنّ عَبْدٍ المُطلِبٍ وقال هذا عَمّيَ وصِلْوٌ 


أبي وسيدٌ عمومتي ؛ وهو معي في السماء الأغلى من الجَنّةا . ورَوَّى عبد الله 
بن عُمر قَالء قال رسول الله يل : «أَسْعَدُ الئاس بي يوم القيامَة” العباسش)80) 


ولا يكونٌ أَسْعَدُ الناس به لكَوْنِهِ عَمَاْ له وإنما يكونٌ كذلك لِكثْرَةٍ بره [132 
ب] وجهاده وقرْبهِ ولأنَّ الله عزّ وجل فَضّلَهُ على غَيْرهِ. . ورَوّى موسّى بن 
موسي الهمذاني عن أبيه عن علي رضي الله عنه' انه قالَّ: ما عُبِطتٌ 

أحدا” كغبطتي العباس عام المَنْحم سَمِعْتُ رسول الله يله يقول: خلد190 به 


(1) ق: يرجوا. - 476 ل 


(2) ق: الاوجابة. (6) ق: انسل. 

(3) ق: اخباراً. 7) ق: القيّمة. 

(4) سورة آل عمران: 161. (8) حديث نبوي. 

(5) حديث نبوي. (9) من الأفضل استبدالها حرف «ك» فقط 
(10) ق: حلا . 


354 


نججناه”'. ويسْتَشِيرُه فى في أَهْلٍ مَكَةَ يقول: «يا أبّه؛ والعبّاسٌ يقول له: «يا بتاه) 
وهذه منزلةٌ تكادُ تُلْحَقُ . 

7ه ورّوى سعيدٍ بن المُسَيِّبْ عن سَعْد بن أبي وَقْاص قال: ١كُنَا‏ مع 
رَسُولٍ الله يكل في بَقِيع البَلِ» فَأقبَلَ العَبّاسُ بن عبْدٍ الْمُطلب عمٌ نيكم أجودُ 
قريش كفاً وأَوْصَلّها؛ . وروى بن طريف عن مُقْسَمٍ عن الحسين بن علي رضي 
الله عنهما قال: «كان العباس رضوان الله عليه أَعَمُّها نصيحة» وأخضّرّها نَجِدَةٌ 
وأحَبُهم فيهم لَمْ تَلْوِ قري قط إلأ وهو عنه راض» . وروى سعيد بن جُبّير عن 
ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله لله عَلِاَة : «العباسٌ مني وأنّا مِنه». 
وروى أبو رَافع : أن النِيّ يل قال للعبّاس بَنْ عَبْدِ المُطلِب : ايا عَم ولّكْ مِن 
الله حتى ترضى». ورَوَى أبو جعفر المنصور قال حَدَّئني أبي عن جَدّه عبد الله 
بن العَبَّاسّ قال: قال رسول الله يلِ: «من آذى العَبّاسَ فقد آذاني. . وإنَّما عم 
الرجْل صنو أبيه» . 

8 ورَوَى مَالِكُ بن حَمْرَةَ عن أبيه عن أبى أُسَيد: «أنَّ رسولُ الله يل 
قال للعباس : يا أبا المُضل زم منزِلّك غداً أنتَ ونوك إن لي فيكم حاجة»» 
فأتاهم بعدما أضحى”) يدخل عليهم فقال: : االسلاة”© عليكٌ» فقا ل: «وعليكم 
السلام ورحمةٌ ة الله وَبَرَكَائُه) قال: ١كيف‏ أَصْبَختُم) قالوا: اأَصْبّحْنًا بخيرٍ نُحْمُدُ 
الله». فَقَارَبوا يَرْحَفٌ بَعضُهم إلى بعض حتى إذا أمكنوه اشْتَمَلَ عليهم رسول 
الله كلِ بملاءتِه ثم قال: «يا ربٌ هذا عَمْي صِنْوٌ أبي وهّؤلاء أَهْلّ بتي فَاسْتُرهُم 
من النّار كسُتْرَتِي إِيَاهُم بمَلاءَتِي هذه'. فَآمَئَتْ أَسْكَفَة! الباب وحِيطانٌ البَيْتِ 
قالت: آمينَ آمينٌ؟ . 

419 - وروى سعيدٌ بنْ زيدٍ بَنْ نَابتِ عن أبي حازم عن سَهْلٍ بِنْ سَعْدٍ 
قال: لمّا قَدِمَ رسول الله يلِ من بَذْرِ ومعه عمه العبّاسّ قال: «يا رسولَ اي © 


(1) الواو هنا يجب أن تكون زائدة على (4) ق: اسكفت أي إلاسكفة والأسكوفة: 


النص . خشبة الباب التى يوطأ عليها. 
- 478 479 - ْ 
(2) ى: أضحا. (5) من الأفضل زيادة كلمة «الله4 بعد كلمة 
(3) ق: السلم. رسول لأن المقصود هو رسول الله . 


355 


لو أَذِنْتَ فخَرَجْتُ إلى مكةً فَهَاجَرْتُ منها؛ فقال له رسول الله يكلهِ: «يا عَمْ 
اطمَئِنَ فنك خاتمٌُ المهاجرينَ في الهجرَّةء وأنا حََاتَمُ النَبِيّينَ في التُبُوَوه" . 
قالث العبَاسِيةِ وما يَدُلُ أيضاً على فَضلٍ العَبّاسٍ وعُظم قر عند الرسولٍ 6 
[3 أ] وإِنْ الْمَهَى إليه تَقْدِيمٌ العَلامَة» وَاسْتَضْحَابِهِ لَهُ ليلة العقبة لِمَا تقدم على 
الهجْرةٍ بها وقد قَدِمَّ الأنصّار عليه سبعونٌ رَجُلاء فأرَادَ رسول الله كله خِطابهم 
قَبْلَ الهجرةء واسْيئْئافه لنَفْسِهِ في الإسْتسْلام إليهم في هذا الأمْرٍ الخطير والشَّأنٍ 
العَظيم الْجَسِيم» ٠‏ فَوَانَى© إليهم ليلاً إلى شعَبٍ الكَْبَّء هَذَكَرَ أن رسُولٌ الله يكن 
قد بَرْءَ العَبّاسَ في الكلام على نَفْسِهِ. 
0 ورَوَى أنَّ العَبّاسَ قال لهم: «أنَّ أسْعَدَ الناس بمحمَّدٍ أَصْبَرْهم 
على عَاجِلِهِ؛ وقال لَهُم أيضاً: ايا مَعْشَرَ ارج *) نَّ محمّد ما حيثٌ عَلِمْتُمْ 
من الشَرّفٍ والقَرَابةَ وهو مُهْتَيع بمكة مع الذي أخدَتٌ وقد أَرَادَ اللحوق بكم 
والهجرةً ؛ ليك فإن وَفَئِيُّم له» خَرَّجّ إليكم وَإِنْ يَكُنْ الأخزى”" فَدَعُوف 
وملادّه وخزيه” ». ولم يكن الي كل بالذي تَقَدَمَه في الكلام على نَفْسِهٍ لَِعْقِدَ 
عليهم بِثْلَ هذا الأمرٍ العظيم لأ لِفَصْلٍ تَحَّقَه فيه. وصواب : في القولٍ والرَأي» 
ونجدةٍ عنده» ولم يكن بالذي يَسْتَخِْصّه في هذه القِصّدَ دون سَائِرِ الأهْلٍ 
والأضْحَاب» إلا لِفَزطِ” سكون إليه؛ وثقة به. ولم يَسْكْن الرسول يَكِيهِ هذا 
السكونُ إليه إلا وقد آمَنّ بَرَيْهِ وصَدَقٌ رسُولُه وإنّما كتم إيمَانه بأمرٍ رسول الله 
٠ 2‏ ليكونّ عَيْناً له على المُشْرِكين بمَكةء ويّقُومُ بعمارَة البَيْتِ والسمَايَة 
وَزَمْرْمْ 2 ويُكاتِبه بأخْبَارهم . 


[فصل] 
الإقامة وتَقَُبِ عليهم: مَعّ قُْبهِ ورّحَمِه) وكونه أ الناس عندّه ما رُوِيَ من 


(1) حديث نبوي. الأخزى. 
(2) ق: فوافا. (4) ق: حربه. 
2480 (5) ق: لقرط. 


(3) ق: الأخرى النقطة على الخاء وهي 


356 


أن أبَا يكر رضي الله عنه؛ كان له مَكَائة: مجلساً عند رسول الله يك عن يميه 
لا يَجْلِسٌ فيه أَحَدٌ غَيْرُهُ حَضَرَ رَ أو غَابَ؛ وإذا جَاءَ العَبّاسُ قامَ إليه وأَجْلْسَه 
مكانّة فلا يُنْكدُ ذلك رسول الله يكلة. وهذا من أَدَلَ الأمور على تَقَدّمِهِ على 
سائرهمء وخاصة مكانه من القرابة والدين. قالوا: ويَدُلُ على ذلك قول رسول 
لله وك حيث وَججهه إلى مكة قبل الفتح : «رذوا علي أبي ؛ فإِنّي أخاف أنْ 
تضنمٌ قُريشٌ بهء ما صَنَعثُ ثقيفة”*' ''' بعروة بن مسعودة'” '. ولأن ثقيفاً كَتَلَثْ 
سيّدّها عرْوّة بنْ مَسْعُود قالوا: : فأراد أن يَدُلُ على أنه ير 205 سيدٌ قريش ورئيسّ 
المسلمين بَعْدّهء كما أنَّ عروة سيِّدُ ثقيفٍ. وإلاً فقد كانَ أؤحى إليه أنَّه [133 
ب] لن يُقتل غير أنه أرَادَ التَشْبِيةَ على الظن وإنه. ..”". . .لا يحل به. كما 
حل بِعْرْوَةَ بِنْ مَسعُودٍ. . .'/ يَعْزِمُ لمؤْضع قَضْلِهِ وقراتته. وكَمَال عقله. 

2- قالوا: ولقد كان قال له رسول الله يكل يوماً: «يا عم أيُّنا© أكبَرُ أنَا 
أو أَنْتَ»: فقال له: «بأبي أنْتَ وأَنِي أنت أَكْبَرْ منيء وأنا أسَنْ ينك». وهذا 
ايَةُ المَضْلٍ والكمّالٍ في أوَبٍ النَفْسِء والإعْتِرَافٍ بفضل المُبْوَةٍ وبعُظم شَأَنٍ 
الرِسَالَةِ . ولقد قال له: «أناه لم يكن بالببَوَابٍ بأساً إذا حَرَجّ على سُؤال» وعند 
سَبَبٍ يَعْلَمُ بهو بَدَلَ الإسْتكَارٍ عليه. غير أن قَضْلّه وتَقَدَمَه في العم حَجَرَه عن 
ذلك إلى اسْتِعْمَالِ ما هو أَدَلْ الأمُورٍ على الكمّالٍ في المَضْلٍ والدين. 


[فصل] 
3 قالوا: وقد قال الله ظوَمًا أشالكم عليه من أخر»”” «إلا المَوَدَةَ 
فى القّدبى »7# ولا أحَدْ أقْرَبُ منه وهو أَحَقٌ من أريد بالآيةِ من سائر القَرَابَةء 
وكيف وقد كان للشّيعةٍ التَعّقَ بهذهٍ الآية في وجوب إمامةٍ علي رضي الله عنه 


482 481 


(1) ق: ثقيفه. (6) ق: ايما من الأفضل بدل «الميم» «بنون». 
(2) حديث نبوي. 483 - 

(3) في: يدل. (7) سورة الشعراء: 109 وسورة الفرقان: 57. 
(4) خرم: سقطت كلمتان. (8) سورة الشورى: 23. 


337 


دُونَئَاء وصاجِبّنا أَقُرَبُ إلى رسول الله ككِ منه. وقالوا: مع أنه قد خصٌ بأمور 
ليسث لأبي بكر ولا لعلي؛ ولا غَيْرهماء فَمِنْ ذلك إِطَبَاقُ أَهْلٍ النَقْلِ على أنَّ 
أوّلَ من صلى على رسول الله يَكِ: العبّاسٌ» ثم بنو هاشمء ثم المهاجرون 
والأنصارٌء ثم النساءً والصبيالٌء فكان أؤلى الئاس بِاسْتِحْفَاقٍ التَقَدُم في هذا 
المَوْقِفٍ العظيمء والذي هو أشرف الله من التَقَدُم في الصلاة ة المكتوبة وغيرها 

من الأمورء ولم تَْتَرفَ”2 له الأمَهُ بذلك : إلا لعِلّمها بِتَقدْمِهِ عليها واخْتِصّاصه 
بفَضْل على سائرها . 

4 قالوا: وممًا خْصّه الله عرّ وجل ورسوله به ومَنْعِهِ غيره. قبول 
لنب يل شَفَاعَته في مبايّعَة0©) مُجَالِد!© , بن مَنهُ مَسْعُود السَلَمِي 0*) ىا حَيَلَُ 5 
أخوهُ مُجَاشِعٌ ابن مَسْعُودا* . وإ كان من أنَاضِلٍ المُهَاجرينَ إلى رسولٍ اله 
يِه على أنْ يُبَايعَه على الهِجْرَةٍ فامْتَئَمَ عليه رسول الله كَل وقد كان اداه 
نتاويه أن لا هجرّة بعد الفنح. ٠‏ فُصَدَا” مُبَاشِعٌ بمجَالِدٍ إلى العَبّاس رضي الله 
عنه لَيَشْمُعَ له ف فَمَشَّى إلى النَبِيَ كَل وسَألّه ذلك» وعَرّفه اسْتشْفَاعَه فقال: 
«جِنْيُكَ شافعاً لمجالد بن مسعود» لتُبَايعَه على الْهِجْرَّوَاء فقال رسول الله تكن 
بعد سِمَاع الئاس حَظَرَهُ ذلك وبدأه به: «إِشْفَعْ عَمَي. . ولا هِجرَةَ بعد المَنْح2, 
وليس يَفْعَلُ ذلك رسول الله كَل إلا بأمر الله عر وجل قبل ذلك الوَمْتِء 
لتَعْرِيفِهِ إِيّاه أنَّ ذلك سيكون [134 أ] أو أَنْزِلَ الوّحْىُْ عليه في الحَالٍ لَقَوْلِهِ : 
«وما يَنيِقُ عَنِ الهَوَى774© وليس البَيِعَةُ على ذلك بعد حَظْرِهٍ من مَصَالِح الدّنيا 
التي يَفْعلّها بِرَأيهِ. 


[فصل] 
5 - قالوا: وِيَدُلٌ أيضاً على أنَّه أؤلى القرابة بالمَضْل والقَرَابَةٌ والإمامةٌ 


40 ق: يعترفا. «بالجيم» . 


484 (4) ق: لقا. 
(2) ان حرفي «مباك في نهاية السطر «ويعةة (5) ق: فصر. 
على أول السطر التالي. (6) كتبت المسعود بن مجالد؛. 


)3( ق: مخالد كتيت “«بالخاءة وليس [69 سورة النجم : 3 


355 


«أقولٌ كما قال أخي يوسفُ اقرب غيغم. ايزا 14 2 2 
بَلْعْ إلى قَوْلِهِ: إلى أن مَكة لا يَمُصّدُ شَجَرُهاه فقال العَبَّاسٌ : «إلا الأَدْحَرَ يا 
رسول ان الله) ؟ :فار النّبيُ عد وقال: دالا الأَدْحَرً) فقال قَوْمْ: «أف» فيهم: 


عَنََابُ بن *' وعِكرمَةٌ بَنْ أبي اججَهْل”* '. وأ بى سُفْيَانَ بَنْ حرب والحارث 
5 3 " وإ محشلا َل ما شا يوم ما ها . وقد عَلِمَ الله ورسوله 
سء. (2) 


أنَّ ذلك سيَُمَالُ أو سيَفْدح في الأنفس إن لم تَضَحّ هذه الرّوَايةٌ فلم يَعْنِي 
بذلك لِمَوْضِع العبّاس وكَرَامَته” 8 لى وشَفَاعَتِهِ مع جَلالَةِ كَذْرِهِ وعُلُوٌ مَنْزِلتهِ. 


6 - قالوا: ويدُلٌ أيضاً على عظيم َدَرَ العبّاس رضي الله عنه ما كان 
من رسول الله يكل أيضاً يومٌ فُنَحَ مّكة» من حََفْضٍ صوبَه» وتّسَكُنه لما أقْبَلَ 
العَّاسٌ فقيل له في ذلك» فقال: «ما كنثُ لأزقعَ صَوْتِي وعَمي حَاضِرًه وهذا 

من النَِيَ بك أعظمٌ من وَضع" “ أضوَاتٍ المُؤْمِنِينَ لني كَل إجلالاً له؛ لأنه 
فوق كل المؤمنين» وهذا لا ينبغي للْبِيْ لي إلأ للعبّاسٍ وَحْدّه. ويَدُلٌُ على 
ذلك أيضاً تشفيع ” النْبِي كلة: العباءث ©» يوم فت مَكَةَ في أبي سُفْيَانَ بَنْ 
خحزب»ء وتَشْفيعه لأبي سُفْيَانَ في أَهْلٍ مكة. ومَنْ اعْتَصَمَ بدَارِهِ أو بالكَمْبَةٍء 
ومن ألْقَى سِلاحه حتى نادى بذلك في النّاسء وكُلُ ذلك بِشَفَاعَةٍ العبّاس رضي 


الله عنه . 

7 - وممًا دَلّهم على ذلك أيضاً قَوْلُ الى يل لعُمرء وعَمّبه له حين 
طالب العبّاسٌ بِالرَّكَاةٍ وشَدَّدَ عليه وكان على صَدَفَاتِ قريش فقالَ له لمّا رَفُمَ 
العَنّاسٌ إليه الخَبر. وشَّكًا حُمر : «أما عَلِمْتَ أن صنو أبيه» وحبّرَه أَنَّه قد أحَدَّ 
منه الصَدقة لِعَامَيْنِ . ومئل هذا القَؤل لِيْوَالِي من قبْله في العباس. قالوا: وعلى 


485 - (5) ق: شفيع. 


() سورة يوسفف: 92. (6) تحت كلمة العباس. 

(2) ق: يعنا. 487 

(3) ق: كراهته. (7) ان حرف النون يحتل مكان حرفين ثم 
- 486 - يضع الناسخ شد: مفتوحة فوقه للتأكيد 
(4) ان كلمة «وضع؛ مضافة فوق كلمة #من6. والقصد !ان الرجل». 


359 


أنّ علياً وأبا بكر رضي الله عنهما إِنّما كانا يَحْتَبَانِ على الناس بأنَّ الأمْرَ في 
ُريشء» وذلك دفعا الأنصار» وانهم عُترة رسول الله كَلِ التي 1341 ب] 
َفنَاتُ0'' عنه وكان علي يكثر ذلك وَيُعِيدُهء ويُنْدِيه» فإنْ كان في القرابة مُتَعَلُقْ 
فأزلامم © بالأمر أقربهم نسباً. قالوا: ولولا عِلْمْ مر وسائر الصَحَابَةٍ أنه 
أحقٌ الأمّة بِالتَقُدَمَةَ والإغظام وَالإذْعَانِ لمكَانِهِ لم يكن عُمر”” بالذي يقولُ له 
وقد بِلَمَ بميرّابهِ الذي كان يصب في المسجدٍ: "لآ أجعل" سُلَّمَك إليه إلا 
ظهْري»؛ وذاك أنَّه لما فُعَلَّهُ قال له العباس: «فإن رسول الله يَكةِ وضَعَهُ بيده) 
فقال له: «فلا أَجعَلُ سُلّمَكَ إليه إلا ظهُري»: فصعَدَ العباسُ على ظَهِرِةٍء 


فأَعَادَه وهذه منزْلةٌ لا تُبْتَعَى لأحد غيره” . 


[فصل] 


8 قالوا: ومِمًا يَدُلُ على أنه أؤلى الناس بهذا الأمر: انَّ السِقَايَة 
سقَايئة ؛ ٠‏ وذَمْرم ميرانه ودراكه”. ٠‏ فكان يوم يرش الطائف» فيَنْشُدُه ويُسَقيه 


مسدب لحي" عبد لمن اباس فيزم عم دوي ل ا 
الله : «مالك لها تجرٌُ ولايتها"' في الجاهليّة والإشلام”* '» وقد كان أبوك 
يكُلَّمُه فيها» فأقِيمَتُ البَيَْهُ بكَلِمَة بَنْ عبِيدَ الله”*2» وأَزْهَرُ بَنْ عَوْفء ومَخْرّمة بْنْ 
تَؤفل' *. وار بن زئعة: إن كان يليها في الجاهلية فبملا” الححرْض فيها. 
ويَسْتَْصِي'"" القَوْلَ فيهاء في قصة رَمْرّم بعد هذا: وهذه حَاصِيْةٌ عظيمة. 
قالوا: ومِمًا خَصَّه رسول اله كَلِِ بهء وأَبَانَ فيه عن قَدَرِهٍ إِعْفَاءَهُ إِيّاه من 


() ق: نفتات مناقتات #وفلان يقتات ‏ - 488 


الكلام» اذا أقلّه . (6) ق: درامه الكلمة غير مقروءة تماماً 
(2) ق: فاولادهم من الأفضل اسقاط حرف والأقرب لها كلمة «دراك» وهذه قد تطابق 
«د» وقد يكون النامخ أضافها. المعنى في الجملة. 
)3( ثلاثة عشرة كلمة يكررها الناسخ بدءاً من (7) ق: ولاسها. 
«علم. . . الى عمرا. (8) ق: للاسلام 
(4) ق: لا أجِعَلٌ. (9) ق: فيمل. 
(5) ق: غيري. (10) ق: يستقصا 


2330 


اللَدُودا "» لما عَالْجَْه به أمّ سَلْمَة”*© © في بَيْتٍ رَوْجَتِ ميمُوئة! *". وقد كان 
أعْمِيَ عليه فلمًا أقَاقَ قال: «من فَعَلَ هذا فيّ .. هذا عَمَلٌ سائِرٌ رمن هاهنا) 
يريد رينت الخبيفة) 2 , ثم قال: «بأيٌ شىء لَدَدْئُمُونَِى) قلن: «بالعود 
الهئدِي والوّرّس وقَطَرَاتِ زيت» قال: «للَّهُ ما كان ليُعَذَْبَي بذلك أبّداً؛ ‏ يعنى 
ذات الجنب»ء لأنهم ظنوا أنها قد أخذته يك فكانوا يتداوون منها باللَدُودٍ - 
فقال : اعَزَمْتُ عليكُمْ أن لا يَبْقَ في البيْتٍ أحَد إلأ لد إلأعَمِي العبّاسٌ» . قالت 
أ سَلمة ومِيمُونةُ : «فوَالِهِ لقد أَحَذْنَا جميعاً اللّدُودً) . 

9 . والنَّنْتُ في هذا الحَبّرِ ما رَوَاهِ عبد الرحمن بن أبي الرُّنَاد عن هشام 
بن عُروة قال: قال لي أبي أن عائشة رَوْجٌ النَبِي يله قالت له : ليبْنَ أخي لقد 
رَأَيْتْ من تعظيم رسول الله يك ععمّه العباس [135 أ] - سي اسا” ويكثر© أنه 
كانت تَأْخَذُه الخاصرَةٌ. وكُنًا نقول: أخَزَّثْ رسول الله كلخ عرق الكلْيّق ولا 
نَهْتَدي للخاصرَة. فَأَحَدَنه يَؤْماً واشْئَدَتْ به فظنا أنّها ذاتٌ الجَنْب وَلَدَ ون 
قالت: انم سَرَثْ عَنْه فعرّف أنَا قد لدَدْنَاُ ووَجَدَ أَر اللّدُوِ فقال: ١أظتنتم‏ أن 
لَه عر وجل سَلَطها علي . والذي نُفْسِي بيده لا يِقى أحَد في البَيْتٍ إلا لَدّ إلا 
عَمَي) . قالت عائشَة د : #ولقد رَأَيْتُهُم يدون رجلا رَجُلاً وكان في البَيِتِ 
رجال0 نَذْكُرُ مَضْلَّهُم وبُعْدَهُم. حتى لد الرّجَالُ أَجْمَعُونَ ثم بَلعناء فِلَّدَدْنا 
امرأةً امرأة» حتى بَلَعَ إمْرَأ ما قالت: إني والله صائمة قلت: بئس ما ظننت 
وقد أقسم رسول الله كك فَلَدَدْنَاها؛ . 

0 - وهذا الفِعْلٌ مع أُمْثَالِهِ وما تَمَدَمَ من أغظم الأمُورٍ على عَظَيمٍ 
القدرء ونَبَامَةِ المَحَل 39 اللّدُودَ دَ في الأضلٍ مَأُحُودٌ من: يتلدّدُ الوَايِي؛ 


00) ق: اللّدُود دواء يصب بالمسْعَط فى أحد (6) ق: نكبر. 
شِقيّ الفم فيمر على اللديدو واللديد هو (7) ق: وللددناه. 


احدى صفحتي العنق تحت الأذنين. (8) ق: رجالاً. 
(2) ق: سلمة. (9) ق: بيسما. 
(3) ق: من. - 490 - 
(4) ق: الحسه. (10) من الأفضل استبدال كلمة «يعني» بكلمة 
489 «إن2). 


391 


وهُمًا جَانِبَاءُ ومنه يقال للرّجُلُ: «يتلّدّدُ؛. و«مُتَلَددُ؛ إذا بَلَعْتْ عن جَانِبَيه ؛ 
ويقال: الَدَدْثٌُ الرّجْلُ «ألُها اذا سَقَيتُه ما يَجْمَعُ أطراقه. وقال قَوْمٌ يَعرِفُها : 
وهو إِسمُ الَّدَوَاءِ الذي يُْرَبُ لهذا الدَاءء وغيره. قال عَمرو بن أَحَْمّد 
التاهلي : 
شَرِبْتُ الشَكَاعَى والتَدَدْتُ الَْذَهُ 

وَأَجَلْتُ أفْوَاهَ العُرُوقٍ المكاييا” 


يقول شَرِبْتُ ذلك فهذا مَعْنَى اللّدودٍ في الأضلٍ . قالوا : ولَوْ لّم يَكُنْ 

من الفضل إلا ما شَهَرَهُ الله به عامٌ الرّمَادَةِ؛ وقد أَقْحَط الناسُ» سات 
الجَدْبُء فِاسْتَسْقى به غمر رضي الله عنه. وأحَلٌ بلخيّه وقال: «هذا عَم نبِيِك 
رأبر بق الأنياءِ الهم فاسْقِئا بَشبيه . فما اسَّْتَمّ الكلامً حتى هَطْلْتْ بِعِرٌ 
التهارٍ”2) وجَادَتٌ يغيثها . 


[فصل] 

1 قالت شِيعَة العَبّاس» وكُلّ ما ذَكَرْنَاهُ وما سَتَذْكُرْهُ من قَضَائِلِه أمْد 
امعروفٌ)» عند أهل النَقْل ومَشْهُورٌ في أَهْلٍ السِيرَةٍ وواردٌ بأنْبّاة فيه صَحِيحَة . 
وهُو أصَح عند أَهلٍ الآثَار والجلم بالأَخَبَّارٍ من رِوَايَاتِ الشيعة. وتَلْريقها في 
كثير مِمّا يَتَعلمُونَ به. وإن كان الصَّحيحٌ من قَضَائْلٍ علي رضي الله عنه مشهورٌ 
لا يَحْمَاحُ فيه إلى أسنادٍ الشيعة» ورِجَالِهم مَعَ مَنْ رُوِيَ ذلك من سَلّف ولْدٍ 
علي رضي الله عنه مع فَضْلِهم وجَّلالَةٍ قدرهم. وعظيم شَّأَنِهم في العَدَالَ 
والأمَائَةِ كجعفر بن محمّد وآبائه إلى أنْ يَنَصلَ ذلك بعلي رَضِيَ الله عنه ولو 
اقْتَصَرُوا [135 ب] على ما رَوَاْ هؤلاء الأمَتاء العَدُولُ لوقع المَمَلّي؛ ؛ وَزَالَ 
الخلافٌ ولأنْجَلتْ السَّحَائِنُ والأخقَادُ والضَعَائِنُ مِنْ مُتَعَصبِينَاء ومُتَعَصّبِيهِم. 


غَيْرَ أنّهم يُضيفُونَ إلنهم جَمِيعَ مَذَاهِبِهم التي يَخْتَلِفُونَ فيها على إِكْمَّارٍ بَعْضِهِم 


2 5 ساس (4) م.ء ٠.‏ ماه ا رام . 2 شاه 

لبغض ومهَوى بعضهم من بعض.ء ويسيدون جميع ذلك إلى 
)210 بحر الطويل . 491 

(2) ق: النها سقطت «الراء؛ . (3) ق: تاننا. 


2302 


الصَادِقٍ”" والباقِر” ومُوسَى الرُضى"'©, وغَيْرَهم من عُلَّمَاءَ أَهْلٍ البَئْتِ 
وفُضَلائهم . وليس يجَورٌ أنْ يكونّ - جميعٌ أقَاوِيل الشَّيعَة مذهبٌ لِكلُ أَحَدٍ مِمْنْ 
أستدوا ذلك إليه. 


[فصل] 
2 قالوا: وأنْمُمْ لا نَجِدُونَ في رِوَايَةِ العَبّاسِيّةِ لِمَضَائِلٍ العبّاس مثل 
ذلك. ولا تَروُونَ بَبِنَهُم فيها الحتلافاء ولا تُمَئْل أَنْفْسَهُم إلى تَحْقِيقٍ ما تَمَردَ بثو 

َك عم وقاده امم 8 ع8 2. 
هَاشِم بِمَقَلْدهِ دون أن يُشْرِكَهُم فيه أئِمُةُ الحديث من سائر العَامَّة وأهل القَّذْرَةٍ 
منهم) ويَعْتَرِفُونَ جميعاً لهم , بجميع ما يَرؤُونْه في العباس» ويّروونَ كَرِوَايتهم 
وربما صَبَطوا من َضَائِه ما يَشْدُ على وَلَدِه؛ وأهْل مُوَالاتهم والخَاصَّةَ بهم؛ 
وليس كذلك قصةٌ روَايَاتِ الشِيعَةٍ»ء وهذا زَعُهُ" مَعْلُوم من حال النَاقِلِينَ 
وسَبيل الطَائفِينَ . قالوا: وقد رَوَى أبو مَعْشَّرا”“ العّساني قالَ: حَدَّئنا سَيدُ بَن 
عبْدٍ العَزِيز عن أبي عَبْدَ الله اللي : أنَّ هَاشِم بَنْ عبْدٍ مُناف”*' مَلَكَ بغزة 
فلما قَدمَ رسول الله كَل تَبُوكاًء جاء قَنِسٌ غزّة بميراث هاشم فَدَفُمَ رسول الله 
يك مِيرَات هَاشِمٍ إلى العَبَّاسٍ بَّنْ عبد المُطلِب يُقَسْمْه على كُبَرَاءِ بَنِى ي هاشم ) 
وهذا تَقَدمُ من النِيَ كك لأبئائه وإجلال لمكانه. 

3 وَرَوَى عبِدُ الأعلى التَغُلْبى عن سعيدٍ عن ابن عبَّاسَ رضى الله 
عنه: أنَّ رَجلاً وَقَعَ في قَرَابَةٍ للعئاس كان في الجَاهِليّة» فْلَطَمَهُ العنّاسٌ فيَاءً 
قَوْمَه فقالوا: «واللهِ ليلطمَئّه كما لطمه». قال: «ولبسُوا السلاح فبَلْمَ ذلك رسُول 
اللهِ كل فصَعَدَ المِنْبّرَ فقال: «يا أيّها النّاسُ أي الناس تَعْلمُونَ أكْرّم على الله 
قالوا: أنت قال: «فإنَ العبّاس مني وأنا منه»”” و«لا تسُبُوا أموَانَنَا فتّؤدُوا 
أحياةنا»”” . فجاء القَّوْم إلى رسول اله كلٍ فقالوا: «نَعودٌ بالله من عَضَبِكٌ 


(0) ق:هوا. المصدر زغم لصياغة الجملة. 

(2 و3) هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد 577) إن كلمة «مشهر» مضافة بالهامش وربما 
الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين / أرادها الناسخ مكان «معشر». 
أنظر ضيط الأسماء. 493 

492 (6 و7) حديث نبوي. 


(4) ق: زعموا من الأفضل أن نعود إلى 


203 


اسْتَغْفِر لنا". وهذا أيضاً إِعْظَامٌ منه للعبّاس لا يُخفى مَوْضعُف لأنَّ مَوْضِعَ 
المِنبرٍ لذلك وَإشَاَعَتِهِ التي تَكُفِي مَكَائَها التقدُمَ إلى القَوْمٍ بتَعرِيفٍ الوَاجب: إِنْما 
قَصَدَّ به إلى تعظيم شَأنِه وتَمُخيمه [136 أ] وإعلام مَكَانِهِ منه ومن الإسْلام . 


4 2 ورَوَى العوام بَنْ حْشَب عن شهر عن بَنْ عبّاسٍ قال: قال رسولٌ 
الله كله : «اسْتَوْصُوا بالعبّاس خَيْراً فإنّه بَقِيَةُ آبائى070 «وَإِنّمَا عَم الرّجُلٍ صِنْوْ 
أبيه)27 . وهذا وصَفَيُهِ يَدُلُ على رَفِيع القَدرٍ والأمر» الإقتدَاءٍ به ٠‏ والَفظيم لَه َه 
ومِئْلُ هذا المعنى ما رَوَى أبو الرُنَادُ عن الأغرج عن أبي هريرةً. أنه قال: بَعَتَ بَعَثَ 
رسول الله كل ُمْر بن الخَطَابٍ على الصَّدَقَةٍء فَمَتَعَ جميل» واد بن 
الوِيد'*' والعَبَّاسَء فَخَرَّجَ تمر والعَبَّاسُء إلى إِغْلاظٍ في القَوْلِء فَأَغْلْطَهُ 
عُمرء فبَلَّعَ ذلك رسول الله كل فقال لهم: «نا يُئْقم”” بن جميل أُمَنْ كَانَ 
فَقِيراً فأَغْنَاهُ الله". و«أما حَالِدُ فإنْكم تَظَلِمُونَ خالدً قد اخْتَبَسٌ دِرْعَه 
وأَعْبَدَه”” في سبيل الله و«أما العبّاسٌ فعمٌ رسولٍ الله يِهِ فهي علي ومِثْلّها 
مَعَها». ثم قال: ايا عَم أمَا شعرْتَ أن عَم الرجل صنو الرجل». وفي رواية 
علي بن أبي طالب رضي الله عنه لهذه القصة: أنَّه حَمَلُ عُمر إلى على رضي 
الله عنه ليَعْتَذِرَ إليه فقال له: «يا عُمومًا تَعْلَمُ أن العَمَّ صِنْرٌ أبي الرّجْلء فإذا 
عْضِبَ العَمُء عَضِبَ الرّجُل لعَمّه؛. فَاسْئَقَى له غمر. وإنّما قال ذلك رسول الله 
يكلِ؛ لأنّه كان اسْتَسْلّفَ من العَبّاس زَكَائَه9 لَعَامَيْنء فلذلك قال: «هى علىٌ 
ومِثْلُها؛. أي ورَكَائُه مثلُ زكاةٍ العام الذي تطَاليُه بِ» ولو كائث على العبّاس لَمْ 
َبْرَ ِمَتَهه بِتَحَمْل النَبِيّ يلِِ لها وضْمَانِهِ إِيَاهَا. لذلك مأمورٌ. فالتَقَوُبٍ بإِخْرّاج 
الزكاة من نَمْسِ مَالِهه ورسول الله كله أَحَقْ من حَضٌ على القُرْبَةِ تبط عن 
النَرَاخِي فيها 


5 . وقد روى في غير حبر أنَّ رسول الله يكِهِ قال لعمر رضي الله عنه 
بعد عَتَبِهِ له: «قلا تُعَرّض للعبّاس . فإنّه كان عَجَلَ لنا صَدَقَةَ مَالِهِ عَامَ أوَّل2. 


494 (4) ق: خالد. 
)10 و2 حديث نبوي. (5) ق: أعندة. 
(3) ق: سعم . (6) قى: زكوته. 


204 


فصَحٌ بذلك ما قلناء وهذا الكلام لعْمّر رضي الله عنه مع ولايَتّه : «أَمْرُهم 
عظيمكء وتَفْرِيع شَدِيدٌء وأوّلٌ الأمُورٍ على عظيم مَوْضِعَه من اللي عليه 
ولذلك كان يُعَظمُه : أبو بكر ومُمر وِيْبَالِمَانٍ في تَقْدُمَتِهِ وإجلآله. ورَوَى عبد 
الرحمان بَنْ يعقوب العُذْرِي قال: حدَّئني هارون”" بن عبد الله أبو يَحيى 
الزهري قال: كان أبو بكر وحُمر رَضِي الله عنهما في ولايتهما إذا تا العباسّ 
بن عبد المُطلب» وهما رَاكبّان تَرَجَلاء ومَشَّيَا معه حتى يُنْتهى إلى مجلس 
[136 ب] أو منزله فيَنْصَرفَانَ. قال: وكائّث له جفْنة" يَرُودُ على فُقَرَاءِ بنى 
هَاشِمء وكان له قَيْدٌّ وسِلْسِلَةٌ يَسْبَعْها بهن َب معه لعاريهم؛؟ فكان عبد الله 
بن مر يقول: «هذا والله الشرف: يُشْبِعٌ الجَائّع» ويُوَدْبُ السَفِيةَ» ويَكسُوا 
العَارِي» قفي ذلك يقول ابراهيم بن علي بن هرمة. 
وكائث لِعَبَّاسٌ ثلاث" نَعُدّها إذا ما جنَانُ الحَىّ أضبَح أشي 
لله فبها اميه وبجذئة ‏ لقي" فينلؤم» السام لكي 
وحالف عَضَبٍ ما نَرَالَ نَعْدمَا لِعَارِضٍ بِذدُونِهِ قديُِجِنَبَا 
وقَوْلهِ ماح : أي تَذْهَبُ ما فيها فَيَمْلَؤُها ثانية2. وهذه مَنْزِلَةٌ في الإشلام 
لا يَجُوز أن تَفْعَلَ مَمْ أحَدِ غير العَبّاسٍ والرسولٍ عليه السلام وليس يَجْحَدُها 
إلا مُكَابِرٌء وأنَّ ما كانَ يَمْلِيه من أمر السُؤْلَةَا * وتقويم الرَائِعْ وإطعَام الجَائِع؛ 
وكِسّوة العَاري» وعِمَارَة المَسْحِدِء وسِقَايّة الحجيج» وماء زَمْرَم وما سَنَذْكُرُه 
فيما بعل ونَفْرَحْهُ من هذه الأَمُورٍ في الَاهِليٍَ شأن عَظِيم» وَتَقَُم يدل على 
فَضيلةٍ نُوجبٌ الإِذْعَانَ وَالإسْتِكَانَةَ لصاجبهاء سِيّما في أمْثَالٍ مَنْ كان يلي 
عليهم؛ ويََقَدَمُهم من أُمَائْلٍ قُرَيش وأكابرهم. قالوا: ولذلك* أيضاً قال عغمر 
بن الخطَاب رضي الله عنه لما درّنْ الدَّوَاوِين كان أَولَ مَنْ يدعو العَبَّاسَ من بَني 
هاشِمء ويَبْعَتُ العَطَاءَ إليه. إلى منزلِه ويُجِلُه ويَرْفُعَ نذْرَّه عن الحُضُورٍ 


5 )5( 2 495 


ق: تفاح. 
([) ق: هررن. (6) ق: قيملاها. 
(2) الجفنة: القصعة الكبيرة. 7) ق: ثانياً. 
(3) ق: ثلث. (8) ق: السوالة أي ما يسأل. 
(4) بحر: الطويل. (9) ق: ب: لذالك. 


205 


؛ َِْضهِء ولم يكن يَفْعلَ ذلك بأحَدٍ من الحَاضِرين سواه وهذا من عمر أعظَّمُ 
ليل على عظيم قدرهٍ عند الب يل: ويُكَرّرُ القول في وَصِيّتهه وفي مَالِهِ 
بإعطائه مما لم يَفْعَله في أحد ل غَيْرِهِ . 

6 ورَوَى إِسْحَاقٌ الأزرّق عن شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد 
الله بَنِ الحِرْتَ عن ابن عبَّاس قال: اجَاءَ العبّاس رضي الله عند '''ومجَاشِعُ 
بَنْ مَسْعُود السَّلمِي إلى رَسُولٍ الله كَلْةٌ قال: «بايغه على الْهِجرَةَ. فقال رسول 
لله يكل: «قد مَضْتْ الهِْرَةُ ولأهلِهَاه فقال العئّاس: «أقْسَْتُ عَليِكَ لتبايعه» 
مد رسول الله يك يَدَه فباَعَه وقال: «أبْرَزتُ قَسَمْ عَمْي ولا مِجْرَة بعد الففح». 
ذَكَرْنَا من قَبْلُ ما يوحيه”” الكلامٌ من تَفُضِيل الله عر وجل ورسوله للعَبّاس» 
وأنّ الرسول كَل لم يَفْعل ذلك إلا بوحي [137 أ] من الله عرٍّ وجل لِمَوْضِع 
العبّاس . 


[فصل] 

457 - قالوا: وإنَّه 4 الأمر بعد أ الحَاكم فيه له ما روا أبو سعيد 
الخراساني قال : قال رسول الله كلة: «العبّاسٌُ وَصِيٌ وزارئي». ١‏ وهذا من أو 
الأمُورٍ على وجوبٍ تَقَدُمف وتْفْضِيله؛ والإققاء يو دَرَدَى مُوسى بَنْ عَبَيْدة 
رضي الله عنه يوم جنع قر عليه مِيرَابُ العبئاس وهو في جْعٍَ فأمر به؛ 

فامترّع”* . قال العباس : (هَدَمُْتٌ ميزابي واللّه ما وَضْعَهُ حَيْتٌ وَضَعَهُ إل رسول 
الله يكِدّ بيدِه» فقال عمر: «أَعِدْ مِيرَابَِكَ حيتٌ كان والله لا يكونٌ لَكَ سُلَّمُ 


غيري». فقامٌ على عنقه حتى فَرَعٌ من مِيرَابه. وقد ذَكَرْنًا ما في هذا مِنْ قَبْل من 


تَضْدِيقٍ عُمر له؛ وعَمَله في حَقّ له بِقَوْلِهِ؛ ومِن شِدَةٍ إِعظَامِهِ مع تَسَددٍ مر 
وتَصَنّعه . 

497 496 

(1) إن كلمة «و/ مضافة فوق عنه. (3) قد به. 

(2) ق: يوحه: من وحى. (4) ق: فمتزع. 


3566 


[فصل] 

48 - قالوا: وقد كانَ علي رَضِيَ الله عنه يُعَظمُه أشَد الإِغظَامء وَرَوّى 
مرو بّن مُرّة عن ذَكْوَانَ أبي صَالِحَ عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى العبّاس قال: : رََيْتُ عَليا 
يَعْتَِرُ إلى العبّاس ويقول: «يا عَمّي إِرْضَى عني» وهو يقول: اكلا والله لمي 
الله عرّ وجل بهاكء وذكر في هذه الروَّايّة من اسْتِكَائَتهِ له امر 6" عَظيماً يَدُلُّ 
على عظهم كذره» وكا من لذن والمُسلمين» ”0 م من عظيم ما قال رسول 

لله ْو : ما دل به على تَفْضِيلِه وتَقْدِيمه على سائر الأهلٍ والمُهَاجِرِينٍ والأنْصَارٍ 
مارو جام بق محا بن الشايب عن يه عن لا بن محف بد أشاقة ع 
أبيه عن دَجَنْ بَنْ خَليفُة قال: أَهْدَيْتُ إلى رسول الله كَلْكِ وَطيد'” وهي من “ا 
الخنسا ورساوس”” من الشَّام فوَضَعْه بين يَدَيْهِ وقال: «اللهُمٌ اذخل على أحبٌ 
أَمْلِي إليك». فَدَخَلَ العبّاس بَنْ عَبْدٍ المطلب؛ فقال: «ها هُنا يا عمّ» قال 
فَأَفْعَدّه معه وقال: «قَدْ جَاء الله بأحَبٌْ أهْلِي إليّ دُونَكَء فَأطَعِمْ من هذا 
لطعَام». قالوا: وليس يكونُ أحَبٌ أَمْلِهِ إلى الله عر وجَلء ثم إليه يلد إلا 
بكثرة عَمَلِهء وتَقَدّيه عليهم في الإسْتِكَئَارٍ من القُربء وما يَرْلْفُ عند الله عرّ 
وجِلّ. قالوا وبمئل هذا الخبر [137 ب] ودُونِه في اللَفْظٍ استذللتم على تَفْضِيلٍ 
علي رضي الله عنه على سَائْرٍ النّاس بعد الرسول يَكْةِ في قصة الطائرء ولم 
يكن فيه من التِكرَارٍ والتأكيدٍ ما في حَبَِّنا. 

9 ورَوَى أبو الزُّنَادٍ عن أبيه أنَّ العبّاس بَنْ عبد المُطلب رضي الله عنه 
لم يَمْرّ قط بعغمر وعُثمانء وهمًا رَاكِبَانٍ إلا نَرَجَلاء حتى يجوز العبَّاسَ 
إجلالاًء لأنْ يَمْر بهما عَمْ الي كله وهُمًا رَاكبَانَ وهو يَمْشي وهذاا“ كفغل 
أبي بكر رضي الله عنه. وروى عبد الله الدانا' أنَّ رَسُولَ الله يثِيدِ قالّ: (لا 
يَعْسِلَني عَمّي العبّاس» «وإنَّ عَمْي م صِنوٌ أبي» وَدِإِنّ أبي لا يَرَى عوْرَتي) وهذا 


498 - من لحم البقر الوحشي . 


(1) ق: امرا. (5) رساوسا. 
(2) فوق الواو حركة تشبه السكون. و49 
)3( ق: وطند. 1 1 


(4) من الأفضل زيادة من» فالوطيد الغىوع (6) هاذا. 
الثابت والمعنى هنا أن الهدية قطعة كبيرة (7) ق: الدانا. 


2337 


مَعَّ مَا قَالَّهِ لِعُمر رَضِيَ الله عنه - لامّسة منه” '' على مَوْضِعِهِ في أَيّام حَيّاتِه» وبغدَ 
مَوْبَه وؤكره لهم( عند عَسْلِهِ بمَكَانِهِ ومَوْضِعِه فأمًا فُضِيلَتَهُ في قصة اسْيِسْفَاءِ 
عُمر بِهِ عامَ الرَّمَادَة» فأَظهَرُ وأَشْهَرُ عند أَهْلٍ النَقْلٍِ والسِيرَةٍ من أنْ نَحْمَاجَ إلى 
ذِكْرِ إنسَابه له حَوْلّه في حَبَّرِ الإسْتِقَاضَةَء وإِكْثَارٍ الشّعَرَاءِ فيه. ورَوَى ساعِدّة بن 
عُبيد الله المَدَن عن ذَاوٌّد بَنْ عَطاء عن يزيد ب بَنْ أُسْلَمء عن أبي عَمَّر: ان مر 
بَنُ الخطاب رضي الله عنه اسْتَسْقَى عام الرّمَادَةٍ بالعبّاس فقال: | مُه إنَّ هذا 
عَم نَبِيَكُء نَتَوجّه به إِلَيكُ فاسْقِئَاه. فما بَرحُوا حتى سَقَاهُم. قال: فُخَطبَ 
الناس عمر فقال: "أيْها النّاس إن رسول الله كلوه كان يَرَى للعبّاس ما يَرَى: 
الوّلَدَ للوَالِدء ف . فيِعَظمُهُ؛ وَيِفَحْمُهُ ويَبرُ قَسَمَهُ ولا ثبالِهِ يَمِينه» فاقْتَدُوا أيّها النّاسٌ 
برسولٍ الله يل في عَم العباس. وانّخِدُوهُ وَسِيلَةٌ إلى الله عر وجل» : فيما ترك 
بكماء وهذا تَعْظِيمٌ من غير لَه ولا ينبي يثله إلا للَسُولٍ عليه السّلام أو له 


0 . وفي أَظَهّرٍ الرِوَايَاتٍ وأنَمُها: أنَّ عُمر رَضِيَ الله عنه لما خَرَجَ 
يستسقِّي بالعبّاس رضي الله عنه قال: «اللهُمٌ إِنَا نَتَقَرّبُ ليك ببَغض نَبِيّكَء 
بَقِيّةِ آبَاِه» وكِبّرِ رِجَالِهء فإنّكَ تَقُولُ وقَوْلْكَ الحن: «وأمًا الجدارٌ فكانٌ 
لقُلامَين يَتِيِمَيْنَ في المَدِيئَةٍ وكان تَحْتَهُ كر لهماء وكان أَبُوهُما صَالحاً04© 
ُحَفَطَهُمَا لصَلاح أبِيهِمَا فافْظ اللهمْ نيك في عَمْه؛ فقد دَلَوْنَا به إليك 
[138 أ] مسْتَشْفِعِينَ مُسْتَغْفِرِينَ. ثم أقْبَلَ على النّاس فقال: : 9استغفِروا ربكم 
نه كانّ غَفَاراً» إلى قوله «انهار)* قال الرّاوي ورَأيتٌ العئّاس. وقد طالَ 
عَمَّر وعَيْئَاه نَنْضْحَانِ وسبَّابَنّه تُحَرَّكُ على صَدْرِهٍ وهو يقول: : «اللهُمٌ نْتَ 
الداع لا تُهُمِل الضَالٌَء ولا تدع الكسيرٌ بدارٍ مَضيَعْتِهِ فَفّد ضَرعَ الصغيرٌ» وَرَفَ 
الكبيرُ» وَازْتَفَعَتْ الشّكوى وأنت تعلم «السِرّ وأخفَى#”* اللَّهُمّ فأَغْنِهم 
بغِنَائِكَ”* من قَبْل أنْ يَغيطوا فيَهْلّكوا فإنَّهِ لا يَيئَسُ من روحك #إلا القَّوْمُ 


(1) ق: مسه. - 500 - 

(2) لهما: الكلام عائد إلى العباس وعلي بن (3) سورة الكهفف: 82. 
أبي طالب اللذان بقيا بعد موت الرسول (4) سورة نوح: 10. 
بقربه . (5) سورة طه: 7. 

(6) ق: بعنابك . 


328 


الكَافِرُون4)”" فَنَضَأتْ طَرَيرَةٌ من سحابةٍ وقال الناسٌُ: 'تَروْنَ نَرَوْنَ). ثم 
تلآمث وَاسْتَتَمْتْء وشَّمّتْ فيها ريحٌ» ثم هَرّتْ ودَرّثْء فوالله ما بَرحوا حتى 
اعْتَلَقُوا الجدّار” وقاضوا المآزر””: وطَمَقَ الناسٌ بالعَبّاسٍ يَمْسَحوُنَ بركابه'”) 
ويَقُولُونَ : ااهنيئاً لَك سَاتِي الحَرَّمَيْنِ) وهذه فضِبِلَةٌ عَظِيمَةٌ ومَنزْلَةٌ عند الله 
جَلِيلَةٌ وعند الإمام والأئق وفي ذلك يقُولُ العبّاس ب بن الحَسَّن عن عبد الله بَنِ 
العبّاس بِنْ عليّ بن أبي طالب رضوانٌ الله عَلَيهم : 
ومنًا أبو المَضْلء عَم النَبِيٌ ضَيَاٌ الظلام الذي هه 
به اشتشفع الناس عام الرَمَادَةَ في سسره الارّثُ إذا قروا 
إلى وَبُهم فدذعَارَئه فهَاجَث سَمَاؤُهم تَهِْمْر 
وفى أبياتٍ أخر سَنَذْكُرُها فيما بعد إِنْ شَاءَ الله» وقال آخر من أممل 
البيت: 
رسولٌ الِْوالشُهَدَءُمِئا ععَبَاسٌ الذي يَعْجٌ العَمَامَا© 
وفي ذلك يقول أب عفيف التقلري : 
جر تفكعة الما مويه لمَادَعَابِدَعَارَةٍالإشلام 
فَُتَحْتَ له أبْوَابَهالمَادَعَاة* ‏ فيهابِجُئْدمُعلَمِينَ كرام 
عَم النَبيٌ فلا كَمَنْ هوعَمه ل 
وقد أكْئَرَ النّاس فى ذلك» وهذه مَنْزْلَةٌ عند الله عنٍّ وجل ع 
واغتِراف بين الأمةٍ بمَكَانِهِ كَافَةَ. وقد قَالَ لأخل هذه القصَّىَ أنَّه كان أخن 
بِالتَقَدُم ” مِمْنْ امْتَسْقَى به» وليس لأَحَدٍ مِثْلُ هذه الفَضِيلهةٌ في مثل زَمَن 


(1) سورة يوسف: 87. (6)بحر البسيط . 


(2) ق: الحدار. (7) بحر البسيط. 
(3) ق: الميازر. (8) فى: دعى. 
(4) ق: بركانه. (9) ق: ولداً. 
(5) بحر المتقارب. 


2059 


الصَحَابَةء وفيهم المُضَلاءٌ وَالمٌّدُوَةٌ وَالججلة1 ولَؤلاً لمهم بِفُضْلِهِ [138 ب] 
عليهم لم يَجْعَلُوهُ هُ الوّسِيلَة إلى رَبْهُمء ويام إلأه” “ منهم بذلك أمراً ظاهراً. 
وسأُورِدُ في تَعْظِيم لني بك لمكائته”© الدَالةِ على فَضْل دِينِه وريه . 


[فصل] 

1[ - مما رَوَاهُ عبد الرّحِيم بَنْ سُلْْمَاكَ عن زَكَرِيًا بن أبي زَائْدَة عن : 
عامِر الشقِي قالَ: «انْطَلَّقَ اللي كل ومعه العبّاس» وكان العبَّاسٌُ ذا رَأَيء 
فقال له النّبِيُ مَل : «أي عم إذا رَأنْتَ لي خَطَأ كَمْرْ ِي به2: وكفى بذلك 
تَنُضيلا وتَقْدْمَةٌ وإقرّاراً من الرسول كَكلهْ بمكانه من الرَأي الذي يَجُوزْ معه أمْره 
لني كَل بما يَرَاه خطأ له. قالوا: : وما وي في الله“ على مَكَانِهِ؛ وإنَّه 
حَقِيقٌ بِالمَضْلء وخلاقَةٍ الرّسولٍ تله وإنه مأمور بذلك دون كُلَ أحد. ما رَوَاهُ 
يُوسُفَ بن يعقوبة عن أبيهِ عن نَافِع بن جُبيرٍ بن مُطعم قال: «أؤصى رسول الله 
ل بسَائه نم الْتَّتَ إلى العَبّاسِ بن عبد المُطَلِبٍ فقال له: «إلْحَقْ الذي بِاليَمَنِ 

من فَارِسٌ. من أَحَبٌ منهم أن يَلْحَقَ بِمَأمَنِهِ فهو آمِنْء ومن أقام فهو مني وأا 
مِنهء ما أقاموا الصلاةً وآتوا الزْكَاةً». وهذه الوصية إليه تَدُل على اسْتِحْقَاقِه 
الأمرَ بَعدَ وأنّه أفُضَلّْهِمء وأَحَقّهم به» وإلا كان ذِكْرُها لِمَن هو أَحَنُ بالئظر 
في أمْر الأمَّةَ ونَسَثْرهم أو مَنْعهم أؤلى مِنْ ذكرها لهء وليس مِمَّنْ أسْيِدَ إليه 
ذلك. 


[فصل] 

0 ونا روي من ام علي للعباس رضي الله عن ما رَوَاهُ جعفر بن 
عن أبيه عن جد عن علي بن أبي طالب كَرْمَ له وَجهه أنه قال: ارَحِمَ لله 
عَمّي العبّاسٌء لقد كان أَفْضَلْناء وأْعَمنَا نَفْعا». قال لهُ رسول الله طكِ: قد 


(1) ق: الحله. -501 - 


(2) خرم: سقطت كلمة. (4) ق: المله. 
(3) ق: لمكانه. 


0400 


حَرّمْتَنَا الصّدَقَةَه ‏ «فإنْ لم تُجِلَّ صَدَكَاتِئَا لِمُقرائنا فقد هَلِكوا» فقال: «صَدَقَائكم 
يا عَبّاسُ تحَل لمُمَرَايِكم0” وهذا لعمْري وأي فَضْلٍ أصيلٍ وثَوْلٍ لَطِيفٍ نام 
على الإسْيَرّادَةٍ من النْبَ يلق يَدُلُ على رَفِيع المَحَلُء وتَمَبْلٍ القَوْلِ وجَوَازٍ 
عَرْضِهِ على الوخي . قالوا: دل به رسول الله يل على تَفْضِيلِهِ على الأَمَّةِ) 
تَقْدُمَةَ محله عند الله عن وجل . 


[فصل] 

3 ما رواه عبد الوّاجد بن زَيْد عن الأَعْمّشٍ عن الشُّعْبي قال: طَلْعٌ 
الععباس بَنْ عبدٍ المطلب على رَسُولٍ الله يِه وعِنْدَه جبريلٌ عليه السلاه© 
فقالٌ له: «يا مُحمَّدُ هذا عَمُك). فقال: «نعم يا جبريل». قال: (إِنَّ الله عر 
وجَلْ يَأمُوْكَ أن تَقَرأُ عليه [139 أ] السلام وتُعْلِمَه أنَّ إِسْمّه عند الله عزَّ وجلّ 
الصَادِقٌ وَإِنَّ له شَمَاعة يوم م القيامَة». فلمًا جَاءًَ العبّاس إلى لبي كيه فأحبَره 
بما قال جَبْرِيل عليه السلام تَبَسَمَ العَبَاسُء فقالَ الئَبِيُ بكلهِ: «يا عم إِنْ شِعْتُ 
أَعْلَمْتَُكَء بما تَبَنَمْتَ منه أَعْلَمْتُكَء وإن شئت أن تقول فَقُّلٌ». قال: «بل 
تعلمني يا رسول الله» قال: (إِنّكَ لم تَحْلِف يَمِيناً في الجَاهِليّةِ ولا في 
الإسلام» بارةً ولا فَاجِرَةٌ» ولم يَقَلْ لسَانكَ لآ”” قال العَبَاسٌ: ١بَعَنَكَ‏ بالحَقٌ 
ما تَبَسَّمْتُ إلا لذلِكٌ». وهذا أيضاً مَوْضمٌ عند الله ع وجَلٌ عظيمٌ يَدُلُ على 
عَظِيمِ الفَضِيلَةِ من تَسْمِيَتِهِ الصَّادِقُّ» وكَوْنِهِ ذا شَفَاعَة وما وَصَفَهُ رسول الله يل 
به من شَرِيفٍ الأخلاقي في الجاهلية والإسلام. 

[فصل ] 
504 - وروى بن شهاب عن عبد لله بن كثير قال: قال رسو اله كك 


وَضَانِي الله بذي القّربى وأْمَرَنِي أنْ أَبْدَأْ بالعبّاس»”*” وهذه أيضاً مَنْزْلَة مدِيمَةٌ”© 
وما بدن على َكانه من الى فق ما وو عبد اله بن الئاس عن اللين له 


502 (3) حديث نبوي. 
(1) حديث نبوي. 504 ل 

- 503 (4) حديث نبوي. 
(2) ق: السلم. (5) مسمه. 


401 


أنه قال يوم بدر: امَنْ لقي مِنْكُمْ العباس فالبكف عنه» فإنه أخذّ مُسْتَكرهاً 
أي أَجِدَ بَغياً لنا"© فقال أبو حُذيفَة بن عُمْبّة بَنْ رَبيعَة* : «أتَفْئُلُ آبَاءن!© 
وَأنَِاءنا" وإِحْوَانَتَاء وتَقْثْلُ العَبّاسَء واللهِ لَئِنْ لَقِيْنُه لأضربَئّه بالسيف» فَبَلَعَتْ 
رسول الله ل فقالَ لعمر: ايا أبال» جعص» قال عُمر (إنّهِ لأرّلِ يوم كنّاني فيه 
أبا جعص» (أُيُضْرَبُ عَم رسول الله بالسّئِف؟» فقال عمر: «دَعْنِي فَأَضْرِبُ عُنقه 
فوالله لقد نَافَنَ». فكانَ أبو حُذَيْمَةَ يقول: «ما أتانا من تَلْكُ الكَلِمَة التي كُلْتُء 
ولا أَزَالُ فيها حَائفاً إلا أنْ تُكَمّرُها عني الشَّهَادَة. قال فَقّتِلَ يوم اليَمَامَةِ شَهيداً 
قالت العبَاسِيّةٌ وهذا يَدُلُ على أنَّ العَبّاس كان آمَنَ ليلةً الجْمْعَةِ العَقبّةِ. وَقَبْلَ 
هِجْرَةٍ الرسولٍ كَكِل. 


505 - وإنه كان عَيْنَاً لرسول الله يك بمَكةَ يكاتِبُه بأخبارهم. ولولا ذلك 
لم يقل رسول الله ككلقة: «فليَكُفٌ عنه فإنّه أَحِذَّ مُكرهاً» لآنّ هذا لا يُدرَكُ إلا 
بالوخي وحَوف أبي حُذَيْمَةَ من جَوَابِهِ الذي ذَكَرْنَاهء أمْرُ يَجِبُ عليه؛ ويُلزِمُ 
المُؤْمِنَ إليه في ظاهِر الحالٍ: كالسا في هذا الأمر الذي أْخْبَرَ به النَبِيُ عَكَبِيد 
وتَأْسّسَاً له إلى هُوَادِهِ وَمَيُله وَحَكمَ بِغَيْر ما أَنرَلَ الله . فلذلك قال غمر: «والله 
لقد نَافقٌّ» . وهذا فضلّ ليس لأحد مِثْلّه وقد كان العباس [139 ب] يَعْتَقَدُ أن 
مَقَامَه في الجَرّم مع الإِيمَانٍ باللّه» وبِمُطَالَعَةَ الرسول كَكةٍ بما يَمْسّه ويَهُمُه مع 
القيام بزمزم والسِقَايَة» وعِمَارَةٍ المسْجِدٍ كالجهادٍ والهجرَةء أو 0 نز 
اللَّه عد وجل ل«أجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحاج وعِمَارَة المَسْجِدٍ الحرّامٍ © الا 
وسنقول في تأويلهاء وسِيِّمَا بعد هذاما يُوضِحٌ أنه" "رفي در العباس 


2 


ووذ فَضِيلته . 


(1) من الأفضل استبدال كلمة «يعني» بكلمة (5) ق: يابا. 


«أي2. 505 - 
(2) حديث نبوي. (6) سورة التوبة: 19. 
(3) ق: اباونا. (7) ان حرفى «النون والهاء» مقلوبة . 
(4) ق: الباونا. ١‏ 


002 


[فصل] 

6 - قالوا: وكذلك قَوْلّه للئبي كَل يَْمَ فُنَحَ مكة وقد قال: «إِنَّ الله 
حَرْمَ مكة ولم نُحَلْ لأحَدٍ كان قَبْلِي. ولا نُحَلَ لأحَدٍ بَعْدِي وإنّما أَجِلْثْ لي 
سَاعَةَ من التَّههارٍء لا يَخْتَلِي”') خلآما. ولا يُعْصَفٌ شَجَرْهَاء ولا يَنْفْرْ صَئْدُها. 
ولا تُلتَمَطَ لُفْطَتُّهَا إلا لمعروفب)2) . فال العباس عند ذلك: إل الأذخر لها 
عيناً وقبورنا» فقال التْبِئْ ل «إلأ الأدْخَرُ. قال عَكْرّمَة في معنى تَنْفِيسِ 
صَيْدِها: (إنَّهِ لا يَتَجِذّ من الككل/0 ويَبْدْكُ مَكائّه؛. قالوا: وحَكمْ النبي َي 
بِاسْيفتائِهِ «إلا»؛ لا يكونُ إلأعن وَخيء أولم يُجِبْ إلى ذلك إلآ لمَوْضعِهِ مِنَ 
الرَسُولٍ َك والدين؛ وصَوَاب رَأَيهِ وتُعَلّقَ المَضْلّحَةٍ بم أَشَارَ به. نا على 

سيل الششخ قبل انتكاله. وبعد اسْتِقرارو» وعلى سَبيل الإسَْئاء» إن لَمْ يَكَنْ 
كلام الرسُول يي اشتقة َو ورد وانْقَطْمْ الحُكُمْ عليهء وكيف دَارَتْ القِصَهُ 
بمَضِيلَةٍ العباس في رَأَيِهِ وكَوْنهِ سَبَباً للوْخْصَة على أَمّةِ بيه : بَقِيّةُ جَلِيلَةٌ وَفَضِيلَةٌ 
عظيمة . 


507 - فيا اله الي يك في تيوه وتفييمه ما روا يزيذ بن أبي زياد 
عبد المطلب: ان اعباس رضي الله عنه َحَلَ على رسو الله يل وأنا عند 
مُعُضِباء فقال له النَبِنْ كل : «ما أَعضَّبَكَ» قال: «يا رسول الله ما لنا ولِقُّرّيش إذا 
تلاقوا بيهم تلاقوا طوٌجُوهٌ مُسْفِرَة4”” وإذا لقُونا لَقَوْنَا بغير ذلك» قال: فخَضِبَ 

م مَمَيَلاضُ . ده( ِ 524 و وج . 2 
قالّ: «والذي نَفْسُ محمد بِيَدم لا دحل كلب رَجُلٍ حُبي© حتى يُحِبّكُم الله 


ورسولُه)” . «أيّها الناسٌ من آذى** العبّاسَ فقد آذانى». وهذا عَايةُ 
506 - (5) ق: اخمر. 

(1) ق: يختلا. )6( ق: حبّي . 

(2) حديث نبوي. (7) حديث نبوي. 

(3) ق: ننحد. (8) ق: آذا. 

- 507 - (9) ق: الناس كلمة زائدة من الأفضل 
(4) سورة عبس: 38. إسقاطها لزيادتها في الجملة. 


403 


التَْظِيمء والإجلالٍ. وزادً فيه غيرُ هذا الرَاوِي من غير هذا الطريق؛ أنّه قال 
عُقَيْبَ ب قؤْله: ” افد آذاني. والعبَّاسٌ مِنّْي وأنًا مِنْه. لا تُؤْذُوا العبّاس فتُؤدُونِي. 
سَبَّيِي»"!' فلأجل هذه الأقاويل والأفعالٍ الواقعة من لبي 


[140 أ] يك في ا 


[فصل] 

8 . كان سعيدٌ بن المسيّب يقولٌ في أكثر ما رُويَّ عنه حَبَّرُ هذه الأمة : 
«العباس عَم النبيّ جَكْْةِ ووارثيه». فلا يُنْكِرُ ذلك عليه أحدٌء وروى أبو رافع 
قال: «قال رسول الله كَكْهْ: «يا عم ولك الْجَنّهَ حتى تَرْضى»»؛ وروى عبد الله 
بن عَمرو بن العاص قال: قال رسول الله يئِ: «إِنَّ الله اتخذني خليلا 
بمَنزلي 7 ومنزل ابراهيم يَوْم القيامةٍ لحاً مَل" والعبَّاسٌُ مُوْمِن يعثنى* بين 
خليلين»”” وهذه منزلةً قد بَانَ بها على سائر من هو مُقَصُرٌ عنها . ومما زويٌ 
وَرَدَ في إِعْظام علي رضي الله عنه له وإقرّارِه بِمَضْلِهِ ما رُوِيَ . رَوَاه أبو ال 
عن أبي ذَرْ الغفاري. قال : ريت رسول الله 4 كلِِ رَجُلاً سَلّم على علي رَضيّ 
الله عنه وقال: «يا أميرٌَ المُؤْمِنِينَ لقد رأيتٌ رسول الله يل مُشْتَاقاً إذا ا 
وكان يُعْرَفَ في وَجهِهِ السُرورُ إذا لَقِنِتوه وكنت من أَحَبٌ الناس إليه» فقال له 
علي : «وَيْحُكَ فكيف لو رَأَيْنَه إذا فَقَدَ عمّه العبّاس؟» كان يَطَلْبُه في بيت بيت 
ويحمّدٌ الله إذا رَآه ويَأحَدُ يَدَه فُيَضَعْها على صَدْرِه؛. وهذا من شَوْقٍ شريد 
رسول الله يِه وسروره بلقَائَه عن غير إِبْعَادِه ولا سفر لعَظِيم وهو مُلاوِحٌ لما 
ذَكرهُ رسول الله يك إليه . وسرورّه بلقائه من خشِيتِهِ على العبّآس لما أَلْقَذّه إلى 
قريش ليأمٌ © ' قوماً منهم ويضْمَنَ لأبي سْفْيَانَ ما يرغبه في الإسّلام» وما أَبْدَاه 
كلد من تَلَهْفْهِ عليه وشْدَةٍ حَدَرِهِ. 


25 روى حماد بن زبير عن أيوب عن عكرمة قال: لما وادع رسول 


(1) حديث نبوي. (4) ان هواو العطف» توجد في نهاية السطر. 


- 508 - (5) حديث نبوي. 
(2) فى: بمنزلي. (6) فى: ليومن. 


404 


لله يلِِ أغل مَكَةَ قال العبّاسُ: «لو أَذِنْتَ لِي فَأنَئِتُهم فَدَعَرْتُهم وأْمِنْتهُم 
وجَعلْتَ لأبي سُفيان شيئا يُذْكَرُ به» فأَذِنَ له رسول الله كله فَانْطَلَّقَ العَبَاسٌء 
فركب بغلةَ رسولٍ الله يكل الشهُبَاءء فقال رسول الله ككِ: «رُدُوا علي أبي. فإِنَّ 
عَم الرجل صِنْوْ أبيه. إني أخاف تَفْعلَ به ُريشل كما ملت ثقيف بسَيْدهَا عزوَة 
بن مَسعُود. دعَامُم إلى الله عزّ وجلٌ. أما والله ليْنْ ركبُوها منهم لأضرمَئها 
عليهم ناراً». وهذا تَلَهُْفَ شديدٌ وقلقٌ من مثله [140ب] كيه عليه عظيم» يدل 
على حَبٌّ شديدٍء وقدرة'' الله في تنظير الكثيرء فإِنَّ رسول الله كَلِِ قد حَكَمَ 
بِأنّ العبّاسّ سَيّدُ قريش وهذه أُكَاوِيلٌ يَصدُقٌ بَعْضُهاء ويَشْهَدُ بعضها لبعض . 

0 ومِمَا وَرَدَ في مِنْلٍ هذا عنه يكْةِ ما رواه ربعي بن جراش عن 
حُذيفة بن اليّمان قال: لما حَضَرَتْ الوَفَاةٌ دَعَا عَمّه العباس بن عبد المطلب» 
فأحذّ بِيدِو» فلم يَرَلُ يَرْفَعُها حتى وَضَعها على صَدْرِهِ ثم قال: «الحَمدٌ لله الذي 
م درك يا عَمْ. أَنْشِر فإِنّك في الجنةٍ معي هكذا!2» وشَبَكُ بين أصابعه. 

هذا(6© أيضاً منه ككل فى ذلك الوقتء وهو يجود بنفسه» ويُقَاسِي كَرْباً عظيماً 
7 على تَْظِيم شَأْنِهء والإدكار بمكانه» والدلالّة على فَضْلِهِ وشدَّة ميله اليى 
وقَدَرُهِ عند الله عز وجل بشهاديِهِ له بقرب منزلتِه في الجنة. وكان رسول الله 
يك اسْتَشَارَ أبا بكر» وعمر رضي الله عنهما في الأسَارى يوم بدرِ. فأَشَارَ عليه 
أبو بكر يقبلٌ الفدي. وأشارٌ عليه عُمر بِقَنْلِهِم ٠‏ فقال رسول الله كله : «يا أبا 
جعص» قال غمر: وهو أَوّلَ يوم كنّاني فيه: اتأمرني أن أقتل العباس» فقامً 
عُمر وهو يقول وهو مُوليَ: انْكَلَّتْ عُمر أنه يأمْرُ رسول الله كل بقل عَمّها . 
وهذا تَعْظِيمٌ منه لسَأنِ اعباس . 


[فصل] 
511 - قالْثْ العَبّاسية وهو دليل على أن العبّاس كان مُؤْمِناء ولذلك قال 
الرسول: «لا يَمْيُلّهِ أحذٌ وَجَدَّه وليكف عنه فإنه أجل مُكرهاً» . قالوا: ولو كان 


- 509 - - 510 
(1) ق: قدره. (2) ق: هاكذا. 
(3) هاذا يكرر كتابتها على هذا النحو. 
005 


كافراً لكان النّبِي كله مأمُورٌ بِقَئْلِهِ أو مُخَيّرا' بينَ ذلك» وبين أَحَدٍ الفِدَاء منهى 
ولم يكن بالذي يُعظُمْ كَل مُمر في رَأَيِه لقَمْلِهو©©. لأنّه أَحَدَّ ما جَعَلَ(© له 
الخَبّار فيه . ويمًا حَكَمَ الله عر وَل به. فإنْ قالوا: فلم أَخَذَ رسول الله عل 
منه الْفذَاء . قيل لهم: يُحْتَمَلُ ذلك عند شيعة العبّاس أَحَذْ وَجِهينٍ أحَدُهما أن 


وااعع 


لا َعَم اناس أنّه كان عَيْناً له بمكة . فيتحذّرُ منه ومن أُمْتَالِهِ أهلٌ بُلْدَانِ الكفْرٍ 
ويصرقون مِمَمَهُم إلى حَدْ مُكَايّدَةٍ لهم. وأنْ يكونَ العباس سَألَه ترك إِظهَارٍ 
أَمْرِوء وهذا ضَرْبٌ من الرَّأي والتَذبِيٍ ويُحْثَمَلُ أنْضاً أنْ يكون حَْشِيَ أنْ يكونَ 
ريش امع بَعدَهَا بمَكَة فالحَاجَةُ إلى العبّاسٍ فيما كان يَسَْى للرَسُولٍ 6 
من إِفْسَادٍ أَمْرِ الكافرين» وخل عُفُويهم؛ و| وإبطالٍ تذبيرهم وهذا [141 أ] لم 
يكن مستعداً عنده» ويُحتاج إليه أيضاً مع غير قريش. وغير أَهْلٍ مَكَة ويكونٌ 
الدَلِيلٌ على على ذلك شَيْمَانٍ أُمْرْ الرسول يك بِالكَفُ عنه وقوثُةٌ بالكفٌ «أَجِدّ 
مُكرّهاً). والوّجَهُ الآخَرٌ تَمَرْدُه بالاستِعَانَةِ به دونَ غْثْرِهِ. ودونَ كل أحَدٍ ليلة 
العَمَّبَةَ وأَخْذه لهُ البَئْعَمٌ وهذا لا يجوز أنْ يَسْتَقِيمَ الرسول في مِمْلهِ إلى رَجُلٍ 
كَافْرٍ بربّهء جاهَد لنْبُوّهِ رسولهء مُعْتَقِداً لِفَسْح تَذْبِيرٍِ وَإِبْطالٍ أْمْرِوء فدَلٌ ذلك 
على ما قُلْنَاى وسَقَط ما به تَعَلَفَتُم . 


[فصل] 

2 ومما يِدُلُ على أنَّ العباس كان قد سَبَّقَ إيمانّه يوم بَدْرٍ ومن 
حيث كان بمكة., وأحَذٌ البَئِعَةَ للرسول ككل ليلة الِعَقَبَةِ ما رَوَاهُ سماك بن حَرْب 
عن عكرمَةَ عن ابنْ عبَّاسٌ قال : قيل لرسول الله بك حين فَرَعٌ من بَذْرِ : «عليك 
بِالعِيْرٍ ليس دُونها شيء" فقال له العباس : إن لا يَضْلَحُ لَكَ» . فقال له رسول 
لله ككِ: «يا عباس ولِمَ؛ قال: «إنّما وَعَدَكَ «اللَه إحدى الطَائِفَتَيِن4” وقد 
أغطَاكَ ما وَعَدَكُ وهذا يَدُلُ على أنه كان مُؤْمِنا بألله» وبكتابه رَمُصَدَقَاً بِوَعَدِهِ 


- 511 ما بعدها «له). 
(1) ق: مخيراً. 512 

(2) ق: لعنتله. (4) سورة الأنفال: 7 
(3) ق: جعله الهاء زائدة وغير لازمة لوجود 


006 


ومتَففّهاً في دِينه» وكيف يُشيرُ بهذا على الرسولٍ عليه السلام إلا عَارِفٌ باللّه» 
ومصدقٌ برسوله وإِنّما أخََذَّ منه الفِدَاء لما أَرَادَه من رَدّهِ إلى مكة أو غَيْرمَا 
للسّغي”'" في مُصَالَحَته© أو السثر على العَبّاسء لذلك مَعْ تَوَسْعِهِ له فيه» لما 
كَرّمه العبّاسٌ» وغير ذلك من الأسباب. وممًا فَضّله به الرسول كَكدِ ورَقَعَ به 
قَدَرّه ما رَوَاه العَرَّامُ عن التِيْمِي عن أبيه قال: أَحَذَّ رسول الله يله بِيَدِ عَمّه 
العبّاسٌ فرَفَعَها ثم قال: «لن يُوْمِنْ عَبْدٌ حتى يُحِبِّ هذا وأهل بَئتِهِ لله عر وجل 
َلقَرَابَتِهِ مئي»» وهذا أيضاً تَخْصِيصٌ عظيمٌ وفُضل يبِينُ به من غَيْرِهء ويُوجبٌ 


[فصل] 

513 - ورَوَى عككرمَةُ عن ابن عباس أن جبريل كَل أن اللي كل فقال: 
اليا محمّد جنتك بكرامَة أكرّمَكَ الله بها بسَهِمَينِ تَجْعَلهِ في قَرَبَتِكَ فَاندَأ بِعَمُكُ 
العبّاس». ورَوّى أبي بَنْ كَعْبٍ قال: قال رسولٌ الله يكن : «إِنَّ الله أؤْصاني 
بِالقَرَابَةَ وأَوْصّاني بالعَبَّاسِ خاصّةً» وهذه فضيلَةٌ لا يُخْمّى مَوْضِعْهاء 
وخصوصيةٌ تُبيْنُ صاجبّها . ورَوَى النّاس أن رسول الله بل لما انح مَك قال 
للعبّاس بن عَبْدٍ المُطلِب: اقم معي إلى هذه الأصْنَامٍ حتى نَكسِرّها» [141 ب] 

ثم قال رسول الله كل : ١مَنْ‏ أحَبٌ أنْ يَنْظْرَ إلى ابرَاهِيمَ واسْمَاعِيلَ؛ ٠‏ فليئظروا 
إل عَنَى العباس» وهذا ما لأ غَايةٌ وراءه فى المَضْلء لذا حَلّ العبّاسُ مَحَلَّ 
ابراهيم» وأحَلّ نَفْسَهُ مَحَلّ وَلَدِو وفي حَبَرِ إِحَوانِهِ قالّ: «مَنْ أحبٌ أن يَنْظْرَ 
إلى ابراهيمَ واشماعيلَ يَرْئَعَانٍ الفَوَاصِلَ مِنَ البَيْتِ فَلْيَنظر إليّ وإلى عَمْي 
العبّاس» . 


4 ورَوَّى مُضْعَبٍ بن سَعْد بن أبى وَنّاص قال: قال رسول الله يد 
للعبّاس: «يا عَم مَنْزِلّكَ مَنَزِلِي في الجَنّةه. ورَوَتْ عائِشَهُ زوج النِّي يق 
قالت: قال رسول الله كلِهِ: «مَنْزِلكَ مَنْزْلي يَوْمَّ القِيَامَة وكفى بذلك قَدَراً عند 
() ق: للسعى. (2) ق: مصالحه. 


0407 


.رسول الله علد : «بَنُو عَبْدٍ المطلِبٍ وحَمْزةً وعلي والحَسّن والحُسَيْن رضي الله 
عنهم قَتَذَاكُرْنا الْعَبّاس لمكانه ونُبْلِه . 

5 ورَوَى سعيدك بن المُسَكب10) أن رسول الله كَكِيدِ قال للعبّاس : (ألا 
أبِشْرُك» قال: ابَلَى يا رَسُولَ الله . قال: «إِنّك إذا لَقِْتَ الله وأنت تبكي أغطاك 
حتى تَرْضَى». ومِمًا عَظمْ به أبو بكر شَأنْه. وما رَوَاهُ على بن أبي طَالِب رضي 
الله عنه” عن ابن”” أبي مُقَاتِل عن محمّد بن الحَسَن عن عبدٍ العزيز بن عبد 
الله عن ابن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «دَخَلَ أبو بكر الصِدّيق 
رضي ال عت ةو افجاء أبُوهءٍ وهو في المَسْجِدِء فقال عُمر: 
عدي اشوا عن سم رسول اك . نَتنَُوا فقال أبو بَكُر: ' 
أنْتَ يا ابه “ ودّعمه بيده وهو قائمٌ حتى جََلَسٌ العَبّاسُ بَيْنَهُ وبي ال أو 
بكر: ايا أبه هُنَا عَم رسول الله يكوا ااوكان أب إلى رَسُولٍ الله يك منك» 
فهذا أب إليّ مِنكَ؛ ولم يَفْعَلْ ذلك أبو بَكْرٍ إلا لأمُورٍ عَلِمَها من تفضيلٍ 


00 


رسول الله يك له عظيمٌ شَأَنُها . 


- 515 (3) كتبت فوق عنه كلمة ٠عن».‏ 


(1) ق: المسيّت. (4) ق: بن. 
(2) من الأفضل زيادة «أنت». (5) اق: باعنه. 


408 


[الباب الثالث والعشرون] 


[باب آخر في الكلام في العباس رضي الله عنه وموضعه 
من العلم, ومشورته وجوده وإيمانه] 


[فصل] 

6 ورَوّى مُحَمّد بن يَعقرب الأنّصاري عن أبيه قال: إِنْ كانت خلافة 
رسول الله يل" لتَشْتَبكُ حتى تكونَ كالاسْوَارِء وإنَّ مَجْلِسَ أبي بَكْر منها 
لمَارِغٌ ما يُطمعٌ أحَدء فإذا جَاءَ أبو بكر فجلس ذلك المَجلِسِء أْبَلَ إليه 
رسول الله كل بِوَجْهِهِ وألقى إِلَيْه حَدِيئَهُ؛ وسَمِمَ التَاسّ وأقْبَلَ العباس فتنحى 
أبو بكر عن مَجْلِسِه. فعَرَف السُرُورَ في وَجِهِ رسول الله كله [142 أ] بتعظيم في 
نظر العَبَّاس. . وفي رِوَايَةِ أخرى أنّه كان يَتَرْحْرَحُ له عن مَكَانِهِ؛ ويقوم له 
فيغرف المهلِيل في وَجَهِ رسول الله يكِ في فِيَمٍ أبي بكر للعبّاس » وهذه مَنْزْلَة 
لا غَايَةَ وَرَاةها©. ولا فَضْلَ يُطْلَبُ بَعْدَها. لا شد أل الام مر وكا 

بإزائهم*" عمو 9 بن العقاص» وشَرْحَبِيلُ بن جشكة0*» 
عليّ: 'أيْنَ تَخْرْجٌ بتَفْيِكَ) فقال له: «إِنْي أَبَادِرُ بهذا العَدُرًا. قؤل العَبّاس : 


«إنُكم لو قَعَلْتمُوهُ قاض فيكم الشّرَا . 
[فصل] 


7- فمات العبَّاسٌ في النصف الثاني من إِمَارَةٍ عُثُمانَ رضي الله عنهم 


- 516 (3) ق: ورائها. 


(1) يتكرر صلى الله ناقصة «عليه وسلم». (4) ق: بايزاهم . 
(2) ق: فتنحا. (5) كتبت «الواو» فوق حرف «الراء' . 


0409 


وانتقض بِمَوْتِهِ الأمْرُء بعد أنْ أخَذَّ في أَسْبَاب صَلاجِهِ. أن رَجُلا يَقُومُ أمز 
الأمة بِحَبَّاتَه لسائسٌ''' ذو رَأَي أصيلٍ دِيم عظيم . قالّثْ شيعَةٌ العَبّاس : فأمًا 
مَوْضِعُْه من الجلم ومَشْوّرَُ الرَسُولٍ كلل ورجُوِعٌ الصَحَابَةِ إلى قَوْلِهء فلا حَمَاءَ 
فيه وقد ذَكَرْنَا من مُشَاوَرَةٍ النَِّي تك له وقول : «يا أبّه أو يا عَم إذا رَأيْتَ خَطَأُ 
فَمُرِنِي به؛. ومشورته عليه السلام» عليه بِنَرْكِ طب العِيْر يَوْمَ بَدْرِهِ وقوله: 
«إنّما وَعَدَكُ الله إخدى الطَائِمْتين وقد أغْطاك ما وَعَدَكُ إلى غير ذلك» مما عَمِلَ 
فيه بِقَوْلِهِ من اسْتَنْئَائِهِ الأدْخَرء وتَشْفِيعِهِ في البَيِعَةِ على الهِجْرَةٍ بعد المنْحء 
ومَشُورَتِهِ على على رَضِيَ الله عنه بشيءٍ بعد شيءء مِمًا قد قَدّمْنَا ذِكْرَ بعْضِه. 
فأمّا رُجُوعٌ أبي بكر وعُمَر إليه» وَغَيْرِهِمَا فمَشْهُورٌ أيضاً. ورَوَى عكرمَة عن إبن 
عبّاس قال: جَلَسٌَ أبُو بَكرٍ الصِدّيق على المِنْبَرٍ وهو يَسْتَشِيرُ النّاسّ في الجَدَةٍ 
والأمّ : أيُهُما أَحَقٌ بالميراثِ فقال: (أكْبَرُ الأمينَ وأخوّحٌ الأَمّينَ؛ فدخل 
اماد بن عَيدٍ لالب رَخِي الله عنه وهر ُو ذلك فقال: «أَحَقَّهُما التي 
نَجْنْسُ عند رَأْسِهِ باللِّل»2 فيقول: مَه© قال: ١«صَدَقْت)‏ فَوَرَتَ أَمّه. 

518 - وَرَوَى ابن رَبيعة عَنْ معاذ بَنْ مُحَمَّد الأَنْصَارِي: أنَّ عْمَّر بَنْ 
مَعَدِي كرب الرْبَئْدِي!*, أْصَاب رجلا من بَنِي كنانة بمَأمُومةِء فَأرَادَ عُمرُ رضي 
الله عنه أن يَقِيدَ منه» فقالَ بَنْ عَبْدٍ المُطلِب: سَمِعْتُ رسول الله يكةِ يقول: ١لا‏ 
َوَدَ في مَأْمُومَةٍ ولا زَائِعَة ولا مَْقَّلَها. فأسْقَطَ عمرٌ القَّوّد. وأَعَرَّ به العَفْلَ» 
فكان عِندّه من ذلك ما ليس عندذهم. ولولا عِلْمُه وكَلْفٌ نَفْسِهٍ وَبَرَاعَتُهُ 
وصَلاحٌه لِلنّظر في أُمُورٍ المُسْلِمِين» ٠‏ لم يَرْجع الى كله إلى رَأَيه وأخذ البَئْعَةَ 
له وتَوْلِيتِهِ صَدَفَاتِ القَرَابَةَء وقِسْمَةِ مال هاشم بِنْ عَبْدٍ مُناف [142 ب] وغير 
ذلك من الأمُورٍ الكبّار. 


9 - وقد رَوَى اسْمَاعِيل بَنْ قيس بَنْ سَعْد بَنْ زيد الأنْصَارِي قال: 
حَدَنَنَا أبو حازم عن سَهْل بَنْ سَعْدٍ السَاعِدي قال: غَدَوْتُ مع النَّبِيْ بل في 


517 (3) ق: انه انه. 


(!) فى: لسايس. 518 
(2) ى: باليل . (4) ق: ذايعه. 


40 


زَمَنِ كَيْظِء فَقَامَ رسول الله يل لِيمْئَسِلَ» فقَامٌ العبّاسُ بَنْ عَبْدٍ المُطَلِبٍ فسَترَهُ 
بسَملة فرَأَنْتُ الئبي يك رافعاً رأسَهِ إلى السماء وهو يقول : «اللهم إِسْئّرْ 
العبّاس وولْدٍ العَبّاس م مِنَّ النَارِ»" '"'. وهذا أيضاً عِلْمٌ منه بقَدَرِ النبْوَقٍء وَاسْتَذْرَاكِ 
لما أَغْمَلَه من أهل السَوِيّة وقد وَصَفنا مِنْ جَلادَةٍ فَوْلِهِ ورَأيه وسكونٍ جَأَشِهِ 
وريه عند وَقَاٍ الي يك ما هو أدَلُ الأمُورٍ على عِلِْه وقَضْلِِء وإنَّه سَبَقَ أبَا 
بكر إلى جميع ما وَعَظَ به عُمر وَغَيْرِهِ م مِمّن اضَطرو29 . 


[فصل] 

0 - قَالَّتْ العبَّاسِيّةُ : وأمّا شَهَادةٌ الي يك له الجن فد تَقدَمَ م مَنْ ذَكَرْنَا 
له ما فِيه كَِايَةُ. وقد رَوى بن عَبْدٍ الْعَزِيز المَنُوخِي عَنْ مَكحُولٍ عن حَبيب بَنْ 
مُسْلِمَة قال: قال رسول الله كَلِه: «إنّه ليس من نَبِيَ إلا وله عند الله عرَّ وجل 
مزل . وإنْي أنا وَابْرَاهِيمْ الْخَلِيل يوم القيامة ما" تحت العَرْشٍ والحبيبُ أَكْبَرُ من 
الخَليل© مَئْز زلة إِذْ أني بالعبّاس عَم قد نوج بتَاج المُلْكَ لبس ِيَابَ الجَنّة 
وحُمِلَ على #تجيب من تور »» ” “وهذه شَّهَادَةٌ منه عليه السلام للعبّاس بأمرٍ 
عَظِيم » ومنْزِلَةِ لا تّبغي إلا للصديقينَ. ورَوَى مَكحُول عن كَرِيب عن أَبَيّ : 
«بأن البى كَل قال للعباس : «إذا كان يوم م الام َْيْن فأتتني أَنْتَ وَوِلْدكُ) فَعَذا 
وعَدَوّنَا قال: فَالْبَسَنَا كَسَاءَ لَهُ ثم قال: «ا هُمّ اغَفِرْ للعبّاس عَزْماً لا يُغَادِرُ ذنباً. 
اللهُمّ أُخَلِمّه فى ولدِه»؛ وهذا كالأوّلٍ وإِنْ كانت© رَغْبَنُه مِنْهِ إلى الله تَعَالى 70 . 


لقملا 
عد : «إِنَّ اله غيٌ مُعَذْبِكَ ولا وليك ورََى ميد بن عِنْدٍ الرحمن الفّررشي 


 519-‏ فوق «الخليل؟. 


(1) حديث نبوي. (5) حديث نبوي. 

(2) ق: اصطرد. (6) بعد «ان» جاءت كلمة «كان» من الأفضل 
- 520 - أن تضاف اليها ١ت».‏ 

(3) ق: القيمة. ) ق: تعلى. 


(4) ان كلمة «منزلة» مكتوبة بخط صغير جداً 


411 


عن أبي حَازِمء عن عبدٌ الله بِنْ عْمَر بن الخطاب قال: «بَئِئَا' رسول الله كَل 
ذاتَ يوم عندّهُ العبّاسّ بن عبد المُطَلِبء وقد ألْرّقَ رُكْبتَه برْكبَةِ النبي يكل إذ 
أقبل عليه رسولٌ الله يل فقالَ: «يا عَم من أَحَبّكَ فقد أَحَبّنِيء ومن أَحَبْني أحَبّه 
الله» ومن أَنْعَضَكٌ فقد أَبْعَضَنِيء ومن أَبِعَضَبِي أَبْعَضَه الله. اللهُمٌ اغْفِرْ للعبّاس 
ولولْد العَبّاسء ولوِلد ولد العباس»© ففَالَتْ أمْ الفُضل : ابأبي أنْتَ وأمي يا 
رسول الله [143 أ] وليِسَاءِ العَبّاس) فقال: «ولبَئَات العبّاس ولكنائِن العبّاس» 
وهذا مِئْلُ الذي قَبْلهِ . 


522 - وَرَوى ساك َن القايم بَنْ عبد المُلِبٍ م عن أبي بد قال رسول 
د انه أن يصيرٌ قصرّك في الجنة مع" قصريء فأجَابنِي إلى ذلك 
وَسَألتُه أنْ يَجْعَلَ مِن ذُريتك خلفَاءً في الأرض» فأجَابّني إلى ذلك وَسَألَنّه أنْ 
يَعْفِرَ لِمَنْ قال من ذُرْيَتِكَ لا إله إلا الله مُخلِصاً فأجَابَني إلى ذلك». . وفي بعض 
هذه الأنَاوِيلٍ مِنَ اللَبِيْ يك ما يُوجِبُ القّطع على باطِنه وظَاهِرِه وسَرِيرَيَه . 
والعلّم بأنّه في الجَنّةِ لا مَحَالَةه وهذه مَنْزْلَةَ ُوجبٌ من الفضل مَا لا حَفَاءَ به. 
فأمًا وَضْفْ الئبِي كك بجوده وكَرَمِهِ فَظَاهِرٌ مَعْلُومْ . 

3 ورَوَى سَعْدٌ بَنْ أبي وَقُاص قالَ: «نْظَرَ رسول الله يك إلى العبّاس 
بن عبد المطلب فقال : «هذا العبّاسُ عم رسول لله يك أَجْوَدُ قُرَيْشِ © كفا 
وأؤْضَلها© . وروى وأخاة عليهم. وفي روايَّةٍ يَةِ أخرى عن سعد ابن أبي 
وقاص: إن النبي بَكلِ قال: هذا العبّاسٌ جود" قُرَيش كفاً وأوصلها»”*". 
وروى الفضل بن دكين عن لَيْثِ عن مُجَامِدٍ عن علي بن عبد الله بن العبّاس 
قال: أت العبّاسُ عند مَوْتِه سَبْعِينَ عبداً». وروى أبو عاصم النبيل عن ابن 


523 2 521- 


(1) ق: بينا. (5) ق: قريشاً من الأفضل أن تكتب بصيغة 
(2) حديث نبوي. الجر. 

522 (6) حديث نبوي. 

(3) ق: اليمن. 7) يكرر #اجود؛. 

4( ق: معي. 28 حديث نبوي. 


412 


عَوْنَ عن حُذَيْمَةَ بن اليَمَانِ قال: كانَ رسول الله كل إذا رأى”" العباس أبرّه 
بعينه وقال'© هذا عَمّي وصِئْوُ أبي» أَزْهَدَكُم في ذُنْيّاكم» وأقلّكم اختشّاداً لها». 
وهذه مِنْزْلَّةٌ من الرّهْدٍ مُكَلمَةٌ نفسٌ كبير*0 تدل على جلالَةٍ قُدْرّة صَاحِبها 
وعَظيم قَذْرِه عند الله عر وجل . ويتبع ما ذَكَرَهُ الرسول عليه السلام وَضف 
تَكرّيِه وجودهٍ في الجََاهِليّة والإشلام كثيراً جداء وسنذكر حاله . 


[فصل] 

4 . وكان العبَّاسٌ رِضْوَّانٌ اللِهِ عليه مّعّ ما وَصِمْناهُ من عِلّْمِه وجوده 
ورجوع الصَّحَابَةٍ إليه في جميع كثيرٍ من النوازل ذا رِوَايةٍ عن الرسول وكاو 
ومن أَهْلِ القُدْوّة فيما يَضْبْطُهء ويّحكيه عنه» وإنْ كان مِمّنْ لم يكثر بقصدٍ إلى 
ِكْئَارٍ الرواية والتصدّي للفنوى» لكثرة عُذْره من الإكثار عن الرسول يَكْةِ في 
زيادةٍ نَفْع أو نُفْصَانٍ أو تَرْكِ سَبَبِ حَْرَجَتْ الرواية عليه [143 ب] واستثقالٍ 
اختصاص أسباب الخطاب مع سقوط الحَوْض وقيام الضرّاءء وإن كان منفرداً 
فيهم. ويجتممٌ له أو مُعْظمّه . 

525 . روى عامر بنْ سعد بنْ أبي وقاص عن العبّاس قال: : قال رسولٌ 
الله عَدِئد يك : الرجل مُجِد على سَبْعَةِ آداب أو كلمة نحوها : كيه وقَدَمَيْهِ وركْبَتَيْه 
0 وفي ردأ أخرى عنه: (اسَبجَد ابن آدم على سَبْعَة آدَاب : «الأئف 
وَالجَبْهّة وَالرَاحَتَين”” ' وأصَابعٍ القَدَمَيْنَ) . ورّوى عَامِرٌ بن سَعْدٍ بَنْ أبي وَقاص 
أيضاً عن العبّاس بَنْ عبد المُطلِب قال: قال رسول الله 6ق: «ذَاقَ طَعْمَ الإيمَانٍ 
من رَضِيَ بالل ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولا»" *. ورَوَى أَبُو صَالِح مَوْلَى 
أمّ هَانيء عَن العَبّاس بَنْ عَبْدٍ المُطلِبٍ قَالَ: طَافٌ رسول الله كله بِالْبَئْتَ 
فَاسْتَسْقَى وهو يَطوفٌ بِالبَيْتِ فقال رَجُلٌَّ: ألا سيك با رسوة الله من ني 
تَضصْئَعْه بِالبَيْتِ قال: : بَلَى . فَأمْبَلَ به الرّجُلُ في إناء فقالَ رسول الله يكِ: « 
عَرَضْتٌ عليه غُوداً أو أَكْمَيْتُ عليه أنا» قال ثم أحدَّه فَذَاقَهُ لعا 





() قرا (4) حديث نبوي. 
(2) حديث نبوي. (5) ق: الراحتين. 
(3) ق: كثره. (6 و7) حديث نبوي . 


413 


2 2 7 5-4 
ِمَاءِ ثم صَبٍّ فشَرِبَ». 


6 ورَوّى عَبْدُ الله بن العَبّاس عَنْ أبيه عَن النَّبىّ كَلةٍ أنه قال: مَالِى 
أَرَاكُمْ فلَبَاء فلولا أنْ أشق على أنّتي لقَرَضْتٌ عليهم السُؤالَ”' كما فَرَضْتٌ 
عليهم الصلاة”*. ورَوَى موسى بَْ عبيدّة عن محمّد بنٍ ابرَاهِيم التيمي عن 
أبيه المُوَالِي عن العبّاس بَنْ عَبْدٍ المُطلِب قال: قال رسول الله يَك: «يَظْهَرُ 
الدِينُ حتى تُخاض الحَارٌ بالخيلٍ في سبيل الل عر وجل؛ 0 ثم يَأَتِي وام 
فيقولون: «قد قََأَنَا المُرْآنَ مَنْ أقْرَأ مِنّاء أو من أفقَهُ مِنَاء أو منْ أعْلَمْ نا" 4 
التَمَتَ إلى أَضحَابهِ فقَال: ١ل‏ في أوليك مَنْ خَبْرَه. قالوا: لآ. قال: 55 
ينكم من هذه الأ أولَيكَ هم و قُو الثاره" . ال جل أفلي الملم يَخني 
الكَيِرَات» . وى ابام الي عن قتافة عن العاسٍ رصان لله عليه عن 
النّبيّ بيو أنّهِ قال: «لقد طَيّر الله هذه الجويرَةَ من الشّوْكُ إن لم [144 أ] نَطِرْ 
0400 
بيدهاا 0 . 


[فصل] 

7 وفي رِوَّايّة عروةَ بن الحسن قال: قال العَبّاسُ: «خَرَجِتُ مع 
رسولٍ الله وك في ليلةٍ ظَلْمَاَ حئدس» فجَعَلَ رسول الله يَكِةِ يُقَلْبُ بَصَرَهُ إلى 
السَّمَّاءء ويقول : إن الشيطان قد آيِس أن يُعْبَدَ في جزيرة العَرَب ولك" 
جِفْتُ أن يَضِلٌ مَنْ يَضِلَ منهم بالنجوم»' . وروَى زَيْدُ بَنْ جَذْعَانَ عنٍ الحَسَنٍ 
عن الأختّفٍ بَنْ قيس" قالّ: «سمِغْتٌ العبّاسٌ بَنْ عَبْدٍ المُطلِبٍ رَضِيَ الله عنه 
يقول: قال رسول الله يكِ: «قالَ دَاوْدُ عليه السّلام” : إلهي أَسْمَمٌ الناس 


527 - - 526 

(!) وجدت علامة. وهى تشبه«الواوه (5)ق: لاكن. 
المقلوبة وهي علامة للفصل ويتكرر (6) حديث نبوي. 
ورودها على هذا النحو. (7) ق: السلم. 

(2 و3 و4) حديث نبوي. 


414 


يقولون: إله إِْرَاهِيم وإِسْحَاقٌ”' ويَعْقُوبَ: أَجْعَلْنِي رَابِعاً. فقال: «لشْتَ هناك 
إن ابراهِيمٌ لَّمْ يَعْدلَ , بي شَيْئاً إلا احْتَارَنِي عليه. وإِنَّ اسْحَاقَ جَادَ لِى بنَفْسِد 
إن يَقُوبَ في طول ما كان لم يْأس© من يوسْفَ»©. 


8 ورَوَى سُلَيِمَانَ بَنْ غَرِيبٍ عن أبي هريرةً قالّ: قال رسولٌ الله يكل : 
«دوني المُؤْمِنُ جزء ومن كُذَا وكذا جرْءْ ومن المبُوُق قال: نَذّكَرْنُه لإن 
عَبّاس فقال: حَدَنَيِي العبّاسٌ بَنْ عبد المُطْلِبَ قَالَ: سَمِعْتٌُ رسول الله يلل 
يقولُ: اجُزْءاً من حْمْسينَ جُزْءِ من اللبْ”. وفي راية أخرَى أن أنا زر 
قال: «سمغثُ؟© رسول الله كلةِ يقولٌ: «رُؤْيَا الوَجُْل الصالح جُرْءاً من 
المبُوقه”7 . وأقول قَالَ العبّاسٌ بن عبدٍ المُطْلِبٍ ورَوَى محمّد بن ابْرَاهِيم يم التِيمي 
عن كُلْقُومٍ بنت العَبّاس بَنْ عبد المُطلِب عن أبيها العبّاسٍ قال: قَالَ رسول الله 
يله: «من اقْشَعَرٌ جَسَدَهُ مِنْ حِشْبَةِ اللهِ نُحَاثُ عنه ذُنُوبُه كما يُحَاتُ عن الشجرة 
البابسة ورَفها* . 


9 ورَوَى أبو أَمَامَةَ بَنْ سَهْل قالّ: أخْبَرَ العنّاسٌ بن عبدٍ المُطَلِبٍ: 
«أنّ النى بل نَهَى" عَن الرُفيّة" حين قَدِمٌ المدينة وكائّث الرة قى”!2 في ذلك 
الزمان فيها كلامٌ «كثيرٌ؛ من كلام الشِرْكِ فانتَهَى”" الئاس . فبيئما؟ هُمُ إذ 
لَدَعْثْ رجلا من الأنْصَارٍ الحَيّةٌ فقال: «الْتَمِسُوا رَاقِياً» فَقِيلٌ إِنَّ آل عَمْرو بَنْ 
حَزْمٍ كانُوا يَْقُونَ عنها حتى لَهَيْتهُم عَنْهاء فقال اذْعُو لي عِمَارَةَ بَنْ حَزْم؛ فقال 
لَهُ: «أغرض عَليٌّ رُفْيَنَكَ» قال: فَعَرَضئُها عليه [144 ب] فلم ير بها بأسأًء فَأَذِنٌ 
لَهُمُ وقال: «مَن اسْتَطاعَ أن يَنْقَعَ م أَحََاه فد قه140 , 


(1) ق: اسحق. 529 - 

(2) ق: سس. (9) ق: نها. 

(3) حديث نبوي. (10) الرقى من الأفضل إعادتُها للمفرد. 
528 - (11) ق: الرقا كتبت بالألف الممدودة. 
(4) حديث نبوي. (12) ق: فانتها. 

(5) يكرر «قال». (13) ق: فبينها. 

(6) كتبت كلمة سمعت فوق «قال». (14) حديث نبوي. 


)7 و8) حديث بوي . 


415 


[فصل] 

0 - ورَوّى قْتَادَةَ عَنِ الأحتفِ عن الحَسَنٍ قال الحَسَنُ عَنِ الأخئف 
بَنْ فيس عن العَبَّاسٍ بَنْ عَبْدٍ المُطَلِبٍ قالَ: قال رسول الله يللة: 1 
متي على الفِظْرَةٍ ة ما لم يُوَخْرُوا المَهْرِبَ حتى تَشْتَبكَ النجوم”". و 
رِوَايَة أخرى عنه. دلا تَرَالُ أَمّتِي بِخَيْر مكان» قَوْلّه: «الفطرَةٌ). وَرَوَى 
عُثْمَانُ بنْ مُه عن عكرمَةٍ عَنْ ابن عَبّاسَ : أن العبّاسّ أَخْبَرَهُ أنَّهُ كان يَسيدُ 

مَعّ النّبيّ عير فَرَأى بِحَدُ بَعير حَلْمَّتَيْنَ فقال: «ما هذا المَيْسَمُ يا عبّاس» 
قال: فَقّلتُ: «مَيْسَمٌ كُنا نَسِمْهُ في الجَامِليةِ» فقال: ١لا‏ تَسمُوا في الحَذًا 
فقالَ العبَّاسُ: الا جرم لا إِسْمَ إلا في آخر عضو منه)”” فوسم في 
الجاموس”” ورَوَى أبو الجَارودٍ عن حبيب بِنْ يسَار عن ابْنَ عبّاس قال: 
اكانَ العبّاسٌ إِذَا دَْمَ بالأنصَارٍ© لَهُ اشْتِرَاط على صَاحِبهِ: أنْ لا يَسْلُكَ به 
بَخرأء ولا يَنْزِلَ بهِ وَادِياًء ولا يَشْثَرِيَ به ذاتَ كَبدٍ رَطْبَةَ فإِنْ فَعَلَ فهو 
ضام 0)) فرفع شركته 9 03 الله تنخ وأجازه . 
اين د ' : «للآن صل مداه ثُّ أجلِسٌ لال عر وجل حتى تلم لسن 
أحبُ إل من شد على الخَلٍ في سيل الله ع وجل» ". ورَوَى أَبْو ميك عن 
شن الضهيف وف لشم لزت صلا امنا '. درَوَى يحي عن 
قال : 6 كان يوم م عَوَقة قلتُ: نرت ليزم كيف يضم وسو لله لف : وَقَفْ 
الموقفة” . فلمًا رَجِمَ أَرْدَقَهُ المَضْلُ بن العبّاس فَقُلْتُ: سيخبرني المَضْلُ بما 
صَنَعٌْ النَبِيُ ده فلمًا إِنْ أنَى جَمْعا جَمَعَ المَغْرِبَ والعشاءً ثم وَقَف بالمشعرٍ 


531 530 - 


(1) (2) حديث نبوي. (6) ق: نهشل. 
(3) أي في آخر عضو من الجاموس. (7) حديث نبوي. 
(4) ق: بالامصار. (8) حديث نبوي. 
(5) حديث نبوي. (9) ق: الموقفه الموقفة هو محل الوقوف. 


416 


الحَرَامء ثم أنّى الجَمْرَةَ فْرَمَاهَا بسبع حخَصَيات”!') 


52 وى يمد بنْ مسد الصايق رضي ل عن من أب رد 
أخرى عن محمد بِنْ الحَنَفِيّةِ عنٍ العبّاس بن عبدٍ المُطلِب أنه قال: 
رسولٌ لله كلِِ عن ليلةٍ أشري به: أنه جَمَعَ لَه الْينَ”) [145 أ] قال فتكت 
أنَّ حِبْرِيلَ سَيِتَقَدَمنَا فأقِيِمَث الصَّلاهٌ هُ فقدّمْنَا جبريلَ فأمّثْ” التَيِينَ ولا فَحْرَ على 
إِخْوَتي » ثم صَعَدَ بي جو السَمَاءِء فسَمِعْتُ مَلَكا من المَلائكةٍ لم لَه في السّمَاء 
إلأتِلْكَ الليْلّةء وهو يُوَذْنُ اللَهُ أكبّر الله أكبر»؛ فقالَ الله عر وجل : «صَدَقٌ 
عَبْدِيء أنا الله لا إله غَيْرِي. قالَ: أَشْهدُ أنَّ محمّداً رسولٌ اللهِ؟ قال الله عد 
وجل : ١«صَدَقٌ‏ عَبْدِي . محمّدٌ عَبْدِي ورسولي ونْبِيّ على رسالتي وآياتي' قال 
المُؤَِكُ: "حَيّ على الصَّلاةٍء حَيّ على الصّلاة». قال الله عزِّ وجلّ: «صَدَقَ 
عَبْدِي ودَعَا إلى فَريضَتِيء فمَنْ جَاءَهُ مُخْتَسَباً غَمَّرَ له ما تَقَدّمَ من ذَنْبه؛ قال 
المُؤَدنُ : ١احيّ‏ على القلاح ؟ قال اله عر وجل : اصَدَقٌ عَبْدِي هي الصلاة وهي 
الفلاح؛ وهي النجاحٌ» ثم أُنَامَ الصلاةً» فقدَّمَّني جبريل فَأمَّتْ الملابكةٌ كما 
أمّثْ النِينَ في الأزض بلا فَخر)”* . 

513 - ورّوى عكرمَة عن ابْن عَبّاسَ عن أبيه العبّاس قال : «وَلِدَ النِيُ عل 
مَحْنُوناً مَسْوُوراً قال : فاغجَبَ ذلك جَدَّه المُطَلِب وحَظِيَ عِنْدَهُ وقال: 
«لِيَكُوئَنٌ لوَلَدِي © هذا شَأنف وكانَ له شَأنٌ. ورَوَى سَمَّاكُ بَنْ حب عن 
عكُرمَةَ عن ابْنِ عبّاسٍ عن العبّاسٍ بَنْ عبد المُطَلِب أنه قال: الما حل في بناء 
البَنْتِ كان الرَجَالُ يَنُقلون الحجَارةٌ؛ وتَنْقّلُ النّسَاءُ الشِيِد© » فكئتٌ أنا 

محمد" يل تقل الحجَارة؛ فتَضَمٌ إِزْرَنَا على عَوَاتِقَنَاه ونَضَمُ الحَجَرٌ على 
الازر ونَّمْشِيٍ إذا دنونا من الناس اتزرنا حتى نطرح الحجارة. فبينما نحن 
نمشي يؤماً إِذ وَمَعَ الحَجَرُ من محمَّدٍ كِةِ فْحَرٌ على كَمَا فَأَتَئِنُهِ فقُلتُ: 


5 


(1) ق: حصات. 533 - 


532 (5) كتبت كلمة «لولدي» في الهامش . 

2) ق: النيُونَ في حالة الرفع . )6( الشيد ما يُطلى به الحائط من الجص. 
(3) المعنى: أَمَمْتُ. (7) ق: محمداً هذه الكلمة وضعت فى محل 
(4) حديث نبوي. تُصب . ْ 


47 


«مَالّك). فقال: ١نهِيتُ‏ أن أنشي». وفي رِوَايَة أخرَى اَائرَرَ واثرّرت». والبَيْتُ 
بنِيَ قَبْلَ البَعْثِ بِسَئتَيْن . قَالَّتْ شيعة العبّاس : وهذا يَدُلّ على أن العبّاسّ صَدَّقَ 
الي ل قبل المَنِعَثِ . فلذلِك إَِرّرَ مَعَه وهو يَعْلَمْ أن فول : «أَمِرْتُ» ليس 
بحِكايَة عن المَخْلُوقِينَه وإنّه لم يَزَل مُؤْمِناً به ومُظاهِراً له. 
[فصل] 

54 - وروَى أذهم بَنْ شَرْحَييل عن ابْن عباس عن أبيه العبّاسٍ: أن 

سول الله كلِْ قال في مَرَضِدِ: «مُرُوا أبَا بكر يُصَلّْي بالئّاس» فقالت حَفْصَُ و0 : 
ولي له إن أبَا بكر إذا قَامٌ ذلك المَقَام م بكى 21 . فقال: «قولوا لأبي بكر يُصَلَي 
بالئّاس» فصلى أبو بَكْرٍ بالئاس: وَوَجَدَ رسولٌ الله يَلِْهِ [145 ب] فى نَفْسِه 
حَمَاءَ فخَرَجَ رسول الله وَل ٠‏ فنكصٌ”* أبو بَكُر رَضِيَ اله عنهء فأرَادَ أنْ يَتَأْخَرَ 
أزما إلى كانه وافتتح رسول اله كك الا من حيث الى أبو بكرا . وفي 


عر بضلاة سول الله كلق صل" الام بضلا بي برضي الله عنه . 
كلد يقولٌ: عا لا مهسا ل ار عي فاضت مِن جَشْيَةٍ اله. وَعَيِنّ مَانَتْ 
َخْرُسُ في سَبيل الله عزِّ وَجَل)" “ ويّمُضي ما رَوَاهُ رَضِيَ الله عنه عَنْ الرَّسُولٍ 
عليه السَّلام فَحْرَّجْنًا عَمَّا له قَصَّدْنا. وفيما ذَكَرْنَاهُ من هذه الروَايَاتِ التي وَرَدَثْ 
عنه فى القَرَائْض والنَّوَافِل والمَئَاسِكء والتَحَرّصٌ فيما كان حَظْرُ كِْرَةٍ الأب 
وَخَطَيِْهِ ما كان مُبَاحاً في الجَاهِليَّة فأَجَارَهُ كم المَضَار به. ومَنَاقِبُ النّبيّ 
يخ والحَضٌ على طَاعَةٍ اله عرّ وجل إلى غير ذلك مِمّا ذَكَرْئنَاه مِنْ عَمَلٍ 
الصحابةٍ بقؤله ورْجُويِهم إلى َيِه ورِوَائته َوْضحٌ دَليلٍ على عَظِيم كَذْرِِ في 
العِلم وَالرُوَايَةء وَشِدَة تَقَدمه وأصِيلٍ رَأَيه» ووفور عقله خسن بائنه©) 
وضَبْطف وإِنَّ قليل المَنْوَى لما ذُكَرْنَاهُ من السَّبَبَ . 


534 هذا النحو من الكتابة . 
(1) قى: بكا. (4) قى: نمسهما. 

(2) ق: منكص . (5) حديث لوى. 

(3) قى: كتبت «صلا؛ بألف ممدودة ويتكرر (6) تى: بالنه. 


415 


[الباب الرابع والعشرون] 


[الكلام في صنع العباس مختلفا عن غيره وكبر محله في 
الجاهلية والإسلام ] 


5 - قالَتْ شِيعةٌ العبّاس: فَمَا تمَكنا مع ما وصّفناهُ من أُمْرِهِ أن يُقَدُم 
عليه أحداً في العِلّم والروَايّة والسَابقَةِ. قال القوم: وكذلك فَلَيسٌ يُمْكِنُ أحداً 
أن يَرْعَمَ أنَّ أحداً من القَرَابَةِ أو الصَّحَابَةٍ كانَ مُتَجَاواً لمئزلة العَبّاس في الجهَادٍ 
والنضْرَةَ والشَجاعَة . وليس يَجِبُ تَفْضيلُ المَرء في جَهَادِهِ وشَبَاعَتِهِ بكثْرَةِ غَرْوِهٍ 
وَعَدَدِ مَنْ قُتلهء فلذلك قال الرسول عَلِنِ: الِمَضْلٍ شجَاعَةٍ أو كلام وجهّاد 
أمَرَاء' '' كل مَنْ حَضّرٌ غَرَوَاتَهه وكل مَنْ كَانَ فيهًا وفي غَيْرِهَا من بُعُويُهِ التي لَمْ 
يحضرها عليه السَّلام. لأنّ المَوْقِفَ الواحد وصل الرَجُلء وكشف الكربَة 
الواحدة وَقْتَ الإياس من افر والحاجّةٍ إلى المَصِيرِء والدَفعُ يَمُومُ مَقَامَ 
المَوَاقَفِ الكثيرّةء ورُبّما أربي 2 ' ورَادَ عليهاء وليس يََهَياً لأحَدٍ َع مَوَاقِفٍ 
2 0 72 3 000 
العَبّاس» وعَظِيم بَصيرَتِه» وإيمانٍ مَنْ آمَنَ على يَدِهِ كأبي سُفْيَانَ ومَنْ جَرَى 
مَجْرَاهُء وما كان من شِدَةٍ إِنْلائُه في اللهِ عر وجل عام [146 أ] الفتح. ك. 
بالكتا. . .”" يُسْتَدْنَى وهاجم قريشاً وأَنْشَدَ أبو سُفِيانَ”: «قَلَمْ يَرْلَ عليه حتى 
أتى بكثْرّة تَرْغِْيبِهِ » ولْطِيفٍ دَعْوَتَ؛ وما كان منه يوم حُنَينِء وقد ولى7© أكئَدْ 
الناس والمَقَامَاتَ ولَعَلّهُ أن يَكُونَ بَعْضٌ ما حَصَلَ منه في هذَه المواقف موفياً 


على جَهَّادٍ كل أَحَدٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارٍ. 

535 - (4) خرم: سقطت أربع كلمات. 
(10) ق:امرا. (5) ق: أبا سفيان. 

(2) ق: اربا. (0) ق: ؤلاً. 


419 


[فصل] 

6 ورَوَّى محمد بَنْ فضلة عن جَعْمْر بَنْ مُحمَّدٍ الصّادِق عن أبيه عن 
جَدْه قال : اخدئني مَيِمُوئة زَوْجٌ اللِي يلق : أن رسول الله له مكو : بات عندّها في 
لَبْلَتهاء ثم قام يِتَوَضأ للصّلاةٍ فسَمِعَتْهُ وهو يقولٌ في مُتَوَضَائه7! : لبيك لبيك 
ثلاثأ أو نُصِرْتَ . نُصِرْتَ ثَلاثأ» . فلمًا حَرَجَ قُلْتُ: اليا رسول الله بأبي أنت©) 
وأمي سَمِعْتكَ تقول في مُتَوَضَاكَ ُكُلْمْ إلساناء هَل كانَ مَعَكَ أحد». قال: 
«هذا!؛). وأخرسٌ : اسَعْدٌ يَسْنَصْرِخْنِي؛ ويزعم أنَّ قُرَيْشَاً أَعَانَتْ عليهم بَنِي 
بكر» . قَالَتُ: م خْرَجَ رسول الله يكيل؛ فأمرَ عائِشَةَ أن نُجَهْزهء ولا يَعْلَمُ أَحَدء 
الث فَدَحَلَ عليها أبُوها فَقَالَ: «يا بْنِيّهُ ما هذا الجهارٌ. قالث : «واللهِ ما أذري» 
فقال: «واللهِ مَا هذا زَمَانُ عَوْدَةِ بي الأضمّر”* فَأيْنَ”” ير يد قالّتُ «فلا عِلْمَ 
لي» الث : «فَأقَمْنَا نَمّ صلاةً الصبْح فسَمِعْتُ الرَاجِرٌ يَنْشّدَ : 
يارَبٌإئي نَافِدُ محمد جِلفٌأبيتا ,ابي والأيد» 
إنَا وَلَدْنَاكَ مَطِيِت وَّلَدا مم أسْلَمَنَافَلَمتَئْيْءْيَدَا 
إِنُ ريشا خَلْفُوكَ المَرْهِدَا ,وِنَمُضُْوامِيئَائَكَالمُوْكُنَا 
ورَعَمُوا أن لست تذمُوأخحدا وه عمْادلُواقَلُغع ددا 


وا ضْ' هَداك الله تضراًأبَذَا فَأدَعُوا عِبَادَ اللِهِ يَأْتُوا هُدَّى”" 
فيهم رسو ل الله قدتَجَددًا أُنِيَض كالبّذر يَنْمِي صَعْدَا 
ا . ١‏ . 020 +(2)7 َه 2 
ِنْ 6 د 4 | وججسة تزيذدا 


فقال وك عند ذلك: 5 ت نصِرْت تلان أل لبيك لبيك ثلانا». نم 
ليَْصِبُ بطر بَنِي كفب * .فا لب من بني دق لوث ني غنب بن عفرو . 
فقال: : يا رَسُولَ الله ؛ «ونضْرَةٌ بّني عَدِي» . فال رسول الله كلد : «بِوَبٌ تَحَرَّك 


- 536 (4) ق: تريد. 


(1) ق: متوضاة. (5) بحر البسيط . 
(2) من الأفضل زيادة «انت» على الجملة. (6) ق: هدا كتبت بالألف الممدودة. 


210 


وهل عَدِيُ لآل كعب وكعب لآل عَدِيٌ» . قال: فَاسْتَشْهَدَ ذلك الرَّجُلُ في ذلك 
السَقْر”*2 تم قال الي بل : «اللّهُمّ عم عَليهم حَبَرَنَا حتى تَأُخُدَهُم بَغْتَة . 
[فصل] 

7 - [146 ب] قَرَوَى صُنْمٌ العَبّاس مُحْتَلِفا والصحيحٌ منه مَا لَه َه 
اركر©. .. أنكرٌ الذي نَبَدَهُ لأخلٍ ما سَنْصِفُه وى عكرما عن ابن عباس 
ورَوَى غير اين عباس أيضاً: أن رَُول اليه يك لماز من اهران قال العبَاس 
"وال لَئِنْ بَعَنّها رسول الله يكل في بلادهاء فدكل مَكْة عثرَة له هلك قري 
آجْرَ الدَهْرا . فلس على بَعْلَةِ رَسول اله يه ينه البَيْضَاء وقال: : خوج إلى 
الأرَائِكِ لِعَلِيّ أرى” داخِلاً يَدْحْلُ مَكةَ فيُخرَهم بِمَكَانٍ رسول الله مَك فيَأنُونّه. 
فيَسْتَأمِئُونّه ٠‏ فَرَجِتٌ والله إِنْي لأطوفٌ في الأ رَائِكِ”” ألْتَمِسُ ما خْرَّجَتُ له أو 
سَمِعْتُ صَرْتَ أبي سُفْيانَ وكيم بن حزام. وبديل بن وَرَقاء وقد حَوّجوا 
يَتَحَسّسُون الحَبَّرَ عَنْ رسّول الله كله فِسَمِعْتٌ أبَا سُغْبَّانَ وهو يقول: «والله ما 
رَأَيْثُ كاليّؤم نيراناً قَط) فقالَ ديل بن وَرْقا: «هذه والله نيران خزاعة”* حَمَشَنْها 
الحَرْبُ». قال أبو سُفيان: «خرّاعَة ألم من ذلك وأكّلٌ فَعَرَفْتٌ َك ل 
ديا أبا حَنْظَلَة وهو أبو سُفْيَانِ. فقال «أبو المَضْلٍ)»؟ فَقُلْتُ : : نَعَم) فقّال: ١‏ 
فِدَاكَ أبي وأمي فمًا وَرَاءَكَ فلك لهذا رول ال ل قبلا فلكم في 
شرق الاق من المسلسين اي 1 فقلت فقلت : تركب في عاج هده 

8 فَرَدَفْني فحَرَجِتٌ أزكض به بَغلّة رسول الله يله فكُلّمامَرَزْتُ بنار 
من نيرانٍ المُسْلِمِينَ نظروا”*' الي قالوا: عَم رسول الله يِيهْ على بَعْلَةِ رسول الله 
كل.. حتى مَرَرْتُ بنارٍ عمر بن الخَطَابٍ رَضِيَ الله عنه. فُنَظَرَ قَرآهُ حلفي فقال: 


(1) ق: السقر أي اسم علم لجهنم والمعنى (4) ق: الأراك. 
في ذلك اليرم الشديد الحرارة . 538 _ 
- 537 (5) ق: فنظروا من الأفضل اسقاط الحرف 
(2) خرم: سقط حرفان. قفاء؟ . 
(3) ق:اراء. 


421 


"أب سُفْيَانَ الحمدٌ لله الذي أمْكنَّ مِئْكَ بِغَيْرٍ عهْدٍ ولا عَقّدِء ثم اشْتَدٌ يُخَبِرُ النبي 
كل. ورَكَنْتٌ البَعْلَهَّه وقد أَزْدَفْتٌ أبا سُفْيَانَ فأفْتَحَمتٌ كُلَّ باب الْقَامُ وسَبَقْتُ عْمَر 
ما يَسْبُ به الطَائِرٌ ابَطيء”" الرّجُلُء فَدَحَلَ عُمر على رسولٍ الله يله كَمَالَ: يا 
رسول اله هذا أبُو سّفيان عَدُوُ الله قد أمْكَنَ اله منه من غَيْرِ عَهْدِء ولا عَقْدِ فدَعْنى 
أضربُ عُنقّه) فَقَلْتٌ : دلا والنه© يا عْمَرَ لا يُنَاجِيهِ أَحَدٌ غَيْري . فلما أكبر عُمَرَ 
قُلْتُ : مَهْلا[147 أ] فعفت مهلاً: يا عمر. . .” هو. بالل ما تَضْنَعْ هذا. إلا أنه 
رَجُلَْ من بَنِي عَبْدٍ مُناف”*". فلو كان من بّني عَدِي بَنْ كَغْبٍء ما صَبَعْتُ هذا!». 
فقال: «مَهْلاً ياعبَّاسُ» ٠‏ فوالله لإسلآمكَ يَوْمَ ألمت كان أحَبُ إليّ من إِسَلام 
الخَطابٍ لو أسْلَّي وما ذَاكَ إلا أني عَرَفْتُ أنَّ إِسْلامَكَ كانَ أحَبُ إلى رسول الله 
يكِةِ من إِسْلام الخَطاب لو أسلم». 


9 2 وهذا الكَلامٌ من عُمَرٍ يَدُلُ على طهَارته وعظيم قُذَرِهٍ وحطره 
في الإشلآم» فقال رسول الله ككل عند ذلك: «إِذْمَبٍ به فَقَّدْ أَمَنَاهُ وإنّه 
عليَ بِالعَدَاةً . . فَرَجِمٌ به إلى مَنْزْلِهِ فلما أضبّح عَذَا به على رسول الله علد 
فلما زه قال له «وَنْحَكَ يا أبَا سْفْيَان أَلَمْ ن بَجِن” لك أنْ تَعْلَمَ أنّ لا إله 
إل الله. فقال: 1 «بَلَى بأبى أنْتَ وأمَى ما أَوْصَلَكَء. وأَخْلَّمَك وأَكْرَمَكَء 
لله لقد كلك أذ لو عاق مع ا شية لَتَدَاعَيَا شَيئاً بعد بو". فقالَ: 
اوَيْحَكَ يا أبَا سُفْيَانِ أَوَ بَانَ لَك أن تَعْلَمَ أني رسولٌ الله». فقالٌ: بأبي أنْتَ 
وأمُى ما أَوْصَلَّكَ. وأْخْلَمَكَ وأكْرَمَكَ أمّا والله. أمَّا هذه ففى التَفْس منها 
شَيْئاًه قال العبّاسٌ: «فقلتُ له: «رَيْلّكَ تشهذ شَهَادَة الحَقْ قَبْلَ أن يَضْرِبَ 
الله عُتُقَك) قَالَ: فَتَسْهدَ». قال: «فقال رسولٌ الله عاو عند ذلك: ١‏ 
عبَّاسٌُ”* أَجْلِسْها“ عند حطيم'” الجَبّل بمضيق الوَّادِي حتى ثَمْر عليه جنودٌ 


(1) ق: البطيه. إنما من. 


1 
(2) ق: وللله. (6) ق: فأجله والأفضل إسقاط «الفاء). 
(3) خرم: : سقطت كلمة بدل يكن أو (يين1. 2270 فى : حطيم والحطيم: جدار حجر الكعبة 
539 وقيل ما بين الركن وزمزم والمقام. سمي 
(4) قى: يان من الأفضل كتابة ٠ايحن»‏ بدل بذلك لانحطام الناس عليه أي 
#يان1 او لايكن؟. لإزدحامهم. 


للخ أب م2 الا م تمر" كلمة اعناس : «فأجلسه» 
انل سحن لجبر) سصسن ة : 


اله». قالَ العَبَاسُ: «فقُلْتُ يا رسول الله إن أبَا سْفْيَانَ رَجُلْ يحب الجر 
فَاجِعَلٌ لَهُ شَيْئا يكونُ في قَوْمِهِ4. فقال: انَعَمْ من دَخْل دَارَ أبي سُفْيَانَ فهو 
آمِنّء ومن دَخلَ المَسْجِدَ فهو آمِنّ» ومَنْ أَغْلَقٌ بَابَه فهو آمِنْ». فَخَرَجَِتُ 
حتى جَعَلته عِنْدَ خطيم الجَبّل: بمضيق”؟ الوّادِيء فَمَرَتْ عليه القَبَائِل 
فيقُول: "مَنْ هَؤْلاء يا عباس فأقولُ: ا فيقول «مالي ولسليم»". فتمر 

به القبيل فيقول من هذه فأقول: أسلم”*' فيقول: «مالي ولأسلم». وتمر 
'جهينة”*" فيقول من هؤلاء فأقول: جهينة. فيقول: مالي ولجهنية». حتى 
مح رسول لله يك في الحََضْرَاء كتِيبَهُ ال لِ من المُهَاجِرِينَ والأَنْصَارٍ في 
الحديدٍ لا يَرَى منهم إل الحَدَقُء ورَايَةٌ رسول الله كك مع الرْبَيْرٍ 6 
العَوّامِ رَضِيّ الله عنهء فقالَ: «يا أبًا المَضْلٍ من هؤلاء». فقلت: «هذا 
رَسولٌ الله كله في المّهَاجِرِينَ والأنْضَارِ» [147 ب] فقال: «يا أبَا المَضْل لقد 
أضبَح مُلْكُ ابْنَ أَحِيكَ عَظيماً». قُلْتُ: «رَيْحُكٌ إنّها النْبُرَةُ. فقال: «تَعَمْ 
إِذّنْ؛. فقلتُ: (إِلْحَقِ الآن قَوْمكَ فحَذَرْهُم). فَحَرَجَ حينئذٍ حتى أتى مَكَةَ 
فصَرَّخَ: «يا مَعْشَرَ قُرَّيش هذا محمَّدٌ قد جَاءَكُمْ فِيمًا لا نَيْل لكم بهِ: من 
دحل دَارِي فهو آمِنٌ»: فقالوا: «وَيْحَكُ وما ذَاك ما يَعْنِي» قال: «ومن دَخْلٌ 
المَمْجدَ فهو آبِنْء ومن عَلّنَ عليه بَبَهُ فهو آيِنُ». - 


0 وذَكَرَ أنَّ أبَا سُفْيَانَ لما مَيَتْ به كَتِيبّة الأنصار فقال سَعْدُ بَنْ عبادة: 
«يا أبا سَقيانِ اليم نم المَلْحمّة ' اليو نشتجل الكغبّةً) . فقال بو سيان : «هذا 
سُفيانٌ قال : يا رسول لل ألم تلم أن 0 قال : عدا وكذاء قل لي 
عَم : اب سخ مذ بوم يع ان د كي وعد تقس ال أ 


(1) من الأفضل زيادة حرف «الجر باء» على  540-‏ 
كلمة «مضيق؛ . 
)23 كلمة ار بن؛ سقطت سهراً من الناسخ 
(2) إن كلمة «الزبير بن» مضافة بالهامش. فأضفتها لأن الكلام على سعد بن عبادة. 


003 


وكرير بَنْ حَالِدٍ الفهري . ولَعَلَ إِسْلامَ أبي سُْفْيَانَ مَعَ قَدَرِهِ في فُرَيْشِ» واسلام 

من أَسْلَّمْ بإسْلاموء وضُعْفٍ العَرَائِمٍ عَن الَضْمِيمٍ على الكُفْرٍ بدَعْوَته أن يكون 
مُوفياً على كثير من الجهَادٍ. وكُلٌ هذه القِصّة تنب عن عَظِيمِ مَحَلَ العَبّاسٍ من 
لني لوه وشِدَةٍ إخلاله. لأنه قد وَرَدَ في أكْكَر الرْوَايَاتِ: أن رسول الله يكل 
لما نَرَكَ مُرَ'' وكان أبو سُفْيَانَ وكيم بَنْ خُرَامٍ» وبَدِيلٍ بَنْ وَرْقَا قد حَرّجُوا 
تِلْكَ اللَيلَهَه حتى أشْرّفوا على مُرّء فَتَظَرَ أبو سُفْيَآنَ إلى م مر فقال: «يا بديل لقد 
أمْسَتْ نِيرانُ بَني كَغْب مُثْلّة'27. فقال: «أحَاسُّها. إلِيك الجربا'” ثم هَبَطوا 
وأَحَدَنهُم مريت" بَلْكَ اللِْلََ وكائث عَلئِهم بالجرّاسَةء فسَأنُوهم أن يَذعَبُوا 
بهم إلى العَبّاس بَنْ عبد المُطلِب» َذَّهَبُوا بهم» فسَأْلَهُ أبو سُفِيانَ أنْ يَستأْمِنَ لَهُ 
رسول الله يكل. فخَرّجَ بهم حتى دَخَل على النبي [148 أ] كَل فَسَألَهُ: أن 
يؤْمَنْ به من آمَنَ. فقّالَ: «قد أمِنت من آمَنَتْ». فَدَخَلَ أيُو سُمْيَانَ فَمَال 
العبّاسُ: «يا رسول الله لا يُحَجَرُ علىٌ». فقال النبي كَلِ: «من أُمِنْتَ فهو 
آمِنٌ». وذَّمَبَ بهم العَبّاسٌ إلى النبِيّ ككل ثُمْ خْرَجَ بهم من عند رسول الله كل 
فقال أبو سفيان : «أما تريد ان نذهب» فقال العباس: «اسعروا4». فقام رسول الله 
يه يَتَوَضَأء فَالْئَدَرَ المُسْلِمُونَ وُضوءه يَنْضَحُوئَهُ في وجُوهِهمء فقال أبو 
سفيان: «يا أبَا الَضْلٍ أضبَّح مُلْكُ ابن أَخِيك عَظِيماً». فقَالَ له: «ليس بِمُلَك 
ولكنّها المبْوة) . 

1 - وفي ذلك يَرْغَبُونَه وهذا هو النَنْتُ الصّحِيحٌ في صَوْنِهِ لهم 
وأخذٍ العّاس لهم الأمان دون ما دنا كره وهو ليق بلاس ؛ لأنّ رسول الله 
يكء كان أَحَذٌ عليهم أن لا ب يُشَيُعوا لِغُيره'”' فلا يَجُوز من مِثْلٍ العبّاسٍ أن 
يكشِفٌ سِرّهُ شَمَقَةَ على قُرَيْشٍ وأهل مكة هذا هو الأشْبّهُ في هذا الأمْرِء وَإِنْ 
بَيّتّ أَنْدَادُ العبّاس : أبا سُفيانَ وطَبَقّته بمَجِيءٍ رسول الله عد ٠‏ فلم يَكُنْ ذلك 
منه بعد نَهْي لني يكل عنه. إلا بَعْدَ اسْتعْذَانِهِ فيه» وبعد اسْيَئْتَاء أنْدَاد العَبّاس : 


(1) ق: مر (3) ق: الحربا. الحرباء وهي مسمار الدرع. 
(2) ق: أمثلة من الأفنضل إسقاط الألف (4) ق: من الأفضل زيادة حرف «واو». 
المكتوبة بخط شفاف فتصبح الكلمة ‏ -541 
«مثلة» وهذا الأصح أي الآفة. (5) ق: لغره. 


1424 


من أححَبٌ من قُرَيْش. فَأَمْرُ الله عنَّ وجل إخلال'" لهء وإِعظام” لموضعه. 
وكما'” في المَعْلُومٍ مِنَ المَضْلَحَةٍ باشلام أبي سْفْيَانَ؛ ومن تَبِعَه على ذلك فلا 
مُتَعَلّىَ لأحدٍ في هذا الباب. 

2 - وقد حَصَّلَتْ الفضيلةٌ للعبّاس في دُعَائِهِ من دَعَاوى”/ العلْم بِمَحَلَه 
فإجَابّة النبي كله إلى تركه التَحَجر عليه وهذه منزلة لا تبي إلا لمله . وأمًا 
إِبْلاؤٌه يَوْمَ حخنين» فإِنّهِ مَشْهُورٌ وكان يوم" "؟ جَلَدٌ له وإنّما نَرَاجَم اناس من 
الأنصارٍ» ومن عه بيدا وتحريضه وحُسْن إذكَاره بال عزّ وجل ؛ وبفضلٍ 
عَقَبَّة اعن عُبَادَةٍ بن الصَامثْ قال: (أَحَذ العباسٌ بَنْ عَبْدِ المُطلِبٍ بِعَنَانٍ داج 
رسول الل يل يَوْمَ تين حين انْهَرَمَ المُسْلِمُونَء فلم يَزْلْ آذ بعنانٍ دَابيِهِ حتى 
نْصَرَ الله عَزّ وجل رسُوله. وهَرَّمٌ المُشْرِكِينَ). 

3 ورَوَى الوَلِيدٌ بن مُسْلِم قال: أَخْبَرَنَا عَبْدَ الله بَنْ المُبَارَكِ عن أبي 
بكر الهَزْلِيَ عن عكرمّة عن شَيبَةَ عن عُنْمَانَ قالَ: «لمّا رأيتُ رسول الله ييه يَوْمَ 

-(6) (7) 21 م 0 مس ملاع دن مهدع .8 7 
حُنِينَ قد عَرِيٍ” 7 ذكرت [148 ب] أن أبي وعَمّي قَتَلهمَا: حَمْرَة وعليٌ يوم 
بدذرء فقْلتُ اليومَ أَأَر لأبي من محمد). قال: «فجئتُة 0" عن يَمِينِه فإذا العّاس 
بَنْ عَبْدٍ المُطَلِب» وعليه دِزْعٌ بيضاء كالفِظْةٍ يَتَكَشْفَ عنها العجَاج فقلتُ : عَمّه 
ولّن يَحَذْلَه . ثم جِنْتُ ك عن يسار. فإذا أبو شفيان بن الجزث بن عبد المطلب' 
الَئِفٍ د رفِم لي فيما بئني ويئكه شُوَاط من أَركَاهِ بزق» فَحْفْتُ أن يَحْسِمني: 
فْوَضَعْتُ يَدَيّ على بَصَرِيء ومَشَيْتُ القَهُقّرى. والْتَقْتَ رسول الله يكب إلى 
فقال: «يا شَيْبُ* اذْنُ مِنّي». فَدَنَوْتُ منه» فوَضَمٌ يَدَهُ على صَدرِي ثم قالَ: 


(1) ق: اجلالاً. 542 2 

(2) ق: اعظاماً. (4) قى: دعاوّ. 

(3) ان فوق «الواو» حركة تشبه حركة «الكاف» (5) ق: يوماً بعد كان هي اسم لها. 
لذلك من الأفضل استبدال اللام بالكاف 543 
وتصبح «كلمة ما' ااكمأا. )6( ق: عرى. 

(7) خرم: سقطت كلمة. 


015 


«اللهُمٌ اذهب عنه الشَّيْطَانِ». قال: فَرَفَعْتٌ إليه رَأْسِي وهو أحَبُ إلىّ من 
سَمْعِي وبَصَرِيء وقَلْبِي ثم قالَ: «يا شيب قاتِل الكْمَّارَ؛. ثم قال: «يا عباس 
ضوخ ؛ وكان رَجُلاً صِيتاً فقالَ: «يَا لَلْمُهَاجِرين الذين بَايَعوا رسول الله يك 

تحت الشجرة. يا للأنْصَارِ الذينَ أووًا ونصَرُوا». فقالوا: «لَبّنِكَ لَبَنِكَغ. فوَابه 
ما شَبَعْ شَبْهْتُ عَطَفَة الأنْصَارٍ الا عَطَفَة'" بقر على أؤلادِهًا. حتى نَزَلَ رسول الله 
يكل. - وأزدحامهم” ' عليه عندي. أحوَججةُ ‏ ”) على رسول الله يلِْ من رُحَام 
الكمّارٍ فاقْتَمَلُوا قتالاً شديداًء فقالَ رسول اله يف : «الآنَّ حَمِيَ الوّطيس". 
فلمًا رَأى مُجْمَلَدَ القَْم قالَ: «يا عَبّاسٌ نَاوِلْني كما من حَصْبَاءِة. قال شَّيبَة: 
«فأجهَمَ الله عزَّ وجَلّ بَعْلَتَهُ السَهْبَاء ‏ كلامه ‏ فِالْحَمْضَتْ حتى كَادَ بَطنُها 
يَمَملُ الأزضء فُتَتَاوَلَ رسول اه كَِِ الحَصْبَاءَ بِيَدِهِ وبح بهّاء وقال: 'شَامَتْ 
الوّجُوهُ جَمْرَه «لا يَنْصرُونَ4” فَاْهَرَمَ القَوْم). 

[فصل] 

4 قال عَيرْهُ من الرْوَاة: «فوَلله ما وَلأَممْ رسول ال يك يو لين 
ُبْرَه ولقد كان العبّاسٌُ آخذاً بلجَام دَابَتَهِ وأبُو سُفْيَانَ عَنْ يَسَارِهِ فقال: ١مَنْ‏ 
أَنْتَ» قالَ: (إِبْنُ إِنْكُ يا رسول الله قالَ: وهو يقول لله : «أنا النَبيُ لا أكذبّه . 
أنا ابْنُ عبدٍ المُطلِب». وذْكَرَ أَحْمَدُ بن اسمأعيل الأنْبرِي يَرْفْعْهُ ويقول: وَجَذْنهُ 


اسم 


في قِصَّةٍ مُحنينٍ قال: رَأى العَبّاسُ رَضِيَ الله عنه أَخَد بلِججام : بَعْلَهَ رسول الله 
2 وهو يقولٌ لإبنه ؛ المفضل : ايا مَضْل لِمِثْلٍ هذا اليَوْم كُنْتُ سيك الحَسًا) 

فنحى© [149 أ] العبّاسٌ وهو يَقول لرسول الله وَل «وألتَ حي وأقْبَلَ رَجُلٌّ 
من المُشْرِكِينَ يريد رسول الله يلْهِ فَقَالَ العَبَّاسُ: «فضل عليك الطلب»: (لا 
سُقِيتَ العْنِتَ إنْ إقتتلت رسول الله يلا وشَدّ عليه المَضْلُء فَائَّضَعَهُ وجَارَاكُ 
وانتَعَش الرَّجْلُء فرَّجمٌَ إليه المَضْلُء فَأَجهَرٌ عليه أَبُو سُفْيَاَ بَنْ الجزث؛ أحَدَ 
بِقَعْر بَعْلَةَ رسول الله يئةِ وقال عنْدَها العباسٌ يَوْمَئٍِ : 


(1) ق: عطفة. (5) سورة فصلت: 16 والحشر: 12. 
2020 ق: ازحامهم. 544 _ 

(3) قى: أحوجه (0) ق: فنحا. 

(4) ق: تمس. 


0416 


نبي الله فده من قُدَامَة' 

قد قَائَلَ المُسْلِمْ عَنْ إسلامه 
وكيفٌ رَدَدْتَ الْخَئْلَ و وهي لي مُجِيرَة 
وقُوْلِي ذا ما المفَضْلّ شد شَدَةٌ 
كَأنّ السَّهَامَ المُرْسَلاتِ كَوَاكِبٌ 
وما أْمْسَك المَوْتٌ الَجِيع”” بِنَفْسِهِ 


5 .ا اميك )10( 
ومَنْ يواليه ومَنْ هض له 


وقَائَل المُجْرِمُ عن إِجْرَامه 


إن هذا اليوم من أيّامّه!0 


والمَوْتُ خيْرٌ للمَنَّى مِنْ ذامه 


بِوَادِ 0 72 الأ 1 )2003 


دوا نعلي في اليَّدَيْنِ وتمئع 
بسَئِفِهِ على المَّؤ ىعر 
إِذَا أَبْرَدَتْ عَنْ عجْمِهًا فهيّ تَلْمَع 
ولكئّه””“ ماض على العُلْبٍ أَوْدَعٌ 


5 - وقال العبَّاسُ رضوَانٌ الله عليه فى وَضْفٍ ذلك اليوم: 
س رضوان الله عليه في وَصفٍ يوم 


أَقدَمْتٌ يوم خُنَيْنِ مَعْلِما فَرَسِي 
امي الرسول رسول الله مُحْمَسِبا 
وما انْتَهَيْتُ إلى خؤر ولا سَبْعَةٍ 
وَالهَاشِمِيُونَ مسفوح حَمَائِلُهم 


وهذا مَقَامٌ في 


إذا الث الخيلب- َئِنَ لجع والقاع”1 
ولايَتَامعَدَ الرَْع أرْوَاع 
يَسْعُونَ للمَجَدٍ سَعْياً غَيْرُ ذَعْذَاع 


ي الجهادٍ عَظِيمْ وقد جاد فيه بِتَمْسِد وسَمَحَ في نَوْقِيَة 


رسول الله كلل بِمْهْجَتِهِء وتَّمْرَةٍ قُوَادِهِه وبَالَعَ في حَضّهء وتخريضه مُجْنّهِداً في 
ذلك غَيْرَ مُوَلّي ولا مُنْمَبِيء ولا لِحِهَادِهء ونَحَريهِ أمْرٌ موفٍ عليه حتى رَجِعَّ 
بِِدَائِهِ المُسْلِمُونَ وهَرَّمٌ ببَاتِه مع رسول الله كَل المُشْرِكين”* على إياس 

ذلك؛ وإِشَاعَيِه بقَئلٍ رسول الله كد وسَّاداةٍ القَوْم بذلك, ولَعَلّ هذا المَوْقِفٌ : 
أن يكونّ أفُضَلُ من كُل جَهَادٍ وَقَعَّ بِحَضْرَةٍ ة الرسولٍ وك وغيبته لمَوْضِع شِدَةٍ 
الحَاجَة إليهء وانصرافٍ الحاميّة وأَهْلٍ النُضْرة [149 ب] فكيف يُمْكِنٌ تَمْضِيِلُ 


غيْرِهِ عليه في الجَهَادٍ . 


(1) هضاله كتبت ألف أمام الهاء ثم توسطت 


هضاً الشىء: كسره ودقه . 
(2) بحر البسيط. 
(3) بحر الطويل. 
(4) ق: فترجع. 


(5) ق: الفضيح. 
(0) ق: لاكنه. 
545 - 

(7) بحر البسيط . 


(8) ق: «المشركرن» كتبت في محل رفع. 


47 


[فصل] 


6 - ورَّوّى عَبْدَ الله ...0.0.0" وعيِرّه مِنَ الرُوَاةِ: أنَّ رسول الله 
يليهِ لما حَاصَرٌَ لبيداً بالطائفٍ نَادُوا رسول الله َلَِةِ بالطائفي: أن ابْعَثْ إِلَيْنَا 
َِقّ به. وَدِنُء حتى نُكَلْمَهُ. فَعَثَ فبَعَتَ إليهم حَنظلَة بَنْ الرَبيع الكايبٍ” *6. فلمًا 


دَنّا من حِضْيِهمْ ُتَحُو عَحُوءُ ليكلْبْره فأشْرَفٌ رُمَانُهِم على الحضن. فقَالَ رسولٌ 
الله كله : ١مَنْ‏ يُخْلْص لنا صَاحِبّناء مَنْ يُخَلْص لنا صَاحِبََا ولَهُ ِكل أخِرٍ 
هذه الغُرَّاةا. قال فشَّدٌ عليهم العبّاسٌ بَنْ عَبْدٍ المُطلِبء وتَعَلْقُوا بئِياب 
حَنْظَلَة فإِجَْدَبَهُ العبَاسٌُ منهم اجْتَذَابَةَ فَقَطمَ أطرّافق” النْيَاب قَبَمّه!6 
يديهم د حتى أنَى به الي كما . 

56 - وفي روَائّة أن رسول اله يك قال للعباس: لما يَذَْبْ* للش 
عليهم : «أمض ومَعَك جَبْرِيل وميكائيل» فَمَضَى واخْثَمَلَ حَنْظَلَة بن الرّبِيع . 
وماسَكَهُ جميعاً حتى وَضَعَه”” بَيْنَ يَدَيْ ي النبيّ عَكِة: وقد جَعَلَ رسول الله َل 
ِئْلَ ثواب يَلْكٌ الغرَاةٍ. ولَعَلْ ذلك أنْ يكون يَبْلْعَ عند الله عر وجل مقدارٌ جِهَادٍ 
كثير من الصحابَة مُدَه أمَارهم فلا يَتَهَيَا مَعَ ذلك تَقْدِيمُ غَيْرِهِ عليه في الجِهَادٍ 
وَالْضْرَةٍ. قالَْتْ شِيعَةٌ العَبّاس: فأما تَعَلَقَ العبّاس من حَالفََا في تَفْضِيلٍ الغَير 
عليه» فإنّهِ لم يَكنْ ذو مِجْرَةٍ وسَابَِةٍ في الإيمَانِء فقد كُلنا فيه من قَبْلٍ ما يسْقط 
تَعَلَْهُم. وهو أن العبّاس رَضْيّ الله عنه؛ آمَنَ بالل © ' وكانَ رَسُولُهِ نه قَبْلَ 
لمَْعَثِء وعِنْد بئاء البْتِ حَيْتُ صَدَقَهُ في قَوْلِهِ: انْهِيتُ أنْ أمْشِي عَرْيَاناً؛ وكانَ 
وَل مَن صَدَقَهِ عند مَبْعَثِه . ولم يَكنْ رسول اله يه لينْذِرَ قُؤما قبْلَ عُمومَيهِ مع 
قَوْلِهِ: لإوأنذِز عَشِيرَتَكَ الأفرَبينَ4”” وقوله: «إِنَّ الله عزَّ وجل أَوْصَلَنِي بذَوِي 
المُرْبَى . وخخصٌ منهم العبّاس». إلى أُمْئَالٍ ذلك» ولكن لم يَكنْ إِظَهَارُ إيمانه 


546 - (4) ق: ندهب. 


(1) خرم: سقطت كلمتان. (5) ق: وصفهما أي وضع الرجل بين يدي 
(2) ق: أطرافه من الأفضل إسقاط «الهاء؟. النبي من الأفضل حذف «هماء العائدة إلى 
(3) ق: سعه من الأفضل تأنيثها لرجوعها إلى الرجل والثياب. 

أطراف الثياب . (6) يكرر «و»ا. 
547 (7) سورة الشعراء: 214. 


48 


مَعَ إرَادَةٍ الرَسُولٍ يكل لكَوْنِهِ عَيْناً له. وأبو بَكرٍ والحَبَاث”” ب بَنْ الأرَثّء وتَرَكُوا 
كر اناس أن قاس ىن بِإِيمَانه ولَّمْ يُظهرة” لهم ولا رَسُوَلُ الله فِاخْتَلفوا 
في تَقَدِيم إيمانٍ مَنْ يَظْهَرُ لَّهُم منه الإيمانٌ دون المُسْتَبْطِنٍ له؛ وبحصول إيمانه 
وسكونٍ الرسولٍ عليه السَّلامٌ إلى إيمانٍ ما اسْتَخْلْصَه لأَحَذٍ [150 أ] البداية عند 
الإنتصار”” أيَّامَ العَقَبَةِ . 


58 - وقد ذَكَرْنَا مِنْ قبل قَوْلَ رسول الله يه فيه ودُعَائِهِ له وما يُنبِئٌ 
عَمَا وَصَمْنَاهُ من إِيمَانِهِ والأَخْبَارُ في ذلك مُتَظاهِرَةٌ فمنها قَوْلَ النَبِيَ # كيه رَواه 
الهَيْكمُ بن الحارث وغيره أنه قالَ: «اللهُمٌ إن عَنْي العبّاس حَاطْبِي بمَكةً من 
الشزك وأحَقٌ لي البَيْعَةَ على الأنْصَارِ ونْصَرَنِي في الإشلام مؤمنا بالله عزَّ 
وجلء ومُصَدَّقاً لي : : اللهُمَ فَاحَفْظهُ واحفظ ذُرَيَئَه من كل مَكرُوو». فكيِفَ فكَئِفٌ 
يَجَورُ أنْ يَحخوطه من الشرْكِ مُشْرِكَء ويَأخْذ له البَيِعَةَ على قِثَالٍ أَهْلٍ الكفْرٍ 
كافرٌ . هذا مُسْتَبْعَدٌ من فعل مَنْ هو دون الرُسولٍ وَرَأَيهِ واللّه عزَّ وجَلَ يقول: 
«ولا تَرْكُنُوا إلى الذين ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النا ر#”*” ويقول: : «إنّ الشْرْكَ للم 
عظِيم4 ٠‏ ويقول: «إلا نَجد قَوْماً يُؤْمنُونَ باللهِ واليؤم الآخِرٍ يُوَادُونَ مَن حادً الله 
ورَسِولَّه#””) ٠‏ وليس في محادَّته شيءٌ أعظم من الكفْرء وقد نَهَى عر وجل عن 
المَوَدّةِ لهم» والرُكُونٍ إليهم من هو دون الرسولٍ عليه السَّلامَ. فكيف به مع 
جَلالَةَ قَذْرِهء وقُوٌَةٍ عَزِيمتِه ‏ وطهَارَةٍ بَاطِيِه؛ وكَوْنْه أَفُضَل الآَوَلِينَ والآحْرِينَ هذا 
غَيْرُ مُتَوَهّم منه ولا يَجُوزُ عليه. 


[فصل] 
9 وقد رَوَى اسمَاعيل بَّنْ أبي خالد” * وغَيْره مِن الرُوَاةٍ عن عَامرٍ 


(1) ان كلمة «خبّاب» مضافة فى الهامش. - 548 - 


(2) ق: أسسس. (5) سورة هود: 113. 
(3) ق: يظهرهم من الأفضل حذف ميم ©67) سورة لقمان: 13. 

الجماعة واعادة الكلمة إلى المفرد. (7) سورة: المجادلة: 22. 
(4) خرم: سقطت كلمة. 549 


(8) ى: خلد. 


49 


الشَعْبِي؛ ورَوَى ذلك أيضاً كثيرٌ مِنَ الرُوَاةٍِ غير عَامِرٍ قالوا: إِنُطْلَقَ العَبّاسٌ بَنُ 
عبدٍ المُطلِبٍ مع رسولٍ ال وك إلى الأنصَارٍ فقال لَهُمْ العبّاسٌ : «تَكَلَّمُوا ولا 
تُطِيلوًا الخطبَة فانَ عَلَيكُم عيونا, وإني أختّى عليكم كَفرَ ُرَيْش1. وهذه كَلِمَة 
تدلّ على إيمانٍ العباس رضي الله عنه وتَئريئه0© من كَفْرَةٍ ُرَيْشٍ واعْتِقَادِ إِنَّ مَا 
هُمّْ عليه : كَفْرٌ بالل عرّ وجلٌ» ثُمْ وَضَفَ مَحَلَّ رسول الله يل ومَحْتّده وعز 
لفو وأحَدَ عليهم العهد ضر إلى غير ذلك مما دنا وثرَه. فقال رج 
منهم يُدعَا أبَا أَمَامَة7*: سنا لوَبَكَ وَسَلْنَا لتفسِك»., وأما النَوَابُ على ذلك 
فقال تكئة: «أسألكه” ل ِي أن تَْبدُوه ولا تُسْرِكُونَ به شيئآ وأشألكم لنفسي أن 
ُؤمنوا بي وتمدُوني لِمَا تمنعون منه أنْْسَكُم وأبئاءكم: وأشألكم لأضحَابي 
المُوَاسَاةٌ في ذَّاتٍ أَيُدِيكم»؛ فقالوا: «مَا لنا إِذَا فَعَلْنا ذلك» قال: الَكُمْ علي 
الجَنّةًا ٠‏ وقَوْلُ لنب كل يُنَذِرُ من لَقِيَ العبّاس: «فاليَككفَ" عَنْهء فإنّهِ أَجِذَّ 
مُكرّهاًا يَدُلّ على ذلك. 


[فصل] 

0 ورَوَى عبد الله بِنْ جَعْفَّر رَضِيّ الله عنه وغَيْرُه من الرُوَاةٍ قالوا: لَمًا 
لتَمَعَ المُشْرِكُونَ للمَسير إلى أُحْدٍ©. كَتَبَ*) العبّاس بن عبد المطلب [50! 
ب] إلى النَّبِى يل كتاباً وحْتَمَفُ وَاسْتَأَجَرَ عليه وأمر. ٠‏ . © أبو ذر الغفاري أن 
يُسير إلى رسول الله ل قُلْنَا: يُحْبِرُه أنَّ قُرَيْشَاً قد اَتَمَعَتْ على أَنْ يسِيروًا 
إليه: «فمَا كُنْتَ ضَانِعٌ إذا حَلُو بك فَاضْنَعْهُ» وقد وَجََهُوا هُمُ ثلاثة آلافٍ. 
وقَادُوا مَانَتَيْ”*' فرسء وفيهم سَبْمُ مَانَةِ ذراع وثَلانَةُ آلافٍ بعير وأوعبوا من 
السلاح» فقَدمٌ العَمَارِيء فَلَمْ يَجَدَ رسول الله يَكِةِ بالمدينة ووَّجَدَهُ بَقَبَاء فخْرَّجَ 
حتى وَحِدْ رسول اله كيةٍ عند باب مَُسُْجد قَبَاء يَرْكَبُ جِمَّارَه. فَدَقَمَ إليه 


(1) قى: تبريه. 550 

() قى: لا (5) قى: «أحد وهي أُده. 

(3) ق: أسلكم. (6) ق: كبت. 

(4) ى: مالكمف. زف خرم: سقطت كلمة. 
(8) قى: مايتين. 


010 


الكتاتء فَقَرَأهُ على أَبَيَء وَاسْتَكْتَمَهُ ما فيه فَدَحَلَ منْزِلَ سَعْدَ بَنْ البيع فقال: 
١في‏ البَئْتِ أَحَدٌ؟2 قال سَعْدَ: ١«لا.‏ فتَكَلْمْ بحاجَتك)» فَأَحَبَرَهُ بِكتَاب العَبّاس» 
فجَعَلَ سَعدٌ يقول: «يا رسولٌ اللهِ إن لأرجُو أن يكونٌ في ذلك خَيْرُه ولَعلٌ 
مَقَامَهُ هناك وإِنْذَارَه بهذه المُكائبّة يُوفي على كثير من الكرٌ والصَرْبِء ولن 
َفْعَلَ ذلك إلا مُؤْمِنْ نّقِيْ السَريرّة» . 


[فصل] 

1 - ورَوَى عَبِدَ الله بن العَبَّاس قال: حَدَّنَنِي أبو رَافِع وهو مَوْلَى 
العبّاس قال: «كُنا آلَ العبّاس قد دَخَلْنَا في الإسلام» وكُنا نَسْتَحْفِي بإسلامنا» 
وذَكَرَ قِضّة طويلة في رَجْم أبي لَهَب"*' ما سَمِعَهُ من خَبَرٍ يوم خَببَر؛ وما حَدَّئّه 
بِهِ أبُو سُفْيَانِ بن الحرْثٍ بَنْ عبْدٍ المُطلِبَ مِنْ عليّةِ المُسْلِمِين لَهُم» والْصِرَافِهمْ 
مُدْبِرِين» واِنّهُمْ رَأوا رجالا بيضاً على خَيْلٍ بُلقِ ما بنواا'" شَيئاَء يَضَعُونَ الشلاح 
مِنَا حَيْتٌ شَاؤُواء قال: فَقُلْتٌ: «مَنْ يُحَبُ طِيبّ الحُجْرَةٍ تَلْكٌ والله: 
الملائكة©»! ., وذُكر الحْبَرُ بطوله وفى قوله: «كنا آل العباس قد دخلنا فى 
الاسلام؛ وكنا تَسْتَحْفِي بِإِسْلامِنًا». ما يَمْتَُ من اذْعَاء مَقَام العبّاس على مُحَالفَة 
رسول الله يِه وعِبَادَةٍ الأضئام. لأنّه إنّما آمَنَ آل العبّاس بِإِيمَانِه وَاقْتَدُوا به. 
والأخبّار في هذا الباب مُتَظَاهِرَةٌ وأنَّ العَبّاسّ كان ُصَلَيِ بمكة إلى الكغبّة بِجَنْب 
الرسولٍ ومَعَه مُفْتَدِيا بهِ وقد جَرى بَيْنَ العَبّاسء وبَيِنَ أبي لَهْبِ وغَيْرهِ لما 
جَاءَتْ أَحَبَارُ حَيْبَّر وبَذْرَ وعَثِرِهِما مِنَ المُتَابَدَةَء ومُبَايََةِ العَبّاسِ بالإيمانٍ 
وشَّهَادَتهِ للرسولٍ بالصِدْقٍء وإِنَّه سيِنْصَرُ عليهم ما يطول تَْدَادُه وتتيعه . 


[فصل] 
2 - وقالوا: وفي بغض ما ذَكَرْنَاهُ ما يَدْلُ على أنه أسْبَقْ الناس إيمانا 
وأَظّمهم فيه ممكانا وقِدَمأء فلا يجوز تَفْضيلُ أَحَدٍ عليه بِسَبَقٍ الإيمَان قال 
القَّوْمُ : وَقَدُ كان رسولٌ الله يك لا يَمْنَعْ له بهذهٍ الأقاويل فيه » والوصفب له 


-551 - (2) المليكة. 
(1) ق: ننو. 


431 


والتثبيه على مَوْضِعِه وتَفْرِيظه'' [151 أ] وضَرْبو. . .”* لِكْرَةٍ تَفْييِحهِ وتَفْرِيظٍ 
حتى يُوليه الأمُورَ العظامٌ ما قَدَمْا ذكرَُ. ومَحَلَّ الإمَارَ ة التي تَدُل على أنه 
أَفْضَلْهُمْ بَعْدَهُ وأَحَقَّهُمْ بالأمر مَعَ ما ذَكَرْنَاهُ مِن قَرَابتِهِ وسَابِقّتِهِ وإلاِه حتى 
أنْرّكَ الله عرّ وجل فيه أكثّر مَنْ يَنْظرُْ سُورَة: والعَادِيَاتِ ضَبْحَا” ورَوَى على 
بن أبي مُقَاتِل قال : ُو محمد بنِ الحَسَنْ عن أبي إِسْحَاقَ البَضرِي أنَّ رسول 
له يله بَعَتَ خَيْلا إلى بلادٍ فيس وأمرّ عليهم العَبّاسٌ بِنْ عَبْدٍ المُطلِب. فأنطأ 
عليه حَبَرُ السو فلم الله عر وجل ما وَصَلَ إلى رسول ال 6 من العم لِعَمْهِ 
وَالسَيِر به فأخيدة ء عَن السّرَيَةَ ة وحَالهاء وأنْرَّلَ الله فيه والعَادِئَاتِ ضبْحا» إلى 
َل لفوَسَطْن به مم7 فسكن ما كان برسول ال #* من الود به 
فيهم» وفي تَأمِيرٍ الرسولٍ عليه السّلام؛ فآئرَلَ القْرآنْ فيه. ولأجلِه ما يَدُلُ على 
عظيم القَدْرٍ وجَلالَةِ المَحَلُء فلم تّقِيها”» أيضاً فَضِيلَهُ الولآيّة والتدبير في زَمْنِ 
رسول الله عَكة. 

53 - وقال القَوْمْ أغني شِيعَة العَبّاسٍِ : : على أن إشلام العبّاس وقْرَابَته من 
الرسولٍ عليه السلام؛ وسَابقته وإزلأء في الإسْلم ون رَقَْ أله به قذْرَهُء وشَرَف 
به ملت وصَارَ الشَرَفُ بذلك شَرَفاً دِينبَا إِسلامِياً يزلُفٌ به عِنْدَ الله وتَحَلَّتْ 
به كَوَابه! 7" فإنّهِ شَرَفْ حَصّل له عن شَرَفِ مُتَقَدُم؛ وسيَادَة فى العَرّبء وسَائر 
ُرَيْش فَتُوَطْدَُهُ . مَل لَهُ فيهم يقة” متَمَهَدَةُ؛ وطاعَة له عليهم تَأحَدُ؛ وقول 
عندهم مَُسموعٌ ورَأيٌ مُوَفْنْ مَنْبُوع» واتصال. وجودٌ لا يَسْتَمككفُ مِنّ الإذْعَان 
بِهِ كبيرُهُم» ولا يُقدمُ على النفورٍ منه. والإْبِيَاتِ فيه سَفيههم . 

[فصل] 


4 قالوا: ولذلكٌ قالَ أَبُو بكر الصَّدّيق رَضى الله عنه فيما رَوَاهُ عَبْدُ 


5522 (6) ق: بعنه. 


(1) ان ثلاثة أحرف مضافة في الهامش هيظه؟ © 563 _ 
من كلمة «اتقريظه؟. 1 
1 ق : ثوابه: ال* عسل . اذاارادثوابا. 
(2) خرم: سقطت كلمة واحدة. (7) فى: ثوابه: الشواب أي العَسَل . اذا راد ثوابا 
)3( سورة: العاديات: 1 والثواب والمشوبى : الجزاء على الاعمال 
(5) سورة العاديات: 5. (8) ق: مسعه. 


012 


الله بن عمر عن الرسولٍ ليِْ في العبّاسٍ ما يدل على عَظِيم قَدْرِهٍ في الجَاهِلِية: 
نم في الإشلام» وذاك أن عبد له بن عم وى أن الئاس رضي انه عنم 
ورَجلا من بني هَاشِم اختَصمًا إلى رَسولٍ الله ييو. فقال لأبي بكر : «إفض”" 
بينهما فمَالَ أبو بكر: رض عبد الفطلب في الاجلية ل الاير وهو 
أضْمْرُ ول وكَانَ ولد عبد المُطلِبٍ خضوراً. وأنَّ العَبّاسٌ ليَسْقِيء ويَجتَمِعْ إليه 
الوّفد» وأنّهِ لَعُلامُ حَدَتْء وإخوثة هُ كهول. يقومٌ بأمرهم» ويُعِيئُهم على من 
ظَلْمَهُم ثُمّ جَاءً الله بالإشلام فلي [151 ب] العَقّدَ لَيْلْهَ العَقَبَةِ» وفَصّل في 
ذلك أَهْلَ الإشلام : «فأقْضِي بأبي أنْتَ يا رَسُولَ 0 . وهذا الكلام من أبي بكر 
رَضِيَ الله عنه مع َه وعِلْمِه تفي بقذهواة في العَرَبٍ وعِلْمِهٍ بالأخبارٍ 
والنّسَبِ وكبر سِنّْه ورَضِي' * العَرَبُ بوه وخضورهم مَجلِسَهُ يَْلّ على عُظم 
شَأَنٍ العَبّاسٍ رَحِيَ الله علُ في نَفْسهٍ وكبَرٍ مَحَلّهِ في الجَاهِلِي نم في الإشلام . 


[فصل] 

5ه قالراء على أنَّ تَرْكَ الب يه التكي على أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عنه 

«يَفْضْا في أخَذٍ العَقّْدِ أل الإسلام إِقْرَاراً منه لهذا القَوْلٍ ورِضَائِهِ به 
فم لبي على فضا اتاد ى على سَابَرٍ المُسْلِمِينَ بعدَ الوَسُولٍ يوه ون 
تَعاطَتْ الشْيعَةٌ أو غَبِرُها إِنْكَارَ هذه الفضيلة وغيرها مِما قَدَّمْنَا ذِكُرَهُ بإِنطَالٍ 
الروَايِ والقدح في الأَحْبَارٍ؛ فقد طَرَّهُوا” إلى إِنْطَالٍ كُل ما”” يَرْوِيهِ لأبي بكر 
وعَلِيٌ وسائر الصَّحَابَةٍ: إن هِذِهٍ الرْوَايَاتِ : هي أَظهَرٌ وأشْهَرُ عند أهْل التقْلٍ 
مِمّا يوه كُلّْ ريق فيما يَتَعْلّقْ ؛ بهِ من تَفْضِيلٍ الرْجَالٍ . 


556 - وكُلُ َلِيلٍ يَسْمَِلُونَ© به على صِحُة أخْبَارهِم فهو بِعَْيِهِ؛ وماهو 
أقوى منه مَوْجُودْ فيما ثَقَل من فُضَائِلٍ العبّاس رَضِيَ الله عنه فالتغريض لِرَدْ 


- 554 ل (4) ق: طرقوا. 


(1) ق: افضى. (5) ق: كلما. 
(2) ق: تقدمه. - 556 - 
(3) ق: رضا. (6) ان كلمة «لون» مضافة فى الهامش . 


555 - 


0133 


الأَخْبَارٍ عَجِرُ في المُنَاظَرَة وفِغل مَنْ قد عَرّمَ على البّهْتِ والنَشْفِيبٍ ومِمًا يَدْل 
على عَظيم قَذْرِه في قُرَيْش. ما اشْتَهرَ عنه من أنه كان رَضِيَ اله عنه أزسَلَ من 
الشعّب”2 بَمَوَّه(2) يشْتَرِي له بها قمحا" 5 فاشْتّرى ل وحَمّل حتى إذا دَخْلٌ 
الشِعَبٌ ليلاً جاء" أبو جَهْلٍ ؛ بن هِشَامء فمَامَ في أَسْرَتَه فال دُونَ ذلك. 
بَلَعّ العَبّاسَ . فجاء حتى وَقُفَ عليه وقالَ «أمّا واللهِ ما عَيِفْتُ أَنّكْ لسريمٌ في 
قَسَادِ د قَوْمِكَ والقّطيعة بَئَِهم. والله لَيَدْخْلَنَ على رَعْم الْفِك إذ أَمَرْتَ”” دُونّه)؛ 
فما كلم حتى الْصَرَفَ وأَدْخَلَ العَبّاسُ ذلك الطعامٌ فَمَسَّمَهُ في بَنِي عَبْدِ 
المُطَلِب. وهذا يدل على مَحَلُ سَامِخٍ عند فُرَيْشٍ لأن اِْهَانَ أبي جَهْلٍ مع 
قَدَرِهِ فيهم وسيَّادَتِهم' لم يكن لينَامَ إلا لِمَنْ هو فَوْقه في أَنْفْسِهِم . 
[فصل] 

557 - ورَوى صالِحٌ بَنْ حُسَامٌ عن أبيه حَسَّانٌ قالّ: «سَألَا صَفِيّة"*" بنت 
عبد الْمُطَلِبِ أي إِخرّتك كان أحَبٌ إليك»., قالت: «العَبَّاسُ)ء قلنا: «والله ما 
هؤلائك»”” قَالَتْ: «كانَ أَشَدْهُمِ عَقْلاً وأخوّطهُم على العُشيرّة» وهذِهٍ شَهَادَة 
منها بِمِثْلٍ شَهَادَةٍ أبي بكر رَضِيَ الله عنه وغيْرِهِ في [152 أ] تفضيله على 
الْجَمَاعَة وحُشْن عَقَلِهِ وسَؤُدْدِه. 

58 - وَرَوى سْفْيَانُ بَنْ عُييَِةٍ عن حُبَادةٍ بن أبي ل بة'* قال حَدَّنَنَا شَيْحْنا 
القَّدِيمُ عبد الله ونحنٌ في ظِلْ الكَعبَة قال 2 رسولٌ اله يل للعبّاس : اليا عَم 
ما تَحْفَظْ عن جَذَي عَبْدٍ المُطَلِب» قال: «وَضَعَنِي في حُجْرهِ وجَعَلٌ يُحَرْكْنِي 
وهو يقول: 


ل بي ا - . سس ب َِ إن 3 . 3 إن يع الإحَوَانَ َع" الدمر” 1200 


(1) ق: السعب. 558 - 

(2) قى: ثففه (8) يكرر «قال. 

(3) ق: قمح. (9) بحر الرجر. 

(4) فى: جا. (10) ى: صاع. والصاع: الصولجان. 
(5) ق: ادامرت. (11) ق: الدمر وهو الذمر: الشجاع . 
(6) ق: سنادنهم. 

557 - 


(7) فق: ماهولابك. 


434 


وينْحَر الكَوْمَا'' في اليَرم الحَضر ويَكْسْرِ الرَبْطً اليَمَانِي والأزر 

ويَفْضل الخطبّة في اليَوْم المَبَرَ ‏ ويكشف الكزربّ إذا ما اليَوْمَ هَرْ 

ويَسْقِي” الحَاحٌ إذا الحَاحُ كثْرْ أكُمَل مِنْ عَبْد كلاب حجر 
لو جَمَخهالميبلهَا م نها لش 

فال لَّهُ رسول الله كله: ابل أنت خَيْرٌ مئها يا عَم بل أَنْتَ خَيْرٌ منها يا 
عَمْ؛ وهذا من رسول الله عَكِةِ ومن عَبْدٍ المُطلِبٍ فيه وهو صغيرٌ يَدُلُ على 
فضْلٍ كبيرٍ وسُؤْدُهٍ عظيم وإنْ امرؤٌ يبن ذلك منه في طَفُولِئْيِه؛ ويتَحَيْلُ للنَاظِرٍ 
من نَاجيَتِهِ لعَظِيم شَأنِهِ. 

659 - وما دَلَّ على الكَاقَةِ على فَضْلِهِ وقذرو؛ وأَصَالَةِ رَأَيوه مِمَنْ يُشيرُ 
على أبي طَالِبٍ أيه وهو أَسَنّْ منه. ويَأمرُه بالمَصَالِح فَمنْ ذلك قوله لأبي 
طالب في مُطَالبيِه دم عُفْمَانَ واب عَلْقَمَةُ بَنْ عَبْدٍ المُطلِب بَنْ عِبّْدٍ مُئاف. 
يا طَالِبَ لا تَأَحَذ الضف منهم2 وإنْ أنْصَفُوا ختى تَعْفٌ وتُظلَمَا“ 

الت الرُوَاهُء وكَانَ ذَاكَ منه على طَريقٍ الأمر له وهَذًا أنْضاً فُضْلُ كَبِيرٌ 
ويَدّل على ذلك مِنْ حَالِهِ وشِدَّةِ ريّاسَتِهِ فيهم» وَبُعْدٍ صِنْتِهِ قَوْلَ ضَرَّار بِنْ حراس 


بن رهير: 
من كَان من 50 فإِنَّ شِمَاهة مِنَ المُرْهَفَاتَ الييض ما هُوّ قَاطِع 7 
أتَيِتَا على الأغذاء أنْ تَفُبَل الذي 2 وَضوا بالأفس حتى تُفَارعٌ 


270 


ويأخذ عَبَاسٌ من القَوْم حقه ويَعْطِىي سَهَيْلُ حَقَّهُ وهُوَ طَالِمُ 

َلّمْ يَذْكْرْ في هذا الإمتِنَانٍ وَوَضْفٍ الإنْتِضَافِء وجَارَرَهُ إلى العُدْوَانٍ إلا 
العبّاسٌ رِضْوَان الله عليه» ولا قَرَّقَ به أخداً. ثم غضٌ من سُهَيْلء وأظنه أَرَادَ 
سُهّيل بَنْ عَمروء وقد كان ذَا قَدْر في الجَاهِلِيةِ عظيمء وَوجْهِ عريض وغَمّر 


(1) ق: الكوما كتبت دون همزة أي الكوماء: ‏ 559 


البعير الضخم . (4) بحر: البسيط . 

(2) ق: سقى. (5) ق: هواً. 

(3) ق: العسر. (6) بحر: الطويل. 
(7) ق: يعطا. 


4135 


وَافِرٍ. ولِسَانٍ مُمْبَسِطِء غَيْرَ أله لم يكُنْ في ذلك كالعَبّاس . 


[فصل] 

0 - ورَوَى هِسَامُ بَنْ مُحمّد بن أبي مَسْكين وأبو السَائب وغيرٌ وَاحِدٍ 
من الرواة قالوا: «اجتّمع بمكة نْفَرّ من قريش فذكروا العباس» وبعض فُرَيْشِ 
من السَادَةٍ فيهم. فقّالوا: «أيّهُما [152 ب] فقال المسورٌ بَنْ مَحْرْمَةِ: «والله ما 
كان ن لِمَنْ ألكزثم إلا حَيْئُّما أنّى يِرْعَاهًا" » فَطهّر مَكة» . ولقد كانّث للعَبّاس 

جَفْنَةٌ جَفْنَهٌ لجَامِع بَنِي هَاشِمٍء وَنَوْبٌ لعَارِي بِنِي مَاشِمٍ» ومَقْطرَةٌ لِسْفْيَة” بَنِي 
اشم أو ما سَمِعْتَ قَوْلَ العبّاس بن مِرْدَاسٍ السَلْمِيَ : 
إِنْ كَانَ جَارُكَ لْمْ تَنْمَعَكَ ذَمَمّهُ حَنّى سُقِيتَ بكأس المَؤْت انفاس| (496) 


حتى الْتَهَى إلى قَوْلِهِ : 

أنْتَ العْبَابُ وكُنْ مِنْ أَهْلِهًا صَدَدَا تَلْقَى”* ابن حَزبوتلقى” المُرَعَبَّاسَا 
في أَبْيَاتٍ سَتَذْكرُها فيما بعد بخبرها. فَأمرُهُ بأنْ يَسْنَدِمّ بالعبّاسِ لمُحَاظَيه 

على الجَارٍ وحمَايتِهِ الدْيّارَه ونُفُوذٍ أمرو في كبيرهِمء وَقُذْرَتَهِ على رَدع 

سَفِيهِهِم؛ شن القيادهم له؛ ورَغبتهم منه. وكانَ الزِبِيرُ بنِ العَوَام كثيراً مَا 

يمُولٌ: «كَانَ العَبًا سٌ ثوب '' لعاري بني هاشم وجَفْنَةَ لجَائِعِهِمْ ٠»‏ ومَقُطَرَةٌ 

لجَاهِلِهِمُ» وفي ذلك يَقُولُ إبرَاهِيم بِنْ هرمة : 

وكائث لعَبَّاسٌ ثلاث بَغدمَا إذامًا جِنَابُ الحَيّ أطْبَحٌ أشْهجَ( 

فيليل منهى الظلُوم ينه ثُبَاح فَتَعْسْرها الشثام المُزييا 


وأنَّ اغْتَرَافٌ الربِير بن العَوّامء وَعَبْدَ لله بن عقر والمشور بن مر ةة0*» 


- 560 - (5) ق: تلق. 
(1) ق: يرعاها. (6) ق: تلقا كتبت بألف ممدودة. 


(2) اق: لسصه. (7) ق: ثوب من الأفضل أن تكتب بالفتح . 
(3) ق: اتفاساً. (8) بحر: الطويل. 


0436 


وغَيْرُهُمْ من عَلِيّة المُسْلِمِينَ ‏ ومن تَقَدمَ مِنَّ القَادَةٍ في فُرَيْشِ للعَبّاس رَضوان الله 
عليه بهذهٍ الأمور. من أَعْظم الأدِلِ على جَلالة كَذرِِ وشِدَةِ مُكنتيه فيهم . 


[نصل] 

61 - ورَوَى الرُبَيْرِيْ قالَ: كان العَبَّاسُ بَنْ عَبْدٍ المُطلِبٍ يَلِي السْمَايّة 
والرفادة» فكانّ يَلِيها في الجَامِليّة وعَجرّ عنها عَبْدُ المُطلِبِ حتى الإسلام 
فأقَرَها رسولٌ الله يلِيِ في يَدِهِ. وَالرّفَادَةٌ هى هي : إطعَامٌ الججائع ؛ وكُسْوَةٌ هَ العَارِيء 
وَحَمْلُ الرَاجلٍ وتَكْفِينُ المَيْتِ. فكانَ العَبّاسُ رَضِيَ الله عَنْهُ المَيْمْ بذلك» 
وبالسقَاية . وَذُكرَ أن أيَا طالِبٍ كان يَعُومُ مم بذلك» فأضَافٌ» فِاسْتَسْلّفَ منه عَشْرَةٌ 
آلافٍ دِرْهَمء وضمِنَ رَدها. ٠‏ ْم عَجِرّ. . ثم أضَافٌ فَاسْتَسْلَفَ منه عَشْرَةٌ هَ آلافٍ 
دهم وضَّمِنَ رَدها ثم عَجِرَ. وكان العبّاسٌ شَرَط عليه أنْ يَحْجُرَ عن ذلك”"' 
وان يُسَلْم الَْادَة والسْدَايّة والسْمَايَة؛ فلما عَجرّ عن ذلك سَلَمَهُ إليه؛ فكان 
القَيْمْ به دونَ كُلَ أَحَدِء وتَحَقّقَ فيه ظَنُ عَبْدٍ المُطلِبٍ. 


[(فصل] 

2 ورَوَى جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلٍ الآثار منهم: أبُو عُبَيدَة مُعَمّرٌ بَنْ المُنْنى 
وَغَيْرُه يَرفعونه [153 أ] إلى رجالهم كضِرّار ابْنٍ الأزوَرٍ الأسَدّي!" : قَدِمَ مَكَةَ 
في حَجٌ الجَامِلِيّة: فرأى متاعاً عند بَعض التْجَارٍ أَعْجَبَّهُ : فَسَاوَّمَهُ به وَانْقَطعٌ 
لامر يينَهُما على تَلائِينَ تَعيراً: أَسْنَان مَعْلومَةٌ: قال لَهُ ضرارٌ: «أغطني المَنَاعَ 

حتى آبِيك بالوبل' . فال له: «أغطني ضَميناً» فمَال: : «رُوَيِدك» ثمٌ دخل 
المَسْجِدَء فإذًا العبّاسُ بِنْ عَبِدٍ المُطلِب يز هِرُ جَمَالا2 قالَ: «مَنْ هَذَاا قالوا: 
«العَبَّاسُ بَنْ شِيبَةَ الحَمْدَا فَجَاءً فَجَلْسَ بئِنَ يَدَيْهِ فَمَال: «يَا بَنْ شِيبَةَ المَخِدْ 
وَالحَمْدُ أنَا ضرار بن الأَزْوَرٍ الأَسَدِي) ثم حْبَّرَهِ بقِصَّة التاجر. فقال لهُ "إيتني 
بصَاحِبك»» فأنَاهُ التَاجِرٌ فضَّمِنَ له الإبْل على أَسْنَانِها إلى وَقت مذي المْتَاعَ إلى 
ضِرْارٌَ. وجَاءَ الوَقْتُء ولم يَأتِ ضِرَارُ . ثم قَدِمَ ضِرَارُ بالإبلء فسأل عن الجر 


561 562 
(1) من الأفضل زيادة «وا. (2) ق: حمالا. 


0437 


فوَجَدَهُ قد أَحَذّها. فجَاءً بالإبل إلى العبّاس فقال لَهُ العَبَاسُ: «اضْمُمْها إِلِئِك 
فنا أغل بيت إذا خَْرَجَ مِنَا شي لم يَعْدْ إِلَينَاا فَانْطلقَ ضْرَارٌ بِالوبلٍ وهو يقول : 

أنتَ ى الحى أَوْمَا من مَرْمِهٍ لَحّ حَنَاجِرُمَا ودور © عبار © 
أنَامًا مَاجِدُ الكَمَيْنِ ذو فَحْرٍ ضَيْمٍ وم بالمجد مكاس 
ما يأتى حي مِنَ الأخيّاء يَأتِيه لأتَحَمَّلَعَئْهَادَاكَ عَبَاسُ 
فَنَى قُرَيشٍ وَفي البَْتِ الرَّفِيْع بها وَأرى الرّفَادَ إِذَا ما أُخَلّد النَاسٌ 


وهَذَا مَجَدٌ يَرْكُمُ كَذْرَ صاجبهء ويَّدُل على فضل مَنْزلَتهِ وشَّرَفٍ نَفْسِهِ. 


افصلا 
قل بن بَنِي بن أبى غاير تك فترّلٌ على رَجُل من بَني رَيئمَة؛ ومَعهُ إبل له 
جَلَبَهَا فأذخلها الشوق فبَاعَهاء فَاشْتَرَاهَا أبَيْ بن خَلَفٍ الجمجي0*, ثُمّ لَوَاهُ عن 
نَمَنِهَا فألآحه'” لتَأْدْدَهَاء فلم يَسْتَطِْ" ذلك فَجَاءَ َدُورُ مَكة على مَجَايِسِ 
ريش ويَقُولٌ : 
قَالَ فهر" كَيِفَهَذَا في الحَرّم 2 وِحُرْمَةٌ الْبَنْت وأخلاتي الكرّه©) 
أخا ل ٠‏ - م م . نا | 
م يَجِدْ أحداً بعينه» فبَلَغٌ أَمْرهُ العبّاس بن مِرْدَاس السَلَمِث0* و هًَ هو ابن 
بن أخي © أ 
إن كَانَ خَائَكَ لم تَئْمَعَكَ ذِمَةٌ فقد شربَث بكأس المَرْتٍ أنْمَاسَ0© 
فَأْتِ البْيُوتَ وكُنْ من أهلها صُددًا ولا تلومَنّ أليَاباً وأَكُْرَاشَا 
ثم أنزلن بفناء اله مُغتَصماً 2 تَلْقَى"'انْن خَرْب وتَلْقَى المَرْءَعَبَّاسَا 








مَيّهَ فَقَالَ في ذلك تَوْصِيَة : 


(1) ق: دورا. (5) 3 


قى: مهد. 
(2) بحر: البسيط . (6) بحر: الرجز. 
563 7) قى: أحى. 
(3) فالاحه: لاحى أى نازعه. (8) بحر: البسيط . 
(4) قى: يستطيع. (9) ى: تلق. 


418 


قَدِمَاا'' قُرَيْش في دَوَابيها بِالمَجِدَ ‏ والحَُلْممَاجَارَومَاسَاسَا 


[153 ب] فقال اعباس بن عَبْدِ المطلب م سُفيانَ : «الطيق نا 03 م هذا 


لم يَدْعَاهُ حتى أغطى قَيْسَ بِنْ بَشّية حَقه وكا العَبَاسٌ : فس أَنْ: 0 م 
أَخْبَبَتَ وأشخصض إذا أخْبَيت وبغ ما شِْتَء وأشْثَرِ مَا شٍ شِنْتٌ» وأنا لَك جار». 


وإن هذا لسلطانٌ على قُرَيْش عَظِيم» وقَال العبّاسٌُ بَنْ عَْدٍ المُطلِبٍ في ذلك. 

دُعَِتُ لقَيِس حَمَّهُ وذِمَامَهُ 2 وأشقَّط فِيْهِ الْرَعْمَ مَنْ كَانَ رَاغْمَا 
وهَذًا الكلامُ أنْضاً منه ورِرَايَةُ الئاس أشَدُ على أَبَيْ بن خَلَفٌ وذَوِيهِ مِن 

اسْتِيفَاءٍ الحَقٌ مِنْهُ وأدَّلُ على سُمُوٌ مَكَانِ العَبّاس » وشِدَةٍ تَقَدْمهِ فيهم وإقُدَامِهِ 


[فصل] 

564 - فأمًا وليه العَيّاسٍ وولده لِزَمْرَمَ ونطْرْه في الَاهِلِيّةٍ والإشلام فأمْرٌ 
ظَاهِرٌ لا يَخْبَلِفْ فيه إِنْنانِء ولا خِلآفَ أنْضاً بَنِنَهُم في شَرَفٍ رَمْزْمَ في 
الجَاهِلبةِء وعند الْبِي يكل والمُسْلِمِينَ؛ وني عل منزلة النشؤلي لأنرقيء 
والمُؤْتَمن" عَليهاء وإنّه لم يَكُنْ يَليهَا إلا أل الشَرَفٍ والمَحَلُ والمكثيرٍ لمكب 50) 
والشطاع بعة وفي فرش / وقد كان عَبْدُ المُطَلِبٍ: رأ" في متايه انا 
يَقُول: «احفر» فقال: «ما أخمُّرا فقال: احفر زمزم ولا تنوف ولا ندم» بركة 
من الله وضعها» قال: «وأيٌّ مَوْضِع زَمرَّمْ) فقيل له: «مَسْلّكُ الدّن ومَوْضِعٌ 
الفُرَارٍ'" بَيْنَ الفرّاثة”* والدّم» فقال له قَُوْمُهُ حِينَ أطبّحَ: «هذا مَوْضِع نَضْبٍ 


(1) قى: فقدما. (6) ق: أرى. 


(2) ق: أقيم. 7) ى: الغرار وقد تكون القُرار أي ولد 
(3) بحر: الطويل. النعجة والماعزة . 

- 564 - (8) ق: الفرات كتبت على هذا النحو وقد 
(4) ق: الميمن. تكون القُرائة أي مافي الكرش من 
(5) ق: المكتتر. المّرْث . ْ 


439 


حْرَاعَةَ ولا يَدْعُونَكَ» . فَحَمَرَهَا وحَسّنَ مَوْقِعَها في الجَاهِلِيّةِ والإشلام» وَعَظمَ 
الإنتقاع بها. وفِظَ عَن الرسولٍ عليه السلام من تَفضِيلهاء رَوَضْفٍ بَرَكَاتِها ما 
هُو مَشْهُورٌ مُتَعَالِمٌ. ولولا فَضْلٌ زَمْرّم» والولايَةُ عليهاء لم يِحَاوِلَ على رضي 
الله عنه اخراجها من يَدِ عَبْدَ اللهِ بن العَبّاسء وعبِيدَ الله أخيهء والإِيْئَار لتظرهٍ 
فيهاء وإِخْرَاجَ السقَّايّةِ عنهما. 7 1 


[فصل] 

5 - ورَوَّى ابْنَ أبي مَلِيكة قال: قالَ عَبْدَ الله بَنْ العبئاس لما حَاوَّل على 
رضي الله عنه أَخَذّ السَمَايَة) وَزَمْرْم فَأَرَادَ إِخْرَاجَهُمًا من يَدِي قلت لعبيدٌ الله : 
أظهر له؛ وَنَحْتَنْتٌ وَأنْشَدْتٌ: 


أَنَاكُمْ إِزْبُ الألْفٍ لا يَفِرٌ قَوْمُه وأضبّحَ فيه سَيّدا أمتَحَئّما(!© 


قال: ثُمّ مشى طلحةً إلى على رضي الله عنه فقال له: «مَالك ولهذين 
القَعَدَيْنِ تُتَازِعْهُما في سِمَايَةِ أبيهماء أشْهَّدُ انْ أَنْتَ أباهُما تَقُومُ بهماء وان أباك 
أبَا طالب لتَارِك لها [154 أ] في أبيه. العوالم تعرفه”” وإن العبّاسٌ ليَمُوم 
عليها» . قال فكف على رَضِيَ الله عنه عن السْقَايَةِ. 


[فصل] 

6 ورَوَى بَنْ أَزْمَر بَنْ عَوْف ومَحْرْمَةُ بَنْ نَوْفْلَ وعَامِرُ بَنْ رَمْعَةٍ 
شهدوا عند عليٌ رضي الله عنه بذلك كشَّهَادَةٍ طَلْحَة» فُعَدَلَ عَن الحَوْض في 
ذلك» وبهذا اختّجٌ عبد الله بَنِ العَبّاس رضي الله عنه على محمد بَنِ الحتَفيّة 
وقد عَرَض لهذا الأمرء فكفٌ أيضاً. قال المَضل : بَنْ العباس رضي الله عنه 
مُتَبْجُحاً بِاسْتِنْدَادِهم آل عباس بأمْر زَمْرّمَ ووَصَفَ فَضْلَّهَا وخصوصيّتهم بها: 
ولنا أسَامِي لائَلِيقُلِعَيْرِنَا ‏ وموّاقِفٌ نَهِيلٌ حينيَرَانَ!0 
حَوْضٌ النّبي وَحَوْضّنا من زَمْرّم ‏ طب المرِءِلميروهخَوْضَانًا 


- 566 - - 565 


)1( بحر : الطويل. )23 بحر : الكامل . 


440 


وفي وَضْبٍ زَمْرّم وقْضلها يقول حُوَيلِد بن أسَد: 
أقول وما قُوْلِي عليهم تَسْبَهُ إليك ابن سَلْمى أنْتَ حَامِي زَمْزَه1') 
حَفِيرَ إِبْرَاهِيمَ يَوْمٌ برها حَرُورٌ قِصّهُ حِبْرِيلَ على مَهْدٍ جَذّهم 

[فصل] 

7 وكذلك حال السّْقَايّة» وَسِقَايَةُ البَيِتِ في تَعْظِيم الجَامِلِيّة لهما 
وتعظيمٍ الرسول يك والمسلمين أيضاً لهما؛ وقد ذَكَرْنَا أنَّ الرسول لله لما 
اتح مَكَةٌ قامَ على دَرَجَةٍ الكغْبّة فَقَالَ: «الحمدٌ لله الذي صَدَقَ هذه الآية وأعرّ 
عَبْذَهُ وَغَلَبَ الأخزاب وَحْدَهُ م إلا أن كُلَّ مأئَرَةٍ كائث في الجَامِلِيّة ودم ومال 
تحت قَدَمَيّ هاتين» إلآما كان من سَدَائَةِ البيت وسِقَايَةِ الحاج». وأقَيَهما 
في يَدِ العَبّاس نقولا: إِنْهُمَا من المآ ترَو لم يَسْتَأَئِر ” بهما من مثلٍ هذا 
الكلام . وكُلٌ هذا الذي ذَكَرْنَاه يَدُلُ على عَظِيمِ كَذْرٍ العَبّاس) وَشِدَّةِ مُكنته 
مه مع أن في قَوٍْ له عر وجل : ؤَاجَعَلتُمْ سِقَايَة الحَاج وَعَمَارَةَ المَسْجِدٍ 
الحَرَام كَمَنْ آمَنَ ع باليه 57 ' دليل على تَفْخِيم شَأَنٍ الإيمَان على السَّقَايَةِ والسَّدَانَة. 
وعلى أنَّ ذلك”” يَعْدِلُ عند قَوْم من المُؤْمِنِينَ إِظْهَارُ الإِيمَانٍ باللهِ تعالى والجهادٍ 
عليه؛ ولم يرد عر وجل بِقُوْلِه: «كَمَنْ آمَنَ4 الرّدٌ على مَنْ قال: إِنَّ السَقَايَة 
والعِمَارَةَ كالإيمانٍ نَفْسِهِء لأنَّه لم يَكُنْ في المُؤْمِنِينَ قَائْلُ بذلك» وإنّما أَرَادَ 
بذلك كإظهار الإيمانٍ بالهجرَةٍ والجِهَادٍ بِقَوْلِهِ عر وجل بل الجهَادُ أَفضَلٌء 
وَالمُبَايَئهُ بِِظْهَارِ الإشلام . وليس في ذلك تَضْغِيرٌ لِشَّأنٍ العِمارَةِ وَالسَّقَايَهَ ولكنّه 
دلالةٌ على أنّهُما دون الجهّاٍ. وكانٌ العَبّاسَ رَضِيَ اللَّهُ عنه قد سَبَّقَ إِيمَائه0© 
بالرسولٍ يك : الهجرة”* وبقيث سَرِيرَتَهء وإنَّما أقام بمَكة؛ لأنّه كان يَرى أنَّ 


(1) بحر: الطويل. (6) يوجد مكان لحرفين من المحتمل أن 


- 567 يكرن «لا4. 

(2) ق: سدانه. (7) يكرر أيمانه. 

(3) حديث نبوي. (8) من الأفضل زيادة حرف الجر «ياء» على 

04 ق: بسار إن الناسخ يكتب دون همرة كلمة «الهجرة؟ إلا إني لم أفعل واكتفيت 
وسوف يكرر الكتابة على هذا النحو. بوضع نقطتين حفاظاً على المعنى والتزاماً 

(5) سورة التوبة: 19. عنى ابه . 


القِيَامٌ بالعِمَارَة والسقاية [154 ب] وزَمْرّم مع كُوْنِهِ عَيْناً للوسُولٍ يله بمكة 
فلم ...2.2" والمُبَاينَةٌ بالهجِرَةٍ والإِيمَانٍ الظاهر أمْرٌ مُونْي على ذلك» وقد 
كان ذلك من رَأَي غَيْرِه أيضاً مِنّ الصَّحَابَةَ . 


[فصل] 

568 والصحيحٌ في هذه القصةٍ أنَّ العبّاس لم يُِّمْ مَك بِاجتهَادِهِ في 
ذلك بل بأمر الرسول كله حتى أنزل الله عرٍّ وجل : : 9أجَعَلْئُم سِقَايَة ة الحَاجٌ 
وعَمَارَة المَسْجِدٍ الحَرَامٍ كَمَنْ آمَنَ بالله4 وكان سبَبٌ نُزُولٍ الآية فيما ذَكرَه هُ أغلٌ 
الرُوَايَةِ منهم : النعْمَاكُ بّنْ بَشير وغيرُه وقالّ التُعْمَانَ : كنت عِنْدَ مْبَرٍ رسولٍ الله 
في تقر من أضحَايه: فقال رَجُلٌ منهم: "ما أَبَالِي إلا أَعْمَلَ عَمَلاً بعد 
الإسلام إل أن أسْقِي الحَاجَ". وقال آخرٌ: «بَلَ عِمَارَةٌ البَِيتِ: المَسْجِدُْ 
الحرّام ؟. وقال آخر: «بل الجهَادُ في سبيل الله أفُضَلٌ مِمًا قُلمُم»؛ فرَجَرَهُم عَمرٌ 
بن الخَطابٍ وقال: ١لا‏ تَرْفْعُوا أَضوَانَكمْ عند منبر رسولٍ الله يَكِيْدِ وهو يوم 
الجَمْعَةٌ . ولكن إذا صَلَّيْتَ الجْمْعَة دَخَلْتَ على رسول الله يََةْ فاسْتَفْتَيتَهُ فيما 
اخَتَلَفتُمُ فيها ٠‏ فَتَرّلُ عليه : لأجَمَلئُم سِمَايَةَ الحَاجَ وعِمّارة المَسْجِدٍ الحَرّام كَمَنْ 
آمَنَ» الآية . فِحَكمَ عرّ وجل بمٌضل الجِهَّادٍ على العِمَارَةِ والسَّقَايَةِ . ولو أنه 
حَكُمَ بِمَضْلٍ ما كَانَ فيه للعَبّاسٍ من القيّام بذلك» مم اسْتَبْطانٍ الإيمانٍ والإنْدَارٍ 
للرسول يِه بالكثب والإخبَار لكان ذلك صحيحاً من حكمه عرَّ وجلّ وعَذْلا 
في قَضَائِه لأنّه يُفَضْلٌ مِنّ الأعْمَالٍ ما شَاء . 

9 . وقد تَلَمّى” المُكَاتِبُ للرسولٍ يك بالأخبار مَمَ الخْيَِلاطِه 
بالمُشْرِكينَ من الحَوْفِء وذمَابٍ النَفْسٍ والأهل والمَالٍ ما يربى على حَوْفٍ 
الشجاع من مُصَادَمَةٍ الأقرَانٍ يَوْمّ ارخف فلم يَكنْ الحَكُمْ بِتَفْضيل هذا العَمَّل 
مَعْ عَمَارَة الَتِ وَالسْقَايَة: وإظهَارٍ الإيمان بتعبّدٍ - لولا ما حكم الله به من ذلك 
وعلمه - فلما كَنَبَ رسول الله كَلِ إلى العبّاس , بما نَرْلَ منْ هذا الخكم وتفضيل 
الجهادء وسَارَعَ مُفْلِعا مُبادِراً حتى لحقّ بالرسولٍ عليه السلامُ فكان مَقَامُهِ هناك 


(1) خرم سقطت كلمتان. 569 - 


بأمرو. وشُخوصه إلى المدينة بأمْروء ولم يَقْصّدٍ الله بهذه الآية» تفضيلُ بعض 
من بايّن بالإيمانٍء وجاهد على السقّاية والعِمَارَةِ دون بعضء وإِنَّمَا حكمَ 
كما مُطْلَقاً بفضل إيمانٍ كُلّ مُؤْمِن مُجَاهدٍ على السٌّقَايّةِ والعمَارَة. 


[فصل] 

510 - قالّث شِيّعَة العَبّاس: فلا تَعَلّقَ للشْيعَةٍ في هذه الآيق ووَجْبَ أنْ 
يكونَ في بَعْض ما ذَكَرْنَاه من فَضَائلٍ العبّاس ومَنَاقِبِهِ وسَابِمَتِهِ وجهاده وعلمه 
[155 أ] وفضله وشَهَادَةٍ الرسُولٍ يهِ بِالجَنّةِ»ء وحصولٍ الجلالَة وَالإِشَارَةٍ فى 
الإسْلام والجَاهِلِيّة» وإغظام الصَحَابَةِ وتَوَسّْلهم إلى الله كاه منه فاضي علي 
وجوب تَقدِمَتِ وتَفْضيلِهِ ومانع لكل مُنْصِف عَذْلٍ عن البَهْتِ والمِحَكُ من 
تفْضيل غَيْرِهِ من ٠‏ الأمَةَ عليه. واغلّموا رَحِمَكم الله أنَّ الذي بَعَتَنَا على أن أَعْرَّفَنا 
في ذِكْرٍ بَغض فَضَائلٍ العَبّاس ومَنَاقِبه ما شَرعْنا فيه من ذكْر القَوْلِ في التَفْضِيل 
ووصف محل كل رجل من الأِمةِ. وبَعضُ ما رُوِيَ فيهء مِمًا يدل على قَضْلِه 
ويُوجِبُ مُوَالتِهء فلم يَجْرْ مَعّ توخي شَرْحَ هذا الباب طَلَبا لإزَالة الطَعْنٍ عنهم : 
أن يَتَمَهَلَ ذكْرُ العبّاسٍ رَضِيَ الله عنه ببَْض ما فيه» ولأجلٍ ما يَجِدُ أيضاً عليه 
كثيرا”' من المُتَكَلَمِينَ في هذا الباب في تَطْغِيرٍ شَأنِ إيمانٍ العَبّاسٍ مع قَرَائتِه. 
وَقَوْلَهُم : إِنَّه من الطلَقَاءِ والعْتَقَاء وتّقلِيل جَهَادِو وتخقير ما رُوِيَ عَنِ الرَسُولٍ 
عليه السلام في مَدْحِهء وتَعْظِيم شَأَنِهِ وتّزكهم ما وَصَفْنَا ه من حَاله إذا أخْرُوا 
الكلامً في التَمْضيل» فلم يُجِرْ مَعَ هذه الأمور تَتكُبٌ وَضفٍ ما بَيّن فَضْلْه 
الإِخْبَارُ عَمّا شَرْفَ الله عنّ وجل به َدْرُف ولو اعْتَّمَدَ ما يَمْضي القَّوْل في 
تَعْدَادٍ قَضَائِلِهه والأخبار الواردة فيه؛ ونَضْب مَنارٍ الحَمْدِء وإعلام المَضْلٍ 
وَالمَجْدٍ لطَالَ به الكِتَابُ. وفيما أ حَبَزناا” إليه كِمَايةٌ تُقْنِمُ شِيعَةً العَبّاس . 


[فصل] 
1 - وقد قَالَ لأجل ما وَصَفْناهُ مِن فَضْلِهِ جميعٌ شِيعَتِهِ أنّه أفضَلُ هذه 
570 (2) ق: اخبرنا. 
(1) ق: كثيراً. 
043 


الأمَةِ بعد الرسول تلد وأغلامًا َدْراً عند الله عرّ وجل وعند رسوله عليه 
السلامٌ؛ وإِنَّ إسْلامَه على هذا الوَّجْهِء وتَرْكهِ مَكَةَ ومُمَارَقَة دَارٍ عِرّه وسلطَانِ 
وأَهل طاعَتِهِء والإنقياد والإسْتِكانّة. َه والإتباع لأمْره: يقومٌ عند الله عزّ وجل 
مَقَامَ المَرْوِ الكثير والجهادٍ الطويلٍ. لأنّ العبّاسّ رَضي الله عنهء قد رَضِيَّ أن 
يكون تابعاً مأمُوراً بعد أن كان آمرا مُتبعاء ولم يكن مِْلَهُ يَانس”" من الْرياسَة 
على سائِرٍ أكابرٍ قُرَيْشِء وكوْنِهِ أمير لهُم ومَلِك من مُلوكهمء ٠‏ لا يَْدَ فوقٌ يد 
ولا سُلْطان لأَحَدٍ أغلى مِنْ سُلْطَانِهِ. فمُفَارَقَةُ هذه الأمورء والإلقياد للطاعَة 
والخُضُوع عَمَلْ عَظيم وجهاد [155 ب] للتفس شَدِيد لا يُدَانِيه شيءٌ من 
الأغْمّالٍ ولا يَبْلْعُ ونه فَوَجْبَ عندَهُم القَطمٌ على فَضَلِهِ على سَائِرٍ الأمّةِ. 


[فصل] 
512 - ثم الْقَسَمُوا بعد ذلك فُريِمَيْنِ : : فقالث طَائقَةَ منهم إنَ بَِعَةَ أبي بكر 
وَعَمَرَ وعَنْمَانَ رَضِيَ الَهُ عَنَهُمُ كَانتْ صَحِيحَةً نَابِئَهَ يَجَبٌ الإعتذاد بهاء 
لاد لِصَاحبهَا لرضى العباس بذلك”© وتركه الأمرٌ لهم؛ ورَغْبّته عنه مِنْ 
مَأَنْم يَلْحَقُهُ بنَفْصِيرٍ في أمر الأمّد أن إِمَامَةٌ المَمْضُولٍ على الفَاضِلٍ جَائِزةَ عند 
رِضّى”” الفَاضِلٍ . أو عارض يَمَْعْ ذلك . وثَالَتْ طَائِفَةٌ أخرى أنه رَضِيَ الله عنه 
إمام مَنْصُوصٌ عليه من* الرسول كو وأحقٌ الئاس بهذا الأمرء ليس لأحَدٍ 
ا 0 
فما المَضْلُ0©) الآن بِيُنّهم : : وههة الشيعة 270 وبأيٌ سبب ب تُمَكَنْهُمْ دَفْعُ 
عن ذلك» وقد ذَكَرُوا من فَضَائلِه فلا سَبِيلٍ لأحد ل إلى دَفْعَهِ وإنُكارهء 9 
عظيمة لا يحصى عددماء ويتقطع العذر بنقل بعضها عن مشاهدق. وي ويب 


7 


6 


571 (4) لا يوجد مكان فارغ بين كلمة اعليه6 


(1) ق: باسن. والرسول من الأفضل زيادة حرف الجر 
- 574 لمن 
(2) ق: لذلك من الأفضل استبدال حرف (5) ق: الفصل. 

#اللام؟ بحرف "باء». (6) ق: وهن من الأفضل ان تكتب ١وهم».‏ 
(3) إن كلمة #رضي» مشطوبة. (7) ق: الشسعية. 


44 


«العَبّاسُ وصِيٌ وَوَارِئي وَخْيْرُ أهلي وخيرٌ فريش » وحم حَبَهم إلى الله تعالى» وإلى 
رَسُولِهه''' «والخِلاقَةٌ فيك وفي بُنيك» وإِنَّه قال للعباس: «فِيْكُمْ التّبِوَةُ 
والمملّكة)© . ولو كانت الخلافةٌ فى غير لكان أَحَقُ بأنْ يُوَاجِبْء فهذا القول 

(وإنّه واه بأبْئاء فارس المُسْبَقَرَةٍ باليَمَنَء وبإقامتهم على العَهْدٍ أو بسَثْرهِم». 

إلى غَيْرٍ ذلك من أقَاوِيلٍ صَريحةٌ في النّص على إِمَامَتِهُ ه وإِخبارهم مع ذلك 
مسْألَةٌ بين أهلٍ التقْلِ من أضحَاب الحَديثء وَعَيْرهم مِمّا لا يَدِينُ بالطَعْنِ على 
العَبّاسء فكيف؟ ويّروونَ للشيعَةِ إذا ادعوا أنَّ الرَسُولَ بَكيِ قال في علي رضي 
الله عنه”2 «هذا الْحَلِيمّة بَعْدِي فَاسْمَعُوا لَهُ وأطِيعُوا»” . 


[فصل] 

513 إن الرَسُول عليه السَّلامَ قال للعبّاسِ : نه وَصِيّ والخليفَةُ من 
بَعْدِيء وَحََيْرُ مَنْ أَخَْلِفْ من أُمّتِي0”*©. . «الخِلاقَةُ فيك وفي بَنِيكَ© فكيف 
الخلاصٌُ للشيعَة من هِذْهٍ القِضَّةِ . ونجَاوْرُ هذه العَقَبَةَ وما يَعْتَمِدُونَ عِندَ 
تتخصيل هذا الكلام في التُخُنْص من مُعَارَضَةٍ العَبَاسِيْةِ لهم إلا على مَجدٍ 
ِوَايّتهم» وإنكار أحْبَارهم أو أَكْتَرْمَاء ورُبّما خَرَجَ الشِيعَةٌ منهم إلى تَلْبٍ رَاوِي 
هذه الأخبار في [156 أ] العبّاس رَضِيّ الله عنه وسَبٌ المُتَدَيّنِ بهَاء وإنّها لو 
كَانَتْ صَحِيْحَة لعَرَقُوا من تُبُوتها ما تَذَّعِيهِ شِيعَةٌ العئّاس : فإِنْ كان مِثْلّ هذا 
الذي وصفئاه يُْبِتُ صِحََّةَ الدعوى للمقالة» ويَبْطلٌ قَوْلُ مُنكرهاء فقد قرأت 
القصةء وخفت المؤونة» وجاءَهُمْ مِنْ هذا الباب ما لا قبل لهم به. إن تعاطي 
الاحتجاج بهذا الضربء والإنفصال به من قول الخصم أسْهَل على كل ذي 
تحصنيل من الإتيانٍ بحجةء رتكلف إيراه شبهة . وليس يعدم ” شِيعَةُ العبّاس 
َوْماً يُقَاتِأُونهم بمثل قَوْلِهِمء ويَرْبُون*” في ذلك عليهم وَيُونْقُونَ لهم بِالإئْمَانٍ 
المَعلَظَةٍ هُمُ وَغَيْرُهُم. إِنْهُم لا يَعْلَمُونَ من صِحةٍ النْصٍ الصّريح الذي يَدْعُونْه 


(1) (2) حديث نبوي. -573- 


(3) إن كلمة «عنه؛ مضافة في الهامش . (6()5) حديث نبوي. 
(4) حديث تبوي. (7) ق: يعدمون. 
(8) ق: يربون. 


045 


لعليٌ رضي الله عنه قليلاً ولا كثيرء ولو كان ذلك ثابتا لوّجْبَ عِلْمُهِم وعِلَْمْ 
غَيْرهم بهء وهذا ما" لا سبيلٌ لهم أبّداً إلى دفعه والخللاص منه. 


[فصل] 

4 فإنْ قالّث الشَّيعَةٌ: إِنَّ النّصّ على العبّاس لمْ يَدَعَهُ أَحَد مِنَ 
السَلْفٍء إنّما احَدَثَ في أياء م أبي مُسلِم صَاجِبٍ الدولة ” . قيل: فكذلك 
وصّريحه نما حَدَتَ في ْمَنِ أبي بميسى الوَراقا” ' وان ا 
المُلْحِدِين اللذين كَذَّبَاهُ ووَضَعَامُ وَاسْتَحًَا به أخلام ه ضَعَمَاء شِيَعَةِ على رضي 
الله عند وقد أ أباه من كات له أدنى مشكة او حياء7 وبصيرة) وقلّة إقدام 


5/5 - وعلى أن وهم حدوثٌ القول بلص على الئاس رضي اله عن 
ورِوَايَتِهِ الإمَامَةُ والخلافةٌ على الأمَّة: بَهْت ومُكابَرَةُ؛ أنه شَائْعٌُ عنهم مَعْلُومْ 

وقد“ بَلَعَ في الإنتِسَار والظهور عن مُعْتَقَدِبهِ الحذٌ الذي يُسْتَعْئَى مَعَهُ عَنٍ 
الَكلّفٍ والإكْبَار وحِفْظٍ ذلك عنهم نَثْراً ونظماً. واذعى أنَّ ابْنَّ عَبّاس كان في 
نْقيّةِ مع علي رَضِي الله عنهما إلى أنْ الْحَرَفَ عنهء وصرّح له بأنّه ما أخذّ من 
بَيْتِ المالٍ إلا ما هو لهء وإِنَّه أَحَقُ به من كُلّ أحَدِء وما لَّهُ فيه أَضعَافُهِ. إلى 
غَيْرِ ذلك مما أَبْدَاهِ مِنْ نَمْسِه وقد عَرَض بِاسْتِحَْمَاق الإزث والإستبداد بالأمْرٍء 
عند مُتَازَعَةِ عَلَىّه ومحمَّدٍ بَنْ على له. وَلإِحْوَّيهِ في زَمْرَمَ والسَّدَائَة" 
وسِقَايَة الحجيج». وَاسْتَشْهَدَ على ذلك وادّعى إِرْثَ الرسول من قصَّةٍ دون كلّ 
أخد. لكونٍ أبيه وَارِئَاً لرسولٍ الله يليو دونَ سَائِر عُمُومَتِهِ الذِينَ لا عِضْمَة 
بَيْنْهُم وبَيْنَ الرسول؛ مع المُبَايئَة [156 ب] في الذين» ومَعْ مَوْتِ حَمْرَةَ 
رضوان اله عليه قبل مَوْتِ الرسولٍ عليه السلامٌ إلى غير ذلك. 


(!) من الأفضز زيادة كلمة «لا» بعد كلمة (3) ق: حباً. 
«مأ)ا. )4( يكرر الوقد». 
54 ل (5) قى: السدالة: أي خدمة الكعبة. 


446 


. [فصل] 

6 - فأمّا ما وَرَدَ مِنَ التَتَعّى0' فى هذا البابء فَأكْمَدُ من أنْ يُوى 2) 
عليه. قال العبّاس بن الحَسَّنٍ بَنْ عبد الله ابْنِ العبّاس بَنْ علي بَنْ أبي طالب 
رضوانٌ الله عليه . 
ومِنَاأبُو المَضْل عَم النَبيّ ضِيَاءٌالظلام الذي يُزْهم<© 
ثُرَاتثُا لتنَبِيمٌلهوَخدهُ فأتى كَمَفْخَرَةِ.. .© مُفْجا 
به اسْتَشْمَعَ النّاسُ عام الرمَادَقِ | في شِدَةٍالإزْب إذاعسِرُوا 
الى رَبْ هو قتدغعغارئه 8هَفهَاجَشْسَمَاورْهُمْتَهِمر 
فكيف ثئُفقَدَمُهمَنْ به إلىالهِ يَشْمَعإِدْبَجِررا 

وهذا بلغ من قوَلِهِ: إن عُمر رَضِيَ الله عنه ظَلَمَه؛ لأنّهُ مُسَيهُ مُسَيْرٌ محفُوط 
وقد سَرَح فيه أن العبّاسَ رَضِيَ الله عنه أولى بِهَا نه ومن علي ومن كُلٌ من 
تَقَدمَك وقال بَعْض الأنْصَارٍ مِنّ السَّلَفٍِ: 
إن الْمُرَابَ ثُرَابُ الشيِخ فاغتّرفواقوىلهومالِرَبُكانغَمَار 


يعني بذلك العباس . 


[فصل] 

77 - وقال مَرْوَانُ بَنْ نْ أبي حفص يَمْدَحُ المَهْدِي في يوم مُجَتَمَعٍ 
عُلَمَاءِ وُلْدِ العَبَّاسَء وأشْرَافُهم؛ ومُحَصّلِي شِيعْتِهِم مَدْحَاً يَتَفَملُونَه 
ويُدَوُنُوئَه ويُصَلونَ بهء ويَشُونَ قَائِلهُء مُتََلْلِينَ لذْلِكَ غَيْر مُنْكرينَ لَهُ 
مدعون لإضْعَافِهء وتَاقِلُونَ©) لَهُ عن أسْلافهم فممًا مدَحَه بِهِ المّصيدَةٌ التي 
يقول فيها: 
ولمَامَضَتْ أعْمَامُهم فتَتَابَمُوا ‏ 'َعَاهُ الذي صَلَّى عليه وسلّما» 


- 576 - (4) خرم: سقطت كلمة. 


0) ق: التنفى. - 577 
(2) ق: يوتا. )5( ناكلون. 
(3) بحر: المتقارب. (6) بحر: الطويل. 


011 


مَضوا سَلَفاً قَبْلَ النّبىّ وغادّروا 
فلم شرتو ار محمّدل 
فَقُل 5 يَرجُونَهًا أن بَتْعَهَا 
أبُوك الذي أسَى”" النّبِىّ بمَالِهِ 
وضارِبٌ عند الناس في كل مَوْطِنٍ 
رَسَدَ عدى الإسلام بالبَيْعَةً 
لاع 72 ش واس م سا و م 

فكلٌ2 حِصَالٍ الخَيْر قَدْ ثَالَ فَضْلْها 
وأَصْبَّحَ مِيرَاتُ النَبِيّ كَبَعْضِها 


[1157] فَلْم يبى مَضَلَهُ ٠‏ 7 5 55 


أبَا المَضْل عَبَّاساً صَحِيحاً مُسْلِمَا 
فكيفٌ وقد عَادُوا ثُرَاباً واعظّمًا 
ولم يَشْرَعُوا فيها فتَجَعَلُ اسْهُمَا 

وبَيْنَكُمُ باباً مِنَ الحَنٌ مُبْهما 
فما كان ميراتثٌ النّبىّ لِيُحَرَمَا 
ضِرابٌُ امْرئ يمشي إلى الموتٍ مُعْلِمًا 
التي بها عن دين الله أن يَتَهَضْمَا 
له بُعد ابراهِيمَ إِدُ حارٌ زمزم 
أبُو المَُضْل والْقَادَتْ لَهُ حَيِتُ يَمْمَا 
وإن هن من مِيِرَائِهِ كُنٌّ أقدّما 


تَوَضَلَ بهِ إلى الإزْثِ 


وحيارّه للخلافة إلا لأكَدَه هذاء نحو ما ذَكرْنَاء عن عبد الله وعَبِيدَ الله اني 
العَبّاس وقال أيضاً فى قصيدة لَهُ مَشْهُورةٍ فى أبِيَاتِ كثِيرَة. 


نشَدتَُكُمُ مِيِرَاتَ النُّبي أَحَمَدَ 
أسَما لان قَالَ الورَانَةَ كُرْنَهُمْ 


عَم النْبي بِالفْرِيضَة ئَالَهَا 


وحَقٌ بَني المَباسٍ ‏ حَنٌّ بيقع 
فلا تَحْسَبُوا أنَّ الخلافةَ خِلْسَةً 
إذا رَسَمَ أَحُو الخلافة فانَّبِعُوا 
أما مكل عباس وَلِا وارئا له 


وقال آخْرٌ مِنْ مُنْتَجِلِي هذه المَقَالَةِ في بعض حَلفَاء بَنِي 


(1) ق: أسى 
(2) هذا البيت والبيت التالي مضافاً في 
الهامش . 


(3) خرم: سقطت كلمتان. 
(4) خرم: سقطت كلمة. 


مَتى يَسْأل”7 المُرْقَانُعَنْ ذلك يه 280 
تئأل” بأئرٍ خَيْلِهِ غَيِرُ مُخصّد 
أمَا حَانَ ميراتثٌُ النَبى مُحَمَدٍ 


إذ تَرَى نحت الصَفِيح المَسَّدِ 


العبّاس : 


(5) ى: خلو. 
(6) بحر: الكامل. 
7) يسل. 

(8) بحر: الطويل. 
(9) ق: ييبال. 


448 


يابْنَ الذي وَرِتَ النَّبىّ محمد دونَ القَارب بَيْنَ ذَوِي الأزخاء"" 
الوّخي بَيْنَ بَنِي البَّنَاتِ وبيتكم قَطْمَ الخِصّامَ فُليْسٌ جُبْنُ خِصًام 
أنى يكونُ وَلَيْسٌ ذَاك بكاين لِبَنِي البِنَاتٍ ورَاثَةٌ الأغمَام 


ولو قصَذَنًا تيم ما قَالَهُ القَوْمُ في هذا البّاب وحففظ عليهم وعلى أَسْلافهم 
َعْراً ونَظْماً لطَالَ الكتابُ به. 


0200 بحر : الكامل . 


449 


[الباب الخامس والعشرون ] 


[باب الكلام في 1جوب الإمامة بالقرابة والرد على الراوندية 
وعلى أن كثير العمل هو الأفضل عند الله] 


[فصل] 

8 - فكيف يُجَوّرُ الشيعةٌ دعوى حُدوث القَّوْلٍ بالنّصٌّ على العَبّاس 
وورَانّته الإمَامَةِ وخلاة الرسولٍ دونَ كُلَّ أحَدٍ مَمْ مَا وَصَفْنَاهُ. فبَانَ بالذي فُلْنَاهُ 
أنَّ العَبّاسِيّة أسْعَدُ بدَغوى ما تدعيه للعبّاس رضي الله عنه من نَاحِيةَ القَرَابَهَ 
وسَبّب تَقُدُمَةٍ الرسولٍ كله وتَخْصِيْصِه لَهُ بضروب من الفَضَائِلٍ لَيْمَتْ إلا لَهُ 
فلا وَبْجه لِدَفْعِهًا عن ذلك بالرّاح؛ والتَعَلّل بِالقَدْح في قَضَائِلٍ العبّاسٍ بما لا 
يُرَحْرِحُهُ عن دَرَجَتِهِ ولا يَنَخَطهُ عن رَُبْتِه. 

9 فَكَبْتَ بجميع الذي وَصَفْئا أنّه لا تَعَلّقَ للشيعَة بِالقَرَابَةِ. وحُصُولٍ 
مَنْ هُرَ أخصٌ بِهَاء وأقَْدُ فِيهَا مَعَ مَا ذَكَرناهُ لِضَاحِبّها من عَظِيم الفَضَائِْلٍ وكثْرَة 
المَتَابِبٍ والسَبّقِ إلى الإشلام: وبّذل النّفْس والمَالِء ومُفَارَقَةِ العزْ والسُلْطَانٍ. 
وقد كان حَمْزْةٌ رَضِيَ اله عنه سيّداً من سَادَاتٍ بَنِي هَاشِم؛ وعم الرسولٍ 85 
دّمه ‏ ومِنْ أخصٌ الأهل [157 ب] والقرابة ومِنْ ذَوِي السَوَابِق وبَذْلٍ النفس فى 
اعْتِقَادٍ دِيْن له عَنَّ وجَلٌ» والذّبٌ عن رسول الله يك . وقد حَضَرَ مْعَهُ أكْثرٌ 
المشاهد التي أذْرَكَهَاء وَاسْتَشْهَدٌ بِحَضْرَتِه ولَعَلهُ أن يكونٌ قد بِلَعّ رَضِيَ الله 
عنه بذلك الشَّهَادَة» وقَدَّمَ فيها مِنْ صِدْقٍِ النْبّه» والتَضْمِيم على النُصْرَةَء وَانْتِعَاء 
وَجْهٍ الله عر وجل ما يُوفي على العمل الكثير في الدَّهْرٍ الطويل. 

0 - فقد اجْتَمَعَ له القَرَابَةٌ والإِسَلامُ والجِهَادُ والنُضْرَةُ والسَّهَادَهُ ما لآ 
يُمكِنُ مَعَّه أنْ يُقال: أن قَرَابَةَ غَيْرِهِ أفُضَلُ مِنْ قَرَابَيهِ. وقد قُلْنَا أنَّ الكلامَ في 

450 


التَمْضِيلٍ من غَيْرٍ طغن: مَسْأْلَة” إجتهادٍ لا يَبْلْْ الخطأ فيها إلى الخَرّج 
والإثم . وكذلك الوَّقْفٌ للإِشْكَالٍ وتعارض هذه الروايات» واخْتِمَالّها للتَأوِيلٍ؛ 
وأنَّ اختِصَاصَ المَرْءِ منهم بِعَمَلِ' ”نف على غَيْرِهِ في الكثْرَةٍ عندنا : إِنّما يدل 
دَلآلَهَ ظَاهِرَةَ على تَفْضِيل” المَضلء ولا يُوجِبُ اسْتِحَالَة اسْتَبْشَارا” من قل 
بل ما فهر م عرو فلا لي ل ولكن سنا 
الرَارِدِ في ذلك؛ هرأ ارق أو باغتئار ظاهر بكثرة أغمال الي فيضي فيَقضي 
في الظَاهِرٍ بِفَضْلٍ مَنْ تَعَاظَمَتْ طَاعَنْهُ مَمّ تَجَوّزٍ لحوقٍ غَيْرِهِ بو 3 
أيضاًء ومِئْلُ هذا لا سَبِيلَ إلى أنْ يَفْطمَ بهِ على الله تَعَالَىء وليس الحَبّرُ بالمَضل 
كذلك لأنه يُوَدِي إلى العِلّم والقطع . 


[فصل] 


1 - فأمًا إِيِجَابٌ الإِمَامَةٍ بالقرابةٍ على سبيل الإرْثِء فليس مِنّ 
التخصيل في شَيْءٍ وإ كانت الإمابيْةُ تَدُعي ذلك في علي وَوْلِهِ رضواث اله 
عليهم. فكذلك الرَاوَنْدِية! * تَدّعِي إِرْتٌ العَبّاسء ووُلْدِهِ رَضِيَ اللَهُ عَنْهُمْ 
للإمَامَةٍ إلى اليوم؛ وهذا بَاطِلُ لِمَا قَدَّمْنا. نم لَمّا قد إِنّمْقَ عليه» من أنَّه لا 
مَدْخْل للنْسَاءِ في الإمَامَة : ولو كائّثْ جِلاقَة النَبّ يل تُورثُ بِالقَرَابَةِ : لوَجَبَ 
أن يَكونَ بَيْنَ ابنتِها“ وعَمّهء ولم يكن لِوَّلَّدٍ المَمّ فيها شية مَعَّ العَمّ والإبئة. 
وليس في الأمّةِ من يَذّعِيِ إِرْتَ فَاطِمَةَ للإمَامَةٍ أو شَيْئاً منهاء ولو كَانَتْ مَوْرُوتَة 
لوَجْبَ أنْ تَكُونَ مَخصُوصّة” على سَائِرٍ أؤلأد المَيْتِ وجميع الوَرَنَِ من أُقَارِبه 
ذا كاثوا وَارئينَ لهم. وأن يجيب بَْضهم بغضاً عنها [158 أ]. . .0 بما يَقُولُ 


- 580 - (5) ق: اسسار. 


(1) ق: مسله. 581 

(2) كتب الناسخ هنا كلمة بصاحبه من الأفضل (6) ق: اسه. 
اسقاط هذه الكلمة إلى الحاشية . (7) ق: محفصوصه. 

(4) ق: التفضيل . 


4531 


به؛ وإِنْ سَبَقَهُ ائِنُ الإن مع الإبن وأبَاءِ الإبن مَعْ وجْودٍ الأبُ. ولو كانّثْ 
الإمَامةُ مَوْرُونَةٌ كيف كان يُجَوّرُها ويَسْتَحِقُها مُوسَى بَنْ جَغفَرِ بَنْ محمّدا" دون 
سائر بَنِيه . . وفي إِقْرَارٍ الشيعة بأنّ الإمَامَةَ وَاجِبَة في موسى دون إِحْوتِه وَسَائِرِ 
وَرَنّةِ أبيه: وأنَّ علياً رَضِيَ الله عنه صَاحِبُ الإمّامة0© "© وإبنة النبي كله 
وعَمهِ وسَّائر أَرْوَاجِهِ ‏ دليل على أنّها لا تَجِبُ بالورَانّةِ. وكذلك إِجْمَاءٌ 
الرَاوَلدِيّة معنا على أنّهُ لا حَنَ لإبْئَةٍ رسول الله وك وأَرْوَاجِهِ فيهاء مَعّ كَوْنِهِم 

من أَمْلٍ الإثء لو كات النْبِيّ يك مَوْرُونَاَ ما يَدْلَ على سقُوطٍ هذا القول. 
وقد أَوْضَحْنا من قبل القَوْلَ في أنَّ الإمَامَ إِنْما يَصِيرُ إماماً رَاجِبُ الطاعة بعَقْدِ 
من يَعْقِدُ له إذا كانَ من أَهْلٍ الإمَامَةٍ وكان العَاقِدُ له مِمْنْ [ لَهُ مَدْخَلُ في هذا 
الباب» فدَلٌ ذلِكَ على أنه لا مُعْتَبَرٌ في إِيجَابها لِمَنْ نَجِبُ طَاعَّه بالنْص ولا 
بالإزث بل بما وَصَفْنَاُ. 


[نصل] 

2 . فَإِنُ قالوا: عل رَضِيَ اله عنه لم يَشركِ بالل ع وجل؛ ولا عَبَدَ 
وَكَناّ ولا صَلَّى لصَنَءٍ وليس كذلك العَباسَء وأبُو بَكرٍ وعُمر وغيرُهم مِمَنْ 
ذَكُرْتُم. قِيل لَهُم: : صَدَفتُمْ. . غَيرَ أن ذلك لا يَدُلُ على أنه كر برآ وطاعات؛ 
وغَيْرُهُ مِمَّن كان كافِراً وأَسْلَمَء لأنْ الإيمَانَ إذا وَقََ أخبَط عِمّابَ الكَفْرِ وأزّالَ 
كل ما“ يَسْتَحِقُ بِهِ الدّمّ والعِمَابَء وصارّ الإنسادٌ بمنزِلَةِ مَنْ بَلّعٌ في يَلكَ 
السَاعَةء ٠‏ وجاز أن يكنيب مِنْ الطاغاتٍ القَرْبٍ والوَتٍ اليس أ الطريلٍ أكئْرَ 
شنم ركذل كانث قاطفة رضن لله عنها أنضَل من خرييةة©. وَعَمَادَ 
وسَلْمَانُ أفضلٌ من عبْدٍ الله بَنْ عُمَر وعَبْدٍ الله بَنْ العئّاس». وعبْدٍ الله بن الزرّئير 
على قَوْلِهم. 

010( هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن )00( من الأفضل زيادة حرف لواو؛. 

الحسين/ أنظر ضبط الأسماء وترجمتها. 582 - 

(2) وجد على «ألف» التعريف أثر شطب 4) قق: كلما. 


452 


553 وكذلك وَجبَ عِنْدَهُم أن يكونّ عَمْارُ وسائِرُ شِيعَةِ علي من سَلَفٍ 
لأمةِ الذينَ كانوا كُفَارا قبل إشلايهم. أفصَلُ من سَائِرِ مَنْ َم يَكُفْرَ قط من أَهْلٍ 
عَصْرئًا ومن قَبْلِِ ومَنْ يَأَتِي بَعْدَهُء فلا مُعْتَبَرَ ما قالُوهُ. وعلى أن الرَاوَنْدِيُة 
7 من أهْلٍ التقْل يَدَعُونَ أن العبّاسّ لم يَكمْرَ قط وأنّه كات على دِينٍ رسولٍ 

لل كله [158 ب] قبْل أن يُبْعََء ولما بعثٌّ: وإنّما كان في نَفيهِ مِنْ قُرَيْش»ء 
وقد وى نك ما يذ عار ذلك ون خالد وأثري. وكذلك ققد اق 10 وين 
القَّْمُ لأبي بكر رَضِيَ الله عنه . الشِيعهُ تَدْعَي ذلك لسَلْمَانَ وغيروء فلا يَجِبْ 
أن ينكره فِيمَنْ ذَكَرْنًا. وجَمْلَةُ هذا الباب أن قد كُلْمَا في صَدْرٍ الكلآم. في 
المَفْضِيل : أنَّ المَعَلّنَ : في القَّطعِ على تَفْضِيلٍ الرّجُلٍ على غَْرِه من الأفاضل 
بكثْرَة عَمَلِه وما ظهَرَ من قُوَتهِ بعيد متعذّرُ من حيث امْمَدعَ عَلّينا أن نغلَمَ بِمَا 
يَظْهَرُ من الأفعالٍ التى ظَاهِرها التَمَدْبُ ان كان صَاحِبُها فَاضِلاًء فَضْلاً عن أَنْ 
عْلَمَ بهَا أنه أمْضَلُ مِنْ غَيْرِ وإنّما امْتَتَعَ ذلك لتَجويزنًا أن يَقَع غَيِدُ قون0© 
وعلى وَجهِ لا يُرَادُ الله به في البَاطِل . 

4 وإذ© كُنَا لا نَشّْكُ في أنَّ الصَحَابَة© الذَّينَ ذَكَرْنَاهُمْ مُتَرزْهِينَ عن 
هذه الأخوّالٍ ولكن ليس يَحِبُ مَعْ ذلك أنْ نُقْضي على أنَّ من عَرَفْتَاهُ بِكثْرَة 
العَمَلٍ أفْضَلْ عند الل مِمْنْ كَل عَمَلْهُ عِنْدَنَا ولا على مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُ وى 
الْمْرَائِض فقّط : لأنّه قد يكونٌ أكْترُ عَمَلاً عند الله وإنْ لَمْ يَكنْ كذلك عِندَنًا. 
وقد يكونٌ مَنْ لم يَظْهر لَنا عَمْل نه أكْثَرُ عِنْدَ اله تملا مِمَنْ ظَهَرَ نا ذلك منه 
وقد يَعْمَلْ في اليوم والليلة مِثْلَ ما يَقَمُ من غيرِهِ في سِنينَ» وإنْ قَلَ عَدَده 
لِمَوْضِع الإخلاص فيه . وتَحَمُلٍ المَشَفةِ والأشباب البَاطئةٍ عنا. وإذا تَبْتَ ذلك 
لَمْ يَجُر أنْ يَعْلَمّ بِسَبَقِ أبي بَكرٍ رَضِيَ الله عنه إلى الاسلام: وتَقَدُم مره 
وَإِنْقَاقٍ مَل والجِهَادٍ بِنَفْسِهء ركثرة عا إلى الإشلام وشيم مزقفه في فثال 
أهل الرُدَّقَ ونَْقِتِهِ النَبِىَ يل بَفْسِهِ في الغَارِء وإكْرَاءِ نَفْسِهِ على تَحَفْظٍ الشّر 


- 584 583 


(1) ق: ادعا. (4) ق:زاد. 
(2) من الأفضل زيادة كلمة «كان». (5) يكرر «الصحابة». 
(3) ق: قربه. 


053 


للحم والفَمْرَى وتَيْرٍ ذلك من الأسْبَابٍ: إِنّه أفْضَلْ مِن عَلِيّ أو غَيْرِهِ من 
الصَّحَابَةَ ؛ لأنّه قد يَجُورُ مَعَ ذلك أَنْ يَسْتّسِر على رَضِيَ الله عنه ما يُوفِي على 
هذه الأَعْمَالٍِء ويُرَجُحَ عليهاء وقد يجُورْ أن يكونَ في بَعْضٍ ما ظهْرَ منه مِنْ 
هِجْرَّبَهِ وجِهَادِهِ بِنَفْسِه وكِثْرَةٍ طَاعَتِهِ مَعّ طول عُمْرِهِ في الإسشلام» وفي القِيَام 
بالجلم وال وعَيرٍ ذلك مما ظَهَرَ من ماق ما يُوفِي على مَا صََعَهُ أب بَْرٍ 
رَضِيَ الله عنه في العَهْدٍ الطويل. 


[فصل] 

5 وكذلِكَ فلا يجُورُ أنْ يَجِعَلَ تَحَمُلَ الإمَامةٍ والقِيَام بأمْرٍ الأمّهَء 
وكِثْرَةٌ الفنُوح . وتمصيرٌ الأمْضَارٍ [159 أ] وقَمَعَ أَهْلٍ دُورٍ الكَفْرِ والَّب عن 
دِمَاءِ المُسْلِمِينَ: ٠‏ بِمَا يَجِبُ أنْ يَقْطْمَ بِفَضْلٍ صَاحِبهِ على مَنْ لَمْ يَكُن منه 
مِثْل ذلك؛ لأنّه قد يَسْتَسِرُ الإنسان بضُروب مِنْ أفْعَالٍ البِرٌ ُوفي على جميع 
ذلك أَجْمَّع ونُقَاوِمُه. وقد يكونُ في بعض ما ظهّرَ لنا من طاعَةَ ما يُقَارِبُ 
هذا من الإخلآص والمَشَّقَّةِ وجهادٍ النفْسِ ما يُرَجْحّ على مِثْلٍ هذه الأفْعَالٍ 
ويُقَاوِمُهَاء هذا غيرُ مُحَالٍِء و لا مُمْتَِعٌ في سَمَع ولا عَقْلٍ ؛ لأنّ السَّمَعَ لو 
وَرَدَ بأنَّ طاعَات زيدٍ في يَوْمِه تَقَاوِمُ طاعَاتِ غَيْرِهِ في نَمْسِو أو ُرَجَحُ 
عليهاء لكانَ ذلك صَحيحاً للعِلم بأنّه لم يَرِدِ الْحَبَرُ بو إلا لِوَجْهِ احْتَصّ 
بهِ. وقُزبةٍ خَلْصَتْ له. وإذا نَبْتَ هذا تَبْتَ أنّ جميعٌ ما ذَكَرْنَاهُ مِنْ مََاقِبِ 
أبي بَكْرء وكثرة طَاعيِه لا يُمكن التوَصّل إلى القَطع بهِ على أنه أمْضَلُ من 
غبْرِو.. ّْ 

6 وكذلك لا يُمْكِنٌ النَوَصّل بكِثْرَةِ طاعات علي رضي الله عنه»؛ وقدم 
هجرته وجهاده. واحاطته بالعلم» وكثرة تَحَملِهِ لأمر الإمَامَةَء وما لَقِيَ فيهاء 
وإكْراهٍ النَمْس على الإِجْتِهَادٍ في جميع الأخكام الحَادِنّةِ في يام أبي بكر وْمَرَ 
وَعُْنْمانَ رَضِيّ الله عَنْهُم ومدَّةٌ حَيَايه بَعْدَهُم؛ وإلى أنْ فَارَقَ الدنيا رَضِيَ الله 
عنه. لا بِالقَرَابَةَء ولا بَكوْنِه رَوْجأً لفَاطِمَةِ وأباً للحَسَن والحُسَيْن رَضِيَ الله 
عنهماء ولا لِحِفْظِهِ القرآن ولا تَحَمِيلِهِ على الفِرّاشء إلى العِلْم بِأنَهُ أفْضَلْ من 
غَيْرِه مِنَ الصَّحَابَة. وإِنْ عَلِمَ بجَميع ذلك أنه فَاضِلٌ في نَفْسِدء لامْكَانٍ أنْ 


4534 


يكونَ فيما دَكَرْنَاهُ من أَفْعَال أبي بَكر. ومُقاماتهِ ما يُوَازِي''' ذلك» ويُرَجحْ عليه. 
57 - وكذلك قصَّهٌ مَا كَانَ مِنْ جِهَادٍ عُمَرَ ومُئْمَانَ رَضِيَّ الله عنهُماء 
وتَقَدُم هِجْرَتِهِمَاء وكِنرَةٍ برهماء وتحَمُلِهِمَا أمْرُ الإمَامَة» وعُظم ذَبهِمَا عن الدّينَ 
وفمْع الكَافِرِينَ وحُسْن الدَفْع عَنِ المُسْلِمِينَ ٠‏ وَافْتِمَاح البلآد» وتمصير 
الأمصارء وغير ذلك» لأن هذا أجمع قد يجوز أن يوازيه. ويُرَجْحٌ عليه بَغض 
مَا وَصَفْناة من مَنَاتِبٍ علي وأبي بَكرٍ وعَيرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةٍ أو عَمَلَ مَنْ اسْتَسَرٌ 
بِالْعَمَلٍ مِنْهُمْ» مِمَنْ لَمْ يَْرِفهُ بكثر رَةِ البرّء فبَانَ أنّه لا مُتَعَلّنْ في شيءٍ من ذلك» 
وإنّما الطريىُ الذي يَقْطَمُ به المُحَقْقُونَ في النْظَرِ مِنَ الَائِلِينَ بِمَضْلٍ أبي بَكرٍ 
رَضِيَ الله عنه أشْيَاءَ قَدْ ذُكَرْنَامَا أو أكترَهَا؛ بَعْضُهًا أنْوَى من بَعْضٍ وأنبَننَا ما 
رَوَيْئَاهُ. ومن قُوْلِهِ عليه السَّلامُ ١سَيَدَا‏ كَهُولٍ هل الجَنةه”” . واما طَلْعَتْ 
السَّمْسُ ولا غَربَت على [159 ب] رَ+ٌْ يْنَ أفُضَل من أبي بَكْرٍ وعُمَرَ رَضِيَ الله 
عنهما» . وَقَوْلِه : من تمثل بأبي ي بكر ”© اوإنَّهُما من الذي بمئزلة السّمَع 
والبَصَر والرأس مِنَّ الجَسَدِه” “ وَغَيْرِ ذلك مِمّا قد أَوْضَحْنًا كعُمرٌ وأبي عبيدةً بَنِ 
السرّاح وأبي هَرِيرة» وعبدٍ الله بَنْ عمر. 

8 وما رُوِيَ عن عَلِيُ رَضِيَ الله عنه مِنْ قَوْلِهِ على المنْبَرِ مَرَةٌ بعدَ مرَةٍ 
وقد ذَكرْنًا قْوَالهُم من قبل في الحطبٍ وغَيْرِهَا . وذكزنا من وها نحو ثزل 
عْمَرَ: «كَانَ والله مِنْ خَيْرِنا يَوْمَّ توفي رسولٌ الله يكو اومًا فيكم مَنْ تقْطَعُ إليه 
الأغتاقٌ» مِْلَ أبي بكر» ٠‏ *ولان أقيم فبْْرَبُ عُلقِي في عر ما َأسٍ أحبٌ الي 

ِنْ أنْ أنََدَمَ على قَوْمٍ فيهم أبو بَكرِ؛ وقول علي رَضِيَ الله عنه: "ألا أنبؤؤكم 
بخَيْرِ هذه الأمةٍ بعد لَبِيّها : أبو بَكرٍ ثُمْ عُمر) . وقَؤْله في عُمَر: ما أَحَدٌ أَحَب 
إليّ أن ألقّى الله عر وجل بصحِيمَتِهِ أحبٌ إليّ من هذا المُسَجَى» ٠‏ يَعْنِي عمر 
وهذا قَوْلَ عَظِيمٌ فيه قد تَعَلَىَ بِهِ القَائْلُونَ بِمَضْلٍ عُمَرَ على سائِر الصَحَابَةِ. 
وكقؤلٍ أبي عُْبَيْدَةَ لعُمَرَ: «أتَقُولٌ هذا وأبُو بَكرٍ حَاضِرٌ». نا كان ي الإشلام 


- 586 - (4) لم يكمل الناسخ هنا الحديث في أبي 
(1) ق: ساذى. بكر. 

587 (5) حديث نبري. 

(2) (3) حديث نبوي. )66( ق: فضلاوكم. 


0455 


ها ره وير مَؤْلاءِ بن الصَحَابةِ مِمْن حفط عليه فول في ذلك وهذا مع 


القَولِ به إِذَا َم يَظْهَرْ بعد ذلِكَ خلافٌ مِنْ غَيْرِهِمِ من الصَحَابَةِ مُجتَِمُونَ على 
القوْلٍ به إذَا لَمْ يَظْهَرْ بعد ذلك خلافٌ مِنْ غَيْرِهِم من الصَّحَابَةٍ. يَقُول: بتَمُضيل 
َل َضِيَ الله عنه على أبي بكر وعيره. 


559 الوَجْهُ الآخَرٌ: يُقَدْمْ الأ له َهُ على إِمَامَتِهَا والحُكم فيها مَعَّ عِلْمِها 
المَضْلء وتحريم تقمة لمَْضُولٍ على القَاِل لير ِل نل بن تطبه والهلم 
للا ِل هناك دع من نضب القائلي من 8-4 أو يرقاء وال أثى ذلك إلى 
الإجماع على ضلالٍ وذلك محال. والوجة الآخرٌ : إِجلال النَبِيّ يلد له 
لَهُ مَجَُلْساً عن يَمِيئِه لا يَجْلِسٌ فيه غَيْره حَضْرَ أو غاب متك لذ ف 
الإبَيدَاءٍ بالكلام. وتَقْدِمَهُ اللي كك له في الضّلاقٍء ؛ مَعَ حضور سَائِرٍهم 
ويه هدّتهم لمكانهم. وقَزله : يَؤْنْكُمُ خَبَارُكُم و مُضَلدَو ب ,20 09. وقؤله: 
ايَؤْنْكُمُ أقرؤ ؤكم»(" إلى قوله: «مَا بَيْتَهُم صَلاحاً». مع العِلّم بأنّهِ لم يَكَنْ 
أقْرَأَهُم عِندَ الشِيعَقٍ ولا أَقدّمهُم مِجْرَةٌ ولا أعرَفهُمْ بالسَّهِ ولا كُونِهِ أكبَرْهُم 
سِئَا مِمّا يوجب [160 أ] قَوْلَ النْبِي يل : 'يأبَى الله والمسلِمُونَ إلا أبا بَكر». 
فيَجبُ أنْ يكون إِنْما فَدْمَهُ لأنه أكبَرهُم صلاحاً عِنْدَهُم؛ وإذا كان عِنْدَهُ كذلك 
كان عند الله عزَّ وجَلّ كما هُرَ عندّه. 

0 والوَجهُ الآحَد : نه لما أجْمَعَتْ الأ في حياةٍ أبي بَكْرٍ رَضِيَ الله 
عنه على أن فيهم فَاضِلاً لا يَشْكُونَ في ذلكء واحْتَلقُوا بَعدَ مَوْتهِ: هل فيهم 
فَاضِلٌ أم لأ عِلْمَ بذلك أن المَاضِلَ هو الذي لما كان بَثِنَهُمِ انّفقوا على وجود 
الفَاضِل. ولَما مَاتَ اخْتَلَفُوا في وُجُودِهِ. هَذًَا هُرّ الذي يَعُولٌ عليه أهْلُ النْظَرِ 
في تَفْضِيل أبي بْكرٍ على سَائِرِهم دُونَ سائر ما ذَكَرْنَاهُ مِنّ نّ المَتَاقِبٍ وأَفْعَالٍ البر. 
وأَقْوَى ما يَتَعَلنُ به مِنْ هذه الأدِلّةِ بعد موته تقدمئُه للصلاق وَإِنّما صارَّ ذلك 
أقْوّى ما يُذْكَدُْ: لأنه لا شَيِءَ في مُعَارَضْيِهِ؛ِ وقد تواتر الخبر عن تقدمه في 
مرض رسول الله علي وقد كان قال لهمُ عليه السلامٌُ: «يَؤْمُكُمُ قُراؤْكُمٌ 


)01( ق: فهه. المّهّة: مؤنث المَّهَ: العي: (2) حديث نبوي. 
الغفلة والسقطة. يقال : ١مارأيت‏ منه (3) (4) حديث نبوي. 
فَهْة» أي زلة وسقطة. 


0456 


وَخيَركُمٌ» وقد كان قال لَهُم عليه السلامٌ في الخْبَرٍ المشهور عند الفقهاء 
والمْتَكُلْمِينَ» وسار أهلٍ التَفل: 'يَؤْمكُمْ أقَرَؤْكُم'' لكتاب الله ع وجل»؛ فإنْ 
اسْتَوُوا في القراء فأعلّمُهُم الس . فإن اسْتَوُوا في ذلك» َأَدّمُهُم هجرَة. فإن 
اتوُوا في ذلك فَأكْبَرُهم ينا». وقد صَحُ عند الشِيَعَوء وكثير من الأمّةٍ: أنْ أب 
بكْرِ رَضِيَ الله عنه لم يَكُنْ أقرَاءهم لِكتّاب اللِِ: لأنّ فيهم زيد'* ' وأبَياً وعَبدَ الله 


بَنْ مسعودء وهُمْ عِنْدَهُم أثْرَأ مِنْهُ ولم يَكُنْ عندَهُم '" أعلّمهم بالسنة : لأنّ 
علياً على فَرْلِهِم؛ ومِنْ هُو دوئه مِنْ شِيِعَتِِه أَغرَف منه بِالسُئَّةَء ولَمْ يُقَدمْ 
هِجْرَتّه عِنْدَهُم ٠‏ فوب فضله على مَن تَأخْرَتْ مِجْرثة؛ لأنّه قد يكونٌ المُتَأَحَدُ 
الهخجرة. المقيمُ بمكةً على سَيْر وجيفة! أو مُجَاهَدةٍ مَعَ َحَمْلٍ المشفّةٍ 
والأذى من المشركين بأمر رسول الل يك أفضَلٌ جِندَهم مِمْنْ تَقدْمَتَ جخرثة 
وسَلِمَ من المُكروه بِالمَقَام : ِيْنَ أظْهُرِهمء وتَحَمُْلِ مَسَفَةِ الوَحْدَةٍ والإنْفرَادٍ مِنَ 
الى يَلِةِ في الهجرَةِ واللْحُوقٍ بِالمَدِيئَة أعْظَمُ مَوْقِعاً مِنْ سير المُسْتَائِس بِالئبِى 
كه على قَوْلِهِم . 

1 ولَّمْ يكن تَقَدّمُهُ أيضاً على الوَّجْهِ الذي قَدّمَهُ عليه أمراً تَقْمَضِيه'”“ 
اير لأنه إذا سَارَا غير م مِنَ الفَضْلٍ والأسباب التي يستَّحِيُ بها التَقَدُمَ لم : 
يَأبَى ! " الله ورَسُولُهُ والمسلِمُون تقدمه. وفي قوله: (يأبى الله ورسوله 
والمسلمون إلا أبا بكر ما يَدُلُ على أن علةً تَقَدُمِهِ كِْرَةُ مُبَايَئتهِ بالمَضْلٍ 
والخَاصيَّة ؛ أن الّنَ لا يُوجِبُ [160 ب] ذلك كوئه أفْضَلْهُم وأنْبتْهُم عند الله 
عرّ وجل صلاحاً. ومتى كان عند النْبيٌ يلِةْ كذلك» فإنه عند ال ع وجل؛ 
كما هو عندٌ نْب لأنَ بَيَانَ ضَلاجِهِ عند النْبِيْ يك لا ي: يَنْبْتُ له إلا من جِهَةَ 
السَمْع» ولنْ يُخْرَ الله سبحاله إلا بالصّحيح والحَقٌ. 

2 - فإن قالوا ما أنكرتم أن يكون إنما قَدَّمَهُ تقد هجرته. قيل لهم قد 


(1) قى: اقراكم. الشيء حركه وصبره يضطرب والجيف 
587 (مص): السقوط من الخوف. 

(2) ق: زيد. 591 

(3) ق: كتب 7اعبدهم"؟. (6) هناك مكان فارغ لكلمة أكبر من كلمة 
(4) ق: الهجرة. لابه , 


(5) ق: يسر وحنفه وهي الوجيفة من أَوْجَفَ - (7) فى: يابا. 


41 


بَيَنا أن التَقَدُمَ في الصلاةٍ مَطلوبٌ به الَضْلَ والخَيْرية مع الأسباب التي 
وصفتاها. وإنما أمرنا أن يُقَدُمَ من تَقَدْمَتْ هجرثئه بموضع فَضْلِوء بتَقَدُم 
الهجرة . لأن رسول الله يَكةٍ لا يحابى 200 أحدا””. وأنتم تزعمونَ أن هجرة علي 
أفضل من هجرته للأسباب التي وصفناهاء فيجب أن لا يُقَدْمُه لتقدم الهجرة» 
ويعدل عن من هو أفضلٌ هجرةً منه. ولو كان أيضاً عندكم أفضل هجرة منه 
لكان علي رضي الله عنه قد فضله بجهاده. وأسباب أخرٍ هي علم» وغير 
ذلك. فلا يجورٌ تقديمه عليه لمثل هذه الهجرة ة وتقدمها. 


() ق: يحابى. 
(2) ق: احد من الأفضل أن تكتب هذه كلمة فى حالة نصب. 


438 


[الباب السادس والعشرون] 


[باب الكلام في تحريم تقدمة المفضول على الفاضل لغير 
علة ووجوب أقامة الأفضل فالأفضل عند استئنناف العقد إذا 
تمكن ذلك] 


[فصل] 

3 وإِنْ قالوا: ما أَنْكَرْتُم أنْ يكونّ إِنّما قَدَّمَهُء لأنّه أغرَفٌ بالسُّنَةٍ 
منه”"' وإِنْ قالوا: ما أَنْكَرْتم أن يكون إِنّما قََّمَه لكبرو: أَكْبَرْ سِئَاً منه. قلنا لما 
بَيّنّاه من قَبْل : لأنْ عليً إذا كان عندهم أَفْضَلْ منه وأثرأ وأفضَلْ مجرة. وأعْلّمُ 
بِالسنَّقَ وأكْمَل في الأسْبَابٍ المُوحِبَةٍ للدم وَجَب تَقَدِيمَهُ . ولأنّ قَوْلّهِ : «يَأْبَى 
لله ورسوله والمسلمُونَ إلا أَا بكر يَدُلَ على أنه مَكُرُوةْ عنْدَهُم لأمْرٍ عظيم: 
ليس هو السَنْ . وإنْ قالوا: ما أنكزئم أن يكون عَلِياً رَضِيَ الله عنه مُساوياً له 

في الفَضْلٍِء وإنّما قَدْمَهِ عليه لسِئْه. قُلْنا: لو كان الأمْرُ كذلكء لكان عليه 
السلا مُجبرأ ين نميه وتَقُدِمَةِ علي . وكذلك المُسْلِمُون وَلَمْ يَجْرْ أن يَقُول: 
«يَأَبَى الله ورسولّه والمسلمُونٌ إلا أبا بكرا وغَيْره مِمَّنْ له أنْ يُقَيِّمَّهِ مِنّ 


المُسْلِمِين. 
[فصل] 
4 فإنْ قَالُوا: ما أنْكرْئُم أنْ يكونَ إِنّما قال ذلك لأنّهم حَالْمُوء ه فَنَصَبُوا 
عَمَرَ لصلاتهم. قيل له. قولّه: : «إلا أبَا بكرِ؛ يدل على وجوب تَقُدُمَتِهِ على 


593 - 
(1) ق: به من الأفضل أن تستبدل هذه الكلمة بكلمة ١منه».‏ 


459 


عَمَرِ وعلى كل أَحَدٍءٍ لأنّه لَمْ يَقْل : يأبَى الله ورسُولَهُ أن يَتَقدْمَهُ عُمَرْ دون 
غْيْرِوا وإنّما قال لعَائِسَةَ ِمَةَ رَضِيَ الله عنها وغَيْرِهَا نكن صَوَاحِبَاتُ يُوسْفَ» يريد 
المبالة في ديرن لأجل تقد من كبر سثه. ومِكْلٌ هذاء لا يُقَالُ «إلأ» للأمر 
العظيم الشَأَنٍ الذي 1611 أ] تَطوْعَ على مَثْلِهِ بالتفْرِيع » ولأسِيّماء وقد عَلِمَ أن 
هذا القول والفِغل مِنه يصيران ذَرِيعَة إلى قَوْلٍ الصّحَابَةِ بتَفْضِيلِهِ على مَنِْهُوَ 
أَفُضَل منه. والعَادَُ جَارِيةُ بالتَعَلّقِ بِِْلٍ هذا مِمْنْ هُوَ دُونهُ عليه السّلامْ فكانَ 
أزلى الأمُورٍ. وأن يقُول: «قَدَمْتُهُ لِسنّهِ فَاعْلَمُوا ذلك. ولا نُفْجم الأمرَ تَفُحِيمأ 
فَيَحْرُحٌ إلى اغْتِقَادٍ غَيْرٍ الحَقّ لايِيّما وقد قال أكْكَرُ الأمّةِ: أنّ رسول الله يله لَمْ 
د دمت غير الدلالة على َضْلِو لأله قد كان ِندَهُم مَغْرُوفا بكر السْنْ؛ 
بتَقَدُم الهخِرَة. وكات بَيْنّ الصّلاح . ّ 


5 وقد كَانَ رسول لله وك عَرَفَهُم ذلك من أُمْرِهِ ووَقَمَهُمْ على طَهَارَةٍ 
سَرِيرَتِهِ في غيرٍ حَْبَرِء «وإنّه فَاضِلٌ»» «وإِنّهُ في الجَنّة" وإِنّهِ مَنْ أمِنَ الناس 
عليه» إلى غير ذلك . فإنما دم لِيَدلّهُمْ بعد ما تَقَدّم منه على فَضْلِهِ على 
سائرمم . وما قَالَ قَائِلٌ هذا إلى قوله إلا قَوْلَ النبئْ + يك : «إنَكن صَوَاحجِبَاتُ 
يوسف)” '' اويأبى الله ورسوله والمسلمونَ إلا أبَا بكْرِ»'© لأنّه لو كان هناك مَنْ 
يصْلّحُ لذلك يْسَاوِي لم يَقْلْ مِثْل هذاء ولو لَمْ تَقَعَ المبايتةُ إلأ بالسن لم يُبالغ 
هذه المُبَالَعَة قنيْتَ أنّهِ إنّما قَصَدَ بذلك الدلالَة على المَضل . 


556 وشية آحَرُ وهو أَنهُ قد َبْتَ أن النِيّ 8 قالَ: 'يَوُْكُمْ حَبَاركُمْ 
وثُرَاؤْكُمٌ؛ ومتى أمْكنَ اسْتَعْمَالَ هذا الحديث وقؤله : ْم أمرَاوكُم وأقدَمُكم 
هِجْرَة وأعْرَفُكُمٌ بالسُنْة إذا كانَ َاضِلاً مُسَاوِياً لِمثْرِِ عِنْدَكُمْ ف في الفَضْلٍ في 
الذين» والظهورٍ بالصلاح . لآنَّ قوله : نكم خَيازكم' يُوجب أن الأخْيَارَ أَحَقٌ 
بِالتَقَدّمِ > مِنَ القَرّاءء وقُولِه : أفْرَاؤْكُمُ يُوجِبٌ َقدُمَةَ مَنْ هُوَ أفْرأ مِنْ غَيْرِِء وإن 
لمْ يكن َاضلاً وذلك مُتافِي في حُكُم الطَاجِرِء ومَتَى جَمَعْنَا بَيِنَهُما كان أزلى» 
فنقولٌ: أرَادَ بقؤله: «أفْرَاؤُكم» إذا كآنَ مثلَ غيره ذ في المَضْلٍ. وكذلك فقَوْلهُ : 


595 
(1) (2) حديث نبوي. 


060 


أَدَمكُمُ هِجرَةٌ وأعْرَفُكُمْ بِالسّئَةَء ومتى لَمْ يَكُنْ كذلك. وَكَانَ المَضْلُ في غَيْره 
كان أَوْلَى بِالتّقَدُم ويكونٌ معنى قَوْلِه: : اأكبركم سِئَاً إذا كان بثل غَيْرِهِ في 
المَضْلِ بدَلألة قؤله: ايَؤْمُكُم حَيَارَكُم) ولو اسْتَعْمَلْنَا قوله: «أقَرَاؤكُمْ وَأكبَرْكُم 
سِنَاً» لأسقطنا حُكم قَوْلِهِ: «أَفْضَلُكُمْ وأنيككم”"" صَلاحاً؛ وقؤله: افَأَبِيَتُهُم 
صَلاحاً» يَدُلَ على أنَّ أؤلى الأمُورٍ بِالإعْتِبَارٍ بَيَانُ الصّلاح 1611 ب] والفضل 
ونه أرَادَ بِقَوْلِهِ : «أقرَاؤُكم» إذَا كان كغَيْرِهِ يَقْرَأ. 


[فصل] 

7 فإنْ قالوا: أقَلَيْسَ قد قَدّمَ رسولٌ الله يك عَمْروَ بن العَاضٌ وأَسَامَة 
بَنْ زَِْا*©: وَعَبْدُ الرحمن بَنْ عَوْفِء وغيرّهم من السَرَايَا على مَنْ هُوَ أَفضَلْ 
منهم» ورُوِيٍ أن عمرواً كانَ يَتَقَدَمُ أبَا بكر وَعْمَرَ رضي الله عنهماء ولمْ يدل 
ذلك على أَنّهُما دونه في المَضْل . ولو لمْ يَتَقَدَمَ في الصَّلآةٍ عليهما. لكان عَمَد 
الإمَارَة له ينبأ عن حَق إن تَقَدَمَهِ: لأنَّ الأمير يَضْلْحُْ أن يكونّ إِمَاماً لِرَعِيّتهِ . 
فقال لهم: ليس يَسْلَّمْ من قَالَ بفضل أبي بَكْرٍ وعْمَرَ رضي الله عنهما أوِنَ 
رسول الله ين لِعُمَر(” في النَّقَدُم في الصلاة عليهما». قالوا: وإنّما جَعَلَ لَهُ 
لمر في التدبير والحَرْبٍ في الامرَةٍ أو لِضَرْبٍ من صَلاح العشكرٍ واجتماع 
عِلم : إِنّه لا يكونٌ منهم إلا بظر عُمّر ودونَ غَيْرهِ؛ وقد كان أَمْرَهُ بتَقْدِيِمِهمًا في 
الصلاة فتقط بذلك ما كلقع . 


[فصل] 
58 - فإ قَالُوا: وكذلك لَمْ ينبت تَقْدْمَةُ عبد الرحمنٍ من طريت يوجبُ 
العِلْم على مَنْ هو أفضّل منه فلا سُوَالَ فى ذلك . والوّجْهُ الآخْرٌ أنه إِنْ صَحّ 


هذا فإِنّما فَعَلَهُ قَبْلَ قَوْلِهِ وأمره عليه : أن يَؤْمَهِم أفضّلهم وأبْيَنهم ضَلاحا 
وأقرأهم وأْنُدَمُهم مِجْرَةٌ». والثاني: من أمره يَنْسَحْ الأرَّلَ إذا كان يُنَافِيهء وأمره 


597 - 596 


(1) ق: اسكم. (2) ق: ينبى. 
)03 ق: لعمرو. 


461 


ِتَعَلِمَة المَاضِلٍ على المَمْضْولٍِ وإبّاحته لَه وإذنه فيه يجورٌ تَقُدْمَةُ المَاضِلٍ على 
المَفْضولٍ في الصلاة والإِمْرَة وفقوله: يَؤْمّكُم حَيَارْكُم وقَرَاوُكُمُ) يَمْنَمْ مَنْ 
تَقَدمَهُ من ليس بأفضلء ويَحْرِمُةُ. وهو خْيْرُ نَاقِلٍ عمًّا كان يجوز في'العَقْلٍ 
والشَرِيعَة : لأنَّ تَقْدمَةَ المفضول كان جَائزاً : في العقل ؛ ٠‏ ثم وَرَدَ الشرْعٌ بتقريره 
لمًا با رسول الله له تَفدمَة أسَامَةٌ وعمرو”' ' وعبدٍ الرحمن. فلمًا قال: 
يَؤْمُكُمْ حَيَارَكُم؛ وقال: 5 بى الله ورسوله والمسلمُون إلا أبَا بَكره: حَرّمْ هذا 
مِنْ أمره ما كان مُبَاحاً. 


[فصل] 

9 . فإِنْ قَالوا ما ألكرئم أنْ يكونّ تَقْدْمَتهِ عَمْرو'” وعَبْد الرّحمن نَاسِحٌ 
لِمَوْلِهِ : يَؤْمكم خْيَارُكم». ووَارِدٌ بعدهُ. قيل لهم: بِنَاءُ الأفر على هذا يَجَعَل 
الأمْرَ إلى مَا كان فى العَقْلء حتى لا يَسْتَفِيدَ به إلا ما كنا نَسْتَفِيدُه لأنّ ذلك 
قد كانَ جَائَِاً قَبْلَ السمَعء وَحَمْل الأمرٍ على ما قُلْنَا يُوجِبُ تَحْرِيم أمرء 
وإنبَات حُكمء ولا سَبِيلَ إلى علمه إلا من [162 أ] خصه فوَجبَ أن يكون 


الحلّ لا مَحَالةٌء وعلى أنّا نَعْلمُ قَطعاً أَنَّ فَوْلهِ : «يأبَى الله ورسُولُه والمُسلِمُون 
إل أبَا بكرا كان مِنْ آجر أُقَاوِيلِهِ فسَمَط بذلك ما فُلّم . 


[فصل] 

0 - فإنْ قَالوا: ما أنْكَرْئُم أنْ يَكونَ الحَبَرُ بتقَدُّمَةِ رسول الله عل 
لِلمَفْصُولٍ على الفَاضِلٍ أؤلى من فَوْلِهِ: «يَوْمُكُمْ خَيَاركُم وأْرَاؤْكه!0) لأنَ 
تَقَدْمَةَ عبد الرحمن وأسَامةَ وعَمرو* مستفيضٌ متواترٌء وهذه أخبارٌ آحَادٍ. قيل 
له: ليس الأمْرُ ا 
به الحَبَةٌ ٠‏ لأنّهُ منقولٌ مُصَححٌ عند الأ . فَوَّجبَ أنْ يكونّ العَمَلُ به*6 


600 598 


0000 ق: عمرو. )3( ق: اقراوكم. 
599 - (4) ق: عمرو. 
(2) ق: عمرو. (5) من الأفضل زيادة حرف الجر «من2. 


0402 


أدل الأمور على إِنْبَاتِهِ. وأمًا قَوْلْكَ أن الخَبَرَ بِتقدُمَةِ عَمرو وأسامة وعبدٍ 
الرحمن مُسْتَفِيضٌ» فَكَلامٌ يَدنَعَهُ كثيرٌ مِنَ النّاسِ فلا تَعلَّ لَكَ فيه. وعلى أنَا لو 
سَلْمْنا أله مُستَفِيضٌ لم يَخْصّل الإسْتِفَاضَةٌ مِمْنْ تَقْدْمَهُمُ على مَنْ هَُ أفْضَل 
مِنْهُمُ في الصّلاةٍ» وإِنّما حَصَلَتْ بِتَقْدمَتهِم: فإمًا أنْ يَعْلَّمَ ضَرُورَةٌ أن با بَكْرٍ 
وعْمَرَ كانا فِيمَنْ صلى بهم عبد الّحمن أو عمرو أو أسامة فإنًا غيرُ مُضْطَرْينَ 
إلى ذلك فسَّقَّط ما قُلْتُمُوه. وعلى أن الحَبَرَ في قَوْلِهِ «يَأَبَى الله ورَسُولْه 
والمسلمونّ إلا أبا بَكْر» مُسْتَفِيضٌ كإِستفَاضَةِ الحَبَرٍ عَمّا ذُكِرَ فسَقَطً ما عُوّلتُمُ 
عليه . 


[فصل] 

01 - وإِنْ قالوا: فيس عُمَرُ رضي الله عنه قم صُهييا مُه أيام سُكانه''" 
اليَمَنَ إلى أن مات ولم يَدْلَّ ذلك على أنه في لَفْسِهِ أفضَل من سائر الأمَةِ. فما 
أنْكَرْتُمْ مِن جَوَازٍ مِئْل مَحَلّ النْبِي كل. قيلَ لَهُم: إِنّْما فَعَلَ عُمَرْ هذا الْحَالَ 
ضرورةٌ في قَضْدِهٍ إلى جَعْلٍ الأمر شُورَى وحَاف أن يُقَدْمَ واجداً منهمء فَيُْتَقَدُ 
أن ذلك نَفْضٌ. وَضْدٌ منه إلى تَقَدِمَتِهِ على مَنْ بَقَىَء أو حاف عِنْدَ ذلك 
اغْتِرَاض مُعْتَرِض منهم وحَرْضٌ يُخْرِجٌ إلى فِنْنَقِّ فلذلك قَدّمَ صُهِيباً. وهذا 
مأمُونٌ في زَّمَنِ اللي كَلة. لأنّهم كانوا مَعَ اعْتقَادٍ نَصدِيقهِ ووه فلآ يَشْكُونَ 
في قَوْلِه وَاسْتِحْقَاقٍ مَنْ كَدَمَه لتَقدْمَته فإذا عَذَلَ إلى جل مَعَّ سَلامَةٍ الحَالٍ 
عَلِمَ أنه أَفْضَلْهُم . 

[فصل] 

2 - فإن قالوا: وكذلك إنّما قَدّمَ أبَا بكر لِيّقِي الظِئّة عنه» والدّلآلّة على 
سَلامَتِه والرّد على مَنْ قَدَحَ في إِيمَانِهِ. قل لهم : قد كان هُناكُ غَيْرْهُ مِمّن قَدَحَ 
المُتَانِقُونَ في إِيمَانِهِء فلِمَ ضَارَ بِالتَقُدُمَةٍ أؤلى من سَائِر مَنْ طَعَنَ عليه فإنَّ عُمَرَ 
وعُْثْمانَ وطلْحَةً وغَْرَهُمُ قد طعَنَ عَلَّيْهمء فلا مَعْنَى لِمَا قُلتْمُوهُ. ولأنَّهُ لا يجُورٌُ: 
601 - 
(1) ق: سكاله. 


003 


أن يُقَدْمَ المَفُضْول» ويُوَخْرَ مَن يَسْتَحِقُ المقام [162 ب] على الخطأ في الذين : 
لأنّ ذلك لا يَبِينُ بِعَقْدٍ الحَرَام وقَدْ كَانَ في الرّدِ عليهم بِغَيْرِ تأَخْرِ المُسْتَجِقُ 
للتَقدْمَةٍ وَجْهٌ مَعَ أمَانٍ الفِثئةِ والهَرّج وَغَيْرِ ذلك. 

[فصل] 

3 - فإِنْ قالوا: فكذلك يَحِبُ أنْ يَفْعَلَ عُْمَرُ. قِيِلَ لهم: قد حاف الفِْنَة 
بإِنطَالٍ الفَرْضٍ الذي عَلَبَ على ظَنْهِ أنه أولى مَنْ جَعَلَ الأمرَ ُورَى, فساع لَهُ 
ذلك. وعلى أنَّ قائلاً لو قَالَ: إن حُمَرَ كان يَرَى جوَارَ إمَامَةٍ المَفْضُولٍ على 
المَاضِلٍ في الصَّلآةٍ وعَيْرمَاء ولبس عَلَيْنَا وجوب انْبَاعِه وتَفليده إِذَا دَلَ الدَّلِيلُ 
على خلا قَوْلِه لم يكُنْ بعيدأء وإن كنا لا نَحتَاجُ إلى ذلك . وأما من كَدَحَ في 
هذا الباب: بأنّه لا فَضْل في التَّمَدَم» ولا مُعْتَبِر بِالإمَامَة في الصّلاة وإنه ليس 
بواجب طَلَبُ الأفُضَل» نإله ليس مِمْنْ يَجِبُ أن يكلم في هذا الفُضْلٍ فلم 
يَجِبٍ أَنْ يَْرِفَ وُجُوبَ تَقْدْمَةِ الفَاضِلٍء ثم م نَرَقّى 210 إلى هذه الوُنْبَةِ وقد اتفَقَّتْ 
الأمةُ على قُبُولٍ الأَخْبَارٍ التي كنا في طب الأفْضَلٍ في مان الصَّلاةٍ نحو 
قَوْلِه : ليَؤْمُكُمُ مْرَؤُكُمْ) إلى قَوْلِهِ : «أَبيَنَكُمْ صَلاح]ً) © . 

[فصل] 

4 ورُوِيٍ عن النَّبِيَ يل أنّه قالّ: ايَؤْمُكُمُ حَيَارْكُم فَأَيُهُم فُرْبَانُكه”0 
فيما بَيْنَكُم وبَيْنَ رَبكهُ0 9 . وفَالَ: «إنَّ صَلاتكم قُربائكه”” إلى رَبَكُم فلا 
تُقَدمُوا بين أَيدِيكُمُ إِلأخَيَارَكه)© , وقال : كل يُخَبْر : ١رلإمائيكم‏ "» وقال 
كلد : اتتاقشوا في الصَّفٍ الأوّل!* ويتقدّمكم أولي الأخلام والنّهَىء ثم الّذينَ 
يَلُونَهم)” “؛ وروى عنه عليه السلام أنه قال: «أيْمَا أميرُ ظَلَمّ فهو خلمٌ 
خليع»””"". «وأيما أميرُ ظلم فلا أَمْرَ لَهُه فَلِيسْتَجْرٍ الله مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَّ 


603 - (5) قى: قربانكم. 


(1) ق: ترقا. (6) حديث نبوي. 

(2) حديث نبوي. (7) ق: لامامنكم. 

- 604 - (8) وجدت كلمة «الأول؛ مضافة في الهامش. 
(3) ق: مربانكم. (9 و10) حديث نبوي. 1 


4( حديث لبوي. 


464 


المُسْلِمِينَ» تُمّ لِيُولُوا عليهم أفضلّ ُضَلائهم في أَْفْسِهْ»”” . «وإذًا سَافْوَ كَلانَةٌ 
َلَيؤّمُهُمْ أَحَدُهُْ) . وفي نظائِر لهذه الأخبَارٍ كُلْهَاء تَدُلُّ على وجُوب إِقَامَةٍ 
الأفضَّل فالأمْضَلٍ”" فْمَنْ دَمَعَ هذه كان عن قَوْلٍ الأ خَارِجاً» وطريق الأَئِمَةٍ 
وَالسَّلَّفٍ مُتَتَكبا . والأحْبَارُ في ذلك كثيرٌ من أنْ يُؤْتَى”* ' عليها. 


5 - وقَوْلَُهُ : كله : «أيْمَا إمامُ ظَلّمَ فهو خليعٌ» فحَمَل” على أنه نه ظَلَمَ 
بمَغْلٍ الكَفْرٍء أو بِتَرْكِ إقَامَة الصَّلاةٍ لِمَا قد ذُكَرْنَاهُ في كِتَابٍ إِكْمَارٍ المْتَأَوْلِينَ من 
وجوب َرْكِ خلع السُلْطَانٍ الجَائِرٍء والخرُوج عليه بما ليس بكفر من الجَوْرٍ؛ 
ولا تَوْكِ لإقَامَةِ الْصَّلاقٍ وقُوله ثم ليها عليهم أَفْضَلُْ مُضَلائهِم في أَنقْيهم 
يُرِيدُ عند اسْبَئْئَافٍ العَقدٍ م مَعَ التمكن من ذلك» وعدم عارض يمنمٌ منه؛ وهذا 
ليس بمتناقض: 0 الأمر بالصلاة [163 أ] خََلْفَ الجَائِر إِذَا أخدّتٌ 
الجَؤْرَ .”7 ما ليس بِكفْرٍ بعد العَقْدٍ والأمرء بأن لا يبد بِالعَقدٍ إل لأفُضبِهم 
َع الإنكان؛ لأ ذلك من باب المِبَادة على حَسَبٍ ما أَادَ الذكلف؛ ما هو 


لم تع ايذاة منهء ألا جا وجا 5 تيه هالصلا فاحل 


[فصل] 
6 وإِنْ قالوا: إِنّما لم يُقَدَمْ عليا لشَّعْلهِ بمَرَض رسول الله ييله. قِيلَ 


لهم: قد كان في تَمَوُْضٌ'” نسّائه عي وعمه العبّاس » وَمَنْ ن أَحَبٌ مِنَ الصَحَابَةٍ 
إحضاره للْيَابَةِ عن عَليْ رضي الله عنه قَدَرّ صِلاتِهِ بالئّاس ما يُغْنِي عن تَأَجِيرِهٍ 


(1) (2) حديث نبوي. بحرف الجر امع». 
(3) ق: فللأفضل. (7) خرم: سقط حرفان. 
(4) ق: يوتا. (8) ق: يوم. 

- 606 - - 605 

(5) ق: محمل. (9) ق: عرض. 


(6) ق: أعني من الأفضل استبدال هذه الكلمة 


0065 


عن مَنْزْلَةٍ يَسْتَحِقُّها ويُقّدُّمه مَنْ أخْرَهُ اللّه؛ لأنْ أرَ الذين وتَسْدِيدُه في ذلك 
الوَقْتِ» هم إليه ء ِنْ تَعْلِيلِهِ مَعَ وُجُودٍ حَلْقٍ يُعَلْلُونه فهو : نقد نقد" بَلَعْ امْتمَامَه 
بذلك إِنْ بَادَءَ! © بالل وبرسُولِهِ والمُسْلِمين© إلا أبَا بكر. وحتى حُفظ واغيظ 
فلم يَْتَغِلَ عَرْضْه عَنِ الإمِْمَامٍ بهذا الأمرٍ والخروج إلى مثل هذا التَمْلِيظٍ في 
الرَجْرِه فسَقَطَ بذلك ما قالوه. 


[فصل] 

06007 - فإن قالوا : أفليس قد رَوَيْكُمْ أن رَسُولَ الله كك قال: «ضَلُوا خَلفَ 
كل بر وقاجر»" فكيف يَدُلَ الَقَدُمُ على المَضْلٍ . قيل لهم : : هذا إِنّما رُوِيَ في 
إَِامَةِ صَلاة الجْمْعَقَ والأعيادٍ خَلْفَ الأئِمّىَ ون ججاروا بعد أن صَاروا أَئْمّة؛ 


ولم يرد بِهِ أَحبَارُ تَقدَمَةٍ القَاسِقٍ وأهل الجُورٍ. وليس في الأمّةِ من يَقُولُ ذلك» 
وليس إذا أمَرْنَا بذلك وَجُبَ أن يَفعَلُ هُوَ. وقد أَوْضَحْمًا ذلك في كِتَابٍ إِكْفَارٍ 
المُتَأْوْلِينَ بما يُغْنِي عن رَدْه. وأمّا تَقْدُْمَةُ الأمّةِ لأبى بَكر رَضيَ الله عنه فى 
الإمَامَةِ فإنّه غيرٌ دَالٍ على فضْلِهِ على سَائِرِهِم ؛ أنه يَجُورْ أن يكُونَ فيهم القَائِلٌ 
بِإمَامَةٍ المَفُضُولٍ لمَيْرِ عِلَةِ نُقْعِدٌ الفَاضِلَ عن ذلك المَقام وإن كَانَ من قُرَيشِ 
ا 00 ويمْكِنْ أنْ يكونّء إِنّما َدَمُوهُ على 

و: ليس على أنّهم يَرُوون وجوب تَقْدْمَتِه. على أنه قد كان ذلك لَهُمْ. وقد 
كان لهم العدون عله بأ يكن هو وجمَاعة بن الأثة. قد اشْتَرُوا عند 
المسلمينَ في الفَضْلء فلم يَضْلّْحَ عِنْدَهُم تَقُدمَةُ جَمِيعِهم ولا الإِشْيِرَاكُ بَيْنَهِم 
فَاخْتَارُوه مَعٌ جَوَازٍ احْتِيَارٍ غَيْرِهِء مِمَّنْ هْرَ في الفَضل عنْدَهُم كَهْوَ. 

8 ومُحْثَمَلٌ أن يكونّ كبيرُ أمّتهم إنما نّبُوه [163 ب] مَعْ تَفْضِيلٍ 
غَيْرِهِ عليهء لِعِلَةٍ تَمْئَعُ بُعْيَةَ المَاضِل عِنْدَهُمُ وما ظنُوهُ. كأن يُسرِعٌ الأنصار 
إليهاء وَإِْرّاجها عَنْ نَصَابهَاء وأنَّ ‏ نَضْبَهُ بالماضل ‏ يَخْدّْثُ”” إخلافاً وتُفوراً. 


(10) ق: بعد. 607 - 


22 ق: بأد. 4( حديث نبوي. 
(3) ق: الملمون. 608 - 


(5) ق: نحدث. 


0466 


وغيدُ ذلك أيضاً من الأسباب الخافيّة علينا ٠‏ ليس" معن 20 خبر؛ م 
أجْمَعُوا مع إِجْمَاعِهِمٍ على إماميه؛ على أنه أفْضَلُ الأمةِ ولا نهم م قالوا: ! 

َدَمْناهُ لأنّه أَفْضَلَّهُمُ في أَنمُسِنَاء لعل عع لوحف لأبي عبيدة بن الجزاح» 
وقيل ذلك: بايَعَهِ أبو بكر رضي الله عنه وباقي الأمَّىٍَ وَوَجَبَ اتْبَاعَهَ ولم 


يَكْنْ ذلك ليلا على إنبَاو” فَضْلِهم فلا تَعَلْقَ في الإسْتِذْلآن على فَضْلِهِ 
بالإتفاق على طاعَتِهِ وإِمَامَتِه . 


[فصل] 

609 - وأما إسْيِدْلالُ من اسْئَدَلٌ على أنَّ أبَا بكر رَضِي الله عنه مَفُضُولٌ 
ليس بِفَاضِلٍ ؛ وحَملَ تَْليَة الأ والعُدولٌ عن عَلِيِ رَضِي ال عنه. فإِنَّ ذلك 
إنْما كان منهم لتُفُورِهِم بِنْ علي لألجل قَثْلِهِ إِيَاهُم وأبناؤهم” ' وإِخْوَانهم 
وعَشَائْرهم. وأَنّ ذلك لَمْ يَكنْ لغْيرِه . وأنَّ هذا سبب ظاهرٌ , منغ" القَوْمَ من 
نطْبيِه نظراً للأمةِ وحَوْفاً من كَرَاعَةٍ هذا له'© وتُمُورِهَا عنه. فَإنَّه باطِلٌ من وجوه 
قد قَدَّمْنا ذِكر بعضها . وكذلك قَوْلَ من قَالَ» أنه لم يُقَدْمُوا علي حِشْيَةٌ فم 
الأنْصَارٍ بالِطاره. والذي يَدُلُ على يُطْلان هذا تدك أبي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه 
لتَوْلِتهِ مَعَ الأمرء وثَرْكُ طَلْحَةً لِذِكْرِهٍ وغَيْره لأبي بكر من الأمةِ. ونَرِكُ عْمَرَ 
أبضاء القص عليه مغ عدم لحف وك عبد الرسمن لفؤلئده مع م المُهْلَةَ 
والمشْوّرة» فعُنُ هذا يذل على أله لم يؤر في وَقْب أبى بكر شي من الفقة 
بل لإشكالٍ الأمر . 


[فصل] 
62610 - وأمًا المعلَّيُ بقَثْلِهِ أَاربهم وأهليهم. ا أحذها أن 
الله عالق قد وَصَفَ الأمَّةَ بخلافٍ هذه الصفةء وأنْتى”” عليهم نَنَاءَ يَدُلُ على 


(1) لا يوجد امام «ليس» شيء يدل على ابتداء 609 


الكلام . (4) ق: ابناهم. 
(2) ق: معنا. (5) ق: يمنع. 
(3) قى: اننا. (6) ق: كراهدا. 
610 
(7) ق: اثنا. 


407 


طَهَارَةٍ سَرَائْرِهِمْ َقَالَ عر وجل «كُنئم تحير أمّة أخرِجَت للئاس تَأْمُرِوْنَ 
بِالمَعْرُوفٍ»”' وقال عر وجلّ: «لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِبُونَ بالله. واليوم الآخر 
يُوادُونَ من حَادٌ الله ورسُولّه ولو كانوا أَباءَهُمْ أو أبئاءهم أو إخوائهم* الآية» 
وقد عَلِمَ أنَّ في الصَّحَابَةٍِ من قَتَلَ أَحَاهُ وأبَاهُ وتَابَدَ عَشِيرّته» وَاخْتَمَلَ المَكْرُوة 
في الله عر وجل بَدَلاَ منهم أنْفْسِهِم: وصذقاً في طَاعَةٍ الله عَزّ وجَلُء والقُْب 
إليه. ومن هذه صِمَنهُ لا يجوّز أن يُنفر”' من تُصْبَةا“ علي بأمره عليه؛ لأنّه 
يَمَصِدُ طاعَة اله عر وجل بِتَوَلّيه على المَفْضُولٍ واتبَاع مرو لا لأنّه قَتَلَ 
أَهْلَّهُء وَعَشيرَنَهُ وهم فو ) ربَاِعُونَ ورُعَادٌ صَالِحُون فلا يجوز [164 أ] وهو 
على التُقُور عن جا |...” “ الله عرَّ وجل قَوْلُهُ نَوَاٌ” وعنادٌ للدّين والإسلام 
وليس ذلك مِمَا وصفهم الله به في شيء. 


[فصل] 

611 - ومِمًا يَدلُّ على أَنْهُم بخِلافٍ ما قَدَرَهُ المختلُونَ بذلك من أَضحَابٍ 
الَفْضِيلٍ ومِنَ الإمَامِيّةِ في دَفْعِ علي رَضِيَ الله عنه عَنٍ الأمرء وكنْمَانٍ النَص 
عليه وظَلْمِهِ في تَأَجِيرِه عَنِ الأ نا َعْلَمٌ أن ما فَعَلَهُ رسول الله علي ٠‏ ديأب 87 
المُؤْمِنُونَ الذينَ دَخَلُوا في دِينِهِ من الصَّحَابَةٍ رَضِيَ الله نهم مِنْ قَثْلٍ آبَائِهم 
وأَبنَانِهم وإِخْوَانهم وعَشَائِرِهِمْ وسَبِيِ ذَرَارِيهِمْ» واغتتام أموالهم وإجلائهم عن 
أوطانهم. وإغراقه في نّشتيت أمرهم. وتوهين””' كيدهم. وحَضدٍ سُوْكْتِهِمْ 
غم مما عل علي رضي الله عنه بأضعَافٍ مُضاعَفَةء ل كل م لك يوم من 
دُجَائَة ١‏ سمَاك بن حَرْب والربير بن العَوَام؛ وطلحة بن عبد لله وسَاير أمَائل 
الصَّحَابَةَ في الشْجَاعَةَ إِنّما كان بأمر رسول الله بكو وتخريضه»ء وتَعْرِيفِهم ما 
لْهُمْ من عظيم الأخر إلآفي قَتْلِهم وَالإسْيَنْصَالٍ لَمُمى ولولا أَمُرْهُ بذلك ما 


(1) سورة آل عمران: 110. (6) خرم: سقطت كلمة. 


(2) سورة المجادلة: 22. (7) ق: بواب. 
(3) قى: سمر. - 611 

(4) اق: نصسه. (8) ق: بابا. 
(5) ى: ربنابون. (9) فى: بوهين. 


468 


عَلُوهه وهذا إِجُمَاعٌ من المُسْلِمِينَ لا لاف فيه فلو كان الذي اقْتَضَى تَأخِير 
عَلِيء وتَقدُمَة أبي بكر ما كان مِنْ فِعْلٍ علي بهم؛ لوَجْبَ بهذه العِلَةِ بَعْضْهُم 
لرسولٍ الله كك وتزك امام به 0 الثفور عَنْهء وعَمًا أمَرَ به. لأنَ 
َِطَهُمْ منه أكترُ على عِلَةِ اشع وبَغْضْهُمْ له | ْمَمٌ؛ فإذًا لم تَكنْ هذه حَالَْهُم 

َع ال يك كانوا أبْعَدَ عَنْ هذه ال مع من ُو دو اللي كلو فيما را 
علههم بن القئلٍ غير من : الصَّحَابَة والقَرَابة وهذا ما لأ إشْكَالَ على مُسْلِمٍ 


2 وممًا يَدُلُ على فَسَادٍ هذا الإعتلال طَاعَةُ الصحابّة لخالد بن الوليد 
في جميع ولايته التي وَلِيهَا بعد المي يكن وتزك ُمُورِهم وتَعْظِيمهم للرْبَيْرٍ 
وطَلْحَة مَعَ ما كان مِنْ طَلحَة يَوْمَ أَحَدٍ وغيرو. ومن الزُبيرء مِنْ كِثْرَةٍ الجهَّادٍ 
الذي كَدَمَْا ذكُرَه ٠‏ وممًا يدل على قَسَادٍ قؤْلهم سكونُ الصَّحَابَةٍ تحتٌ طَاعَةٍ أبي 
بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه» ال ضما 
ومُعَاضْدَة رسُولٍ الله يل والتَدبِيرُ على قريش والملفّي بِكُلْ ما”" يكلم مَسَرَتهَ: 
قد شِرَحْنَاهُ مِنْ قَبِلُ. 

3 - 1641 ب] وقد أَوْضَحْمًا مُوَاقِمَهُ مَعَ رسول الله كَلةِ في ال. . 
عسر. . .. بير'* وأْمْئَالِهِ؛ وفي الغَارٍ وأنِيسه”” له يفي بكثير مِنْ قَثْل الأقران 
ويَرَى الضُرَرَ بالحضور في المَعْرَكَةِء كما أن كَرْنَ رسول الله وك في هذه 
المَوَاطنٍ هذه سَبِيلُه. وكذلك عُمرَ مع ُجَاهَدَيَهِ لهم وقَْلهِ: الا يُْبَدُ الله رأ 
بعد اليوم»؛ وقُوْلَهُ عند خصولٍ الأشرى: «يا رسول الله سَلْم الى كل رَجُلٍ 
مِئَا أقْرَبَ الئاس إليه ليَقْئّلهء فإِنَّ هَؤْلاءٍ الذينَ فَعَلُوا وصَنَعُوا». وإِغْلاظه في 
باهم إلى غَيْرٍ ذلك . 


4 - وكذلك عَنْمَانُ فى جَهَادِهء وإِنْمَادُ جَيْش العْسْرَة مِنْ مَالِهِ وَإِمْدَادِهٍ 


613 - 612 - 


(1) ق: بكلما من الأفضل فصل الكلمتين (2) خرم: سقطت ثلاث كلمات. 
«بكل» وما . (3) ق: اليسه. 
(4) ق: اليّ. 


0069 


لني يك بالمَعُوَةٍ عليهم, كلم يَمْتعهُم ذلك مِنْ طَاعَتِهِم والإنْقَِادٍ لهم ومِمًا 
يَدُلُ على فَسَادٍ ذلك أيْضاً ما يُرُوى بن تأَجْر حَالِد؛ بن أبي أَجَيْحَةَ عَنْ بَيْعَةِ أبي 
بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه» إيْكَاراً لتَوَلِيه علياً تَعَصّباً لهء ومَيْلاً منه إليى وهو أثْوَى0© 
وقد قَلَ علي منهم على ما رُوِيٍ مَرْضِعُ هؤلاء التمّرِ مِنْ حَالِدَ ‏ بن أبي أَجَيْحَة 
وهو أبو سْفْيَاَ نَفْسْهُ مَعَ مَا يَصِفُونه من الرْجُلٍ في دِينِه. وَلَمْ يَنْفْرَ مِنْهِ . رقد 
قَتَلَ أَبِنَهُ حَنْظَلَةُ وقَتَلَ الْعَاصُ وعُتْبَةَ بل كان م مِنَ المَائِلِينَ إليه وهو الذي عَرَض 
عليه الأمْرَ وقال: «أمدُد يَدَكُ أَبَايمُكَ فلذنككي20) خَيْلاً ورَجلاً»» فَامْتَئَعَ عليه 
فكانَ أؤلى الئاس بالتفورٍ عنه: أبو سُفيانِء وخَالِدٌ فما ظَنُّكُ بِمَنْ هُوَّ فَوْفَهُمَا في 
الذين وَالهِجْرَةٍ وَالتَقدْمةِ َالسَابِقَةِ ولَقَاء السَرِيرَةٍ. هذا من الأمَانِي البَاطلَة . ْ 

5 ويَدُلُ على قَسَادٍ ما قَالُوهُ: أَنّهُ لو كان الأمْرُ على ما أُدَعُوهُ لما 
رَضُوا بِإِدْخَالٍ عُْمَرَ له في الشُورَى. ولقّالوا له: هذا ليس مِمًا يَضْلّْحُ لَهَاء ولا 
يصْلْحُ أن يقول فيه: «لولا علي لَهَلِكَ عُمَره في أمثال ذلك؛ مِمًا َعَلَهُ معهء 
وكان يَجِبْ أنْ تَْعَعهه!0 عَدَاوَئهُمْ له على كِتْمَانٍ فَضَائَلِهء وتَكذِيبٍ مَنْ رَوَامَا 
بِحَضْرَيَهِمْ؛ والقّدْح فيهاء لأنّها كتَقُدْمَتِهِ للأفر كطريق وذريعَةٍ/ إليه. ويَدُلٌ 
على فَسَادٍ ذلك أيضاً أنّه كان يَحِبْ أنْ تكون هذه العِلَُ مَانِعَةٌ من تُضْبْتِهِ بعد 
عثمانء والإنْقِيَادٍ له» وجِطابه بِأمْرَةٍ المُؤمِنين» لأهْل وُجِودٍ ذلك السبب مِما 
تقَدُمَ في قَْلِهِ أقَاربهم» فإذا لم يَفْعَلُوا ذلك مع حصولٍ الإنْقِيَاد" ‏ هذه العلة ‏ 
بَطْلَ أن يكونواء إنّما أخْرُوه أَيَامَ أبي بَكرٍ رَضِيّ الله عنه لأَجلِهَاء فلا شَبْهَةٌ على 
أَحَدٍ من التَعَلُّقِ بهذا السبب لبُطْلنِهِ ووهَانه. 


- 614 - 4) ق: فطريق من الأفضل زيادة حرف 


(1) ق: اقوا. لاكاف». 

(2) ب: ملاها. (5) ق: الاتفيا وجدت علامة حذف خفيفة 
- 615 على حرف ١(لا2,‏ 

)2( ق: يبعثهم . 


040 


[الباب السابع والعشرون] 


[باب الكلام في الاستدلال في إجماع الأمة في الفضل 
والقول في الأخبار المروية عن النبي جد في أبي بكر 
وعلي رضي الله عنكما] 


[فصل] 

6 - [165 أ] وأمًا الإِسْتَذْلالٌ: فالذي يحل محلّ أبي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه 
ما قَالَهُ حَمَّادُ من: «أنّ الأمةَ أجْمَعَتْ بعدّ مَْتٍ التي يكلد: ؛ على أنَّ فيها فَاضِلٌ 
لا مَحَالَةَ واحتَلَفُوا لما مات أبو بكرٍ رَضِيَ الله عنه هَل فيها فَاضِلٌ أمْ لا 
فعَلِمْتُ أن الفاضل هو الذي أَجْمَمُوا عندَ رُجُوده على أن فى الأَنّةِ فَاضِد 
وَاخْتَلَقُوا عند وقَاتِه: أَهُوَ فيها أ لا. فليس بشيء لأنّه ليس إِجْمَاعُهُمِ على أنَّ 
فيهم فَاضِلُء هو إِجْمَاعٌ على أنَّ أبَا بَكْر هو ذلك الفَاضِلُ؛ لأنهم لا يَجُورُ أن 
يُجمِعوا على نَفْس ما احْتَلْمُوا فيه. 

7- وقد رَوَّى أنَّ قَْماً من الصَّحَابَة كانوا يَذْهَبُونَ إلى تَفُْضيل على 
على أبي بَكْرء ولأنَّ ذلك مُنْقَلِبٌ على المُسْتَدَلَ به وذلك أنه يُقَال له لو دَلَّ ما 
ذَكَرْتهُ على أن المَاضِلَ هو أبو بكر لَوَجْبَ أنْ يَعْلَمُوا مَطْعَاً أن الفَاضِلَ هو أبو 
بكر كما عَلِمُوا قَطعاً أنَّ المَاضِلَ هو أبو بكرء كما عَلِمُوا قطعاً أنَّ الفاضل فى 
زمن رسول الله و1 هو النَّنُ ولو كان ذلك كذلك لَوَجْبَ أن يَعْلَمُوا قَطْعاً إذا 
مَاتَ أبو بكر. أنَّ الفَاضِلَ قد مَاتَء وأنّه لا فَاضِلَ على سَائِرهم. و2 كما 


- 617 (2) ق: فيهم. 
(1) إن كلمة «النبي» مضافة فوق كلمة رسول. 


471 


أَجْمَعُوا عِنْدَ مَوْتِ رَسُولٍ الله يق على أنْ فَاضِلّهم قد مَاتَء فلمًا لَمْ يُجمعُوا 
عندّ مَوْتٍِ أبي بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه أن المَاضِلَ قد مَاتَ؛ عَلِمّ بذلك أن الذي 
مَاتَ ليس هو الفَاضِلُ الذي أَجْمَمُوا على أن في الأمةِ كَْلَ مَوْتِ أبي بَكْر. وأنّ 
الفَاضِلَ بَاق''' وإن مات أبو بكر لما لَمْ يُجْمِعُوا على أنَّ المَاضِلَ كَذْ مَاتَ . 


ع ٠.‏ 7 م عم عمر > 
8 - وعلى أنه ليس في هذا الكلام مِنَ التَعَلق شيءٌ أكثّرٌ من أنه لما 
صَحٌ أنْ في الأمةٍ ناضِلاً بعد مَرْتٍ النبِيّ ل أجْمَعُوا على أن فيهم بِغَيْرٍ - 


خالق/*) - فلو كان أنْضاً بَاقِياً بعد مَوْتٍِ أبي بَكَرٍ : لَوَجْبَ أنْ يُجْمِعُوا على 
انَمَاقٍ . فهذا يَنقَلِبٌ؛ أنه يَقُولُ لَمّامَاتَ أبُو بكر مَاتَ الفَاضِلُ عند اللَهِ. ولو 


كانَ كذلك لكان هذا هو الحىٌء وإِنْ كان ذلك حَقاً وصَوَّاباء لَوَجُْبَ أنْ 
يُجْمِعُوا على أن الفَاضِلَ قَدْ مَاتَء كما أَجْمَمُوا على الأمْرٍ الآخَرٍ الذي هو 
القَوْلُ أن في الأَةِ فاضلاً بعد الي يك لما لم يَكْن ذلك كذلك سقط ما 
قَالَّهُ. وعَايَةُ هذا الكلام أنْ الأمهَ عنده إذا أَجَمَعَتْ على قَوْلٍ حَق وَجْبَ أن 
يُجْمِع على كُل حَقٌّ مِثلَهُ وهذا بَاطِلَ. لأنه قد يجورُ أن يجممُوا على حقٌ 
ويَخْتَلِفُوا في مِثْلِه َيُجمِعُوا على أنَّ في الأمّةِ في حَيّاةٍ أبي بَكْرِ فَاضلاً وهو 
حق, وِيخْثَلِمُوا بعد مَوْتِهِ في وُجُودِهٍ وان كان [165 ب] وُجُودُه بعد مَوْت أبي 
9 - وكذلك قد يجورٌ أنْ يُجْمِعُوا على تَحْطِبَةِ الكافر وإنْ كَانَتْ تَخطئته 
حقاء ولا يُجْمِعُونَ عندَهُ على تُحْطِئَةٍ الجَْرِي والمُشَبُو والرَافِضِي والمُزجئ 
وَالتَتَاسُحْي؛ ؛ وإنْ كان تَخْطِيَةُ هَُلاءِ جَميعاً حَقاًء كما أنَّ تَحْطِئَةَ اليهودِيٌ 
والنَضْرَانِيٌ حقٌّ وهو أن يَجْعَل هذا الأضل مُتَعَمّداً في كثير مِمًا تُقَدُعْ الحسَةُ فيه 
والدَلِيلٌ عليه. فكُلّما سْئِلَ عن شَيءٍِ عندهُ أنه خَطأء وعند حَضْهِهٍ أنه صَوَابُ . 
قال : : اليل على أن تَوْلكُم ليس بِحَقٌ ولا صَوَابٍ هو أنه لو كان صَوَاباً وحقاً 
لإِنْمَمَتِ الأمَهُ على أنه حَىْ وصَرَابٌ كما المَقَتْ مَقَتْ على أنَّ الله وَاحِذّ ومحمَّدٌ لَبِيّ 
لأَمّة حق وصواب . فيقال له: ولو كان قَوْلّنا خَطَأً فَاسِداً لأجَمَعَتْ على نَساد 


(1) ى: باقي من الأفضل حذف «الياء». 618 - 
(2) ق: خالف. 


0/2 


وتَحْطِئَة قَائِلِهِ؛ كما أَجَمَعَتْ على فقَسَادٍ اليَهُودِيَّةِ والنَضْرَانِيّة وتَحْطِئَة مُعْتَفَدِهما 
فلا يَجِدْ فى ذلك مَهْرَيا. 


[فصل] 

60 .- وكذلك الم في الوه الآحرِء ْول لِحْضْمِه: لو كان اغتقادِي 
وَالمَفْسَطَةِ ٠‏ نعَالُ له ولو كان حَقاً لأَجْمَعَتٍ الأَنّهُ على أنه حَنّ كما أَجْمَعُوا 
على إِنْبَاتِ التّرْجِيدٍ والتُبُرّة» فلا يَجِدٌ إلى الفْضْلٍ سَبيلاً أكثّرَ مِنْ تَخْلِيطٍ لا 
يتَعَلَقُ ْله وهو مَعَ ذلك عَايَُ تَكسِرٌ قَولَه: : وهو أن يقول لو جَازْ أن يَجْمَعَ 
الأَمّهَ على حَنٌّ وتَخْتَلِفَ في حَواجز وتُجْمِعُ على فَسَادٍ بَاِلٍء وتَخْتَلِفْ في 
َسَادٍ بَاطِلٍ مِكْلَهُ لَوَجْبَ أن يَكُونَ مُخْتَلِفاً في نَفْسٍ ما أْجِمَعَتْ عليه وذلك 
مَحَالُ . 

1 - فَيُقَالُ لَه : وَلِمَ قُلْتَ هذاء وما أنْكَرْتَ أنْ لا يَجَبَ ذلك لأنَّ الحَقّ 
الذي اخْتّلِفَ فيه وهو القول بِجَوَازٍ رُؤْيَةِ الله عر وجَلٌ ليس هو نَفْسُ الحَق 
الذي أَجْمَعَتْ عليه وهو المّول بِنُبُوَّةِ محمَّدٍ كَل؛ بل ذلك مَسْأْلَتَانِ''' وحَمَّانِ 
وكُلُ" واحدٍ مِنْهُمَا غَيْرُ الآحَرٍ. ثم يُقَالُ له ليس كُل ما(" تعتقده من المذّاهِبٍ 
لني تاف فيها حَن» كما أن الول رحد عليه السلام عن وقد اخيق 
نََفْتْ عليه. وهذا جهل نه إن قالهُ وان أَاهُ. وقال هذه حقوقٌ تُتَغايرَك 
ومَسَائْل مُتَبَاينَة عُورِضٌ بمِثلِها ولا فَضَلّ لَهُ 

2 وإِنْ قَالَ: إذا اتّمَمُوا على شىءء وَاخْتَلَمُوا فى مغْلِهِ كانوا مُخْتَلِفين 
في نَفْس ما اخْتَلَهُوا فيه. قيلَ له: هذا هو الأَوَّلُ فَلِمَ زَعَمْتَهُه وقُلْتَ عليه 
على ما رَصَمْنَاهُ أولا. ثم يُمَال له: إذا كانَ هذا عِنْدَكُ صحيحاً [166 أ] 


- 621 _- واحدة. 
(1) ق: مسلتان. 622 ل 
(2) يكرر و«كل». (4) ق: قلب. 


(3) ق: كلما كتبت الكلمتان «كل» وهما» كلمة 


013 


فوّجُبَ على النْبِيْ بمثل ما ذَكرَه والمُرِيدٌ مثْل ما كَرِهَهُ والذَاكِرٌ بِمِثْلٍ ما 
سَكْتَ نّاسياً كَتَفْس ما هو ذَاكِرٌ له وعَالِماً بتَفْس ما جَهِلهُ؛ وسَاكِتٌ عن نَفْس ما 
ذَكَرَهُ ومريدٌ لنَفْسٍ ما كَرِهَهُء وهذه جَهَالَةٌ لا حَمَاءَ بها. فسَقط بذلك ما 
نَوَهمَهُ. ورُبَمَا عَدَلَ عن هذا الكلام إلى أنْ يَقُولَ : أجْمَعَتْ الأَنّهُ على حَنٌ. 
وَاخْتَلَمَتْ في مِثْلِه. لوَجْبَ أنْ يكونَّ مُنَاقِصُه يُقَالُ له: لما قُلْتَ ذلك» فِالحَقٌ 
الذي اخْتَلَفْتَ فيه غَيْرُ الحَقّ الذي أَجَْمَعْتَ عليه. ثم يُقَالَ له : أليس الأمةُ قد 
التَلَمَتْ فيما تَعْتَقِدُهُ من مَذَاهِبِكٌ ومَذَاهِبٍ شيوجِكٌ من المُعْتَزِلَة» وهو حَقٌ 
عندك؟ فإذا ثَالَ: نَعمْ. قيل له: مِثْلُ كل حَنْ اجمعت عليه ولا حلاص لَه مِنْ 
ذلك. وعلى أن دَعْوَاهُ أنَّ الأمّة إذا التَلّمَتْ فى حَقٌّ قد انَمَمَتْ على مِثْلِهِء فقد 
اقَصَتْ عَفْله منهء وذلك أنَّ أكْمَرَ ما فى هذا الباب: أنَّ الأَمّهَ اختَلَمَتْ أنْ يكونَ 
ارك القَوْلِ بذلكَ الح المُخْتَلِفٍ فيه قد ناقَضَ من حيث قال بمثله . 


3 - فأمًا القَائِلُونَ بِهِ فإنّهِم غَيْرُ مُتَاقِضينّ؛ لأنْهُم قَدْ قَانُوا بمثل ما 
قالواء وسَوُوا بَيتهُماء وليسٌ يَجُورْ أن تَتفِقَ الأمّهُ أبداً: في إِجْماع على تَرْكِ 
حقٌ قد قَالَتْ بِمِئْلِهِ. وإِنْ جَارَ”" أن يَنْرْكَ القَوْكَ بذلك مِنْهَا تَاركُونء فيكونُ مَنْ 
يَْرْكُ القَْلَ بالِحَقّ هو الذي نَاقَضَ دون الذي سَرَّى بَْنَهُ وبَيْنَ الى الذي اتَقَقُوا 
عليه في أَنَّهُمَا حَقَانء وهذا ما لا شُيْهَةَ فيه. ومتّى صَحََتْ هذه الجَمْلة* لَمْ 
يَسْتَنْكر أن يتَفِقَ على أن فيها فاضلاً في زمن أبي بكر رضي الله عنهء وذلك 
حق من قولها ويَخْتَلِفٌ عند مَوْتِ المَاضِل: «باقِي الأمّة : أوّلاً . ويكونٌ الحقٌ 
في قَوْلٍ مَنْ قَال: «بَاتِيكء وان اخْتَلَمُوا فيه مَمَ كَوْنِ مثل الذي اتمَقُوا عليه ولا 
الْفِكَاكُ له أبداً من قَوْلِ من قَالَ. ولو كان الفَاضِلُ قد مَاتَ عند مَوْتِ أبى بكر 
رضي الله عنهء وكان ذلك هو الحنُ. كما أنَّ الحَنّ في قَوْلِهم أنَّ الفَاضِلَ 
موجودٌ في زَّمَنِ أبي بكر لَوَجْبَ أنْ يَنقِقُوا عند مَوْتِه: على أن فَاضِلَهُمْ قد 
مَاتِء كما المَقُوا على أَنّهِ قَذْ كَانَ موجوداً قبل مَوْتِهِ لأَنْهُمَا عِنْدَهُ حَمَّان: 


أي وجودٌ المَّاضل وعَدَمُهُ إذا مات [166 ب] وإلا وَجْبَتْ المُنَافَضَهُ وإِنْ 
623 (6) ق: أعني من الأفضل استبدالها بكلمة 
(0) ق: جار. «أي2). 

(2) ق: الحملة. 


014 


اخَتَلَهُوا فى نَمْس ما اتَمَقُوا عليه وإِنْ مَرّ هذا عندَهُ سَقَّط إستدلاله سَقُوطاً بَيْناً. 


[فصل ] 

4 - فأمًا تَقُدْمَةُ التبئ عله وتَعْظِيمُهُ ِيَاهُ في المَجَلِس والرّأي 
وَالمَشُورَة وما ظَهَرَ من أنه رَضِيَ اله عنه كان له متيس عن يَمِييهِ لا 
يَجْلِسٌ فيه أَحَدٌ غيره حَضَرَ رَ أو غَابَء وله كان لا يُقَوْمْ عليه فيما يدث 
ويَنُوبُ فيما ضر يُشَاورُ فيه أو يَسْتَدْعِي أحدا”'" غَيْرَهُ بولايته مِنْهُمء فيما 
كان يُمْكِنٌ الإعْتَمَادُ عليه لأنَّ ذلك ظاهرٌ مُنْتَشِرٌ عند أهُْل الحَدِيتثء ونَمْله 
السِيّرَ والآنَار. ومِثْلُ هذا لا يَفْعَلُهُ رسول الله كلل ويّديمُ فِعْلَّهُء ويخطو 
نَرْتِيبَ غَيْرهِ فى مَكَانِْهِ؛ إلا لأنّه الواجبُ على مَحَلّ الوَجُل عند الله عر 
وجَلُء ولم يَكْنْ يَفْعَلُ ذلك لِهُوَادَةِء ومُمَائَلَةِ وبِحَسَب ما يقْتَضِيهِ إجلال 
هل الدّنيا بَعْضُهُمْ لبَغض. لأله إنّما بَعَتَ لِبيَانٍ ما عِنْدَ الله وتَْظيم أخطارٍ 
أَهْلٍ الجَاهِ والقَّدَرٍ عند الله عنَّ وجلّء والأمر بذلك دون إِقَامَةَ الأسواق في 
الدّنيا فيِمْكِنُ التَعَلْنُ بهذا. 


[فصل] 

5 وإنْ قالوا: فقد يَفْعَلُ الناسٌ هذا بذِي السِنّ. فإِنْ كان دون غَيْرهٍ 
فى الفَضل. قِيلَ له: ما يَفْعَلُ النَّاسُ من هذا شيئاًء ولا يَجِبُ أنْ يُقَدَمُوا إلا 
أَهُلَ القّدرٍ عند الله عرّ وجلٌ» وما أكتر ما َقَدمَ الفضَلاء والأئمَةُ وأفل الهلم. 
والقُدُوّة: الشَّبَابُ على الشُّيُوخ إِذّ اسْتَحَقُوا ذلك ؛ هذا الذي يُوجِبٌ أمْرَ الذِين . 
ون فَعَلَ بَعْضٌ النّاسٍ خِلاتَهُ فعلى خُرْقٍ عَادَو “ في النادِرء وعلى سبيل التَأَدْبِ 
بأ هلي الدنيا . وليس ذلك مِن فِغْلٍ رسول الله نه في شَيْءٍ وقد كان 


هناك شيو غيرْةُ مل سلمانٌ رَحِمَهُ الله وغيرف فلم يَرتَق )2 060 منهم 

- 624 ل الناسخ فشطب «ال1. 

(1) قى: أحد من الأفضل أن تكون في حالة (3) كتبت كلمتي «كانهناك» في كلمة واحدة. 
نصب . (4) ق: بربق. 

- 625 - (5) ق: أحداً من الأفضل أن تكون في حالة 

(2) كتبت كلمة «عادة» بألف لام ثم عاد رفع . 


045 


هذه الرُنْبَةُ ولا جَعَلَهَا قياس" ماء وهو أحَقٌ سَبَباً وأبرُ منهم شيخا”” في 
هذا الفعل الذي تَتطْلُّ”” النفوسُ إليه وتفتخر“ مثله» وَتَجَعَلَ نَجَعَلُ التعظيمٌ بهء 
ولأنه يَعلمٌ أنَّ الإقْتدَاء به» سيّقُمُ في ذلك وَيَظَنُ قَوْمْ م أنه لم يفعله دائم | إلا 
للمُضل دونَ غَيرِهِ فَعَدَلُوا بانبَاعهِ فيه عَنِ الواجب» وليس كذلك حال غَيْرِهِ من 
هل الدّنيا فبَانَ أنه لا مُتَعَلّقَ فيما كَالُوه. 


[فصل] 

6 - فَإِنْ قالوا أفليس قد رَوُوا أنّه كانَ يقوم [167 أ] رضي الله عنه 
الا. . .© كما يقوم النِنُ عليه السلامٌ ويُجَلسُهُ مَكَائهِ. ولّمْ يجب أنْ يَدُلّ ذلك 
على أنه أفضلٌ منه. قيلَ لهم : هذا إِنّما كان يَفْعَلّهُ تَعْظِيماً لِرَسُولٍ الله كلِ. وقد 
كان الي عليه السلام يَفمَلَ مثل هذاء ولو كانَ ذلك لِمُضْل العَبّاس على أبي 
بكر رَضِيَ الله عنه أَوْجَبّ أنْ يُرَنْبَ" له ذلك المجلِسٌء ويَرْسِمَه دونَ أبي 
بَكرء وكانَّ يَجَبُ أنْ ف علي جه قكالة؛ لاله منذكم أنضل من 
العَبّاسء فَعْلِمَ ذلك. ٠‏ ويُقِرُه رسول الله كلوه ويَرْضَاهُ مِن فغله, لْمَوْضِع إخلالٍ 
الوق وتَعْظِيم شَأَنٍ البو وَالرّسَالَةِ . لآ الى بل أبدا كان يُعَظمُهِ ويقول: ١‏ 
أته4). «وهذا أبي وأبُو بقيّة الأنبيّاء» . فصَارَ السَبَبُ في هذا ظاهراً معروفاًء 0 
تَعَلقَ لأَحَدٍ فيه. ولكن لو قِيِلَ: أن الإجلال" لا يفْمَلُ إل لمُستَجقٌ له؛ ولا 
يذل ذلك على أن غَيْرهُ لا يَسْتَحِقُُ؛ وإنّما” أمْرُ رسول الله يكد؛ بِتَقْدُمَة بتعض 
ما يَسْتَحِقّه ذلك : التعظيمٌ دون غيره لقربه من المصلحةٍ على ما سنشرحه فيما 
بعد لكان في ذلك نظراء وسنقول فيه إِنْ شَاءً الله . 


7 - وأا الإشتذْلآلٌ على التَفُضيل بالأحبّار المَرُويّة عن النْبىٌ يليه من 
(1) إن بين «قياساً» وهما» خط . (5) ق: دائم من الأفضل أن تنصب. 


(2) ق: امر شيوخ منه: من الأفضل تقديم ‏ -626- 
كلمة «منه» وتأخير كلمة «شيوخ» ثم رد (6) خرم: سقطت كلمة. 


الجملة إلى المفرد. (7) ى: نرنا. 

(3) بين #تتطلع' ر«النفوس" مكان لكلمة (8) ان الأحرف «إلا» مكتوبة في نهاية السطر 
واحدة. و«جلال» على أول السطر التالى . 

(4) قى: بمحر. (9) يكرر «وإنما». ْ 


106 


َوْلِهِ: «ما طَلْمَتْ الشمسٌ ولا غَرْبَتْ على رَجُلَينٍ أفضلَ من أبي بكر 
وَعُمَّره”". وقوله: «سَيِّدا كهولٍ أهل الجنة)©) وقوله من مثل أبي بكر 
«وإنهما من .الدين بمنزلة السَمَع والبَضَرِ. وبمنزلة الرَأس من الجَسَد»© . فمن 
أقوى ما يُسْتَدَلٌَ به أيضاً في هذا الباب. وقد بَيَّا مِنْ قَبْلُ صِحَنَها ومَخْيهًا 
وَوَجَه الإستدلال بها وإنّها قد حرجت عن أنْ تكونّ من أَحْبَارٍ الآحاد وعن 
أنْ يكونٌ غيرٌ معلوم صِحْتّهاء ؛ وَوَّجَْهُ الإشتدلالٍ من قُوْلهِ: «إِنَهُما من الدين 
بمنْزِلَة السّمّع والبَصَرِ)ء إِنّه قد عَلِمْ إذ”: أنَّ أشْرَفَ الحواس وأفضّلها 
السَمَعُ والبَصَرٌ. وأنَّ الرأسٌ الذي فيه الأرْبَعَةٌ الحَوّاس: أشرّفٌ عُضْواً في 
الإنسان. فتبَيّنَ بذلك أنَّ مَحَلّهُمَا في الدّين فَرْقَ مَحَلُ كُلّْ مَن عَدَلّهُماء كما 
أن مَنْزِلَة السْمَع والبَصَرٍ والرّأس من الجَسَدٍ فَوْقٌ مَنزِلَةِ كُلْ عَضْوٍ سَوَامَاء 
وهذا بِمَنْزْلَة َل القَائْل مَحَلٍ زيدٍ من عَمروء ومَحَل عينهِ وسَمَعِهِ وبَصَرِه؛ 
يُرِيدُ أنّه المَحَلّ الرَفِيعٌ الشامخ . 

8 وقد زَعَمَ قَوْمْ أن هذه الأخبار مّع كثرة [167 ب] رُوَاتِها وعَدَالَتِهِم 

٠‏ فلّم يَخْرُجَ إلى حَدٌ التواتر» وكُلُ عِلْم نَجَمّ مِن جِهْتهِء وأ الكَعْبَة 
قبْلَتَهُ والصّلاةً من فَرَائْض شَريعَتِهِ ونحو ذلك. قالوا: ولا هيّ مما تَلَقيت”) 
بالقبولٍ ففيها ضَرْبٌ مِنَ النْظر. قالوا: على أنه قد رُوِيَ عن الِيْ يك حبار في 
علي رَضِيَ الله عنه في مُقَابَلَةِ هذه الأخبَارٍ. افمِنها ما يُذْكَرٌ عن أنّس أنه قال: 
قال رسول اليه كلا يو لعل : «أَنْتَ خْيْرٌ مَنْ : أخَلِفُ بَعْدِي)””'. ونحو ذلك ما 
روى عن أبي سعيدٍ الحُدرِي قال: قال رسولٌ الله كه : «خينٌ مَنْ مَشَْى على 
الأزض بَعْدِي علي بَنْ أبي طَالِبٍ»* . وروى عن أنّس أنه قالَ: قال رسول الله 
كله لِعَلىٌ: «أنا وهذا حُجّةٌ الله على حَلْقِهِه”” وما رُوِيَ عن أبي ذَرْ أنه قال: 
قال رسول الله كِ: «سنُوَّمُرُونَ أميراً فتَفْثُلُونَه فإذا قَتَلْثُمُوهُ ؛ بابَغُْمْ خَْرَ من 
بُصَلي القِبلةً*2 , ورّوى أنّس قال : «خَيْرِي سَلمان الفَارس0" | نّ الب يكل 


628 627 - 


حديث نبوي. (6) ان كلمة اوسلم؛ مضافة في الهامش . 
(4) ان «اذأ؛ شبه ممحوة. (7 و8 و9 و10 و11) حديث نبوي. 


477 


قال: «خَيِرُ من أَنْرُكُ بَعْدِي علي بن أبي طَالِب)”" وما رَرَى عن عائِشَة 
رَضِىّ الله عنها أنّها قالث: «مُلْتُ: اابأبى أنْتَ وأَنّى ألَسْتَ سَيِّدَ العَربِ) 
قال : «أنَا سَيّدُ العالمينَ وهذا سَيِدُ العدب22 , وذَكرُوا أنَّ عَائِسَةَ ِشَةَ رَضِيَ لله 
عَنْها رَوَتْ عَن الى كل أَنّهُ قال في ذي الكَذيَةِ : قله خَيْرُ هذه الأمّةِ وعليٌ 
قَاتِلّه0” . ورُوِيَ عن أبي أيوب الأنصاري وغيره أن رسول الله ككل قالّ: 

لفَاطِمَةَ: «يا فَاظِمَةُ إِنَّ الله عر وجل أطْلّعَ إلى أهْلٍ الأزض إطلاعَة فَاخَتَارَ 

منْهُمُ م رَجُلَيْنِ أحَدهُما أبَاكِ والآخَرُ بَعْلَّكِ»” وذَكَرَ في رِوَايَة أُخْرّى أنَّ فَاطِمَةً 
رَضِيَ الله عنها شَكَتْ الضّبَ إلى رسولٍ الله تكد فقَالَ: «أمَا َرْضِينَ أنَّ الله 
أطْلَعَ إلى أفل الأزض فَاخْتَارَ مِنْهُمٌ رَجُلَيْن فجَعَلَ أخدمُمًا أَبَاكٍ والآخر 
بَْلّك»". في نَطَائِرِ لهذه الأخبار كثيرة منها ما يَرْوِيهِ الشَّيعَةُ؛ وَأْضْحَابُ 
الحديث» ومِئها ما يَنْفْرِدُ الشِيعَة بَِقْلِهِ. وقِصّهُ فَاطِمّة رَضِيَ الل عَنْهَا:9©؟ ان 
النّبي كل قال لها قصةٌ عائشةء وقول النَبِئْ لله عند,مَجيءٍ علىّ: «هذا 
سَيّدُ العَرَب» مِمّا يَرويه الفريقان. 


[فصل] 

9 - قالوا: وليس بين هذه الأخبارٍ وتِلَكَ أكتَرُ من أنَّ رُوَاةَ فضائل أبي 
بكر رَضِيَ الله عنه أَوْكَقُ وَأَشْهَرُ بالصَّبْطِ [168 أ] على كثير. . .2 الشيعة ٠‏ 68 
غير معروئة عند أْضْحَاب الحَدِيث» وقد يُمْكن أنْ تكون صَحِيحَةٌ وأن يعرفوها 
بجميع هذه الفَضَائل مُتَقَابِةً. ليس يَعْلَمْ صِحُتها باْطِرارٍ ولا بمحو”” شي 
منهاء ولو لَمْ يَذْكُرْ هذه الفضَائْلَ في علي وتمله”*"' على أنّها بمَمزلة مَا لمْ 
يقل : َم بْجرْ القَطَعَ على صِحْةٍ فضَائِلٍ أبي بَكْرٍ رَضِيَ الله عنهما؛ لأنّها في حَدٌ 
أَخْبَارٍ الآحَادٍ. وقد َعم القَاطِمُونَ على فَضْلٍ أبي بَكرِ رَضِيَ الله عنه . أنَّ هذه 
الأخْبّار المَرْويّةُ في على لو كانت صَحِيحَةٌ لوَجْبَ أنْ يَعْلَّمّ عند الفريقَيْن كما 


(6) ق: فهو من الأفضل اسقاطها إلى الحاشية. ‏ (9) ق: بمحو. 
- 629 - (10) ق: عمل الهاء غير موجودة من الأفضل 
(7) خرم: سقطت كلمة. إضافتها . 


0418 


عرف قَؤْله: «أنْتَ مِئْي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسى»"", اومن كنت مولا | 


الأدْْعَنْ الرَيه عَداً إلى رَجلٍ يُحِبٌ اله ورسوله يجيه الله ورسوله»0© ولا 
يُوَدي عَنّي إلأ رَجُلُ مي ونحو ذلك مِمّا هو مَشْهُورٌ عند المَرِيمينٍ. لان 
الذرَاعِي أَشَدُ تَوَفْراً على حَفْظٍ قَرْلِهِ: «وحَيرُ مَنْ أخلِفُ بَغدِي»7 وقَوْلُه : ١‏ 
الخَلْق بعغدِي» 9 وقَّوْلُه : «ابِايَعْتُمْ بَعْدَهُ حَيِرُ مَنْ يُصَلّي القِبْلَة منها»77ك ع 
حِفْظٍ قَوْلِهِ: «أنْتَ مِني بِمَنْزْلَةٍ هَارُونَ مِنْ مُوسى؛ )60 اومَنْ كُنْتُ مَوْلأهُ فعَلِي 

م0 لأنّ في هذه الأخبار رِ تَضْرِيح أتى'""" به أفْضَلَهُمْ وَخَيْرهُمْ وسَيِّدُهُمْ 
وليس في ذلك في قُوْلِهِ : ايُحِتُ الله ورسولّه ويُّحِبّهُ اللَّهُ ورسولّه» . اوأنْتَ ني 
ِمَنزِلَة هَارونَ من موسى») . وفي ذهَاب هذه و الأخْبَارٍ على كثير من الشِيعَةٍ وعَدَم 
هل اشتاب الكويث بانا قد لف والأقتث أ ها عل َي لله عه في 
مَوْيَفٍ من المواقِفٍ ما يَدُلُ على أنّها ليسث في الصّحَةٍ والمُبُوتِء كقّرْلٍ: ١‏ 
كُنتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌ مَوْلاه» ونحوه. 


[فصل] 

0 - قالوا: وكذلك ما يَرْوِيهِ الشِيعَةُ وغَيْرهُمٍ من أنه قال لأهلٍ 
الشورى : «أنُشُدُكُم الله هل فِيكُمْ مَنْ قَالَ فيه الئبِىُ عليه السلام مِنْ كُنْتُ مولاه 
فعَلٌِ مَوْلاهُ». لو كان مَشْهُوراً لوَّجُبَ العِلْمُ لأنَّ الإِخْبِجَاجَ بذلك في هذا 
المَوْتِفٍ العَظِيم. مِما يَجِبُ أنْ يَشْتَهِرَ ويَغْلْبُ نَقْلَهُ على كِنْمَاتِء ويَقَعُ عِلَمْ 
الإِضْطِرَارٍ”'"». ولَمًا لَّمْ يَكْنْ ذلك علم أنه ليس بَِابتِ» وكذَّلِكٌ سَائِرُ ما تَذْكُرْ 
الشِيعَةٌ أنه عَذَّدَهم عليهم في يَلْكَ الأيّامء وفي كُلُ هذا نَظَرٌ. 


1 - وأمًا الإسْتَذْلآل بتَفْضيل عُمَرَ وأبي عُبَيْدَة وعبدٌ الله وغَيْرهِم من 


(1) حديث نبوي. (10) ق: أنا. 


(2) لم يكمل هذا الحديث. 630 
(3) حديث نبوي. (11) ق: الإضرار من الأفضل اضافة حرف 
(4 و5 و6 و7 و8 و9) حديث نبوي. «ضاد؟. 


419 


الصَّحَابَةِ رَضِيَ الله عَنهُمْ لأبي بكر مَعَ عَم الإتكارء فَقَدْ بَينا وَجْه الإسْتَذْلآنٍ 
منه بذْء)"' ' وقد رُوِيٌ أن جمّاعة من [168 ب] الصّحَابَةٍ كانت تُظهِرُ القَولَ 
ِفْضْلٍ علي أمام زَمنِ أبي بكر ويَغدة: منهم عبد الله بن العبَاسٍ في كول 
للشّرَاة: «ة مم من عِنْدٍ َيْرٍ النّاس وأْقْدَمَكمْ إسلاماً» . وما رُوِيَ عن جَابِرِ بن 
عبِيدَ الله أَنّهُ قالّ: «كانّ واللهِ ذلك خْيْرُ البَشَرِ بَعْدَ رسول الله لله كلةِ. وكذلك كان 
رَأى حَُذَيْقَةَ فيه وعمارِء وكانا يقُولآن: «إله أْدَمُهُمٌ إشلاماً وأغْلّمهُمْ بدِينِ الله 
وأوْلآهُمُ بالأمّةِ ورسُولِه؛ وير ذلك مِنْ ألقَّاظٍ يُرْوَى عَنْهُم. 


2 ورُوِيَ عن أبي الهَيْكم اْنِ النّيَِانٍ أ قال: «يا أيُهَا اناس كذ بجعلا 
هذا الأمر بهذا بَعْدَ موت عُمْمَانَ إِنْ ضَحٌْ* إلى أرْلآهُمْ رسول الله كَلِِ؛ 
وأنْدَمُكُمٌ سَلم, أكْبَرُهُم عِلْماً وأفقَهُكُمْ في دِينٍ الله عر وجل وأَنْصَحْكُمْ 
للأمٍء فييرُوا رَجِمَكُم الله إلى إمامكم؛ . وذلك عِنْدَ اسْتِنهَاض النّاسٍ إلى قتالٍ 

طلحة والزُبِيرِ» وتبيط” “ أبي مُْسى لأَهلٍ الكوة وما حَكَيْناه من نُفُورٍ الأشتّر 

مْ عمّار والحَسَنٍء ٠‏ وهذا القولٌ من التّيهان وأمْثَالِهِ عَظِيمٌ . وقد حَكَى مثل هذا 
القَوْلُ عن عمّارٍ وزيدٍ بَنْ صَوْحَانَ والقَعْقَاع بَنْ عَمْرِ وحِجر ابن عَدِيٌء 
وجَمَاعَةٍ من أَصْحَابٍ عَلِيٌ رَضِيّ الله عنه» وإِنّ كَانَ هذا الخْطَابُ إِنّما يُوحِبُ 
ظَاهِرَهُ أنّه خِطابٌ لِمَنْ بَقِيَ مِنَ الصَحَابَةِ ووٌّجُهَ بو لأنه خِطَابٌ مُوَاجَهَةَ: 
«ولْعَمْرِي أنه أقدَمُ إشلاماً مِنْ سَائِرٍ مَنْ بَِّيَ إلى ذلك الوَّفْتٍ وأفقَهُهُه” 
وأَعْلَمُهُم وأوْلآَهُمْ بأمر الأمّةِ والرسول ككل؛ «وأئه عالِمٌ لا يَعْلَمُ وقَقِيهٌ لا يُفْقِهُ 
ومُوَدْبٌ لا مُؤذْبٌ» هذا قَوْلَ عَمّارٍ فيه. وثَّالٌ في آجِرٍ صِمّبِهِ بِالكُوقَةِ على ما 
يرْوَى : : اله سَابِقَةُ في الإسْلم لبسث لأحَدٍ فانقضوا إليه؛ . ويُمْكنٌ أيْضاً أنْ 
يكونَّ أَرَادَ لأَحَدٍ مِمْنْ بَقِيَ في عَصْرهٍ و وأنّه أفْمَهُ وأعْلمُ وآدَبُ من وُجّه بهذا 


الكلام. 

631 - مضافة في الهامش . 
(1) بدياً. (3) ق: سلما. 
632 (4) سط. 


20( إن جملة «بهذا بعد موت عثمان ان صح» 25 ق: افقهم. 


410 


[فصل] 

3 - وكذلك قَوْلُ ابن عَبّاسَ رَضِيَ الله عنه للخَوَارج : «جِتّكُم مِنْ عِنْدٍ 
خَيِرٍ النّاس وأسْبقهم إسلاماً» يَخْتَمِل أن يكونّ مِمَّنْ بَقِيَ وإنَّهِ أَْلآهُمْ بذلك 
الأمرر ويُحْمَمَلُ أيضاً أنْ يَكُونَ قال ذلك. نما أراد بِقَوْلِهِ : «هذا أَوَلْهُمْ 
إِسْلامَاً» . وقَصَدَ إلى أنّهِ أولْهُم إجَابَة إلى قَوْلٍ : «لا إله إلا الله محمّدٌ رسولٌ 
اللّهِء وإنْ كانَ في وقتٍ قوله: يْرُ بَالِ ولا مُكُلْفٍ على ما بَيناهُ من قَبْل . وقد 
أَوْضَحْنا فيما سَلَفَ أن إسْلامَهُ وَقَعَ وهو غير [169 أ] بالغ. ..”'' فيما سمِيَ 
ِفْرَارٌ مِمّنْ ليس بِبَلِغ ِسْلامَهء وهِذِهٍ الرُوَايَات مُخْلّةٌ مُغْرِضَةٌ لهذه التأويلات» 
وقد كُلْنَا في صَدْرٍ الكلام في التَمْضِيلٍ : نه مَسْأَلَهُ إجتهادٍ وأنّ الأئرَ مُخْتَمَل 
وأنّ ما َذْكُرْهُ مِنْ خِلالٍ الْمَضْلٍ أحكام ظَاهِرَةٌ على الفَضْلٍ إذا عَرَفَ أنه أَريدَ بها 
لمَمَرْبُ وأنّه لا يْمْكِنُ التَوَصّل بها إلى القَطع على الله سْبْحَائَهُ بأنّ صَاحِبها 
أفُضَلُ من غير مِمّْنْ عُرِفَ بقِلْةِ العَمَلِء أو مِمّْنْ لم يَعْرفَهُ إلا بآداء الفْرَائِضٍ 
فقط» وإ الإنُم سَاقِط عَنْ كُلْ مُفْضِلٍ لواحِدٍ مِْهُمَا على صَاحبه إذا عُلَبَ ذلك 

في اجْتِهَادِهِ وظَنّه وليس ذلك إلا لإِخْبَمَالٍ الأمرء فَليَئقٍ الله عَبْدٌء وليَنْظَرْ فيما 
قلناه نر مُتَأصْلٍ غَْرُ مَُجَاملٍ للرّجَالٍ ولا مُتَعَصَبء فإِنَّ هذا الباب كثيراً مِمّا 
يَضْرِفٌ النَّظَرَ فيه عن الطريقة المُثْلى يرط" صَاحِبه إلى التتف والقوْلٍ بمَا لا 
ْم له بمَرْضِع المَيْلٍ إلى مَنْ يَهدِي بفضله وهذا يُعِرْ من”” يُحِبُ ب الرجال» وما 
يَسْلْمُ مِْهُ إلا مَنْ أَرَادَ الله به خيراً. أو فليَنضِح أمْرُ نَفْسِهء ويُقَْم الاختياطً فيد0©» 
ويَعْلَمُ أنه لِيسٌ بَيْنَهُ وبَئْنَ الآخر م مِنَ الأمْرٍ بِمُوَالاٍ مَنْ نَّصَرّ الدينَ» واتْبّعَ 
السَّبِيلٌ . وجَاهَدَ في الله حَنَّ الجهَادٍ ونْصَحَ له وإرسوله. وهذه قِصَّهُ علي وأبي 
بكر رِضْوَانُ الله عليهماء وما عَذَا هذا الإغْتِقَادُ فليس من الدّين» مأل اله 
التَوْفِيقَ لِصَوَابٍ ما أْمَرَ بوه ونَسْتَهِدِيهِ إلى الحَقّ وقَضدٍ السَبيلٍ. 


633 - (3) ق: يعرون من الأفضل أن تكتب كلمتين 


(1) خرم: سقطت كلمة. اليعر! و«من» وكلمة 'يعر! عر أي: ساء. 
(2) ق: يرط. (4) ق: سه. 


431 


[الباب الثامن والعشرون] 


[باب الرد على الخطابية والبكرية وعلى الجبائي وأبي 
هاشم ومتأخري المعتزلة] 


[فصل] 

4 2 وقد قَالَ أكتد أَهْلٍ الإنْبَاتِ والسّنّةِ والْجَمْهُورِ الأغظم من ن أضْححاب 
الحديث أن أفْضَلَ الناس بَعْدَ رَسول الله يكل أبُو بَكرِء نم عُمََئُم عُفْمَان كُمَ 
علي رضوان الله عليهم. ومن عليه ُهل الآنَار الْذِينَ قالوا بذلك يزيد بنْ 
هَارُون”*"» والفَضْل بَنْ دُكين”*» وعَبْدَ الله بن المُبارك”*؟ وأكثر الصحابة 
وسفيان بن عبينة'* وكثير بن هشام ومحمد بَنْ يُوسْفَ القذُورِي وإشحاق بن 
رَاهَوَيه! *"» وَوَكيع بن السَترّاح *" والوَاقٍِي”*', وعَانّةُ أضحَاب الحَدِيثِ. وقال 
آخَرونَ من سَلَفٍ الأمّةِ بتفضيل أبي بَكر ثُمّْ عْمَرَ ثُمّ عُنْمَانَ ثم وَقَهُوا في 
البَاقينَ بَعْدَهُمْ وهذا قول [169 ب] عبد الله بَنْ عُمر في خَْبَرٍ المُْفَاضَلَةِ 
ومَذْهَبٍ أبي هريرة» وكثرونَ مِنَ الصحابة» تَبِعَهُمُ على ذلك جَمَاعَةٌ مِنْ 
أضحَاب الحديثُ. 


[فصل] 

65 - وقَالَتْ الخَطَابِيةٌ”* “: أن أَفضَرً ل النّاس بَعدَ رسول الله يبي عمّر بَنْ 
الطاب . كما قَالْتْ البَكريّة والعَبّاسِيّ والشِيعَة*) مثلّ ذلك في أبي بكر وعْمَر 
والعَبّاسٍ رِضْوَانُ لله عليهم . وتَعلّقت الخطابيّةُ بأمُور سَتَذْكْرَها على الإِخْتِصَارٍ 
فيما بّعدإِنْ شَاءً الله. وحكى أنَّ قَوْماً قالوا: بِتَفْضِيلٍ أبي بَكْر على سَائِرٍ 
الصَحَابَةء وَوقَمُوا فِيمَنْ بَعْدَهُ وليس يُعْرَفُ أَعْبَانُ أضحَاب هذه المَقَالة. وذْكِرَ أن 
قَوْماً قالوا: أن عَلياً أَفْضَلٌ مِن عُمََ ووََمُوا في أبي بكر وعليٌ» وهذا ليس 

002 


يُعْرَفُ قِائِلّهُ. وبِتَمْضِيلٍ علي على عُنْمَانَ بَنْ عَفَانَ. ووَّقْفِ أبو الهُذِيلٍ 
العَلآفٍ'*/» وجَعْمَرْ بَنْ زب في تَفْضِيلٍ علي على أبي بَكرٍ وعْمَرَ وتَفْضِيلهُمَا 
عليه. وَحَكى أنَّ قَوْما رَعُْموا أنَّ العَشْرَةَ المَضْهُودٍ عليهم بِالجئِْ مَُسَاوُونَ في 
المَضْلء ووَقَهُوا فِيمَنْ بَعْدَهُمْ. وقال آحَرُونَ : : الأئِمّةُ الأربَعَةُ مُنَسَاوُونَ في المَضْلٍ 
على القع وَوَقَهُوا فِيمَنْ بَعدَهُمْ على التَطْلّع وَقَالَ كر المُسْلِمينَ في وَقْيَنَا هذاء 
وجميمٌ سَلفٍ الأمْةِ على فُضْلٍ الأيِمَةٍ الأزَعَةٍ على سائر مَنْ عَدَاهُمْ. ٠‏ وعلى 
تَفْضِيل السِنَّةَ الذينَ هُمْ أل الشوّرَى على سَائر من عَدَاهُمُ مِنَّ الأمّة. 

6 - وححكى عن الجبَائِي وأبي هَاشِم أَنّهُما كَانًا يَقَمْانِ في تَمْضِيلٍ 
الأربَعَةِ بَْعْضْهُم على بَعْضء وهذا طَرِيفٌ من فَوْلِهِمَاء لأنّهُمَا يَرْعَمَانِ أن 
الصَحَابَة لَمْ نُجمع على تَفْضِيلٍ الأئِمّةِ الأرْبَعَة على سَائِر الأئمّةِ عند الله عر 
وجَلَّ. وإنّما قالّوا : ذلك مِنْ طريق الإِجْتِهَادٍء وَعَلَبَةِ الطَنْ بظاهر أَفْعَالِهِمْ التي 
كَثْرَتْ مِنهم» وَشَاهَدُوا وكانُوا عِنْدَهُمُ أَفْضَل الأَثمّة في عَلَبَّةِ الظَنّ. وليس مما 
يُوجب المَطِعْ على تَفْضِيلهمٍ على سَائِرٍ المُسْلِمِينَ عند اله عر وجَلء كمًا لأ 
يَجِبُ إذا [170 أ] تمثل المُؤْمِئُو نَ""' على عَدَالَةَ رَجُلٍ وإِسْلامِه في ظَاهِرٍ الحَالٍ 
مَا ظَهَرَ من الصَّحَابَة ونفَاهُ أبو هاشم . يَدُلْ ذلك على أَنَّهُ مُؤْمِنْ نَقَْ عند 
اله عر وجَلَّ. فكذلك زرَعَمَ إِجْمَاءٌ الصَّحَابَةَ فلا يَحجَبُ على هذا القولٍ أن 
يَفْطعًا على أَنَّهُمُ أَفْضَل مِنْ بَعْض أهْلٍ عَضْرِنًا هذاء لأنّه لا إِجْمَاءَء ولا حَْبَرَ 
يَمْتَعُ مِنْ ذلك . وما معنى الوَقْفَ في الأَْعةٍ دونَ سائِرٍ الصّحَابةِ ونحنُ لا تلم 
على قَوْلِهِمَا فَضْلَ المَاضِلٍ مِنْهم عند الله وما معنى وَقُمْنَا في فَضْلٍ الصَّحَابَةٍ 


بَعْضْهُم على بَعْضٍ دون وَفْفِنَا في فَضْلِنًا عليهم وفضلهب” علينا إذا كان هذا 
الفعلٌ عندَهُمَا صَحِيحاً . 


7 - وقد حَكى عَنْ قَوْم مِنَ المُتَأَحْرِينَ مِنْ مُتكلمي المُعْتَزلة أَلهُ يَجُورُ 
636 - وقد كان الكلام للجبائي وابي هاشم . 
(1) ق: المامون. (3) ق: فصل الكلام يعود إلى الفعل. 
(2) ق: ماه أبي قد تكون كلمة سقطت سهواً 


433 


أنْ يُوجَد في عَصرنًا هذا مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ سَائْرٍ الصَّحَابَة والتَابِعِينَ لعل كثيراً 
مِمّنْ نَرَاهُمُ اليوم مِنْهُمُ يقولٌ بذلك لاسِيّما أضْحَابٌُ البّائي. لأنَّ النَظَرَ يُوجِبْه 
على قَوْلِهِمًا. لأنّه ليس عن اللهِ سُبحائه» ولا عَنْ رِسُولِهِ خَبَرٌ بأنّه لا يكونُ 
فِيمَنْ يَعْدَهُم منْ هُوّ أفضَل مِنْهُمْء أو مِنْ بَعْضِهِمٍء ٠»‏ ولو كان في هذا خْبَّرٌ 
يُوجِبُ العِلْمَ لَوَجْبَ نَقْلهُء والْقِطَاعٌ العُذْرٍ بو وتوَفر الدَوَاعَي على حِفْظه. 
وليس عِنْدَهُمْ في الأحْبَارٍ ما هذه سَبِيلَهُ ولا أَجمَعَتْ الأَّةُ على أن ذلك لا 
َجُورُ أنْ يَكُونَ إندالاً في عَضْرٍ السْلَفٍ ولا فِيمَنْ بَعْدَمُم ولا شَيءَ يَمْنَعْ من 
ذلك؛ ولا على أَنَهْمَا يَُولآن أن الحَكُمَ بالفْضْل مِنْ طريق ظاهِر الفِغلٍ لا 
يَصْح) ولا يَجْرِي مَجَرَى الحُكُمٍ ابن زيدا"'' مُؤمن». لأنّ الحكم ظَاهِرٌ بأل 
ظَاهِرٌ فَاضِل في الظَاهِرٍء ولا مَعَْى له لأنّ المَاضِلَ في الدّين هُوّ: الْرَفِيعٌْ 
الدّرَجَةَ عند الله . ونحنٌ لا تعلَمُ أن الفِعْلَ قد أرِيد الله عر وجل به مضلا عن أن 
يَكُونَ فَرْضْئا عِنْدَهُ فكيف يَحْكمْ بأنّهُ فُاضِلُ في الظاهِرء وليس للحُكم بِأنه 
فَاضِلُ في الظَّاهِر؛ أَحْكامٌ شَرْعِيّة نَتَعَلّقُ بِالقَْلٍ بأنَّهِ فاضل. وَلِقَوْلِنَا أنّ ريدأ 
مؤمنٌ في الظاهِر أخكامٌ تَتَعلَقُ به مِنْ مُنَاكْحَتِهِ ومُوَارَئتِ وأكل ذَبِيِحَتهِء وإِلحَاقِه 
بكم الدّين في سائِرٍ أخكامه. 


[فصل] 

638 - وكذلِكَ فَوْلْنا هو كافرٌ في الظَاهِرٍ إنّما يُرِيدُ به تَعْلِيقَ أخكام 
الكافرينَ عليه» وقَوْلنًا فَاضِلٌ ليس َهُ كم في الشّرْع يَتَعلْقُ بو وقبُول شِهَادْتَه 
تَجِبُ يِكَوْنِهِ مُسْلِماً عاقلا حرا بالغاً إذا 701 ب] لم تُغرَف منه زَلَّهُ وليس 
المُرَاد بالقولٍ فأبطل اله تَكلمَْ بتَفُضِيل. . '” بذلك أنه لا يَجبُ على تَوْلِهِم 
الفْطُمْ على فصل الصُحَابةِ عأَئَِا عند اله عزْ وجَلٌ؛ ولا في ظَاهِرٍ الخكمء 
وهذا قَوْلَ شَنِيعٌ مَرْدُولُ سنقُولٌ في قَسَادِهٍ إِنْ شَاءَ اله 

9 - فأمًا الكلامُ في تَفْضِيلٍ أبي بَكْرِ رَضِيَ الله عنْهُ على سَائِرٍ الصَّحَابة 


637 638 
(1») ق: زيد من الأفضل زيادة ألف للنصب. (2) خرم: سقطت كلمتان وقد تكون 
«الفاضل؟ وكلمة أخرى. 


464 


فَقَدْ مَضَى” " فيه ما يُمْكِنُ التَعَلْقَ به . وأمًا الكلام في تَمْضِيلٍ علي رَضِيَ الله عنه 
فَقَدْ ذَْكَرْنًا ما قيل فيه. وكذلك فقد ذَكَرْنَا ما تَعَلَْتْ به العَبّاسِبُةُ في تَفْضِيلٍ 
العَئّاس أو أَكْثَرهِ: وَقُلَْا أنّ القَؤْل فى ذلك مِنْ باب الإجْتِهَادِء وأمًا القَوْلُْ 
بتَفْضِيلٍ غئِرٍ هَؤْلآءِ من الصَحَابَةِ» فكُلّهُ حَادِثٌ على ما وصفناه ه في صَدْرٍ 
الكتاب» ولو كان في الصَحَابَةٍ من يُمَضْلُ أبَا عُبَتِدَةَ وعبد الرحمن 0 أو غَيْرهما 
لتقل ذلك تفلا يُوجبٌ الحيجا ويُمْلِمُه©. ولم يَحْفِ القَائِلُ بهِ والذاهِبُ إليه؛ 
وك مالة ' يُروى عن عُمرٍ وعَائِشَةٍ شَوْء وغَيْرِهِما في تَمَضِيل الأب البق أخباز 


آحَادٍ ضِعَافَِ قد نمَاهُ ما هو أقوى مِنْ بَاعِهم وَعَنْ غَيْرِهِم» ونَبْتَ النّصُ مِنّ 
الرّسُولٍ عليه السلام بخلافٍ ذلك . 


60 - وقد أَجْمَعَتْ الأمَةُ على فَضْلٍ أبي بَكْرٍ وعُمَر على عُثْمَانَ فهذا ما 
لا إشْكَالَ فيه. وأمًا القَوْلُ بتَفْضِيلٍ الأئمةِ الأربعَةِ على سَائِرٍ الأئِمّةِ» وتَفْضِيلٍ 
هل الشُورَى على سَائِرٍ العَْرَةِ؛ وبَاقّي الأمّة فأمرٌ قد الْمَمَّتْ عليه به الصَّحَابَةُ. 
وَعَلِمَ أَنْهُمْ كانوا يَطلْبُونَ المَضْلَ ويِحُوضونٌ في ذَكْر المَاضِلٍ. َلْمْ يُحْقَطْ عن 
أَحَدٍ منّ الأَئِمَقٍ ولا مِنْ غَيْرِهِم أنه فَضَلَ غَيْرَهُمْ عَلَِيهم خبرٌ يُوجِبٌ العلم 
ويَقطَعْ العُذْرَء ولو ذَكَرَ ذلك لتقل ليا نفلا يُوجِبٌ الجلم» ويَدُلُ على مُضْلِهمْ 
أنِضاً على سَائِرٍ مَن عَدَاهُمْء ما كان من التبي يل في تفضيلهم وتقريظهم 


والإخبَارٍ عن سَلآمةٍ بَوَاطنِهمء وقد مَضَى من ذلك ما فيه ِفَاية. 


41 - ونحنٌ نَعْلَمُ ضَرُورَةٌ مِنْ دين الصَّحَابَة» وسيرتهم وما شَّجَرٌ بَِنّهم 
في أيام تَسَاوُرِهمء وطلّب الأفضَلٍ مِنْهُمُ» والرْجُوع في النَوَازِلٍ ومُهِمّاتٍ الدّين 
إليهم لم يكونوا يَذْكَرُونَ أحداً أحَنُ بذلك وأؤْلَى بأن يَرجِمٌ إليه» ويَغْتَرِفٌ 
بَِضْلِهِ مَنْ حَرَجَ من العَشَرَةٍ الذِينَ ذُكَرَهُمُ رسول الله كه وأنَّ العَشْرَةٌ أَسْرِهًا 


كانت تُسَلُمُ المَضْلَ وتَعْتَرِفُ به [171 أ]. .ة ةوَ.. زط.. ها" «العبّاس يدفعني 
639 - 4( ف: سماء 

() ق: مضا. 641 

(2) ق: تعلمئنه. )5( خرم: سقطت ثلاث كلمات. 

(3) ق: كلما. 


055 


إليه بقية) فإنّه مع ما قَدَمْنَاهُ مِنْ كثْرَة مَنَاقْبه وعظيم غَاة0) وفضائله وجلالة 
قَذْره عند الرٌسُول عليه وكِتْرَةٍ إِعْظَامِهِ لىء وما كَانَ عليه مِنَ المُضْل والبَاه 
العَرِيض» وعَرِيض المَحَلء وصِحَةٍ النّجْدَةٍ والعَقْلٍ والنّبَامَوٌء والقَّدْرٍ في 
الجَاهِليّة قَبْل الإسلام. 


2 ثم ما إِنْضَاف لَهُ إلى ذلك في الإشلام مِن تَعْظِيمٍ رسول الله كو 
الذي كانَ لا يَمْعَلّهِ لِعَيْرِو» كان يَعْتَرفُ بِالفْضْلٍ © للأيمةٍ و الكَّلاكَة ولم يُخَكَ 
عنلهة ولا عَن أحَدٍ من التَلَفٍ بخبر يَقْطُمُ المُذْرَ بمثله أنه اذى أو أَدْعِيَ له 
بمَضِيلَته”*/ على علي أو أبي بكرء فتَبْتَ بجميع ذلك فُضل الأئِمّةِ الأربعة على 
العشرة ة وباتي الأمّة وَفُضْل السْنّةِ على سَائِرٍ العَشرَقٍ» ومّنْ بَقِيَ من جميع الأمة: 
فأمّا النَّكُ في فَضْلِهِمء مضل سَائِرٍالصْحَابَةٍ على جميع مَنْيأتي بَعدَهُمْ من 
التَابِعينَ وإلى وَقْتِئَا هذا وإلى أَنْ يرت الله «الأرْض ومن عليها4” فَلّيس من 
دين المُسْلِمِينَ في شَيْءٍ: فإنًا نَعْلَمُ ضَرِورَة أن الصّحَابَةَ كَانَتْ تَعْتَقِدُ فَضْلَ 
الأئْمّة الأرْبَعَة» وسَائِر العَشْرَةِ على سَائِر الأمّة. ومِنْ تَفُضيل الأرْبَعَةِ على جميع 
الْعَشْرَق وكانث تَقْطمُ بهذا قطعاً لا شكال فيه. فَوَجُبَ تَفْضِيلْهُم على سَائِْرٍ مَنَّ 
دهم وقد قال لله عرْ وجل «لا توي متهم من انق من كل الفح وقاقل 
أُولئِكَ أغْظَمْ دَرَجَةَ مِنَ الذين أَنَفَقُوا من بَعْدُ وقائلوا وَكُلاَ وَعَدَ اللَّهُ الحشتى#©) 
فخبّر بِمَضْلِهِمء وفضْلٍ جَِهَادِهِمْ على مَنْ بَعْدَهُمْ وبعد مَنْ جامد بعدّ السَابقٍ 
0 الو أَنْفَقَ أَحَدُكُم مِثْلَ أَحَدٍ ذَهَبَاً ما بَلَمْ مَدْ أَحَدِهِمْ ولا 
: 202 وكُلُ هذا يَدُلُ على أمْر لا يَجُورُ أنْ يَجْعَلَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ. 


3 - فأمًا قَوْلُ الجبّائي وله عرَّ وجَلّ إنّما أرادَ أن الإنْقَاقَ الواقِعَ بعد 


الفُنح لا يْسَاوِي الإِنْمَاقَ الوَاقِع قَبْله. وإنّما التَفْضِيلُ وَقَمَ في الإنْقَاقِ: وهي 
هله الطَاعَةٌ المَخصٌّوصَة 3 حَسِبَتُ» فإنّه خلاف الإجماع لأنَّ الصَّحَابَة وسَائِرٌ 


)20 ق: غنايه . )5( سورة مريم: 40. 
642 (6) سورة الحديد: 10. 
(2) (3) ق: الفضل. (7) حديث نبوي. 


(4) ق: يفضشه. 


456 


الأَمّةِ نما عَقَلُوا من هذا القَؤل: تَفُضِيلَ المُنْفِقِينَ وَالمُجَاهِدِينَ قَبِلَ قَبْلَ المح على 
قَاعِلٍِ ذلك بَعْدَهُ ولا على غَيْرِهٍ مِن سَائِرٍ الأَنَةِ في ذلك العصر [71! ب] 
وفيما يَأَنِي بَعْدَهُ مِنَ الاغضار. 


[فصل] 

6044 فإن قالوا: لم اجتَمَعَ الأربَعَةٌ في فَضْلِهِم ولا حُسَةٌ في ذلك . قيل 
له: فكذلك ما أَجْمَعَتْ الأنّة على نَضل العَشْرَةِ على سَائِر الأمّةِ. ولا على 
َضْلٍ الأزبعة على سَائِرٍ العَشْرّة» ولا على أنّهِم أَفْضَلُ مِمْنْ يَأَتِي بَعْدَهُم. فإنْ 
قالَ: هذا الْجمَاعٌ. قيل له: وما عَارَضْئَاكَ به إِجْمَاعٌء وهذا أنْبَتُ من هذا 
الإجماع. فإن قال: الأمْرُ على ما ذكرْتمْ ليس في شيء مِمًا حكَيثْمْرةُ 
إجماعا”'' . قيلَ له: نَقِفْ فى فَضل الأرْبَعَةِ والعَشْرَةِ على سَائِر الصَحَابَةٍ وعلى 
َضْلٍ الصَحَاية على من بَعدَهُ, وعلى أبي الل والججاجظء اوأمثالهماء فإِنْ 

ف اليل بالإشِحَاقٍ على ما سَنصِل فيما بعدء داه في الاب 
يَعْدَهُ 5 وعلى سَائر الأّة من لم يثقْ ولم يقال أيضاًء ولا فضل في ذلك . 


[فصل] 

5 - وكذلك الجوابٌ لِمَنْ قال أن عرّ وجل : إِنّْما أرَادَ أن أحداً من 
أل عَضْرِهِم لا ُسَاويومٍ لأن" قوله منكم جِطَابُ مُوَاجَهَة» وهو أَقْرَبُ من 
تَأويلٍ الجبّائي» والذي يمنعٌ من حَمْلٍ الكلام على ظَاهِرهٍ وَقَضرِهٍ على الصَحَابَةٍ 
هو الإجماعٌ على أنه أفضل أيضاً مِمْنْ ألقَقَ واد بغد المَنْح من غيرٍ الصّحَابَ 
في سائِرٍ الإعصارء كما أن الذي يَمَْعُ مِنْ جَعْلٍ قَوْلِهِ لا يَسْتَوِي منكمْ مقصورٌ 
على في التساوي في العِبّادَةٍ التي هي الجهادُ فقط إِنّما هو الإجماعٌ على إبطالٍ 
ذلكء فسقّط جميمُ ما يَتَعَلّقون بهِ. وأيضاً فإنَ الله تعالى لما حَبّرَ أنّه قد جَعَلَ 


- 644 _- - 645 - 
(1) ق: إجماع. (2) ق: لانه من الأفضل حذف الهاء. 


431 


لِسَائِرٍ أفْعَالِهم مِنْ ضَروب البرٌ من الفضلء. ما جعل الإنفاق والجهاد إذا وقعت 
منهم قبل المُتح. ومتى حصل ذلك امتنع مساواة غيرهم لهم في شيء من هذه 
الطاعات إذا وقعت بعد الفتح”'. 

646 - وَإنْ قَالَ كَائِل: إِنْ الله عَرْ وجل إِنّما جَمَلَ هذه الخاصِيّةُ للجهاد 
والإْمَاقٍ قَبْل الفتح دون سائر الطاعاتٍ لموضع شِدَةٍ الإنْتِماع بهما وعظيم [172 
أ] شأنه ...2 في حدوده وخلافة ذلك في الصلاة وتصديق الرسول يل 
والتوحيد قبل الفنْح لكان قد قال محتملاً. ويصح أيضاً أنْ يُجَابَ بأنّ الصلاءً 
والإنحيّاز إلى رسول الله يك وتضديقه وتّوحيد الله سُبْحَانه» وسائر الطاعَاتِ 

َل الفَنْح ليس لما يَمَعُ مِنْ حَبْسِهًا بَعْدَها لتَحَمْلِها مع المَضْلِ”” والذّ 
والمكدوف والصَّبْر على امْتِهَانِ العَدُوٌ وسخيف الأخلام» أ لطر رأ 
وغير ذلك فيكون وقوعٌ سائر القزب على هذه الال تجعل لها مَزْيّة تسَبْبُ لما 
عربت منها لكان ذلك صحيحاً. على أن َوه عر وجل : إلا يوي منكم من 
أنْفَقَّ4 . لئن في ظاهره لا يَسْتَوي إِنْقَاقُ من أنْمَقَ» وجَهَادٌ من جَاهَدَء وإِنّما فيه 
أنه لا يَسْنَوِي المُنْفْقٌ المُجَاهدٌ وهاذان إِسمان للشخص للشخص والجِسشم المَنْفّْق دون 
الإتفاق» فمن أَرَادَ العُدُولَ بالكلام عن ظاهِرههٍ لم يسمّمٌ له ذلك إلا بدلالة 
قاطِعَةٍ يأتي لهم بها. وعلى أنَا نَعْلَمَّ أنّ قتَالَ غَيرهم مِمّنْ يأتي بعدّهم إذا عَاشٌ 
مائة”* سنة يجاهِدٌ ويقاتِلٌ وَيَبْلى في الله عر وجَلّ لا يساوي قتالَ من قائّلَ قَبْلَ 
الح ولو أَسَرّه . 

[فصل] 

67 - وكذلك إيمانُ من آمَنَ من قَبْل المَنْح منهم» وصَدَّقٌ المُّدَةَ اليَسيرَةٌ 
لا يُسَاوِيه إسْلامُ من تَأَخرَ ونْ بتي مَائتي سَنَةٍ مُسْلِماً مؤمنا مع العلم بكَْرَةِ عَدَد 
آخر. ما وَقَعَ من المتأخرين على ما جَعْلَ مِنَّ المُهَاجِرِينَ. وكذلك إِنْمَاقُ مِثل 
أحَدٍ لا يفي بِائَمَاقٍِ السير قَبْل المَنْحء فْوّجبَ أن يعلم بذلك أن الله تعالى قد 


40 يكرر (ومتى حصل» الى إذا وقفعت. )3( يكرر مع «الففل»2. 
646 ل (4) ق: ماية. 


458 


جعل لجميع الطاعاتٍ: السابقين المهاجرين ما لم يَجْعَلَ لطَاعَاتِ أحَد يَأني 
بَعْدَهُم . فتبْتَ بذلك أله لا يَجُورُ مُسَاوَاُ أحَدٍ نا لمَئْزِلةٍ ألهم نَوَاباء وَإِنْ طال 
عُمْرْنَا وحسن عَمّلنا . هذا إِجْمَاعٌ من السَّلَفٍ . فُليس يصِحُ تَفْضِيلٌ أَعْمَالِهِم 
وإِنْ قَلَْتْ على أعْمَالِناء وإِنْ كَثْرَتْ إلأأعلى مَذاهِبٍ أضحَابا خاصّةً دون 
مَذَاهِبٍ سائر المُعْتَرْلَةَ وكل مَنْ قال بقَْلِهم في التَعدِيلٍ وَالنَجْوِيرِءٍ وَاسْتِخقّاق 
النَوَابٍ بِالعَمّل على الله سبْحَانَه وَاسْتِحَالَة تَفَضلِهِ على بَغْض المُكَلّفينَ بجَغل 
قُرْبِهِ على عَمَلِهِ على عَمَل غَيْرِهٍ إذا سَاوَاه أو يُوَفي عليه. وأنَّه مَتى لم يعط 
المطيع ضرباً في اللَذَاتِ والإجلال» فقد ظَلْمّه. ودَللنَا على ذلك في كتاب 
التَعْدِيلٍ والتَجُويرٍ وفي كتاب العلل وكتاب فُضلٍ الل بِالعَقْلٍ والسَمَع من 
كتّاب أصول الفْقْهِ بِمَا يُمْنِي عن رَدْه. 

8 - [172 ب] وإنّما يقولٌ أنَّ الله سُبْحَائَهُ جَعَلَ الأنْقَالَ الوَاقِعَةَ عَن 
طريق اله عر وجَلٌ عِلْماً على المْاضِلء وكذلك جَعَلَ تَفْضِيلَ بَعْض الأغمال 
على بعض دليلاً على أنّه قد جَعَلَ صَاحِبَّها فَاضلاً واضطفًاه دون غيره. فأما 
المُعْمَِلَةُ فَإنْها تُجِيلُ تَفْضيلَ الله سْبْحَانه لأَحَدٍ من العَالمِينٌ على الآخَرِ مَع 
تساويهما أو جَعَل ما قل عَدَدُه مع مُسَاوَاتِهِ في صِمَاتَهِ والوّجُوه التي له تَمَعَانٍ 
عليها. ومن كانَ ذلك عِنْدَهم كذلك لم يُمْكِنْ أنْ يَعْتَقِدَ أنّهِ عزّ وجل أرَادَ بقوله 
لا يستوي منكم تفضيل الجهادٍ والعَمَّل منهم على مِثْلِهِ وما هو أكثرٌ منه من 
غيرهم. . وكذلك القول في سَائرٍ الطَاعَاتٍ ومَئْع تَفْضيلِها على ما يَقّعُ مِمْنْ يأتي 
بَعْدَهمء لأنّ ذلك ظلْمٌ ومُحَابَاةٌ على قَوْلِهِم . 


[فصل] 
9 - فإِنْ قالوا: الأمْرُ كما ذَكَرْنُم غَيْرَ ألَهُ سْبْحَائْهِ قد عَلِمْ أنه لا يَمَمْ من 
يرهم أبداً ما يساوي ما وَكَعَ منه. إن قُلْ عَدَدُه فكذلك حَكمَ بِفَضْلِهِ على 
فصل أُمْثَالِهِ الواقِعَةِ بعده ذ فى الجنس. قيل: ومن أَْنَ لنا أن الله عر وبل قد 


09 


علمَ ذلك. وقد يجورٌ على أُصُولكم مِثْلُ قَدَرِو فإذا اتَمَعْ مُنَاوؤُو!" وإنّما 


649 - 
(0) ق: مساواهف وا. 


0459 


فصل عليه . هذا عندكم 3 صحيحٌ ثابتٌ في الطاعَاتِ إذا اجَتَّمَعَتٌ وفي الْمَعَاصي 
ِتَخْرِيضِكم القؤل. 


[فصل] 

0 - فإن قالوا: هذا أيضاً كما حكيتم عنا ولكن قد علمنا أن هذا الجائز 
لا يقع وان الله سبحانه قد علم انه لا يقع مِمْنْ بَعْدَهم لحُكيهٍ بِمَضْلِهِمِ على من 
بعدهم ولا بإجماع الأمةِ على تفضيل السَابِقِينَ على أَهْلٍ عَضْرنا. قيل له:. متى 
أجمعوا على ذلك ونيم تَزْعَمُونَ أنهم إنما أجمعوا على ذلك إجماعاً ظاهراً من 
طريقٍ الإجتهاد ولم يُجْمِعوا على ذلك قطعاء ولعل إجماعَهم هذا ليس على 
م”'' أجمعوا عليه عند الله عنَّ وجل لأنُكم تزعمونٌ أنَّ الصحابةً إنما أَجْمَعَتْ 
على تفْضِيلٍ الأيِمّةِ الأربعة على غَيْرِهم في الظاهِرٍ وغالِب الظن لا على القَطع 


عند الله . 


651 - فكذلك ما أَنْكَرْنُمٍ أن يكونوا إِنْما ألجمعُوا على تفضيل الصَّحَابَ 
على مَنْ بَعْدَهم على الإِجْتِهَادِ وفي غَالِبٍ الظّنٍ لا على القَطع على الله سبحانه 
ويمكن أنْ يكون الأمْرُ عند الله سُبْحَانه على خلاف ما جمعوا عليه على 
قؤلكم. فإنْ قالوا: العلم أنَّ الصَحَابَة أَجْمَعُوا قَطعاً على أنّهم أَفضَلٌ مِمّن [173 
أ] بعدهم قيل لهم: وكذلك يَحْكُمْ بِفَُضْل أنّهم أَجْمّعوا على تَفْضِيلٍ الأثِمَةٍ 
الأربَعَةِ والعَشْرَةٍ على سَائِرٍ الم وعلى أنَّ الأمْر”” عند الله عَزَّ وجَلٌ كذلك. 

2 - فإِنْ قالوا: لا َعْلَمُ هذا إلأ بِخْبَرٍ له ضرورة تَقْمَضِي هذا يُوجب 
الجلم مثلُ وذلك مَفْقُود متَعَذَرْ. قبل لهم: وكذلك لا نَعْلَّمُ تَمْضيلَ السَلّفٍِ على 
من يَأتِي فبَطلَ ما قَلّْم . لاسيما قد رُويّ عن النَبِي كَيةِ أنه سيل عن إخوانه. 
فقيل له: أُولَسْنَا من إخوانك يا رسول الله قَال: دلا أنتم أضحًابي وإخواني 
الذين يُؤمنون بي ولم يَرُوني»» وفي نَظَائِرٍ لهذه الألفاظٍ. وهذا عند من قال 


651 - 650 


(!) ليس بين «على» و«اجمعوا؛ كلمة اماك من 2( يكرر «الأمرا. 
الأفضل زيادتها لتصبح الجملة صحيحة. 


400 


منكم بِجَوَاذٍ فَضْلٍ وَاصِلٍ العَرالء وعمرو بَنْ عُبيْدٍ لله وأبي عَئْمَانِ الجَاحظ 
وابْرَاهِيمَ النَظام التَقبينَ الوَرِعِينَ : أي” '' النظامٌ والجاجظ يُدْلُ على أنه قد يَمْ0©© 
بهذا القَّوْلِ على فُضْلٍ المُؤْمِنين به بَعْدَه على مَنْ تَقَدْمَهُ. وأكئَرُ من نَرَاهُ من 
لمُخْترِلّة يَعْمَقِدُ هذا ويَسْتَسِرُه وإن لم يبي وهذا القَوْلُ أنظر الأمَاويلٍ عندهم. 
وقول طلا يَسْتَوِي منكم» أنْ يكون أَرَادَ به مِنَ المُخَاطبِينَ المُوَاجهِين» ويُحْتَمَلٌ 
أنْ يكونَ أرَادَ فى نفس ذلك العَمّلء ٠‏ ويُحْثَمَلُ عِنْدَهُمُ أنْ يكون أرَادَ إذا الْفَرََ 
الجِهَادُ من أَعْمّالٍ حر تُقَارِبُه لا مَعَ اسْتِوَاء الأغمّال. 

653 وليس يَحْفَلونَ لماع في هذا الباب» اولا يتبنولة إلا إلا إِجْمَاعَاً 
فَضْلٍ الصَحَابة والأيمة الأرْبعة والعشرة لغشي" على شار م بأ بَعْدَهم . 
وفي قَوْلِهِ عليه السلام : اخْيِرُكُم قزني»” “ «الذين «بعت فِيهمْ4” ثُمْ | لذينَ 
يَلُونَهُم0”” ما يَدُلَّ على فَسَاد هذا القَوْلٍ والمعمَرلُ لا تَْتَدُ بهذا الحديث. 
ونَرْعمْ أنه لو صَحٌ لَوَجْبَ أنْ يكون للتابعِينَ أفضل مِنْ أهْلٍ القَرْنٍ الثاني وذلك 
باطل عند وهو صحيح عناا. ويََمَبُ سلف الأمة وأفل القذوَةِ منهم 
في غيرجم» فك بذلك سقوط [73] ب] كل ما يَعْتَمِدُونَ عليه في هذا الباب. 


- 652 - (3) ق: العشرة. 


(0) ق: أعني من الأفضل استبدالها بكلمة (4) حديث نبوي. 

«أي». (5) سورة آل عمران: 164. 
(2) ق: قد يمر. (6) حديث نبوي. 
653 - (7) ق: بهاذا. 


491 


[الباب التاسع والعشرون] 


[باب الكلام في معنى الفضل والتفضيل وجواز إقامة 
المفضول على الفاضل ثم الاستدلال باحاديث مروية عن 
النبي عَلة] 


4 - وأمًّا القائلون بفضل علي رضي الله عنه على سائر الصَّحَابَة فقد 
اعْمَلُوا بأشْيَاء كلها لا تَِىٌ عن ذلك فمئْهًا : رضأ" المسلمون” به وعَقدٌ أبي 
بكر رضي الله عنه والْقَافْهم على صِحة بيِعتِهِ ووجوب' الإنقيادٍ له مع العِلّم 
بأنّه لا سَبْبَ يَمَْمْ أبَا بكر مِنَ العَهْدٍ إلى الفَاضِلٍ ولا شيء يَمْتَعُ الأمةَ مِنْ تَقدُمة 
الفَاضِلٍ عليها والإنْقِيَادٍ لَهُ. وبهذه الدّلآلّة اسْتَدَل مَنْ قال بمَضْل عُنْمَانَ رَضِيَ 
. وهذا ليس بشيء لأنّا قَدْ أوضَحْنًا مِن قَبْلُ أنّه قد يَجُورْ إقَامَهُ 
المفضولٍ على المَاضِلٍ ؛ وإنّا لا نَعْلَمْ قَطعَاً أنّ جميعٌ مَنْ عَقَدَ ورَضِيّ بِغَيْر عِلَ 
يَمْنَعُ عِنْدَهُ مِنْ تَقُدّمَةٍ المَاضِل . ولعل فيهم مَنْ اعْتَقَدَ ذلك؛ وقد يَعْلَمٌ اْحَاضِرْ 
ما يُحُْفَى على الغَائِبِ . وأَؤْضححنا أَنْضَاً أن الأمَة قد نَُدُمُ رَجُلا للإمَامَة مع 
اعْتِقَادِهَا أنه مثل غَيْرِهِ في ي الْفَضَلٍ وامْتِنَاع المُشَارَكَةٍ بَِنَهُما. وأَوْضَّحْنًا أنَّ عُمَرَ 
رَضِيَ الله عنه قد اغْتَرَفَ بِفُضْلٍ أبي بكر رَضِيَ الله عنه» واغتَرَفَ في ذلك 
وبَالَعَ. وأَوْضَحْنا أن أبَا بَكْرِ أَفْصَلُ من عُمَرء وقد قال أبو بَكْرِ لعُثْمَانَ عند 
عَهْدِه: ما كَتَبْتَ لما أقَاقَ» قال: «عمّرٌَ؛؛ قال: «أَصَبْتَ ولو كَبَبْتَ نَفْسَكَ 
لنت لَهَا مَوْضِعاً». فلا ليل فيما ذَكَرُوه على فَضْلٍ عُمَرَ على سَائِرٍ الصَّحَابَةِ 


لله عنه 


654 _ (3) ق: ووجوبه من الأفضل حذف «هاء'؛ 
(1) ق: رضا. الضمير من آخره. 
(2) ق: المسلمين. (4) قى: عنهما. 


002 


وفْضل عُنْمَانَ على عَلِيٌ . ولكن إِنْ صَحّ ما روى عن عبد الرحمن بن عوف أنه 
خَطبَ وثَال : إن رَأَنْتٌ النّاسَ لا يَعْدِلُونَ بِعْنْمَانَ أحداً) كان هذا أوْضحٌ في 


[فصل] 


5 - فأمًا عَقْدُ الإمَامَِ فلا يُمْكنُ الإسْتِذْلالَ به دُونَ أنْ تَقُولَ الأمّهُ: «إنا 
إِنّما عَقَذْنَا له ذلك» لأنّه أْضَلَْا عند الله في عَالِبٍ طَنْنَاء ولو قال هو مع ذلك 
لست أَفْضَلَهُمء ولا خَيْرُهُم وخَالْمُهِم في ذلك انْضَحَتْ إِمَامَنُهِ ولم يَكُنْ 
المَولُ أنه أَفُضَلٌ الجَماعَةَ في الظَاهِرٍ والبَاطِنٍ إجْمَاعاً من الأمٍّء لأنّ أخحدهم 
وهو مُخَالِفٌ لهم؛ وقد اتج القائلون بِفَضْلٍ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه على سَائِرٍ 
الأ بما رَوَاهُ علي والزبْرُ رَضِيَ الله عنهما من أن الي يل قال : احير أمبي 
أمتي أبو بكر وعمر وهذا لا دليل يدعو" فيه لأبي بكر ولا قدم عليه. 
وكذلك كان يَْتَرِفَ عْمَرْ له بالُضل؛ لو لم يقل: ثم عمر لم تكن دلالة على 
أنه أفُضَلٌ من أبي بكرء وإنْ لَمْ يَكُنْ الوّاو للتَرْتيب بل أقَلَُ أحْوَالِهمَا أن يَسْنَويا 
في الفُضل . 

6 - واسْتَدَنُوا أيضاً بِقَوْلِهِ يله: «هذَانٍ سَيّدَا كُهُولٍ أهل الجَئَة)© . 
وهذا أيضاً غيرُ دَالُ على فَضْلِهِ على سَائْرِهِم أنه يُمْكِنُ أنْ يَكُونَا في الفْضرٍ 
سَوَ بل هو الظاهرُء وتَقْدُمَةُ أبي بَكُرٍ عليه أؤلى لأنّه مَُدُمْ ذكرْهُ على عُمْرَ في 
كل فَضِيلَة دلوا بول عليه السلام أله «لا غنى بي عنهما إِنّهُما من الدين 
ِمَنزِلَِ السَمْع والبَصّر مِنَ الئّاس)” “» وهذا كالأوّل وعَايَةٌ ما فيه التَسُويَةٌ بينهما 
في المَضلء فَمِنْ أيْنَ وَجْبَ تَقُْدُمَُ هُْمَرَ رَضِيَ الله عنه. وكذلك قَُوْلّهُ: 
«ووزِيرَايَ من أهل الأزض : أبو بكر وعُمَّرَه"” فقد بَدَا فيه بأبي بَكرٍ فلا مُتَعْلْقَ 
فى تَقُدْمَة عْمَرَ عليه بهذا الحَبّر. 


- 655 - (2) إن كلمة و«لا» مكتوبة فوق لقدم». 


(1) ق: يدعوا يكرر كتابة الفعل معتل الآخر ‏ - 656 


003 


57 - واسْتَدَلُوا بقؤلِه: «ما طَلْعَتْ السَّمْسُ ولا غَرْبَتْ على رَجِلين 
هُمَا أفْضَلٌ من أبي بكر ومن" وهذا كالأوَّلٍ؛ لأنَّ المُقَدَم في هذا الخَبَرِ 
أبو بكرء فلو قيلَ: أنه أَفُضَلٌ منه لكان أؤلىء واسْنَدَلُوا بقوله: «اقْتَدُوا 
اللَدَيْنِ مِنْ بَعْدِي أبي بَكْرٍ وَعْمَّرَ0!© وهذا كالأول لأنَّ أبَا بَكرٍ تَقَدَّم فيه. 
فإنْ قالوا: يَسْتَئْنِي. ٠‏ قي لهم: ليس هذاء قولّكم فلا معنى له. ثم يُقَالَ 
لهم: فيَسْتَئْنِي آخرون علياً رَضِيَ الله عنه بِمِثْلٍ حجيَكُمْ واسْتفْتَائِكُم . 
ويَسْتَئْني آخر ون العَبّاسنَ لأجل الأدِلّة التي قَامَتْ عِنْدَهُم على فضلهمًا 
عليه» فيَنْحَرِفٌ الأمر ويزولٌ ما حَاوَلتُم . 

6058 واسَدَلُوا أيضا على تفده على سَارٍ الم ْله 8 : : أرْحَم 
أمتي بِأمْتِي : أبو بكر وأشَدّها في دين الله عُمَر بن الخطاب” 7 قالوا: وَالشْدَةٌ 
في الدّين تَدّلَ على الفَضِيلَةٍ والَقدُم فيه وهذا ليس بِشَيء ل قد يجوة 1 
تُعَادِلُ ١ِدَة؛‏ في الدين رَحْمَة أبي بكر رَضِيَ الله عنه للأمّةِ والمسلمينَ. أ 
أكْئَرُ جِهَادٍ على أو طول تهجر”) عُثمان ابن عَفَانَ أو دَعْوَهُ بي بكر إلى 
الإسلام؛ وعْثمانَ وطلحة وَالْرزبيرَ وأسامةً : المعلّبِينَ في اله عر وجل وَإِنْقَاقَهُ 
وجِهَادهُ قبل َل المح وَبَعْدَمُ ومتى اختَص غَيِرْهُ بأمر يجوز أنْ يُوَازِي شِدَنّه في 
الدين بَطلَ التَعَلّقُ بمَا قالوه. 

9 واستدلوا [174 ب] بقَوْلِهِ عليه السَّلامٌ: ١عْمَرُ‏ فَعَلَ الإسلاة)*12. 
هذا النص ينبىء الجهاد. . .© لأنَّ المُرَادَ بهذا اكلام إِنْهُ حافظ للذين يك 
أنْ يَدْحُلّ فيه ما ليس منه أو يحرج منهء فهو كالجزز الحَافِظ وقد تكونٌ هذه 
صِفَهُ علي بَنْ أبي طالب وأبي بَكرٍ وَزَّيْدِ بَنْ نَابتِ وغيرهم من الصَّحَابَةِ رِضوانٌ 
الله عليهم»ء ولذلك قال عليه السّلام: «أَضحًَابي كالئجوم بأيُهم إِقْتَدَيْتُم 
ِمْتَدَيْثُم)””". «وأنا مَدِيئَةُ العم وعَلئّ بابّها0”". وقد يكونٌ للإشلام أَقْمَالُ 


- 657 - (5) ق: التهجد: سهر. 
(1 و2) حديث نبوي. 659 - 

- 658 - (6) حديث نبوي. 

(3) حديث نبوي. (7) خرم: سقطت كلمتان. 


(4)ق: عنهما من الأفضل اعادتها إلى المفرد. (8) حديث نبوي. 
004 


كثيرةٌ» كما يكونٌ له أبوابٌ كثيرةٌ .. 


0 واسْتَدَلوا ِقَوْلِهِ عليه السَّلامُ: «عمَرُ معي والحَقُ بَعْدِي مَعَ عْمَرِ 
حَيْتٌُ كانَ)0)© ٠‏ وهذا ليس بِدَليلٍ لأنّه قد يكونٌ الحَنُ مَعَهُ ومَعَّ غيرِه مِمْنْ : 
ال بل تزله. ويكون نع رسول اله يك تخصيطة بالذثر لا يذل على أ 
لا يكونٌُ مَعَّ غَيْرِهِ. وقد فُلْنَا في غير مَوْضِع أن تَْلِيقَ الحُكم في لج © 
والأَمْرِء وبِأَخَذٍ وَضْفٍ المَيْرِه لا يَدُلُ على من عداه بخلافه. 2 
عَن ذِكْرِوء بل يحب إِنبَاتُ الغَيْن وايقَاف العيْر على الذَلِيلٍ. وقد قال عليه 
السلام : «أدِرْ الحَنٌ مَعَ عَلِيْ حيتُ ذَارَ” 2 “. ولم يَدُلَّ ذلك عندَكُمْ على 
فَضَلِهِ على سَائِرٍ الأَمَةِ. فإِنْ قالوا هذه رَعْبَةُ مِنَّ النبِيّ كل ودَعَاء لعَلِيْ 
وقد يُمْكنُ أنْ يُجَابَ عليه ويُمْكِنُ أنْ لا يُجَابَ. وقؤله: «والحقُ بَعْذِي مَعَّ 
عمَرَا”) حَبَرٌ والخَبْرُ لا مَحَالَةَ منه يُوجبٌ حُصُول المُخْيرٍ. قيلَ لهم: هذا 
كما كُلْتُم ولكن دَعْوَُ النبِيّ كله مُجَابَةٌ في عَلي . وقد قُلْنَا أنّه يُمْكِنٌ أنْ 
يكونٌ الحَنُ مَعَّ غَيرِو” كما أنه معه. فلا تَعَلُنَ لكم فيما ذكرتموه. 


66 - وَاسْتَدَلُوا برِوَايَةِ أبي ذَرٌ على الي به أنه قالَ: ١لا‏ تُصِيبَكُمَ فِثْئَةُ 
ما دام هذا فيكمْ)7© 77 ور يعني عمر. وهذا ليس بدليل» لأنَّ الفِتَنَ قد وَكَعَتْ 
في زَّمَن الرسولٍ» وَالسّفْكْ للدّمَاءِء وانْتِهَاك الحريم» ولمْ يَدُلّ ذلك على فَضْلٍ 
عُمَرَ عليهم. ولأنّه قد يكونُ الفاضلٌ فاضلاًء وَإِنْ وَفَعَتْ الفَِنُ في زَمَنِهِ. 
ويكونُ المَفْصُولُ مَفْضُولاًء وإِنْ عُدِمَتْ الفِئَنُ معه. وقد يكونُ فَاضلاً ليس 
بإيضاف الفِثَْةٍ إلى َه أو .الإ فتقط ما قالره. 


يُصَافِحَةُ الك : مر وأو من يلع عليه وول في يَأَْذْ في تَفْضيل [75] 


- 660 - (5) قى: حيث من الأفضل إسقاط هذه الكلمة 


(1) حديث نبوي. لعدم لزومها في الجملة . 

(2) ق: الحير.  661-‏ 

(3) حديث نبوي. (6) حديث نبوي. 

(4) حديث نبوي. (7) من الأفضل زيادة »؛ حرف عطف «واوة. 


405 


أ]. . .”© المجيد. . .© أخبار ندل «أني فضّلْتُه على سائر الأَمّةَه لأنّه قد 
يُصَافِحُ الحق أقوام! بَعْدَهُء وإِنْ كانوا أَفْضَلَ منهء لأنَّ هذا إخبارٌ عن لواب 
العمل بالحق» وليس في تَمَدٍ م مَةٍ النُوَاب بالبَغض المَنَابِينَ على غير ما ينبئ 
عن نُقضَانٍ ثواب مَنْ تَأَخْرء الْحِفَاضِ دَرَجَة؛ بل قد يَجِدُ المُْتَأجِرٌ فِرٌ منا كثيراً 
ما يُوَخْرُ جَرَاءَ من يستحنٌ الأكئر وتَقَدُمُ صاجب الأثَلّ فلا تَعَلْنَ في ذلك . 


[فصل] 


3 - واسْتَدَنُوا بِقَوْلٍ النْبِيْ كله : «اللهُمٌ صلي على عُمَرَ فإنّهُ يْحِبُ الله 
ورسوله"” وهذا عليهم لا لَّهُم؛ لأنّ أولَ الحَبَر أنه قال: «اللَهُمٌّ صلّي على 
أبي بكر فإنه بْحِبٌ الله ثم نَنَى بِعْمَرَ وثَلْتَ بعْمْمَانَ ورَبّعَ بأبي عُبَِدَةٌ بن 
الجَرّاح' فُيجبٌ تَقُدُْمَةُ أبي بَكْرِ عليه وذ َال في علي رَضِيَ اله عنه: 
«لأدفَعَنَ الرَاَهَ عدا إلى رَجُلٍ يُحِبُ الله ورَسُوله»© . وهذا أوْلَى أنْ يَدُلّ على 
المَضِيلَة أنه قد حَبْرَ أن الله ورسوله يُحِبَاهه وليس ذلك في خبر مُمَرَ. فسَقَط 
ما قالوه. وَاسْتَدَلُوا بِمَوْلِهِ عليه السَّلامُ: (إنَّ الله جَعَلَ الحَن على لِسَانِ عُمَرَ 
وقلبهِ” «وضَرَّبَ بِالحَقٌ على لِسَانٍ عُمَرَ وقَلْبِهِ يقول به»*". وهذا ليس 
بدليل» أنه قد يَجْعَلَ على لِسَانِ غَيْرِِ قله فنقول به. فمن أيْنَ أنّه لا أحَدٌ 
يقول بذلك غَيرَ عُمَرٍ وهو وك يقول : الكل أَمّةِ أمِينٌ وأمينُ هذه الأَمّةِ أبو 
عبيدة بن اجرج ٠‏ ويقو ل: «لو كنت مُؤَمْراً أحداً عَنْ غَيْرٍ مشورَةٍ لأمَرْتُ 
عليهم ابن أَمْ ع0 وبقؤله لعَلىُ رَضِيَ الله عنه : «إنَ الله سيّهْدِي لِسَانكَ 
وقَلبَكَ)17" وهذا حبر منه بأل على سَيَفْلُ ذلك ويقزلد: «إنْ تُوَلُوهَا عَلِيا 
تَجدُوه هَادِياً مَهْدِيَاً يَحْمِلْهُم على المَحَجَةٍ البَنْضَاءً والطريقٍ المُسْتّقِيم ولتلك 
وَنَظَائِرُ هذه الأَلْمَاظٍ ويقولٌ: «ما أَطَلَْتْ الْحَضرَءُ ولا أَقَلَْتْ الغَبْرَاءُ على ذِي 


- 662ل (4) ق: يْبي. 


(1) خرم: سقطت كلمة. - 663 - 

(2) خرم: سقطت كلمتان. (5) حديث نبوي. 

(3) ب: أقواماً من الأفضل ان تكتب فى حالة (6 و7 و8 و9 و10 و11 و12) حديث نبوي. 
رفع . 


406 


لَهْجَةٍ أضدَّقٌ من أبي ذر»”' '. فكيف لا يَجْعَلُ الله الحَنّ على لسان من هذه 
صِمَيّهُ؛ واسْتَدَلُوا أيضاً بِقَوْلِهِ كه : «اللهُمٌ أعِر الإسلامٌ بأحَبٌ الرّجُلَيْنِ إليك أبو 
جهل بن هشام أو عَمّرِ بن الخطاب)70, فأَعَزّ اللّه الإسلام بِعْمَّرَ . 


[فصل] 

664 - قبل لهم : هذا كالأوْلٍ لأ لا يَدْلَ على أنه لا يِه إلا بعُمَر فقد 
أَعَرَه بأبي بكر أيضاً وَبِعَلِيُ وعَنْمانَ وغيرهم من المهاجرين [175 ب] والأنصار 
ولو قال الث يك في كل يم من أيام وب الهم أعِرُ الإسلام بفلان فأجِيبَ 
إلى ذلك . لم يَجِبْ أنْ يَْتَقِد أنّهِ أفضَل من غيره م مِمَّنْ أَعَنَّ الدينَ واسْتّجِيبَ 
الَدَعْوَةٌ فيه . وَاسْتَدَلُوا بِحَبَر سَعْدٍ رَضِيَ الله عنه عن الى بل أنه قال : «والله ما 
سَلَكْتَ فَجَّأً قَط إِلاسَلَكٌ الشَيْطَانُ جا غير فَجَكَ” يا عُمَر)! “. وهذا يَدُلُ 
على أنه أفْضَلْ الأيِمّةِء لأنّه يَدْلَ على القُوْةِ في البَأس والذينِء وقد يكونٌ ذلك 
لعْيْرِه كما يكونٌ له. وقد يَحْنَصٌ غَيْرُهُ َف وَسَاوِسَ الشّئِطانِء ونَفْض مَكَايدِهٍ 
وحيلته وكِثْرَةٍ الذّعَاء إلى الإسّلام فيكونُ ذلك أَعْظَمْ من رَهْبَةٍ الشيطانٍ لعُمَرَ 
لأنَّ رَهْبَتَهُ له ليس بِعَمّل لِعْمَرٌَ. ومُكَايَدَةُ الشَيْطَانٍ عَمَلّ خَطِير”* فى الدّين فلا 
حُجةً فى ذلك . ١‏ ْ ْ 

665 - وَاسْنَدَلُوَا أيضا بِقَوْلِه: «رَضِيتٌ لأمّتي ما رَضِيَ لها عُمَرْ بن 
الحَطاب) . وهذا لا ليل فيه؛ لأنّ أكر ما فيه أنه مُحِق رَضِيَ الحُكُمْ في 
الأمّهَه وقد تكونُ© هذه ه سَبِيلٌ غَيْرِو وأكْئَرُ هذه الْأَحْبَارٌ تُنبى'" الإشتذلاك بها 
على القَّوْلِ بدَليل الخطاب في الأسْمَاءِ دونَ الصَّمَاتِ وقد دَلَلَنَا على فَسَادَ 
ذلك. وعلى أنه أَضْعْفٌ القَولَينَ فيما سَلَْفَ وفي الكلام في الأَصُولٍ بِمّا يغني 
عن رَذِْ فبَطلَ ما تعلُوا به. وقد رُوِيَّ عن الئَبِيّ يله أنه قال: «ارَضِيتُ لأمّتي ما 
رَضِيَ لَها ابْنُ أم عَبْي” * ولّمْ يَدُلَّ ذلك عندَّهُم على نَضْلِهِ على سَائِرٍ الأَمَتَ' 


(1 و2) حديث نبوي. - 665 - 


664 - (6) ق: يكون. 
(3) ق: فجك. (7) ق: تنبى . 
(4) حديث نبوي . (8) حديث نبوي. 
(5) ق: خطر. 


0407 


ولا على مُسَاوَاتِهِ لِعُمَرَ فَسَقَطَ ما قالوه. 

6 - فاسْئَدَنُوا أيضاً بمَا رُوِيَ عن جَابِرٍ بَنْ عبدَ اللهِ عن أبي بَكْرِ عن 
النْبِيّ يكل أنه قَالَ «ما طَلْعَتْ الشمسٌ على أَحَدٍ أفضل من عُمَر)" 2. وبما رواه 
جابر بن عبد الله أيضاً عن النبي كك أنه قال: اما طلْعَتْ الحْضرَاء ولا أملْثْ 
العَبْرَاءُ على أَحَدٍ بعد الَبيينَ خيرٌ مِنكٌ يا عُمَرَ20» فإنَّه لو تُجَرَدُ الدّلالةٌ على 
َضْلِهِ على سَائِرِ الأ غير أنّ الإِجْمَاعَ في الصَدْرٍ الأول بخلآفه. ومُمَرَ قد 
َضَّلَّهُ على نَفْسِهِ وأوْلَ مَنْ شَهَرَ ذلك عنهء وقال: كان مِنْ خَيْرِنَا يَوْمَ توفي 
رَسُول الله يك وما فيكُمُ البَوْمَ [176 أ] من تابع”” بأنْ يَقيسٌ بأبي بكر : 
الووَدّدتٌ: ني حَسَئَةُ من حسناتٍ أبي بكر . ١ولأن‏ أقدمُ فُيِضْرَبُ عنقي في ما 


شت أحَبُ إليّ من أن مره "' على قَوْمٍ فيهم أبو بكرا . ويَخُصّه أيضاً فَوْلَ أبي 
عَبَيْدَةَ لِعَمَرَ : «أنَقُول هذا وأبو بكر حَاضرٌ ما كان لَك فَهّدَ غَيْرَها) ٠‏ فلم يَذْكْرْ 
ذلك عُمْرْ ولا غيرُه. وإذا كان الإجماعٌ والعَمَلُ بخلافٍ ظَاهِرٍ الحَبَريْنِ بَطلَ 
التَعَلْقٌ به. 


67 - ويدّلٌ على تخصيص هذا الخبر روايةٌ علي والزبير رَضِيَ الله عنهما 

عن النْبِيّ وف أنه قال: احير أي أبو بَكْرٍ ثم عُمَرْ؛ ثم يَجيء التَقرِيبُ ويَدُلَ 
عليه بِيَدَيْه رسولٌ الله كي بكر أبي بَكْرٍ في كل فَضِيلَةِ وفِغْلٍ يَدُل على سِيَادَي 
ورياسّته. وتَْْمَيِِ له للصّلاة؛ ويَدُلُ على ذلك قَوْلَُه : الا يَْبَغِي لِقَوْم فيهم أبو 
بكر أن يَتَقَدَمُهُم غُيرُهُ)" وقول : «يَأَبَى”7 الله والمُسْلِمُونَ إلا أبا بكر ٠‏ أبلغ 
الأمور في الدلالة على فطلة علي سيما مع لقم عمر ثم تأخرة. 


- 667 - - 666 


(! و2) حديث نبوي. (6) حديث نبوي. 
(3) خرم: سقطت كلمة. (7) قى: يأبا. 

(4) قى: سسرا حب هذه كلمتان. (8) حديث نبوي. 
)5( ق: أبمر. )9( يكرر العليه» . 


408 


يكن فلا يُنْكرَهُ)» ولو كان هذا الترتيبُ غَلَطأً لكان أَحَىُ الناس بِالمُسَارَعَةَ إلى 
إِنْكَارِهٍ رسول الله وفي تَرْكِهِ لذَلِكَ دليل على بُطْلانِ ما قَالُوهُ . 


[فصل] 

9 - فإِنْ تَعَاطُوا شَيْعَاً م مِنْ تَعَالِيل الشِيعَدَء وقالوا هذه الأخبّار عن عبد 
الله وأبي عَبَيْدَة وعن التي يبه في تَقْدْمَةِ أبي بكر أحْبَارُ أحَادٍ. قيل لهم : فهي 
أقْوَى مِنَ الحَبَّرٍ الذي اسْتَذْلَلتُمْ به فائ نْرْكُوا التّعَلّىَ بِالْخَبَرِء ولا مَدْقَمَ لذلك. 
وَاسْتَدَلُوا أيضاً بقؤل النبِئْ بللِ: الو كان بَعْدِي”' نَبِْ لكان عُمه2 ١‏ «ولو لم 
بت فيكم ليث غترهاة وهذا لا يدل على تَفْضِيله على سار الأثة. لأَنَّه لا 
َمَْعْ أن يَسْتَوِي إِنْنَانٍ في الجلم والفضلٍ؛ وحِضَالٍ الخَيْر ٠‏ ثم يخْثَارُ الله عَزَّ 
وجَل إِرْسَالَ أحَدهما دونَ الآخَرِ فإذا تَحَمَّل ثُْقَلَ الرَّسَالَةَء وقام بالأدَاء ازدَادَ 
فضلاً بمَشَقَّة تلفي" البو وَتَخْمِل الرسالة» فلا تَعَلقَ في ذلك. 


[فصل] 

0 وقد يجورٌ أيْضاً أن يَبْعَتَ الله عرّ وجل مَفْضُولاً» ويَعْدِلُ عن 
المفاضل لِصَرْبٍ من المصلحة واللطف [176 ب] لبَعْض عِبَادِهٍ الذين أَرَادَ بهم 
خيرأ بأن يَغَْم: أنْهم أَجَمّع علي وأتبع لِقَوْلِهِ + مِنْهُمْ لِمَوْلٍ المٌاضل ‏ لأخقّاد أو 

حَسَدٍ - أو أسْبَابٍ غير هذه الهم إل أن يَصْحّ عن الم ماع على مع ذلك : 
فَمَنْعُةُ سَمْعاً لا عَقْلا. وقد قَالَ رسول الله 2 لِعَلىُ رَضِيَ الله عنه : «أَنْتَ مِني 
مئلة هَارُونَ من مُوسى إلا أله لا بي بَدِي»©. وعلى أنّه إذا نبت عند 
المفضلين لعمر على سائر الأَبِمّةَ وجميع الم . وَعَنْدَنًا أيضاً: إِنّه المبعوث 

من أَهْلٍ العَضْرٍ لا يجوز أن يكونّ إلا أَفُضَلٌ امه : وَجَبَ أن يَسْتَدِلٌ بذلك مَعَ 
ا" رَوَيْئَاهُ في تَمْضِيل أبي بَكْرِ رَضِيَ الله عنه عن الرسول عليه السلام وعن 





- 669 - (4) قى: تلق. 
(1) ق: نبياً من الأفضل أن تكتب هذه الكلمة ‏ -670- 

في حالة رفع . (5) حديث نبوي. 
(2 و3) حديث نبوي. (6) ق: «معما» كلمة واحدة. 


409 


لأَنةِ على ضَعْفِ هذين الخَبَرَيْنِ؛ نا قد أوْضَحْمًا أنْ الأمةَ أَجَمَعَتْ على 
تَفُضيلٍ أبي بَكْرٍ رَضِيَ اله عنه على عُمَرَ رَضِيَ الله عنه في السّلَْفِء وقالة غُمَرٌ 
وأبو عبيدةً» وأبو هريرةً. وقد قال رسولٌ الله ككل حيث قالّ: «لا يَنّفِي لَِومٍ 
فيهم أبو بكر أن يَتَقَدْمْهُمُ على غيرو'. وقَدْمه للصَّلاةٍ وقَالَ: «يأبى”" الله 
ورسُولّه إلا أبا بكرا وقال: «خْيْرُ أمّتتي أبو بكر ثم عُْمَرَ وقال عَبِدُ الل بَنْ 
عَمَر: اكُنَا نقول: ُو بَكْرِ نم عُمَّرء ثم مُْمَانء فلا يَنْكرُ ذلك رسول الله 
5 فدَلْتْ هذه الأخباز أَجْمّع على ضَعْفٍ ما رَرَيْكمُوهُ, لأنَّ أخْبَارَنا لا نَنِطلٌ 
وَالأَمّةُ لا تُخْطِىب وتَضْحِيحٌ الحَبْرَيْنِ اللّذَيْنِ رَوَيْثُمُوهُمَا يُبَطِل هذه الأخبار 
والإجماعٌ. ولكنّ التأويل في ذلك كما ذَكَرْنَا وهو أؤلى في أنه لا يَمْنَعٌّ تساوى 
قالوا. 


(1) قى: يابا. 


200 


[الباب الثلاثون] 


[باب الكلام في المعجزات والأمور الخارقة للعادة والقول في 
أعلام الرسل وفضل الرسول على أهل عصره] 


[فصل] 

1 - واسْتَدَلُوا أيضاً بظهور المغجرَاتِ والآيَاتِ على يَِ عْمَر بأنّه 
أفْضَلُ الأمةٍ نَحْوَ قُوْلِهِ: «يا سَارِيَةَ الْجَبَل؛ وهو على مِنْبّرٍ رسول الله َكل 
بالمَديئّة» وسَارِيّة بتَهَاوَنْد في البَّعْثِ بِكتَابَيه!" إلى النيل حتى جرىء وأمْكَال 
هذا. وهذا لا يَدُلُ على ما قَالُوه ٠‏ من وجوه أحَدُها أنَّ الكلامَ ينب على 
أنّ ما ظَهّرَ على يَدِهِ من المُعْجِرَاتِ مُعْجِرٌء وذلك باطِلٌ. لأنَّ المُعْجِرَاتِ 
من أغلام الرْسَلٍ َدَلائِلِهِمْ وهم المَخْصوصُونَ به دون غَيْرهِمء وَالدَلِيلٌ 
على أنّه لا يَجُورُ أنْ يَظْهَّر عليه مَنْ ليس يُْبيمَ أنّه من الآيّاتِء أن الأمة 
71 أ] مَالآث” بِتَفْضِيل من سَائِرٍ ما ليس بِمُعْجِرٍ بِذَلالتَها على صِدقٍ 
الوْسْلِء وليس يَبِينُ عَنْ عَجْزِها إل بهذا المعنى» ومتى حَصّلّت أنَّ معنى 
الآية ما قلناه. ثم أَجَرْنا أن يُوجَدَ على يَدِ مَنْ أيس ينبي َنَافْض الكلام. 
ولم تَأْمَن أن يكونٌ جميمُ م ما ظَهَرَ على يدي الرُسُل ليس بِمُعْجِرْء وإنْ كان 
من نفس النّحَفٍ والكَرَامَات» ونَّحَنٌ نُجِوْرُ ظهورٌ مِثْلٍ ذلك على يّد صُلْحَاءٍ 
عَضْرِئًا ولا يَدْلَ ذلك على أنْهم أَفْضَلُ من أبي بَكْرٍ ومُمَر وسَائِرٍ من لَمْ 
يَظهَرْ على يَدِهِ هذه الكَرَامَاتُ فسَقَطَ بذلك ما قالوه. 


671 (2) ق: ينبى. 


(1) ق: بكتبته . (3) غير واضحة تماماً. 


301 


[فصل] 

2 - فإِنْ قالوا فما حَدُ المُعْجِرِ؟ ومعنا وما الرَأى” به بِتَفَضّل ما ظَهَرَ 
على يد عُمَّر من سَائِرٍ المُغجرَات؟ قيل لهم: المُعْجْز إِنّما يون مُعْجَزا لأنّه 
اقِعٌ من فعلي الله عَرّ وجل على سبيلٍ حرق العَادَةٍ عند إذعَاءٍ الرسَالَةٍ عليه مع 
كيه تعَالَى عَالماً» بأنّ صَاحِبَ المُعْجز يَذْعِي البو ومْبُوط الوّحي عليه؛ 
ولنْ يَكْنْ ذلك إلا مَعَّ تَكْلِيفٍ اعتِقَادٍ تبوْتِه والذي يَدُلُ على أنه يَجِبُ أَنْ يكونَ 
مِنْ فِعْلِهِء أنه لو صَحّ أن يكونَ من فِعْل غَيْرِِ وَاقِعا من الأجْسَام وَالجَوَاهِرٍ لم 
َأَمْنْ أن يكون تَعَالَى صَاحِبُ المُعْجِرَّةٍ نَفْسّهُ هو الذي فَعَلَّهاء واخْمَصٌ في فِْلِهَا 
بالرأي والتَذبير وغير ذلك مِمّا حَاوَلهُ. ومتى أَجَرْنا ذلك لم يَكنْ إمَانُ من كُونه 
كَاذِباً على الله عد وجل وأنْ يَجْري مَجْرَّى المُتَتَبّى الذي ربما أظهَرٌ الجيَّل 
وَالمَخَارِيقَ في فُسَادٍ دَلِيل على أنه يَجِبُ أن يكون من فِغْل الله عزّ وجل» لم 
يمن أن يكونَ قد فَعلَ يَلَكَ الآيْة على يَدٍ الرْسُولِء مَعَ الم بألّه يُكَذْبُ على 
الله عنّ وجلّ. لأنٌ ذلك لغير”* لله يجوز عليه من جهَة الل : الكَذِبُ على 
ل عَز وجل والشهادَةٌ بالقولٍ الذي هو أبْلَخُ مِمًا فَعلَهُ لِمَنْ يَعْلَمُ كذِبَه على الله 
عَزّ وجل بأنّه صَاوِقُ في قَوْلِهِ. ومَنْ أجَزْنَا ذلك عليه أَجَرْنا عليه أيضاً فِعْلَ ما 
َوَهُمَ به صِدْقٌ الكَاذِبٍ على اللَهِ عر وجَل» لأنّ ذلك ليس بأغطم من فُوْلِهِ. 
«قد صَدَقَ هو ورسول الله مع الهم بأنه كاذب . فْوَّجبَ أنْ تكونٌ الآيةٌ مما 

يَحْمَصُ الله عر وجل بالقُدرَةٍ على فَعْلها وهي على ضَرْبَيْنِ: : فمنها جنْس لا 
ِنْدِدُ عليى ولا على مِثْلِهِ إلا الله عَيّ وجلّء وذلك : كإخياء اميت وإنراء 
الأكمَةٍ والزَّمَنِ والموْسِرٍ والأبْرّص» وَخَلْ الألوَانٍ والقّدرِء وتَعْيْر يْرٍ الأَجْسَامٍ عن 
يها وما جرى مجرى ذلك [177 ب] من الأمور التي يَخْقَضُ هو سُبْحَائ 
بالقدرّة عليها لم يقر. . '' وتعظم. .. © آخر بقدر العِبَادِ على فِعُلهاء 
كالحَرَكَاتٍ والْأزلٍ التي بَفْعَلها لَه عزْ وجل في الْأرْضَيْن والأشمِارٍ عند 
َحَذَّيَ الرْسُلَ. ولذلك كان مُحْيّ السَّجَر معجزاء وكذلك كلام الِنْبٍ والذّرَاع 


672 (3) ق: لم يقر لهم خرم سقطت كلمة لهم. 


() ق: الراي. (4) خرم: سقطت كلمة. 
(2) ق: الغير. 


502 


مُعجزاًء وإِنْ كَانَ العِبَادُ يَقْدِرونَ على إكتساب مِثْلِهِ ومن جَنْسِه . 

3 - غَيْرَ أنّا نَعْلّمُ أن الله فْعَلَ ذلك على حَدٌ خَرْقٍ العَادَةٍ لا عندٌ الدَفْع 
والحَرّكة وَالإِعْتَمَادِ آية مُعْجرَةَ * وكذلك فِعْلّهُ الكلامُ مع عَدَّم الْحْبْرَة والتأمب 00) 
مُغجزاًء وإِنْ جَارَ أنْ يَفْعَلَ مِنْله ومن جِنْسِهِ. وكذلك زرَلْرَلَةَ الأرض يَعْلَمُ أنه 
ليس مِمَا يَقَعُ عند ذَفُْع جميع العبّادٍء واعْتِمَادَاتَهم عليها في بغض الجهّات. 
فتَعْلَمْ أنَّ ذلك إذا فَعَلَ عند ادْعَاءِ الرسَالَةٍ على حَد خْرْقٍ العَادَوٍء فإنّه آيهٌ 
مُعْجِرَةٌ . 


[فصل] 

4 - فأمًا قَوْلُ النْبئْ يكل «الدَلالَةُ على صِدْقِي وإِنّكُمْ كَاذْبُونَ : ني أَحَركُ 
يَدِي» وأَخْرْجُ عَنْ مَكَانِيء ولا يُمْكنكُمْ فِغلُ مفله» فإن الآية فيه ليس هُوَ تَحَوْكُ 
يد وسحْرُوججه عن مَكانه» وإِنّما الإعْسجَاز في ذَفْع الله عر وجل القدر على إِكْتِسَابِ 
ذلك مِنَ المُحجُوجِينَ» وخَلْقِهِ المَنمُ فيهم عن التَصَرُفٍ على حَدٌ خَرْقٍ العَادٍ 
لأنّ العَادَة جَارِيَةٌ بَخَلْق القُدْرَ ة للتَْلِيمٍ على النُصَرْفِء ورَفع عَجْزٍِ وعن ذلك» 
فإذا خَرَقَتْ العَادَةٌ فيه عندّ النّحَدّي فقد دَلُ ذلك على صِدْقٍ من كانّ على يَدِهِ. 
فأمّا وَجَهُ الإعْسجَازٍ في كلام ال عر وجَلٌ» إن ما قَامَ م مِنَ الدَلِيلٍ على أنه ليس مِنْ 
جنس كلام البَسَّرٍ ٠‏ ولا يَنْبَغِي أَنْ يكونّ إلا كُلاماً لل فإذا تَلاهُ رَسُولُ الله ككل 
علينا عَرَفْنا بذلك أنه من كلم مَنْ ليس مِنَ البَشَرِ وله ”© لبي يك بإهَامِء 
وإظهّاره العِبَادة عنه على حَدٌ خَرْق العَادَةٍ للشّهَادَةٍ على صِدْقِهِ وليس وَجَْهُ كَوْنِهِ 
أنه للب به كَوُْه مَفُدُوراً لله عزَّ وجَلَّء أو فضلاً له. 

5 وإِنّما وَجْهُ دَلالَتِهِ على صِدْقِهِ حُصُولٌ العِلم به وبِمُعَاينةٍ من جهة 
الي كل [178 أ] فينبىء ...0.0 إلا بُعيداً عن رَبّه تَزَّ وجل أو عَنْ جبريلَ 


673 المغربية منها 
(1) ق: السمصر وهي كلمة «التيمير» وكثيراً ما -674- 
يكرر الناسخ هذا النحو من كتابة الكلمة (2) ق: حخحص. 
التي يكون أحَد أحرفها همزة فيردها إلى 2 675- 
للياء؛ كما تستعملها «اللغة العامية؛ وخاصة (3) خرم: سقّطت كلمتان. 


303 


عليه السّلام لا على طريقٍ تَلَفي ذلك عن بعض البَشَرِ وعلى وَجْه الإخْتِذَاء 
على مئال مِمْنْ فَهِمْ عنه مِنّ الخَلْقٍ؛ وإذا أَجَبْنَا بهذا الجواب في كلام اللهِ عَرَ 
وجَلٌء سا أنْ يَقُولَ: إنَّ الله عَرّ وجَل تَحَدّى”2 العَرّبَ أنْ تَأَتِي بِمِثْلِهِ وإ كان 
لا مثل له ولا مِمًا يَضُحُ أن يكونّ مَفْدُوراًء وإنّما جَارَ ذلك» لأنهم ادَعُوا أله 
ِل كلام الآدمِيْنَ ومِنْ جئس كلام المَحْلُوقِينَ؛ كما قَالَتْ المُعْتَزْلَةُ وغَثِرُهُم 
مِنْ أَهْلٍ الأهْوَاء : فقالَ الله عَرَّ وجَلّ: «قَأنُوا. بجذلو4”” إن كَانَ لَه ملا على 
ما تَدُعُونَ كما قَالَ لهم سُبْحَائُ فأثوا لِبُرْمَانَكُمْ إن كُنتُمْ صَادقِين4”” لأنهم 
ادعوا أنهم صادقون في كونهم وكذبهم وضلالتهم: قال لهم : «قأتوا على ما 
ُلُْم بُرْهَاناً» لأن الحَقْ مما يَضّحُ أنْ يقومَ عليه البّرْمَانَء وكذلك قَوْلّه عرّ 
وجلّ: (نإن كَانَّ لَكُم كيدٌ فَكيِدُون4” ولاأنِن شْرَكَائِيَ الذينَ كُنْثُمْ 
تَرْعَمُونَ 4 . وإِنّما تَحَذَاهم بذلك على ادْعَائِهم وظنّهم ؛ فكذلك إِنّما تَحَدَاهم 
أن يَأنُوا بمِلٍ القرآنِء لَمًا ادْعُوا أنّه ذو مثلٍ» وإلا فقد حَبرَهُم على لِسَانٍ نبي 
أنه ليس من كلام المَخْلوقِينَ ولا مِنْ أسَاطِيرٍ الأوّلِين فأبوا إلا كُفْراً وجحُوداً. 


[فصل] 

6 - فإِنْ قالوا فلو قالوا: «فآتِ أنْتَ بِمِثْلِهِ؛ كلاماً آخر ليس كان يَجِبُ 
كَوْئه مَحجُوجاً لِتَعَذْرِ الإنيَانِ بِمِمْلِهِ عليه. قيلّ لّهم: لا يَجِبُْ ذلك إذا كَانَ قد 
عَرَنَهُمُ أنَّ كلام اللهِ» وأنّه لا مِئْلُ له. كما لا يَجَبُ إذا لم يَفْدِرَ أنْ يَأْتِي 
بِالبُرْمَانِ على كُذِبهم» ويُقيم الذَّلِيل والإغلامَ على كُفْرهِم أنْ يكونٌ جَحُوداً لأنّه 
قد عَرَفَهُمُ أنّ ذلك مِمّا يَسْتَحِيْلُ أن تقوم عليه البراهين. فأمًا وَجْهُ الإغجَاز عن 
نَظم العِبَادَةِ عَنِ القرآنٍ فهو ابْتِدَاءُ الله بتظمهاء وَاخْتِصَاصٌ نَبِيْه بتَعْلِيمِهِ لَّهَا 
وتَلْقِينِه“ إيّاهاء ورَفْع قُدرٍ العِبَادٍ على مِثْل ذلك مَمْ تَحَذَي النَّبِىّ يل وإغلامه 
لهم أنه تَلَقَى هذه العِبَادّات عَن ربّهء وعَلِمَ العَرَبُ بأنّه ليس من سَائِرٍ أَوْرَانٍ 


(1) ق: تحدا. (5) سورة القصص: 62. 
(2) سورة يونس: 38. - 676 
(3) سورة البقرة: 111 وسورة النمل: 64. (6) اق: بلعسه. 


(4) سورة المرسلات: 39. 


204 


كَلامِهِمْ ولا مِمًا يَعْرِفُونَه في جميع النُظُوم» وكذلك لو أنَّ الله عرّ وجَلَّ أَرَى 
نِيّه صّنْعَهُ ومِئّالا أمَرَهِ أنْ يَتَحَدَّى على ذلك بِفِعْلٍ حَرَكَاتِ واعْتِمَادَاتِ تُوجَدٌ 
عِنْدَهَا مِئْلُ ذلك المَّكَلٍ والصُورّة» فَتَلّقَى ذلك عن رَبّه عَنَّ وجَلَّ» أو عَنْ 
جِبْرِيلٌ عليه السّلام» وفَمَلَ الحَرَّكَاتِ التي يقع عِنْدّها ذلك [178 ب] الشّكلٌ 
والصُورَةٌ على خَرْقٍ العَادَةٍ َع العِلّم أنه ليس مِمْن مارّس ذلك الشَأنَ وطَلَبَى 
ولا هو مِنْ جئْس ما كانوا يَتَعَاطونّه لكان فِعْلُ الله عزّ وجل لِتِلكَ الصُورَةٍ عند 
اعْتَمَادَاتهء وخَلق القَدَرٍ له على تَتَابُع َلْكَ الحَرَّكَاتِء والإِعْتِمَادَاتِ التي تَتَشَكَلُ 
عِنْدَهَا الأشكالَ آية حَارِقة للعادة. 


[نصل] 

77 - فإِنْ قَانُوا: فكذلك الشَاعِرُ المُحِيدُ والخَطَيبُ المُسَمُعُ من تَمَرْقِ 
أهل عَضره بالبَرَاعَةَ فى شِغره وخِطابَته. قيل لهم: هذا جَائِرُ غير أنّه لا 
يُوجَدُ ذلك منه على حَد ما يوجدٌ من اللي عليه السلام لأمرين. أَحَدُهما 
أن المَوْم يغرفونَ أن ما أت" به خطابة وشعر ]© ويعرفون اللخنّ الذي هُوَ 
منه والقَرْآنْ ليس مِمًا عَرَهُوا طَرِيقَةٌ نظمو؛ فلذلك خَلَطوا فيما تَسَسوة إليه. 
فقَالُوا: مَوَةَ شعراًء وقالُوا: مَوَةَ سحرأء وقالوا: مَوَة أساطيرٌ الأوّلِين إِكْتَتَبَهًا 
وغير ذلك. 

008 - والوّجهُ الآحَرْ أنه لو ادّعى خطيبٌ فصيحٌ أو شَاعِر مُجِيدٌ بَرَعَ أغل 
عَضْرِهء وَتَقَدَمَ على سَائِرٍ أفل صناعَتِه : أن ما أتى به إن من قِبَلٍ ال عر وبجل 
يَعْجَرُونَ عن مِثْلِهء لَمْ يَتْركه الله عرَّ وجل وتّماه” ' ما يُُجَادِلَهٌ حتى يَخَلْقَ القَدَرَ 
لاد على أفح وأبرع وأرْجَرِ ما عله ليدل بذلك على كدي . لأنه يَعْلمْ أن 


منًا يَخَْص هو تَعَالَى به ونه عَم بادْعَِ* الرسالة عليه وَإنَّ ذلك آي" منه 


678 - 671 - 


(]) ق: أتا. (3) ق: تمام. 
(2) ق: شعر. (4) ى: بالدعا. 
)5( ق: آية هذه الكلمة كتبت ثم شطبت وهي 
بائنة . 


505 


وهو مَمٌ ذلك كَاذِبٌ في ادْعَائِهه وهذا هو إِظَهَارُ المعجرَاتٍ على الكذابِينَ» وقد 
أَبَئّا فَسَادَ ذلك» واسْتِحَالتِهِ في غَيْرٍ مَوْضِعِ من الكلام في الأصُولٍ بما يُغْنِي عن 


رده 


[فصل] 

6029 - فلو عَلِمَ سْبْحَائَهُ أنّ محَمّداً عليه السلام قد بَرَعَ في عِلْم البَيَان 
ونُظم الكلآم وكانَ مِنَ البَرَاعَةٍ واللْسنِ ما هو مَخْصُوصٌ بِالقُذْرَةٍ عليه وأنّه قد 
اذَعَى مع ذلك ما لا أضلّ له مِنَ الرّسَالَةٍ لأمكنَ سَائِرُ أل عَضْرِهٍ مِنَ العَرَّبِ أو 
أكتَرُهُم مِنْ معارضّته ومقابلته [179 أ] وأَقدَرُهُمْ على الإنيَانِ بمثْلٍ ما أْوْرَّدَه 
عليهمء وفي تركه ذلك سبحانه دليل على أنّه تَلَقّا عن رَبّه عَز وجل. فإِنْ 
قالوا: فما تَقُولُونَ لو حَفِظ المُّرآنَ حافِظٌ وأملهُ على أهل تَاحِيّةِ وادّعى أَنَّهِ تَلَقَاهُ 
عن رَبّه عَزّ وجل . قيل لهُم: لا يَلْرَمُ الَوْمَ نَصدِيقُهء لأنّهم يُجَوّرُونَ أن يكونَ 
مُحَذِياً حَافِظاً له مِنْ قَبْلٍ مَْ أتى''" به ولكن يَجِبُ عليهم أن يَنظَرُوا ويسالوا/ 
فإنّهم لا يَسْأَلُونَ أو يَنَصِلُ ؛ بهم الحَبّرُ عن صَاحِبهِ المُبْتَدِى”” بهء ولَنْ يَجورٌ أن 
ضرف لله عر وجل اذاي عن فل ذلك إليهم من جهَة تفطع درم 
ويَعْرِفُونَ منها كَذِبَ مُذَعِيهِ؛ لأنّه لو انَمَقّ نَّ أنْ صَرَفَ دَوَاعِي ذلك لصَارَ آيةَ له 
وذلك كإِحْياء المَوْنَى على يَدِهِ مَعَ كَذِبو وقد أَؤْضَحْئًا فَسَادَ ذلك فبَطلَ ما 
سَألوا عنه . 


[فصل] 

0 - فأمًا ما يَدُلُ على أنه يَجبُ أنْ يكونَ رَاقعاً على حَدٌ حَرْقٍ العَادَةٍ 
فهو أن نَعلَمُ أنَّ الله نَعَالَى ما دَلَّ بسَائره أفْعَالهِ التي هو القَّادِرٌُ عليها دون حَلْقِهِ 
على صِدْقٍ أحَدٍ من فِْلٍ الأَخِسَام والأَلْوَانٍ وَغَيْرِ ذلك مِمّا تَهُرَدَ بِالقدْرَةٍ عليه 
فَوَجْبَ أنْ يكونّ لَهُ صفةٌ رَائِدَةٌ على كَوْنِهِ فِعْلاً له فقط . وأمّا ما يَدُلُ على أنه لا 
بُذَّ أن يكونٌ مفعولاً على طَريقٍ خَرْقٍ العَادَةِ عند ادعاء الرّسَالَةَ والنَّحَدِي 


679 - (2) ق: يسلوا. 
(1) ق: ابى. (3) ق: المبتدى. 


5306 


والإخْتِجَاج”'' لها فهو أن نَعْلَّمُ أن الله تَعَالَى أبَداً بَحْرِقُ العَادَاتٍ بِفِعْلٍ الزلازل 
والأمطار وَالظُلْمَاتٍِ والرّيّاح؛ والخَسْفٍِء وغير ذلك مما لَمْ يخرقه عندنا في 
جِنْسِهِ أو في غيْر جِنْسِه مِنَّ الوَّجْهِ الذي تَوَجّه عليه؛ فلا يكون ذلك أَجْمَعْ آي 
لأحَدٍ والأدِلّهُ على صِدْقِه فوَجْبَ طلبٌ وَضْفٍ زَائِدٍ على كونه مفعولاً على 
هذا الوجهء ولا شيء بعد ذلك أولى من ادعاء الرسالة . 

1 - وأما ما يدل على أنَّه لا بُدَ أنْ يكونّ الله عَنَّ وجَلَّ عَالِماً فاعاة0© 
لذلك عند ادّْعَاءِ الرسَالَةِ إليه؛ فهو إِنَّا قد أَجَرْنَا أنْ يكونَ تعالّى عالماً بهذه 
الحال. لم يَأمَن أن يكونَ قاعلا له بدأ على سبيل الإنّفاق من غَيْرٍ أَنْ يَمْصدَ به 
نَصَدِيقٌ مُذّعِي الرسَالَة فلا يكونُ لنا سَبِيلٌ إلى العِلّم بأنّه مُصَدَقٌ له لاير40 
أن نَقُولَ أن الْمَانَ مثل ذلك من فِغْل صَانع العَالّم تعالى عند دَعْوَّى الرسالة في 
كل وقت [179 ب] ومجَال: لأنَّ الذَلِيلَ على ذلك لا يُنٌِْ الحَلْقَ أنَّه فى أسْيْلَة 
تحتكمُ التي”" المهداة لكم. .. © الا ولا*”2 في دخل 
المُدّعى عليه» وإِنْ لَمْ يَكْنْ عَالِماً ما قد اذّعاه من مُوَالاتِهِ له لأن هذه العادةٌ إذا 
امْتَنَعَثْ مِنْ فغل مَنْ رَأَئْنَاهُ وأمْئَاله؛ وعَلِمْنا ذلك اصطراراً لم يَجُرْ القَّضاء بِمِثْلِهِ 
في أَفْعَالٍ الله عر وجل وفي هذا الباب نُظْرٌ ليس هذا مَوْضِمٌ يَقْنَضِيِهء فَوَجْبَ 
كَوْنَ الصَانِع عَرْ وجلّ عَالِماً بما يذّعيه عليه. فوَجْبَ أن تكونَ الآيه أله يَجْمَْ 
ما وَصَفْنَا ومتى يَنْبْتَ هذا لَمْ يَجْرْ أن يَكونَ ما ظَهّرَ على يَدِ عُمَرٍ وغيرهٍ 
مُعْجزأً لأنّه ليس وَاقِع مَعَ اذْعَائِهِ الرّسالّة والإحْيِجَاج به على مُخَالْمَتِه . 


[فصل] 


2 - فإِنْ قَانُوا: فَكَيِفَ لا يكون آَيْةَ وقد اتَمَفنَا على أنّهِ مِئْلُ الآيَاتِ ومِنْ 


680 - (4) ق: وليس لا بد نسخت هذه الكلمات 
(1) كتبت «الا» في نهاية السطر و«حتجاج») في الثلائة على هذا النحو. من الأفضل 
بداية السطر التالى . اسقاط كلمة «ليس». 
(2) ق: بحرمه. 1 )25 خرم: سقطت كلمة. 
- 681 - (6) كتبت ألفاثم شطبت في أول كلمة 
(3) ق: فاعل هذه الكلمة معطوفة على الكم1. 
سابقتها «عالما؟. 7( خرم: سقطت سبع كلمات . 


5307 


جِنْسِهًا. قيلٌ لهم: لِمَا بَيّنَاه مِنْ قَبْلُء وهو أن الآيَةَ لا" تكونُ آيةَ لجنْسِهًا 
ونَفْسِهَاء وإنّما كون آيُْ إذا وَفَمَتْ على هذا" الوَجْه فمتى الْخَرَقَ شَيءٌ منها 
خَرَجَتْ عَنْ أنْ تَكونَ آيْةٌ وإنْ كَانَ من جئس الآيَاتٍ: ألا تون أن الزَلازِلء 
والخسف والرَجَف من جنس ما يَْهَرْ على أَيْدِي شل ٠‏ وليس يأ" لان 


م 


[نصل] 

3 ولو قَالَ قَائِلٌ: كيف لا يكونُ أغطى” الله سُبْحَائّه فِرْعَونَ: 
الأموّال والأؤلاد والثروَّة والتمكينَ إكراماً له ولحَقه وهو من جَنْسٍ ما يُكرِم به 
أوْلِيَاءَهُ من النّبِيّيين وسَّائِرِ المؤمنين. لم يَكْنْ الجوابُ له إلا مثْلُ ذلك لأنَّ إعطاء 
مِثلّ ذلك ليس بكرامة لكَفْسِهِ وجِنْسِء نّم يكونٌ كَرَامَةٌ إذا فَعَلَ على وَجْهِ إِجَابَة 
الْدَّعْوَةِ والإخلالٍء والتغظيم والتَبِيِيْنِ على موْضِع من فْعَلَ بِهِ عنه مَنْ خْصّه 
بذلك» وما يَفْعَلُ بالكافِر عَار من سَائِرٍ هذه الوّجُوه فسَقَطٌ ما قُليُّمُوه. 


[فصل ] 

4 - ولو قال قَائْلُ: أنَّ ما يَظْهَرُ منْ هذه الأمُورٍ الحَارِفَةِ للعَادَةِ آيات 
كُنّهاء وهي مَعَ ذلك على ضَرْبين: شَيِء هو عِلْمُ النّبوّهِ وهو ما يَفعَله الله على 
يَدِ مَنْ يَدَعِى الرّسَالَةَ عليه؛ فإذا فَعَلّه عند ادْعَاء ذلك عَلِمَ أنّه رسول الله على ما 
كرا وية يَفْعله على :* من يدعي [180 أ] لطيفة ينبئٌ صَاحِبه بها ويُوئِقُ 
في بحو بحو ” أو ولِيّ لله عَرّ وجَل؛ وأنه على سبيلٍ مُستَقِيم لكان ذلك 
ضجيحاًء لكان ما يلعل عند اغا هذو الأثور مجر لِمَنْ فَعَلَتْ بىء غير أنّها 
تَخْنَّصٌ وَلالَتَها على صَلاحِهِ وولايّتِه لله سُبْحَائّه وإنّه مُحِقٌ في مَقَالَتِ دون غَيْرهٍ 
أو أنه دَاعِيةٌ إلى نبِنَ وصَاحِبٍ حَقْ لَمْ يَكْنْ ذلك بعيداً. ‏ 


683 682 


(1) ق: ليس من الأفضل استبدال كلمة «4) ق: اعطاك. 
اليس» بالا؛ , 684 

(2) ق: هذه. (5) ق: حوه. 

(3) ق: بابه. 


508 


[فصل] 

65 - فإنْ فَالُوا: فلِمَ لا يَجُورُ أن يَفْعَلَ ذلك على يده وإنْ اذْعَى 
الرسالة أيضاً. قيل لهم: مُذعِي الرْسَالَةٍ إذا لم يَكُنْ رسُولاً كان سَاقِطأً قَاسِقاً 
كَاذِياً الله لا يُظْهِرٌ المُعْجِرَاتِ على يَدَيّ الكَذَابِيك لأنّ في ذلك إِيجَات رَفْع 
قُذْرَتِه على صذق الصَادِقَينَ . وذلك فَاسِدٌء وهو إذا أظهَرَ الآيَاتِ على أَِدِي 
ذْعَاةٍ الرْسْلٍ والصّادِقين» لم يكن ذلك مُوْجِباً لِعَجْرٍِ و عَنِ الدَّلأَلَةِ على صذقٍ 
الصَّادِقِينَ قَبَانَ بذلك فَرْقٌ ما بين الأمْرَيْنٍ. ولو ُعَلْتْ بِالصَالِحَينَ هله 
الكَرَامَاتُ وهم سْكُوتٌ غيرٌ مُؤْسِرِينَ بهَؤْلاء متيقنِينَ' *" ولا دُعَاةٌ إلى الله عر 
وجل لكائث كَرَاَاتُ فقط ولم نَكْنْ يُعْجِرَاتٌ اولكن هذه المُعْجَرَاتُ 
المَفُعُولَهُ على أيْدِي الصَّالِحِينَ» والصَدَّيقِينَ لا" يَخْتَصُ بها أَفْضَلّْهُم» أو مَنْ 
كَانضَلِهم لأد ال عَدْ وجل لم يفملها" لد بهَا على الهم فصل فل 
العَضْر . ولَكِنْ ليَدْلُ على أنّهم مُضَلاءُ وعلى صَوَابٍ ماءهُم عليه فقط. فلا 
بَجَبُ أنْ يكونّ مَنْ ظَهرَتْ على يَدِهِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرو ولذلك لَمْ يَقْلْ أن سَهْلَ 
بَنْ عَبْدٍ الله التَسَتْرِي”*2. وذًا الون المَضْرِي”*' وَابْرَاهِيم بَنْ أذهم'*', أَفُضَلٌ 
من البَدْرِيُينَ العضِين* وجميعٌ صَحَابَةٍ الرَسُولٍ كيو الذينَ لم يَظْهَرْ على 
أَيْدِيهم أغلامٌ فبَانَ بذلك قوط ما قال 

66 - وَإغْلامُ اسل أيضاً لا يَدْلَ على أنّهم أمْضَلُ أهل عَضْرِهِم بِطْهُورِمَا 
عليهم فقط؛ ولكن لإخْتِصَاصِهًا بِدَلالتَهَا على كَذِبهم رُسْلْ الله عر وجلٌ؛ 
وحصول إجماع الأمةٍء على أنَّ الله عر وجَلٌ لا يَنْعَتُ رَسولاًء وفي قُوْمِهِ مَنْ هو 
َفْضَل منهء ولو لَمْ يَضصُحٌ الإِجَمَاعٌ على ذلك لَمْ يَسْتَحِيلَ عندنا مِنْ جَهَةٍ العَقْلٍ؛ 
أن يَبْعَتَ الله رَسولاً مفضولا لأنَ الرسَالَةَ عندنا لَيْسَتْ بِنَوَابِ ولا جَرَاءٍ ولا 
مُسْتَحَفة وإنّما هي بِفْضْلٍ [180 ب] من الله وكذلك جَارَ أن يَسْتَوِي جَمَاعَةٌ بعد 


تَفَضْلء فيَنِعَتُ الله إليهم دون سَائِرهِم وجَارٌ أنْ لا يَنْعَت بِفَاضِلٍ أهل عَضْرِهٍ في 


- 685 - (4) ق: ليس فعلها من الأفضل استبدال كلمة 


(1) اللدانئن. «اليس» بالم» وصياغة الفعل الماضي الى 
(2) ق: مننفنشن. المضارع . 
(3) ق: ليس من الأفضل استبدال كلمة (5) ق: العصنن. 

«ليس») باللاا, 


509 


هءَة 


أن لا يُخطي كل إنسانٍ سهماً من ال شركا بر فضلِهِ الذي فيهء وإث قَصَرَعَْ 
مَحَلَ ره فإنما يَعْلَمْ بإغلام الرْسْلٍ أنه أَرسِلَ ثم يَعْلَمْ بإجماع الم إِنّه أمضَل 
أل العَضر؛ وأغلامُ الصَالِحِينَ ليِسث بِدَلالَةِ على أنه" رُسِلَ ا 
على فُضْلِهِم وصَوَابٍ طَرِيقَتِهِم» وليس معنى حُببةَ مِنْ إِجْمَاعٍء ولا مِنْ غَيْرِ. إن : 
الفَاضِل المُسَْقِيمْ على الحَق في فَولِه ورَأيهِ لا يكونٌ أفضل أَهْلٍ عضري وإله لا 
جوز أنْ يُسَاوِيهِ مَعَ ظَهُور مَا يَظْهَرُ على يَي”” ' غَيْره في فَضِيلَتِهِ أو يَمُوقُ مَحَلَّه 
فلا َعَلنَ لهم في الإسْتذلالٍ على فَضْلِ عُمَرَ رضي الله عنه بما وصفناه. وهو مَعَ 
أنه قد رَوَى مل روا ما دَكرَلغمَرَرَضِيَ لله عن لِعْليْ رَضِيَ الله عنه: : من نحو 
قِنَالِ الجن في البثرء وخضفي”” التغْل وأمور كثيرة تَذْكُرُوئهاء فيجب أنْ يكونَ 
مُسَاوياً له في الفَضل . 1 


[فصل] 

7 وقد ألْكَرَثْ المُعْتَرْلَه وأغل القَّدرٍ وأكئَرُ أَهْلٍ الأَهْوَاءِ هذا أجَمَع 
لعُمَر وعلى رضى الله عنهما ولغيرهما من فضلاء الأمة» وقالوا: انه إِفْسَادٌ 
لدَلآئِلٍ الصو وذلك بَاطِلٌ بما ذكرناه. وقد فُلْنَا أنَّ ذلك أجْمّع صحيحٌ» غَيْرَ 
أنَّ ما ظهّرَ في خلافة النّبُوَةِ أنَهُ للوَّسُولٍ كَلِةِ دون خِلاقَتِهِ وهذا ما لآ يُمْكِنُ 
معه إِفْرَادُ الخُلَمَاءِ وَحْدَهُم به لأنّهِ يَجُورُ أيضاً أنْ يُظْهِرَهُ على كُلُ صَالِح وَوَلِيٌْ 
ومُجِئٌء ودّاع إلى هِدَايَة ونَرْكِ ضَلالَةٍ 000000" لذلك عن 
رسولٍ الله لي ويكونُ ذلك آيةٌ لصَاحِبٍ الشّرِيعَة» ومُحْثَملٍ التُبوّة وليس في 
قُرْبِ العَهْدء وبغدهء ومَشَاهَدَةَ تابع الحَنٌّ لمَتْبُوعِهء أو الْقَيَادٍ الخَبر لَهُ غَيْرُهُ - 
بعد رُؤْيَة” هذا الباب ‏ لأنّهم دُعَاةٌ إلى صَوَابٍء وَنَاهُونَ عَنْ خطأ وضَلالٍ» 
ومُعْتَرِفُونَ بإتبَاع الوَسُولٍ الذي وكُقَهُمُ وشَرعَ لِسَائرهم. ورئّما كَائَتْ خاصَّةٌ 


(1) ق: إنه. - 687 - 


- 686 - (4) خرم: مكان أربع كلمات يظهر ان المعنى 
)2( ى: يذه تام . 
(3) ق: حصففا. (5) ق: عدرا. 


5310 


الابعِينَ وتَابِعِي التابعينَ إلى فِعْلٍ هذا: إِنّهم أشد [181 أ] انتشار""". . . لها" 
فى الجهات والافادة من الآيات واختلافٍ الْآرَاءِ وَالرُوَايَاتِ وحؤول المحقين» 
وظهور المُبْطِلِينَ وشِدَةٍ الإدْكَارٍ والتلبية'” . والصَّحَابَةٌ أشد الئّاس عناءً عن ذلك 
لمُشَاهَدَتهِم الرسول عليه السلام» وقُرْب عَهْدِهم بالآيَاتِ ومُشَاهَدَتَهِم 
المُعْجِرَّاتِء فبَانَ أنه لا قَرْقَ بين الأمْرّين 
8 وإِنَّه دلالَةٌ فيما يَظْهَرْ من ذلك على أنَّ صَاحِبّه أُفْضَلٌَ أهل عَضْرهٍ 
وهذا الكلامُ» وإنْ لَمْ يَكْنْ مِمًا َصَدْنَا لِشَرْجِدِء فإنّهِ مِمّا يَمَسُ الحاجة إلى 
مَعْرِقَتِهِء لأنّ في أَضْحَابئا مَنْ يقولُ بجَواز ذلك لِعُمَرَ رَضِيَ الله عنه وَتَْبتَهِ. 
وأكئرُ الشيعَةٍ تُنْبِتُهُ لِسَائِرِ الآئِمَةِ سَلَفْهُمْ وَحَلْفْهُم: ولا يَفْضْلَ ذلك تَفْضِيلا 
يَكْشِفٌ العَرَض بهء فلذلك اسْتَْمَلنا فيه ضَرْباً من الإغُرّاق . وليغرف ذلك أيضاً 
مُعْتَقَده في أهلٍ الزّهْدٍ والنْسَّاكٍ ويُمَضْلوا , بين الرْسُلٍ و وغَثِره'* ' مِمّن قَصْرَ عن 
مَحَلّهُم» ثم عَادَنْنَا الكلامُ إلى القولٍ في تَفْضِيل عُمَرَ رَضِيَ الله عنه . 


(1) ق: اشار. (3) ق: الللسه. 


(2) الكلمة غير واضحة سقط منها حرف أو - 688 
حرفين. (4) ق: عرهم. 


511 


[الباب الحادمي والثلاثون] 


[باب الكلام في إنكار المعتزلة وأهل القدر فيما يظهر الا 

على الرسول َل وقول بعض جماعة أهل السنة وأكثر 

الشيعة في إثبات الفضل لسائر أئمة سلفهم وخلفهم وفي 
أحكام فروع الدين وتعريف فخل الفاضل] 


[فصل] 

9 وقد ذكرنا من قبل ما يتعلقٌ به القاتكلون بفضل العباس رضى الله 
عنه أتينا عليه''' جَمْلّة. وإنّما كان يَفْعَلُ ذلك رَسُول الله كل لأنّه أت 
ويْعَظْمهُ تَمْظِيمْ من هُوَ أفْصَلْ بِنْهُما في بَابٍ الذين لمَوْضِع العِبَادٍَ بذلك 
وكذلك يُلزِمُه أنْ يَخْصٌ وَالِدَيْهِ بالإكْرّام وجَمِيلٍ العِشْرَةِ «واخففض” لَهُمَا 
جَنَاحَ اذل والرّخمّة »37 0 - مم الخلافٍ في المِلَة لِمَوْضِع العبَادّة» فَبَانَ بهذا 
أجمع أن للأبٌ والعم مَوْضِعْ منّ نّ الإكرّام والإخلالٍ تَوجِبّهُ العِبَادَةٌ» وتَرْتِيتُ 
سيّاسة الدُْا ليس لِغَيْرِهِما. 


0 والعَبَّاسُ رضي الله عنه من عَلِيّة* المُسْلِمِينء وجوه الْأَنْقِيَاءِ 
الصَالِجِينَ الصِدَيقينَ مِمّنْ أَعَزَ الله بِهِ الدينَ ونّضصَرٌ به المُسْلِمِين وعَظُمَ 
الإنْتِفَاعٌ بإِسْلامِهِ ومَكَانِهء وعَظمَ جِهَادُه وعَنَاؤه”© وإِنْمَائهِ مَمّ قَرَابَتهه وجَلالَةٍ 
قَذْرهِ في الجَاهِلِيّةِ قبل الإشلام. فليس القول بِفَضْلِهِ أو الوَهْفٌ في أمْرِهِ مِنَ 


690 - 689 


(1) ق: على من الأفضل زيادة ١هاء؟.‏ (4) ق: عليه . 
(2) كتبت ١ويخفض».‏ )5( ق: عنايه من الأفضل أن تكتب في صيغة 
(3) سورة الاسراء: 22. الرفع . 


512 


المُسْتَدكرٍ البَعِيدٍ. وقذ ظَهَرَ عن كثير مِنَ الصَّحَابَةِ : القَوْلُ بِإِعْظَامِهِ وَالتَعَجُبُ من 
إخلالٍ رسول الله يك [181 ب] له وقد أَوْضَحْنًا ذلك. وقد كان فُضيلٌ بِنْ 
المسَيّب يقولٌ : «أنَّ العَبَّاسَ أَفْضَلٌ الأمّةِ بَعْدَ الب يل ووّارئه من بَغده»؛ وهذا 
قَوْلَ سَائِرٍ الرَاوَندِيُة وول أبي مُوسى الأصبهّاني وجَمَاعَة من أهْلٍ | العلم إلى 
ؤم وقد تَدَمَْا فيه شَرَفَ قَذْرِهٍ من قَبْل ما يُغْنِي عن رَذْه. 


[فصل] 
في القول في ذكر حجة أهل الوقف 


691 - وقد َكبِئا من قُبل عن جَمَاعةٍ مِنَ المعمْرلةٍ: ألم يون في 


مي الفطل : سَوَاة . وررَى أن مُضْعَبُّ الْبئْري كان يقول: ا 

في الفْضْلٍء وهذا المَذْهَبُ غَلَطَ لإتقّاق الصَحَابَةِ على إِبْطَالِه . لذ زوق عله 
في تَفْضِيلٍ بَعْضِهِم على بَعْضِ ما رَوى عن عَبْد الله بَنْ عُمَر ٠‏ وما رُوِيَ عن 
لني بكِهِ مِمّا قد أَوْضَحْنَاهُ فيما سَلْفَ بما يُعْنِي عن رَدّْه. ويَّدُل أَيْضاً على فَسَادٍ 
القّطع على تَسَاويهم في الفَضْلٍ : أنَّ ذلك لا يَصِيرٌ إليه إلا بخبر الله عر وجل 
أو بخبَرِ من يُحْبِرٌ عَن الله تَعَالَى والخبر في ذلك معقود”أ" وبالعلم تتساوى 
أعمالهم وتتساوى الوجوه التي”” وَفَعَتْ عليها مما يَْنْضِي نَسَاوِيهَا في الكلَفَةٍ 
وَالمَشَمَةِ والإخلاص وغيرٍ ذلك . ومّتى لم يكن لنا إلى ذلك سَبيلاء ؛ لا مِنْ 
طريتٍ العَقْلِء ولا مِنْ جِهَةٍ مُشَامَدَةٍ الأفعَال لأنّه لا يَعْرفَ بِمُشَاهَدَيها الؤْجُوء 
التي َكَعَتْ عليه مِمّا يَعْظُمْ شَأنهَا أو يوجبٌ إسمَاط النْرَابِ عليها؛ ولاما 
اسْتَضَرٌ به كُلٌ واجدٍ من الفَاعِلِينَ لم يكن لنا إلى العلْم بِتَسَارِيهِمًا في المَضْلٍ 

2 - فأما القَابلُونَ بأنا نَقِفُ فيهم مِنْ غَيْرٍ قَطع على تَفضِيل أَحَدٍ منهم 
أو قطع تَسَاوِيهِمْ في المضل : فإِنّهُمُ أقرَبُ إلى الصّوَاب وأفدَرٌُ على الإخيجَاج 


- 691 (2) ق: الذي من الأفضل تأنيثها. 
(1) ق: معقودا. 


513 


لأنّهم يَرْعَمُونَ أن القَطِعَ على الفُضْلٍ وعلى أن المَاضِلَ أَفُضَلُ من غيرِهٍ لا 
تجُورُ أن يُوصِلَ إليه إلا من جهّةٍ الحَبَرِ؛ لا من طريق ظاهِرٍ الأعمالٍ بما قد 
وَصَفْاهُ َفعَةُ في أثْرِ أَخرَى بِنْ تَعَذْرٍ الهم بالوْجُوهِ التي وَكَعَتْ الأمْمَالٌ عليها 
وما اسْتَسَرٌ به كُلّ واجد مِنّ الفَاعِلِينَ . قالوا: [182 أ]: وإن كان بِتَمْضِيل وَاحِدٍ 
مِنْهُمُ على غَيْرِهِ ليس بِوَارِدٍ على وَجْهِ يوجب بَعْدَهُ إِنْ كان فيها ما قَذْ ثَبْتَ مع 
مُعَارَضْيِهِ إِجْبَارُ آخر في تَمْضِيلٍ غَيْرِ مَنْ وَرَدَتْ فِيه. وقد عَلِمْنَا أن الصَّحَابَة 
مُحْتَِفةٌ في الممْضِيل» فلآ سَبِيلَ إِذَنْ لَنَا إلى الهلم بأنَ وَاجِدا”" منهُمْ أمْضَلُ مِنْ 
َيْرِِ وهذا كما يَصِفُوه أي قَْلهم: إن المَفْضِيلَ لا يُوصِلَ إليه. وقد ذَكَرْنَا مِنْ 
قَبْل ما رُوِيَ من الأخبَارٍ في ذلك وما ب يَضْح التَعَلْقَ به فلا وَجْهَ لإعَادَتهِ . 


القَوْل في أنه يجُورُ أن بَحْكُمْ للفاضل بن فاضِل وإنّه أقْضَلْ مِنْ غَيره 
في الظَاهِرٍ دونَ البَاطِنٍ 


[فصل] 

603 إنْ فال قَائل: قد أوْضَحْتُمْ طَرِييَ القّطع على الله سُبْحَانَهِ بأن 
الفَاضِل فَاضِلء وإِنَّهِ أَفْضَلُ من غَيْرِه فهل يَبُورُ أن يَحَْكُمَْ الإنسانُ بأنّ زيداً 
فاضلاً في الظّامِرٍ دون البَاطِنء لا إنّه أفْضَلُ من غَيْرِهِ في الظاهر . قيل له: 
أجَلْ على مَغْتى الحُكم بوْقُوع يَلْكَ الأفعَالٍ منه لا على أنه فَاضِلٌ في الحقيقة 
عند الله عزّ وجل وأنّه أفضَلٌ مِنْ غَيْرِهٍ ٠‏ فَإِنْ قَالَ: فإذًا قُلُْمُ هو فَاضِلُ في 
الحقيقّة عندكم في الطَاهِرٍ كَمَا مَعتى ذلك. قُلنا له: مَعْتَاهُ أن قَد فَعَلَ ما إنْ كان 
قُصد التَقَرْبِ به وَفِغله على وَجْهِ يُوجب الخطوة عند اللِهِ عر وجَلُء كان فَاضِلا 
به عند الله عرَّ وجلء وإِنْ لَمْ يَكْنْ كذلك فالفِغْلُ رَاقِمُ منه فقط. وليس 
الحاصِلٌ في هذا الحُكم أكئر من وقُوع الأفْعَالٍ الْجَمِيلةِ الظَاهِرَةِ منه, لأنَّ ما 
عداه وُقُوعُ الفعل منه. من كَوْنه مُنَاباً عليه. ومُعَظّماً لأخِله وَوَاقعاً على ما 
يَفْنَضِي”" فَضْلَهُ أمُورٌ كلها لا تَاهَدُء ونّحنُ نَحْكُم بِالظَاهِرٍ فيما شَاهَْنَاه ونحن 


2 693 692 - 


() ق: واحد. (3) ليس بين «على» واليقتضي» شيئاً من 
2) ق: اعني من الأفضل استبدالها بأي . الأفضل زيادة ما لتوضيح الجملة. 


314 


إِنّما تَعْلَّمُ أنّه قَاعِلُ عند المُشَامَدَةٍ. فإمّا كَوْنُ فِعْلِهِ على هذه الأَوْصَافٍ فإنّا غيرٌ 
عالمين به. 
[فصل] 

64 - فإنْ قَالَ: وما الدَلِيلٌ على جَوَازٍ الحُكم بِأنّهِ فَاضِلَ وأفضل من 
َيْرِهِ على هذا التَفْسِيرٍ عند ظهُورٍ أَفْمَالٍ الخَيِرٍ والبرٌ منه. قبل لهم: الذَّلِيلَ على 
ذلك إِنََاقُ الأمةِ على وجوب الحم لِمَنْ ظَهَرَ منه الإيمَان بأنّه مُْمِنْ؛ ولمن 
ظهّرَ منه الصَّلاحُ: تَقَىُ برٌ؛ وأنَّ هذه الأفعال إذا كَثْرَتُْ وتَكَرَّرَتْ منه حكم له 
بأثه أبِرُء وأتقى» وأضْلَحٌ مِمَنْ قل ذلك منه مَعَ العلم بأنّ قَوْلَنَا به نَقَِيْ صَالِحٌُ 
إِسمٌ يَزِيدُ على وقّوع هذه [182 ب] الأفعال وإِكْتِسَابهًا له؛ وهو أنْ يَمَعَ على 
وجوه يُوجَِبُ كؤنها. وكذلك القول في الإيمان. غير أنّا مَعَ ذلك يضح أن 
نكم بن صَاحِبهًا مُؤْمِنَ صَالِحٌّ بر في الظاهِرء وإنّما يُِيدُ بذلك الإخبارٌ عن 
ووع هذه الأفْعَالِء وتَعْلِيقَ أحكام الشَرْع بها . فكذلك الحُكمُ بأنَّهِ فاضِلء» وإنّه 
أَفْضَلُ مِنْ غَيْره"". فكذلك القَّوْلُ في مُوْمِنٍ وصالح. قلنا: أَجَلْ لأنّا إِنّما 
وَجْبَ علينا أنْ نَحْكُمْ له بذلك لِما عَرَفْنَاهُ من أَفْعَالِهِ ؛ فإذا عَرَفَ هذه الجَملَةَ 
غيّر”” ما لَرْمّه من ذلك ما لزمنا. 


[فصل] 
5 - فإِنْ قَالوا: نْلئِسَ قَذ وَجْبَ عَليكُمْ أن تَحْكُمُوا لزع بكم أضلِه 
إذا أشْبَههُ مِنْ بَعْضٍ الجمَّاتِء فلا يَجِبُ على كُل مَنْ عَرَفَ شَبِهَه به من ذلك 


انمه أن يحم بأنه حَرَمْ | أو خلال في نكم الذين. قيل لهم : هذا على 


ما وَجت فيه لزنه على مَك الصفة التي الأضل عليهاء وما كان من هذا 
هُماافي عل الشكُم ال التي ُوجث بن لم أو ذل . 


- 695 - 694 


(1) يكرر (إنه فاضل» . (3) ق: النكنه. 
(2) ق: عر. 


515 


6 - والضَّربُ الآخَرٌ: أخكامٌ في مُروع الدّين» وليس فيها شبه"" 
مطلوبٌ” في الحقيقة؛ وإِنّما مَعْتى قَوْلّنا هذا أشْبَّهُ بهذا : إنّه أولّى عِنْدَنَا أنْ 
يَحْكُمَ له بِحُكمِهِ. فكُلُ مَنْ غَلبٍ على ظَنْه أنَّ الحُكُمَ فيه بِبَغض الأمور أوْلَى. 
كان ذلك فَرْضْهُ بعدَ أنْ يكونّ بِصِفَةٍ المُجتَهدينء في من" له الكم بالتُخليلٍ 
والتَخرِيم . وليس يُطْلْبُ في الشْبّه* شَبَهُ الصُورَةٍ والهَيْئَةٍ والتَزكيب؛ أن 
الأَمُورَ قد تشْتَبَهُ في ذلك؛ ويكونٌ بَعْضُها عندنا حلالا وَبَعْضُها حَرَاماً ٠‏ ولو 
كان شَبَهُ مَطلوبٌ :. بحَرْمٌ السَكُم بخلافو» ولم يَسَمْ إلا الْبَاعَُ؛ لأنّ جلاقة حَطأُ 
الخَطأ مُحَرّم في الدّين سَواء وَقَمَ مِنْ الم أو غَيْر عَالِم به: ونحن نَعْلَمُ أنَّ 
فيما يَحْكُمُ به القُقَهَاءُ تَحليلُ دِمَاءِ وفُروج . فإِنْ كان الحَقَ فيها وَاجِدُه فوَّجْبَ 
أنْ يكون إِبَاحَهٌ الدّم والفَرْج بِغَيْرٍ الحَقّ: خراماً بَاطِلاء وإِنْ كانَ المُتَأَوْل غيرٌ 
عَالِمِ لخطيه”” ولا قَاصِدِ”“ إِلَيهء كما أن قَثْلَ السَوْلَةِ للنفوس وانْتِمَاكَهِم [183 
أ] الحرمات ما يَلْرَمُ يهن "”" في قَضْدٍ الوَاحِدٍ. والإمجماع كله حَرَامٌ في الذينِ 
وان لم يَقْصِدْ صَاحِبّهِ العضْيَانَء وحُبَةُ ذلك على م سَمِيل التَأويل» وفي تحليلٍ 
الأمّةِ في الصَّذْرٍ الأرّلٍ إلى َقْتِنَا هذا : الدَّمَاتُ إلى كُلَ قَْلِ من هذه الأقاريل 
للمُّفْتي وَالمُسْتَفْتِي دَليلُ بَيّنّء على أنه ليس هناك وَجْهٌ يُعَلّقُ بِهِ الحكم 


مَخْصُوصٌ ولا شَبَهَ مطلوب. 


7 - وقد أَرْضَحْنَا في كِتَاب الأصُولٍ فَسَادَ القَوْلِ بأنَّ الفَْعَ أَشْبّهُ بأحَدٍ 
الأَصْلَيْن من الآخر على التَحْقِيقِء ٠‏ إن جَارَ أن يَسْتَعْمِلَ ذلك أحياناً على ما 
فَسَوْنا. . وهو أنّا مُبْعَدُونَ بأنْ نقُول في ذلك. وبِغَالِبٍ الظنْ وأنَّ الحُكمَ هُوَ 
حَُكُمُ الله عر وجل في الحَوَادِثٍ لا شْبَهُ وَرَاُ ُطْلَبُء وإذا كان ذلك كذلك 
افْنَوَقَ البابّان. أن كل فقيه مَأمُور بالحُكم بِعَلَبَةٍ الطَنْ ٠‏ والخُلُ مَأْمُورُون 
بالُكم لِفَاعِلٍ الأفْعَالٍ بوْقُوع ما ظَهْرَ منه دونَ غَيْره وذلك وَجَْهٌ واجدٌء كُلَّ 


696 - (5) ق: لخطايه. 
(!) ق: شبهة من الأفضل كتابتها اشبه». (6) ق: قاصداً. 
(2) ق: مطلوب. (7) قى: ايهن. 
(3) ق: فيمن كلمتان فى واحدة. 

(4) السيه. ْ 


516 


مَنْ عَلِمَهُ لَزِمَهُ الحُكمُ على القَاعِلٍ بكم فِعْلِهء فافْتَرَقَ كما فُلْنَا البَابَانِ. 
[فصل] 

68 - فإن قالوا: أفليس قد تَمَكُنَ أن يَرُولَ دنه إذا فارفكمء هر لمق 
والفجور وألد نم لا تَعْلَمُونَء فكيف أنه اليومَ أفْضَلُء وأنّهِ فَاضِلُّ. قيل له: ! 
يَحْكُمْ بذلك في الظاهِرٍ لما رأينا"'' فعلهء ولا يبنا ابه كما ل كقر 
باْتقَاِِ وما يَسْتَسِرُ به وإنْ كُنا لو عَرَفْنا ذلك لم يَحْكُمْ بأنّه َاضِلَ . وإِنْ قالوا 
فإذا لَزِمَكُمْ أنْ تَحَكُمُوا بأنّهِ َاضِلٌء وأنه أَفْضَلٌ مِنْ غَيْرِه وعَرَفَ غَيْرَكُمُ مِْ 
غير لكثر مما عَرَفتم أنثُم مِمْنْ َصَلَئمْوه وَجْبَ أنْ يَفُضْلْهِ على مَنْ فَضَلْتُمُوءْ 
عليه في الظاهِر. ويَجبُ على مَنْ لَمْ يُسَاهِد منه شيئاً من أَفْعَالِ البر ٠‏ بل شَاهَدَ 
ُسْقَه ولاعته أن يَحْكُمَ بأنّه فَاجِرٌ فَاسِنُ. قِيلَ لَهُم: أجَل هذا أَجْمَعُ وَاجِبٌ. 

[فصل] 

9 - فإِنْ قَالوا : فِيَجبٌ أنْ يكونّ الفَاضِلٍ عندكم فَاضِلاً وغيرٌ فَاضِلٍ 
وأن يكونّ أَفضَلَ مِنْ غَيْرِه وأن يكونّ دُونه في المَضْلِء وأنْ يكونَ فاضلا 
نَاسِقاً. قيل له: هو كذلِك عند ثلاثة" تَقْرِ ولا يَجُوزٌ أن يكونَ كذلك في 
نَفْسِه لأنّ هذه أوصًافٌ مُتَنَاقِضَةٌ مُتَنَافيَةٌ وهذا كَرَجُلٍ نَحْكُمْ نحن له بأنّهِ من 
إذا أظهَرَ في بَلَدِنا الإيمانَ. وبخكم أَهْلٍ فَرْغَانَةِ [183 ب] بأنه كافرٌ إذا أظهرَ 
لَهُم الكَفْىٌ فكذلك القَوْلَ في الُكم بِأنه مُؤْمِنْ وَفَاسِقٌء فلا يَجبٌ أنْ يَكونٌ 
اا ادإن كان كذلك في شم الذي عمد ان أ 


[فنصل] 
0 - فإِنْ قَالوا: فَمَا تَقُولُونَ إن حَبَرَكُم عن كَثِير طَاعَاتِ”" المَرْءِء 
698 - الكتابة . 
(1) قى: رأيناه من الأفضل اسقاط #الهاء؟. 700 
699 - (3) ق: الطاعات م١‏ الأفضل إسقاط «ال» 


2( ق: ثلثة يكرر ورود هذا النحومن التعريف. 
5317 


وجَمِيلٍ ظَاهِرِه قم ونه أكتَرُ طاعَاتِ من آخر عِنْدَهُمْ لم يشاهد ل 
يَجِبُ عليكُمُ أنْ تَحْكُمُوا بأنّهِ فَاضِلٌء وإِنّهِ أفْضَلُ مِنَ الآخَر. قيل لهم: | 

وَسيّما إذا كان الحَبَرُ مُوجباً للعلم ؛ لأننا نَصِيرُ كالمُسَاهِدِينَ لأفْعَالِهاء ا 
الحَبَرُ عَنْ ذلك حَبَرٌ وَاجِدٌَء غَِرَ أنه مُؤْمِنُ» وَيَغْلْبُ الحُكم به في الظَاهِرٍ كما 
يَحَكمْ بأنه مُؤِْنْ لحَبَرِ وَاحدِ غَيْرَ أله مُؤْمِنُ» وَيَعْلْبُ الحكم به فده في مَقَابرٍ 
المسَلِمين. ولو قال قَائْلٌ: أله لا يِب أن يَحْكُمء ولا يَْضْلْه في الطَاِرٍ دون 
العلم أنه قد فَعَلَ ما يُوجِبُ لهُ الحُكُمْ بذلك؛ إمَا بِالمَشَاهَدَقَ أو بخْبْرِ مَنْ 
يَفْطَمٌ العذْرَبِتَفْلِهِ بضرورة أو دَليلٍ ون حَبَرَ الرَاجدِء إذا لَمْ يَعْلَمْ صِدْقَهُ لم 


يُِْمَنَا الحُكُمَ لِمَنْ خَبّْرَنا عن إِيمَانِهِ ومَضْلِهِ بأنّهُ مُؤْمِنْ فَاضِلٌ لَكَانَ قد ذَمَبَ 
مَذْهَناً معه . 


[فصل] 


في القؤل في أنه لا يجب على الله شبحانه ولا يَلْمٍ في جِكُمَيه أ 
ُعَرَفنَا فضْل الفَاضِلٍ. وأنّه أَفضل مِنْ غَيْرهِ 

31 - فإِنْ قائل7 قال: فإذًا جار أن تَحْكُمُوا بقَضْلٍ الفَاضِلٍ في الظَامِرٍ 
دون البَاطِن ) وَإِنْ كان فَاضِلا في البَاطِن» كما أنه فَاضِلٌ في الظَاهِرء وجارّ أنْ 
لا تَحَكُمُوا بِفْضْلٍ مَنْ لَمْ يَعرِفوا منه شيعا مِنْ خلال الفَضْلٍ ٠‏ وإِنْ كان فاضلاً 
عند الله عر وجَلُء فقد لَزِمَكُمْ جوَارُ أن كَوْنَ الباري سُبحانه غَيْرُ مُعَرْففِ لكُمْ 
َضْلْ الفَاضِلٍ» والمَرْقٌ بَْنَهُ وبين مَن ليس بِفَاضِلٍ . قيل له: هذا قَوْلْنَا فلا مَعْنَى 
ِمَوْلِكُم فيهء فقد لَزِمَكُم. فإِنْ قالَ: وما الدَّليلُ على جَوَازِ ذلك. قيلَ له: 
الدَلِيلُ على أنَّه ليس بِوَاجِبٍ على اله سبحائه ثوابُ العَامِلِ على شَيءِ مِنْ 
أَغْمالِه إن قد عَرَفَْا أنه سينعمٌ في القيامة مَنْ وَاقَاهُ بِعَمَلِ صَالِح ؛ فإذا كان 
اله ابمتع في الاضل عير زا وكان مَنْ يَعْتَقِدُ وجُوب تغريف الله عر 


عي ا ميك 


(1) ق: يشاهدوهما. - 701 
(2) ق: قائل. 


55 


ويُوجبٌ بِئَرْكِ ذلك خْرُوجٌ القديم من [184أ]...''' كذلك منه كان هذا 
لأصل باطلاًوكنا قد أَؤْضحْنا اللي في َِرٍ هذا المزجع على أن لعز وجل 
لا يَجبٌ عليه فِغْل شَيءِ يُوحِبُ بِصِحَْةٍ ذلك صِحْحةُ مَا ذَهَبْنَا إليه من جَوَازٍ 
َعْرِيفِ اله عر وَل لنا فُضْلٌ الفاضِلٍء وعلى أنه لو وَجْبَ أيضاً على ال 
سُبحانه : العَوَّضُ والثوابُ لم يجب عليه تَحَسّسُ اللّذاتِ مَخْصُوص» والأفعَالٍ 
مَخصوص . 

2 وإنّما يَجبُ عليه أنْ يُوَفْيه أخرَ عَمَلِهه فهذا كَمَْ استَحَقٌّ عليه 
ثواب عمل عَملهء وعَوَض عليه» وإِنْ جَارَ أنْ يَكُونَ عَرُوضاً أو عَيْناً أو وَدَقا أو 
ما أشْبّهء أو تَرْكُ مَطَالِبِهِ بمِئْل ما اسْتَوْجَبّهِ مِمًا اسْتَحَقْ عليه وَغَيْرُ ذلك. وإذا 
كان هذا هكذا لم يجب على اله سْبِحانه الإَِابَ على العَملٍ بتَعْرِيِفِنَا فُضْلْ 
العَامِلٍ لتَعَظْمِهِ بل له أنْ يُْبتَه عليه بشيءٍ عندّ مَدْجِنا له» وتَعْظِيَِا لشأنه 
وَقدره: وربما كان ذلك أجدى عليه؛ وإذا كان هذا هكذا © فقد سقط ما 


قالوه. 


[فصل] 

3 - فإنْ قالوا: ما أُلْكَرْنُم أن يكونَ طريقٌ وُجُوب تَعْرِيفِهِ لا فَضْلٌ 
الفَاضِلٍ ليس هو الوَجَهُ الذي ذَكَرْئُمُ من الإسْتِحْفَاقٍ على الله؛ ولكنّه قد 
نَبْتَ بِالشَّرِيعَةَ مِنْ قَُوْلِنا جميعاً وُجُوبُ شكرنًا لهم» ومَدْجِنًا للفاضل ء 
واغْتِقَاد المَضْل بين وبِينَ الفَاجرء أو من هو دونه مِمْن لا يَسْتَحِقُ عَلَيِنَا مثل 
الذي تَسْتَحِقُه. فَوَجْبَ لأخل هذا الوَّجْه تَعْرِيثُه إَانَا مَضْلُ المَّاضِل: لأنَّ فى 
تَزكه لذلك إضَاعَةٌ ما يَسْتَحِّهُ الفَاضِلُ علينا من الشّكرٍ والمذح. قيل لهم: 
لَعَمْرِي إن الله سُبْحَائَهُ قد أَلْرَّمََا مَدْح مَنْ هذه سَبِيلف واغْتِقّاد المَضْلٍ بََِهُ 
وبين غَبْرِهِ ولكنه تَعَالى أُلْرَّمَئَا ذلك بِشَرْطٍ أن نَعْلّمَ ذلك مِنْ خَاله. ولم 
يَكُنْ مِنا ايِمَادُ ذلك في كُلَّ نُاضِل عنده» ولا الرَغْبَةُ إليه» في أنْ يُعَرْمنا 
فَضَلَهُء ولا ضَمِنّ هو على نَفْسِهِ يُعَرْفُنا ذلك في دَارٍ التَكْلِيفٍ. فإذا لم 


(1) خرم: سقطت كلمة. 702 
(2) ق: هكذى. 


519 


يَسْتَحِق الفَاضِلُ عندّ لله عر وجل ما وَصَفْيُم إل مَعَ العِلّم بِحَالِهِ عند الله 
عَرّ وجَلُء لِمَنْ يَلْرَمُنا ذلك» إذا لم تَعْلّمَه من حَاله. ومتى لم يُلْزِمَناا ذلك 
لم يََعْ لنا العِلْمٌُ. ولا وجب علينا الشّكرٌ له”". لأنّ ذلك مَعْ قَقْدِ الجلم 
غَيْرُ واجب على وجه. 

4 - ومِمًا يَدُلُ أيضاً على سُّقُوطٍ ما قَالُوه إِنْقَاقُئَا جميعاً على أنَّه لا 
يَجِبُ على الله سُبْحَائّه أن يُعَرْفَنا إيمانَ المُؤْمِنِء وكفر الكافرٍ وقُسْق القَابِقِء 
واستسْروا بذلك [184 ب] وإن كُنا نَعلَمْ أنه يُوجِبُ علينا مُوَالآة مَْ عَرَف27) 
مُؤْمِنا عنده» ظاهراً وبالنا. وَالبَراءَةُ مِمن عَرَفناه كافراً في الظاهر والبَاطِن» وإِنْ 
كان المُؤْمة2 يد يَسْتَحِنُ على إيمانه ثواباً جزيلاء ويَسْتَحِقَ علينا بإيمانه في حُكم 
الذي تعظيماً ومدحاً وإجلالاً. وكذلك حال المَاضل؛ لأنَّ َضْلَهُ ليس بأغْظّم 
من إِيمَانِه» الذي لا يَصْحٌ المُضْل والتََرهُ به كَوْنُ حضوله وإذا ثبْتَ ذلك عَلِمَ 
أنه لا يَجِبُ عليه عَزّ وجل يُعْرْقُنا ما يَقْطمْ به على فَضْل الفَاضِلٍ وهذا مِمّا لا 
مَحيصٌ له منه. 

5 - وقد اسْتَدَلٌ قَوْمٌ مِمّنْ رَعَمَ ذلك أن سبْحَائّه قد عَرّفَنا فَضْلَ الأنْيَاء 
على غَيْرِهِم بفْضْلٍ الفاضل منهم على غَيْرِِ وفَضْلْ الملابكةِ عليه أو مظْلَهُم 
على المَلائِكَةِء وأغْلّمئًا فَضْلَ الصَّحَابَةٍ على سَائِرٍ من بَعْدهم» وَفَضْلُ الفَاضِلٍ 
منهم على غَيْرِهِء وإنّه لا سَبَبِ أَوْجَبَ ذلك من فعل القّدِيم؛ وحَسْبّه من جهته 
إلا كَْئهِ نُطفاً داعياً إلى الرّعْبَةِ في فِعْلٍ المُخبرء والنَّجَنُب للحَرّام؛ وقول 
البهْئَانِ. فيُقَال لهم : لِمَ قُلَئم أن سَبَبَ هذا التغريف: اللْطف الذي وَصَمْئُم 
وما دَلِيلكم عليه مَعّ الخِلافٍ في ذلكء فلا يَجدون إليه سَبيلاً. ثم يقال لهم : 
هبوا أنَا سَلّمْئَا لكم هذا اللْطْفُء فمنْ أينَ لكم أنْ يعْرْفَنا مَضْلَ مُضَلائِنا في كل 
عَضْر لطفاء وما أَنْكَرْتُم من أنّه إنّما عَرَفْنَا فَضْل مَنْ ذَكَرْتُم لأنَّه عَلِمَّ أنَّ في 
عِلْمِنَا وعِلْم من كان فَبْلَنَا بذلك لُطَفاً دَاعى إلى الطَاعَةَ وأنَّه قد عَلِمَ أنَّ في 


- 704 703 - 

(1) ق: «وجب علينا شكر؛ من الأفضل (2) ق: عرفنا من الأفضل زيادة «هاء». 
استبدال الفعل بمصدر الفعل ووضع «ال» (3) سقط حرفان #«من» لكلمة (المؤمن؟. 
التعريف . 


300 


تغريفنا فَضْلٌ فاضلنا ذ في هذا الوَقْتِ تَتَفْراً عن الطّاعَة وحَوْشاً إلى المَعْصِيَة قما 
الذي يَدْفْعُ ذلك . 

6 - لم يقال لهم : ما ألْكرْثم تَمْثْلَ ما ذَكَرْنُمْ وْجُوبٍ تَعْرِيفِنَا أنّ جميغ 
إيمان جميع المُؤمنين: والطرّائهم عَلَيِهم. وفْسْتٍ جميع الفَاِقين وكُفرٍ سَائِرٍِ 
الكافرينَ» لأنّه قد عَرّفنا إيمانَ الأنْبيَاء والملائكة عليهم السلامء وكمر الفراعنّة 
والشَيَاطِين» وأهل العنا 
تَعْرِيفما : إِيمَانٌ كا ل مُؤْمِنٍ وكفر كَل كافر نطف لأنّه ميل اللْطفٍ. فَإنٌ مَرُوا على 


أدء وانّما عَرَفْنا ذلك لِكَوْبهِ لْطفا . فَوّحَبَ أنْ يكونٌ 


هذا تَرَكُوا الإلجماع. وإِنْ يوه تركوا اغُتلالهم . والسَّبَبُ في ججواز هذا أَجمعء 
أن مِثْلَ اللْطفٍ في وَقْتٍ لا يَجِبُ أن يكون أَطفاً في غَيْرِ؛ ولا أن يكونّ مثل 


لُطفٍ رَيْدِ لطفأ لعمروء لأنه ليس [185 أ] يلطفٌ بنَفسِه دون غَيْرِه قيل 
بدا مُنَفِقُ في الغمّوم من حَالِهِ فَُسَقَطْ بذلك أَجْمّع بِالْفصَالٍ ما عليه في هذ 
المُضل . 1 


707 - وَاسْتَدَلُوا أيضاً على وُجُوب ذلك على الله سُبْحَائَهِ بأنّ في تَرْكه 
سُقُوط ما يَجِبُ للفَاضل علينا. وقد بَيِنَا أن ذلك لا يجب علينا إِذْ المَرْءَ تغرف 
ناضلا عند اله عَرْ وجل وهو أيضاً منقوصٌ بِثَرْكِ تَغريفنا إيمانُ المُؤمنء وَعَفْرْ 
الكافِرء لأن َْكَ ذلك تَضبِيمٌ لِمَا وَجْبَ للمُؤمن مِنْ نَوَلِيئَا له في الظاهر 
والبّاطِن» والفَرْقٌ بَيْنهُ وبَيْنَ مَْ لا يجب علينا تَوْلِيَنَهُ أضلاًء وبَيْنَ مَنْ يَجَبُ 
علينا تَوْلِينَهُ ظَاهِراً لا بَاطِناً. وكذلك نَرْكُ تَعْريفنا ذلك مِنْ حَاله. ولا يَجِبُ إذا 
لم يَعْلَمَه. قيل لهم: مثل ذلك في الفْضْلٍ والفاضل» ولا جَوَابُ عن هذا أبدا 
واعلموا رجمّكم الله أن جميعٌ هذه العِبَارَاتِ التي حَكَيْنَاهَا عَمّن قالوا بوْجُوب 
تعريف الله شبحائه أ 2 0 لنا فُضَل الفَاضِلِء وإنّه أَفضَل من غيرِه لازِمَةٌ 
للمعتزِلَةِ لزوماً لا خلاص لهم. ولّيس وَجْهُ لزومها لهم وُجوبُ كَوْنِها لُطفاً 
لِمَنْ أعْلَمَ ذلك. ولكنْ لأخل فَوْلِهِم : إِنَّ المََازِلٌ في الجَنّةِ والدْرْحُ مُسْمَحِقَةٌ 


-707 - - 706 - 


(1) خرم: سقطت كلمة. (2) ق: «اتا» يكرر كتابتها على هذا النحو 
بالألف الممدودة 


521 


ِالأَعْمَالِ. وأنَّ من ليس بنبيّ”'' قادِر على أنْ يُطِيعَ مِئْلَ طاعَاتٍ الول وما هو 
أكَْرُ وأَحْسَنُ مَوْقِعاً عندَ الله عزّ وجل منهاء وإنْ لم يكن منهما عَمَلُ رسالةِ عنه 
إلى العِبَادٍ بأنْ يَفْعَلُوا مِنْ كِثْرَةٍ الصَّلاةٍ والجهّادٍ وغَيْرِه ما يُكثرون منه 
ويَسْتَدِيمُونَ فغلّه فتَعَاطمْ حتى تَنحَاوَْ َو ما يَحمِله البي يك من أذاء 
الرّسَالَةِ هذا إجماعٌ منهم 


(فصل] 

8 - فإذا قيلَ لهم: فَمَا أَلْكَرْتُمْ أن يكونّ بَعْض المُؤْمِنِينَ مِمّنْ ليس بِنَبِيّ 
قد مَعَلَ من ضروب الطاعَاتٍ والبرٌ ما يُوفِي على طاعَاتٍ الرُسْلٍ التي من 
جمْلَتِها تحيلٌ الرّسَالَةَ إلى الحَلّق . قالوا: الذي يُؤْمِنُ من ذلك أنه لو انْمَىَ هذا 
في مَْلُوبِه لَوَجْبَ أنْ يكونَ ذلك المُؤْمِنُ يَسْتَحِقُ على كثير طَاعَاتِهِمِنْ التَْظيم 
والإجلآلٍ وثنائنال" عليه وشكرنًا له؛ ومَدْجنا له» وَإبَائَتهِ مِمّن يَقْصْرٌ عن دَرَجَتِهِ 
مِثْلَ ما يلرّمُنَا للرْسُلٍ السَّلامُ أو أكُثَرُ من ذلك؛ إِنْ كانت طاعَاتَهُ قد وَنْتْ على 
طاعَاتٍ الرّسُلء ولو كان فيهم مَنْ هذا خَالُه ٠‏ لوَجْبَ على الله عنِّ وجل أنْ 
ُعَرفَنَا حال ويُعلمنا وَرْنَ عَمَلِهه إن ليس في المُؤينينَ مَنْ قد التي به أفْعَاُ 
البرّ إلى رُثْبَةَ النّيينَه ومنَازِلٍ الرْسْلٍ [185 ب] قال لهم : فهذا تَفْسُ مَنْ اغتلٌ 
به القَْمُ في إيجاب تعريفب اله سُبْحَائه لنا : فُضْلَ العَالِم وإنَهِ أُفُضَلُ من غير 
لمَوَلَّيه ظاهراً وباطناً . ونجله وَنْعَظمُه إِعْظامَ من اسْتَوْجَبَ ذلك بطاعَاتهء ويَفْضل 
َيِنَه وبَيْنَ من قَصّرٌ عن رُتبّتِه ومَنْ نَوَلهٌ على ظاهِرهٍ دون باطِنِهء وهذا ما لآ 
مَحيصٌ ولا مَحْرَجّ منه. 


[فصل] 
09 وكذلك فقد رَعَهُوا أن جميع العْصَاةٍ يقدرون على ضروب المَعَاصِي 
إذا تَرَادَعَتْ وكَّوَثْ وأوّنْ32 ' الكَفْرَ وَالإشْرَاكَ باللهِ عنَّ وجل وعلى فل فسوق 


(1) ب: سسى. 709 - 


708 - (3) ق:اوس. 
(2) قى: ثناينا. 


522 


كثيرٍ يُرى على الكفر أيضاًء وبِتَجَاوْزِهِ في العِظم . فإذا قيل لهم: فَمَا يُؤْمِنُكم أنْ 
يكونّ في الْسَّاقٍ منْ أهْلٍ المِلَةِ مَنْ قد الْحَفَنْهُ مُعَاصِيهِء وعَظيم جَرائِِهِ بِمََازِلٍ 
لكمَارٍ في اسْتِحْمَاقٍ الم والِمّابٍ أو تَجاوَرَث به أيضاً مِعْدَار ما يَسْتَحِقَهُ أل 
الكفر . قالوا: في الجواب لو كان هذا هكذا''". ونحنُ نَعْلّمْ أنَّ مَنْ اسْتَوْجَبَ 
بْكَ المناِلَ من الجقاب بمَعَاصي يُطورْهاء وحار بها . يُلْرِمُنَا منه إقَامَة أحكام 
مَخْصُوصَة لَوَجْبَ: مِنْ إِذْلآلٍ له وحد”© حُرْمّة منهء وتخريم مُتاكَحَتِهِ ومُوَارَتَيه 
والحُكم عليه بخلافٍ حُكم الذَّارٍ إلى غير ذلك منّ الأخكام المَخْصوصّة التي 
تلزِه”” أَهْلَ الكَفْرٍ مِنْ قَبْلٍ وغير ذلك لَوَجْبَ على الله سْبْحَائَهِ أنْ يُعَرْفنا ذلك 
لِيُجْرِي عليه ما يَلْرَّمُنا إقَامَنُه في مِثْلِهِ من أحكام الله عر وجل . وفي نَرْكٍ ذلك 
دَلِيلُ على أنه ليس فيهم مَنْ قَدْ بَلَعْتْ به المَعَاصِي هذِو”” المَتَازل. 


0- فيُقَالَ لهم : هذا أَيْضاً غَيْرُ ما اعْمَلَّ به القَوْمُ في وجوب تَعْرِيفٍ الله 
عزّ وجل عِبَادَهِ فَضْلَ الفَاضِلء لتَفْعَلَ به من الإجلالٍ والتَعْظيم والمُوَالآةٍ على 
الظاهِرٍ والبَاطِنٍ مِثْلَ ما يَجِبُ علينا لِمَنْ عَرَفْنَا ذلك مِنْ خَالِهِ فلا فُضْلَ في 
ذلك ولو مَرُوا على هذا أَجمَع لَلَزِمَهُمٌ أن يُعرْقْه لَه ُبْحَائَه بوَاطِنَ جميع 
المؤمنينٍ والكافرينٍ ليَتَوَلآهُمٍ على البَاطِنِ والظاهِرء ويتَرَاءَى”' من الكافرين 
على ظَاهِرِِ وبَاطِنه» ويَفْعَلُ به من الإحلال والإهَانَةِ والعداوةٍ ما يجب علينا أنْ 
َفْعَلُّ لِمَا عَرَفْنا ذلك مِنْ حَالِهِ. ولأنّه يَجَبُ علينا إذا عَرَفْنَا المَاضِلَ فاضلاً عند 
اله عرّ وجل ولا عِلَّةَ به تُفْعِدُهُ عن الإمَامَة [186 أ] أو تُقدمه... © على من 
يظن به فَاضِلاً عند الله» ولا يقطع على فضله؛ ٠‏ فإذا لم يعرف تَأُوِيلَهِ عَذَلْنا عنه 
إلى مَنْ لِعْمَلِهِ أن يكونّ فَاضِلاً عند اللّهِ» سبحانه» ونحنٌ مَنْ عرفنا الفاضل عند 
لم يدم عَذْلاً على الظاجِرٍ ومُؤْمناً في غَالِبٍ الطَنٍء وكانَ المُرْض علينا أن 
عدم مَنْ يَقطع بِمَضْلِهِ عند الله عر وججلء وإنّه مَوْضِعْ لهاء ولا سَمْب يُمنْعه من 
تحملها على تجوز أن يكون فاسقاً عند الله عنَّ وجل . 


(1) ق: هكذى. - 710 
(2) فى: واحد من الأفضل اسقاط «الألف)»). (5) فى: يترا من الأفضل زيادة ألف مقصورة. 
(4) فق: هذا. 


223 


[افصل] 

1 وكذلك يُقَال لهم: فيَجبُ أيضاً أنْ يُعَرْفَنَا باطِنَ المُسْتَيِر بالفسق؛ 
لأنّا لو عَرَفْنا ذلك من حَاله لدَمَمْنَاه. وبَرأنا'' منه وَأجَرْنَا عليه أخكاماً ثلزم 
إِجْرَاوْها على الفَسَقَةَ فى الشَّرِيعة كما وَجُبّ تَعْرِيفَه إيّانا الكافرين؛ فإنْ مَوُوا 
على ذلك تَرَكُوا قَوْلَهُمِ وإِنْ لَبُوه قالوا؛ المَرْق بين الأمرين: انَّ الكفْرَ إذا عَلِمَ 
معسية - 20023 ؟*. م 0 
استحق به فتل واخد جزيه» وبحريم عمود مُوَارَكُتَه) وغير ذلك مِنْ أخكام 
الكمْر ودون الكفْر. فإذا لَمْ يُعَرْفنَا الكافِرُ سَقَطْثْ هذه الأخكامُ. قيل لهم: ما 
ألْكرْثُم أن يكونَ ذلك لازما لنا إن عَلِمْنَا أنهُم كفاز وغييد لازم لنا إذا لم تَغلم 
ذلك فلا يجدونٌ لهذا مَذفْعَا. ثم يُقَال لهم: وكذلك الفسى يَسْتَحِقٌ به إِسْقَاط 
الشَهَادَةِ ومع ال لتولية” على شيء من أمور المُسْلِمِينَ . وحدود مَعْلُومَةِ إذا كانَ 
جلسا* من الفْسُوقٍ. عليه حدودء فإذا لم يُعَرْقَنَا ذلك سَمَطَ فِعْلُ ما يَلْرَمُ من 


[فصل] 

2 - فإِنْ قالوا: هل يَلْرَمْ إذا عَرَفَ المُسقّء وإذا لم يُعَرّف سَقَطَ 
عنا. قيلَ لهم: ريف اله سبحاله لنا عمَلُ من اشتحق مله متازل اللي 
بما وَصَفْتُمِ؛ ولى ن عِلْم أحدا” يَبْلْمْ ذلك بإجماع لآم على نَضْلٍ الأنبياء 
على غَيْرهم. . يقال هذا تدك لفَؤْلكم وقد عَدَدَهمء فكيف يسع إِدّعَاءُ 
الإجماع. .6 فدَلٌ على صَاحِبهِ وَرَكَاكَةٍ مَذَهَبِهِ وما يُرادُ في النّظَر أكثّر من 
ذلك. م يقال لهم : متى أَجمَعْتْ الأنّهُ على تُفضيل سَائِرٍ الرْسْل على 


سائر المؤمنينّ. وأكثّر الشيعة يَرْعَمُونَ أن سائر الأئمّة أَفُضَلٌ من جميع 


الرسا . 

711 ل يبرح . 

(1) قى: برينا - 2712 

(2) فى: فتل. )5( ق: معلم أحدا. 

(3) قى: للتولية. (6) يوجد مكان كلمة فارغاً. 
(4) ق: حئسا والجلس: الملازم الذي لا 


224 


[فصل] 

3- فإنْ قالوا: الإِجْمَاعُ قد سَبََ هذا القَولُ وأَهْلّهُ. وقيل لهم: يقولون 
هذا مَذْهُبُ أمير المُؤْمِنِينَ علي. والحَسّن والحُسَيْن والبَاقِّره وجَعْمَّر الصَّادِق 
وجَمِيعٌ أهل لبت رِضْوَادٌ الله عليهم فكيف [186 ب] يجورٌ أنْ يَذَّعِي عليهم 
الإجْمَاع. وأمًّا الذِينَ يَدُعُونَ دَعْوَاهُم الخلافٌ عليه”". ثم يقال لهم: وكذلك 
الإِجْمَاعٌ على أنه لا خالِقَ إلا الله وإِنَّه لا يكون مِثْلُ خَلْقِهِ وعلى تَخحَْطِئَة مَنْ 
قَالَ أنه لا عِلْمَ فيه بالأشيّاء ولا قُدرةَ لهُ عليهاء وعلى أنَّ الي يل يَشَْْ لأهْلٍ 
الكبَائِرٍ من أمَّتِهء وأنَّ كلامَّهُ جل ذِكْرُْهُ لا يَقْدِرُ الخَلَقُ على مِثْلِهِ فضلاً عن 
القدْرَةٍ على ما هو أَفْصَحُ وأبْرَعٌ على أنه لا يَجورُ الكَذِبُ على الل» وأنّه فيما 
لَمْ يرل ذو أسْمَاءِ حُسْتى وصِمَاتٍ عُلْيَا” وأنَّه مُْتَحِيلُ منه وفي صِمَّتِهِ القُدْرَةُ 
على مِثْلِهء وأنّه لا يَجُورُ أنْ تكونَ لبَعْرَُ وَالجَعْلانُ» ودودٌ العُذْرَةِ خيرٌ من 
إيمان جبريل ومحمّد صل ومِنْ سَائِرٍ ما أَطيعَ الله بِهِ في العُوْجِيدٍ فيمًا دونه. 
وعلى أن الله سبحائة قبل ذَوَاتَ الجَوَاهِرٍ والأغرّاض» وأحَدٌ خْلْقَ الأجئاس 
أجتاساً وجَعَلٌ الأَشْيَاءَ أغْيّاناُء وعلى أن جميعٌ عَامَّةِ المُسْلِمِينَ وسَائِرٍ النّسَاء 
والتَّابِعِينَ المُقِلَينَ إلى قَبِيلَتِئَاء والشَاهِدِينَ بالشَاهِدين معنا مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ 
وأنتم لا تُكَرِمُونَ إلى شيءٍ من ذلكء ولا تَرْفْعُونَ به وتَرْعَمُونَ أن مَعَ الله 
حَالِقينَ» وأنَّ سائِرٌ الحيوان يَخْلّْقُونَ كما يَخْلّقُ الله سبحائه؛ ويَضْئَعُونَ كَصُنْعِهِ 
ومِنْ جئس مُحْتَرَعَاتِهِ؛ وتَرْعَمُونَ أنه لا عِلْمَ لله سُبْحَائَهُ بالأشيّاءء ولا قُذْرَةَ له 
عليها. 

4 وِيمُولُونَ أنَّ الله عَزّ وجَلَّ تعالى عن قَوْلِكُم : قَادِرٌ على أنْ يُكَذّبَ 
60 ويَخْلِفٌ وَعْدَهُ وأنَ ذلِكَ ليس بمستحيل في صِفَتِهِء وتَرْعَمُونَ أن 
العِبَادَ يَقْدِرونَ على مِثْل كلام اللَهِ عزَّ وجل وما هو أفْصَحُ وأَؤْجَرٌ وأبرعٌ منه. 
فإنْ لم ب يَعْرفوا" لَعَلِمُوا كيف سبيلُ تَقْدِيمهِ وتَأَخِيرِه وأنّهم لا يَسْتَحيلُ منهم 


714 - -713- 

(1) ق: الخلاف عليه. (3) ق: خبره. 

(2) ق: علي. (4) بين «يعرفواك» والعلموا؛ مكان فارغ 
525 


أن يَعْلَمُوا ذلك» ويَفْعَلُوا مِثْلَ كلام الله عَرّ وجَلَء وما هُوّ قُوقَهُ في النْظَرِء 
ويَرْعَمُونَ أن الله» فيما لم يَزَّلُ لا إِسْمَ له ولا صِفَة له؛ لأنَّ أسْمَاءه وصمَاتِه 
عِنْدَكُم قَوْلُ عبادِه وَوَضْفِهِم الذي قد كان وَلآَؤهم”". ويقُولُونَ إنَّ الله ع وجل 
لا يَشْمَعْ نيه ولا أحَد من أهْلٍ بَئتِهِ وصَحَابَتِهِ في أحَدٍ أَنَى بكبيرة» يَسْتَحِقٌ 
عليها عَذَابَ* في الْآجِرَةٌ ويذهبون إلى أنَّ الجُعْلانَ والأقُذَارَه وما يَرْعْبُ عَنْ 
ذِكْرِهٍ خَيْرٌ من إيمان محمدٍ وعليٌ وسَائِرٍ الأثِمّةِ والملائكة عليهم السلام. لآ 
[187 أ]....”" البعرة والدودة فعل اللهِ عرَّ وجلّء ودَلالَهُ عَذْلِهِ وتَوْحِيدِف 
وهي خَيْرٌ من إيمانٍ الأنبياء الذي يَسْتَحِقُونَ عليه النّوات وأْعلمُ صَلاحاً منه. 


715 - وكذلك كان الله سبحائَهُ خيراً م ِنْ عبَادِه عندكم لِفْضلٍ فغلهء على 
لهم في الخَيْرِيّة» وعُموم النّفْع والضُرّةا“ من فغل الله عزّ وجل؛ وإيمانٌ 
محمَّدٍ وعليٌ فِعْل لهما. وفعل الله خَيرٌ مِنْ فِغْلِهماء ويَرْعَمُونَ أنَّ الله سبحائّه 
ما كان قَبْلَ ذَّوَاتِ الجَوَاهِر والأغرّاضء وإِنَّه قَبْلَ وجودها لا قَبْلَ أَنْمُسِهاء وإنّه 
عَيْرُ قَاوِرٍ على جََعْلٍ الذَّوَات والأئاس ذواثُ الأجئاس. ويَرْعَمُونَ أنَّ سَائِرَ 
عَامّةِ المُسلمِينَ وضّلحَائِهم ونُسَاكهم» وفَقَهَائهِم الذين ليسوا من أهل النظر : 
كفارٌ بالل عرَّ وجَلَّء وغيرٌ عارفينٌ به؛ ولأنّهم عِنْدَكُم لا يَعْرِفُوتَه اسْتدلالاً ولا 
اضطراراً. وَطريقاً للمعرفة» غير هذين إلى غير هذه الضلالاتٍ مِمّا يذهبونَ 
إليه. ويَحيدونَ عن الحقٌ فيه كُلْ هذه الأقَاويلٌ أشتغ وأذرَكُ وأَبْحَسُ عنه 
جَمَاعَُ سَلْفٍ الأمّةِ وحَلَفِها من قَوْلِ الشِيعَةٍ : أن علياً والأئِمّةَ أفُضَل من الرُسُلٍ 
ِلََوْمٌ منهم. فإنْ كان ما قَالَهُ القَْمْ ممَارَقةٌ للإجماع فيما دَمَبْتُمْ إليه من هذه 
الأهواء أَنْتُّم أَشَدُ مُمَارَقَة للإلجمَاع. وإنْ لَمْ يكن ما قُلْتْمُوه من هذه الأقاويل 
التي تَكَادُ أنْ تَنْشَنَّ منها الأزض وتُجَرَأْ الجبَالٌ هذا تَشْيِيعً" ولا تَرْكاً 
للإجْمَاع» فلا تَتْركُوا ما قَالَنْهُ الشيعَةُ في تُفضيل الأَئِمّةِ على الرُسلء وإِنّه عندّنا 
دون فُؤلكم في الله وصماته بما وصفناهء وهذا ما لا محيصٌ لهم فيه بتسويفٍ 


0( ق: ولاوهم. -715- 


)2( ق: عذابت. )04( ف: : الصرة . 
(3) خرم: سقطت كلمة. (5) ق: نسبيعا. 


5326 


الم التعاليل والأباطيل» وما الشيعةٌ أَمُدَرُ عليه في نضْرَةٍ قَوْلِهَا وتَعذّلها. 


[فصل] 

6 - وكذلك إِنْ قالوا: ليس يَجُورُ أن يَبْلّمَ الذنوبٌ ببعض عصاةٍ الأمةٍ 
من الكفارٍ أن الم مُجَمِعَةٌ على أَنّْهم ليسوا بكار قيل لهم: متى أَجْمَعَتُ 
الأمَهُ ة على ذلك» وعَاةُ الخوَارِج يَرْعَمُون أن كل مَعْصِيةٍ على الل بهَا فر به؛ 
صَعْرَتْ م كبرت ولذلك أكْفَرَتْ عَلياً وعثمانَ وطَلْحَةً والرِبَيْرَ ومُعَاوِيَة: وكل 
َم ةِ سوَّاهُمُ بِالدُنُوب التي ادّعُوها(© عليهم فكيف يَذّعِي 7 أن الأمَةَ مُجَمِعَةٌ 
على مَنْع القَوْلٍ أن عْصَاتَئَا كُفَارُ فرَالَ بذلك جميعٌ ما يَتَعَللُون به وليس هذا 
مَوْضِع م الكلام [187 ب] في الأسْمَاء والأخكام . فكنا نَتَقَصَّى القَّوْل معهم في 
ذلك» وِبَقِيَ أمْرُ القضاء”” 'بما يريد في كَشْفٍ بَاطِنِهم ووَهَنٍ قَولِهِمء وفيما 
أوْمأنًا إليه بَعِيقٍ في هذا الباب. فقد وَضْحَ مِن جُمْلَةٍ ما قُلاُ أنه لا يَجبُْ على 
أَصُولِنا خاصة أنْ يُعَرْكنا الله عر وجل قَضْلٌ الفَاضِلٍ عنده. غيرَ أنَّهِ قد نَبْتَ أيضاً 
بما وصَفْنّاه سَالفاً أنه لا وَاجِبٍ عليئا إكفارٌ المَدْح والثناء لِمَن ظهَرَ لنا مِنه أككرُ 
ما ظَهْرَ لِمَنْ كَثْرَ من غَيْرِهِ من ضروب البِرُء وإنّه يجبُ أنْ يَحَكُمَ أنه أفضَلٌ منه 
في حُكم الظَاهِرٍ على تَفْسيرٍ ما قُلْنَاهُ بذءأ. ووَجُبَ لهذِه الجْمْلَةِ أنْ نَعْلَمَ إن 
الأمّة كَانَتْ مُجْمَعَةٌ على تفضيل الأئِمّةِ الأربعة على سَائِرٍ الصّحابَةِ كَمَا حَكَيئَ 
مِنْ قَبْلُء لأخل ما ظَهَرَ من كِثْرَةٍ برهِم وجِهَادِهِم وانمَاقِهم وغيرٍ ذلك مِنْ 
خِصَالٍ البرٌ التي اخنّصوا بها دون الصَّحَابَةٍ . وقد أيَّدْنَا ذلك بأنه لو كان الأمْرُ 
عِندَهُم بخلافٍ هذه وقد شَاهَدوا أَْعَالٌ الصّحَابَِ لم يَخْفَ عليهم مُسَارَاُ عَمَلٍ 
من سوى” “ الأربعةٍ في أَعْمَالِهِم أو قَادَتَهم وفي أَفْرَادِهِم الأَرْبَعَةَ دلالةً على 
تأمُلِهم” لأَمُورِهِم واغْتِبَارِهِم لأخْوَّالِهم وأنَّ هؤْلاء الأَرْبَعَةَ أفْضَلُ عندهم من 

سَائرٍ المّةِ للبرٌ وما وقعوا عليه مِنْ زِيَادَةٍ برّهم وطاعَتِهم . 


- 716 (3) ق: الفصا غير واضحة. 


(1) ان حرفي «اده كُتبّت على آخر السطر 4) ق: سوا. 
واعوهاء على أول سطر جديد. (5) ق: باملهم. 
(2) ق: يدعا. 


521 


7 وقد ذَكَرْنَا من قَبْلَ حُببّةَ مَنْ فَضْلَ واحداً منهم على غَيْرهِمء وقُلنًا 
في ذلك ما هو المُعْتَمَدُ لكل فريق» وليس يضح أيضاً أنْ يقولّ قَائِلُ: ما 
ألكَرْتُمْ أن يكونَ في الصَّحَابَةٍ من كَذ أرَيْتَ"" أفْعَالَهُ على أَفْعَالٍ هؤلاء الأَرْبَعَةَ 
وظَهَرَ منه ما يُونِي على أَفْعَالِهِم أو يُسَاوِيها أو : يُقَارِبُها . ون لم يَنْقل ذلك عنه» 
وأن فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ : لم قل كُلْهَا لأنَا قد نا إنْ كان ذلك الرَّجُلُ مِمْنْ قد 
اسْتَسَرٌ بالأمْعَالٍ أمْكنَ أن يُقَالَ نه الفَاضِل عند الله وإن ْ لَمْ تغرقٌه الأمَّهٌ على 
مَذْعَبٍ من رَعَمَْ أن الأمّهَ إِنْما مَضلّثْ” الأربَعَةَ عندهاء وفي غَالِبٍ طَلنْها لا 
على القَطع عند اللهِ سبِحَائَهُ وإنْ كان ذلك الرجل قد أظهّرَ تلك الأفْعَالٌ ودَاوَمَ 
عليها فلا بد أن يَعْرِنُوه بهاء ولا بد أن'” تتوفْرَ دَوَاعِيهم على نُقلها وذِكر 
صَاحبها بهاء وتَقْرِيظِه لأجلها. وإلا لم يأمن أنْ يكون [188 أ] لديها..." ما 
للوليد بن المُغَيرَةٍ بَنْ شُعْبّة!*'» وقد كانوا أظهّروا من الأغمّال والجِهَادٍ فى 
مدير وقَئْل أقرانٍ وإِنْمَاقُ مالٍ عظيم» ومداومَّةٌ لأفعال از أ من سَائرٍ م 
ظهر من على وأبى بكر وعثمان والعباس» وسائر عَلِيّةِ الصَّحَابَةِ رضى 
عنهم. ٠‏ فلم يَنْقْلُ ذلك عنهم ولم يَذْكُر من أَصُولِهِم؛ هذا ما قد فوع لأا 
على بُطلانِه لأجل حصول العلْم بِتَمْرْقِ الدَّوَاعَي على نْقْلٍ ما ظَهَرَ لهم من هذه 
الأفعّال» وكما أن افْتِعَال الكذب يستحيل عليهم في مجرى العَادّة فكذلك 
فَضْلُ المٌاضِل فسَقَط بذلك ما يروونه. 


[فصل] 

8 - فإِنْ قال قَائِلٌ: ما ألْكَرْثُم من تَسَاوِي الأرْبَعَة في المَضْل على 
اعتِلايكم هذاء لأنّه لو كان فيهم مُبَرْراً بالفَضْلٍ وبائنا©' على جْمَاعَتِهم يَمُرُ به 
لِسَبَب لنا فيهم» لأجْمَعَتْ الأمّهُ على نَفْضِيلِهِ على الأرْبَعَة» على سَائِر الصَّحَابَة 


- 717 (4) خرم: سقطت كلمة. 


(!) ق:ارنت. (5) ق: املامه مفردها: الملا أي جماعة 
(2) ق: فعلت. القوم. 
)3( ليس بين ابد) واتتوفر)ا أي حرف لمماء 718 

الجملة من الأفضل زيادة ان. (6) ق: باين. 


5308 


لِمَا ظهْرَ من فَضَلهم. قيل لهم: في هذا جَوَابَان؛ أَحَدْهُمَا أنَا لا نكر أن تَكونَ 
أفعال الأربعة مُنْقَارِبَةٌ عند الصَّحَابَةَ ولذلك لَمْ يُجْمِعُوا على تَفْضِيلٍ واحدٍ 
منهم لتَقَارْم عنذهم. وهذا يُسْقَطَ السُوَّال ل 
لآم إنْما ألجمغث على فُضل الأرْبَعَةِ على سَائرِهم لأجل كَوْنِهِم أَفُضل. 
ل ذلك مواق عند اه متاك لأ ذلك أ كان واجبا لوب أن م 
الآمّهٌ على كل ما هو الح عنذ الله ولا يَحْتَلف فيهء وقد قامٌ الذليل على أن 
مَذَاِينَا التي يدها بأشرههًا حَنٌ عن اليه لم يَجِبٍ أن تتبمع الْأمةُ عليه. 
وكذا نقول كل فريق: : حَالَقَنَا!؟ في الأصولٍ : في مُسَائَلِهَا خاصة فلا وَجَهَ 
لتَعلّقِهم بما قالوا. 


9 وليس يُسْتَجِيلٌ أنْ تُجْمِعَْ الأمّةُ على قَوْلٍ هُوَ الحَقْ عند الله عرْ 
وجَلَّء وهو القَّوْل بأنّ الأربَعَة؛ أَفْضَلُ الصَحَابَةَ ويَخْتَلِفُ في حقّ مِثْلِه» وهو 
القَوْلُ بأنَّ أبا بكر رَضِىَ الله عنه أَفْضَلٌ الأربعة» أو علىّ» وإِنْ كان هذا أيضاً 
حَنٌ عند الله كما صَحّ إِجْمَاعُها على إِنْبَاتٍ الصانع تَعَالَىء واعْتَقَاد تبره محمّدٍ 
كه وإِنْ كانَ ذلك حَقٌّ عند الله. واختلافهُما في جواز رُويَةِ اله سبحانة 
ِالأَنْضَارِء ونَفي خَلق ) كلامهء وإرَادَته وأنّ النَبِيّ عد [188 ب] ما يَْتَدّ بالقياس 
في الأخكام؛ والعَمَلٍ أَحْبَارٍ الآحَادِء ومن يرى ذلك حئٌ عند الله عر وجلٌ. 
فرَجْتَ صِحَهُ إِجْمَاع الأمّةِ على حق ماء وإنْ تلفت في - عق آخرء وإنّما قُلنا 
إِنّهِ لو كان نَمَلَ بفَضْلٍ يَلِِ وليه لا بْدَ أن يُوَثْرَ دوَاِِي الكل ٠‏ بل قد يجورٌ أَنْ 
يَبْلْعَهة© الْبَعْضُ وَيَبْدْكَهُ آخرون فكذلك لآ يَمْنَع أنْ يَكونَ في الْأرْبَعَةِ مَنْ هو 
أغرَّفُ بالمَضل وأظَهَنْ ويقولُ ذلك قَوْمْ فيه ويتَعَلّلُون© وَيَْدْكُ ذلك آخرون: 
وإِنْ لم يَحْرْ ذلك على سائرهم في مُجرى العادةٍء وقد يَجُورُ في العَادَاتِ أنْ 
يَتنُفقوا على حق. وِيَخْتَلِمُونَ في مِثْلِهِ فسَقَط أيضاً هذا السُؤال» ولم يَمْنَعْ أن 
يكونَ في الأربَعة مَنْ هو أفْضَلْهُم» وإِنْ اخْتَلَقَتْ في ذلك الأمة. 


0 وقد قُلْنَا مِنْ قَبْلُ أنَّ طريق القّطع على الله سُبْحَاَهُ مضل الماضل 
(1) ق: خالفتنا الكلام يعود إلى الأمة. (2) ق: سلعه. 


719 (3) ق: تعلون. 
29 


وأنّه أفضل من غَبْرِهِ؛ والْحَبَّرُ الوَارِدُ عن اللهِ عزّ وجل. ٠‏ وعن رَسولِه يِه بأنَ 
فلانا أفْصَل من فلانٍء وإِنَّه فَاضِلٌ في لَفْسِه ومُلَْا إن في الأمة مَنْ يَحْمَقِدُ أنّ 
إجْمَاعَ الم : تفضيلٌ رَجُلٍ منها على سَائِرٍ أَهْلٍ عصره. ولا يَدُلُ على أنَّه 
أَفْضَلَُهُم عند الله عزّ وجل ؛ إلا أن يُخْبرَنَا أن إِجَمَاعَها على ذلك غيرُ تَوْقِيفٍ 
عن الله سُبْحَائَ ورسوله. فإنْ لم يَكنْ عندنا حَبَرٌ بذلك جاز أنْ يُجْمِعَ على أَنَّ 
زيداً أفُضَلُ من غَيْرِهٍ في الظاهِرء وفي غَالِبٍ طَنْهِمه وإنْ جار أَنْ يكونّ عند الله 
عَرْ وجل بخلاف ذلك. 


21 - وقد بَيّنَا أنه قد جَعَلَ للأمَةَ ولِكُل واحدٍ منهم القَوْلَ بأنّ زيد 
أْصَلُ من عَمْرو في حُكُم الشّاهِرِء ون لَمْ يَقْطْع بذلك على الله عَزْ وجَلٌ؛ 
فليس الإجْمَاعٌ على ذلك إمجمّاعاً على خط . كما أنه قد ثْيْتَ أنَّ للأمّةِ أن يقولّ 
فيمن ظَهّرٌ إيمائّه وبرُه أنه مُؤْمِنٌ وفى الظاهر دون الباطن وإِنْ جار أنْ يكونٌ عند 
الله سيحَانه غير ر مُؤْمِنِء إن أجْمَعَت الأمَةّ على أنَّ الوَجُلَّ مُؤْمِنٌّ عند الله عدّ 
وجل : قد قُطْم بذلك على الله سبحاته. وعَلِمَ بإلجماعها أنه صَوَابٌٍ وأنَّ ذلك 
يَقَمُ نظراً واستدلالاً بل لَمْ يَقْبَلهِ إل حَيْراً وتؤفِيقاً لأنَّ ذلك لا يُدْرَكُ بالعقول 
والإعتبّار. 


2 - وكذلك إن أَجَمَعَتْ على أنَّ الوَجُل أَفضَلٌ الأَمّة عند الله وأَنَّهُ 
مُسْتَحِقٌ للإِمَامَةِ عند الله [189 أ]. . .''' بذلك تعليق ما أَجْمَعُوا عليه وإنّهم لم 
يقولوا ذلك فيه إلا خَيْرأً وتؤقيفا؛ لأنّ مِثْلَهُ لا يَعْلّمُ بالفخص والقياس. وليس 
ِجْمَاعُها على فَضَلٍ الفاضل . على غَيْرِهٍ في الظاهِرٍ من إِجْمّاعها على على القّطع به 
على الله في شَيْءِء وثَوْلْنا أنَّ الأمّة مَعْضُومَةٌ من السَطأء لا يَنقْض فَوْلْنَا أنه لا 
تجِمعْ على فضل زَيْدٍ في الظاهِر. ونه أُفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِء وإنْ جَارَ أنْ يكونَ 
عند الله جل اسمه بخلافٍ هذا الوصنبء لأنّها لم تُجْمِعْ على القّطع بذلك. 
وَإنَّما أجْمَعَتْ على أنه في ظاهر الأمر كذلك» ومعنى هذا الإِجْمَاعٌ» أو ما 


شُوهِدَ من بِرّهِ وكِثْرَةٍ ما شوهدٌ من غَيْره. وهذا إجماعٌ صحيحٌ لا يجورٌ مَعَهُ أنْ 


722 - 


)00 خرم: سقطت كلمة. 


0 


5230 


يكونّ ما شُوهِدَ من غَيْرِهِ أكثرُ مِمّا شُوهِدَ منه؛ لأنّه يَصيرُ إِجْمَاعاً على خَطإْ 
وذلك مَحَال. وهذا سَبِيلها إذا أَجْمَعَتْ أنَ رَجْلا مُؤْمِنْ في الظاهر بر صَالِحٌ في 
أنَّ مَعْنَاهُ أنه قد فَضَّلَ ما يَسْتَحِقُ بهِ هذه الأحكامٌ والأسماكء» ولا يجورٌ أن 
يكونَ فعل ذلك مَمْ إِجمَاعهم على أنه قد فْعَلّهُء وإنْ جَارَ أن يكونٌ غَيْرُ مُؤْمِن 
عند الله سْبْحَائَهء لأنّهم لَْمْ يُجْمِعُوا على أنه مُؤْمِنٌ بِرْ عند اللهِ» ولا فَضَلَ في 
ذلك . 


[فصل] 

3 - فإِنْ قَالَ قَائِلُ: فما أنْكَرْتُم مِنْ جَوَازٍِ كَوْنِ ما أَجْمَعَتْ الأمّة عليه 
من طريقٍ القِيَاسٍ بخِلافٍ ما أْجَمَعْتْ عليه وأنْ يُكون فَوْلّها هذا هو الحَق : 
معناهُ عندنا في غَالِبٍ ظَْنَا لا على القَطعِ على اله سبحانه وأنثّم قد قُلتُمُ في 
غيرٍ موْضِعْ مِنّ مِنَ الأضولٍ أن ما أَجِمَعْتْ عليه الأمّهُ مِنْ طَرِيقٍ القِيَاسٍ مَطمٌ 
بِصحْحتِهِ على الل سْبْحَانَه وإن كان واقعاً برَأي واجتهَادٍ. قيل له: لا يجب ما 
قله وذلك أنّا نقول أن إِجْمَاعَ الأمةِ على الْمَسْألَةِ من طَريقٍ القِيَاسٍ يَقْمَضِي 
على أنه حَنّ عند اللَهِ عَرَّ وجَل إذا قالّثْ إِنّهِ الحَنُ عند اللّهِ؛ وقَطعْتْ به ولو لَمْ 
يَقْبَل'' ذلك لَمْ يَقْطَعْ به ونحن نُعْلَمْ أنه لا يَجُورْ أنْ يكون للحادث حُكمْ عند 
الله خلافٌ ما قَالَنْه الأمّهُ بقيّابهاء لأنّه لو كان ذلك كذلك لكائّتٌ قد أخطأت 
الحق وعَصَتْء وذلك مَحَالٌ عليها بالحَبَرِ اللهُمّ إلا أنْ يقول قائلٌ: إنَّ عند الله 
حَقٌ لم يَفُضْر”" الله بإصَابَيه ولا فَرَض عليها القَوْلَ به دون غَيرِهء فإنّها حينئلٍ 
لا تكونُ َارِكَة لشيءٍ وَجُبَ عليها أو ألْحىّ الذي يُسَارُ إلى إِنْبَاتته على هذا 
الوَّجْهِ عند بَعْض القْقَّهَاءِ لا معنى له. 

724 - وقد بَيّنّا ذلك في [89! ب] الكلام في الإِجْتَهَادٍ ما لآ حَاجَة بنا 
إلى إِعَادَتَه وقد فلح أن يَحَكُمَ. إلأ له بأنَّ زَئْداً أَفضَلُ مِنْ مرو في 
كم الظَاجِرِء وإنْ لَمْ يَكُنْ عند الله عر وجل أفْضَلُ منه. وإنْ لم يَعْرِفَ مَضلّ 


723 - 724 
(1) ق: صل. للك خرم: سقطت كلمة. 
(2) ىق: بعصر . 


531 


المَاضل عند الله؛ لأنَّ ذلك ليس مِنْ فَرْضْهَاء ولا مِمّا كَلّمَها الله. وقد أَوْضَحْنًا 
أنّ ذلك لا يَجِبْ على الله سبحائه تُغريفه للمِبَاِ. كما لا يَجِبُ عليه أن يُعرَْهم 
إيمان المؤْمِنِ عنده. وبر البَارٌ وإنّه بَارٌ في عِلْمِهِ . وليس يَمجُورُ أَنْ يتَعَبَدَ الله في 
الحادئة بسكم هُوَ الْحَقُ عنده؛ ولا يَنْضْبٍ لهم عليه دليلاء ولا أنْ يُكَلْمَهِم 
ذلك وَيَنْصٌبُ الدَّلِيلَ عليه ثم تخطوه”'" الأ 


725 - وكذلك لو كلفهم العِلمُ بفضل الفاضل عنده وإيمانه. وإنّهِ أفْضَلٌ 
مِنْ غَيْرِهِ لَوَْبَ أنْ ينْصْب لهُمْ الدَليل على مَعْرِفَةِ ذلك مِنْ خَالِهء ويُورد عليهم 
الخبرٌ به ولْمْ يَرْجِعْ مُعَ هذه الحال ذَمَابّهُم عن الجََقٌ الذي أَعْلَْمَهُمُ في هذا 
الباب . افقد رَالْتْ الشُْبْهَهُ في المُتَاقَضَةٍ في هذا القَؤْل. وَإِنَّ جوارٌ كَوْنِ مِنْ هو 
عند الأمّة أفْضَنّهًا في حُكم الظَامِرِء غيرُ فاضل عند الله سُْبِحَانّه؛ ليس مِنّ 
الخطأْ في شَيْء: ولا يَفْنْضِي” الذي أَجْمَعَْتْ عليه لأنَ كَوْنْهِ عَيْرُ فَاضِلٍ عند 
الله ليس ى بعد بِنَُصُولٍ ما حَصَلَ منه مِنَ الأفعَالٍ الظَاهِرَةٍ التي أَوْجَبَتْ الحَكُمَ 
َْضِيلِهِ في كم الظاهرٍ . 


726 فإِنْ قَالُ قَائْل: وكذلك ما ألكزُم أن يكونَ قول النَبِيّ يل وأَحْبَارُه 
أنَ أبا بكر أفضَل , النّاسء وَخَيْرُ الأَمَّهه لا يَدُلُ على أنه كذلك عند الله عد 
وجلّء اله قد يجوز أن يقول ذلك بعلى أله يحبر به عن نمسه. وله حمر 
عنده هوء وفي غَالِبٍ ظَْهِ لا على القَطع على الله سُّبْحَائَهُ بذلك. قيل له: أُوَّلْ 
ما في هذا الباب أن الأمّة مُجْمعة على من”” قال بفَضْل علىٌء ومَنْ قال بمَضْل 
أبي بَكرء وَمَّنْ قا ل بفضل عْمَر والعباس وغيرهم. مِمْنْ لم يَقْل بِالتَمَضِيرٍ 
وَذْهَتْ إلى الوقفٍ على أن رسول الله 6ق إذا قال: «عَلْ أَفْضَلُ الأمّىَ أو أبو 
بكر خَيز المسلمينء وخَيْرٌ ما" نْ طَلْعْتْ عليه الشّمْس) ونحو ذلك مِنْ فَوْلِهِ : 
اأَسْعَدُ الثاس يوم م الْقِيَامَة : العباس 4 فإنّهِ لا يقول ذلك إل عن الله سبحانة؛ 


(!) ق: تخطه. 736 

725 ل )22 ئ: عمن كنتب الناسخ على ثم اضاف 
8 الميم وحذفث اللام رايت من الأفضال 

(2) فق: سصنى. فصلها بكلمتين «على» و١من»‏ 


(4) حديث نبوي. 


5232 


ولا يقوله عن نفسه [190 أ]» وإِنَّهِ لَحَيِفَ”' أن يَمْصْدَ بفُضل مَنْ قال ذلك فيه 
عندَ الله سُبْحَائه هذا. ما لا يَعْرفُ فيه بخلافٍ. 


127 - فلولا هذا الإجْمَاعٌ لأجَْنَا ماقُلنَه ولم تمع الأمةُ على هذا إلآ 
وقد وَقَفّت على أنه يي لا يقول ذلك إلا عن رَبْهِ عَزّ وجَل» لأنّ مئل هذا قد 
يَقُولّه عن نَفْسِهِ في غَالِبٍ الحَالٍ وككم الظَاهِرٍ. وقد يقُوله عن رَبّه فإذا 
أجْمَعَتْ الأمَّةٌ على أَنَّهُ لا يَمُولُ ذلك إلآ عن الله صِرْنًا ا 
لَوْلاهُ لوَتفْنَا"». وكُلٌ من سألَ عَنْ هذا مِمّنْ يقولٌ بتفضيل رَجُلٍ من الأ 
بعييْهء وكأنّهُ يَسْأَلُ نَفْسَهُ ويَنْفُض قَوْلَهُ ومن سَأَلَ عَنه مِمَّنْ لا يذْمَبُ إلى 
ذلك رَدَدْنا عليه بالإجماع . 


8 - وشية آخرٌ يَدُلّ على صِحََةِ ما فُلْنَاهُ؛ وهو أنَّ الغَالِبَ الظَاهِرْ مِنْ 
أمر النْبيْ يل أنه إنّما يَحْكُمْ في الذين وبْمَرْرْه ويِفَضَلَْهُ عن الله عر وجَلّ لا 
عَنْ نَفْسِه. . وإنه يَمْعْلَ ذلك على النَخْقيق لا على || لنُوَهُمء وَعَلْبَةٍ الطنٍء ٠‏ فإذًا 
بك ايبن أنه وق ل ةف لاما يَنْطِنْ ء عن الْهَوَى إِنْ هو إلا وَحَىئْ 

حى ”© يُوجب حَمْلَ ما يظهْرُ منه مِنْ تَفُضِيل رَجل بِعيبِهِ على سَائِرٍ الأمّة 
الل بأله يهم على أنَّه قال ذلك عن اله وأنَّهِ عندَ الله كما أَخْبَّرَ. ولو 
لم يَحمِلَ كُلْ أحَدٍ كَلامَه كية على هذه الجَمْلّة الأكثر والجمهور الأغظم منهاء 
وَإنْ كان القَليل منهم يَعْلْمْ هذا الفكرّء ويقولٌ لعَلّه قال ذلك عن نَفْسِه. فِيَجِبٌ 
إذا عَلِمَ رسول اله يه مِنْ أخوّالهم أن بَيّنَ لْهُمُ أنه قال ذلك فيه مِنْ طَرِيقٍ 
الظَاهِرِء وَغَالِبٍ الظَن أنه أجَله© عند الله بخلافٍ صِمَيهِ لا يَمْنَمُ الأمُةَ أو 
أكتَرهًا من اعْتِقَادٍ الجَهْلٍ والشَرْع إلى الحكم على الله سْبْحَائه بأنّه أفضلهُمء 
إن لَّمْ يكن كذلك عندهء فإذا أَزْسَلَ القَوْلَ ولم يُبَيْنَ" لهم عَلِمَ أنه إنْما يُخْبرْ 
بذلك عن الله عر وجل . 


(1) ق: لحف. 728 


727 (3) سورة النجم: 3 و4. 
(2) ق: لوفصا. (4) ق: احله. 
(5) قد سى. 


53233 


[فصل] 

9 2 وممًا يَدُلُ على صِحَّة ذلك أيضاً: أنَّ عَادَةٌ الأمّة المُعَارِضَةَ له 
وَاسْتِفْهَامه فيما يَظُّنُ أنه كَالَهُ برَأَيهِ مَنْ تدبير”" الجَيُوش ومَصَّالح الدُنياء 
والسُوَّال كالذي قالواله: «مُرْ) لون كانَ باذنٍ من الله نَرَلْمَاكء «وإِنْ كان 
برأيك»؛ فإنَّه ليس بمنزلٍ. فقال لهم: " برَأي [190 ب] أو أنقل عنه؟. ونحو 
ذلك. فلو كان الخَبَرُ عن فَضْلٍ الفَاضِلٍ ونه حَيرُ الأمةِ مما يَجُورُ أن يكونّ 
خبراً عن نفسهء وغالِب ظَهِ ليَسْأَنُوهُ عن ذلك. واسْتَدْعُوا الأَحْبَارَ عَن الوّجه 
الذي عليه قال ما قاله؛ كما أنهم سَألوا عن الأمُورٍ التي ذَكَرْناهاء وفي َرْك 
الأمّهِ لذلك وإجماعها على القّطع على الله سبحانه بفٌضل من حكم بفضله دليل 
واضِحٌ على أَنّهُم عَلِمُوا منه يك انه لن يخبرهم بذلك إلا عن ربه. 


729 - 


0) ق: ندير. 


5334 


[الباب الثاني والثلاثون] 


[باب الكلام في أن الشرعيات تقع بالقياس والقول في 
تفضيل الأنبياء على الملائكة] 


[فصل] 

0 - فأما أخكام النبي يك والشّرْعِيَاتٍ فإنّهِ يجُورُ أنْ يَمَعَ بالقِيّاس» وقد 
قَام الدّليلُ على جَوَاذٍ كم النّبِي يله بالقيّاسء وإِنْ تَبْتَ أنه قَصَدَ بذلك. 
َيَجِبُ أن يَفْطْعْ بصوابه في كُل ما يَقَمُ منهء مِمًا يَمَعْ عليه ولا يُؤمِرُ بتَعَيّرو1' 
لأن الأمَةَ مُجْمِعَةٌ على عِصْمَتِه وإنّه لا يُقَرْ على الخَطَأ . ونحنُ نَزْعم أن ما 
جمَعَتْ الأمةُ عليه قيَاسُ”” مَقْطوعٌ به على الله سُبْحَائَهء فكيف لا يقولٌ ذلك. 
فأًا خلال النْبِيْ له لِمَنْ أَجَلْهُ وعظم قَذْرهُ في رَفْع مَجَلِسِه والقيام إليه: 
وغيرٍ ذلك من وجوه النَّعَظم والإجلآل كالذي يَرَى مِنْ تَعْظِيمِهِ لأبي بَكرٍ وعمر 
والعباس رضي الله عنه . 

731 - فقد كنا في أله لا ياد يَْمَلَُ إلأ من امَف عليه بالفضل والرَأي 
والذينٍ وأنْ اسْتِحْمَاقَه وَقف' 7" عند النَّبِْ عل لا يَدُلُ على اسْتِحَْقَاقِهِ له عندٌ 
اللّه . فأكئَرُ ما يَجَبُ أنْ يَدُلُ عليه إِنْ فَعَلَ به ذلك فَاضِلٌ عندَه. وعنذ الله, ولا 
يَدُلُ ذلك على أَنَّهِ أُفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ عند اللِّ؛ لأنَا إذا أنْبَئْا ذلك على اسْتِحْمَاقٍ 
الدَّرَجَةَ والنَّوَاب عند الله َم يَمْتَيعْ أنْ يَسْتَحِْ غَيْرَه من عَظمَةٍ النبِيّ عليه 
السلامَ عند الله تعالى مِثْلَ ما يَسْتَجِقّه ذلك المُعَظْمْ أو ما يُوفي. . وأنْ يكونّ 


-731- 730 - 


(2) قى: قياساً. 


5335 


الله سبحانه نما مر نبي بتَعْظِيم ذلك الرّجُل؛ لأنه لف له في اسْتدامَة الإيمانٍ 
وأفْعَالٍ البرّ وأطعَى”" لعَيرهِ مِنّ المُكلّفِين الذَينَ أراد الله سْبْحَائْهِ إيمَانّهِم . وإن 
كان مل ذلك التعظيم لو عله بير من تق مكل الذي اشتتق أغطم 
لصار لطفا في كفره [191 أ] وروا به أمْرَ الإِسْيِمَادَةٍ على النّبيّ يَف وقدح 
شبهه في نَفْسِهِ بأنه يفعل ذلك به بالغاً على وَجْهِ لا يَسْتَحِقْهء ولعرّض له في 
ذلك. ونحو هذا من الشُّبّهَاتِء أو يَقَمُ ذلك لغَيْرِهِ. فلذلك لم يَأمُرْ عليه 
السَّلامُ بإظهارٍ تَعْظِيم كُلَّ فاضِل عنده بهذا الصَرْب من الإجلآل؛ وليس يَحِبُ 
إذا أمرَ الله سبحانه نيه عليه السلامٌ بتَعْجِيلٍ بعض ما يَسْتَحِقّهِ الفاضِلْ عِندّه 
لضرب من مَصلَحَتِهِ أو مُضْلحِهِ. وقَضْدٍ اسشتضلاجه من َلْفِهِ أن يَأمْرَهِ أن يَفْعَلَ 
ذلك بكلّ فاضل عنده. 

2 - بل يجورٌ أنْ يكونٌَ عند الله مِنْ تَوَابه أكثَرَ من نَوَابِ مَنْ أمَرنا 
رسول الله كله بتَْظِيمِه وإنْ لم يجعل له في الدُليَا شيئاً من ثواب عَمَلِه 
ل مِن تَعظيم النَّبِي عليه السلام» ولا مِنْ عير من ضُرُوبٍ افع . كما 
أنه سبحائه قد كان يصح أنْ يُسقط بالتوبة" عن القاتِل والرَّانيء قَدَرَ ما 
يَسْتَحِقّه مِنّ الاب في الذُنيا بوبه كما أسقطً عِقَابٍ الآخرَة عنه. ون لَمْ 
يَفْعَلُ به ذلك. وإن كُنَا نَعلّمْ أن عِمَابَ الآجِرَةٍ أكْثْرُ مِنْ عِشَابٍ الذنيا . وكما 
أنه قد عَجَلَ لِمَنْ قَذْفَ الإنسانّ بِالرُّنَاء والحد والعْقُوبَة التى هى دون ما 
يَسْتَحِقه في الآخرة. وإن لم يدل ذلك على أنه ليس بعظيم العِقّاب عند الله 
عر وجَل. 

3 - كما أنه قد أمرنا بِجلْدٍ القاؤِفٍ بالرّنا لغيره وعقوته؛ وإِنْ لم يأمرنا 
بِجَلْدِوء ولا قَيْلِهِء وعَِابهِ إذا قَذَقَهِ بالشّرْكِ الت عزّ وجل ٠‏ والكفر به وبرَسُولهِ . 
وإِنْ كنا نَعْلَمُ أنَّ الإنْمَ والعِقَّابَ يَرْمِي الإنسان بالكَفْر أَعْظَمْ منه بريه له بالزنا 
واللوّاط . وليس تعجيلٌ المِقّاب دليلٌ على أنه أعظَمْ عِقَابٍ عنذ الله جل إِسْمُهُ 


(2) ق: ورد أمر . «النون». 
732 (4) بالسو 


(3) ق: كتبت الان؛ بزيادة «النون! وإذا 


5336 


مِنْ غيره''“. وكذلك ليس تعجيل اله عزّ وجل لِبَض ما يَسْبَحِقٌ مِنّ التَّوَاب 
لبغض العْنَابينَ٠‏ مما يُدُلُ على أنه أكده ؟ نَوَاباً» وأَعْظُمْ دَرَجَةَ عند الله عر وجَلء 

مِمّنْ لَمْ يَعْمَلْ له ذلك» وقد تَقَدَمَ التعلْنُ في النّمُضِيلٍ بهذا الوجه على كل فريق 
لجل نا قل 


[فصل] 

4 - فأمًا كثْرَةُ الأخبّار من الله عر وجل ورسوله عن فصل الفاضِل وكِثْرَةٍ 
مَدْحِهِ له. فإنّه لا يدل على أنه [191 ب] أفضّل مِمَّنْ فَضَّلَهُ: دَفْعَةَ واحدة» 
وَوَضَفَه بذلك اللهمْ إلا أنْ تكونَ في ذلك الأخباز الكثيرة . مما يَدْل بعضّها على 
أنه أفضل مِمْنْ فضله مره واجدةٌ فيَخْتَلِفٌ مَعْتَامَاء فامًا إذا كَانتْ كُلّها بمعنى 
واحدٍ فلا يَجِبُ أن يَتَزَايِدْ حَالّهُمَا في الفْضْلٍء ٠‏ كما لا يَجِبٌ أن يَتَرَايَدَ خال مَنْ 
حبر الله سَبْحَائَه أنه مُيِنَ في كِنَابِهِ وحبّره به الرسول عليه السلام في 
سَنّته 0 : حال من خبر الله سبحانه وحده بذلك عن أو مَنْ حبر 
عنه الرسولٌ» وكما لا يَجِبْ بَِْائْدٍ حال الب والطعةٍ على حال عَبْرِهَا من 
الطَاعَاتٍ بِأنْ تَأَتِي أَحْبَارٌ كثيرةٌ عن الله ورسوله بأنّها طَاعَةُ فده ' ويَأئِي خَبَرِ 
واحدٌ بأنَّ الأحرى طاعة» والأصل في ذلك أجمع : أن الله عر وجل قد يَجُورُ أن 
يدل على الشّيء بِدَلِيلِيْن وأكْثّر من ذلك وإِنَّ لم يَكنْ الا بمعنى واحد. 


[فصل] 
فى القَؤل فى تَفْضيل الأنْبيَاءء على المَلائكة 
735 هذا الكلامٌ مُنصِلَ بما نحن فيه من حيث كان كلاماً في التُفضيل 
وقد الف النَاسٌ في هذه المِلَةٍ : فَرَعَمَ أضْحَابْ الحَدِيثِ؛ وجمهوز أهل 
الانْيَات م" ن المُتَكلّمِين وجميع الشيعة ؛ أن الأنْبيَاءَ أَفُضَلٌ مِنّ الملائكة وقالت 


733 (3)ق: هربه وهو المَّرْدْ ج قرون: أهل زمان 


5337 


الشيعةٌ : أن جميعٌ الأبِمةٍ أفضل من جميع الملائكةٍ وإنّهم كالرْسُْلٍ في ذلك . 
وذْكرَ عن قوم القول بأنَّ الأنبياة وبعض المؤمنين أفضل مِنْ بَعْض المَلائكَةِ مذْلَ 
هاروت وماروت وإبليس» ومن جَرَى مَجْرَاهُمْ مِمْنْ عصى الله عَزْ وجل بتََلّم 
السْحْرء ؛ والإميتاع من إمساك ما وَجُب عليه: وليس هم أَنْضَلَ مِمْن لَمْ يَخْصِ 
مِنَ المَلاَبَكةَ وليس في الأمّةِ مَنْ يَرْعَمْ: أنَّ الملائكة أفضَل مِنْ بعض الألْبيَاء 
دون بعض وقد اسْتَدََ لاون مَصلٍ الأثبياء على الملايكةٍ. بتَكُلْفِهِم تفل 
العِبَادةٍ وتَحَمّْلٍ الرسالة» وصَبْرهم على كزِيبٍ الأمَمء وعظم الإنتفاع بِشَأنِهم» 
والإقتداء بهم والإقيقاء لأمرهم وتيههم' أنقُسِهم عَنَ الهَوَى ومَنْعهًا مِن فِغْل 
ما تُمَئْلُ إليه الطباغ من الأكلٍ والشْربٍ والجماع؛ وَإِشْقَاءٍ النَمُس وغير ذلك 
[192 أ] مما جناه على الشَّهِوَةٍ بِهِ وإلا لَبَقَِ © بفَغْلِهِه وفي هذا أَجْمَع نَظَرٌ لأنّه 
قد يجورٌ أنْ يَقع من المَلائِكَةِ من مُدَاوَمَة الّاعَةَ وتَحَمُلٍ العِبَادّةِ وَّرْك الرّنا 
وَالتَفْتير في عبادة الله عر وجل ما بقي بتجنبٍ الأنبياء وشَّهُوَاتِهِمِ ونَّرْكِ مَلآذهم 
وما يعادله فحملهم ثقل الرْسالة. وانْتفَاع المهْتَدِي بدَعْوَتِهمء والمجري على 
شَرِيعتهم في وقت نَوَفْر الوْسّلء ورَاحتهم » واشْتِغَالهم بالأكلٍ والشّرْب والتكاح 
المُطلتٍ لهم في وَقتٍ عِبَادَتِهِم أيضاًء وبذلك حَبْر لله عر وجل عنهم فقال 
سبحانه : 9يُسَبحَوْنَ اليل والنّهار لا يَفتَرُونَ 7 ١‏ وقال عزِّ وجل: الآ يَعْصُونَ 
اله مَا أمَرَهُمْ وَبَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُون* وقد تَمَلَّى7© النَبِيُ يلل مِنَ العِبَادَةِ في 
أوْقَاتِ كثيرة» وإن لم ينزل وحياً. وقد يُحْتَملُ أنْ تكون أفعال الرُسْلٍ من 
القرب» وإن تخللها البَرَم© والإشْتِعَال بمَصَالِح الذنيا. 
[(فصل] 
6 ففى مُدَاوْمَةٍ المَلأَبْكَةِ للعبادة أو ترى على ذلك . فلا سبيلٌ لَنَا من 
جهة العقل إلى تَفُضيل الأنبياء على الملائكة ؛ أو الملائكة على الأنبياء مِنّ 
الذينَ ذُكروه» واستدلوا أيضاً على فَضْل الأتبياء على الملابكة بأنَّ الله سُبْحَائَه 


735 - (4) سورة التحريم: 6. 


(1) قت هم. (5) ى: ملى. 
(2) ق: لبقا. 0) ق: الرم. 


(3) سورة الأنبياء: 20 . 


5236 


أَسْجَدَ الملائكة لآدم» وأمرّها بتْظيمه؛ وليس ذلك إلا لِفَضْلٍ آدَمٌ عليهم. وفي 
هذا أيضاً نظر لأنّهم إِنّما عَظموا آدم وسَجَدُوا له تَعْظِيماً منهم لله عر وجل 
وعلى وَجْهِ العبادة له ٠‏ كما أن تَعْظِيمَ الرُسلٍ بانقيادنا لى وطاعَيّنا إيّاه وتَعْظيمَ 
الكعبّة بالنَّوَجُهِ إليهاء والطواف حولها عبادةٌ لله عر وجلء ولا يدل هذا القَدْرُ 
على فضل الكعبة على بني آدم» ولا الذي دَلَ أيضاً على فضل الرُسُل عليهب”© 
السلام على أُمّتِهء تعظيمه لعبَادَة الله التي هي طاعتُهء وإنّما عَلمنا ذلك بِالحَبَرِ 
عن أنه أفضَلٌ من سَائِرِهمء فصِرْنًا إليهء ومع أنَّه معلوم أنَّ الله سبحائّه أمرّ 
الملائكةً السجود لآدم وقتٌ نُفِخَ فيه الرُوح مع تَقَدَم طاعة الملاكةٍء وكثرة 
مداومتهاء فبّطل أنْ يَكونَ ذلك أفْضَلَ عَمَلَه على أعْمَالِهاء فاستدلوا أيضاً على 
فَضْلٍ الأنبياء على الملائكة . بن الله تعالى جعل الملائكة أفضَل من رُسُلٍ' 
إلى الأنبياء وسفراء” بيْنه وبينهم وهذا الكلام [192 ب] قد اَتّل به من زعم 
أنَّ الملائكة أفضل من الأنبياءء لأنهم كالمُعَلّمِينَ لَهُم والآخذْينَ عنهم فمنزلتهم 

مَعَ الرْسْلٍ مُنزْلتَنا نحن مع الرسل» في أنا مقتدون بهمء وآخِذون عنهم فُوَجْبَ 
كون الأنبياء أفضل منا . فكذلك يجب كونٌ الملائكة أفضل من ع الأنبياء» لأنَّ 
الأنبياة عنهم يأخذون وبهم يقتدون وهذا قربٌ. ثم يُقَالُ لهم : اغتلالكم هذا 
يُوجِبُ أن يكون الأنبياء دونَ سَائِر المُؤْمِنين لأنّْهم رُسُل إلى المُؤْمِنِينَ» وقد 
نيتم الكلام على أن الرسل دون المرسل إليه؛ وهذا غَلَطُ وخَطَأْ بإجماع 
المُسلمين. 


[فصل ] 

7 - فإِنْ قال قائل ممن يزعم أنّ الملائكة أفضل مِنّ الأنبيَاء أَفْلَسيّم قد 
قضيتم بفضل الأنبياء على المُؤْمِنين» لأنّهم رُسْل إليهم فما ألْكَرْنُم من وجوب 
القضاء بفضل الْمَلابِكَةٍ على الأنبياء لأنّهُم رُسْلَ إلى الأنبياء. قيل لهم: لسنا 
نستَدِلٌ على فضلٍ الأنبياء على أمَمهم بكَْنهم رُسْلاً إليهم: بل بتوقيف الله عر 
وجل»ء وإِجْمَاع أنّهم أَفضَل من سائر الرّعِيّهَه فسقط ما ظنندم . فَاسْنَدَلوا أيضاً 


- 736 - (2) قى: رسلا. 
(1) ق: عليها. (3) ق: سفرا. 


339 


على فُضْلٍ الأنبياء على الملائِكَةء بأنَ الله عر وجل جَعَلَ الملائكة حدما 
للأنبياء. ووَكَلّهم بحفظهم والذّب عنهم. وهذه عِلّةٌ نُوجبُ فضل جميع 
المُؤمِنين على الملابكةٍ: إِنَّ الله قد وَكَلَ الملائكة لجميع المُؤمِنين؛ وأمَرّهم 
كفلهم: وأنْ يكونّ فُسَّاقُ المؤمنين وعُضَائُهم أفضل”'' أيضاً من سائر الملائكة . 
لأنَّ الله عر وجل قد وكل الملائكةً بِالمُساقٍ كما وَكلهم بالعدولٍ الأبرار» بل 
هذه العلة توجبٌ أن يكونّ الكّارٌ خيرٌ مِنَ الملائكة الكَتَبّة الحفظة؛ لأنهم 
مُوكلون بهمء وبِكمَبةٍ أغمَالِهم وحفظهم إلى الوّقتٍ المعلوم. فيجبُ كونهم 
أفضَلُ من المَلائْكَةِ وليس القول بمٌضل الكفرة» وفساق المؤمنين على الملائكة 
قولاً لأحد من المسلمين» فُفسّْد بذلك قولهم. 

8 - وجملةٌ هذا أنَّ كَتَبَهَاث) الأعمال وحفظ الأنفس وخدمتهم لبني آدم 
نما هو عِبَادَة له سبحاله لا لهم فيهم . بأن يدل هذا منهم على فضلهم عند الله 
عر وجل على من خدموه مِمّن هو دونهم أولى؛ كما [193 أ بع 00 بالرّجل 
القَرْشِي العالم التق الرّضا لمن هو دونه في جميع خصالِه؛ ٠‏ طاعَةٌ لأبيه وأَمّه؛ 
لا يُوجبٌ فضل المخدوم عليه بل هو ذَلألةٌ على فَضْلِه فى نفسه من حيثٌ 
قَصَدَ بالخدمّة : طاعَةَ من يجبُ طاعَنه» والتَقَدْبُ بذلك فسقط ما قالوه. 


[نصل] 

9 ومن حبر ما اسْنَتَدَ إليه في تَفْضِيا الأنبياء على المَلابك قَوْلّهِ عر 
وجل ما مَنَعَكَ أنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَفْتُ بِيَدمّ 000 ' فأخرجه مَخُرج المَدْح 
والنُعظِيم والنفْضِيلٍ على إبليسء وجميع من لم يَحْلْقه بيدوء فلم يدقع ذلك 
إبليس بشيء؛ وقد فَضَّلّه الله عزّ وجل به عليه؛ وفي هذا أيضاً نَظَرٌ لأنه قد 
روى 50 ' الله عر وجل لم يْمَاسّ من خلقه إلا أربع منها: : كم وَأَلْوَاحُ 
موسى » وَشَجِرَةٌ م طوبى» وجَنّه عدن؛؟ أفضل م : مِنّ الملائكة لهذه العلة؛ ولأنّه قد 


737 (3) ى: عدر. 

(1) قى: افصل. 739 

- 738 - (4) سورة ص: 75. 
(2) ق: كسه. (5) يكرر "ان». 


340 


: 


0 واسْتَدَلَ القابِلُونَ بِمَضْل الملائكة على الأنبياء والمُؤْمِنِينَ بقوله عر 
وجلّ: ليُسَبْحُونَ اللّيلَ والنهارٌ لا يَفْتَرُونَك وهذا ليس بدليل» لأنّنا قد بَينَا أنه 
يجورٌ أنْ يكونَ يقع من بني آدم في الوقت من المشاقة؛ ومُفَارقَة الهوىء. 
وتَجَنْبِ رُكُوب اللَذّات مع التمكن منها ما يفي بِذَوَامِهِ : تسبيحُ المَلابِكَةَ . وليس 
يكونٌ الفاضل أفضل من غيره بكثرَةٍ عَدَّدٍ طاعاتّه لأنّه قد يكونٌ القليلٌ العددٍ 
أكثر عند الله عنَّ وجل مِما كَثْرَ عَددّه. وَقَلَثْ مَشَقَّمُ أو النَّفْعُ بِهِ» أو 
الإخلاص فيه أو قَارَت00© ضروباً من المَعَاصِيٍ وقد كَشَفْنَا ذلك في غير مَوْضِع 
من القَّوْلٍ في النَفْضِيل بما يُعْني عن رده؛ فوَجُبَ أنّهِ لا سبيلَ بما تلوه إلى 
العلم بفضل الملائكة على الأنبياء . 


1 - واستدلوا أيضاً على فضل الملائكة على بني آدم بقوله تعالى : 
ألا بَعْصُونَ الله مَا مَرَهُمْ وتَفعَلُونَ ما يُؤْمَرُون4. وهذا القول'” مِنَ الظاهِرٍ لا 
ينبو عمًا قالوه . لأنَّ أولى ما فيه أنّه لا يُنْبِى عن الأنبياء يَعصُونَ ما يُؤمرون 
فقد يَُورُ أن يكون الأنبياء عليهم السّلام لا يعصون اله ما أمرهم ويَفْمَلُونَ ما 

يُؤْمَرُونَ. وقد قال ذلك كثيرٌ من الئّاسء وَرَّعَمُوا أن كُلّ تقريع وتوبيخ » 
وعتاب ذَكرَ في ظاهره الرُسْل. فإِنَّ المُرَادَ به [193 ب] غيرهم من أممهم. 
وهو كقوله عر وجلّ: للَئِنْ أشرَكتَ#”' فيبطل ما قالوه وقوله: #حتى نَعْلَمَ 
المُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ والصَابرين4”' فَذَكَرَ رَسُولٌ الله يِ. فأمأد منه وذَكَرَ نفسه 
في قوله لإحتى نَعْلَمَ4. وأراد رَسُولّه بقؤله: «حتى تعلَمٌ أنتَ يا محمد'. 
وَاعْتَلُوا بأنَّ المعصيةً تُوجِبٌ الإستخفاف والإهانّة والتُقُور من الطاعة لهم. 
والإجَابّة لقولهمء وغير ذلك فسَمَط ما تعلقوا به. 


- 740 _- (3) ق: سى كتبت بالألف المقصورة . 


(1) ق: قارب. (4) سورة الْزُّمر: 65. 
[74- )5ن سورة محمد: 31. 
(2) ق: القدر. (6) ق: فامادمنه أي فأمأد: كسب الشيء. 


541 


72 - وفيهم من يقول أن عصيانَ الألْبيّاء: نما عنى بذكره سَهِوَهم 
ونُسْيائَهم دون قُصُورهم' '' واغتمادهم, وخْرّجوا لذلك تأوِيلاتٍ ليس هذا 
موضع ذكرهاء فَوَجْبَ أنه لا دَلآلَةَ فيما تَعَلّقوا به. وشيء آخر: وهو أن قوله 
عر وجل «لا يدل على أنهم من يوم خلقهم#” © كذلك» وإنهم لم يُواقعوا 
عصياناً * من سَالِفٍ الدّهر. وإِنَّما يَدُلُ على أنهم #لا يَعْصُونَ» في «م”“ 
يُؤْمَرُون»** ' في مُستَقبلٍ الزمانٍ دون ماضيه. فمن أَيْنَ لنا أنه لم يكن منهم 
عصيانٌ فيما سَلَّفْء وشيء آخرء وهو أن قَؤْله عَزّ وجَلَ : إلا يعصونَ الله ما 
أمَرَهم. ويَفْعَلُون ما يُؤْمَرُون4 إِنّما يَدُلُ على أنهم يفعلون كلّما قيل لهم : 
١فْعَلُوه»‏ ولا يتركون شيئاً منه على مَذْهَبٍ الجميع من المعصومين”» ولا يدل 
على أُنّهم ينتهون عن جميع ما لَّهُوًا عَنه؛ لأنه لم يقل؛ ولا يفعلون ماتهوا 
عنه ولّيس ذلك في الظاهرء وفي هذا الإعتراض نَظرٌ. 

3 - وهو أنهم إذا نهوا عن فعل المُستثنى : نَهْيَ تحريم فقد أمَرُوا بفعل 
تركه» فإِذًا فَعَلوا ما نَهَوا عنهء فقد خالفوا ما أمَرُوا بو من تركهء وعَصّوا ما 
أمروا به من فعل ترك المَنْهي عنه. الإعتِرَاض الأول أصَحٌ على أصلٍ من لم 
يُجِزٍ خْلُوٌ المكلف من الفِغلء وتَرْكهء ولم يَجرْ النّهِيْ عن الفعل تَحْرِيماً مَعَ 
عدم الأمر بنَرْكهِ على الإيبّاب. وقد أوضحنا هذا الكلام في كتّاب لأراير م 
أصول المُقْهِ بما يُغنى عن الإطالَةِ به. 

744 واستدلوا أيضاً على فضل الملائكة بقوله لما نَهَاكُمَا ربكُمَا عن 
هذه الشَّجَرَةٍ إلا أنْ تَكُونَا مَلَكَئْن أو تَكُونَا مِنَ الحََالِدِينَ © وَليس فى هذه الآية 
دليلاً على ما حاولوا بهء لأنه يجوز أن يكون قال لهما ذلك . لأنّهِ امْتَقَدَ فيهما 
أنَّ كونهما خَالِدِين أَحَبٌ إليهماء وكونهما ملكين يَنْتَفي عنهما شهرّة [194 أ] 
الأكل والشرْبٍ والنكاح أَثْرَ عندهما فأغراهما بفعل الأكل منهم ليّصيرا به إلى 


742 - نصب. 
(0) ق: قصورهم. (4) كتبت «فيما» كلمة واحدة. 
(2) ق: خلقوا من الأفضل استبدال الفعل (5) ق: المعمومين. 

بمصدر كما جاءت في القران. 744 


(3) ق: عصيان من الأفضل أن تكون في حالة (6) سورة الأعراف: 20. 


542 


ما هو الأَئّرُ عندهما من غيره» وإن لم يعتبر الفَضْلَ في ذلكء» فإنّ الله عزَّ وجَلٌ 
لو خلقٌ قوماً خالدين في الجَنْةٍ لم يخبر منذا”' يوم خلقوا إلى الأبّد ولم يُوجب 
ذلك فَضْلَهُما على الإنْس والملائكة الذينَ لم يَحْلْدُوا فيها. وقد قال: #أو 
تَكُونًا مِنَ الْخَالِدِينَ4 فقرن ذكر الخَالِدِين إلى ذِكرٍ الملائكة؛ وكما لا يدل كونُ 
الخالدين فيها أَفضَلٌ ممن حَلَقَ في غيرهما وصار إليهاء ولم يَخُلّد فيها. 


[فصل] 

5 - فكذلك لا يَدُلُ كون الملك ملكاً على أنه أفضل من غيره وإن 
غرِيا بالأكل والشُّرْب ليكونا مَلكين. واستدلوا أيضاً على فَضْلٍ الملائكةٍ بقوله 
عر وجل: طقَلَما رَأنْئَهِ أبَزئهه وقَطْعْنَ أنِدِيَهْن وقُلْنَ اش لل ما هذًا بَشَرأ 
إِنْ هذا إلا مَلَكُ كرِية4” فَدَلَ ذلك, و وزعموا على قَدَرٍ المَلّكء وعُظم 
تبه وشأنه على الإنْس وهذا أيضاً ليس بدليل؛ لأنّه يجوز المَلَكُ أنْ تكون: 
قُلِنَ ذلك لأنْهُنَ اعْتَقَدْنَ أن المَلَْكَ أفضل من سَائِرٍ البشر فيكونٌ هذا الإغتقاد 
غَلْطأً مِنْهُنّء لأنهن غير معصومات منهء ولم يقل الله سبحانه : إِنهْنَّ أصبن في 
اغْتِمَادِهِن إن الملك أفضل من البشرء فيكونٌ ذلك حُجَةٌ . يُمْكنُ أيضاً أنْ يكن 
إنما أكبرنه. وثُلْنَ «ما هذا بَشَراه لأجل الحسن والجمال الذي بَهَرَهْنَّ بأنْ 
يكن اعتقدن البراعة في الحَسنٍ والجمالٍ للمَلائكة دونَ |الإنس» وإنهم أحسن 

من البشرء فلذلك قلن: إِنَّهِ مَلَْكْ. وقؤْلّه كريمٌ لا يدُلُ على أن غَيْرَ المَلَثِ 
ليس بكريم» فحَرَجَت الآيةٌ عن أن تكون حجة لهم فيما قالوه. 

6 - واسْتَدَلُوا أيضاً على فضلٍ الملائكة على الرْسْلٍ أن الله عر وجل 
وصف قوماً منهم بِالعْضْيَان وبأن الروايات قد أنت فَعَزْلَ قَوْمٍ عن الرسالة» 
ومحوهم من ديوان النّبُوّةِ لأجرام كائث منهم لَنِست في الملائكة من هذه 
صِمَنّه. وهذا أيضاً ليس بدَليل لأنّ أكثر ما فيه أنْ يكونَ الملائكةٌ أفضل مِمّن 
عَصي وبَدّلَ من الرْسْلء ومَحَى من الديوانٍ دون من اسْتّصحب الطاعة» وجدّ 


أ 


)21 ق: مد. )3( سورة يوسف: 31 


- 745 - (4) من الأفضل زيادة حرف عطف وهو 
)2( ق: حاشا. (واوا. 


533 


وشمّر في مرضة الله عر وجل إلى أنْ لَقِيّه كذلك» وعلى أن الدَّلِيلَ مُنْقَلِبُ 
عليهم. وذلك أنَّ مِنَ الملائككة من قد روّى أنه [194 ب] عَصَى وِبَدَّلَّء وَعَلّمَ 
الناسّ السّحْرَء وما يَُرْقُ بين المَرْء وأخيه كهَارُوتَ ومَارُوتَ وإِبْلِيسٌ المْمْتَنِع 
من السُجُودٍ لربه. وقد حَبّرَ الله سبحانّه بذلك في قَوْلِه: #فْفْسَقَ عَنْ أمر 
رَبّه”" وقوله ظفَسَجَدُوا إلا إنليس لم يَكْنْ مِنَ السّاجِدِين4" فسَقَطَ بذلك ما 
قالوه . ووّجب على قِصِتّهم أن يكون قولهم يدل على أنَّ الأنبياءً أفضل من 
الملائكة» لأنَّ منّ الأنبياء من قد عصى . وَيَدُلُ أيضاً على أنَّ الملائكة أضل 
من الأنبياء: لأنَّ مِنَ الأنبياء من قد وَاقَمَ المَعْصِيَة وهذا غاية التَتَاقضُ فبَطل 
بذلك اعتلالهم . 


[فصل] 

7 وإِنْ اسْتَدَلَ بهذِه الدّلالةَ القَائْلون بفضل الأنبياء على الملائكة وأنَّ 
إبليسٌ كَمَرَ بعد إِيمّانهء وهو من الملائكة» وأنَّ هاروت وما روت كفرا وبَدَّلا 
وكانًا بين السحرة» وعَلّْما الناس السّخر بِبَابلَ» وليس في الأنبياء من هذه 
صفته. فبطل ذلك عليهم لوجهين أَحَدُهما أنّه قد رَوَى أنَّ فَوْماً عصوا من 
الأثبياء» ومَحُوا من دِيوانٍ النُبُوَةِ. ...”7 وغيره من قبل بذلك الإقرار وَتَجَاوَرٌ 
عليهم في هذا الإعتلال مثل الذي لهم سواء. والوَّجَْهُ الآحَرُ أنَّ إنليس عند 
القَائِلِينَ بفضل الملائكة على الإنس. وكثير مِنْ غَيرهم له لم يكن من 
الملائكةء بل من الجن لأخل فَوْلِهِ تعالى : «إلا إِنلِيسٌ كانَ من الجن 
فَفْسَقَ4” ويتأولونَ قولّه : 9فَسَجَدَ الملائكةٌ كُلَّهُمُ أجْمَعُونَ إلا إنليس 4 على 
أنّهِ استَئتاه من المَأمُورينَ المْكلين لبود فهر استثثى من المعنى دون اللفظ 

من أجل اسْتِحْفَاقِه إشم الملكِ” وقد يَسْتَنْنِي الشَّيء من غيره لمُشَارَكْتَهِ له في 
المَعنى دون الإسم وهذا منه. وقد قال قوم تصحر الاسيار0 مل ن غيرٍ الجنس 


- 746 - (4) سورة الكهف: 50. 


(1) سورة الكهف: 50. (5) سورة الحجر: 30 و31. 
(2) سورة الأعراف: 11. (6) ب: الملك. 
- 747 - (7) قى: الاستثتى. 


544 


أيضاء وقد اسْتَشْهَدُوا قله : «الا نُكَلْمَ الناس ثلاثة أيام إلآ رَمرَ»و”© 
لساجر”” من القرآن ويقول الشاعِرٌ: 
وبلدَهُ ليس بهًاأنيسٌ إِلااليَعَافِيرٌوإلا المي ث0 

وقول الآخر: 
ألآأوَ ادي لأيّاما" أبَينئها 2 والتُؤىَكالحَوْض بالمَظْلُومَةَالجلد) 

قالوا والنُوّى ليس مِما يَمَعْ عليه اسم أَحَدِء وكذلك حميرٌ الوّحش التي 
هي «اليَعَافِيرُ؛ ليست مما يقع عليها اسم أنيس؛ وقد أَرْضَّحْنًا الكلامَ في هذا 
الباب فى غير هذا الكتاب بما يُغنى عن رده. 

8 أما [195 أ] قوله: #هَارُوتٌ ومَارُوتَ4' ففيه جوابان أحدهما أنَّ 
مِنَ الئّاس من يزعم أنّهما رَجُلان أَبْلَعَانِ”' كانا من أهل بابل يعلمان النّاسَ 
السحرء وليسا بملكين» ومن قال هذا فقد رَال عنه الكلام؛ ووَجْبَتُ مُنَاظرَتَه 
في نَفي كونهما ملكين وقد حَكى ذلك على الحُسْن وغَيْرهء والجَوَابٌ الآخر: 
أنّهما كانًا مَلّكين يُعلمان الناس السحر ليتجنبوه؛ وَيَنْهُوا عنهء ويَعْرِفُوا الفرق 
بينه وبِينَ الأعلام المُعْجِرَةٍ ة الدالةٍ على صِدْقٍِ الرّسْلٍ ليرفعُوا بذلك الشكوك عن 
النّاس . وإنّهما لهذا المعنى نصبهما الله لتَْظيم السحر لا ليُغْرِيَانِ بفعله: 
ويورطان الناس فيه؛ وهذا مَذهب أكثر المعتزلة» ومحكييٌ عنه الأصم - وغيره 
مِمّن قال بقوله. وقد اسْتَدَلوا على ذلك بقوله: «وما أَنْرْلَ على المَلَكَيْن 
ببابل 4 وإِنّه نَزّلَ هذا الظاهر على أنهما ملكان ليسا برجلين. واستدلوا على 
أنهما يُعَلْمَانِ الئّاس لخر برقع الشُبْهةء وتَّحَققٍ الحبّةٍ وليتجنب”” بِقَؤْلهِ في 
آخر القصة #فلا تَكمْر 19# و نَخَبّرَ عن نَهْيِهما من عَلّمَاءُ ذلك عن الكفر . وأما 


(1) سورة آل عمران: 41. 748 


(2) ق: لساجر وساجر: صاحب وصافى (6) سورة البقرة: 102. 
وصار خليلا. (7) ق: اابلعان. 

(3) بحر: الرجز. (8) سورة البقرة: 102. 

(4) ق: لأياماً. (69) ق: لسحب. 

(5) بحر: البسيط. (10) سورة البقرة: 102. 


545 


قَوْله : «إِنَّما نحن فِثْئَة6”" فإنَّه مَحْمُولٌَ عِنْدَهم : إِنّهما مِنْ حيتُ بُعِنَا بالتكلِيفٍ 
لتغليمه وكتبه والفرق بينه وبين غيره وذلك زيادة في التكليف . 


[فصل] 

749 - وقد يُقالُ: إِنَّ الله امْتَحَنَ المكلفين» ؛ وزَادَ في محنتهم على معنى 
أنه َفْسَدَهُمء وأَعْوَاهُمء وإذا اخْتَمَل الأَمُرُ هذه التأويلات بَطلَ تَعَلَقُّ من استدل 
به على فَضْل الملائكة على 2 الأنبياء قوله تعالى: لل يَسْتَنكف المسيح أن 
يكونّ عَبْداً بله86”© ولا الملاتكةٌ المقربون. وقد نَبْتَ من طريق اللَغْةٍ أن مثل 
هذا الكلامُ إذا خرج على طريت التَعْظيم لشأن من لا يَسْتَنكف من عِبادتهٍ 
وجِدْمَتِهِ. والإسْتِكَانَةِ ل والإجلال لَقَدَره؛ فإنَّه لا يُنَافي إلا من هو أغظم قدراً 
ومَوْضِعاً من المذكورٍ الأوّلِ. ومتى كان دُونه في المُضْلٍ والمَحَلُء ومُسَاوياً له 
لم يبن تَذَكْرهُ بذلك؛ لأنّهِ لا يَجُوز أنْ يقولٌ القائِلٌ: أنْ يستنكف الوزيرّء أنْ 
يكون خادماً للخليفة» ولا الشُرْطِيٌ ؛ وَالمَضْلَّحِيُ وإنما يقول: «ولا الأميرً'. 
وكذلك لا يقول: لن يستنكف القاضي أن يكون خادماً للخليفة ولا الحَارِسٌ» 
وإنّما يقولٌ: ولا الوزيئ والأميد؛. ومن محلّة فوق محلُّهء فلا يبدأ بذكر الأذوّن 
ولا المُسَاوي [195 ب] في الدرجة وإذا ثَُبْتَ ذلك تَُبْتَ أن الملائكة 
أعلى*. . .'”' من المسيح» وغيره من الرْسْلٍ صلوات الله عليهم . 

[فصل] 

0 - وإِنْ قالوا: ما ألْكَرْمٍ أن يكون إنما عَمَبٌ بذِكْرٍ الملائكة بعد 
المسيح لِكَوْنِهم مُسَاوُونَ* ' له في المنزلة . قيل له: وقد أَبَنّا أنَّ ذلك لا يَجُورُ 
من جهة اللغة» كما لا يجوز التَعَقّبُ بذكر الأذرّن وإنّهِ لا بد أن يكون 
المثئى”' بذكره أنبه وأفضل . وشيء آخر وهو أنه ليس في الأمّة من يزعم أن 


(1) سورة البقرة: 102. (5) خرم: سقطت كلمة. 
2) ان كلمة «الملائكة على؛» مضافة فى 750 
الهامش . 462 ق: مساون. 
(3) سورة النساء: 172. (7) ق: المثنا. 
(4) ق: أعلا. 


546 


الملائكة أفضل مساوية”" للأنْبيَاء في المَضَائْلء بل هي على قولين: فَقَوْمٌ 
زعموا أنَّ الملائكة أفضلء» وقَوْمٌ زعمُوا أنَّ الرُسْلَ أفضلء فسَّقَطَ الإغْتِراض 
بالتسَاوي والمنزلة . 

[فصل] 

61 - فَإِنْ قالوا: ما أَنْكَرْتُمْ أن يكون” إِنّما بَدَأْ بذِكر الملائكة بعد ذكر 
المسيح . لأنهم عبدوا كما عبد المسبخ يخ ولِشِدَةِ تكليفهم عَلْطَ عليهمء ونَّقَلَ ما 
يتحملونه من إدامة العبادة والذَّكْرٍ . قيل له: يجوز أنْ يكونَ ذلك كما كلته» غير 
أله لا يَدْفَعْ المُشَاركَةَ في السَّبّبٍ المُقْمَضى لذكرهما” من زِيَّادَةِ مَزِيةِ الفَضْلٍ» 
لمن ذُكر بائنا*» على من ذكر أولاً في كم الل والإسْتِعْمَال المُتَعَارِفٍ فيها. 
أن القاكل إذا قال: أنْ «يُسْتَنكف» فلانُ أن يكون يكتمل 57) لفلان في العِلَّم؛ 
ثم قالء ولا فلانٌ أيضاً. فتحنُ نَعْلّمُ أنه لا يذكره. ويُكَنّى عليه به إلا وهو 
مُمَارِك للمَذْكُورٍ الأرَلِ في العلّم غير أنه لا بُذّ من مَزِيّةٍ فيه ٠‏ فوَجَبَ أنه لا 
تَعَلْنَ فيما قُلْتُمُوه . وعلى أن قُولهُ عر وجل؛ «ولا الملائكَةٌ المُقََبُونَ ما يَدُلُ 
على قُرْبٍ منزلتهم من الله. وإنّهم أُقْرَبُ مَنِْلةُ من الرْسْلٍ عليهم السلام:, لأن 
القُرْبَ مِنَ الله عزّ وجل ليس بقرب في المساحَة» والمكان؛ وإنّما هو قُرْبُ 
المَنِْلَة . وعُلْوٌ الدَّرَجَةٍ وكلّما قربت المَئْزِلَهُ كان صَاجِيُّها أفضل وأ أنيه7© , 

[فنصل] 

2- فإِنْ قالوا: ما أَنْكَرْثُم أن تَكونَ كُلَّ الملائكة أفضل مِن الأنبياء 
بدَلآلَهِ فَوْلِهِ : «إولا الملآئكة المُقَرَبُونَ””' لأنّه دليل على أن فيهم من ليس من 
المَقَرّبِين ٠‏ قيل له : : ليس في الأمةِمَنْ يقول إن في الملائكة ليس بمقرب؛ ولا 


من المقربين» وإنَّه نما أراد بقوله «المقَرَبِينَ لِغْهُ"؟' بعض الملائكة دون بعض»ء 
(1) ق: ساوية. (5) ق: كمل. 
751 ء (6) ق:اسه. 
(2) يكرر (ايكون». 752 
(3) إن كلمة «هماء مضافة في الهامش . (7) سورة النساء: 172. 
(4) ق: ناسا. (8) ق: لغت. 


5117 


وأنَّ بعضّ الملائكة أفضل من الرسل دون غيرهم فسَقَطَ ما سَأَلئُم عنه. وكذلك 
لو قالوا: لا المَلابِكَةُ المُؤْمِئُونَ الموحدون [196 أ]. . .”' على أنَّ تَلْبَهُم من 
ليس بِمْقَرّبٍ بِمُؤْمِنِء ولا مُوَحْدٍ وكذلِكَ قوله: «المقربون» فَزَالَ ما تعلقتم 
به. فإِنْ قالوا: : ما أنْكَرْئم أن يَُلَ تَعَقْبهُ بِكْرِ المَلابِكةِ بعد المسيح على أنْهم 
أفضل من المسيح . ولا يدل ذلك على أنهم أفْضَلْ من غيره من الرّسْلٍ . قيل : 
ليس في الأّةٍ من يزعم أنهم أَفْضَلَ من بعض الأنبياءِ دونَ بعض؛ والمسيح 
دونَ غيره» بل هي مُطَبقَةٌ على أله أوضحَ ذلك في المسيح أو محمد عليهما 
السلام صَمّ في الجميع فزال أيضاً ما سألتم عنه. 
[فصل] 

3 - فإِنْ قالوا: أفُلّيس قد قالَ الله تعالى: «وإِنْ تَظَاهَرًا عَليه2 فإِنَّ 
لله هو مَوْلاَهٌ وجبريل وصالِح والمُؤمنين» ولم يَدلُ ذلك على أنَّ جِبْرِيلَ» 
وصَالِحَ والمُؤْمِنِينَ أَعْظَمُ قُرّة وقُذرَة ونْضْرَّة لله وأدفمُ للضيم منه. فكذلك ما 
كرتم أن يكون حُكُمْ ما ذَكَرْئم . قل لهم: إِنّْما يجبُ ما سألَتُم عنه لأنه قد 
تَافى مثل هذا الكلام بِمَنْ هو مِثْلُ الأول في النْضْرَةٍ ودونلهء ومَنْ هو بغير 
الأول» وتبع له. وهذا عَادَة أل اللَعَةَ في الخطاب . يقول القَائِلُ منهم: لن 
يقدر على ظُلْم زَيدٍ وتَحيْقِهِ لأنّ السلطان معه» الرَعْبَةَ في كنف والأؤلياء من 
وراء مَعُوئّتهء والصغيرٌ والكبيرٌ يَمْتَعْكَ من ظُلْمهء ولا يدل ذلك على تعظيم 
شأنٍ المذكور الثاني على الأَرَّلٍ؛ لأنَّ ذلك لم يُبيْنَ للدَّلآلَِ على المَضِيلء وإنّما 
وَضَعْ الأشْعَارَ بكْرَةٍ النُصار دون ترتيبهم في المَضْلٍ والقُرّةٍ والمنّة. 

4 - فكذلك اسْتّخاروا ذِكْرَ الرَعْبَةِ بعد السّلطانٍ وقولهم: لم يستدكفت 
الوزير من كونه عبداً للخليفة؛ ولا الأميرُ خارج على مذهب التفضيلٍ: 
فَالئَّرْتِيتُ : في الفضل كما قدمناه من قبل فرّالَ ما سألتم عنه. ومِما يَدْل على 
ذلك قَوْلْهِ تَعالى: «ولا أقول لَكُمْ عِنْدِي خَرَائِنُ الله ولا أَغلَّمُ العَيِبَ ولا 
أثُول. إِنْي مَلكُ4” لأنَّ هذا الكلام عند أَهْلٍ اللّمَةِ خارِج على مذهب 


(1) خرم: سقطت كلمة. 754 - 
753 (3) سورة الأنعام: 50. 
020 سورة التحريم: 4. 


548 


الإستكانة» والتَّوَاضْع بتَفْي ما يَفْصُرٌ المُتَوَاضِعُ عن بُلُوغْهِ فلا يبقى فيه إلا ما 
لو إدعاه لكان مدعياً فوق مِنزْلَيه . ألا ترى أنه لا يجورٌ أنْ يقول القائل: «إنما 

أنا رجل ممَعَلُمٌ ولسث أَزْعَمْ أي أعلّمْ المُقَْضِبَ»» ولا كتاب «سيبويه»» 5 
أحمّظ من اللّعَةِ «الجَمْهَرَةَ والعِبّرَ جيناً”" أبداً يبقى. أنَا ظَنُّهِ بالأعلى””” ولا 

يقول : لست «المقتضب» ولا «الجرمي" ونحوه [196 ب] فإذا نبت أنه لو 
ادع 3 ' عنده خزائنٌ الله عزّ وجل فَأنْبَتَ أنه لم... اهب. . لكان مُدْعيا 
لفوق رتبت ٠‏ ووَجبَ أنه لو ادْعَى أنه مَك لادُعى فوق طَوْرِِ ومَنزِليه وضوخ”' 

اللّعَىَ وإذا كانَ ذلك كذلك نَبْتَ أن الملائكة أَغظمُ شَأناً ومَدَاراً من بَني آدم. 
كما أن من عِنْدّه خَرَائْن الله وعِلْم الغيب فوقٌ جميعهمء فهذا هو الذي يُمْكِنُ 
التَعَلََ به في تفضيل الأنبياء على الملائكة؛ والملائكة على الأنبياء قد أتينا على 


عمده”©) وجمهورة. 


[فصل] 

5 - فإِنْ قال قَائِلٌ: لِمَ زعمتُمْ أن الملائكة مُكَلَفُونَ لفِغلٍ ما يُوجِبُ 
فغلّه: تفضيلهم على سواهم . قَئِل له: نحن لسنا نزْعَمٌ في الجملة؛, أن الفَاضِلَ 
إنْما يَفْصْلْ على غيره بِفِعْلِه له وإنّما يصيرٌ فاضلاً بأنْ يَسْكُمَ الله عر وجَلٌ 
بفَضْله” ويجِعَلّه فاضلاً. وقد أَوْضَحْئا ذلك فيما سَلّفَء وإنّما نَذْكْرَ الأفعال 
على طريق التُكليف والتقريب» والذي يدل على أن الملائِكة مُكَلّْفُون قوله 
تعالى: #لا يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ» فَأخْبَرَ أنْهم مَأمُورون 
وآتهم لا يعضوة انه م أمرمم. وآن يكرث المصبان إل بفئل التي سن . 
على يِه من المَلاِكَةِ تحمل الرسالة إلينا وإلى الأنبياء عليهم السلا كما أله 


754 الأخير فى هذه الكلمة «حاء؛. 

(1) ق: حننا إن حرف «الجاء» كتب كالفاء. (6) ق: عمده. 

(2) ق: بالاعلى. 755 

(3) ق: ادعا. 7) ق: بفضل من الأفضل زيادة ١هاء»‏ 
(4) خرم: ثلاث كلمات. الضمير . 


(5) ق: وضوح من الأفضل أن يكون الحرف 
549 


كلف الأنبياء أداء الرّسَالَّة"''. وهذا ما لا خلافٌ فيهء فإذا تَبْتَ لِمَنْ قال 
بتَفْضِيلٍ الملائكة أن الرُسْلَ فيهم أَفْضَلٌ من الأنبياء نَبْتَ في سَائرهم : لأنّه 
مَُرَقُ بينَ بْعْضٍ المَلبكةِ في ذلك دون بعض» وما يُعرفٌ خلاف بين الأمة في 
أنهم مُكلّفون مأمورون» وفي قوله عر وجِلّ: «وإِذْ قال رَبْكَ للملائكة »© 
(اسجٌدوا لَآدَمَ فَسَجَدُوا إلا إنليسَّ6”” وذمه له على ترك ما امتكلته الملائكة 
من السجودء أوضح دليل على أنّهم مكلفون. 

7 - وكذلك إِطَبَاقٌ الأنّةِ على أنَّ اللَهَ عرّ وجل قد وَكُلَ بناء وتَحْفَظ 
أعمالنا ملائكة كَتَبَةٌ حَفَطَةٌ دَلِيلُ على أنَّ ثبوت تكليفهم وقوله عنَّ وجل «ما 
يَْفُْظُ من قَوْلٍ إلا لديه رَقِيب عتيد»”” وقوله: #كرّاماً كاتبين» يَعْلَمُونَ ما 
تَفْعَلْو »© ين دليل على أُنّهُم مَأمُورون بِحِفْظٍ الأغمَالٍء وإخصّائها في نُظَائِر 
لهذه الآياتِ: فيها ضروبٌ من ذِكْرٍ تَكْلِيفِهم من قَتَالِهم مع الرسل عليهم 
السلام» والهبوط [197 ]]. . .70 لا يَدُلُ إلى غير ذلك» وتجويزنا أنْ يكون الله 
قد اضطَد أحَدّهم إلى معرفته أن يَْطَتَ جميعهم إليهاء ولا أن يكونّ مُكَلْفاً لمن 
اضطرّه إلى العلم بوجوده لطَاعَتِهِ والإنقيادٍ لأمره فإذا كان عارفاً بوجوده تعالى 
اشطراراًء كما أنه لا يستحيلٌ تكليف التبيُ كَئِةِ وسَائِرَ الحُكَمَاءِ: طَاعَاتهم 
والإنقِيّاد لأمْرهِم من هو عَالِمٌ بوجودهم. 

[فصل] 
8 - فاما الإستدلال على فضل الملائكة على الرسل بقوله تعالى 


«الذينَ يَحْمِلُونَ العزرش ومن حَوْلَهُ يُسَبْحُون بَحَمَدٍ رهم وَيُؤْمِنُونَ به ويَسْتَغْفْرُونَ 
للَّذِينَ آمنوا . رَبَنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحْمَةَ وعِلماًه* ' وإنّهم يَسْتَعْفِرُونَ لهم 


-7571- 756 - 


(!) إن عشر كلمات مضافة بالهامش من إلى (5) سورةق: 18 . 

الأنبياء. . . حتى والرسالة . (6) سورة الإنفطار: 11 و12. 
(2) سورة صص: 71. (7) خرم: سقطت كلمة. 
(3) سورة الإسراء: 61. - 758 
(4) من الأوجب حذف «على» من الجملة. (8) سورة غافر: 7. 

بعد كلمة ترك. 


230 


ويَسألون الله اياده في أَمْدَارِهِم ؛ والوَفعَ لمنازلهم» وليس بدّليل على أنْهِم عند 
الله أفضَلٌ من الرّسل» فبَطلَ التعَلّق بذلك. وكذلك الاستذلال بمَولِهِ عر وجل 
في قصة إبليسٌ : دما نهَاُمَا ريما عن هذه'" الشَجَرَة إلا أن تَكُونا مَلَكَيْنِ أو 
تكونًا من الكالِدِين م2) وانه نازَّعَهِما! في أَضَل مين ليس بصحيح. لأنّه 
يمكن أنْ يكونَ إنليس 5 قد عَلِمَ أنّهُمَا كانًا يُؤثْرَانِ أن يكونا مَلْكين يُسبّحانٍ اليل 
والنّهار» ون ينتَفِي عنهما شهوَةٌ الأكل والجمّاعء وما في الطُبّاع الدعَاءَ إلى 
فعله إذا كانا يُؤثْران الخُلُود في الجَئّة فأطمَعَهُما في ذلك لإيثارهما له ولم 


[فصل] 

9 - وكذلك الاستدلال على فَضْل الأنبياء على المَلابِكَةِ بكونٍ آدم 
أَعْلَّمُ مِنَ المَلائْكَةِ بأسْمّاء الأشياء» وإِنَّ الله عر وجل قال له بعد قولهم: 
لسْبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إلا ما عَلْمتََا. يا آدم أنبئهم بأسْمَائِهِم4” لأنّه قد يَجُوز 
أن يكونّ مِئْهم عُلومٌ بأشياءٍ كثيرةٍ لا يَعْلَمُها آدمُء وليس كُلَّ من لم يشهد الله 
سبحاله له بأنّه أعْلَمْ من غَيرِوِه يجبُ أن لا يكو أعْلَمْ منه. لأنّه قد يجوز أنْ 
يكونَّ أغلّم مِنْ غَيرو”» ون لم يُخْبرَنا اله سبحائّه بذلك» فلا سبيلَ لنا إلى 
العم بأنْ آدمَ أعلم من المَلئكَةٍ من حيتُ علمنا أن أعلّمُ منهم ببعضٍ الأمورٍ. 
فقد قلنا في الكلام في التفضيلٍ ومعناء وذكرنا ما توصل إليه ظاهراً وباطناً قولاً 


بليغاً بيّنا . 

(!) ق: كتب «تلكما» بدذل هذه. 759 

(2) سورة الأعراف: 20. (4) سورة البقرة 32 و33. 
(3) ق: ارعهما. (5) يكرر ست كلمات. 


551 


[الباب الثالث والثلاثون] 


[باب الكزام في قدَك والاإستدلال باجماع الأمة في أن 
النبي جد لا يورث وجواز نسخ حكم العموم في الأخبار 
والأحاديث المروية في هذا الخصوص] 


[فصل] 

مَعَ باب الكلام في فَدَك وأنْ الي يي لا يُوَرتُ [191 ب] 

0 - فإن قال قَابْل: حَبَرُونا هل تَرْعَمُونَ أنَّ النبي ينه لا يُورْتُ ما 
تركهء كما تُوَرْتٌ أَمّته. قيل له: لا. فإنْ قال: فما الدّليل على ذلك. 
قولك له”©: الدَّلِيلُ على هذا لا يكونٌُ عَفْلِياً بل لا يكونٌ إلا سَمْعياً؛ لأنّه 
يجورٌ في كم الله عزَّ وجلّ أنْ يَجْعَلَ مَالَ بيته وسهمه مما أقَاء الله عليه 
مِيرّاثاً لولده وأَرْوَاجهِ وأعمَّامِهء ويَجُورٌ أن يُحرم التَّورِيتَ منهء ويَأمُرَ برّده 
في بيتٍ مالٍ المسلمين» وهذا الوجه أقْرَب إلى أن يتعبَّدَ بِهِ من توريثه. 
وَإنْ جَارَ الأمرّان. ووجه قرنه أنَّ رسول الله كَل قد حَليَهُ© لله سُبِحائَه 
جميع ما يَنْمْرُ عنه» ويّتهمُه ويُوجِبُ الْتِباة الظَن بهو» وخْصّه من سماحة 
الأخلاق» وخفض الجئاج وَالزُلْفَةَء والوّخمة والرُعْدِ في الذنيا ما يجمعُ 
قلوبٌ المؤمنين عليه. فقالَ تعالى: ما عله الشعر ونا ي. يَْبَغى لَهُ إِنْ هُوَ 
إلا ذكر وَُرْآنُ مُبِين4”" وقال: طوَمَا كُنْتَ تَنْلُوا من قَبْلِهِ من ) كتَاب. ولا 
نَخْطَهُ بِيَمِينِك إِذَا لازتات المُنْطِلُونَ 4 فحيّبه الكتابة وقول الشعر برفع 


- 760 - (2) ق: حله وهي #خليه؛ من خلا خَلّى: 
تركه . 
(!) وجدت كلمة #قولك» «وله؛ فوق بعضهما (3) ق: اساه. 
والواو لاصقة باللام من الأفضل أن تكتب (4) سورة يس: 69. 
جملة «قيل له؛ مكانها. (5) سورة العنكبوت: 48. 


552 


الظنة. وقال: #واخفِض جَنَاحَكٌ لِمَن إِنَبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ»"''' وقال: «لا 
أسْأَلَكُمْ عليه أخراً إلا المَوَدَةَ في القُرى 4 *” إلى أمثال هذه الأمورء مما 
حَضٌ الله تعالى بها نبيّه عليه السلام: فإذا شَرَّعَ رد ما غنمء وحصّل من 
سهامه في أُمَّتَهِ من بَعْدِهٍ كانَ أَرْفَعٌ للتّهُمَةِ وأقرّبُ إلى اعغْتِقَادٍ كونه نَبِيًا 
هاديا”” لا يُوْمّرُ لجَمْع نفْسه”ث والإجَارّة لأَهْلِه وأقاربه. وتمكين أَحْوَالِهم 
وتحصيل الأمْوَال لَهُم هذا هو الأقرب وإنْ كان خلاقه جائراً. 

61 وأنْ يكونَ صَلاحاً ولُطفاً لبعض المُكَلَفِينَه كما كان التعبد© 
بجَغل الإمَامَةِ في فُريش. ففي قبيلتِهِ مما يمكنٌ أن يكون صلاحاً على أن 
جعلها شَائِعّة في قُرِيشُ: من باء'" أمّته ومِنْ قُرْبٍ من نسبهء لرّفع هذه الظنّة 
في غَالِبِ الأمرء ويُمْكِنٌ أنْ يكون لغَيْرِ ذلك. وأنْ يَنْصّ على أقرب الناس 
إليه» وإنّما أجزنا بجواز الأمرين» وتغليب أحد الوجهين في عَادَة الناس» 
واعتقاداتهم إعْظامٌ من منع نفسه وأقاربه أعراض الدنياء» وردها على مره فإذا 
كان ذلك كذلك فلا سبيل لنا إلى العِلّم بأن النبي كَل يُوَرْث كغيره من أت 
إلا بدليل على ذلك مِن جهَةٍ السَمْعء فد وجه له ولَم يحب القول به 

[فصل] 

2 فَإِنْ قالؤا [198 أ]: . .ل ”* . فلا يَجَبُ أنْ يُوَرْتُها على أنه لا 
يُورْثُ مِن جِهَةٍ السَّمّع. فلا يَجِبُ القَوْلَُ به. يقال لهم: الأضَلُ في هذه 
الأشياء أنّها على مُلْكِ الله تعالى لا على ملك غيروء وإِنَّما ينْبِتُ تَملِيك 
المخلوق بدليل سَمْعِيء ويْبتُ تَمْلِيكُ غيرِه من قبله ونسبه بدليلٍ السّمْع؛ 
وليسّ في العَقْلٍِ حَظر يملك غير أقارب الميتٍ لِمَا كان في يّده؛ ولا فيه أيضاً 
تمليك له فضلاً عن تمليك وريثه. فوَّجُبَ أنْ يكون ذلك أَجْمَعُ ِنْمَا نَبْتَ 
بِالسَّمَع الطارئ بَيَانه لا بالعَقْلٍ. فإِنْ قالوا: ما أنكرتم أنْ يكونّ َلِيلُ السَّمْع قد 


(!) سورة الشعراء: 215. 761 - 


(2) ق: القربا. (6) ق: البعبد. 

(3) سورة الشورى: 230. (7) ق1 نا . 

(4) ق: ياهدا. (8) ى: «..لا" الكلمة غير واضحة. 
(5) ق: لنفسه. 


333 


وَرَدَ بالتوريث منهء وهو قَوْلَهِ تعالى: يُوصِيكم الله في أوْلادِكم للذكر مثل 

حَظُ الْأنُئيِينَ 4 وقوله: : #وإن كائث وَاجِدَةٌ فلها الِنِضفٌ. . مما 58 
وهذا لَفْظَ عامٌ مُشْتَمِلُ على الي يل وعلى غَيْرِهِ من الأمق يقال لهم قُوله: 
9يُوصِيكُمُ لَه في أؤلادكم» ليس عيبي عِندَناء وعند كل مَنْ أنْكَرَ العُْمُومَ 
لاستغراق المّالِكين» ومَنْ تَرَكُ الأولاد. بل إِنما يَلرَمْ هذا اللّفْظ أقل الجمع لا 
مَحَالةَء وهو إثنان على قَوّْلِنَا وثلاث”) على قولٍ الكل» فأمّا ما فوقٌ ذلك» 
أنه يجوز أنْ يُراد وأنْ لا يُرَاد واللّفْطُ مِنَ الكلام لا يسْتَغْرِقُه. وقد أوضحنا 
لذليل على أله لا يئة يينة في الخو شوم في غير تؤضع من الكلام في 
الأصول بما يُغْنِي عن رده؛ فوَجُبَ أنْ لا سَبِيلَ لنا إلى الجلم : بأنَّ النَبىَ عل 

مِمَنْ أَرِيدَ بهذهٍ الآية» وما يقومُ م مَقَامَها من نَفْس مُطلقها وظَاهِرِهًا. 

[فصل] 

763 - فإنْ قالوا: فكذلك أيضاً لستم تَعْلَمُونَ أن كُلّ من هو غيرٌ الي 
كيه مُرَادٌ بالآيّة. قيلَ له: أجل كان يججورٌ أن يراد بِقَوْلِه : 9يُوصِيكُمُ الله في 
أؤلآوكم» ثَلانَةَ تمَر من الأَنّةِ فقطء وقّد حرجنا من الآيةِ العَبدَ وقاتّل العمد. 
ول الملتين المختلفتين؛ وكل زي عيب بذئغ من الؤريثه من أبيه. فلا دج 
للتعَلْق الظاهِر” “؛ لأنّهِ لا يُنبَا عن ذلك . فإِنْ قالوا: ' أوجَبئُم توريث 
سائر لآم سوى من ذكرْئُم من ذِي الأسباب لما من توريثة بحالٍ. قيل 
لهم : باجمّاع الأمّةَ على أنّها قَدْ عَلِمَتْ ذلك من دين النَبِيّ كه ونقل من عَلِمٌ 
ذلك من حاله إلى من خلفه. ثم كذلك إلى وقتنا هذا وهم قُوْمُ بهم الحُسَةُ في 


التّقل. 
4 - فإن قيلّ : فَالأمَةٌ عَلِمَتْ ذلك في زمن [198 ب] النَّبىْ طلل فس 
762 (4) ق: ثلث. 
(1) سورة النساء: 11. 763 
(2) سورة النساء: 11. (5) ق: للظاهر. 
(3) ق: عسى. )6( ق: فهاذي. 


554 


الظَّاهِرٍ أَمْ بغيره. . .”2 من ثاكلات”“ النَبِيّ بل وأسَارِيه وأغلامه ذلك ما وقع 
لهم العلمُ عندّه. وليس يُوجِبُ العلم من تلك الأسباب حَدٌ وتعبٌ بتناول 
الورصفٍ. ويُمكن نقّله والإحبَارٌ عنه بما يَخْنَص به دون غَيرِهء مِمّا لا يُوجِبُ 
العلم؛ كما أنَّهِ ليس لِمَا به يعلم رضى” النَبِيّ وغضبه وإكرامه وإهانته» 
واسْتجهاله» وتحينه وصفٌ يمكنٌ تجريذه. 


[فصل] 

5 - فإِنْ قالوا: فكذَلِكٌ ما أَنْكَرْئمْ أن تكونَ الأَنّهُ قد عَلِمَتْ دخولٌ 
لني كل فيمن أريد بهذا الحكم والخطاب. يقال لهم: أنّا نحن فما نَعْلَمُ من 
ذلك كثيراً ولا قليلاء وإِنْ شِئْئُم حَلَفْنَا لكم أنَا لا نَعْلَمُ ذلك في سائر فِرَقٍ الأمَةِ 
المُوَافِقين فى هذا الباب» والكذبُ لا يجُوز على مثلنا. وأمّا الصدر الأوّل فما 
عَلِموا أيضاً من ذلك شيئاء بل روى أكابرهم أله عَلِمّ من دين النِّيْ يك خلاق 
ذلك وسَمِعٌ منه ضِدَّه) وما الْقَرَضَ عَضْرْهُم إلا على إِطبَاقٍ منهم على القَوْلٍ 
أنه لا يُوَرَتُ وَسئُبَيّنٌ ذلك فيما بعد إِنْ شاء الله . 


7066 - فكيف يَذَعُونَ أنه عليه السلام مع جميع الأمّةِ داخل فيمن أَريد 
بِقَوْلِه : ل9يُوصِيكمُ لله في أَوْلآدِكُم» والحال في أهلٍ عَضْرِناء وعصر الصَّحَابَة 
ما ذَكَرْنَاهُ فإذا لم يُوجب اللفظ دخول الي يل فيمن ريد الآية ٠‏ ولم تحن 
لَه مِنْ معنى اللّفْظ تُوجِبُ ذلكء فلا سبيل إلى القولٍ بأنَ النّبِيّ كيه 
مَوْروتٌ . . كما أنَّ غيرَه من الأمة موروث» ومتى ضَبَط اكلم هذه التتة أزال 
عن نفسه الكلفة في هذه المسألة أن يّتجه عليه لهم سؤال أو مطالبةٌ؛ وليس 
يَفْتَقِرُ الكلآمٌ في مَنْع نَوْرِيئِهِ إلى رِوَايَة قُوله: «لا نُوَرّتُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةاء وغيرّه 
مما سَتَضْرَحْهُ وده فيما بعد إن شاء الله. لأنّ ذلك إِنّما يَحْتَاحٌ إليه بعد 
دخولٍ النّبيّ عليه السلام فيمّن أريد بالآيّة» فأمًا مع عدم ما يُوجِبٌ ذلك فلا 
وجه له ولا يَحْنَاحُ إلى ذلك في القّطع على أن النْبِيّ يليه : «لا يُوََتُ) وإِنْ 


764 - (3) قى: رضا. 


(1) خرم: سقطت ثلاث كلمات. - 766 - 
(2) ق: اكلات. 4( ق: برسه دون نقط. 


52355 


كَانَتْ الآيةٌ لا ُوجبُ أن يورثء ولا أنْ لا يُوَرْثْ؛ لأنَا قد أَوْضَحْنًا أن 
التَمْلِيك [199 أ] لله لسبب أو غيره من الأَسْبّابٍ لا يكب ينبت إلا بدليل سَمْعِيٌ لمن 


يجرد العقل» ومتى علمنا أنه لا سمعي هناك يَفْعَضِي تَورِيكه: وإِن العَمْلَ لا 
يُوجِيّه» عَلمنا أنه غيرُ مَوْرُوثْ قَطِعَاً وَإِْبَانَا . 


[فصل] 

7 فأمًا تَحْرِيمُْ إربْه» وتَحْرِيمْ تَمَلّْكِ أقاربه: وغير أقاربه ما كال في 
يَدِوء فإنّهِ لْعَمْري يَحْنَاحُ إلى سَمْعِىْ هو هذا الحَبَرُ وما يَقُومُ مَقَامَه لأنّ العَقل 
لا يَخْرج الْتمَاع أقارب المَيِتٍ الذي هو الي يلق وغيرُهُم بِمَالِه فتخريم'' 
ذلك يَحتَاحُ إلى سَمْعي وتحريمٌ انتفاع أُقَارِبهِ مِمّا كان في يدو'* يَحْنَاجُ أيضاً 
إلى سَمْع ؛ أن أقارتَ المَيْتَ وغيرٌ أقَاربه في كم العَقا قل واحد في انتقاع الكل 
بما كان في يده غير محظور ولا حرام. 


768 - وسَبَدُلٌ على وَجْهِ تحريم النَّوْرِيثِ مِنّ النّبِىْ كَكِةِ فيما بعد وإنَّما 
كلامُنا معهم الآن في أنّه ما نَبْتَ بدليل مَوْرُوثٍ كما يَرْعَمُونَ وتَحْرِيمٍ النَوْرِيثِ 
يَرَمَا الحْجَةُ عليه وسنقول فيه إِنْ شَاء الله. وعلى أنه لو نَبْتَ أنَّ للعمُوم 
يَستَمْرِقُ الجئس والطَبّقة”” لَمْ يجب دخول النبِيّ يَكِةِ في المَذْكُورٍ على قَوْلٍ 
كثير مِنَ المُقَهَاء لأنّهم يَزعمونَ أن ظَاهِرٌ الخِطاب على لسانٍ النّبِي مَل لأمْت 
يقتضي دخول غيره فيه دُونّهِ لِعِلّل قد ذَكَرُوها . فمنها: أن الله عر وجل قد 
جعل أمر نيه عليه السَّلامُ فيما شَرّعَه مخالِفٌ للأَمّةَ إلا مِمّا قام دليله لأنّه قد 

بمُناكح وصّلوات؛ ولأنبى؛ وتَّحَمَّل أمرها وهو منفرد بها دون الأمةء 
ومتى ثبت ذلك من أمره فلا سبيل إلى مساواته وغيره في حكم الخطاب العام 
إلا بدليل يُوجبٌ ذلك» فلا مَدْحْل في قَؤْله: ليُوصِيكُمُ الله في أزلادكم». إلاآ 
بدليل غير ظاهر هذه الآية عند هذه الطبقة من الأمَّى وإِنْ نارَّعُوهُم في ذلك» 


767 (2) ان كلمة «يده؛ مضافة في الهامش. 
000 كتب في الهامش كلمة «تحريم" بينما كتب 768 

في النص تخريج فكان علينا وضع الأولى (3) ق: الطبعه. 

مكان الثانة لأنها الأنسب لسياق المعنى. (4) ق: حخص. 


5256 


وحاولوا بإدخال الي يكل في عموم يصلح أنْ يَقَعَ عليه فل القَْم : الكلام إلى 
هذا الأصل» وبأنه معروفٌ لا حاجة بنا إلى الإطالَة به. 


[فصل آخر] 

769 فصل آخرٌ مِنَ الكلام في هذو الآيةِ» وهو أنّهُ لو نَبْتَ أنها على 
العُموم: وأنَّ اللْفْظَ يقتضي دُحُولَ الئبِي يَكِهُ وسَائرٍ المُكَلْفِينَ فيها لَيجَارَ 
ُخصِيصها بحب [99! ب] الواحد وقد رَوَى أبُو بكر وعُمَرَ رَضِيَ لَه عنهما أنَّ 
رسول الله يل قد قَالَ: «لا نُوََتُ ما تَرَكْنَا صَدَفَةة وهذا الحَبَدٌ عندنا نَابِتَ 
خَارجٌ عن حَدّ أخبار الآحادٍ لما سنذكره فيما بَعْد. غير أنَّهُ لو كان حبر واحدٌ 
لا يُوجِبٌ العلم لوب العمل به لا لأنّه اْحَةُ قد قامت من وجه يوجبٌ 
العلمء والقطع على وجوب العمل بِخَبّرٍ الاجد, ووجوب تَخْصِيصٍ القرآن 
به وبما هو أَصْعَبُ أيضاً منه لأنَّ الج قد قامت على وجوب العمل 
بِمُوْجِبٍ القِيّاسِ في الأخكام» وعلى وُجوب تَخْصِيصِه للقرآن. فأمّا ما يَدُلُ 
على وُجوب العَمّلٍ بخبر الوأجد فإِجَمَاعٌ الصَّحَابَةِ على العَمَلِ به لأنهم كانوا 
يرجعون عند نزول الحوادث إلى أزواج النَبِيّ يده ويسألونهن”" عمًّا سمعن 
منهء فإذا أَخْبَرْنَ بشيء تركوا آراءهم له» وقد عملوا في توريث الجداتٍ بخبر 
عبدٍ الرحمن» وفي قصة الجنين بخبر حامد” بن مالك”" وقال عُمر: «لولاً 
هذا لقضينا فيه برأبناء وكدنا نقضي فيه برأيناء والأمة لا تجمع على خطاً. 

710 - وأما ما يُوجبٌ تخصيص خبر الواجِدٍ والقياس للَفْظٍِ العام فهو أنَّ 
ما به تَبْتَ العَمَلُ , بِحْبَرٍ الواجد والقياس مُتَيَمَنْ مقطوع به على الله تعالىء وهو 
ِجْمَاعٌ الصحَابَة وغير ذلك من الأدلَّةَ وما ثُبْتَ العموم وإنْ كان تَابتاً فهو 
أضعَفٌ مِمًا به نَبتَ العمل بِحَبّر الواحد» لأنَّها مَسْأَلَةٌ اتِهادٍ» وليس من قال 
الدَلِيلُ نما دل على العَمَل بخَبَرٍ الواحد إذا لّمْ يكن في مُعَارَضَته عموم: 
فأَوْلّى مِمَّنْ قال إِنّما قَامَ الدَلِيلُ على العَمَلٍ بِاللّفْظٍ العام إذا لّم يَكنْ في 


-769 - (2) ق: حمد. 
(0) قى: يسألونهم من الأفضل أن تكتبا (3) ق: ملك. 
«يسألونهن». 


53537 


مُعَارضَهه حبر بطريق يُوجِبْ العمل . قلا فضل في ذلك اوقد أَوْضَحْا الكلا 
القرآنٍ بما يُوَضْحُ التق في كتاب الأصولٍ في الفقه وغيره) فلا معنى للاطالَة 


به. 


1 - وقولهم: إِنَّ خبر الواحد لا يُوجب العَملَ لا يعرض على ما يقول 
به لأنَّ الله عرَّ وجلّ قد تعبَّدْنا بقبولٍ شهادة الشَاهدينء وإباحة المّال والدّماء 
والمُروج بقولهماء وإِنْ جَارَ أن يكونا فاسِقّين وشاهدي زور. وليس بتقيِّدٍ 
الحكم بشهادتهماء وإن كانت غير [200 أ] مقطوع على تجنبها. . .07 ويججوز 
خلافها قَادِحاً في قَوْلِهِ: «اوَلآ نَقْف نا ليس لَك به لم7 و#اتَفُولون على 
اله ما لآ تَعْلَمُون” لأنَّ الحُكمَ بِالشَّهَادَةَ نَابتٌ من وَجْهِ يُوحِبُ العلم» ونحن 
لا نقول أنَّ المُخْبرَ قد صَدَقٌ لأنّه قَوْلُ على الله عر وجل بما لا يعلم, وإِنّما 
نقولٌ أنَّ الحُكُمَ بقوله ثابتٌ معلومٌ كما لا يقولٌ أنَّ الشُهود صَادِقِين عند الله عر 
وجل لأنّه حكم على الله بما لا نعلمُه ولكن يقول أن الحُكُمَ بشهادتهم نَابِت 
معلوم ) فبَطنَ بذلك جميعُ ما يسألونا عنه من هذا الفَنْ لأنّ حبر الاحد مُنطوي 
على مَعْنيِئِن أَحَذْهُما معلومٌ. وهو وجوبٌ العمل بقوله إذا كان عدلاء وكان 
خْبَرُهِ غير مُعَارِض بما يُوجِبُ ترك العمل به» ووَارداً على الوْجُوهٍ التي يقتضيها 
قبوله والعمل به في الدّين مما قد شرحناه في غير هذا الموضع 


[فصل] 

2 - فإن قالوا: لا ولا بُدَ أن يكون كذباً. قيلَ لهم: فما الدَّلِيل على 
أنه لا يْدٌ أن يكون كذباً فلا يجدُونَ في ذلك مُتعلقا. وإن قالوا: إِنَّما وَجْبَ أنْ 
يَقُطع بِكَوْنهِ كَذَبٌ لأنّه غيرُ مَعْلُوم صِدْقٌ راويه. . وقيل لهم: فيَجِبُ أنْ يكونّ 
كل خبر روَاهُ رَجْلَ” كعمار وسلمان والمقداد وأ وسَائر أئمة الشيعة ة مقطوعاً 


771 (4) سورة الأعراف: 28 ويونس: 68. 
(1) خرم: سقطت كلمة. -772- 

(2) سورة الاسراء: 36. (5) ق: رجلا. 

(3) ق: تقولوا. 


558 


على أنَّهِ كَذْبٌ إذ كنا لا تَعْلم أنَّ ما رواه صِدْق [200 ب] وحَقْ على سبيل 
القطع . 

73 وكذلك يَحِبُ القَطِعُ على كَذِبهم ...© صلاحٌُ من حَدَّنّنا بما 
لا غلم أله صِذقء وعلى كَذب كل شَاهِدَين شهدا عند الآية وأنّهُما شَاهِدين 
وارديه” لما لم يعلم صدقهما عند الله سبحائه» فإِنْ مَرُوا على هذا تجامّلواء 
وتّركوا ديتهم. وإِنْ أَبَوْه قالوا: يُمكِنُ أنْ يكونَ أبو بكر وغيره”” مِمّن رَوَى' 
كَرِوَابتِهِ صَادِقين في مَنْع التَرْرِيثٍ من النَّبِيّ يل قيل لهم: فما الذي أوجَبَ 
القطعٌ على كَذِبِهم وُرَائُكم منهم لأجل هذا الفعل الذي يُمْكِنُ أنْ يكونَ حقاأ 
عند الله سبحائّه, سِيّمًا وقد حالف الله سُبحانّه بَيْنَه وبين أَمَّتِهِ فى كثير من 
الأخكام : كالمتاكح وغيرها. وإنْ قالوا: لأنّ هذا الخبر وارد في مُناقَاة الكتّاب 
وهو قوله عر وجل: لوَوَرِثَ سُلَيمَانُ دَاوْد4* فسنقول في كشفٍ معنى هذه 
الآية ما يدل على أنّها مطابقة للخبر إن شاء الله . 


[فصل آخرٌ مِنَ الكلام في الآيَة] 

714 - فصل آخر » 1 من الكلام في الآيةٍ : وهو أنه قد صَمَّ وتَبْتَ عندنا أَنَّ 
العموم إذا تت جَارَ نا نشخ الحكم عن بعض من شّمله الإسم وينفيه البَاتٍي على 
مُوجَبٍ الحُكم الذي اقْتَضاه العُموم» بل قد قامَ الدليل على جوازٍ نْسخْهِ عن 
سائرهم قبل زمان الفِغل» وكذلك يقولٌ أصحابٌ دليل الخطاب؛ أن قوله : 
الماءٌ من الماء فيه نَضء ودليلٌ آخرء ونَصّه أنَّ الماء وَاجِبٌ من الماء» ودَليلُه 
أنّه لا يجبُ مِنْ غير الماء وَنَسْخْ كم ذليله وني حكم نصه بقوله: «إذا التقى 
الختانان وَجُبٍ الغسل02© فتسخ هذا سقوطٌ فرض القُسل من غير الماء أَوْجَبّه 
بالتِقَاء الجِتَانَانِ. أَنْرّلَ أو لم يَنْزِلء وإذًا كان نسح بعض حكمٌ الخطاب الذي له 


-773 (4) ق: غير. 


(2) خرم: سقطت: كلمة. (6) سورة النمل: 16. 


)3( ق: ورادا. ووراداً: بجمع وارِدٌ من 774 
الأفضل ردها إلى صيغة المثنى: واردين. ‏ (7) حديث نبوي. 


5339 


نص ودليلٌ نص» جازٌ نسح بعض العُموم المشتمل على الجنس وإِسْفَاطِهِ 
الحُكُمْ عن بعضِهم قبل زمانٍ الفعل عندنا لا يوجب قَلْبٍ الأدلة» ولا خروجَ 


5 وقد بَينّا ذلك في غير مَوْضِعِ من الأصولٍ؛ فإذا صَمَّ ذلك صم 
جواز نشخ حُكم العُمُوم عن كُلَ من لَزِمّه قبل امْيَالِهِ وزْمَانٍ فِعْلِ وجارٌ ذلك 
في بَعْضِهمء ولأنّه يمكنُ أن يكون التسخ عن بعضهم لطفاً لنا فيهم 
واستصلاحاً لِمَن حفّف عنه. وإذا جار نَسْحْ بعض العمومء وبعض مُوجب ما 
َهُ نض ودليلٌ لم ينكر أن يكونّ النّبئْ كلهِ قد دَخَلَ في جملةٍ من أوجب 
التَوْرِيتَ منه [201 أ]. . ."2" يأَنّمْ ويتجه عنه بعد ذلك بالوحي الذي ليس 
بقرآن. ولأنَ الدَلِيلَ أيضاً قد قامَ على جوازٍ : نسخ القرآنٍ بالسنة التي هي وَحْيٌّ 
ليس بنظم القرآن. وقد يك ذلك في الأصول بما ُغني عن رده؛ وإذا تَبْتَ ذلك 
وَجْبَ أنْ يكون الحُكمُ في نَوْرِيثِ الأقارب منه منسوخاً بالخبر الثابت. وقد 
ثُبْتَ أنّه قد رواه معه عَمر وعائِشَة وحذيفة بن اليَّمَانَء وعثمان بن عفان وابن 
بديرة؛ وأنس بن مالك» وأَشْهّدَ على رَوَايَتِهِ جماعة سنذْكُرُهُمْ من الصَّحَابَة 
فخرج بذلك عن أنْ يكونّ مُسْتّبِداً برأيه الخبر وحده. 


6 - ونحن نذْكُرُ ألْفَاظ أبي بكر رضي الله عنه فيما رَوَاهُ عن الَبِىْ َل 
في أنه لا يُوَرَتُ). ومَنْ رَوَاهُ عن الى يك عن أبي بكر رضي الله عنه» ومن 
اسْتَْهَدَ مِنَ الصَّحَابَةِ على أَنّه قد حَرَجْ عن حَدُ أُخْبَارٍ الآحَادٍ التي لا تُوجِبُ 
الهلم؛ وصَارٌَ إلى حَدٌ ما قام الدليل على صِحَّنّهء وأنَّ العمل من الآية قد طابقه 
وأيِّدّهء ويَخْذِفُ ذكر الأسانيد بطولها وذكرٌ من حَدَّئنا بها كما فَعَلْنَا ذلك فيما 
تَقَدّم من الأحْبَارٍ في الفضَائَلٍ وغيرمًا أمّلآ للإِخْتِصَارٍ . ومتى نَبْتَ ما وصَفَْاهُ 
من حَالٍ الخحبر قَطمّ لصِحُتهء وجازٌ النّسْخٌ به لأنّهِ إنّما لا يَجُورُ بخَبّرِ واحدء 
ومن لا يعلمُ قطعاً صِحََةَ حَبَرِه. والأخبارٌ في صِحَةٍ سقوطٍ التوريث من النَبِيّ 
كد متظاهرَةٌ على المعنى مع اختلافٍ الألفاظٍ . فمن ذلك ما رواه ابن شهاب 


775 
(1) خرم: سقطت كلمتان. 


360 


عن عُرْوَةَ عن الرُبَيرٍ عن عَائْشَّة زوج النبيّ كَل أنّها أَخْبَرَنْه : «أنّْ فَاطِمَةَ بنتُ 
رسول الله ل أرْسَلَتْ إلى أبي بكر رَضِيَ الله عنه تَسألَهُ مِرَانهَا عن رسول الله 
يل فيما أنَاء الله عليه بالمَدِيئَةِ» ومَدَكء وما بقي من حمس خَبْرَ: فال أبو 
بكر رَضي الله عنه : «أنَّ رسولٌ الله كَل قال: «لا نُوَرَتُ ما تَرَكْنَا صَدَكَةَ. إنْما 
َأَكُلُ آل مُحَمَّدٍ من هذا المّال)0©. و«إني والل لا أَغيّْرْ شَيئاً مِنْ صَدَقَةِ رسولٍ 
الله يَلهِ مِنْ حَالِهًا التي كانت عليها في عَهْدٍ رسولٍ الله يله وَلأَعْمَلَنَ فيها بمَا 
عَمِلَ رسول الله كلا . فأ فأبى” أبو بكر أن يدفع إلى فاطمَةٌ رضي الله عنها [201 
ب] شيئاً فَوَجَدَتْ فاطِمَهُ على أبي بكر في ذلك فقال أبو بكر. الا ور بَيْ' 
لقَرَابة رول الله كليِ: «أحب” لي أَنْ أصِلَ من قرَابَتِي ي ٠ ٠‏ أمَا شجَرَ بيني 

وبَبِئَكُم في هذه الأموال» فإني لم أكُ فيها على الحق. ولم أنركٌه أمراً أت 


رسول الله يِه يضْئَعُه فيها إلا صَنَعْنُها . 


[فصل] 

77 - ورَوَى حَمّادُ بَنْ سَلْمَةٍ عن محمد بن عمرو عن أبي سُلْمَةَ أن فَاطِمَة 
رَضِيَ الله عنها قالت لأبي بكر رضي الله عنه : «منْ يَرنْكَ إذا مُتَّ» قال : «ولدي 
وأهلي» . قالت: (فما َهُ ألا نَرِث النَبِي يي قال : : ١سَمِعْتُ‏ الي يك يقول «أنّ 
لبي لا يُوَرَتُ)*. «وللنبي : أعول من كان رسول اله يك يعول. وَأنفِقْ على 
ا 010 “ عُوَانَةَ عاصِمٌ بَنْ كُلَنِْبِ 
يَرْفْعُهِ إلى جَمَاعَةَ رووه عن عمر رَضي الله عنه فيهم عبدٌ الله بَنْ الوبِين وقال : 
ابينما””' نحن جلوسٌ عند عُمر رضي الله عنه إِذْ دَخَلَ علي والعَبَّاسُ رِضْوَانُ الله 
عليهم. وقد ارْتَمَعَتٌ أَصْوَاتَهُما . فقَال غمر: «مَهِ يا عباس قد عَلِمْتٌ ما 7 تقولٌ». 
تقول: «ابن أخي ولي شطر المال» وقد علمت ما تقول يا علي» تقول: «ابْنْنَهُ 


- 776 - (4) حديث نبوي. 
(1) حديث نبوي. (5) ان كلمة !عن" مضافة في الهامش . 
(2) ق: فابا. (6) ق: أبو. 
(3) أحبوا من الأفضل إعادتها إلى صيغة (7) ق: سا. 
المفرد . 


561 


نَحْتِي وَلي شَطَرٌ المَال؛. وذكر كلاماً طويلاً سَتَذْكُرُه أو كثيراً منه فيما رُوِيَ عن 
عُمر فى هذا الباب» إلى أنْ قال عمر: حَدَئَنِى أبو بكر رَضِىَ الله عنهء وحلف 
بالل أنه صَادِقٌ وأنّه سمِعَ النّبِىّ كَلِكِ ١لا‏ يُوَرّثُ) ميرَائّه في فُقَرَاء المُسلمينَ 
والمَسَاكين» وقد رَوَاهٌ عن أبى بكر رضى الله عنه غير هولاء التَمْر . 


8- وقد ََاُ غير أبي بكر رَضِيَ ال الله عنه؛ ؛ وَدَدَك المَازني عن مالك بن أو 
ا 0 ولبس لأحَد أن يقول أنه قد رَوَى ذلك عن أبى بكر لأنّه مِمَنْ 
قد جعل له السّمَاع من النّبِيْ يل وحَصَلَ* وعاصره. وليس بمْحالٍ أن يروي 


تارة عن أبي بكر انه حدثه بذلك. وإِنْ كان قد سمعه كما سَمِعَهُ أبو بكر. ويّروي 
تارة سماعه هو مِنّ لني بده فيكون أظهر وأوكدء ويحصل العرض به . 

9_ وَرَوَى انْنُ سَلْمَة عن أبي هُرَيْرَةَ أنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عنها جاءث 
أبَا بَكْرٍ وْمَرَ رَضِيَ الله عنهما تَطُلْبٍ ميراثها من رسول الله كَلِْ [202 
أ]. . .© . فقال: سمعنا رسول الله كَليِ يقول: لا أُوَرْتُ بَنِيّ" وهذا الحَبَرُ أنَّ 
عُمر روى ذلك عَنْ النَبِيّ كَل كما رَوَاهُ أو بكر . وقد رَوَى حُذيمَة بن اليمان 
أيضاً عن النبي يله أنّه قال: «لا نُوَرّتُ ما تَرَكُنَا صَدَقَة؛. وروت عائشة رضي 
الله عنها عن النبي كك كرواية أبي بكر وعمر وحذيفة أنه قال: لا نورث ما 
تركنا صدقة». ورَوَى ماليك”” عن أبي الرُْنَادٍ عن الأغرّج عن أبي هُرَيرَةَ عن 
لني بكئةٍ قال : الا يمسم وريثي بَعْدي ديناراً ولا دِرْهَماًء ما تَرَكتُ بعد" تَفَقَهَ 
نِسَائِي ومَؤُونّة عَامِلِي فهو صَدَقَةه وهذا أَوْضَحٌ وأشَّدُ بياناً مِمّا رواه أبو 


بكر. 
0 وَرَوَى الرَّهْرِيٌّ عن سعيد بن الم سَيّب أنَّ أَزْوَاجَ النّبي عه سألنَ 


778 (4) خرم: سقطت كلمة. 


(1) حديث نبوي. (5) ق: ملك. 
(2) إن كلمة «حصل» مضافة في الهامش. (6) ق: بعد. 
779 (7) ق: مؤنة. 
(3) ان كلمة «عنها» مضافة بالهامش. (8) حديث نبوي. 


5362 


عثمان رَضِيَ الله عنه أن يَذْهَبَ إلى أبي بكر رضي الله عنه فيشأل إزئهن"" ٠‏ من 
النبيّ كل فقالت عائشة ئشة عند ذلك : : «أما سَمِعْتُن النبيّ يل يقولٌ: «إنَا مَعْشَرَ 
الأنبياءِ لا نُوَرّتُ ما تَرَكنا فهو صَدَقَة؛. وهذا أيضاً كالأوّلٍ. وروى غير واحد 
عن أَنّس بن مالك رضي الله عنه عن النَبِيْ له أن لما رَجع منْ خَيْبَرَ أخدّقٌ به 
اناس ؛ وطالبُوه أن يُقسْمَ عََائِمَ حير وَاجْتَمُعوا حَوله؛ وكان راكباً ناقَتَهُ حتى 
قَرْبَ مِنْ شمْرَةٍ '* وَزَّعَسْ رِدَاءَهُ عن كَتَفِهِ فقال: «رُدُوا علي رِدَائي تظنُونَ اني لا 


ع 


أقسُمٌ عليكم عَتَائِمَكُم: ٠»‏ فوَاللِ لو أقَاء الله عليّ مِئْلُ شَجَرٍ تُهَامَةَ نعم لقَسَمَ 
علّيكم. ثم لا نَجِدُونِي بَخِيلا ولا جَبَانا ولا كذوب0 . 


1 - وخخطبّ الناس في بعض مَغَازِيهء وأخذ وَبْرَةَ من بعِيرهِ ثم قال: 
«مَالِي مِما أنَاءً الله عليكُم مِثْلَ هذِهٍ إلا الخُمْسٌ والخمسٌُ مَرْدُودٌ فيكه»” . 
فقال في الخبّر الأَوّلٍ أنه مَفْسُومٌ فيهم ولو كانّ بِعَدَّدٍ شَّجَرِ تَهَامَةَ نما وقال في 
الثاني أنه لا يَملك منه ون وَبْرَةِ» وأنْ «الغنيمّة مردودٌ فيكم» يريد في ذوي 
القُرْبِى واليّتَامى والمساكين وأبْناءالسّبيل» وهو المُنقطع. وإن كان مُؤَمّراً في 
وطنه وبَيْتِه. وكذلك كان يقول [202 ب] عمر رضى الله عنه: «والله ما أحلٌ إلا 
وله في هذا إلأعَظيم خيبر... * تعذر؛ وكان هذا ظاهِرٌ معلومٌ بين 
الصَّحَابَةٍء فهذهٍ أحبارُ متظاهرةٌ في أنه ١لا‏ يُوَرّتْء ولا يُقِسُمُ وريثه بعده دزهما 
ولا دِيناراًء ولا يملك من مال الفيء وَالعْنِيمَة وَبْرةً وأن الخمْسّ زوه يعم 
لا يَروِي أن أحداً أذكرها أو أعرض عليها. وقد رَوَى سقّوط الأوّل غيرٌُ من 
ذَكَرنَا فتركنا الإطالَةٌ ب بتتبع بتتبْع ؤكرهم وذكر ألفاظهم . فأمّا من استشهده عمر رضي 
الله عنه على العلم بأنَّ رسولٌ الله يكةِ قال ذلك وسماعه منهء فجماعةٌ منهم: 
علي والعبّاس» وعثمان بن عانٍ» وعبدٍ الرحمن بَّنْ عوفٍ وسعد بن أبي 
رَفُاص وطلْحَة والزّئيرَ بن العَوَامٍ في مجلس قد حضره غيرهم أنْضاأ من 
الصَّحَابَة. فلم يُنِْكرُهُ منهم أَحَدء ومتى انَّهَمْنا هذه الطبقة وأبطلنا العمل بمثل 


780 * (3) حديث نبوي. 


(1) ارثهم من الأفضل أن تؤنث. -781- 
(2) قى: سمرة وهي الشُّمْرة: جنس بقول من (4) حديث نبري. 
فصيلة الخَيْمِئّات تفوح منه رائحة ذكية. (5) خرم: سقطت ثلاثة كلمات. 


263 


هذه الرواية؛ فلا سبل لنا إلى عِلْمِ شيء قالّه رسولٌ الله كي من سائِرٍ المَضَائِلٍ 
في علي رضي الله عنه وفي غيره إلى العمل بشيءٍ من الأخكام» وفي هذا 
إنطال الذين والعمل بشيء منه رأسا. 


182 - ورَوَى عَكرَمَةُ بن خالد عن مالك ' بن أوسٍ ابن الحَدَنَانِ قال: 
بيني وبين هذاء فقالٌ الناسُ : «أَنْصِل بينهما» فقال: لا أفصِل بيتهما قد عَلِما 5 
رسول الله يَكِنةِ قال: الا نُورّتُْ ما تركنا صَدَقَةَه؛ ولم يَرِوِ عنهما ولا عن أَحَدٍ 
منهما هما لكرا ذلك على عمر ري ل عن ولا د بل وى تضديقهيا ل 
سَِعْتُ عُمرَ بن الخطاب يقول لعبد الرحمن وطلحة الي وسعلد؛ ديك 
الله الذي بالل تقومٌ السَمَاوَاتُ والأزض. أعَلَّمُ أنّ رسول الله كِِ قال: (إِنا لا 
وَْثْ ما تا م صَدَقَة) لوا “للع ندم نَعَم) 
الحدئانٍ قال: «أزسَل إل عمد بن الطاب حبر «تَعَالى النهار». بت 
فوَجَدْئهِ جالساً على سرير© مُعْضِباً إلى رِسَالةَ؛ فقال حين دخلتٌ عليه : نه قد 
7 ترئف”” أل أبباتٍ من قُؤْمِكَ» وقد أمَزث فيهم برَضح” فَحْذَهُ فَأقْسِمْةُ فيهم 
قلث: لو أمَْتٌ غيري [1203]. . ”” أَنْرَ في فقال: «يا أميرَ المؤمنين هل لك 
في عبد الوحمن بن عوب وعثمان بن عفان والزر بن الغام؛ وسعد بن أبي 
وقاص قال؟ «نعم' فَأَذْنَ لهم فَدَخَلوا ثم جاء يفي" . فقال: «يا أمير المُؤْمِنِين 
هل لك في العباس وعلي قال: «نعم"فأذن لهما فدخلا فقال العباس: "يا أمير 
المؤمنين اقض بيني وبين هذا» يعني عليا. فقال بعضنا: يا أمير المؤمنين اقض 
بينهما وازجرهما»؛ قال مالك , بن أوس . «فخْيّلَ إليّ أَنْهُمَا قَدَّمَا إليك النفر 
لذلك» فقال عُمَر: «أبْتدأ» ثم أفبَل علي والعباس فقال: «أولئك الرهط» فقال: 


- 782 (4) ق: برضح والرّضْح: القليل من العطية. 


(1) ق: ملك. (5) خرم: سقطت كلمتان. 

783 - (6) ق: جا يرفى من أرفى إليه: لجأ. ترافى 
(2) ق: سرير. القوم على الأمر: توافقوا عليه. 

(3) ق: بردف. 


5364 


«أَنْشِدُكُمُ الله الذي بِِذْنِهِ تقوم السَمَارَاتُ والأرض هل تعلمون أنَّ رسول الله كل 
قال: لا نُوَرتُ ما تَرَكَْا صَدَقفَةَ» قالوا: «اللهُمٌ نعم". ثم أقْبَلَ على علي 
والعَبّاس فقال: «أنشْدُكُمًا بالله الذي باذنه تقوم السماواتٌ والأرض هل تعلمانٍ 
أنّ رسول الله كل قال: "لا نُوَرَتُ ما تَرَكْنَا صَدَقَة قالا: «نَعَمْ) قال: (إنّي 
سَأَخْبِركُمْ عن هذا الفيء أن الله عر وجل خصٌ لَبيْهِ عليه السلام منه بشيءٍ لم 
يُعطِه غيره فمَال: «ما أقَاءَ اللَّهُ على رسوله». ثم قال: «فما أوْجَفْتُم عليه من 
خيل ولا ركاب فكانت لرسول لله كك خاصة ؛ والله ما اختأرّها دوتكم ولا 
اسْتَكثْرَها عليكم لقد تَسّمّها بيئكم وبَنّها فيكم حتى بَقِيَ منها هذا الما وكانَ 
يُنفِقُ على أهله سَنَةٌ بِسَئَةِ ثم يحصل ما بَقِيَ منه كَجَعلٍ مال الله؛ فلمًا قبض 
الله رسوله قال أبو بكر: أنا وَلِيُ رسول الله ككَهِ بعده أَغمّل فيها بما كان يعمل 
رسول الله يكةِ فيها». وذكر كلاماً بعدَ ذلك . 

[فصل] 

4 وفي بعض هذه الأخبار التي رَوَيْنَاهَا فيما يحتاج إليه من علم ما 
جرى في هذا الباب وإذا كان أبو بكر وعُمر وحذيمّة وعائشّة وأنّس وأبو هريرة 
قد رَوُوا هذا الخبر» وكانٌ عمر قد اسْتَشْهَدٌ على صِحَتِ والعلم بأنّ التبي طَلٍِ 
قد قالّه مثل عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن واسْتَشْهُدُوا أيضاً عليا 
والعباس» وذكر هذا الخَطبٌ بينهم» وتكرّر في الصحابة في أيام حُلِيمَةِ بعد 
حَلِيفَق ؛٠‏ فلم يَحْفَطْ عن أحدٍ منهم إنكاراً لذلك [203 ب] ولا دَفعَآً له ولا تَعَلقَ 
بقوله ليُوصِيُم الله في أؤلادكُم» التي تتوقُرُ الدّوَاعي على روايته الخلاف فيها 
وذِكرٌ للعلم يريدٌ به رسول الله يك في هذه الحكومة وجب العِلْمْ بأنّ النِيّ عل 
قد قال وحكم برواية من رواه عنه وشهادّة من شَّهِدَ بأنّه علم ذلك» وبشهادة 
عليٌ والعَبّاس. ويقولٌ سائِرٌ الصحابة لا تكير”'" لذلك أو الاعتراض عليه. 
ونزل العبّاسٌُ وسائِرُ أزواج لني كَله: المطالبة بشيء من ذلك لأنهم لو عَلِمُوا 
من دين النَِيُ يلخ في جملة من أريد بقوله: : «بُوصِيكُمُ الله في أؤلادكُم» لقالوا 
-784- 


(1) ق: لنكر. 
(2) ق: لذلك. 


52065 


أو قال قومٌ منهم» أو قالت فاطِمَةُ والعباسٌ وأزواجٌ النبي يل: «كيف تقول إِنَا 
لا نْوَوَتُ». وقد عَلمنا من دينه دُخُوله فيمن أريد بقوله: 9يُوصِيكُمْ الله في 
أؤلادكم». ومتى نسخ هذا الحكم الثابت الذي عَلِمناهُ من دينه» ولم يَكُن 
الصحابةُ وفيهم علي والعبّاسٌ؛ بالذِينَ يشهدون بأنهم عَلمُوا أن رسول الله عكلغ. 
قال ذلك وهم قد عَلِموا أنّ دينه خلائه فدَلَ رواية بعض الصَّحَابَة لهذا الخبرٍ 
وشهادّة بعضهم على العلم بأنْ رسول الله يك قال 0 وإِمْسَاك باقي الأمّةِ عن 
ِنْكَارِهٍ أو تلقيه بالرّده أو اعتراض عليه بخبر يُخَالِفَه أو بثِبُوتِ حُكم من دين 
الي يل يُضَادُه على صِحَةٍ الخبر وثبوته» . فَالقَطمْ بصِحنهِ لاتفاق الآية" على 
العمل به» وتلقيه بالقبول. وبعدالة رواته» والشاهِدٌ على العلم بأنّ النّبيّ عَكِل 
قاله. وسكون البَاقِينَ والرّضى بِإمْرَاره عن الدَكَذْبِ وشهادةٍ الزور وإفرار 
المُئكرِء وتَّرْكِ الآمر بالمعروفٍ سيمًا في أَمْرٍ خطير جسيمء ٠‏ يتَعَلّقُ بحقٌ ترابط 
بيلهم - عليه السلام -» وصاحيه دونهم ) وبدون هذه الأمور يستدل على صحة 
الأخبار وتُبُوتها . وتَأوْلَ منها يستدل على صحةٍ أعلام النّبْ كل إذا رَوَاهَا 
الوَاحَدُ والإثئَانِ بمحضر الكل ٠‏ واستشهدٌ التعض» وسكت باون . 

5 - وإِنْ كَانَتْ الأحْبَارٌ آحَادٌء وبدونٍ هذه الروَايّاتٍ نَبْتَ أنَّ المَرْأءَ لا 
تُنكحُ على عَمَّتِهًا [204 أ]. . . '* وإنه لا وَصِيّة لِوَارثْ وأكثر الأمورء وأكثر 
التوريث المقطوع على كونها من دينٍ الي يل بما واه الواحد والإثنانٍ مُطَابِقُ 
الروايّة عَلِمَت الأمّةَ بهاء والمصيدٌ م: منهم إلى قبولها لا لأجل معنى سواهاء ولم 
يظهز شَيءٌ عملت الصحابة عليهم في تحريم الإزْث من الي مَك سوى”” مُدَهٍ 
الأخبَار» فْوَجُبَ بذلك القضّاء على تُبُوتِها وصِحَتِهاء لأنّها لو كائّثْ بَاطِلَةٌ عند 
اللهِ لم يَجْرْ أن: يَتَّفِقَ لهم إِجْمَاعٌ على العمل بموجبها. 

[فصل] 

6 فإِنْ قالوا: لو كانت هذه الرَوَايّةٌ صحيحةٌ لوحب أنْ يَتَتَبَّهَ رسولٌ 
الله يَكة. ولوجبَ أن تَعرف فاطمةً ذلك, والعباسٌء وسائِرٌ أَرْوَاجٍ النّبِي جل 
(1) ان حرفي لاية» مضافة فوق «على2. (2) خرم: سفطت ثلاثة كلمات. 
- 785 - (3) ق: سوا. 


566 


لأهل القصة من ورئته دون غيرهم. يقال لهم : ما تَنكرٌ أنْ يكونّ قد فَمَلَ ذلك 
وبَينه لبَعضٍ أهله مِثلْ فاطمة رَضِيّ الله عنها أو عَيْرِهَا فيَنتَشِرٌ ذلك. فلمًا 
أذْكَرَهُم أبو بكر رَضي الله عنه ذَكَرُوهء فلذلك قبلوه وَعَلِمُوا عِلْمَهُ ومع أنَّ 
البّيان في مثل هذا الحُكم لا يجبٌ أن يقع من النْبِيْ يكل إلى كاقّة وَرَنَته 
وأزواجه بل لا يكون منه ...0" من بيانِهِ لِمَن حضره من أقَارِبه أو 
غيرهم . . لأنّه ليس من الفرائض العامة التي يَلْرّمُ الطاقة كلهاء وقد بين الحكم 
لمن ليس الحاجة اليه لينقُله إلى أهلٍ الحَاجَةٍ إليه؛ كما جرى بيان في أكثر 
الأخكام. فبَيْنَ للرْجَالٍ ما تحتاج النّسَاءُ إليه في أحكام الحَيْضِء والإعتداد 
وغيرٍ ذلك. وبيّنَ للنْسَاء ما يحتا اج الرّجَالَ إلى معرفته كالذي رَوَنْهُ سُرَة إبنة 
صفوان عنه عليه السلام أنه قال: «من مس ذَكْرَهُ فاليَتَوَضٌأ؛ وكذلك قال عليه 
السلام : ١نَصَرَ‏ الله امرع]60© سَمِعَ'مَقَالَتي) فأذَّاهُ كما سمعّه. فَوْبٌ حامِلٌ فقُهِ إلى 
من لب بفقيه ورب خايل فُْه إلى م0 هو نقد يئهه؛ وقد ثبت في الأصل أنَّ 
بيانَ هذه الأحكام» لا يلرّمُ رسول الله كي فيه أكثر من العامة إلى من حضره 
من ذَكَرٍ أو أَنْقَى من أهل الحُكم كان أو من غيرهم» فسقط بذلك [204 ب] 
ما قالوه. 

7 - ولم يَنْبْتْ بهذه الروايات: ”أن النَبِيّ كه لا يُوَرتُ؛ لم ينبت أب 
جميع ما ذكرناه من الأحكام وفي بُطَلنِ ذلك دَلِيل على صِحَةٍ هذا الخبر 
وخروجه عن حدّ أَحبَارٍ الآحَادٍ التي لا يَغْلَمْ صِحْتِها لأنْ الخبر متى طابقه 
العمل قطع بكونه من الدّين. ومن جملةٍ ما يجب الإعتدادٍ بهء والتَّحْرِيمْ 
لمخالفيه ٠‏ ولو لم يَرْوِهِ غير أبي بَكْرٍ وعمر رضي الله عنهما لوّجْبٌ الإقْتدَاء 
بهماء والعمل بِرِوَايَتَهُما لقَوْلِهِ : «اقْتَدُوا باللَذِينَ مِنْ بَعْدِي أبو بَكْرٍ وعُمراء 
وغيرٌ ذلك مِمًا عَدَدناه من فضائلهماء ولمًا قد بْتَ من رُهدِهِمًا في الدَلياء 
وتَحَلل أبو بكر رضي الله عنه بالعباةة ' وَإِنْمَاق ماله على رسول الله يَلِ. 
ونُبس عمر أيضاً العَبَاءَةَ والمُدَرّعَة المُرفّعَة بالأم. وجرصهما على مصالح 


- 786 - (3) قى:امرا. 


(1) خرم: سقطت كلمتان. - 787 
(2) ق: جرا. (4) ق: بالعبا. 


5367 


المُسْلِمِينَ وَإِشَادَةِ أرْكَانٍ الذين» فكيف يُنْهَمَان مع ذلك لأنهما قُصدا في سائر 
الصَّحَابَةٍ ومَنْ شَهِدَ بِصِحَةٍ رِوَايّتهما إلى حرمان فاطمة رضي الله عنها حقها من 
الإزرث» وأيُ عرض لهماء والصَّحَابَةِ في ذلك» وأىُ سبب أَشَدُ من تنفير الأمة 
في طاعَتِهما مِنْ عِلْمِها بأنّ فَاظِمَةَ رَضِيَ الله عنها نَرتُ النَبئَ كيل وانهما 
يمنعانها حَقَّها وكيف لم يقولواء ولا أحَدٌ منهم إذا ظَلِمَت ابنةُ اللي يلل فأنثم 
واللهِ لغيرها أَظَلَّمْ وعليه أجور. 

8 وهب أنَّ الأمر كما تزعم الشيعّة في نِفَاقٍ”'' أبي بكر وعمر رضي الله 
عنهماء وبِتَمَشَّيها لإصلاح كُنيَاهماء وبنزع إيثارهما من حُصُولٍ الأمْرَةِ لهماء 
والإجتماع عليهماء وأي نَذبِين ورأي يقتضي ظَلْمَ فَاطِمَة رضي الله عنهاء مع 
حصول الم ضرورة باه مد لطباع الاي من غيرٍ المسلمين لاْبَاعهسا 
والكون تحت طاعَتِهماء فضلاً عن المؤمنين» وإن كان ذلك إِنّما فعلاه عَداوة 
علي رضي الله عنه فكيف سَلّم أكثره إلى على رضي الله عنه ليعمل فيه» وما جد 

بحَق العمل عليه؛ ولسَّهمهء وموضعه من الدين . وكيف لم يخكمًا بذلك 
للعباس : ويَنقُْضَان هذه الدّعَاوى عليهما وعلى الأنةِ مِنّ الخرافاتٍ© التي يطَعَنُ 
بها المُلْحِدُونَ على دين المسلمين» ويعَبّرٌ بهًا ضُعَفَاءُ الشيعَةٍ لإنتهاكهم التظر 
المُوَّدِي إلى إنطالهما [205 أ] في . .0 بعد أبي بكر وعُمر وقولهما ما يبعد 
الظُنّةَ بهماء وقد كان من عِلّْم على رَضي الله عنه فيهما. ما هو أعلم به من 
أمرهماء وأليقٌ” بفُضلِهماء وقد رَوَينا ما قَالَهُ فيهما. 


9 ورَوَى أبو عُوَانَةَ عن عثمانَ بَنْ أبي رُرْعَةَ عن علي بن ربيعة عن 
أسماء بن السَكم الفَرَارِي قال: «سَمِعْتٌ عَلِياً رَضي الله عنه يقول: كنت إذا 
سَمِعْتٌ مِنّ النْبِى كَل حَدِيثاً نفعني الله عر وجل بمَا شَاءَ أنْ يَنْمَعْنِي منه؛ وإذا 
حَدَّئْني غيري استحلفته فإذا حَلّف لي صَدَقْيُه وحَدَنّنِي أبو بكر وصدق أبو بكر 


788 - (3) خرم: سقطت ثلاثة كلمات. 
(1) ق: نفاق. (4) ق: النف. 


22 ق: الحرمات . 


5365 


قالَ: «قالَ رسول الله كلِ: «ما من عبد مُؤْمن يُذْيْبُ ذنباً فيتوضأ فيْحَسِنُ الطهورء 
ثم يُصَلَّى رَكعتين» ويستَغَفِرٌ الله إلا غَفَرَ له:”"" ثم ثلا: «والذين إذا فُمَلوا فَاحِشَةٌ 
أو ظَلَمُوا لم74 وهذا حب ظَاِرٌ مشهوز من أخل الله وفيهم من بكر أك 
قد روى ذلك عن علي عليه السلامً غيرٌ أسْمًا بن الحَكم . فكيف لا يُصَدَّقُ على 
لني كله من هذا رَأَيُ علي فيه وكيفٌ لا يكونان عنده كذلك» وقد سمِع مِنْ 
لني يك فيهما ما ذكرنا بَعضه» وعلِمَ من فُضلهما وسّبقهما ما لا يجوز أن يشكل 
عليه. وقد عَلِمَ من زُهدهما أيضاً في الدّنيا ما هو ظَاهِرٌ م مِنْ أمرهماء فقد سَمِعٌ 
منهما في الدُعَاءِ : أيْنَ تَرَكَ الدّنياء واعتقادهما في هذه الأموال ما يَدُلٌ على ذلك 
مِنْ أمرهماء ٠‏ لأ أبا بكر هو القائل لفاطمة رضي الله عنها: «والذي نَفْسِي بِيَدِه 
لقرابَةٌ رسول الله كَكِ أحبُ إلي أن أصل من قرابتي» والذي شَجَرَ بدني وبَيتكْ في 
هذه الأموالء فإنّي لم آل فيها عَن الحَقٌ» إلى آخر الخبر وهو رَضِيَ الله عنه أوّل 
من حض على إنكار المُنكر بعد النَّبِىْ كَل وخخطب له على مِنْبّرِهِ ودَعَا إليه؛ 
كر عن رسول اله يق منه ما سو 1 


بكر رضي اله عه فخطب وحمة اله والنى عليه لم قال ا نكم 
لتقرّؤون” هذه الآية ها أيُها الذين آمنوا عليكم أَنْفُسَكُم لا يَضْرّكُمْ من ضَلّ إذا 
اهْتَدَنِثُم”*) ونا سَمِعنا رسول الله يك يقول: (إِنَّ الناس إذا رَأو/©) المُدكر فلم 
يُغيروه أوْشَكَ أن يَعْمُهُم الله بعقاب»”7 [205 ب] وكان أولى الأوقات بالإنكار 


عليه حرمان”* فاطمة على .....0” إِرْثْها هذا الوتت», ويقولٌ المُنكر : إِنَا 
نُقَرَقُْ أنْ يَعْمنا 0م من عنده أَرْدْدْ حَنّ فَاطمَة من فَدَك وسهم خب (00) 


ومُلْك بَنى النُصير إلى يَدِهاء واذفُغ إلى عَمّهِ وأَرْوَاجِهِ حُقّوقَهُنَ». 


789 - (6) ق: راو. 


() حديث نبوي. (7) حديث نبوي. 

(2) سورة آل عمران: 135. (8) الحرف الأول من الكلمة شبه ممحو. 
790 - (9) خرم: سقطت ثلاث كلمات. 

(3) ق: ابها. (10) خرم: سقطت كلمتان. 

(4) ق: تتقرون. (11) يكرر خيبر. 


(5) سورة المائدة: 105. 


5369 


1 ورَوَى سُلَيْمَالُ وسلم'" ا ِنُ عَامِرٍ الكلأبي عن أَوْسَطٍ بن عمر 
قال: ١تَدِنْتٌ‏ المدينةً بعد وَمَاةٍ رسول الله بك بسنة ما . لَقِيتُ أبا بكر يَحْطْبُ 
فقال: «قامَ ف فينا رسول الل يل عام الأول . فحْنقَتهُ العبرة عند ذِكْرٍ رسولٍ الله 
كه ثلا مَرّات. قال: «يا أيّها الناس سَلوا الله المُعَاقَاة فإنّهِ لَمْ يُوْتِ أَحَدٌ 
مل يَقين”© بعد مُعَافَاقٍ ولا أشَدٌ من رَيْبَة”' بعد كُفْرء وعليكم بِالصَّدْقِء فإنّه 
يَهْدِي إلى البرٌ وهما في الجَنَة . وإيّاكم والكَذِبُء إن بهدي إلى الفجور وهما 
في النّارِ؛؛ وقد كان هذا أيضاً وقت معارضته” في رِوَايّة أنَّ النْبِىَ كلو لا 
يُوَرثُ. وأنْ يقول قائِلٌ : هذا كذِبٌ يدعو إلى الفجور وقد علمنا أن من دينه أنه 
يُوَّرثُء وكيف يُكَذْبُ على رسول الله كلوه من يحذر زمن الكذب هذا 
التحذيرء وسَمَاهُ رسول الله يكل صديق. ْ 


بكر حيثُ بعثني إلى الام «يا يزيد أن لَكَ 0 04 | أنْ رمم 
بالآمارة» وذلك أكثر ما أخافٌ عليك فإِنّ رسول الله كل قال: : «من وَلِيَ مِنْ 
أمور المسلمينَ شيئاً فأمَرَ أحَداً فحاباه فعليه لَعْنَةٌ لا يَقْبَلُ الله منه صرفاً ولا عدلاً 
حتى يُدْجِلّه جَهَئُم7. و مَنْ أعطى”" أحداً جِمّى” الله فمًا الْتَهَكَ في حِمَى 
الله شي كير حقو فقليه لفل نه . أو قال: ثيرات نه ؤ”© اه 22. فكيف 
تبيخ حمى الله ويَظلم إبلة نبي - - من هذا قَولَه؛ وكلامه . افكيف يُسوعٌ اناس 
يجعلونه حبّة عليه ويذكر أنَّه20! على التغليظٍ والإستعطافٍ. 


7912 وائب (فلان) بغير حق. 
(1) «وسلم» مضافة في الهامش. (7) حديث نبوي. 
(2) ق: بمس. (8) ق: اعطا. 
(3) ق: رسه. (9) ق: حما. 
(4) ان الأحرف الثلاثة #ضته» مضافة في (10) ق: دمه. 
الهامش . (11) حديث نبوي. 
792 (12) ق: يذكرانه. 
(5) ق: قرايه. 


)6( ق: عسنت: عشنت وهي من عَشَّنَ أي 


5200 


3 - [206 أ] وقد قيل: وأما عمر رضي الله عنهء فقد ذكرنا من إمامته» 
وعدالته وقول النَّبِيُ كله فيه ما يَعْنِي عن رده؛ وقد عرف من إنصافه» وحسن 
سِيرَيّه » وتوفير حقوق أهل السَهُمان والغنائم من المسلمين ما هو أظهر مِن أنْ 
يذكر» وقد كان عمر رضي الله عنه دَفِمَ دَهْئَه() بالمدينة إلى علي والعباسّ 
فقال: «أنَّ علياً رضىّ الله عنه غَلبه عليها»» ويقال: إنه طابّ نفسا بتسليمهاء 
وأمسك فَدَكُ وحَْيَرَ فأمسكهما عمر وقال: اهما صدقةٌ رسول الله َلِدٍ كائن(© 
لحقوقه التي نَعْرُوه وتوآنيه وأمرهما إلى من وَلِيَ الأمرّء فكان يقول في هذه 
الصَّدقاتٍِ وغيرها أنّها لِكَائَة المُسْلِمِينَ بقدر منازلهم» وبّلاثهم وَسَابِقَتِهِم 
وجهادهم». 


704 - ورَوَّى محمَّدٌ بن عَمْرو بن عطا عن مالك , بن أوس بن الحدثان 
قال: كان عُمر رضى الله عنه يحلف على أيمان ثلا ثلاث" يقولٌ : «والله ما أحدٌ 
أَحَّ بهذا المالٍ من أحدء وما أن بأحق. والله ما من المسلمين أَحَدٌ إلا وله 
في هذا المالٍ نصيبٌ إلا عَبْداً مَملوكاً. ولكنًا على مَتَازلنا من كتاب الله 
وقسمنا من رسول الله يك : فالرّجُل وبلاؤه في الإسلام: والرَّجُلَ وقَدَمُه في 
الإسلام» والرّجُلُ وغناه في الإسلام والرجل وحاجَته . ووالله لَّيْنْ بَتِيث© لهم 
ليَأتَيَنّ الرّاعى بجبل صَنْعَاءَ حَظَه من هذا المالٍ وهو يَرْعَى © مكانه) . كيف 
يُنَهَعُ من هذا كلامُه فهذه أُيْمَانَهٌ» ومن قد عرف عدله وسيرته» وكيف يَتَّهِمْهُمَا 
فاطمة وعلي رضي الله عنهماء وكيف يسوعٌ أنْ يقولٌ علىٌّ فيهما ما قاله 
ويُغْزيه إلى النّبيَ يل من قوله: «إنْهُما سيدا كهول أهل الجَنْةِء وشبابها من 
الأوّلِينَ والآخرين إل النِيِينَ والمُرسَلِينَ»: وَمَحَلَّهُمَا مِنَّ الظُلْم له ولِفَاطِمة 
محَلّهُماء وقد كان له في السكوتٍ عن ذلك منه وجهء وهو الرَّاوِي عَن النَّبِيُ 
يل أنه قال: «مَنْ كَذَّبَ علي مُتَعَمّداً فاليتبوًا مقعده مِنّ النّار) . 


- 793 - (4) ق: ابا من الأفضل أن تكون مكان حرف 


(1) ق: دصه. «الباء» حرف «نون4. 
(2) ق: كاسا. (5) اق: نسساء 

794 - (6) ق: يرعا. 

(3) ف: ثلث. 


53/11 


5 - ورَوَى الأغمَشٌ عن ُْنَيِمَة عن سويد بن غفلة قالَ: قال على 
رضي الله عنه إذا حَدّنْنُكم [206 ب] عن رسول الله يقِ حديثاً وكان آخِرُ من 
إليه . أح دهم إلى من أن أَكَذِبَ عليه. فإذا حَدَنْيُكُم عن غَيْرِهِ فإنّما 
أقَاد ولا مُحَاربء والحربُ خدعة سمعت رسول الله يكل يقول: «يَخْرُحُ في 
آخِر الزمَانٍ قَوْمٌ أحدَاتٌ الاسنانٍ سُفَهَاءُ الأخلام يقولونَ من خير قَوْلٍ البَرِيّةَ لا 
يُجَاوِزُ إيمانهم حَتَاجِرَهُمء فأيتما لَقُيتموهم فاقتُلوهم» فإِنّ في قتلهم أجِرٌ لمن 
قتلهم يوم القيامة»”7©. يعني الخوارج. 

756 - ورَوَى الأَعمَش عن حبيب بن تُعْلبةٍ عن عليّ رضي الله عنه قال: 
قال رسول الله يك : ١مَنْ‏ كَذَّبَ عَليّ مُتَعَمُداًء فليَتَبَوَأْ مِمْعَدَهُ مِنّ التّاراء فكيف 
يجورُ على علي رَضِيَ الله عنه مع عَدَالَِهِ وهِدَايَيهِ ورِوَايتهِ هذه الأقاويل في 
التغليظ في الكذِب على النَبِيْ يهْ أنْ يخْتلِقٌ الكذب علي رضي الله عنه لقوم 
ظَلَْمَةٍ له وَلِفَاظِمَة ولِسَائر ورَنَةِ لني كل ويَصِمُهُم عنه. وعن نفسه عمًا 
قدّمْناه من الأوصافٍ. َم لا يرضى * بذلك حتى يُمَرَظ لهما إذا انتهى الْأَمْرٌ 
إلى نَظره « فلا يَتَعَرْض لِنَفْض الحُكم بِالجَورٍ والعُدوان» وقد عَلِمَ من ذلك 
عندهم ما علم صاحب الحق. وفي بعض ما ذَكَرْنًا مِنْ رِوَايّةٍ قوله عليه 
السلام : «لا يُوَرَتْ ما تَرَكْنَا صَدَقة» وشَهادَة من شَهِدَ بهاء وسكوتٌ من سكت 
عن إِذْكارها أَوْضْحٌ دليل على صِحَّةٍ الخبرِ» ووجوب العلم والعمل. 


[فصل] 

7 - فإِنْ قالوا: جميع ما رَوَيْتُمُوه من هذه الأخْبَارٍ أخبارٌ آحاد فلا مُعتبر 
بهًا. قبل لَهُمُ: وكذلك الحَبَرُ عن مُطالبَةِ فاطمة رضي الله عنها بِمَدَكِ وما يَدَعِيه 
بعضُهم في ادْعَائِها البَل وإحضار علي وأمٌ أيمَنء وغير ذلك من شنيع ما ذُكِرَ 
من أَلَْاظْ قاطمة رضي الله عنها: «أَرِتٌ أَبَاكَ ولا أَرِتُ أبي» ومَنْ يَرِئُكَ إذا 
مُتُء وأنْتَ وَارِثْ رسول رسول الله ا وإنّها رَضِيٌ لله عنها حَطَبَتْ إِذْ ذاك 


-791- (3) حديث نبوي. 
(1) خرم: سقطت كلمتان. - 792 
(2) خرم: سقطت كلمة. (4) ق: يرضا. 


5312 


خُطْبَة أكثرت فيها الطلابة من أبي بكر رضي الله عنه وإذكار المسلمين 
اسْتِحْقَاقَهاء وعُْصْبُ أبي بكر رضي الله عنه لهاء وبكت الرّسول عليه السلام 
ورَّنْهِ فيها ‏ الله - أعلم"'" عن ذكر سائر من عَملّهاء بكر بها وأضَائَها إلى 
فاطمة رضي الله عنها©. . .[207 أ]. .. © فتح الجزاء”” عليها: فقالَ كثير 
مِمَنْ رَواها ١‏ "هذه قد لا نجهلها وأنا وفلانٌ مهاه وغيز ذلك من الاِيي؛ 
والرُوَاياتٍ المُكذَبّة. كل هذه أخبارٌ آحاد ضعيفة لا أضْلّ لهاء, ولا نضطَبٌُ إلى 
العلم بصدق ناقِلهاء كما نَضْطْرُ إلى العلم بكو فاطِمَة رضي الله عنهاء ووجود 
قَدَكِ في العالم» فلا وَجْهَ للخوض في أمْرٍ فَذَكِء والَعَلقُ على أبي بَكْرٍ رضي 
الله عنه بشيءٍ مِمّا ثْتَء ولا علمَ قطء وإلى أنْ يجوز بنا ربق خرافاتٍ وَضَعَها 


من قل دينه من أهل التق . 


78 - ولآن قاطِمة رضي الله عنها وعلي كانا عم بن َدَكَ لا تُوَرْتُ ولا 
غيرها مما كانا في يد رسول الله كلل وهذا طريق سَدْ الكلام في هذا الباب 
جملةً؛ لأنه ليس يَثبْتْ مطالبة فاطمة رضي الله عنها بِقَدَكِ إلا منْ حيتُ يَكْبْتُ ما 
رويناه من جواب أبي بكر وعمرء وشَهَادَةٍ مَنْ ذُكَرْناء وشهادَةٍ علي رضي الله 
عنهء وإقراره بقَؤْلِهماء والرضى بحكمهما هذا ما لا سبيلَ لأحَدٍ إلى دَفْعَه لا©» 
بما يَسْوعْ به دف كل ما”"' يرويه إل ما يَضْطَرُ إليه؛ وما أبعدّنا عن الضرورة في 
هذه الأمُور. ومَعّ أن هذا الكلام بأسرِهٍ يَفْضْلٌ ويُكلِف. إلأ قد أوضحنا أنه لا 
دليل يُوجِبُ دخول النبِيّ يل في قوله عر وجل : 9يُوصِيكُمُ اه ة في أؤلادكُم» 
وإنّه لو كان هناك دليل على ذلك من جهة ظاهر اللَفْظِ؛ لجاز تخصيصٌ العٌمُوم 
واحد ‏ لا يجري”" في العلم والعدالة بِالفَضْلٍ والسابقَة جَرِْيَ” أبي بكرء 
فكيف به في محلهء وجلالة قدره وكيف وكير ممن روى كرِرَابَِهِ من 


797 - (5) ق: الحرا. 


(1) من الأفضل زيادة كلمة كلمة «أعلم». 798 - 

(2) ق: بَكرَ. (6) ان كلمة «لا4 قبل «بما» مشطوية. 

)03 ان كلمة #رضي الله عنها» مضافة في 7) ق: كتب ١كلما»‏ كلمة واحدة. 
الهامش . (8©) ق: لاحرى. 

4( خرم: : سقطت ثلاثة كلمات . (9) ق: حرى. 


53/135 


الصَحَابَةِ وشَهدوا''' بصدق قوله: فبان بذلك أنه لو كان خبر واحدٌ لوَجُب 
تخصيصٌ القرآنٍ به» وسقط بذلك ما توهّمُوه فأدخلت فى هذه الرواية. 


[فصل] 

9 ومِمًا يَدُلُ على صِحََةٍ هذا الخبّر وُبُوته إضرابُ العباس» وسائر 
أزواج الي بلِْ عن المُطَالْبَةِ بشيءٍ مِمًا نَرَكُ رسول لله وك مَعّ كونهم ورَنَةَ له 
لو كآن مِمْنْ يُورَتُ فلولا أنهم علموا صدق الخبّرء وسّمعوا مِنْ رسول الله كه 
ما سمعه أبو بكر [207 ب] رضي الله عنهء لم يلبتُوا ويُطالبُوا كما طالبَتْ فاطِمَة 
رَضِيَ الله عنها. وأمّا العباسٌ رَضِي الله عنه فإنه إن صحثْ الرِوَايّةُ» إِنّه طَالَبَ 
مع فاطِمة رضي الله عنهماء فقد رجمَ عنْ ذلك وشَّهِدَ عند عُمر رَضِيَ الله عنه 
أنه يَعْلَمْ أنَّ رسول الله كلهٍ قال: «لا نُوَرَتُ ما تَرَكْنَا صَدَقَة؛. ويُمكن أن يَكونًا 
سَمِعًا ذلك ونَسِيَاه؛ لما ذُكُرا ذَكرَا. ويُمكن أن يكونا لم يسمعاه. فلمًا 
خَبّرَهُما أبُو بكر رَضي الله عنه وغَيْرُه عَلِمَا من صِحََةِ الخبرٍ ما أَوْجَبَ الَف 
عن الككفٌ عَن المطاليّةٍ الواقِعَةٍ منهُما؛ ليس على أَنّْهُمَا علِمَا يقِيناً: أن الي يللد 
يُوَرَثْ ولكن على أنّهُما تعَلْقا عُمُومٍ قوله : 9يُوصِيكُمْ الله في أؤلادكُم» ولم 
يعلما ما يخْصّه. والقول بِالعُمُوم ومذهبُ كثير من أَهْلٍ العِلّم مِمّن بعدهم 
إلى وقتنا هذا . فلمًا رَوى ما يُوجَبُ نَخْصِيصُه ورأت فاطمة رَضِيّ الله عنها 
إضراب العبّاس رضي الله عنه وأزواج النَّبِيْء كَل عن ذلك وثقت بصِحَة 
الخبر» وتخصيص العموم . 

0 فإِنْ قالوا: : ما ألكدة ثم أن يكونَ الِعَمْ والأزوّاج لا يرِتُء ويَرئنَ مع 
الإبنة شيئاً. يقال لهم هذا خلاف الإجماع لآنَّ الأمّة مجمعة على أزواج 
الرَجْلء لا يسقطن بحال بتةء وإِنْ اتفِقّ من بحجيهم عن الربع إلى الشمن. 
وكذلك قد اتفقوا على أنَّ العم لا يسقط مع الإبئّة» وكيف يكونُ ذلك كذلك» 
حمر يقول للعباس: ١مَهِ‏ يا عباسٌ وإني ما تقول: «ابْنُّ أخِي ولي شطر المال؛ 
وإِنّي أَعْلمٌ ما تقول يا علىٌ". تقولُ: «ابئه تحتي وَلي شَطر المال»: فلم يقل 


(0) ق: شهدو. 800 - 
)2( ق: الاسس كتبت الإينة بتاء ممدودة. 


5214 


على ولا غيره هذا""؛ ولا غلط في المُريضة: العَم لا يَرِتُ مع الإبنة. لأن 
الإبنة نَقَرَتْ إلى المَِّة بنفسها. والعَمْ يُذْلِي بغيرهء وهذا العم قرابته إليه نَاحِيَة . 
وكيف يُظَنّ بأبي بكر رضي الله عنه أنه قصد أيضاً إلى ظَلْم ابئيِهِ عائشة رضي 
الله عنهاء وإن ظن به قومٌ أنه قصدّ بحيف فاطمة رَضِيَ الله عنهاء وأنّى عَرَضَ 
إلى طلم فاطمة بضرب لا يمكن ألا يَظْلّم ابنته وسائْرٌ أزواج لني بك وعَمّه 


22 108 


(() ق:اومنالأفضل حذف ه«الألف»ة (2) ق: وتعبدا. 
فالناسخ أوجد عليها شطباً خفيفاً. 


215 


[الباب الرابع والثلاثون] 


[باب الكلام في أن الأمة [ا تجمع على خطأ والقول في 
الغصب والعناد والطعن على عقول الأمة وامانة الصدر, 
الأول. وأخبار في آيات وأحاديث مروية] 


[فصل] 

01 [208 أ] وأقوى الأسباب في تنفير الوَرَئّةِ جملة واختلافها عليه 
وسيّما وهو يعلم على قولهم في الأمّةِ: يعلم أنه قد ظَلَمَ عَلِياً قبلَ فاطمة» 
ودفعه عن رَتبْتِه) وأخْرَجَ الأمر عن يِضَابهِ . هذا ليس من الضَبْط وَالتّدْبِيرِ في 
شيء وهو بعيد”' معتذر من مثل أبي بكر رضي الله عنه في روات 
وأصالتهء وليس يقدح السُبْهَةَ في عَقد أبي بكر وحنكته”” أو م لهما بدح 
في دينه وإمامّتِهِ فدل ما وصفناه ه على صحة ما صنعه أبُو بكر. وأنَّه لم يقصد 
ظلماً ولا تحيُفاء وليس الذي رواه أبو بكر في قَدَكُ مِمّا يجري مجرى أخبار 
الآحاد التي تَشتهرُء وتَتَوَفْرُ الدواعي على إنكارها ومعارضتها؛ لأن الحخوض 
في فَدَكَ قد كان ترددء وتكرر في زمن خليفة بعد خليفة» فإذا ظهر ذلك» 
ولم يَقُلْ قَائْلُ منهم هذا خلافٌ ما علمناه من دين النْبِي يله؛ لأنه قد كان 
علمنا أنه لا يُورتُء وإِنّهِ داخْلٌ في عموم الآية: قال كذا. وكذا'” أو سمعنا 
هذا منه قط بل شهد كبراؤهم وأمثالهم بأنّهم عَلِمُوا أن رسول الله كله قالَ: 


801 - (4) ق: عطف الناسخ اما على (كلمة؟ لهما 


(1) ق: بعد. حين ضاف «وة فوق «الميم والألف». 
(2) يكرر حرف جر #من4. (5) ق: كذى. 
(3) يكرر ااحكلها. 


506 


وشهد علي والعباس على صحة ما رواه. 


2 ورُوِيّ عن عَلِىٌ رَضِيَ اللَهُ عنه أنّه كان عاملاً للنّبيّ يله على 
بعضهاء ولأبي بكر ولعُمر رضي الله عنهم على ما سنذكره؛ فتْبْتَ ببعض ما 
فلناه وجوبٌ القَطم على صِحْةٍ الخبر؛ ولو لم تكن شَهَادَةُ منْ هؤلاء القوم على 
صحّته» ولم يكن إلا إقراره وتَّرْكُ الإعْتِرَاض» لوَجْبَ القَطِمْ على صِحْتِه أن 
الأ لا ثُرُ باطلاً وتجِمِعُ على ضلال. فلو كان رسول الله كك قد أمر بتَوْرِيثِ 
فاطمة رضي الله عنها نَدَكِ وَغيِرِها من ورثيه وفْرّض ذلك لم يجز إِجْمَاعٌ 
الأمّةِ على مُخالفة الئَبِىْ بلق ومشاقته. وترك المصير إلى حكمه في زَمِنِ 
خليفةٍ بعد خليفة ولم يجز لعَلِيٍ تَرِكُ ذلك في عصروء والْبِسَاطٍ يده وسَيْفه وقد 
لكر ما دون هذا إلكارً حَرَج إلى قبل مُخالفيه ومشَافيه. ولم تكن أَنةُ محمد 
من بيه طاعته: والمسارعة إلى أمره وما وصفهم أنه عر وجل به من الأمر 
بالمعروف والئَهي [208 ب] عن المنكر ومع قوله: «أمّتي لا تَجْتَمِعٌ على خطأ) 
والا يَجْمَعُ أنْتِي ضلال». (و لا تزال طائقَةٌ مِن أُمّتي على الحَقٌ لا يَضُوُْهُمْ مَنْ 
تَاوَأَهُم 00 إلى أمثال ذلك مِنَ الأخبارٍ المتظاهرة التي هي أشهر مِمّا رُوِيَ في 
7 


3 - ولقد كائث الأمّهُ التي شَهِدَتْ لأبي بَكْر رَضِيَ الله عنه بصحّةٍ 
ردابت ورَضِيث بِحْكُمه فَلْحْ الكأر© وتخوّض لحجج الموتٍ في طاعة الي 
يي لمُرّة ة عَرَائِمهم ) وصدذق نِيَانِهِم وشدة نضرَّتِهم فَنَحَ الله على رسُوله» ومكن 
من دِينهء وأظَهْرَهُ على الدّين كُلّه: لأنّهم كانوا يَرُونَ المَوْتَ نَعيماً في إِنُباع 
كمف ٠‏ فما الذي بعثهم على ظُلْمٍ ابنتِهِ وعمّه وأزواجه: وَالنَّنْضُ لحكمف 
والشَّهادَهُ للمُتَكَذْبٍ عليه والرّضَى بإضافة الكذب إليه هذا ليس من دين 
المسلمينَ في شيء. 


802 - 803 - 
0) ق: ناواهم . (2) ق: النار. 


5/1 


[فصل] 

4 - ولقد رَوى أبو مُعَاوِيةَ عَنِ الأعمّش عن عُبيدة عن أبي عبدٍ 
الزحمن عن علي رضي الله عنه أنه قال: بعت رسول الله كي سرية واستعمل 
عليهم رجلاً من الأنصارٍ» فلمًا حرجوا وجَدَ عليهم في شِرٌ فقالٌ لهم : «ألَيِسَ 
قد أَمَرَكُمْ رسول الله بك أن نُطِيعُوني» قالوا: «بَلَى؟ قال: فقال: «اجْمَعُوا 
خطباً» ثم دَعَا بنارٍ فَأَضَرَّمَها فيه ثم قال: اعرَّمتَ عليكم لتَدْخْلئها؛ قال: ١‏ فَهَمَ 
القوم أنْ يدخلوها. قال: فقال لهم شابٌ منهم: (إِنّما فرَرْثُمْ إلى رسول الله 
قي من الثَارء فلا تَْجلُوا حتى تلُوا لين عليه السلام فإ أمركم أن تفعلوها 
فاذخّلوا». قال: فرجعوا إلى النَّبِي يك فأَحْبَرُوهء فقال لهم: «لو دخلئّموها ما 
خرجتم منها أبّدأًء إِنّما الطَاعَةُ في المعروف»؛”'' فمن هذه عزِيمئُه ورأيّه في 
طاعة َيِه والْباع أمرِ ربْه تعالى؛ كيف يجوز أن يشهد لمن كذب على الي 
ِل وبْقَرُ حَكمَة ويرضى بنقض دين رسول الله وكاو وشَرِيعَته من عنده عِلَمُ 
هذا من حال الصَّحَابَةٍ لم لا يقول لهم: ليس الأَمْرٌ كما قلته؛ قال رسول الله 
كل : (إِنَا لا نُوَرَتُ) أو أعلمنا أنّهِ يُوَرَتُْي أو يَحُلَّ فاطمة رضي الله عنها هذه 
الصدقاتٌ. وقد علموا أن طاعة رسول اله يَف في هذا أعظم شأنا وأجدّر أن 
يقرب إليهء ويُزْلف لديه من دخول الثّار [209 أ] في مل . في ذلك الأضر 
لأنهى. .. ى60 مِنَ النبي يل بالقوْلٍ بنظَريّة كن من وفى الأمّة حَقّهاء ووَضَفَ 
بصفتهاء ولم يَعْصَدْ تخيفها. فالخض منهاء يعلم بصواب ما أتوه في تصديق 
أبي بكر رضي الله عنه» إِقْرارٌ حُكمهء وتَرْك النَكيرٍ عليه لهذا الباب» فدّخل في 
الإئم والقُلّ: لأنها ليست من مسائل الإجتهاد. 1 ْ 

5 - لأنّهم كانوا يَعْلَمُونَ عندّ الشِيعَةٍ أنَّ النَبِىَ يَلةٍ قد حَكُمٌ بِالتَوْرِيثِ 
منه أو نَخَلْهَا فاطمة على قوله فهذا داخل فى باب الغضب والعناد» وفاعله 
والشاهِدُ بصِحّته والمُقر له. وتارك النُكير على : فاعلة ظلمة قُسَّاقٍ الأمّةِ على 
قولٍ الشّيعة بأسْرِهًا كانت على هذه الصفة؛ لأنها كانت - تَبَيْنَ بِالعَضْبٍ؛ 


804 - (2) خرم: سقطت كلمتان. 
(!) حديث نبوي. (3) خرم: سقطت كلمتان. 


5218 


وثرائي''' - ومُقترف للإنم بنَوَلِيه. وبَيْنَ شاهِدٍ على صحة ذلكء وِبَئْنَ مقر له 
وتارك للنكير على فَاعِلهء وأهل كُلّ ملّة يرغبون عن وصف أمائل أل 
عَصرهم. هذه الصّفة فضلاً عن سلَفِهم وصحابةٍ رُسّلِهِم نعُودُ بالل بما يخ © 
عن الدّين» ويَصّدُ عن انَّبَاع السّبيل» ولسنا ننكر أنْ تكون الشَّيعَةُ في هذا 
الوقتِ تروي أخبارا”” كثيرة عن علي وفاطمة رَضِيَ الله عنهما وعن غيرها في 
انكر على أبي بكر وعُمر لِظلم فاطمة رضي الله عنهاء وكُرْهٍ الإغتراض 
عليهم» والإذكار لأبي بكر وعمر. 

806 كما أنَا لا نلكرُ أن يكون من يروي اليوم أن عَلياً وشيعته دعوا إلى 
نفسهء وأظهروا نص الرَّسُول عليه» وإِنّه أزسَل أبا بَكْرِه وقال في زمن 
الشورّى» وخطب اخطبته المعروفة عندهم بالسَفْسَقِيةِ والسَلْسَليّةِ التي يرون أنه 
يرى فيها من أبي بكرء ٠‏ وعمرء وعثمان وصَرّحَ بذكر النّص عليه» وأنَّه أَحَقُ 
بهذا الأمر» وإِنّه أسدل دونها قرناًء وطوى عنها كَشْحاً ترك ثُرَائَهُ نهب إلى غير 
ذلك من تعاليلهم وأمانتهم وتشويفهم أَنْفُسهم الأباطيل. وإنما لكك أن يكرن ب 
يرونه من ذلك ثابتاً صحيحاً لأخل أنَّه لو كان من على وفاطمة وغيرهما من 
الصحابة والقرابة اغتراضاً طَاهِراً في المُطَالَبةٍ بالإمَامة على صَاجِيها بِعَئيِهِ. 
وتكذيباً لأبي بكر وعمر في الرواية عن الرّسولٍ ما رَوَيَا وغيرهما في منع 
الإزثِ منه: لوَّجْبَ أنْ تَتَوَمْر الدّواعي على نقله وإظهاره ما يَغْنبُ إِذاعَتَه 
وإشاعَمُه على طَنّه وكتمانه . لأن العادة [209 ب] مُسْتَقِرَةٌ بوجوب إظَهَارٍ مِثْلٍ 
الخلافٍ والتكير الواقع لِكُلَ منهاء فكان هذا الباب كالذي رُوِيَ عنهم من : 
«الإخيلافٍ في الجَدٌ والتمكين بعَنادء وَبَيْع م لوده وغير ذلك مِمَا ليس فيه 
فُرْضَةٌ؛ والعناية به كفرض الإمامةٍ والصراف وَرَنَةِ الرّسولٍء ولو كان هناك 
إنْكارٌ فيما رَوى «قَدَكاء لوجب مع هلِهٍ العَادَةِ التي وصفنا أنْ نَعْلَمَ ضَرُورَةٌ 
صِحَةٍ الخلافٍ الوَاقِع في ذلك» والّكير كما عَلمَ أنّ خلافٌ تَكَرِيرُ نَرْكِ الذكير 
عليهم؛ وإِنْ كان ما أتوه مُنكراًء وكانوا يَدْعُون إلى تَرْكِ المُدكَرِء إِنّما حَصَلَ 
على سبيل الرهبة والتقية . 


805 - (2) بعد يخرج من الأفضل زيادة كلمة اعن». 
(0) ق: راوى. (3) ق: أخبار. 


5209 


807 - كما مُقَدَ الئكيرُ على الحَجاجٍ ويزيدٍ وغيرهما من الظَلَمَةٍ. قيل 
لهم: مَعَادَّ الَّهُ أن يكونَ الخلافُ على هذين ومن هو فَوْتَّهُما قد عُدِمَ وَإِنْ 
عدِمِ في مجلسهماء فلم يُعْدَمْ عند عَيْبَتِهِمَاء وإذا تَمَرّقَ الثَارُ"'" والاخبار في 
ذلك أكثر من أن يُحصى. وقد اضَْطرّنا إليها وسنذكُرٌ منها طرّفاً في آخر 
الكتاب» ونّصِفٌ قَوْلَ من اعتَرَضٌ على معاوية وغيره؛ رَوَعظَه وأنَّ الأخبار 
بذلك مُتَظَاهِرَةٌ» وإنَّ مَنْ خَالَفَ هؤلاءٍ القَوْم قد أظهّرَ الخلافٌ في عَضْرههمًا 
وبعدهماء وما هاهُنا شَيءٌ مَرْوِيٌ عن الصَّحَابَة» ولا عَن التَّابِعِينَ ولا مَنْ 
بعدهم مِن التّكيرٍ على أنَّ أب بكر وعُمر رَضيّ الله عنهما ما روياه في دك 
وسهم خيبر يعلمُ ضرورة صَحِيحٌ ثابتٌ فبَطلَ بذلك ما سألوا عنه. 


[فصل] 

8 - فإِنْ قال مِنْهُم قائِلٌ: ما أنْكَرْئم أنْ يكونّ هذا الخبرٌُ صحيحاً على 
ما وَصَفْتُم تُبُونَه وأنْ يكونّ رسُولٌ الله يلل إِنّما أرَادَ بقَوْلِهِ : «لا نُوَرْتُ كُلَّ ما 
تَرَكنَا صَدّقة»؛ إِنَّ ما نَرَكَهُ صَدَفَةَ وحَبّسوه”” ‏ عن ابن السبيل والمساكين ‏ لا 
ُرّد بألا نوَرثْ ما لَمْ يَضْدُقٌ به. يُقَالُ لهُم: هَذَا مِنْ جئس الطْعْنٍ على عَقُولٍ 
الأمَةِ وأمَائَةِ الصَّدرٍ الأرّل الذي أنكرناه وأَحْبَرْنا أنّه غيرُ جائز عليها لأنّه لو كان 
هذا مُرَادُ رسول الله يِه لم يجز على علي والعباسّ وعثمان» وطلحة والزبير 
وعبد الرحمن» وسائر الأمَّةِ الذهابُ عن ذلك الخطأ فيه لأنهم كانوا يقولون له 
أو أحد منهم إِنّما أراد «بألاً نُوَرَتَ؛ ما تَصَدَّقنا به وحَبّسناه على سبيله . 

9 وأمًا أملاكهم فمعاذ الله أن تكونَ صَدَقَة وأبو بكر رضي الله عنه 

قد [210 أ] جعّل هذا الحبّر دلالة على أنه لا يُوَرّثُ أملاكه ولم يكن بالذي 
يذَمَبٌُ تعلّقُ سَائِرههم فل تصويبهم له وتَدْكُ الإنكار عليهء والإغتِرّاض 
على رِوَايتِه لهذا الأمر الدائر© العظِيم فيه واععَبَرتُم في استخراجه. وعَظيم 


- 808 807 


210( ق: الثار. )2( ق: -جيسوة - 
(2) ق: أبي . 809 - 


2330 


إذراكه على صِحَحةٍ ما عَمِلَ له أبو بَكرٍ رَضِيَ الله عنه. وبُطلآنُ تدقيقكم هذاء 
مع أن أفكر الأمْةِ تقول: أن قَدَك وسهم خيبر وغيرّهماء لم يكن للنبي عل 
وَإِنّما خَصّهُ الله عر وجَلٌ بتوليهاء وصرف منافعهاء وما ارْتّفع إلى قرابّته ومَنْ 
أحَبٌ مِنْ أُمْلِهِ مُدَةَ أيامِ حياته» وأنْ يصرف منها الكرّاع» ونُوائب المسلمينَ إذا 
احتَاجُوا إليهء فلم يَتَمَلّكها؛ وإنّما يَصْرِفُها في المَصَالِحَء وأمْرها بعدَّهُ إلى مَنْ 
يلي الأمر. 


0 - وكذلك قال عمر فبطل قولهم وعلى أنَّ هذا تَأُوِيلٌ رَكيكُ؛» لأنَّ 
الأنبياء والرّعية سَيّان في أنَّ صَدئَاتهم لا نُوَرَتُ. فأئُ اد في قوله: «إنا لا 
نُوَرتُ' ما تَرَكَْا صَدَكَة؛ ومَعَ أن في لفظٍ أبي بكر المَرْوِي عَنْه من بعض الطرّقٍ 
ما يَمْتَعُ هذا التَأَوِيلُ ويّحسم مادة الإخمَالٍ به؛ وذلك أنَّ عمرو بن مرزوق. 
رَوَى عن أنس بن مالك» وروى مالك , بن أنس عن ابْنِ شِهَاب عن مالك بن 
أؤس بن الحَدَنَانٍ عن عمر قال: قال رسول الله يَلِ: «إِنا لا نُوَرَتُ ما تَرَكُنَا 
صَدَقَة) قوله اما تركنا» فهو صَدقة يوجب أنَّ ما تركه فهو صَدٌَة هو خلاف 
له ما ركنا صَدَفةٌ لأنّ هذا معرض لهذا التأويل مَعْ بعده وقوله : ما تركنا فهو 
صَدَقَةٌ لا يَحْمِلْ شَيْئَاً مِنْ ذلك. فقد رَوى أن أبا بكر رَضِيَ الله عنه قال: 
«سَمِعْتُ رسول الله يله يقول: «أنَّ النبِيّ لا يورت ولم يَذْكُر في هذا القول: 
«إنا لا نُوَرتُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةَ . 


81 ورَوّى بو سعيدٍ الأشَّحَ قال: أ 20029( بْنَّ فُضيل عَنٍ الوَلِيدٍ 
ابن جَمِيع عن أبي الطَفَيْلٍ قال: أرسلث فاطمة رضي لله عنها إلى أ بكر 
«يا حَليقَة رسول الله نت وَرِنْتَ رسيول الله أم أهْلَّهُ) يريد ورَانَهَ السَّرَفِ والمَجدٍ 
والعلم أيضاًء وهوما يجوز أنْ يُوَرَتُ). قالت «فما بَالَ سَهُم حيبّر النَّبِيّ» قال: 
سَمغْتٌ النَبِيّ يل يقول: «إنَّ الله إذا أَطْعَمَ نيه طِعْمَة ثم قبضهء فهي للذي يقُومُ 
بَعْدَهُ. [210 ب] فرأيت أن أرده على المُسلمين»؛ قالت فاطمة رضى الله عنها: 
«أعْلَمُ» وليس في هذا الخُبر ما يحتمل التأويل أصلاًء وقالَ عمر حَدَنَيِي أبو 


- 811 - (2) خرم: مقطت كذءا. 
(1) ق:1ا.: وهي يا. 


551 


بكر رَضِيَ الله عنهماء وحلف بالله أنه صَادِقٌء وأنه بس سَمِعَ النْبِىّ كله يقول: ٠‏ 
ُوَرتُ إِنّما مِيرَائْي في فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ والمَسَاكين». وليس في هذه الرُوَايَة أيضاً 
أنَا لا نُوَرتُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةَ فوجب بهذه الروايات سقوط هذا التأويل لإنتِمًاء 
الإجتهادٍ الذي ذكروه عنها فلا متعلق في ذلك. ْ 

2 - فإِنْ قالوا: كيف يَجُورُ أن تكون هذه الرُوَايَةٌ صحيحةٌ خَبّرَ الله عر 
وجل خلافها في نْص كتابه فقال: «ووّرت سُلَيمَانُ دَاوْد» وقال في قِضَّةٍ زَكْرِيا 
«إذْ نَادَى رَبَهُ نِدَاءً حَفِيَاً. قال رَبّي انّي وَمَن العَظم مني وَاشْمَعَلَ الرَأسُ 
شَيباً8”" إلى قوله: «وإني خِفْتُ المَوَالِي من ورَائِيَ8” يريد بني العم 
«وكائث انْرَأَتِي عَاتِراً نَهَبْ لي من لَدُنكَ وَلَِأْ يَرئْي وَيَرِتُ من آلٍ يَعْقُوبَ 
واجِعَله رَبُ رَضِيَا” فقال أوَّلُ ما في هذا أَنّهِ إِنْ حَمَلَ ذلك على ما ظَتَنُْموه 
مِنْ إزث المالٍ لم يكن مُنَاقِضٌ للخبر. لأنّه يَحْثَمِلُ أن يكون النَّبِىُ كل أرَادَ 
وقوله: «الأنبياءٌ لا يُوَرئُون؛ و«نحن معاشرٌ الأنبياء لا 
نُوَرثُ) إِنْ كانت هذه اللفظة مرود بها”” قَوْمٌ مِنَ الأنبيَاءء وكثير منهم لأنَّ 
قوله: إِنا لا نورث والأنبياء نُوَرتْ؛ ليس باسْم عندنا لاسْتِغْرَاقٍ كُلْ مَنْ سمي 
نَبِياًء لأن العموم لا صيغة له. فيكونٌ الأنْبياء الذين”” لا يُوَرنُونَ ليس مِنْ 
جملتهم داود وسليمان وزكريا. ومن وَردا* القرآن بأنّه يورث» وليس هذا 
اللفظ بأبلعَ من قوله: هيُدَمْرُ كُلْ شَيءِ4” «ويجبي إليه نَمَراتُ كل 
شيع لوخَالِقُ كل شَنء 17# وهو يريد بعض الأشياء دون بعض» وينص 
لنا على ذلك» ولا يكون متناقضاً. 

3 والحَبَّرُ الذي رواه أَبُو بكر رضي الله عنه وغَيِرُهُ «بائن2*' قد 


ِمَوْلِهِ : إِنّا لا نورث» 


-812 - (8) ق: ورد. 
(! و2 و3) سورة مريم: 3 و4 و5 و6. (9) سورة الأحقاف: 25. 
(4) ق: يورثون تداخلت النون مع حرف القاف (10) سورة القصص: 57. 
في الكلمة التالية من الأفضل أن تكتب: (11) سورة الأنعام: 102 والزمر: 62 وغافر: 


نورث. 62 
(5) ق: «به؟ من الأفضل أن نؤنث . 813 - 
(6) ق: كثيراً من الأفضل حذف الألف. (12) ق: ناس. 
(7) ق: الذي . 


552 


وَجْبَ به العِلم والعَمَلُء فوَجُبٍ تَخْصِيصُّه لِمَا وَرَدَ في الكتّاب على أنه لم يرد 
في الكتاب لَفْظَ عامٌ في أنَّ: «الأنْبياءَ يُوَرْتُ» وإِنّما وَرَدَ بأنّ سُليمان ورث وأنَّ 
رَكريًا وَرَنَهُ من حيث دعوته فيه» وهذا ليس بعموم في السُئّة وهو قَُوْلّهِ : «إنَّ 
الأنبياءة لا يُورئون» و«(إنَا لا نُوَرَتُ؛ ونحو ذلك. وإنما أرَاد [211 أ] النبي كَل 
قوماً من الأنبياء غير سليمان وداود وزكريّاء فوَجْبَ على هذا أنْ يكون قَوْله 
رثني وقوله 9وَوَرتٌ سُلَيْمَانُ دَاوُة4 مُخَصّصاً للسُّنَةِ. لأنَّ القرآن ورد في 
توريث أعيان مخصوصة وألفاظ السُنّةِ شَامِلَةَ عامّةٌ؛ وأيُ تناقض في هذا. 
وليس من محالات العُقول أيضاً أن يَتَعبّدا" بِالنَّوْرِيثِ من نبي - أكَوَّنَ لَفْظاً له 
أوْ لا منه. ووريثه. وفعل الطاعة ‏ ويّحضُرٌ ذلك فى نَبى آخر لعلمه بأنّه مُتَهُرٌ 
لمن أرَاد صلاحه ودَاعيٌ إلى الشك في نبويَهِ؛ وليس يجبُ أن يكون الل 
في كل زمان لفظأ في غير ولا أنْ يكون اللْطَفُ لزيدٍ لُطفاً لعمرو. 

4 - فكذلك اختلفث العِبَادَاتُ في الأرْمَانٍ وعلى الأعيانٍ»؛ وجَعَلَ 
َرْض الحَائِض خلاف فَرْضٍ الطاهر وفَرْض المْقِيمٍ خلاف”2/ فرض المسافِر» 
وَفْرْض المُخْتَارِهِ غير فرض المضطرٌء وفرض ال يكل والأئمُة مُفارقاً في كثير 

من الأمور لفَّرض العامة والوّعية . فلذلك ليس بمتكر أن يخالف الله عر وجل 
بين أنْبيَائِهِ في إيججاب التوريث من بعضهم؛ وَالتَضدِيقٍ بِأَمْوَالٍ بعضهم: ١‏ 
إل أن تجمع الأمة على التَسوِيةِ بينهم في معنى النَوْرِيثِ من جميعهم ذَلِيلٌ 
يَجِبُ المَصيرٌ إليه وَالإِجْمَاعٌ مما يَتَعَذْرُ ادعاؤه في هذا الباب؛ فبان بما ذَكَرْناه 
أنّ القرآنَ ليس بوّارد في مناقضة السنةٍ التي رواها أبو بكرء وزال بذلك 
توهمهم هذا. 
[فصل] 

5 إن قُلْنَا أن الله عر وجل أرادَ بالورائّة التى ذكرها فى الكتاب ورائةً 
المال على أنّا لسنا نَقْطَعُ على ذلك؛ بل نقول: أنَّ الله عر وجل إِنّما أراد 
بقوله: طووَّرِتَ سُلِيمانُ دَاوْةك وقالَ: «يا أيّها الناسٌ عُلْمْنا(” مَنطِقَ الطَيرٍ) 


(1) ق: سعد. (3) ان كلمة «علمنا» مضافة في الهامش. 


815 - (4) سورة النمل: 16. 
)2( خرم: سقطت كلمة وهي #خلاف). 


553 


فدَلُ ذلك على أنه وَرّنّه العلم دون المالٍ. وكذلك زكريًا إنّما رَغْبَ إلى الله 
شبحانه في أن يهب له من يرث المْبُوَةَ والكتاب؛ ولم يكن فيه من 
الإحتكار على الدُنياء وجَمْع الأموال”'" ما يَتَعْئْه© على من تَصِيرٌ إليه نَرْ 

من أقاربه. لأنّ ذلك ليس من صفاتٍ الفضل. الصالحين فضلاً عن الاي 
المُرْسلين: وإنّما خافٌ سلُرٌ البيت من النبوة فرغب [211 ب] إلى الله 
سبحانه في ذلك. 


[فصل] 

6 - فإنُ قالوا: كيف يكونٌُ مَدْخَلُ الرَجُل إلى بَيتٍ النُبُوَّةِ وقد قال: 
طوَاجمَلهُ رَبٌ رَضِيًا8” وقد عَلِمَ؛ ومن هو ذو بَيّنة: أن النبي عليه السلام لا 
يكون إلا «ِرَضِياً4 فقال لهم: «الواو؛ ليس بموضوعة في اللَسانٍ للترتيب. 
إِنّما يَجيء في مثل هذه المواضيع للجمع والنسق. وإنّما يُوجِبُ التَتِيت”. 
ثم وما كان بمعناها ويوجبُ الترتيب على التعقيب «الفاء» إذا لم تكن جواب 
جملة شرطاً ووّاردا في المواضع التي ذكرّها أهل العلم بالمعرفة فكأنّه على 
ذلك يقول: «رَبٌ هَبْ لِي مِنْ لَدَلْكَ وَلِيَاْ رَضِيًا نَبيَاه؛ لأن الرّضي قد لا يكون 
نبياً» ولا فرق بين قوله ولياً نبياً أو رضِيًاً نيا وكذلك قَوْلَّهِ عرّ وجل رَضِيَا نيا 
بِمَنزِلَةِ قَؤلهِ : «واجْعَلَهُ نيا رَضِياه؛ لأنَ «الوَاوَه ليس مِنْ حروف الترتيب فَبَطلَ 
ما ظَنُوهُ ونَبِتَ أن الأنبياء: إِنّما يُوَرْئُونَ الجلم والنُبرَّة والكتاب دون المال. 
والئّاسٌُ يقولون؛ إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَنَهُ الألبياء» فكيف بالأنْبيَاءِ. قال الله عزّ وجل 
وقَوْله الحق تَخَلَفَ من بَعْدِهِم خَلْفٌ وَرِنُوا الكتاب”' يعني وهو سبحانه 
أعلم وأحكم انهم ورثوا العمل بهء والحكم بما حكم به الرسل؛ وقال عر 
وجل ذم أَوْرَنْنَا الاب الّْذِينَ اصطَفَّينا من عِبَادِنَاه© ف فينهم طِظَالِمُ لِنَفْسِه 


() ق: الاوال. إرتباط في الفقرة وقد أوجد الناسخ على 
(2) ق: سعير. بعض كلمات إشارات صغيرة تدل على 
816 - نيته في حذفها. 


(3) سورة مريم: 6. (5) سورة الأعراف: 169. 


(4) ق: «إنما نحن في مثل هذه المواضع؟ إن (6) سورة غافر: 32. 
هذه الجملة منقولة وليس لها معنى ولا 


554 


ومِنهم مُفْتَصِد4”'' فكيف وَجُبَ حَمْلُ قوله: ظوَوَرِتَ سليمان داوة”” وة 
«يرئّني4 على وجه يُبْطِلُ جوائح” المُسْلِمِينَ وينفي العلم بما قد وجب 
العلم بصحَتِهِ مِنَ الروَايّة التي عَمل بها أبو بكر رَضيّ لله عنهء وسائر الأمّةِ منع 
الإرث» مع احتمال القرآن لما وصفناه. 


[فصل] 

517 - فإنْ قالوا: مُطَلَقَ القَوْل في الإزث في إيجَابه وسُنُهُ تَقْمَضِي في 
اللّعَدَ: «إرْتَ المَال؛ قيل لهم: ولم زعمتم ذلك وقد قال لله عبر وجل 
لدَوَنُوا الكتّابت» وقال : «وأْوْرَتَنَا الكبَاب الذينَ اضْطَفَينَا مِن عِبَادِنَا» وَالأمَةُ 

تقولٌ: «العُلَمَاءُ وَرَكَهُ الأنْبيَاء) ؛ و«فلانٌ قد وَرتٌ المجد والسُؤدّد) وقال الأَوَّلُ : 
«فما وَرِتٌ البَلادَة من بَعيداء فمتى تَبّتَ أنَّ المَعْقُولَ من مُجرد ذكر الإرث ما 
ادعيتموه من إِرْثِ المال. ثم يُقَالُ لهم: لو سلمنا [212 أ]. ...”2 هذا الحق 
بهذه اللفظة ما وصفتم؛ وإن جاز استعمالنا رواية” العلم وغير ذلك» لوّجب 
الإنصراف عن هذا 0 بالدلالة الثابتة المتفق عايها بين الصحائة من قوله : 
وَأُْتِينَا من كل + 000 : وبدلالة قول زكريا عليه السلام: #يرلني و ويَرِتُ من 
آل يَعْقُوبِ4** للأموال لو كان يعقوب قاله: من الأنبياء قَوْل: يرث الأموال 
بنوهم وأقاربهم الذين هُم أقربُ وأقعد في النسب من زكرياء ولعلمنا بأنّ زكريا 
أفضل أن يصير ويّتغير بالأَْوَالٍ التي في يده على من يرئها بعده وإنّهِ لم يكن 
ذلك. بل كان زاهداً عَابداً مُْقَطعاً إلى الله عرّ وجل ذاعياً إلى تَرْك الدّنيا؛ 
وبذلك وَصَفَهُ الله عزّ وجل وغيره من النَبِيينَ صلواث الله عليهم. فْوَّجَتبَ بهذا 
أجمع صرف الكلام عن موجب مُطَلِقَه وهذا ضرب آخر من الكلام في هذا 


(1) سورة فاطر: 32. - 817 - 


(2) سورة النمل: 16. (5) خرم: سقطت كلمتان. 
(3) ق: يبطلا من الأفضل حذف الألف من (6) غير واضحة. 
تبطلا وردها إلى فعل يبطل . (7) سورة التمل: 16. 
(4) ق: جوايح وهي جوائح من جائحة أي (8) سورة مريم: 6. 
البلية والتهلكة . 


5255 


الباب يحسم سعيهم » تَنْقَطِعْ ماد كلامهم من أصله. 

8 - وهو أنًا لو نَزَلْنَا على ُكمهم في إسقاط الخبر الابت الذي قد 
دلّلنا على صِحَتِه وإنّما قد الْقَطمَ العلْرُ بو ووَجْبَ ثبوت العِلْم بمُوجبه في 
«أنَّ النّبىّ كلِةِ لا يُورثُ» وتَتَكَبْتَا(!' ما قد تَظَاهَرَتْ به الأخبار وطابقه العمل» 
الماع من ذلك وحَكمْا بأنَ النبي كَل يُوَرتُء ونه كسَائِرٍ أُمّيهِ في هذا 
الحم لم يُوجب ذلك: أن يُوَرْث الي يك ما ليس بِمُلك لهء ولا إِسْتَقَوٌ له 
ملك قط؛ وإنّما كانَ يَجِبُ أنْ يُوَرْتَ ما مَلْكَهُ الله إِيَاهُ بِهَدِيّة أو إِرْثِ من أقاربه, 
وغير ذلك من وجوو النَّملِيكِ للأموال. 


9 - وإذا كان ذلك كذلكء. وكانت فَذَك وما حصل بتَصَرّف منه من 
سَهُم خَيْبَرَ وغير ذلك من هذه الأراضي والأموالٍ» ليست بِمُلكِ له عندنا على 
وَجْهِ تَبْدِيل. نما جعل الله تعالى له النّصَرْفَ في حْمْس العنِيمَةِ أو حَمْس 
خَمْسِهًا على قوله بعض الفْقَهَاءِ بعد قسمة أربعة أحْمّاسها على القَائِمِينَ 
المُجَاهِدِينَ مَذّةَ أيَامِ حياته؛ إذا احْتَاجَ إلى ذلك؛ ويَأخْلٌ منه بقدر الكفاية» ويرد 
باقيه [212 ب] في مصالح المُسلمينَ» ولم يَملّْك بذلك قط. وكذلك في 
أمر. . التبي عندنا أنه مصروف فيما يراه من مَصَالح الأمدِ: وله أنْ يَأحْدَ 
منه حاجته» ومّال القَيْءِ هو الذي خَلّى عنه أَهْلهُ بِرَهبَةِ المسلمين» والخوف 
منهم بغيرٍ حرب ولا قِتَالٍ. فسَبِيلُ جميع مالٍ الفيء على مذهب مالك رضي 
الله عنهء وأَهْلٌُ المدينة سَبِيلُ السهم من العَنِيمةِ الذي جعل «للرَّسُولء وِذِي 
القَرْبَى واليَتَامى» والمَسَاكين»4”) في أنه بِأَسْرِهِ غيرٌ مَفْسُوم على السَّهَامٍ في 
المسلمين؛ ٠‏ بل سبيل ذلك إلى رَأَيٍ الإمام يَضعُه حيثُ يَرَ من المصالحء وما 
ينُوبُ الأمّة وَيْلمُ شَعْئها ويَسْدُل ما يَعْرِض لها. 


0 وقال الشّافعئُ رَجِمَهُ لله : أنَّ أَْبَع حماس المَىْءِ للئَبئ عل 
يم ف ب يَرَى بِمَنْزْلَةَ ب || 0 من مَالِ الغَنِيمَةَ التي مَلُكوهًا 
818 - (2) خرم: سقطت كلمة. 


(!) ق: سكسا. (3) سورة الأنفال: 1 
819 


5256 


بِأسْيَافِهم» وأوْجَمُوا عليها بالخيل والرّكّاب. وإذا كانَ جميع ما يَتَصَرّفٌ فيه 
النبِىْ بك من الأراضي والأموالٍ أيّامِ حيّاته» إِنّْما كان من سهم الغنيمة أو مَالٍ 
الفيء» وقامَ الدَّلِيلُ القَاطِمُ على أن”" النبِيْ عليه السلام: لا يَمْلكُ شَيْئَاً من 
ذلك أضلاً» وإِنَّما جعَلَ له الإنْتِمَاء بما يَحْنَاجُ إليه منه وثبونُه”” وضَرْف 
البَائِي مِنْ سَهْمِ الغنيمةٍ إلى المذكورين مِن القرابة والفُقَّراء والمساكين وابْنٍ 
السَبِيلٍ» وَصَفٌ مَال المَيْءِ ءِ في مصالِح الأمَّةِ وما ينوبها" وَجْبَ أن لا يَرِتَ 
شيئاً منها رَسول الله يكَِِ ولا أحد من أقاربه. وأنْ يكون إذاً مَرْدُودُه فى 
المُسْلِمِين وَلِمَضْرُوفِهِ في مَصَالِحِهِم . قال الشّافعي : وأ د ع7 حماس القَيْم 
الذي كان يَتَصَرّف فيه اللَبِيْ يَللِ في حياته ”© ' معروف بعد وفاتهء ومصروف إلى 
الجند بعد وَفاتِه؛ ومَنْ 00 البَِضَةّ فقط». 


821 وفي قَوْلٍِ آخَرِ أنه مصروف بعدّه في سائِرٍ المَصَالِحَ وأنّه لا يجوز 
أنْ يَُسْم مال المَيْء ء على أَحَدٍ من المسلمين بعدّ الي يك ولا في زَمَنِهِ قِسْمَة 
يتَمَلْكُوئه بهاء وإنْ جار أنْ يُْطوا منها ما ينتفعُونَ بدَفْعِهِ ما احْتَاجُوا إلى ذلك» 
وما رآه الإمَامٌ مُصلحَة في العَطِيِ؛ ثم يَنقُلُه عنهم إلى غيرهمء ومن وجه إلى 

غيره لحَسّب اجْتَهَادِه وإن ما ازتفع منه مصروفٌ في سائر المسلمينَ أبداً من 
وَجَدَ منهم» ومن [213 أ] سائر : تعارفنا في منزلة الوقفٍ المَحبوس المَوَنّدِ الذي 
ينتفع بريعهء ولا يملِكُ أَهْلّهُ في كُلَ عَضْرٍ رقبئّه . 

2 وكذلك النّبِيْ كل نما كان يَمْلِك الإنْتِمَاعَ بريع القِسطٍ منه بِقَّذْر 
حاجته؛ ويضعة حيث يريد على تَمَلِيكِ المنفعةٍ دون الرقَبَةِ» ومتى تَبْتَ ذلك 
لم يِب أن يوه الب ع بأ لا يقيمَ عليهم جميع مال اليء وسهم 
العَنِيمة» وما وجد بعذهُ في بيتِ مال المُسْلِمِينَ لا ليس يملك لذلكء» وهذا 
يبطل جميعٌ ما تُوصّلُوا به إلى الطّعن على السّلف رضْرَانُ الله عليهم إنطالاً 


(4) - 820 


ق: ينوبها. 
(1) من الأفضل زيادة أن. (5) ى: اربعة. 
(2) كتب كلمة «الإ؛ في نهاية السطر و«نتفاع» (6) ق: حياته 
على أول السطر التالي. (7) ق: يحم. 

(3) ننوته . 


5257 


ظاهراًء وإنّما روى7! ' الناسٌ أنَّ فاطمة رَضِيّ الله عنها أرسلت إلى أبي بَكْرٍ 
ْلَه ميراثها مما أقَاء لله على رَسُولِهِ من فدَكِ والمدينة - ما بَقِيَ من سَهم حَيَْر 
هذا لَفْظْ الحديث» فقال أبو بكر رَضِي الله عنه: «قالَ رسول الله ككل : «إِنا لا 
نُوَرّتُ ما تَرَكْنَا صَدَقَة) وإنّما قال ذلك إِنّهِ ليس بمُلْكِ له. 

[فصل] 

3 - فإِنْ قالوا: نِعْمَ رَأَيْهُ لو نَبْتَ أنَّ ما كان بتصرف الوَّسُولٍ يَلدِ من 
هذ الأراضي ليس بمُلْكِ له لم يَحُلْ أنْ يَتَمَْكَهُ وَرَثَنه ولم يكن على مَنيهم 
ذلك سبيل طَعْنٍ ولا غض» ٠‏ فما الدليل على أنه يلِِ لا يَمْلِكُ. ذلك حتى 
يَضْلْحَ ما كلم . قِيِلَ لهم : أَحَدُ الأدِلّةِ على أنه غيرُ مُلْكِ© لذلك وَقَرْ الدَلِيلُ 
على أنه ملف له؛ وذلك أنه قد ثبت أن لياه في الأصلٍ ما عدم وجل 
ِعا7: ولم يَكُنْ كذلك مُلكُ الله سبحانه وإِنَّهِ أمْلَكُ بها من سائر المَخلوقِينَ» 
وإن ملك المخلوق وحيازَنه لشسَّيءِ منها من حيث يخرج على غيره ولا يستقر 
ذلك إلا من جهةٍ العقل. وقد وَصفنا هذا في كتاب الإبَاحَةِ والحظر من كتاب 
الأصول بما يُغني النَاظِرُ فيه. وإذا كان كذلك عَلِمَ أن العقل لا يُوجب تملِيك 
لنب يليد شيئاً من هذه الأموال» وليس في السمّع ما يدل على أنه يل قد ملك 
شيئاً من ذلك»ء فوّجْبَ إبطالَ القولٍ بأنّهِ مَلَكَ لقِدّم الدَِيل على تَمْلِيكهِ إياه من 

جهة العقل والسّمعء لأنّ عدم الدَليلٍ على إثباتٍ الشّيء الذي لو ثبت لم يَنْبْتْ 
إل من ذلك الطريق دليلٌ على أنه غير ثابتٍء ولا مستقر قصَحّ بذلك أنه عليه 
السلام غير ملك لذلك. 


823 822 - 


(0) فى: رواء (2) ق: ملك. 
(3) ق: فيا. 


555 


[الباب الخامس والثلاثون] 


[باب الكلام في مسألة ميراث فاطمة رضي الله عنها 
والقول في ان الشرع لا يوجب على الأمة ملك شيء بغير 
حجة ولا بينة وورود أيات وأحاديث مروية] 


[فصل] 

4 - فإن قالوا: يجب أن تقضوا على أن الأمة [213 ب] لا تَمْلِكُ شيئاً 
من سَمْع به يُنْبتُ من جهتِه. قيل: أَجَلْ كذلك تقول أنّها آيست بمُلْكِ لأحدٍ 
منهم» وإِنْ جعل لهم الإنتفاع”'" مِنْها يَرْفْعُها إذا احتاجوا إلى ذلك» ورآه الإمامُ 
مصلحةٌ فَدَفَعَه إليهم مُدَّة حاجَتِهم. فأمًا التمليك» فليس لهمء وسندُلٌ على 
ذلك فيما بعد ان شاء الله. وإنّما الفيء الذي يقطعُهُ المُسْلِمُونَ لا يَجْرِي 
مَجْرَّى مالٍ الغَنِيمَةِ الذي يَملِكه" أهْل السّهَام إذا أَعْطَاهُم الإمَامُّء فلا سَُالَ 
علينا في هذا. 

5 - فإِنْ قالوا: فيجبُ أنْ لا يَمْلِكُوا أيضاً الإنتفاعَ بها وأخذ بَيعِهاء إذا 
دَنّعها الإمَامُ إليهم ليصرفوه في وجوه مُصالحهم.ء لأنّه لا دليل على تَمَلْكَهِمِ 
لذلك مِنْ جهةٍ العقل؛ ولا مِنْ طريق السمع. قيل لهم: ليس الأمْرٌ على ما 
ظُنَنْثُم لآنّ عليه دليلاً من جهةٍ السّمع» وإن لمْ يكن عليه دليلا عقلياً . فإِن 
قالوا: وما هو. قيلَ لهم: إجماعٌ الأمّةِ قاطِبَةَ على أَنّهُم يَمْلِكون الإنْتفاع بذلك 
إذا أعطَاهُم الإِمَامُ والإجماعٌ كالقرآنٍ في القٌّطع على صححيّ موجبة» وكالسّئةٍ 


824 - (2) ق: ان ما. 


(1) كتب كلمة «الا؛ على نهاية السطر و«نتفاع» (3) ق: تملكه. 
على أول السطر التالي. 


559 


المتواترّة في صَدْرِ'' هذا الكتاب في باب ثبوتٍ الإجماع» فسَقَطَ ما قلتموه. 


826 ا لي 
ف اسرا ا ل ل و ا 
بما يحتاجٌ إليه لتقسه, ونّققة عياله؛ ريلك ما يَصَفْهِ تا حيث يريء لا 
فيَملكُ التصدُفٌ فيه انيع بو فقد وَدَدتم! على قولناء ونحن وباقي الأمة 
نزعم أنهيكلة إِنّما يَملِكُ الإنتفاع به دون رقبته. فقد أطبقت الأمَةُ إذ على أنه 
يملك الإنْتِمَاعَ بمقدارٍ من ذلك» ووضعه حيث يريدٌ» فهذه الحجةٌ نَنْتُ مُلكه 
للإنتقاع بهء ولم تُجمغ الأمَةُ على أنه يملك رقاب هذه الأموالٍ» ولا قام على 
ذلك دَلَيلُ يحل الإجماعَ [214 أ] في القطع على صحتهِ فنقول به فلأجلٍ ذلك 
افترق الأمران. 

7 وإِنْ قالوا: فيجبُ” أيضاً أن لا يَمْلِك العَانِمُونَ أرْبَع أُحَمَاس 
الغنيمةٍ إذا قُسْمَهَا الإمَامٌ عليهم؛ ولا يَمْلِكُ القُقَرَاكُ والمَسَاكِينُ والغَارمِين ما 

يَصِل إليهم مِنْ صَدَفَةٍ المُْض في الأموالٍ» لأنّه لا دليل على اسْتَفْرارٍ مللِهم 
ما صار بالعَطيّة إليهم'. قِيل لهم: ليس الأمرٌ على ما توهمتموه وإنْ كان 
الفِعْل لا يَدُلُ على اسْتِقَرارٍ ملكِ أحد من هؤلاء بأخذهم الشيءء ولا يدفع 
غيرهم” إليهم ولا جَارَ بهم له دون عُيْرهم؛ 00 
والبتامى فيه والغارمين وأبناء السبيل َالمُؤَلقَة ونه وك من أعطى أشياءً 

من مالٍ الغنيمة والصدقة المفروضة فسقط بذلك ما سألتم عنه. 


825 - (5) ق: ردتم. 


(1) ان كلمة «صدر» مضافة فوق هذا. 827 
- 826 - (6) ان كلمة «فيجب؛ مضافة فوق «أيضاً». 
(2) ق: وقبته والوقبة: النقرة. او: الكوة او: ‏ (7) قى: الهم. 
أنقرعة الدهن والثريد ونحوهما. (8) ق: عيرهم. 
(3) قى: سسوا. (9) سورة التوبة: 60. 


(4) «منه» مضافة فوق يضعه. 


300 


8 - فإنْ قالوا: ما أنْكَرْتم أن يكونّ السَّمْمٌ قد وَرَدَ بأنّ اللي تك يَمْلِكُ 
0 
َي الى واليَائى والمسَاكين وابن الشبيل4 ” فجََلَ الخمس من خم 
العْنِيمة لله وللرّسولٍ» وهذه لامُ تَمْلِيكِء كما جََعَلَ أَرْبَعَةَ أَحْمَاسِهِ لِذَّوِي المُرْبِى 
واليتَامَى والمَساكِينٍ وأبْنَاءِ السبيل؛ فَمَنْ حَارَلَ دَفْعَ ذلك أو حَمْلّه على غَيْرٍ 
00 يقال لهم: أل ما في هذا حاب آنا نحن اص ل 
بل هو مَؤقف على رأي الإمام: إن رأ أن ضرق إلى ب نعضي أذ إلى عبرم 

جميعاًء أو إلى مَنْ ينوب المسلمينّ هو أخرّط عند الب يلل: والإمام مِنْ 
َي من يُسَنّى صَرْف ذلك إليه. وهو عندن2؛ أي حْمْسُ الغنيمةٍ مِمْنْ سْمْيَ 
مُلْكه: : يَذْفْعَهُ إليه وَجَارَةٌ . وليس كذلك [214 ب] مال الفىء لأنه لا يَمْلِكُ 

قَبَتَه بالعطِيّة» وإنّما يَمْلِكُ الإنْتِمَاعَ به على ما وَصَفناهُ من قبل» وهذا سوءٌ 
000 بَئْنّ النِيّ كَكَةْ وين غير مِمّن ذَكَرَ معه في السَّهم من العْنِيمَةِ فقد سَقَط 
جِئْلٌ بعضهم بلام التَمْلِيكِ على بعض . 


[فصل] 

9 ثُمْ نَقُولُ أنَّ الله سُبْحَائّه قد تَرَكَ الآية الفصل من سهم النّبِىّ ككل 
الذي جَعَلَ له التصرْفٌ فيه وبين غيره مِمْنْ دَكَرَ مَعَهُ بقَوْلِهِ عر وجل لقَإنَ لله 
خْمْسُه وللرّسُولٍِ4 فَجَعَلَ نفس ما للرسولٍ هو الذي لله. وقلنا هذا المال لله 
تعالى» وهذا المال محبوسٌ في سبيل الله وهذه صَدَقَةٌ لله. وإِنّما يُفِيدُ أنه 
للمُمَراء والمُحْتَاجِينَ والمنقطعين» ٠‏ ومَوْقُوفةٌ على سَائِرٍ المُسلمينَ على سَبِيلٍ 
اثيفاعهم دون تملكهم إياهاء وقوه عر وجل للرسولٍ يقول: وهو أَغلمْ أن 


828 - «بأي2 . 
(1) سورة الأنفال: 41. (3) ق: سوسا. 
(22) ق: يعني من الأفضل استبدال ايعني) 


501 


وللرّسولٍ ولِذِي القُرى واليّتامئى والمَسَاكِينَ وابْنِ السبيل. فالّذين”" ذَكَرُوا في 
الآيَهِ مِمْن يأخذ شيئاً م مِنّ الحمْس : أزْبَعة زَبَعَةَ فة ؛ لأنْ سَهْمَ اله هو سَهُمْ رسوله» 
فكأنه قال: سَهُمٌ من الغنيمة هو حُمْسْها له والرسول. يُفَرمُها الرسول© إلى 
ذُوِي القُرْبَى واليَتَامَى والمَسَاكين إذا رَأى ذلكء واحْتَاجُوا إليه» لا على أنه 
ملك لهم كالذي يؤتونه” ويُوهَبُ لهمء فَلَمْ يقل في هذه الآية. لأنَّ الرسول 
كهُ غير سَّهم ذوي القّربى واليتامى» كما أنه لم يجعل لنفسِهٍ عر وجل بِقَوْلِه 
فيه سَهُمّ غيرُ سَهُم رسول الله يك. وغير سَهُم ذوِي القُربى. والسَّهُمُ الذي لله 
وللرّسول هو الذي* «لذي القُرْبى والتَتَامَى4» يقولٌ: «انْرْكُوا الخمْس منه لله 
ولرسوله لِيضرفه إلى أهل الحاجَة) مِمْنْ ذَكَرَ غَيْرَهُم بِحَسَبٍ اجْيتِهَادٍ الرّسولٍ 
عليه السلام. وإذا كان ذلك كذلك» فقد صارّث هذه الآيةٌ لنا دون أن لا تكونّ 
دَلَالَةٌ علينا . 


86320 - ومنّ الدّليل على أن ذوي القُزْبى واليَنَامَى والمَسَاكِينٍ وابن ن السّبِيلٍ 
لا يَملِكُونَ ما قال شبحائه لهم إذا رأى النِّيّ ول عَطِيتَهُم إِنّهم نما يحون مال 
الحُمس نصّفّة”” لا بِعَيْن وليس هو موقوفٌ [215 أ] على من يرث وكانوا 
أيْنَاماً يوم يكونوا كذلك» وكانوا من أَبْنَاءِ السّبيل أو لم يكونواء بل هم وغيرهم 
0 
غَيرهم» ومتى لمْ يككونوا بهذه الصّفَاتٍ لم يدفع إليهم شَيْئاً من الْحَمْسِء و 
لمان المفروض بن الصدفة في أن الفقراء والفارمين «المؤلقة و4 
يأخذونَ منه بالصدقاتٍ لا بالأعيان» وما كان مَأحَوذاً على هذا فليس يَمْلِكُ 
للأخذٍ قول: أن يَأحُذَهُ؛ لأنّه لو صَرَفَهُ إلى غيرِه من أهل صِنَتِهِء ولم يعطه 
لشاع وجاز. ْ 


1 - قال مَالِكُ وسَائْرُ العُلَمَاءِ إلا الشَافِعِيٌ : إنه يجُورُ للإمام أن يَضْرِفَ 


830 - 829 

(1) ق: فالذس. (5) ق: نصمه. 

(2) ق: الرسول. (6) ق: بعسن. 

(3) ق: بونويه. 7( ق: أعني من الأفضل استبدال «أعني» با 
(4) ق: الذي . «أي؛. 


5202 


مَالَ الصَّدَقَةٍ المعَرفةِ إلى صُنْفٍِ واجِدٍ من أَهْلٍ السّهام الحَمْسَةء فكيف يكونٌ 
ملكا لهُم مُسْتَحَقاً. قالَ مالِك: وأمًا سَهم طَالمُوْلّقَة قُلُوبهم4 فإنّهِ قد سَقَطَ 
رَأساً في هذا الوَّقْتء وإِنْ كان الرَئْعُ قد اعطُوهُ في صَدْرٍ الإشلام بِمَوْضِعْ 
الحاجَة إِلَنْهم . وليس بِأهْلٍ الإشلام الآن حاجة إلى المؤلّفة قُلُوبْهمء فلا غ1 
أن يُغطى”” منه منه أَحَدٌ على هذه السَبيل» قال: ويَنَصَرفُ سَهم «المؤلفة 
قُلُوبْهُم4 إذا سَقَط عند العَنِي”” عنهم إلى باقي المَذكُورين أو بَعْضَهُم على ما 
يَرَاهُ الإمام» وأهل الأربعة أخماس مِنَ الغَنِيمة» يأخذون بأعيانهم بحضورٍ 
الحرب» ويستجمّون ذلك لا بصفاتِهم . 

2 وجَمْلَةُ هذا الكلام: أنَّ الآخذين من سهم الخمس والرّكاة 
المفروضة إِنّما يُمْطُونَ بالصّفَاتٍ لا بِالإعْتِبَار فليس هذا مُلْكُ لِسَائِرٍ أهَلٍ 
الصّفَاتٍ للإلفَاقِء على أنه لو صُرِفَ إلى بعضهم لم يَضْمَنٍ الإمَامُ لبَاقيهم. 
ومَنْ يوجد مِمْنْ هو مُساوي لهم في صفتهم. ٠‏ لأنّه لا يُلْزِمُهُ بفرقيه” على 
الفُقراء والغارمين في الشَّرْقٍ والغَرْبٍ مع اشْيرَاكهم في الضَفَةٍ ولا يَلرَمْهُ أن 
يُغطي من كان فقيراً غَارِماً. إذَا أنْسَرُوا: أَهُلُ الحَرْب يَأْخْذُونَ أَرْبَعَةَ أخماس 
العَنِيِمَةِ بأعيانهم لا بِصِفَاتِهم فسَقَطَ بذلك أيضاً أن يكون معنى الآية ما ذَّهَبُوا 
إليه من أن قوله ولِذِي القَرَْى والتّامى4 لأنّهم لا يملكون. ولا يأخذون لا 
بأعيانهم بل بِصِمَاتِهِم'” ولم يذكر الله [215 ب] عر وجل هؤلاء الأربع أصناف 
ليكون ذلك 0 ”ا بأغيانهم منهم ولا على أنْ يكون مقسوماً عليهم أزباعاً 
على العُيُوبٍ. وكذلك الخَمْسَةُ الأصناف التي ذكرُوا في الصَّدَفَاتِ مِمّنْ لا 
يجورٌ أنْ يأخذء فإذا استحق العامل على الصَّدَّقَاتِ أكثر من الثّمْنِ ولّمْ يَصلْخْ 
أمْرَهَا إلا به كان اسْتِعْمَالهِ بأكثر مِنَ النْمْنِ. وكذلك لو لَمْ يَسْتَجِقٌّ بِعَمَلِهِ مِقْدَارَ 
تُمْنها لجَرَّرَ على الإمَام أن يُعْطِيه الْمْن. وكذلك لو لم يُؤخذ غارماً ولا من 
يحتاج أن يَتَألْفَ لسَقَطْت سهامهم؛ وصَارَ صَرْفْها إلى باقي أهلٍ السّهام. 


2 832 831 


(1) ىق: سبع . (4) فق: شرفه . 
(2) ق: يعطا. )5( ق: بصفاتهم. 
(3) ق: الغنا. (6) خرم: سقطت كلمتان. 


203 


وكذلك إذا استغنى ذُوُو”'' القُرْبَى سَقَط سَهْمَهُم؛ وجَارَ صَرْفٌ ذلك إلى غيرهم 
على ما يراه الإمام» وكذلك لو لد أِتَاءُ السّبيل» وَوَجَدُوا ما يحمِلُهُم لم 
يجب بإِجماع أغطاؤهم. وكذلك الأبْتَاءُ إذا كانوا أَغنِيَاء ذُوِي أموالٍ» لم يَجَر 
9 و (3) ”مع سس ٠. . ٠.‏ َُ ع ٠.‏ 
إِعطَاؤهه؟* ووَّجَبَ صرف سهمهم إلى غيرهم» وفي سبيل الله سبحانه . 


3 - فكذلك صََمْ أبُو بَكر رَضِيَ الله عنه لَمّا وُجِدَ ذّوِي القُرْبَى قد 
اسْتَعْنُوا بِمَا في أُيْدِيهم. صَرَّفه عنهم إلى غيرهم» وفي وُجُوه أخر وسبيل الله 
وكذلك فَعَلَ رضي الله عنه» فليس لأحَدٍ أنْ يقُولَ ما قَالَ أبُو* بكر لم يدفع 
إلى فاطمة وآل الرسول يك سَهْمَ ذَوِي القَّربَى كَمَا ليس لَهُ أن يَقُولَ ما مَالَه لم 
يدفع إلى بعضٍ الأنبيَاء” وَأبْئَاءِ السبِيل - وإنْ لَمْ يَكُونُوا م مِنْ أهل الحَاجَةٍ 

266 
سَهِمَهُم. . وكذلك الجواب عن قولِهِ عر وجَلٌ: ما أقاء الله على ز سُولِه 67# 
لأن ما أقَاء لله عليه مردودٌ فيهم؛ ومَضْرُوفٌ إِلَيهِم فلا تَعَلّقَ لهم في شيء منّ 
الآياتِ” 7؟ الواردة فى الكتّاب . 


4 - ومما يدل على أنَّ تَأُوِيلَ قوله عر وجل : «ففيهِ حُمْسّهُ وللوّسُول4 
وقَْنّه لما أقَاء اللَهُ على رَسُوله وما قُلْنَاهء وأنَّ ما جَعَلَ لله وللوَسُولٍ فهو 
لكان أل هذه السّهَامٍ مِنَ المُسْلِمِينَ. ومَنْ كان بِصِفَاتِهم قَولَه عليه السلام اما 
لي مِما أفَاءَ الله عليكم مِثْل هذء؛ يعني وَبْرَةَ أخَذَهَا مِنْ بَعيره «إلا الْخْمْسٌُ»ء 
وَالحُمْسٌ مَرْدُودٌ فيكم», وقَوْلُه لما اجْتَمَعُوا حوله. وحديثٌ الشّجْرَة ورداكه” 
حين مُنْصَرَفِهِم مِنْ خَيْبَرَ فقال: «رُدُوا رِدَائِي' أنَطْنُونَ أنّي لا أَنَسْمُ عليكم 
غَتَائِمَكم [216 أ] فوالله لو أْفَاءَ الله على مِثْل شَجَر تُهَامَةَ نعماً لَقَسَمْتُهِ عليكم ثُمَّ 
لا تجدوني بَخيلاً ولا جَبَاناً» ولا كَذُوباً»”"؛ فأخبر يك أنَّ الغنيمة والفيء 
مقسومٌ» ومردودٌ عليهم» ولو كان بعٌدد شَجَرِ تهامة نعما. 


(0) ق: ذوا. (6) سورة الحشر: 6. 


(2) ق: اسحغنا. 7) ق: الآيا. 
(3) ق: اعطاهم من الأفضل زيادة الهمزة. 834 

833 - (8) ىّ: رداه. 
(4) ق: أبي. (9) ق: رداي. 
(5) ق: الانبيا كتبت على هذا النحو. (10) حديث نبوي. 


504 


5 والمُعْتَمَدُ مِنَّ الرٌوَايّة في أنه لا يَمْلِكُ شَّيئاً من مَالٍ الغنيمةٍ والفيء 
قَوْلّه : «مَانِي مما أقَاءَ الله عليكم إل الخْمْس» و«الخمس مردود فيكم» وفيه 
وجهان من الاستدلال على أنه يك لا يملك شيئاً منه أحدهما قوله: «مالي منه 
الا الخمس» وقد أَجمَعَتْ الأَنَهُ على أن الحّمْسَ ليس هو بأسْره مُلْكُ له؛ ولأنّه 
إِنْ كان له بأسْروء فيَجبُ أن يكون بأسره لِذّوي المُرْبَى» واليَتّامى وابن ن السبيلٍ 
لأنّ الله عزِّ وجلّ عدد جميع الأضْئَافٍِ الأربعةٍ مَعَ الرسول عَللِية وجَعَلَ الخْمسّ 
بِحَقٌ الظَاهِرٍ عِندَهم لسَائِرهم على السّهامء فَلِمَ صَارَ النَبيُ يل بأنْ يَملِك 
الحُمس بِأْسْرِهٍ بنَولهِ: «وَذوِي القَرْبَى والتَنَامَّى والمَسَاكين وأْبْئَاء السّبيل*. فإِدًا 
لم يَجز أن يكون الحُْمْسُ بأسره لقوله: طوذِي القزبى». فَإنّما يجب أنْ يكون 
حْمْسُ الخمس» لأنّه هو الذي يَملِكّه على قولهم دونَ جميعه. فلِمًا لم يقل 
ذلك. وقالَ: «لي الحُمْسٌ» صح أنه كلِةِ لا شَيِءُ له فيه يَمْلّكَهُء وإن جعل له 
الإنتِقَاعَ بِمَا يَحْمَاجٌ إليه. وأنّ معنى قَوْله : لي الحْمْسٌ هو معنى قَوْلِهِ أن 
الحُمْسٌ لله وللرسول يقولَ أنه لهما يَضرفائّه إلى ذَوِي القُرْبى واليتامى 
والمساكين وابن السبيل» فيُقال: إِنّه لله عر وجل وللرّسول من حيتٌ الْتَقَى به 
وجه الله تبرضائهما «كما أكْرَّمَكَ لفُلان»» «ورأطعَمَك). و(إِنَّكَ لِمُلانٌ 
لأَجِعَلْ مَوضِعَةُ وابتغى”" مَرْضَاتَهِ؛ ومنه قوله سبحانه: 9«إِنّما تُطَعِمُكُمْ لِوَجْهِ 
الله4”" فقوله: «فإنَّ خمْسَهُ لله» على هذا المعنى» فالوَجَْهُ الآخْرٌ قَوُلْهِ عليه 
السلام: «الحُمْسُ مَرْدُودٌ فيكم» فلو كان له منه حْمْسَةٌ وأَرْبَعَةٌ أْحْمَّاسه لهم 
لقال: «أَرْبَعَةٌ أحْمَاسِهِ مَرْدُودُ فيكم» فلما عَدَلَ عن ذلك جَعَلَ الحُمسّ [216 
ب] كله مردود فيهم . بين بذلك أنه لا يملكُ شيئاً منه وأنّه بما حَكُمْ الله عر 
وجل وله عليه السلام ما قلناه وبيناه. 


[فصل] 

6 - فإِنْ قالوا: ما أنْكَرْتُمْ أنْ يكونّ إِنّما أراد عليه السلام بِقَوْلِه : ١‏ 
لِي فيه إلا الحُمْسٌ) إِنَّ خْمْسَهُ له. وأنْ يكونَّ أَرَادَ بقَوْلِهِ: والحُمْسُ مَرْدُودٌ 
835 - (2) ق: ابتغا. 

(1) ق: برضايهما. (3) سورة الإنسان: 9. 


205 


فيكم أَرْبَعَةُ أَحْمّاس الخحخمس. قيل لهم: أنْكَرْنًا ذلك لأنّه غيرُ معقّول» ولا 
يجُورُ التُحَاطْبُ بَِِلِهِ لأنا لا نَغقِنُ من ذِكْرٍ الحُمْسٍ أن له الحّمسَ منهء ولا 
نعقل مِن رَدْ الحُمْس عليهم أن أزَعَةَ أَحَمَاسه مَردودٌ فيهمء قلا يَجُورُ حمل 
الكلامٍ ما لا يَعقَل منه غير حجةٍ ولا بيّنة. فإن قالوا : ما أنكرتم أن يكون 
قوله: مالي مِمّا أنَاء الله عليكم إلا الخْمْسُ) صحيحٌ» لأنَّ خْمْسٌ الخمس 
الذي جََعَلَ له نَفْعّ عليه اسم الخْمْس» تحن تح لكلا على شار يقال 
لهم : لا يَجُورُ ذلك من وجهين أَحَدَهُما أن خُمْسٌ الحُمْسٍ يسمّى"'" حمسا في 
الحقيقة . غَيْرَ أنه لا يُسَمّى حمْس الغَنيمة» وخمسٌ ما أفاء الله على المُسلمينٌ. 
وكذلك نِضفٌ الحُمْسٍ لا يَمَعْ عليه نَضْفٌ في المسلمين» وكذلك بل يضف 
خْمْسٍ فيهم؛ ٠‏ ورَسُولُ الله يله قال: اما لِي بما أفاء الله عليكم إلا الخُْمس) 
وحْمْسُ الحمْسٍ ليس بِخمْس ما أنَاء الله عليكم. وهذا بِيّنّ في سقوطٍ ما 
حاولوه. 


7 والوَّجهُ الآحَرُ قوله كله «والحُمْسٌ مَرْدُودٌ فيكم» وأربعة أخماس 
الحمس لا يُسَمّى خمساً بانْمَاقه وليس يَرْةُ عليهم خَُمْسٌ الحُمْسٍ فقط بل 
أَرْبَعَةٌ أخماس فدل ذلك على أنَّه جعل لنفسه وك ما هو مردودٌ فيهم, 
والمرذود فيهم هو حْمْسٌ العَنيمَةِء وليس بِخُمْس حْمْسِهاء فرّال بذلك أيضاً ما 
حَاوَلُوه ٠‏ وليس يَصْحّ الاستدلال على أن" الب يي لا يملِكُ شيثاً من مَالٍ 
المّيء والعَنِيمَة بعدّ أَحَذٍ مَؤُونَتو ومؤوثَةِ عِبَالِهِ بِقَوْلِهِ : الا يُقَسْمْ وَرَنتِي بتعدي 
دِرْهَماً ولا ديئاراً. ما تركتٌ بعدي تَمْقَةَ نَسَائَى وَمَؤُوَنَهَ! 7 عَامِلِى فهر صَدَقَة)0) 
لأنه قد يَمْلكُه ويكونُ صَدَقَةَ بَعْدَهُ إذا حَكَمَ الله عر وجل بذلك وحَرّمَ الإزْتَ 
منه كذلك لا يضح الإسَْذْلآل على نفي مُلْكهِ بِقَوْلِهِ ١لا‏ نُوَرَتُْ ما تَرَكْنَا صَدَقَةًا 
لأنَّه قد يكون مُلْكٌه [217 أ] في. . .7 صَدَقَةَ بعد موته. 


- 836 )3( ق: مونه. 


(1) ق: يسما. (4) حديث نبري. 
- 837 (5) حخرم: سقطت كلمتان. 


(2) ان كلمة «ان» مضافة بالهامش. 


516 


8 وكذلك قوله: «لو أقَاءً لله علي بِعَدَوِ شَجَر هام هما سنت 
فيكه2, لله قد يُقَسْمُه فيهم وَيَمْلُكُ بَعْضَف ولكن يَصُح التَعَلّقُ بهذا مِنْ 
جهّة أنه جِعلَهُ ‏ مَقْسُوماً عليهم» ولم يَسْتَئْن .00 كيئ(ة منه؛ ممن جعل له منه 
شيعا اماج إلى 5ليل. فإن كنا لول الله عر وجل ل مْسهء فقد مَضَى 
الْجَوَّابُ عَنهء وإِنْ قالوا: أَفْلَيْسٌ له مِنَ الحُمْس قَدَرٌ نفَقَّيَهِ وتَمَقَة عِيَالِ 
ونسائه» وعَامِلِه. قيلَ لهم: أَجَلْ هذا مُبَاحُ له أَخَذَهُ وقد أجمع المُسلمون 
على هذا المقدار له إذا احْتَّاجَ إليه» ولم يُحِمِعُوا على أنه يَملك حَمْسٌ الخممس 


9 فإِنْ قالوا: أُقَلَيْسَ بالآيّة أَعْطيُْمُوهُ هذا المقدار؟ قيل له: بل سُنّته 
وَفِغْلف إِجْمَاءٌ الأمّةِ على ذلك لأنَّ الآيَةَ تقتضي أنَّ ما له فهو لله سبحانه 
وسُدَنُه تقتضي أنه مصروف فيهم مَرْدُود عليهم على ما بَيْناه من قبل . على أنَّ 
نِسَاءَهُ وَعِبَالَهُ وَعمَالَهُ مِنَ المُسلمين» وقوله: اوالخْمْسٌ مَرْدُودٌ فيكم لا 
فعضي أنه لا يرد شيئاً منه على عياله وِسَائِهء وعلى أن السئة © الأ خرى قد 
تَبنَتْ أن مِمّنْ يَرْدُ عليه منهم نِسَاؤُه وعِّالُهء فقوله: «ما تَرَكْتٌ بعد نَفَقَّهَ نِمَائِي 
ومَؤُونّة عَامِلي فهو صَدَقَةَ) يريد أنّه يلم لَهُنّ مِمْل الذي كان لَهُنَّ منه أيَّامَ حياته 
والبَاقِي مَرْدود في مَصالح المسلمين. 

0 - فإِنْ قَانُوا: كيف يسُوعٌ أنْ يَعْتَلُوا بِمِثْلٍ هذا الحَبّر في أنَّ الي 
:لا يلك مِنَ الفَيْءٍ ومس العم شيئاً غير ما يَْمَاجُ إليه مما فيه َه 
وقَوَامُ عَائِلتِو " وَهُوَ حْبَرٌ واجد. يل لهم: هذا الخْبَرُ من أخبارٍ الآحادٍ التي 
يَسوعٌ التو في صحتهاء ؛ لأنَّ الأمَّة قد تَلَمَنْهُ بِالمُبُول في الصَّدْر الأوّل» لا 

َُازِعٌ بينهم فيه لامرئ 7 . والحَبّدٌ إذا تَلَفّنه الأمة بالقبول وجب العمل به 
والقَّطمُ على صِحَّيِهه وهذا الخَبّرُ أَشْهَرُ وأظهرُ من الخبر الوارد بادعاء فاطمّة 


839 - 838 - 


(1) ق: تهمة. (5) ق: السئة كتبت والشدة على النون. 
(2) حديث لبوي. 840 

(3) ق: سشى. (6) ق: عايلته. 

(4) ق: شيا. (7) ق: لامرى. 


52537 


رضي الله عنها: الإرْثَ ومنّ المطالبة بالنحل واستشْهَادِها بعَلىٌ وأَمْ أيمَن» لأنَّ 
هذا أَمْرٌ نَروِيهِ الآحَادِ؛ والخبر الذي ذكرناه مُطْبِقٌ على صحته في السلف وإلى 
وقتنا. ْ ْ 

1 - كُلَّ القُقهاء مع اختلاف مّذاهبهم دَائُون بِصِحَته وَذَاكِرُون له 
ومحتجون به [217 ب] في مواضع به متداول بينهم» وظاهرين بروايتهم فهو 
ليس على. . .”1 روايات الشيعة مما يذكرونه من المطالبة بِفَدَكُء وغيرهاء 
وعلى أنّه لو كان من أخبارٍ الآحادِ؛ لوَّجْبَ أنْ يسْتَعْملَ في تَعَرْفٍ الحُكم من 
أنه مُشكِلَهُ مُحْتَمل؛ ويقو ى”* به أَحَدُ التَأُوِيلين» وقد أَوْضَحْنًا أن الظاهر مِنْ 
َوْلِهِ #بأنَّ لله خُمِسْهُ وللرّسولٍ» إِنّه لهماء وإِنّهِ صَدَقَةَ على مَنْ ذَكَرَ مِن أضْئَافٍ 
المسلمينَء ويُمْكِنُ أنْ يكونّ أرَادَ أن لل سول”© قل سهماً على بعد ذلك 
ويُعَدَدُه وَاسْتِعْمَالُه خبر الواحد في تقوية بعض تأويلات ما وصفنا حَالّه من 
الكتاب صحيحٌ وهو أقوى من القياس في بابه الذي يتوضّل به إلى معرقة كم 
المحتمل أو مِثْلهِ؛ فَوَجْبَ إعمالّه على ما ذكرناه. 


[فصل] 

2 - وعلى أنَّ خَبّرَ الوّاحد لو ورد في إِنْباتِ حكم مُسْتَأنف ليس له ذَكْرٌ 
في الكتّابٍ لتبْتَ به الحُكم ؛ فكيف به إذا وَرَدَ في تُمُسير ما ثَبْتَ الحكم من 
جهتهء لأنّه يكون في هذه الحالٍ أَقْوَى؛ وقد ذكرنا من قبل إطباق السّلف على 
وجوب العمل , بخبر الواحد, فقد قام الدليل على ذلك بما ليس هذا موضع 
ذكره؛ وليس هذا الخبرُ واردا في إسقاط حق يتعيّنه”” لإنسان بِعَئْئِهء بل هو 
وارِدْ في إِسْقاطٍ التَوْرِيثِ من النَبِيّ كه ومع أَزْوَاجِهِ وعَمّهء وكُل من هو مِنْ 
أل المِيرَاثِ مِنْ غَيْرِ إنْبّات رَدْ جميع الخْمْس في المُسْلِمِينَ . فليس هو من 


جنس ما يتعلق بغير واجِدِه؛ ويجري مجرى الشَّهّادَة في إِسْقَاطٍ حق الإنسان 


841 - «اللرسول». 


(1) خرم: سقطت كلمة.  842-‏ 
)22( ف: تقوى . 4( ق: وارده. 


(3) ق: الرسول من الأفضل أن تكتبا (5) ق: سعنه. 


508 


بِعَيِنِه. وعلى أنا قد بَيّنا العَمَلَ من الأمَّ لأجلهء ويّلقى الأمة له بالقبول» فسَقَط 
ما يسألون”'' عنه في هذا الباب. 

3 ومِمًا يَدُلُ أيضاً على أنَّ رسول الله كَل لا يَمْلْكُ أغيّانَ ما بقي من 
مال الحمْسٍ والفَيْءِ ما رَوَاهُ مالك عن نافع عن ابن عُمَّر وعبيد الله بن عمر عن 
نافع عن ابن عمر أنه قالّ: «بَعَفْئا رسول الله بل في سَرِيّة قِبَلَ جدء فبلغ 
سِهَامنا أَحَدَّ عشر بعيراً أو قال اثنا عشر بعيراً ونقّلنا رسول الله يَكَهِ بعيراً بعيراًء 
فتَبْتَ بذلك أنّ رسول الله كله أغطّاهم بِفْلَهُم من الحمْس بعيراً بعيرأًء إلا مِنْ 
خُمْس الحُمْسٍ لأنا نعلم أن [218 أ] حُمْس الحُمْس من إثتي © عَشَرَ بعير0© 
لا يكونٌ أَبَدَأْ بل بعض بعيرء وسواء قلّ عدد أولئك العَانِمِينء أو كَثْرَ. فعَلِمَ 
أن التِفْلَ كان مِنَ الخمْس لا من خمس الخمس . 


[فصل] 

844 - فإن قال قَائِل: ما أنْكرئم أن يكونَ أغطاهم بعيراً بعيراً مِنْ حمس 
الحُمْس وإِبْل كانت عندَهُ أو نَفُلَّهُم تلك الأباعير كلهاء من إِبْلِ كائث له 
وعِنْدَمُ لا عَنِيمة هذه الشّريعَة. قيل لهم: أذكرنا ذلك لأنّه تركاً للظاهر, 
وإبطالاً لفائدة الحديث» لو جَارٌ ذلك لِمُدّعِيهِ بِغَيْرِ حُْسَةٍ لجاز لآخر أنْ يزَعَمَ 
أن قوله: «فْبَلَعَ سِهَامُئَا إِنْنَا عَشَرَ بَعيراً» لأنّها بلغت من إبل كانت عند رسول 
الله كَل لا من تلك الغنيمة» وليس هذا بتأويل لأحد من أهل العلم فسقط ما 

5 - وصمٌ أنَّ هذه الروايّةٌ والقصهً تشهدٌ أيضاً بصحَةٍ ما رُوِيَ عنه من 
قوله: «وَالحُمْسُ مَرْدُودٌ فيكم. ومّالي مِن هذا الفيء مِثْلُ هذه!» يعني 'وَبْرَةً). 
وهذه أخبَارُ مُتَظَاهِرَةَ على المعنى» ولو اختلفت ألْفَاظُها. وإذا صَحّ بما 
وصفناه: أنَّ الي يلل لم يَتَمَلّكَ ما( يزيد على مؤونته'” ومؤوتّة نِسَائه وعِيَّالِهِ 


(0) ق: يسلون. - 845 - 
- 843 - (4) من الأفضل زيادة لاما». 
20( ق: اثنا. )5( ق: هوسه. 


519ً 


من مالٍ القَّىْءِ والحمْسُ مال المَىّْء شاع بعد العلم بذلك أن يقول؛ أنَّ معنى 
قوله: 'لا يُقَسُمُ ورنّتي بعدي دِرْهَماً ولا دياراًء إِنّه للمُسْلِمِينَ وليس بِمُلْكِ 
ِي». وصَارَتُ هذه الأحبارٌ مع قوله: "مالي مِما أقَاء الله علِيكُمُ إلا الحُمْسَ 
والحمْسُ مردودٌ فيكم» ومالي منه مِثْلَ هذه» يعني وَبْرَة أحَذّها مِنْ بُعِيره فقوله : 
«لو أقَاءَ الله علي بِعَدَدٍ شَجَرٍ تُهَامَةَ نما لقَسَمْتهُ عليكم». وتنفيله بعد القسشمء 
وبلوغ السٌهام إِنْنا عشر بعيراً للغانمين من السرية : اثني عشر بعيراً أخبار 
متظاهرة متواترة على المعنى» وإن اختلفت ألفاظهاء فكيف يتعلق فى ذلك 
بانها أخبار آحاد. وعلى أنا قد بَيّنَا أنَّ الآمَةَ تَلَفَمْهَا بِالقّبُولِ» وَعَمِلَتْ في هذه 
الأحكام والأموال بمُوجبٍ هذه الأخبار لأجلهاء لا لأجلٍ شَّيءٍ سواهاء وشهد 
من شهدٌ مِنَّ الصحابة الذين ذكرناهم على هذه الأموالٍ صَدَفَة» وببعض هذا 
الخرج عند أَخْبّارٍ الآحادٍء ويجبٌ الرُجُوعٌ إليه» وحصول العلم بموجبها. 


6 - فإِنْ قالوا: فيَجبٌ أنْ كان النبِيْ كَلةِ لا يملك من مال المَيْءِ 
وَالعَنِيمَةِ [218 ب] شيئاً يزيد القوتء. وكانّ ما تَرَكَ بعدّه صدقةء لأخل هذه 
الأخبار التي رَوّيتها من قَوْله: أنْ النْبِيَ كَل لا يُوَرَتْ ورِوَايَُه . ورواية أبي بكر 
رضى الله عنه : أنَّ النّبىَ كك لا يْوَرَثْه وشهادة من شهد على صحَةٍ الروايّة أنْ 
يكون متى صار إليه من أرَاضِي الفّيءِ والعْئوَة”'" شَيْئاً* أَقْطعَهُ وتصَرّفٌ فيه. 
والْتَمْعَ به في زَمَن النّبِيْ يك لا يملكه. وكذلك مَنْ صارَ إليه في زمن الْأَئِمَةِ 
شَيْءٌ من ذلكء أنه غير مالك لهء لأجل قول عمر رضى الله عنه: أنَّ للراعى 
ِعَدَنَ حَنُ هذا المال «وأرى”" هذه الآية قد اسْتَوْعَبَتْ الناس إلى يوم القيامَة؛» 
وغير ذلك مِمّا رُوِيَ عنهء» وعن غيره. 

7 - قيلَ له: ليس يجب إذا قَامَ الدّلِيلُ على أن النبىّ كل لا يَمْلِكُْ 
ذلكء وجَبَ القضَاءًُ به في غَيْرهِ بغير حبّةء ولا تَعَلّىَ لهم في هذا المقدار 


846 (2) ق: شيا. 
(1) ق: العنوه. (3) ق:ارى. 


600 


على أن الذي ي الئاه صحيخ . 0 انس وأفل القديئة» وب 
له أو دنه في الإثتفاع: نه لا بملكه ولا يجب أن يقس هذه اي 
أَهْلٍ المّيْءِ والعُنْوَةَ كما تنقسم العّئيمة. على أن العَيمَة أيضاً لا يَمْلِكُها أهلها 
إلا بعطية : الإمام وقسمتةٍ فأمًا الأض ومال لفي. فإتهم إن إنما ما يملكون الانتفاع 
كأموال الوقف لويد إلى يوم لقيَامَ: ا َلك رقيته. وإن ملك الْإنيفاعَ به 
على حسب ما أطلقه الإمام لهمء وحَْضّهُ فيهم. 


8 ولو أن الإمام رأى صَرفَ جميع” المَيْءء وخمْسٌ العْنِيمَة 
كُلّها إلى بعض المذكورين من دوي القربى واليَتَامَى أو غيرهم, أو في غيرٍ 
ذلك من مصالح المديئة'” مِنْ سَد ذَلل” وعِمَارَةِ نَغْرِه وغَيْرٍ ذلك إذا كان 
جْهْدَهُ لكانَ ذلك له. فأمًا أن يملك أَحَدٌ مِمَّنْ دَفَمَ إليه شَيْءٌ منه. ويجورٌ 
ويُقَسْمُّه: يَسْتَحِقّهُ هو وَوَرَئَنُه من بَعْدِهِ دونَ سَائِرٍ المُسْلِمِينَ» فلا يجورٌ ذلك. 
ولا يَسوْع. ومِنَ الذليل على مَْلٍ لله ع وجل في كم كتابه وهو «إكي لآ 
يَكُونَ دولَةَ بَينَ الأغْنيَاءِ [219 أ] منكم4”” ويقُولٌ وهو أَعلّم اوليس هو لكم 
ولمن يأتي بَعَدَكُما ..فقال لمن واجه بالخخطاب: «كئ لا يكونَ دُولَة بَينَ 
الأَغْنِيَاءِ ينكم» 7 . ثم قال: #إمًا أنَاكُمْ الرَسُول فَحُذُوهُ وما َهَاكُمْ عنه فَائمَهُوا 
وَانَّقُوا الله إِنَّ الله شَديدٌُ د الاب 74 ولللمْقَرَاءٍ المُهَاجِرِينَ الْذِينَ أخرِجُوا من 
دَارِهِمْ وأموالهم يبتَهُونَ فضَلا من لله ورضواناً. ويَنصرونَ الله ورَسُولَ أولئكَ 
هُم م الصَادِقُونَ4”* #والذين تَبَوَؤُوا الدَارَ والايمانَ من تَبلهم يُحِبُونَ مَنْ هَاجَرَ 
إلّيهمء ولا يَجدُونَ في صَدُورِهِم حَاجَةَ مما أُونُوا وَيوثِرُونَ على أنْفُسِهم. وَلَْ 


847 ل (4) ق: ذلل. 


(!1) ق: مرجع. (5) سورة الحشر: 7. 
(2) ق: «والفي» من الأفضل إلغاء حرف (6) سورة الحشر: 8. 

العطف او؛ . (7) سورة: الحشر: 9. 
- 848 - (8) سورة الحشر: 10. 
(3) ق: المدينة. 


601 


كَانَ بهم خَصَاصَةٌ . وَمَنْ يُوقَ شْحٌ نَفسهٍ تَأُولئِكَ هُمْ المفْلِحُونَ4''" «والذين 
جَاوُوًا من بَعْدِهِمْ َفُولُونَ رَينا اعْفِر لنا ولإخوَانِتا الذين سَبَقُونًا بالإيمان ولا 
جْمَل في ثُلُوبئا غلا لذي آمَنُوا رَبَئَا إِنْكَ رَؤُوف رَحِيمٌ 774 فجعلٌ المَيءَ؛ 
وأزض العُنوّة للذين جَاؤُوا من بَعْدِهِم كما جَعَلَ للمُهَاجِرِينَ والأنصار الذينَ 
َبُووًا الدَارَ والإيمَانَ ولو كانَ مُلْكاً لِمَن دفعه الإمَامُ إليه. لم يكن لمن بِعَدَمُمء 
وهذا يدل على صِحََة ما قلناه. 


[فصل] 

9 - فإِنْ قالوا: ما أنْكَرْئم أنْ يكونَّ فَوْلهُ عر وجلّ «والذَّينَ جَاؤُوا من 
بَْدِهِم» وَرَنَّ لهم. قَبِلَ لهم: ليس هذا مِنْ تَأُوِيلٍ أهل العِلّم في شَيْءٍ لأنّ 
حالة أهلٍ المَّءِ والعُنُوَةٍ وغيرهم هذه الَال؛ ولأنَ المَوَارِيتَ قد اسْتُعِيدَت 
بالآيات الوَارِدَةٍ في غَيْرٍ مُوضع من الكتّاب. فلا وَجه لِحَمْلٍ الججميع على معنى 
واحدء على أنه لو جاز هذا التَأُوِيلُ لجَارَ أنْ يكونَّ قولُهُ عن وجلّ: «والذينّ 
تَبَوَوْا الدَارَ والإيمَانَ مِنْ قَبْلِهم* كانوا وَرَنه نه «للفْقَرَاء والمُهَاجِرِينَ ولَْمْ يَرِذْ 
نهم يأحذون .أنفسهم كمَّالاً يأخذ طالَذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِم4 بِألْفسِهم بل 
بازثُهم عمن قبلهم. وهذا ما لآ فَضْلَ فيهء فلمًا وَجْبَ إِغطاءً «الذّين تَبَوْؤًا 
الدَارَ والإيمَانَ4 لا بالميراث بل باستحقاقهم بأنفُسهم. وجب مِثلٌ ذلك في 
#الذينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِم». 


[فصل] 

0 - فإِنْ قالوا: ما أَنْكَرْئُم أنْ يكون معنى قوله: والّذينَ جَاؤُوا مِنْ 
بَعْدِهم يَقُولُونَ ْنَا اغُْرْ لََا ولإِخْوَانِئَا» إِنّما ذكر النّقَرَ الذين وُْصِهُوا بما يقولوتّه 
لا أن لهم حَنْ في المَّيْءِ. قِئْلَ لَهُمْ : هذا نَرْكُ للظاهر وإخراجٌ عن نسقهم على 

من يُدْلِي”' بذكره في ظَاهِرٍ الكلام يقتضي انهم في ذلك [219 ب] نَسَنٌ على 
من تقدمهم؛ فَإِنُ جارٌ لَكم تَرْكُ ذلك» وحَمْلٌ الأمّةِ على ما تأولتّم جار أيضاً 


(1) سورة الحشر: 9. - 850 - 
(2) سورة الحشر: 10. (3) ق: بدلى. 


602 


لآخر أنْ يدعي أن قوله: طوالَّذِينَ تَبَوَوا الدّار والإيمانَ مِنْ تيلهم» إن 
لِصِفَةِ الأنصارٍء رُم يبون من هاجر لهم ولا يَجِدُوَ في ضدُورهم خاج 
مما أُوُوا لا على أَنّهم يَأْحَذونَ شَيْئاً م مِنَ المَيْءِ ء ولا على أن لهم حَن فيه مُرْتَفِعٌ 
أو غيره. 
1 فإِنْ قِيلَ: قد مَلكَ الأنصار بقوله لِلْقُقّدَاء0© والمُهاجرين وهذه «لامُ 
؟. قبل لهم: أجَلْ هذه لآم نه تَمْلِيكِ ولكنّها لِِسَتْ في قُوْلِه : لوالّذِينَ 
وو لاز والإيمانَ من قَبْلهم» مسبُوقونٌ على مَن ملَكَ لام تمليك. قيل لهم : 
وكذلك الّذْينَ جَاؤُوا من بعدِهم مسبوقون على المُهاجِرِينَ والأنصار. فَإِنُ 
قالوا: إِنّما ذكروا للصيغة لا للئّستٍ على من تقدم. قِيْلَ لَهُمُ: وكذلِك 
الأنْصَارُ ولا جِيْلَة في دَفْع ذلك» ولمّا لَمْ يَجْرْ ِخْرَاجُ الأنصَارٍ عَنْ تَمْلِيكِ 
المَتافِع» وإنْ لَمْ يُذَكْرُوا بلآم تَمْلِيكِ مَعْ نَسَقِهِمِ على مَنْ مَلَكَ بهَاء لَمْ يَجْرْ 
ذَلِكَ في الَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهم . وكذلك قَوْلُهُ عَرَّ وجَلَّ «إنّما الصَدَقَاتُ 
للفُقّراء24 ثم نَسَقَ عليهم المَسَاكِينَ وَانْنُ السَّبِيلٍ والغّارِمِين بِغْيْرٍ الام 
تَمْلِيك)ء. لأنّ تِكرارها مع حرف النَسَقٍ عي في الكلام: ومُسْتَمْبِحٌ في 
المَضَاحَةَ . 

852 - وكذلك قَوْلّهِ : «إنْ مَا عَنِمْهُمْ من شَيْءِ فإنَ ل خحمْسُة وللرّسُولٍ 
ولِذِي القُرْبَى والتَتَامَى والمَسَا كين 4 ؛ فْنَسَقَ على ما للّْهِ وللرّسُولٍ: ذُوِي القَرْبَى 
إلى آجِرهم» فلا تَعَلقَ فيما سَأَلُوا عنه. فنَبّتَ بذلك أن مَالَ الفيء ءِ وأَرَاضِي 
العُنْوَةِ لا يَمْلِكُه الذينَ صَارُوا في زمانهم» وإنْ مَلَكُوا تَعْطِيّة الإمام رَيْعُهِ الإنتّاع 
به . وكذلك احنّجٌ عمر رضي الله عنه في مَنْع قِسمةٍ الفَيْءِ ءِ بهذه الآبة» وهو 
قوله عر وجلّ: «والذين جَاؤُوا مِن بَعْدِهِم» ثَثَالَ: «أرَى هذه الآيةٌ قد 
اسْتَوْعَبَتٌ لاس كلهُمْ إلى يَوْم القِيَامَة؛. وكذلك كان يَحلِف عمرٌ على الأيمانٍ 
ثلاث”” على ما أورد” عنه مَالِك بن أنّس عن بَنِ الحدثانٍ قال: «كَانَ يَخْلِفَ 


852 - 851 - 


(1) من الأفضل زيادة «و» حرف عطف التي (3) قفى: بلب. 
سقطت سهواً من الناسخ . (4) ىق: ورده من الأفضل ان تكتب "أورد». 


(2) سورة التوبة: 60. 


6003 


عْمَرَ على أَيْمَانٍ ناث يَقُول: "وله ما أجِدُ أَحَقٌ وما أنا بِأَحَقّ مِنْ أَحَدٍ. والله 
مَا مِنَ المُسْلِمِينَ أَحَدٌ إلأؤله نَصِيبٌ في هذا المَالٍ إلا عَبْدا مَمْلُوكاً. ولكنًا 
على مَنَازِلِنَا مِنْ كِتَابٍ الله وقسمتنا [220 أ] من رسُولٍ الله لله كيد . فَالوَّجُلٌ وبَلاؤُه 
في الإسْلام» وَالرّجُلٌ وقِدمُه في الإسشلام» وَالرَّجُلٌ وغِنَاهُ في الإسلام . والرَجَلٌ 
وحَاجَنُه . وَوَابهِ لَبِنْ بَقِيْتُ لَيَبيَنّ الرَاعِي بِجَبّل صَئْعَاء”'2 حَطَّه مِنْ هذا المال؛ 
وهو يَرْعى مَكَانّه). وكان يقول: «سآجركم عَنْ هذا المَيْء إن الله عر وجَلٌ 
خصٌ نَبِيّهُ بِشَيْءِ ". يُرِيدُ قُوثَهُ ومَؤُولَة نِسَائِهِ لم يُْطِهِ غَيْرَهُ؛ فقال: «ما أَفَاءَ الله 
على رَسُولِه) . وقّال: «فمَا أَوْجَفْتُمْ عليه مِنْ خَيْلِ ولا ركاب»» فكائث لِرَسُولٍ 
الله َكلت «واللِ ما اخَْارَهَا دُونَكم ولا اسْتَائَرَها عَلَيْكُمُ لقد قَسَّمَهَا بَينَكُمُ 
بها فِيكُمْ حتى يَفِيءَ هذا المال؛. فكان يُنْقْقُ على أمْلِهِ مِنْهُ بسئيه. ثم يَجْعَلُ 
ما بَِي منه لمال الله عر وجل . فلمًا بض رسول الله يي قال أبُو بكر رَحِِيَ الله 
عنه «أنَا وَلِنُ رسول الله كَل أَغْمَلُ فيها بمَا كَانَ يَعْمَلُ رسول الله كلِ؛ فهًا 
كُلْ هذا يقوله عند تنازع علي والعبّاس رَضِيَ الله عنهم. «مَلْ عَلِمْتُمُ أنّ رسول 


ا 


الله يل قال: لا نُوَوثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةً) فقَانُوا: «اللهُمً؛ . 


[فصل] 

803 - وكان عمر رَضي الله عنه قَسَّمٍ سود الهِرَاقٍ , بَيْنَ الصَّحَابَةٍ ثّمّ قال 
بعد سنتين أو نَلآثِ سنينَ””: الول أنّني قَاسِمْ مَسْؤُولٌ غ40 السَّوَادَ على 
مَا قَسَّمْتُ). فدَلَ ذلك على أنه لا ينبغي أن تَمْلِك هذه الأراضي النَّاسٌ لأنَ”6) 
َوْله : الَتَرَكْتُ للسَّوَادٍ على ما قَسَّمْتُكء لا يَخْلُو أنْ تكونّ ة شد على طريق 
التَعَمّد للجؤرء فحَافٌ أن يَسَألَ"” ذلك . وهذا مُنْتَفْى عنه لأنّه لا يَجُورْ أن 
يشهد به على نَفْسِهء ومُذْمِبٌ على الأم إنكاره. ويَأَخذَهُ جزراً وظلماً من قسم 
له منّ الصحابة . أوْ يكرنٌ أخطأ في القسمة فخافٌ أن يُسأل عِنْدَه؛ وعليهم 


10( ق: صنعا. 4( 


ق: التركت. 
(2) يكرر لاعنه؛. (5) ق: لا. 
853 - (6) ق: قسمه. 
(3) يكرر اسنين؟. (7) ق: يسل. 


604 


010 من قَبِلَ القِسْمَةَ ومنْ أَقُرَهَا ورَضِيَ بها: الإثّمَاقُ على الخَطأ وذلك ما لا 
يجوز عليه وعلى سَائِرٍ امَو فصَحٌ أنه نما أرَادَ بذلك أنه قاسم مسؤولٌ عَنْ 
من رأى بعد من المسلمينَ مِنْ حَدَثِ في عصرهم من أهلٍ الحاجة 
والمجَاهدينَ ) ونه حَافَ أنْ يُسْألَ عن تمليكها من لا يَجِبُ أنْ يَمْلّكها وهذا 
هو نفس ما قلناه. 

[فصل] 

4 - ومن أقوى ما يَدُلُ على ما رواه عن على رَضى الله عنه [220 ب] 
انه قال: «سَأَلْتٌ الب بل أنْ يُولِيني صِلاْبِهِ بالمَِيئة لأنْ لا يُتازِعْنِي أَحَدٌ بَعْدَهْ 
فوَلأَنِيهَا؛ في بر طويل ذكر فيه العباس وقّاطمة رَضِيَ الله عنهم» وزيدٌ بن 
حارثة؛ وإنهم قصدواا” بجميعاً رسول الله يكللِء وسَألُوه أؤسَاقاً مِنْ طَعَام 
فَأَجَابَهُمْ ؛ وَسَألَ زَيْدُ بن حَارئة"* و ضيعة'* عليه كانّث طغْمّة له قبَضَها رسول 
لل يكِدِ منه قَرَدّها إليه إلى أن© قال : «وسَأَلْتُةُ ولايّةَ الصَّدَقَةِ فوَلانى» ”© وهذا 
تصريح بان اللي 2ك كان يقطع الضيعة منها ئها من برى أنه مشا 
ِلَنهَاء ثم ينزعهاء وِيَرْدُها إذا شَاءَ ذلك ورآه صلاحاً. ولولا جَوَاز هذاء وإنّها 
لا تُمَلَكُ“ بالدفع” لم ب بجْرْ أن يقبض رسول الله كي الضّيْعَةَ في يَدِهِ ثم 
يَدْدُها؛ فكل هذه أَحْوَالٌ وأَفْعَالُ يَشْهَدُ بعضها لبعض فلذلك عَمِلَ أبو بكر 
وعُمر رضي الله عنهما فيها بعدّ النبِيُ كلِِ بما عملا» وثَالاً بما قالاه. ويَدُلٌَ 
على ذلك الحَديتٌ الّذي قد شاع ذِكْرُهُ على ذكره؛ عن أبي بكر رَضِيَ الله عنه : 
أنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها أرسلت إِلَيْهِ تسأله ميرائها مِن رسول الله كل مِمّا أقَاء 
الله عليه بالمَدِيئَةِ وقدَكء وبقِيّة مس خَيْبَرَ فقالٌ أبو بكر : «أنَّ رَسُولَ الله يَلِنٍ 
قال: ١لا‏ نُوَرَتُه ما تَرَكَْا صَدَفَة إِنّما يَأَكُلُ آل محمّدٍ مِنْ هذا المَالٍ؛ وني 
والله لا أَغَيْرُ شَيْعَا مِنْ صَدَقَةِ رسول الله كلو . فأبى”* أبو بَكرٍ أن يدفع إلى 


(1) ق: أعني من الأفضل استبدالها ب «أي؛. (4) من الأفضل زيادة «أن». 


- 854 - (5) ق: فلانى. 

2) ق: قصدا. (6) ق: يملك. 

(3) ق: الوضيعة جمع وضائع وهي الوديعة أو (7) ق: بالرفع. 
ما يأخذه الملك من الخراج والعشور. (8) قى: فايا. 


605 


فَاطِمَةَ شَيْئاً فوَجَدَتْ فَاطِمةَ على أبي بَكْرٍ في ذلك» فقال أبو بكر: «والذي 
نفْسِي بِيَدِهِ لَقرَبَةُ رسُول اله يكل أحبُ إلَيّْ من قَرَابعي ‏ وأمًا الذي شَجَرَ بَْنِي 
وبَئَِكُمْ في هذه الأمْرّالٍ؛ فإنّي لَمْ آل فيها عَنِ الحَقٌ» ولم أنرْكُ أمرا رَأَيْتُ 
رَسُولَ الله كلد يَضْنَعْهُ فيها إلا صََعْتُهُ) . 

5 - وقال في الخبَّرٍ الآخر قال النّبِيْ يلِ: «إنَا لا نُوَرْثُ ما تَرَكنا 
صَدَقَة؛ و«لكني أُعُولٌ”" مَنْ كَانَ رسول الله كل ينفنُ عليه . وهذا أنضاً يدُلُ 
على أن ما كانَ يَأحْدَُه الرّسُولُ ل [221 1] من نعمنا'" ويدفعه إلى غَيْره؛ ولم 
كُنْ على جَهَةٍ النملِيك وَالقِسمَةٍ ولكنْ على حَدّ الإنْتفَاع والمصلحَةٍ. وقول 
عُمر رَضي الله عنه : «فواللِ ما الخْمَارَها أبُو بكر دونكم ولا اسْتَئَرَها عليكم'؛ 
يدل على أَنّْهُم يعلمون أن مِنْ دِينِهِ يل ألها للمُسْلِمِينَ ولِمَنْ يت بَعْدَهُم 
ولَؤلاً أنَّ ذلك تحر © ب بَيْنَ*) كُلْ إِنْسَانِء وَيَينَمَا كان صر إِلَيِ نفعه» من أنَّ 
رسول لله يل وعَيْرَهم فبَطلَ هذا أنْضاً. فدَّلٌ على أنَّ مَالَ المَيْءِ وغَيْرهٍ 
صَدَفَاتٌ غَيْرُ مفْسُومَة» ولا مَمْلُوكَةِ على ما وصفا. 

[فصل] 

86 فإن قَالُوا: : أليِسَ النِي يكل قد قَسْمَ ما أقاء الله عليهم مِنْ حير 
وكُنًا فيَاجِي” '. قِيلَ لِعْمَر رضي الله عنه لما اََْحَ العِرّاق: «أقسَمْ بََنَا الأض 
كما قَسَّمَ رسول الله بل مال حَيْبرِ' قِيلَ لهم: «أجَلُ وإنّمَا فَعَلَ الرشول كه 
ذلك في مَالٍ خَيْبّر وَحْدَهُ من سَائِرٍ مَالٍ المَيْءٍ لأنّهُ عدَّدّ لأَمْلٍ الْحَدَيْبيّة الْذِين 
حَضَرُوا الوثَْة اك وكذلك أَجَابَهمٍ عمر رضي الله عنه فقال: «أنَّ حَبْيْرَ كَانَت 
عِذةٌ لأهلٍ الحُدَيبيّةِ فقسْمَهَا رَسُوَلَ الله يه ب بيتهم». وتلا عليهم قَوْلَ الله عر 
وجل لِوَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كثيرةً تَأحُذُوئهَ »© ٠‏ فَعَجَلَ لَكُمُ هذه أي" خْيْبَرَ 


856 - 855 

(1) ق: اعول. (5) ق: كبا منا حى وهي فياحي من فياح أي 
(2) ق: نعمنا. اسم الغارة. وهي من فعل فاح: اتسع 
(3) فى: يحلا. والغارة: اتسعث وانتشرت. 

(4) قى: بين. (6) سورة الفتح: 20. 


(7) ق: يعني من الأفضل استبدالها بأي . 
606 


فلم يعطهم النبِيّ ييل بحضورهم خَيْبْرَ ولكن بحضورهم الحُدَيْبِيّة من حضر 
منهم خَيْبَرَ ومَنْ لم يحضرهاء ولم يقسّم من مَال المَيْءِ أزضاً غير هذه لما 
جعلها الله خالصة لأهل الحُدَيْبِيّة» فليس يوجب ذلك أنْ تكون هذِهِ سبيل سائر 
أموال المَىْءِ ما ذكرناه من حالها فيما سلف . 


[فصل] 

7 - فإِنْ قيل: فإذا كان أهلّ الحُدَيْيّةِ قدا ملكوا ما قسم عليهم من فَيْءٍ 
خَيْبَرَه فيجب أيضاً أن يكون الرسول قد مَلَكٌ بَقِيَهَ خمس خَيْبَرَ بعدما فرق منه 
في المذكورين في الآية من ذوي القربى واليتامى وابن ن السبيل وغيرهم . قِيِلَ 
لَهُم: لا يجب ذلك لأجل ما قدّمناهٌ من قوله: «والحُمْسُ مَرْدُودٌ فِيِكُمُ وَمَالي 
مئْهُ وَبْرَّة» وغَيْرُ ذلك مِمَّا وصفناه كما لا يجب إذا مَلَكُ العَانِمُون بقسمته 
العَنِيمَة ومَلّكَ المذكورون”' في مال الحُمْس ما صار إليهم أن يَمْلْكَ ما فيه 
وقد تقدم من بيان ذلك ما يغني عن رده. 

8 - فإنْ قَالُوا: أفليس [221 ب] قد كان كل يَصرف فيما ينع به منه 
كما يَتَصَرّفُ المالك. وكيف لا يدل ذلك على أنه يَمْلِكه . قِيِلَ لَهُمُ: إِنَمَا لم 
يَدْلَ ذلك على المُلْكِ لألٍ الأخبَارٍ المرويّة عنه في أنه لا يملّكُ منه غَيِر 
الخنس وهو مَردُودٌ فيهم. وغَيْرها مِمًا يَدُلُء وما قَالَهُ الأتِمّةُ بَعْدَمُء وليس 

نفْسٌ التُصَرْفِ يَدْلَ عند أهل العلم على المُلْكِ؛ لأنَّ المُوَقْفَ عليه . وَالمُعَمّر 
دارأ أو رَبْعاً وَضَيْعَةَ يجتدي تَمَرّها ورَيْعَهًا مدةً أيام حياتِهٍ لا يَدُلُ على أنه 
مالك لما أَغْمّرّه. وأوقفٌ علي لأنّه قد يَكُونُ بَعْدهُ لميْرِه أو يَرْجِعُ إلى 
المُعَمُرٍ أو يَقُولَ: اقد أعْمَْئُكَ عَشْرَ سِنِينَ وما حُيِيْتَ» ثم مِيَ ِي'» فصَحٌّ 
ذلك» ولأنّه يَدُلُ على أنه يِمْلَكهُ وكذلك الموقُفٌ عليه الشّيء ء يَنْتَعٌ به انتفاع 
المالك» وليس بمالك فسقط ما سألْتُمْ عنه. 


9 - فإنْ قَانُوا : قَمَا أنكرتم أيضاً أنْ يكونَ يصرفٌ أهل العَنمَةِ في أربعة 
857 - 


(1) قىّ: المذكورين من الأفضل أن تكون مرفوعة لأنها فاعل ملك . 
607 


أخماسها ويَضْرِفٌ من ذَكَرَ مِنْ أهْلٍ الحْمْسِء ٠»‏ فيما صَارٌَ إليهم بِالدّفْع والقسمة 
لا يَدُلُ على أنّهم مالِكُونَ يذلك. قِئِلُ لهم: مايدل التَصَرُف على الملك» 
ولولا أنَّ الأمة أجمعث على أنَّ الوَسُولَ كلِِ مَلْكَهِم ذلك عن الله سبحانه من 
جهّة تعريفهم قلا سُوالَ عَلَيْنَا في ذلك. فَإِنْ قالّوا: فإذا كانت هذِهٍ الأموال 
والأرّاضى صدقة على المُسلمين» وليست بملك للرسّول كله فكيفٌ أغطى 
منها نِسَاءهُ وعِيَالَهُه وأكل منها . قيل لَهُم: هذا المِقْدَارُ قد جعل له بِحَقّ قيامِه 
بأمرٍ الَّذِين ورَدَ به عن التحريم . وَالنيابَةٌ في أخكام المُسلِمين» وليس هُوَ صَدَقَةٌ 
عَلَيوه بل هو أكْلُهُ وأكْلُ عِيَالِهِ مِنْها بحق قِيَامِهِه وعمله عليهاء ثم جعل له 
بحق ذلك نفقة نسائه من بَعْدِه. وقَال: الا يَْسْمْ وَرَثِي بَعدِي دارأ ولا وزهما 
ما تَرَكْتُ بعد نَمْقَةَ نسَائي ومَؤُونَة عَامِلِي صَدَقَةه" ©. وقد أَجمَعَتْ الأنّدُ أنَّ 
سَاءهُ لهن' حَن في هذا المال كمًا أنَّ لأبناء الشبيل؛ ولِذِي القُرْبى فيه حَقٌ. 
ولكنْ ليس حَفَّهِم فِيهِ مُلْكُ رَقبَةٍ هذه الأموالٍ بل أخَذٌ كمَابتَهُنَ من رَيْع بَعضِها 
على وجه الإسْتِحْمَاقِ لذلك لا على طريق الصَدَفَةَ وهذا ليس بتملك للمال. 
60 وذ نا: يما سلف أن يعض امون اله يقول [233 1] أ 
© القّرْبَى والعَامِلِينَ عليها يأخذونَّ مِنَ المالٍ صَدَفّة. وإنْ عملُوا عليها 
وعندنا أنه عَوْضٌ بِحَقٌ العَمَلِ. وثَالَ كثيرٌ من أهل العِلْم وحَليهم : : أن الصّدَقة 
المُحَرّمَةَ على القَرَابٍَء إِنّما هي الصَّدَقَةٌ المَفْرُوضَةُ دُونَ هذه الأموال التي ليست 
بفُرض يُوْحَذُ مِنْ يَصَابٍ . وكذلك مَنْ رُعَمْ أن التَطوُع م مِن الصدقة ليس بحرام 
أيضاً على الْعْنِي» وإِنّ كانت المفروضّة منها مُحَرّمة على الأغَنِيَاءِ وَالقَرَابَةِ . 


859 - الى النساء . 

(1) حديث نبوي. 860 - 

(2) ق: لهم. من الأفضل تأنيثها لأنها عائدة (3) ق: ذوا. 
608 


[الباب السادس والثلاثون] 


[باب الكلام في معنى الهبة والرخصة والنعمة من الله 
والتفريق بين الأخذ من الصدقات والقول في البنية العادلة 
وزبادة في الحديث] 


[فصل] 

1 - وقد أَجِمَعَتْ الأنّهُ على أنَّ المفروضٌ والتّطَوُعَ مِنْ صَدَقَةِ حَرَامٌ 
على النّبِي يك فلا يجب قِيَاسّهُ عليهم. والصَّحِيحٌ مِنْ هذا أن الصَّدَقَةَ التي 
َيِسَثْ بِمَعْرُوفةٍ مِنْ مَالِ الفَيْءِ: هِبَةٌ مِنَ الله سُبْحَائَه وكذلك الصَّدَّقَة المُتطوْع 
بها نبي هِبَهُ من المَوَاهِب لهاء فَهِيَ في مَعْنَى الهَّدِيِّةَ والهبة . والهدِية 
ليست( محرمة عليهم» ولا على أَزْوَاجِهِ يليه فيكونٌُ تَسْمِيَةُ ما تَرَكَهُ مِنْ 
مَالٍ الفَيْءِ صَدَقَةَ على مَعْتَى'* أنه هَدِيةَ مِنَ الله عرَّ وجَل للمسلمين وَرُخْصَتُهُ 
َهُمْ في أَحَذِو أن يُجَهْرُوا َنْفْسَهُمْ في الحَزْب ال لتي بها صار المَالُ فَيْئاً أو 
غَنِيمَة وقد سَمَى الرَسُول له الرْخْصَة صَدَقَة: قَقَالَ فى قِصَّته : القَضْرٌ مِنّ 
الصَّلاةٍ مَعَ الأنن صَدَقَةء تَصَدَّقَ الله بها عَلَيِكمء فافَلُوا صَدَقَتَهُ يَقُولُ: هبق 
ورُْخصّة. وَبِعْمَة مِنّ الله عَلَيْكُم وكذلك قَوْلُهُ: «أَوْفٍ لَنَا الكيِلَ وتَصَدَّقَ 
عَلَيئا4”” أيْ هَبْ لَنَا وأنْعِمْ عَلَيْنَاك ولَمْ يَطْلْبُوا طَلَْبَ المَقِي والأخذ على ما 
َع مِنَ المَفرُوضٍ إلى المَسَاكِينء وإِذَا كَانَ ذلك كذلك لم تكن تَسْمِيَ ما 
تَرَكَهُ صَدَقَة فَوَجَبَ أنْ يَكونَ مَل الفُْض مِنَ الصَّدََاتٍ المُحَرّم عليهم. 
ويَكُونُ تَأُوِيلُ قَوْلِه الصَّدَقَةُ مُحَرَمَةٌ عليناء أي إذا كائث مَفُوُوضّة يَسْتَحَقَها 


861 - (2) ق: معنا. 
(0) ق: لسنا. (3) سورة يرسف: 88. 


609 


الضُعَفَاء*'" وَالمَسَاكِينُء ولا سُوْالَ لَهُمِ أيْضاً في ذلك على أن هذا الجَوَابَ 
وَلآءَ على الذي مَبْلَهُ . 
[فصل] 

8602 - فإنْ قَالَ قَائلَ: ومِنَ القَرَبَةٍ التي حَرمَتْ عليهم الصّدَقَةُ المَفُرُوضَةُ 
وأ لهم ما يََاُ الما بن حمْس العنيمَةء ومن مَالٍ الميِء ٠‏ قِيل لهم : هُمْ 
عِنْدَ أَهْلٍ الحِجَازٍِ بَنُو مَاشِم؛ وقَال الشَّافِعِيٍَ 20 هَاشِمٍ و بَثُو المُطلِب» 4 
أنَّ رسُولَ الله كلِةِ [222 ب] أعطى بي امِب فقط والصحيح نهم بو هَاشِم 
أو بنو المطلب”” فإذا أغطى الرّسول عليه السَّلامُ بَني المُطلِبٍ فهو لِمَا ذكر من 
النُصرة في الجاهلية. قال ذلك في جَوَابٍ عُْثْمَانَ بن عَفَانِ وجْبَير”* بن مُطعم 
التَؤْقَلِى وذاك: أَنّهِ يروي أنّهِما أتيا رسول الله كَلهِ فقالا: «يا رسول”" اللهء أمّا 
بَنُو هاشم”* فلا يُنكرٌ فَضلهم لِمَا وَضَعَكَ الله فيهم حمى مُلْكِ بَنِي المُطّلِبِ!*) 
أَعطْيْتَهُم وتَرَكْتَنَا وقَرَابَثْنَا وفَرابَتُهم واحِدَةٌء فقال: النّبِيُ كَلخ: «نحنُ وبنو 
المُطَلِبِ هكذا' وشَّبَكَ بَيْنَ أصَابعِهء «لم تَفْتَرِق في الجَامِلِبّةِ ولا في 
الإسلام»” يُريد نهم كانوا معهم في الشِعَب أَيَّامَ نَحَالَمَتْ قُرَيْشُ. إِنّهِمِ لا 
يَُاكَحُونَ بني هاشم ولا امتهم ولا يَأَوُونهِهُ” دُونَ أن يُسَلّموا إلَنْهِم 
النبىَ يئةِ. فأعطى التَبِنُ عليه السلام بَنِي المُطَّلِبٍ بِالنّضْرَةِ لا بالقرَابَة لأنّه لو 
أغطاهُم بِالقَّرَابَة لأغطى بني عبد شمْس '*. وبَنِي نَؤْفْل!" لاسْتِوَائِهم في 
الَّرَابَةِ. والنصرة: سَبَبٌ يَخْصٌ من بَنِى المُطلب من كان فى الشعّبء ولا 
يَتَعَدَاهُمء والقَّرَابِةُ واحدةٌ فيمن وُجد ومن يَحِدْنَ؛ ولا بُدٌَ أن يكون سبب 
تَخْصيص بني المُطلب ما ذكرناة. 

لقصل 


(1) ق: الضفعفا. (4) ق: يرسول. 
- 862 - (5) ق: إسلام. 
(2) ق: ننوها. (6) ان حرفي «شم'» مضافة في الهامش . 
(3) يكرر الناسخ ست عشرة كلمة. 70) ق: ياونهم. 


610 


جميعاً. قُلنا: أنْكَرْنَا ذلك لِوَجَهَيْنِ أَحَدُّهُما أنَّ القَرَابَةَ التي تُوَحَدُ بها مِنْ مس 
المَيِمَةٍ كَافيهٌ في جَوَازٍ الأخَذٍ عن سَبَبٍ يَنَصِلَ بها من نصرة وغير ذلك كما أنَّ 
الهاشمية كافية عن سبب يتصل بها في جواز الأخذ فلا وَجَه لذلك الوجه 
الآخر: نه كانّث القرابَةُ لا تكفي في جواز الأَخَذٍ مَعَ سَبْبٍ هو النْضْرّة. 5-5 
أن لا يَأَخْدَّ مِنْ أولآدهم أَحَدْء لأنّ النُضْرَةٌ ليست فيهم كَهِيَ في أسلافهم”'' 
وكان يجبُ أنْ لا يأخذ من القَرَابَةِ إل بمضَاقة© النُصْرَةٍ وذلك باطِلٌ» فلا وَجْه 


لتَعَلّقِهم بالأمرين وصّحٌ أن القرابة المُحَرّم عليهم الصَّدَقّةَ هُم: بنو هاشم . 
[فصل] 
4 فَإِنْ قالُوا: أَقَلَيْسَ قد روى أنَّ العَبّاس رَضي الله عنه إلتمس شَيْئا 
من تَرْكَةِ لني يك مِنْ حَانَم وقصِيبٍ ومَرْكُوبٍ. ودَفْعَ إليه ذلك. قيل لهم: 
هذا غَيْرُ نَابتِ مِنَ الرُوَايَةٍ ولا مَشْهُورٌء ولو كان ثابتاً لكان لهُ وَجهاً مِنَ 
اويل . وهو أنْ يكونّ الإمَامُ سَلّمَ إليه ذلك على وَجَْهِ التَمْلِيكِ لهُ والثّوْرِيثِ 
ِنَ الرسُولٍ يك على وَجْهِ يقع : يعم المسلمين صلاخه: لأنَ العَبّاسَ رَضِيَ الله 
عنه مِمَنْ كَانَْتْ بالناس حاجَةٌ إلى رأيوِ ومعونّتِهِ وحماتوء فليس”" يَقْض©» 
حَالُهُ عن حَالٍ أَجْنَادٍ المسلمين. ولَر كَانَ أخذ ذلك على الإزْثِْ لكانت فاطمة 
[223 أ] وأَزْوَاحُ لني كله يأخذن”' منه بِحَقهنَ ويقلنَ لأبي بكرٍ: «فأنْتَ قد 
وَرَنْتَ العبّاس . ما بَالْكَ تَمتعْا وحَالٌ ما سَلّم إليه حال ما يَفْطَعْه الإمَامُء 
ويَسُوعٌ رَيْعه للئّاس مِنَ الآموال التي كانت في يد النَبِيّ كَثِةِ. في أنه يَمْلِكُْ 
الإنْتِمَاعَ دون رقابها. 


5 وقد يُمْكنٌ أنْ يَكُونَ صَارَ إلى العَبّاس وعلي رَضِيَ الله عَنْهُمًا في من 
عَمّ لهما“". وَجُبَ لهما بسهم ذي القُرْبى لحاجة مِنْهُما إليه» عَرَفْها الإمَامُ دون 


863 (4) ق: يقصر. 

(1) ان الأحرف «فهم» مضافة في الهامش. (5) ق: يأخذون. 

(2) ق: بمضافت. 865 - 

864 - (6) ق: فيمن عمالهما من الأفضل فصل كلمة 
(0) ق: فلست. فيمن» وكلمة «عمالهما». 


611 


غَيرِوِء أو من مال عُنيمة» فعوّضهما الإِمَامُ عمًا اسْتَحَفَّاهُ وبَغضّه ما الْتَمَساه مِمّا كان 
لرسول الله ْةِ في حَيَابه . ويْمْكنُ أن يكون الإمَامُ باعهما ذلك ليَرْه نْمَنهُ إلى 
مَصَالِح المسلمين» وما بنوا بهم أنه مَؤْكُول إلى رأيوء وَذبيره . ويمْكِنُ أنْ يكونٌ 
أجرى ذلك مجرى ذي القُزبى'' من مَالٍ خمس الغّنيمَةٍ بحق سَهْم ذي القُرْبى إذا 
اتاجوا إليه لا على جهة التَؤرِيث» ويُمكن أنْ يكون نما كان شين تاها" يُسير 30 
لا تعودٌ قِيِمَئُه على مَصَالِح المُسْلِمِينَ ؛ وأولاد' “ العَبّاس شركاؤه'” © ولبِدْكد 
الرّسُولُ عليه السّلامُ نَوْرِيَه فسمح له بذلك المسلمون والإمامٌ» فأخذه لا على جهة 
الميراث» ولا على طريق الصَّدَّقَدَء ويْمْكِنٌ أنْ يَكُونَ ضَارَ ذلك لبَعْض المَسَاكين أو 
اليَنَامَى أو أبناء السبيل» فَدَفُمَ الإمَامُ إَيهمء ثم صارَ إلى الإمام بعوض عليه من يّد 
يتيم أو إِنْن السبيل» ثم وَهَبَهُ الإمَامُ للعَبّاس» فلا يكونٌ أَحَذَّهُ يراثا ولا صَدَفَة فما 
في هذا مِمًا يتعقب لولا التعسف» والخبط . 


6 - فمن اذْعَى أنه قد كان عند عَلي والعبّاسَ رَضِيَ الله عنهما مِنْ 
مَالِ النَّبِيْ كَكْةِ فلم يدفعاه إلى الإمامء فقد كَذَّبَ عليهما قَالُوا: كيف يكونٌ 
ما تَرَكَهُ رسولٌ الله صب مِنَ الأراضى ي التي كانّث في يَدِهِ صَدَقَةَ بَعْدَهُ على 
المسلمينَ مع ما روي: أنَّ علياً والعبّاسّ رَضِيَ الله عنهما أكّلا منها بحق 
سَهُم ذي القَرْبَى؛ فإِنّ رسول الله بكَيهِ إذا مات صارت هذه الضَّياعٌ التي هي 
من خْمْسٍ العّنيمةٍ كَهِي يوم عُنَمَتْء وأوْجَفَ عليهاء ويمّنزلة الفّيْءِء وصَارَ 
لذي القُرْبى فيها حقاً يَجُوز أن يأْحَدُوه إذا كانوا أَهُلَّ حاجَةٍ إليه؛ وإلا 
صَرَفَ عنهم» وليس ذلك مِنْ أَحَدِهِمَ الصَّدَقَة المَفْرُوضَة في شَيْءٍ. لأنَّ 
هذا المال مِن فَيْءِ المسلمين وغَنيمة لهم؛ وقَوْلُ لي يك : أنه صَدَفَةَ على 
ما قُلْنَاهُ م نْ كَوْنْهِ نِعمَةٌ وهِبَّهٌ للمُسْلِمِينَ بَعْدَهُ ولو رَادَ! “ا الإِمَامُ صَرْفٌ جميعه 
إلى ذي الشُرْبىء إذا احْتَاجُوا إليه لكانَ ذلك شَائْعاً جائزاً وليس أَحَدَّهُمْ 


بسهم ذي [223 ب] المُرْبَى مِنْ أَحَذِهِم إِيّاه صَدَقَة أو ميرّاثاً في شَيءِ ما 


(1) ق: القربا. (5) ق: سركايه من الأفضل أن تكتب هذه 
(2) 'ق: افقه. الكلمة في حالة رفع . 

(3) ق: بسرا. - 866 - 

(4) ق: واولده. (6) ق: راد. 


612 


فهم ...0.2 إن عَلِياً والعَبّاسَ رَضِيَ الله عنهماء إِنَّما أكَلاً من هِذِهٍ 
الأموّال بحق العَمَلٍ عليهاء لا بِدَفْع الامام ذلك إلّيهم على أنه بِحَقَ 
لقَرَابَهّء ولكن بِحَقٌ العَمَلٍ. وكانَ أبُو بَكرٍ وعُمَرَ رَضِيَ الله عنهما وَلَيا عَلِيَا 
والَبّاسَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا هذه الصَّدَقَاتِء وصَدَفَاتٍِ بِالمَدِيئَة وَعَْرَِاء نألا 

بِحَقّ العمل لا على طَرِيقٍ الصَّدَقَةه كما أنَّ رسول الله يَلن” أكَلَ هَدِية 
ريد رغ0*”* لما التق حُكْمّها عن الصّدَقَةِ. 


[فصل] 

7 وقد ذَكَرْنَا مِن قبلُ أن علياً رَضِيَ الله عنه قالَ: «سَأَلْتُ رسول الله 
يله: أنْ يُوَلّيني صَدَقَاتِه" بِالمَدِيئَةِ فَوَلآنيها». ودّكُرَ ذلك فيما يَروِي لِعْمَرَ 
رَضِيَ الله عنه لما تَرَافَُا إليه هو والعبَّاسٌ» وقد عَلت أصواتهماء وأنَّ عَبْدَ الله 
بَنْ العَئّاس قالَ: «فتَاشَدْتٌُ أبي” ألا يَسْمَح له فَمَعَلَ ذلك»» وإذا كان أَكُلْهُما 
منها بِحَقٌّ العمل عليهاء ٠‏ لم يخرج عليهما صَدَقَةٌ مِنْ القُقَراءِء وبَيْنَ العاملين 
عليها والمُوْلّفَة قلوبهم4 وإنْ كان ذلك إِنّما وَرَدَ في صَدَفّة الفُْض من 
الرَّكَوَاتِ فهذا مِثْلّه لأنَّ كُلَّ عامل على صَدَقَهَ فإنّه َكل منها أَجْرَة. وعَوّضاً. 
وعلى أنَّه قال بَعْض العُلَّمَاء مِنَ الأمَائِل المُقّهاء: أنَّه حَلالَ لآل الرَسُولٍ عليه 
السَّلامْ أنْ يأكُلُوا من مَالٍ الصّدَقة المفروضّة» وصَدَقّة التفْل والحمْسٍ إِذَا 
كَانُوا عُمّالاً عليهاء وهم مَعَ ذلك يَأكُلُونه صَدَقّة . 

868 - وأ الخَبَرَ الوَاردَ في تَخْرِيم الصَّدَقَةِ على بني وُلَدٍ العَبّاسٍ وبَنِي 
المُطَلِبِء نما يَتَأوَلَ الصّدقَةَ التي تُوْحَذُ لا على عَمَلِ» فَجَعَلَ ما يَأْحَذُه العَامِل 
عليها صَدََةً. وثَالَ إِنّما يَأَخَْدُ العَامِلُ عليهاء وإِنْ كان مِنَ القَرَابَةٍ لحَاجَيَنًا إليه 
فيهاء ٠‏ كما يَأْذُّ منها المُولْفَة قُلُوبُهم» وَلِحَاجينا إليهم: وليسوا كالمُقَرَاء 
والمسَاكين» الّذِينَ يَأُخَدُونَ منها لحاجته إليها؛ وإنّما حَرّمَ على القَرَابَةِ أَخَدُ 


(1) خرم: سمّطت كلمتان. (4) ق: صدماته. 


(2) ان كلمة «وسلم» مضافة في الهامش. 1 
ل 0 5( ف: أبى. 
)3( بريره. لَب أبي در انظر ضبط الأسماء 
والترجمة . (6) ق: التقْل جمع نفال وأنفال أي الغنيمة أو 
867 الهبة أو الزيادة . 


613 


الصَّدَقَةِ لْحَاجَتهم إليهاء ولَمْ يُحَرم عليهم أَخَذّها لحَاجَتِنَا إليهم» فالأخْذ مِنَّ 
الصَدَقَةٍ على ضربّين: أَخَذ لِحَاجَتِنَا إليه» وذلك حلال له. وإِنْ كان مِنّ 
القَرَابَهَ» وأحَذ لحَاجَيِهِ إليهاء وهي حَرَامٌ على القَرَابَةَء فإذا كانَ هذا مذمَب 
خَلْق من العلماء فلا تعلق لهم في هذا. 


569 - والصّحِبِحٌ عِنْدَنًا في ذلك أن العغامِل على الصَّدَفَاتٍ مِنَ القَرَابَ 
وعيْرهم نما يذه أجْرَة وعَوّضاً. وَالدَّلِيلٌ على على ذلك أنه إِنّما يَأُحْذُ على قدر 
ما يقوم به وقدر غِنَائِها'©» وبقدر ما يوافق الإِمَامُ على أََذِهٍ من الأجرةء 
ويَصِير© ذلك بعد العمل حقاً على الإمّام» يجب عليه الخروجٌ منه إليه 
والقّضَاءُ به عليه كَسَائِر الحقّوق الوًا جبة"” وإن لم يز عند أكر” العْلَمَاء أنْ 
يُعْطى”" [224أ] العَامِل عليها أكثرَ مِنَ النْمْنِء ولكنّه يَخْتَلِفُ فيما دونَء وبقّدَر 
الإنتمقاع بهم. وما يَأنُونَ مِنْ كِمَِتِهِم وعنائهم ويَدْلٌ ععلى ذلك أنه منها ببحق 
العَمَلء وإِنْ كان موسراً عظيمٌ الشَّأنِ مِنْ صَدَقَة المَرْض: مُحَرَّمَةٌ على المُوسِرٍء 
ولّو مات لسَاعٌ لورنّته المُطالبة به. فبَانَ بجميع ذلك أنه لا سُوَالَ علينا في أكُلٍ 
علي والعَبّاس رَضِيَ الله عنهما مِنْ هذه الأموالء لو صَحّ ذلك» وإنه لا يَصحّ 
التَوَصّل به إلى إِنْبَاتِ النَوْرِيثِ مِنّ الي ككل. 


[فصل] 

0 فإِنْ قِيْلَ: كيف يورٌ أنْ يكونّ النّبىُ كَل قد تَرَكْ ذلك صَدَقَةٌ 
ولم يفصل فيها أحرّمَ الأمُورٍ وأصرَبّها مِنَ الوَصِيّةَ فيهاء والإسناد لها إلى رَجُلٍ 
يقوم فيها . وقد حضٌ الله عر وَل على الوَصِبْ واسْتَحئها"© . َيِل لهم : إنّما 
فَوّض إلى رَجُل إذا تَرَكُ صَدَقَةَ لرَجُل بِعَئْنِهِ» وفي وَجْهِ بَعيْنِهِ. وصَدَقَةُ رسول 
لله يك وتركته ليس من هذا القّبيل في شَيْءٍ. لأنّها مَرْدُودَة في بَيْتِ مَالٍ 


869 - رأى أن يستبدلها ب اأكثر» فبقيت «الياء؛ . 
(1) ق: غنايه . (5) ق: يعطا. 

(2) ق: تصبر - 870 - 

(3) ق: الوجبه. (6) ق: اسسيحها. 

(4) ق: أكثير قد يكون الناسخ كتب اكثير؛ ثم 


614 


المسلمين ومَصْروقَةٌء فيما يَرَاهُ الإِمَامُ وما يَنُوبُ المُسلمينَ من سَائِرٍ المَصَالح . 
ومِْلُ هذا إِنْما يُنْظرُ فيه إلى الأمق وقد وَصَاهُمْ ِالإمَامَة والطاعَةَء وذكر لهم 
قبيله الإمام وبَيّنَ حُكمَهُ في هذِهٍ الصَّدَقَاتِ وإنّها مَوُْوفَة على رَأي الومَام في 
لتصاح. وكذلك وَصِيّته لهم «بأنّه لا يُوَْتُ وما رَكهُ فهو صَدَقُة؛ وكذلك 

كان يَْمَلُ هو عليه السلام فيهاء, وكانّ يُعِدُهَا لتدابير تعزوه”!' إلى تفريط ونَصَنّع 
فيما يَضْئَعُهُ لو شَّدّهُ التعشفٌ والذَّهَابِ عن الصواب. 


[فصل] 

1 - فإِنْ قالوا: هذا على كُلّْ حَالٍ تَفْرِيط» لأنّ الوَصِبةَ إنْما يَجِبُ أن 
َكُونَ مُسَْندَةٌ إلى رَجُلٍ وَاحِدٍ يَقُومْ بهاء قبل لهم : وَلِمَ رَعَمْتُمُ أنَّ ذلِكَ تَفْرِيط 
فلا يَجِدُونَ في ذلك مُتَعَلقاً. ثم يُقَالُ لهم : قذ وَصى النبِيُ كك للقائم بَعْدَه في 
الجمْلّة الذي يَلِي الأمَة . أن لا يَجْعَل عن غَيْرٍ وَصِبِّْه وإنْ كان ذلك مِنْ فرض 
أَمْته» اومِمًا نَدَبُوا وحَنُوا عليه وا يق ال عز وجل ين ثيه في در الوسة/ 
وين أن لعل بن بذ يل الو لطفا ل ولأميه. 0 
وَالنْسَاى وجَعَلَ له أن يع لوْصِي إذا شَائء ” ويوصى صى إلى غير وجل له أن 
يُشْرِكُ بَيْنَ الوَصِي وغَيْره في فى الوصيّة. وأنْ يُقِيِمَ على الرَصِئّ مُشْرفاً يُوصّيهِ بأن 
لا يَتَصَرّفَ في شَيْءِ من الوصِيَّةٍ دون مطالعته. فإذا قالوا: أَجَلْ ولا بُدَ من 
ذلك. قِئِلَ لهم : فهلُ للنّبِي كَلِْ في دِيئِكُمُ أنْ يُوصِي إلى غَيْرٍ عَلىُ رَضِي الله 
عنة )2 أو يُوصى ِليْهِ ويئْرَعْه ويُوصِي إليه وإلى غير أو يُقِيم مُشْرفاً في تَصَدفه 
وقيامه. فإِذّا قالوا: لآولا بُدّ من ذلك. قِتِلَ لهم: وكذلك يجوز للنبي عَلِل 
[224 ب] ترك الوصية وإن لم يَجز ذلك لأميِهِ ولا فرْقٌ. 


[فنصل] 
2 - فإِنْ قالوا: فإنّ فَاظِمَةَ رَضِيَ الله عنها لم تدّع© إِرْت قَدَك مِنَّ 


(1) ى: لتدابير نعروه. - 872 


(2) ق: تدعي . 


615 


النِي يكن وإنْما اذْعَتْ إِرْتَ غير فَدَكُ مِنْ سَهِمء حَيْبّر وغيرِِ وإنَّما ادَعَثْ أن 
رَسُوَلَ الله ككِخَ كانَ تَحَلّها فَدَكء فمََعَها أَبُو بَكرِ ذاك . وقد عَلِمَ أنها صَادِفَةٌ بره 
لا تَحْذِبُ عليه» فكان من حَفَّهِ أن لا يُدفعها عن ذلك. يقال لهم : ِنْ كان هذا 
على ما ذكرتمء قُمَا فعَلَ أبو بكر رَضيّ الله عَنْهُ في ذلك إلا بكم الله عر 
وجَلَّء وإنْ كان يَعْتَقِدُ أن فاطِمَةَ صَادِقَةٌ بَارَةُ؛ غير أنه لا يجب على الإمَام أن 
يَدْكَعَ إلى أَحَدٍ شَيْئاً يَدْعِيهِ إلا بَِيِْ فلو عَلِمَ أنَّ الِحَقٌّ لزيد نابت على عمرو لم 
يسعه أنْ يَحكُمَ بِهِ؛ تَعْلَمُهُ دونَ الإقْرَارٍ أو البيئةِ. وقد ذكرٌ أن أبَا بكر رضي الله 
عنه طالبّها بِالبَيّتة على ذلك فأخضّرّت رجلا وامْرَأة؛ وبُقَالُ أن المرأة أ أيْمَنء 
وأنّ الوّجُل على رَضيّ الله عنه”". فأمّا عَلِيْ فإنه لَمْ يَصُحٌ أنّهُ حَضَرٌ في شَيْءٍ 

مِنْ ذلك بل الثابثُ عنه أنّه شَهِدَ والعَبّاسُ على تَضدِيقٍ أبي بكر رَضِيَ الله عنهم 
أْجْمَعِين . 


[فصل] 


3 - وقيل: أن أبَا بكر قَالَ لها: «رَجُلَ مَمْ الرّجُلٍ أو امْرَأةٌ مع الْمَرْأةَ 

حتى أشكم؛ فلم تجذ ولك ما بَْمُ من الحكُم؛ وليس ذلك لك في 
قَوْلِهاء ولا ارتياب بهاء ولكنّه انْبَاعٌ لخكم الله عر وجل. وقد كانّ عُْمَانُ 
جليلٌ المَحَلَ عند أبي بَكْرٍ» عَظِيمُ القَدْرِهِ وعند سَائِرٍ المُسْلِمِينء وشهد عند 
إن الي يكل برد الحكمل*' المدينة» فلم يَتقيّد الحَكُم بشهاذةٍ عُفْمَانَ. وقَالَ 
له: «أنْتَ واحدٌ فأتِ بآخر؛ لا لسَكُ في قَوْلٍ عُثْمَانَ وَتَهمته لَهُ ولكنْ على 
سبيل الإحتياط للدّينٍ واتبّاع الحكم المَشْرُوعَ؛ ولئِنْ لا نَسْمَح بَعْدَهُ بِقَبُولٍ 
شَهَادَةٍ الوَاحِدٍ هذاء وما أشْهَدٌ به عُنْمَانَ : أن عِنْدَ معنى ذلك ليس بِحَقٌ لأحَدء 
ولا تَمْلِيك ولا َال تغليك ولا ما يعن بح لي على عَرِه. ولذلك فَعَلَ 
في شَهَاةٍ فاطمة رَضِيَ لَه عنها. َذَّكَرَ أنّهِ قَالَ لَهَا: «إيتني بامْرَأةٍ مَعَّ المَرْأقَا 

َعْنِي أَمْ أَيْمَنْء أو جل مغ الرجل يني عَلياً حعى يَلقْذُ الشكع منه بِيئة 
شعي 


(1) ان كلمة «عنه؛ مضافة في الهامش . 


616 


4 - فإِنْ قالوا: أَفْتَرَى أنّها تُشَاوِرُ عَلِياً في ذلك ولا تَعْلَمْ"'' هي وهُوَ 
أنَّ الحُكُمَ بهذِهٍ الشَّهَادَةٍ حَرَامٌ في الدّين» فكيف لم يضرفا عنها. يُقَالَ لهم: قد 
نكن ا يعون فقا أذ الزن والغزة إذا حرا شه مدنا غيرفنا أ 
جَورا ذا ذلك؛ ون يخضه مِنْ عله أ . يَنْتَشْرُ الحديثٌ والمطالة بالريَادة في 
يكوا لتقا أن أبَا بكر رَضِيَ الله عنه يَرَى الم بالشاجد الؤاجد والتمين؛ 
حَكُمْ بِهِ عندهما رسول الله يِه وهو مَذْهَبُ كثير من انهاه ولم يعن أب 
بكر رضي الله عنه مِمّنْ يَرَى الحَُكُمَ بذلك. 


[فصل] 


575 فإنْ قَالُوا : فم بَالُ علي رَضِيَ الله عنه لم يَحْكُمَ م بذلك لما صَارَ 
الأَمْر إليه» ويخلف ورثة فاطمّة . يقال لهم : عله لم يكن بهم مَنْ يَخّف على 
النْخلٍ ويّنْشَط له ولَعَلَ عليًا رَضِيَ الله عنه كان يرى أنَّ أبا بَكْرِ رَضِي الله عنه 
يَحْكُمْ بالشّاهِد واليمين» ولم يكن هُو: «أي© علي مِمْنْ يَقُولٌ بذلك. 
ويُمْكنُ أيضاً أن يكون قد كان يَرَى الحُكمّ بِالشَامِدٍ واليَمِينَ في زَمَنِ أبي بكر 
ثم رَجِعْ عنه لأمْرٍ قوي في لَفْسِهِه كما رَجِعَْ عن بَيع أَمهَاتٍ الأؤلادٍ بعد أنْ كان 
رَأَيُه ورَأيُ عْمَرِ رَضِيَ الله عنهى حتى قال له عبيدة السَلَمَانِي ما قاله. وكما 
رَجِعّ عن ادْخارٍ لحُوم الأضاجي. وعن قَثْلٍ الِجَمَاعَةٍ بِالوَاجِدٍ في يِضَّةٍ فُثَلَ 
عُثمانَ رَضِيَ الله عنه على ما يَرْوِي . وقد قَِبْل له: : قد كان من رَأيِكٌ أنْ يُمَيْدَ 
أْهْلُ صَنْعَاءَ بلول الواجياء فقّال: «قد رَأَيْتُ أنْ لا أَقْتل الجَمَاعَةَ بالوَّاجِذٍ) . 
وقد كانَ عُمَرٌ رَضِيَ الله عنه يَقُولُ القَوْلَء ويَرْجِمُ عنه إلى غَيْره؛ وكذلك عغَيْرهُ 

مِنَ الصَّحَابَة وثُقَهَاءِ وَفْينَ وهذا هُوَ حُكُمْ اله عزّ وجَلٌ وكُلَهُ صَوَاتٌ عند الله 
عر وجل لأ الدَلِيلَ قد قامّ على أنَّ كل مُجْتَهِدٍ مصيبٌ في مَسَائْلٍ الأخكام؛ 
وقد أَوْضَحْنَا ذلك في غَيْرٍ هذا الكتّاب. 


874 875 
(1) ق: يعلم . (2) ق: أعني من الأفضل استبدالها «بأي) . 


7)ع6 


[فصل] 

876 - فإنْ قَالُوا: ما وَجِهُ مُطَالبَةِ أبي بَكْرٍ بالبيّةٍ على دَعْوَاهَا النُحَل مع 
نسْلِيِمَكَ أنه بعلم صذقها . إن نَبْتَ الحَبَرُ عن اذْعَائِهَا الشُخل معه''' ومُطَالبَة أبي 
بكر بِالبَبئة. قِئِلَ لَهُم : وَجَهُ ذلك ما قدّمنا سَالفاً مِنْ أنه حَرَامٌ ِنْدنَا أنْ يَحَكُمَ 
الحَاكمُ بِعِلْمِه وان كَانَ أموَى مِنَ البَيَْةٍ التي يَسْوعٌ له الحُكم لموضوع الظدَةٍ 
وَالتَهُمَة وكَوْنْهِ مُتْمَرِداً بِعِلْمه وليست كذلك السْهَادَةٌ وهذا كان رأيٌ أبي بكرٍ 
رَضِي الله عنه في الإمتتاع مِنْ حُكم الَاكم بعلّمه. وكذلك كان يقُولُ أبو بكر : 
الو وَجَدْتُ رجلا على حدٍ من خدود اله تعالى لم نُقِمْهِ حتى يَشْهَدَ عليه 
أَرْيَعَة) . ولم يَحَْكُمْ بشَهادَةٍ عُشَمانَ في رَدْ الحكم» وَطالَبّه يشَاهد آخْرَ ؛ وإِنْ كان 
َعْلّمُ صِدْقّه ويَحُلُ في نفيهٍ عَنِ الدكذِيبٍ على الرّسُولٍ ولكة. وكذلك قال 
الي له لمن سأله. «أرَأيْتَ إن وَجَدْتَ مَعْ امرأتتي رَجُلاً أذهلهُ حتى آنِي بأزبعةٍ 
شهَدَاء) قال: لَعَم) . ولو مَكْنَ الحَاكمْ مِنَ الحكم بادْعَائْهِم العِلْمَ لَعَادَ ذلك 
بالتحيّفٍ. ونَيْلٍ لما من أشَايهم: وتَمْكينِهم مِنَّ العُلْرْ ما عليهم لأن [225 
ب] الظْنّةَ بهم قَائِمَةٌ وفيهم جَائِرَة. والعِلَمْ شَيْءٌ مُنْمَرِدُ مِنّ المَرْءِ. والشَّهَادَة 
ليست كذلك. 

677 - وما يَدُلُ على أنه لا يَنبَخِي للحَاكم أنْ يَحْكُم بِعِلْمِهٍ مَا رَواه 
الرَهْرِيُ عن عائِسَةَ رَضِيَ الله عنها: أنَّ اللي يله بَىّء بَعَثَ إليهم”” مُصَدْقَا ه07 
رجُلآنٍ فَشَجَهُما فأنّيا الي يكه: يَطْلْبَانٍ المَضَاص فبَدَّلَ لهما مَالاَء قَرَضِيَا بى 
فَمَالَ لد : «إِنْي أخْطْتُ النَّاسَ وَأَذكُد لهم أَقْرَضِيْئُم»؟ قالا: «نَعَمْ) فخَطَبَ 
الئّاسَ ثُمّ قال لهما: «رَضِيْتَم) فقَالا: «نَعَمْ) فهمٌ بِهِمَا المُهَاجِرُونَ والأنْضَار 
فصَرَفَهُمْ الني كله ورك قرارهماء ورَضِيّاء فصَعَدَ النَبِي يكل فخطب ثم قال: 
«أَوَرَضِيْتُم؛ قالا: «نَعَمْ؛ فلو جَارٌَ للحاكم أن يَحْكُمَ بِعِلْمه لشَاعَ لوَسُولٍ الله َل 
أن يَحْكُمَ عليهما برضائهما الأرّلء ويُلْزِمُهُمَا حَُكْمَهُء وفي نَرْكِ ذلك على مَنْع 


877 - 876 

10( ان كلمة «و» مضافة فوق مع فتصير الكلمة )22( ق: الهاحم. 
«معو» وهي عامية لذلك رأينا من الأفضل (3) ق: فلاحه: لاح أي بدا وظهر. 
زيادة الهاء. 


618 


الحُكم بالعلّم دون البَيْنةء وعلى أنه لا خلاف بَيْنَ أهلٍ العلمءٍ إل ما لا يَعْتَدُ 
بقوله مِمّنْ لآ يَْرِفُ أنه لا يَجُورُ لأبي بَكْرِء ولا لِمَثْرِهِ أن يَحْكُمْ في الحدود 
بعلمهء ويَفْثّلَ ويقطع ويِحُدٌ بعلي وإن كان عِلْمُهُ في ذلك أَجْمَعَ أقوى مِنّ 
الي لمَوْضِع م الظنٍء ونَوَهُم الحَيْفٍ والهَوَادَةٍ فكذلك الحُكمُ في الأموال. 


[فصل] 

3/8 - فإ الوا : كيف لا يَجَورُ لأبي بكر وغَيره مِنَ الم أن د 
عليه وهو يَحْكُمٌ بِعِلْمٍ في قُبولٍ الشَّهَادَةٍ وَالتَّعْدِيلٍ والخَرْج” © والوَسْية©) 
والرّدٌ والقُبُولِ؛ يُمَالُ لهم: ليس قُبُولَ الإمَامٍ والححاكم للشهودٍ وردّْهم مِنَّ 
الحكم في شَيْءٍ لأنّه لو قِبْلَ: شَاء هذا وعَدَلَهُ بعِلَمِهِ لْجَارَ لِحَاكِمِ بَعْدَهُ ردم 
وثّرك العَمَل بِشَهَاديهِ؛ ولو كان حُكُماً عَلى وَجْهِ يَسُوعٌ وقوعّه في الشّرْعٍ؛ إما 
نص أو اجْتِهَادٍ مُتّمَقِ عليه أو مُحْتَلفٍ فيه لم يَجْرْ للقاضِي بَعْدم رده ونْمْض 
الحُكم في قُبُولٍ شَهَادَتَهِ . كما لا يَجُورٌ ذلك في غيرِهٍ من الأخكام الوَاقِعَةٍ 
بِاجتِهَادٍ إذا لم يَخرج عن قَوْلِ سَائِرٍ الأمَةِ. فليس فقُبُول الشَّهَادَةٍ وردها مِنّ 
الحُكم في شَيْءِ ولا هذا مَوضِعُ الكلام في حكم الحاكم بعِلْمِهِ فيَغْرَقُ فيه إذا 
بْتَ بما وَصفناء ه أنه لا ينبني للقاضي بعلمه لم يَجُرْ لأبي بكر أنْ يَقْضِي لِفَاطِمَة 
رَضِيَ الله عنها بِعِلْمِهِ فيما اذَه . 


8/19 لأنّ المَنمّ م مِنَ الحكم بالعلم لم يقع في مَوْضِعْ مخصوص دون 
موضعء ولا في عَينِ دون عَيْنٍ» وحكم دون خكمء قَصَمّ بزلك وَجْه ما فَعَلَهُ 
أبُو بكر رَضِيَ الله عنه مِنَ المُطَالَبَِ بالبَيِئَةِ برأ كان يُقْصي عِلان اللي بل 
بالبيتات . ويُطَالِبُ كُلَ مُذَعِي ِشيء ء بالبيَْةٍ عليه عَلِمّ صِذْقَه أو لم يَعْلْمْ ذلك . 
ولو ادَعَتْ عَائِمَُ وأ سَلْمَة والعَبّاسُ وعبدٌ الل إننه: أنَّ الرَسُولَ عليه السَّلامُ 


878 - والوسيق أي الطرّد. 


(1) الخْرْج أي الخراج وهو الأتاوة وأصيه ما -879- 
يخرج من غَلّةَ الأرض والمال. )3( ق: علان وهي علان أي ما يخالف: 
(2) ق: الوسيف من وَسَقٌ والوّسْق جممع حفيّ . 


أؤساق: ستون صاعاً وهو حمل بعير. 


619 


نَخَلَّهم [226 أ] أو كُلَّ وَاجِدٍ منهم فَدَكُ وغَيرهاء لَطَالَبَهُم بِالبَيْئَةِ على ذلك 
خَسّب ما طالبهاء وكَرّمَ عليه الحُكُمَ لهم بدعواهم دُونَ البَيْنَهِه وإن عَلِمَ 

0 - وكذلك لو اذَّعَتْ عَائِشَةٌ أو العَبّاس وأ سَلْمَةُ أو َم سيب »6 رَضِيَ 
اله عنهم على التبي بك أنه نشْلَهُم كد وَيرهَا من الأموال» وطَابُوا بذلك 
عَلِياً رضي الله عنه في أيّامٍ خلاقيه؛ فسَرْمَ عليه أنْ يَحْكُمَ لهم بِدَعْوَاهُم؛ ولزِمّه 
أن يُطالِيهم بِالبيَْةٍ العَاوِلَةٍء والأؤبجب الحُكُمْ لِكلْ من لأعى من تَركَة الي ك2 
شَبِئا بغَيْرِ بَيَْةِ, حتى لو الأعى الأجتبِيُونَ مِنهُ لهم كانوا اسْتَخْصُوا قَدَكْ على 
رسول الله يل بإفْرَارٍ أو دَيْنْء أو أمر حَ وَاجِبٍ نَابِتٍ لوَجْبَ على عليّ وغَيْرِه 


من الأئِمّة فئيْتَ بذلك أجمع : أن فَعلّ أبي بَكرٍ رَضي الله عنهء ومُطاليته هو 
تمس الوّاجب الذي لا معدل وَرَاعَىو ولا مَصرف عَنْهِ. 


881 - وقد قَالَ مله مِنْ أل الهلم أن عَلَِارَضِيٍ الله عنه لم يَأتٍ إلى 
أبي بكر رَضِيَ الله عنه على طَرِيقٍ الشّهَادَةٍ بِالنْخَل» إنّما حَضَّرَ مُسَدَداً ومُعَيّناً» 
وعلى وَجهِ ما يَحْضِرٌ الرّجُلُ مع من يَمَسّْه أمره. ويَلْرّمُهُ النيَابَةَ عنه. فقَصَدَ 
يأل أبَا'' بكْرٍ عَم يقُوله لا على طرِيتٍ الشَّهَادَ لأنَّ الدَّلِيلَ قد قَامَ على أنه 
لا تَجَورُ سَهَادَةُ ذفْج ِرَوْجَتِهه ولا زَوجَة ه لزوج؛ ولا إِبْنٍ لأنء ولا أب لون » 
رلا وَصِيٌ لِمَنْ يَلىَ عليهم إلى الصّدْيقٍ الملاِف. فلو كان على الحاكم 
وشَهِدَ أَبُو بكر رَضِيَ الله عنه عِنْدَهُ على دَعْوَى لعَائْشَة أو عَائْشَةَ على دَعْوَى 
لأبي بكر لَمْ يَلْرَمَهِ قُبُولها والعَمَلُ بهَاء وقد كان عَلِياً رَضِيَ الله عَنْهُ يَعلَمْ ذلك 
فلم يَحْضِر مَحْضَرٌ الشُهُودٍه ولكن حَضَرَ لِمَغْتى المُسَدَِء فكيف بْقَالَ: أبَا بكر 
لم يَعْملُ بِشَهَادَتَ وهو لم يَحْضِرْ حُضُورَ شاجدٍ لما كُلنَاه؛ على أن هذا الكلام 
ِأسْري والذي قَدّمناه : في الجواب عن دعوى النُخل تَكلف مِنّاء وَإلْتَرَام لما لا 
يَلْرَمُنا. لأنَّ العُلَمَاءَ مِنَ القُمَهَاك قد امَُوا على أنَّ النُخل لا يَملكه المنخول 
حتى يَقْبَضْ وأنَّ المَوْهُوتَ له إذَا لم يقبّضُه حتى مات الوَاهِبُ بَطلّت الهبة» 


- 881- 


(10) ق: أبو. 


620 


وصارَث ميراثاً ولا يَحْرُجُ مِنْ ثُليِهِ. بل يَصيرٌ مِنْ ثُلثِ ماله. 


2 - قال الشافِعي وأَبُو حَنِيقَة : أ ها لا نيم ولا تلزم إلا قيض ؛ ٠‏ وإذا 
أتى على المَنْحولٍ زَمَانّ يَضْح أن يقبض النخل : فيه فلم يَقْبَضْهء لَمْ يَحْكُمْ به 
عليه؛ ولم يُجبِرِء وكان له الرُجُوعٌ فيه. قال مَالِكُ: َل يَقْضِي به عليه قَبْلَ 
مَوْتَوء ويَلْرَمُهُ إِنْمَامُهُ وتَقْيُضُه”". والذي يَدُلُ على صِحةِ قولِه: أنَّ القَنْضَ 
مُجِل؛ لأنّهِ يَعْلَمُ به على أي وَجْهِ يَفْبَضُ الشَيْة» ولا يَتَغَيّر به حُكَمْ 
المَفْبُوض” لأنّه قد قبض فصار يقبض مَبِيعَاً ويقبض عارَية”” 2 ووَدِيعَةٌ 
وإِجَارَة وغير ذلك . ِالقَبْضُ يقع على صورةٍ واحدةٍء وإنّما تَخْتَلِفُ”* أَحْوَاله 
بالأقاويل [227 ب] فَالشَيْءْ يَصِيِرُ مَفْبُوضاً بالبيع بلفظ المبايَعَق ومَفْبُوض على 
سَبيل الإجَارَةٍ بلَفْظٍِ الإجَارَةٍ والتَعَقَدِ عليها. 


3 وكذلك الفَرْضٌ وَغَيْرُ فكذلك التخل إنّما يكونٌ تُخلاً بِقَّولِه: 

لمك واوَهَبْتُ لكش واتَصَدَفْتُ عليك»» ونخوه لا بالمَّئْض الذي 0 
بيْنَ النْخْلٍ وغيره» فَكلُ مُلْكِ ينْعَقِلُ إلى الوَرَنَةِ باختيار المَئْتِء فيَجِبُ 

لك بلي على الح و لم يض في ذل كل هنل لفل" ٠‏ فإذا 
مَات الوَاهِبُء فإنهُم لم يَحَِْفُوا في أنه يصِْرْ إزثاء ويَرْجِمْ إلى ماله إذا لم يكُنْ 
المَؤْهُوبُ لَهُ قَبْضُه قَبْلَ موت الوّاهب. وهذا قَوْلَ أبي بَكر خاصة وعنه يَضْدُرٌ 
هذا الحُكُمْ في الأضلٍ وَعَمِلَ بهء وذاك أنه نَحَلَ عَائشة ة نلا م اسْتَْجَعَه أبُو 
بكر عند مَرضهء وكانَ عشرونٌ وَسقاً حداداً مِنْ سَهْمِ خَييرَ: ولم نَكنْ قَبَضَنْهُ 
فلمًا مَرِض قال لَهَا: «يا بُيهُ والله نك لأحَبُ الئاس إليّ غِن” أنْتِ وأخبث” 
الناس علي قُفْراً أت وقد كُنْتُ تَحُلُْكِ عشرون وَسَقَاً: فلو كنت قَبَضْيِه 
وجَرْيْتهِ لكان ذلك» وإنّما هو اليّوْمَ مال وإزْثُ : وهما: أخواك وأْتاك؛. ٠‏ وفي 


882 - لآن الكلام يدور حول الإجارة. 
(0) قّ: تقبضه. (5) وردت الحالو» وقد شطبها الناسخ . 
(2) ق: المقنرص. 883 - 
(3) قى: عاريه أي مايّملك منفعته بغير (6) ق: يكونا. 

عوض. (70) ق: غنا. 


(4) كتبت اجبارة من الأفضل أن تكتب إجارة (8) ق: احسه. 


621 


الحديث أنَّ أبَا بكر رَضِىّ الله عنه قال لَّهًا: «فإنْ رَأيت أنْ تردّيهًا) فبَككتْ 
وقَالَتْ : '«واللهِ يا أبَهِ لو كائّث خَبَرُ ذَهَباً وفِضّةً لرَدَدْنها عليك» . 


2 0 5 


34 - فنْ تَبْعَتْ هذه الرْيّادةُ في الحَدِيثٍِ صم ما قُلناة» مِنْ أَنهُ يَجبُ 
على المُتَحُلٍ إتمَامَ الُخل وَإِنَْادَ والقّضَاء به عليه» فلذلك سَألّها وقال: «فإن 
رَأَنْتِ أنْ تَرْدْيهاء ولو كان واجب ردُهء ولم تكن”" تَمْلَكَهُ ٠‏ لم يكن للسُؤال 
والتوقيفي! وَجَهآء مَعَ مَا عَلِمَ منْ شِدة أبي بكر رَضِيَ الها عنه في دين اللِّ؛ 
وفيما دون هذاء ون لَمْ نَضُحٌ هذه الزْيادَة وَجْبَ جَوَارُ رُجوع الَاحِلٍ في تخله 
قبل مَوْتهِ إذا لم يَبضَه الموهوب به؛ وتّرك القَضَاء به عليه. وما يَتَعَذْرُ أَنْ 
يكون رَأَيْ أبُو بَكرِ رَضِيَ الله عنه : أن النخل لا يَتِمْ إلا بالقَئض بِدَلالةٍ وله 
لها: «إنّما هو اليَوْمَ مَالُ وَإِرْشّى فلو كان مالّها لم يَقُلُ: هو امال وإرثٌ» 
وهما أحواكٍ وأ أَحمَاكِ؛ وَوْلُهِ : «فإنْ رَأَنِت أنْ رده إِنّما هو سَهْلُ الواجب 
عليها. وإِذَا ب بْعَتْ هِذِهٍ الجَمْلَهُ لم يَجْرْ لأبي بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه أن يَحْكُمَ 
بِالشخلٍ لقَاطِمَةَ رضي الله عنها؛ وَإِنْ عَلِمّ صِذقها وقامّث البَيْئُ بعَلِيْ وأ نِم 
وغَيْرِهِمَا بتُبُوتٍِ النخل» إذا لم تكن قَبَضته قَبْلَ ذلك . 


855 - ولَمْ يقل أحَدَ أنّها كانث قُبَضَنْهُء وتَصَرَّفَتْ فيه أَيّام ابي بلق ولو 
كانث قُبَضَنْه لم يَكُنْ لنقَاذِهَا إلى أبي بكر رضي الله عنه لطلبه”' معنى مع 
سَهُم خَيْبْرَ) لأنه في يدها [227 أ] ولا مُنَازِعٌ لها ولم يَكُنْ أبو بَكرٍ رَضِيَ الله 
عنه بالذي يَْتَرِعُهَا مِنْ يَدِهَا . ولم تَكْنْ تَحمَاجُ إلى بَيَْةٍ على ما في يَدِهَاء وذلك 
يُنْبٌِ عن أَنْهَا لَمْ تَقْبَضْهُ وإنّما كان الرسولٌ كك يَتَصَرّفُ فيها إلى أن مات . 


6 - وإذا كانَ ذلك كذلك لم يَملّك المُخْلَ بعدّ مَوْتِ النَبِى يله على 
قَوْلِ الججميع» ولم يَصُمّ أضلاً على قَوْلٍ أبي حنيفةٍ والشَافِعِي وهو المَرْوِيُ عَنْ 


884 - ل(ألله) , 
(1) ق: يكن. (4) فى: تردينها من الأفضل حذف النون بعد 
(2) ق: التوفيق. أن. 


(3) نقل الناسخ بدل «عنه؛» كلمة #عز وجل؟ (5) ق: لطلب من الأفضل زيادة ١هاء؛.‏ 
لذلك من الأفضل اضافة «عنه؛ بعد كلمة 


622 


أبي بَكرٍ إذا لم نضح الريَادهُ في احبر وإذا لَمْ يَْبْت الُخل» ٠‏ ولم يه يَمْلِكَهُ لم 
يج القضاء به مع تصبيق تاعية, وقِيام الب بهء وم يلق الحاكم تيف في 
: ِنْ ذلك لآل ما قَدَّمْنَاءُ من نبل اليس نلعي إلى دعا الل منهم إل إلا 
ف ذلك وه 3 النُخْلٌ بِمَوْتِه 0 سَائِر المُسْلِمِينَ 
وَرَأى الإمامُ على ما وَصَفْنَاهُ مِنْ قَبْلُ. 


[فصل] 

877 - فإن كَالُوا: فلس قد ري أن أب بكر كان يقُول: «إلا مَنْ له َي 
على رسول الله يَكِيدٍ فأنا أفضيه)” 7 وكان يُعْطِي مُدَعِي الدّيْنَ عليه بلا بَْنَةِ ولا 

دء فكيف لم يفعل مِثْلَ ذلك مَمَ فَاطِمَةَ. يُقَالُ لَهُم: ما صَحّ قط أنّهِ يُعْطِي 
مِنْ بَيْتِ المَالٍ بلا شهُودٍ ولا بَيْنَةِ» وقوله: (إِنّما أقضيه لآ يُوحِبُ أنْ يَقْضيه 
ِالدّعْوَى بلا بَيْئَةِ: وقد يُحْثَمَلُ أيضاً أن يكونَء إِنّما كانَ يصدُّقٌ الصَّحَابَة 
ويَضِي الذّين من مَالِهِ على حَدْ الشرْع . وكذلك رُوِيَ أنه كان يَقْضِي الذَّينَ مِنْ 
خَائِصٍ مَالِه وقد كان لَه بَقِيّهُ مِنْ مَالِهِ عُمَيبَ مَوْتٍ اللي يق يُشَيعُ بل ذلك . 
وفَاطِمَةٌ رَضِيَ الله عنها لم تُسَمْ شَيْئاً مِنْ ذلك» فلا مُتَعَلّقَ في هذا إن صَح أنه 
كان ذُو مَالٍ بعد لنب يكل . 

8 والنَّابتُ أنّه كان مُتَسَلّلاً بالعباءة© فيَجِبُ حَمْلٌ قَوْله: «أنَا أَقْضِيه 
ِنْ قَامَتْ الببْته وإلاً فهذا الحَبَرْ غَيْرُ نَابتِء ولا مَعْرُوف وعلى أنَّ أكثرَ أل 
الهم يُبْطِلْ ادْعَاء فَاطِمّة رضي الله عنهاء إنْ قَامَتْ المُخل جمهوث أهْلٍ الل 
وَالرّوَايَة» ومُعْظمُ الشَّيعَةِ على إِنْكَارِهٍ. ويعْتَلٌ مُنْكرْ هذا أنْضاً مِنْ أصحَابئا بأنَا 


- 886 - «أقضيه» لأن الكلمة هذه تردد فى الفقرة 
(1) اق: للحى. ذاتها . 
- 887 - 888 - 


(2) قى: أقبضه من الأفضل بدلها بكلمة (3) ق: بالعبا. 


6023 


قد أبنًا فيما سَلَّفَ: أن رسول الله كَلِِ لا يَمْلِكُ هذه الأمْوّال البَاقِيّة مِنْ مَالٍ 
الحُمْسء ومَال المَيْءِ. وإنّهِ إنّما جَعَلَ له منه أكلاً [227 ب] بالمعروفٍ بقدر 
حَاجنيه؛ وجَعَلَثْ لسَائِر المُسْلِمِينَ إلى يؤم القِيَامَةِ: كالوّقُوفٍ المُحْبَّسَةٍ التي لا 
تَمْلِكُ رِقَابَها إلا سِهَام خَيْبَرَ وحدها للعِلَةٍ التي كَذَّمْنا من كونها عِدَّةٌ لأهلٍ 
الحدَئيئة. فإذا يت ها ليست بعل للثيئ كلء لم يج أن كلها ولا ورئه 
ولّمْ يج أنْ يُرِيدَ كونها في يَدِ من أقطعها على سبيلٍ تَمْلِيك لذلك» بل يَنْقلَهَا 
الإمَامُ على ما مَدَمْتَاهُ فبَطلَ بذلك أنْ تكونّ فَاظِمَةٌ رَضيّ الله عنها إِدَّعَتْ شيا 
أو نخلا مِمًا تَرَكهِ الرَسُول كَل. 


604 


[الباب السابع والثلاثون] 


[باب الكلام في بن إقرار علي لحكم أبي بكر والقول في أن 
والقول في البر والفاج] 


[نصل] 

859 - وقد قلنا من قَبْل أيضاً: أنْ فاطمة رضي الله عنها ذَهْبَتْ في إِذْعَاء 
الإرث إلى التعلق بعموم الآيَق وهو مَذْهَبُ أكئر المُقَهَاى فلما رَأى أَبُو بكر 
رَضِيَ الله عنه ما رام ورَوَاه غيره كروايْتَهء وشَهِدَ عليه الصَّحابَةُ: وعليٌ 
والعَبّاس رضِي الله عنهم ؛ بِأنّهُمْ يَعْلّمُونَ أن رسول الله وق قال ذلك : اعلمتٌ 
صَدَقَة وأَضْرَبْتُ عن المَُطَالْبَةه؛ وكذلك يَفْعَلُ المُقَهَاكٌ إذا وَرَدْ د الْخْبَرُ في 
معارضّيّه العموم الذي يِتَعلْقُونَ بِ. بلا عتب عليها في ذلك . وبا يَْلُ على 
صِحَةِ ما صِنَعَهُ أبُو بَكْرٍ رَضِيّ الله عنه في مَنْع الإزثِ؛ والتُخَل : إِفْرَارُ علىّ 
رَضِيَ الله عنه لحَُكُمِهِ لما كان الأمر إليهء ٠‏ فلم يرد ماة نخلاً ولا إزثا؛ وقد 
نَصَبَ الحَرْبٌ وأَضرَمْ َارَمَاء انها تجا بينه وبين تخاقه في دون هأ 
الباب أو مِثْلِهِ. والْبَسَطْت يَدُهُ ونَقذَ أَمْرْهُ وخكمف وهو غَيْرُ مُنَّهُم بالظلمء 
يَجُورُ عليه المذوانُ على أثَاربه؛ وقولهم: إنّما لم يقر ذلك لتقي : 5 
نُضَارَ كانوا أَصْحَاب أبي بَكرٍ وعْمَرِ؛ مُوالين لهم . فبَاطِلٌ لا حَُجَّةَ عليى 
وظَاهِرُ أمر علي رَضيّ الله عند وفِعْلَهُ وقَوْله يُبُِ عن خلافٍ في ذلك. وهذا 
كادعَاتِهِم َرْكَ المُطَالبَةَ بالإمامَة لأجل انيد وكُلُ ذلك أُمَانِي غَيْرُ مُحْدَئَة. وقد 
كلما في إفْسَادٍ ذلك من قَبْلْ ما يُعْنِي عن رَدَ ونه َوْلَ لا يُمْكِنُ مَعْه القَطعْ 
على شَيْءٍ مِنْ مَذَاِبٍ علي رضي الله عنه وأئاويله لأنَّ المَقِيّهَ في جميع ذلك 

625 


جَائِرَّةٌ» وحصول علم الإِضْطِرَارٍ بِاغْتَقَادِه و وَاغْتِقَادِ غيرِهِ مِنّ مِن الأئِمّة مَحَال إذا 
كَانَتْ الحَالُ على ما نحن عليه 


510 - فلو أنكَنَ أن يَدّعِي مُدْعِيْ أنه قد َو كم أبي بكر رَضِيَ الله عنه 
في فَدَكْء وأظهر وجوَّرَ انبَاع أَمْرِوٍء والرّضى بتنفِيذٍ أخكامه. وتَوَلْيهِ على سَبِيلٍ 
التَّقَبّةِ؛ لأْكنَ آخَرٌ أن يَذَعِي أن جَميعَ ما أفْنّى به. رَحَفِظٌ عليه في الحَلآلٍ 
والحَرّامء والعَقْلٍِ والمَصَاصٍ والطلاقٍ» وبَئِع أَمَيَاتٍِ الأزلادٍ وَالنَّرْرِيثِ 
والطلاق”'" وغَيْرِ ذلك. إِنّما قَالَّهُ على سبيل التقية [228 أ] ومِنْ حَيْتُ عَلِمَ أنه 
ليس معه إلا بإظْهَارٍ هذه الأقاويل دونَ غَيْرها. وأمْكَنَ آحَرْ أنْ يَذْعِي أنَّ إدْخَالَة 
نفْسه لما قُيِلَ عُْمانَ رَضِيَ الله عنه في الإمَاءَء كان على سَبِيلٍ التَرّع والتَّقِية 
والْخَرْفٍ على مُهْجَبِهِ إن لم يَدْخْل فيهاء ويُجِيبٌ إليها كما أنه مَخَلَ في 
الشُّورى عند الشيعَة وأَظهَرَ الرُضى بذلك على سَبيل التَّقِيّهَ والحَوْفٍ . وَإِنّه قد 
كانَ يَعْلَمُ أنه لا حَقَّ له في الإمَامَقٍ إلا أنه اسْتَدقَعَ المكروه بتَحَمُلِهاء ولَمْ 
يُمَكنْه التَخَلْصٌ مِنْ ذلك» كما أَمكَتئُْ الُرْصَةُ في أَيّامِ الشُورَى . وأنْ قَتَالَه لأغلٍ 
البَصَرَةٌ وَالنَهْرَوَانِء نما فَعَلَهُ بغيرٍ رَأي منه بِصَوَابه ولا إِنْيَانٍ لِمَعْلِى بل لِحَمْنِ 
دمه» والحَوْف على نَفْسِه . وأله قد كان يَعْلمْ أن ما يَحِله أصْحَابُه عليه مِثلّ: 
مَالِك الام شْئَرَ وأمثاله» ولم يَكُنْ مِنَ الدِينِء ولا مِنَ النباح فَضلاً عَنْ الرَاجب 
في شَيْءٍ . 


801 - وإنّما حاف شر الانبَاع ؛ وكذلك دَعَا عليهم ودَمّهُم وتَبَرَأ مِنْ 
أفعَالهم وقَال : ايت أن مُعَارِية صَارفني فيكم صَرْفَ الدذرهم بالذيئار؛ وإنَّهِ إنّما 
قال ذلك لِتَبيْنهِم على أن الحَقّ مَعْ م مُعَاوِيَةَ وأَنْصَارِهِ دونَهُمٍء غَيْرَ أنّه مَعْمُورٌ 
ِالعَلَبَقٍ موي بثه في أبيي الطلمَة: ومَحَالَ َيِه وبَيْنَ رَأيه وَاحْتِيَارِه . وأنَّ 
قَوْلّهُ : «انْ قُلْتُ لكم إِنْمْروا ذ في الحَر لتم أوَانُ قَيِْ» ليس مُرَادْه به مَا في ظَاهِرِه 

من الحض على الحَرْب»ء بَلْ غَيْرُ ذلك» وَإِنّما قَالَهُ تَقَيِّهَ. ولذلك كان يُصَرّحُ 
أخيّاناً إذا أنكئهُ التَصْرِيحُ ما يُقَارِبُ النّصّ على أنه لا حَنّ له في هذا الأمْرء 
890 - 
(1) ق: الطلاق من الأفضل حذفها لتكرارها في الجملة. 


626 


9 


وأنْ الحَقْ لِمُعَاوِيَةَ دونه. فلذلك كان يقولٌ عند مُنْصَرَّفِهِ مِنْ صَفينَ: ١لا‏ 
تَكْرَهُوا أَمْرَة مُعَاوِيَةَ فلو قد فَقَدْثُمُوهُ. لقد رَأَيِتُمُ الرُؤُوس تَنْدْرُ عَنْ كَوَامِلِهًا 
كالحَنظل! . وأن الحَسَنَ بوَصِيتِهِ قال يوم م باح بتسليم الأمرٍ لمعاوية في خطييه 
المَعْرُوفَةَ : «ولِما نَكْرَهُونَ في الجَمّاعَةِ وَالإلْمَةِ والأمْرء وصلاح ذَاتٍ البَيْنِ خَيرٌ 
مِمّا نُحِبُونَ في الفُرَْةٍ وَالخْرْفٍِء والمَبَاعضٍِ وَالعَذَاوَةَ وأنَّ علياً رَضِي الله عنه 
كان يَمُوزٌ ل: «لا تَكرَهُوا أَْرة معَاريَ فإِنكُمْ إن فَارَفْتمُوهَا ريم م الرُؤُوسٌ تَنْدرُ عَنْ 
كَوَاهِلِهَا كأنّها الحَنْظَل). ولو عَلِمَ أن أمرَّتَهُ بَاطِلَةٌ لما دَعَانَا(!' إلى تَرْكِ 
كَرَامَتِهاء والأمر بالرضى بهاء على أَنّهُما كانا مَحْمُولين على الحَرْبء ووَاجِلِين 
فيه على سَبيل النَّقيّة؛ فلا عَتب إذأ على مُعَاوِيَةَ وسَائِر مَنْ قَذَّمْنا ذكرةُ مِمّنْ تَبَرَأ 
منه المّيعةُ» فَإنْ لَمْ يَجْرْ هذا أجْمَع عند الشيعة» ولم يجز أن يكون إظهاره 
الرضى تَتَبّعِه الثلاثة . 


[فصل] 

2 وكذلك أيضاً يقال لهم: ما أَلْكَرتُمْ أن يكون أبو بكر رَضِيَ الله عنه 
إنّما تَقَلْدَ الأمْرَ وتَحَمَلَهُء وكذلك عْمَرٌ وعُنْمَانَ رضي الله عنهم على سبيلٍ 
الخَوْفٍ [228 ب] والتقية وإنّهم قد كانوا يعْلَمُونَ أنَّ الخلافةَ حَنٌ لِعَلِىُ رَضِيٌ 
الله عنه دُونهم ودونَّ كُلْ أَحَدِء وأنّهُم كانُوا م ِنْ أخحرص الئاس على نَوْليَِ علي 
دُونهم» ورَدْ الأمر إلى يِضَابهء وَوَضْعِهِ في حَمّه . غير أنه كان©) محاط بهمء 
ومحال بيهم وبين رَأيهمء وإيئارهم باستيلاء الظّلّمّة عليهم؛ والخ.ف على 
أنفسهم وذراريهم؛ وإلا فقد كان أبو بكر» وعمر وعشمان رضي 00 
أشد تشبيعاً لعلي رضي له عنه من عمّار” والمقداد”*' وأبى ذر”' وسلمان©) 
وسويد ابن غفلة* ومالك الأشتر”” 2 وسعيد, وصعصعة بن صرحاذا > 


891 (4) هو عمار بن ياسر / أنظر ضبط الأسماء. 


(1) ق؟ دعنا. (5) هو أبو ذر الغفاري/ أنظر ضبط الأسماء. 
- 892 - (6) هو سلمان الفارسى/ أنظر ضبط الأسماء. 
(2) ق: غير أنهم كانوا من الأفضل رد ذكانوا» (7) مالك الأشتر / أنظر ضبط الأمماء. 

إلى المفرد . (8) هو سعيد بن نمران/ أنظر ضبط 
(3) وردت «عنهم؛ مضافة في الهامش. الأسماء. 


627 


رضي الله عند ويأخذونهاء ويُعَرُفونه أنّهم على تَقِي ييه فيما يظهرونه من 
الإسْتِبْدَادٍ بالأمر دونه. 


81 - وقد ذَكَرَ فوم أن في الشِيعَةٍ مَنْ يَعْتَقِذُ هذا في أبي بكرء وعمر 
وعثمان ويَتَوَلأَهُم عليه وبع عَمْ أنه لتَوَابٌ لعلي رضي الله عنه . وكذلك قال أبو 
بكر وعمر في قصة قَدَك. «ولكنا نعول من كان يَعُوله رسول الله د علد ) وكان 
عمرٌيقولٌ: الولا علي لهَلِك عمر؛ ليتوصلان بذلك إلى ردٌ الأمر إليه؛ 
ويشهدَانٍ على الظُلمٍ له السلوب عنه والرضى به طمعاً في تمام ما يحاولانه من 
إِظهَارٍ أمره . وكذلك قول عثمان رضي الله عنه: «وإلا فأذركبي ولمًا أَمَرْق) 
وإِنّما هو زَمَنُ يريدُ به «قم فقد جاز منك وانقضّت مدة نفسك»» فلا يجب 
على هذا أن يتبرؤا منهم إذا كان هذا رأيهم فيه وعمدهم. 


4 - وكذلك أبو بكر إِنّما سارٌ إلى أَهْلٍ الرّدةِ على سبيل التَّقِية برأي 
علي وقوله: «سِرْ لا تَعْتَبِرْ بقولهم لك «لا تحارث ولا تُنَفِذْ جيْش أسامة فإِنّك 
ِنْ أجَبْتهم اسْتَبَاحُوا دَمَكٌ والْتَهَكوا حريمّك وعَصِيتٌ إِمَامَك ونَيّكَ؛ ففعل ذلك 
تَقِيّهَ بقولٍ علي رَضِيّ الله عنه وأمْرهٍ له. وكذلك عُمر رَضِيَ الله عنه في سائر 
حروبه وأفعاله نما كان يَضْدْرْ فيها. وكذلك عثمان إنما أخرج أبَا ذرء ورَدَ 
الحكمء وَوَلَى مَرِوانُ”* والمُغِيدة** '. وأعطى بني أ مية'* بقوله ورأيه. 
وإغلامه. إِنّه لم يفعل بهم ذلك. قيل: فإِنْ مروا على هذا أجمع فقد كفينا 
مَؤُونَةٌ مناظرَتَهم على البراءة منهمء والكلب”'" لهمء وان دفعوا هذا أجمع 
بأقوالٍ وأفعالٍ وظواهر كان ذَفعْنا لهم بمثله» وبما هو أقوى منهء غير أن يكون 
عَلِياً مبقياً*' فيما أظهره وكل هذا'” أمانى وتَسُويفٌ للنفس وإنما تضيق البَقيّة 

ودس لثم ا 5 ٠.‏ 85 . 
لما لم يمكنهم ذفع الظاهِرٍ المحسوس» فتورطوا فيما هو شيء هربوا منه. 
وعمر وعثمان رضي الله عنهم [229 أ] ظاهراً فاشياً من أسباب القَهْرء وَالغَلْبَة 


894 - (2) ق: مها. 
(1) ق: الثلب. (3) ق: هاذا. 


608 


والجبر به وهم قُومٌ مُتَواضعُون وزهاد في ظاهر الحالٍ مُشْفِقُونَ ودعَاة إلى ما 
عِندَ اله عّ وجلٌّء وتَرْكُ العَدنْسِ بالذنيا مُتشِحُونَ بالكسِي والعَبّاءَة”'" ويَلْبَسُونَ 
المُرَفْعَةَ ويوفِرُونَ مال المسلمين» ويبادلون على الإستزادة في النَّدلي من بيتٍِ 
المالء فيأبُونء ويأمرون بطاعتهم ما أطاعُوا الله ولْعِهم إذا عصوا. 

[فصل] 

5 وقد ذَكَرْنا في صَدْرٍ الكتاب أن أَوَلَ من خض على الأمر 
بالمعروف والنهي عن المنكر: أبو بكر رضي الله عنه وهو القائلٌ: «أطيعوني ما 
أْطَعْتُ الله فإذا عَضَيْتٌ الله فلا طاعَةَ لي عليكم»», والقائل: «إِنْ استَقَّمْتُ 
فاتبَعُوني؛ وإنْ مِلْتُ فقرّموني'» يقول: اوُلْينُكُم ولستٌ بخيركم, الا وإني 
نمكم حملاً وأكثركم شغلاً» في نظائر لهذه الأقاويل رويت عنه كثيرً”” . فامًا 
غمر رضي الله عنه» فإنه قال أمثالاً لهذه الأقاويل منها : خا ب يا 
فقال في كلام مُدَوْنِ منقول: الي عَبْدُ ضعيفٌ إلا ما أَعَانَ الله ولن يُغْيْرُ 
الذي وُلَيِتُ من خلاقيكم من مُخلقِي شيئاً إن شاء الله . فإنّما العَظَمة لله سك 
للعِبَادٍ فيها شيءٌ فلا يقولنّ أحَدْ منكم: إن عمر بن الخطاب تَغَيْرَ منذ وُليَ 
أمْرَةَ المُؤمنين. أيّما رَجُلٍ كان له حاجَةٌ أو ظَلْمْ بِمَظْلَمَةٍ أو عَيْبْ علينا في 
خَلَق فليُوَدَي إلينا. فإِنَّما أنا امرٌ منكمء ولن يَخملني سلطاني الذي أنا عليه» 
أن أتعظم عليكم, أو أَعْلِقَ بابي دونكم». روي عنه رضي الله عنه أنَّهِ قال: 
«أميرُ المؤمنينَ أخو المؤمنين وشريكهم» وأميئهمء فإِنْ لم يَكْنْ كذلك فهر 
عَدرٌ المؤمنين"؛ وكان يقول لعماله وخلفائه: «إنما أنا وإياكم في هذا المال 
اللي مال اليتيم إِنْ اسْتَعْنينا استَعْمَفْنَاء وإنْ افْتَقَرْنا أكَلّنا بالمعروف»» وأيّ 

في التواضع أَبْيَنُ من قوله عند إنكار المرأة عليه المبالغة» بمهور النساء 
وقرائتها الآية: «كُلَّ الناس أَفْقّه من عُمر) وقوله: «لولا علىٌ لْهَلِك عمر». وأمًا 
عُثْمانَ رضي الله عنه فقد أَعْلَقَ بابه وكف عبيده؛ ومنع الصحابة من المحاماة” 
وسألوه ذلك؛ فأباه عليهم وبالغ في نَهْيهم عن الحرب. وقد قَصَّدَ القومُ داره 


(1) ق: العبا. (2) ق: كثيرة من الأفضل استبدال «التاء؛ ب 


«ألف». 
895 (3) ى: المحاماه. 


629 


وانتهكوا حريمه» فأحاطوا به وحلف لهم واعتذر إليهم؛ وعددوا عليه ما 
نقموه؛ وقد شرحنا ذلك فيما مضى. 

6 وقد رَوَتْ الشّيعَةٌ أنَّ علياً رضي الله عنه وَعَدَ عَشْرةً”'' من شيعَته 
فأخروا عن بَيْعَةِ أبي بكر رضي الله عنهء وطالبوا علياً بإقامة الدَّعْرَّةَ وإِظهَارٍ 
أمرهء وانْتَسَرَ ذلك عنهمء وعَلِمَ أبو بكر بأمرف. وكذلك الزبيرٌ على قَوْلِهِم» 
وكذلك سعد بن عُبادة إلى أن مات في خلائَةِ [229 ب] عمر فحلّ ما يرؤونه 
فلم يَكُنْ من أبي بكر في ذلك إنكارٌ ولا عرف...2 قول مؤمر”” ولا واطأ» 
بأحدٍ منهمء ولا ألب على مكروههم؛ ولا باشر ضَرْبَ رقايهم؛ ولا ازتفاع 
نكال بهمء ولا قتل أحداً منهم مُعْلناً ولا مُنتشراً مُخاتلاً. وكذلك فقد أعْرَقَ 
طُلْحَةَ في الإمْتِرَاضٍ عليه عند عَهْدِهِ إلى عُمر رضي الله عنه حتى قال: 
«أخلسوني أبلله تُحَوّقي إذا سَأَلَيِي قُلْتُ له: وُلَِتْ عليهم خيرٌ أفلك». ولم 
يُؤْذِيه ولا جَذَّهُ ولا أَمَرَ بِحَبْسِه ولا بَسَطّ أحَداً مِمّنْ يُطِيعُه في مَكرُوهَة ولا 
عَهِدَ بذلك في حياته؛ ولا بعد وفاته» ولا افْتضّر في دُعائهم إلى الواجب عنده 
إلا على عِطَتِهِم» وتَنبُههم والتَرْفِيتٍ لهم من غير تَعَجرْفٍ. ولا تَعَسَف أوْقَعَه 
بأحَد منهم إلا بدون ما يرجعونه: الإمام وعَيْئُه( من تحذير وهِداية. 

7 ولقد دَخحْلَ عليه عبد الرحمن بن عوف في مَرَضِه الذي مات فيه 
فقال له: «أراك يا خليفة رسول الله يل فقال له: أما أني على ذاكَ لشدية 
الوجعء وما لَقِيثُ فيكم يا معشرّ المهاجرين أشدُ علىّ. وإني وَلَئْث أموركم 
خيركم في نَفْسِي فكلكم بَرَ 6 أنفه”” أن يكونٌ الأمرُ دونه . - يعني كل 
معترض عليه اله جد قصائر الدياج والحرير. لتَأَلْمُنَ اليومَ على 
الصُّوفٍ والأدَرِي”* كما تَألْمَ أحَدُكم اليومَ على حَسَّك” السَغْدَانَ". يا 


896 )66 ق: برم. 


(1) ق: وعد عسره. (7) ق: انفه. 

(2) خرم: سقط حرفان. (8) ق: الآذري أي الأذّريون جنس زهر من 
(3) ق: مومر. المركبات الأنبوبية برتقالي اللون. 

(4) ق: سوطا. (9) ق: حسك أي نبات شائك . 

(5) اعسه. (10) ق: السَغدان أي نبت له شوك وهو من 
897 - أفضل ما ترعاه الإبل. 


630 


هادي الطريق قد خرب"'' إنما هو والله النحر والهجرة» . يقول: «اتباع الحق 
والسنة» «أو الباطل المَلّكُ : صاحيه حِبْه المُظلِمْ على راكبة» فقال «فقلتٌ له: خفض 
عليك . يا خليفة رسول الله فما زِلْتَ صالحاً مصلحاً لا تأسى على شيءٍ فإنّك 

من أمْرٍ الدّنيا لقد تَحَلّفْتَ بالآمر وحدك فما رَأَيْتَ إل خيراً . ولما دَحَلٌ عليه 
طَلْحَةَ قال له: اما تقول لربّك إذا لَقِيتَه وقد وَلَيْتَ0© علينا فظاً غليظاً» قال: 
«أجلِسوني أجلِسوني أبالله تُحَوفْنِي ؟ أقول له: ليث عليهم خيرَ أهلِك». ولم 
يخرج في الإغلاظٍ له إلى أكثر ممًا ذْكْرَ من غَيْرٍ بْتٍ وشَهْرةٍ كشهرة هذا 
القول. وهذا ما ذكر من أنّه قال لَّه: «قد ذَلَكتَ عَقَبَيك فْرَكْتَ لي عينيك 


وجئت تُقِيأُني عن رَأي وتَصُدنِي عن ديني والله لتَتْرْكَنَ عُضْبَتَه”؟ أو لأَبْمَيْئُكَ 
إلى حصار فيه حيث تَنرّحون” ““ ولاتشيعون وتُورِدُونَ فلا تون 00 

808 فدخل عليه علي وعثمان رضي الله عنهم فقال: «ألا تَسْمَعَان إلى 
ما يقول طَلْحَةً» فقال له عثمان: «امْضٍ لِشَأَنِك ودع المُشَاورة فعُمر حقيقٌ بها. 
قد كُنتٌ نَرْجِعُ إلى قؤله وتُحيطني برَأيه؛ . فلم يُحْمَظْ على عَمْدٍ لفظةً واحدهً 
مما يَسُوء9 طلحة أ أو مُقابلةَ له على ذلك في أيام أبي بكر رضي الله عنهء ولا 
بعد وَفَاتِهء ولا جعلها [230 أ] في نفسه. ولا ينكر” ذَرِيعَة إلى مكروهء 
ومُوافقّته والنيل منه. وقد الْبَسَطْتْ يَدُهِ وسَيْقُه. وعَظْمَتْء الطاعَةُ له» وحَصّلَ 
العِلْمُ بدينه وأمانته» وإنّه غيرٌ مظنونٍ به لكَذِبٌ ولحيفٌ”*؟. ولا دعاه كلامُ 
طلحة إلى المحكٌ واللْجَاجة والطّلّب لها. والإنَابّة عن أمْر نفسهء مع العلم بأنَّ 
الطباع تدعوا إلى ذلك عند القّدْح والمُعارضة في هذا الشَّأَنٍِ الْجَسِيم. والحصر 
العظيم. بل عَلِمَ ذلك أَجْمّع وتَحَمَّقَه ودَخَلَ على أبي بكر فقال: «إضرفها عني 
يا خليفة رسول الله يك فما لي بها حاجة؛ فقال له: «اسكت. لا سَكتٌٌ فإن 
فيها إليك حاجة»» ثم قال له: «أو أوُصيك إذا حْبَنْتَ”” فلتَهْجبُر بَدَلُ حتى 


(1) ق: جرى. (6) ق:يسوا. 

2) ق: : ليت أسقطت الواو سهواً من الناسخ . 7) ق: ولا ينكر. 

(3) ق: عص. وردت ناقصة دون تكملة. (8) ق: الحيف. 

(4) ق: تنترحون. (9) ق: حننت. وحَبَئْتَ من حبٌ. بآ وخباباً 
(5) سق: بروون. البحر: هاج واضطرب. 

- 898 


631 


تطعم من حَبَيْتَ له» فإِنَ خيانّة الإمام تبطلُ دينه ونْسْفِكُ دمه»؛ في كلام له 
معروف منقول» فأي شيء أُدَلَ على الأناةٍ والرفق» ولين الجانب؛ واسْتِعْمَال 
التقوى, ونَجَنْبِ الهوى من اقتصاره في العظة على ما ذكرنا؛ ووصِيّئُه لعمر 
رضي الله عنه بما وصاه. ْ 

9 وأي أمر أَدَلُ على عَدْل عمر وإِنْضَافِهِ وسلامّةِ باطِِهِ من َك مقابلة 
طلحة وحِفّْدهِ عليه. وكذلك عُمر لم يأمن والمرأه التي عَارَضَتهء ولا أنكر على 
علي رَضي الله عنه خلافة» ولا على غيره» ولا عانّبَ بلالا ومن كانَ معه يُثير 
على عُمرء وَيَبْسْطُ في وصفه بِالتَحَيْف في قشم غنيمة حُملت من بعض 
المُتُوح . فَبَالَعَ بلال ومن معه في التَشَيِيِع عليه والإنكار لِقِسْمَتِه» فأجله عُمر 
رضي الله عنه إلى الرغبّة إلى الله سبحانه ‏ في أَرْبَعَةَ سرهم تكبته!" وخلافهم. 
فذكر أنه لم يحل الحَوّل على أحد منهم لكثرة دعائه عليهم» وكان عرض على 
استغطافهم . وقد كان لا يتعذر عليه تقويم من تلكأء ورَوع من استعصى فلم 
يفعل من ذلك شيئاً. فأيُ” بقية تمنع من مواجهة من هذه سبيلهم وشأنهم 
بقول الحق» وتعريفه الَبَاعْهم وإِذْكَارُهم. وأي منه بَقَيَتْ لعثمان رضي الله عنه 
ظلم أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. وإن ما في أيدي الناس من كتاب 
الله قد أَفْسَدَه على قولهم عثمان وغيره؛ أَنْطَلَ نَظْمَه وحَبَسٌ كزمته . 

[فصل] 

0 قالوا: وان الذي أَنْزَلَهِ الله عنَّ وجل عند وفي يده ثم لم يقرأه 
عليهمء ٠‏ فإنهم كانوا يعرفونه» وأي شيء دعاه يوم تل عثمان إلى لُطمه 
الحُسين» وذَفْعِهِ في صَدْر الحسن وقؤله في مواقِف كثيرة: «اللهُمٌ الْعَنْ من قَتَلَ 
غثمان في أيّام نظره مَل ولايته» وهو يعلم أنه باغىٌ ون 47 جبارٌ مباح دَمَهء 
وواجبٌ عندهم قتلّه وَلّعه فأَيُ شيء يسوغنا أن ندّعي عليه القهر والغلبة 
[230 ب] وما تَنْنّجه التَقَيَهٌ وأسبابُ الحمل والقهر ملزومة. . .”© وكيف يَنْطَبِقُ 


900 899 


(1) ق: نكسه. )4( ق : باغي . 
(2) ق: ماى. )0 خرم: سقطت كلمة. 
(3) قى: كرمنه. 


6032 


على أبي بكر وَعُمَرٍ ومعُثْمان رضي الله عنهم وتَعَديهم على قَوْلِهِم وقَهْرِهم عند 
الشيعة» كان أَعْظَمٌ من قَهْر معاوية» وبَجرَتِه'''» وضرب الرّقاب على مُخَالَمَتم 
وإظهار المناقشة لكل من يحاول إزعاجه عن موضعه وإغراقه في هذه الحال. 
1 فقد أنكر عليه خَلْقٌ من الناس وأظهروا الطْعْنّ في إِمامَتَه 
والكراهيّة له» وجَبَهُوه بذلك في وَجْْههء وبَلَعَه ذلك عن خَلْقَ منهم؛ وليس 
فيهم من يُقارب علياً في منزلته» ولا يَبْلْغْ في البَأس والمنّة والنّجدةِ والعشيرةء 
والمٌضيلة والسابقة وميل الناس إليهء وسكونهم إلى قولهء وغير ذلك: يَبْلْعْه 
فلم يمنع هؤلاء القوم مع كونهم دون علي في سائر ما وَصَفْنا من الإنكار. 
من أبي بكر وعُمر وعثمان رضي الله عنهم. وكان على مع عِظُم شَأَنِه؛ تمك 
قذْرِى ومَحَلّه في مواجهة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالحق 
والتنفير عنهم والكشب للناس عن عَوْرَاتِهِمء أو التعريض به أو الإمْساكِ عن 
تَفْرِيظهم. وكانَ الناس إلى قوله: «أسْكنُ منهم» إلى قول جُبِْير بنَ مُطعُم 
وعبد الرحمن بن أبي بكر والأحنف بن قيس» وأمثال قوم ذُكِرَ أنهم جَامَرُوا 
معاوية بالإغتراض والإنكار. 


[فصل] 

2- ولقد رُوِيَ: أن معاوية لما عَهِدَ إلى يزيد وبُويعَ له قام رجل 
فقال: ايا أميرَ المؤمنين إنك لو لم ثُوَلي هذا أمور المسلمين لأضَعْنّها' فأقبل 
معاوية على الأحنف بن قيس وهو يومئظٍ عنده لا يتكلم» فقال له: «ما بالك لا 
تقول يا أبا © بحر» فقال الأحنف: «أخافٌ الله إن كَذَنْتُ وأخافكم إِنْ 
صَدَفْتُ». فلمًا خَرَجّ من عنده لَقِيّه الرّجُلُ المُتَكَلُْء فقال: «والله يا أبا بحر 
إني لأعْلَم أنَّ شَمٌ حَلْي الله هذا وإِبْنّه ولكنه قد اسْنَوْنَقَ من هذه الأموالٍ 
بالأبواب والأقْمَالِء فلسنا نَطمَعٌ في اسْتِحْرَاجها إلا بما سَمِعْتَ) فقال الأخَتف : 
ديا هذا أمْسِك فإن ذا الوَجْهَيْن خلِينٌ أنْ لا يكونّ عِندً الله وجيهاً» وشَّهّرَ ذلك 


60 ق: بحربه وهى بجرته أي العَيْب. 902 - 


عنه وهذا أَبْلمُ من المواجهة؛ أنه نَضرِيحٌ بظلمهم وَتَنْفِيرٌ عنهم . 

3 وقالَتْ عائشَةٌ رضى الله عنها لما قال لهاالأسود" ** وقد 
استولى معاوية على الأمر: «ألا تعجبين يا أَمّ المؤمنين أنَّ رجلاً من الطلقاء 
بويع" لا تعجب يا ابن أخي فإنه مُلْك يناله الب والفاجر» . ورُويّ أن معاوية 
لما عَهِدَ إلى يزيد" ”* أنكر عليه عمرو بن حزام'. وبالغ في القول» 
والغلط والتحذير» وناشده الله في ذلك» فاستعطفه معاوية» وَاسْتَنْرّله [231 أ] 
عن ذلك وقد جبى* في الد يأ حوا. .. يحك'" فلم يجبه وقال: (لا 
أسألك حاجة أبداً». منعه”' معاوية من العطاء» ووفر على غيره من الوافدين» 
فلم ينزل عن شيء كان عليه؛ وقال له قيس ابن سعد بن عُبادة'*' في جواب 
كلام كان من معاوية له ما هو ظاهرٌ منقول» فقال له «إنما أنت وَنَنْ من أوثانٍ 
مَك دَخَلْتَ في الإسلامَ كُرْهاًء وحَرَجْتَ منه طَوْعاً لم تُقَدْمِ إمائك ولم يَحْدْثْ 
نفاقؤك. وقد كان أبي وترٌ بوشك”* . ورَمْيُ عرضه بشَعَْبٍ عليه: من لم 
يُدْرِكَ كَعْبَةَ ولم يَدْرِ عبادة» وكان أمراً مرغوباً عنه مزهوداً فيه». «ونحن 
أنصار الدّين الذي حَرَجْتَ منهء وأعداء الدّين الذي صرت إليه؛. يرميه بأنه 
خَرَجَ عن الإسلام. وعاد إلى الكفرء ثم تَابَعَهء واجُتَمَعَ بالكوفة معه. ولم 
يخفه ولم يخف لله من تريكه. 

4 وروى أنَّ جُبير بن مطعم مع خلق من الناس أنكروا عليه تغيير 
ديوان عُمر بن الخطاب رضي الله عنه ومُخالفته في تقديم قبائل العرب لما 
قدم معاوية بن أمية في الدعوة على بني هاشم وسائر قريش. وذكر أيضاً أَنَّ 


903 - 903 


(1) ق: الأسود هو الأسود بن عوف / أنظر (4) ق: جبا. 
ضبط الأسماء. (5) خرم: سقطت كلمة. 
(2) هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان/ أنظر (6) خرم: سقطت كلمة. 
ضبط الأسماء. . (7) ق: المنعه». 
(3) ق: حزم وردت أسماء كثيرة كتبت دون (8) ق: وتر بوسك وفعل الأسد في السير أي 
«ألف» كمالك وسفيان وغيرها واحزم؛ قد أسرع . 
تكون لاحزام؟ . (9) ى: #يدري» لم يحذف حرف "الياء» بعد 
لم. 


634 


جبير بن مطعم دخل عليه لمّا وُلَيَ فقال له: «السلامٌ عليك أيُها الملك» فقال له 
معاوية : "ما هذا الكلام يا أبا محمد» فقال: «ما قلت إلا ما تعرف» قد ذهبت 
الخلافةٌ وصارت دنيا مؤثرة وملكاً ب يتوارث» قائقٍ الله لتزايلن ما ترىء 
ولتفارقنهاء فلم يرهبهء ولا خاف سطوته ولا آثر نفسه على أن يصدع بالحق 
عنده. وخاطيبه أيضا بهذا الخطاب في الشعر المدون وهو دون جبير بن مطعم 
قال النجاشي : 
أيُهاالملك المهدي عَدَاوّته ‏ روي لنفسك أي الأممر تَأَتَيه(» 
لا تَخْسَبَنِي كأقوًام مَلَكَنَهم طَوْعُ الأعِنَةِ لما يرس العَزِرُ 
واغلّم بأنّ عليّ الخَيْر منْ نَفْرِ هُمْ الأهِلَّهُماسواهُمُ بَشَرٌ 
نِغمَ المَمَى ألتَ إلا أن بَنْتَككما كمايُفاضِلُ َرْنُ النّمْس والقّمَرُ 
في أبياتٍ كثيرة في هذه القصيدة مشهورة» فلم يَخَف على لَفْسِهِ منهء 
وقد اسْتَقَرَ له؛ وقد قال فيه غيرٌه أيضاً أمثال ذلك. فأما من هَجَاهُ أيام الحرب 
من حَرْبِ علي رضي الله عنه» فأكئَرُ من أنْ يُخصَى . وذَّكَرٌ أنه لما وَفَدَ عليه 
أبناء فارس من اليّمَن يَشْتَكُون إليه بشر , بن أرطأة ويتظلّمون منه؛ ويصفون ما 
أَوْفَعَهِ بهم من الفَْل والفْمْك؛ ويخْرْفُونه مكانهم من الإسلام» ويخبرونه 
بإسلامهم» فأدَان كثير]©) منهمء ومن تبعه. فقالوا له في كلام حضرهم: هلم 
أُنْمَذَّت إِليْنا رجلاً لا ينظر لنفسهء ولا لك قد قتل منا بالسَيْفٍ سَبْعِينَ رَجَلاً 
صبراً [231 ب] وزعم أنه إنما فعل ذلك لأنا كنا نقاتل مع على رضي الله عنها 
فقال لهم: «وما أبالي بمن كان يقاتل حينئذء وهل كُنْتُم تُقَاتلونا إلا 
بأسيافكم». فلم يَعَبُْا بذلك منهء ولم يَرْمَبُهم قولهء وقالوا له: «كدّذنا إليك 
المطيّ شهرين فرَّجِعَّت إلينا بهذا المَنْطِق)؛ وَاسْتَرْجَعٌَ ونَّدِمَ وعاد إلى قؤل 
5 - وقد رَوَى عبد الرحمن بن أبي بكر أنه قال لما طالَبّهِ ببِيعَةِ يُزيد: 
«والله لتجعلنٌ أئْرَ المُسْلِمِينَ شورى أو لأكِدٌَ بها عليك خدعة» فْعَرْمُ هؤلاء 


- 904 - (2) ق: كثير. 
2000 بحر : البسيط . 


635 


أَجَمَعَ وإيماثهم وقوّنُهم في دين الله عزَّ وجل لا يَبْلعُ مَنْْلّةَ عَلِيّ ولا يقارّن بهاء 
ولا لهم من التَقْدّمة وَالإِغْتِرّاف بالمُضْل والطَاعَةٍ في نوس الناس مثل ما له. 
قد حَمّلُوا أنفُسهم على إنكار المُدْكرٍ عند معاوية. وليس طريقة الرّفقٍ والعَطفٍ 
والرْقةٍ والإقالَةِ من لز من طريق أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم في 
شىء. فالرهبةٌ منه أَشَدء والإقدام عليه أقل والمكروه من جهته على من 
أحوالهم عن منزليه: وتام أغر معاوية ما بخاف ويرهبُ على شأن أبي بكر 
وغمر عن أن يَجُبَهُوه بما في نفوسهم. ؛ ويُوَاجهُوه في مَجلِسِه ودار عرف 
والنكير والإعتراض. 


905 - 
(1) ى: «معما» كتبت كلمة واحدة. 


636 


[الباب الثامن والثلاثون] 


[باب الكلام في خطبة الحسن بن علي رضي الله عنهما 
في المسالمة ووضع الحرب. والقول في كتاب الحسن الى 
معاوية ومبايعته له إبقاة على الأمة وصراحا لها] 


[فصل] 

6 - ولقد قامٌ الحَسَنُ ابن علي رضي الله عنه خطيبا بالكوفة عند 
تسليم الأمر إلى معاوية للرأي الذي أوجب ذلك عندهء وقال بعد حَمْدٍ الله 
عنّ وجل والثناء عليه: «أنَّ أكْيّسَ الكيس التُّقَى. وأنَّ أخْمَىَ الحَمْقٌ 
الفُجُور. أيّها الناسُ لو طلبتم ما بين جَائْلِيقَ وحانوش رجلاً جدّه رسول الله 
يك ما وجدتموه غيري وغيرٌ أخي. وأنَّ الله هَذاكم بأوّلنا محمد طلة 
فأَنْمَدَكم به من الضلالة. وأعرّكم به بعد الزَّلَهَ» وأظهركم به على الأغذاء. 
وإِنّ معاوية تازعني حقاً هو لي دونه؛ فنظرت لصلاح”"" أمة محمد قل 
وبايعتموني على أنْ تسالموا من سالمتُ؛ وتحاربوا من حاربتٌ. ولقد رَأَيْتْ 
أنْ أسالم معاوية وأنْ أضَعَّ الحَرْبَ وقد بايَعْتُهء ورأيتٌ أنْ أَحْمّنَ الدّماء خيدٌ 
من سَفْكها. وأردت صلاحكمء وأن يكون ذلك حُبجّة على من كان يَنْهِي 
ما أقضي إليه من الأمر #العلّه فتنةٌ لكم وَمَتَاعُ إلى حين ».7 فقال معاوية 
لعمرو بن العاص: «قد كنت والله أكرّه هذا [232 أ] المُنازع مُقْبلا 
فكيف..2' جبهته». لم يَرْهَبٍ الحَسّن معاوية ولا نَرَكُ بنكبته. والتقية 


- 906 - (2) سورة الأنبياء: 111 . 
(1) ق: لصلح. (3) خرم: سقطت كلمة. 


637 


على خروجه على الأمرء وَدْمُ ذلك منه. والإخبار بأَنّه يَعْصبه حقّه وأنّه 
ينْركه له. على عِلْم منه. وقد صارٌ في قبضته وتَحَسّبه''2 لأيام بقائه . 


[فصل] 

7 وكتب أيضاً الحسن إلى معاوية بعد تسليم الأمر له وانبساط يده 
وعدم منازع له في جواب كتاب كََبّه معاوية فيه بالنقض للعهد والتأليب عليه 
وغير ذلك» فقال الحَسّن رضوان الله عليه في فصل من الجواب: «وأَيْمُ الله 
لقد تركتٌ لك الأمُرَّء وأنا أخاف الله فى تركهء وما أظنٌ الله راض بِتَرْك 
محاكَمَتِكَ إليه. ولا عاذري بدون الأعذار إليه فيك وفي أوليائك الباسطين 
حَوْبٍ الظالمينء وأولياء الشّياطين؛ ألسشت القاتل حجر بن عَدِيَ الكندي 
وأصحابه والمصلين العٌابدين الذين ينكرون الظلمء ويستعظمون البذع , ولا 
يخافون في الله لوْمَة لائم ظلماً وعدواناً بعد إعطائنك”” إياهم الأيُمان المُغَلْظَةَ 
والمُوَائيق المُوَّكَدَة أن لا تَأَخذّهم بِحَدَثٍ كان بَيْنك وبَيْنَهم ولا بأحذَة تَحِدّها 
في صَدَرِك عليهم . نت القاتئل عمرو بن الحمق صاحب رسول اله كك ثم 
وَصَفَه وبَالَع في تَفْرِيظِهِ وعَظِيم الإثم بِقَئْلِ ثم قال: «ألَسْتَ المُدَعِي أب'” زياد 
بن سُمَيّة المولود على فراش عُبيد عبد ثقيف» يشفت أله اي اماك وقد وال 
رسول الله يَكةٍ الولد للفراش وللعامة الحجّبء فتَرَكْتَ سُنَة رسول الله علد 
مُتَعَمْداًء وانْبَعْتَ هَوَاكَ مُكَذْباً بمَئِرٍ هُدَىَ من اله ثم سَلْطْتَه على العرّاقين» 
َع دي المسلمين وسَمَل أميتهم وصَلَبَهم* على ججذوع التخل كَأنّك لست 

من الْأَمّق وليست*© منك. أوَلَسْت صَاحبٍ الحضرى © © الذ ي ”© كتب 
إليهم ‏ » من كان كتب إلبك فيهماء ٠‏ وَسَمِيّه أنْهم على دين علي فَكَمَيْتَ إليه أن 


أَفْثْلَ من ن على دين علي ورَأَيه؛ فَقَتَلّهم ومئّل بهم بأمرك. ودين علي 

(0) ق: تححسيه. (5) ق: لست. 

- 907 - (6) هوالعلاء وأخوه ميمون / أنظر ضبط 

(2) ق: اعطاك. الأسماء . 

(3) ان كلمة«اب4 مضافة فوق كلمة 77) ق: التي من الأفضل استبدالها بكلمة 
«(المدعي!. «الذي؛ . 

(4) ق: صلهم. (8) إن كلمة «من كان» مضافة في الهامش . 


638 


على دين رسول الله يل'' الذي كان يُضْرَبُ عليه أبَاك. وضَرْبهِ أبَاك أخَلسَكَ 
مَجَلِسْكَ هذا الذي أنْتَ فيه ولولا ذلك لكان أفْضَلُ شَرَفِك وشَرَفٍ أبيك بحسم 
الرَجُلَيْنِ في طُلَْبٍ الحَمْقٍ واتئْبّاع العغهود. فَقُّلْتَ فيما قُلْتّ: أنظز لتفْسِكٌ ودينك 
ولأمّةٍ محمد وان شن عصا هذه الأمة». «ولا أعلم شَنّ عصا هذه الأمة إلا 
ولايّتك عليهاء ولا أَعْلّم نظراً لنفسي وديني أفضّل من جِهَادِك فإن أَفْعَلّه فهو 
قربةٌ إلى ربي» وإِنْ أَنْرْكّه فإنّي مستغفرٌ الله في كثير من تقصيري وأشأله”© 
توفيقي لأزشد أموري». 

8 [232 ب] «فأما كيدك إياي. فليس يكون على أحدٍ آخر محدودٌ 
أن أوكل أيضاً بهؤلاء التَمّر الذي ين"” قَتَلتَهمِ؛ مَكَلْتَ بهم بعد الصّلْح من غيرٍ أن 
يكونُوا قَائلُوك ولا نَقَضُوا لَك عهداً مَحْاقَةَ مر فِمْلِكَ يا معاوية . لو لم تَفْثُلَّهُم 
مُسّ من قَبْل أنْ يَفْعَلُوه وماتوا قبل أنْ يُذْرِكُره. فَأَنْشِر بالقصاصء وأَيْقِنْ 
بِالحِسَابٍ واغلّم أن لله كتاباً لا يُغَاِر صغيرةً. ولا كبيرّة إلا أخصًاها. وليس 
الله بناس لَك أخَذَّكَ بالظْنّة؛ وثَئْلَكَ أوْلِيَاءَهُ على الثُهْمة» وأحَدَّكَ الناس بالببّعة 
لإبِيِكَ:غلامٌ سفيهء يَشْرَبُ الشَّرابَء ويَلْعَبُ بالكعاب» لا أعلمك إلا خسرت 
نفسك وأوبقت دينك» وغشّشت رَعِينَكَه وَأكَلت أمَائَتَكَء وتَبَوَأتَ مِمْعْدَكَ من 


الئّار فبُعْداً للقَوم الظالمين». 

9 . وليس وراءَ هذه المُجِاهَرةٍ والمُكَاشَفَة غايَّةٌ تُدْرَكُ إل المنابذةٌ 
والسابقَةُ التي رَغْبَ الحَسَنُ رَضِيَ الله عنه كل هذا يقوله وزمامٌُ الأمر بيده 
والناسٌ تحت طاعَيه؛ ومُنْقَادون لرَعْبَتِهِ ورَهْبتِه» والبصَائر والعَرّائم إِذْ ذاك دونَ 
عَرْائِم وبَصَائِر* ' من العَوّض من الصَّحَابة رَضِيّ الله عنهم فلم يَحْففِ الحسن 
رضي اله عنه على نفسه ولا الْقَطّع طَمَعْه من صَلاح معاوية بتذكيره وترهييه؛ 
وإثارة الناس عليه وشقّهم عصاة بدنه وتأليبه”” عليه. وهذا من أوضح الأدلة 


() ان كلمة: «عليه وسلم» مضافة في (3) ق: الذي. 


الهامش . 909 - 
(2) ق: اسله. (4) قى: بصاسر. 
908 - (5) ق: بالسه. 


6039 


على فساد قوله من زعم أن الإتفاق على بيعةٍ معاوية من الحَسَن وسائر الأمة 
كان واقعاً ثابتاً كالإتفاق على بيعة”) أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أقل» 
والطمع في العاقدين لهماء والمتبعين بطاعتهما ومراجعتهم الحق والنص الذي 
سمعوه من من الرسول يك أقوى وأقرب. ونفْسٌُ علي رضي الله نه أَقُوَى من 
نْمْس الحَسّن رَضِيَ الله عنه وَلِسّانه وسَيْفه أمُضَى والقلوبُ عليه أَجْمَعء وجالبه 
أمتع فكان مثلُ هذا القولٌ أضْمَن وأحذر. 


[فصل] 

0 . وذَكَرَ أيضاً أنَّ الحَسَنَ رَضِيَ الله عنه لَقِيَ يَوْماً حبيب ابن مُسْلِمَة 
الفَهْرِي”*' فقال: يا حبيبُ رُبّ مسيراً لَك في غَيْرٍ طَاعَةٍ الله قال: «أما 
مَسيري إلى أبيك فليس من ذلك» قال: «بْلَى ولكنك أطَعْتَ2 معاوية على دُنْيا 
قليلّة زَائِلة» فْلئِنْ كان قَامَ بك في دُنْيَاكَ لقد قَعَدَ بكَ في آحِرَتِكء ولقد كنت إذ 
فَعَلْتَ شرا قلت خيراً كان ذلك كما قالَ الله سَُبْحَانهِ: خَلَطُوا عَمَلا صَالِحاً 
وآخَرَ سَيْئ 08 ولكنك كما قال جل وعلا: اكلا بَلْ رَانَ على كُلوبهِم ما كانوا 
يَكسِبُون #6 ». وقال الحَسَن رضى الله عنه يوماً لبعض مُواليه: (إذا رَأَئِتَ 
معاوية بن خديج فأغلمني؛ فرآه خارجاً من دار عمرو بن حريث [233 أ] فقال: 
«هو هذا معاوية بن خديج» فقال له الحسن رضي الله عنه: «أَنْتَ الشاتم عليا 
عند ابن آكِلّة الأكبّاد. أمّا والله لَيْن وَرَدْتَ الحَوْضٌ ولن ترده لتَرَيْه* مُشَمْراً عن 
ساقه حاسراً عن ذَرَّاعيه يذود عنه المنافقون» فلم يُجِبْهُ ولم يكن من معاوية 
في ذلك جواب. 


[فصل] 
1 . ثم كان من حَض أَضْحَاب الحَسّن له على القَئَالِ لمعاوية» ونَصَبَ 
(1) ان كلمة «معاوية» يجب إسقاطها في (2) ق: اصعت. 


الحاشية لأن الكلام يدور على أبي بكر (3) سورة التوبة: 102. 
وعمر. 4( سورة المطففين : 14 


910 (5) قى: لمريه. 


6000 


الحرب وأكد لناة'' في القيام بالأمر دونهء ومن التوبيخ له في تسليمه الأمْرَ 
والتعود عنه ما لا حماء بهء وهم دون اتبَاع علي رضي الله عنه من الصَدْرٍ 
الأول» لأنَّ الصحابّة أَبِعَدُ من الإجتماع على الباطلء وئَرْكِ إظهار الحَقّ 
والذعاء إليه» فَمِمْن حضّه على ذلك وجدَّرَه إياه قيس بن سعد بن عِبّادة؛ 
وضَّمِن له أنْ يَكفيه أمرّ مُعاوية» وخرّج في مُقَدْمَة الحسن وناوش معاوية» 
ونَصَبَ الحَرْب معه إلى حين التَسْلِيم ٠‏ وغير قيس من الأماثل . وكتب عُبيد الله 
بن العبّاس إلى الحَسّن رضى الله عنهما يحَذَّرُه أيضاً ذلك» ويَبْغيه على ترك 
المسامحة بالأمر. فقال في كتابه الطويل المعروف : «واغلم يا حَسّن أنَّ.علياً 
رضي الله عنه إِنَّما يَزغب”” الناسُ عنه إلى مُعاوية أنَّه سَوّى”” بينهم في الفيء. 
وسؤّى بينهم في الغطاء؛ فتقّد عليهم»ء وإنك تحارب من حَارّبٌ الله ورَسّوله 
حتى يَظهَرُ أَمْرَ الله مُسلماًء وَوَحَدَ الرّب؛» ومَحَقّ نَ الشزك وَعَرّ الدين؛ وأظهروا 
الإيمان» وأْقَرُوا القَرْآنَ: ما بآية 9مُسْتَهْرِؤُونَ4* ' وقاموا إلى الصلاةٍ وهُم 
كُسَالى» وادُوا الفَرَائْضَ وهم لها كَارِهُون2»””©6. 


2 «فلما رؤوا” أَنّهِ لا يُمَيّدةة“ في الدّين إلا الأنْقِيّاء الأنرَار وُسِمُوا 

سيماء الصَّالحين ليَظْنَّ بهم المسلمون خيراً فما زالوا بذلك حتى أَشْرَكُوا في 
إِمامَتِهم» فقالوا على الله حسّابهم لإإِنْ كانوا صَادِقِين» بي فإِحْوَانَا في الذين؛ 
وإن كانوا كاذبين كانوا بما اقترفوا هُمٌ الخاسرون” فقد نَبْبَتْ بأولنك 
وبأبنائهم وأشباههم؛ والله ما زادهم طول العمر لأ عي ولا زاقهم ذلك لأهل 
الذين إلا عَسى"' فجَامَدَهُم ولا نَرْضٌ دينه» ولا تَقْبَلَ خسفاً. فإنّ علياً رَضِي 
الله عنه لم يُحِبْ إلى الحكومّة حتى غلب على أمْرِهء فلمًا حَكمُوا بغير الحَقٌ 


912 911 


(1) ق: إن كلمة «لنا» مضافة فوق «أكد» بخط ‏ (6) قى: راو. 
صغير جداً. (7) ق: يغير. 
(2) ق: يرعب. (8) سورة الطور: 34 والقلم: 1 
(3) دق: سوا. (9) سورة الأعراف: 178 والأنفال: 37. 
(4) سورة البقرة: 14. (10) ق: عشا. 


)5( سورة هود: 28 


6041 


رَجِعَ إلى ما كان عليه حتى أتى عليه أَجَلهء فلا تخرجَن من حَقٌ أنْتَ أولَّى به 
وإن حال الموثٌ دون ذلك». 

ودَخَلَ أيضاً على الحَسَن رضي الله عنه سُفيان بن اللّيل التّهَمِي فقال: 
«السلام عَلَّيكَ يا أميرٌ المُؤمنين» فقال له الحَسَنَ: «إجلِس رَحِمَكَ الله إِنَّ رسولٌ 
لله يلي رَهَحَ له مُلْكُ بني أمية يُنظر إليهم يعلون منبره واحداً واحداً فشي ذلك 
عليه فَأَنْرّلَ الله عر وجل قرآناً» وسَمِعْتُ أبي يقول: «يلي هذه الأمة رجل 
واسع البلعوم كثير الطعم وهو معاوية»: «وكان يقول لا تكرهوا إمارة معاوية 
[233 ب] فلو قد فارقتموها لرأيتم الرؤوس تعز. . .''' لحق به أو... 2 
ينطل». 

[فصل] 

3 - وقال المسيب ابن تحية!© رضى الله عنه: «ما ينمض 40) 
عجبي منك بايعت معارية وممك أربعون الفا ولم تأحذ نفك في ع لامر 
أغطاك أمْراً فيما بَئِئَك وبَيْئه؛ ثم قال: «ما قد سَمِعْنّه والله ما أراد بما قال 
عَبْدكء فأرى أنْ يرْجِعَ إلى ما كنت عليه فقد نَقَض ما كان بَيْنَكَ وبَيِته». فقال 
الحسن: (يا شيب إِنّي لو أرَدْتُ بما فَعَلْتٌ الدّنيا لم يَكْنْ مُعاوية بأصبرٌ عند 
اللقاء مِئّيء ولكني أَرَدْتُ صَلآحكم؛ وكفٌ بعضكم عن بَعْض فازضوا بِقّدّر 
لَه وقّضائه حتى يستريح بر ويُستراحٌ من فاجرا؛ ودخل أيضاً عبيدة بن عمرو 
الكندي على الحسن رضي الله عنه؛ وكان ضرب على وجهه ضربة مع قيس 
بن سعد بن عبادة» فقال الحسن له: «ما هذا الذي بوجهك» فقال: «أصَابنىي 
مع قيس» فقال حجر بن عدي: «والله لوَدَدْتُ إنك مت يومئذ ومُْث معك ولم 
ثَرَ هذا اليوم» إِنّا رَجِعْنَا رَاغمِين بما كُرِهوا ورَّجِعُوا مَسْرُورِين بما أحبوا». 
فتغير وَّجَهُ الحَسَنء فَغْمَرْ الحُسين رضي الله عنهما حجرأ فُسَكَتَ فقال 
الحسن: ايا حجر ليس كُلُ الناس يُحِبُ ما تُحِبُ ولا رَأَيْه ريك ولا فَعَلْتُ 
ما فَعَلْت إلا إبقاة عليكم. والله كل يوم في شأن». 


(1) خرم: سقطت كلمة. 913 


220 خرم: سقطت كلمة. (3) ق: نبحيه. 
(4) ق: ينقضى . 


642 


[الباب التاسع والثلاثون] 


[باب الكلام في إسراع الصدابة إلى إنكار المنكر ومجاهرة 

الحسن عليه السلام لمعاوية وتوبينه وقول بعض الشيعة أن 

عليا رضي الله عنه عالم بالغيب وأن الأبواب كانت لبعض 
الأئمة واليوم عند القائم المنتظر]ا 


[فصل] 

4 - وقد كانت الصحابة رضي الله عنهم أسرع إلى إنكار المنكر والأمر 
بالمعروف والشهادة بالنص لمن نص النبى كَلَِةٍ وبميراثه''2 - وما له لمن جعله 
إرثاً له. وكانت أحق بهذا الباب وأولى به لو كان الأمر كما يدعيه الشيعة» فهل 
يحفظ على أحد من الصحابة أنه خاطب أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم 
بمثل هذا الخطاب أو قال لهم: «اتقوا الله في أنفسكم وردوا الأمر إلى نصابه 
والإرث إلى مستحقهء واذكروا نص النبي كَكِْةِ على النحل والإمامة». وكيف 
قَوِيَثْ نفِسٌُ الحسنء ومَنْ ذكرنًا مِنْ شيعَتِه وسائر الصحابة على مثل هذه 
الحالء وهو على ذلك أقدر ويده أبسط . والخوف من أبي بكر وعمر رضي 
الله عنهنما أقل» فلا يذكرهم نص رسول الله كَلهِ على إمامتهء وظلم أبي بكر 
لإبنته وتغيرهم كتاب ربهم عزٍّ وجل» وأحكام نبيهم سيما. وقد قال له لن 
تموت حتى ثُقَاتل: الناكثينَ والقّاسطين والمّارِقين. ثم لا يقتصر على السَكتٍ 
على التَْفير عنهم والرّدُ عليهم» ويّبِينُ أمرهم حتى يقَرّظهم [234 أ] ويعظم 


- 914 
(1) ق: وبمرائه من الأفضل إسقاط «الواو'. 


6043 


شأنهم ويْفَاضِلهم باحتجاج لهم وترويج منهمء وبِلَعْنِ الطاعن عليهم» والساعي 
بمكروه إليهم . 1 

5 - ثم لا يَفْنَعْ حتى يُقِرّ أخكامّهم؛ ويَمْضِي قَضَايَاهم في أيّام ولايته 
ومُحَارَبَته وَاحْتِجَاجه على مُخَالْمَتِهِ ومشاكلته”'". قد كان على بعض ما وَلِيّه 
مما حَكموا فيه» قدَرٌُ منه على منابذة أَهْلٍ البصرة. وصفين والنهروان وتقريبه 
أَيْسَر» ثم لا يقنع بذلك حتى يحكم يضف عثمان رضي الله عنه على نفسهء 
يأمْرْ بالرجوع إلى قرآن قد حُبسٌ بعضه عند الشيعة» وغيّر الباقئي منه» وَأَفْسَدَ 
نَظْمُهء وكل غاقل يَعْلْمُ خبره. وأصْحَابٌ هذه المقالة» وإِنْ اعِتِقادُهم هذا الأمر 
في علي رضي الله عنه من العَجْرْ والضْغْفء ونَرْك كَشْفٍ الحَقٌ والإختِياط 
بَقَاءِ مهْبَتِهِ على أمْرِ رَْه : : أيُشْيه© الأشيَاءً بشي وليه وأَبْعَدها من اعْتِقَّادٍ مَضْلِهِ 
وتمريظه» ٠‏ لأنَّ لله عوّ وجل قد رَكَعَ كدر وأغلى! " مَنْزْلَتَهِ عَمَّا يصِمونّه به 
ويصنفونه إليه من هذه الأمور الموبقة للدّين» والدالة على العجز والتقصيرء 
وقد أشبعنا الكلام في إفساد قولهم بِالتَقِيّةِ» في صدر هذا الكتاب بغير هذا 
الجنس» فلذلك تركنا الإغراق فيه. 

6 وفيما أوْمَأْنًا إليه ما يُهدي إلى اتْبَاع السّبيل ونَجَنّبِ الشَّبَّهِ 
والأباطيل» وقد ذُكرْنًا قبل هذا حَلْفه للشّراة بالله عنَّ وجل إِنَّه لا عَهْدَ عنده 
من رسول الله يَكْةِ في الإمَامَة وإنه لو كان لجاهد عليهء ولو بَيْده. وما وصفه 
لهم من أخذه عطاء القوم والغزو معهمء وحسن الثناء على جماعتهمء 
ولخاصة عمر بقوله. وظن أنه ان ولى” خليفة لم يفعل ذلك الخليفة خطيئة” 
إلا أدركت عمر في قبرهء فأخرج منها أَهْله؛ وولده وهذا غاية التقريظ . 


[فصل] 


7- وقد رُوَيَ أنَّ قوماً من أصحابه ظنوا به شيئاً فأنكر رضى الله عنهء 


915 (4) ق: أعلا. 


(1) ق: مساكلته. 917 
22 ى: وتقرييه . 50( ف: ولا. 
() ق: ايشبه. (6) ق: حطته. 


644 


وأنكرٌ القَّوْلَ فيه وقال لهم: لما قالوا: «أُثْرَاك تقول كُلّما أُشْرَفْتَ على أكَمَةٍ 
وَهَبَطتٌ وادياً صَدَىَ الله ورسوله أبعهد من الله ورسوله تقاتل»» وقال بعضهم: 
اأفبعهد من الله ورسوله مسيرُنا هذا' فأعْرَضٌ عنهم ثم قال: «والله ما عَهِدَ إليّ 
رسول الله يك عهداً إل شيئاً عَهدَّه إلى الناس ولكن الناس وَكُمُوا على عثمان 
فَمَتَلُو فكان غيري فيه أَسْرَأُ حالاً» وفعلا مني . ثم إني رأيت أني أحقهم بهذا 
الأمر فوثبت عليه. والله أعلم أصبنا أم أخطأنا». وقد ذكرنا الإسناد من قبل عن 
الشكري. وروى عنه: أنه قال يوم الجمل: إن رسول الله يك لم.يعهد إلينا 
[234 ب] عهداً نأخذ به إمارة» ولكنه شي" من النِْعَم) بل الفيء بلا نعم 
اسْتَحَلَفَ أبو بكر فَأْقَامَ واسْتَقَام؛ ثم اسْتَحَْلفَ عمر فَأْقَامٌ وَاسْتَقَامً حتى ضَرَبَ 
الدذين بحرابه . 
[فصل] 

8 وروى شريك عن مُخارق بن طارق بن شِهَابِ قال: شَهِدتٌ علياً 
رضي الله عنهء وهو يقول على المنبر: «والله ما عندي كتاب نَقْرَأَهُ عليكمء إلا 
كتابّ الله عر وجل» وهذه الصحيفة» صحيفةٌ معلقةٌ بسيفه «أخذتها من رسول 
الله يل فبها فرائض الصدقة مُعَلّمَةٌ بِسَيْفٍ له جَلَبتُه حديد» وقال: ابَكْرَائُه 
حديد». وروى الشَّعْبى عن أبى جُحَيْقَة قال: سَأَلْنَا علياً رضى الله عنه: هل 
عندكم من رسول الله يكل بعد القرآن قال: «لا والذي خَْلّقَ الحبة وبرأ النسمة 
إلا ما في القران وما في الصحيفة؟» قلت: «وما في الصحيفة» قال: «العقل". 
وقال الأشتر: «ولا تقتل مسلماً" بكافر». 


[فصل] 
919 - وروى الْأَعَمّشُ عن ابراهيم يم التيمي عن أبيه قال: «خطبنا علي 


رضي الله عنه فقال: : "من زعم أن عََرْنَا شيئاً نَفْرَأُوه إل كتاب الله عبَّ وجل 
وهذه الصحيفةٌ صحيفةً ة فيها أسنانٌ الإبل وأشياء من الجراحات فقد كذب») 


917 
(1) ق: شيا. 
645 


قال: وفيها قال رسول الله كك : «المدينة حرم ما بَيْنَ لابئتتها فمن أحدث فيها 
حدثاً أو أرى''' محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه 
يوم القيامة عدلاً ولا صرفاًء وذْمّه المسلمون. وآخره يسعى بها أدناهم». 


[فصل] 

0 وروى عنه أبو الطفيل وعامر بن وإئلة قال: «سمعنا علي رضي الله 
عنه يقول وقد قيل له: «أَخَبرنا بشيءٍ أَسَرٌ إليك رسول الله يلها فقال: لما أسر 
إليّ شيئا كَتَمَّهِ الناس ولكن سَمِعْئُهِ يقول : «لَعَنَ اللَّه من سَبّ والديف ولعن من 
غَيّرَ نجوم الأرض يعني المنار. ولعن الله من آوى محدثاً. ولعن الله من ذبح 
لغير الله). رُوِيَ جميعاً ذلك عنه؛ وتفرد أبو وائلة بقوله: لعن الله من سب 
والديه». وتفرد أبو الطفيل برواية قوله: «لعن الله من ذبح لغير الله عزَّ وجلا 
هذا قوله الظاهر الذي يخطب به على الناس. وقد روى عنه رواية مُستفيضة 
مشهورة» ويذكر في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من المدح والتعظيم ما 
وصفنا؛ ويروي من الفقهيات من اتباع آرائهما تارة» والمحالفة عليهما أخرى 
مع الرضى بقولهماء والإقرار بحكمهماء والتشديد لرأيهما نحو قوله: إن عمر 
كان رشيداً لأمر ما حكيناه فمن ادعى عليه غير ذلك [235 أ] من أنه بعد 
الهجرة: النص عليه والبراءة منه”© أي77 من أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله 
عنهم ‏ وإنه ‏ عند الشيعة ‏ عالِمٌ بالغيب أو العصمة لنفسه. وإحالة الخطأ 
والسهو عليه أو حلول روح الققدذس فيه وإنه عندهم لا يموتء. وإنه في 
السحاب أو يوحىة) إليه وانه دّحا أَرْضَها ورَفَعَ سماها وأهْلّك عاداً وثموداًء 
ولو شاء أن لا يعودّ الماءٌ عادأء في أمثال هذه الجهالات» فقد انسلخ من 
الدين وخالف السبيل» وقال زوراً ورام صعباً ممتنعاً. وما روي من قوله: "بين 
كتفى علماً جماً. أَحَدٌ له جِمْلهُ) إن كان صحيحاً فليس بمُنافى*" لهذه 
الأقاويل. لأن ذلك العلمَ الذي ذُكرّ رضي الله عنهء إِنّه بين كتفيه هو الذي 


919 الجمع . 


(1) ق:اراء (3) من الأفضل إضافة كلمة «أي». 
920 (4) فى: يوحا. 


(2) ق: من الأفضل أن نضع «منه؛ في صيغة (5) ق: بمنافي. 


646 


عَلِمَه رسولٌ الله تخ وادعاه وأذاعه”'' إلى أبى بكر وعمر وكافة الأمة. 


1 د وليس فى قوله: «بين كتفى علماً جماً» دليلٌ على أنه ليس مما 
علمه رسول الله يِه ولا على أنه من علم الغيب لا على أن من كان قبله من 
الأئمة» وعُلَّمَاء الأمة. لم يكن عندهم ذلك العلم. لأن الرجل قد يقول: 
«عندي علم عظيم» ويقال: كذلك فيه ولا يَدُلُ على أنه ليس عند غيره من أهل 
عصرهء ومِمّن مضى” قبله؛ وإنه لا يحصل لمن بعده. على أنَّ الشيعة تزعم 
أن ذلك قد كان عند الحسن والحسين وسلمان وعمّار وغيرهم من الأبواب» 
وأنه اليوم عند القائم المنتظر؛ فكذلك هو عند أبي بكر وعمر وعثمان والعشرة 
رضي الله عنهمء وعند أَثمَتنًا وفقهائنا”” اليوم» فإن لم يجز ذلك أيضاً أن يكون 
عند القائم المنتظر ولا عند الأبواب والدعاةٍ وقوله: «لا أحد له جِمْله؛ يحتمل 
أن يكون أراد من أهل الكوفة وبعض من حَضَرٌ ذلك المشهد مِمْن يحتاج إلى 
تعليمه» ومن لا صَحبّة له» ولم يرد عبد الله بن مسعود الذي قال فيه رسول الله 


ك. «لو كنت مؤمرا أحدأ من المسلمين من غير مشورة لأمرت ابن ام عبد» . 


[فصل] 

2 - وعن عبد الله بن عمر وغير عبد الله بن العباس وغيرهم من جُمْلَةِ 
العِلّم وفْقَهَاءٍ الدين الذين قد سُوٌغْ لهم خلافهم عليهء وفتواهم بغير قولهء 
ويحتمل أن يكون أراد بقوله: لا أحد له حمله» فى هذا الوقت لذهاب أكثر 
الفضلاء» وانقراضهم وقلة ذلك» فيمن بقي هذا إن كان الخبر صحيحاً. لأن 
ما رويناه عنه من قبل من الطرق المختلفة أظهر وأشهر عند أهل النقل» وحفاظ 
الآثار من هذه الرواية؛ لأنها غير معروفة» إلا عند قوم من الشيعة دون 
سائرهم. وقد قلنا في عمدة الأبواب في الإمامة قولاً واضحاًء وسنقول في 
بسطها في شرح هذا الكتاب» وتقصي ما فيها [235 ب] من بعد ان شاء الله 
قولاً بليغاً وبفضله التوفيق. 

3 - تم كتاب مناقب الأئمة ونقض المطاعن على سلف الأمة. وفرغ 
(1) إن كلمة «واذاعه» مضافة في الهامش. (2) ق: مضا. 

-921- (3) ق: فقهانا. 


647 


من نسخه حامداً لله تعالى؛: ومصلياً على رسوله سيدنا محمد النبى وآله 
الطاهرين عبد الرحمن بن عبد الكريم بن عبد السلام الدكالي المراكشي بقرية 
بيت توما”'' بغوطة دمشق في شهر شعبان المكرم سنة ثمانية وتسعين وخمس 
مائة . 

4 وصلى الله على سيدنا محمد النبى وآله الطاهرين وأصحابه 
المنتخبين وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين» وعلى المهاجرين والأنصار 
وعلى التابعين لهم باحسانء وعلينا معهم بالله يا رحمان”” يا مُهَيْمن يا منان» 
والحمد لله رب العالمين يا عظيم المنئة هب لكاسبه وكاتبه الجنة . 
تم الكتاب بحمداله بارينا ‏ ومن بلا شك بعد الموت يحينا 
يارب فاغفر لعبد كان كاتبه ‏ ياقارئالخط قل بالله آمينا 
أميناً آمين لا أرضى بواحدة ‏ حتى أضيف إليها كل آمينا 


نسخ سنة 598 ه. 


923 - (2) فى: رحمان. 
(0) ق: قوفا. 


6048 


ضبط الأسماء والفهارس 


من الضروري أن يرافق التحقيق والتصحيح عمل مكمل بتوابع ضرورية 
تفيد في تثبيت الكلمة وتوضيح | لمعنىء خاصة وأن المخطوط واحد فريد لا 
يعتمد على نسخة أخرى. وضبط الأسماء وترجمتها كان مفيداً لجعل التيقن 
من معرفة الاعلام والأشخاص دون غيرهم. فهؤلاء كان لهم تأثير كبير على 
مسار التاريخ الإسلامى سواء كان من الناحية الدينية أو الناحية السياسية» 
فكانوا عاملاً مؤثراً فى إثارة العامة والخاصة» مما ساعد فى تكون فرق 
عديدةء تناولت الكلام الذي تعدى إلى الفلسفة فيما بعد. 
وإذا كان ضبط الأسماء وترجمتها حصل مع التعليق على البعض منها. 
فإن الفهارس كانت أيضاً مفيدة بشموليتها وعمقها كما في فهرس الأعلام 
والاصطلاحات. وقد حاولت أن يكون العمل واسعاً بقصد تقريب الدارس إلى 
1 - ضبط الأسماء وترجمتها والتعليق على البعض منها 
1 الفهارس 
1 فهرس الآيات القرآنية 
2 - فهرس الأحاديث النبوية 
3- فهرس الأبيات الشعرية 
4 - فهرس الأعلام 
أ الأشخاص 
ب - الملل والفرق والقبائل والمذاهب 
ج - الأماكن والبلدان والمدن 
د الأيام 


649 


5 - فهرس الاصطلاحات والكلمات 
- إشارات المؤلف إلى كُتب أخرى 
ثبت المصادر والمراجع 


6050 


1 . ضبط الأسماء وترجمتها والتعليق على البعض منها 


إن الإشارة الواقعة بعد كل إسم إجمالاً تدل على وجود ضبط لهذا 
الاسم وترجمة؛ وأحياناً تعليق مختصر يعطي معلومات إضافية تخصٌ 
الشخصية صاحبة الاسم. وقد حصرت عملي على أسماء وردت للصحابة 
وغيرهم من مهاجرين وأنصار وتابعين فقط. وتركت بالإجمال أسماء آخرين 
هم: رواة ومحدثون وشعراء وغيرهم. ليس لديهم تأثير على مسار الكلام في 
النص سوءً كان للنفي أو للإثبات» وفيما ترد به الأخبار من دفع حجة أو رفع 
كلام يئار. وإكتفيت بالعدد المنتقى والمختار لدي وهو ليس بالقليل فقد كان 
مائتين وخمسين إسما. 

وتسهيلاً على القارئ اتبعت ترتيب ورود الأسماء تبعاً لسياق الكلام 
ومجاراة للنص» وليس حسب ترتيب الحروف الأبجدية التي تبدأ بها هذه 
الأسماء. 


1 طلحة بن عبيد الله" رضى الله عنه [12]: 65 


يقال له: طلحة الخيرء وطلحة الفياضء» وطلحة الطلحات. ونَسَبُه 
يعود إلى مالك بن النضر بن كنانة. من المهاجرين الأولين؛ ومن العشرة 
المسمين للجنئَّة» وأحد أصحاب الشورى الستة بعد مقتل عمر بن الخطاب 
رضي الله عنه. ثبت طلحة يوم أحد مع رسول الله فقال فيه: «أوجب طلحة». 
وقد شلت يده التي وقي بها النبي يق من ضربة وجهت إليه*'؛ يقول ابو 
حيان التوحيدي على لسان جابر بن قبيصة: «ما رأيت رجلاً أعطى من صلب 


ماله فى غير ولائه من طلحة بنت عبيد الله”». 


(1) المغني: 168. (3) الإمتاع والمؤانسة 3: 45. 
(2) المعارف: 228. 


651 


وقد خرج مع الزبير وعائشة وقدموا البصرة بغية قتل قتلة عثمان 
والإقتصاص منهم. ولم يكن طلحة بالذي يريد هذا الأمر فتنة. فابن الأثير 
يروي على لسان علقمة ابن وقاص الليثي يقول: «رأيت طلحة؛. وأحب 
المجالس إليه أخلاهاء وهو ضارب بلحيته على صدرته». وحين سأله عن 
حاله هذا أجاب: «بينا نحن يد واحدة على من سوانا إذ صرْنا جبلين من 
حديد يطلب بعضنا بعضاً)7 . 

هو الذي أمر الأحنف بن قيس أن يبايع علياً وقد فعل مع الزبير وبايعه 
بالمدينة. فإن كان أراد الإصلاح فقد سار فيه وهو متذبذب ٠‏ مخسطرب بين 
المبايعة وعدمها. وان صح ما ذكره ابن الأثير من نقضه البيعة فقد ندم بعد 
منسحباً إلى ديار خربة وبايع صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خوفا 
من أن يموت وليس في عنقه بيعة”” . 

الزبير بن العوام رضي الله عنه [12]: 65 

يذكر محمد طاهر الهندي في كتابه المغني» وهو في ضبط أسماء 
الرجال ومعرفة كنى كنى الرواة وألقابهم» وأنسابهم: إن كلمة الزبير هي «في ضم 
الزاي»””". وبين الزبير بن العوام. وطلحة بن عبيد الله صلة نسب يظهر بعد 
الجد الخامس؛ فكلاب جد الزبير مرااخ لتيم جد كلحة وما أن مره بن 
حمسا حاداً» يخضب ويعنف إذا ما أثيرى وب ويجود بنفسه. وهو أول من خوج 
مشهراً سيفه في الإسلام يريد قتل كل من لقيه حين سمع خطأ: أن النبي أوذي 
أو قُتل””*“. وكان مقلاً في الحديث عن النبي مَل وحين سُّئل عن سبب ذلك 
قال: «أما أني لم أفارقه منذ أسلمت» ولكني سمعت منه كلمة». «من كَذْبِ 
على فليتبوَأ مقعده من النار» . 

وقد ندم على سيره مع طلحة وعائشة لقتال من قتل عثمان. ولم يكن 


(1) الكامل 1: 113. (4) المعارف: 219. 
(2) الكامل 1: 124. (5) المناقب: 79. 
(3) المغني: 118. 


652 


وقعت منا حيث وقعت» وقد «قرأناها على عهد رسول الله كلخ #واتقوا فتنة لا 
يُصيبِنٌ الذين ظلموا منكم خاصة2”776. وإن كان قد اجتمع في نقض البيعة 
على علي وأخذ في المطالبة بدم عثمان» فليس له في هذا الأمر بيّنة سوى 
القول في الإصلاح بين الناس» وفتل القعلة وان كان ما شجر بينهم وبينه من 
الح فيه غير موزور)30 '. والبيّن أن الزبير أراد التخلي عن هذا الأمر 
والرجوع عما عزم عليه. وقد بدأ يتخلى عن رأي ابن الجرباء حين كان بين 
الجمعين منتظرا القتال أو الصلحء فلا يقبل استياق الحرب على علي 
ويجيب : «أنا لنعرف أمور الحرب ولكنهم أهل دعوتناء وهذا أمر حدث لم 
يكن قبل اليوم من لم يلق الله فيه بعذرء إنقطع عذره يوم القيامة». ثم يتابع 
صبراً على أن ينال اللصلح مكاناً ومحلاً بينهم جميعاً فيقول: «قد فارقنا 
وفدهم على أمرء وأنا أرجو أن يتم لنا الصلحء فانشروا واصبروا»). 

وحين التقاء الجمعين ذكره علي رضي الله عنه بقول النبي كله : 
التقاتلنه» ويقصد أن الزبير سيقاتل علياً و«أنت ظالم له». ذكر هذا متنبهاً ثم 
قال: «اللهم نعم ولو ذكرت ما سرثٌ مسيري هذاء والله لا أقاتلك أبداً»* . 
وكاد الزبير أن يكف ويفي بما وعد وهو المشوش والمضطرب». لايدري 
تسيير أمره فى هذه المحنة وقد كان العاقل الذي يصف نفسه ويدرك وعيه: 
«ما كنت في موطن منذ عقلت إلا وأنا أعرف أمري غير موطني هذا»”” فإذا 
صح ما ينقل ابن الأثير فإن الزبير أراد التخلي والذهاب لولا ابنه عبد الله الذي 
دفع به الحماس»؛ وشجعهء فخاف أن ينعته بالجبن والخوف من مقاتلة ابن 


3 على بن أبى طالب رضى الله عنه [12]: 65 


أول هاشمي ينسب إلى بني هاشم من الأب والأمء فأبوه «أبو طالب 


(1) سورة الأنفال: 25. (4) الكامل 1: 122. 
(2) المناقب: [107]. (5) الكامل 1: 122. 
(3) المناقب [69]. 


653 


عبد مناف بن عبد المطلب ابن ماش " وأمه افاطمة بنت أسد بن هاشمةا” 
على رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله َك بعد سنة من قدومه إلى المديئة 
و تبق فاطمة رضي الله عنها على قيد الحياة بعد وفاة النبي سوى مائة يوم 
على حد ذكر ابن قتيبة": الذي وصف علي بشدة الأدمة وعظم البطن 
والعينين وهو «قصير دقيق الذراعين لم يصارع أحداً قط إلا صرعه» لشدة وثبه 
وفوة ضربه . 

فهو ابن عم النبي وزوج ابتته» كان معروفاً بالكر والإقداء””» والتقدم في 
كشف الكذب عن النبي كَل في مشاهد كثيرة. ومواقع معلومة كبدر والعقبة 
والحديبة وأحد وحنين وغيرها©') وجاهد بنفسه في جميع مشاهده وحرويه» 
وقتل الأقران والأمائل من أهل الكفر. وهو الذي لم يسجد لصنم وهو المنيب 
على الفراش”' وحديث رسول الله بل فيه الن تموت حتى تقاتل الناكثين 
والفاسطين والمارقين». وقد أقام يحدث يفتي ١‏ ويسأل ثلاثين للد وكان 
من حفاظ القرآن» وهو أول من تقدم بجمعه وحفظه.ء بويع بيعة العامة في 
مسجد رسول الله غ91 , وبايع له أهل البصرة» وبالمدينة بايعه طلحة والزبير 
ثم قام العامة فبايعوا وصار الأمر أمر أهل المدينة وكأنهم كما كانوا فيه»" . 


4 سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه [12]: 65 


يقول المحدث الشيخ محمد في المغني «من إسمه سعد هو ابن أبي 
وقاص)(11) (بمفتوحة وشدة قاف وبصاد مهملة2! , وهذا لقب أبيه مالك بن 
أهيب بن عبد مناف» ولقبه هو الزُهري يعود إلى جده زُهرة أخ قصي بن 
كلاب جد الزبير بن العوّام”'". كانت صناعة سعد بَرْيْ النبل”*'"؛ أسلم واتبع 


(1) المعارف: 203. (8) نفسه: 366. 


(2) المعارف: 203. (9) المعارف: 208 والكامل 3: 98. 
(3) المعارف: 121. (10) الكامل 3: 99. 

(4) المعارف: 210. (11) المغني: 266. 

(5) المناقب: 343. (12) المغني: 127. 

(6) المناقب: 338. (13) المعارف: 41 

(7) المناقب: 584. (14) نفه: 576. 


634 


رسول الله يِه وسلم مع رهط من المسلمين كان سبقهم أبو بكر وعلي بن أبي 
طالب وزيد بن حارثة”'". ويقال أنه أول من أراق دماً في الإسلام؛ حين 
ضرب بمكة قبل الهجرة؛ وكان المسلمون مستضامون: رأسأ عظيما من 
عظماء قريش «فأراق دمه)”. والثابت أنه كان أول رام في سبيل الله؛ وقول 
النبي في الأيام الساخنة له: «ارم سعد فداك أبي وأمي». وهو يجيب معتدا 
بئفسية ٠:‏ 


ومايعتدرام في عدرٌ بسهميارسو الله قبلي” 


إختار عمر بن الخطاب قائداً لجيوش المسلمين في قتال الأعاجم 
بالعراق” وكانت وقعة «جلولاء» سنة تسع عشرة'” نصح الأعاجم حين كتب 
إلى رستم صاحبهم بالنظر عن بصيرة وتروي لينجوا بأنفسهم ويغنموا 
بأرواحهم» «لو نظرتم لأبصرتم» ولو أبصرتم لسلمتم. .. فانجوا بأنفسكم 
واغتنموا أرواحكم»”". وهو الذي أراد لنفسه النجاة بعد مقتل عثمان» فأدرك 
أنها فتنة» فقعد عنها ملتزماً داره لشدة خوفه ووجله لما كان سمع من النبي كَل 
في الفتنة» وتفضيل القاعد فيها؛ مما سوّغ له اللإجتهاد وثبط عزيمته على 
القتال» فقد كان يروي: «سمعت رسول الله مَقْةّ يقول: «ستكون فتنة القاعد 
فيها خير من القائم» والقائم فيها خير من الماشي» ويكون الماشي فيها خير 
من الساعي»” وكان يشير على من يسأله في هذا الأمر «كن ابني آدم)ء 
«أفرأيت إذا دخل على بيتي فبسط يده ليقتلني». «ما أنا بباسطٍ يدي إليك 
لأولك502, 


5 أوس [12]: 65 


يقول ابن قتيبة في المعارف: الأوس هو ابن حارثة بن ثعلبة بن عمرو 
ابن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة. مازن بن عبد الله بن الأزد بن 
الغوث بن النّبت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأء وأمه قيلة. ووّلد الأوس 


(1) المعارف: 168. (5) المعارف: 182. 


(2) المناقب: 65. (6) نفسه: 182. 
(3) المعارف: 558. (7) المناقب 83. 
(4) الكامل: 2: 310. (8) المناقب 83. 


655 


ابن حارثة : مالك بن الأوس. فمن «مالك» تفرّقت قبائل «الأوس» وبطونها 
0 
كلها . 


6 عمر بن الخطّاب رضي الله عنه [12] [4ب]: 265 72 


عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزىٌ بن قرط بن رياح بن عبد الله 
ابن رزاح؛ عُمر بضم العين””. يقول ابن قتيبة كان يكنى أبا حفص» ويقول 
محمد طاهر : كان يكنى ابن حفص . أما كنيته الفاروق فقد لحقت به فى حين 
أعلن اسلامه «ونادى به والناس يُخفونه ففرق بين الحق والباطل)”” . وعهد أبا 
بكر إلى المسلمين باستخلافه عليهم . وقد أذاع عهده فيهم فسمعوا وأطاعوا”“ 
و«فتح الله عليه في سني ولايته» وكانت: بيت المقدس ودمشق وميسان 
ودستمسيان وأبزقباد واليرموك. ووقعت مواقع كثيرة منها «الجابية» و«جلولاء» 
و«قيساريّة» و«باب بابليون» و«نهاوند» و«أرّجان» و«الأهواز» و«اصطخر 
الأولى؛© . 


وقد كان عمر رضي الله عنه رشيد الأمر ” وقدوة في السماع لحديث 
رسول الله والإستشارة والفتوى فيه. فلا يجب خروجه عن الفضل واستحقاق 
الأمر”*” قال أبو حيان التوحيدي على لسان جابر ابن قبيصة: «شهدت قوماً 
ورأيتهم بعيني فما رأيت أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله من عمر بن 
الخطاب رضى الله عنه»”. حين تولى عمر الخلافة عزل خالد بن الوليد عن 
قيادة الجند في الشام وولى أبا عبيدة بن الجراح» وكان يتنبه لاستشارة 
أصحابه عند مذاكرتهم لهء فيستدرك ويفهمء ويثقب النظرء فيتدارك الأخطاء 
وكان يقول أحياناً «لولا علي لهلك عمر» و«لولا معاذ لهلك عمر!9", فلامه 
بعضهم» وينقل أبو حيان على لسان ناشرة بن سّمَيّ : سمعت عمر بن الخطاب 
رضي الله عنه يوم الجابية : «اني قد نزعت <الد ابن الوليدء وأمَّزت أبا عبيدة» 


(1) المعارف: 109. (6) المعارف: 182. 
(2) المغني: 93. (7) نفسه: 183. 
(3) نفسه: 179. (8) المناقب: 365. 
(4) المعارف: 180. (9) الإمتاع 2: 81. 
(5) الكامل 2: 292. (10) المتاقب 379. 


0656 


فقال رجل : «والله لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله يلو وأغمدت سيفاً 
سلّه رسول الله يَكيْةِ ووضعت لوءً شدَه رسول الله كَكة؛ فقال عمر: «إنك 
لشابٌ قريب القرابة». وكان الشاب ابن عم خالد وهو ابن عمرو بن حفص بن 
المغيرة”''. فرأى أمير المؤمنين عمر أن هذا الشاب لا يمكن أن يرى عيوب 
ابن عمّهء وقد رأها هو ورأى أن يجعل العرب على الطريق ومثلهم: «إنما 
مثل العرب مثل جمل آنف انّبِع قائده فلينظر قائده حيث يقوده. وما أنا فوربٌ 
الكعبة لأحملنكم على الطريق»© . 
7. زيد بن ثابت' [2ب] [1130]: 65. 377 

عرض الرسول يكن القران على مصحف زيد. فكان أقرب 
المصاحف. فزيد هو ابن ثابت الضحاك؛ أنصاري من بني غانم بن مالك 
بن النجار كان كاتباً لعمر بن الخطاب”“. ولم يبايع الإمام علي بعد 


مقتل عثمان» فمعد وكان قعوده محمول على الإجتهاد وترك العناء مع 
للع 
غيره من الذين قعدو 


8 محمد" بن مسلمة [2ب] [108 أ]: 65,. 329 


قعد محمد بن سلمة عن بيعة على رضي الله عنه71 ”0 , ومحمد هو من 


بنى حارثة بن الحارث بن ن الخزرج» كان حليف بني عبد الأشهل . وكان 
فارس رسول الله كلل إستخلفه مدة في غزوة "قر قرة الكدر» على المدينة. 
شهد مع رسول الله المشاهد كلها" 
ثلاث وأربعين كما يذكر ابن قتيبة. ولم يشهد الجمل ولا صفين؛ ولم يحارب 


فى فتنة فقد اتخذ «سيفه من خشب وجعله فى جفه)19 , 


. مات ت بالمدينة سنة ست وأربعين أو سنة 


(1) الإمتاع 2: 101. (6) الإمتاع والمؤانسة 2: 95. 


(2) الكامل 2: 293. (7) الكامل 3: 98. 
(3) الكامل 3: 98. (8) المناقب 65. 

(4) المعارف: 260. (9) المعارف: 269. 
(5) المناقب: 65. (10) المعارف: 269. 


657 


9 عبد الله بن عمر [2ب] [1118]: 65. 351 

هو عبد الله بن عمر بن الخطاب”" . أسلم مع أبيه حين أسلمء وكان 
صغيرأٌ وشهد بدر وأحد وكل المشاهدء وبقي إلى «زمن عبد الملك0© . 
قدمه برمح مسموم الرّْحَء وكان أن زحمه في الطريق فنال منه مبتغاه» ويقول: 
«إن الحجاج دخل عليه فقال: يا أبا عبد الرحمن من أصابك؟ قال: ولم تقول 
هذا رحمك الله. قال: حملت السلاح في بلد لم يكن يُحمل فيه السلاح»”7 . 
0 أسامة بن زيد [2ب]: 65 

أسامة بن زيد بن حارثة من موالي الرسول يلوه إشتراه «حكيم بن حزام» 
لخديجة زوج الرسول من سوق عكاظ بأربعمائة درهم فاعتقه النبي بعد أن وهبته 
له وزوجه أم أيمن؛ فولدت أسامة". في حديث لعلي بن الحسن بن علي 
رضى الله عنه أن سباقاً جرى بين أسامة على ناقة رسول الله» وبين جماعة من 
الأنصار فسبق أسامة*. وكان النبى قد استعمله على جيش من المسلمين» 
وأمره بالتوجه إلى الشامء فتوفي النبي مَةِ قبل مسيره» فاستعمله أبو بكر 
الصديق” على الجيش حين ارتدت العرب» فسار وأوقع بقبائل قضاعة التي 
ارتدت وغنم بعدما ظنت العرب أن جيش المسلمين بعد النبي ضعف ولم تعد 
به قوة» فخافوا منه ومن جيشه وارتدوا عما كانوا يريدون أن يفعلوه”” . 


1 النعمان بن بشير [2ب]: 65 

هو من «الأنصار» كنيته أبو عبد الله وأمه «عمرة بنت رواحة»”* لم يبايع 
علياً رضي الله عنه» وقد أخذ بعد مقتل عثمان رضي الله عنه «أصابع نائلة امرأة 
عثمان التي قطعت وقميص عثمان الذي قتل فيه وهرب به فلحق بالشام»”” . 
فقتل غيلة بين السلمية وحمص بأرض الشام”" . 


(1) المغني: 167. (6) المناقب: 348. 


(2) المعارف: 184. (7) الكامل 2: 226. 
(3) المعارف: 185. (8) المعارف: 294. 
(4) المعارف: 144. (9) الكامل 3: 188. 
(5) الإمتاع 2: 30. (10) نهج البلاغة 1: 91. 


6038 


2 سلامة بن وقشس [2ب]: 67 

هو ابن ثابت بن وقش أمه «ليلى بنت اليمان» أخت حذيفة بن اليمان» 
وينعته ابن الأثير بابن سلامة «سلعة بن سلامة بن وقش» كان عثمانياً لم يبايع 
على رضى الله عنه فى اللخلافة© . 
3 أبو ه60 [2ب]: 67 

إختلف صاحب المغنى في ترجمة اسم أبي هريرة عن ابن قتيبة الناقل عن 
الواقدي وغيره» فأبو هريرة الصحابي المشهور هو عبد الله بن عمرو. وقال غيره 
هو عبد عمرو بن عبد غنم نشأ يتيماً وهاجر مسكيئاً من اليمن تاركاً قبيلته: 

ع 32 . ل قاس 24 1 57 5 

دوس . عمل أجيراً لبُسْرة بنت غزوان» ثم تزوجها”“. وكنيته أبو هريرة تعود لهرة 
صغيرة كان يلعب بهال”'. سار إلى النبي كله وكان بخيبر» فقدم معه المدينة 
فى السنة السابعة للهجرة. وكان حافظاً للحديث ومحدثاً عن النبى له . 
ويروى عن أبي رافع أن مروان استخلفه على المدينة”'' فيما بعد وكان يصلي 
بالناس ويسب علي على المنابر وقد هرب من أمام جارية بن قدامة حين أرسله 
الإمام علي لردع ارطأة والمرتدين عليه . فقال جارية «لو وجدت أبا سَنور لقتلته» 
ثم عاد أبو هريرة بعد خروج جارية من المدينة يصلى بالناس © . 
4 أبو مسعود البدري [2ب]: 67 

يعرفه المحدث الشيخ محمد طاهر الهندي في كتابه بالبَدذري وهو عقبة بن 
عمرو الأنصاري” . بينما يذكره ابن قتيبة عرضاً في حديئه عن ولد الحسن بن علي 
رضي الله عنهم ‏ وازيد وام الحسن" أمهما : اابنت عُقبة بن مسعود البدري)720 . 
5 جرير بن عبد الله البتخلى [2ب]: 67 

جرير: «فجيم وراء مكسورة مكررة»”''' كنيته: أبو عمر من «بجيلة» 


(1) المعارف: 263. (7) المعارف: 278. 


(2) الكامل 3: 98. (8) الكامل 3: 193. 
(3) المغني: 298 (9) المغنى: 312. 
(4) المعارف: 277. (10) المعارف: 212. 
(5) المعارف: 278. (11) المغنى: 59. 


(6) الإمتناع والمؤانسة 2: 96. 


659 


أسلم في رمضان سنة عشر حين قدم على النبي”" كليِ وقال فيه: «على وجهه 
مسحة ملك» أقام بالجزيرة. واعتزل علياً رضي الله عنه ومعاوية حتى وفاته 
بالشراة سنة أربع وخمسين”2 حين كان «الضحاك بن قيس» يتولى الكوفة . 


6 عثمان بن عفَّان رضى الله عنه [14] [127ب]: 271 371 


الخليفة الثالث بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعاًء هو بن أبي 
العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قُصّي بن كلاب” من 
المهاجرين الأولين. زَوّجه النبي كلِهِ ابنتيه: «رُقية وأم كلثوم لذلك كان يلقب 
بذي النورين»”*. إشترى «بئر رومة وزاد في المسجد: فوضع خمس سواري 
وجهز جيش العسرة”“. تولى الخلافة وهو ابن تسع وستين» وكانت الغَّرَّاوت 
من المسلمين تتوالى طوال مدة خلافته على بلاد «الري» وسابور والإسكندرية 
وإفريقية وقبرص وسواحل الروم واصطخر الآخرة وفارس الأولى والآخرة» 
وطبرستان ودار أبجرد وكرمان وسجستان والأساورة وهي ‏ موضع قرب 
المدينة من ناحية الشمال ‏ يحددها ياقوت في معجم البلدان بأفريقيا وساحل 
الأردنء وظلت الفتوحات حتى سنة أربع وثلاثين”. ولما حصر «عثمان» في 
ذي الحجة سنة خمس وثلاثين لم يقعد من قعد عن نصرته إلا بأمره ومشورته 
ورأيهء فقد كره لقاء القوم لهم ورجا صلاح الأمر. وفي رأي الباقلاني أن كل 
من قعد لم يكن يقدر أن القوم لا يقنعون الا بسفك الدم وإراقته؛ ورأى أن لا 
بأس من قعودهم إذا كان الإمام يريد ذلك؛ وهم لم يخذلوه كما حكى عنهم 
ثابت بن عبد الله بن الزبير» نقله أبو حيان التوحيدي على لسانه: «أما أهل 
المدينة فخذلوا عثمان حتى قُتل بينهم؛ لم يروا أن يدفعوا عنه/””'. ونقلاً على 
لسان ابن زيد: أن الإمام علي رضي الله عنه خطب وقال بأعلى صوته: يا أيها 
الناس إنكم تكثرون في وفي عثمان» فإن مثلي ومثله كما قال الله تعالى 
لإونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين4”*'. وفي مكان 


(1) المعارف: 292. (5) المعارفف: 193. 


(2) المعارف: 292. (6) المعارف: 194. 
(3) المعاف: 191. (7) الإمتاع 3: 164. 
(4) الكامل 3: 93. (8) الكامل 3: 93. 


660 


آخر يذكر ابن الأثير أن علياً رضي الله عنه قال لطلحة: «أتشدك الله الا 


رددت الناس عن عثمان)”2 . 


وقد ظل ابنه الحسن» وابن عباس ومحمد بن طلحة» وعبد الله بن 
الزبير مع عثمان رغم رجوع أهل المدينة عنه. حين أقسم رضي الله عنه عليهم 
وأمرهم بالرجوع فرجعواء إلا أن أمرأ قد حصل فدخلوا على عثمان وقتلوه 
فخضب علي رضي الله عنه وثار في وجه طلحة وولديه الحسن والحسين وقيل 
إن علياً رضي الله عنه لعن طلحة يوم قتل عثمان ودفع في صدر الحسن 
وغضب على الحسين)© . 


7. معاوية بن أبى سفيان [14]: 71 


هو صحر بن حرب بن أمية60 وكلمة معاوية: اجماعة ومعونة د بمفتوحة 
: ا 0 هم ع ١‏ . 
وضم مهملة وبعد واو ونون بثر معونة تكملة)(!4 . أسلم عام الفتحء وولي 
«الشام» عشرين سنة في عهد «عمر) واعثمان» رضي الله عنهما. ثم ولي 
الخلافة سنة أربعين وهو ابن اثنتين وستين سنة”*” وبه انتهى عهد وبدأ عهد. 

لم يبايع علياً رضي الله عنه وحين وجه سهل بن حنيف واليا على الشام 
رَدْه معاوية وجماعته. ونقلا عن ابن الأثير في الكامل: إن معاوية لم يأذن 
لرسول الإمام علي بالعودة إلى المدينة حتى إذا كان الشهر الثالث من مكوئه 
عنده بعد مقتل عثمان رضي الله عنه» وكان في صفرء دعا معاوية رجلاً من 
بلي عبس يُدعى قبيصة» ودفع إليه طوماراً مختوماً وسيره إلى عليء فقبض 
الرسول على أسفل الطومار ودخل المدينة» فتبعه الناس ينظروه إليه» وقد 
علموا: أن معاوية معترض وكان أوصاه ما يقول: «إنى تركت قوماً لا يرضون 
إلا بالقَوَدا قال علي: «ممن» قال: «من خيط رقبتك» وتركت ستين ألف شيخ 
يبكي تحت قميص عثمان وهو منصوب لهم وقد ألبسوه منبر دمشق» قال: 
«أمني يطلبون دم عثمان؛ ألست موتورا كثْرة عثمان» اللهم إني أبرأ إليك من 
دم عثمان. نجا والله قتلة عثمان إلا ان يشاء الله؛ فإنه إذا أراد أمراً أصابه”©». 


(1) الكامل 3: 93. (4) المغني: 237. 


(2) المناقب 85. (5) المعارف: 349. 
(3) المغني: 290. (6) الكامل 3: 104. 


661 


وكان الناس بعد خروج قبيصة ينتظرون جواباً من الإمام على» وقد خرج زياد 
بن حنظلة التميمي ليقول: «السيف يا قوم» فعرفوا ما هو فاعل. ثم كان اللقاء 
في وقعة ضفين شديداًء وتمثل معاوية لقول السلمي: «لشدّ على أهل الشام 
من لقاء على)”7' . وكان يقول: والله لقد هممت بالانصراف مرات». وقيل أنه 
دعا فرسه لينجو وما منعه من ذلك سوى تذكره لقول عمرو بن الإطنابّة فكان 
يقوي عزيمته ويصمد”© . 


كانت وقعة صفين بسببها الظاهر الذي أعلنه معاوية: هي إرادة القود من 
قتلة عثمان» بينما هو أراد الشام والتولي عليهاء ولربما أراد أكثر من ذلك . 
كلاما على لسان سعيد بن عبد الرحمن بن حسان: أن جماعة من الأنصار 
دخلوا على معاوية» وكان بينهم وبينه كلام عاتبهم فيه لدخولهم في الأمر يوم 
صفين ضده يقول: «يا معشر الأنصار. صليتم بالأمر يوم صفين» فردوا 
مائلين: «فإنما كنا مع رجل لم نألهُ حبرا . ولم يشأ معاوية أن يترك 
الجماعة مغضبين بل ردهم وترضاهم حتى رضوا وانصرفوا. وفي كلام اخر 
نقله أبو حيان عن رجل من بني تغلب: ان عليا رضي الله عنه قال له يوم 
صفين: «أآثرتم معاوية» فقال: ما آثرناه ولكنا آثرنا السب الأصفر والبُرَ 
الك أل نه الأذد ارت 


أنو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر”” ويُنسب «أبو 
بكر' إلى تيم قريش فيقال: التيمي. من أوائل من امن برسول الله واتبعه مع 
علي بن أبي طالب ثم «زيد بن حارثة»”' وسمّاه الصديق لتقدم تصديقه في 
الأقوال والأعمال» وقد استبد أبو بكر بفضيلتها وحاز شرفها دون غيره فلا 
0 ا له ا 200 
اعتراض لاختصاصه بهذه التسمية الرفيع قدرها والعظيم في الدين خطرها . 


(1) المناقب: 122. (5) الإمتاع 2: 63. 


(2) المناقب: 119. (6) المغني: 286. 
(3) المناقب: 123. (7) المعارف: 168. 
(4) الإمتاع 3: 169. (8) المناقب: 310. 


662 


بوم قبض رسول الله يه كاد الإختلاف يقع بين المهاجرين والأنصار وكثر 
الكلام فئن سقيفة بني ساعدة حول الخلافة فبويع أبو بكر «ابيعة العامة» يوم 
الثلائاء من غد ذلك اليوم»”'' الذي قبض فيه. 

وارتدت العرب إما عامة وإما خاصة وظهر النفاق واشرأبت يهود 
والنصرانية»” فاطاير المسلمون كالغنم في الليلة المطيرة لفقد نبيهم وامتنع 
المرتدون عن دفع الزكاة مما دعا أبا بكر إلى جهادهم حتى استقاموا وقد سير 
أسامة رغم خوف الكثيرين من فشله وهو يقول: «والذي نفسي بيده لو ظنئت 
أن السباع تختطفني لأنفذت جيش أسامة كما أمر النبي و22 فسار أسامة 
وأوقع بقبائل من ناس قضاعة التي ارتدت وغنم. وكان لإنقاذه أعظم الأثر 
وقعاً في النفوس وأعظم الأمور نفعاً للمسلمين. 


9 . عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه [4ب]: 71 
قال الواقدي : لما غالظ خالد , بن الولية عبد الرحمن بن عوف قال النبي 
للم تدرك غذرة أ رويحة مل عبد الرحمن 60 
هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب 
يلحق نسبه مالك بن نضر بن كنانة”". يكنى : أبا محمد وهو أحد العشرة 
الذين سموا للجنة» وأحدٌ الستة الذين ذكروا للشورى. وقد رأى بعد أن خلع 
نفسه من المطالبة بالإمامة بعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه «إن الناس لا 
يعدلون بعثمان أحد)”” فسهل له البيعة وتمت. 


0 سويد بن غفلة المذحجى [15] [228ب]: 273 627 


ءِ . 000 037« . -.٠إس(86)‏ : 
سُويد بمضمومة وفتح واو مصغراً وكذا سويد بن غفلة”” حين وفد 
سويد على النبي وحده قد قبض فصاحب أبا بكر ثم شهد مع «علي ‏ رضي 


(1) المعارف: 170. (5) المعارف: 235. 


(2) الكامل 2: 226. (6) الكامل 3: 36. 
(3) الكامل 2: 226. 7) المناقب: 303. 
(4) الإمتاع 2: 92. (8) المغني: 135. 


الله عنه ‏ صفين2”' مات بالكوفة سنة اثنتين وثمانين ويقال أنه ولد عام الفيل 
فكان يقول: «أنا لِدةّ رسول الله عَتنهو . 


1 عائشة رضي الله عنها [15] [14أ]: 271 73 


هي بنت أبي بكر الصديق وشقيقة عبد الرحمن ن الذي شهد معها يوم 
أمهما : أم رومان بدت عُمير , بن عامر. تزوج النبي عائشة ككةِ بكرا" وهي 
تكنى بأم عبد الله" . لم تكن عائشة ترخب في تولى علي الخلافة بعد مقع 
عثمان. ففي رواية لإبن الأثير أنها حين سمعت بالأمر يؤول اليه قالت: «لَِيت 
هذه انطبقت على هذه إن تمٌ الأمر له». ثم عادت إلى مكة بعد أن كانت 
خرجت منها إلى المدينة» وهي تؤلب الناس وتقول أن عثمان قتل مظلوماً 
(والله لأطلبن بدمه») وتجهزت مع طلحة والزبير يريدون البصرة» فحملوا 
ستمائة ألف درهم على ستمائة بعير وساروا في ألف»” . جهزها لهم يعلي بن 
منية؛ ثم وصل العدد معهم إلى ثلاثة آلاف رجل ساروا جميعاً لقتل قتلة 
هل 266 5 
عثمان وللإصلاح بين الناس* على حد قولهم. 

سأل الوزير أبو عبد الله العارض أبا حيان التوحيدي قال: هل يقال في 
النساء رَجلَّة؟ قال أبو حيان: حدثنا أبو سعيد السّيرافى قال: كان يقال فى 
عائشة بنت أبي بكر الصديق «كانت رجلة العرب»» وإنما ضاعت هذه الصفة 
على مَرٌ الأيام بغلبة العجمان. فقال الوزير: إنها والله لكذلك. ولقد سمعت 
من يقول كان يقال: «لو كان لأبيها ذكرٌ مثلّها لما خرج الأمر عنه»”” . 

وإن كان الباقلاني أنفذ قتال طلحة والزبير وعائشة لعلي على وجه من 
التأويل» يدفع الإثم ويزيله بحق «مطالبتهم له بتسلميه قتلة عثمان رضي الله 
عنه)”* فإنه أيضاً ذكر أن علياً وغيره من الصحابة كعمار لم يرضوا بأن تتناول 
الألسن عائشة على مسامعهم فكان علي رضي الله عنه يقول : «ويحك مهلا» 
الأيكم يأخذ عائشة في غنيمته» وينهي عن ثلبها وثلب من معها. وكان عمار 


(1) المعارف: 427. (5) الكامل 3: 106. 


(2) المعارف: 427. (6) الكامل 3: 119. 
(3) المعارف: 134. (7) الإمتاع 3: 199. 
(4) نفسه: 173. (8) المناقب: 73. 


664 


ينهي عن تناول عائشة بالآذى ويقول: (إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والاخرة 
ولكن بلاء ابتليتم به)”'' ويذكر الباقلاني أن عائشة رضي الله عنها ندمت فإذا ما 
ذكروا لها يوم الجمل كانت تبكي حتى تَبْل خمارها ويذكر قولها: «وددت أن 
لي عشرون ولدأً من رسول الله يَكْةِ كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن 
هشام» وإني نكلتهمء ولم يكن ما كان مني يوم الجمل»”" . 


ينسب ابن قتيبة عمار إلى أبيه ياسر بن عامر بن مالك بن عَنْس و«عَنْس» 
بطن من «مذحج» من «اليمن2”. وعَمَّار بفتح مهملة وشدة ميم'". كان أبوه 
حليف «أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي» فزوجه أْمَّهَ له اسمها اسمِية) 
فولدته. واسّمية) أول شهيدة في الإسلاه © . 

شهد عَمَّار «وقعة الجمل» و«صفين» مع الإمام علي بن أبي طالب رضي 
الله عنه وشوهد في الأولى وهو «ابن تسعين سنة وقتل أكثر من ذلك عليه فرو 
شد وسطه بحبل ليف70'. قال لعائشة حين ودعها: «ما أبعد هذا المسير من 
العهد الذي عهد إليك. قالت: «والله إنك ما علمت لقوال بالحق». قال: 
«الحمد لله الذي قضى على لسانك لى)7 . 

وكان يقول وهو يقاتل فى صمَّين لعصابة تقاتل معه: «والله ما أرادوا 
الطلب بدم «عثمان» ولكنهم ذاقوا الدنيا واستحبوها وعلموا أن الحق إذا لزمهم 
حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه منهاء ولم يكن لهم سابقة يستحقون بها طاعة 
الناس والولاية عليهم»”؟ ولما قُتل قال علي رضي الله عنه لربيعة وهمذان: 
أنتم درعي ورمحي»”” . وفي رواية الباقلاني أن علياً سأل عدي بن حاتم: «يا 
عدي أقتل عمّار). قال: «نعم) قال: «رحم الله عماراً استوجب الحياة 
والرزق» وتناقل خبر موت عَمّار بين الصفين فتذاكروا حديث رسول الله علد 
فيه «تقتلك الفئة الباغية 29 , 


(1)المناقب: 73. (6) الكامل 3: 127. 


(2) التمهيد / طبعة 1947: 232. (7) ئفسه 3: 132. 
(3) المعارف: 256. (8) الكامل 3: 157. 
(4) المغني: 179. (9) نفسه 3: 158. 
(5) المعارف: 256. (10) نفسه 3: 158. 


665 


3 الغافقى [5ب]: 74 


الغافقي بكسر فاء فقاف نسبة إلى غافق بن العاص منه عبد الله بن 
َرَيْرا''. ويذكر ابن قتيبة غافق هو من حمير ومنهم عبد الله بن رُرَير© لأن ابن 
قتيبة تقدم في عصره على محمد طاهر. وإنه لربما يكون عبد الله بن رَرير 
الذي باشر بضرب عثمان رضي الله عنه'”' كما ورد فى الكامل لإبن الأثير 
«فضربه الغافقي بحديدة معه وضرب المصحف برجله فاستدار المصحف 
واستقر بين يديه وسالت عليه الدماء»© . 


4 عمرو بن الحمق [5ب]: 74 
بنسبة ابن قتيبة إلى بني خزاعة؛ صحب النبي يكو مبايعته له في حجة 


3 . عله . 09 )05 . 
الوداع . وسكن الكوفة» وكان من شيعة على رضي الله عنه””'» وكان ممن سار 
إلى «عثمان» رضى الله عنهء وأعان حجر بن عدي الذي قتله «معاوية)9 , 


5 . التجيبي [5ب]: 74 


هو كنانة بن بشر. يقول ابن قتيبة : ان الذي زحف على عثمان رضي الله 

0 5 1 1 4 37 
عنه مع من زحف هو كنانة . وهو من أهل مصر؛ سار إليه في جند” ويقول 
ابن الأثير جازماً «ان كنانة قتل عثمان رضى الله عنه»”*" . 


6 . عبد الله بن سبأ [5ب] [127]: 274 127 

عبد الله بن سبأ رجل من أهل صنعاء كان يهودياًء أسلم على يد علي 
رضي الله عنه وسكن المدائن”” ولعبد الله أتباع دعوا السبئية وهم غلاة زعموا 
أن علياً كان نبياً ثم غلوا فيه حتى زعموا أنه كان إلها”'' ويكفره ابن قتيبة مع 
جماعته فيقول أنه أول من كفر من «الرافضة وقال على رب العالمين)”1" . 


(1) المغني: 192. (7) المعارف: 196. 


(2) المعارف: 421. (8) الكامل 3: 90. 

(3) الكامل 3: 99. (9) محمد ابن الناشىء فى أصول التحل: 22. 
(4) نفسه 3: 90. (10) عبد القاهر البغدادي في الفرق بين 
(5) المعارف: 291. الفرق: 233. ١‏ 

(6) نفسه: 334. (11) المعارف: 622. 


666 


7 . مالك الأشتر [5ب] [23 ب]: 74, 118 


كان الأشتر النخعي أعوراً ذهبت عينه يوم «اليرموك)”'' والأشتر: بشين 
معجمة وفتح مثناة فوق وهو مالك بن الحارث النخعي” . وكان الأشتر كثير 
فقاتل قتالا شديداء وما زال حتى كشف أهل الشام وألحقهم بمعاوية والصف 
الذي معه بين صلاة العصر والمغرب” . وكل هذه الحال إلى أن بعث إليه 
علي رضي الله عنه يستدعيه ليكف عن القتال فلم يرجع الا بعد أن ألح عليه. 
وكان مما قال حين رفعت المصاحف: «والله لقد ظئنت أنها ستوقع اختلافاً 
وفرقة: إنها مشورة ابن العاهرة الا ترى إلى الفتح. ألا ترى ما صنع الله لنا لن 
ينبغى أن أدع ه5040 ونقل الباقلاتي كلاما للأشتر يشابه هذا وغيره حين 
بعث إليه على رضى الله عنه «ان كف عن الحرب وأقبل» فقال: اليس هذه 
الساعة ينبغي أن تزيلني فيه عن موضعي قد رجوت أن يفتح الله فلا تعجلن». 

لم يكن من الذين أرادوا التحكيم ولا مشورة عمرو ابن العاص في رفع 
المصاحف وقد اعتبر الباقلاني رأيه هذا مناورة وشقاق على علي رضي الله 
عنه وخلاف له. فالإتباع له كان أولى من ذلك. وهذا رأي فيه نظر وتوقيف 
من جانب آخر. 
8 حكيم بن جبلة [5ب] [143]: 274 166 


من أهل البصرة: حكيم بن جبلة* هو الذي سار إلى عثمان رضي الله 

عنه مع نفر من البصرة» وتألبوا عليه مع نفر من أهل الكوفة وقوم من أهل 
83 . 8 000 
مصر وحصروه وقتلوه . واحكيم بممتوحه وكسر كاف»)” . 


9 عبد الرحمن بن سَمرة [5ب]: 74 


يذكر محمد طاهر في المغني: ان عبد الرحمن بن سَمْرة «تكتب 


(1) المعارف: 586. (5) المناقب: 118. 


(2) المغني: 22. (6) المعارف: 196. 
(3) الكامل 3: 153. (7) المغنى: 79. 


(4) نفسه 3: 161 


667 


بمفتوحة وضم ميم وسكونها ك0" وهو بن حبيب بن عبد شمس وكان 
يُسَمّى: عبد كلال وسماه النبي يك «عبد الرحمن» أوصاه بعدم طلب الإمارة 
«إن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها؛ وكان ان سلم معاوية المال الذي 
احتكنه أيام عثمان فقد ولاه عبد الله بن عامر سجستان فافتتحها'©: ولم 
يسلمها إلى الامام علي رضي الله عنه» «وعبد الرحمن بن سمرة هو الذي 
حمل صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها من معاوية إلى الحسن بن علي رضي 
الله عنه يطلب منه أن يشترط فيها ما شاء». 


0. أبو مسلم”*' الخولاني [5ب]: 74 

إسمه عبد الله بن ثوب من أهل الشام: هو الذي دخل على معاوية وقال 

. 8 ؟ّ 3 240 - 2 0م 0 5 

له: السلام عليك يا أمير ثم كلمه بكلام الرعية "". يقال ان قوما من أهل الشام 
يقولون فيه نقلا على لسان كعب الأحبار: ما أحسن رأينا فيه» وأخذنا عنه قال 
كعب: إن أزهد الناس في العالم أهله. وان مثل ذلك مثل الجنة تكون في 
القوم؛ فيرغب فيها الغرباءء ويزهد فيها القرباء». ويروي الباقلاني على لسان 
الزهري أن أبا مسلم من زهاد أهل الشام أراد الإستعلام عمًّا يجري من 
استعداد للحرب ب بين الصفين فاستأذن معاوية بالخروج إلى الإمام علي ليكون 
قال الإمام ناصحاً «لو نربصتم بهذا الأمر حتى يسكن القوم وتقمل الدائرة» . 
فقال أبو مسلم «لا يَدْرُ ذلك ولكن الآن طاب الضراب لقتلة عثمان».” “" ويعلل 
الباقلاني قول أبي مسلم لكونه اعتقد أن القوم سيفتكون بعلي إن أنكروا ما 
ليس بمنكر من حكمه وسيرته» وقد يبحثون غلبة الذئوب كما فعلوا وبحثوها 
على عثمان وان هذا يؤدي إلى فساد في الأرض يجب أن يجاهد أهله©' . 


1 . أبو عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه [18]: 80 


أبو عبيدة بن الجرّاح : هو عامر بن عبد الله'”'. وينسب إلى جدَّه وهو 


(1) المغني: 133. (5) المعارف: 439. 


(2) المعارف: 304. (6) المناقب: 140 
(3) الكامل 3: 203. (7) المغنى: 293. 
)4( المغني : 230 


668 


من «بني الحارث بن فهر بن مالك ب بن النضر بن كنانة)” كان طوالاً خفيف 
اللحية أث نرم الثنيتين وسبب ثرمه انتزاعه نصالاً من جبهة رسول الله ل يوم 
«أحل)ة . قال رسول الله فيه «لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن 
الجرّاح. ويوم السقيفة رضي به أبو'بكر حليفه رسول الله”*”” وفي عهد عمر 
بن الخطاب تولى قيادة جند خالد بن الوليد© . 


2 أبي بن كعب [8أ] [93ب]: 80: 293 


أبي بن كعب رضي : بمضمومة ومفتوحة وشدة تحتية»”” . ويعرفه ابن 
. - 8 3 23 0 5 . 
يكتب في الجاهلية» وفي الاسلام كتب لرسول الله يَكيٍ الوحي”” . وجمع القرآن 
على عهده . وفي خبر ثقَة ينقله ابن النديم عن الفضل بن شاذان ان محمد بن 
عبد الملك الأنصاري الذي يسكن على بعد فرسخين من البصرة أخرج مصحفاً 
وقال: «هو مصحف أبي رويناه عن آبائنا»””!"» فنظر الفضل فيه واستخرج أوائل 
السور وخواتيم الرسل وعدد الآي. فكان مائة وستة عشرة سورة وجميع أي 
القرآن فى قول أبئّ بن كعب ستة آلاف آية ومائتان وعشر آيات7!! . 


3 عبد الله بن عمر [18] [852ب]: 8. 191 
هو ابن الكوّاء. ومن النسابين: ابن الكواء الناسب من (بني يشكر) يقول 
فيه «مسكين الذارمى»: 


هَلُمْ بني الكوّاء يقضوا بحكمهم بأنساب الرجال”'' والكوّاء لقب أبيه 
لأنه كوى في الجاهلية. وينسبه ابن النديم إلى الشيعة ومن أصحاب على 


رضي الله 0 

(1) المعارف: 247. (8) الفهرست: 41. 
(2) أئْرَمَ: كسر سِنّه من أصلها فانكسرت. (9) المعارف: 261. 
(3) المعارف: 247. (10) الفهرست: 40. 
(4) نفسه: 248. (11) نفسه: 41. 

(5) الكامل 2: 220. (12) المعارف: 535. 
(6) نفسه 2: 293. (13) الفهرست: 133. 
(7) المغني: 16. 


669 


4 عبد الله بن عباس [8أ] [134 ب]: 80. 390 


عبد الله بن العباس”' بن عبد المطلب” بلغ السبعين من العمر وقد 
كف بصرهء ومات بالطائف في فتنة «ابن الزبير»”©. وكان قد خالف الإمام 
علي فباعد بينه وبينه بعد طول الصحبة والقرابة والنسب». وكان علي ولاه 
البصرة وكتب يستحثه لحمل المال إليه فلم يفعل» وحمل المال وخرج إلى 
مكةء وخرج معه عشرون رجلاً من بني هلال”* . وكان قَبْل ناصحاً له وتابعاً 
مطيعاً وقد أشار عليه أن يلحق بما له ويغلق بابه» وكان رأيه أن العرب تجول 
جولة وتضطرب ولا تجد غير علي أميراً عليها. «فإنك ك والله فلئن نهضت مع 
هؤلاء اليوم ليحملنك الناس دم عثمان غداً». وكانت هذه إشارته ولكن علياً 
لم يجدها صائبة كل الصواب» وطلب منه الطاعة! وقد ولاه الشام ولم يكن 


من رأيه تعلية هذا الأ مرا*'. ولما م مشت السفراء بعد كف الحرب في وقعة 
© 1 
عليه ولم يرضوا 


5 أبو موسى الأشعري [18]: 80 


1 دااع 06 5 ىء 

فأسلموا على يد رسول الله وشهد «خيبر؛. وفي رواية ابن الأثير أن أبا موسى 
قعد عن نصرة أحدٍ من الطرفين في وقعة الجمل وصفين؛ وقد جاء كتاب من 
الإمام علي ثم من عائشة تأمره فيه بملازمة بيته أو نصرتها. وكان لقعوده حجة 
فحين سُّئْل الخروج: رأى أن القعود هو سبيل الآخرة»؛ وان الخروج هو سبيل 
الدنيا. «وهذه فتنة صَمّاء النائم فيها خير من اليقظان» واليقظان خير من القاعد 
والقاعد خير من القائم والقائم خير من الراكب والراكب خير من الساعي»”*) 


(1) المغني: 166. (6) المناقب: 132. 


(2) المعارف: 121. (7) المغني: 76 و297. 
(3) نفسه: 123. (8) المعارف: 266. 
(4) المناقب: 164. (9) الكامل 3: 116. 


(5) الكامل 3: 101. 


0600 


الفتنة . وحين لقي الحسن بن علي رضي الله عنه يعاتبه على قعوده ضمه إليه 
وقال: صدقت بأبي أنت وأمى ولكن المستشار مؤتمن» مما أَغضَبَ عماراً 
وأحدث تساؤلات في القوم فقال عبد الخير الخيواني: ”يا أبا موسى هل بايع 
طلحة والزبير. قال: نعم. قال: هل أحدث على ما يحل به نقض بيعته. 
قال : لا أدري. قال: لا دريت نحن نتركك حتى تدري هل تعلم أحدا خارجا 
من هذه الفتنة206 . 


وقد اعتبر عبد الخير الخيواني أن الناس افترقت على أربع لا أحد 
يخرج من الفتنة ان كانت قد وقعت (إنما الناس أربع فرق على بظهر الكوفة 
وطلحة والزبير بالبصرة» ومعاوية بالشام وفرقة بالحجاز»” . واعتبر أن هذه 
الفرقة لا تغني ولا أحد يقاتل بها وان أبا موسى عرف أنها فتئة فغلب عليه 
غشه فلم يدرك على أيها يستقرء ولم يسيء قعوده إلى الإمام علي بل تجاوز 
فعله واختاره سفيراً لأهل العراق”” بعد وقعة صفين ليمثل أمام سفير أهل 
الشام الذي ارتضوه وكان عمرو بن العاص. فلر كان أبو موسى فاسقاً كما 
تدعي الخوارج لما رأى علي هذا الاختيار ولتخلى عنه خشية الفتق والفساد 


الذي لا ينصلح*“. 


6 معاذ بن جبل [18]: 80 


يكتب محمد طاهر اسم معاذ «بمضمومة وعين مهملة وذال معجمة)9 , 
ابن جبل وهو بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عَدِيَ من الخزرج. «شهد بدراً» 
وهو ابن عشرين سنة ومات سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمانٍ وثلاثين سنة©' كان 


من جماع القرآن على عهد النبي 76 . 
7 المغيرة بن شعبة [وب]: 80 


يعرفه محمد طاهر «بالمغيرة بن شعبة بضم ميم وكسرها ك ف هو من 


(1) الفهرست: 41. (5) المغنى: 234. 
(2) الكامل 3: 116. )6( المعارف : 54. 
(3) المناقب: 131. (7) الفهرست: 41. 
(4) المناقب: 131. (8) المغني: 238. 


601 


بنى ثقيف). عمه بن مسعود الثقفى تولى فى عهد اعمرا رضى الله عنه 
«البصرة» وافتتئح «ميُسان) والدستمسيان) و«ابزقباذ) واالسوف الأهواز») واهمذان» 
وشهد فتح «نهاوند»”'. كان رأي المُغيرة يوم سار طلحة والزبير وعائشة إلى 
البصرة للقود ما رأه سعيد بن العاصء فيما لو تمٌ الأمر وثأروا لعثمان ان 
يجعلوا الخلافة في ولد عثمان إلا أن طلحة والزبير لم يقبلا الفكرة وقد كان 
كل منهما على حد رواية ابن الأثير يجهز نفسه لها. ورأى مع سعيد ان يفعلوا 
ثقيف ومعهم أبان والوليد إبنا عثمان رضي الله عنه” 


8 الحسن بن على رضى الله عنه [110]: 85 


هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. أمه: فاطمة بنت 
رسول الله يكا*». ينقل الباقلاني خبر دفع الإمام علي بصدر الحسن يوم مقتل 
عثمان” » ونقلاً عن ابن الأثير هو الذي لازم عثمان رضي الله عنه طوال مدة 
الحصار التي بقيت أربعين يوما. ورجع عنه أهل المدينة منصرفين بعدما طلب 
منهم ذلك» وبعدما ظن أن القوم قد هدؤاء وسمعوا كلامه وحجته: فلا يحل 
قتل المرء إلا في ثلاثة إذا زنى بعد إحصان.ء أو كفر بعد إيمان أو قتل نفسا 
بغير حق©». ولما قتل علي عليه السلام قام الحسن خطيبا ينكر عليهم 
هذه الفعلة ثم بويع له وكانت سنة أربعين كما يؤرخها ابن الأثير” وكما 
يروي ابن قتيبة: أنه بويع له بالكوفة» وبويع لمعاوية بالشام”” . وحين 
أدرك أن الآمر لا يمكن أن يؤول إليه رغم وجود العدد والعدة لديه 
ولاعتبارات رآها فى مكانها وقد ظهرت واضحة فيما بعد كتب إلى 
معاوية» يدرأ خطر المواجهة» ويحفظ دماء المسلمين يقول: «رأيت أن 
أسالم معاوية وأن أضع الحرب». «ورأيت أن أحقن الدماء خير من 
سفكهاء وأردت صلاحكم» وان يكون ذلك حجة على من كان ينهي ما 


(1) المعارف: 295. (5) المناقب: 85. 


(2) الكامل 3: 107. (6) الكامل 3: 87. 
(3) المغني: 76. (7) الكامل 3: 202. 
(4) المعارف: 210. (8) المعارف: 211. 


602 


أقضي إليه من الأمر لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين»”'2. حتى أن معاوية 
حقد على عمرو بن العاص لمشورته له فى خطاب الحسن رضي الله عنه 
فقال: «قد كنت والله أكره هذا المنازع مقبلا© فكيف إذا جابهته)» . 


فالحسن لم يرهب معاوية؛ ولم يترك رغم نكبته ومحنته ولكنها تقية 
اتقاها وإدراكاً للأمر وتخوفاً من خروجهم عليه. وتأليب الناس» واختلافهم 
وتغيير ما لهم «إنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فشيبت السلامة 
بالعداوة والصبر بالجزع» ويقول: «كنتم في مسيركم إلى صفين ودينكم أمام 
دنياكم» و صبحتم اليوم دنياكم أمام دينكم». لذلك كان تعليله وحجته ان 
يسالم معاوية ويهادنه خوفاً على الأمة. يقول: الأردت صلاحكم وكف 
بعضكم عن بعض فارضوا بقدر الله وقضائه حتى يستريح بر وبستراح من 
فاجر'. ثم يقول لحجر بن عدي «يا حجر ليس كل الناس يحب ما تحب» 
ولا رأيه رأيك؛. ولا فعلت ما فعلت إلا إبقاءًَ عليكم والله كل يوم في 
شأن»”. ينقل أبو حيّان التوحيدي على لسان الحسن رضي الله عنه حين 
صالح معاوية. «قيل للحسن بن علي رضي الله عنه لما صالح معاوية: ما عار 
المؤمنين. فقال: العار خير من التار»/ . 


9 . الحسين بن على رضى الله عنه [(110]: 85 


حسين بالتصغير»ء حسين بن علي رضي الله عنهما'”' بن أببي طالب”© . 
لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية وامتناع الحسين عن البيعة أوجفوا خيفة بيزيد 
ابن معاوية» واجتمعت الشيعة على حد تصنيف ابن الأثير في منزل سليمان 
بن صرد الخزاعي؛ وكتبوا إلى الحسين» وكان الكتاب عن نفر منهم: سليمان 
بن صرد الخزاعي». والمسيب بن نجبة» ورفاعة بن شدادء وحبيب بن 
مظاهرء ومن جملة كلامهم: «ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك 
على الحق)”". وكتب إليهم الحسين عليه السلام عند اجتماع الكتب لديه «أما 


(1) الكامل 3: 203. (5) ١‏ لمغني 07 
(2) المناقب: 638. (6) المعارف: 213. 
)3( المناقب: 9 7( الكامل 3 266. 


(4) الإمتاع 2: 64. 


0613 


بعد فقد فهمت كل الذي اقتصصتم) ثم «ما الإمام إلا العامل بالكتاب والقائم 
بالقسط والدائن بدين الحق والسلام)”" . 

وخرج يريد الكوفة رغم نصائح المقربين لديه والمحببين له وهو عالم 
عارف ورغم نصيحة عمر بن عبد الرحمن بن الحرث ابن هشام» وعبد الله بن 
عباس وابن الزبيرء فكان يقول: «إني أستخير الله وانظر ما يكون". «وأيم الله لو 
كنت في جحر هامة من الهوام لاستخرجوني حتى قضوا بي حاجتُّهِم والله ليعتدن 
علىّ كما اعتدت اليهود في السبت2" . «والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه 
العلقة من جوفي؛ فإذا فعلوا سلط عليهم من يذلهم:”© . فوجه إليه «عبيد الله بن 
زياد) ااعمر بن سعد بن أبي وقاص)ء فقتله سنان بن أبي أ: نس النخعي سنة إحدى 
وستين يوم عاشوراء مع أهل بيته وكان عمره ثمانٍ وخمسون سنة© . 


0 مالك بن أوس بن الحَدّئان [10 أ]: 85 

ورد ترجمة لأسم مالك , بن أوس بن الحدثان في المعارف لإبن قتيبة : 
أنه قديم» أسلم متأخراً لا يبلغ أحدٌ أنه رأى النبي كك ولا ثبت أنه روى عنه 
شيئاً. وقيل انه كان يروي عن «عمر) وعن «عثمان» رضي الله عنهما. وتوفي 


«بالمدينة) سئة ة ائنتين وسبعي 5 , 


1 العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه [110]: 85 

عباس - بموحدة ومهملة ‏ ابن عبد المطلب© . يكنى أبا الفضل» كانت 
السقاية وزمزم: فدفعها إليه النبي بَلِ يوم فتح مكة'”' وكان أولى الناس بهذا 
الأمرء فالسقاية سقايته وزمزم ميرائه ودراكه فكان يوم يرش الطائف فينشده 
ويسقي الناس في الجاهلية والاسلام”*“. وكان العباس أعمها نصيحة 
وأحضرها نجدة. كتم إيمانه في تخمين الباقلاني ليكون عينا للنبي على 
المشركين بمكة. ويقوم بعمارة البيت والسقاية وزمزم ويكاتبه بأخبارهه”” . 


(1) نفسه 3: 267. 026 المغني : 165 


(2) نفسه 3: 268. (7) المعارف: 111. 
(3) نفسه 3: 268. (8) المناقب: 390. 
(4) المعارف: 213. (9) المناقب: 386. 
(5) المعارف: 427. ش 


6014 


ولد قبل «عام الفيل» بثلاث سنين فكان أسن من النبي كله ومات في 
خلافة عثمان رضى الله عنه"'2. يقول أبو حيان التوحيدي أن العباس قال لعلى 
في مرض النبي كك «قم بنا إليه نسأله عن هذا الأمرء فإن كان لنا أشاعه في 
الناس» وان كان في غيرنا وصّى فينا» غير أن علياً عليه السلام أبى «وكان 
علي عليه السلام أبى على عمه العباس ولم يطاوعه»”. فحين سمع علي 
التكبير في المسجد وكان منشغلاً في تكفين الرسول مع العباس» كان الناس 
انشغلوا في المبايعة» وتم الأمر لأبي بكر رضي الله عنه قال علي سائلا: «ما 
هذا» قال العباس بن عبد المطلب: «هذا ما دعوتك إليه فأبيت على». قال 
علي: «وأي شيء ذاك» قال: «بايعوا أبا بكر)”" . 
2 . سلمان الفارسي [110]: 85 

يميز ابن قتيبة بين أصبهان وبلاد فارس» وفيها رامهرمز. ويقول ان 
أصبهان على حدود فارس وان سلمان كان يقول أنه منها؛ بينما نسبه آخرون 
إلى رامهرمز. فسلمان الفارسي هذا غزى أول غزاة له هي يوم الأحزاب يوم 
أشار على النبي كلْهْ والمسلمين بحفر الخندق”" وكان ذلك سنة خمس من 
الهجرة» فلم يشهد بدراً ولا أحدا”” . 
3 . زيد بن أرقم [10ب]: 86 

زيد بن أرقم: بفتح همزة وقاف وسكون راء وترك صرف 628 , 
والأرقم بن أبي الأرقم أسلم مع من كانوا قد اجتمعوا إلى رسول الله وعددهم 
ثمانية وثلاثون رجلاً وهم المسلمون الأوائل”” . تقول عائشة في زيد بن أرقم 
في ساعة غضب ونفار «احبط جهاده مع رسول الله ج67 , 
4 حذيفة بن اليمان [110]: 85 

هو حذيفة بن حسل بن جابرء كان والده حسل يلقب: اليمان. وهو 


(1) المعارف: 121. (5) المعارف: 270. 


(2) الإمتاع والمؤانسة 2: 75. (6) المغني: 20. 
(3) الشهرستاني في أصول النحل 1: 14. (7) الكامل 3: 93. 
(4) الإمتاع والمؤانة 3: 83. (8) المناقب: 86. 


6015 


من بنى عبس » وكانوا يعدونه من بنى عبد الأشهل» كما عاشرهم «اليمان» ويوم 
أحد أخطأ به المسلمون فتقلوه و«حذيفة» يقول: «أبى أبى2''". نقل ابن الأثير 
على لسان حبة بن جوين العرني وهو من الشيعة كما يصنفهم ابن قتيبة ويعدد 
أسماء الغالية منههم. قال: قلت لحذيفة بن اليمان: حَدَئْنا فإنا نخاف الفتن 
قال: عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية فإن رسول الله يكِِ قال: تقتله الفئة 
الباغية الناكبة عن الطريق»”” غير أن حذيفة لم يدرك «الجمل" فقد مات 
بالمدائن سنة ست وثلاثين» وجاءه نعى اعثمان بن عفان» رضى الله عنه وكانتت 
وقعة الجمل فى العشرة ليالى الأخيرة من جمادى الأولى سنة ست وثلائيه © . 


5 . واصل بن عطاء [12 أ]: 91 


هو واصل بن عطاء الغرّال البصري المتكلم البليغ «المتشدق الذي 
كان يلثغ بالراء»"” على حد وصف صاحب ميزان الإعتدال له. يُلقّبِ 
بأبي حذيفة". رأسّ المعتزلة وداعيهم كما يصنفه عبد القاهر 
البغدادي” يقول ابن النديم» كان واصل طويل العنق جداً حتى عابه 
عمرو بن عبيد» وله تصائيف كثيرة منها كتاب التوبة والمنزلة بين 
المنزلتين. وكتاب الخطب فى التوحيد والعدل". ويقول عبد القاهر: أن 
واصلاً زعم أن الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر» فالفسق. هو فى 
منزلة بين منزلتين: الكفر والإيمان”” . 


6 عمرو بن عبيد [12 أ]: 91 


هو ابن عثمان البصري المعتزلي القدري”'' : بن عبيد بن باب مولى 
بني تميمء وكان جده من سَبِْي كابل» كان يرى رأي القدر ويدعو إليه". 
شارك واصلاً في بدعة القدر هذه وفي قوله بالمنزلة بين المنزلتين””*'". إنضم 


(1) المعارف: 263. (7) الفرق بين الفرق: 117. 
(2) نفسه: 624. (8) تكملة الفهرست: 1. 

(3) الكامل 3: 157. (9) الفرق بين الفرق: 118. 
(4) المعارف: 263. (10) ميزان الإعتدال: رقم 6404. 
(5) ميزان الإعتدال: رقم 9325. (11) المعارف: 483. 

(6) الفهرست وتكملة الفهرست: 1. (12) الفرق بين الفرق: 121. 


60 


عمرو إلى واصل واعتزل معه عند سارية من سواري مسجد البصرة» بعدما 
طردهما الحسن البصري عن مجالسه فقال الناس: إنهما قد اعتزلا قول الأئمة 
وسمي أتباعهما من يومئذ المعتزلة170 , 


7 جعفر بن حرب [112]: 91 

مائتين وثلائين”” قال عبد القاهر: ١لإبن‏ حرب كتاب» وقد نقضه عليه وسمي 
النقض بكتاب «الخزب على ابن حزب» وكان فيه نقض لأصوله وفصوله. 
ويقول ابن حرب زعم أن الممنوع من الفعل قادر على الفعل”7 . 


8 . أبو الهُذيل العلآف [13 ب] [169 ب]: 94,. 483 


أبو الهذيل بمضمومة وفتح ذال*' هو محمد بن الهذيل بن عبد الله بن 
مكحول العّبدي المعروف بالعلاف المتكلم””". يقول ابن النديم: انه كان 
شيخ البصريين في الاعتزال» ومن أكبر علمائهم. ويعدد عبد القاهر فضائح 
أبي الهذيل» ويقول أن للجبائي كتاباً في المخلوقء ويردٌ فيه على أبي 
الهذيل؛ ويكفره فيه. ولجعفر بن حرب كتاب سماه "توبيخ أبي الهذيل» وقد 
أشار فيه إلى أن قوله يَجْرُ إلى قول الدهرية. ومن فضائح أبي الهذيل قوله: 
«بفناء مقدورات الله عر وجل حتى لا يكون بعد فناء مقدوراته قادرا على 
شيء». ولأجَل. ويفنى نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار فيبقى الجميع في 
ا والله عرّ وجل في تلك الحال لا يقدر على 

: لا على إحياء ميت» ولا على إماتة حت . 


9 المقداد بن الأسود [114أ]: 95 


المقداد بن الأسود بمكسورة وسكون قاف وبمهملتين”'. جاء من 
اليمن وهو عمرو بن ثعلبة نسب إلى عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغورث 


(1) الفرق بين الفرق: 118. (5) تكملة الفهرست: 1. 
(2) ميزان الإعتدال: رقم 1497. (6) الفرق بين الفرق: 121 
)2ن( المرق بين الفرق : 9 49 المغني : 58 

4( المغني : 2.69 


67 


لأنه كان حليفاً له. وكان عبد الرحمن من خيار المسلميه.”© . كان المقداد 
فارس رسول الله كو يوم بدر تزوج «ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب» بنت 


عم النبي و2 , 
0 الباقر رضى الله عنه'© [114]: 95 


هو محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم: المعروف 
بالباقر يكنى أبا جعفر ” . كان له فقه؛ ومات بالمدينة سنة سبع عشر ومائة”* . 
خرجت بعده فرقة تُسمّى الباقرية نسبة إليه. يقول عبد القاهر البغدادي في 
كتاب الفرق بين الفرق: أن هؤلاء قوم ساقوا الإمامة من علي بن أبي طالب 
رضي الله عنه في أولاده إلى محمد بن علي؛ فعلي نص على إمامة الحسن 
ابنه» وهو نص على إمامة أخيه الحسين. ثم الحسين نص على إمامة ابنه 
الملقب بزين العابدين» ونص زين العابدين على إمامة محمد الباقر. وكان 
هؤلاء يزعموا أنه هو المهدي المنتظر؛ فقد رُوي عن النبي عليه السلام أنه قال 
لجابر بن عبد الله الأنصاري: «إنك تلقاه فأقرئه مني السلام»'© 


1 جعفر الصادق رضى الله عنه [14 أ] [71 ب] [89 أ]: 2.95 
77 281 

الأئمة الأعلام: برّ صادق كبير الشأن”'. وجعفر يكنى (أبا عبد الله»» وقد 
نُسِبت”؟ الجعفرية إليه . مات بالمدينة سنة ست وأربعين ومائة . وينسسب عبد 
القاهر البغدادي جماعة الإمام جعفر الصادق إلى ناووس؛ وهم الناووسية: 
يسوقون الإمامة إلى جعفر بعدما نص الباقر عليه. ويزعم هؤلاء أنه أي الإمام 
جعفر هو المهدي المنتظر؛ وهذه الفرقة انضم إليها قوم من السبئية؛ فكانوا 
يقولون في القرآن؛ أو في الرؤية» أو في أصول الدين وفروعه ما كان يقوله 


(1) المعارف: 431. (5) المعارف: 215. 


(2) نفسه: 262. (6) الفرق بين الفرق: 60. 
(3) الفرق بين الفرق: 59. (7) ميزان الإعتدال: رقم 1519. 
(4) المغني: 312. (8) المعارف: 215. 


608 


جعفر الصادق. ويعتبر عبد القاهر أن هؤلاء يقلدونه27 . وينقل الذهبي ما روى 
عباس عن يحيى قال: «جعفر ثقة مأمون». و«ثقة لا يُسأل عن مثله»© . 


2 عمرو بن العاص [16 أ]: 100 


3 5 2) . ٠. ٠. ٠. 
عمر بفتح فسكون. آخره واو هو بن العاص”" بن وائل بن هاشمء‎ 
يصل نسبه إلى بنى كنانة* . كان أبوه من المستهزئين» وفيه نزلت الآية 9إن‎ 
شانئك هو الأبتر”. أسلم سنة ثمانٍ وكان سبب إسلامه كما يذكر ابن‎ 
الأثير: أنه بعدما انصرف مع الأحزاب عن الخندق رأى أمر رسول الله‎ 
يعلو؛ فأشار على أصحابه أن يلحقوا بالنجاشي حتى يتبين الأمر. وقد أشار‎ 
عليه النجاشي باتباع محمد قائلاً: «ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه لعلى‎ 
.هه‎ )"6( 
ثم‎ ٠ الحق. وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده»‎ 

لقيه خالد بن الوليد ونضحه بالإسلام أيضا افحتى متى' فعاد وأسلم مع 
الإسلام» وكانت غزوة ذات السلاسل أمذه النبى بأبى عبيدة ة وكان يعرف ما 
في نفس الإثنين قائلاً «لا تختلفا»». وحين التقيا لم يقبل عمرو إلا أن يكون 
هو الإمام فصلى بالناس وقد أطاعه أبو عبيدة بناءً على وصية رسول الله له. 
كان عمرو على عٌُمان”', حين وفاة النبي كَكِيدِ. ثم لحق بمعاوية وهو يريد 
الدنيا بناءًَ على استشارة ابنه محمد: «أنت ناب من أنياب العرب ولا أرى 
أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت» وإذا صحت الرواية فإن عمرو 
دخل على معاوية ناصحاً مرفداً : «إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في 
النفس ما فيها حيث تقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته ولكنا إنما أردنا 
الدنيا» فقربه معاوية عند ذلك وصالحه وعطف عليه . وكان له فى وقعة 
صفين مستشاراً نابها ومحارباً لامعاً؛ فلما رأى معاوية حرص قوم عليّ 
وقوتهم قال لعمرو بعد ما يئس من القتال والظفر: «ألم تزعم أنك لم تقع في 


(1) الفرق بين الفرق: 61. (5) سورة الكوثر: 3. 


(2) ميزان الإعتدال: رقم 1519. (6) الكامل 3: 156. 
(3) المغني: 179. (7) الإمتاع 2: 74. 
(4) المعارف: 285. (8) الكامل 3: 141. 


6009 


أمر قط فأردت الخروج منه إلا خرجت» قال: «بلى». قال معاوية: «أفلا 
تخرج مما ترى» قال: «والله لو شئت لدعوتهم إلى أمر أفرق به جمعهم : على 
أنه ان منعوكه اختلفواء وان لم يمنعوكه اختلفوا»”2. وحين كتابة القضية بعدما 
توقف القتال اعترض على اسم «أمير المؤمنين» وقبل الإمام اعتراضه تمثلاً 
بيوم الحديبية حين أمحى «اسم رسول الله؛ فقال عمرو مدافعاً عن مقامه 
واختلاف الناس فى الدين والزمان: «أنشَبِّه بالكفار ونحن مؤمنون». فقال 
علي : ”يا ابن النابغة ومتى لم تكن للفاسقين ولياً وللمؤمنين عدواً» فقال عمرو 
(والله لا يجمع بيني وبينك مجلس بعد هذا اليوم أبداً»”2. وحين حضرته 
الوفاة قبل الفطر بيوم كان واليأ على مصر من قبل معاوية قال: «اللهم لا براءة 
لى فأعتذرء ولا قوة بى فأنتصرء أمرتنى فعصيت» ونهيتني فركبت اللهم هذه 
يدي إلى ذقني ثم وضع أصبعه في فمه حتى مات" . 
3 .الأشعث بن قيس [16ب]: 101 

أشعث بمعجمة ومثلثة" سُمى أشعث لشعب رأسه. وفد على رسول 
الله يه في سبعين رجلاً من كنده وأسلم. يقول ابن قتيبة» أنه لم يبايع أبا بكر 
بعدما قبض الرسول يليه فحارب عامله . وكان ممن شهد على كتاب©) 
الإسما فمحاه وأدرك علي أنها سن بشئّة وكان الرسول قد فعل مثل هذا الفعل 
يوم الحذيبية . وريما كان هذا الإعتراض أو غيره من الاشعث آأثار حفيظة 
الإمامء وجعله يقول: «ما يدريك ما علي ممّالي» حين قال له «هذه عليك لا 
لك»”” وكأنه لم يكن يريد مشورة الأشعث. 
4 عبد الله بن شداد [19أ]: 107 


عبد الله بن شداد بن أسامة سُّمى والده بالهادي لوقده النار ليلاً؛ فيهدي 
سبيل السالك في الطريق. أما عبد الله فهو ابن خالة «عبد الله بن العباس 


(1) المناقب: 123. (5) المعارف: 333. 


(2) الكامل 3: 162. (6) الكامل 3: 163. 
(3) المعارف: 286. (7) لكامل 3: 2163 
(4) المغني: 23. (8) نهج البلاغة 1: 56. 


620 


وخالد بن الوليد لأن أم عبد الله وأم خالد أختان لسلمى أم عبد الله بن شداد 
وهن بنات ااعميس )17 . كان عبد الله كما يصفه ابن قتيبة فقيهاً محدثاء يعود 
نسبه إلى بنى «ليث» ثم إلى #عبد مناة206 . 


5 سهيل بن عمرو [19 ب]: 107 
0 . 

سهيل بن عمرو بالتصغير ” من بني حشل بن عامر بن لؤي من 
3 1 وأدمء (5) . مه كا 
قريغر 2 , وهو من #المؤلفة قلوبهم ©" . ثم حسن إسلامه. كان مشركا حين 
خرج إلى «حنين مع رسول الله يَلِيِ ثم أسلم بالججعرانة» وفي خلافة عمر بن 
الخطاب خرج مجاهداً فلحقه طاعون «عمواس» فمات. ومن العلامات 
الفارقة التى تدل عليه: كان شقوق الشفة”© . 
6 . ذو اليدين [20 أ]: 109 

الخَرْباق (بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء» وبالموحدة وآخره قاف 
عمير بن عمرو”” من خزاعة. لقب بذي اليدين لعمله بيديه جميعاً وكانت 
طويلة» ويقول ابن قتيبة انه هو الذي ذُكر فى الحديث: إن رسول الله كن 
تكلم بعد الصلاة وقضى ما فاته" . 
7 عبد الله بن خبّاب بن الأرث [21 أ] [47 أ]: 112. 178 

عبد الله بن خباب بفتح المعجمة وتشديد الموحدة الأولى هو حَبَّابِ بن 
الآرث (بفتح الهمزة والراء وآخره الفوقانية)؛ وخبَّابٍ بن الأرث رضي الله 
ريد مناة بن تميم أصابه السباء فاشترته أم «أنصار) واعتقت 199 , وهو صاحب 
رسول الله يا ''. قتل عبد الله بن حبّاب على يد الخوارج» وبقروا بطن أم 
ولدهء فكان سبباً آخر دعا الإمام على رضى الله عنه إلى قتالهه ”2 . 


(1) المعارف: 282. (7) المغنى: 314. 
(2) المعارف: 66. 4 المعارف: 22. 
(3) المغني: 135. (9) المغنى: 89. 
(4) المعارف: 342. (210 المعارف : 36 
(5) سورة التوبة: 60. (11) الكامل 3: 173. 
(6) المعارف: 284. (12) المناقب: 178. 


651 


8 عتبة بن أبى سفيان [21 ب]: 113 

عُتبة بمضمومة وسكون فوقية وبموحد”" وعَتبة بن أبي سفيان وكان 
يضعمفا. شهد «الجمل) مع عائشة وذهبت عينه© . وولاه (معاوية) 
المصر )7 , 


9 محمد بن الحنفية [21ب]: 113 

ابن الحنفية محمد بن على بن أبى طالب . أمه: خولة بنت إياس بن 
جعفر جار الصفا؛ ونسبتها الحنفية لكونها أمة لبني حنيفة وهي سندية سوداء 
من سَبِي اليمامة”* . كان محمد صاحب راية علي عليه السلام يوم الجمل ”© . 
واختلف القائلون بالإمامة بعد مقتل الحسين وهو فرقتان: الفاطمية الذين 
القيامة. والكيسانية الذين يزعمون بإمامة محمد بن علي بن الحنفية بعد 
الحسين””'؛ وتصنفوا أصنافاً ثلاثة: صنف وقفوا على أن محمد بن الحنفية لم 
يمتء وصنف أثبتوا موته والإمام بعده هو: أبو هاشم. وصنف ثالث زعم أن 
الإمامة لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين الخارج 
1 08 1 
بأصيهان ‏ . 


0 هاشم بن عُتبة [22 أ]: 114 


نسبه إلى بني النضر بن كنانة"؟. كان 0 مع «علي) يوم صفين 
وكان شجاعاًء فقاتل قثالاً شديداً حتى رأى مع أصحابه الظفر وهو يقول : 


أعور يبغ يأهمله محلا قدعالجالحياةحتى ملا 


(1) المغنى: 170. (6) أصول النحل 1: 24. 
(2) المعارف: 586. (7) أصول النحل 1: 25. 
(3) المعارف: 345. (8) أصول النحل 1: 37. 
(4) المغلى: 303. (9) المعارف: 241. 
)5( المعارف 10 (10) الكامل 3: 159. 


6512 


1 أبو الهيثم بن التيهان [22 ب] [31 ب]: 116. 138 


أبو الهيثئم بمفتوحة وسكون تحتية» فتح مثلثة كنية : مالك بن التيهان7© 
من بَلَى بن عمرو بن الحاف؛ من قضاعة: حليف لبني عبد الأشهل وقيل: 
هو من الأوسء كان يُخْرص نخل رسول الله ي21“. شهد صفين مع علي بن 
أبي طالب رضي الله عنه وهو البدري كما ينسبه ابن الأثير. أجاب أبو الهيثم 
الإمام واستجاب لدعوته ونصره وكان يرجو وهذه أمنيته أن يدرك طلحة 
والزبير حين توجهوا إلى البصرةء ويردهما قبل وصولهما إليها"” . 


2 . أبو الأعور السَّلّمى [22 ب]: 116 

الأعرر كله بمهملتيه © وأبو الأعور: هو عمر بن سليمان من «ذكوان 
سُلِيم وأمه قُرشية من بني «سهم»”” وكان صاحب معاوية. قاتل إلى جانبه في 
وقعة صف © 


3 عدي بن حاتم الطائى [23 1أ] [45 أ]: 118. 171 


: . 1 072 5 . 2 

من الكوفة. عدي بفتح مهملة أولى وكسر ثانية”” يكنى أبا طريف. قدم 

عدي على عمر بن الخطاب وأعطاه عمر حقه في المعرفة وحسن القدوم 
«أسلمت إذ كفرواء وعرفت إذ أنكروا ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذ أديروا». 
فقال عَدِيَ «حسبي يا أمير المؤمنين حسبي»”*'. شارك يوم الجمل «وشهد مع 
علي المشاهد كلها. وفقكت عينه وفتل ابنه (محمد)ا. وكان يوم «صفين» 
شديدا قويا. يروي الباقلانى عنه أنه أقبل يطلب عليا فلم يجده في موضعهء 
ووجده فى مصاف بنى ربيعة فقال: «يا أمير المؤمنين إذا كنت حياً فالأمر 
أهون وما مشيتٌ إليك إلا على قتيل» وما تركت هذه الوقعة لهم وإنا عبيد: 
فقاتل حتى يفتح الله عليك»” . كان عَدِيَ بن حاتم الطائي في الراية بصفين» 


(1) المغني: 272. (6) المناقب: 116. 


(2) المعارف: 270. (7) المغنى: 172. 
(3) الكامل 3: 113. (8) المعارف: 313. 
(4) المغني: 328. (9) الكامل 3: 119 المناقب: 118. 


(5) المعارف: 467. 


653 


فنازعه عامر بن قيس الحذمري وبقيت معه لأن جماعة طيء رضوا أن يرأسهم 
عَدِيَ''' وبقى عديّ حياً إلى زمَن المختارء فمات وله مائة وعشرون سنة 
وأوصى ألا يصلي «المختار) عليه , 

يحدث عَدِيّ وينقل ابن الأثير حديئه حين قدم على النبي وتم إسلامه على 
يديه يقول انه: إنطلق به إلى بيته.ء فلقيته إمرأة فاستوقفته تكلمه فى حاجتهاء 
فقال عَدِيٌ في نفسه: «ما هذا بملك»» ولما دخل بيته أجلسه على وسادة 
وجلس النبي على الأرض فقال: «ما هذا بملك» ثم قال له النبي: «يا عَدِيَ 
إنك تأخذ المرباع» وهو لا يحل في دينك» ولعلك إنما يمنعك من الإسلام 
ما ترى ما حاجتناء وكثرة عددناء والله ليفيضن المال فيهم» حتى لا يوجد من 
يأخذه» ووالله لتسمعن بالمرأة تسير في القادسية على بعيرها حتى تزور هذا 
البيت لا تخاف إلا الله. والله لتسمعن بالقصور البيض من بابل» ويقول عديٌ: 
«فأسلمت فقد رأيت القصور البيض» وقد فتحت ورأيت المرأة تخرج إلى 
البيت لا تخاف إلا الله. والله لتكونن الثالثة70© . 


4 . عمرو بن الإطنابة [24 أ]: 119 

| الإطنابة بمكسورة وسكون طاء مهملة. فنون موحدة والإطنابة*' إسم 
أمه وهي امرأة من بلقين وينسب إليها وهو: عمرو بن عامر” كان شاعرا 
جاهلياً©' تمثل بشعره معاوية حين اشتد البلاء فى وقعة صفين وكاد يهرب 
والناس تتحاصد لولا كلمات عمرو التى شدت من عزيمته وأثبتته . 

أبت لي عفتي فأبى بلائي وأخذ الحمد بالثمن الربيح 
وانفاقي على المكروه مالي وضربي هامة البطل المسيح 
وقولي كلما خشأت لنفسي مكانك تحمدي أو تستريحي” 


(1) الكامل 3: 149. (5) المعارف: 598. 
(2) المعارف: 313. (6) الكامل 3: 154. 
(3) الكامل 2: 195. (7) المناقب: 119. 
(4) المغني: 24. ش 


654 


5 شريح بن هانئ [23 ب] [101 1]: 9. 312 


هو شريح بن هانئ الحارئي الكندي. جعله عمر رضي الله عنه قاضياً 
على الكوفة وبقي خمسين سنة. ترك القضاء ثلاث سئوات وامتنع عنه حين 
حصلت فتنة «ابن الزبير» ويقال أنه عَمّر مائة وعشرين سنة”''» وشريح بضم 
معجمة وفتح راء وبحاء مهملة هو ابن هانئ رضي الله عنه'. وهو الذي بعثه 
أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في سبعمائة» فحمل عليه الخوارج وعلى 
أصحابه فانكشفوا فبقي معه مائتين انحاز بهم إلى قرية متراجعا ودخل الباقون 
الكوفة مما اضطر علي أن يخرج بنفسه ليحاربهه”" . 


6 قيس بن سعد بن عبادة [25 أ] [233 أ]: 123. 641 

من بني ساعدة من الخزر ”6 وسعد بن عُبادة سيد الأنصار من النقباء 
شهد المشاهدء وصاحب راية يوم الفتح”“. ولَّى الإمام علي رضي الله عنه 
وقعة صفين وحين رأى علامات النصر قال: 
حسبتم عجيج الإبل رحلة هارب علام وفيم اليوم يا عمرو نهرب© 
7 أبو سفيان [26 أ]: 124 

وسفيان مثلثه بالسين والضم أشهر”". وأبو سفيان صخر بن حرب بن 
أمية أبو معاوية”*". لم يُسْلم أبو سفيان إلا مرغماً وقد اختار الإسلام على 
القتل؟ فحين سأله النبي كك : «ويحك يا أبا سفيان ألم يحن لك أن تعلم أن 
لا إله إلا الله». قال: «بلى بأبي أنت وأمي. . . والله لقد ظننت أن لو كان مع 
الله شيء لتداعيا. .2 ثم قال له النبي «ويحك يا أبا سفيان أوَبانَ لك أن تعلم 
أني رسول الله) فقال: «... أما هذه ففي النفس منها شيئاً». غير أن العباس 
كان ينتظره وهو الذي أتى به والمسلمون على وشك دخول مكة فقال له: 


( 


(1) المعارف: 433. رق المغني: 127. 


(2) المغني: 143. (6) المناقب: 123. 
(3) الكامل 3: 188. (7) المعارف: 259. 
(4) المعارف: 259. (8) المغنى: 127. 


655 


«ويلك تشهد شهادة الحق قبل أن يَضرب الله عنقك». فتشهد. فأمر النبى 
العباس أن يُجلس أبا سفيان عند حُطّم الجبل بمضيق الوادي حتى تَمُرٌ عليه 
جنود الله». ففعل العباس ما أمره الرسول» وكان أبو سفيان يسأل العباس عن 
كل كتيبة تمر ثم انتهى إلى القول مستهجناً ومندهشاً : «يا أبا الفضل لقد أصبح 
ملك ابن أخيك عظيماً؛ قال العباس : «ويحك إنها النبوة»”' يروي أبو حيان 
على لسان القعقاع بن عمرو: «فأما الدنيا فإنها تزول من قوم إلى قوم» وانه 
رأى أبا سفيان يقف على قبر حمزة بن عبد المطلب وهو يقول: «رحمك الله 
يا أبا عمارة لقد قاتلتنا على أمر صار إلينا»2 فأبو سفيان تولى صدقات 
الطائف من قبل الرسول يك بعد أن أسلم قُبيل فتح مكة'” وعند وفاته كان أبو 
سفيان متولياً على نجران”* وبقي فيها إلى خلافة عثمان فمات بالمدينة سنة 
اثنتين وثلاثين وهو ابن ثمان وثمانين”” . 
١ 8‏ عبد مناف [26 أ]: 124 


واسم عبد مناف المغيرة”” هو بن قُصيّ بن كلاب بن مُرّة. ولده: هاشم 
وعبد شمس والمطلب ونوفل وأبو عمرو”” . 
9 أمية [26 أ]: 124 

أمية بن عبد شمس الأكبر بن عبد مناف بن قُصِىّ. ولد: حرب 
وأبو حرب وسفيان؛ وأبو سفيان. وعمرو وابو عمر والقاص وأبو 
العاصء والعيص وأبو العيص . أولئك شبهوا بالأسد. ويقال عنهم 
العنابس» وهؤلاء يقال عنهم الأعياص”*". تساءل الوزير ابن سعدان عن 
سبب تطاول بني أمية على الأمر بعد بُعدهم في ظنه من رحم رسول الله 
كلء وقرب بني هاشم منهء وعجب كيف حدثتهم أنفسهم إلى التطاول 


(0) المناقب: 123. (7) الإمتاع 2: 73. 


(2) المغني: 129. (8) المعارف: 344. 
(3) نفسه: 290,. (9) المغنى: 272. 
(4) المناقب: 422. )210 المعارف : 00 
)5( الإمتاع والمؤانسة 2: 75. (0) المعارف: 73. 


(6) المعارف: 344. 


656 


والحصول عليه. «فأين بنو أمية» وبنو مروان مع أحوالهم المشهورة في 
الدين والدنيا». وكان جواب أبا حيان: أن لا خلاف فيما نقله عن 
الرواة» وما عرفه من أصحاب التاريخ. فالنبي توفي: «وعتاب بن أسيد 
على مكةء وخالد بن سُعيد على صنعاءء وأبو سفيان ابن حرب على 
نجران وأبان بن سعيد بن العاص على البحرين» وسعيد ابن القِشْب خليف 
بني أمية على جُدَشُ ونحوهاء والمهاجر بن أبي أمية المخزومي على كِندّة 
والصّدّفء وعمرو بن العاص على عمان وعثمان بن أبى العاص على 
الطائف”؟ فإذاء كان النبي أظهر هؤلاء؛ وبين أمرهم لجميع الناس» 
فكيف لا يقوى فيهم الظن» وقد أفسح لهم الرجاء وانبسط فيهم الأمل» 
وامتد إلى الولاية وأمّلهم بها؛ وفي المقابل ضعف الطمع لدى بني هاشم»ء 
وانقبض رجاؤهم ورأوا الدنيا عرض والدّين عارض فيها فأحبوا العاجلة 
عليها وعملوا للآخرة”© . 


0 . هاشم [26 أ] [222 ب]: 124. 610 

هو بن عبد مناف اسمه عمرو. والهاشمي نسبة إلى هاشم بن عبد 
مناف. واسم هاشم: عمرو. واسم عبد مناف: المّغيرة”©. ولده عبد المطلب 
وأسد. مات هاشم بغزة من أرض الشام”* . 
1. حرب [26 أ]: 124 

حرب بن أمية فهو (أبو سفيان بن حرب وأم جميل بنت حرب حمّالة 
الحطب» وهى امرأة أبى لهب , 


2 عبد المطلب [26 أ] [222 ب] 2.124 610 
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف”. وسُمي عبد المطلب لأنه كان 
بالمدينة عند أخواله» وأتى به «المطلب بن عبد مناف» عمّه ودخل وهو يتبعه 


(1) الإمتاع والمؤانسة 2: 73. (4) المعارف: 71. 


2( الإمتاع والمؤانسة 2: 74. (5) المعارف: 73. 
)3( المغني 272 )6( المغني : 72 


0637 


فقالوا: «هذا بعد المطلب» لزمه الإسم وغلب على إسمه: عامر ويقال شيبة 
الحمد ولما بلغ رسول الله يكو ثمان سنين وشهرين هلك عبد المطلب بعدما 
كبر وعمي ومات بمكةء بعد الفيل بثماني سنئين”''. ويحدث أبو حيان على 
لسان القعقاع بن عمرو «وبعد فهذا البيت خصٌ بالأمر الأوّل: أعني الدعوة 
والنبوة والكتاب العزيز»©) ويعني أن أبناء عبد المطلب بن هاشم لهم الشرف 
بعد النبي في نقل الرسالة والدعوة إلى الإسلام”” . 


3 أبو طالب [26 أ]: 124 

هو بن عبد المطلب بن هاشم: إسمه عبد مناف. فَوَلَدَ: علي وجعفر 
وعقيل وطالب وأم هانئ واسمها فاختة وولد جمانة* . 
4 عبد الله بن عمرو بن العاص [26 أ]: 124 

عبد الله بن عمرو بن العاص”؟) أسلم قبل أبيه» وشهد معه (صفين"» 
وقيل أنه كان يضرب بسيفين» وكان يسكن «مكة) ولما رحل إلى الشام أقام 
بها إلى أن توفى "يزيد بن معاوية»©'. كان بينه وبين والده عمرو بن العاص 
تقارب في السن بلغ إثنتا عشرة سنة”" . 
5 سعيد بن قيس بن عبادة [26 أ]: 124 

من الخزرج”*' ومن بني ساعدة» وسعد بن عبادة هو سيد الأنصار ومن 
النقباء كما يصنفه محمد طاهر شهد المشاهد كلها وهو صاحب راية يوم 
الفتح”” . وسعيد هو (أخ لقيس تزوج بنت أبي الورداء». وحارب إلى جانب 


الإمام على رضي الله عنه يوم صفين وأجاب عبد الله بن عمرو الذي دعا إلى 
الكف عن القتال وحين طلب منه الإمام قال فيما قال: «الأمر في أيدينا وإلا 


فنحن وأنتم حتى تأتينا سفراؤكم وتأتيكم سفراؤنا)19 , 


(1) المعارف: 71. (6) المعارف: 286. 


(2) الإمتاع 2: 87. (7) المعارف: 592. 
(3) الإمتاع 2: 75. (8) المعاف: 259. 
(4) المعارف: 120. (9) المغنى: 127. 
(5) المغني: 167. (10) المناقب: 123. 


658 


6 عروة بن أدية [28 ب]: 130 
هو عروة بن دير بن ربيعة بن حنظلة و(أدية») جدة له من «محارب» 
نسب إليها. وأما عُروة فهو أول من حكم «بصفين» وأخذه «عُبيد الله بن زياد» 


فقتله وصلبه في مقبرة «بني حصن» بالبصرة*" . 


7 شداد بن أوس [29 أ]: 131 


شداد ابن أوس بن ثابت. وكان أوس يُروى عنه العلم. أما شداد فمات 
. قال . 020 
بفلسطين سنة ثماني وخمسين”'. 
8 . سهل بن حنيف [29 أ]: 131 

سهل هو ابن حنيف بفتح الحاء المهملة””' هو من الأنصار ومن بني 

. 042 ٠. 1 3 - 0 

عمرو بن عوف سكن الكوفةء وشهد مع علي بن أبي طالب صفين”*". وكان 
فيمن كان معه من أهل المدينة؛ ووقفوا فى الميمنة””* وكان استقدمه كأحد 
عماله الذين فرقهم على الأمصارء فخرج يريد الشام. ووصل تبوك» فلقيته 
خيل وأمرته بالعودة فعاد 9 , 


9 . الأوس والخروج [29 أ]: 131 

هما الأوس والخزرج وَلَدَا حارثة بن تعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة 
بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن عبد الله بن الأزد بن الغوث بن النّبت بن 
مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأء ونسبا إلى امهما قِيْلةَ. فهما إبنا قيلة وهما 
من الأنصار” . ولد الخزرجٌ بن حارئة: ججشمء وعوف والحارث وعمر 
وكعب. وولْدُ الأوس بن حارث: مالك ومنه تفرقت قبائل الأوس وبطونها 


08) 

كلها . 
(1) المعارف: 410. (5) الكامل 3: 152. 
(2) المعارف: 312. (6) الكامل 3: 103. 
(3) المغني: 135. (7) المعارف: 109. 
(4) المعارف: 291. (8) المعارف: 110. 


6589 


0 . يَشْكُر بن كنانة [1 [31 أ]: 137 


بن وانا 010 بني يشكر: كعب وكنانة وحربء ويَشْكُر هو بن بكر بن 
22 
وائل : 


1 القعقاع بن عمرو [31 ب47[1 ب]: 138. 178 


يستخلص أبو حيان التوحيدي كلام القعقاع وكأن عبرة (إنما الدنيا فإنها 
تزول من قوم إلى قوم»”". وقد كان القعقاع ذو رأي شهد مع الإمام علي 
فلا يتقاعدوا كما فعل أبو موسى ظناً منه أن الفتنة تنقضي بالقعود «إني لكم 
ناصح وعليكم شفيق. أحب لكم أن ترشدوا ولأقولن لكم قولا هو الحق. أما 
ما قاله الأمير فهو الحق لو أن إليه سبيلا». «وقد أنصف فى الدعاء»ء وإنما 
حاول القعقاع معرفة وجهة رأي عائشة؛ كما حاول معرفة وجهة رأي طلحة 
والزبير فطلب من الإمام السماح له بالخروج إليهم يكلمهم؛ وفعل فالتقى 
عائشة أم المؤمنين أولا وكانت على نسائها فقال: «أي أمه ما أشخصك وما 
أقدمك هذه البلدة» قالت: «أي بني الإصلاح بين الناس» وأجاب طلحة 
والزبير على سؤال: «فما تقولان أمتابعان أم مخالفان» قالا: «متابعان». وقد 
حاول تقريب وجه الح والنصح إلى الطرفين ليخفف من حدة الحماس إلى 
الحرب والقتال فسأل عن وجه الإصلاح هذا وكيف يمكن من قتلة عثمان 
اوقد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة وأنتم قبل قتلهم اقرب إلى الإستقامة 
وخرجوا من بين أظهركم؛ ثم ذكرهم بهم حرقوص بن زهيره م وقل منعه ستة 
يقولون. وان قاتلوهم. وقاتلوا الذين اعتزلوا فلسوف يكون مداولة عليهم . ثم 
وصل القعقاع باستدلاله هذا إلى إقناع عائشة للتوصل إلى إتفاق» وإلى مبايعة 


(1) المغني: 278. (3) الإمتاع والمؤانسة 2: 75. 
(2) المعارف: 96. (4») الكامل 3: 117. 


660 


الإمام علي لأن هذا الأمر دواؤه التسكين حتى تهدأ الفتنة: ؛ى- الأمر الذي 
حدث أمر ليس يُقَدَرا وهو «ليس كقتل الرجر -رجلء ولا النفر ‏ جرء ولا 
القبيلة الرجل». وقنع الجميع بوجوب التريث وفلء': «قد أصبت و حسنت 
فارجع فإن قدم عليّ وهو على مثل رأيك صلح هد الأمر)”". كان عع 
ذو رأي ونظر ولم تفلح جهوده بسبب الذين تدخلو و فسدوا ما بين الصرفين: 
كما يعلل ابن الأثير ويقول ان القعقاع سعى إلى الصلح وأدرك الأمر قبل فوات 
الأوان وقتاله فى وقعة الجمل وصفين كان قتال لإبعاد لنتنة وقد وصفف 
الوقعتين بكلمات موجزة: ١ما‏ رأيت شيئاً أشبه بشيء من قدل القلب يوم 
الجمل بقتال صفين لقد رأيتنا ندافعهم باسنتنا ونتكئ على أزجتنا. وهم مثل 
ذلك حتى لو أن الرجال مشت عليها لاستقلت بها»”. وهو الذي عجر في 
عقر الجمل خوفاً على أم المؤمنين ان تصاب بأذى» فاجتمع مع زفرء وقطم 
بطان البعيرء وحملا الهودج فوضعاه أرضاًء وكأنه القنفذ لكثرة تلقيه السهامء 
كما وَصَفه ابن الأثين 7 . 


2 . زيد بن صوحان [31 ب]: 138 


زيد بن صوحان بمضمومة وحاء مهملة؛ وكذا صعصعة ابنه”* وهو 
عماني من «بني عبد القيس» وكان من خيار الناس وأفضلهم. قال فيه النبي 
كل «زيد الخير الأجذم» «سبقته يده إلى الجنة بثلاثين سنة" وقد شهد زيد يوم 
«جلولاء» فقطعت يده. وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل» فقال: «يا أمير 
المؤمنين ما أرانى إلا مقتولاً» قال على: «وما علمك بذلك يا أبا سليمان». 
قال: «رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني70” . 

يروي ابن الأثير ان زيداً ثار على قعود ابي موسى وثار الناس معهء وقد 
وقف بباب المسجد ومعه كتاب إليه من عائشة أم المؤمنين تأمره فيه بملازمة 
بيته أو نصرتهاء ومعه كتاب من أهل الكوفة بالمعنى ذاته إلى أبي موسى أيضا 
فأخرجهما وقرأهما على الناس وحين فرغ قال معلقاً: «أمّرت أن تقر في بيتها 


(1) الكامل 3: 119. (4) المغني: 152. 
(2) الكامل 3: 133. (5) المعارف: 402. 
(3) الكامل 3: 130. 


601 


وأمزنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة. فأمَرَئْنا بما أُمِرَتْ به وركبت ما أُمرنا به . 
وحاجج زيد أبا موسى حين وقف يستنضح الناس» ويحاول درء الفتنة 
والتخفيف منها بالقعود ثم قال له: «يا عبد الله بن قيس رد الفرات على 
أدراجه . أردده حيث يجيء. فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد. فدع 
عنك ما لست مدركه». ثم قال للناس المجتمعة «سيروا إلى أمير المؤمنين 
وسيد المسلمين.ء انفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق"2”''. وقاتل فى وقعة 
الجمل حتى فاز به «عمرو بن يثربي» فقتله”” . ْ 
3 خزيمة بن ثابت 311 ب]: 138 

وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين بضم معجمة وفتح زاي مصغر”” أجاز 
رسول الله َكِيِ خزيمة حين شهد في فرس اشتراها من أعرابي بالجودة' ولقبه 
بذي الشهادتين. يروي ابن الأثير أن عليا حين دعا القوم إلى قتال من تخلف 
عنه بعد بيعته استجاب اليه أول من استجاب خزيمة بن ثابت وأبو الهثيم بن 
التيهان وهو بدري” . 


4 . أبو الأعور السّلمى [34 ب]: 145 

سُليم)”'. شهد صفين مع معاوية وكان على مقدمته. بعثه ليحمي شريعة 
الفرات في الموضع الذي اختاره لعسكره. ولما لم يكن غير هذه الشريعة رأى 
معاوية أن لا يتراجع عنها ليشرب الناس كلهم. وسرّب الخيل إلى أبي الأعور 
ليحمي الماء؛ كما مدَّه عمرو بن العاص في جند كثير. مما دعى الإمام إلى 
قتالهم وردهم عن الشريعة بإرساله الأء شتر الذي طلب مبارزة الأعور فخافه. 
ولم يقبل وحمله وزر قتل عثمان واتباع دمه. وكان جمع الأشتر عظيماً 
فقاتلوهم حتى «خلوا بينهم وبين الماء وصار في أيدي أصحاب علي)”* رغم 
دفاع الأعور المستميت ووجوده في المقدمة. 


(1) الكامل 3: 117. (5) الكامل 3: 113. 
(2) المعارف: 402. (6) المغنى: 328. 
(3) المغني: 92. 000( المعارف : 67. 
(4) المعارف: 149. (8) الكامل 3: 145. 


602 


5 عبادة بن الصامت [34 ب]: 145 

عبادة بمضمومة وخفة موحدة وهاء”'. بن الصامت بن قيس من 
الخزرج وعبادة هو أحد الفقهاء الإثني عشر شهد بدراًء ثم المشاهد كلهاء 
وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار”” . 
6 أبو الدرداء [34 ب]: 145 

إنه بفتح مهملة وسكون راء وبمدك©, هو عُويمر" بن مالك أو 
عويمر بن زيد. وقيل هو عويمر بن عامر. من بلحارث بن الخزرج. أسلم 
بعد إسلام أهل داره»ء فكان هو الأخير فيهم إسلاما. تاجر وكان قبل إسلامه 
تاجراً. مات بالشام سنة إثنتين وثلاثين””'. وقيل سنة خمس وثلائين”© . 
7 . أبو أمامة الباهلى [34 ب]: 145 


أبو أمامة الباهلي صدَى بن عجلان (بالضم)”” شهد مع علي رضي الله 
عنه صفين» ونزل بالشامء وهو من الصحابة الذين عاشوا طويلاًء وقد توفي 
سنة ست وثمانين عن عمر بلغ أحد وتسعين سنة'* . 


8 عبد الأشهل [34 ب]: 145 

عبد الأشهل بن مالك بن الأوس بن حارثة ومن «مالك» تفرقت قبائل 
«الأوس» وبطونها كلها"” . 
9 ذو الكلاع [34 ب]: 146 

ذو الكلاع بفتح كاف وخفة لام'”". هو ذو الكلاع الحميري'''': إسمه 


' : ِ 20 
«سميفع بن ناكور» بسين وميم مفتوحتين وسكون تحتية وبفاء” 


(1) المخني: 164. (7) المغنى: 284. 
© المعارف: 255. 8) المعارف: 309, 
(3) المغني: 101. (9) المعارف: 110. 
(4) المغني: 288. (10) المغنى: 213. 
(5) المعارف: 268. (11) الكامل 3: 150. 
(6) الكامل 3: 102. (12) المغني: 133. 


003 


)2 55 . 000 

حين خرجت مع أهل الشام وقاتل حتى قتل”” . 

0 شرحبيل بن السمط [34 بي]: 146 
كان أبوه من غرة الشامء وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد سيره 
إلى العراق إلى سعد بن أبى وقاص: فقدمه سعد وقربه. مما دعا الأشعث إلى 


حسده ومنافسته فسعى إلى أن أخرجه من العراق إلى الشام . وبقي فيها إلى حين 
بدأ استعداد معاوية لمحاربة الإمام على فبعث إليه فقدم بشير ير عليه . 


51 بشر بن أرطأة (35 أ]: 147 


000 040 
لؤي بن غالب 2. وجهه معاوية بعسكر كثيف إلى الحجاز فأراق الدما 
وأكره الناس على بيعة معاوية ووصل إلى اليمن وكان عليها عبيد الله بن 
العباس» فهرب منه إلى علي بالكوفة مع سعيد بن نمران. ويقال أنه كان لعبيد 
«اللهم أسلبه دينه وعقله» فأصابه ذلك. ويذكر ابن الأثير ان بسر فقد عقله 
وكان يهذي بالسيف. ويطلبه فيؤتى بسيف من خشب وايجعل بين يديه زف 

منفوخ فلا يزال يضربه ولم يزل كذلك حتى مات»©) 


2 سعيد بن تُمران [35 أ]: 147 


يعرفه الذهبي بسعيد بن نمران عن أبي بكر الصديق : شهد اليَؤموك 
وكتب لعلي. مجهول”” ويعرف محمد طاهر اسم نمران بكسر نون وسكون 
ميه”**. وسعيد كان عامل علي على اليمن مع عبيد الله بن العباس فغلب 
عليها بُسْر بن أرطأة فقدم الكوفة هاري190 , 


(1) المعارف: 421. (6) الكامل 3: 193. 


(2) الكامل 3: 156. (7) هيزان الاعتدال 2: 161 
(3) الكامل 3: 142. (8) المغنى: 259. 

(4) المغني: 37. )9( المناقب: 17 

(5) نهج البلاغة شرح محمد عبده 1: 63. (10) نهج البلاغة 1: 63. 


60024 


3 عبيد الله بن العباس”" [35 أ]: 147 

عُبيد الله بن العباس بن عبد المطلب. كان سخياً وكان له الكثير من 
العبيد وكان يقول لعبيده «من أتاني منكم بضيف فهو حر)"©. كان على 
اليمن أميرا من قبل علي؛ وكان معه سعيد بن نمران» فكان هو يظاهره 
على التدبير والمشورة إلى أن قدم أرطأة من قبل معاوية فهرب مع سعيك 

.230 - .ا م - . شااء 

إلى علي بالكوفة”'. وقيل أن بُسر قتل ولدين صغيرين لعبيد الله فلما 
استمر الأمر لمعاوية دخل عليه عبيد الله بن عياس وكان عنده بسر فقال 
لسر : وددت أن الأرض أنبتتني عندك حين قتلت ولدي». فقال بسر : هاك 
سيفى»» وحاول عبيد الله أن يتناوله فأخذه معاوية منه وقال لبُسر: أخزاك 
الله شيخاً قد خرفت والله لو تمكن منه لبدأ بى» فأجاب عبيد الله: «أجل 


5 5 4 
لم سينا | 5 
4 . عبيد الله بن عبد الله بن عبد الدار [35 أ]: 147 

ليس من اختلاف في الشخصية والإختلاف يكون في الإسم المركب منه 
فابن الأثير يورد اسم عبد الله بن عبد المدان الحارئي”” . والباقلاني يورد اسم 
عبد الله بن عبد الدارء ورغم اختلاف الإسم المركب هذا فالشخصية واحدة 
والكلام يجري على أن الإمام علي استخلفه على اليمن بعد أن هرب منها 
بُسر بن أرطأة قتله وقتل ابنه. ثم أخذ ابني عبيد الله بن العباس وهما عبد 
الرحمن وقثم فقتلهما©. 
5 جويرية ابنة قارظ [35 أ]: 147 

جويرية بدت خويلد بن قارظ . قيل أنها كانت أم لولدي عبيد الله بن 


العباس قتلهما بُسر بن أرطأة حين غار على اليمن بايعاز من معاوية» وقيل 
أنها كانت: عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان فلما قتل ولداها ولهت عليهما 


)210 المغني : 6. (4) الكامل 3: 194. 


(2) المعارف: 121. (5) المناقب: 148. 
(3) الكامل 3: 192. (6) الكامل 3: 192. 


6655 


فكانت لا تعقل ولا تصفوء ولا تزال تنشدهما في المواسه'". 


6 جارية بن قدامة السعدي [35 ب]: 103 

جارية براء ومثناة تحت. هو ابن قدامة بن زهير السعدي” صاحب علي 
رضي الله عنه. وجارية بن قدامة بالجيم والياء تحتها نقطتان”. وكان بُسر قد 
وجهه معاوية إلى اليمن ثم إلى الحجاز في ستمائة أو يزيد فقتل وشرد وأفزع 
اعداداً كبيرة من المسلمين: مما دفع علي أن يوجه جارية بن قدامة السعدي 
في ألفين» فسار حتى أتى نجران» فهرب بُسر وأصحابه منهاء واتبعه جارية 
حتى أتى مكة ثم المدينة» وطلب مبايعة أمير المؤمنين» ومن تمنع بايع ابنه 
الحسن ثم عاد إلى الكوفة”” . 
7 أبو برزة الأسلمي [35 ب] [69 ب]: 148,: 232 

هو عبد الله بن نضلة ويقال: «نضلة بن عبد الله) © . وأبو برزة بالفتح 
وبالزاي بعد الراء: الأسلمي عبد الله ابن نضَلّة”". أورد الباقلاني اسم أبي 
بُردة الأسلمي” ". وكذلك أورده صاحب التهذيب الأسلمي وكناه بأبي برزة» 
وهو صاحب رسول الله كَئة. ١‏ ْ 


8 النعمان بن بشير [37 أ]: 149 

هو من الأنصار. وابن أخت عبد الله بن رواحة”* قُتل غيلة بين السلمية 
وجِمْص في بلاد الشام. وجّجهه معاوية للإغارة في ألف رجل على عين التمرء 
وكانت من أعمال أمير المؤمنين وعليها واليه مالك بن كعب الأرحبي 197 , 
9 . مالك بن كعب [37 أ]: 149 

مالك بن كعب الأرحبي كان على عين التمر”''' حين أغَار النعمان بن 


(1) الكامل 3: 193. (7) المناقب: 221. 
(2) المغتي: 56. (8) المعارف: 294. 
(3) المناقب: 148. (9) الكامل 3: 188. 
(4)الكامل 3: 193. (10) نهج البلاغة 1: 91. 
(5) المعارف: 336. 0110 المغني : 13. 

(6) المغني: 285. 


6006 


بشير وهي من أعمال أمير المؤمنين» وكان مالك معيئاً من قبله» فلما سمع 
بالنعمان كتب إلى علي رضي الله عنه يخبره ويطلب عوناء فقام علي وخطب 
بالناس وأمرهم بالخروج إليه فتثاقلوا. غير أن مالك واقعٌ النعمان واستعان 
بمخنف بن سليم وهو قريب منه؛ فسار القتال على أشده خاصة حين وجه 
مخنف خمسين رجلاً كسروا جفون سيوفهمء واستقتلوا مما دفع أهل الشام 
إلى الهرب والنجاة» فانهزموا عند الماء وظنوا أن لمالك مدداً”" . 


0 - كميل بن زياد ت([38 أ]: 154 

كميل بن زياد بمضمومة وفتح ميم وسكون ياء ن. حين غار سفيان 
بن عوف. وفرق جمع الناس في الأنبار كان كميل يسير إلى قوم بقرقيسيا. 
وقد وصله خبر ان هؤلاء يريدون الإغارة على هيت وكان سيره دون علم علي 
رضي الله عنه مما أغضبه عليهء وهذا مما دفع سفيان إلى الطمع بأصحاب 
علي لقلتهم هناك”© . 


1 الأبرش ابن حسن البكري [38 أ]: 154 

أورد ابن الأثير اسم أشرس بن حسان البكري”* وأورده الباقلاني 
«الأبرش ابن حسان البكري””2. وقد ورد اسم حسان ابن حسان البكري في 
نص نهج البلاغة. ورغم اختلاف الإسم الأول عند الثلاثة: فإن الشخصية 
هي واحدةء أو إنه قتل على يد سفيان بن عوف حين غار من قبل معاوية على 
الأنبار © . 


2 . سفيان بن عوف العامري [38 أ]: 154 


هو أخو غامد من بنى غامد قبيلة من اليمن من أرد شنوءة سيره معاوية 
إلى اطراف العراق» وأمر أن يغير على من قدر ليهول على الناس وقد وردت 
خيله الأنبارء وهي بلدة على الشاطئ الشرقي من الفرات» فطرقهم على حين 


(1) الكامل 3: 189. (5) المناقب: 154. 


(2) الكامل 3: 189. (6) نهج البلاغة 1: 68. 
(3) المناقب: 154. 7) الكامل 3: 189. 


(4) الكامل 3: 189. 


627 


غرة» وكان عليها ابن حسان البكري فقتله”'2. ولما بلغ الخبر علياً رضي الله 
عنه خرج لاتباعهم بنئفسه ‏ . 


3 . زياد بن خصفة [39 ب]: 157 
هو زياد بن خصفة البكري7 . لا يذكر ابن قتيبة شيئاً في زياد بن خصفة 
سوى عرجه من «العرج زياد بن خصفة»'* أما الباقلاني فيورد إسم زياد بن 
ل خقصة؛ ويورد أخبارا ثيه وهو مرسل من قبل أمير الحؤمنين علي لره 
حتى لم يبق رمح. وتضايوا بالسيرف حنى انحنت عقوت عامة حبرل 
0 ارفتل من أصحاب زياد رجلان؛ ومن أولعك 

والمفيد في الأمر أن زياد كان تحت لواء أمير المؤمنين وضد معاوية 
أ 0 
كقلب واحد. باط سحي د باو لحاس 
بعشيرتك ثم لك عهد الله وميثاقه اني أوليك اس ٠‏ فقال زياد: ام بعد 


4 . عبد الرحمن بن خالد [39 ب]: 157 
عبد الرحمن بن خالد بن الوليد”"'' كان قد دعاه معاوية مع جماعة 


(1) نهج البلاغة 1: 68. (6) بلدة بين واسط والبصرة / أنظر حاشية 
(2) المناقب: 134. الكامل 3: 183. 
(3) الكامل 3: 183. (7) الكامل 3: 184. 
(4) المعارف: 583. (8) الكامل 3: 148. 
(5) هى بلدة بأعمال بابل / أنظر حاشية (9) الكامل 3: 148. 
الكامل 3 183. (10) المناقب: 157 


6028 


للتشاور وأخذ رأيهم في مصر لأنها ذات خراج كبير. وهم: عمرو بن العاص 
وحبيب بن مسلمة» وبسر بن أبي أرطأة» والضحاك بن قيس وأبي الاعور 
السلمى» وشرحبيل بن السمط الكندي”" . 


5 . مصقلة بن هبيرة [40 أ]: 162 


هرب مصقلة بن هبيرة الشيباني””» وكان من أتباع سبي بني ناجية من 
عْمَّال أمير المؤمنين عليه السلام» واعتقهمء فلما طالبه بالمال خاس به 
واعترف بنصفهء ثم هرب إلى الشام'©. ولما بلغ ذلك علياً قال: «ماله نزحه 
الله فعل فعل السيد وفرٌ فرار العبد. وخان خيانة الفاجر»". وذلك أنه حين 
انتصر معقل على الخريت». وصرعه النعمان بن صهيان الراسبي ؛ احتمل معه 
سابياً من أدرك من الحريم وذرياتهم. وأخذ رجالا كثيرأء وأقبل بهم حتى مَرّ 
على مصقلة في أردشير»ء وكانوا خمسمائة إنسان» فاشتراهم مصقلة من معقل 
بخمسمائة ألف . وارتأ أن يرسل بعض المال إلى أمير المؤمنين ويترك البعض 
الآخر إلى حين حتى لا يبقى معه منه شيء؟؛ لكنه لم يفعل» فهرب بالمال 
ولحق بمعاوية”© . 


6. زهير بن مكحول [141أ]: 162 
وعمر بن فلان الكلبي . 


هو زهير بن مكحول الغامري من عامر الأجدارء بعثه معاوية إلى 
السماوة وهذه وردت في «المناقب» كما ورد اسم زهير بن مكحول”؟ غير أن 
ابن الأثير يورد أن عليا رضي الله عنه بعث ثلاثة نفر ليصدقوا من في طاعته 
من كلب» وبكر بن وائل هم: جعفر بن عبد الله الأشجعي وعروة بن العشية 
والجلاس بن عمير الكلبيين» ويورد الباقلاني اسم عمرو بن فلان الكلبي”” . 


(1) الكامل 3: 178. (5) المناقب: 162. 
(2) الكامل 3: 186. (6) الكامل 3: 191. 
(3) نهج البلاغة 1: 94. (7) المناقب: 162. 
(4) الكامل 3: 186. 


6009 


7. أبو الأسود الدُئلى [42 أ]: 164 

يعرفه محمد طاهر بأبي الأسود الذُوَليَ هو ظالم بن عمرو'" ويكتب ابن 
قتيبة الذئلى وليس الذُوَلَى. والذئل هو بن «عبد مناة» بن كنانة” . أمه من 
«بني عبد الدار بن قصي» يصفه بالعامل الحازم وينعته بالبخل ويقول هو بخيل 
و«أول من وضع العربية. وكان شاعراً مجيداً)”” و«كان أبخر»© و2. شهد 
أبو الأسود «صفين» مع علي رضي الله عنه» وتولى البصرة «لإين عباس». 
ومات فيها مفلوجاً بعد أن بلغ عمراً طويلا”© . 
١. 8‏ يعلى بن مَيّة [43 أ]: 166 

لد . 3 . . 7 0 

يعلى ابن أميّة بمفتوحة وسكون مهملى وفتح لام وقصرك”". هو يعلى 
بن أمية الذي يورد فيه ابن الأثير ابن أمية وابن منية: أمية التميمي إسم أبيه 
ومنية هو اسم أمه” : وهو الذي كان باليمن عاملاًء لعثمان رضي الله عنه. 
ويعلى هذا يعرفه ابن قتيبة بيَعلى بن مُنبّه وهو يقول فيه: «عامل اليمن» لح 
بعائشة إلى مكة حين قتل عثمان مع طلحة والزبير» ومروان بن الحكم وعبد 
الله بن عامر. فلما تتاموا وتشاوروا فيما يريدون من الطلب بدم عثمان همّوا 
بالشام لمكانة معاوية؛ فصرفهم عبد الله بن عامر عنها إلى البصرة”” وما يذكره 
الباقلاني في المناقب في أن تمويل حملة عائشة وطلحة والزُبيرء يذكره ابن 
الأثير في الكامل ويزيد بالقول أن يعلى قدّم لحملة أصحاب الجمل ستمائة 


بعير وستمائة ألف درهي'09) . 


9 2 عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعى [43 ب]: 167 


عبد الله مكبر هو ابن بويل بن ورقاء”!' من بني خزاعة . كان على ميمنة 
أمير المؤمنين» وهو مع الناس على زيادتهم ومراكزهم في وقعة صفين. 


21 المغني : 4 7( المغني : 0277 


(2) المعارف: 65. (8) الكامل 3: 106 
(3) المعارف: 434. (9) المناقب: 166. 
(4) المعارف: 586. (10) الكامل 3: 106. 
(5) أبْخُر: من بَجْرَ. بَخَرأ الفم: ألْتَنَ ريحه. ١‏ (11) المغني: 167. 


(6) المعارف: 434. 


100 


زحف نحو حبيب بن سلمة الذي كان في مسيرة معاوية» فلم يزل يتقدم 
عليه ويحوزه حتى كشف خيله فاضطر إلى التراجع إلى قبة معاوية. وكان 
يقول محرضاً أصحابه: «ألا ان معاوية ادعى ما ليس لهء ونازع الحق أهله. 
وعاند ما ليس مثله؛ وحاول بالباطل وصال عليكم بالأعراب والأحزاب» 
الذين قد زين لهم الضلالة» وزرع في قلوبهم حب الفتنة». ثم ما زال 
يمضى كأمثال الجبال وبيده سيفان يقتل كل من دنا منه حتى قتل جماعة 
ودنا من معاوية» فنهض إليه الناس من كل جانب» وأحيط به وبطائفة من 
أصحابهء فقاتل حتى قتل'". ولم يعرفه أحد من أهل الشامء فتقدم إليه 
معاوية» وكان رآه يقاتل ويقول فيه: «أترونه كبّش القوم». فلما أدركه قال: 
«هذا عبد الله بن بديلء» والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن 
رجالها» وتَّمَئْل بقول حاتم: 

أخو الحرب إذ عضت به الحرب عضها 


20206 8 4 ع 2270 


0. حجر بن عدِيّ [44 أ]: 169 

وفد إلى النبي يليه وشهد القادسية وشهد الجمل وصفين مع علي رضي 
الله عنه وكان موته على يد معاوية بمرج عذراء مع عدة'. وسبب ذلك أن 
معاوية استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين وطلب منه أن 
لا يترك شتم علي وذمه وان يترحم على عثمان» ويستغفر له على المنابر. 
فكان حجر كلما سمع الشتم والذم قال: «بل إياكم ذم الله ولعن» و«أنا أشهد 
أن من تذمون أحق بالفضل منكم". ولم يقتله المغيرة طوال مدة ولايته ولما 
تولى زياد بن أبيه استخلف على الكوفة عمرو بن حريث» فبلغه أن حجراً 
يظهر مع من يجتمع إليه لعن معاوية والبراءة منه. وكان حجر جريئاً ومقداماً لا 
يهاب سلطان ولا يخافه. وحين حصره زياد مرغماً قال له: «مرحباً بك أبا عبد 
الرحمن حَرِبٌ أيام الحرب وَحَرِبٌ وقد سالم الناس. على أهلها تجني 
براقش» فقال حجر: ما خلعت طاعة ولا فارقت جماعة وإني على بيعتي») 


)10( الكامل 3 153 (3) المعارف: 334. 
20( الكامل 3 4. (4) الكامل 3: 234. 


101 


قال زياد: «والله لأحرصن على قطع خيط رقبته»”" . 


1 2 زيّد بن حصين الطائي [44 أ]: 169 

كان في عصابة من القراءء وضاروا خوارج بعد ذلك» وهو من أصحاب 
البرانس كما يصنفه الباقلاني' طلب من أمير المؤمنين أن يجيب القوم إلى 
كتاب الله عر وجل حين دعى اليه فلم يجبهم فى البداية. وقال: فإن 
تطيعوني فقاتلوا وإن تعصوني فاصنعوا ما بدا لكم'” ولم يرضٌ مع جماعته : 
مسغر بن فدكى والأشعث إلا بأبى موسى حكما. 


2 شبث بن ربعى [47 ب]: 179 
شيث بن ربعي بكسر الراء وسكون الموحدة» وكسر العين المهملة 


وتشديد التحتانية بفتح شين وموحدة فمثلثه مخضرم”'. كان شبث على مسيرة 
على حين حارب الخوارج في وقعة النهروان. وشِبت هو بن ربعي الدميمي 
الذي قاتل إلى جانب الأشعث في ابتداء وقعة صفين» حين منع رجال معاوية 
شريعة الفرات عن عسكر أمير المؤمنين» وليس في الصقع غيرها؛ وجعل 
شبث يمد الأشعث حتى خلوا بينهم وبين الماء وصارت في أيدي أصحاب 
علي رضي الله عنه'. وانطلق شبث بناء على رغبة أمير المؤمنين يكلم 
معاوية» وكان له نظر ورأى أن يعده بشيء من ولاية أو سلطان: إلا أن الأمير 
لم يفعل: «الا تطمعه في سلطان توليه إياهء أو منزلة تكون له بها أثرة عندك». 

قال شبث لمعاوية: يا معاوية إنك لم تجد شيئاً تستغوي به الناس 
وتستميل أهواءهم إلا قولك قتل إمامكم مظلوماً. وقد علمنا أنك أبطأت عنه 
بالنصرء وأحببت له القتل لهذه المنزلة التى أصبحت تطلب . والله إن أخطأك 
ما ترجو. إنك لشر العرب حالاً. ولئن أصبت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق 
من ربك صلي النارء فاتق الله يا معاوية»”". وظل يحاوره حتى أثاره فغخضب 
منه ولوّح له بالسيف الذي لم يبق في نظر معاوية غيره متكلماً فقال شبث: 


(1) الكامل 3: 236. (4) المغني: 141. 


(2) المناقب: 169. (5) الكامل 3: 145. 
(3) الكامل 3: 161. (6) المرجع نفسه 3: 146. 


702 


«أتهول بالسيف»”'2. وكان شبث رافق جماعة إلى معاوية. ولما كرر طلبه كرر 
هو الآخر ردعهء وبقي الإثنان في ازدياد إلى أن قال شبث: «أيسرك يا معاوية 
أن تقتل عمارا» فقال: «وما يمنعنى من ذلك لو تمكنت من ابن سمية». مما 
أغضب شبث فقال: «والذي لا إله غيره لا تصل ذلك حتى تندر الهام عن 
الكواهل وتضيق الأرض الفضاء عليك». لقد كان شبث متكلماً حرأ لا يهاب؛ 
حاجج معاوية ولم يأبهء وعز عليه أن يلين فيقتل الأتقياء الأبرار من صحابة 
النبي كعمار وغيره. 


3 مِسْعّر بن فدكى [47 ب]: 179 
مِسْعْر بمسكورة وسكون سين وفتح مهملتين". كان مِسْعَر بن فدكي 
التميمي على قراء الكوفة في وقعة صفين. وحين رفعت المصاحف كان أول 
من طلب مع زيد بن حصين الطائي الإجابة إلى كتاب الله عزّ وجل”©. ولما 
أجيب إلى كتاب الله نكث مع الخارجين» وخرج مع عروة بن أدية عن 
الجماعة الذي قال: «تحكمون في أمر الله الرجال لا حكم إلا لله1. وخرج 
37 5 هه > 0 ع 240 
معهم ناس من تميم ثم صار مِسَعر على خمسمائة رجل من البصرة . 
4 2 حرقوص [47 ب]: 179 


8 . [ف4 
حرقوص بن زهير السعدي 


. وفي المناقب أورده الباقلاني حرقوص 
بن نذير”. قتله جيش بن ربيعة الكناني وكان على رججالة الخوارج حين 
قصدوا جسر النهر” . 

تولى عبد الله بن وهب الراسبي راية الخوارج قائلاً: هاتوها. أما والله لا 
آخذها رغبة فى الدنيا. ولا أدعها فرقاً من الموت»)”**. وكان أكثر من عشرة 
الذين تخلو عنها منهم: حرقوص بن زهيرء وزيد بن حصين» وشريح بن 


(1) الكامل 3: 146. (5) الكامل 3: 175. 


(2) المغني: 230. (6) المناقب: 179. 
(3) الكامل 3: 162. 7) الكامل 3: 175 
(4) الكامل 3: 163. (8) الكامل 3: 170. 


103 


أوفى العبسي»ء وحمزة بن سنان. ثم طلب منهم الخروج إلى بعض كور 
الجبال أو إلى المدائن. ثم عاد نزل بالنهر وكتب إلى الخوارج» فاجتمعت 
إليه. وكان أمير المؤمنين يرى موادعتهم حتى يلقى أهل الشام فيناجزهم. 
لكن قتلهم لعبد الله بن خبّاب بن الأرث عجل في مبادأتهم» وقد تجمعواء 
يعلم أنه على ضلالة”" . 
6 2 معقل بن قيس [48 أ]: 179 
بن قيس والثاني يورد معفل ثم يورد معاوية ابن قيسء والإتفاق ان: «ابن 
جانب جدار وحمى نفسه حتى قطعت رجله فقام على رجل واحدة يقول: 
العَرَ . له 5 230020١‏ 
م يحمى شوله معقو 

7 الأسود [48 أ]: 179 

إتفق ابن الأثير والباقلاني* على الإسم الأول للأسود غير أنهما اختلفا 
وأما اللمَب فقد كان عند الأول المرادي وعند الثاني الماوردي وهو قريب في 
تشابه بعض الأحرف . ويذكر الإثنان تفاصيل الوقعة التى اشترك فيها الأسود 
لأنها واحدة؛ ولا شك أن يكون هو واحد أيضاً لا اختلاف فيهء وقد حمل 

. 20 52 4 25 
على الخوارج ونهض يقاتل مع أمير المؤمنين””. 
8 . شريح بن أوفى [48 أ]: 180 

شُرَيح بن أوفى العبسي”© . وشريح بضم معجمة وفتح راء وبحاء 
مهملة” . كان شرَيح على مسيرة الخوارج حين قصدوا جسر النهر وكاتوا 
غَرْبَه . قاتله همدان فوقع إلى جانب جدار وقاتل عليه حتى قتل”* . 


(1) الكامل 3: 175. (5) الكامل 3: 175. 


(2) المناقب: 179. (6) المعارف: 131. 
(3) الكامل 3: 175. 7) المغني: 143. 
(4) المناقب: 2179 (8) الكامل 3: 175. 


9 سعيد بن عمرو بن نفيل [51 ب]: 189 


. 8 600 . 0 
سعيد بمفتوحة وكسر عين ' . هو بن زيد بن عمر بن نفيل بن عبد 


الغزي بن قرط. وعائد نسبه إلى النضر بن كنانة”” . وكان سعيد يكنى أبا 
الأعور. وكان مهاجراً مع المهاجرين الأولين أما إسلامه فقد سبق عمر إليهء 
وسّمي للجنة: فهو أحد العشرة الذين سماهم النبي يَلنةِ. بقى سعيد بن زيد 


إلى خلافة معاوية2 . 


120 - تيم [52 ب] [112 ب]: 2.189 339 


هو تيم بن مُرّة4 رهط : أبي بكر الصديق. * وطلحة بن عُبيد الله. 


1 مرَّة [52 ب]: 189 


لون رت 
هو مرّة بن كعب بن لوؤي . 


2 عدى بن كعب [52 ب]: 189 


هو عَدِيَ بن كعب بن لؤي ومنهم: عمر بن الخطاب وزيد بن عمرو بن 
060 


3 . سعد بن معاذ [62 أ] [93 ب]: 2214 294 

سعد بسكون عين مهملة هو ابن مُعاذ'”'. وسعد بن معاذ ضرب عليه 
في المسجد قبة ليعوده من قريب: لتحكيمه من قبل النبي 45ة بينه وبين بني 
قريظة قائلاً: «آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم". وقد فعل حين انتهى 
إليه رأي الرسول. أمرهم أن يقوموا إليه؛؟ فالرسول سيدهم فقاموا طائعين وهم 


يرجونه ان يحسن إليهم: إنهم مواليه. فأكد سعد عليهم وأصر أن يعترفوا به 
حاكماً فأصدر حكمه حينئذٍ قائلاً: «إني أحكم ان تقتل المقاتلة» وتُسبى الذرية 


() المغنى: 128. (5) المعارف: 69 


(2) المعارف: 245. (6) المعارف: 69. 
(3) المعارف: 246. (7) المغنى: 127. 
(4) المعارف: 70. 


10 


والنساء وتقسم الأموال» فقال النبي وقد أرضاه هذا الحكم: «لقد حكمت فيهم 

بحكم الله من فوق سبعة أرقعة)"'". وإذا كان الباقلاني يقابل تحكيم أمير 

المؤمنين بتحكيم النبي يلخ لسعدء فهو يفعل ليقرب الرأي دون تأويل لوجوب 
20200 

الضرورة . 


4 محمد بن ٠‏ أببي بكر 1 [66 ب]: 225 


(3) اع ع 


عميس كان من سالك قريعي» وكان فيمن أعان على قتل عثمان» ثم ولاه علي 

بن أبي طالب رضي الله عنه على مصر” . كان محمد لدين الله عوناً كما أراده 
أمير المؤمنين فناصره في وقعة الجمل وقام في الناس بأمر وحاول ثني أبا 
موسى عن رأيه في القعود حتى يفرغ الإمام من قتلة عثمان حيث كانو |0 
وهو الذي حمل الهودج بعائشة أم المؤمنين حين سقط الجمل . فأقبل على 
أخته يسألها: «يا أخية هل أصابك شي 6702 . 

ولما تألب الحال وكثر نشاط معاوية وأحزابهء وكان طْمَعُ عمرو بن 

العاص بمصر منذ البداية استمد من معاوية بالعتاد والجهاز ولحق بها ليقضي 
على نفوذ محمد هناك. ولما كان عدد رجال عمرو يفوق عدد رجال محمد 
بئلاثة أضعاف إستطاع أن يقتل كنانة بن بشيرء ويقضي على محمد. مما 
أغضب عائشة رضي الله عنها وجزعت جزعا شديداً ثم قنتت في دبر الصلاة 
تدعو على معاوية وعمرو بن العاص وضمت إليها عيال محمد وأخذتهم في 
كنفها”” . 


5 محمد بن أبى حذيفة [69 ب]: 233 


مناف» كان والده مهاجرا إلى الحبشة. فقتل يوم اليمامة؛ فكفل «محمد) 


(1) الكامل 2: 127. (5) الكامل 3: 116. 


(2) المناقب: 215. (6) الكامل 3: 130. 
)00 المغني: 56 (7) الكامل 3: 180. 
(4) المعارف: 2175 


106 


عثمان بن عفان رضى الله عنه وبقى فى نفقته إلى حين حصاره. فوثب به 
وخانه وكان من المحرضين لأهل مصر حتى ساروا إليه”'" وابن الأثير يوجد 
سبباً لفعل «محمد» هذا ويقول على لسن سعيد بن المسيب: أنه سأله عملا 
فلم يعطه» وكان «محمدا يطمع في إمارة. ولما سأله الخروج وهو اليتيم 
الذي ضمه إلى أيتام أهل بيته أذن له: يخرج لطلب الرزق» وجهزه من عنده 


وحمله وأعطاه «غير أنه ما ان وقع إلى مصر كان فيمن أعان عليه»”” . 


6 عبيدة السلمانى [70 أ]: 234 

عريذدة السلماني بمفتوحة وكسر موحلة. وسكون ياء. وابن عمر 
السلمانى”” . هذا ما يترجمه محمد طاهر فى المغنى. اما أن قتيبة فهو ينسب 
عبيدة إلى أبيه قيس”" وليس عمرء وقد يكون عمر وقيس من أباء عبيدة. 
فالباقلاني يلقبه بالسلماني على اعتبار أن عبيدة هو الذي أسلم قبل وفاة النبي 
د , ا 
7 . نافع ذو الثدية [70 ب]: 235 

ذو الخُوَيْصرة [71 أ]: 236 

ذو الحُوَيْصِرة بضم خاء وفتح واو وسكون ياء وكسر صاد مهملة. هو 
القائل للنبى طلِةِ: «أعدل» فقال النبى: «ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل 50 
إسمه ثرملة: مخدج اليد””". سمع أصحاب علي رضي الله عنه منه مراراً يردد 
نقلآ عن النبي: ”إن قوماً يخرجون ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من 
الرمية». علامتهم هذا الرجل ذو الخويصرة التميمي” » وهو الذي إذا نظر 
المرء إلى عضده فإذا هو الحم مجتمع كثدي المرأة وحلمة عليها شعرات 
سودهء فإذا مدت امتدت حتى تحاذي يده الطولى ثم تترك فتعود إلى 
منكبيه)””". إلتمسه أمير المؤمنين مع أصحابه» فوجدوه في حفرة على شاطئ 


(1) المعارف: 272. (6) المغنى: 96. 


(2) الكامل 3: 92, (7) المعارف: 421. 
)23 المغني : 9 (8) الكامل 2: 184. 
(4) المعارف: 425. (9) الكامل 3: 175. 


(5) المعارف: 425. 


107 


النهر بعد أن انتصر على الخوارج؛ وكان في خمسين قتيلاء فلما استخرجه 
عرفه فقال مكبراً: «الله أكبر ما كذبت» ولا كذبت لولا أن تنكلوا عن العمل 
لأخبرتكم بما قص الله على لسان نبيّه لما قاتلهم مستبصراً في قتالهم عارفاً 
للح الذي نحن عليه)”''. 
8 . عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [72 أ]: 238 

«عبد الله مكبراً هو ابن مسعود”” من هُذْيل ورهطه بنو عمرو بن 
الحارث ابن تميم بن سعد بن هُذيل كان حليفاً لبني زهرة شهد عبد الله بن 
مسعود مع رسول الله يل بدرأً. كما شهد بيعة الرضوان» وكل المشاهد بعد 
ذلك حين تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة ولاه قضاء الكوفة 
وبيت مالهاء وبقي لفترة بعد خلافة عثمان”©2 وكان يفتى ويحدث عن رسول 
الله كَِدٍ فقد وضع الحد على ساحر وأمر بقتله . وقال حين مات أبا ذر وكان 
قد وصل إليه من سفر: «صدق رسول الله كَقْة: يموت وحذه ويبعث 


5 
وحده)” 0 


9 عبد الرحمن بن ملجم المرادي [72 ب]: 240 
0 البرك بن عبد الله التميمي الصريمي [72 ب]: 240 
1 زادويه [72 ب]: 240 
قيل اسم البرك الحجاج. يقول الباقلاني: الحجاج بن عبد الله 


266 


الصريمي هو البرك وزادويه مولي بني حارثة بن كعب العنبر . يسميه ابن 
الأثير بعم و بن بكر التميمي السعدي ويقول ان هؤلاء الثلاثة هم من 
الخوارج: اجتمعوا وتذاكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم؛ ثم ذكروا أهل 
النهروان فأخذوا يترحمون عليهم واتفقوا شراء أنفسهم بقتل أمير المؤمنين 
ومعاوية وعمرو ابن العاص . فاتعدوا لسبع عشرة خلت من رمضان» وقصد 


(0) الكامل 3: 175. (5) الكامل 3: 67. 


(2) المغنى: 167. (6) المعارف: 209. 
(3) المعارف: 249. (7) المناقب: 238. 


(4) الكامل 3: 52. 


108 


كل رجل من هؤلاء الثلاثة الجهة التي يريد: فابن ملجم قصد الكوفة''“. ونفذ 

إلى أمير المؤمنين . أما البرك فإنه أدرك معاوية واصابه فى إِلْيَتهى إلا أنه لم 
يمت من الضربة” ©. وأما زادويه: فإنه جلس لعمرو بن العاص فى تلك الليلة 
فلم يخرج بسبب ألم أصابه في بطنه» وأمر خارجة بن أبي حبيبة» وكان 
صاحب شرطته فلقيه عمرو بن بكر وضربه فقتله. فأخذ بن العاص يقول: 


)3 
«أرادني وأراد الله خارجة)”2 . 


2.2 سعد بن المسيب [94 أ]: 295 

من اسمه سعيد هو ابن: المسيب» تحت ت إسم سعيد يورده صاحب 
المغني. وسعيد هو بن المسيب . كما ينسبه ابن قتيبة . بن حزن بن أبيى وهب 
من: بني عمران بن مخزوم وأمه سلّمية*. قال سعيد ما زلنا نعرف تلك 
الحزونة فينا» منذ أن أتى جده رسول الله يلتةِ وسأله: «أنت سهل». فقال: لا 
بل أنا حزن. ولد سعيد لسنتين مضتا من خلافة عمر وتوفي في المدينة سنة 
أربع وتسعين كان فقيهاً محدثً©. 


3 .2 سعد بن عبادة [97 1]: 303 

سعد بسكون عين مهملة: وسعد بن غبادة سيد الأنصار من النقباء شهد 
المشاهدء وصاحب راية يوم الفتح روى عنه ابناه: قيس وسعدء تخلف عن 
بيعة الصديق رضى وخرج عن المدينة ومات بحوران (بفتح المهملة وسكون 
الراءُ والنون بعد الألف) من الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر”” . وسعد 
بن غُبادة هو بن دُليم من بني ساعدة من الخزرج. يقول ابن قتيبة انه كان 
يكتب في الجاهلية ويحسن العوم والرمي؛ لم يشهد بدرٌ وشهد المشاهد 
كلها. ففي بدر كان نهش* . يقول عبد الله بن محمد الناشئ في كتاب أصول 
النحل : إن المسلمين «بيناهم في حفرة رسول الله يد إذ جاء رجلان من بني 
عمرو بن عوف فقالا لأبي بكر: هذا باب فتنة إن لم يغلقه الله. هذا سعد بن 


(1) الكامل 3: 196. (5) المعارف: 437. 


(2) الكامل 3: 197. (6) الإمتاع 1:3 31. 
(3) الكامل 3: 198. (7) المغنى: 7 
(4) المغني: 128. (8) المعارف: 259. 


709 


عبادة قد اجتمع له ناس من الأنصار يريدون أن يبايعوه» وخرج أبو بكر آخذاً 
بيد عمر وجاءا مع أبي عبيدة إلى سعد بن عبادة فقال أبو بكر: «ما ترى يا أبا 
ثابت» فقال: «إنما أنا رجل منكم)”" . 


4. كتير [99 ب]: 308 


َه" 22 1 - 5 *” 
هو كثيّر بن عبد الرحمن ” بن أبي جمعة الشاعر. جد حبيب بن عبد 
شمس بن عبد مناف. وهذا نَسَبُ بني أمية”” . 


5 دعبل [99 ب]: 308 


دعبل بن علي الخزاعي. والخزاعي بمضمومة وخفة زاي نسبة إلى 
خزاعة ؛ يصنف ابن النديم في مقالته الرابعة دعبل بن علي الخزاعي مع 
الشعراء ويكتب أخبار العلماء» وأسماء ما صنفوه من الكتب» ومقادير ما خرج 
من أشعارهم؛ ويقدر الورقة بعشرين سطراً فدعبل له حوالي ثلثمائة ورقة في 


الواحدة)57 . 
6 الحميرى [99 ب]: 3208 
الجميّري بكسر حاء وسكون ميم وفتح ياء منسوب إلى حمير بن سبا 
. 66« 
بن يشجب بن يعرب منه سعيد بن يحيى”"'. 
7 العَؤْفَى [99 ب]: 308 
هو الحسن بن الحسن بن عطية بن سعد. كان قاضياً في اعسكر 
المهدي» في خلافة «هارون» ثم عَزل. كان جده فقيه في زمن «الحجاج"» 
إحدى ومائتين. وكلمة العَوْفى بمفتوحة وسكون واو وبفاء' . يورد إبن قتيبة 


(1) الكتاب الأوسط فى المقالات: 12. (5) الفهرست: 229. 
(2) المغني: 211 (6) المغنى: 88. 
(3) المعارف: 73. (7) المعارف: 518. 
(4) المغني: 98. (8) المغني: 187. 


710 


اسم جده مع الشيعة17) وهو عطية بن سعد. 


8 الناشئع [99 ب]: 308 

هو عبد الله بن محمد الناشئ صاحب كتاب أصول النحل والكتاب 
الأوسط في المقالات ويسمى بالناشئ الأكبر. متوفي قبل 293 هجرية. تم 
التحقيق في كتاب أصول النحل والكتاب الأوسط وصدر عن دار زانتس شتايئر 
بفيسبادن. ونشر فى بيروت 1971. 


9 . حسان بن ثابت [99 ب]: 309 

هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري لم يشهد على النبي مشهداً 
لجبنه وخوفه الشديد. يقول ابن قتيبة ان لحسان ناصية يَسْدُلها بين عينيه» 
ولشدة طول أنفه كان لسانه يضرب بروئته. عمّر حسان طويلاً؛ يقال أنه عاش 
في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين”” . 


0 . النجاشى [99 ب]: 309 


النجاشى ١تخفيف‏ الجيم فيه أفصح وقد يكسر النون والياء مشددة» وقد 
)03 00 0 , 5 8 آدء 

. هو أصحمة بن ابجرء كان صاحب كتاب يؤمن بعيسى ابن مريم. 
المؤمن المهيمن» وأاشهد ان عيسى بن مريم روح الله وكلمتها. فرد 
النجاشى : (إلى محمد رسول الله ليج سلام عليك يا نبيّ الله من الله ورحمته 


وبركاته)» 


يخفة 


1 2 طريف بن عدي [99 ب]: 309 


وبفاء © . 
(1) المعارف: 312. (4) المغنى: 158. 
(2) المغني: 210. (5) المغنى: 210. 


(3) الإمتاع 2: وو. 


711 


2 . الحارث بن هشام [99 ب] [134 أ]: 309: 389 


الحارث بن هشام بن المغيرة. هو أخ أبي جهل بن هشام شهد بدراً مع 
المشركين. ثم أسلم يوم الفتح؛ وكان من المؤلفة قلوبهم. ثم عاد وحسن 
إسلامه . فخرج في زمن عمر يريد الشام بأهله وماله. ويروي ابن قتيبة: أن 
الناس خرجوا وراءهم يبكون لفراتهم فقال: «أما لو أردنا أن نستبدل دارا بدار 
وجاراً بجار ما أردنا لكم بدلاً. ولكنها النقلة إلى الله؟. وظل مجاهداً حتى 
مات في طاعون عمواس 


3 . طلحة بن خويلد الأسدي' [99 ب] [110]: 309. 348 
هو طليحة بن خويلد الأسدي من بني أسد بن خزيمة: تنبأ في حياة 
الرسول وبعد مماته ارتد مع عوام طيء وأسد". هزم طليحة بعد أن تركه 
عُييئة بن حصن والمسلمون يتعقبوهماء وكان سأله: «لا أبأ لك هل جاءك 
جبريل» قال: «لا». قال عيينة: «حتى متى». فحير جواباً إلى أن قال: 
«نعم». قال: «فماذا قال لك»؟ قال: «إن لك رحى كرحاه وحديثاً لا تنساه». 
فقال عيينه : «قد علم الله أنه سيكون حديث لا تنساه. إنصرفوا يا بني فزارة 
فإنه كذاب». فانصرفواء وانهزم الناس عنه؛ وهرب ثم أسلم وأتى عمر 
فبايعه” © وخرج بعد ذلك فحارب مع النعمان بن مقرن في فتح نهاوند. وكان 
شجاعاً ؛ مضى يستطلع أخبار أهل نهاوند وأمدادهم حتى ظن القوم أنه ارتد» 
ولما عاد أخبروه ما ظنوا به فقال: اوالله لو لم يكن دين إلا العربي ما كنت 
لأجزر العجم الطماطم. هذه العرب العارية)(5) . ومات ينهاوند وله قبر فيها 
مع جماعة من المسلمين”*. 
4 البارقي [99 ب]: 309 
03 


إن البارقي بكسر راء وبقاف منسُوب إلى بارق بن عوف”” ' ابن عدي 


(1) المعارف: 281. (5) الكامل 3: 4. 


(2) المناقب: 309. (6) المعارف: 299. 
(3) المعارف: 303. (7) المعارف: 108. 
(4) الكامل 2: 235. (8) المغنى: 44. 


712 


5 خالد بن الوليد [99 ب] [136 أ]: 309. 394 


خالد بن الوليد بن المغيرة من بني مخزوم؛ لم يشهد بدراً ولا أحداً ولا 
الخندق. وكان في ذلك الوقت يحارب مع المشركين» واسلم حين أسلم 
عمرو بن العاص سنة ثمانٍ للهجرة. سماه النبى سيف الله وطلب منه أن يسله 
على المشركين ودعا له بالنصر”". قتل خالد بن الوليد مسيلمة الكذاب 
ومالك بن نويرة؛: وهزم طليحة الكذاب؛ وافتتح عين تمر وعامة الشام. وهو 
الذي حمى المسلمين يوم مؤتة بعد أن قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي 
طالب» وعبد الله بن رواحة وردهم إلى المدينة؛ وكان عددهم أكثر من ثلاثة 
آلاف. يقال عنه: «انه ما من موضع في جسلده إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة 
برمح أو رمية بسهم»””'. حين تقابل الجيشان ‏ المسلمون والروم ‏ قيل ما 
أكثر الروم وما أقل المسلمين فقال خالد: ما أكثر المسلمين وما أقل الروم 
إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان»””". لما تولى عمر رضي الله عنه 
الخلافة وكان له رأي ونظر فى تولى الأمرء لم يكن راضياً عن بعض أعمال 
خالد بل كان ساخطاً عليه لوقعته بابن نويرة؟؛ وكتب إلى أبي عبيدة بتولي جند 
خالد قائلاً: "إن أكذب خالد نفسه فهو الأمير على ما كان عليه» وان لم 
يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه وانزع عمامته عن رأسه وقاسمه 
ماله». ولما كان خالذ قائداً مدركاً عاقلا استشار في أمره هذا ثم سأل أخته 
فاطمة رأيها فقمالت: «وما يريد إلا أن تكذب نفسك ثم ينزعك» فقال: 
«صَدّقت» فأمّر أبو عبيدة فنزع عمامته وقاسمه ماله وهو متقبل الأمر طائع 
غير مؤرب لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب. 


6 . حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه [99 ب]: 309 


8 ء (65 تائم 5 
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم" عم النبي كَكّة. يوم بدر قتل 
حمزة. شيبة بن ربيعة والأسود بن عبد الأسد بن هلال المخزومي”' واستشهد 


(1) الكامل 2: 283. (4) الكامل 2: 293. 


(2) المعارف: 267. (5) المعارف: 118. 
(3) الكامل 2: 283. (6) المعارف: 156. 


7113 


عنى». يقول وحشى: «كنت إذا رأيته فى الطريق تقصيتها”». إن أول راية 
عقدها النبي كانت راية حمزة بن عبد المطلب”” . 
2.7 جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه [99 ب]: 309 
أسنُ من علي بعشر سنين» كما أن عقيلاً أخاه أسن منه بعشر سنين. وهو ذو 
الهجرتين وذو الجناحين”” . هاجر إلى الحبشة وأسلم النجاشي بعدما جاءه 
كتاب النبي يكل على يديه" . وفي غزوة مؤتة ولما اشتد القتال وقتل زيد بن 
حارثة حمل جعفر الراية وهو يقول: 
يا حبذاالجنة واقترابها صطيبة وبارداً شرابها 
والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدةانسابها 
علىإذلاقيتتها ض رابها 

كان عدد المسلمين ثلاثة آلاف بينما عدد الروم مائة ألف ومائة ألف من 
المستعربة كما يذكر ابن الأثيرء ويقول ان هذا العدد جعل جعفر ورفاقه 
يقضون ليلتين بمعان ينظرون في أمرهمء واستقروا على رأي عبد الله بن 
رواحة: «إما ظهور وإما شهادة). واقتحم جعفر جموع الروم على فرس له 
عقر فرسه في الاسلام فوجدوا به بضعاً وثمانين بين رمية وضربة وطعنة”" . 
وقطعت يداه «فأبدله الله عرّ وجلّ ‏ بهما جناحين يطير بهما فى الجنة»© . 


8 2 أسيد بن حصين 1001 ب]: 312 


يورده المغني مع الأسماء المصغرة. فأسيد مصغر من أسد؛ وأسيد هو 


0 
بن خصين 0. 

(1) الكامل 2: 158. (5) الكامل 2: 160. 
(2) المعارف: 422. (6) المعارف: 205. 
(3) المعارف: 205. 7) المغنى: 22. 
(4) الكامل 2: 145. ١‏ 


714 


9. أحيحة [101 أ]: 312 

وأحيحة هو بن المجلاح”'". له ولد من سلمى بنت عمرو من بني النجار 
اسمه عمرو بن أخيحة. وأخوه «عبد المطلب لأمه)2'. يورد ابن منظور ان 
اسم أبو أحيحة: هو الجلاح وقد ذكر ابن قتيبة ذلك”” بينما محمد طاهر في 
مثناة تحت 47 . 
0. أبى [101 ب]: 314 

| كان أبو عبد الرحمن ابن أبي ليلى وجد محمد ابن عبد الرحمن يروي 


كات 


1 معاد [101]: 134 


هو معاذ بن جبل بفتحتين ك بمضمومة وعين مهملة. وذال معجمة هو 
ابن جبل”7'. من العرج” . مات بطاعون عمواس بالشاء”* . 


2 أبو ذر الغفاري رضي الله عنه بريرة 1011 ت]: 314 

أبو ذر الغفاري هو جندب ابن جنادة (بالضم)””. ويورد ابن قتيبة على 
لسان عدة رواة نسب أبي ذر: هو ابن جندب بن السّكن. وبرير بن جنادة. 
وجندب بن جادة21290 , وهذا النسب الأخير يطابق ما نسبه إلكيه محمد طاهر 
كنانة. وغفار هذا هو ابن مليل بن صنفرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن 
خزيمة 2 . أسلم أبو ذر ولم يشاهد بدراً ولا أحداً ولا الخندق؛ ورجع إلى 
قومه وعاش بينهم إلى أن مضت المشاهد كلها. وبعد ذلك سكن المدينة» ثم 


(1) المعارف: 62. (7) المعارف: 583. 


(2) المعارف: 130. (8) المعارف: 601. 
(3) المعارف:62. (9) المغني: 288. 
(4) المغني: 17. (10) المعارف: 252. 
(5) المعارف: 294. (11) المعارف: 253. 
(6) المغني: 234. 


713 


ه عثمانء رضي الله عنه إلى الربذة ومات فيها”'". والسبب أن أبا ذر كان 
يذهب في القول: إن المسلم ”لا ينبغي له أن يكون في ملكه أكثر من قوت 
يومه وليلته أو شيء ينفقه في سبيل الله أو يُعدّه لكريم" . وكان يأخذ بظاهر 
القرآن على حد تعليل ابن الأثير #الذين يكنزون الذهب والفضة» «#ولا 
ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم#. فشكاه معاوية إلى عثمان بسبب 
ما لقي منه في تأليب أهل الشام عليه؛ فدعاه عثمان إلى المدينة ثم أذن له 
بالخروج إلى الربذة قائلاً: «يا أبا ذر علي أن أقضي ما علي وأن أدعو 
الرعية إلى الاجتهاد والاقتصادء وما علي أن أجبرهم على الزهد:”7 . يقول 
أبو ذر قال رسول الله كله : «يا أبا ذر إنى أراك ضعيفاً وإنى أحب لك ما 
أحب لنفسي. لا تأمّرَنّ على إثنين ولا تولّينَ مال يتيم©. 2 


«لأنت أبو ذر» قال: «نعم» قال الرجل : «لولا أنك رجل سوء ما أخرجت من 
المدينة». فرد أبو ذر قائلاً: بين يدي عَقَّبِةٌ كؤود ان نجِوْتٌ منها لا يَضُرّنى ما 
قلت. وان أقع فيها فأنا شرٌ مما تقول»”" . 


3 . زيد بن حارثة [101 ب]: 314 


هو زيد بن حارثة بن شراحيل من «كلب» سبي فاشترته خديجة زوج 
رسول الله كلاو . فسألها النبي ان تهبه له ففعلت فاعتقه وكان يقال له : زيد بن 
محمد حتى نزلت #ادعوهم لآبائهم4©. أمّر فيما بعد على جيش موتة 
فاستشهد مع جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة”* . يخبّر ابن الأثير ان 
زيد أول من أسلم مع أبي بكر وعلي. وكان «هو وعلي يلزمان النبي َلة. 
يخرج إلى الكعبة أول النهارء» ويصلي صلاة الضحى وكانت قريش لا 
تنكرها. وكان إذا صلى غيرها قعد علي وزيد بن حارثة يرصدانه)”” . 


(1) المعارف: 253. (5) المعارف: 144. 


(2) الكامل 3: 57. (6) المعارف: 163. 
(3) الإمتاع والمؤانسة 2: 96. (7) الكامل 2: 39. 


(4) الإمتاع والمؤانسة 2: 128. 


716 


2.4 عكاشة بن محصن [101 ب]: 314 

عكاشة بن محصن (كمنبر) بضم عين وشدة كاف أكثر من خفتهما وإعجام 
شين وكان من فضلاء الصحابة”''. ويعرفه ابن قتيبة بعكاشة بن محصن بن 
حرئان من أسد بن خزيمة” . وهو الذي بشره رسول الله يك بالجنة” . 
65 . زيد بن عمرو [102 ب]: 317 

زيد بن عمرو بن تفيل بن عبد العُزى بن قرط بن رياح بن عبد الله بن 
رزاح بن عديّ بن كعب يعود نسبه إلى بني كنانة”* . طلب زيد الدين وعبادة 
الله الواحد بل عبادة الأوثان؛ فأخبره رجل ان نبياً سيظهر عما قريب في 
الجزيرة. وبقي زيد حتى لقي النبي فأخبره بحديثه مع الرجل؛ وانتظر ولم 
يكن يُوحى إلى النبي يَِْةٍ بعد. ولما مل زيد الانتظار رجع إلى الشام فقتله 

(5) 


النصارى فقال فيه التبي 9إنه يُبعث أمة واحدة يوم القيامة؟ ". 


2.6 جبير بن مطعم [107 أ]: 327 

جبير ابن مطعم (فاعل اطعام) بمضمومة فمفتوحة وسكون ياء© . 
وينسبه ابن قتيبة إلى عديّ بن نوفل بن عبد مناف بن قُصى. كان ممن أسلم 
عام الفتح ومن المؤلفة قلوبهه”” . 
7 الأزد [107 ب]: 328 

إن «قَرْن بن مالك بن زيد بن كهلان» واسمه: نبت ولد الغوث والغوث 
وَلَّد: الأزد ثم ولد الأزد: ما زناً وعمراً ودَؤباً ونصراً ومالكاً وقداراً والهنوف 
ومَيْدعان وزهران وعامراً وعبد الله . أسلم بني الأزد في السنة العاشرة كما 
يروي ابن الآثير فيها قدم رأس الأزد صَرْد ابن عبد الله في بضعة عشر رجلا 
وبعد أن أسلم أمّره رسول الله يةِ على المسلمين من قومه”” . 


(1) المغني: 177. (6) المغني: 57. 
(2) المعارف: 273. (7)المعارف: 285. 
(3) المعارف: 274. (8) المعارف: 107. 
(4) المعارف: 245. (9) الكامل 2: 201. 
(5) نفسه. 


717 


8. نوفل بن خويلد [112 ب]: 339 
هو أخ «للعوام بن خويلد» قتله علي يوم بدر. ذكره الباقلاني باسم 
نوفل بن خولة. وابن قتيبة ذكره بابن خويلد”" . 
9 . جمح [112 ب]: 339 
أما لؤي ينتهي اليه كعب بن لؤي من ولده: هصيص وبنو هصيص 
0 ( 
منهم : بنو سهم وبنو جُمح'2 
0 . أبو جهل بن هشام [112 ب]: 3039 
معاذ بن عمرو بن الجموح الأنصاري” ومعاذ بمضمومة وعين مهملة 
٠ 60 )4(-‏ داه . 3 ٠‏ 
وذال معجمة 4 . ابو جهل بن هشام بن المغيرة من بني مخزوم وهشام بن 
المخيرة. ' كان سيداً في قومه”“. وكان أشد الناس عداوة للنبي وأكثرهم أذىٌ له 
ولأصحابه. كان اسمه عمرو ويكنى بأبي الحكم. أما كنية أبي جهل: 
فالمسلمون هم الذين كنوه بها وهو الذي قتل أم عمار اسمية». قتل يوم بدر 
على يد ابن عفراء ثم أجهز عليه عبد الله بن مسعود”. 
1 أسماء بنت أبى بكر [112 ب]: 339 
هي ذات النطاقين تزوجها بمكة الزبير وولدت له عدة أولاد ثم طلقها 
فبقيت مع ابنها عبد الله بمكة حتى قُتل» وعاشت شت مائة سنة وماتت بمكة7 . 
2 . بلال [113 ب]: 342 


مر بلال بن ويلح الحبشي . كان أبوه من سبي الحيشة ... وكان بلال من 
به» وهو يُعزّب ٠‏ ويقول: الأحد أحد) ويبدو أن قلبه رق لحاله فقال لأمية : 


«أحلف بالله لئن قتلتموه على هذا النحو لأتخذته حناناً». ولما رآه أبو بكر 


(1) المعارف: 155. (5) المعارف: 70. 


(2) المعارف: 69. (6)الكامل: 1: 49. 
(3) المعارف: 157. (7) المعارف: 173. 
(4) المغني: 234. (8) الكامل 2: 46. 


718 


اشتراه بخمس أواق واعتقه . وهو أول من أذن لرسول الله 2 ولم يؤذن بعذه 
فقد استأذن من أبي بكر بعد وفاة الرسول إلى الشام فَأذِنَ له''', ولما قدم عمر 
الشام لقيه بلال وأمره أن يؤذن فأذّنَ وبكى. فبكى عمر والمسلمون” . 


3 . عامر بن فهيرة [113 ب]: 342 


هو من موالي أبي بكر أعتقه بعد أن كان يعذب في الله فهو مولى 
الطفيل بن عبد الله الأزدي . وكان الطفيل أخا عائشة لأمها أم رومان. أسلم 
قبل دخول رسول الله يكِِ دار الأرقم» واشتراه أبو بكرء ثم اعتقه. فرعى الغدم 
وكان يروح بالغنم إلى النبي وإلى أبي بكر لما كانا في الغار”* . 


4 . زنيرة [113 ب]: 342 


زَنم نيرة بكسر الزاي وتشديد النونء وتسكين الياء المثناة من تحتها وفتح 
الراء أعتقها أبو بكر””. يقال ان زنيرة كانت لبَنِى عدي» وقيل كانت لبني 
مخزومء وكان أبو جهل يعذبها حتى عميت. فسرى القول: «ان الللات 
والعزى» هما فعلاً بها هذا. فأجابت: «ان اللات والعزى لا يدريان من 
يعبدهما. والله يدري وهو قادر على رد البصر» فلما أصيحت رد الله 


بصرها(فقالت فريش : «هذا من سحر محمد ؟”6©)) . 


5 . جارية بنى مؤمل [113 ب]: 342 


ع يع ايه 4 

ومؤمّل بهمزة بوزن”” » وهي جارية من بني عمرو بن مُؤمّل!* أعتقها 
أبو بكر بعدما اشتراها: وهي ليينة كما ينسبها ابن الأثير ‏ بن حبيب بن عدي 
بن كعب. أسلمت وكان إسلامها قبل عمر بن الخطاب» فكان يعذبها حتى 


تترك الإسلام وتفتت”” . 

(1) الكامل 2: 45. (6) الكامل 2: 47. 
(2) المعارف: 176. (7) المغنيى: 220. 
(3) المعارف: 176. (8) المعارف: 177. 
(4) الكامل 2: 46. (9) الكامل 2: 47. 


(5) المعارف: 177. 


119 


١. 6‏ النهدية [113 ب]: 342 


النهدية أعتقها أبو بكر”'. وكانت مولاة لبني نهد فصارت لامرأة من بني 
عبد الدار. أسلمت فكانت المرأة تعذبها© . 


7. بنى عبد الدار [113 ب]: 342 


نزلت بني عبد الدار الآية #إن سر الدواب عند الله الصّم البكم الذين لا 
03١ /‏ 


يعقلون4 قتل منهم عشرة نفر يوم أحد. وكذلك قتل لهم مولى ”. صحب 
النبي منهم فقط مصعب بن عُمير واستشهد في ذلك اليوم”” . 
8. بني مخزوم [113 ب]: 342 
ومخزوم بن مرة بن كعب بن لؤي» وإليه ينتهي عدد «قريش» وشرفها 
وولده سبعة : كعب وعامر وأسامة وسعد وخزيمة والحارث وعوف”) ومن 
ل 1 0 اك ل د (6) 
بي محروم. أبو جهل بن هشام بن المغيرة وآل المغيرة”© 5 
9 أبو قحافة: عتيق ابن أبى راكب [114 أ] [1123أ]: 342. 360 
والد الصديق بضم قاف وخفة مهملة بفاء9 . والباقلاني يلقبه بأبي 
كل فلما رآه النبيّ قال: «ألا أقررتم الشيخ في بيته حتى كنا نأتيه) 7 . بقي 
أبو قحافة حتى مات في خلافة عمر. أي أنه ورث السدس من إرث ابنه أبو 
بكر الذي مات قبله فرده على ولده”9" , 


0 . فاكه بن المغيرة [114 أ]: 342 
الفاكه بن المُغيرة يقال نقلاً عن ابن قتيبة أنه خرج مع عفان والد عثمان 
في تجارة إلى الشام''''. وكان الفاكه بن المغيرة والملقب بأبي قيس يؤذي 


(1) المعارف: 177. (7) المغنى: 201. 
(2) الكامل 2: 47. (8) المناقب: 342. 
(3) المعارف: 161. (9) المعارف: 168. 
(4) المعارف: 161. (10) المعارف: 168. 
(5) المعارف: 68. (1[1) المعارف: 191. 
(6) المعاف: 70. 


100 


0 و اع ؟. ٠.‏ 5 5 زداق 
النبي ويعين أبا جهل على اذاه. وفي يوم بدر قتله حمزة عم النبي”'". 


مشطح بن أثاثة رضى بمكسورة وسكون سين وطاء مهملتين . شهيد بدر 
عنها أمه2). ويلنسب ابن قتيبة مسطح ابن عباد بن عبد المطلب بن عبد 
مناف؟ ويقول: أن أبا بكر كان يجري عليه لقذفه عائشة ويبرأ ابن قتيبة مسطح 
ويقول ان الذي قذفت به عائشة هو صفوان بن المعطل إلا أن الله برأها”” . 


2 . عروة بن مسعود الثقفى [115 ب]: 346 

عروة بن مسعود الثقفي هو عم المُغيرة بن شُعبة. أسلم عروة على عهد 
رسول الله لي : ولما دعا قومه إلى الإسلام قتلوه فشبهه النبي بمؤمن ال 
ياسين. وكان قدم عليه فأدركه في طريق مرجعه من الطائف. فسأل النبي أن 
يرجع إلى قومه مسلما فقال الرسول: «إنهم قاتلوك» ولم يصدق لمكانته 
بينهم» فلما رجع الطائف صعد عِلّية وأظهر إسلامه ودعاهم إليه. فرموه بالنبل 
من كل وجه. ولما سيِل عن حاله هذا الذي وصل اليه قال: اكرامة أكرمني 
الله بها وشهادة ساقها إلي. ليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول 


الله فادفنونى معهو)”ة 


3 . مسيلمة [116 ب]: 348 

هو مسيلمة الكذاب. يسميه محمد طاهر بحبيب بن مُسْلّمَة» ويسميه ابن 
قتيبة بمسيلمة بن حبيب”*. يقول محمد طاهر في المغني مَسْلَّمة بميم ولام 
مفتوحتين» ويعرفه بأنه جاهد واستجاب إلى الدعوة وهو مسلمة بن مخلد أبو 
أمامة أو ثمامة» ثم يقول «هو مسلمة ابن ثمامة وقيل ابن حبيب بن حنيفة» ثم 
يعرفه كما فعلت العرب بمسيلمة. والسبب في تصغير الاسم من المسلمين كان 


(1) الكامل 2: 49. (4) المعارف: 294. 


(2) المغني: 230. (5) الكامل 2: 193. 
(3) المعارف: 338. (6) المعارف: 405. 


721 


على الإحتقارء وكا:. تومه يأبون ذلك؛ ومسيلمة هو صاحب نيرنجات هذا ما 
جعلهم يغترون. قُس على يد وحشي بن حرب في خلافة الصديق”" . 

كان مسيلمة ادعى النبوة؛ وشريك النبي محمد #َلْةِ وبدأت دعوته بعد 
حجة الوداع وبعد سماعه بمرض الرسول وموته؛ وكان أرسل مسيلمة كتاباً 
إلى رسول الله يبين فيه إدعاءه فرفضه النبي وكاد يق' حاملي كتاب مسيلمة 
لولا أن الرسل بين الأطراف لا تقتلء وكتب إليه رسسرل الله «بسم الله الرحمن 
الرحيم من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب. أما بعد فالسلام على من 
اتبع الهدى فإن الأرض لله يرثها من يشاء من عباده. ,العاقبة للمتقين»”7 . 
2.4 عيينة بن حصن 1201 ب]: 355 

عيينة بن حصن الفزاري بضم عين وفتح تحتية وسكون أخرى فنُونٌ”7 . 
وهو بن حصن بن حذيفة بن بدر كان يُسمى حذيفة ولما أصابته لَقُوَة جحظت 
عيناه فسّمى «عيينة» حين دعاه النبي إلى الاسلام لم يَبْعْد ولم يدخل فيه.ء وطلب 
الموادعة منه بأن يجاوره فوادعه رسول الله يم ثلاثة أشهر. ولما انقضت المدة 
ترك الجوار وانصرف إلى بلاده مع قومه؛ ثم عاد وأغار حين أسمنوا وألبنوا على 
لقاح النبي التي كانت بالغابة» فلامه الحارث بن عوف قائلا : بئس ما جزيت به 
محمداً أسمنت في بلاده ثم غزوته» وقال فيه النبي: «الأحمق المطاع»”". ولما 
أسلم كان من المؤلفة قلوبهم» وارتد مع المرتدين» وكان يقول: «والله ما كنت 
آمنت» ثم رجع إلى الاسلام حين كلمه أبو بكرء وفي خلافة عثمان دخل عليه 
وقال «يا بن عفان سر فينا بسيرة عمر بن الخطاب فإنه أعطانا فأغنانا وأخشانا 
فأتقانا» فقال عثمان رضى الله عنه على حد ما ينقله ابن قتيبة «ما كنت بالراضى 
بسيرة عمرا. ويبدو أن عيينة بقي بين الإيمان والكفرء والدخول والإرتداد حتى 
مماتهء ولما كان عثمان يتعشى دعاه للعشاء فقال: إني صائم . قال: «أمواصل 
أنت» قال: «وما الوصال» قال: «تصوم يومك وليلتك حتى تمسي». قال: لا 
ولكني وجدت صيام الليل أيسر علي من صيام النهار»”” . 


(1) المغني: 231. (4) المعارف: 303. 


(2) الكامل 2: 205. (5) المعارف: 304. 
١ )3(‏ لمغني : 3 


722 


5 غطفان”' [120 ب]: 355 
3 3 . ع م 8 
هو بن قشير بن كعب بن ربيعة ينسبون إلى أمهم”” بن عامر بن صعصعة 
بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور”” بن عكرمة بن خصفة بن قيس 
عيلادن© , 
6 . سيّار [120 ب]: 355 


بسين مهملة وشدة تحتية وبراء”) وسَيّار أبو الحكم هو محدث كما 
عن رسول الله قال: يا يزيد بن أسد أحبب للناس ما تحب لنفسك©؟. فإذا كان 
سيار الذي يذكره الباقلانى”” فيكون هو المحدث. 
7 2 حنيفة [1201 ب]: 355 
وَعَدِيَ وعامر وعبد مناق» ومن عدي بن حنيفة مسلمة الكذاب7© , 
8 أسد [120 ب]: 355 

أسد هو بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مُضر. له أخوان: كنانة 
والهون وَلّد أربعة: دودان بن أسدء وكاهل بن أسد وعمرو بن أسد وحملة بن 


أسد» ومنهم تفرقت أسد كلها . 


9. ضرار بن قضاعى [120 ب]: 355 


ضرار بن مسلم بن عمرو بن حُصين بن أسيد بن زيد بن قضاعي وهو 
1 -(10) ل 8 5 010 
من بني هلال بن عمرو من باهلة""' وضرار بمكسورة وخفة الراء الأولى”'" . 


(1) الكامل 2: 236. (7) المناقب: 355. 


(2) المهارف: 87. (8) المعارف: 97. 
(3) المعارف: 85. (9) المعارف: 65. 
(4) المعارف: 85. (10) المعارف: 406. 
(5) المغني: 136. (11) المغني: 155. 


(6) المعارف: 399. 


123 


0 . هوزان [121 أ]: 355 
«وهوازن بمفتوحة وخفة واو وكسر زاي وبنون قبيلة» ””. وهوازن 
بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان067 وولد: بكر وسبيع وحَزب 
(4) 
ومليه 2 . 


1 . طىء [121 أ]: 355 

هو طيء بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن 
قحطان””. من طيء حاتم الطائي . 
فايل 5 من 749 فهرس مناقب الأئمة 


2.2 قضاعة [121 أ]: 355 

هو قضاعة بن معد بن عدنان. وأما قضاعة فصارت إلى اليمن إلى 
2 2 )26 
حمير »2 وتغد هي من اليمن . 
3 النعمان بن مُقرّن [122 أ]: 358 

هو من أوس وأوس من مُزينة غير أنهم ليسوا من وُلد عثمان وكان 
عددهم قليل. له أخوان كما يذكر ابن قتيبة هما: سويد ومعقل”"'. ويذكر ابن 
الأثير أن للنعمان أخاً اسمه نعيم حاصر المشركين في همذان مع القعقاع بن 

عه فك . . 01 00017 
عمرو ثم فتحها”. وكان النعمان بن مقرّن وَلِيَ ثغر نهاوند ولما جمع 
الجيوش وعددها ثلاثين ألفاً؛ جعل على المقدمة نعيم بن مُقَرّنْء وعلى 
مجنبتيه حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرّن أخاه. وانتظر النعمان بالقتال عند 
الزوال: كما كان يفعل رسول الله يئْةِةْ فانقضت رَايَئُه انقضاض العقاب» 
والنعمان مُعلم ببياض القباء والقلنسوة» وكان القتال شديداًء لم يسمع 
السامعون بوقعة حصلت أشد من هذه الوقعة» وصَبَرَ المسلمون حتى انتصروا 
وانهزم الأعاجم «وأقر الله عين النعمان بالفتح واستجاب له فقتل شهيداً إذ زلق 


(1) المغني: 271. (5) المعارف: 101. 


(2) الكامل 2: 183. (6) المعارف: 63. 
(3) المعارف: 85. (7) المعارف: 299. 
(4) المعارف: 86. )239 الكامل : 013 


1724 


. 5 #ردى 
به فرسه فصرع 
4 عبد الله بن مُقَرّن [122أ]: 358 
لم يذكر ابن قتيبة اسم عبد الله وكذلك ابن الأثير وذكره الباقلاني7© 
الذي لم يورد اسم نعيم وأورده ابن الأثير في مقدمة الحملة التي انطلق بها 
النعمان”” إلى نهاوند. 


5 إبن أبي كبشة [123أ]: 360 


هو مولى رسول الله كلة: اسمه سليم وهو من مولدي أرض ذَرْس 
ومنهم من يقول من مولدي مكة: أعتقه رسول الله بعدما أَنْتَعَهُ© . 


6 أبو دجانة [123 أ]: 361 

هو سماك بن خرشة: وسماك بكسر مهملة وبكاف”© ©. وأبو دجانة 
الانصاري. شهد يوم مُسيلمة وشارك في قتله ثم قتل في ذلك على حد قول 
ابن قتيبة” ؛ فابن الأثير لم يجزم قتله و«هو بدري» قيل «بل عاش بعد مقتل 
مسيلمة وشهد صفين مع علي عليه السلام والله أعلم»" . ولأبي دجانة 
مواقف حميدة سجلها ابن الأثير وغيره : فلما جرح رسول الله يِه في غزوة 
أحد أخذ الدم يسيل على وجهه وأبو دجانة يمسحه ويقول: اكيف يفلح قوم 
خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى الله) وكان القتال شديداً في تلك 
الساعة فترّس أبو دجانّة بنفسه» وكانت النبل تقع على ظهره وهو ينحني 
عليه ليحميه ويخبوه منها. وسبب جرح رسول الله أن ابن قمئة كلم 
وجنتهء وابن شهاب أصاب جبهته؛ ورماه عتبة «بأربعة أحجار فكسر رباعيته 
اليمنى وشق شفته» ثم علاه ابن قمئة بالسيف ولم يطق أن يقطع فخف إليه أبو 
دجانة والحارث بن الصمة» . 


() المعارف: 168. (6) المعارف: 271. 


(2) الكامل 3: 6. (7) الكامل 2: 248. 
(3) المناقب: 358. (8) الكامل 2: 108. 
(4) الكامل 3: 7. (9) الكامل 2: 108. 
(5) المعارف: 148. 


125 


7 الحارث بن الصمّة [123 أ]: 360 

الصمة بكسر صاد وشدة ميم. قاتل الحارث في غزوة أحد ويقول ابن 
الأثير أن الحارث خف إلى النبي بعدما جرح وحماه مع أبي دجانة بنفسه» وقد 
أعطاه حربة قتل بها أبى بن خلف”'"2. وأفلت النبى من تعاقد المشركين عليه 
واتفاقهم على قتله وكان ان نادى علياً (إحمل عليهم» ومنهم من يقول أن 
الحربة هي للزبير وليست للحارث”” . 
8 . عاصم بن ثابت [123أ]: 360 
والجلاس ابن طلحة والبحارث بن طلحة”". ويورد محمد طاهر في 
المغنى: ان عاصم هو بن ثابت بن أبي الأفلح بقاف وحاء مهملة'”6 . 
9 البراء بن مالك [123 أ]: 360 

البراء بن مالك .ضى بمفتوحة وخفة راء2. أخو أنس قاتل مائة مشرك 
وفيه ورد (رّبَ ذي طير لا يُؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه منهم). وكان البراء 
بن مالك في حرب فإنهزم المسلمون فقيل له: أقسم على ربك. فقال: 
«أقسم عليك يارب لما منحتنا أكتافهم. وألحقني بنبيك كَكهَا. فمنحوا 
أكتافهم وقتل يومئذٍ سنة 25. 


يروى أن البراء حين قدم المدينة أتت أمه إلى النبي يك وهو ابن ثمانٍء 
وظل يخدمه إلى أن قبض عليه الصلاة والسلاء”* . 


0 فاطمة رضى الله عنها [(123 ب]: 362 
وفاطمة هي بنت رسول الله كهِ أمها خديجة. تزوجها علي بن أبي 
طالب بعد سنة من قلومه إلى المدينة؛ ولدت لعلى الحسن والحسين 


(1) الكامل 2: 107. (5) الكامل 2: 108. 


(2) المرجع نفسه. (6) المغني: 25. 
(3) المغني: 25. (7) المغني: 34. 
(4) المعارف: 160. (8) المعارف: 308. 


ومحسناًء وأم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى”!". إختلف في المدة التي عاشتها 
فاطمة عليها السلام بعد النبي: فابن قتيبة يذكر أنها ماتت بعده بماثة يوه © . 
والناشئع الأكبر يقول: #إنها عاشت بعد رسول الله َي والسبب الغالب ما ذكره 
أبو حيان التوحيدي في حديثه عنها لابن سعدان حين أتى النبي يَكِةِ يعردها من 
عِلَّةَ فبكت. فقال رسول الله : ١ما‏ يبكيك» قالت: «قِلّهٌ الطغم وشِدَةُ السُقم 
وكثرة الهم" . 

يروي الناشئ الأكبر ان علياً لم يبايع أبا بكرء إلا بعد وفاة فاطمة التي 
وجدت عليه وهجرته ولم تكلمه بسبب سؤالها ميراثها من رسول الله كل. 
و«مما أفاء الله عليه بالمديئة وفدّك وما بقي من خمس خيبر»؛ فلم يدفعه اليها 
لما ورد من حديث ذكره: (إن رسول الله يَكِِ قال: لا نُورّثْ ما تركناه صدقة 
إنما يأكل آل محمد فى هذا المال». وحلف أن لا يغير شيئاً من صدقة رسول 
الله ولا يعمل فيها أسوة برسول الله . 


1 2 صفية: أم الزبير [127 أ]: 370 

هى عمة النبى يَلةِ: بنت عبد المطلب كانت عند الحارث بن حرب بن 
أمية ثم خلف عليها «العوام بن خويلد» وهي: أم الزبير بن العوّام وقد 
أسلمت”*. وصفية اسم يكتب «بكسر فاء مخففة وشدة ياء وكذا صفية بنت 
شيبة)” وشيبة هو «شيبة الحمد» عامر المسمى «عبد المطلب» لقدومه إلى 
مكة مع عمه «المطلب بن عبد مناف» فدخلها وهو صغير خلفه” . 


2 لبيد [129 ب]: 376 

يذكر الباقلاني أن لبيداً هو بن زياد بيئما إذا عدنا إلى ابن قتيبة ومحمد 
طاهر فهما ينسبان لبيد إلى ربيعة بن عامر وهو الشاعر الذي وفد على النبي 
في قومه بني كلاب وأسلم ثم رجعوا إلى بلادهم. ولم يقل الشعر بعد 


(1) المعارف: 142. (5) المعارف: 129. 


(2) أصول التحل: 11. (6) المغتى: 151. 
(3) الإمتاع 2: 96 (7) المعارف: 72. 


(4) أصول النحل: 11. 


721 


إسلامه207 واسم لبيد يكتب «بفتح لام وكسر موحدة مات سنة إحدى وأربعين 
وله من العمر مائة وأربعون سنة وقيل مائة وسبع و خمسون وقيل غير ذلك»6©' . 


3 الخثعمية [129 ب]: 376 

تسب : زينب بنت عميس وكانت عند «حمزة» بن عبد المطلب» وأسماء 
بنت عميس وكانت عند «جعفر بن أبي طالب)© , ويعود النسب إلى خثعم 
ابن عمرو بن الغوث””. لا ندري أي المرأتين يعني الباقلاني” . 
4 . عبد الله بن جعفر”؟ [130 1أ]: 377 


هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. ولد بالحبشة وكان أجود العرب 
لاه مس 8 220 


5 الخررّج [1133أ]: 386 

الخزرج بفتح معجمة وفتح راء وبجيم ك وكذااسم القبيلة”*) 
والخزررج: ابن حارثة بن ثعلية بن عمرو بن عامر بن حارئة بن امرئ القيس بن 
تعلبة. مازن بن عبد الله بن الأزد بن الغوث بن التبت بن مالك بن زيد ابن 
كهلان بن سبأ. وكذلك الأوس فهو أخوه وينسبهما ابن قتيبة إلى قبيلة أمهما. 
والخزرّج واللأوس هما: الأنصان , 
١. 6‏ ثقيف ثقيفة [133 ب]: 387 

ينسب ابن قتيبة ثقيف: إلى قيس عيلان هذا ما قاله وقال آخرون أنهم 
من قوم إياد القبيل الأكبر. وليست فيهم قبيلة مشهورة» فإذا كانت ثقيف من 
قيس عيلان: فإن عيلان بن مضر هو قيس عيلان. وترجع مضر إلى حيين 
هما خندف وقيس"". ويروي ابن قتيبة ان وفداً من ثقيف قدم على رسول الله 


(1) المعارف: 332. (6) المغنى: 166. 
(2) المغني: 216. (7) المعارف: 206. 
(3) المعارف: 137. (8) المغنى: 91. 

(4)المعارف: 103. (9) المعارف: 109. 
(5) المناقب: 376. (10) المعارف: 64. 


128 


ككةِ وسألوه أن يدع اللات لا يهدمها ثلاث سئين فأبى عليهم . وسألوه عفوهم من 
الصلاة. فقال: ١لا‏ خير في دين لا صلاة فيه» . فأجابوا وأسلموا. وأمّر عليهم 
أصغرهم لحرصه على الإسلام والتفقه في الدين وهو : عثمان بن أبي العاص . 
7 . مجالد ومجاشع ابنا مسعود [133 ب]: 376 

مجاشع بمضمومة وشين معجمة وكذا مجاشع بن مسعود رضي الله عنه 
نص بإهمال عينه)”''. ومجالد ومجاشع هما من سليم وأخوان من 
المهاجرين. كان بمجالد عرج شديد. بعد فتح مكة جاء مجاشع يطلب من 
النبي أن يبايع أخاه على الهجرة. فقال له: لا هجرة بعد الفتح» ويروي ابن 
الأثير ان مجاشع ألب على عثمان وكان من المحرضين عليه”'. وشهد 
مجاشع الجمل مع عائشة؛ وكان على سلب0 وقنا 4 
8 . عنَّاب بن أسيد [1134أ]: 389 

عتّاب بشدة مثناة فوق وبموحدة: ابن أسير © ابن أبي العيص بن أمية 
بن عبد شمس الأكبر. وهو من الأعياص” استعمله رسول الله يَدةِ على من 
بمكة وخرج هو مع إثنى عشر ألف مقاتل في غزوة هوازن بحنين. واستعمله 
أبو بكر عاملاً على مكة”” . 
2.9 عكرمة بن أبي جهل [134 أ]: 389 

عِكرِمَّة (بكسر العين والراء المهملتين للأنثى من الحمام وسُّمِيَ بها 
الإنسان أيضاً من حياة الحيوان للأميري)”*'. وعكرمة بن أبي جهل أسلم بعد 
الفتح وقتل يوم اليرموك. يقول ابن الأثير ان عكرمة كان معه ستة آلاف 
مقاتل» وقدم خالد في تسعة آلاف» وكان المسلمون يجتمعون في اليرموك 
وعددهم سبعة وعشرين ألف. بينما كان عدد الروم يتراوح بين مائتي ألف 
وأربعين ألف مقاتل: ثمانون ألف مقيدء وأربعون ألف مسلسل للموت 


10( المغني : 221 (5١١‏ المغني: 100 


(2) الكامل 3: 111. (6) المعاف: 73. 
(3) المعارف: 331. (7) الكامل 2: 289. 
(4) الكامل 3: 123. (8) المغنى: 177. 


19 


وأربعون ألف مربوطون بالعمائم لثلا يفروا وثمانون ألف رجل. وعِكرمة أول 
من أنشب القتال مع القعقاع بن عمرو حين أمرهما خالد بن الوليد؛ وكانا على 
مجنبتي القلب. والتحم الناس وتطارد الفرسان وتقاتلوا وأزال الروم المسلمين 
عن مواضعهم فقال الفرسان وتقاتلوا وأزال الروم المسلمين عن مواضعهم فقال 
عكرمة : قاتلت مع النبي كلِةِ في كل موطن ثم أفِرُ اليوم». فنادى المبايعة على 
الموت: فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور وأربع مائة فتقدم وتقدموا 
وقاتلوا حتى تضعضع الروم وتوجهت للهرب؛ ولما أصبحوا وجدوا عكرمة 
جريحاً مع ابنه» فقطر خالد بن الوليد في حلقه ومسح وجههء وكذلك فعل 


0 . قريش [134 أ]: 389 

وأما «النضر بن كنانة» فهو أبو قريش ولده: مالك والصّلت رجعت 
قريش إلى مالك بن النضرء ورجعت بنو خزاعة إلى الصَّلت الذي ذهب إلى 
اليمن وهو والد خزاعة© . 
1 . على بن عبد الله بن العباس [134 ب]: 390 

علي بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب. كان عابداً يصلي كل يوم 
وليلة ألف ركعة© . 
2 2 مخرمة بن نوفل [134 ب]: 390 

مَخْرَمِة بمفتوحة وسكون معجمة وفتح راء والد المسور”''. ومخرمة هو 
بن نوفل بن عبد مناف بن زُهرة. بلغ من السن مائة وخمس عشرة سنة» وقبل 
موته كف بصره”” . وهو من المعمرين. 
3 أم سلمة رضي الله عنها [134 ب] 

أم سلمة المخزومية* سَلِمَة بفتح اللام وبكسرها”” بنت أبي أمية بن 


(1) الكامل 2: 178. (5) المعارف: 430. 


(2) المعارف: 64. 6( الكامل 2 210 
() المعارف: 123. 0) المغنى: 325. 
204 المغني : 2.25 


30 


المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم: زوج النبي عَيِلة. وكانت قبله عند أبي 
سلمة بن عبد الأسد. وهي بنت عم أبي جهل» وأخت عبد الله بن أبي أمية 
أشد قريش عداوة للنبي”". 
4 . ميمومنة رضى الله عنها [134 ب]: 390 

ميمونة ابنة الحارث الهلالية© . وهي من ولد عبد الله بن هلال بن عامر 
بن صعصعة. تزرجها النبي كد وبنى بها اتشرف» بعيدة عشرة أميال عن 
مكة”* . وسنة ثمانٍ وثلائين توفيت بسرف ودفنت فيها. 
5 . هشام بن عروة [134 ب]: 23030 

هشام بن عروة ابن الزبير بن العوام الأسدي” . 
6 . هاشم بن عبد مناف [136 أ]: 394 

هاشم بن عبد مناف: يسمى عمروؤ. مات بغزة من أرض الشام ولده: 
عبد المطلب وأسد”*' . 


7 - شرحبيل بن حسنة [142 أ]: 409 

ينسب شرحبيل إلى أمه حسنة أما أبوه فهو عبد الله بن المطاع بن عمرو 
من اليمن: حليف بني زهرة. مات سنة ثمان عشرة وله من العمر أربع وستين 
سنة في طاعون عمواس”“. كان شرحبيل على الميمنة مع عمرو بن العاص 
حين خرج المسلمون بقيادة خالد بن الوليد في وقعة اليرموك مع الروم”” . 
8 . عمرو بن معد يكرب الزبيدي [142 ب]: 410 

اورد الباقلاني اسمه عمر بن معد يكرب الزبيدي ورهطه. . .28 

رهطه زبيد بن الصعب بن سعدء ولما استعمل رسول الله يق خالد بن 
سعيد بن العاص على صدقات بني زبيد صار إليه سيف عمرو بن معد يكرب 


(1) المعارف: 136. (5) المعارف: 71. 


(2) الكامل 2: 211. (6) المعارف: 325. 
(3) المعارف: 137. (7) الكامل 2: 281. 
(4) تهذيب 11: 48. (8) المناقب: 410. 


وبقي عند آل سعيد بن العاص حتى اشتراه منهم المهدي بعشرين ألف 
( 8 
درهم'''. يقول عمرو: 


إذالم تستطعأمراًفدعه وجاوزه إلى ما تستطيع” 
وقبر في نهاوند بعد فتحها إلى جانب طلحة بن خويلد في موضع يقال 
له: له: الأسفيذبان© . 


9 . الأحنف بن قيس [144 1أ]: 414 

الأحنف: ببهملة بون معروف وبمسجمة وماة تست هو صخر بن 
قيس بن معاوية بن حصن بن عباد بن مُرة بن عبيد من تميم. أسلم الأحنف 
وقومه حين أتاهم النبي ودعاهم إلى الإسلام. لم يشهد الجمل مع أحد من 
الفريقين””". يروي ابن الأثير: لما فرغ أمير المؤمنين من وقعة الجمل أتاه 
الأحنف ابن قيس في بني سعد؛ وكان قد اعتزل القتال فقال له علي: 
«تربصت». فقال: ما كنت أرانى إلا وقد أحسنت وبأمر كان ما كان يا أمير 
المؤمنين فارفق». وكأنه عرف أن الطريق طويل وأن المسير مع علي يطلب 


مشقة وعناء فقال: «فان طريقك الذي سلكت بعيد وأنت اليّ غداً أحوج منك 
أمس )600 , 


وشهد معه صفين” . وكان الناصح القريب؛ وحين جعل الناس أبا 
موسى حكماً جاء إلى علي رضي الله عنه وقال: «يا أمير المؤمنين إنك قد 
رميت بحجر الأرض وإني قد عجمت أبا موسى وحلبت أشطره فوجدته كليل 
الشفرة قريب" و(إِنه لا يصلح لهؤلاء القوم إلا رجل يدنو منهم حتى يصير في 
أكفهم» ويبعد حتى يصير بمنزلة النجم منهم» وطلب الأحنف من على أن 
يكون مع الحكم ان لم يكن هوء فإنه لن يعقد الطرف الآخر عقدة إلا حلها 
والا يحل عقدة أعقدها لك إلا عقدت أخرى أحكم منها». ولما أتى الناس | 
أب موسى رضي الأحتف ونصحهم أن «دفئوا ظهر أبي موسى بالر جال302 . 


() المعارفف: 296. (5) المعارف: 423. 


(2) الكامل 2: 63. (6) الكامل 3: 131. 
(3) المعارف: 299. (7) المعارف: 423. 
(4) المغني: 17. (8) الكامل 3: 162. 


1132 


0 2 حفصة رضى الله عنها [145 1أ]: 418 
حفصة بمهملتين”'. وحفصة بنت عمر بن الخطاب زوج رسول الله 
يد وهى أخت عبد الله بن عمر لأمه وأبيه. ماتت بالمدينة فى خلافة 
١ |‏ 
عثمان ‏ . 


1 بنو الأصفر [146 أ]: 420 

حسب تصنيف الأنساب لإبن قتيبة: فإنه يرد بني الأصفر إلى الروم 
وااسميت الروم بهذا الاسم نسبة الى : رجل جلد أحمرء أصفر في بياض: 
شديد الصغفرة وأبوه عيصو: رجل أحمر شعر الجسد؛ عليه خواتيم من شعر 
وهو صاحب صيد. وام عيصو هي رفقا إبنة باهر بن أزرا بنت عم إسحاق 
تزوجها ورزق منها توأمين في بطن واحد. خرج عيصو ثم خرج يعقوب. أما 
إسحاق فهو بن ابراهيه”” . 
2 . كعب [146 أ]: 420 

كعب بن عمرو بن عُلّةَ بن خالد بن مذجج” . وعدي بن كعب». كالوا 
من المشركين؛ لم يخرج منهم رجل واحد في غزوة بدر'” . 
3. بنو خزاعة [146 ب]: 421 

يزعم قوم كما ينسب ابن قتيبة: ان بني خزاعة من اليمن وهم من ولد 
بن مضر بن نزار”. وفي فتح مكة سنة ثمانٍ كانت خزاعة في عهد رسول الله 
مج , 1 1 
4 . سليم [147 أ]: 423 


: 07 0 50 8 
سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان '. عاد بني 


(1) المغنى: 719. (5) المعارف: 153. 


2) المعارف: 135. (6) المعارف: 64. 
(3) المعارف: 38. (7) الكامل 2: 161. 
(4) المعارف: 107. (8) المعارف: 85. 


33 


سُلَِيم مع بني عامر وهوازن بعدة الردة إلى الإسلام وأعطوا القعقاع بن عمرو 
بأيديهم وبايعوه على أن يتولى عليهم «عهد الله وميثاقه» وأن يؤمنوا بالله 
ورسوله. وأن يقبضوا الصلاة ويأتوا الزكاة» ويبايع أبناؤهم ونساؤهم: 
210 
فأجابوا”"'' . 


5 أسلم [147]: 423 

أسلم بفتح همزة ولام قبيلة” . وأسلم من بني خزاعة بن عبد الله بن 
5. (63 
الازد . 


6 2 بنو جهينة [147أ]: 423 
بنو جهينة من قضاعة” . 
7 2 عبد مناف [147 1أ]: 423 


عبد مناف ابن هلال بن عامر بن صعصعة!3 , 


8 مزينة [147 ب]: 424 

مزيئنة بمضمومة وفتح زاي وسكون يا فئون قبيلة مزينة بن أذ بن 
طابخة”' وبنو مزينة هم: مُزينة مُضر. ومنهم: التُعمان بنُ مقرّن ومعقّل ابن 
يسار وبكر بن عبد الله المزني وزهير الشاعر”* . 
9 2 حنظلة بن الربيع [149 ب]: 428 

حنظلة بمهملة مفتوحة وسكون نون وفتح معجمة وبلام” هو حنظلة بن 
ربيعة بن صيفي ابن أخي أكثم بن صيفي. وهو حكيم العرب من بطن في بني 
تميم يقال لهم: بنو شريف”". وَكتب حنظلة للنبي مرة فسمي بالكاتب”1". 


(1) الكامل 2: 236. (7) المعارف: 74. 


(2) المغنى: 21. (8) المعارف: 75. 
(3) المعارف: 108. (9) المغنى: 83. 
(4) المعارف: 280. )210 المعارف : 9 
(5) المعارف: 135. (11) المعارف: 300. 
)6( المغني : 9 


734 


0ه شيب [148 ب]: 425 

هو شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف”©. بمفتوحة وسكون 
تحتية وبموحدة 
1 أبو أمامة [150 أ]: 430 

أبو أمامة بمضمومة وخفة ميمين كنية: أسعد بن زرارة*© . وأسعد بن 
زرارة من الأنصار ©" . 
2 المِسّور بن مخرمة [152 ب]: 436 

مسوّر كله بكسر ميم وخفة واو”*'. هو المِسور بن مُحْرِمة بن نوفل بن 
عبد مناف بن زُهرة. ويقول ابن قتيبة أنه كان يُعْدَل بالصحابة وليس منهم. 
1 بن معاوية يشرب الخمر) فكتب يزيد إلى أمير المدينة 
أبغرها صوفاً يفك ختامها 

أبو خالكد ويح ١‏ || م . 070060 

3 . ضرار بن الأزور [153 أ]: 437 

هو ضرار بن الأزور الأسدي من بني أسد حارب في وقعة اليرموك 
وبايع عكرمة بن أبي جهل مع الحارث بن هشام وآخرين على الموت ففرقوا 
مع خالد ابن الوليد وجيشه: الروم؛ وتوجهت إلى المهرب أو القتل أو 
الأسر 
شهاب وابن قمئة وعتبة بن أبي وقاص : لعن رأوا ار 0 


(0) المعارف: 72. (6) بحر الطويل. 


(2) المغني: 146. (7) المعارف: 429. 
)3( المغني : 26 (8) الكامل 2: 283. 
(4) المعارف: 309. (9) المناقب: 438. 
(5) المغني: 231. (10) المعارف: 472. 


35 


5 العباس بن مرداس السّلمي [1153]: 438 
7 - 10 ؟ 7 . . : 

عباس بموحدة ومهملة ابن مرداس”'' أسلم قبل الفتح وحضر يوم فتح 
مكة مع رسول الله كَلِهِ في تسعمائة ونيّف بالقنا والدروع على الخيل© . 
6 الراوندية 1571 ب]: 451 

الراوندية هي نسبة إلى أبي الحسين أحمد بن يحيى بن محمد بن 
إسحاق الريوندي وشهر خطأ بابن الروندي أو الروندي. عاش في بداية القرن 
الغالث الهجري بين 205 245 ه في يغداد حاول أن يتبع نهجاً عقلياً جديداً 
فاتهم بالزندقة والكفر”” . 
7 2 خديجة رضى الله عنها [158 أ]: 452 

هي خديجة بنت خويلد بن أسد ابن عبد العُرّى بن مُضَى. هي أول 
أزواجه وهي أم أولاد النبي جميعاً إلا ابراهيم فإنه من مارية القبطية”*"؛ لم تزل 
معه إلى أن توفت والمدة هي: أربع وعشرون سنة وشهورء تزوجها وهو ابن 
٠ .‏ 250 
خمس وعشرين سلة ”2 . 
8 عبد الله بن المبارك [169أ]: 482 

عبد الله مكبراً بن المبارك© من أهل مرو. ولد سنة ثمان عشرة ومائة 


مات بهيت منصرفاً من الغزو”'. له من الكتب: كتاب السنين فى الفقه 
وكتاب التفسير » وكتاب التاريخ ‏ وكتاب الزهد. وكتاب البر والصلة© . 


9 سفيان بن عيينة [169أ]: 482 


سفيان بن عُيينة”* كان فقيهاً مجوداً له تفسير معروف وكتاب له 


(1) المغني: 165. (4) المعارف: 132. 

(2) المعارف: 336. (5) المعارف: 133. 

(3) كتاب تاريخ ابن الريوندي الملحد ‏ حققه (6) المغني: 167. 
وعلىّ عليه عبد الأمير الأعسم / دار 7(7) المعارف: 511. 
الآفاق الجديدة / طبعة بيروت 1395 / (8) الفهرست: 319. 
175 (9) المعارف: 547. 


736 


يعرف”'2. وسفيان بن عيينة مثلثة بالسين والضم ك ق. 


0 2 يزيد بن هارون [169 أ]: 482 


هو مولى لبني سليم ولد سنة ثمان عشرة ومائة. مات في خلافة 
المأمون بواسط سنة ست ومائتية 9 . 
1 الفضل بن ذكين [169 أ]: 482 

هو أبو نعيم: الفضل بن دكين بن جماد؛ كان مولى لآل طلحة بن عبيد 
الله التميمي . توفي الفضل سنة تسع عشرة ومائتين”” . 
2 . إسحاق بن راهويه [169 أ]: 482 

يورد ابن قتيبة اسم اسحاق: محدثاً قال: حدثنا اسحاق بن راهويه© . 
واسم راهويه ابراهيم بن .. مروزي هو من أصحاب أحمد بن حنبل توفي 
وله من الكتب: كتاب السنن في الفقه وكتاب التفسير”“. ويورد محمد طاهر 
نسب إسحاق: هو ابن راهويه اسحاق بن ابراهيم الحنظلي”” . 


3 . وكيع بن الجرّاح [169 أ]: 482 

هو ابن مليح الرواسي من بني عامر بن صعصعة”* كان أبوه على بيت 
السنين””'". صنفه ابن قتيبة وقال انه مع الغالية من الشيعة”'" . 
4 الواقدي [169 أ]: 482 


(1) الفهرست: 316. (7) المخني: 305. 

(2) المغني: 129. (8) الفهرست: 317. 
(3) المعارف: 515. (9) المعارف: 507. 
(4) المعارف: 526. (10) الفهرست: 317. 
(5) المعارف: 287. (10) المعارف: 624 
(6) الفهرست: 321. 


117 


وكان يلزم التقية. تشيع وحسن مذهبه. يروي أن علياً عليه السلام كان من 
معجزات النبي مَك كالعصا لموسى عليه السلام وإحياء الموتى لعيسى بن 
مريم عليه السلام. ولد سنة ثلاثين ومائة. له من الكتب الكثير منها: كتاب 
التاريخ ١‏ والمغازي» والمبعث؛» وكتاب الجمل وصفين. . . ومقتل الحسن 
والحسين. وكتاب الردة والدارء وكتاب سيرة أبي بكر وغيرها"" . 


5 الحُطابية [169 ب]: 482 

ينسب ابن قتيبة الخطابية إلى الرافضة وهم يعودون إلى أبي الخطاب 
ولا يدري ممن هو“ . أما عبد القاهر البغدادي؛ فإنه ينسب الخطابية إلى أبي 
الخطاب الأسدي و«طائفته كافرة لدعواها حلول روح الإله في جعفر الصادق» 
وان الحسن والحسين وأولادهما أبناء الله وأحباؤه)© . 


6 الشيعة [169 ب]: 482 

هم أصحاب علي وشيعته”". وعلى حد ذكر ابن قتيبة لأسماء بعض 
الشيعة منهم: الحارث الأعور وصعصعة بن صوحانء والأصبغ بن نباتة. 
وعطية والعوفي وطاووس وسليمان الأعمش وأبو صادق وسفيان الثوري 
ومحمد بن فضيل ووكيع بن الجراح والفضل بن دُكين والمسعودي الأصغرء 
وسليمان التيمي وجعفر الضبعي». وهشام بن عمار والمغير صاحب ابراهيم 
وعلي ابن الجعد وغيره 9 . 


7 . سهل بن عبد الله التستري [180 أ]: 509 


هو ابن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رافع التستري 
المتصوف له من الكتب» كتاب دقائق المحبين» وكتابف مواعظ العارفين 
وكتاب جوابات أهل اليقيه ©" , 


(1) الفهرست: 144. (4) أصول النحل: 17. 
(2) المعارف: 623. (5) المعارف: 624. 
(3) الفرق بين الفرق: 255. (6) الفهرست: 263. 


138 


8 ذو النون المصري [180 أ]: 509 

هو أبو الفيض ذو النون بن ابراهيم وكان متصوفاً وله أثر في الصنعة وله 
أيضاً كتب صنفها منها: كتاب الركن الأكبر وكتاب الثقة في الصنعة”" . 
9 ابراهيم بن أدهم [180 أ]: 509 

ابراهيم بن أدهم الزاهد: خال ابِنُ كناسة الكوفي المتوفى سنة سبع 
ومائتيه © , ينقل عنه أبو حيان التوحيدي حديثاً في الرهبان والزهاد يقول: 
«سألت راهباً من أين تأكل» قال: «ليس هذا العلم عندي ولكن سل ربي من 
. 92 2 
أين يُطعمني»”” . 
0 الوليد بن المغيرة بن شعبة [188 أ]: 528 

الوليد , بن المغيرة يضعه ابن قتيبة في مرتبة الأوائل : فهو أول من خلع 
نعليه لدخول الكعبة في الجاهلية فخلع الناس نعالهم في الإسلام. وأقر رسول 
الله كيِدِ القضاء بالقسامة» وكان المغيرة أول من قضى بهاء كما أقر قطع اليد 
وكان المغيرة أول من قطع يدا في الجاهلية وفي السرقة ‏ وأول من حرم الخمر 
على نفسه” وهو صاحب صنعة كان يعمل بها وهي الحدادة. فكان حداداً”” . 


1 . عبد شمس [222 ب]: 610 


5 30 0 2 266 
عبد شمس بن عيد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب منهم : 
أمية الأكبر وحبيباً وعبد العزى وسفيان وربيعة”” . 


2 . نوفل [222 ب]: 610 


23 
نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيَ 


اا 
ومنهم: جبير بن مُطعم بن عَديٌ بن نوفل 


(1) الفهرست: 503. (6) المعارف: 69. 
(2) المعارف: 543 (7) المعارف: 72. 
(3) الإمتاع والمؤانسة 2: 128. (8) المعارف: 69. 
(4) المعارف: 551. (9) المعارف: 71. 


(5) المعارف: 575. 


39 


3 أم حبيبة رضي الله عنها [226 أ]: 620 

أم حبيبة بنت أبي سفيان ابن حرب تزوجها النبي يك بقيت إلى خلافة 
معاوية؛ وبقي السرير الذي حمل عليه النبي يَكِةِ في بيتها بالمدينة ثم عند 
مولى لها . 
4 صعصعة بن صوحان [228 ب]: 627 

صعصعة بفتح مهملتين وسكون عين أولى 2" . وهو أخ لزيد بن 
أبي طالب رضي الله عنه يوم الجمل» وكان خطيباً من أخطب الناس”© . 
5 مروان [228 ب]: 628 

مروان بن الحكه”” هو أخو الحارث بن الحكم بن أبي العاص قد أواه 
عثمان رضي الله عنه وأقطعه فُدَك وهي صَدَقَة رسول الله كل ولما افتتح 
إفريقيا أخذ الخمس فوهبه كله لمروان” . 
6 الأسود بن عوف [230 ب]: 634 

الأسود بن عوف هو أخو عبد الرحمن بن عوف: وَجَدَّه عمر بن 
الخطاب رضى الله عنه شارباًء فأمر به فجلده الحد. ويوم الجمل حارب مع 
عائشة فقتل 70 , 


7 2 يزيد بن معاية [230 ب]: 634 

يزيد تحتية وزاي”* . ويزيد بن معاوية”” : ولي الخلافة بعد موت أبيه. 
فكتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان يخبره بموت معاوية» وأن يأخذ 
حسيناً عليه السلام» وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة لوصية أبيه: الذي 
أخضع له رقاب العرب» وجمع له ما لم يجمعه أحد . فكان خائفا عليه من 


(1) المعاف: 136. (6) المعارف: 235. 


(2) المغني: 151. (7) الكامل: 128. 
(3) المعارف: 402. (8) المغني: 215. 
(4) المعاف: 68. (9) المعارف: 351. 


(5) المعارف: 195. 


740 


هؤلاء القريشيين”''. ينقل أبو حيان على لسان على بن عبد الله قال: اشهدت 
الحَجَاجٍ خارجاً من عند عبد الملك بن مروان فقال له خالد بن يزيد بن 
معاوية: «إلى متى تقتل أهل العراق يا أبا محمد». فقال: «إلى أن يكفوا عن 
قولهم في أبيك: إنه كان يشرب الخمر»”2 . 
8 أم أيمن [230 ب]: 634 

هي حاضنة رسول الله كلخ كانت يوم أحد تسقى الماء فرماها حيان بن 
وقاص وقال: إرمهء فرماه فأصابه© . 
9 . زياد بن سُميَّة [232 أ]: 638 

يورد ابن قتيبة ان زياد كان مع علي بن أبي طالب «وقله ولد عام الفتح وهو 
زياد بن أبى سفيان. يكنى بأبى المغيرة أمه «سّمية» من أهل «زنُّدورد» وهبها 
«اكسرى» لأبى الخير . وهو ملك من ملوك اليمن» ولما كان أبو الخير عائداً إلى 
اليمن عرض بالطائف فداواه «الحارث) فوهبه اسُمية)2 , وزياد هو أخ «النفيع) 
الملقب بابي بكرة أصبح حرا بعد حصار الطائف الذي نصبه رسول الله كَلِْةِ لقوله 
«أيما عبد نزل إليّ فهو حر» فنزل أبو بكرة وأسلم وحسن إسلامه”” . 
0 2 الحضرمى [232 أ]: 638 
1 . حبيب بن مسلمة الفهرى [232 ب] 

كان حبيب بن مسلمة الفهري كالمشرف على دابة لطوله”” وكان له 


مولى هو ابن رغبان من قريش من محارب بن فهرء وكان عظيم القدر يلي 
الولايات زمن عثمان ومعاوية؟ . 


(1) الكامل 3: 259. (5) الكامل 2: 111. 


(2) الإمتاع 3: 178. (6) المعارف: 283. 
(3) المعارف: 346. 7) المعارف: 592. 
(4) المعارف: 288. (8) المعارف: 615. 


41 


الفهارس 


السورة رقم الآية الصفحة 
سورة البقرة 

فمن بذّله بعدما سمعه فإنما اثمه على الذين يبدُلونه 18 13 
مستهزؤون 14 641 
سَبْحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا 32 551 
يا آدم انبئُهم بأسمائهم 33 551 
إنما نحن فِثنة 102 546 
هاروت وماروت 102 545 
وما أنزل على الملكين بيابل 102 55 
فلا تكفر 102 545 
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين !]1 504 
والفتنة أشد من القتل 9 310 
والمطلقات يتربئّضن بأنفسهن ثلاثة قروء 228 219 
لا إله إلا هو 255 109 
تظلمون 219 109 
سورة آل عمران 

اللهم 26 108 
لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا 41 545 


(1) اتبعت في وضع فهرس الآيات القرآنية ترتيب السور المتبع» واختصرت كتابة الآية الطويلة 
لإعتبار وجودها في المصحف,. وفي كتاب «المناقب» ويكفي أن أشير !! لى أرقامها في 
الصفحات الموجودة فيها. وكذلك فعلت الإختصار ذاته بالنسبة للأحاديث النبوية الطويلة 
والأبيات الشعرية التي تزيد على بيت» لإعتباري أن التكرار غير ضرو: ي» ويكفي الإشارة في 
الفهرس إلى مكانها من الكتاب. 


13 


لا ينصرون 

الكاظمين الغيظ 

والذين إذا فعلوا فاحشة 

ولو كُنْتَ فظاً غليظ القلب 

لنبيّ أن يُغْل 

سورة النساء 

يوصيكم الله في أولادكم 

وححَرْمَتْ عليكم أمهاتكم 

ولا تقتلوا أنفسكم 

فابعثوا حكماً من أهله 

وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً 
وإذا حكمْئّم بين الناس أن تحكموا بالعدل 
لن يستتكف المسيح أن يكون عبداً لله 
سورة المائدة 

ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك 

النفس بالنفس والجراح قصاص 

النفس بالنفس 

وأمه صدّيقة كانا يأكلان الطعام 

لا يضركم من ضل إِذْ اهتديتم 

سورة الأنعام 

ولا أقول لكم عندي خزائن الله 

وخالق كل شيء 

سورة الأعراف 

فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين 
ما نهاكما ربُكما عن هذه الشجرة 
وتقولون على الله ما لا تعلمون 

فإنّ الأرض لله يُورثُها من ي* ء من عباده 
فَخَلف م ن بعْدِهم خَلْفُ ورثوا الكتاب 
هُمْ الخاسرون 


74 


134 


48 


2354 


308 


641 


سورة الأنفال 

لله إحدى الطائفتين 

واتقوا فتنةٌ لا تصيبن الذين ظلموا منكم 
اللهم 

واعلموا أنّما غنمتم من شيء فإن لله خمسه 
للرسول ولذي القُرْبى واليتامى والمَسّاكين 
ما غنمتّم من شيء فإن لله خمسه وللرسول 
وألف بينهم. وبين قلوبهم 

الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم 

سورة التوبة 

قاتلوهم يُعَذَبُهُم الله بأيديكم ويُخِزهم وَينصْرُكم 
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المجسد الحرام 
ثانى اثنين إِذْ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه 
عفا الله عنك لِمَ أَؤِنْت لهم 

والمؤلفة قلوبهم 

السابقون الأولون 

إنما الصدقات للفقراء 

خلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً 

سورة يونس 

فأتوا. . مِثْلّه 

تقولون على الله ما لا تعلمون 

سورة هود 

لها كارهون 

فما أغنثْ عنهم 

ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار 
سورة يوسف 

فلما رَأَيئَهُ أكبّزئه وقَطْعْنٌ أيديَهُىْ 

وقال الذي نجا منهما واذكر بعد أمةٍ 
يوسف أيها الصديق افتّنا في سبع بقرات 
إلا القوم الكافرون 

أؤف لنا الكل وتصدّق علينا 


لا تشريب عليكم. اليوم يغفر الله لكم 


115 


406 

53 

148 5 
226 

256 

501 

91 

2343 


103 
402 
264 

590 
5310 
363 
603 
610 


5204 
5358 


641 
2316 
49 


5303 
308 
308 
299 
509 
369 


سورة الحجّر 

فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس 
إخواناً على سرر متقابلين 

سورة النحل 

الله خير أمّا يُشركون 

سورة الإسراء 

واخفض لهما جناح الذّل والرحمة 

ولا تقربوا الزنى 

ولا تقْفٌ ما ليس لك به علم 

اسجدوا لادم فسجدوا إلا إيليس 

سورة الكهف 

إلا إبليس كان من الجن فُفَسّق عن أمر ربه 
ما كنت متَّجْلَ المضلّين عُضْدا 

واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة 
الأخسرون أعمالا 

سورة مريم 

إذ نادى ربه نداءً حْميًا 

قال ربي إني رَهَنَ العظم مني 

وإني حِفتٌ الموالي من ورائي 

يرئني ويرثُ من آل يعقوب 

الأزض ومن عليها 

وإذكر في الكتاب ابراهيم 

اذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صدّيقا 
سورة طه 

... السر وأخفى 

وعصى آدمٌ ره 

ثم تاب عليه وهدى 

سورة الأنبياء 

يسبّحون الليل والنهار لا يفترون 

وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث 
سبحانك إني كنت من الظالمين 


746 


0 و31 
47 


59 


22 
32 
36 
61 


530 
51 
52 
103 


نا بم ها كحم 


40 
41 


244 
13 


78 


512 
218 
5538 
50 


544 
153 
23208 
14 


سورة الحج 
لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين 
القاسية قلوبهم 
سورة المؤمنون 
أفحسيتم إنما خلقناكم عبثا 
سورة الشعراء 
وما أسألكم عليه من أجر 
وانذر عشيرتك الأقربين 
واخفِض جَنَاحَكٌ لِمَن انْبَعك من المؤمنين 
سورة الثّمل 
وقال يا أيها الناس عَلْمنا منطق الطير 
واوتينا من كل شيء 
ورث سليمان داود 

و559 
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين 
سورة القصص 
ويُجبي إليه ثمرات كل شيء 
وأين شركائي الذين كنتم تزعمون 
سورة العنكبوت 
وما كنت تتلوا من قَبْلِه من كتاب 
سورة الروم 
أهون عليه 
سورة لقمان 
إن الشّرْك لظلمٌ عظيم 
سورة الأجحزاب 
لقد كان لكم في رسول الله أسوة 
لمن كان يرجو الله واليوم الآخر 
سورة فاطر 
وورث متليمان داود 
سورة يس 
ما علمناه الشعر وما ينبغي له 


147 


111 
53 


115 


109 


214 
215 


62 


48 


27 


32 


69 


53043 
1/12 


116 


532 


78 


429 


110 
108 


5355 


5352 


سورة ص 

وإذ قال رَبُك للملائكة 

ما منعك أن تسججدَ لما خلقت بيدي 
سورة الرّمَر 

لعن أشركت 

القاسية قلوبهم 

سورة غافر 

حاميم 

الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون 
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا 


حاميم 
إلا المودة في القربى 


وإنه لذكر لك ولقومك 


قوم خصمون 

سورة الأحقاف 

وشهد شاهد 

ُدَمْرُ كل شيء 

سورة متحمد 

إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب 
حتى نعلم المجاهدين منكم 

سورة الفتح 

ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر 
لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك 
وَعَدَكم الله مغانم كثيرة تأحذُونها 

سورة الححرات 

وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا 


78 


23 
23 


18 
20 


5350 
5340 


5241 
172 


103 


5350 


5534 


46 


103 


557 


5533 


203 


109 


71 
5852 


226 
541 


89 


1712 


606 


226 


سورة الطور 

إذا كانوا صادقين 

سورة النجم 

ما ينطق عن الهرى 

إن هو إلا وحي يوحى 

سورة الحديد 

لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح 
سورة المحادلة 

لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر 
سورة الحشر 

ما أفاء الله على رسوله 
يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا 
لا ينصرون 

سورة التحريم 

وإن تظاهرا عليه 

ويفعلون ما يأمرون 

سورة القلم 

ان كانوا صادقين 

سورة وح 

استغفروا ربكم إنه كان غفارا 
وانهارا 

سورة الإنسان 

إنما نطعمكم لوجه الله 

فإن كان لكم كيد فكيدون 


كراماً كا تبين يعلمون ما تفعلون 
سورة المطففين 


كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون 


34 


22 
6 


7 و9و10 
12 


41 


39 


38 


11و12 


556 


521313 
5233 


456 


468 


534 


601 


426 


548 


538 


5335 


6041 


258 
208 


505 


504 


403 


5350 


640 


سورة الليل 

فسنيسّره لليسرى 

وما لأحد عنده من نعمة تُجزى 
سورة الزلزلة 

ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يرّه 
سورة العاديات 

والعاديات ضبحا 


1530 


5 و6 و7 
9 و20 و21 


341 
341 


218 


032 
432 


2 - فهرس الأحاديث النبوية 


- قوله عليه السلام: «تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم» 65 84 
(من حمل علينا السلاح فليس منا» 65 
«إذا حكم الحاكم فإجتهد فأصاب فله أجران وإن حكم فاجتهد فأخطأ فله 

أجر» 68 
#عشرة من قريش في الجنة» 72 
- هذا يوم كله لك. . .» 72 
«من أحب أن ينظر إلى شهيد. . . » 72 
«علي حَريٌ لما تحرك به...) 72 
«هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي. . . أسكن حربي وأهديء» 72 
«إنما عليك نبئٌ أو صديق. . .» م ا ا م ا 72 
طلحة والزبير جاراي فى الجنة؛ 72 
- #من سره أن ينظر إلى شهيد فلينظر إلى طلحة. .» 72 
«إن الإيمان قيد الفتك. ..» 75 
#قتال المسلم كفر وسيابه فسوق..» 275 
- «أتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا منكم...» 3 +84 
استكون فتنة. . .4 8 
- "كن إبني آدم. . .» 83 
«اللهم إنما أنا بشر. ..» 58 
١لا‏ يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن...» ل 8 
- ايا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد ألستتهم»ة ‏ 89 
اليس من الناس أحد إلا وقد أخطئ. . .» 59 
الو يؤاخذنا الله أنا وابن مريم بما كسبت...1 589 
اما عليك إلا نبى أو صديق أو شهيد. . .» 90 
- اعشرة من قريش في الجنة. .» 0 95 
- اوأسكن حربي وأهدئ» 5 95 
«... وإن الله قد غفر لأهل بدر. .» 89 5و 


751 


- «وأنت مني بمنزلة هارون من موسى. . .» 85 95 


اومن كنت مولاه فعلى مولاه» فل مم م 20000000000000 316696695 
«واثتنى بأحب الخلق إليك . . .» م ا ا 0 95 
"قال رسول الله لسعد. . . والله لقد حكمت فيهم بحكم الله عزّ وجل من 
سبع سماواته» نمياب نما نةب ثم ةلبق مام 00000000600 214 
«من مات وهو يرى السيف في أمتي. ..» 231 
#يخرج من قبل المشرق رجال هذا هديهم. .؛ 232 
- ليق رأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق 
السهم من الرمية؛ 32 233 
يخرج قوم فيهم رجل مؤذن اليد أو مثدون. ٠١‏ 2 و234 
١نشدتك‏ الله هل حدئتك نفسك أنك خير من أهل هذا المجلس» 236 
الست يصاحيبه . . ») 236 
#لو قتل ما اختلف على أمتي رجلان. . .؛ لع م 236 
#راعي الجبل يحدوه رجل من بجيلة. .؛ 236 
(ويحك فعند من يكون العدل. ..» 236 
الاغه فسيكون له شيعة يتعمقون في الدين. .» 237 
«أشقى الناس رجلان: أحمر ثمود. . . والذي يضربك على هذه...» 4‏ 246 
الأئمة من قريش والناس تبع لقريش» ل 20000 .3066298+285 
#الماء من الماء منسوخ. .» ا ا لاسي 
«إذا الختانان. وجب الغسل» قلا ءا م م ع م 0 286 
-«.. لقريش...4 0020222000002 006601012220260 200000662620262 288» 298 
«الإمامة في قريش ما بقي منهم اثنان؛ 258 
ايؤمكم أفضلكم. ..» 256 
«أحسنتم لا ينبغي لقوم يكون فيهم أبو بكر أن يقدمهم غيره» 256 
”إن يطع الناس أبا بكر وعمر رشدوا» 256 
- «إنهما من الدين بمنزلة السمع والبصر. ..» 7 455 
«اقتدوا باللذين بعدي أبى بكر وعمر» 209 
«هذان سيدا كهول أهل الجنة . . .» 7 455 
07 
«من أفضل من أبي بكر زوجني ابنته . . .» 257 


112 


اأَتَمْشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرا 257 


اما طلعت الشمس ولا غربت على رجل. . . أفضل من أبي بكرا 7 477 


«ما أجد آمن علينا فى صحبته . . .» ل 297 
- «لو كنت متخذاً من الأمة خليلاً لاتخذت أبا بكر) 7 455 
اإنه لم يكن نبي قط قبلي يموت حتى يتخذ خليلاً. . .» 27 
إن خليلي منكم إبن أبي قحافة» 047 
الو كنت متخذاً من هذه الأمة خليلاً» 457 
«أمراء الخلافة بعدي» 458 
ايا أبا بكر ضَعْ حجراً. .' 458 
- لإنه وضع في كفة الميزان. . .) 408 
١لا‏ تجمع أمتي على ضلال. . ٠١‏ 301 
لأنت أخى وخليفتى فى أهلى» 301 
«أدر الحق مع علي حيث دار؛ م 0 301 
«أنا مدينة العلم وعلي بابها» 301 
- اإني مُخلف فيكم. . . كتاب الله وعترتي 301 
«#حب على إيمان. .» 301 
«النظر إلى وجه على عبادة») 301 
«أنا وهذا حجة على خلقه» 301 
إلا أن حخير هذه الأمة, بعد نبيها أبو بكر» 301 
«من غير الناس . . أولا تعلم. . . أبو بكر' 303 
- «يأبى الله ورسوله . إلا أبا بكر» 304 
«إنا لا نورث ...1 305 
«أنت الصديق. ..» م م م م ا م ا ا 2 307 
«#خير الله عمر بن الخطاب . .») 314 
«مالك ولعمار لا تؤذوا عماراً» م 314 
الو كنت مؤمراً أحداً دون مشورة لأمرت ابن أم عبدا 214 
- «رضيت لأمتي ما رضي ابن أم عبد. .» 314 
#أهتز العرش لموت سعد بن معاذ) 2314 
الكل أمة أمير وأمير هذه الأمة أبي عبيدة بن الجراح» 314 
- «أقرأكم أَبَيّ. . .؛ 314 
اما أقلت الغبراء. . أصدق من أبي ذر» 314 
- «أبو سفيان هو خير أهلي» 315 


133 


«الخلق في ميزاني وأنا في ميزان عمي العباس» 5 320 


الما جئته لو لم يقل حس لرفعته الملائكة» 3215 
«وقاية رسول الله» 315 
#خير فارس فى العرب عكاشة بن محصن. .) 315 
«هذا أخي وجليسي وولي. ..» 316 
الأنت أخي وقاضي ديني» 316 
- أهدى الله عمر وأصدقكم أبو ذر. .' 316 
لو لم يقل حس...' تبثن م ثبب ةنبقم مم نمم ام ا 0 317 
«واهتز العرش. . ١.‏ 317 
«أمين هذه الأمة. .» 317 
«طلحة وقاية رسول الله . .» تيع نان ما م م ا م ع ا ا ا ا ا 317 
#وعمار جلدة ما بين عينى . . .» 17 320 
- #رضيت لأمتي ما رضي لها ابن ام عبد؟ 317 
(إنه يجيء يوم القيام وحده...» 317 
«أخى وولى فى الدنيا. .» 320 
- اليؤمكم أقرؤكم. . .» 320 
لأمين وأمير هذه الأمة...) 320 
- «اللهم آتني بأحب خلقك إليك. ٠.‏ 323 
«الحسن والحسين سيدا شبياب أهل الجنة. .» 71 372 
اما تفعنا مال ما نفعنا أبو بكر 328 
اما أحد آمن علينا. .. من أبي بكرا 3228 
«اهجهم فإنك أنت حسان. .» 328 
#اهجهم ومعك روح القدس...) 2329 
«نحن على مددثّنا وصلحنا. . ١.‏ 330 
- «هلا تركت الشيخ في رحلة حتى آتيه) 337 
«أيها الناس إن الله عر وجل قد بعثني إليكم جميعا. . .» 337 
«قال لى صاحبى هذا صدقت . .') 337 
لاما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة» 338 
«.. قال: حر وعيد أبو بكر وبلال» 2358 
«قد رددت عليك جوارك ورضيت بجوار الله) 2310 
الو أنفق أحدكم مثل أحد ما بلغ مذ أحدهم ولا نصيفه» 342 
«بلال سابق الحبشة . .» 342 


1534 


أصبروا آل ياسر فموعدكم الجنة» 342 


«لا يبقى فى الجزيرة دينان. .») 349 
اما من عبد مؤمن يذنب ذنباً فيتوضاً. . إلا غفر له» 366 
«إن تك أحسنت القتال فقد أحسنه أبو دجانة» 362 
«منكم من يقاتل على تأويل القرآن. ٠١‏ 302 
(إنما يدفن النبى حيث يموت..١.)‏ 367 
"إن الله لم يتوف نبيّه . . .؛ 367 
(بين قبري ومنبري روضة. ١.١.‏ 367 
«أن الميراث للابن. .» 367 
ايا عمر أنى لا أحب. ..» 3200 
(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» 371 
#جنبوا مساجدكم متاعكم . ١.‏ 3722 
«هذا أوان ذهاب العلم. ..» م م م ا ا ا ا م ا م 2 376 
«ثكلتك أمك ابن ام لبيد إن كنت لا أعدَّكَ من فقهاء المديئة. . .» 36 
«اجتهد رأي . . .» 376 
- «أرأيت لو تمضمضت هل كان عليك من جناح . ٠١.‏ 376 
«يكفيك آية الصيف. .» 376 
«أرأيت لو كان على أبيكِ دين لكنت قاضيته» 376 
- «دين الله عر وجل أولى. ٠.١.‏ 376 
«أنا مدينة العلم وعلى يابها. .» 318 
«اقتدوا باللذين من بعدي. . .6 8 379 
«أصحابي كالنجوم. ٠١.‏ 8 379 
«أعرفكم بالحلال والحرام معاذ) 378 
- لأفرضكم زيد. .) 378 
«زوجتك أعلمهم علما. . ٠١‏ 3218 
اعمر معي وأنا مع عمرا 38 
«الحق مع عمر أين كان» 379 
- 'يؤمكم خياركم وأقراؤكم. .1 2 464 
لعمر أفضل الاسلام. . .4 360 
- #رأيت عمر في قميص يجره فأولته العلم. .» 360 
«لو كان لنا أربعون بنتأ لزوجتهن من عثمان» 350 
- (إنك ميت وإنهم ميتون» 333 


135 


«هذا عمي وصدو أبي ...1 ملب ااام مم 00ل 384 


«أسعد الناس بي يوم القيامة العباس. .» 2334 
- اقوله للعباس : «يا أبه4» والعباس يقول له: «يا بناهة 385 
«العباس منى وأنا منه. . .» م ا ماه ع 0 385 
- ايا عم ولك من الله حتى ترضى . .» 355 
#من اذى العباس فقد اذانى. .») 385 
- اوإنما عم الرجل صنو أبيه. .» 385 
ايا أبا الفضل لازم منزلك غدا. .» 355 
«ردوا على أبى فإنى أخاف. . . ما صنعت ثقيفة بعروة بن مسعود» 37 
اليا عم أينا أكبر أنا أو أنت. . .» 37 
- الأشفع عمي ولا هجرة بعد الفتح. . ٠.‏ 3568 
«أقول كما قال أخي يوسفا. ..» 359 
«عزمت عليكم أن لا يبق في البيت. . .1 391 
«أظننتم أن الله عرّ وجل سلطها علي. . .' 391 
- ”يا أيها الناس أي الناس تعلمون أكرم. . .1 253 
«لا تسبوا أمواتنا» 353 
(استوصوا بالعباس. .4 314 
ايا عموما تعلم أن العم صنو أب الرجل» 34 
«أبررت قسم عمي ولا هجرة بعد الفتح» 2356 
#العياس روصي ووارثي» 2336 
الا يغسلني عمي العباس"» 37 
- (إن أبى لا يرى عورتي» 3577 
"أي عم إذا رأيت لي خطأ فمر لي به؛ 400 
امن أحب منهم ان يلحق بمأمنه فهو آمن» 400 
ارحم الله عمي العباس لقد كان أفضلنا" 401 
(صدقاتكم يا عباس تحلٌ لفقرائكم' 401 
ايا عم ان شئت أعلمتك بما تبسمت منهة 401 
«إنك لم تحلف يميئاً في الجاهلية ولا في الإسلام..» 402 
- «وَصَّاني الله بذي القربى وأمرني أن أبدأ بالعياس» 402 
- المن لقى منك العباس فاليكف عنه. .» 402 
ايا أأبا جعص أيضرب عم رسول الله بالسيف» 403 
«والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل حبي» 404 


136 


«من سب العباس فقد سبنى . . .»6 

إن الله اتخذني خليلا. 2 

- «الحمد لله الذي رزقني ذُرَّك يا عم» 

الن يؤمن عبد حتى يُحب هذا وأهل بيته» 

«إن الله أوصاني بالقرابة. . . وبالعباس» 

«قم معي إلى هذه الأصنام حتى تكسرهاة 

#من أحب أن ينظر إلى ابراهيم واسماعيل» 

- «منزلك منزلي يوم القيامة . . .4 

«بنو عبد المطلب وحمزة . . . فتذاكرنا العباس» 

- «إذا كان يوم الإثنين. . .» 

إن الله غير معذبك ولا ولدكة 

اليا عم من أحبك فقد أحبني. .» 

«اللهم اغفر للعباس ولولد العباس» 

«سألت ربي فيك ثلاث خصال فأجابني فيك اليمن. ..» 

#الرجل مجدٌ على سبعة آداب. . .» ' 0 
اسجد ابن آدم. . . الأنف والجبهة والراحتين وأصابع القدمين. ..» 
#ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينأ وبمحمد رسولا» 
«مالي أراكم قُنُجاء. . . فلولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السؤال» 
«يظهر الدين حتى تخاض البحار بالخيل . .» 

«لقد طير الله هذه الجويرة من الشوك» 

- «إلهي اسمع الناس يقولون إله ابراهيم؛ 

- ١«دوني‏ المؤمن جزء ومن كذا وكذا جزء ومن النبوة...» 

- «رؤيا الرجل الصالح جزء من النبوة» م ا م م م ا م ا ماله 
هلا تزال أمتي على الفطرة. . .» 

«لا تزال أمتى بخير مكان. . .» 

«لا تسموا في الخد. . .» 

«لأن أصلي الغداة ثم أجلس أذكر الله. . .» 

الولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخرت صلاة العتمة» 

- (إنه جمع له النبيين. . . فظننت أن جبريل سيتقدمنا فأقيمت الصلاة. .4 . 
- «لبيك لبيك ثلاثاً أو نصرت أو نصرت ثلاثاً» م ا اية 
«هذا. . . سعد يستصرخني. . ويزعم أن قريشاً أعانت عليهم بني بكرا 
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. . ٠.‏ 


1137 


404 
404 
405 
407 
407 
407 
407 
408 
408 
411 
411 
42 
412 
412 
413 
413 
413 
414 
414 
414 
415 
415 
415 
416 
416 
416 
416 
416 
417 
420 
420 
423 


ايا فاطمة ان الله عرّ وجل أطلع.. . فاختار منهم رجلين أحدهما أباك 


«من أمِنْتُ فهو آمن...» 

«اللهم أذهب عنه الشيطان. . .» 

ديا شيب قاتل الكفار. . .» 

«شاهت الوجوه جمر لا ينصرون» 

«بل أنت خير منها يا عم...» 

«العباس وصِيٌّ ووارثي...» 

«الخلافة فيك وفى بنيك . .» 

«فيكم النبوة والمملكة. . .؛ 

«إنه وَصِيٌ والخليفة من بعدي...» 
«إِنْ صلاتكم قربانكم الى. . .» 

«أيما أمير ظَلْمَ. .. فهو خلم خليع» 
«صلوا خلف كل بر وفاجر' 

هذا أبو بقية الأنبياء. . . ؛ 

لأنت خير من أخلف يعدي" 

«خير من مشى على الأرض بعدي علي بن أبي طالب. . .» 
«(أنا وهذا حجة الله على خلقه؛ 

(سيؤمر أميراً فتقتلونه . . .» 

(خيري سليمان الفارسي. ..» 

«خير من أترك بعدي علي بن أبي طالب» 
«أنا سيد العالمين وهذا سيد العرب» 
#يقتله خير هذه الأمة. . . وعلي قاتله . .' 


والآخر بعلك» 

«لأدفعن الراية غداً إلى رجل . . . يحب الله ورسوله. .» 

«خير الخلى بعدي..» 

الو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً. . . ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة. ٠١.‏ 
«أنتم أصحابي وأخواني الذين يؤمنون بي ولم يروني...» 

(إذا سافر ثلاثة فليؤمهم أحدهم...) 

«لا غنى بي عنهما - أبو بكر وعمر...» 

«وزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر) 

«أرحم أمتي بأمتي أبو بكر. . "١‏ 

«عمر فعل الإسلام. »١.‏ 


538 


403 
426 
0406 
426 
435 
445 
445 
1445 
445 
464 
464 
466 
416 
477 
477 
47 
4717 
0177 
418 
478 
418 


418 
419 
456 
456 
013 
0465 
404 
404 
404 
005 


اعمر معي والحق... مع عمر..) 

الا تصيبكم فتنة ما دام هذا فيكم» 

«أول من يصافحه الحق: عمر. .» 

«اللهم صلي على عمر. ..» 

- «اللهم صلي على أبي بككر. . "١‏ 

«أنه لا يورث...» 

«ردوا على ردائي تظنون أني لا أقسم عليكم غنائمكم. .» 

اما لي مما أفاء الله عليكم. . . إلا الخمس» 

«من مس ذكره فاليتوضاً. .») 

«ما من عبد مؤمن يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الظهور ثم يصلي 
ركعتين. ..» قل ا ل م م م م ا م م ا اا 
- إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيره أوشك أن يعمهم الله بعقاب» 

امن وُلى من أمور المسلمين شيئا فأمر أحداً فحاباه فعليه لعنة. ..» 
امن كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» 

- اليخرج في آخر الزمان قوم أحداث. ..» 

-«... إنما الطاعة في المعروفه...» 

١لا‏ يقسم ورثتي بعدي درهماً ولا ديناراً إنه للمسلمين وليس بملك لي" 
«مالي من هذا الفيء مثل هذه؛ يعني وبرة 

- الو أفاء الله علي بعدد شجر تهامه نعماً لقسمته عليكم؛ 

العن الله من سب والديه؛ ولعن من غيّر نجوم الأرض - يعني المنار ‏ 
ولعن الله من آوى محدثاء ولعن الله من ذبح لغير الله» 


39 


405 
455 
405 
4056 
406 
5317 
2363 
563 
569 


269 
5369 
210 
571 
5312 
518 
556 
5300 
6004 


646 


3 - فهرس الأبيات الشعرية 


أت تهجوو ولست لهبند 
-انالذيرفعالسماءبنا 
- إن فل أونالالظليمالخاطب 
-أعور يبغ يأهلهم حلا 
قدو قفتم لله رجال حميصض 
قدقتل الله رجالالعالية 
-دبوادبي ب النمل لاتفوتوا 
راك تنلي يومي منالموت أفرٌ 
-. .. والله إني رأَيتُك في الخيل 
-أنت لي عقبي وأبو بلائي 
-ماعلتنبى وأنا خلدمائل 
-قدمدّناالفصل في الصباح 
ألاليت هذا الليل أطبق شريدا 
- وأما فِرْفَتَي في البلاد فليس لي 
حسبتم عجيج الأبل رحلة هارب 
.هامن أحس بني اللذين هما 
هنالك لودعوت أتاك 
دعت سعيداً وارتمت بي مطيتي 
أ حيبت أرض الشام من حبي التقم 
-يمرون بالدهناء خفاء فماعيؤهم 
ولو أن قومي طاوعتني سراتهم 
-أضربهمومولاأرى عليا 
-أضربهمولاأرىأباالحسن 
قد علمت جارية عبئلسية 
ليس منالموت نجاةالفتى 


70600 


فشركمالخيركما الفداء 
لعأتينا دعائمهاعز وأطول 
أبقى عن القوم عجاج الحاصب 
قد عالج الموت والحياة حتى ملا 
يوملميقدرويوم قدر 
وقد خفت أنأراك صريعا 
والقوس فيهاوتر عنائل 
وللسلم رجال وللحرب رجال 
علينا وإنا لا نرى بعدهغدا 
قرار ولو جاوزني خالق مصعدا 
علام وفيم اليوم يا عمرو نهرب 
كمامات فى سوق البراذين إِرْبِدُ 
سمعي وقلبي فقلبي اليوم مُحختطف 
فلم تستضيؤ الرشد إلا ضحى الغد 
أو ليتني أسبق بعض يومي 
منهم رجال مثل أزمنة الحميم 
إلى الشام واخترت الذي هو أفضل 
وتخرجن من دار ابن بحر الحقائب 
عند الشفاعة والباب صوحانا 
لكنت آمرهم أمراً يذبح الأعاديا 
علوتهبالسيف حتى تفيًا 


صبراً أرى المنهال صبرا للقضا 
كمهر قطام من فصيح وأعجم 


18 

78 
114 
114 
114 
114 
116 
116 
119 
100 
120 
121 
122 
122 
123 
144 
148 
153 
153 
1533 
160 
160 
161 
163 
167 
150 
150 
1530 
160 
150 
240 


دأشده ح اس ب ري حك 
نحن ضربناباله الخير حيدر 
وكناإذاماحيّةٌ أعيت الرّقى 
- يا ضربة من مثيب التقى ماأراد بها 
لا دردر المرادي الذي سفكت 
لو كنت من بني هاشم أو من بني 
- وثاني انين في الغار المشيفف 
-وسميت صديقاً وكل مهاجر 
-وسميت صديقاً وكل مهاجر 
-مكرالبغي بخبر كندة كلها 
ندمت ندامة على ما كان من قبل 
-عهد نبي ماعفاومادثئر 
-قبض النبي وبويعالصديق 
درطل جيادنامنطمرات 
-.أصبحتٌ ذا قَبٌ أقاسي الكبرا 
ابتدوا قريشا بالسيوف ليظهروا 
-سبقت أخاتم إلى دين أحمد 
جزى الله خيراعن بلال وديئه 
-غداة أتى قدراًوحر جلادهم 
قد زالت زلة لاأعتذر 
شربت الشكاعى والتددت ألدَه 
وكانت لعباس ثلاث تعدها 
-مناأبوالفض ل عمالنبي 
رسو الله واللش هاداء متنا 
-مازال عباس بن سيدغاية 
يارب أن ىأناشدمحهمدا 
دلب هوهقلل لوه 
دوم ن وص قىى ل له 
لقد شهدت عرسي مقامي ومدفعي 
أقدمت يوم حنين معلماًفرسي 
يا طالب لا تأخذالئَصَف منهم 


76 


للموت فإنالموت لاقفيك 
أبا حسن مأمومة فيقطر 
وأضنت بضر يقطر السم نابها 
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا 
كفاه مهجة خير الخدلق إنسانا 
أسد وعبد شمس وأصحاب اللوى الصيد 
وقد طاف العدو به إذ صعد الجبلا 
سوال سما باسمه غير منكر 
سواك سما باسمه غير منكر 
بابن الأشح وخاله الصديق 
ثابت وعكاشة العمى بأم معبد 


وعهد صديقرأى براًفَبَزر 
وأراد أمرأدونهالعيوف 
يلطمن بالخمرالنساء 
قد عشت من المنبتر كبراً عصرا 
معاهدٌ دين الله بعد محمد 
لدى الغير إن في الكهف صاحبا 
عتيقاً وأجزى فاكهاً وأبا جهل 
وكان جليساً بالعريش موزرا 
سوف أكيس وأستمر 
وأجلت أفواه العروق المكاويا 
إذا ما جنان الحي أصبح أشهبا 
ضياءالظلامالذي يزهر 
وعباس الذي يعج الغماما 
للناس عند تنكرالامام 
حلف أبينا وأبيهالأبدا 
بنقدامةومنيواليه 
فإن هذااليوم من أيامه 
بوادي حنين والأسنة تشرع 
إذا جالت الخيل بين الجزع والقاع 
إن يمنعالإخوان صاع الزُمر 
وان انصفوا حتى تعف وتظلما 


047 
434 
435 


من كان من هوىئ قإن شفه 
إن كان جارك لم تنفعك ذمته 
-أنت العباب وك نأهلها صدد 
-وكانت لعباس ثلاث بعدها 


-أنت إلى الحي أو مامن مرمه 


- قال فهد كيفاهذافيالحرم 
إن كان خانك لم تنفعك ذمة 
-أتاكمإزب الألفالاا يفر 
دولناأساميلاتليق 


أقول وماقولي عليهم نسبة 
-ومناأبوالفضل عمالتنبي 
إن التراب تراب الشيخ فاعترفوا 
ولما مضت أعمامهم فتتابعوا 


-نشدتكمميراثالنبيأحمد 
وحق بني العباس حق أبيهم 
يابنالذي ورث النبى محمد 


-وبلدة ليس بها أنيس 
-ياأيهاالملك المهدي عذداوته 


762 


من المرهفات البيض ما هو قاطع 
حتى سقيت بكأس الموت أنفاسا 
تلقى ابن حرب وتلقى المرّ عباسا 
إذا ما جناب الحي أصبح أشهبا 
لح حناجرهاوَدٌ وَراء عباس 
وحرمة البيت وأخلاق الكرم 
فقد شربت بكأس الموت أنفاسا 
قومه وأصبح فيه سيداً متحتما 
لغيرنا ومواقف تهيل حين يرانا 
إليك ابن سلمى أنت حامي زمزم 
ضياءالظلام الذي يزهر 
قوى له وما لرب كان غفارا 
دعاه الذي صلى عليه وسلما 
عضب لم ينه أهل خلوا بها جهالها 
حتى يسأل الفرقان عن ذلك يشهد 
دون القارب بين ذوي الأرحام 
إلا اليعافير وإلاالعيس 
والنؤى كالحوض بالمظلومة الجل 


فهرس الأعلام 


أ الأشخاص 


6" 
أبجرء بن جابر العجلي: 2242 544 
إبراهيم بن علي بن هرمة: 395: 436 
إبراهيم التيمي: 645 
إبراهيم: 404: 2407 414 
إبراهيم النظام: 491 
إبرأهيم بن يزيد: 371 
الأبرش ابن حسان البكري: 154 
إبليس : 2540 544 
أبي بن خلف الجمحي: 438 
أبن بن كعب: 293. 2306 24314 495 
أحمد بن اسماعيل الأنبري: 426 
أحمد بن المقدام العجلي: 371 
أحمر ثمود: 245 
الأحنف بن قيس: 414. 416.: 633 
آدم : 0 2549 550 
إربد بن ربيعة: 143 
أرقم بن شرحبيل: 86 
الأزرق بن قيس: 232 
أزهر بن عوف: 390 
أسامة: 2351 2353 355 
أسامة بن زيد: 461 


أسامة بن محمد بن أسامة: 397 

إسحاق: 396. 414 

إسحاق بن رهويه: 482 

إسحاق بن عبد الله بن أبى مليحة: 408 

أسد: 339 ْ 

أسماء بن أبى بكر: 340 

أسما بن الحكم الفزاري: 366» 568 

إسماعيل : 407 

إسماعيل بن أبى خالد: 429: 569 

إسماعيل بن رجى: 238 

إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد 
الأنصاري: 410 

إسماعيل بن مسلم العبدي: 233 

الأسود: 634 

الأسود بن يزيد الماوردي: 179 

الأشتر بن الحارث النخعي: 274 2121 
7 2.132 2138 146 

الأشعث بن قيس: 2126 2132 145., 183 

الأشهب ‏ ابن الأشهب: 236 

الأعرج : 2394 562 

الأعمش: 230. 232. 401. 572 

الأعور: 116 

أم أيمن: 2368 616 


10 


أم حاطب :+ 372 


أم حبيبة : 620 
أم سلمة: 2391 620 
أمة: 124 


أنسى بن مالك : 2231 2235 2361 477 
أوسط بن عمر: 570 

أيرب : 404 

ابن أبي الأفلح الأنصاري: 2120 231 
ابن أبى الجدعاء الطهوي: 165 

ابن أبي سرح: 126 

ابن أبي قحافة: 297, 329, 360 

ابن أبى كبشة: 360 

إين أبى لبابة: 434 

ابن أبى ليلى: 73 

ابن أبى مقاتل: 408 

ابن أبى معيط: 126 

ابن أبي مليكة : 440 

ابن أخ الزهري: 112 

ابن الأزهر بن عوف: 440 

ابن الأرث: 112» 178 

ابن الأشح: 311 

ابن الإطنابة الأتصاري: 119 

ابن الأعور: 115 

ابن أم عبد: 293, 314. 2317 2320 647 
ابن أم لبيد: 376 

ابن أمين: 230. 239 

ابن أنس: 2564 581 

ابن أوس ابن الحدثان: 564 

ابن بحر: 161 

ابن بديرة: 560 

ابن بديل هو عبد الله : 171 

ابن الترجمان هو مخلد: 237 


ابن جميع هو الوليد: 581 

ابن حراس : 230 

ابن حسان البكري - الأبرش: 154 

ابن الحدثان: 603 

ابن الخطاب: 360 

ابن الراوندي : 446 

ابن ربيعة: 366» 410 

ابن الرعية الكنانى: 339 

ابن سلمة هو حماد: 562 

ابن سمعان هو سعيد بن عبد العزيز: 112 

ابن سيرين : 234 

ابن شداد: 109 

ابن شهاب: 401غ, 2560 564. 581 

ابن شيبة الحمد: 437 

ابن طريف: 385 

ابن عباس : 89. 102. 131؛ 189. 2.310 
5 2.393 396 

ابن عبد العزيز التنوخي: 411 

ابن عبيد الله: 310 

ابن علقمة بن عيد المطلب: 435 

ابن عمر هو عبد الله: 89: 2231 238 

ابن عمرو: 138 

ابن عون: 413 

ابن فضيل: 581 

ابن قدامة: 427 

ابن كثير مولى الأنصار: 233 

ابن الكوا: 109. 191. 192 

ابن مريم: 89 

ابن مسعود: 320 

ابن المسيب: 367 

ابن ملجم : 242. 244 


ابن نعيم: 139 


704 


ابن نمير: 199 

ابن هاشم: 311 

ابن هند: 102. 2104 121 

أبو اسحاق: 76 

ابو اسما بن عاصم: 178 

ابو الأسود الدؤلي: 164 

أبو أسيد: 385 

أبو الأعمش: 371: 645 

أبو الأعور السلمي: 126؛ 146 

أبو أمامة: 430 

أبو امامة بن سهل: 2145 415 

أبو أيوب الأنصاري: 2310 478 

أبو بردة بن عوف الأسلمى: 232. 412 

أبو بكر الصديق: 7 190 موك 227 
7 293. 2319 357 

أبو بكر الهزلى: 425 

أبو الجارود: 416 

أبو جحيفة : 645 

أبو جعفر المنصور: 385 

أبو جهل : 2332 2340 434 

أبو حازم: 385 2410 412 

أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: 402 

ابو حفص السلمى: 438 

أبو حنظلة - لقب أبي سفيان: 421 

أبو الحي جميل: 67 

أبو دجانة: 361) 362: 366, 468 

أبو الدرداء: 2145 297 

أبو ذر الغفاري: 304 2.314 315: 2430 
6027 

أبو رافعم: 431 

أبو رشيد: 384 


أبو الزبير: 416 


أبو الزناد: 394, 397: 405 

أبو السائب: 436 

أبو سعيد: 416 

أبو سعيد الأشح: 2396 581 

أبو سعيد الخدري: 288 238. 316, 477 

أبو سعيد مولى بني هاشم: 233 

أبو سفيان: 2124 230, 2.329 2.389 2419 
2424 

أبو سفيان بن حرب: 328. 389: 404 

أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب: 
5 431 

أبو شهاب ابن حراس : 230 

أبو صالح مولى أم هاني: 413 

أبو صخر حميد بن زياد: 366 

أبو الصهباء: 366 

أبو الطفيل: 227» 581. 646 

أبو عاصم النبيل: 412 

أبو عبد الرحمن العتري: 371 

أبو عبد الله الإبلي: 393 

أبو عبيدة بن الجراح: 280؛ 293: 2306 
4 2.320 2329 455 

أبو عبيدة معمر بن المثنى: 437 

أبو عفيف النظري: 399 

أبو عمر: 398 

أبو عمرو بن العلاء: 234 

أبو عوانة : 2366 568 

أبو عيسى الوراق: 446 

أبو الفضل : 385, 399 

أبو لهب: 431 

أبو محجن الثقفى: 2309 310 

أبو محمد بن نجيب الكوفي الثقفي: 372 

أبو محمود بن خداش: 32 


160 


أبو محى بن يمان: 396 

أبو مسعود البدوي : 267 79 

أبو مسلم الخولاني: 2112 140 

أبو مسلم صاحب الدولة : 446 

أبو معيد: 416 

أبو معشر الغساني: 393 

أبو موسى: 176 

أبو موسى الأصبهانى: 513 

أبو موسى الأشعري: 0 105؛ 0106 
0 111. 183. 230 

أبر معاوية: 366 

أبو مليكة: 416 

أبو الهذيل العلاف: 294 483 

أبو هريرة: 267 2.112 140. 2145 231. 


326 

أبو الهيثم بن التيهان: 2150 173. 2294 
306 

أبو وائلة: 138 


أبو يحيى الزهري: 395 


لاا - 


٠. 


البارقى: 309. 311 
الباقر: 3 525 

البراء بن مالك : 361 
بريرة: 613 

بُْسْر بن أرطأة: 147. 148 
بشر بن المعتمر: 327 
بكير بن وائل الطلاح: 62 
بكير بن مرواش: 237 
بلال: 342, 343. 346 


لع 57 


التزك : 117 

ث ‏ 
ثابت : 361 

ا 
جابر: 230» 231 


جابر بن عبد الله : 294, 297 2306 498 

الجاحظ : 487: 491 

جارية بن قدامة بن زهير السعدي: 148» 
0 173 

جارية بن أبى مؤمل: 342 

الجبائى : 5 96 486 

جبر يل: 7 428. 503: 548 


جبير بن مطعم النوفلي: 4327 610. 633 

جرير بن حازم: 234 

جرير بن عبد الله البجلى: 112. 138 

جعفر بن أبى طالب الطيار: 309 

جعفر بن حرب : 1ف 483 

جعفر بن محمد الصادق: 95) 2116 2144 
2 417: 420 

جعفر بن محمد بن علي بن حسين: 400 

جعفر بن محمد بن عمار الكندي: 400 

جميل: 394 


جويرية ابنة قارظ الكتابية: 147 


35 
الحارث بن الصّمّة: 361. 362 
حبيب بن ثعلبة: 572 
حبيب بن سلمة الفهري : 640 
حبيب سلمة: 411 
حبيب بن يسار: 416 


حبيش بن الأشعر: 423 


1066 


الحجاج: 580 

الحجاج بن عبد الله الصريمي: 240: 241 

حجر بن عدي الكندي: 2169 2410 638 

حذيفة بن اليمان: 86» 294. 2368 405 

الحارث بن الصمة: 361»: 362 

الحارث بن هشام: 309, 389 

حرقوص بن زهير: 2199 230. 239 

حرقوص بن نذير: 107» 179» 180 

حرملة بن عمران: 233 

حسان بن ثابت: 307: 2,309 2312 2328 
336 

الحسن: 2.194 2293 306. 370: 408 
4 454 637 

الحسين: 2194 2293 2.371 454 

الحضرمى : 638 

الحكم الفزاري : 568 

حكيم بن جبلة : 74 

حكيم بن خزام: 2371 421» 424 


حقصة: 418 

حماد: 2371 2408 471 

حمّاد بن زبير: 404 

حماد بن سلمى: 361 

حماد بن سلمة الفهري: 561 

حمزة عم النبي : 9 2361 2408 425 


الحميري : 5 2308 312 
حنظلة : 470 


حنظلة بن الربيع الكاتب : 408 
حوشب ذو ظليم: 146 
-خ- 


خارجة بن حذافة السهمى: 241 
خالد بن أبى أجيحة: 470 


خالد بن الوليد ‏ سيف الله: 309, 2361 
4 423: 468 

حَبّاب بن الأرث: 2326 2336 2337 429 

حتعمية : 376 

خديجة : 452 

خزيمة بن ثابت الحكمى: 2138 2145 167 

خوشب ذو ظليم: 146 

خويلد بن أسد: 2311 441 

خيبر بن أبي أمية: 570 

خيثم بن عبيد الله بن عياض بن عمرو 
القازيني: 107 


داود: 312 
داود بن أبي هند: 370 
داود بن عطاء: 398 

دجن بن خليفة: 397 


دعبل: 312 

523 
ذكوان بن أبي صالح : 397 
ذو الثدية: 229 


ذو خشب : 146 


ذو الخويصرة : 236 
ذو الكلاع: 146 


ربعي بن حراش : 405 
رشيد الهجري: 308 
رويشد بن الحرث : 228 


دزء 


زادويه مولى بن حارثة بن كعب العثير: 


76) 


241 0 

الزبير: 2167 234., 2.309 2345 2361 
0- 436 

الزبيري : 0137 

زكريا: 585 

زكريا بن أبي زائدة: 400 

زئيرة : 342 

الزهري: 371 

زهير بن مكحول الكلبي: 162 

زياد ببن أبيه : 241 

زياد بن حفصة: 157» 160 

زيد بن أرقم: 86 

زيد: 2306 314 

زيد بن ثابت: 4373 377 

زيد بن جدعان: 414 

زيد بن حارثة: 316: 378,. 605 


زيد بن حصين الطائي: 21669 172 
زيد بن رومان: 112 

زيد بن صوحان: 138. 480 

زيد بن عمرو بن نفيل: 2317 337 


زيد بن وهب: 232 235 


سس - 

ساعدة بن عبيد الله المدني: 185 

سالم بن عبد الله : 349 

سالم مولى أبي حذيفة: 398 

سرة ابنة صفوان: 567 

سعد: 105., 160 234. 2338 368 

سعد بن أبى وقاص: 2.189 2215 2237 
45 0385 412 

سعد بن عبادة: 423 

سعد بن معاذ: 207. 214. 294, 314 


سعد بن الربيع : 431 

سعد وسعيد بن زيد: 2187 385 
سعيد: 2125؛, 230» 2393 627 

سعيد بن جبير: 2366» 385 

سعيد بن عبد العزيز: 2112 393 
سعيد بن قيس بن عبادة: 2.2125 4023 
سعيد بن قيس الهمذاني: 2119 155»؛ 156 
سعيد بن مخلد ابن الترجمان: 237 
سعيد بن المسيب: 295» 385. 404) 562 
سعيد بن نمران: 2147 150 

سعيد بن عمرو بن نفيل: 189 
سفيان: 371 

سفيان بن ثور: 2129 134 

سفيان بن عوف العامري: 154 
سفيان بن عيينة : 0434 482 

سلامة بن وقش: 67» 105 

سلمة بن كهيل: 233 

سلمان: 86 452غ) 627 

سلمان الفارسي: 55 95. 2306 477 
سليمان بن غريب: 415 

سليمان بن جرير: 94 

سليمان بن عامر الكلابي: 338): 570 
سليمان: 570 

سماك: 6.412 

سماك بن حرب: 417 

سماك بن خرشة: 361 

السوسي: 308 

سويد بن غفلة: 273 2232 627 
سويد بن مقرن: 358 

سهل بن حنيف: 131. 185 

سهل بن سعد الساعدي: 385. 410 


1068 


سهيل بن عمرو: 107. 2.108 2110 2329 
0415 


سَمَار: 355 
سيد بن عبد العزيز: 393 


. 
شس - 

الشافعي: 587» 2592 621 

شبث بن ربعى: 179 

شداد بن أوس بن ثابت: 31ل 185 

شرحبيل بن حسنة: 409 

شرحبيل بن الشمط: 146 

شريح: 374 

شريح بن أبي أوفى: 2180 371 

شريح بن هانى: 2119 312 

شريك: 396, 645 

شريك بن شهاب: 232. 396 


شيبة : 425) 426 
الشيطان: 2230 497 
شيطان الركية: 154 


ص - 
صالح : 548 

صالح بن حسام بن حسان: 434 
الصدى بن عجلان: 145 
صعصعة بن صوحان: 2163 627 
صفية بنت عبد المطلب: 370 


صهيب: 397 


الضحاك بن مخلد: 235 
ضرار بن الأزور: 437 
ضرار بن حراس بن زهير: 435 
ط د 
طريف ابن عدي : 2309 336 
طلحة بن خويلد الأسدي: 309 
طلحة بن عبيد الله بن مسعود: 292 234» 
9 315 2345 2355 2357 361 


طليحة: 348 
طىء : 255 
عائشة: 273 276 2107 2234 2307 2338 


8 0391 2478 634 
عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح: 2361: 362 
عامر بن زمعة: 390. 440 
عامر بن سعد بن أبى وقاص: 413 
عامر الشعبى : 0 
عامر الشقى : 400 
عامر بن فهيرة: 2 2343 346 
عامر بن وائلة: 646 
عبادة بن أبي لبابة: 434 
عبادة بن الصامت: 2145. 425 
العباس: 315. 320, 2,354 385., 397. 
0 424 437 
العباس بن شيبة الحمد: 85. 86. 294 
العباس بن الحسن: 2399 447 
العباس بن مرداس السلمي: 436؛ 438 
عبد الأعلى التغلبى: 393 
عبد الدار: 147. 148 
عبد الرحمان: 371 


عبد الرحمن بن أبى بكر: 2,633 635 


7069 


عبد الرحمان بن أبي زناد: 2391 425 

عبد الرحمان بن حسين: 83 

عبد الرحمان بن خالد بن الوليد: 157 

عيد الرحمان بن سَمْرة: 275» 166 

عبد الرحمان بن عبد الكريم بن عبد السلام 
الدكالي المراكشي: 648 

عبد الرحمان بن عبد يغوث بن وهب: 
7 189 

عبد الرحمان بن عوف: 72. 192. 2294 
4 320 2338 355 

عبد الرحمان بن ملجم: 240. 241 

عبد الرحمان بن يعقوب العذري: 395 

عبد الرحيم بن سلمان: 400 

عبد الرزاق: 371 

عبد العزيز بن عبد الملك: 233 

عبد العزيز بن عبد الله : 408 

عبد الله بن بديل بن ورقا الخزاعي: 167» 
171 

عبد الله بن جحية: 160 

عبد الله بن جعفر بن أبى طالب: 2374 
7 430 ْ 

عبد الله بن الحارث: 396 

عبد الله بن خباب بن الأرث: 2178 179 

عبد الله الدانا: 397 

عبد الله بن الزبير: 72 

عبد الله بن سبأ: 74 

عبد الله بن سوار بن همام العبدي: 162 

عبد الله بن سعيد الكندي: 371 

عبد الله بن شداد: 107» 108 

عبدالله بن عباس: 2106 109. 130. 
2 2.138 150. 163. 306. 2340 
255 


عبد الله بن عثمان بن خيثم بن عبيد الله بن 
عياض بن عمرو القازيني : 107 

عبد الله بن عقبة: 123 

عبد الله بن عمرو بن العاص: 124: 2125 
6 404 

عبد الله بن قيس: 185 

عبد الله بن كثير: 401 

عبد الله بن الكواء: 179 

عبد الله بن المبارك : 482 

عبد الله بن محمد ابن ناجية: 372 

عبد الله بن مسعود: 2238 2356 357 

عبد الله بن مقرن: 358 

عبد الله بن وائل التيمى: 157 

عبد الله بن وهب الراسبى: 179. 0180 
9 235 ْ 

عبد المطلب: 124 

عبد الملك بن أبي سليمان: 235 

عبد منافا: 124 

عبد الواحد بن زيد: 401 

عبيدة: 234 

عبيدة السلماني: 235: 617 

عبيدة بن عمرو الكندي : 642 

عبيد الله بن أبي رافع: 124 

عبيد الله بن العباس: 148. 2150 440, 
048 

عبيد الله بن الكواء: 179 

عبيد الله بن عامر الدوسي: 145 

عبيد الله بن عياض بن عمرو القازيني: 107 

عتاب بن أسيد: 389 

عتبة بن أبى سفيان: 113. 131. 410 

عتبة بن أبى وقاص: 14! 

عتيق بن أبي أراكب: 342 


100 


عثمان: 426 

عثمان بن أبي زرعة: 2366 568 

عثمان بن عفان: 126, 190. 2196 2225 
5 2319 2.346 372. 435 

العجاج: 2309 2311 312 

عدي بن حاتم الطائي: 2118 2170 171» 
313 

عروة بن أدية التميمى: 130 

عروة بن الحسن: 414 

عروة بن عبد الله : 13 

عروة بن مسعود: 347 

العزّى: 342 

عطاء الخراسانى: 396 

عقبة بن عامر: 233 

عقبة بن علهمة اليشكري : 172 

عكاشة بن محصن: 315 

عكرمة: 2361 404, 2407 425 

عكرمة ابن أبي جهل: 389 

عكرمة بن خالد: 564 

على بن أبى طالب: 267 72. 79., 290 
0 11ل 112. 14كء 23ل كقلء 
3 2195 2232 2240. 293: 2314 
9 2356 2371 408 

علي بن أبي مقاتل: 432 

علي بن ربيعة: 568 

علي بن زيد: 76 

علي بن عبد الله بن العباس: 2310 412 

عمار بن ياسر: 85». 114» 118» 2138 
7 20169 2236 2245 294,. 2306 
3203 

عمارة بن حَرّم: 415 

عُمْران بن حطان: 244 


عمر بن أبي مُرّةَ: 86 

عمربنالخطاب: 185. 187. 2293 
6 314, 319: 356: 371 

عمر بن عائشة: 338 

عمر بن معدي كرب الزبيدي: 410 

عمرو بن أحمد الباهلي: 392 

عمرو بن الإطنابة الأنصاري: 119 

عمرو بن جرموز: 84 

عمرو بن الحارث: 640 

عمرو بن حزام : 6034 

عمرو بن الحمق: 74., 169. 170. 2306 
68 

عمرو بن ديزا: 361 

عمرو بن دينار: 231 

عمرو بن شداد بن أوس بن ثابت: 189 

عمرو بن العاص: 2110 111, 2120 2123 
32 2.176 240., 409 

عمرو بن عبيد الله : 91 

عمرو بن عوف: 185 

عمرو بن فلان الكلبي : 162 

عمرو بن مبياس الأرنسي: 244 

عمرو بن مرة: 397 

عمرو بن يونس: 370 

العوام بن خوشب: 394 

عويمر بن زيد: 145 

عرسجة التميمي: 396 

عيينة بن حصين: 355 

-غع- 

غدار بن المعدل الراسبيى: 180 

غطفان: 355 ْ 

غفاق بن أيهم التيمي: 161 


7111 


الغوفى: 308 


٠ 


دف ل 

فارس: 117 

فاطمة بنت محمد يلِ: 2362 2367 2368 
8 422 561 

فرعون: 508 

فضال بن أبى فضالة: 246 

الفضل بن دكين : 2 482 

فضيل بن المسيب: 513 

.قف - 

القاسم بن عبد المطلب: 412 

قتادة: 414 

قريش: 2285 298, 2307 2327 2329 
320 

قضاعة: 355 

قطام بنت علقمة بن تيم الزيات: 242 

القعقاع ابن عمرو: 2.150 173. 178غ؛ 
9 480 

قيس بن أبي حازم : 509 

قيس بن بشية بن أبى عامر: 2438 439 

القعقاع بن قيس: 138 

قيس بن سعد بن عبادة: 2634 641 

قيس بن عباد: 276 78 

قيس بن عبد الله بن مسعود: 384 

كثيّر : 308 

كثيّر بن هشام: 482 

كريب: 411 

كرير بن خالد الفهري: 424 


كلثوم بنت العباس بن عبد المطلب: 415 
كميل بن زياد النخعى: 154 


ل - 


لبيد بن زياد: 376 


ليث: 412 
اللات: 2342 2346 347 


-م- 

ماروت: 544 
المازني: 562 
مالك بن أنس : 564 
مالك بن أوس بن الحدثان: 564 
مالك بن الحرث: الأشتر: 274 2138 

9 2.146 627 
مالك بن حمزة: 385 
مالك بن كعب الأرحبى: 152 
مجاشع ابن مسعود: 8 396 
مجالد بن مسعود: 388 
محمد بن ابراهيم التيمي: 414 
محمد بن إسحاق: 112 
محمد بن أبى بكر : 225 
محمد بن أبي حذيفة : 2133 
محمد بن الحسن: 408 
محمد بن الحنفية: 303؛: 2310 2313 417 
محمد بن السائب: 397 
محمد بن عبد الرحمان القرشى: 411 
محمد بن عبد الله : 6107 8 229 
محمد بن على : 112 
محمد بن عمرو بن عطاء : 571 
محمد بن فضلة: 420 
محمد بن سلمة: 2106 329 
محمد بن يعقوب الأنصاري: 409 


7112 


مخرمة بن نوفل: 0 440 


مرّداس: 181 
مروان: 628 


مروان بن أبي حفص : 447 

مروان بن سهيل: 230 

مسطح بن أثاثة : 346 

مسعر بن فدكى: 2178 179. 180 

مسلم بن أبي بكرة : 236 

المسور بن مخحُرمة: 436 

المسيب بن تحية: 642 

المسيح: 2545 546) 548 

مسيلمة: 346. 348 

مصعب بن أبي سعد بن أبي وقاص: 407 

مصملة بن هبيرة: 162 

المطلب بن عبد الله بن حنطب: 414 

مطرّف: 83 

معاذ بن جبل: 80 

معاذ بن محمد الأتصاري: 410 

معاوية بن أبى سفيان: 97. 108: 110» 
2 121 2.123 130 162 83ل 
5 240 

معاوية بن أمية: 634 

معاوية بن خديج: 640 

معاوية بن قيس الهمذانى: 180 

معقل بن قيس الرتاجى: 2162 173 

معمر : 00 

المغيرة بن شعبة: 326 

المقداد: 2558 627 


مقسم مولى ابن عباس: 236 


مكحول الكلبي: 112. 2162 2.163 411 
مكرز بن حفص بن الأحنف: 329 
المنذر: 163 

479 ,305 .30[ 


موسى : 

موسى بن جعفر بن محمد: 457 
موسى بن عبيدة: 2235 414 
موسى بن عبيدة الزندي : 396 


موسى بن عقبة: 235. 2384 425 
ميكائيل : 428 
ميمونة: 391 


.دن 
الناشى : 308 
نافع ذو الثدية: 229 
نافع بن جبير بن مطعم: 400 
نافعم بن عمر: 231. 238 
النجاشى : 4 309. 345. 635 
النظام : 491 
التعمان بن بشير: 2152 442 
النعمان بن عجلان الرزقي: 161 
النعمان بن مققرن: 358 
نوفل بن خولة: 339 
النهدية: 342 
تهؤشيل بن العباس: 416 
هر 
هاروت: 544 
هارون: 305 
هارون بن عيد الله : 2301 305» 395 
هاشم : 4 393 
هاشم بن عبد مناف: 393: 410 


13 


هاشم بن عتبة بن أبي وقاص: 114» 116» 
7 479 

هاشم بن هاشم بن عتبة: 117 

هشام بن الحكم: 446 

هشام بن عروة: 391 

هشام بن محمد بن أبي مسكين: 436 

هشام بن محمد بن السائب: 397 

هود بن عطاء: 235 

الهيثم بن الحارث: 429 

الهيثم بن خارجة : 230 


وده 
واصل بن عطاء: 291 92. 491 
الواقدي : 482 


ي- 
ياسر: 363 


يحيى بن زكريا: 89 

يحيى ابن سلمان: 107 

يحيى بن طلحة بن عبيد الله : 73» 231 
يحيى بن عبد الملك بن أبى سليمان: 233 
يزيد : وى 633 634 2 

يزيد بن أبي زيّاد: 396,. 403 

يزيد بن أبي سفيان: 570 

يزيد بن جححية بن عبد الملك: 160 
يزيد بن أسلم: 398 

يزيد بن هارون: 482 

يعقوب: 585 

يعقوب بن زيد: 396 

يعلى بن مية: 166 


يوسف بن يعقوبة : 400 


114 


ب الملل والفرق والقبائل والمذاهب 


أبناء السبيل: 2590 591» 594 
أجناد المسلمين: 611 
الأحابيش: 346 

الأزديين: 328 

أسد: 355 

أصحاب الآثار: 67 

أصحاب البرانس: 137. 169 
أصحاب البقاء: 287 281 
أصحاب الجبائي: 484 
أصحاب الحديث: 2223 2478 482 
أصحاب حَرّس : 200 

أصحاب دين: 126 

أصحاب الرايات: 212 

أصحاب رسول الله : 91 
أصحاب: الرسول: 67 

أصحاب الطلائع والخيول: 114 
أصحاب على: 2134 2.168 178 
أصحاب المختبآت والمقدمات: 114 
أصحاب مسعر بن فدكى: 178 
أصحاب معاوية: 6 169 
أصحاب النهروان: 178 
أصحابنا: 292 

أصحابنا الشيعة: 95 

آل الرسول عليه السلام: 613 


آل العباس : 431, 440 
آل عدي: 421 

آل عمرو بن حزم: 415 
ال كعب: 420 

آل مروان: 97 

آل محمد: 605 

إمامية ضلال فسقة: 95 
امامية: 295 293 

أمية: 438 

أمية كهاشم: 124 
الأنصار: 66»: ٠176‏ 423 
أولى النهَى والرأي: 148 
أولياء الشياطين: 638 
أهل الآثار: 2107 143, 482 
أهل الإثبات والسئة: 482 537 
أهل الأربعة أخماس: 593 
أهل الاجتهاد: 80. 252 
أهل الخاصة بنا: 288 
أهل الإختيار: 284 

أهل الأرض: 243. 478 
أهل الإستبداد: 168 

أهل الإستنصار: 168 

أهل الإسلام: 433. 593 
أهل الأطماع: 159 


115 


أهل الأفهام: 283 

أهل اللسان: 286 

أهل الإمامة: 224؛ 2284, 452 
أهل الأمصار: 254 

أهل الأنساب: 289 

أهل الأهواء: 510 

أهل الباس والنجحة: 345 
أهل بابل : 544 

أهل بدر: 72, 90: 95 

أهل البصرة: 169 

أهل البصرة والشام: 230, 234 
أهل البصرة وصفين: 168 


أهل البصرة وطلحة والزبير وعائشة وسعد: 


234 
أهل البصرة وصفين والنهروان: 644 

أهل البصرة والنهروان: 255 

أهل البصيرة: 161 

أهل البغى والشقاق: 2,82 2173. 195 
أهل بلد الإمام : 254 

أهل بلدان الكفر: 139 ب 

أهل البيت رضوان الله عليهم: 2393 525 
أهل بيعة الرضوان: 72 

أهل التأويل: 84: 364 

أهل التحصيل: 280 

أهل التواتر: 96 

أهل التقليد: 111 

أهل الجاه والقدر عند الله عز وجل: 475 
أهل الجاهلية: 349 

أهل الجد: 121 

أهل الجماعة : 195 

أهل الجناية: 151 

أهل الجنة: 71, 299, 2300 2455 477 


أهل الجور: 466 

أهل حاجة: 612 

أهل الحاجة: 2592 594 

أهل الحاجة والمجادين: 605 
أهل الحجاز: 610 

أهل الحجى والنهى: 127 

أهل الحديث: 95 

أهل الحديبية: 606»: 607» 624 
أهل الحرائم: 195 

أهل الحرب: 214, 593 

أهل الحرم : 367 

أهل الحزن والسهل: 156 

أهل الحق: 94 

أهل الحكم: 254 

أهل الحل والعقد: 254 

أهل الحماية: 352 

أهل الخمس: 608 

أهل دار الإسلام: 106 

أهل دار الحرب: 198 

أهل الدار: 112 و240 

أهل دار النبي عليه السلام: 254 
أهل الدنيا: 299 

أهل الذمة: 109 

أهل الرايات والألوية: 114 

أهل الرأي والأصالة: 230؛ 345 
أهل الردة: 258؛ 2314 354 363 
أهل الرضى: 140 

أهل الزهد والنساك: 511 

أهل السماء: 243 

أهل السهام الخمسة: 593 

أهل السهام : 589) 593 

أهل السهمان والغنائم: 571 


16 


: 411 
السيرة: 119. 2228 2353 392 


ة والنقل: 306 


أهل الشام: 110 124, 2133 141 
أهل الشرق والغرب: 248 

أهل الشعر والهجاء والمدح: 307 
أهل الشورى: 75., 2215 2322 479 
أهل الصدق والعزيمة: 173 

أهل الصفات: 592: 593 

أهل صنعاء : 617 

أهل الضعف في العلم: 271 

أهل الضلال: 200 

أهل الطائف: 348 

أهل ظلم: 167 

أهل العراق: 116. 2141 97! 
أهل العراق والشام: 189 

أهل العصر: 188 

أهل عصرنا: 91 

أهل عصرهم: 579 

أهل العلم: 2181 599: 602. 619, 599 
أهل العلم والاجتهاد: 79 

أهل العلم والرواية: 623 

أهل العلم والمعرفة: 584 

أهل العلم والخواص: 359 

أهل العناد: 89 

أهل عناد وفتنة: 174 

أهل الغرب: 248 

أهل الغنيمة : 607 

أهل الفتنة : 84 

أهل الإجتهاد: 80 


أهل الفتوى: 80. 376 

أهل فرغانة : 517 

أهل الفىء والعنوة: 602 

أهل القدر: 253 510 

أهل القدوة: 491 

أهل الكبائر: 2.95 525 

أهل الكفر: 133. 200: 343 
أهل الكفر والنفاق: 359 

أهل الكوفة: 177 

أهل اللسان: 117» 317 

أهل اللغة: 78 

أهل اللغة فى الخطاب: 548 
أهل المدائن : 9 

أهل المدينة: 347» 601 

أهل المرأة والرجل: 

أهل المسجد: 243,. 358. 359 
أهل كل مصر : 254 

أهل المصر: 244 

أهل مكة: 327, 405, 2.348 424 
أهل الملة: 106. 195 523 
أهل الملتين المختلفتين: 554 
أهل الميراث: 598 

أهل النجدة والناس: 353 

أهل النصرة: 427 

أهل النظر: 365 

أهل النقل: 2111 239: 316 
أهل النقل والآثار: 111 

أهل النقل والسيرة: 398 

أهل النهرران: 108, 2111 ١181‏ 234 
أهل الوقف: 523 

أهل اليمامة واليمن وعٌمان: 359 
للبدريين: 91 


171 


البصريين: 92 
البغداديين: 94 
البكرية : 482 

بنو أحيحة: 312 
بنو آدم: 2541 549 
بنو الأزد: 328 

بئنو أسد: 66 

بنو أسلم: 423 

بنو الأصفر: 410». 420 
بنو أمية: 0628 654 
بنو بكر: 410. 420 


بنواتيم: 339 


بنو طيء: 355 

بنو عبد الأشهل: 145 

بنو عبد الدار: 342 

بنو عبد شمس : 610 

بنو عبد المطلب: 610 

بنو عبد مناف: 124. 2328 422 
بنو عدي بن كعب: 2192 2342 420 422 
بنو عمرو بن عوف بن الأوس: 131 
بنو العنبر: 241 

بنو فزارة: 143 

بنو قريظة: 273 214 

بنو كعب: 410. 420 


بنو كنانة : 147 

بنو مخزوم: 342 

بنو مؤمل: 342 

بنو مذلج: 245 

بنو النجار من الخزرج: 131 

بنو ناجية: 228 

بنو توفل: 610 

بنو هاشم: 2610 611 

بنو ولد العباس: 613 

بنو هلال: 165 

بنو يشكر من كنانة: 137 

البكرية: 482 

التابعين: 172 

جهينة : 423 

حشوية: 95: 308 

الحلولية: 87: 281 

حنبلية طغام كفار: 95 

حنبلية: 308 

الحنفيين: 355: 356 

خزاعة: 421 

الخزرج: 386 

الخطابية : 482 

خوارج البصرة: 177 

خوارج الكوفة: 177 

الخوارج : 133 

الخيرية : 316 

ذوو القربى: 594 

ذوو القربى واليتامى والمساكين وابن 
السبيل: 592 

الراوندية: 393, 326: 2451» 2.513 523 

الزنادقة : 372 

الزهاد: 137 


18 


زهاد أهل الشام: 140 
الزيدية: 294 281 

السبائية: 111. 373 
الكاسك: 123 

سليم : 403 

الشراة: 135. 2137 177 
الشيعة: 293 95 482غ. 538 
الصحابة: 290 2133 487 


طىء: 355 


العباسية: 405. 482 
غطفان: 355 

الفقراء: 613 
القاسطين: 364 
قريش: 2425 2430 553 
قضاعة: 355 

قيس: 139 

الكيسانية : 281 
المارقين: 643 
المحللة: 281 
المحكمة: 2111 374 
المرجئة: 93 
المفوضة: 281 


مذهب أبى هريرة: 482 


مذهب الإجبار: 77 

مذهب الإستكانة : 2328 549 
مذهب أمير المؤمنين علي: 525 
مذهب التفضيل: 548 

مذهب الجميع من المعصومين: 542 
مذهب مالك : 564» 586 

مذهب الوعيد والتغليظ: 186 


المساكين: 610 

المعتزلة: 97 327. 2474 491 
المعتزلة البصريين: 92 
المهاجرين: 266 2156 352 
المهاجرين الأولين: 91 
المؤمنين: 139 

الناكثين : 643 


النصارى: 2242 249». 307 
النصارى نجران: 372 
النصرانية : 349 

هوازن: 355 

همذان: 179 

اليتامى : 612 

اليهود: 248» 307 
اليهودية : 349 


ج - الأماكن والبلدان والمدن 


أرض الجزيرة: 139 
استيحاب : 267 

الأنبار: 154 

الأندلس: 267 

أنهار السواد: 178 

باب كندة: 243 

بابل : 544 

بجيلة: 152» 154 
البحرين: 162 

البراذين: 143 

البصرة : 0 2112: 241 644 
بقيع الجبل: 385 

بلاد فيس: 432 

بلاد السماوة: 162 
بنهاوند: 501 

البيت: 2347 428 

بيت ثوما: 648 

بيت مال المسلمين: 552: 615 
بيت النبوة: 584 

تبوك: 393 


جائليق : 637 

جبل صنعاء: 571 
الجمل : 105 

الجنة : 284 405., 2407 445 
جنة عدن: 540 
حانوش: 637 

الحبشة” 113 

الحجر الأسود: 85 
الحديبية : 338: 606 
حطيم الجبل: 422 
خيبر: 2367 606 

دار الإسلام: 106؛ 112 
في دار التكليف: 519 
دار المسلمين والإسلام: 102 
دار الحرب: 269 

دار التقية: 192 

دار النبى: 254 

دجلة والفرات : 154 
دومة الجندل: 190 

ذو حسا: 359 

ذو لحخشب: 358 

ذو العشيرة: 245 

ذو القمة: 2358 359 
عالج : 85 


7530 


الرملة: 190 
الرمادة: 398 
زمزم: 2371 402 
السقيفة: 303» 364 
سنيحاب : 267 
الشام : 2 2154 241 
شاس : 267 

شجرة طوبا: 540 
صفين : 2627 644 
الطائف: 428 
الظهران: 421 
العريش: 2318. 2346 363 
العراق: 267 
عسقلان: 267 
العقبة: 433 

عين التمر: 152 
الغار: 318, 363 
غزة: 393 

فدك: 2368 576 
فارس: 635 
فرغانة: 267 

قباء: 430 

قرقيسيا: 139 


781 


قريش: 2430 438 

القيروان: 267 

كاظمة: 165 

الكعبة: 2386 2389 2423 431 
الكوفة: 162. 241.؛. 480 
محل مواقس: 178 

المدائن: 2,86 91 

المدينة : 2352 2355 2356 358غ. 376 
المشرق: 232 

مصر: 241 

مكة: 2165 2339 2289 423 
النار: 282 84 

نجد: 599 

نجران: 372 

النخيلة: 154 

النهروان: 82. 644 

هيت: 154 

همذان: 139 

وقعة الجمل: 275 85 


اليمن: 2147 463. 635 


يوم أحد: 77 362 
يوم بدر: 1 2402 405 


يوم الجمل: 75. 85 

يوم الحج الأكبر: 2366 367 
يوم الحديبية: 346» 347 
يوم الحساب: 103» 166 
يوم حنين: 2235 2419 425 
يوم الدار: 194» 225 

يوم الزحف: 118 

يوم عرفة: 416 

أيام العقبة : 429 


د - الآيام 


152 


يوم القيامة: 88, 384. 407, 600 

يوم اليمامة: 402 

ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان: 241 
ليلة الجمعة العْقَبة: 402 

ليلة العقبة : 406 و386 

ليلة الغار: 357 

عام الأول: 570 

عام الحديبية: 349 

عام الرمادة: 398 


عام الفتح : 23534 


5 - فهرس الإصطلاحات والكلمات 


أ 
الإثتمار: 71. 94 
الإئتمام : 234 
الأئمة: 97 
الأئمة الأربعة: 292» 2318 2513 527 
الأئمة الراشدين: ١272‏ 375 
أئمة الشيعة: 558 
أب: 512 
الإباحة: 289 2216 588 
أباح : 68, 89, 102 
إباحة الدم والمال والفرج: 77 
الأباطيل: 105 
الإيانة : 2338» 521 
الإبتداء : 110 
ابتغاء ؛ 196 


إبداء : 104 


أبذأ: 2209 2.345 521 
أبدا: 113 

الأيدان: 317 

الأبرار: 196, 540. 641 
الأبصار: 295 113 
إبطال: 2100 210. 222 
ابن السبيل: 580 


ابنة النبى: 568» 570 


الأبواب فى الإمامة: 647 

إتباع : 2 616 

أتباعهم : 93 

اتساع : 338 

الإتفاق: 106» 110» 328 
الأتقياء: 2512 641 

اتمام ظلم الباغي : 100 

الإثابة: 519 

الآثار: 111» 2107 325 

إثارة الناس: 639 

إثبات الصانع تعالى: 529 

إثبات إمامة عثمان وعلى: 282 222. 588 
إثبات الشيء: 008 

الأثرة: 94 

الآثام : 200 

الإثم: 91 93. 638 

بالإجابة: 110؛ 126. 198 
الإجارة: 282 553 

الإجبار: 77 

اجتماع الكلمة: 104, 2112 199 
الإجتماع: 179 

الاجتماع على الباطل : 641 
الإجتهاد: 277 79. 2,81 92. 310 
الإجتهاد الشائع : 77 


103 


أجر: 68 

الأجل: 116 

آجلاً: 97 

الإجماع: 266, 319 
الإجلال: 330, 404. 2.508 512 
اجلال النبى: 2381 2»529 535 
أجمع : 1و 222 

إجماع: 71, 2,368 586 
إجماع الكلمة: 104 

إجماع الأمة: 250. 318: 589 
الأجناد : 112 

أحاد معلولين: 95 

الإحاطة: 328 

الإحاطة بعلم: 295 

إحتاج : 586 

الإحتجاج: 95؛ 313» 507 
الإحتكار: 584 

الإحتراق: 341 

لحاد معلولين: 95 

احتمل الصلاح: 201؛ و341 
احتمال: 105» 383 

الإحتياط : 0137 283 
الأحكام: 79, 283 

الأحكام المخصوصة: 523 
أحكام الدين: 79 

أحكام النبي والشرعيات: 535 
أحكام الله عزّ وجل: 523 
إحلال: 513 

الأحوال: 318 

اخبار: 384 

أخبار متظاهر متواترة: 600 
الأخبار: 2.83 89. 328 


اخبار أحاد ضعيفة: 573 
أخبار الأحاد: 295 259؛ 567 
الأخبار المروية: 290 318 
اختصاص: 413 
اختلاف: 82: 511 
الإختلال: 101 
اختلفت: 196 

اختيار: 120 

فالأخذ: 614 

أخر : 209 

اخراج : 208 

وأخراهم: 118 

الآخر: 209 

الآخرة: 273 726 
الأواخر: 206 
الآخرين: 429 

أخطأ: 77 

الاخلاص: 331 
أخلاف : 

الأخلاق: 401 

أداة اليه : 98 

أداء الرسالة: 522 

إدامة : 2330 331» 547 
الأدب: 522 

أدت: 522 

أدب بأدبه: 327 

أدب النفس: 387 
إدباركم : 118 

أدل الأمور: 2387 411 
الأدلة الموجية: 515 
الأدلة : 80؛ 507 

ادعاء : 67» 507 


764 


الإذكار: 511 

الآراء : 511 

أراد: 195 

أرباب: 308 

أربعة أخماس الخمس: 596 
ارتاب: 349 

إرتضى : 132 

ارتفاع : 66 105 
إرتياب: 84 

إرث فدك: 615 
الإارث: 611 

الإرث للولد: 371 

فى الأرض: 526 
إرشاد : 332 

أركان الدين: 568 
الإرهاب فى النهى: 88 
إزالة : 07( 
إزالة تمليك: 616 
الأزمان: 509 

أزواج النبي: 574 
إساءة : 77 

أسباب: 274 413 
الأسباب: 65» 319 
اسباب القهر: 628 
الأسباب الموجبة: 295 
اسم : 392 

استباحوا: 628 
الاستبداد: 75 
الاستبسال للموت: 117 
استبطاء : 365 

استبقاء : 101 

استثقال: 413 


استثنى : 544 

الاستثناء : 544 
استجاب: 334 
استحالة: 269 95 
استحق : 206 
استحقاق الدرجة: 523 
استحقاق الدرجة: 523 
استحمّاق: 373غ»: 523 
الإستحقاق على الله : 519 
الااستخفاف: 135» 541 
استخلاف: 81»: 283 
استخلف : 645 
استدامة: 327 
استدراك : 365» 411 
الإستدلال: 318. 550 
استدل: 2544 545 
استدللتم : 307 
استرجع: 117 
الاستزادة: 401 
استسقى : 398 
استسلام : 336 
استسلموا: 114 
استطعت: 117 
استشهد: 560 
الإستصلاح: 2104 197 
استضر: 513 
استظهار: 136 
الإستعانة : 328 
استعمال: 387») 547 
استعمال التقوى: 632 
الاستفتاء: 283 
الاستقلال: 195 


7155 


الإستقدام : 328 
استقامة الأمر: 102» 103 
الإستقامة : 2102 199 
استقر : 403 

استقل: 201 
الإستقلال: 66 
الإستكانة : 2328 549 
الإستكثار: 387 
الإستمتاع: 328 
الاستنباط: 376 
الاستنصار: 135. 198 
استواءنا: 124 
لاستوائهم: 610 
استولوا: 200 
باستيلاء : 627 
استيفاء الحدود: 200 
اسقاط: 82 

اسقاط الشهادة: 524 
اسللاف: 91 

اسلام المرء العاقل: 295 
إسلام: 327 

الإسلام: 93 

الاسم: 559 

باسماء الأشياء: 551 
اسم سماك به الله عرّ وجل: 108 
اسماء حسنى: 525 
اسندت: 201 
الإسناد: 234ب 
أسندت : 201 
بالاشتغال: 372 
الأشياء أعياناً: 525 
الإشراك بالله : 522 


أشكل الأمر: 295 
إشكال: 2105 2330 513 
إصابة : 77 81: 208 
أصاب: 268 77 
اصطلحا: 329 

الأصل: 278 518 

أصل الشيء: 85 
الاصلاح: 102 104 
أصلح: 102 

الأصول: 516 

أصول الدين: 277 196 
الأصلين: 516 

اضعتم: 117 

إضاعة : 519 

الإضافة: 78 

الإضطرار: 95. 2318 507» 526 
اضطرد: 411 

الإطالة : 129 

إطباق: 338 

الأطماع: 284 

الإطناب: 328 338 
إظهار: 297 630 

أظهر : 2126 529 

اعتاق: 383 

الإعتداد: 567 

اعتراض: 70 

الإعتراض: 277 280 547 
اعتراف: 382, 387, 399 
اعترف: 81 

اعتقاد: 339), 519 

اعتقاد نبوة محمد يَلل: 529 
الاعتقادات: 71 


7566 


اعتقد: 265 271 330 
اعتل: 523 

اعتلال: 136. 382 
اعتماداً: 200 

أعراض الدنيا: 2344 553 
الأعراض: 280. 525»؛ 526 


أعصار كثيرة: 79 
الأعصار: 95 
أعطاء : 508 
اعظام: 394» 522 
اعظم: 325 429 
اعلم: 2520 551 
اعلام: 509. 545 
اعلاء: 209 
الأعلون: 103 
اعماد: 200 
الأعمال: 318. 2.514 522 
الأعمار: 284 
الأعيان: 106 
اغتنام : 70 206 
الإغراق: 84 
أغلظ : 66 

أغفله : 411 
الإفادة: 81 


أفاضل السابقين الأولين من المهاجرين 
والأنصار: 266 67 

افتعال الكذب: 528 

إفراد: 510 

إقاد: 645 

الأفضل: 325 

افعال: 93, 2.514 527 

افعال الصحابة: 527 


افعال هؤلاء الأربعة: 528 
افعال الرسل: 548 

افعال البر: 515» 517» 528 
الأفعال على طريق التكليف: 549 
الإفهام: 283 

الأقذار: 526 

الإقادة: 71. 105 

اقارب الميت: 553 

اقامة الدماء: 339 

إقامة العدل: 102 
الإقامة: 81. 195. 200 
إقبالكم: 118 

للإقتباس: 328 
بالإقتداء: 394 

الإقتصار: 280 

الأقدام: 113 

الإقدام: 91, 195 

إقرار: 2566 616 

إقرار المنكر: 566 

اقاربه اعراض الدنيا: 553 
الأقران: 318» 338 
الأقرب: 553 

الأقوال: 330 

اقاويل المجتهدين: 93 
الأقاويل: 73» 516 
الأكابر: 327 

اكباراً: 383 

اكتسابها: 2276 515 
اكتسبت: 89 

إكثار : 398 

إكفار: 2.91 ١199‏ 338 
الإكرام: 327: 512 


137 


الإكراه: 74 

التزام : 104 

التقاء: 115» 200 
إلتماس : 294 203 
إلتمس: 198. 201 611 
التمسوا: 19. 199 

إلزام: 71 91 

ألزم : 519 

الإلهام: 265» 276 
الألسن: ١89‏ 331 

الإلفة: 102. 104 

ألقى: 389 

الله : 514 

ألفاظ السنة شاملة عامة: 583 
الأماثل: 2.67 273 197 
الإمارة: 409 

إمام العادل: 93, 100 
امام هدى لا يجب خلعه: 100 
امام: 82 201. 611 
امام الأمة: 269 80 

إمام العرب: 2327 

إمام ثابت الإمامة : 98 
امام المسلمين: 283 
الامامة: 82 97 

الأمامة فى قريش: 553 
امامة عثمان وعلى: 82 
إمامة علي رضي الله عنه: 387 
إمارات: 101 

أمانة الصدر الأول: 58 
الأمانة : 201 

أمة: 80 

الأمة: 90 


الأمة مجمعة: 574 

قبل امخاله : 403 

امثال: 395 

الامتناع: 71. 102» 135 
أمتنع : 104 135 

الإمداد: 99 

الأمور الخارقة للعادة: 508 
الأمور: 508 

أمر الإمام : 100 

الأمر: 102»: 284 

الأمر بالمعروف: 2187 2629 643 
أمر الدنيا: 631 

أمر القضاء: 527 

أمر الوصية: 615 

أمر الاستفادة: 536 

أمر فدك: 573 

الأمر بالمعروف: 643 
الأمرة: 135. 629 

أمير المؤمنين: 86». 101. 211. 629 
إمارة: 409 

امسكوا عن أصحابى: 88 
إمساك: 97ب ْ 
الإمساك: 88. 90 
الإمكان: 206 

الأمناء: 392 

امهات الأولاد: 2617 626 
بأنباء فيه صحيحة: 392 
الأنبياء: 520 

الإنتصاب: 79 

الانتصار: 429 

انتفاع : 0512 611: 614 


158 


انثى : 567 

انحيازكم : 118 
انحلال: 365 

الخلع : 104 

أنزل الوحى: 2388 402 
الإونس: 53 

الأنساب: 289 

إنسان: 514 

الأنصار: 388 
أنصارهم : 93, 288: 2365 423 
الإنصاف: 208 
الإنصراف: 113» 120 
انصرف: 94 
الإنصاف: 295 
انضاف: 67 

الأنفس: 84 

إنفاذ: 200 

انفسد: 199 

إنفاق: 2383 384 
بانفصال: 521 

انقياد: 510 

الإنقياد: 271 77. 328 
فانكر عليه: 84» 520 
الإنكار: 273 87» 337 
إنكار المنكر: 569» 643 
الإهانة: 2339 541 
الأهواء: 526 

أوان: 330 

أوجب: 328 

أوجب الكف: 574 
أوحى: 387, 549 
الأوصاف: 2515 517 


أوضحنا: 94 

أولهم: 294 326 

أول قاض: 356 

الأول: 96 

أولاهم: 118 

أولى : 93, 94 

الأولياء: 548 

أولياء الشياطين: 638 
أولياء الدم: 74 

إياس: 427 

أيام عثمان: 75 

الأية: 387» 2507 566 
آية لصاحب الشريعة: 510 
آيات: 508 

آية الدين: 277 

إيثار: 94, 2102 319: 2كب 
إيجاب: 370. 2509 522 


أيدي الصالحين والصديقين: 509 


إيمان: 282 515 

إيمان المؤمن: 520 

إيمان جبريل ومحمد: 525 
الإيمان قَيّد الفتك: 76 
الإيمان: 2327 429: 


اناد 
بائن: 343 
باب الإجتهاد: 92 
باب نقض : 2352 
باب القول فى العصمة: 373 


759 


بادئ: 363 

الباري: 183 

باطل: 195. 2196 205: 269 
الباطن: 2520 523 

باطن: 514 

باطن المستتر بالفسق: 524 
باقى: 94), 2103 2325 373 
الباقى : 524 

الباقين : 566 

البالغ : 332 

البالغون: 331 

فبان أيضاً: 69 293 205 
البذاءة : 212 

البدع : 638 

بدل: 387 

برَأنا: 524 

لبر : 515» 522 

البراءة: 2.91 92. 100., 199 
البراهين: 205 

بشر: 88 

البصائر: 200. 201 
بصائرهم: 203 

بصره الى السماء: 414 
البصر: 378, 2,379 380 
بطلان: 95 

بطل : 196 

أن يبعث: 197 

بَعْثْ: 352 

البعث: 348» 383 

بعئة الرسل: 253 

يُعْد: 205 


بغض : 195 


البعض: 529 


البيعيدة: 93 

البَغى: 195» 362 
بتَطيناً : 88 

بقائه : 362 

البقيا: 128 

بقية المسلمين : 8 204 
البقية: 219: 628 

بلغ : 3 2523 529 
بلوغ: 327 

البلوغ: 331 

البلية: 205 

بناء البيت: 417 
بهت: 381 

البوار: 127 

البيت: 385»: 386 
بيت النبوة: 584 

بيت المال: 629 

بيع أم الولد: 68 


البيعة: 65. 90: 100» 194 
البينة: 206, 584: 616 


. 


بينا: 361 

بيان: 2461 567 

البيان: 263» 362» 567 
تائب: 109 

التأثيم: 268 71 

تأديب: 332 

التأليب: 169 

التأمل: 91 

تأويل قريب ليس ببعيد: 75 
التأويل: 65): 269 173. 233 
التأويلات: 74 


700 


التأييد: 99 

التابع : 328 

التباين: 209 

التباغض : 627 
التبديل : 77 

التبريء: 88 

تبصرة: 210 
التجادل: 167 
التجاوز: 90 

تجبراً: 163 

التجبر: 164 

التجنب: 2187 520 
التجوير: 518 

تحديد الوقت: 251 
تحرف: 316 
التحري: 79 
التحريض: 156 
اتحريم: 198 

التحريم : 69 

تحسس اللذات: 519 
تحصيل الأحكام: 2175 182 
تحصيل الأموال: 553 
التحصيل : 280: 346 
التحطط : 139 
تحكيم على رضي الله عنه: 182 
التحكيم: 95: 100, 102. 174 
تحمل: 188 

تحمل الرسالة: 538 
تخصيص: 2188 317 
تخطتة: 68. 211 
التخطئة : 71» 211 
التخلف: 187 


التخليط : 102 
الترافع : 249 
فالترتيب: 548 
الترغيب: 350 
الترفيق: 630 

ترك : 80: 2,195 238 
التركيب: 516 
الترهيب : 3 348 
تساوي: 196 
التساوي: 256. 547 
التسليم: 212 
تسمية: 110 

التسمية: 224؛ 308 
التسوية: 231 

التشبيه على الظن : 387 
التشديد: 99 
التشكيك : 66 


التعديل: 2072 2277 518 
التعريض: 151 


791 


التعريف: 212. 519. 520 
تعصب : 84 

تعطيل : 2 2.204 285 
التعظيم : 523 

التعقب: 156 

التعلق: 549 

التعلل: 89 

تعليق: 206؛: 286 
التعليل: 59 

تعليم : 332 

التعليقات: 103 

تعنيف: 88 

تغليب: 107 

تغليب أحد الوجهين: 553 
تغليظ : 88» 186 

التفاني : 157 

التفرد: 216» 520 

تفريط: 81؛ 615 

تفسيق: 289 2220 240 


التفصيل: 92: 248 265 
تفضيل الستة: 318 

التفضيل: 249: 2276 293»: 549 
التقى : 262: 540 

التقاضى: 249؛ 250 

تقدمة: 297, 329 


تقديم: 176 

التقرب: 0262 275 
تقصير: 81. 213 
التقليد: 111. 195.؛ 250 
تقويم : 252 

التقويم: 186 


التقية: 297 117»: 207 


التكذيب: 231 

تكليف النبى: 550 
التكليف: 2 319 549 
تليين: 199 

تمام العقد: 186 

تمادياً: 147 

المكن: 144 

التمكين : 14 . 2173 2255 579 
تمليك المخلوق: 553 
التمليك : 611» 616 
التنازع : 157 

تناسخ الأرواح: 309 
تناقض: 360 

تنزيل: 238 

تنزيل الكتاب: 119 
التنفير: 206 

التدكر: 107 

التنكيل: 173 

التهمة: 618 

التوبة: 103 

التواتر: 271؛ 274؛ 309 
التورحيد: 70. 274 
توريث: 2611 553 
التورريث: 583 

التوصل : 276 

التوفيق: 111 

التوقف: 91. 264 
التوقيف: 264: 271 
تولية: 101» 106» 217 
التولي: 90 


توهين: 2104 144 


102 


كابت: 69 

ثابتة : 2205 585 
ثبوت العقد: 102 
ثبَتَ: 67 90 362 
الثغور: 18 


ثقة: 364 


جائز: 108ب 

والجائر: 2257 657 
جاز: 88»: 2201 592 
الجامعة غير المفرقة: 203 
الجاه: 2326 327 
الجاهل: 281 
الجاهلية: 2390 433 
جرى: 201 

جراد: 103 

جزاء: 251 

جلالة : 512 

جماعة سلف الأمة: 526 
الجماعة: 95. 195 
الجناية : 251 

الجهاد: 266 2363 2384 427 
يجاهر: 523 

الجواب: 201. 521 
الجواب الأخير: 529 
جواز: 69 93:, 529 
الجواهر: 525: 526 
الجبر: 357 

جخبل: 382 

الجبلة : 66 


الجد: 68 


جَعَل: 2326 530 
جغل: 91 
الجعلان: 526 
جلالة : 512 
الجلة: 66. 363 
جلى: 197 

جلية: 111 

جليل المحل: 616 
المجمع : 53 
الجملة: 2.92 382 


الجمهور الأكبر: 325 
جمهور أهل العلم والرواية: 623 
الجن: 510 
الجناية : 251 
الجنة: 270 291 521 
جنداً جيشاً: 383 
الجند: 205 
جنس : 070 294 544 
الجنس: 525 
جهة أحاد معلولين: 95 
جهة القطع : 96 
الجهل : 291 283 
بعض الجهات: 515 
جهنم : 592 

5 0-5 


حاجة: 2406 531 
الحاجة إليه: 2190 193 
الحادثة : 532 
الحاصلة: 295 
الحاصلين: 313 


103 


الحاكم : 110 

حال: 66 

الحال: 93 

هذه الحال أقوى: 598 
حال أجناد المسلمين: 611 
حال البر والطاعة: 537 


حالة : 194 

حارب: 93 
الحب: 197 

الحج الأكبر: 366 
حجة: 195 
الحجة: 2107 210 
حجة الوداع: 366 
الحجر: 417 
الحجر الأسود: 85 
حدته: 93 

الحد والعقوبة: 536 


الحد: 93. 2110 206 
الحدود: 191. 195» 200 
حد السارق: 210 
خحدث: 90 

حدث في الدين: 205 
الحدث : 206 
بالأحداث: 205 
حدوث كمر: 198 
بالحدس : 202 
الحديث: 79. 95» 234 
الحرتب: 66 

حرام: 91 93, 195 
الحرائم: 195 

حرب قائمة: 200 


حرس : 200 


حرمة: 270 108 

حرمة النفس : 65 

حرمة الله : 117 

حساب ضرب الشطرنج : 96 
بالحساب: 639 

يحسيون: 234 

حَسَب المسلمين برواية على: 235 
حسن: 418 ْ 
يحسن: 365. 366 

حصائد الألسن: 89 

حَصَل: 2579 586 

حصل عليه العقل: 249 
حصول: 265 2.190 294: 520 
حصول العلم: 267. 600 
حصول الإلفة: 104 
الحضن: 291 418 

حَضَرَ: 86: 2105 189 
حَظرَ: 85 

خحظىّ: 417 

حقّ: 85 

الحق: 71 2107 195. 365 
الحق والكتاب والسنة: 111 
الحقرق: 200. 204 

حقيق: 631 

الحاكم: 110 

حَكمّ: 110 

الحكم: 266 91 

حكم الدين: 198. 205 
حكم الشرع: 197 

حكم الكتاب: 197 

حكم الله عزّ وجل: 197 
الحكم بالعدل والكتاب والسنة: 195 


704 


الحكم بالنحل على الحي: 621 
حكم الدار: 523 

حكم الظاهر: 533 

حكم مستأنف: 217ب 

الحكم في السكوت عنه في المنطوق: 196 
الحكم بالشهادة ثابت: 558 
الحكمين: 190 

الحكومة: 2111 565 

حَلّ: 407 

يحل : 632 

حلول روح القدس: 646 
خمل: 65 

بالحمل: 65 

حَمْل الماء إليه: 194 

حمية الجاهلية: 625 

الحول: 632 

حىّ: 417 

حي : 191 195 

حياة رسول الله : 330 

الحياة: 114 


حيرة : 94 
الحيف : 302 


خارجة: 318 

الخارجون عن ولاية الله عر وجل: 92 
خاصية: 390 

خالف: 319 

لا خالق إلا الله : 525 

خطأ: 277 281 319» 516» 530 
خبر: 296 321 


خبر تواتر: 274» 277 


خبر واحد: 274 


خبر الواحد: 518 

خبر الطائر: 323 
خبركم: 517 

خروج: 593 

الخروج: 107 
الخصوص: 318 
الخطاب: 317 

خطيئة : 

خلعه: 82 

الخلاف :. 277 279 2516 525 
الخلافة : 75 

خلفاء في الأرض: 412 
الخلود: 92 

خليفة : 80 

خليفة رسول الله : 319 
خلق: 79. 80 

خلق الأجناس: 525 
الخلق الى الله : 323 
الخلق: 525 

الخلق فى ميزانى: 320 
خواص: 80 ْ 
الخوض: 79: 83: 90 
خيانة من خانه: 201 
خير: 75: 78» 530 
الخير الثابت: 75 

خير قول البرية: 572 
الخيرية : 203؛ 526 


ده 


دافع : 202 


105 


دأخلاً: 83 

الدار دار كفر: 70 

بدار مضيعته : 398 

دار التكليف: 519 

داوم عليها: 528 

ديره: 118 

درجته : 77 

الدرج مستحقه: 521 

الدخول: 285 127 

دغا: 75 

الدعاء : 78 

دعا: 119 

الدعوة: 96 

الدواعى: 96 

بالدلالة : 585 

الدلالة : 71 

الدليل: 69 95. 203غ. 526 

بدليل السمع : 553 

الدليل القاطع : 587 

سفك الدماء: 77 

دين: 126 

ولا من دين النبي كَل ولا من دين علي 
وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم 
أجمعين : 196 

الدين: 77 

دنيا مؤثرة: 635 

دنيا قليلة زائلة : 640 

دنيا قليلة زائلة : 640 

والدنيا: 200 

الدهر: 542 

دية الأصابع : 375 

فدين الله عرّ وجل أولى: 376 


الدين: 283 

الدين لله عر وجل: 104 

دين المسلمين: 201 
كذ 

الذرية: 219 

من ذريتك: 412 

ذراري المحاربين: 228 

ذريعة: 86: 10ب 

الذكى: 333 

الذكاء : 234 

ذكر: 83)؛ 2204 543 

ذكر الرغبة: 2546 547 


ذكر المسيح : 511 
ذكر: 86, 2.95 325 
يَذكر: 86: 338 
الذل: 339 

ذم: 55 

الذَّمَام : 239 

ذم: 239 

ذنب: 81 

ذا شفاعة: 401 


ذات كبدٍ رطبة: 416 

ذوات الأجناس: 526 

ذوات الجواهر والأعراض: 525. 526 
ذوي القربى واليتامى والمساكين: 592 
ذو رأي أصيل: 410 

ذو أسماء حسنى وصفات عليا: 525 
ذو الثروة والمال: 295 

ذو رأي أصيل: 410 

ذو فضل: 66 

ذو مال: 625 


156 


ذهاب الحدود: 204 
ذوي القدم: 94 
ذي يد: 103 


رد 
رأس سياسة الحرب الرفق: 131 
رأي أصيل: 2357 410 

الرأي : 66 

الراحة: 201 

الراشدين رضي الله عنهم مؤمنون: 272 
الرامي: 257 

رباعية قوية: 357 

ربه: 201 

رتبة شريفة : 67 

الرد: 88 

رد الفرع على الأصل : 196 
الرسالة: 538 

الرسل: 538 

رسولاً: 201 

رسول الله يله : 88 

رسل الى المؤمنين: 539 
رسل السلام: 522 

الرسم : 114 

رضى: 66: 94 

الرضى: 197 

رضائه: 102 

رضوان الله : 90 

الرعية : 2285 581 

الرغبة: 111 

الرفق: 131» 636 

ضرب الرقاب: 633 

رقاب الناس: 356 


الرقة : 636 

رقيق: 101 

رمل عالج : 85 

روى: 89 

رئية: 95 

روح القدس: 2328 646 
الرواية : 102, 2.579 623 
الروية : 101 

الرهبة : 579 

ريية: 570 


ل 
6ن 
ل 


يزنى الزانى: 88 
الزناة : 15 

الزانى : 211 

زجر: 6 و87 
الزجر: 88 

الزحف: 118 

الزرع: 117 

الزكاة: 355 

زكاتهم : 90 

زلة: 2,89 636 

زوال الشبهة: 211 
تزول أطماعه: 212 
زمن قيظ: 411» 570 
زمن الشورى: 318 
الزمان: 2415 542 
زهد في عرض الدنيا: 357 


. س2 .- 
يأل: 604 412 
الساب: 85 
السابقة : 66 


السابقين: 266 91 
سادات المسلمين: 345 
ساعة فى الغار: 344 
الساقط : 92 

ساكت: 73 

سبحان الله : 166 

سبعة آداب: 413 
السبق: 325 

سيب : 413 

سبى منهم سبياً : 162 
سبعين عبداً: 412 
سبيل الاجتهاد: 93 
سبيل: 274 93. 109, 593 
سبيل الله : 2416 2591 594 
ستاً منها لله عرّ وجلٌّ: 169 
ستر رقيق: 101 

سد ابن آدم : 413 
السحر: 191ب 

سراً: 97 

سرف: 85. 93: 94 
السرور: 409 

سريرته: 412 

السريرة: 2.93 95. 262 
سرائرهم : 95 

السعي : 167 

السفارة: 170 

السفك: 92. 130 
سقط : 2159 413 
سقم السقيم: 416 
السكت : 643 

فسكن الحسن: 169 
سكون جأشه: 411 


السكون: 136 

والسلطان: 83. 97. 130. 159 
سلف: 297 169 

سلف الأمة: 94 

السلف: 2.465 598 


سمعت رسول الله : 415 
السمع: 95. 276 

يستنون بسنتى: 258 

السنة: 111 133 0187 220 
أوسنة: 198 

السنة الجامعة: 186. 203 
سنن : 111 

سنة رسوله: 133 

السهم الذي لله وللرسول: 592 
سهم الخمس والزكاة المفروضة: 593 
سهم ذوي القربى واليتامى: 592 
سهم رسول الله : 592 

سهم المؤلفة قلوبهم: 593 
السوء: 131 

سوء الطاعة: 168 

سورة: 86 

السورة: 277 

السواد الأعظم: 325 

سواد العراق: 604 

السَويّة : 318 

السيد: 162 

سيدا : 209 


08 


سادة الدنيا: 300 
السيادة: 300 

سياسة الدنيا: 512 
سياسة الحرب: 131 
السيرة: 164 

أحسنت السيرة: 164 
السير والمغازي: 346 


. 
- اس - 

شاء الله : 70 

لشاع : 5352 

كالشاك : 402 

شاهدوا: 527 

شاهدي زور: 558 

الشاهد مع الإمام: 264 

الشاهدين بالشاهدين: 525 

شبع مطلوب: 516 

فلا شبهة علينا: 93 

الشيهة قائمة: 92 

الشبهة: 70. 82 

الشبهة فى المناقضة: 532 

الشدة: 3602 165 

شجاعة الشجاع: 360 

شجاعا: 359 

شَجَر: 69 

شد على الخيل: 416 

شديد بينهم: 269 89 

الشر: 78: 409 

الشرائع : 262 

الشرع: 213ب 

الشرك : 415 

الشريعة: 269 2519 524 


الشريفة: 266 67 
شفع : 5026 

يشفع : 5 526 
شفاعة: 401 

الشقة: 104 

الشقاق: 102 

شكة: 222 

شك : 222 

الشك: 583 

الشكر: 519» 520 
شمول البلية: 82 
بشَمْلة: 411 

شَهِدَ لهم بالصدق: 76 
شهادة الزور: 566 
شهادة الشاهدين: 558 
الشهادة: 291 524 
شهداء: 90 

بردها شورى: 75 
الشورى: 75. 280 187. 318 
شيئاً: 76 

الشىء : 9 517. 2.519 526 
الشياطين: 521 
الشيطان الضال: 103 


ص - 
الصادق: 401 

صادق: 295 2267 271 
صالح : 5315 

الصبر: 267 117 

صحابة مرضيون: 85 
الصحابة : 267 68 

صح : 2 270 


109 


صححته : 271 

صحة البيعة: 100 

صحة التحري: 334 
صححيح : 69 70 
صحيحة : 70: 270 
صدر الحسن: 85 

صدر الكتاب: 69» 590 
صدر الإسلام: 2318 593 
الصدر الأول: 252؛ 516 
الصدق : 270 

الصدقة: 393» 594 
الصدقة المفروضة: 590 
صدقة لله : 591 

صدقات رسول الله يلل : 86 
صدقات: 136 

الصراط: 95 

ضَرْف: 591 

الصريع يجود بنفسه: 117 
الصغير: 398» 548 
صفة: 286 

الصفة: 215 593 
الصفات: 2.592 593 
صفات عليا: 595 
صفات الفضل الصالحين: 584 
الصلاة: 117؛» 522 
الصلاح : 159 

صلاح الأمة: 105 
صلاح وسداد: 199 
الصالحون: 199 

صلة: 341 

الصناع : 372 

يصنع : 66 


صنيعهم: 266 
صوابك: 290 105 
الصواب: 65 ٠67‏ 269 
الصورة: 516 
الصياح : 117 
صيغة: 582 

ض - 
ضاق: 213 
الضال: 398 
الضبط : 576 
الضراء: 413 
الفرّ: 328 
ضرب الرقاب: 633 
ضرب الشرطنج: 96 
ضرب من الإجتهاد: 250 
ضرباً من الشر: 78 
ضروب البر: 527 
ضروب الطاعات: 522 
ضروب المعاصى: 522 
الضرورة : 2 573 2579 580 
ضعف بصائرهم: 211 
ضعفاء: 212 
ضعفاء الشيعة: 204س 
ضعفاء أهل الشام: 202؛ 212 
ضعفه عن نصرته: 200 
ضعيفة لا أصل لها: 573 
ضلال: 91 
الضلال: 200 ١2008‏ 577 


د ط ‏ 


الطاعة : 521 
طاعات المرء : 517 


2800 


طاعات الرسل : 522 

طاهر السريرة: 93 

لطاهرين: 648 

لطاهرات: 648 

الطباع : 551 

لطباع مجبولة: 143 

لطبقة من الأمة: 556 

طريق : 533 

الطريق دليل: 588 

طريق السمع: 589 

بعض الطرق: 581 

طلب الخلافة : 75 

الطلاق : 626 

الطلقاء : 634 

طهارة باطنة : 272 

طهارة باطن علي وأبي بكر وعمر وعئمان 
والزبير والعشرة: 94 

طهارة: 97 

طوى : 579 

طوعاً: 103 





ظاهر: 554 

الظاهر: 533 

ظاهر الخطاب: 556 

ظاهر ستره: 272 

ظاهر معلوم: 412 

ظاهري السريرة : 272 

ظاهر منقول: 634 

الظفر: 101 

ظلم فاطمة وعم النبي وأزواجه: 570 
ظلم الباغي: 100 


ظلم: 102 

ظلمة فساق الأمة: 578 
الظن: 102 

الظنة : 292 552 

ظن الإمام: 200 


ع - 
العاجل: 116 

عادة الناس: 553 
العادات: 529 

مجرى العادة: 528) 529 
العادل: 185» 191 

العار الباقى: 119 

عارية : 621 

عاصى لله عرّ وجل: 98 
العاقد: 184 

العاقل المحصل: 295 
عالماً: 185)» 516 

عالم الغيب: 446 

لعالم: 79» 222 

غير عالمين به: 515 
لعامل: 518» 519 
لعامى: 249 283 

لعامة : 209: 583: 638 
للعامة الحجب: 638 

عامة المسلمين: 187أ» 525 
العام : 168 

العباد: 276» 522) 525 
عبادة الأوثان: 175 

سائر العبادات: 273 
العبادة: 512) 538 
العبادات في الأزمان: 583 





801 


عبادة الله : 538 
عبداً: 548 

حر وعبد: 338 
العبر حيناً: 549 
العبارات الفارغة: 280 
العترة: 301 

عَجِز: 421 

العجلة : 131 
العدالة : 90 

عدالتهم : 90 

العاقل : 15 

عدل: 215؛ 216. 632 
عَذْلَ: 164 

عدل المحق: 210 
العدل: 92.؛ 207 
عدم : 305 

عدمنا: 279 

عدم منازع : 608 
العداوة: 2160 523 
العدو: 234 
العدوان: 2160 625 
العدول المرضيين: 220» 279 
عذر: 132 

العذر: 210 

عرض الدنيا: 170 
العرض: 184» 213 
العرض: 224 
عروضاً: 519 
عرض: 79: 80 
عزيمة: 104 
العزير: 124 
العسكر: 73 


عاصي: 270 221 

عصى الله : 538 

عصاه الأمة: 527 

العصبة: 371 

عصر: 2180 520 

عصر الصحابة : 555) 565 
العصمة : 2266 2271 373 
العصمة كهو: 267 

العصمة لنفسه: 646 
عصمة الإمام: 272» 373 
عصمتهم من الكفر: 196 
عصيان: 91, 174. 227ء 255 
عطيةٌ: 591 

عظيم : 67 

عظماء فريش: 67 

العقاب عند الله عر وجل: 536 
عقاب الآخرة: 536 
عقاب: 2523 536 

عقاب الدنيا: 536 

العقاب عند الله : 536 
عقدة: 132 

العقد: 185. 192ء 242 
عقد: 2132 422 

بعقد الزوجية: 210 

عقل الأصابع: 280 

العقل على العصية: 371 
العقل البعيد بالتحكيم: 207 
في العقل حظر: 553 
العقل: 208. 249: 273 
العصمة : 272 

عصمة الإمام: 272 


العقل: 283 


802 


العقل والقصاص والطلاق: 626 
عقلاء بالغون: 326 
عقربة: 2164 536 
عقول الأمة: 580 
كعقول الأسنان: 279 
عقيب: 170 

العلة: 80 209 

علة الحكم : 515 
العلامات الداللات : 245 
علانية: 97 

علو الدرجة : 547 
عالم الاضطرار: 277 
علم الغيب: 5496215 
علم أو دليل: 515 
العلم بالمعجز: 271 
العلم دون المال: 584 
العلم والعمل: 583 
علم اليقين: 199 
علماء الأمة: 221 
علمائنا: 91 

العلماء: 188 2584 586 
عم النبي: 421» 570 
عمل رسالة: 522 
تَعْمَلُ: 164 371 
بالعمل: 2164 371 


العمل بأخبار الآحاد: 59 220, 296, 
529 

عمل على عمله: 344 

العامل: 518»: 519 

بعمارة البيت: 386 

عموم: 2300 526 

العموم: 625 


يعنف: 73 

لعنف: 213 

لعناء: 339 

العناد: 91, 174» 2207 521 
لعناد فى الدين: 105 

العناية : 579 

لعورض: 519 

العهد: 97. 2182 422 
عيناً: 519 

العرام : 359 

للعامة : 164 

علية الصحاية : 67 

لكلام فى الغار: 363 603 
في الغار : 344 

لغالب الظاهر: 259 

غاية : 2354 2407 544 
لغاب: 248 

لغزو: 254 

غسْل الميت: 559 

عَفَبَ: 86 

الغضب: 2,286 87»: 260 
غضباً: 50 

غفر: 366 

غفرانه: 89» 203»: 270 
بغلبة الظن: 198 277. 279 
الغنيمة: 609 

غم 7 175 

الغي : 175 

غير: 2217 2261 332غع 365 
غاب: 2196 517 

الغعصب: 210 

الغيب: 101 








0803 


يغني : 196 366 
دف 

الفارغة: 280 

الفامق: 92 

فتح مكة: 403 

الفتح: 211 384 

الفتنة: 65» 76ء 81 82 

الفتنة : 81 

الفتورى: 279 80 81 

الفتوى فى الدين: 250 

الفتوح : 602 

الفتى: 250 

الفحص: 530 

فرار العبد: 162 

الفر : 103 

الفرار: 119 

فرائض الكفاية: 81 

الفرصة: 165 

فرض ذلك : 577 

فرض الله عر وجل: 77 

فرضة: 579 

الفرض: 92» 523 

فرض الإمامة : 8 579 

فرض الحائض: 583»: 211 

فرض الطاهر: 583 

فرض المقيم: 583 

فرض المسافر: 583 

فرض المختار: 583 

فرض المضطر: 583 

فرض العامة والرعية: 583 

فرض النبي والأئمة: 583 


الفروض الشرعية : 333 
الفرع: 196 

وفروعه: 196 

الفرق بين الأمرين: 524 
الفرقة : 104 

فرقة الأمة: 555 
فريق: 529 

الفريقين: 91 199 
فساد: 99 

الفساد فهو أبلغ: 69 
فساد: 167 

فساد الأمة: 168 


الفسق كفر: 91 

الفسق: 91, 92 

الفسقة الخارجون عن ولاية الله : 92» 95 
فساق الأمة: 578 

فسوق: 91غ 524 

فاسقات: 291 92 

الفصاحة: 603 

الفضل: 70 

الفواصل: 407 

فضّل: 531 

الفاضل فاضلاً: 523 

فُضل: 124 373 400. 404 
فضل الأئمة على الرجل : 272 
فضل الأربعة على سائرهم: 529 
فضل الفاضل: 2,530 532 

فضل على: 532 

فضل أبي بكر : 532 

فضل عمر والعباس: 532 


804 


فضائل علي : 577 
الفضلاء: 80» 400 
فضيلة: 401 403 
الفضيلة : 339 
على الفطرة: 416 


الفطن العالم بالدليل والشبهة: 333 
الفطنة : المادة وحضور الخاطر والبديهة : 


3234 


في فصل يحتمل أن يكون خطأ: 90 


الفعل : 313 

فاعلة ظلمة: 578 
فاعل الفقر: 339 
للفقراء: 401» 603 
فقهاء الدين: 3176:531 
الفقهيات : 646 
الفقير: 166 

فناء: 102 

فنيت فيه العرب: 120 


د ق- 


قائم : 3 84غ, 92 
القائم المنتظر: 647 
قائمة: 200 

القاتل: 536 

قاتل الزبير: 81 
قادة الأجناد: 212 
قادح : 159 

قاضياً: 80. 318 
القاضية : 318 
قاطبة: 589 
الماعد: 283 84 


القاعدين: 101 

قبض: 193 

يقبض مبيعاً ويقبض عارية ووديعة: 621 
قبض رسول الله : 604 
القبيض محل : 621 
قبل: 85 

قبلة: 95 

القبلة للصائم: 196 
قبل ذوات الجواهر والأعراض: 525 
القبول: 92 600 
القبيل: 69 

القعال: 69, 276 84 
تل أهلها: 70 

القتل : 275 572 

قتلةَ: 75 98ء 206 
بقل فتلة عثمان: 216 
قدحت: 197 

القدح: 75 365 
قذراً: 2190 209. 519 
القدر: 89 

يقدرون: 522 

القدرة: 525 

قدرة الله: 327 

يقدم: 203. 212: 523 
فعل القديم: 520 


القريب : 967 
قاسم مسؤول: 604 


قسم: 600 
قسمة الفىء: 603 


005 


بقسمة الإمام: 590 
القسمة : 604 
القصاص: 82: 2206 639 
قصد: 98,. 204. 536 
قصد الصلاح : 210 
القفصد: 197 

قصّر: 90 

يقضى: 198 

يقضى الديْن: 623 
القضاء : 0 527 
قاض في الإسلام: 356 
قضاة: 2200 522 
فضية: 365 

القاطع : 69 

قطع : 0 202 


القطع: 90 296 528 
القعود: 65) 90 

يقلب بصره: 414 

قلرب ضعفاء أهل الشام: 212 
قلوب شياطين: 258 

قلوب طائرة: 103 

القليل: 533 

قميص ألبسك الله: 108 
القطع على الله سبحانه : 529) 532 
قويت بهم: 200 

قوة عزيمة: 198 

القوة: 212 

القرد: 70 206 

القول المحرم: 65 

قول البرية: 572 

القولين المتضادين: 269 
القرم: 269 82), 85, 196 


فوم أحداث الاسنان: 572 
تعيس: 317 

قياس: 196». 198, 2207 598 
قياسنا: 211 

القياس قطع : 531 

بالقياس في الأحكام: 2529 330 
القيام: 81) 284 

القيامة : , 600» 601 

قيم الأروش والجبايات: 251 


كك 
كاف: 382» 383 
كافر: 94 
من الكافرين: 2264 523 
كبائر: 525 
كيد رطبة: 416 
كبيرة: 332 
الكبير: 398 
كتاب الأوامر من أصول الفقه: 542 
كتاب الله عرّ وجل: 101. 198 
الكتاب صحيح: ١186‏ 538 
الكتاب والسنة: 187 
فى الكتاب: 203 
فى الكتاب وراثة المنال: 583 
كتاب الصلح: 186 
كتيبة الأنصار: 423 
كتيبة النبى: 423 
يكتسبه العباد : 32 
كثّر: 117 
كثرة الحرب: 344 
كثرة الصلاة: 522 
كثير : 423 


006 


يكذب: 95 

الكذب: 95 

الكذب لا يجوز على مثلنا: 555 

كراهة: 94 

الكراهية: 633 

كساءً له: 411 

كف: 198 

198 ١105 الكف:‎ 

كمار بترك الإتباع لعلي: 94 

كفاية: 411 

586 ١105 الكفاية:‎ 

كَفَر: 198 

كفر الكافر: 520 

كفر الفراعنة والشياطين: 521 

الكفر: 89 

الكفر وأهل العناد: 89 

كل واحد: 93: 382 

الكلام: 2198 542 

كلام الخوارج: 344 

الكلام في الأصول: 198 

الكلام في الإجتهاد: 531 

كلف ئفسه: 410 

الكلفة : 555 

الكلمة: 102 199 

الكمال: 387 

كون: 543 

لكونه في الغار: 383» 386 
ل - 

لا علم قط: 578 

فى اللفظ: 397 

اللطف: 2.520 583 


لقاء: 94 
اللازمة: 286 
لفيف الشيطان الضال: 103 


. 8 - 
مات: 96 231: 252 
مادة الاحفال: 531 
مادة: 2143 2173 2265 586 
ماس من خلقه: 
ماشياً: 294 
ماضيه: 5 
مأموراً: 214 
مأمورون: 516» 550 
آمراً: 214 
المبادرة: 77 
المبالغة: 144 
مباين: 97 
المبطلون: 104 
مبعث رسول الله : 330 
مبعوثا : 207 
متينة : 287 
فمتى: 96 
متأخرين: 326» 329 
المتأول: 274 98» 191 


متسرعة : 143 


المنطوع: 609 
المتعارف: 97 


507 


متعة النساء: 373 
المتعلق: ٠81‏ 194 
المتغابرة: 181 
المتظاهرة : 577 
متغلبين: 192 
متزايداً: 204 

متفقة : 272 

متفق: 521 
متفقون: 94 
المتفق: 619 
متقارية : 293 
المتقدم : 254 289 
متناقضة: 517 
متنافية: 517 
المتنازعة : 147 
للمتكذب: 577 
متمكناً: 206 
المتواتر: 213» 277» 600 
متولياً: 295 
المتيقظ الذكي: 97 
المتيقن: 320 
ومتى كان: 546 
مجاهدة: 58س 
المجاهدين: 605 
مجانبة : 111 
مجبولة: 143 
مجتمع الخيل: 116 
المجتهدون: 265 252 
مجتهد مصيب : 67 
مجتهد: 295 
مجلساً: 387 


محارب: 106. 220: 228 
محارية: 140 

محاستهم : 588 

لا محالة: 2,77 299 
محالات : 2.69 274 
المحال: 248» 2268 275 
المحبوس: 587 

محتجاً: 223 

محتمل: 69» 277 
المحترم: 144 

محاجة: 373 

محجة : 277 

المحجين: 200 

محدودة: 263 

المحرمة: 2609 614 
المحرم: 65» 611 
المحصل : 295 

محصلو الشيعة: 309 
بمحضر: 142.: 2263 326, 620 
محظور: 213 

المحق: 209, 210» 265 
المحقين: 511 

محل شامخ منيف : 67 
محل: 467: 323 

محلة: 546 

المحل الرفيع: 295 

لا محيص: 522 

محنة : 143. 288 

محو: 224. 329 

مخالفة المسلمين: 245 
المخالف: 68 159 199 210 
مختلف : 619 


808 


مختلفة: 514 

المخبر: 2251 520 
المخدوم: 540 
مخرج: 88: 2324 522 
مخصوصة: 251 
مخصوص : 2258 519 
مخطى عاص : 70 
المخطئ: 6 

مداد فى قراطيس : 109 
مداد: 108. 109 
مداومة: 538 

المدبر: 156 

مدة خمس سنين : 366 
مدة: 177 332 

مدة أيام حياته: 364 
المدح: 2307 519 
مدحنا: 519 

مدخلاً فى الإمامة: 80 584 
مدلول عليه : 77 
المدعى: 262؛: 265 
المدلس: 95 

مذموم: 189 

المذكور الأول: 546 
بالمرأة: 178 

المرء: 119 

مرجع: 519 

مرجعة من العراق: 107 
المراد: 2169 2276 307 
مردود: 95. 614 
المريد: 100 

المرسل إليه: 539 
المرسلين: 297 


مروقهم عن الدين: 111 240 
مروية: 213 

المساحة: 547 

مسائل: 69, 98 

مسائل الفروع : 269 
المساكين: 610 

يمس الحاجة: 404» 511 
المستثتى : 542 


مستحق: 98: 2169 239 


مستفيضاً: 2229 274 

مستقبح : 6003 

مستقبل الزمان دون ماضيه: 542 
مستقرة: 579 

مستقر: 2265 326 

المسقط : 92 

المستوجب: 69. 164 
المستنصرين: 198 


المسلم: 76 

المسلم العالم : 222 

المسلمون: 101. 2141 230. 261 
المسمى: 307 

المسند: 620 


المسيح : 348 


المشاركة: 0147 256 


المشافة: 547 
مشاهدة الخلل: 190 
المشاهدة: 326» 513 
مشترك : 172 
المشكرين: 427 
المشركين بمكة: 386 
المشرق: 232 
بالمشعر الحرام: 416 
المشقة: 302 
المشكل: 41 226 
مشكلة : 293 
المشورة: 195 
المصاحف: 101 
مصاف : 73. 200 
مصغراً: 284 
مصلحة: 183. 199. 219 
المصلحى : 546 
المعلومة : 176 
مصالح الدنيا: 534 
مصالح الأمة: 586 
مصالح المدينة : 601 
مصروف: 586 
المصلون: 230 
المصلين العابدين: 638 
مصيب : 65 6292 252 
مصيبون: 65 
المصير202» 251» 77 
المضار: 418 

الم: 302 

المضطر: 583 
المطاع: 7 275 
مطيعا: 221 


المطالب: 191» 257 
المطالبة: 74: 231» 372 


مطلقها: 554 
مطلوب: 212. 516 
المطمئئنة : 176 
المطرودة الهيم : 118 
مظاهرا: 147 

مظلوم: 75 94 140 
المعارضة: 138 


معشر: 2116 117 
المعصية: 98) 217. 521 
المعاصي: 8 2195 523 
المعانى الشريفة: 320 
معائدة : 0 198 

معاون: 117 

معتقد الحق فى واحد: 79 
المعتمد: 22 1941 
المعتدين: 258 
المعجزات: 270» 511 
المعجز: 271. 2274 545 
معدل: 620 

المعدم : 107ب 

المعراج: 95 

معرقة: 2234 249 
بالمعروف: 187» 221 
معروف: 95, 2169 578 
بمعزل: 146 

معصومين: 264. 2267 283 
معصية: 291 217 
المعصية: 196 

المعقول: 2,300 585 
المعقرد: 257. 290 


2810 


المعلرفة: 278 

معلوم : 4 217, 252 
المعلوم: 200؛ 252 
معلومة: 524 

المعول به: 96 

المعين: 143 

المغرب: 115 

المغرق: 784 

المفارق: 328 

ممارقة: 151) 2228 327 
المفضول: 289» 291 
مفضل : 332 

المفتى: 516 

مفتعل : 614 

المفروضة: 610 
المفروض: 263 
مفسدين في الأرض: 74 
مقاسمة: 68 

بمقال: 164 

المقال: 383 

المقالة: 93 

المقالالات: 294 

مقام : 9 2.164 333 
المقام : 7 363 
المانعة: 554 

مقبوض: 621 

المقدار: 597» 600: 608 
مقداماً: 659 

المقدمات: 114 

مقدمة معأوية: 115 

مقدم : 2537 

المذكورون: 


المقنتضى : 547 

المقصد: 372 

مقصورة: 288 

المقطوع: 69. ٠240‏ 264 
المقلين الى قبيلتنا: 525 
المقيم: 2139 141 
المكاتية: 110» 383 
مكانة : 284 

المكان: 101» 2512 547 
مكاني: 141 

مكة داراً: 165 

المكره: 103 

مكروه: 293 212 
المكلف: 2.141 227» 267ء 291 
مكلفرن: 271. 2332 550 
الملة: 106» 248. 307 
الملائكة: 2)272 253» 520 
الملائكة المؤمنون الموحدون: 548 
ملائكة كتبة حفظة: 550 
ملاطفة: 198 

ملتمس: 198 

الممتنع : 96: 201 
ممكن: 332 

منفرد: 618 

المنابذة: 169 

مناد: 113 

المناديان: 114 

المنزلة: 111» 234» 2260 2546 547 
منزلة من رسول الله : 67 
المنازل فى الجنة : 521 
منازل الكفار : 523 
مناقضيه : 278 


811 


مناظرة : 201» 383 
المنافع : 6 603 
في مناقضة الدمئة: 583 
منبر: 188 

المنحول: 620 

منطقته : 230 
المنطوق: 196 
المنفذ: 260 

المنخلع : 144 

المنع : 7 222 
منع التولية: 524 
متقادة: 171 

منقوص : 521 

منقلب : 544 

المنكر: 167, 187. 579 
المنهل: 230 

المنهي : 542 
المهاجرين: 266 388 
المهمات: 121 
المؤبد: 587 
المؤالف: 307 
مؤتماً: 164 

المواثيق : 638 
المواجهة: 191 
المراطن: 181 
موالاة: 523 

موالي : 163 

موقف: 307 

موقوفة: 591 

موقوف على من يرث: 592 
المولي دبره يوم الزحف: 118 
موزور: 70 


مؤخر: 287 

مؤمن: 2»88 270 

مؤمنون غير كفار: 70 
المؤمنون: 515 

الموت: 103 

عند موت رسول الله يِه : 383 
موجب: 276» 515 
موجودة: 218 

الموحد: 548 
الموحدين: 2,274 548 
المورد: 229 

الموسر: 614 

موضع : 8 91 
لموضع العيادة : 512 
الموضع : 225؛ 523 
موضوع: 280 2.271 299 
موطن: 307 

موقف: 170 

الموقفة: 416 

الموقع : 152 

المولود على فراش عبيد عبد ثقيف: 638 
مولى: 236: 241 


الميت: 81, 191» 248 


ميتة: 252 

الميئاق: 182 

ميراثاً: 612 

بالميراث: 602 

الميزان: 2,95 171. 320 
ميسم : 416 

الميعاد: 166 

الميل: 213 


ناب : 344 

ناحية: 116 

نادى: 254), 582 
تار يوم الحساب: 103 
والنار: 89 

الناس : 88 

ولا ناصر هناك : 344 
الناظر: 588 

نافل صحيح : 258 
النبوة: 82: 252 
نبئ : 90 

النبى فى الجنة : 84 
النبى الصادق: 29, 80 97 
النبوة والكتاب: 584 
نبوة محمد عَلِة: 529 
نتيجة أحكامه: 257 
نحلها فاطمة: 578 
النحل: 623 643 
نداء : 582 

النداء: 356 

نزلوا بالمدينة: 355 
النزول: 110 214 
النساك: 511 

نسب: 289 

نسق واحد: 278 
نشر: 88 

نص رسول الله : 643 
بنُصب الدليل: 532 
نصبة الإمام: 254 
نصبة العالم: 284 
لنصية علي : 95 


النصر: 357 


النصرة: 119 

نظام الأمر: 204 
النظام : 7 284 
نظر : 542 

النظر: 290 257 
نظائر: 89 

النفار: 86 

نفس محمد: 89 


لنفسه عرٍّ وجلّ: 592 
النص: 68» ٠278‏ 519 
ضروب النفع : 516 
النفور: 102 

نفى خلق القرآن: 2.98 529 
نقاء السريرة: 95 
نقصان: 413 

نقض : 203 

ناقضاً: 203 

النقض: 577. 578 
بنقيض : 204 

النقل: 103 

بنقل الكذب: 95 
النقمة: 131 

التكير الواقع: 579 580 
نهي وتحريم: 542 
النهى عن المنكر: 258 
النهى : 588 

قوم : 85 

نوائب المسلمين: 581 


ها 


هادياً: 553 


813 


هبة من الله سبحانه: 609 
الهبة: 609» 620 

هبة ورخصة: 609 
هبة: 612 

الهجرة : 235 

هدى: 2,68 94., 219 
هداية علي : 238 
هدية بريرة: 613 
هؤلاء الأربعة: 527 
هو أحوط: 591 

هو زمن: 628 

هو نفس: 605 

هو إثنان: 554 

هو غير النبي: 554 
هو قوله: 553 

هو الأقرب: 553 

هو نفس الواجب: 620 
الهيبة: 142 

الهيئة: 516 


الوزر: 91 

الواجبة : 252 

واجب: 2.90 91 
وجوب: 71 

واضح: 202 

وفع : 69 

وقرع: 69 

الواهب: 620 

وجوب: 271 290 387 
الرحي: 2388 396. 402 


ورث سليمان داود: 582 583 


ورد: 58 


الورثة جملة: 576 

ورائة الشرف والمجد والعلم: 581 
ورثة فاطمة: 621 
الوزر: 91 

الوسيلة : 400 

الوصف: 530 

الوصية: 335 
وضع.الحرب: 202 
وقت واحد: 326 
الورقت: 69 388 

وقف وففة: 103 
الوقف: 90 512 
الوقف المحبوس المؤيد: 587 
وقوع الأقعال: 2.514 182 
واقع: 514 

الولد: 370 

وليّه: 2335 529 

ولايته : 90 

ولاية: 605 

الولى : 604 

الولاء : 2335 

الوالي: 68 


اليأس: 112 

يقين: 570 

اليقن: 199 

اليمين: 617 

بد البي يَلهِ: 573 

يد رسول الله يل : 

يد العدو: 284 

يوم الحج الأكبر: 366 

يوم القيامة: 105. 88. 2,384 601 


814 


إشارات المؤلف الى كتب أخرى 


1 - الكتب التي ألفها أولاً : 


- كتاب الأصول والأحكام 265 
كتاب أصول الفقه 275 
كتاب الأصول فى الفقه 558 
كتاب التعديل والتجوير 49 
كتاب الأوامر من أصول الفقه 0 
كتاب الإباحة والخطر من كتاب الأصول 9 588 
كتاب عمدة الأبواب فى الإمامة فلر ةن ة ةا ةا ا ةا اا ل م 0 647 
- كتاب في شرح هذا الكتاب يعني عمدة الأبواب» 617 


كتاب فى المقتضب 549 
كتاب لسيبويه : لك 
كتاب في اللغة: الجمهرة والعبر 549 
- كتاب في الجرمي 549 


8515 


المصادر والمراجع 


الباقلاني أولاً: 


إعجاز القرآن. تحقيق أحمد صقرء دار المعارف 1963. 

الإنصاف فيما يجب إعتقاده وما يجوز الجهل به. تحقيق محمد زاهد 
الكوثري» الطبعة الثانية مؤسسة الخانجي القاهرة 1963. 

والنارنجات. تحقيق الأب ريتشرد يوسف مكارتى اليسوعى . المكتبة 
الشرقية بيروت 1958. 

التقريب والإرشاد «الصغير» تحقيق عبد الحميد بن علي أبو زنيدء 
مؤسسة الرسالة ‏ الطبعة الأولى 1413/ 1993. 

التمهيد. تحقيق محمود محمد الخضيري ومحمد عبد الهادي أبو-ريدة» 
دار الفكر العربى القاهرة 1366/ 1947. 

التمهيد. تحقيق الأب ريتشرد يوسف مكارتى اليسوعىء, المكتبة الشرقية 
بيروت 1957. 


المؤلفون الآخرون ثانياً : 


إبن الأثير عز الدين. الكامل في التاريخ» دار الكتاب العربي 1403/ 
3 . 


إبن تيمية. تحقيق إبراهيم رمضان, دار الفكر اللبناني الطبعة الأولى/ 
02. 


إبن خلدون. المقدمة دار البيان. 
إبن خلدون. تاريخ ابن خلدونء, منشورات دار الكتاب اللبنانى 1956. 


817 


إبن عساكر الدمشقى . تبيين كذب المفتريء دار الكتاب العربى» بيروت 
9/ 000009 ْ 
إبن قتيبة. المعارف. تحقيق ثروة عكاشة» الطبعة الثانية» دار المعارف 
بمصر . 


إبن المعلم الشيخ المفيد الإرشاد. منشورات مؤسسة الأعلمي 
للمطبوعات 1399/ 1979. 


إبن الناشى الأكبر. مسائل الإمامة» تحقيق يوسف فان إس بيروت/ 
101 

إبن النديم. الفهرست المطبعة الرحمانية بمصر. 

إبن النديم. الفهرست دار المعرفة» بيروت 1398/ 1978. 

أبو حيان التوحيدي . تصحيح وضبط أحمد أمين وأحمد الزين» منشورات 
دار مكتبة الحياة» بيروت. 

آدم ميتز الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري» ترجمة محمد عبد 
الهادي أبو ريدة الطبعة الرابعة. دار الكتاب العربى بيروت 1387/ 1967. 
أسعد علي. تفسير القرآن المرتب. منهج لليسر التربوي دار السؤال» 
دمشق الطبعة الأولى 1399/ 1979. 

الاسفرائينى أبو مظفر. التبصر فى الدين» تحقيق كمال يوسف الحوت» 
الآمدي. سيف الدين الإمامة. تحقيق محمد الزبيدي. دار الكتاب 
العربى, الطبعة الأولى 1412/ 1992. 

الجويني . إمام الحرمين» عبد الملك الجويني لمع الأدلة تحقيق فوقية 
حسين محمود» عالم الكتب . 

الرازي فخر الدين محمد بن عمر الخطيب. محصل أفكار المتقدمين 
والمتأخرين» تقديم ومراجعة طه عبد الرؤوف سعدء دار الكتاب العربي 
4 1984. 


518 


عبد الرحمن البدوي. مذاهب الاسلاميون» الطبعة الأولى دار العلم 
للملايين/ 1971. 

عبد الرؤوف مخلوف. الباقلانى وكتابه إعجاز القرآن. مكتبة الحياة/ 
8 

الطبرسي أبو منصور. الإحتجاج تعليقات السيد محمد باقر الخرسان. 
دار النعمان النجف الأشرف 1386/ 1966. 

الطوسي محمد بن الحسن. كشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد.» 
منشورات مؤسسة لأعلمي» بيروت الطبعة الأولى 1399/ 1979. 

علي سامي النشار. نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام» الطبعة السابعة» دار 
المعارف/ 1977. 

عبد القاهر البغدادي . الفرق بين الفرق» حققه محيى الدين عبد الحميد» 
الغزالي. الإقتصاد في الإعتقادء تقديم عادل العواء الطبعة الأولى دار 
الأمانة» بيروت 1388/ 1969. 

محمد الحسين آل كاشف الغطاءء أصل الشيعة وأصولها مؤسسة الأعلمى 
للمطبوعات» بيروت الطبعة الرابعة 1402/ 1982. 

محمد طاهر بن علي الهندي المغني. في ضبط أسماء الرجال ومعرفة 
كنى الرواة وألقابهم وأنسابهم, دار الكتاب العربى 1402/ 1982. 

محمد عبدو. في شرح نهج البلاغة, دار المعرفة بيروت . 

الحوت» عالم الكتب . 


اليزيدي محمد تي مصباح . دروس في العقيدة الإسلامية» دار الحق». 
بيروت 1414/ 1993. 


819 


الفهرس العام 


- المقدمة 
- إيضاح وتنبيه 
- المخطوط 
عنوان الكتاب 
صحة نسبة الكتاب الى الباقلاني 
ظروف المخطوط 0 
الطريقة المتبعة لنشر المخطوط 
- وضع الكتاب على هذا النحو 
- تمهيد 
1 باب الكلام في الإمام يجب علمه 
١‏ بداية الكلام في الإمامة قل ةا نابا ة ابن ةم ةا ا اا ااال 
2 العلم بالأخبار ومعنى الخبر 
أ الإخبار بالتواتر وصفات أهله 
ب في خبر الواحد قل ل مان م نر ةر ار ف نر ل م ل نر ع ل ا ا م ا ا ا ا 
ج ‏ بين النص والإختيار 
3- باب الكلام في الإختيار 
أ تنصيب الإمام في تمام عقده 
ب إمام تام البيعة 
ج ‏ فسخ العقد 
4 - صفة الإمام الذي يلزم العقد له 
أ من صفات الإمام الصالح للعقد 
ب - أن يكون عالما صالحا ليكون قاضيا 
5 صفة الإمام الغير صالح للعقد 
أ من الصفات السيئة التي توجب خلع الإمام 
ب وتوجب خلع الإمام صفات جسدية 
6 - بين النبي والإمام 


2810 


1 ما يجب علمه أيضاً حول الإمامة 
1ل محتوى الكتاب 
1 حرب الإمام علي رضي الله عنه ودفاعه عن الدين 
أ- في قصة طلحة والزبير وعائشة وحربهم مع الإمام المعقود له 
ب في قصة معاوية وقتال الإمام على رضي الله عنه 
ج ‏ في صحة التحكيم 
د الكلام في الخوارج وأهل النهروان 
ه ‏ الدليل على إثبات إمامة علي رضي الله عنه 
2 الكلام في تفضيل الفاضل : والله عزّ وجل هو الأفضل 
أ الفاضل أفضل من غيره لإتفاق الأمة 
ب - الأئمة الأربعة في التفضيل 
ج ‏ فضل الأنبياء على الملائكة 
3 - الكلام في إرث النبي يكل 
أ فى معنى الصدقة 
ب الدليل على أن «النبي لا يورث» 
الباب الأول: الكلام في حرب الإمام علي رضي الله عنه والقول في قصة طلحة 
والزبير ا 
في معنى حديث «تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم. .) 
- في قعود سعد عن القتال 
شكاية سعد الى عمر رضي الله عنهما من أهل الكوفة 
- في اجتهاد الحاكم في وقوع الفتنة 
- فى معنى الآية 78: سورة الأنبياء 
- في معنى حديث #إذا حكم الحاكم. . . 
- في ان الإمام عند الله عزّ وجل واحد لا إثنان 
- في إثبات دليل التوحيد والنبوة 
الخلاف بين طلحة والزبير وعلي في جنس مسائل الاجتهاد 
في معنى الآية 18: سورة الفتح 
- في معنى الآية 47: سورة الحجر 
- في وجوه التأويل في حرب طلحة والزبير وعائشة 
- في أن التأويل .في معاوية أوضح منها في طلحة والزبير 
- في رواية عبد الرحمن بن سمرة 
- في أشدهم وجلا من الفتنة 


821 


42 
44 
44 
44 
47 
48 
50 
52 
53 
53 
54 
56 
57 
57 
58 


65 
65 
66 
67 
67 
68 
68 
69 
70 
71 
72 
73 
74 
74 
75 
76 


في معنى حديث «قتال المسلم كفر. .. 
في صحة عقد الإمامة لعلى رضي الله عنه 
إن مسيرة علي رضي الله عنه في القتال اجتهاد 


- القول في تجوز عائشة وطلحة والزبير لقتال علي رضي الله عنه 


لا تجتمع الأمة على خطأ 
تأخير القود واجب على الإمام 
الاختلاف واقع على طريق الإجتهاد 


القول في أن القتال لا يصح في الفتنة وليس من مسائل الاجتهاد 


مآخذ سلبية وإنكار عد 

- في رواية مالك بن أوس بن الحدثان في خصومة علي 
- في رواية عمر بن أبي قرة في غضب رسول الله 
الباب الثاني : في آيات وأحاديث واردة في الصحابة 


- فصل في أحاديث منها «ليس منا من بات بطينا 0 


«إذا ذكر القدر امسكوا 
- في معنى الآية 2: سورة الفتح 
3 سورة التوبة 
21 و122: سورة طه 
الكلام على أهل العلم 
- لا يأثم المخطئ من الصحابة 
لا يجب الذهاب الى ما فعل أسلاف المعتزلة 
لا يحب إكفار كل من حارب علياً 
ما كان من عثمان ليس بعصيان 


- في الأخبار الواردة في الصحابة: مختلفة وقول المعتزلة أن ما يوجب القطع لا 


8 


- يجب التبرأ من قول المعتزلة في الصحابة 
كل إمام ثابت الإمامة 


قاعدقا جاده قاع قا قاد قاع ما.ا ما مام 


الياب الثالث: الكلام في صواب الإمام علي رضي الله عنه وصحة بيعته 0 


في إجابة الإمام علي الى التحكيم بعد امتناعه 

- في معنى الآية: 35 سورة النساء 

- في رواية ابن عباس يوم صفين 

- فيقول علي رضي الله عنه «إنها مكيدة ابن هندا 

- يجب تفسيق كل من قعد عن نصرة علي رضي الله عنه 


822 


77 
78 
79 
580 
81 
52 
53 
84 
85 
86 
56 
588 
58 
89 
89 
90 
90 
91 
92 
93 
93 
94 


96 
597 
99 
100 
101 
102 
103 
104 
105 


- القول في تحكيم الحكمان 
- في رواية يحيى بن سليمان 
لا يختلع الإمام عن أمرة المؤمنين 


- في القول بأن التحكيم كان طمعاً للإصلاح 
- في تجويز قتال أهل النهروان والخوارج 


في رواية جعفر ابن محمد وغيره مللةء 


الباب الرابع : الكلام في سير الإمام علي رضي الله عنه الى صفين 


- في الليلة الرابعة 
- في شعر هاشم : «أعور يبغي. .. 


وشعر آخر: «قد قتل الله رجال حمص 
فى معنى آية 115: سورة المؤمنون 


- ليلة أخرى في القتال 0 


أخبار عُدي بن حاتم في مقتل عمار 


في خطبة علي رضي الله عنه«إني رأيت حولتكم. . ٠.‏ 


- في شعر شريح بن هانئ 

في صبر الناس ليلة أخرى بعد يومهم 
- في خطبة الأشعث 

- في شعر الأشتر والضحاك 


- في ساعة الحسم 0 


كتاب معاوية الى علي أمير المؤمنين يسأله الشام 
كتاب على رضى الله عنه الى معاوية رداً عليه 


- تحكيم المصاحف 
طلب الأسري من الطرفين 


- رفض الأشتر التحكيم 0 


دعاء علي رضي الله عنه لمعاوية في الح 


- في نطق الرجال بكتاب الله عزّ وجل 
الكلام في صحة التحكيم 


الياب الخامس : في خلاف الشراة لعلي رضي الله عنه ومحاولته درء الخصومة بين 


الصحابة 


- إفتراء الأشتر على جرير وخروجه من الكوفة 


- في محاولة أبي مسلم درء الخصومة 


8023 


106 
107 
110 
111 
111 
112 
113 
114 
115 
115 
116 
117 
118 
118 
119 
100 
121 
122 
122 
123 
124 
125 
126 
127 
128 
130 
132 
135 


138 
139 
140 


الخلاف على علي رضي الله عنه من أصحابه وحصول الفتنة 
الباب السادس : الكلام في شق عصا الإمام» والتعليل لأحكام علي لتركه الإقادة 
من قتلة عثمان رضي الله عنهما 
مخالفة الإمام علي وشسق عصاه 
ريد ابن جحية 


النعمان بن عجلان 


عبد الله بن العباس قم قا هام قاع قاقد قد قاع هد عام قاع اعد مد قد قاع قاع قا عد مان ما نام مان مام 


عبد الرحمن بن سمرة ا ا ا ا 0 
- يعلى بن مَيّة 0 
الكلام في خشية الإمام على الأمة 
- في التحريض على الحرب 
في تحريض مالك الأشتر 
حجر بن عدي 
- عدي بن حاتم الطائي 
- زيد بن حصين الطائي 
الكلام في مقتل عثمان رضي الله عنه 0 
الباب السابع : الكلام في اتخاذ النهروان معسكراً للخوارج 
باب التعليل لأحكام علي رضي الله عنه وسيره لمحاربة الخوارج 
- الكلام في البيعة وصورة الشورى في التحكيم 
الباب الثامن: الرد على القائلين في إمامة علي رضي الله عنه 
في صحة التحكيم 
الباب التاسع : الكلام في قتال علي رضي الله عنه للمارقين والخارجين عن الدين 
والرد على القائلين في صحة تحكيم الحكمان والرضى بهما 
الباب العاشر: الكلام في الخارجين أيضاً وتحالف الثلاثة عند البيت والقبر ونجاة 
الإثنين 
أحاديث النبي في علي قاتل المارقين وذو الئدية منهم 
- التحالف على قتل الثلاثة: علي رضي الله عنه ومعاوية وعمرو من العاص 
نجاة معاوية وعمرو بن العاص 
- قتل علي رضي الله عنه 


224 


146 


159 
160 
160 
161 
162 
162 
163 
]63 
166 
166 
168 
168 
169 


1044 


شعر في مقتل علي رضي الله عنه 
أحاديث نبوية أنبأت بطالع علي رضي الله عنه 
الباب الحادي عشر : الكلام في الإمامة» وما يتصل بها ووجوب إتمام العقد للإمام 
والقول في أحكام الإمام الفاسق والخارجي 
هذا باب في الإمامة يجب علمه 
باب آخر بما يتصل بالقول في الإمامة 
القول في فساد الناس بلا إمام 0 
في وجوب نصبة إمام بعد موت الإمام المنصوب 
- عدم لزوم التشاور في نصبة الإمام 
- لا يصير الإمام إماماً بالقرعة 
أحكام الإمام الفاسق نافذة 
في معنى حديث في «الإمام الفاسق» 
الكلام في الخارجي ودفعه الصدقات 
الباب الثاني عشر : الكلام في عدم تجوز نصبة نبيء والقول في بعث الرسل 
والأنبياء وعدم تجوز الخطأ والسهو والإغفال عليهم 
لا يجوز اختيار نبي ونصبته 
الإمام يقوم بما قررته الشريعة 
النبي والإمام ولأمير لا يبدل شريعة الله عر وجل 
الكلام في صدق البنية والعقل 
الإختيار يتم على الظاهر 
- الرسل لا يحرفون ما بعثوا به 
التعبد واجب في سائر الفقهاء لعدالتهم 
النبي صادق لا يكذب 0 
- يحتاج الى معجز للتصديق 
إنه في الجنة ..... : 00 
الباب الثالث عشر: الكلام في أحكام الدين الملزمة للسماع والفرائض بحصول 
علم الإضطرار والنظر والإستدلال 
السمع يتم بالأخبار 
التقرب الى الله بالفرائفض 00 
العلم يجوز سمعاً 00 
حصول العلم بالإضطرار أو بالنظر والإستدلال 
الباب الرابع عشر: الكلام بخبر الواحد والقول في الإجتهاد والقياس وتعارض 
825 


244 
245 


2147 
247 
220 
2253 
254 
255 
256 
2537 
258 
2060 


262 
262 
2063 
2064 
264 
266 
267 
268 
269 
210 
2آ2 


213 
213 
215 
216 
277 


إشارات النبي والإمام 218 


العلم يخبر الواحد 279 

العلم بالقياس 279 

كل مجتهد مصيب 250 

الأخبار متعارضة عن النبي مَل 281 
الباب الخامس عشر: باب آخر في الإمامة الواجبة بالتكليف ونصبة العالم دون 

العامي ومنع الأئمة في غير قريش إلا لموضع العذر والضرورة 253 

- فصل آخر: في وجوب نصبة العالم دون العامي م 2837 

- فصل الأئمة من قريش بتي ةيب نبب نبب ممما ةم م م00 284 

أحاديث في قريش 258 

- يصح العدول عن قريش لموضع العذر والضرورة 258 

الإمامة واجبة بالتكليف والأمر 259 
الباب السادس عشر: الكلام في التفضيل والقول بأن منزلة الإمامة فوق منزلة النبوة 

والتفضيل في باب الدين دون الدنيا 261 

وهذا باب الكلام في التفضيل 252 

الأئمة على الترتيب مع اختلاف الناس في التفضيل 23 

باب التفضيل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما 204 

- باب القطع على فضل الأئمة الأربعة 295 

- أسباب موجبة للتفضيل 256 

الكلام في الأئمة وعلم الغيب 277 

- في معنى أحاديث نبوية في أبي بكر 258 

الباب السابع عشر: الكلام في فضائل أبي بكر رضي الله عنه 3020000 

- الله ورسوله خبر عن فضل الفاضل فلا ا م ع ا ا 0 3027 

- رواية محمد بن الحنفية في أبي بكر 20 

- في تسميته الصديق 00 307 

- قول الشعراء فيه: حسان قرام ام ا ا ا 0 309 

06 أبو محجن 310 

- البارقى 311 

طلحة 31 

- العجاج البارقي طلحة 31 

- بن هاشم 311 

- شريح 000 للك 


الباب الثامن عشر: الكلام في أحاديث في عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة 
والقول في أسباب تقدم وتؤخر فيمن يجب تقدمه 


- في معنى حديث ورد في: عمر 3214 

ْ - عمار ْ 314 

عبد الله بن مسعود 314 

سعد بن معاذ 314 

- أبى عبيدة 214 

- أبن 314 

- زيد 314 

- زين 314 

معاذ فلا ااا ما ا ا ا م ا ا 3140 

أبى ذر 314 

: العباس 315 

- طليحة 315 

عثمان 315 

الكلام في أسباب تقدم وتؤخر 3216 

- تقدمة الأربعة على سائر من ذكروا في الأخبار 318 

لا يجب العدول عن تقدمة الفاضل 319 

جواب علي للعباس رضي الله عنهما في الإمامة 320 

- في إجماع السلف ْ ْ 321 

في التقدم لا يصح فيه الشركة 322 

- العقد يتم من الباقين للإمام 223 

لولا. الآثار لما طرقنا الى العلم بالأفضل 324 
الباب التاسع عشر: وهو باب آخر في أعظم الفضائل والسبق الى الاسلام والقول 

في التفاضل بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما 225 

- السبق الى الإسلام أعظم الفضائل 326 

باب القول في التفاضل: الإيمان 326 

- العلم 327 

- السماحة بالمال 328 

- المنزلة والتقدمة 29 

- الجوار وكبر المحل 3320 

- السبق الى الاسلام 331 


527 


كثرة الطاعات 331 


الاستقامة بعد الإسلام 00 لطع 
القول في العالم بالدليل والشبهة 333 
فرض التكليف يلزم البالغين فقط دون الأطفال 3214 
اشعار مشهورة: واردة بالتفضيل 335 
- في باب التفضيل أيضاً: الجهاد بالنفس 336 
- أبو بكر وعلي رضي الله عنهما 337 
- في دعوة أبي بكر للناس الى الإسلام. في مسجده 3239 
- وصحبة النبى يكل الى الغار 3239 
وتحمله المكروه في الأهل والولد 3200 
وإعتاقه المعذبين فى الله عز وجل: 341 
بلال | امام ا طشك 
عامر بن فهيرة 342 
- وثيرة 342 
جارية بن مؤمل حم ا ا ا ا ا 542 
أم عيسى 52 
- النهدية وابنتها تتب يا تبثن بنرا ةا ةنا ا ا 00 3427 
عمار 3242 
- في فرض إن لم يكن في الغار 244 
- في صحة عزيمته والتقدمة في الشجاعة 345 
- في خروجه لمبارزة ابنه عبد الرحمان يوم أحد 346 
فى جوابه للصحابة وعزمه على قتال أهل الردة 247 
8 فى أن امارته «فلتة» 3249 
- كلامه بعد توليه على الناس في اليوم الثاني 350 
- في إنفاذه جيش أسامة لقتال أهل الردة 3253 
- في وصيته للجيش فللا رار م مرا را ءءء ل ا ا 3340.0 
- في قوله الو منعوني عقالاً لقاتلتهم عليه» 356 
الباب العشرون: الكلام في صحابة آخرين ثم عودة الكلام في علي وأبي بكر 
رضي الله عنهما 361 
الكلام في صحابة آخرين 361 
في علي رضي الله عنه 3602 
هو المنيب على الفراش 364 


228 


في حفظه القرآن 
- في يوم الحج الأكبر 0 
- في إيجاب علي لأبي في قتال أهل الردة 
وفدك 
الباب الحادي والعشرون: الكلام في رجوع علي الى أبي بكر وعمر وعثمان رضي 
الله عنهم والكلام في تقصي الفضل ونقض اعتلال الشيعة في التفضيل بالقرابة 
الكلام في ارث موالي صفية 
- في الوضوء 
- في رجوع علي الى عثمان رضي الله عنهما 
- الكلام في منع الصناع من المساجد 
الكلام في المرأة الحامل من حرام 0 
وجواز إدخار لحوم الأضاحي 
متعة النساء وتحريم لحوم الحمير الأهلية 
والاختلاف في الجد 
- في توريث الأنوة ودية الأصابع 
- في فتوى امرأة تزوجت في عدتها 
باب الكلام في تفضيل علي رضي الله عنه 
الرأي والقياس في أحكام الدين: نص وتوقيف 
الكلام في أن علياً رضي الله عنه عالم 
-- في التقضي في الفضل بين الأربعة وأبي بكر رضي الله عنهم 
عمر 
عثمان 
- علي 
الباب الثاني والعشرون: الكلام في العباس رضي الله عنه وشيعته وما يوجب إمامته 
وذكر أحاديث نبوية فيه 
- فيما خص النبي كَكةٍ عمّه العباس 
الكلام في إجلال العباس ف ا ا 
- في معنى أحاديث نبوية في العباس: 
- أجود قريش كفا 
أكثرهم إيماناً 
خاتم المهاجرين 
الكلام في تقدمة العباس لدى أبي بكر رضي الله عنه 


829 


366 
366 
367 


العباس أول من صلي على رسول الله يكل 
الله عزْ وجل خص العباس 

هو الأذخر 

- فى شفاعته 

- في توليه السقاية 

- في استسقاء الناس به عام الرمادة 0 
- في فضائل العباس واعظام الناس له 

- في الإقتداء به 

في إعظام علي للعباس رضي الله عنهما 
- فى أظهر الروايات والأحاديث النبوية فيه 
في أنه حقيق بالفضل 

فى تسميته الصادق 

- في إيمانه ليلة جمعة 

- في كونه عيناً لرسول الله يكل 0 
- في اشتياق النبي ككل اا 
في رواية ركوبه بغلة رسول الله صل 

في عدم الأمر للنبي بقتل عمه العباس 
- في إيمان العباس السابق له يوم بدر 

- في النظر الى العباس فضيلة 


٠‏ الباب الثالث والعشرون: باب آخر في الكلام في العياس وموضعه من العلم 


مشورته وجوده وإيمانه 

الكلام في موضع العباس من العلم 
عه في مشورته على أبي بكر وعمر رضي الله 
فى علمة بقدر النبوة 
- في حب النبي كَل له 

- تطيير جويرة 

دعاء داوود 

- في جرء من حخمسين 
في رواية العباس عن النبي : 


عثئمان 


فى حديث: امن يقشعر جسله لخشية الله) 


في حديث نهي النبي لله عن الرقية 


830 


0406 
406 
407 


409 
409 
410 
410 
4 
412 
414 
414 
415 


415 
415 


في معنى حديث : الا تزال أمتي على الفطرة 416 


«في الميسم...» 416 
فى معنى حديث صلاة الغداة. .» 416 
فى معنى حديث الولا ضعف الضعيف. .» 416 
ْ - في يوم عرفة 416 
- في ليلة إسراء جبريل عليه السلام بالرسول ول 417 
- القول فى ولادة النبى 417 
لما أخذ في بناء البيت 417 
- في مرض رسول الله وَل 418 
- في حديث: «عينان لا تمسهما النار. . .») 48 
الباب الرايع والعشرون: الكلام في صنع العباس مختلفاً عن غيره وكبر محله في 
الجاهلية والإسلام 419 
فى ردف العباس لأبى سفيان على بغلة رسول لله َيِل 421 
في إحلال أبي سفيان عند حطيم الجبل 022 
- في جعله يعترف بعظمة محمد لله 2024 
- في سؤال الإستئمان لأبي سفيان 0404 
- فصل في إبلاء العباس يوم حنين فللا مم ا م ا م 4257 
- فصل فى حصار لبيد 428 
فى كتاب العباس الى رسول الله يكل 430 
- تأمير العباس الى بلاد قيس 0412 
- كبر محله في الجاهلية والإسلام 433 
- رواية إدخال القمح رغم أنف أبي جهل وتقسيمه على بني عيد المطلب 434 
- قول عبد المطلب فى العباس 0434 
- نفوذ أمر العباس في قريش 5 
- هو القَدّم دون أحدا 436 
- هو ضَّمين ضرار بن الأزور 04137 
فصل في ولاية العباس لزمزم 439 
- في رواية منام عبد المطلب 0439 
- في ترك علي رضي الله عنه أمر السقاية لو' 440 
- في ان الله عزّ وجل حكم بفضل الجهاد عا. ّ 441 
- في قول إنه من الطلقاء وتصغير شأنه 443 
- بين بيعة الأئمة الثلاثة وبيعة العباس شك 


- في معنى حديث: اوصي . . .؛! 
- «ووارثي. ٠٠١‏ 
«الخلافة منك . . .») 
- #فيكم النبوة. . .4 
«هذا الخليفة بعدي...» 
- في تقية ابن عباس واستحقاق ارث زمزم 
في قول العباس بن الحسن 
- في قول مروان بن أبي حفص بمدح المهدي 
الباب الخامس والعشرون: الكلام في وجوب الإمامة بالقرابة والرد على الراوندية 
وعلى أن كثير العمل هو الأفضل عند الله 
- فصل في إيجاب الإمامة بالقرابة على سبيل الإرث 
- في إستحقاق موسى بن جعفر لها 
الراوئدية تدعي أن العباس لم يكفر قط لل م م م م م ا ا ايا 
فصل : لا يجب القضاء على أن كثير العمل هو أفضل عند الله ا 
فصل في أحاديث في علي وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم 
. - في تحريم تقدمة المفضول على الفاضل لغير علة 
الباب السادس والعشرون: الكلام في تحريم تقدمة المفضول على الفاضل لغير 


علة ووجوب إقامة الأفضل فالأفضل عند استئتاف العقد إذا تمكن ذلك 
- فى تقدمة الأفضل على غيره 0 
- وقراءته 0 
.- وعرفانه 


- في معنى حديث : «#يؤمكم خياركم . . ؛ 
- الكلام في جعل الأمر شورى هو إبطال للفرض وحخوف من الفتنة 
- في وجوب إقامة الأفضل فالأفضل 
- كيفية الدلالة على فضل التقدم 
احتمال المكروه في الله عرّ وجل لا ينفر من نصبة علي رضي الله عنه 
الباب السابع والعشرون: الكلام في الاستدلال في إجماع الأئمة في الفضل والقول 
في الأخبار المروية عن النبي يكلهِ في أبي بكر وعلي رضي الله عنهما 
إجماع الأمة في أن أبا بكر فاضل 
الأمة مجمعة على قول حق : كتخطتة الكافر 
- جواز رؤية الله ليس كالقول بنبوة محمد 


812 


445 
045 
04145 
445 
445 
446 
017 
417 


450 
451 
452 
453 
454 
457 
458 


459 
459 
459 
459 
459 
462 
463 
0465 
466 
468 


4/11 
471 
412 
0413 


في كثرة تيدم الفضلاء والأئمة وأهل العلم 
الإجلال ا يفعل إلا لمستحق له م 


- في معنى حديث : «ما طلعت الشمس. 


«سيدا كهول أهل الجنة. . .» 
(إنهما بمنزلة السمع والبصر. .» 


فى معنى حديث: (أنت خير من أخلف. .» 


«أنا وهذا حجة..» 


استؤمرون أميراً. . . ؛) 


- «بأبي أنت وأمي ألست سيد العرب. ..» 


في معنى حديث في ذي الثدية. . .6 
ديا فاطمة ان الله اختار. . .» 


«أنت مني بمنزلة هارون.. ص 


- عودة الى نفس الأحاديث المروية في علي رضي الله عنه 
باب استدلال في تفضيل أبي بكر وعلي على بعض الصحابة 
الباب الثامن والعشرون: باب الرد على الخطابية والبكرية وعلى الجبائي وأبي 


هاشم ومتأخري المعتزلة 0 


- قول عامة أصحاب الحديث في أفضل الناس على الترتيب 


- قول المتأخرين من متكلمي المعتزلة 
- القول في المؤمن والكافر في الظاهر 


- فضل الصحابة العشرة والعباس رضي الله عنهم 


فضل «الأربعة؛ على «العشرة» تتبييثب يمي نث ينث ث رمن ةلمن ة ةمل رمي 


- إجماع الأمة في التفضيل 


- في فضل من آمن قبل الفتح كفضل من أنفق قبله 
- فصل في جعل الأفعال الواقعة عن طريق الله علماً على الفاضل 


- فصل في معنى الفضل والتفضيل 


الباب التاسع والعشرون: الكلام في معنى الفضل والتفضيل وجواز إقامة المفضول 
على الفاضل والاستدلال بأحاديث مروية عن النبي كَل 


- الاستدلال في معنى حديث : «هذان سيدا كهول» 
”إنهما من الدين بمنزلة السمع . . 


(ما طلعت الشمس...» 


(أرحم أمتي بأمتي . .» 


33 


0415 
04 
0111 
0477 
0417 
047 
418 
40:8 
48 
418 
48 
49 
419 
419 


452 
452 
453 
454 
455 
456 


457 
469 


لعمر فعل الإسلام. ..» 
الأصحابي كالنجوم. . .» 
اعمر مععى. ..) 

- فى «أبى ذر. .» 

- «لا تصيبكم فتئة. . .» 
اما دام هذا فيكم...» 
«أول من يصافحه. .) 


«اللهم صلي على عمر. . .» 
«لأدفعن الراية غداً. . .» 


«ان الله جعل الحق. . .» 0 


الو كنت مؤمراً. .» 

- «أن الله سيهدي لسانك . . .» 
إن تولوها علياً. . . » 

«ما أظلت الخضراء. . .» 
«والله ما سلكت فجاً قط...» 
- اارضيت لأمتي. .2 
لاوددت أنى احسنة . . .4 
اخير أمتي أبو بكر..) 

«لا ينبغي لقوم فيهم...» 
«يأبى الله والمسلمون إلا...» 
- الو كان بعدي نبي . .2 

«ولو لم أبعث فيكم...) 

- ١أنت‏ مني بمنزلة هارون» 
«خير أمتي أبو بكر ثم.. .4 


الباب الثلاثون: باب الكلام في المعجزات والأمور الخارقة للعادة والقول في 


اعلام الرسل وفضل الرسول على أهل عصره 


- فصّل في المعجزات: كقوله: «يا سارية الجبل . .) 


إحياء الميت 
ابراء الأكمة: 
- والزمن 
- والموسر 


والأبرص 


5314 


404 
404 


حد خرق العادة 
- القرآن معجز 
- القول في معنى آية 38: سورة يونس 
آية 111: سورة البقرة 
آية 39: سورة المرسلاات 
آية 62: سورة القصص 
- القول في براعة الشعراء والخطباء ليست معجزة 
الرسول أفضل أهل عصره 
الباب الحادي والثلاثون: الكلام في إنكار المعتزلة وأهل القدر فيما يظهر إلا على 
الرسول يك وقول بعض جماعة أهل السنة وأكثر الشيعة في إثبات الفضل لسائر 
أئمة سلفهم وخلفهم وفي أحكام فروع الدين وتعريف فضل الفاضل 
القرل في ذكر حجة أهل الوقف على الصحابة 
في قطع تساميهم بالفضل 
القول إذا كان فاضلا في الظاهر 
- القول في حكم الفرع كالأصل 
لا يجب على الله سبحانه أن يعرفنا فضل الفاضل 
لا يجب على الله سبحانه ثواب العامل 
- لا يلزم الله سبحانه مدح الفاضل 
اللطف من الله تعالى في وقت 
- فضل الفاضل قول يلزم المعتزلة 
- فضل العالم ‏ ظاهراً وباطناً 
- القول في إجماع الأمة على سائر الرسل 
لا خالق الا الله تنباي ةيثرم نيمي مانا تن انار ا ما ا ةا اماي 
- إن الله كان قبل ذوات الجواهر والأعراض 0 
- القول في أمر القضاء وكشف الباطن 
- فى أعمال الوليد بن المغيرة 0 
8 في أفعال الأريعة المتقاربة 
- القول فيمن ظهر إيمانه وبره 
القول في إجماع الأمة عن طريق القياس 0 
لا يجب على الله تعريف عباده 
- في معنى الآية 3 و4: سورة النجم 
- القول في أحكام النبي لله 
8315 


514 


5324 


529 


الباب الثاني والثلاثون: الكلام في أن الشرعيات نقع بالقياس والقول في تفضيل 
الأنبياء على الملائكة 
- القول في معنى الآية 20: سورة الأنبياء 
الآية 6: سورة التحريم 
فصل في تعظيم آدم 
القول في وكالة الملائكة بالأنبياء والمؤمنين 
- القول في معنى الآية 75: سورة ص 
الآية 65: سورة الزمر 
الآية 39: سورة محمد 
الآية 31: سورة يوسف 
الآية 50: سورة الكهف 
الآية 11: سورة الأعراف تننيةب ني اين ناا ةن نامريه 
الآية 30 و31: سورة الحجر 
الآية 102: سورة البقرة 
- فصل في القول: إن الله يمتحن المكلفين 
القول في معنى الآية 172: سورة النساء 
الآية 4: سورة التحريم . ف مما م م ا م ا م ا ا ا اي 
الآية 61: سورة الإسراء 
الآية 7: سورة غافر 
الآية 32 و33: سورة البقرة 
الباب الثالث والثلائون: الكلام في فَدَك والإستدلال باجماع الأمة في أن النبي لله 
لا يورث؛ وجواز نسخ حكم العموم في الأخبار والأحاديث المروية في صحة 
سقوط التوريث 
فصل في فدك وان النبي كله لا يورث 
القول في معنى الآية 215: سورة الشعراء 
الآية 159 : سورة آل عمران 0 
الآية 23: سورة الشورى 
الكلام في دليل السمع في التوريث 
- القول في معنى الآية 11: سورة النساء 
- القول بإجماع الأمة في أسباب مانعة 
- في استدلال تحريم التوريث من النبي يكل 
- القول في معنى حديث «لا نورث. ..» 
536 


254 


- في -خبر الواحد والقياس 
فى معنى الآية 28: سورة الأعراف 
الآآية 6 سورة الاسراء 
- فصل آخر من الكلام في الآية 16: سورة النمل 
- في جواز نسخ حكم العموم 0 
- في الأخبار في صحة سقوط التوريث 
- الكلام في خطب النبي لله في بعض مغازيه 
الكلام في بيان أكثر الأحكام 
- في تدبير ورأي يقتضي ظلم فاطمة رضي الله عنها 
فى روايات عدة 
فى روايات كاذبة قيلت على لسّان فاطمة 
- في إضراب العباس وسائر أزواج النبي يَكيهِ عن المطالبة 
الباب الرابع والثلائون: الكلام في أن الأم. لا تجمع على خطأ والقول في العٌَضْب 
والعناد والطعن على عقول الأمة وأمان: الصدر الأول وأخبار في آبات وأحاديث 


هرويةه ...2.2.2.2 ثانالا ةا عاءاما ةد م راقم 


- باب القول في الغصب والعناد 0 
باب الطعن على عقول الأمة وأمانة الصدر الأول 
- القول في رواية أبي سعيد الأشح 00 
- القول في معنى الآية 3 و4 و5: سورة مريم 
الآية 25: سورة الأحقاف 
الآية 57: سورة القصص خا ل ل ع ا ا ا ع م ا ااال 
الآية 102: سورة الأنعام 
الآية 62: سورة غافر 
الآية 6: سورة مريم 0 
الآية 169: سورة الأعراف 
الآية 32: سورة غافر 
الآية 32: سورة فاطر 
الآية 16: سورة النمل 
- القول في خمس الغنيمة 
837 


5237 


566 
5312 
214 


506 
57 
57 


5218 
530 
5351 
562 
552 
5352 
532 
552 
552 
552 
5852 
552 
عا 
554 


- قول الشافعي: في أربع أخماس الفيء للنبي يكل 

الباب الخامس والثلاثون: الكلام في مسألة ميراث فاطمة رضي الله عنها والقول 
في أن الشرع لا يوجب على الأمة ملك شيء بغير حجة ولا بينة وورود آيات 
وأحاديث مروية 

- القول في أن الرسول عليه السلام يملك الإنتفاع من الشيء 

- فى معنى الآية 60: سورة التوبة 

ْ الآية 41: سورة الأنفال 

- في قول مالك وسائر العلماء إلا الشافعي 

فصل في تحميل الكلام ما لا يعقل منه بغير حجة ولا بينة 

- القول في إطباق السلف على وجوب العمل بخبر الواحد 

- في رواية مالك عن نافع عن ابن عمر 

- في رأي مالك بن أنس 

- في معنى الآية 7 و8 و9 و10: سورة الحشر 

- فصل في حلف عمر على أيمان ثلاثة 

- فصل في رواية ان علياً تولى ضيعة 

- فصل في رفض أبي بكر أن يدفع لفاطمة شيئاً 

- في معنى الاية 20: سورة الفتح 

- فصل في معنى حديث : الا يقسم ورثتي بعدي. .1" 

الباب السادس والثلائون: الكلام في معنى الهبة والرخصة والنعمة من الله والتفريق 
بين الأخذ من الصدقات والقول في البينة العادلة وزيادة في الحديث 

- فصل في أن علياً والعباس رضي الله عنهما أكلا من إرث النبي بحق العمل 

- فى التفريق بين الأخذ من الصدقات والعمل 

- لا يجب على الإمام دفع شيء إلى أحد يدعيه إلا بالبينة 0 

- لا يقبل الإمام شهادة الواحد على سبيل الإحتياط 

- لا يجوز لأبي بكر وغيره من الأئمة الحكم كل بعلمه 

- فصل في حال إبطال الهبة 

قول الشافعي وأبي حنيفة 

- فصل في الوقوف المُحْبََة 

الباب السابع والثلاثون: الكلام في إقرار على لحكم أبي بكر والقول في أن الأئمة 
الثلاثة أشد تشيعاً لعلي رضي الله عنهم جميعاً. والقول في البر والفاجر 

فصل في إدعاءات مختلفة على علي رضي الله عنه 

- القول في أول من حض على الأمر بالمعروف 


538 


5264 


589 


- القول في عدل عمر رضي الله عنه 630 
- القول في ذي الوجهين وتعليق عائشة رضي الله عنها 603 
- قول النجاشي وكثير غيره في معاوية 6035 
الباب الثامن والثلاثون: الكلام في خطبة الحسن بن علي رضي الله عنهما في 
المسالمة ووضع الحرب والقول في كتاب الحسن الى معاوية ومبايعته له إبقاء 
على الأمة وصلاحاً لها 67 
- عفطبة الحسن ابن علي رضي الله عنه في وضع الحرب 0637 
--.مجاهرة الحسن رضي الله عنه ومكاشفته لمعاوية 638 
القول فى معنى الآية 102: سورة التوبة 60 
الآية 4 سورة المطففين 640 
القول في كتاب عبيد الله بن العباس الى الحسن رضي الله عنهما 641 
الكلام في مبايعة الحسن لمعاوية 02 
الياب التاسع والثلائون: الكلام في إسراع الصحابة الى إنكار المنكر ومجاهرة 
الحسن عليه السلام لمعاوية وتوبيخه وقول بعض الشيعة ان عللياً رضي الله عنه 
عالم بالغيب. وان الأبواب كانت لبعض الأئمة وهي اليوم عند القائم المنتظر 03 
- القول في تحكيم مصحف عثمان رضي الله عنه هك 
- القول في عهد رسول الله لعلي رضي الله عنه 644 
- القول في أن علياً رضي الله عنه لا يملك سوى كتاب الله وصحيفة 65 
- في رواية الشيعة في علمائهم وكونهم أبواباً 07 
العلم اليوم عند القائم المنتظر 6048 
ضبط الأسماء وترجمتها والتعليق على البعض منها 651 
1 فهرس الآيات القرآنية عن 
2 - فهرس الأحاديث النبوية 751 
3 - فهرس الأبيات الشعرية 700 
4 - فهرس الاعلام 76 
أ الأشخاص 763 
ب الملل والفرق والقبائل والمذاهمب ل ا ا ع ا ا 2757 
ج ‏ الأماكن والبلدان والمدن 7520 
د الأيام 752 
5 فهرس الاصطلاحات والكلمات 0 
ثبت المصادر والمراجم 816 
2214 


819 


مناقب الأئمة الأربعة 


0 500 

يتناول هذا الكتاب الكلام في الإمامة وهي مسألة لا تزال 
١‏ حتى اليوم محط اثارة» ومركز اهتمام ليس فقط من المسلمين 
المنتشرين على مذاهب اسلامية متعددة بل من غيرهم: الذين 
يريدون الإطلاع على الفكر الاسلامي عامة وعلى الإمامة 

قل 59 بم 
خاضع للمنطق ومطلع على القرآن والسنة؛ تصندّر لهذه 
المسألة في هذا الكتاب» وتناوؤل الكلام في مناقب الأئمة 
الأربعة وهم الخلفاء الراشدون رضي الله عا حتيما 
وخص بالذكر الإمام علي بن أبي طالب وحربه؛ وقصة 


طلحة والزبير وعائشة؛ والفتنة التي وقعت يوم الجمل:. 


وكيف يصحٌ أن يكون القتال فيها من مسائل الإجتهاد» 
وحرب معاوية الأميرء ووقعةصفين واقرار الحكم؛ ثم الكلام 
في الخوارج والنهروان. 

لقد أفاض "الباقلاني" الكلام في كتاب "مناآقب الأئمة" 


هذاء فبحث مطولا في الإمامة وفي رده على الشيعةىم 


النبوّة» ومنزلة الإمامة والتفضيل في باب الدين دون الذنيا. 


الناشر 


ق ١‏ ض/239.9 - 


ا ||| : . 1 
| 6 »* 


5357 0 





5 


5 





1 


, [15811 9953-427-12-7